You are on page 1of 16

‫الكوارث الطبيعية على بالد المغرب اإلسالمي خالل القرنين (‪07‬هـ‪09/‬هـ) (‪13‬م‪15-‬م) ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .

‬محمد عيساوي‬

‫الكوارث الطبيعية على بالد المغرب اإلسالمي‬


‫خالل القرنين (‪07‬هـ‪09/‬هـ) (‪13‬م‪15-‬م)‬
‫د‪ .‬محمد عيساوي‬
‫‪aissaouim17@gmail.com‬‬
‫جامعة محمد بوضياف المسيلة‬

‫الملخص ‪:‬‬
‫تؤرخ هذه الدراسة للكوارث الطبيعية يف بالد املغرب خالل العصور الوسطى؛‬
‫وبالضبط فيما بني القرنني(‪07‬هـ)(‪09‬هـ)(‪13‬م‪15-‬م)؛حيث ترصد خمتلف الكوارث‬
‫الطبيعية وأبرزها اجملاعات‪ ،‬واألوبئة واألمراض‪ ،‬و كذا العواصف والفياضانات‪ ،‬كما أن‬
‫الدراسة تبني خمتلف السلوكات الناجتة ع هذه األزمات ومناا سلوكات متعلقة بالسل‬
‫والنا وأخرى ذات عالقة باالحتكار واهلجرة‪ ،‬و كذا التضام والتكافل‪ ،‬كما تربز‬
‫الدراسة أيضا ردود أفعال اإلنسان املغاريب إزاء هذه الكوارث واألزمات‪ ،‬سواء كانت على‬
‫مستوى اجملتمع أو على مستوى الدولة‪.‬‬
‫ويف األخري حتاول هذه الدراسة إجراء مقاربة جزئية بني "نظرية التحدي و‬
‫االستجابة" ألرنولد توينيب ‪ ،‬و ما أبدعه السكان املغاربة م أسالي لتحدي األزمات‬
‫الطبيعية ‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪:‬‬
‫الكوارث الطبيعية– العواصف ‪ -‬اجملاعات ‪ -‬األوبئة – األزمات _ نظرية التحدي‬
‫واالستجابة ‪-‬املغرب اإلسالمي ‪.‬‬
‫الملخص باللغة االنجليزية ‪:‬‬
‫‪This study gives a detail on the history of the natural crises experienced in the‬‬
‫‪Maghreb in the Middle Ages, precisely between the seventh and ninth centuries‬‬

‫‪229‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ، 02‬ص ص ‪ ، 244 - 229‬ديسمبر ‪2018‬‬
‫الكوارث الطبيعية على بالد المغرب اإلسالمي خالل القرنين (‪07‬هـ‪09/‬هـ) (‪13‬م‪15-‬م) ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬محمد عيساوي‬

‫‪of the Hegira (thirteenth and fifteenth century), and which follows in particular,‬‬
‫‪the most important problems such as famines, epidemics, as well as storms and‬‬
‫‪floods. The study also shows various behaviors resulting from these crises‬‬
‫‪including looting-related behaviors and others due to monopoly and‬‬
‫‪immigration.‬‬
‫‪This study also highlights the reactions of the Maghrebian man to these‬‬
‫‪disasters, both at the level of the individual and that of the state.‬‬
‫‪Finally, the researcher attempts to make an approach between Arnold‬‬
‫‪Toynbee's challenge-response theory and the methods presented by the Maghreb‬‬
‫‪population of the time to confront and challenge natural crises.‬‬
‫الكلمات المفتاحية باللغة االنجليزية ‪:‬‬
‫‪Natural Disasters – Storms-Famines-Epidemics-The Crises-Challenge‬‬

‫‪and Response Theory_ Islamic Maghreb‬‬ ‫‪.‬‬


‫المقدمة ‪:‬‬
‫يعترب جمال الدراسة يف موضوع الكوارث الطبيعية وتأثريها على جمال البيئة و‬
‫اإلنسان م املواضيع البحثية املتجددة عرب العصور‪ ،‬خاصة وأن هذا املوضوع ميثل حس‬
‫آراء كثري م الباحثني يف التاريخ الوسيط متثال م متثالت النظريات الفلسفية اليت سربت‬
‫غور األزمة يف صياغة ثنائية بُعدها األول "التحدي" الذي ميثل األزمة وبُعدها اآلخر وهو‬
‫"االستجابة" وهذا ما اهتم املفكر الفيلسوف ارنولد توينيب‪ ،‬كما أن املرجعية املغاربية‬
‫اهتمت برصد تلك األزمات يف مدونتاا الرتاثية – مبختلف أمناطاا ‪ -‬ومل يقتصر األمر‬
‫على ذلك فحس بل إىل توظيف آليات وأجازة كفيلة مبواجاة تلك األزمات ‪.‬‬
‫مشكلة البحث ‪:‬‬
‫تتحرى هذه الورقة البحثية التطرق إىل إشكالية حمورية مفادها‪:‬ما هي أشار‬
‫الكوارث الطبيعية اليت مرت هبا منطقة املغرب اإلسالمي خالل العصر الوسيط عموما‬
‫واملغرب األوسط – اجلزائر – خصوصا؟ ماهي إساامات املدونة الفقاية املغاربية يف رصد‬
‫األجازة واآلليات ملواجاة األزمات اليت مرت هبا؟ وكيف ميك توظيف تلك األجازة يف‬

‫‪230‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ، 02‬ص ص ‪ ، 244 - 229‬ديسمبر ‪2018‬‬
‫الكوارث الطبيعية على بالد المغرب اإلسالمي خالل القرنين (‪07‬هـ‪09/‬هـ) (‪13‬م‪15-‬م) ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬محمد عيساوي‬

