You are on page 1of 21

‫‪Abstract‬اإلنسانية لجامعة أم البواقي‬

‫مجلة العلوم‬
‫‪:‬‬

‫ما هي أنماط الزواج المستحدثة في العالم العربي واإلسالمي؟‬ ‫‪.1‬‬


‫ما هو مدى تطابقها مع أحكام الشريعة اإلسالمية؟‬ ‫‪.2‬‬
‫ما هو ال أري الفقهي والقانوني لهذه األنماط من الزواج؟‬ ‫‪.3‬‬
‫منهج الدارسة‪ :‬قام الباحث باستخدام مجموعة من المناهج تكمل بعضها البعض‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المنهج الوصفي‪ :‬وهو المنهج الذي يستند إلى وصف الظ‪6‬واهر كم‪6‬ا هي‪ ،‬وه‪6‬و يص‪6‬ف الظ‪6‬واهر في‬
‫تطورها الماض‪6‬ي ح‪6‬تى يص‪6‬ل به‪6‬ا إلى ال‪6‬وقت الحاض‪6‬ر‪ .‬وحس‪6‬ب ه‪6‬ذا المنهج يق‪6‬وم الب‪6‬احث بوص‪6‬ف الحال‪6‬ة‬
‫استع ارضا وتحليال‪ ،‬ثم يقوم بإسقاط الوصف الشرعي على كل واحدة من ح‪66‬االت ال‪6‬د ارس‪66‬ة‪ ،‬فم‪66‬ا يك‪66‬ون‬
‫متوافقا مع الحالة موضوع الد ارسة يجيزه‪ ،‬وما كان متعارضا معها ال يجيزه‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬المنهج االستداللي(االستنباطي)‪:‬وهو الذي ينطل‪6‬ق من معطي‪6‬ات ثابت‪6‬ة إلى نت‪6‬ائج تتض‪6‬منها‪ ،‬أي تفكي‪6‬ك‬
‫موضوع الد ارسة إلى جزئياتها‪ .‬وهو في الواقع يبدأ من قضايا مبدئية مسلم بها إلى قض‪66‬ايا أخ‪66‬رى تنتج‬
‫عنها بالضرورة‪ ،‬دون االلتجاء إلى التجربة‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬المنهج التحليلي‪ :‬وهو منهج يقوم على د ارسة اإلشكاالت العلمية المختلفة تفسي ار ونقدا‬
‫واستنباطا ‪.‬‬
‫اربعا‪ :‬المهج الجدلي‪ :‬ويقوم على أساس التناظر والتحاور بين الجماعات الفقهية المختلفة‪.‬‬
‫د‪ .‬أحم د حس ن أب و‬ ‫أنم اط ال زواج الحديث ة وم دى تطابقه ا م ع‪...‬‬
‫جعفر‬

‫تقسيمات الدارسة‪ :‬تم تقسيم الد ارسة إلى مبحثين‪ ،‬بحيث يحتوي كل مبحث على عدة مطالب‪.‬‬
‫المبحث األول‪:‬عقد الزواج الشرعي في ضوء الفق ه اإلس المي وق انون األح وال الشخص ية‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أنماط من عقود الزواج الحديثة وأحكامها‬
‫المبحث األول‪:‬عقد الزواج الشرعي في ضوء الفق ه اإلس المي وق انون األح وال الشخص ية‬
‫المطلب األول‪:‬تعريف الزواج والنكاح‬
‫الزواج في اللغة‪ :‬يعني االقت ارن‪ ،‬أي زوج األشياء تزويجا وزواجا‪ :‬ق‪6‬رن بعض‪6‬ها ببعض‪ ،‬أي قرن‪6‬اهم‬
‫بهن ‪،‬وزوج الم‪66‬رأة بعله‪66‬ا‪ ،‬وزوج الرج‪66‬ل ام أرت‪66‬ه‪(،‬ابن منظ‪66‬ور‪،‬لس‪66‬ان الع‪66‬رب‪،‬ص ‪ )430‬حيث ق‪66‬ال تع‪66‬الى‬
‫مخاطبا آدم عليه السالم ( وقلنا يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة)‪(.‬سورة البقره‪ ،‬آيه ‪.)35‬‬
‫النك‪66‬اح في اللغ‪66‬ة‪ :‬نكح بمع‪66‬نى ت‪6‬زوج‪ ،‬وهي ن‪6‬اكح‪ :‬ذات زوج‪ ،‬وأنكح‪66‬ه الم أرة‪ :‬زوج‪66‬ه إياه‪6‬ا‪ .‬ق‪66‬ال تع‪66‬الى‪:‬‬
‫(إني أري‪66‬د أن أنكح‪66‬ك إح‪66‬دى ابن‪66‬تين ه‪66‬اتين على أن ت‪66‬أجرني ثم‪66‬ان حجج)‪(.‬س‪66‬ورة القص‪66‬ص‪ ،‬آي‪66‬ه ‪، )27‬‬
‫لذلك فإن الزواج والنكاح يدالن على معنى واحد‪.‬‬
‫الزواج في االصطالح‪ :‬عرفه الحنفي‪6‬ة بأن‪6‬ه عق‪6‬د يفي‪6‬د مل‪6‬ك المتع‪6‬ة‪ .‬وق‪6‬د عرف‪6‬ه الق‪6‬انون بأن‪6‬ه عق‪6‬د بين رج‪6‬ل‬
‫وام أرة تح ‪66‬ل ل ‪66‬ه ش ‪66‬رعا لتك ‪66‬وين أس ‪66‬رة به ‪66‬دف إيج ‪66‬اد نس ‪66‬ل بينهم ‪66‬ا وتك ‪66‬ون ه ‪66‬ذه األس ‪66‬رة اللبن ‪66‬ة األولى في‬
‫المجتمع اإلسالم‪(.‬الغرياني‪ ،2002،‬ص ‪)491‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حكمة مشروعية الزواج‬
‫تظه‪66‬ر حكم‪66‬ة مش‪66‬روعية ال‪66‬زواج من خالل االس‪66‬تق ارر ال‪66‬ذي يتحق‪66‬ق لألس‪66‬رة المس‪66‬لمة وال‪66‬تي تك‪66‬ون‬
‫اللبنة األساسية والهامة في بناء المجتمع المس‪66‬لم‪(.‬زي‪6‬دان‪،2002،‬ص ‪ )129‬ومن خالل ال‪6‬زواج الص‪66‬حيح‬
‫ينش‪66‬أ األوالد ذوو النس‪66‬ب المع‪66‬روف‪ ،‬على عكس المجتمع‪66‬ات األخ‪66‬رى‪ .‬وال ننس‪66‬ى أن‪66‬ه من خالل ال‪66‬زواج‬
‫تتحقق أمور أخرى بخالف النسل أال وهي استمتاع ال‪6‬زوجين يبعض‪6‬هما البعض ٕو ٕا ش‪6‬باع الرغب‪6‬ة الجنس‪6‬ية‬
‫بشكل مشروع بعيدا عن الخوض في الح ارم‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪:‬أركان عقد الزواج‬


‫إن ركن ال ‪66‬زواج عن ‪66‬د الحنفي ‪66‬ة ه ‪66‬و اإليج ‪66‬اب والقب ‪66‬ول‪ .‬أم ‪66‬ا عن ‪66‬د الجمه ‪66‬ور غ ‪66‬ير الحنفي ‪66‬ة ف ‪66‬إن لل ‪66‬زواج‬
‫أربعأركان‪ ،‬وهي‪ :‬الصيغة المتمثلة باإليجاب والقبول‪ ،‬والزوج‪ ،‬والزوجة‪ ،‬والولي‪ .‬هذا وقد أخذ الق‪66‬انون‬
‫الوض‪66 6‬عي بم‪66 6‬ذهب الحنفي‪66 6‬ة حيث نص‪66 6‬ت الم‪66 6‬ادة( ‪ )14‬من‪66 6‬ه على أن ال‪66 6‬زواج ينعق‪66 6‬د بإيج‪66 6‬اب وقب‪66 6‬ول من‬
‫الخ‪66‬اطبين أو كليهم‪66‬ا في مجلس العق‪66‬د‪ .‬إن اإليج‪66‬اب والقب‪66‬ول يس‪66‬مى بالص‪66‬يغة‪ .‬ويع‪66‬ني اإليج‪66‬اب‪ :‬م‪66‬ا ص‪66‬در‬

‫‪59‬‬ ‫المجلد ‪ ،5‬العدد ‪ - 2‬ديسمبر ‪2018‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي‬
‫د‪ .‬أحم د حس ن أب و‬ ‫أنم اط ال زواج الحديث ة وم دى تطابقه ا م ع‪...‬‬
‫جعفر‬

‫أوال من كالم أحد العاقدين‪ ،‬والقبول‪ :‬هو ما صدر ثانيا من كالم العاقد األخر وصرح بالموافق‪66‬ة على م‪66‬ا‬
‫ورد في كالم األول‪ .‬أم ‪66 6‬ا بالنس ‪66 6‬بة إلى األلف ‪66 6‬اظ ال ‪66 6‬تي يتم فيه ‪66 6‬ا اإليج ‪66 6‬اب والقب ‪66 6‬ول‪ ،‬فق ‪66 6‬د قص ‪66 6‬ر المالكي ‪66 6‬ة‬
‫والش‪66‬افعية والحنابل‪66‬ة ألف‪66‬اظ ال‪66‬زواج على لفظين اث‪66‬نين وهم‪66‬ا‪ :‬االنك‪66‬اح وال‪66‬تزويج ‪،‬بينم‪66‬ا توس‪66‬ع الحنفي‪66‬ة في‬
‫األلف‪66‬اظ وق‪66‬الوا أن‪66‬ه ينعق‪66‬د بلف‪66‬ظ الهب‪66‬ة‪ ،‬والص‪66‬دقة‪ ،‬والتملي‪66‬ك‪ ،‬وخالف ذل‪66‬ك من األلف‪66‬اظ الدال‪66‬ة على ال‪66‬زواج‪.‬‬
‫(العبدري ‪،1987،‬ص‪ )419‬المطلب االربع‪:‬األهلية في عقد الزواج‬
‫أوال‪ :‬اشت ارط األهلية في عقد الزواج عند فقهاء المسلمين‪ :‬اشترط فقهاء الحنفية لنفاذ عقد الزواج بع‪66‬د‬
‫انعقاده صحيحا أن يكون كال ال‪6‬زوجين كام‪6‬ل األهلي‪6‬ة إذا ت‪6‬ولى عق‪6‬د ال‪6‬زواج بنفس‪6‬ه‪ .‬ويك‪6‬ون كم‪6‬ال األهلي‪6‬ة‬
‫بالبلوغ والعقل ‪.‬‬
‫ولم يش ‪66 6‬ترط جمه ‪66 6‬ور الفقه ‪66 6‬اء من المالكي ‪66 6‬ة والش ‪66 6‬افعية والحنابل ‪66 6‬ة النعق ‪66 6‬اد ال ‪66 6‬زواج األهلي ‪66 6‬ة ك ‪66 6‬البلوغ‬
‫والعقل ‪،‬حيث أنهم أجازوا زواج الصغير والصغيرة والمجنون والمجنون‪66‬ة‪ ،‬ولكن ذل‪66‬ك يك‪66‬ون عن طري‪66‬ق‬
‫الولي والذي يقوم بإب ارم عقد الزواج عوضا عن هذا الشخص‪(.‬الزحيلي ‪ ،2007،‬ص‪)57‬‬
‫ه ‪66 6‬ذا وق ‪66 6‬د أخ ‪66 6‬ذ الق ‪66 6‬انون بق ‪66 6‬ول جمه ‪66 6‬ور الفقه ‪66 6‬اء بج ‪66 6‬واز زواج المجن ‪66 6‬ون والمعت ‪66 6‬وه من خالل ال ‪66 6‬ولي أو‬
‫القاضي ‪،‬حيث نصت المادة الثامن‪6‬ة من‪6‬ه على م‪6‬ا يلي‪ :‬للقاض‪6‬ي أن ي‪6‬أذن ب‪6‬زواج من ب‪6‬ه جن‪6‬ون أو عت‪6‬ه إذا‬
‫ثبت بتقرير طبي أن في زواجه مصلحة له‪(.‬الظاهر ‪ ،2008،‬ص ‪)102‬‬
‫ثاني ا‪ :‬موق‪66‬ف الق‪66‬انون‪:‬لق‪66‬د ح‪66‬دد الق‪66‬انون أهلي‪66‬ة ال‪66‬زواج ب‪66‬أن يتم الخ‪66‬اطب س‪66‬تة عش‪66‬ر س‪66‬نة قمري‪66‬ة‪ ،‬وأن تتم‬
‫المخطوبة خمس‪6‬ة عش‪6‬ر س‪6‬نة قمري‪6‬ة من العم‪6‬ر‪ .‬بينت الم‪6‬ادة الخامس‪6‬ة ذل‪6‬ك حيث نص‪6‬ت على أن‪6‬ه‪ :‬يش‪6‬ترط‬
‫في أهلية الزواج أن يكون الخاطب والمخطوبة ع‪6‬اقلين‪ ،‬وأن يتم الخ‪6‬اطب الس‪6‬نة السادس‪6‬ة عش‪6‬رة وأن تتم‬
‫المخطوبة الخامسة عشرة من العمر‪.‬‬
‫إن العبرة من تحديد ه‪6‬ذا الس‪6‬ن ه‪6‬و منتهى س‪6‬ن البل‪6‬وغ لألن‪6‬ثى وك‪6‬ذلك لل‪6‬ذكر ال‪6‬ذي ه‪6‬و ال‪6‬زوج حفاظ‪6‬ا على‬
‫مص‪66‬لحة األس‪66‬رة المس‪66‬لمة‪ .‬وحس‪66‬ب الم‪66‬ادة ال اربع‪66‬ة والثالث‪66‬ون من الق‪66‬انون يك‪66‬ون ال‪66‬زواج فاس‪66‬دا إذا ك‪66‬ان‬
‫الطرفان أو أحدهما غير حائز على شروط األهلية حين العقد‪ (.‬ال ارفعي‪،2002،‬ص‪.)101‬‬

‫المطلب الخامس‪ :‬حكم عقد الزواج‬

‫‪60‬‬ ‫المجلد ‪ ،5‬العدد ‪ - 2‬ديسمبر ‪2018‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي‬
‫د‪ .‬أحم د حس ن أب و‬ ‫أنم اط ال زواج الحديث ة وم دى تطابقه ا م ع‪...‬‬
‫جعفر‬

