You are on page 1of 1

‫األخطار الجيولوجية والجيومرفلوجية‬

‫دراسة أولية لحالة زلزال الحوز‬


‫خالد بودراوي‪ :‬طالب باحث بسلك الدكتوراه بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية مراكش ‪k.bouderraoui.ced@uca.ca.ma‬‬
‫يوسف خنيبة‪ :‬طالب باحث بسلك الدكتوراه بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية مراكش ‪…………….ced@uca.ca.ma‬‬

‫تعرف القشرة األرضية دينامية مستمرة منذ زمن ما قبل كمبري‪ ،‬نتيجة تفاعالت نسقية بين عوامل تحكم ذات أصل‬
‫جيولوجي " التكتونية‪ ،‬الصخارة " وأخرى ذات أصل مناخي‪ ،‬باإلضافة لعوامل تحكم ذات أصل بشري‪ .‬مكنت هذه الدينامية‬
‫المستمرة من تشكيل الوحدات البنيوية الرئيسية خالل الدورات البنيوية الكبرى‪ ،‬كان أخرها‪ :‬الدورة اآللبية‪ .‬كما أن األشكال‬
‫التفصيلية بهذه البنيات تكونت نتيجة مختلف العمليات الجيومرفولوجية التي تعرفها‪ ،‬والتي تتحكم فيها العوامل المناخية بشكل‬
‫كبير‪ ،‬باإلضافة الى عوامل أخرى‪ :‬جيولوجية‪ ،‬بشرية‪....،‬‬
‫تم هذا البناء من خالل ظواهر طبيعية متعددة أهمها‪ :‬البراكين والزالزل وما يرافقها من عمليات جيومرفولوجية تساهم في‬
‫ابراز األشكال التفصيلية‪ ،‬وتعد عمليات التحريك الجماعي للمواد على مستوى السفوح خصوصا بالمناطق الجبلية ذات‬
‫االنحدارات القوية‪ ،‬والتي تتميز بالخاصيات الجيولوجية المساعدة على هذه الحركية " الصخارة‪ ،‬الطباقة‪ ،‬البنائية " احدى‬
‫هذه العمليات‪.‬‬
‫ارتباط هذه الظواهر الطبيعية « الجيولوجية منها والجيومرفلوجية » بالرهانات البشرية يجعل منها أخطارا تخلف خسائر‬
‫في األرواح والممتلكات‪ ،‬بحيث تكلف اقتصاديات الدول التي تتعرض اليها‪ ،‬خسائر كبيرة جدا‪ :‬فمثال وصلت تكلف الزلزال‬
‫الذي ضرب اليابان سنة ‪ 2011‬لخسائر مادية قدرت ب ‪ 210‬مليار دوالر « ‪Statista, Encyclopédie Britanique‬‬
‫‪…. »du recherche statistique‬‬
‫وفي السنوات األخيرة عرف المغرب مجموعة من األخطار ذات األصل الجيولوجي والجيومرفلوجي‪ :‬كزلزال أكادير سنة‬
‫‪ 1960‬وبلغت قوته ‪ 5.7‬درجة على سلم رشتر ‪،‬مخلفا ‪ 15‬ألف قتيل (أكثر من ثلث السكان في ذلك الوقت)‪ ،‬وتشريد ‪ 35‬ألف‬
‫نسمة‪ ،‬باإلضافة إلى خسائر مادية قدرت آنذاك بـ ‪ 290‬مليون دوالر« ‪ .» https://ar.wikipedia.org‬حدث زلزالي أخر‬
‫سيعرفه المغرب سنة ‪ « 2004‬زلزال الحسيمة » والذي بلغت شدته ‪ 6.3‬وخلف قرابة ‪ 628‬قتيل و‪ 926‬جريح‪.‬‬
‫ويعد زلزال الحوز أخر كارثة زلزالية عرفها المغرب‪ ،‬ففي ‪ 8‬من شتنبر سنة ‪ 2023‬سيعرف األطلس الكبير هزة زلزالية‬
‫قوية بلغت شدتها ‪ 6.8‬حددث بؤرتها بجاعة إغيل على عمق ‪ 18.5‬كلم خلفت ‪ 300‬قتيال و ‪ 5500‬جريح ‪ ،‬وجاء نتيجة حركة‬
‫فجائية على مستوى فالق تيزينت تاست « كريمة البوخاري »‪ .‬أما بالنسبة األخطار الطبيعية ذات األصل الجيومرفلوجي‬
‫فقد عرف المغرب مجموعة من الكوارث خصوصا بالمجال الريفي الذي يتميز بهشاشة طبيعية « صخور هشة‪ ،‬طبوغرافية‬
‫معقدة‪ ،‬تساقطات مطرية مركزة‪ »...،‬باإلضافة الى التدخالت البشرية‪ ،‬ويعد االنهيار صخري بجبل عكرود أقد الحركات‬
‫الكتلية بالمغرب‪ ،‬والذي عرفته جبال شفشاون نهاية القرن‪ « 19‬ظريف جواد‪ » 2023 ،‬وعلى مستوى األطلس الكبير الغربي‬
‫فيعد انزالق إجوكاك سنة ‪ 2019‬أبرز األحداث الجيومرفلوجية الذي تسبب بوفاة ‪ 15‬شخصا ‪ ،‬على مستوى الطريق الجهوية‬
‫رقم ‪. 17‬‬
‫كل هذه األخطار الجيولوجية او الجيومرفلوجية لها انعكاسات بشرية وطبيعية على المجاالت التي تعرفها‪ ،‬وسندرس من‬
‫خالل هذا المقال األثار اآلنية لزلزال الحوز سواء على المستوى الطبيعي أو البشري‪ ،‬باإلضافة الى القيام بإسقاطات مستقبلية‬
‫لنتائج الدينامية التي خلفها هذا الزلزال‪ ،‬على مستوى جماعتين ترابيتين باقليم الحوز« جماعة ويركان‪ ،‬جماعة اغيل »‪.‬‬

You might also like