‫الوقت املعاصر؟ كيف كانت ردود السلطة السياسية على تلك األزمات اليت مرت هبا؟‬
‫كيف أثرت تلك األزمات على نفسية الساكنة على مستوى احلاضرة والبادية؟ كيف‬
‫ميك توظيف نظريات الفالسفة و منام أرنولد توينيب يف تفسري األزمات؟‬
‫أهداف الدراسة ‪:‬‬
‫‪ -‬تتبع الكوارث و األزمات الطبيعية اليت مرت هبا اجلزائر باعتبارها إقليم‬
‫مام و جزء ال يتجزأ م املنطقة املغاربية ‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة أهم اجملاعات و األوبئة و العواصف و السيول اليت مرت هبا بالد‬
‫املغرب عموما و اجلزائر على وجه أخص ‪.‬‬
‫‪ -‬حماولة إدراك ردود أفعال الساكنة املغاربية إزاء الكوارث و األزمات‬
‫الطبيعية ‪.‬‬
‫أهمية الدراسة ‪:‬‬
‫تتقاطع عدة ختصصات مع علم التاريخ يف دراسة الكوارث ‪،‬و ختتلف يف نوع‬
‫املقاربات املعتمدة يف البحث هبذا املوضوع‪ ،‬وم تلك التخصصات علم النفس ‪ ،‬و‬
‫البيولوجيا ‪ ،‬و اجليولوجيا ‪،‬و املناخ ‪ ،‬و الدميوغرافيا ‪،‬و االنثروبولوجيا ‪،‬و األركيولوجيا‪ .‬و‬
‫م هذا املنطلق حناول بيان أمهية علم التاريخ يف تناول تلك األزمات و الكوارث الطبيعية‬
‫م زاويته األصيلة املستقلة ‪.‬‬
‫مباحث الدراسة ‪:‬‬
‫حملة عامة ع التأريخ لألزمات والكوارث الطبيعية‬
‫املبحث األول ‪ :‬اجملاعات‬
‫املبحث الثاين ‪ :‬األوبئة‬
‫املبحث الثالث ‪ :‬العواصف و السيول‬
‫املبحث الرابع ‪ :‬ردود أفعال اإلنسان املغاريب إزاء األزمات و الكوارث الطبيعية ‪:‬‬

‫‪231‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ، 02‬ص ص ‪ ، 244 - 229‬ديسمبر ‪2018‬‬
‫الكوارث الطبيعية على بالد المغرب اإلسالمي خالل القرنين (‪07‬هـ‪09/‬هـ) (‪13‬م‪15-‬م) ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬محمد عيساوي‬

‫عالقة األزمة الطبيعية بصنع‬ ‫املبحث اخلامس ‪ :‬نظرية توينيب و أمهيتاا يف جان‬
‫احلضارة ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ملـحة عامة ع التأريخ لألزمات والكوارث الطبيعية ‪:‬‬
‫ِّل حوارا‬
‫يعترب موضوع تأريخ األزمات الطبيعية م املواضيع البحثية املتجددة‪،‬كما ُميَث ُ‬
‫"جدِّياً " بني تاريخ الطبيعة وتاريخ اإلنسان‪،‬حوارا يروم اختبار صحة مقولة "جدلية‬ ‫ِ‬
‫التَّحدِّي واالستجابة" بتعبري الفيلسوف أرنولد توينيب‪،‬ويكشف ع سقف التفاعل بني‬
‫املتغريات املناخية واإلفرازات السلوكية والذهنية لإلنسان‪،‬كما أنه يـُ َع ُّد وبكل املقاييس‬
‫موضوعا إشكاليا مفعما باملطبَّات اليت متتزج فياا ندرة املتون النصية بالتعقيدات املناجية‬
‫(‪)2‬‬
‫اليت تفرضاا طبيعة موضوع هبذه الشاكلة‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬المجاعات‬
‫مل يك مصطلح المجاعة ُم َّ‬
‫وحد االستعمال يف سائر املصادر التارخيية؛فكت‬
‫املناق مثال اصطبغت فياا كلمة اجملاعة بصبغة دينية حمضة‪،‬وفضلت استخدام لفظ‬
‫املسغبة الذي هو مرادف هلا‪،‬وقد سارت املصادر الفقاية يف تصورها للمجاعة على هنج‬
‫كت املناق ‪،‬فإضافة إىل مرادفات عديدة للمجاعة استخدمتاا كالقحط واجلوع الشديد‬
‫واخلصاصة واجملاعة والشِّدَّة‪،‬إال أن املصادر الفقاية آثرت يف كثري م األحيان استعمال‬
‫(‪)4‬‬
‫لفظ املسغبة أيضا‪.‬‬
‫وتعترب ظاهرة اجملاعات م أهم األزمات اليت شادهتا بالد املغرب‪،‬وترجع حس‬
‫العالمة املؤرخ اب خلدون إىل عوامل بشرية أمهاا فقدان االدخار‪،‬وعدم‬
‫االستقرار‪،‬وعوامل أخرى تتعلق باملناخ وأمهاا قلة تساقط الغيث‪ .‬و خلصاا يف قوله ‪":‬مث‬
‫إن اجملاعات و املوتان تكثر‪،‬يف آخر الدول ‪ ،‬و السب فيه فلقبض الناس أيديام ع‬
‫الفلح‪،‬يف األكثر بسب ما يقع آخر الدولة م العدوان ‪،‬يف األموال و اجلبايات أو الفنت‬
‫(‪)5‬‬
‫الواقعة يف أنقاض الرعايا و كثرة اخلوارج هلرم الدولة ‪".‬‬

‫‪232‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ، 02‬ص ص ‪ ، 244 - 229‬ديسمبر ‪2018‬‬
‫الكوارث الطبيعية على بالد المغرب اإلسالمي خالل القرنين (‪07‬هـ‪09/‬هـ) (‪13‬م‪15-‬م) ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬محمد عيساوي‬