‫إن عق ‪66‬د ال ‪66‬زواج إذا ك ‪66‬ان مس ‪66‬توفيا ومس ‪66‬تكمال ألركان ‪66‬ه ك ‪66‬ان ص ‪66‬حيحا ت ‪66‬ترتب علي ‪66‬ه آث ‪66‬اره‪ ،‬أم ‪66‬ا في‬
‫حالةتخلف أحد أركانه أو شروطه فقد اعت اره الخلل والعيب‪ ،‬وفي هذه الحالة إما يكون العق‪6‬د فاس‪6‬دا أو‬
‫باطال ‪.‬‬
‫لق‪66‬د أخ‪66‬ذ الق‪66‬انون بتل‪66‬ك التفرق‪66‬ة‪ ،‬حيث نص على الح‪66‬االت ال‪66‬تي يك‪66‬ون فيه‪66‬ا عق‪66‬د ال‪66‬زواج ب‪66‬اطال‪ ،‬والح‪66‬االت‬
‫التي يكون فيها فاسدا‪ ،‬مبينا اآلثار المترتبة على عقد الزواج الصحيح وعقد الزواج الفاسد‪.‬‬
‫أوال‪ :‬عقد الزواج الصحيح‪ :‬وهو العقد ال‪6‬ذي يوج‪6‬د مس‪6‬تكمال أركان‪6‬ه وش‪6‬روطه‪ ،‬حيث رتب علي‪6‬ه الش‪6‬ارع‬
‫آث‪66 6‬اره من أج‪66 6‬ل االس‪66 6‬تمتاع على الوج‪66 6‬ه الش‪66 6‬رعي ‪،‬والمه‪66 6‬ر المس‪66 6‬مى والنفق‪66 6‬ة‪ ،‬وثب‪66 6‬وت النس‪66 6‬ب‪ ،‬وحرم‪66 6‬ة‬
‫المص‪66‬اهرة والت‪66‬وارث‪ ،‬والت ازم كال من ال‪66‬زوجين بحس‪66‬ن معاش‪66‬رة اآلخ‪66‬ر‪ .‬ه‪66‬ذا وق‪66‬د يتخل‪66‬ف ش‪66‬رطا من‬
‫شروط اللزوم‪ ،‬فعن‪6‬دها يك‪6‬ون العق‪6‬د غ‪6‬ير الزم‪ ،‬فإم‪6‬ا أن بفس‪6‬خ أو يص‪6‬حح‪ ،‬وق‪6‬د يتخل‪6‬ف ش‪6‬رطا من ش‪6‬روط‬
‫النف‪66‬اذ‪ ،‬وعن‪66‬دها يك‪66‬ون العق‪66‬د موقوف‪66‬ا على اإلج‪66‬ازة‪ ،‬حيث نص‪66‬ت الم‪66‬ادة ال اربع‪66‬ة عش‪66‬ر من الق‪66‬انون على‬
‫أنه‪( :‬ينعق‪6‬د ال‪6‬زواج بإيج‪6‬اب وقب‪6‬ول الخ‪6‬اطبين أو كليهم‪6‬ا في مجلس العق‪6‬د)‪ .‬ونص‪6‬ت الم‪6‬ادة السادس‪6‬ة عش‪6‬ر‬
‫من الق‪66 6‬انون‪( :‬يش‪66 6‬ترط في ص‪66 6‬حة عق‪66 6‬د ال‪66 6‬زواج حض‪66 6‬ور ش‪66 6‬اهدين أو رج‪66 6‬ل وام أرتين مس‪66 6‬لمين إذا ك‪66 6‬ان‬
‫الزوجان مسلمين) عاقلين بالغين سامعين اإليجاب والقبول فاهمين المقصود بهما‪ ،‬وتجوز شهادة أص‪66‬ول‬
‫الخاطب والمخطوبة وفروعهما على العقد‪(.‬السرطاوي ‪ ،2010،‬ص‪)145‬‬
‫ثانيا‪ :‬عق‪66‬د ال‪66‬زواج الفاس‪66‬د‪ :‬ه‪66‬و العق‪66‬د ال‪66‬ذي اس‪66‬تكمل ركن‪66‬ه وس‪66‬ائر ش‪66‬روطه ولكن‪66‬ه فق‪66‬د ش‪66‬رطا من ش‪66‬روط‬
‫الصحة‪ ،‬فإن لم يتبعه دخول لم يترتب عليه أي أثر‪ ،‬وأما إن تبع‪66‬ه دخ‪66‬ول في‪6‬ترتب علي‪6‬ه اس‪66‬تحقاق الم أرة‬
‫لألقل من المهر المسمى ومهر المثل‪ ،‬وثبوت نسب الولد‪ ،‬وحرمة المصاهرة‪ ،‬ووج‪66‬وب الع‪66‬دة‪ ،‬وال تثبت‬
‫بقية األحكام كاإلرث والنفقة‪ ،‬والعقد الفاسد يوجب على الز وج والزوجة التفرق طوعا ٕو ٕا ال فرق بينهم‪66‬ا‬
‫القاضي‪.‬‬
‫نصت المادة ال اربعة والثالثون من القانون على أن الزواج يكون فاسدا في الحاالت التالية‪:‬‬
‫إذا كان الطرفان أو أحدهما غير حائز على شروط األهلية حين العقد‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫إذا كان عقد الزواج بال شهود‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫إذا كان عقد الزواج باإلكاره‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫إذا كان شهود العقد غير حائزين لألوصاف المطلوبة شرعا‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫إذا كان عقد الزواج على أحد الم أرتين الممنوع الجمع بينهما بسبب حرمة النسب أو الرضاع‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫زواج المتعة أو الزواج المؤقت‪(.‬عقله ‪ ،1989،‬ص‪)390‬‬ ‫‪.6‬‬

‫‪61‬‬ ‫المجلد ‪ ،5‬العدد ‪ - 2‬ديسمبر ‪2018‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي‬
‫د‪ .‬أحم د حس ن أب و‬ ‫أنم اط ال زواج الحديث ة وم دى تطابقه ا م ع‪...‬‬
‫جعفر‬

‫ثالثا‪ :‬عقد الزواج الباط‪6‬ل‪:‬إن‪6‬ه العق‪6‬د ال‪6‬ذي اخت‪6‬ل ركن‪6‬ه أو ش‪6‬روط انعق‪6‬اده أو بعض‪6‬ها‪ ،‬وال ي‪6‬ترتب علي‪6‬ه أي‬
‫أثرقب ‪66‬ل ال ‪66‬دخول أو بع ‪66‬ده‪ .‬نص ‪66‬ت الم ‪66‬ادة الثالث ‪66‬ة والثالث ‪66‬ون من الق ‪66‬انون على أن ال ‪66‬زواج يك ‪66‬ون ب ‪66‬اطال في‬
‫الحاالتالتالية‪:‬‬
‫تزوج المسلمة بغير المسلم‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫تزوج المسلم بام أرة غير كتابية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫تزوج الرجل بام أرة ذات رحم محرم منه وهن األصناف المبينة في المواد ‪24‬و‪25‬و‪ 62‬من هذا‬ ‫‪.3‬‬
‫القانون‪.‬‬
‫إن عقد الزواج الفاسد والباطل ال يترتب عليه أي أثر قبل الدخول‪ ،‬حيث منع القانون بقاء الزوجين على‬
‫هذا الزواج‪ ،‬ونصت المادة الثالثة واألربعون منه على ما يلي‪:‬بقاء الزوجين على الزواج الباطل أو الفاسد‬
‫ممنوع‪ ،‬فإذا لم يفترقا يفرق القاضي بينهما بينهما عند ثبوت ذلك بالمحاكمة باسم الحق العام الشرعي‪،‬‬
‫وال تسمع دعوى فساد الزواج بسبب صغر السن إذا ولدت الزوجة أو كانت حامال أو كان الطرفان حين‬
‫إقامة الدعوى حائزين على شروط األهلية‪( .‬الظاهر‪ ،‬ص‪ )109‬المبحث الثاني‬
‫أنم اط من عق ود ال زواج الحديث ة وأحكامه ا‬
‫المطلب األول‪:‬الزواج المدني‬
‫أوال‪:‬التعري ف ب الزواج الم دني‪ :‬عرف‪66‬ه س‪66‬الم ال ارفعي‪ :‬بأن‪66‬ه العق‪66‬د ال‪66‬ذي يج‪66‬ري في دوائ‪66‬ر الدول‪66‬ة‪ ،‬دون‬
‫موافقة الولي وال يشترط حضور الشهود‪ .‬ويقول عبد الفتاح كباره‪ :‬أن الزواج المدني نظام قانوني يقوم‬
‫على توافق إ اردتي الرجل والم أرة عل ارتباطهما به‪ ،‬ويستهدف إقامة الحي‪6‬اة المش‪66‬تركة بينهم‪66‬ا‪ ،‬وتب‪6‬ادل‬
‫الرعاية والمعونة لخيرهما المشترك‪ ،‬وذلك على الوجه المحدد في القانون‪(.‬كباره‪ ،2009،‬ص‪)73‬‬
‫ل‪66‬ذلك فإنن‪66‬ا نس‪66‬تطيع الق‪66‬ول أن ال‪66‬زواج الم‪66‬دني أن‪66‬ه زواج يخض‪66‬ع لق‪66‬انون الدول‪66‬ة ال‪66‬تي يج‪66‬ري على أرض‪66‬ها‪،‬‬
‫ٕو ٕا ن ك ‪66 6‬ان الم ارد ب ‪66 6‬ه في ال ‪66 6‬دعوات إلي ‪66 6‬ه في ال ‪66 6‬دول العربي ‪66 6‬ة وك ‪66 6‬ذلك اإلس ‪66 6‬المية التخلص من الش ‪66 6‬روط‬
‫والضوابط الشرعية التي تستوجب موافقة الولي وم ارع‪6‬اة الس‪66‬ن بالنس‪66‬بة إلى المخطوب‪6‬ة‪ ،‬واش‪66‬ت ارط أن‬
‫يكون الزوج مسلما إذا كانت الزوجة مسلمة‪ ،‬والغاية منه تقليد العادات الغربية ‪.‬‬

‫‪62‬‬ ‫المجلد ‪ ،5‬العدد ‪ - 2‬ديسمبر ‪2018‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي‬
‫د‪ .‬أحم د حس ن أب و‬ ‫أنم اط ال زواج الحديث ة وم دى تطابقه ا م ع‪...‬‬
‫جعفر‬

‫ثانيا‪ :‬حقيقة الزواج الم دني‪ :‬إن‪66‬ه اتف‪66‬اق على مج‪66‬رد االرتب‪66‬اط بين رج‪66‬ل وام أرة دون االلت ازم بأحك‪66‬ام‬
‫الش‪66‬ريعة اإلس‪66‬المية‪ ،‬حس‪66‬ب إ اردة الط‪66‬رفين ورغبتهم‪66‬ا‪ ،‬بغض النظ‪66‬ر عن خلوهم‪66‬ا من الموان‪6‬ع الش‪66‬رعية‪.‬‬
‫إن عقد الزواج المدني يخالف عقد الزواج الشرعي من عدة نواحي‪:‬‬
‫يهمل اختالف الدين والمي ارث‪ ،‬ويهمل أيضا صيغة عقد الزواج‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫يهمل ق اربة الرضاعة‪ ،‬وال يعتبرها مانعا من موانع الزواج‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫عدم اعتبار وقوع الطالق من الرجل بصورة منفردة‪ ،‬وعدم وقوع الطالق بالت ارضي‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫األخذ بالتبني في قضايا النسب‪ ،‬واعتباره مانعا من الزواج‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫اعتبار تعدد الزوجات مانعا مبطال للزواج‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫إالزم الزوجة بالنفقة‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫جعل مدة عدة الم أرة الحامل ثالثماية يوم‪(.‬عقله‪ ،1989،‬ص‪)360‬‬ ‫‪.7‬‬
‫يقول محمد عقلة‪ " :‬إن العقد هو شرط أساسي في إنشاء العالقة الزوجي‪6‬ة‪ ،‬وال يكفي لص‪6‬حته مج‪6‬رد‬
‫االتفاق الرضائي‪ ،‬والوسائل المتبعة في الزواج المدني هي وسائل رخيصة في غالبيتها‪ ،‬وال أثر لها في‬
‫إيجاد عالقة مشروعة بين رجل وام أرة‪ ،‬سواء ك‪6‬انت عن طري‪6‬ق المح‪6‬اكم المدني‪6‬ة‪ ،‬أو ال‪6‬دوائر الرس‪6‬مية‪،‬‬
‫أو المك‪66‬اتب اإلعالني‪66‬ة‪ ،‬ألنه‪66‬ا تجع‪66‬ل من ال‪66‬زواج عالق‪66‬ة تس‪66‬تهدف المت‪66‬ع الع‪66‬ابرة‪ ،‬وتنح‪66‬در ب‪66‬ه عن أهداف‪66‬ه‬
‫الس ‪66‬امية ‪،‬ووس ‪66‬ائله المش ‪66‬روعة‪ .‬لق ‪66‬د نش ‪66‬أت فك ‪66‬رة ال ‪66‬زواج الم ‪66‬دني أساس ‪66‬ا في أ وروب ‪66‬ا للتح ‪66‬رر من هيمن ‪66‬ة‬
‫وس‪66‬لطان الكنيس‪66‬ة ‪،‬وال‪66‬تي ك‪66‬انت تس‪66‬تأثر لنفس‪66‬ها بح‪66‬ق إج ارء ال‪66‬زواج‪ ،‬بحيث تعت‪66‬بره الغي‪66‬ا إذا لم يتم عن‬
‫طريقه ‪66‬ا‪ ،‬ومنس ‪66‬جما م ‪66‬ع تعاليمه ‪66‬ا‪ .‬وعلى ض ‪66‬وء ذل‪66‬ك يج ‪66‬ري ال‪66‬زواج الم ‪66‬دني في دوائ‪66‬ر األح ‪66‬وال المدني‪66‬ة‬
‫وليس في الكنائس‪(.‬السرطاوي ‪،‬ص ‪)397‬‬
‫ثالثا‪:‬حكم الزواج المدني في الشريعة اإلسالمية‪ :‬يعت‪66‬بر ال‪66‬زواج في اإلس‪66‬الم من قبي‪66‬ل العب‪66‬ادة لم‪66‬ا يش‪66‬تمل‬
‫عليه من المصالح الكثيرة‪ ،‬التي منها تحصين النفس ٕو ٕا يجاد النسل‪ ،‬وقد قال عن‪66‬ه الرس‪66‬ول علي‪66‬ة الس‪66‬الم "‬
‫وفي بضع أحدكم صدقة"‪(.‬عبد العظيم‪،2002،‬ص ‪)12‬‬
‫ويختلف الحكم على عقد الزواج المدني باختالف العلماء في تعريفه على أريين‪:‬‬
‫األري األول‪ :‬إن الزواج الم‪6‬دني إذا ك‪6‬ان مس‪6‬توفيا للش‪6‬روط الش‪6‬رعية ال‪6‬واجب توافره‪6‬ا في العق‪6‬د الص‪6‬حيح‬
‫كان الزواج صحيحا بغض النظر عن االسم ال‪6‬ذي يطل‪6‬ق علي‪6‬ه‪ ،‬ف‪6‬العبرة في ه‪6‬ذا العق‪6‬د المقاص‪6‬د والمع‪6‬اني‬
‫ال األلفاظ والمباني‪(.‬الدريوش ‪ ،2005،‬ص ‪)117‬‬

