Professional Documents
Culture Documents
محاضرات في إدارة الأزمات الإدارية
محاضرات في إدارة الأزمات الإدارية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محاضرات في
إدارة األزمات اإلدارية.
1
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموسم الدراسي2015 -2014 :م.
المحاضرة األولى ،بعنوان:
اإلطار المفاىيمي والفكري لألزمـة اإلدارية.
للتطرق إذل مفهوم األزمة والتعرف على مفهوم ىذا ادلصطلح بدقة البد أن نتعرف على مفهوم األزمة
من اجلانب اللغوي والنفسي مث نتطرق إليو اصطالحا حملاولة فك الغموض وتوضيح مفهوم األزمة بدقة.
ولذلك سوف نتطرق إذل ما يلي:
_1األزمة لغويا :إن األصول األوذل إلستخدام كلمة أزمة يعود إذل علم الطب اإلغريقي القدًن ( ،)1ولقد
كانت ىذه الكلمة تستخدم للداللة على حدوث نقطة حتول مهمة ،ويًتتب على ىذه النقطة إما شفاء
ادلريض أو موتو .واألزمة تعٍت الشدة والقحط واألزمة ىو ادلضيق ،ويطلق على كل طريق بُت جبلُت مأزم (،)2
أما األزمة يف معاجم اللغة االصلليزية صلد قاموس "وابسًت" Websterعرف األزمة على أهنا زمن حاسم ،
أو زمن خطر عظيم ستقرر نتائجو ما إذا كان ستتبعو عواقب سيئة كاألزمة ادلالية أو األزمة االقتصادية (.)1
(،)3 وصلد يف اللغة اليونانية األزمة ىي حلظة حرجة وحامسة تتعلق مبصَت الكيان اإلداري الذي أصيب هبا
مشكلة بذلك صعوبة حادة أمام متخذ القرار جتعلو يف حَتة بالغة( .)4أما معجم "لسان العرب" فعرف األزمة
بأهنا :األزم :شدة العض بالفم كلو ،وقيل باألنياب واألنياب ىي االوازم ،وقبل أن يعض مث يكرر عليو وال
يرسلو ،وقيل ىو أن يقبض عليو بغية ،أزمة ،وأزم عليو ،أزما ،وأزوما ،فهو أزم وأزوم ،وأزمت يد الرجل آزمها
أزما ،وىي أشد العض(.)5
_2المفهوم النفسي لألزمة :إن ادلفهوم النفسي لألزمة يوحي بوجود اضطرابات تواجو األفراد ،فيحصل (
ينتج عنها) إحباط ألىدافهم ،ويتعرضون فيها إلرباك كبَت يف رلاالت حياهتم ،ويف أساليب التكيف مع
الضغوط ،فيسيطر بذلك عليهم مشاعر اخلوف والصدمة ،أما وقت األزمة فانو يكون ضيق وزلدود.
() 1
يوسف أزتد أبو فارة ،إدارة األزمات :مدخل متكامل ،ط ، 1عمان :دار إثراء للنشر والتوزيع ، 2009 ،ص . 21
( ) 2زلمد بن أيب بكر الرازي ،مختار الصحاح ،بَتوت :دار الكتاب العريب ، 1967 ،ص . 15
() 1
Gove ,ph & othesr ,Webster Third New International Dictionary ,(Massachusetts: Merriam Webster
Inc,1981),p583 .
( ) 3عبد اهلل سليمان العمار ،إدارة األزمات والكوارث في عصر تقنية ونظم المعلومات ،الرياض (:ب.د.ن) 2002 ،م ،ص . 17
() 4
زلسن أزتد اخلضَتي ،إدارة األزمات ،ط ، 01القاىرة :رلموعة النيل العربية 2003 ،م ،ص . 115
() 5
زلمد بن مكرم ابن منظور أبو الفضل ،مرجع سبق ذكره ،ص . 16
2
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن تعرض ادلنظمة والفرد دلوقف ضاغط يؤدي إذل إحداث خلل يف منط التعامالت للمنظمة والفرد على
حد سواء ،وتكون فيو قواىم يف حدىا األدىن وذلك لفًتة زمنية معينة ،شلا يعرضها لعدم التوازن ،وىذه احلالة
تتميز بصورة أساسية بعدم قدرة الفرد أو ادلنظمة على مواجهة موقف زلدد باالعتماد على األساليب
واألدوات ادلعتادة.
_3األزمة إإطالالاً :لقد مت استخدام مصطلح األزمة يف حبوث ودراسات اإلدارة العامة ،ولقد كان ذلذه
البحوث والدراسات الدور البارز يف التنظَت والتأصيل لعلم جديد ىو علم إدارة األزمات شلا أسهم يف بعثو
بصورة جدية وبزوغو للحياة ،فعرف منعرجات حامسة يف تطور ىذا العلم .إال انو رغم تعدد الباحثُت يف حقل
إن إدارة األزمات إال انو دل يتم تقدًن تعريف واحد ومتفق عليو ،ومقبول على نطاق واسع دلفهوم األزمة.