‫أوال ‪ :‬المجاعات ‪ :‬المسببات و النماذج‬


‫تقف عدة مسببات وراء اجملاعات ؛ فاناك ما يتعلق باجلان الطبيعي ‪ ،‬و هناك قسم‬
‫آخر وطيد الصلة باإلنسان ‪ ،‬وسنقف فيما يلي على نبذة يسرية مناا رفقة مناذج موجزة‬
‫تتعلق بتاريخ اجلزائر‪:‬‬
‫الحروب و الفتن و عالقتها بالمجاعات ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تعترب احلروب والثورات والفنت أهم الكوارث اليت شكلت مصدر خطر لساكنة‬
‫املغرب‪،‬وم النماذج على ما سبق اجتياح بين غانية لبجاية‪،‬والتنافس الشديد بني كيانات‬
‫سياسية ثالث أوهلا احلفصية وثانياا الزيانية وآخرها املرينية؛و أشارها احلصار الذي‬
‫تعرضت له مدينة تلمسان الذي قاده أبو يعقوب يوسف املريين ‪ ،‬حبيث أحاط هبا‬
‫العسكر م مجيع جااهتا‪ ،‬فنال سكاهنا اجلوع ‪ ،‬ما مل ينل أمة م األمم "فاضطروا إىل‬
‫أكل اجليف و القطط و الفئران و أشالء املوتى"(‪)6‬على حد قول اب خلدون‪ ،‬و ارتفعت‬
‫أسعار املواد الغذائية ‪ ،‬و أطلق املرينيون أيديام على املنازل "هنبا واكتساحا"(‪ )7‬و أصدورا‬
‫أمرا بقتل كل م يُدخل بضاعة أو مواد غذائية إىل مدينة تلمسان ‪ ،‬وبلغ عدد املوتى م‬
‫(‪)8‬‬
‫أهل تلمسان قتال وجوعا وتشريدا زهاءمائة وعشري ألف نسمة ‪.‬‬
‫وكذا حترشات اإلسبان على الساحل املغريب باإلضافة إىل الفنت الداخلية اليت جرت‬
‫(‪)9‬‬
‫ألجل الوصول إىل السلطة‪.‬‬
‫حتكمت يف ملكيات‬‫كما أن اهلالليني أثروا يف بالد املغرب األوسط بسلوكياهتم اليت َّ‬
‫َّسبُّ يف فقرهم(‪)10‬؛ فلقد كانت بالد املغرب األوسط قبل جميء أعراب بين‬ ‫الناس و الت َ‬
‫هالل هلا دور نشيط يف التجارة الصحراوية ‪،‬فكانت ورجالن و تلمسان و تيارت م‬
‫و الرقيق‬ ‫أهم احملطات التجارية للقوافل اآلتية م بالد السودان مصدر الذه‬
‫(‪)11‬‬
‫األسود‪،‬خصوصا يف العاد الرستمي‪.‬‬
‫الضرائب ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪233‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ، 02‬ص ص ‪ ، 244 - 229‬ديسمبر ‪2018‬‬
‫الكوارث الطبيعية على بالد المغرب اإلسالمي خالل القرنين (‪07‬هـ‪09/‬هـ) (‪13‬م‪15-‬م) ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬محمد عيساوي‬

‫تعترب الضرائ اجملحفة م أهم املسببات الرئيسة للمجاعات ‪،‬و لقد أشار املؤرخ اب‬
‫خلدون أن الدولة عندما تستحدث مغارم و ضرائ جديدة أن ذلك "يؤذن باختالل‬
‫العمران و يعود على الدولة و اليزال بذلك يتزايد إىل أن تضمحل‪ )12(".‬و املطلع على‬
‫النظام الضرييب السائد طيلة احلقبتني احلفصية و الزيانية يلحظ مدى تأثر الفالحني‬
‫باملكوس و املغارم املفروضة عليام‪.‬و أدى إىل تراجع النشاط الفالحي فأدى ذلك‬
‫كنتيجة الزمة إىل تراجع األقوات و البضائع اليت يتم نقلاا م البوادي و األرياف إىل‬
‫احلواضر و املدن ‪ ،‬مما أدى إىل اختالف ميزان العرض و الطل فأدى إىل مدرة السلع ‪،‬‬
‫(‪)13‬‬
‫مث أدى يف هناية املطاف إىل حدوث اجملاعات ‪.‬‬
‫جدول يبين عالقة الحوادث السياسية بالمجاعات (‪:)14‬‬
‫اآلثار الناجتة عنه‬ ‫احلدث‬ ‫املكان‬ ‫السنة‬
‫الزروع‬ ‫النا ‪،‬وإفساد‬ ‫أعمال‬ ‫هجوم بنو غانية‬ ‫جباية‬ ‫‪581‬هـ‪606/‬هـ‬
‫واألنعام‪.‬‬ ‫‪1185‬م‪1209/‬م واملغرب‬
‫اخلراب العمراين لبعض املدن مثل‬ ‫األوسط‬
‫تاهرت‪.‬‬
‫وقوع جماعة حملية ببجاية‪،‬مث أعقباا‬
‫وباء سنة ‪588‬هـ‪1192/‬م‬
‫قطع بنو غانية للماء ع‬ ‫حصار بنو غانية‬ ‫قسنطينة‬ ‫‪588‬هـ‬
‫قسنطينة‪،‬واشتداد احلصار على أهلاا‪.‬‬ ‫لقسنطينة‬ ‫‪ 1192‬م‬
‫ختري العمران ‪،‬هن الزروع ‪.‬‬ ‫حصار بنو غانية‬ ‫تلمسان‬ ‫‪605‬هـ‬
‫أعمال النا و القتل ‪.‬‬ ‫وأحالفام لتلمسان‬ ‫‪1208‬م‬
‫أخذ اجلباية ع أهلاا بعد‬ ‫توجه السلطان‬ ‫‪640‬هـ‪/‬‬
‫احلفصي أبو زكريا احتالهلا‪.‬‬ ‫‪ 1242‬م‬
‫الحتالل‬ ‫األول‬
‫تلمسان‬

‫‪234‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ، 02‬ص ص ‪ ، 244 - 229‬ديسمبر ‪2018‬‬
‫الكوارث الطبيعية على بالد المغرب اإلسالمي خالل القرنين (‪07‬هـ‪09/‬هـ) (‪13‬م‪15-‬م) ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬محمد عيساوي‬

‫ثورة أبو علي امللياين اشتداد احلصار على أهايل مدينة‬ ‫مليانة‬ ‫‪ 659‬هـ‬
‫و خروجه ع مليانة‪.‬‬ ‫‪1260‬م‬
‫احلفصيني و حصار‬
‫هؤالء ملدينة مليانة‬
‫عمليات القتل و هن املنازل‬ ‫ثورة أهل اجلزائر مث‬ ‫الجزائر‬
‫حصار احلفصيني هلا‬
‫وهران‬
‫آفـة الجراد‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫َّ‬
‫شكل اجلراد آفة طبيعية خطرية على اإلنسان وموارده يف كل عصر ويف كل مصر‪،‬و‬
‫كان تأثريها بالغا يف بالد املغرب ‪،‬ذلك أن هجومه املفاجئ بأسراب عديدة على‬
‫املزروعات و املغروسات غالبا ما كان يتسب يف مضاعفات سلبية ويف مقدمتاا اجملاعات‬
‫وأمراض سوء التغذية ‪.‬‬
‫وعلى ضوء دراسة أجريت لتفكيك ألغاز اجلراد املااجر اتضح "أن املناطق الصحراوية‬
‫احلارة شكلت بيئة مواتية الستيطان اجلراد‪ ".‬فكانت الصحراء مبناخاا احلار و ما تزال‬
‫اجلوال املتجه حنو املغرب ‪،‬وعادة ما كان اكتساحه خيلف دمارا‬
‫موط انبعاث اجلراد َّ‬
‫بيئيا‪،‬وعجزا غذائيا إن مل نقل جماعة فجائية بدليل"قدرته الفائقة على إتالف مئات‬
‫(‪)15‬‬
‫األفدنة يوميا‪".‬‬
‫وم النماذج على تأثري اجلراد‪،‬ما وقع يف كامل بالد املغرب سنة ‪ 624‬هـ ‪1228 /‬‬
‫م فأتى على احملاصيل بكل أشكاهلا وأنواعاا‪،‬فأدى ذلك إىل ارتفاع سعر القمح و شىت‬
‫املواد الغذائية ‪ ،‬و عاودت أسراب اجلراد محالهتا سنة ‪630‬هـ‪1232/‬م‪ ،‬فأد ذلك إىل‬
‫جماعة م أقصى الشرق إىل أقصى املغرب ‪ ،‬فندرت األقوات ‪ ،‬و نقصت الغالت‪،‬وقل‬
‫(‪)16‬‬
‫مردود األرض ‪.‬‬