‫‪63‬‬ ‫المجلد ‪ ،5‬العدد ‪ - 2‬ديسمبر ‪2018‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي‬
‫د‪ .‬أحم د حس ن أب و‬ ‫أنم اط ال زواج الحديث ة وم دى تطابقه ا م ع‪...‬‬
‫جعفر‬

‫األري الثاني‪ :‬في حال‪66‬ة ع‪66‬دم ت‪66‬وافر الش‪66‬روط الش‪66‬رعية في ال‪66‬زواج الم‪66‬دني‪ ،‬فق‪66‬د تم االتف‪66‬اق على تحريم‪66‬ه‪.‬‬
‫وقد خلص السيد سالم ال ارفعي إلى أن الزواج المدني عقد فاسد ال يحل الدخول على الم أرة‪ ،‬بل ال بد‬
‫من عق‪66 6‬د ش‪66 6‬رعي الس‪66 6‬تحالل ال‪66 6‬دخول عليه‪66 6‬ا‪ ،‬وال م‪66 6‬انع ش‪66 6‬رعا من إج ارء العق‪66 6‬د الم‪66 6‬دني بع‪66 6‬د ذل‪66 6‬ك‪ ،‬ال‬
‫الس‪66‬تحالل ال‪66‬دخول ب‪66‬ه‪ ،‬ولكن لض‪66‬مان حق‪66‬وق الط‪66‬رفين‪ .‬ه‪66‬ذا وق‪66‬د اعتم‪66‬د من ق‪66‬ال بتح‪66‬ريم ال‪66‬زواج الم‪66‬دني‬
‫على أن ص ‪66‬يغة ال ‪66‬زواج الم ‪66‬دني اس ‪66‬تفهامية في اإليج ‪66‬اب والقب ‪66‬ول‪ ،‬إذ يق ‪66‬ول الموظ ‪66‬ف لل ‪66‬زوج‪ :‬ه ‪66‬ل تري ‪66‬د‬
‫ال ‪66‬زواج بفالن ‪66‬ة؟ فيجيب بنعم ‪،‬ويق ‪66‬ول للزوج ‪66‬ة‪ :‬ه ‪66‬ل تري ‪66‬دين ال ‪66‬زواج بفالن؟ فتجيب بنعم‪ .‬إذ يش ‪66‬ترط في‬
‫الصيغة أن تكون في الماضي في اإليجاب والقبول‪ ،‬وأجيز أيض‪6‬ا بص‪6‬يغة ت‪6‬دل على الح‪6‬ال أو االس‪6‬تقبال‬
‫إما في اإليجاب ٕو ٕا ما في القبول ‪.‬‬
‫وكذلك فإن إهمال الولي في الزواج المدني عند جمهور الفقهاء يجعله باطال لقول الرسول علي‪66‬ة الس‪66‬الم‪:‬‬
‫"ال نك‪66 6‬اح إال ب‪66 6‬ولي‪ :‬ولقول‪66 6‬ه علي‪66 6‬ه الس‪66 6‬الم أيض‪66 6‬ا‪ " :‬أيم‪66 6‬ا ام أرة نكحت بغ‪66 6‬ير إذن وليه‪66 6‬ا فنكاحه‪66 6‬ا باط‪66 6‬ل‬
‫باطلباطل "‪(.‬الزحيلي‪ ،2007،‬ص‪ )6699‬المطلب الثاني‪ :‬زواج المسيار‬
‫زواج المس ‪66‬يار مص ‪66‬طلح ح ‪66‬ديث نس ‪66‬بيا‪ ،‬وه ‪66‬و غ ‪66‬ير مع ‪66‬روف ح ‪66‬تى اآلن في الكث ‪66‬ير من المجتمع ‪66‬ات‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وهو غريب عن عادات وسلوك المجتمعات المسلمة‪ .‬أجاز يوسف القرضاوي زواج المسيار‬
‫وق‪66‬د ق‪66‬ال ح‪66‬ول ه‪66‬ذا ال‪66‬زواج‪" :‬لم أكن أتوق‪66‬ع أن تح‪66‬دث فت‪66‬واي ح‪66‬ول ه‪66‬ذا ال‪66‬زواج ه‪66‬ذه الض‪66‬جة في بل‪66‬دان‬
‫الخليج وفي البالد العربية عامة"‪(.‬القرضاوي ‪ ،1999،‬ص ‪)5‬‬
‫لقد اختلف العلم‪6‬اء المعاص‪6‬رون في حكم زواج المس‪6‬يار م‪6‬ا بين مج‪6‬يز له‪6‬ذا الن‪6‬وع من ال‪6‬زواج ومح‪6‬رم أو‬
‫كاره‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعري ف زواج المس يار‪ :‬إن كلم ‪66‬ة المس ‪66‬يار كلم ‪66‬ة عامي ‪66‬ة المقص ‪66‬ود منه ‪66‬ا الم ‪66‬رور وع ‪66‬دم المك ‪66‬وث‬
‫الطويل ‪.‬‬
‫عرف‪66‬ه يوس‪66‬ف القرض‪66‬اوي‪ :‬ه‪66‬و ال‪66‬زواج ال‪66‬ذي ي‪66‬ذهب في‪66‬ه الرج‪66‬ل إلى بيت الم أرة‪ ،‬وال تنتق‪66‬ل الم أرة إلى‬
‫بيت الرجل‪ ،‬وفي الغالب هذه تكون الزوجة الثانية‪ ،‬حيث يكون عن‪6‬ده زوج‪6‬ة أخ‪6‬رى هي ال‪6‬تي تك‪6‬ون في‬
‫بيته وينفق عليها‪ .‬وعرفه عادل عبد الموجود بقوله ‪ :‬إنه ال‪6‬زواج ال‪6‬ذي اس‪6‬تكمل الش‪6‬روط ال‪6‬تي يص‪6‬ح به‪6‬ا‬
‫عق‪66‬د النك‪66‬اح عن‪66‬د جمه‪66‬ور العلم‪66‬اء من اش‪66‬ت ارط ال‪66‬ولي‪ ،‬ورض‪66‬ا ال‪66‬زوجين‪ ،‬وش‪66‬اهدي ع‪66‬دل‪ ،‬ولكن يتف‪66‬ق‬
‫الزوج‪66‬ان فيم‪66‬ا بينهم‪66‬ا على إس‪66‬قاط بعض حق‪66‬وق الزوج‪66‬ة الواجب‪66‬ة له‪66‬ا مث‪66‬ل النفق‪66‬ة والقس‪66‬م في حال‪66‬ة تع‪66‬دد‬

‫‪64‬‬ ‫المجلد ‪ ،5‬العدد ‪ - 2‬ديسمبر ‪2018‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي‬
‫د‪ .‬أحم د حس ن أب و‬ ‫أنم اط ال زواج الحديث ة وم دى تطابقه ا م ع‪...‬‬
‫جعفر‬

‫الزوج‪66‬ات‪(.‬القرض‪66‬اوي‪ ،1999،‬ص‪،)9‬ه‪66‬ذا وق‪66‬د نص الق‪66‬انون في الم‪66‬ادة التاس‪66‬عة عش‪66‬ر من‪66‬ه على ج‪66‬واز‬
‫االشت ارط بين الزوجين‪ :‬إذ اشترط في العقد شرط نافع ألحد الزوجين ولم يكن منافيا لمقاص‪66‬د ال‪66‬زواج‬
‫ولم يل ‪66‬تزم في ‪66‬ه بم ‪66‬ا ه ‪66‬و محظ ‪66‬ور ش ‪66‬رعا وس ‪66‬جل في وثيق ‪66‬ة العق ‪66‬د وجبت م ارعات ‪66‬ه‪(.‬عب ‪66‬د الموج ‪66‬ود‪ ،‬ص‬
‫‪ ،2002‬ص‪ )3‬ثانيا‪ :‬دوافع زواج المسيار‪ :‬قد يكون الدافع وارء هذا ال‪6‬زواج ارجع‪6‬ة إلى الرج‪6‬ل‪ ،‬وق‪6‬د‬
‫تك ‪66‬ون ارجع ‪66‬ة إلى الم أرة‪ .‬وق ‪66‬د تلتقي دواف ‪66‬ع الرج ‪66‬ل والم أرة على ه‪66‬ذا الن‪66‬وع من ال‪66‬زواج فيك ‪66‬ون زواج‬
‫المس‪66‬يار حال لهم‪66‬ا اللتق‪66‬اء المص‪66‬الح الخاص‪66‬ة بهم‪66‬ا‪ .‬ومث‪66‬ال ذل‪66‬ك أن ال‪66‬زوج ي‪66‬رغب في ال‪66‬زواج من ام أرة‬
‫ثاني ‪66‬ة ولكن ‪66‬ه ال يس ‪66‬تطيع فع ‪66‬ل ذل ‪66‬ك بس ‪66‬بب قي ‪66‬ود المجتم ‪66‬ع أو قل ‪66‬ة الم ‪66‬ال‪ ،‬وربم ‪66‬ا تك ‪66‬ون الزوج ‪66‬ة ذات م ‪66‬ال‬
‫وترغب في الزواج‪ ،‬ولم يحالفها الحظ لالرتباط بزواج عادي‪ ،‬وفي هذه الحالة فإن زواج المس‪66‬يار ي‪6‬وفر‬
‫له ‪66‬ا ه ‪66‬ذه الفرص ‪66‬ة على ال ‪66‬رغم من أنه ‪66‬ا تتن ‪66‬ازل عن بعض حقوقه ‪66‬ا كالنفق ‪66‬ة والع ‪66‬دل في ال ‪66‬بيت والمس ‪66‬كن‪.‬‬
‫(القرضاوي‪،1999،‬ص ‪ )228‬ثالثا‪ :‬الحكم الشرعي لزواج المسيار‪ :‬اختل‪66‬ف العلم‪66‬اء المعاص‪66‬رون في‬
‫الحكم الشرعي لزواج المسيار‪.‬‬
‫األري األول‪ :‬زواج المسيار جائز شرعا‪:‬أجاز بعض العلماء هذا النوع وقال بأن‪66‬ه ج‪66‬ائز ش‪66‬رعا حيث أن‪66‬ه‬
‫مس‪66‬ت وف للش‪66‬روط واألرك‪66‬ان ال‪66‬واجب توافره‪66‬ا في العق‪66‬د الص‪66‬حيح ال‪66‬ذي ت‪66‬ترتب علي‪66‬ه أحكام‪66‬ه ونتائج‪66‬ه‬
‫الشرعية من جل االس‪66‬تمتاع ووج‪66‬وب النفق‪6‬ة والمه‪66‬ر والت‪6‬وارث بين ال‪6‬زوجين‪ :‬إال أن بعض من أج‪66‬ازه ال‬
‫يحبذه وال يرغب به‪ ،‬ويرى فيه الك ارهة لعدم تحقيق‪6‬ه لمقاص‪66‬د الش‪66‬ريعة في ال‪6‬زواج من الس‪66‬كن النفس‪66‬ي‪،‬‬
‫واإلش ارف على األسرة‪ ،‬ومن هؤالء هبه الزحيلي ويوسف القرضاوي‪.‬‬
‫أدلة أصحاب هذا ال أري‪:‬‬
‫‪.1‬إن هذا النوع من الزواج هو زواج شرعي مستوف لشروط صحته‪ ،‬إال أن الم أرة تتن‪66‬ازل عن بعض‬
‫حقوقها برضاها لزوجها وهو مشروع في اإلس‪6‬الم‪ ،‬فق‪6‬د ج‪6‬اء في الق‪6‬رآن الك‪6‬ريم والس‪6‬نة الش‪6‬ريفة م‪6‬ا ي‪6‬بيح‬
‫للم أرة التنازل عن بعض حقوقها لزوجها‪ ،‬حيث ق‪66‬ال تع‪66‬الى‪ ":‬وات‪6‬وا النس‪66‬اء ص‪66‬دقتهن نحل‪6‬ة ف‪66‬إن طبن لكم‬
‫عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا ‪".‬‬
‫‪.2‬ي‪66‬وفر ه‪66‬ذا ال‪66‬زواج حال لبعض المش‪66‬اكل مث‪66‬ل إش‪66‬باع الرغب‪66‬ة الجنس‪66‬ية‪ ،‬وتقلي‪66‬ل ع‪66‬دد الع‪66‬وانس‪ ،‬وتكث‪66‬ير‬
‫النسل في المجتمع المسلم‪.‬‬
‫‪.3‬إن أمثلة هذا الزواج كثيرة في التاريخ اإلسالمي‪ ،‬حيث نزل المس‪6‬لمون األوائ‪6‬ل في بل‪6‬دان أخ‪6‬رى طلب‪6‬ا‬
‫للعلم أو للتجارة‪ ،‬وت‪6‬زوج من إح‪6‬دى بن‪6‬ات ه‪6‬ذا البل‪6‬د ‪،‬ورزق بالنس‪6‬ل‪ ،‬ثم ت‪6‬ابع هجرت‪6‬ه‪ ،‬تارك‪6‬ا خلف‪6‬ه زوج‪6‬ة‬
‫وأوالد ‪،‬إما بطالق أو غيره وتوافق الزوجة على ذلك‪(.‬القضاه‪ ،‬ص‪)51-14‬‬

‫‪65‬‬ ‫المجلد ‪ ،5‬العدد ‪ - 2‬ديسمبر ‪2018‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي‬
‫د‪ .‬أحم د حس ن أب و‬ ‫أنم اط ال زواج الحديث ة وم دى تطابقه ا م ع‪...‬‬
‫جعفر‬