‫‪235‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ، 02‬ص ص ‪ ، 244 - 229‬ديسمبر ‪2018‬‬
‫الكوارث الطبيعية على بالد المغرب اإلسالمي خالل القرنين (‪07‬هـ‪09/‬هـ) (‪13‬م‪15-‬م) ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬محمد عيساوي‬

‫نتائج المجاعات ‪:‬‬ ‫‪-4‬‬


‫‪ -‬يعد النزيف الدميوغرايف م بني نتائج القحوط واجملاعات‪،‬واستادف‬
‫بصفة أشد شرحية العوام اليت متثل قاعدة هرم اجملتمع‪،‬وم سلم م اهلالك عاش‬
‫(‪)17‬‬
‫حمنة التضور جوعا‪،‬فضال ع وجود القابلية الستفحال األمراض واألوبئة‪.‬‬
‫‪ -‬شادت بعض الفرتات الزمنية مثل القرن الثام اهلجري(‪14‬م)أقل نسبة‬
‫م القحوط واجملاعات‪،‬والراجح أن ذلك يعود م جاة إىل جاود دول القرن‬
‫الثام اهلجري يف إنشاء املرافق الصحية وتشجيع اإلنتاج الفالحي وأعمال الرب‬
‫و التضام ‪،‬و م جاة أخرى إىل انشغال املؤرخني بالوباء الذي ابتلي به‬
‫إنسان العدوتني خالل النصف الثاين تقريبا م القرن الثام اهلجري(‪ 14‬م) ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬األوبئة‬
‫تأتلف غال املفاهيم العلمية ملصطلح الوباء أنه مرض عامل حاصل بسب "فساد‬
‫اهلواء"‪ )18(،‬ولقد وقع خلط بني مصطلحي الوباء والطاعون دون أن تفرق بيناما‪،‬مما‬
‫يصع معرفة نوع املرض الوبائي ألي فرتة زمنية حيدث فياا ‪،‬يف كان الوباء يف‬
‫اإلصطالح العلمي أمشل وأعم م مرض الطاعون‪،‬فكل طاعون وباء و ليس كل وباء‬
‫(‪)19‬‬
‫طاعونا‪.‬‬
‫ولقد ظارت على سبيل املثال العديد م األمراض الوبائية يف تلمسان خالل العاد‬
‫الزياين و م أمهاا مرض البلع وم (احلنجرة)الذي ينجم عنه التااب احللق و تورمه فرتتفع‬
‫درجة حرارة املريض ‪.‬وكذا مرض الذحبة الصدرية ‪ ،‬مرض الدماميل و األورام اليت كانت‬
‫(‪)20‬‬
‫منتشرة بتلمسان ‪ ،‬و أمراض املعدة‬
‫واستند العالج أساسا على األدوية النباتية واللقاح‪ ،‬وإجراء االساال و تطاري و‬
‫األمعاء ‪ ،‬و احلجامة و هي أكثر اإلجراءات العالجية شيوعا و كان العالج يتم حتت‬
‫إشراف األطباء يف بيمارستان (مستشفى) املدينة ويعمل باملستشفى األطباء و احلكماء‬
‫‪،‬ملداواة املرضى و معاجلتام و التخفيف م آالمام‪ ،‬و معاناهتم‪،‬و كانت به عدة غرف‬
‫‪236‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ، 02‬ص ص ‪ ، 244 - 229‬ديسمبر ‪2018‬‬
‫الكوارث الطبيعية على بالد المغرب اإلسالمي خالل القرنين (‪07‬هـ‪09/‬هـ) (‪13‬م‪15-‬م) ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬محمد عيساوي‬

‫متخصصة للحمى و اجملانني ‪.‬و م أشار فقااء العصر الفقيه الصاحل حممد ب يوسف‬
‫السنوسي (ت‪895‬هـ‪1489/‬م)الذي درس العلوم الطبية ‪،‬وربط بني الدي و الط و‬
‫(‪)21‬‬
‫استعان باألحاديث النبوية يف اجملال الطيب و التزم بتوجيااهتا يف عالجه‪.‬‬
‫وم أشار و أشد األزمات الصحية اليت مرت هبا بالد املغرب الوسطى (اجلزائر حاليا‬
‫) و باألخص تلمسان "الطاعون" حيث انتاى الباحث عبد العزيز فياليل أن هذا الوباء‬
‫اجلارف يعد م أشد اجلوائح الطبيعية و أكثرها فناءا للبشرية و فتكا هبا‪ ،‬فقد عرفته بالد‬
‫املغرب عامة و تلمسان خاصة ‪ ،‬خالل العاد الزياين ‪ ،‬فكان يظار على رأس كل عشر‬
‫سنوات ‪ ،‬أو مخس عشر سنة أو عشري سنة تقريبا ‪ ،‬و يذه باآلالف م الناس‪ .‬و‬
‫(‪)22‬‬
‫قد اجتاحاا سنة ‪750‬هـ ‪ 1349 /‬م ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬العواصف و السيول‬
‫شادت املنطقة الوسطى الشمالية م املغرب كوارث طوفانية زاد م حدهتا اندالع‬
‫الرياح والعواصف‪ ،‬وتزام ذلك مع حروب ضروس بني املرابطني واملوحدي ‪ .‬ومعلوم أن‬
‫هذه الفياضانات جاءت بعدما عاىن سكان املغرب م جماعة سنة مخس وست وثالثني‬
‫ومخسمائة ‪،‬مما هيَّأ الظروف حلدوث األوبئة يف وقت ارتفعت فيه أسعار املواد االستاالكية‬
‫(‪)23‬‬
‫‪.‬‬
‫وم النصوص التارخيية القيمة اليت تكشف األثر التخرييب للسيول اجلارفة‪ ،‬واليت أشار‬
‫إلياا الباحث عبد اهلادي البياض‪ ،‬هو ما ذكره أحد املؤرخني يف سياق احلملة اليت قام هبا‬
‫املوحدون لرد بين غانية ع جباية سنة ‪ 581‬هـ ‪1185 /‬م‪،‬فلما وصلت اجليوش املوحدية‬
‫إىل مدينة فاس "أمسكام هبا ترادف األمطار‪ ،‬وتعذر الطريق بالوحل ومدود األهنار إىل‬
‫(‪)24‬‬
‫أن صحت السماء وجفَّت األنواء ‪".‬‬
‫و لقد عاصر املؤرخ حيىي ب خلدون أحد األعاصري الذي خلف دمارا و جماعة سنة‬
‫‪776‬هـ ‪1373 /‬م حيث قال ع تلك اجملاعة ‪ ":‬إهنا نتجت ع إعصار عظيم‪ ،‬أهلك‬

‫‪237‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ، 02‬ص ص ‪ ، 244 - 229‬ديسمبر ‪2018‬‬
‫الكوارث الطبيعية على بالد المغرب اإلسالمي خالل القرنين (‪07‬هـ‪09/‬هـ) (‪13‬م‪15-‬م) ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬محمد عيساوي‬

‫زرع صائفة تلمسان و حيواهنا‪ ،‬فأكل الناس بعضام بعضا‪ ،‬وافتقروا إىل ما لدى‬
‫(‪)25‬‬
‫السلطان‪ ".‬الذي تصدق بنصف جبايته على الضعفاء م أهل تلمسان ‪.‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬ردود أفعال اإلنسان المغاربي إزاء األزمات و الكوارث‬
‫الطبيعية ‪:‬‬
‫كشفت الكوارث الطبيعية ردود أفعال متباينة ‪،‬عرب عناا اإلنسان املغاريب خالل‬
‫العصور الوسطى يف شكل إفرازات ذهنية وسلوكية ‪،‬سعيا منه للحد م خطورة السيول و‬
‫القحوط واألمراض واألوبئة ‪،‬فتارة كانت املواجاة تتخذ صور سلوكات عدوانية كالسطو‬
‫و النا و التعدي ‪،‬و تارة أخرى تظار يف إفرازات ذهنية و ممارسات استسالمية تواكلية‬
‫مهاا االنسحاب م واقع املعاناة بالفرار أحيانا‪ ،‬و الزهد أحيانا أخرى‪ .‬وم جان آخر‬
‫طفت على سطح املواجاات ذهنيات الشعوذة و السحر و اخلرافة ‪،‬و اليت ارتبط هبا‬
‫سخر طالمساا كوسائط َّادعى قدرهتا على ختليصه م شبح الكوارث‬
‫اإلنسان و َّ‬
‫(‪)26‬‬
‫الطبيعية‪.‬‬
‫ممارسات السلب و النهب ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أسامت الكوارث املتالحقة يف جمال املغرب خالل الفرتة املدروسة يف ظاور سلوكات‬
‫السطو والتعدي والنا وقطع الطرق‪ ،‬وهي ممارسات ُعدوانية انتفى بسبباا العيش داخل‬
‫اجملتمع يف مراحل حرجة ‪،‬استادفت فياا مصادر عيش اإلنسان سواء مناا املنقولة أو‬
‫الثابتة ‪،‬وذلك كما قال اب املؤرخ اب خلدون "بسب ما يقع يف آخر الدولة م العدوان‬
‫(‪)27‬‬
‫يف األموال ‪".‬‬
‫و ال مراء يف أن دائرة التلصص واحلرابة قد استفحلت باتساع دائرة الضيق و الشدة ‪،‬‬
‫النامجتني ع الكوارث الطبيعية‪ ،‬وغدا العدوان على أموال الناس وأمتعتام اخليار األسال‬
‫ملقاومة تداعيات األزمة الصعبة‪ ،‬وإال ما الدَّاعي الذي حدا باخلليفة عبد املؤم ب علي‬
‫املوحدي أن يصدر مرسومني بشأن قطع دابر اللصوص و قطاع الطرق‪ ،‬الستتباب األم‬
‫(‪)28‬‬
‫يف مدة زمنية ال تتجاوز مثاين سنوات‪.‬‬
‫‪238‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ، 02‬ص ص ‪ ، 244 - 229‬ديسمبر ‪2018‬‬
‫الكوارث الطبيعية على بالد المغرب اإلسالمي خالل القرنين (‪07‬هـ‪09/‬هـ) (‪13‬م‪15-‬م) ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬محمد عيساوي‬

‫كما أسامت الكوارث الطبيعية املتنوعة يف بالد املغرب اإلسالمي خالل القرن الثام‬
‫اهلجري يف رسم سلوكات عدوانية مبحاور الطرق واملسالك التجارية‪ ،‬وتفاقم ضرر‬
‫عصابات اللصوص واحلرابة ‪،‬فاعترب أبو احلس املريين (‪731‬هـ‪752/‬هـ)(‪1331‬م‪-‬‬
‫السبُل‬
‫‪ 1351‬م)مسألة "تأمني السبل ومتايد الطرق م أفضل األعمال‪ ،‬كما إن إخافة ُّ‬
‫(‪)29‬‬
‫م أقبح املعاصي "‬
‫بث روح األمان و السالم و التضامن سمات سياسة الدولة‬ ‫‪-2‬‬
‫الرشيدة ‪:‬‬
‫كان أغل السكان يف املغرب االسالمي الوسيط ( اجلزائر ) و أشار عاصمة‬
‫الزيانيني تلمسان خالل األزمات الطبيعية و الكوارث يتميزون بالتضام االجتماعي و‬
‫إغاثة املسكني و الفقري ‪ ،‬و كان يف مقدمة املحسنني الفقااء و املتصوفة و العائالت‬
‫ُ‬
‫امليسورة ‪ ،‬وأهل اخلري و م بني أولئك الذي أساموا يف فعل اخلريات أبو العباس أمحد‬
‫ب مرزوق ‪ ،‬الذي كانت له مطامري م القمح و الفحم و اخلليع و الزيت ‪،‬فقد كان‬
‫يفتحاا أمام الفقراء و احملتاجني‪ ،‬ويتصدق هبا طوال يومه(‪.)30‬‬
‫قام أبو احلس املريين بتجسيد هذه املقولة عمليا م خالل تعمري "طرق املسافري م‬
‫حضرته بفاس إىل مراكش و إىل تلمسان وسبتة وغريها م البالد بالرت يأمر سكاهنا‬
‫على مقدار اثين عشر ميال يسكناا أهل الوط وجيري هلم على ذلك إقطاعا م األرض‬
‫يعمروهنا (‪ )...‬يلزمون فياا ببيع الشعري والطعام‪ ،‬وما حيتاج إليه املسافرون م األدم على‬
‫اختالفاا واملرافق اليت يضطرون إلياا وهبائمام وحيرسوهنم وحيوطون أمتعتام فإن ضاع‬
‫بينام شيء تضمنوه‪ ،‬فال يزال املسافر كأنه يف بيته وبني أهله فيذهابه وإقباله‪)31(".‬وهذه‬
‫تعترب حس الباحث عبد اهلادي البياض"سياسة أمنية مندجمة أتت أكلاا يف مراحل‬
‫مناخية عصيبة‪ ،‬فانتعشت احلركة التجارية‪ ،‬ونشطت األسفار و التنقالت بفضل استتباب‬
‫(‪)32‬‬
‫األم و ضبط احملاور الرئيسة ‪" .‬‬