‫األري الثاني‪ :‬زواج المس‪66‬يار ع‪66‬ير ج‪66‬ائز (ح‪66‬رام ش‪66‬رعا)‪:‬ومن األش‪66‬خاص ال‪66‬ذين أفت‪66‬وا به‪66‬ذا ال أري‪ :‬عب‪66‬د‬
‫اﷲ الجبوري‪ ،‬محمود السرطاوي‪ ،‬محمد عبد القادر شريف‪ ،‬محمد حافظ الشريده‪ ،‬وغيرهم‪ .‬وق‪66‬د اس‪66‬تدل‬
‫القائلون بهذا ال أري بما يلي‪:‬‬
‫‪ - 1‬أن ه ‪66‬ذا الن ‪66‬وع من ال ‪66‬زواج ال يحق ‪66‬ق أه ‪66‬داف الحي ‪66‬اة الزوجي ‪66‬ة من ال ارح ‪66‬ة والطمأنين ‪66‬ة والرحم ‪66‬ة‪،‬‬
‫خالف ‪66‬ا لقول ‪66‬ه تع ‪66‬الى‪ ":‬ومن آيات ‪66‬ه أن خل ‪66‬ق لكم من أنفس ‪66‬كم أزواج ‪66‬ا لتس ‪66‬كنوا إليه ‪66‬ا وجع ‪66‬ل بينكم م ‪66‬ودة‬
‫ورحمة إن في ذلك آليات لقوم يتفكرون‪".‬‬
‫‪ - 2‬أن هن‪66 6 6‬اك بعض الش‪66 6 6‬روط في زواج المس‪66 6 6‬يار هي في حقيقته‪66 6 6‬ا مخالف‪66 6 6‬ة لمقتض‪66 6 6‬ى عق‪66 6 6‬د ال‪66 6 6‬زواج‬
‫ومقاصده‪.‬‬
‫‪ - 3‬إن من ‪66‬ع زواج المس ‪66‬يار يك ‪66‬ون من ب ‪66‬اب س ‪66‬د ال ‪66‬ذ ارئ ‪66‬ع ح ‪66‬تى ال يق ‪66‬ع اإلنس ‪66‬ان في الح ارم‪ ،‬باعتب ‪66‬اره‬
‫م ‪66‬دخال للفس ‪66‬اد حيث أن ش ‪66‬روطه الميس ‪66‬رة ت ‪66‬دفع ض ‪66‬عاف النف ‪66‬وس باإلق ‪66‬دام علي ‪66‬ه ومن ثم الطالق لع ‪66‬دم‬
‫وجود تبعات مالية وما إلى خالف ذلك‪.‬‬
‫‪ - 4‬إن في زواج المس‪66 6‬يار إس‪66 6‬قاط لح‪66 6‬ق الم أرة في النفق‪66 6‬ة والس‪66 6‬كن وال‪66 6‬بيت‪ ،‬حيث أن في ذل‪66 6‬ك إس‪66 6‬قاط‬
‫لحقوق أوجبها اﷲ ورسوله للم أرة بمجرد حصول الزواج الشرعي خالفا لقول الرسول عليه الس‪66‬الم‪:‬‬
‫"أال وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن‪".‬‬
‫‪ - 5‬إن زواج المس‪66‬يار يفق‪6‬د الرج‪66‬ل ح‪66‬ق القوام‪66‬ة على الم أرة‪ ،‬ألن‪6‬ه حينم‪66‬ا رض‪66‬ي أن تتن‪6‬ازل الم أرة عن‬
‫ح‪66‬ق الم‪66‬بيت والمس‪66‬كن والمه‪66‬ر‪ ،‬فه‪66‬و رض‪66‬ي ض‪66‬منا أن تتن‪66‬ازل عن القوام‪66‬ة حيث ق‪66‬ال تع‪66‬الى‪" :‬الرج‪66‬ال‬
‫قوامون على النساء بما فضل اﷲ بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم‪".‬‬
‫‪ -6‬األص‪6‬ل في ال‪6‬زواج ه‪6‬و اإلش‪6‬هار‪ ،‬وزواج المس‪6‬يار في‪6‬ه من الس‪6‬رية م‪6‬ا ي‪6‬وجب تحريم‪6‬ه لق‪6‬ول الرس‪6‬ول‬
‫عليهالسالم‪ " :‬أعلنوا النكاح "‪(.‬الكردي‪ ،2005،‬ص‪)94‬‬
‫األري الث الث‪ :‬التوق ‪66‬ف في الحكم على زواج المس ‪66‬يار‪ :‬إن زواج المس ‪66‬يار بحاج ‪66‬ة ماس ‪66‬ة إلى المزي ‪66‬د من‬
‫البحث والنقاش المس‪6‬تفيض من أج‪6‬ل وص‪6‬ول العلم‪6‬اء إلى أري واض‪6‬ح بش‪6‬أن ه‪6‬ذا ال‪6‬زواج ال لبس في‪6‬ه وال‬
‫غموض ‪.‬‬
‫وهن‪66 6‬اك الكث‪66 6‬ير من العلم‪66 6‬اء ال‪66 6‬ذين لم يعط‪66 6‬وا أري‪66 6‬ا واض‪66 6‬حا في إج‪66 6‬ازة زواج المس‪66 6‬يار أو تحريم‪66 6‬ه‪ .‬ق‪66 6‬ال‬
‫القرضاوي‪:‬‬

‫‪66‬‬ ‫المجلد ‪ ،5‬العدد ‪ - 2‬ديسمبر ‪2018‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي‬
‫د‪ .‬أحم د حس ن أب و‬ ‫أنم اط ال زواج الحديث ة وم دى تطابقه ا م ع‪...‬‬
‫جعفر‬

‫إن زواج المسيار ليس الزواج المثالي المنشود واألكمل‪ ،‬ولكنه الزواج الممكن والذي أوجبته ضروارت‬
‫الحي‪66 6‬اة المعاص‪66 6‬رة وظ‪66 6‬روف العيش‪ ،‬ألن ع‪66 6‬دم تحقي‪66 6‬ق مقاص‪66 6‬د ال‪66 6‬زواج كامل‪66 6‬ة ال يلغي العق‪66 6‬د وال يبط‪66 6‬ل‬
‫ال‪6‬زواج ‪،‬إنم‪66‬ا يخدش‪66‬ه وين‪6‬ال من‪6‬ه‪ .‬أم‪66‬ا فيم‪66‬ا يخص قوام‪66‬ة الرج‪66‬ل فيق‪6‬ول يوس‪66‬ف القرض‪66‬اوي‪ :‬أن اﷲ تع‪66‬الى‬
‫جعل قوامة الرجل على الم أرة بأمرين‪ :‬أولهما‪ :‬بما فض‪66‬ل اﷲ بعض‪66‬هم على بعض‪ .‬وثانيهم‪66‬ا‪ :‬بم‪66‬ا أنفق‪6‬وا‬
‫من أم ‪66‬والهم‪ .‬أم ‪66‬ا األول في ارد ب ‪66‬ه ق ‪66‬درة الرج ‪66‬ل على تحم ‪66‬ل مت ‪66‬اعب الحي ‪66‬اة أك ‪66‬ثر من الم أرة‪ .‬والث ‪66‬اني‪:‬‬
‫حيث يكفي أن يدفع الرجل مج رد صداق الم أرة حتى يقال أنه أنفق من ماله‪ .‬وال يعني قبول تن‪6‬ازل الم‬
‫أرة عن النفق‪66 6‬ة أن يتن‪66 6‬ازل ه‪66 6‬و عن القوام‪66 6‬ة‪.‬أم‪66 6‬ا بالنس‪66 6‬بة إلى اعتب‪66 6‬ار زواج المس‪66 6‬يار زواج متع‪66 6‬ة فيق‪66 6‬ول‬
‫القرضاوي‪ :‬إن زواج المتعة هو زواج مؤقت مح‪6‬دد بم‪6‬دة معين مقاب‪6‬ل مه‪6‬ر معين‪ ،‬وبمج‪6‬رد انته‪6‬اء الم‪6‬دة‬
‫ينتهي ه ‪66‬ذا ال زواج تلقائي ‪66‬ا وال يحت ‪66‬اج إلى طالق أو فس ‪66‬خ‪ ،‬حيث أن الم ‪66‬دة الزمني ‪66‬ة هي ج ‪66‬زء ال يتج أز‬
‫من طلب العق‪66‬د‪ .‬أم‪66‬ا زواج المس‪66‬يار فه‪66‬و زواج دائم ال دخ‪66‬ل للم‪66‬دة في‪66‬ه‪ ،‬وال ينتهي إال بطالق أو خل‪66‬ع أو‬
‫فسخ بحكم قضائي‪.‬‬
‫وبالنس‪66‬بة إلى من يق‪66‬ول أن زواج المس‪66‬يار تحيط‪66‬ه الس‪66‬رية وع‪66‬دم العالني‪66‬ة وه‪66‬ذا يض‪66‬عف ال‪66‬زواج‪ ،‬فيق‪66‬ول‬
‫القرض ‪66‬اوي‪:‬إن زواج المس ‪66‬يار يتم تس ‪66‬جيله في المح ‪66‬اكم الش ‪66‬رعية والس ‪66‬جالت الرس ‪66‬مية‪ ،‬ويكفي حض ‪66‬ور‬
‫ال‪66 6‬ولي أو إذن‪66 6‬ه ب‪66 6‬الزواج‪ ،‬حيث يعت‪66 6‬بر ه‪66 6‬ذا ك‪66 6‬اف لتحقي‪66 6‬ق الح‪66 6‬د األدنى من اإلعالن‪ ،‬إض‪66 6‬افة إلى تواج‪66 6‬د‬
‫الشهود ‪.‬‬
‫(بدير ‪ ،2005،‬ص ‪)59‬‬
‫األري الثالث‪ :‬زواج المسيار مباح ضمن الض وابط الشرعية‬
‫من الفقه ‪66‬اء ال‪66‬ذين ق ‪66‬الوا به ‪66‬ذا ال أري أحم ‪66‬د الموم ‪66‬ني ٕو ٕا س ‪66‬ماعيل نواهض ‪66‬ه‪ ،‬حيث ق ‪66‬اال‪ " :‬ومن خالل‬
‫اس ‪66‬تع ارض أق ‪66‬وال العلم ‪66‬اء المعاص ‪66‬رين يت ‪66‬بين لن ‪66‬ا ت ‪66‬رجيح كف ‪66‬ة إباح ‪66‬ة زواج المس ‪66‬يار ض ‪66‬من الض ‪66‬وابط‬
‫الشرعية المحددة والمبينة في كتب الفقه"‪(.‬نواهضه ‪ ،2010،‬ص ‪)84‬‬
‫األري االرجح‪:‬إن‪66‬ه زواج ج‪66‬ائز ش‪66‬رعا من ناحي‪66‬ة اس‪66‬تكماله لش‪66‬روط وأرك‪66‬ان ال‪66‬زواج الش‪66‬رعي الص‪66‬حيح‪.‬‬
‫ولكن من األفض‪66‬ل منع‪66‬ه في فلس‪66‬طين لع‪66‬دم الحاج‪66‬ة إلي‪66‬ه‪ .‬أم‪66‬ا في حال‪66‬ة اللج‪66‬وء إلى ه‪66‬ذا الن‪66‬وع من ال‪66‬زواج‬
‫فإن‪66‬ه ال ب‪66‬د أن يتم ض‪66‬من ض‪66‬وابط وأس‪66‬س ش‪66‬رعية‪ ،‬ولع‪66‬ل أهمه‪66‬ا‪ :‬توثيق‪66‬ه ل‪66‬دى المحكم‪66‬ة الش‪66‬رعية ‪،‬وع‪66‬دم‬
‫التنازل عن حقوق الزوجة واألوالد فيه‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الزواج بنية الطالق‬

‫‪67‬‬ ‫المجلد ‪ ،5‬العدد ‪ - 2‬ديسمبر ‪2018‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي‬
‫د‪ .‬أحم د حس ن أب و‬ ‫أنم اط ال زواج الحديث ة وم دى تطابقه ا م ع‪...‬‬
‫جعفر‬

‫برزت حاج‪6‬ة ال‪6‬زواج بني‪6‬ة الطالق في أوس‪6‬اط الش‪6‬باب المه‪6‬اجرين من ال‪6‬دول العربي‪6‬ة واإلس‪6‬المية إلى‬
‫الدول الغربي‪6‬ة به‪6‬دف ال‪6‬د ارس‪6‬ة أو العم‪6‬ل ‪.‬وق‪6‬د ب‪6‬رز ه‪6‬ذا ال‪6‬زواج في ص‪6‬ور عدي‪6‬دة مث‪6‬ل ال‪6‬زواج من نس‪6‬اء‬
‫ه‪66‬ذه ال‪66‬دول بم‪66‬دة تس‪66‬مح لهم بالحص‪66‬ول على الجنس‪66‬ية‪ .‬وق‪66‬د ارفقت مث‪66‬ل تل‪66‬ك الح‪66‬االت العدي‪66‬د من الفت‪66‬اوى‪،‬‬
‫وأرى بعض العلم‪66 6‬اء أن‪66 6‬ه ال ب‪66 6‬أس في ه‪66 6‬ذا الن‪66 6‬وع من ال‪66 6‬زواج‪ .‬وهن‪66 6‬اك أيض‪66 6‬ا ال‪66 6‬زواج الم‪66 6‬ؤقت به‪66 6‬دف‬
‫اإلنجاب‪ ،‬حيث تبدي الم أرة رغبتها في الزواج من رج‪6‬ل تنتهي العالق‪66‬ة بينهم‪6‬ا في حال‪6‬ة تحق‪6‬ق اإلنج‪6‬اب‬
‫ألنه ‪66‬ا ال تري ‪66‬د اس ‪66‬تدامة ه ‪66‬ذا ال ‪66‬زواج‪ ،‬غ ‪66‬ير أنه ‪66‬ا ت ‪66‬رغب في اإلنج ‪66‬اب تحقيق ‪66‬ا لمص ‪66‬لحة تهمه ‪66‬ا‪ ،‬وفي نفس‬
‫الوقت ال ترغب باستم ارر الزواج من هذا الرجل‪(.‬الزحيلي‪ ،‬ص ‪)41‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الزواج بنية الطالق ومبرارته‪ :‬عرفت‪66‬ه الموس‪66‬وعة الفقهي‪66‬ة‪ :‬أن ي‪66‬تزوج الرج‪66‬ل ام أرة بني‪66‬ة‬
‫الطالق بع ‪66‬د ش ‪66‬هر أو أك ‪66‬ثر أو أق ‪66‬ل‪ .‬وعرف ‪66‬ه محم ‪66‬د الص ‪66‬الح‪ ":‬بأن ‪66‬ه ال ‪66‬زواج ال ‪66‬ذي ي ‪66‬بيت الرج ‪66‬ل في ‪66‬ه ني ‪66‬ة‬
‫الطالق بع‪66 6‬د انته‪66 6‬اء غرض‪66 6‬ه من ال‪66 6‬زواج‪ ،‬رغم اس‪66 6‬تكمال العق‪66 6‬د ص‪66 6‬ورته الش‪66 6‬رعية من الرض‪66 6‬ا وال‪66 6‬ولي‬
‫والشهود واإليجاب والقبول‪ ،‬وقد أخفى هذه النية عن الم أرة‪.‬‬
‫ل‪66‬ذلك نس‪66‬تطيع الق‪66‬ول في ه‪66‬ذا الص‪66‬نف من ال‪66‬زواج‪ :‬ه‪66‬و أن يعق‪66‬د رج‪66‬ل على ام أرة تح‪66‬ل ل‪66‬ه ش‪66‬رعا عق‪66‬د‬
‫زواج مطلقا عن الوقت مستوفيا لشروطه الشرعية ولم ينص في‪6‬ه على الت‪6‬وقيت ب‪6‬وقت م‪66‬ا‪ ،‬إال أن ال‪6‬زوج‬
‫ين‪66‬وي في نفس‪66‬ه عن‪66‬د ال‪66‬زواج أن يطل‪66‬ق ه‪66‬ذه الزوج‪66‬ة بع‪66‬د م‪66‬دة من ال‪66‬زمن ق‪66‬د تمت‪66‬د إلى س‪66‬نوات‪ ،‬وق‪66‬د تك‪66‬ون‬
‫أشهر أو أيام ‪،‬وهذه النية قد تكون معلومة للزوجة أو غير معلومة‪(.‬الكردي ‪ ،2005،‬ص‪)94‬‬
‫ثانيا‪ :‬حكم الزواج بنية الطالق‪:‬إن الحكم على الزواج بنية الطالق يختلف باختالف التصريح بتل‪66‬ك الني‪66‬ة‬
‫أو إضمارها أو إخفائها‪.‬‬
‫‪.:1‬إذا صرح الزوج بنيته وأعلن الت‪6‬وقيت بم‪6‬دة معلوم‪6‬ة‪ ،‬كقول‪6‬ه‪ :‬تزوجت‪6‬ك لم‪6‬دة س‪6‬تة أش‪6‬هر‪ ،‬أو م‪6‬دة غ‪6‬ير‬
‫معلوم‪66‬ة‪ ،‬كقول‪66‬ة‪ :‬تزوجت‪66‬ك ح‪66‬تى أحص‪66‬ل على ش‪66‬هادة ال‪66‬دكتواره‪ ،‬أو ح‪66‬تى أقف‪66‬ل إلى بل‪66‬دي‪ ،‬فيك‪66‬ون ال‪66‬زواج‬
‫غير صحيح‪ ،‬وعلة بطالنه‪ :‬أن الزواج ش‪6‬رعه اﷲ تع‪6‬الى لتحقي‪6‬ق جمل‪6‬ة من المقاص‪6‬د‪ ،‬ولم يش‪6‬رع لتحقي‪6‬ق‬
‫متع ‪66‬ة ع ‪66‬ابرة‪ ،‬حيث أن الت ‪66‬أقيت يتن ‪66‬افى م ‪66‬ع ك ‪66‬ل ه ‪66‬ذه المع ‪66‬اني‪ ،‬ويجعل ‪66‬ه زواج هدف ‪66‬ه المتع ‪66‬ة‪ .‬وق ‪66‬د اتفقت‬
‫الم‪66‬ذاهب األربع‪66‬ة وجم‪66‬اهير الص‪66‬حابة على أن زواج المتع‪66‬ة ونح‪66‬وه ح ارم باط‪66‬ل‪ ،‬ألن األص‪66‬ل في عق‪66‬د‬
‫الزواج هو التأبيد‪ ،‬ودليل ذلك قوله تعالى‪ " :‬والذين هم لفروجهم حفظ‪66‬ون إال على أزواجهم أو م‪66‬ا ملكت‬
‫أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وارء ذلك فأولئك هم العادون ‪".‬‬