‫‪239‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ، 02‬ص ص ‪ ، 244 - 229‬ديسمبر ‪2018‬‬
‫الكوارث الطبيعية على بالد المغرب اإلسالمي خالل القرنين (‪07‬هـ‪09/‬هـ) (‪13‬م‪15-‬م) ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬محمد عيساوي‬

‫المبحث الخامس ‪ :‬نظرية توينبي و أهميتها في جانب عالقة األزمة الطبيعية‬


‫بصنع الحضارة ‪:‬‬
‫سعى أرنولد توينيب إىل إثبات خطأ النظرية الطبيعية اليت تزعم أن نشوء احلضارات‬
‫يعود إىل علة رئيسة واحدة وهي البيئة ‪،‬فالبيئة السالة ذات املناخ املالئم للزراعة‬
‫واالستقرار‪ ،‬و اليت تتوفر فياا املياه و مصادر الرزق‪ ،‬هي البيئة املناسبة ‪،‬وهي السب‬
‫املباشر والوحيد الذي يستحث األمم على بناء احلضارات وتطويرها‪ ،‬يف حني أن البيئة‬
‫(‪)33‬‬
‫الصعبة تقف يف طريق والدة احلضارات و منوها ‪.‬‬
‫أما توينيب فقد سعى إىل إثبات خطأ هذه النظرية‪ ،‬م خالل استقرائه جملموعة م‬
‫احلضارات يف مناطق خمتلفة م العامل ‪،‬ومقارنته ببيئاهتا الطبيعية املتباينة‪ ،‬وتوصل إىل خطأ‬
‫هذه النظرية‪ )34( .‬و رأى أنه ليس م الضروري أن تكون البيئة السالة سببا يف انبثاق‬
‫احلضارة إىل حيز الوجود‪ ،‬وضرب عدة أمثلة ليربه على صحة ما ذه إليه‪ .‬بل ذه‬
‫إىل ما هو أبعد م ذلك‪ ،‬حيث أنه يقف على الطرف النقيض م نظرية البيئة‪ ،‬ويعترب‬
‫أن الظروف الصعبة ال السالة ‪،‬هي اليت تستحث اإلنسان على صنع احلضارات ‪،‬كما‬
‫أن رقة العيش و الظروف السالة ‪،‬تقف حائال يف وجه قيام احلضارات ‪ ،‬ويؤكد على‬
‫خطأ مقوله هريودوت ‪":‬مصر هبة النيل" و يرى أن احلضارة املصرية هي هبة املصريني‬
‫الذي صنعوها ‪،‬فدلتا النيل كانت مغطاة باملستنقعات و األدغال و اإلنسان املصري‬
‫(‪)35‬‬
‫القدمي هو الذي استصلحاا و عدَّهلا ليقيم علياا حضارته ‪.‬‬
‫و م خالل إحداث مقاربة بني نظرية التحدي و االستجابة ألرنولد توينيب و ما‬
‫تعودوا على حتدي الظروف الطبيعية و األزمات‬‫عاشه أهل تلمسان نلحظ أن أهلاا َّ‬
‫القاسية و م بيناا العواصف القوية ‪ ،‬اليت كانت حتدث يف آخر كل خريف خالل فصل‬
‫الشتاء ‪ ،‬مصحوبة بالربد و الصواعق و الثلوج ‪ ،‬و هذا املناخ هو الذي كانت تتميز به‬
‫مدينة تل مسان و ضواحياا ‪ .‬فقد كانت أشد بالد املغرب األوسط بردا و جتلدا ‪ ،‬و هو‬
‫مناخ يؤثر على الزرع و يفسد غالته‪ ،‬ويعيق منو اخلضر ‪،‬و الفواكه و يتلفاا ‪ ،‬وهذا هو‬
‫‪240‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ، 02‬ص ص ‪ ، 244 - 229‬ديسمبر ‪2018‬‬
‫الكوارث الطبيعية على بالد المغرب اإلسالمي خالل القرنين (‪07‬هـ‪09/‬هـ) (‪13‬م‪15-‬م) ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬محمد عيساوي‬

‫السب الذي جعل أهل تلمسان حريصني على ختزي املؤن و املواد الغذائية يف املطامري‬
‫(‪)36‬‬
‫الكثرية ‪ ،‬اليت حتتوي علياا منازل تلمسان و دورها ‪.‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬
‫‪ -‬كان لألزمات و الكوارث الطبيعية آثار عميقة على منطقة املغرب اإلسالمي‬
‫املستوى السياسي و االقتصادي و االجتماعي و (السيما اجملال الدميوغرايف )‬
‫‪ -‬تعترب اجملاعات أحد أبرز مظاهر األزمات الطبيعية اليت تعرضت له منطقة املغرب‬
‫اإلسالمي عموما و اجلزائر خصوصا ‪.‬‬
‫‪ -‬بره ساكنة اجلزائر خالل مسار تارخيام عموما و الزياين على وجه أخص على‬
‫خصال نبيلة م أال وهي روح التضام و التكافل االجتماعي يف أوقات الشدائد و‬
‫احمل ‪.‬‬
‫‪ -‬تبني م خالل الدراسة أثر العامل السياسي يف بث روح األمان و االستقرار‬
‫‪،‬كما أنه وطيد الصلة بالعامل االقتصادي حيث أن االستقرار يشجع على النشاط‬
‫الفالحي و احلريف مما يدر على األمة مداخيل ُجتنباا الفاقة و احلاجة ‪.‬‬
‫‪ -‬تأكد م خالل البحث أمهية فئة الفقااء و الصلحاء و املتصوفة يف إرساء‬
‫العمل اخلريي و الرعاية الصحية ألبناء الوط الواحد ‪.‬‬
‫‪ -‬يتضح م خالل الدراسة أمهية تأريخ األزمات و الكوارث الطبيعية م أجل‬
‫معرفة سبل التعامل معاا و خاصة فيما يتعلق بالعواصف و السيول و حتركات أسراب‬
‫اجلراد ‪ ،‬حبكم تأثريها املباشر على أقوات األمة ‪.‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬المصادر ‪:‬‬
‫‪ -‬اب خلدون ‪ :‬العرب و ديوان املبتدأ و اخلرب يف تاريخ العرب و العجم و الرببر و م عاصرهم‬
‫م ذوي السلطان األكرب‪،‬ج‪ 07‬طبعة بريوت ‪ 1968‬و طبعة بوالق ‪. 1870‬‬
‫‪ -‬الوزان حس ب حممد الفاسي ‪:‬وصف إفريقيا ‪ ،‬منشورات اجلمعية املغربية ‪ ،‬الرباط ‪ ،‬املغرب‬
‫‪. 1980،‬‬