‫‪68‬‬ ‫المجلد ‪ ،5‬العدد ‪ - 2‬ديسمبر ‪2018‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي‬
‫د‪ .‬أحم د حس ن أب و‬ ‫أنم اط ال زواج الحديث ة وم دى تطابقه ا م ع‪...‬‬
‫جعفر‬

‫‪ :2‬إذا خال عقد الزواج بنية الطالق من التصريح بتلك النية‪ ،‬فللفقهاء آ ارء‪:‬‬
‫ال أري األول‪:‬عقد الزواج بني‪6‬ة الطالق ج‪6‬ائز ش‪6‬رعا‪ :‬يق‪6‬ول ابن تيمي‪6‬ة‪ :‬أن ه‪6‬ذا ال‪6‬زواج ليس بنك‪6‬اح متع‪6‬ة‬
‫وال يح‪6‬رم‪ ،‬وذل‪6‬ك أن‪6‬ه قاص‪6‬د للنك‪6‬اح وارغب في‪6‬ه‪ ،‬لكن ال يري‪6‬د دوام الم أرة مع‪6‬ه‪ .‬وه‪6‬ذا ليس بش‪6‬رط‪ ،‬ف‪6‬إن‬
‫دوام الم أرة معه ليس بواجب‪ ،‬بل له أن يطلقها‪ ،‬فإذا قصد أن يطلقها بعد م‪66‬دة فق‪66‬د قص‪66‬د أم ار ج‪66‬ائ از‪،‬‬
‫بخالف نكاحالمتع‪66‬ة‪ ،‬فإن‪66‬ه مث‪66‬ل اإلج‪66‬ارة تنقض‪66‬ي في‪66‬ه بانقض‪66‬اء الم‪66‬دة‪ ،‬وال مل‪66‬ك ل‪66‬ه علي‪66‬ه بانقض‪66‬اء األج‪66‬ل‪.‬‬
‫(الكاساني ‪ ،1982،‬ص‪)230‬‬
‫ويق ‪66‬ول الزرق ‪66‬ا‪ :‬زواج الرج ‪66‬ل من ام أرة في بل ‪66‬د أجن ‪66‬بي وفي نيت ‪66‬ه الطالق منه ‪66‬ا في ح ‪66‬ال انته ‪66‬اء إقامت ‪66‬ه‬
‫ص‪6‬حيح ش‪6‬رعا‪ ،‬ولكن يجب علي‪6‬ه أن يخبره‪6‬ا بنيت‪6‬ه‪ ،‬ف‪6‬إن رض‪6‬يت فال ب‪6‬أس في ذل‪6‬ك‪ٕ ،‬و ٕا ال ك‪6‬ان غاش‪6‬ا له‪6‬ا‪،‬‬
‫فيكون آثما بذلك ألنه لم يخبرها قبل العقد‪(.‬عقله‪ ،1989،‬ص ‪)346‬‬
‫ال أري الثاني‪ :‬عق‪6‬د ال‪6‬زواج بني‪6‬ة الطالق غ‪6‬ير ج‪6‬ائز ش‪6‬رعا‪ :‬ق‪6‬ال محم‪6‬د الص‪6‬الح‪ :‬إن ه‪6‬ذا األس‪6‬ل وب في‬
‫ال‪66‬زواج مخ‪66‬الف لمقاص‪66‬د الش‪66‬ارع‪ ،‬إذ أن ال‪66‬زواج عق‪66‬د وض‪66‬عه الش‪66‬ارع به‪66‬دف االس‪66‬تق ارر واالس‪66‬تم ارر‪،‬‬
‫وق‪6‬د ق‪6‬ال رس‪6‬ول اﷲ علي‪6‬ه الس‪6‬الم لمن خطب ام أرة‪ " :‬أنظ‪6‬ر إليه‪6‬ا فإن‪6‬ه أح‪6‬رى أن ي‪6‬ؤدم بينكم‪6‬ا"‪ ،‬أي تق‪6‬وم‬
‫الصلة وتستمر الصحبة وتستقر الحياة الزوجية‪ .‬هذا وقد اعتبر الق‪66‬انون أن ال‪66‬زواج الم‪66‬ؤقت من الح‪66‬االت‬
‫التي يكون فيها الزواج فاسدا (الظاهر‪،2010،‬ص ‪)110‬‬
‫وق‪6‬رر مجلس المجم‪6‬ع الفقهي اإلس‪6‬المي ب اربط‪6‬ة الع‪6‬الم اإلس‪6‬المي م‪6‬ا يلي‪ :‬ال‪6‬زواج بني‪6‬ة الطالق ه‪6‬و‬
‫زواج توافرت في‪6‬ه أرك‪6‬ان النك‪6‬اح وش‪6‬روطه‪ ،‬وأض‪6‬مر ال‪6‬زوج في نفس‪6‬ه طالق الم أرة بع‪6‬د م‪6‬دة من ال‪6‬زمن‬
‫معلوم‪66‬ة كعش‪66‬رة أي‪66‬ام‪ ،‬أو مجهول‪66‬ة كتعلي‪66‬ق ال‪66‬زواج على إتم‪66‬ام د ارس‪66‬ته أو تحقي‪66‬ق الغ‪66‬رض ال‪66‬ذي ق‪66‬دم من‬
‫أجل‪6‬ه‪ .‬وه‪6‬ذا ال‪6‬زواج على ال‪6‬رغم من أن جماع‪6‬ة من العلم‪6‬اء أج‪6‬ازوه‪ ،‬إال أن المجم‪6‬ع ي‪6‬رى منع‪6‬ه الش‪66‬تماله‬
‫على الغش والت ‪66‬دليس‪ ،‬إذ ل ‪66‬و علمت الم أرة أو وليه ‪66‬ا ب ‪66‬ذلك لم يقبال ه ‪66‬ذا العق ‪66‬د‪ ،‬وألن ‪66‬ه ي ‪66‬ؤدي إلى مفاس ‪66‬د‬
‫عظيم‪66‬ة وأض ارر جس‪66‬يمة تس‪66‬يء إلى س‪66‬معة المس‪66‬لمين‪(.‬ال‪66‬زحيلي‪ ،2007 ،‬ص‪ ،)06‬يت‪66‬بين لن‪66‬ا مم‪66‬ا س‪66‬بق‬
‫أن ه ‪66 6‬ذا الن ‪66 6‬وع من ال ‪66 6‬زواج أولى ب ‪66 6‬المنع وذل ‪66 6‬ك لجمل ‪66 6‬ة من األس ‪66 6‬باب‪ :‬حيث إن إجازت ‪66 6‬ه تنط ‪66 6‬وي على‬
‫االس ‪66 6‬تخفاف واالحتق ‪66 6‬ار لعق ‪66 6‬ول المس ‪66 6‬لمين‪ .‬إن ه ‪66 6‬ذا الن ‪66 6‬وع من ال ‪66 6‬زواج ينط ‪66 6‬وي على الكث ‪66 6‬ير من الغش‬
‫والخداع‪ ،‬وهذا ال يصح في عقد وصفه اﷲ بالميثاق الغليظ‪ .‬ويقول الرسول عليه الس‪66‬الم في ذل‪66‬ك‪" :‬اتق‪66‬وا‬
‫اﷲ في النساء ف‪6‬إنكم أخ‪6‬ذتموهن بأم‪6‬ان اﷲ واس‪6‬تحللتم ف‪6‬روجهن بكلم‪6‬ة اﷲ"‪ .‬إن ه‪6‬ذا ال‪6‬زواج يتض‪6‬من إس‪6‬اءة‬
‫وتش ‪66‬ويها لإلس ‪66‬الم‪ ،‬حيث أن ‪66‬ه ي ‪66‬تيح المج ‪66‬ال للرج ‪66‬ال للعبث بالنس ‪66‬اء واالس ‪66‬تخفاف بحق ‪66‬وقهن ال ‪66‬تي ش ‪66‬رعها‬
‫المولى عز وجل ‪.‬‬

‫‪69‬‬ ‫المجلد ‪ ،5‬العدد ‪ - 2‬ديسمبر ‪2018‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي‬
‫د‪ .‬أحم د حس ن أب و‬ ‫أنم اط ال زواج الحديث ة وم دى تطابقه ا م ع‪...‬‬
‫جعفر‬

‫المطلب االربع‪ :‬الزواج العرفي‬


‫ينطوي الزواج العرفي على مخ‪6‬اطر كث‪6‬يرة على المجتم‪6‬ع عام‪6‬ة واألس‪6‬رة خاص‪6‬ة لم‪6‬ا في‪6‬ه من تض‪6‬ييع‬
‫لحق ‪66‬وق ال ‪66‬زوجين‪ ،‬وخاص ‪66‬ة ض ‪66‬ياع النس ‪66‬ل‪ .‬تض ‪66‬اربت الفت ‪66‬اوى بش ‪66‬أن ه ‪66‬ذا الن ‪66‬وع من ال ‪66‬زواج ‪ ،‬ف ‪66‬المجيز‬
‫بص‪66‬حته ي‪66‬رى أن‪66‬ه ال عيب في‪66‬ه س‪66‬وى ع‪66‬دم توثيق‪66‬ه ل‪66‬دى الجه‪66‬ات الرس‪66‬مية‪ ،‬وليس في‪66‬ه طاع‪66‬ة ل‪66‬ولي األم‪66‬ر‪.‬‬
‫يوجد بعضا من حاالت ال‪6‬زواج الع‪6‬رفي في المجتم‪6‬ع الفلس‪6‬طيني‪ ،‬ولكن‪6‬ه لم يص‪6‬ل إلى ح‪6‬د االنتش‪6‬ار‪ ،‬ومن‬
‫هنا فإنه يجب رفع توعية المجتم‪6‬ع الفلس‪6‬طيني بالنس‪6‬بة إلى ه‪6‬ذا النم‪6‬ط من ال‪6‬زواج ح‪6‬تى ال يص‪6‬بح ظ‪6‬اهرة‬
‫من الصعبالتعامل معها ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الزواج العرفي‪ :‬باعتباره علم‪6‬ا‪ :‬ه‪6‬و اص‪6‬طالح يطل‪6‬ق على عق‪6‬د ال‪6‬زواج غ‪6‬ير الموث‪6‬ق بوثيق‪6‬ة‬
‫رسمية لدى جهة رسمية‪ ،‬سواء كان مكتوبا أم غير مكتوبا‪ .‬وعرفه وهبه الزحيلي‪ :‬هو عق‪6‬د بين ط‪6‬رفين‬
‫بإيجاب وقبول وشهادة شهود من غير تسجيل في الوثيقة الرسمية لدى المحاكم الش‪6‬رعية‪(.‬ال‪6‬زحيلي‪ ،‬ص‬
‫‪)196‬‬
‫عرف ‪66‬ه يوس ‪66‬ف القرض ‪66‬اوي‪ :‬ه ‪66‬و زواج ش ‪66‬رعي غ ‪66‬ير مس ‪66‬جل وال موث ‪66‬ق‪ ،‬ولكن ‪66‬ه زواج ع ‪66‬ادي يتكل ‪66‬ف في ‪66‬ه‬
‫ال‪66‬زوج الس‪66‬كن والنفق‪66‬ة للم أرة‪ ،‬وفي الغ‪66‬الب يك‪66‬ون الرج‪66‬ل متزوج‪66‬ا من أخ‪66‬رى‪ ،‬ويكتم عنه‪66‬ا ه‪66‬ذا ال‪66‬زواج‬
‫لسبب أو آلخر‪(.‬القرضاوي‪ ،‬ص ‪)51‬‬
‫ثانيا‪ :‬أسباب انتشار الزواج العرفي‪:‬‬
‫‪ - 1‬يك‪66‬اد يك‪66‬ون البع‪66‬د عن ال‪66‬دين ه‪66‬و أهم األس‪66‬باب ال‪66‬تي ت‪66‬دعو إلى ال‪66‬زواج الع‪66‬رفي‪ ،‬ومن األس‪66‬باب األخ‪66‬رى‬
‫غياب دور األسرة في التربية والرقاب‪6‬ة على األبن‪6‬اء‪ .‬ونتيج‪6‬ة ل‪6‬ذلك ف‪6‬إن الش‪6‬باب والفتي‪6‬ات يرغب‪6‬ون بإقام‪6‬ة‬
‫عالقات غير مشروعة دون م ارعاة للخوض في حرمات اﷲ‪.‬‬
‫‪ - 2‬االختالط بين الرج‪66 6‬ال والنس‪66 6‬اء في أم‪66 6‬اكن العم‪66 6‬ل‪ ،‬حيث أن االختالط تتول‪66 6‬د عن‪66 6‬ه الص‪66 6‬داقة‪ ،‬وت‪66 6‬زول‬
‫الحش‪66‬مة خاص‪66‬ة إذا ك‪66‬ان دون م ارع‪66‬اة ألدب االختالط‪ ،‬حيث ق‪66‬ال الرس‪66‬ول علي‪66‬ه الس‪66‬الم‪ ":‬ال يخل‪66‬و رج‪66‬ل‬
‫بام أرة إال وكان الشيطان ثالثهما‪".‬‬
‫‪ - 3‬يوج‪66‬د في كث‪66‬ير من األحي‪66‬ان ص‪66‬عوبات مادي‪66‬ة تح‪66‬ول دون زواج أغلبي‪66‬ة الش‪66‬باب‪ ،‬ومنه‪66‬ا المه‪66‬ر وال‪66‬بيت‬
‫والتكاليف ال ازئدة عن الحد والتي يصعب على الشباب توفيرها في زمننا هذا‪.‬‬

‫‪70‬‬ ‫المجلد ‪ ،5‬العدد ‪ - 2‬ديسمبر ‪2018‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي‬
‫د‪ .‬أحم د حس ن أب و‬ ‫أنم اط ال زواج الحديث ة وم دى تطابقه ا م ع‪...‬‬
‫جعفر‬

‫وج ‪66‬ود الف ‪66‬وارق االجتماعي ‪66‬ة بين الرج ‪66‬ل والم أرة‪ ،‬حيث ي ‪66‬رغب أح ‪66‬دهما في إخف ‪66‬اء ه ‪66‬ذا ال ‪66‬زواج بس ‪66‬بب‬
‫التفاوت االجتماعي ( عبد الموجود‪،2002،‬ص ‪)29‬‬
‫تبرج النساء في كثير من األحيان يكون سببا من أس‪6‬باب انتش‪6‬ار ه‪6‬ذا ال‪6‬زواج‪ ،‬حيث يفتن الرج‪6‬ل ب‪6‬الم‬
‫أرة ويريد االستمتاع بها دون تحمل تبعات الزواج العادي‪ ،‬ومن ثم يكون اللجوء إلى الزواج العرفي‪.‬‬
‫وج‪66‬ود الكث‪66‬ير من الفت‪66‬اوى من المرجعي‪66‬ات الديني‪66‬ة وتض‪66‬اربها‪ ،‬حيث أص‪66‬بح الجمي‪66‬ع يف‪66‬تي بعلم وبغ‪66‬ير علم‬
‫في ظ‪66‬ل ع‪6‬دم وج‪66‬ود ق‪66‬انون واض‪66‬ح‪ ،‬وه‪6‬ذا م‪66‬ا نهى عن‪6‬ه الم‪66‬ولى ع‪6‬ز وج‪66‬ل بقول‪6‬ه‪ " :‬وال تقول‪6‬وا لم‪66‬ا تص‪66‬ف‬
‫ألس‪66‬نتكم الك‪66‬ذب ه‪66‬ذا حالل وه‪66‬ذا ح ارم لتف‪66‬تروا على اﷲ الك‪66‬ذب"‪ ،‬وق‪66‬ال الرس‪66‬ول علي‪66‬ه الس‪66‬الم‪ ":‬من ك‪66‬ذب‬
‫علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار"‪(.‬الهندي ‪ ،1998،‬ص‪)193‬‬
‫ثالثا‪ :‬اآلثار االجتماعية المترتبة على انتشار الزواج العرفي‪:‬‬
‫يترتب على انتشار الزواج العرفي آثا ار كثيرة على المجتمع المسلم لعل أهمها‪:‬‬
‫ض ‪66‬ياع حق ‪66‬وق الزوج ‪66‬ة واألوالد‪ :‬إن إثب ‪66‬ات ال ‪66‬زواج في حال ‪66‬ة غي ‪66‬اب أو إنك ‪66‬اره أم ‪66‬ر يص ‪66‬عب إثبات ‪66‬ه‬ ‫‪-1‬‬
‫فيالمح‪6‬اكم الش‪6‬رعية‪ ،‬كم‪6‬ا أن الزوج‪6‬ة في ال‪6‬زواج الع‪6‬رفي إن غ‪6‬اب عنه‪6‬ا زوجه‪6‬ا ال تس‪6‬تطيع المث‪6‬ول‬
‫أمام المحكمة لطلب التفريق‪ ،‬أو التطليق بسبب عدم وجود وثيقة رسمية تثبت الزواج‪.‬‬
‫ال يحق ‪66‬ق ال ‪66‬زواج الش ‪66‬رعي مقاص ‪66‬د ال ‪66‬زواج من الم ‪66‬ودة والرحم ‪66‬ة والس ‪66‬كن وعيش األوالد في كن ‪66‬ف‬ ‫‪-2‬‬
‫أبويهما وجديهما‪.‬‬
‫ي‪66‬ترتب على ال‪66‬زواج الع‪66‬رفي تفك‪66‬ك المجتم‪66‬ع المس‪66‬لم حيث ال يع‪66‬رف األخ أخ‪66‬اه أو أخت‪66‬ه‪ ،‬ومن هن‪66‬ا‬ ‫‪-3‬‬
‫تختلط األنساب ‪.‬‬
‫يحصل الكثير من االضط اربات لنفسية للزوجين خشية افتضاح أمر هذا الزواج‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫انتش ‪66‬ار المعص ‪66‬ية والرذيل ‪66‬ة بحج ‪66‬ة ال ‪66‬زواج الع ‪66‬رفي‪ .‬فق ‪66‬د يت ‪66‬ذرع من يم ‪66‬ارس الرذيل ‪66‬ة بأن ‪66‬ه م ‪66‬تزوج‬ ‫‪-5‬‬
‫عرفيا‪ ،‬وهو في الواقع يكون متزوجا بزواج غ‪6‬ير مس‪6‬توف للش‪6‬روط واأل رك‪6‬ان الش‪6‬رعية الخاص‪6‬ة‬
‫بعقد الزواج‪(.‬األشقر‪ ،2005،‬ص‪)151‬‬
‫اربعا‪:‬الحكم الشرعي للزواج العرفي‪:‬‬
‫تباينت آ ارء العلماء بالنسبة إلى هذا الن‪6‬وع من ال‪6‬زواج م‪6‬ا بين مج‪6‬يز له‪6‬ذا ال‪6‬زواج وم‪6‬انع ل‪6‬ه‪ .‬يق‪6‬ول‬
‫وهبه الزحيلي‪ :‬هو عقد ص‪6‬حيح كام‪6‬ل األرك‪6‬ان والش‪6‬روط المطلوب‪6‬ة ش‪6‬رعا‪ ،‬وب‪6‬ه تثبت جمي‪6‬ع الحق‪6‬وق من‬
‫متع ‪66‬ة ونفق ‪66‬ة وطاع ‪66‬ة الم أرة لزوجه ‪66‬ا ونس ‪66‬ب‪ .‬وق ‪66‬ال اإلم ‪66‬ام محم ‪66‬ود ش ‪66‬لتوت‪ :‬ه ‪66‬و عق ‪66‬د اس ‪66‬تكمل األرك ‪66‬ان‬
‫والش ‪66‬روط المعت ‪66‬برة ش ‪66‬رعا في ص ‪66‬حة العق ‪66‬د‪ ،‬وب ‪66‬ه تثبت جمي ‪66‬ع الحق ‪66‬وق من ح ‪66‬ل االتص ‪66‬ال‪ ،‬ومن وج ‪66‬وب‬

‫‪71‬‬ ‫المجلد ‪ ،5‬العدد ‪ - 2‬ديسمبر ‪2018‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي‬
‫د‪ .‬أحم د حس ن أب و‬ ‫أنم اط ال زواج الحديث ة وم دى تطابقه ا م ع‪...‬‬
‫جعفر‬

‫النفق ‪66‬ة على الرج ‪66‬ل‪ ،‬ووج ‪66‬وب الطاع ‪66‬ة على الم أرة‪ ،‬ونس ‪66‬ب األوالد من الرج ‪66‬ل‪ ،‬وه ‪66‬و العق ‪66‬د الش رعي‬
‫ال‪66‬ذي ك‪66‬ان معه‪66‬ودا عن‪66‬د المس‪66‬لمين إلى عه‪66‬د ق‪66‬ريب‪ٕ .‬و ٕا ذا ك‪66‬ان ال‪66‬زواج الع‪66‬رفي مص‪66‬حوبا بتوص‪66‬ية الش‪66‬هود‬
‫والكتمان‪ ،‬فيكون من زواج السر‪(.‬الصاوي‪ ،1995،‬ص ‪)246‬‬
‫ويقول محمد عقله‪ " :‬إن الزواج العرفي يعني إتاحة الفرص‪6‬ة لك‪6‬ل من الرج‪6‬ل والم أرة لاللتق‪6‬اء واإلش‪6‬باع‬
‫الجنس‪66 6 6‬ي ب‪66 6 6‬دون عق‪66 6 6‬د رس‪66 6 6‬مي‪ ،‬اكتف‪66 6 6‬اء بت ارض‪66 6 6‬يهما‪ ،‬وال‪66 6 6‬زواج به‪66 6 6‬ذه الص‪66 6 6‬ورة باط‪66 6 6‬ل ومرف‪66 6 6‬وض‬
‫شرعا(العبدري‪ ،‬ص ‪.)444‬‬
‫ويقول الشيخ محمد متولي الشع اروي‪ :‬ال‪6‬زواج الع‪66‬رفي زن‪6‬ا‪ ،‬ألن ال‪6‬زواج إذا ك‪66‬ان في الس‪66‬ر والخف‪6‬اء‬
‫فق‪66 6‬د انتهت المس‪66 6‬ألة لع‪66 6‬دم وج‪66 6‬ود اإلعالن واإلش‪66 6‬هار‪ ،‬ولم‪66 6‬اذا يقب‪66 6‬ل إنس‪66 6‬ان أن يك‪66 6‬ون زواج‪66 6‬ه في الس‪66 6‬ر؟‬
‫فالزواج العرفي حارم ح ارم ح ارم‪ ،‬الفتقاره شرط اإلعالن واإلشهار‪(.‬أبو أحمد‪،2011،‬ص‪)82-26‬‬
‫وبعد عرض آ ارء مجموعة من علماء الشريعة فإنه يجب على العلماء األفاضل التوق‪6‬ف عن إص‪6‬دار‬
‫الفت‪6‬اوى وال‪6‬تي تج‪6‬يز ال‪6‬زواج الع‪6‬رفي‪ ،‬حيث أن إجازت‪6‬ه فيه‪6‬ا مخ‪6‬رج ومه‪6‬رب لمجموع‪6‬ة من الن‪6‬اس ه‪6‬دفها‬
‫العبث ب‪66‬أع ارض المس‪66‬لمين‪ .‬وال ب‪66‬د من التنوي‪66‬ه في ه‪66‬ذا المق‪66‬ام بض‪66‬رورة قي‪66‬ام الدول‪66‬ة بس‪66‬ن الق‪66‬وانين ال‪66‬تي‬
‫تمنع هذاالزواج وتعاقب عليه بأشد العقوبات‪ ،‬صيانة للمجتمع المسلم من االنهيار‪.‬‬
‫خامسا‪:‬التدابير الشرعية والقانونية للحد ما الزواج العرفي‪:‬‬
‫هناك طرفان يقع على كاهلهما الحد من انتش‪6‬ار ظ‪6‬اهرة ه‪6‬ذا ال‪6‬زواج وهم‪6‬ا علم‪6‬اء المس‪6‬لمين‪ ،‬وك‪6‬ذلك‬
‫الدولة لما لها من القدرة على إصدار القوانين الالزمة والتي تلبي حاجات المجتم‪66‬ع‪ ،‬خاص‪66‬ة وأن ص‪66‬دور‬
‫أي قانون هو أساسا لتلبية التطوارت الحاص‪66‬لة في المجتم‪66‬ع‪ ،‬بحيث يجب أن تك‪66‬ون ه‪6‬ذه الق‪6‬وانين متوافق‪6‬ة‬
‫مع مقاصد وأهداف الشريعة اإلسالمية‪ .‬ومن هذه التدابير ما يأتي‪:‬‬
‫‪ - 1‬التوعي‪66 6‬ة الديني‪66 6‬ة بش‪66 6‬كل ع‪66 6‬ام بحيث تب‪66 6‬دأ ه‪66 6‬ذه التوعي‪66 6‬ة من األس‪66 6‬رة‪ ،‬م‪66 6‬روار بالمدرس‪66 6‬ة ووص‪66 6‬وال إلى‬
‫الجامعة وكذلك أماكن العمل والتي يكثر فيها اختالط الرجال بالنساء‪.‬‬
‫‪ - 2‬محاول ‪66‬ة تقلي ‪66‬ل اختالط الرج ‪66‬ال بالنس ‪66‬اء‪ٕ ،‬و ٕا ذا ك ‪66‬ان ال ب ‪66‬د من ه ‪66‬ذا االختالط فال ب ‪66‬د أن يك ‪66‬ون مدروس ‪66‬ا‬
‫بعناية وضمن ضوابط محددة‪.‬‬
‫‪ - 3‬ضبط فوضى الفتاوى‪ ،‬بحيث يتم اقتصارها بذوي االختصاص من العلم والمعرفة والحكمة وسداد ال‬
‫أري‪.‬‬

‫‪72‬‬ ‫المجلد ‪ ،5‬العدد ‪ - 2‬ديسمبر ‪2018‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي‬
‫د‪ .‬أحم د حس ن أب و‬ ‫أنم اط ال زواج الحديث ة وم دى تطابقه ا م ع‪...‬‬
‫جعفر‬