‫‪241‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ، 02‬ص ص ‪ ، 244 - 229‬ديسمبر ‪2018‬‬
‫الكوارث الطبيعية على بالد المغرب اإلسالمي خالل القرنين (‪07‬هـ‪09/‬هـ) (‪13‬م‪15-‬م) ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬محمد عيساوي‬

‫ثانيا ‪ :‬المراجع ‪:‬‬


‫الكتب ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -‬البياض عبد اهلادي‪:‬الكوارث الطبيعية وأثرها يف سلوك وذهنيات اإلنسان‪،‬دار الطليعة‪،‬بريوت ‪،‬‬
‫لبنان ‪،‬الطبعة األوىل ‪ 2008 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬البيلي حممد بركات‪:‬األزمات االقتصادية واألوبئة يف مصر اإلسالمية‪،‬مكتبة هنضة الشرق‪،‬القاهرة‬
‫‪ 1985 ،‬م‬
‫‪ -‬البزاز حممد األمني‪ :‬تاريخ األوبئة و اجملاعات باملغرب يف القرنني الثام عشر و التاسع عشر ‪،‬‬
‫منشورات كلية اآلداب و العلوم اإلنسانية ‪ ،‬جامعة حممد اخلامس ‪ (،‬دون تاريخ للنشر )‬
‫‪ -‬بوتشيش القادري‪ :‬مباحث يف التاريخ االجتماعي للمغرب و األندلس خالل عصر املرابطني ‪،‬‬
‫الطبعة األوىل ‪،‬دار الطليعة ‪،‬بريوت ‪ ،‬لبنان ‪ 1998،‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬بولقطي احلسني‪:‬جوائح وأوبئة مغرب عاد املوحدي ‪،‬مطبعة النجاح اجلديدة‪ ،‬الدار البيضاء ‪،‬‬
‫املغرب ‪ 2002 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬خوجة محدان ب عثمان ‪:‬إحت اف املنصفني واألدباء يف االحرتاس ع الوباء‪،‬حتقيق حممد ب‬
‫عبد الكرمي‪،‬الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ‪ 1968،‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬فياليل عبد العزيز ‪ :‬تلمسان يف العاد الزياين ‪،‬موفم للنشر ‪ ،‬اجلزائر ‪ 2002 ،‬م‬
‫‪ -‬الصاوي أمحد السيد‪:‬جماعات مصر الفاطمية‪،‬دار التضام ‪،‬بريوت‪،‬لبنان‪،‬الطبعة األوىل‪1988 ،‬‬
‫م‬
‫ثانيا ‪ :‬المقاالت ‪:‬‬
‫‪ -‬أمحد السعداوي ‪":‬اجملاعات و األوبئة يف تاريخ الغرب اإلسالمي ‪ :‬النتائج الدميوغرافية" ضم‬
‫كتاب الدميوغرافية التارخيية يف تونس و الوط العريب ‪،‬دار سراش ‪ ،‬تونس ‪ 1993،‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬حممد األمني البزاز‪":‬اجلراد واجلوع واألمراض يف املغرب خالل العصور القدمية الوسطى"‪،‬جملة‬
‫املناهل ‪ ،‬الرباط ‪ ،‬العدد ‪ 2004 ، 70 ، 69‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬حممد الناصري ‪":‬الكوارث الطبيعية و احلتمية التارخيية" ‪ ،‬جملة كلية اآلداب و العلوم اإلنسانية‪،‬‬
‫الرباط ‪ ،‬املغرب ‪ ،‬العدد ‪. 15‬‬
‫‪ -‬أمحد حدادي‪":‬أخبار األوبئة واألمراض يف الرحالت السفارية املغربية"‪،‬جملة كنانيش‪ ،‬العدد‬
‫‪ ، 03‬خريف‪2001‬م ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬أطاريح جامعية ‪:‬‬

‫‪242‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ، 02‬ص ص ‪ ، 244 - 229‬ديسمبر ‪2018‬‬
‫الكوارث الطبيعية على بالد المغرب اإلسالمي خالل القرنين (‪07‬هـ‪09/‬هـ) (‪13‬م‪15-‬م) ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬محمد عيساوي‬

‫‪ -‬مسية مزدور‪:‬اجملاعات واألوبئة يف املغرب األوسط(‪588‬هـ‪927/‬هـ)(‪1192‬م‪1520/‬م) ‪،‬أطروحة‬


‫دكتوراه يف التاريخ الوسيط‪،‬إشراف‪:‬حممد األمني بلغيث‪،‬قسم التاريخ واآلثار‪،‬جامعة منتوري ‪،‬قسنطينة ‪،‬‬
‫‪1429‬هـ‪1430/‬هـ( ‪ 2009_ 2008‬م)‬
‫‪ -‬مسرية املزكلدي‪ :‬اجملاعات و األوبئة باملغرب الوسيط ( ‪ 534‬هـ _ ‪ 776‬هـ ) ( ‪ 1139‬م‪-‬‬
‫‪ 1375‬م)‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف التاريخ الوسيط ‪ ،‬جامعة سيدي حممد ب عبد اهلل ‪ ،‬كلية اآلداب ‪ ،‬ظار‬
‫املاراز ‪ ،‬فاس ‪ 1424 ،‬هـ ‪ 1425 /‬هـ ( ‪ 2003‬م _ ‪ 2004‬م )‬