‫‪ - 4‬تفهم الدول‪66‬ة بكاف‪66‬ة مؤسس‪66‬اتها لمش‪66‬اكل الش‪66‬باب ومس‪66‬ا ع‪66‬دتهم‪ ،‬خاص‪66‬ة أولئ‪66‬ك المقبلين على ال‪66‬زواج وال‬
‫تمكنهم ظروفهم المادية من ذلك‪(.‬عبد الموجود‪ ،2002،‬ص ص ‪)59-94‬‬
‫‪ - 5‬ضرورة سن القوانين الالزمة والتي تتضمن إيقاع أقصى العقوبات لكل من يقدم على الزواج العرفي‬
‫‪،‬وقد تضمن القانون في الفقرتين "ج" و "د" من المادة ‪ 17‬ما يلي‪" :‬ج"_‪ :‬إذا جرى ال‪66‬زواج ب‪66‬دون وثيق‪66‬ة‬
‫رس ‪66‬مية‪ ،‬فيع ‪66‬اقب ك ‪66‬ل من العاق ‪66‬د وال ‪66‬زوجين والش ‪66‬هود بالعقوب ‪66‬ة المنص ‪66‬وص عليه ‪66‬ا في ق ‪66‬انون العقوب ‪66‬ات‬
‫األردني ‪،‬وبغ ارمة على كل واحد منهم ال تزيد عن مائة دينار أردني‪" .‬د"_‪:‬وكل مأذون ال يسجل العقد‬
‫في الوثيقة الرسمية بعد استيفاء الرس‪6‬م يع‪6‬اقب ب‪6‬العقوبتين المش‪6‬ار إليهم‪6‬ا في الفق‪6‬رة الس‪6‬ابق م‪6‬ع الع‪6‬زل من‬
‫الوظيفة‬
‫‪ - 6‬تع‪6‬دد الزوج‪6‬ات من أج‪6‬ل تقلي‪6‬ل العنوس‪6‬ة في المجتم‪6‬ع وك‪6‬ذلك إش‪6‬باع رغب‪6‬ات الرج‪6‬ال ال‪6‬ذين يتوق‪6‬ون إلى‬
‫الزواج مرة أخرى‪ .‬وهذا يتطلب ج أرة من علماء الشريعة وكذلك مؤسسات الدول‪6‬ة المختلف‪6‬ة‪ ،‬حيث ق‪6‬ال‬
‫تع ‪66‬الى‪ٕ " :‬و ٕا ن خفتم أال تقس ‪66‬طوا في اليت ‪66‬امى ف ‪66‬انكحوا م ‪66‬ا ط ‪66‬اب لكم من النس ‪66‬اء مث ‪66‬نى وثالث ورب ‪66‬اع ف ‪66‬إن‬
‫خفتم أال تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى أال تعولوا‪ ".‬المطلب الخامس‪ :‬زواج األصدقاء‬
‫تعود فكرة زواج األصدقاء إلى فتوى أصدرها الشيخ عبد المجيد الزنداني لمواجهة ظاهرة صادفها‬
‫أثن‪66‬اء زيارت‪66‬ه للجالي‪66‬ة المس‪66‬لمة ال‪66‬تي تعيش في بالد الغ‪66‬رب‪ .‬وتكمن المش‪66‬كلة في اص‪66‬طحاب الش‪66‬اب الفت‪66‬اه‬
‫إلى م‪66‬نزل األس‪66‬رة‪ ،‬أو اص‪66‬طحاب الفت‪66‬اه إلى م‪66‬نزل أس‪66‬رتها‪ ،‬وفي ه‪66‬ذا محالف‪66‬ة للش‪66‬رع والع‪66‬ادات والتقالي‪66‬د‪.‬‬
‫ويرىفضيلة الشيخ الزنداني بأن الحل هو زواج األصدقاء (األشقر‪ ،2004،‬ص ‪)196‬‬
‫أوال‪ :‬تعري‪66‬ف زواج األص‪66‬دقاء‪ :‬ه‪66‬و ارتب‪66‬اط الش‪66‬اب بفت‪66‬اه بعق‪66‬د زواج ش‪66‬رعي بحيث يعيش ك‪66‬ل منهم‪66‬ا في‬
‫بيت أبوي‪66 6‬ه في بداي‪66 6‬ة ه‪66 6‬ذا العق‪66 6‬د‪ ،‬ويتم ه‪66 6‬ذا الن‪66 6‬وع من ال‪66 6‬زواج بإيج‪66 6‬اب وقب‪66 6‬ول وبحض‪66 6‬ور ش‪66 6‬هود وولي‬
‫ٕو ٕا عالن‪ ،‬إلى غيره‪66‬ا من مواص‪66‬فات العق‪66‬د الش‪66‬رعي الص‪66‬حيح‪ ،‬وه‪66‬ذا ال‪66‬زواج يتم بين ش‪66‬اب وفت‪66‬اة دون أن‬
‫يمتلكا بيتا فيه تحت سقف واحد وذلك في بداية حياتهما الزوجية فق‪6‬ط‪ ،‬وليس من ش‪6‬روط ه‪6‬ذا ال‪6‬زواج أن‬
‫تتن‪66‬ازل الم أرة عن أي ح‪66‬ق تمتلك‪66‬ه بم‪66‬وجب عق‪66‬د ال‪66‬زواج‪ ،‬وال يك‪66‬ون ه‪66‬ذا ال‪66‬زواج على الت‪66‬أقيت‪ ،‬ب‪66‬ل إن‪66‬ه‬
‫زواج على التأبي ‪66‬د‪ ،‬وال يعق ‪66‬د بني ‪66‬ة الت ‪66‬أقيت وال ك ‪66‬ذلك بني ‪66‬ة الطالق‪ ،‬وك ‪66‬ل م ‪66‬ا في األم ‪66‬ر أن ‪66‬ه يختل ‪66‬ف عن‬
‫ال‪66‬زواج الع‪66‬ادي أن ال‪66‬زوجين يس‪66‬كن ك‪66‬ل واح‪66‬د منهم‪66‬ا في بيت أبي‪66‬ه‪ ،‬وال يجمعهم‪66‬ا س‪66‬كن واح‪66‬د في بداي‪66‬ة‬
‫الزواج ‪.‬‬
‫وق‪66‬د عرف‪66‬ه المجم‪66‬ع الفقهي اإلس‪66‬المي بأن‪66‬ه‪ :‬إب ارم عق‪66‬د زواج على أن تظ‪66‬ل الفت‪66‬اه في بيت أهله‪66‬ا‪ ،‬ثم‬
‫يلتقيان متى رغبا في بيت أهلها أو في أي مكان آخر‪ ،‬حيث ال يتوافر مسكن لهما وال نفقة ‪.‬‬

‫‪73‬‬ ‫المجلد ‪ ،5‬العدد ‪ - 2‬ديسمبر ‪2018‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي‬
‫د‪ .‬أحم د حس ن أب و‬ ‫أنم اط ال زواج الحديث ة وم دى تطابقه ا م ع‪...‬‬
‫جعفر‬

‫ثاني‪66‬ا‪ :‬األم‪66‬اكن ال‪66‬تي ينش‪66‬ط فيه‪66‬ا ه‪66‬ذا الن‪66‬وع من ال‪66‬زواج‪ :‬يوج‪66‬د ه‪66‬ذا الن‪66‬وع من ال‪66‬زواج في أوروب‪66‬ا الغربي‪66‬ة‬
‫والق‪6‬ارة األمريكي‪6‬ة وأس‪66‬ت ارلي‪6‬ا‪ ،‬حيث تتواج‪66‬د جالي‪6‬ات مس‪66‬لمة كب‪6‬يرة الع‪66‬دد وانس‪66‬جمت إلى درج‪66‬ة ال‪6‬ذوبان‬
‫في الحض‪66‬ارة الغربي‪66‬ة‪ .‬أم‪66‬ا في ال‪66‬دول العربي‪66‬ة‪ ،‬فيوج‪66‬د ه‪66‬ذا ال‪66‬زواج في المغ‪66‬رب‪ ،‬حيث ارقت ه‪66‬ذه الفك‪66‬رة‬
‫للشباب هناك هروبا من تكاليف الزواج الباهظة حسب أري عبد المجيد الزنداني ‪.‬‬
‫ثالث‪66‬ا‪ :‬دواعي اللج‪66‬وء إلى زواج األص‪66‬دقاء‪ :‬هن‪66‬اك الكث‪66‬ير من الم‪66‬برارت وال‪66‬تي ت‪66‬دفع الش‪66‬باب إلى اللج‪66‬وء‬
‫إلى مثل هذا النوع من الزواج ومنها الرغبة في الزواج مع انع‪6‬دام ال‪6‬دخل ال‪6‬وظيفي أو ربم‪6‬ا وج‪6‬ود دخ‪6‬ل‬
‫ولكنه محدود بحيث ال يس‪6‬تطيع األزواج توف‪6‬ير المس‪6‬كن وم‪6‬ا خالف‪6‬ه‪ .‬ومن األس‪6‬باب األخ‪6‬رى وال‪6‬تي ت‪6‬دعو‬
‫إلى اإلق‪66‬دام على ه‪66‬ذا ال‪66‬زواج ص‪66‬عوبة توف‪66‬ير م‪66‬نزل الزوجي‪66‬ة وه‪66‬ذا يع‪66‬ود أيض‪66‬ا إلى تف‪66‬اقم مش‪66‬كلة البطال‪66‬ة‪.‬‬
‫وهناك سبب وجيه يعود إلى تباعد مكان عمل الزوجين مع ارتب‪6‬اط ك‪6‬ل منهم‪6‬ا بعمل‪6‬ه وخاص‪6‬ة في البل‪6‬دان‬
‫الغربية والتي تبعد عن بعضها آالف األميال في كثير من األحيان ‪.‬‬
‫اربعا‪ :‬الحكم الشرعي لزواج األصدقاء‪ :‬للعلماء أريان مختلفان في هذا النوع من الزواج‪:‬‬
‫ال أري األول‪ :‬إن ه‪6‬ذا ال أري يج‪6‬يز زواج األص‪6‬دقاء‪ ،‬ومن ال‪6‬ذين أج‪6‬ازوه عب‪6‬د المجي‪6‬د الزن‪6‬داني‪ ،‬وعب‪6‬د‬
‫الملك المطلق ‪،‬ومجلس المجمع الفقهي اإلسالمي‪ ،‬حيث قرر المجلس بالنس‪6‬بة إلى ه‪6‬ذا الن‪6‬وع من ال‪6‬زواج‬
‫وكذلك زواج المسيار بأن هذان العقدان وأمثالهما صحيحان‪ ،‬إذا توافرت فيهما أرك‪6‬ان ال‪6‬زواج وش‪6‬روطه‬
‫وخلوه من الموانع‪ ،‬ولكن ذلك خالف األولى"‪.‬‬
‫علل المؤيدون لهذا الزواج أريهم بما يلي‪:‬‬
‫‪.1‬إن هذا النوع من الزواج تتوافر فيه الشروط واألركان الخاصة بعقد الزواج‪.‬‬
‫‪.2‬إن‪66‬ه يج‪66‬وز للم أرة إس‪66‬قاط حقوقه‪66‬ا المالي‪66‬ة ال‪66‬تي تثبت له‪66‬ا بن‪66‬اء على عق‪66‬د ال‪66‬زواج‪ ،‬وض‪66‬من ذل‪66‬ك الح‪66‬ق‬
‫فيالمسكن‪.‬‬
‫‪.3‬يعتبر هذا الزواج منفذا في بالد الغرب للشباب المسلم من الوقوع في الرذيلة واالنح ارف‪.‬‬
‫‪.4‬أن هذا الزواج يأتي من باب الضروارت وهو ليس نوع من الكمال والترفيه‪.‬‬
‫ال أري الث‪66‬اني‪ :‬يمن‪66‬ع ه‪66‬ذا الن‪66‬وع ن ال‪66‬زواج‪ ،‬ومن أش‪66‬د المعارض‪66‬ين له‪66‬ذا ال‪66‬زواج محم‪66‬د بن أحم‪66‬د ص‪66‬الح‬
‫الصالح‪ ،‬وكانت حجتهم‪:‬‬

‫‪74‬‬ ‫المجلد ‪ ،5‬العدد ‪ - 2‬ديسمبر ‪2018‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي‬
‫د‪ .‬أحم د حس ن أب و‬ ‫أنم اط ال زواج الحديث ة وم دى تطابقه ا م ع‪...‬‬
‫جعفر‬

‫‪.1‬ي‪6‬ؤدي ه‪6‬ذا ال‪6‬زواج إلى إفس‪6‬اد المجتم‪6‬ع اإلس‪6‬المي واالس‪6‬تهتار ببن‪6‬اء األس‪6‬رة اإلس‪6‬المية وال‪6‬تي هي اللبن‪6‬ة‬
‫األولى في المجتمع المسلم‪.‬‬
‫‪.2‬يتنافى هذا الزواج مع مقاصد الشريعة اإلسالمية االجتماعية وأهدافها ‪.‬‬
‫‪.3‬هذا العقد يعتبر عقدا صوريا‪ ،‬يضفي المشروعية على العالقة الجنسية بين الشباب والفتيات‪.‬‬
‫‪.4‬يقوم هذا النوع من الزواج على تكييف الشريعة اإلسالمية حسب ألهواء الناس (عبدالموجود ‪،‬‬
‫‪،2002‬ص‪)164‬‬
‫‪ -‬ما هو ال أري ال ارجح بالنسبة إلى هذا النوع من الزواج‪:‬‬
‫ال يوج ‪66‬د هن‪66‬اك أري يج ‪66‬يز زواج األص ‪66‬دقاء على اإلطالق‪ ،‬وال بمن‪66‬ع ه‪66‬ذا ال‪66‬زواج ‪ ،‬وذل‪66‬ك لت‪66‬وافر‬
‫أرك‪66‬ان ال‪6‬زواج الش‪66‬رعي وش‪66‬روطه المعت‪6‬برة في‪6‬ه‪ ،‬وخل‪6‬وه من الموان‪6‬ع الش‪66‬رعية‪ .‬وال أري األمث‪6‬ل بالنس‪66‬بة‬
‫إلى ه‪66‬ذا الن‪66‬وع من ال‪66‬زواج‪ :‬أن‪66‬ه يج‪66‬وز عن‪66‬د الض‪66‬رورة القص‪66‬وى‪ ،‬والض‪66‬رورة هن‪66‬ا له‪66‬ا اعتب‪66‬ا ارت معين‪66‬ة‬
‫تجعل من هذا الزواج ضرورة لدرء المفاس‪6‬د‪ ،‬خاص‪6‬ة أن في منع‪6‬ه تض‪6‬ييق على الش‪6‬باب المس‪6‬لم وخاص‪6‬ة‬
‫في المجتمع‪66‬ات الغربي‪66‬ة ال‪66‬تي يعيش فيه‪66‬ا ش‪66‬باب المس‪66‬لمين كجالي‪66‬ات قليل‪66‬ة الع‪66‬دد تتحكم فيهم سياس‪66‬ة الدول‪66‬ة‬
‫وع‪66‬ادات وتقالي‪66‬د المجتم‪66‬ع ال‪66‬ذي يعيش‪66‬ون في‪66‬ه‪ ،‬حيث أن‪66‬ه وفي كث‪66‬ير من األحي‪66‬ان يبحث الش‪66‬اب عن فت‪66‬اه أو‬
‫تقيم الفتاة صداقة مع شاب في الد ارسة أو العمل‪ ،‬فيكون زواج األصدقاء مخرج‪6‬ا ش‪6‬رعيا تفادي‪6‬ا للوق‪6‬وع‬
‫في ب ارثن الش‪66‬يطان ٕو ٕا قام‪66‬ة العالق‪66‬ة غ‪6‬ير المش‪66‬روعة‪ ،‬ومن ثم يك‪66‬ون اللج‪66‬وء إلى ه‪6‬ذا الن‪6‬وع من ال‪6‬زواج‬
‫بمثابة طوق النجاة لهؤالء الشباب‪ ،‬خاصة م‪6‬ع س‪6‬فر الش‪6‬باب والفتي‪6‬ات م‪6‬ع بعض‪6‬هم من أج‪6‬ل العم‪6‬ل أو ال‪6‬د‬
‫ارسة في كثير من األحيان‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫وبع‪66‬د‪ ،‬فق‪66‬د اش‪66‬تملت ال‪66‬د ارس‪66‬ة على أنم‪66‬اط ال‪66‬زواج األك‪66‬ثر ش‪66‬يوعا ه‪66‬ذه األي‪66‬ام في مجتمعن‪66‬ا المعاص‪66‬ر‬
‫حسب وجهة نظر الباحث‪ .‬وقد تطرقت الد ارس‪6‬ة أيض‪6‬ا إلى الحكم الش‪6‬رعي لك‪6‬ل نم‪6‬ط من أنم‪6‬اط ال‪6‬زواج‬
‫هذه ‪،‬من حيث مدى تطابقها أو مخالفتها ألحكام الشريعة اإلسالمية‪ .‬ومن األهمي‪6‬ة بمك‪6‬ان معرف‪6‬ة الش‪6‬باب‬
‫المس ‪66‬لم ألم ‪66‬ور دين ‪66‬ه فيم ‪66‬ا يتعل ‪66‬ق بأحك ‪66‬ام ال ‪66‬زواج الحديث ‪66‬ة خوف ‪66‬ا من الوق ‪66‬وع في الفاحش ‪66‬ة وحفاظ ‪66‬ا على‬
‫المجتمع المسلم من التفكك والضياع‪ ،‬خاصة أن األسرة المسلمة تعتبر اللبنة والعنصر األساسي في بن‪66‬اء‬
‫المجتم‪66‬ع اإلس‪66‬المي‪ .‬لق‪66‬د ش‪66‬رع الم‪66‬ولى ع‪66‬ز وج‪66‬ل ال‪66‬زواج لم‪66‬ا في‪66‬ه من عص‪66‬مة للنفس وتحص‪66‬ين اإلنس‪66‬ان‬
‫المسلم خوفامن الوقوع في شر الخطيئة‪ ،‬وفي نفس الوقت أحاط‪6‬ه بمجموع‪6‬ة من المح‪6‬ددات والقي‪6‬ود ح‪6‬تى‬
‫يبقى هذا‬

‫‪75‬‬ ‫المجلد ‪ ،5‬العدد ‪ - 2‬ديسمبر ‪2018‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي‬
‫د‪ .‬أحم د حس ن أب و‬ ‫أنم اط ال زواج الحديث ة وم دى تطابقه ا م ع‪...‬‬
‫جعفر‬

‫ال ‪66 6‬زواج ويس ‪66 6‬تمر ويحق ‪66 6‬ق أهداف ‪66 6‬ه المش ‪66 6‬روعة ‪.‬وفي نهاي ة البحث خلص ت الدارس ة إلى مجموع ة من‬
‫التوصيات لعل أهمها‪:‬‬
‫‪. 1‬التوعية المستمرة من قبل الوالدين‪ ،‬والمؤسسات التعليمية‪ ،‬وخطباء المساجد‪ ،‬ووس‪66‬ائل اإلعالم بأهمي‪66‬ة‬
‫ال‪66‬زواج الش‪66‬رعي الص‪66‬حيح المس‪66‬توفي لكاف‪66‬ة أ ركان‪66‬ه وش‪66‬روطه حفاظ‪66‬ا على األس‪66‬رة اإلس‪66‬المية والمجتم‪66‬ع‬
‫المسلم‪.‬‬
‫‪ .2‬ضرورة لج‪6‬وء الش‪6‬باب المس‪6‬لم إلى ال‪6‬زواج الش‪6‬رعي الص‪6‬حيح‪ ،‬وال‪6‬ذي يتم توثيق‪6‬ه حس‪6‬ب األص‪6‬ول في‬
‫المح‪66 6‬اكم الش‪66 6‬رعية‪ ،‬وع‪66 6‬دم اللج‪66 6‬وء إلى األنم‪66 6‬اط األخ‪66 6‬رى من ال‪66 6‬زواج وال‪66 6‬تي ق‪66 6‬د ت‪66 6‬ؤدي إلى الوق‪66 6‬وع في‬
‫الشبهات لقول الرسول عليه السالم‪" :‬اجتنبوا مواطن الشبهات‪".‬‬
‫‪.3‬ض ‪66‬رورة وج ‪66‬ود أقص ‪66‬ى درج ‪66‬ات التع ‪66‬اون بين المؤسس ‪66‬ات الديني ‪66‬ة الرس ‪66‬مية مث ‪66‬ل‪ :‬المح ‪66‬اكم الش ‪66‬رعية‪،‬‬
‫وازارت األوقاف‪ ،‬دور الفتوى‪ ،‬كليات الشريعة وأصول الدين حتى ال يكون هناك تض‪66‬ارب في الفت‪66‬اوى‬
‫بين هذه المؤسسات الدينية‪.‬‬
‫‪.4‬إص‪66‬دار الق‪66‬وانين وال‪66‬تي تش‪66‬دد العقوب‪66‬ة على من يق‪66‬دم على زواج مخ‪66‬الف ألحك‪66‬ام الش‪66‬ريعة اإلس‪66‬المية‪.‬‬
‫حيث أن في ذلك إهدار لحق الم أرة والرجل واألوالد والنسل صيانة للمجتمع اإلسالمي من العبث الذي‬
‫قد يحصل ج ارء الزواج الذي تدور حوله الشبهات‪.‬‬
‫‪ .5‬الحث على تعدد الزوجات والذي ش‪6‬رعه اﷲ تع‪6‬الى ش‪6‬رط تحق‪6‬ق الع‪6‬دل‪ ،‬استعاض‪6‬ة عن أن‪6‬واع ال‪6‬زواج‬
‫األخرى التي تدور حولها الشبهات‪.‬‬
‫‪.6‬إع‪66‬ادة تأهي‪66‬ل المح‪66‬اكم الش‪66‬رعية بكليته‪66‬ا من قض‪66‬اة‪ ،‬وم‪66‬وظفين‪ٕ ،‬و ٕا داريين‪ ،‬والط‪66‬اقم اإلرش‪66‬ادي األس‪66‬ري‬
‫وكذلك تحديث المباني من أجل تشجيع الناس على اللجوء إلى المحاكم وم ارجعته‪66‬ا وخاص‪66‬ة فيم‪66‬ا يخص‬
‫أمور الزواج ومدى شرعيتها‪.‬‬
‫‪ .7‬توعية أولياء األمور بضرورة تخفيف تكاليف الزواج على معشر الشباب تطبيقا لقول الرس‪66‬ول علي‪66‬ه‬
‫السالم‪ " :‬إذا أتاكم من ترضون دين‪6‬ه وخلق‪6‬ه فزوج‪6‬وه‪ ،‬ف‪6‬إن لم تفعل‪6‬وا تكن في األرض فتن‪6‬ة وفس‪6‬اد كب‪6‬ير"‪.‬‬
‫وفي ه‪66‬ذا المج‪66‬ال أيض‪66‬ا فمن الض‪66‬رورة بمك‪66‬ان تض‪66‬افر جه‪66‬ود مؤسس‪66‬ات الدول‪66‬ة المدني‪66‬ة واألهلي‪66‬ة لمس‪66‬اعدة‬
‫الش‪66‬باب المقبلين على ال‪66‬زواج عن طري‪66‬ق ص‪66‬ناديق مخصص‪66‬ة لمس‪66‬اعدتهم‪ ،‬وفي ه‪66‬ذا يتحق‪66‬ق التكاف‪66‬ل بين‬
‫أف ارد المجتمع المسلم‪.‬‬

‫‪76‬‬ ‫المجلد ‪ ،5‬العدد ‪ - 2‬ديسمبر ‪2018‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي‬
‫د‪ .‬أحم د حس ن أب و‬ ‫أنم اط ال زواج الحديث ة وم دى تطابقه ا م ع‪...‬‬
‫جعفر‬

‫قائم ة المص ادر والم ارجع‬


‫أوال‪ :‬المصادر‬
‫القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة‬
‫ثانيا‪ :‬المارجع‬
‫ابن منظور‪ ،‬محمد( ‪1414‬ه‪1993،‬م) لسان العرب‪ ،‬ط‪ ،3‬بيروت‪ :‬دارصادر ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الك‪66 6‬ردي‪ ،‬أحم‪66 6‬د( ‪1426‬ه‪2005.‬م) بح‪66 6‬وث وفت‪66 6‬اوى فقهي‪66 6‬ة معاص‪66 6‬رة‪ .‬ط‪ .1‬ب‪66 6‬يروت‪ :‬دار البش‪66 6‬ائر‬ ‫‪-‬‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫الصاوي‪ ،‬أحمد( ‪1415‬ه‪1995.‬م) بلغة السالك‪ .‬ط‪ ،1‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ال ‪66‬دريوش‪ ،‬أحم ‪66‬د( ‪1426‬ه‪2005،‬م) ال ‪66‬زواج الع ‪66‬رفي في حقيقت ‪66‬ه‪ ،‬وأحكام ‪66‬ه وآث ‪66‬اره واألنكح ‪66‬ة ذات‬ ‫‪-‬‬
‫الصلة‪.‬الرياض‪ :‬دار العاصمة ‪.‬‬
‫األشقر‪ ،‬أسامة( ‪1425‬ه‪2004،‬م) مستجدات فقهي‪6‬ة في قض‪6‬ايا ال‪6‬زواج والطالق‪.‬عم‪6‬ان‪ :‬دار النف‪6‬ائس‬ ‫‪-‬‬
‫للنشر والتوزيع ‪.‬‬
‫نواهض‪66‬ه‪،‬إس‪66‬ماعيل( ‪1431‬ه‪2010،‬م) األح‪66‬وال الشخص‪66‬ية‪ :‬فق‪66‬ه النك‪66‬اح‪.‬ط‪ ، 1‬عم‪66‬ان‪ :‬دار المس‪66‬يرة‬ ‫‪-‬‬
‫للنشر والتوزيع ‪.‬‬
‫الغري‪66‬اني‪ ،‬الص‪66‬ادق( ‪1423‬ه‪2002،‬م) مدون‪66‬ة الفق‪66‬ه الم‪66‬الكي وأدلت‪66‬ه‪ .‬ط‪،1‬الج‪66‬زء ال ارب‪66‬ع‪ ،‬ب‪66‬يروت‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫مؤسسة الريان‪.‬‬
‫الظ‪66 6‬اهر‪ ،‬ارتب( ‪1431‬ه‪2010،‬م) مجموع‪66 6‬ة التش‪66 6‬ريعات الخاص‪66 6‬ة بالمح‪66 6‬اكم الش‪66 6‬رعية‪،‬عم‪66 6‬ان‪ :‬دار‬ ‫‪-‬‬
‫الثقافة والنشر والتوزيع‪.‬‬
‫ب‪66 6‬دير‪ ،‬ارئ‪66 6‬د( ‪1426‬ه‪2005،‬م) مس‪66 6‬ميات ال‪66 6‬زواج المعاص‪66 6‬رة‪.‬ط‪ ،1‬الق‪66 6‬دس‪ :‬المكتب‪66 6‬ة العلمي‪66 6‬ة ودار‬ ‫‪-‬‬
‫الطيب للنشر‪.‬‬
‫ال ارفعي‪ ،‬س‪66‬الم( ‪1423‬ه‪2002،‬م) أحك‪66‬ام األح‪66‬وال الشخص‪66‬ية للمس‪66‬لمين في الغ‪66‬رب‪ ،‬ط‪.1‬ب‪66‬يروت‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫دار ابن حزم‪.‬‬
‫عبد العظيم‪ ،‬سعيد( ‪1423‬ه‪ )2002 ،‬الزواج العرفي‪.‬االسكندريه‪ :‬دار اإليمان ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عبد الموجود‪ ،‬عادل( ‪1423‬ه‪ )2002،‬األنكحة الفاسدة في ضوء الكت‪66‬اب والس‪66‬نة‪.‬ط‪ .1‬ب‪66‬يروت‪ :‬دار‬ ‫‪-‬‬
‫الكتب العلمية‪.‬‬

‫‪77‬‬ ‫المجلد ‪ ،5‬العدد ‪ - 2‬ديسمبر ‪2018‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي‬
‫د‪ .‬أحم د حس ن أب و‬ ‫أنم اط ال زواج الحديث ة وم دى تطابقه ا م ع‪...‬‬
‫جعفر‬

‫كب‪66‬اره‪ ،‬عب‪66‬دالفتاح( ‪1430‬ه‪ )2009،‬ال‪66‬زواج الم‪66‬دني ومش‪66‬روع ق‪66‬انون األح‪66‬وال الشخص‪66‬ية اللبن‪66‬اني‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بيروت‪:‬‬
‫دار النفائس ‪.‬‬
‫زي ‪66 6‬دان‪ ،‬عب ‪66 6‬دالكريم( ‪1420‬ه‪2002،‬م)‪ :‬المفص ‪66 6‬ل في أحك ‪66 6‬ام الم أرة وال ‪66 6‬بيت المس ‪66 6‬لم في الش ‪66 6‬ريعة‬ ‫‪-‬‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫ط‪ .3‬بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫الهندي‪ ،‬عالءالدين( ‪1419‬ه ‪1989،‬م) كنز العمال‪.‬ط‪ .1‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الكاساني‪ ،‬عالء الدين( ‪1412‬ه‪1982،‬م) بدائع الصنائع‪.‬ج‪ .2‬بيروت‪ :‬دار الكتاب العربي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عقله‪ ،‬محمد( ‪1409‬ه‪1989،‬م) نظام األسرة في اإلسالم‪ .‬ط‪ .2‬عمان‪:‬مكتبة الرسالة الحديثة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫السرطاوي‪ ،‬محمود( ‪1431‬ه‪2010،‬م) شرح قانون األحوال الشخصية‪ .‬ط‪ .3‬عمان‪ :‬دار الفكر ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أب‪66‬و أحم‪66‬د‪ ،‬ن‪66‬دا( ‪1430‬ه‪2011،‬م) أس‪66‬باب ال‪66‬زواج الع‪66‬رفي وموق‪66‬ف الش‪66‬رع من‪66‬ه‪ .‬الق‪66‬اهره‪:‬المؤسس‪66‬ة‬ ‫‪-‬‬
‫المكتبية الشاملة ‪.‬‬
‫الزحيلي‪ ،‬وهبه( ‪1427‬ه‪2007،‬م) الوجيز في الفقه اإلسالمي‪.‬بيروت‪ :‬دار الفكر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القرضاوي‪ ،‬يوسف( ‪1420‬ه‪1999،‬م) زواج المسيار حقيقته وحكمه‪ .‬ط‪ .1‬القاهره‪ :‬مكتبة وهبه ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪78‬‬ ‫المجلد ‪ ،5‬العدد ‪ - 2‬ديسمبر ‪2018‬‬ ‫مجلة العلوم اإلنسانية لجامعة أم البواقي‬

You might also like