‫(‪ _ ) 1‬أسهمت المصادر التاريخية االسالمية في مجال التأريخ لألزمات الطبيعية و من الذين اسهموا في ذلك‬
‫المؤرخ ابن خلدون الذي اعتبرها مؤشر ألعمار الدول ‪ ،‬كما ألف المقريزي كتابا يوضح أثر ذلك ‪ ،‬أال و هو إغاثة‬
‫األمة بكشف الغمة ‪ ،‬كما أن الكاتب ‪E.Le Roy Laduri‬كتب في هذا المجال ‪":‬تاريخ المناخ منذ سنة ألف " صدر‬
‫في عام ‪ 1967‬م ‪.‬‬
‫(‪ ، _ )2‬البياض عبد الهادي‪:‬الكوارث الطبيعية وأثرها في سلوك وذهنيات اإلنسان‪،‬دار الطليعة‪،‬بيروت ‪ ،‬لبنان‬
‫‪،‬الطبعة األولى ‪ 2008 ،‬م ‪ ،‬ص ‪ 07‬من مقدمة القادري بوتشيش ‪.‬‬

‫(‪ _ )3‬و يطلق على مصطلح المجاعة مصطلح األُلبة‬


‫(‪ _ )4‬مزدور سمية ‪ :‬المجاعات واألوبئة في المغرب األوسط(‪588‬هـ‪927/‬هـ)(‪1192‬م‪1520/‬م) ‪،‬أطروحة‬
‫دكتوراه في التاريخ الوسيط‪،‬إشراف‪:‬محمد األمين بلغيث‪،‬قسم التاريخ واآلثار‪،‬جامعة منتوري ‪،‬قسنطينة ‪،‬‬
‫‪1429‬هـ‪1430/‬هـ( ‪ 2009_ 2008‬م) ص ص ‪. 19 ، 18‬‬
‫(‪ _ )5‬ابن خلدون ‪ :‬المقدمة ‪ ،‬ص ‪. 282‬‬
‫(‪ – )6‬ابن خلدون ‪ :‬العبر و ديوان المبتدأ و الخبر في تاريخ العرب و العجم و البربر و من عاصرهم من ذوي‬
‫السلطان األكبر‪ ،‬مطبعة بيروت ‪ 1968‬و طبعة بوالق ‪، 1870‬ج‪ ، 07‬ص‪. 198 ،197‬‬
‫(‪ – )7‬ابن خلدون ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 198 ، 197‬‬
‫(‪ – )8‬فياللي عبد العزيز ‪ :‬تلمسان في العهد الزياني ‪،‬موفم للنشر ‪ ،‬الجزائر ‪ 2002 ،‬م ‪ ،‬ص ‪. 257‬‬
‫(‪ _ )9‬مزدور سمية‪ :‬المجاعات و األوبئة في المغرب األوسط ‪ ،‬ص ‪. 94‬‬
‫(‪ _ )10‬مزدور سمية‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 97‬‬
‫(‪ _ )11‬نفسه‪ :‬ص ‪. 99‬‬
‫(‪ _ )12‬ابن خلدون ‪ :‬المصدر السابق ‪.263،‬‬
‫(‪ _ )13‬مزدور سمية ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 90 – 74‬‬
‫(‪ _ )14‬نفسه ‪ :‬ص ص ‪. 91 ، 90‬‬
‫(‪ _ )15‬البياض عبد الهادي‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 60‬‬
‫(‪ _ )16‬فياللي عبد العزيز ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 253‬‬
‫(‪ _ )17‬عبد الهادي البياض ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 43‬‬
‫(‪ _ )18‬مزدور سمية ‪ :‬المرجع السابق ‪،‬ص‪. 21‬‬
‫(‪ _ )19‬مزدور سمية‪ :‬المرجع السابق ص‪. 21‬‬
‫(‪ _ )20‬فياللي عبد العزيز ‪:‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 245‬‬
‫(‪ _ )21‬نفسه‪ :‬ص ‪. 250‬‬
‫(‪ _ )22‬نفسه‪ :‬ص ‪. 251‬‬
‫(‪ _ )23‬البياض عبد الهادي ‪:‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 48 ، 46‬‬
‫(‪ _ )24‬البياض عبد الهادي ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 51‬‬
‫(‪ _ )25‬فياللي عبد العزيز‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 255‬‬
‫(‪ _ )26‬البياض عبد الهادي ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 78‬‬
‫(‪ _ )27‬ابن خلدون ‪ :‬المقدمة ‪ ،‬ص ‪ 320‬؛عبد الهادي البياض ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪79‬‬

‫‪243‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ، 02‬ص ص ‪ ، 244 - 229‬ديسمبر ‪2018‬‬
‫الكوارث الطبيعية على بالد المغرب اإلسالمي خالل القرنين (‪07‬هـ‪09/‬هـ) (‪13‬م‪15-‬م) ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬محمد عيساوي‬

‫(‪ _ )28‬عبد الهادي البياض ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 82‬‬


‫(‪ _ )29‬ابن مرزوق ‪ :‬المسند الصحيح ‪،‬ص ‪ 429‬؛ عبد الهادي البياض ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 86‬‬
‫(‪ _ )30‬فياللي عبد العزيز ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ 255‬نقال عن المجموع ‪.‬‬
‫(‪ _ )31‬ابن مرزوق ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 429‬‬
‫(‪ _ )32‬عبد الهادي البياض ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 86‬‬
‫(‪ _ ) 33‬زياد عبد الكريم النجم ‪ :‬توينبي و نظريته التحدي و االستجابة ‪،‬الهيئة العامة السورية للكتاب ‪ ،‬سوريا ‪،‬مكتبة‬
‫األسد ‪ ،2009 ،‬ص ‪. 80 ، 79‬‬
‫(‪ _ )34‬محمود صبحي أحمد ‪ :‬في فلسفة التاريخ ‪ ،‬ص ‪. 269‬‬
‫(‪ _ )35‬زياد عبد الكريم النجم ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪. 80‬‬
‫(‪ _ )36‬فياللي عبد العزيز ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ 256‬؛حسن الوزان ‪ :‬وصف إفريقيا ‪،‬الجمعية المغربية ‪ ،‬الرباط ‪،‬‬
‫المغرب ‪ ،‬ج‪،01‬ص ‪. 65‬‬

‫‪244‬‬ ‫محلة قبس للدراسات االنسانية واالجتماعية ‪ ،‬المجلد ‪ ،02‬العدد ‪ ، 02‬ص ص ‪ ، 244 - 229‬ديسمبر ‪2018‬‬

You might also like