مصطلح األزمة يتمتع بدرجة عالية من ادلوضوعية ،ويشتق مصطلح األزمة من طبيعة الفرد وادلنظمة والبيئة
ادلوجود فيها ىؤالء الفاعلُت .إن ادلتمعن يف تعريفات اليت قدمت دلصطلح األزمة يالحظ تعددىا ،فقد
اختلفت يف بعض اجلوانب واتفقت يف بعض اجلوانب األخرى ،ولقد حاول الكثَت من الباحثُت تصنيف
ادلفاىيم اليت وضعت لالزمة نذكر منها ،تصنيف (منى إالح الدين شريف )-1998 -حيث قسمت
ادلفاىيم اليت وضعت لالزمة على أربع رلموعات ىي(:)1
.1تعريفات ركزت على موقف األزمة وما يتضمنو من هتديد وخطر.
.2تعريفات ركزت على نتائج األزمة وجوانبها السلبية .
.3تعريفات ركزت على االستجابة ادلطلوبة دلواجهة األزمة .
.4تعريفات ركزت على اجلاين االجيايب والسليب لالزمة .
ولقد أضاف محمد شومان 1999م ،تصنيف خامس مضاف إذل تصنيفات مٌت صالح الدين شريف
1998م ،وىذا التصنيف ركز على اإلدراك والوعي بوجود أزمة (.)2
ورغم ىذا التصنيف دلفهوم األزمة إال انو اغفل تعريفات عديدة وىامة وضعت األزمة ،فلقد اغفل ىذا
التصنيف على سبيل ادلثال اجلانب اإلعالمي لالزمة والذي يراه ( مايكل بالند ،)-1998 -أنو من أكثر
( )1مٌت صالح الدين شريف ،إدارة األزمات الوسيلة للبقاء ،ط ، 1القاىرة :دار البيان 1998 ،م ،ص . 43
() 2
عبد اجمليد علي قدري ،اتصاالت األزمة وإدارة األزمات ،ط ، 1القاىرة :دار اجلامعة اجلديدة 2008 ،م ،ص . 65
3
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اجلوانب ادلؤثرة يف األزمة ولذا ارتأينا تقدًن جل التعريفات اليت وضعت دلصطلح األزمة ،وفيما يلي سوف
نعرض جهود الباحثُت ادلختلفة:
لقد عرفها الدكتور السيد عليوة بأن"األزمة من الناحية االجتماعية توقف األحداث ادلنظمة وادلتوقعة،
العرف ،شلا يستلزم إلعادة التوازن ولتكوين عادات جديدة أكثر مالئمة"(.)1 واضطرابات العادات و ُ
أما األزمة من الناحية السياسية فتعٍت حالة أو مشكلة تأخذ بأبعاد النظام السياسي تستدعي اختاذ القرار
دلواجهة التحدي الذي دتثلو (إداري ،سياسي ،نظامي_إجتماعي_ اقتصادي – ثقايف ) ،لكن االستجابة
الروتينية تكون غَت كافية ،فتتحول ادلشكلة إذل أزمة تتطلب جتديدات حكومية ومؤسسية ،إذا كانت النخبة ال
تريد التضحية مبراكزىا وإذا اجملتمع يريد البقاء.
وأيضا عرفها 'ىالل محمد عبد الغني '1996بأن":األزمة نتيجة هنائية لًتاكم كم من التأثَتات أو
حدوث خلل مفاجئ ،يؤثر على ادلقومات الرئيسية للنظام ،وتشكل هتديدا صرحيا وواضحا لبقاء النظام أو
ادلنظمة"(.)2
ويعرف' 'Michael Blandاألزمة على أهنا حادث خطَت يؤثر على امن اإلنسان أو البيئة أو مسعة
ادلؤسسة ،ويؤدي إذل سَت العمل بشكل معاكس دلا ىو مقرر لو( ،)3ومن ادلؤكد أنو يسبب خلل وارتباك شديد
يف النظام ادلؤسسي ،شلا قد يؤدي إذل حتمية حتطم ادلنظمة إذا دل حتسن التعامل مع األزمة.
ويعرفها محسن الخضيري بأهنا تعرب عن موقف وحالة يواجهها متخذ القرار يف احد الكيانات اإلدارية
(دولة– مؤسسة – مشروع – أسرة ) ،تتالحق فيها األحداث وتتشابك معها األسباب بالنتائج ،ويفقد معها
متخذ القرار قدرتو على السيطرة عليها ،أو على اجتاىاهتا ادلستقبلية.
وبناءًا على ما مت التطرق إليو من مفاىيم سابقة لألزمة حاولنا تقدًن مفهوم لألزمة يشخص ويُلم أىم
خصائصها فاألزمة تتجلى وتنبع بصورة فجائية زلدثة حال ة من الفوضى والتخبط وعدم التوازن ُهتدد القيم
() 1
عليوة السيد ،إدارة األزمات والكوارث :مخاطر العولمة واإلرىاب الدولي ،ط ، 03القاىرة :دار األمُت للنشر والتوزيع 2004 ،م ،ص .13
() 2
زلمد عبد الغٍت حسن ىالل ،مهارات إدارة األزمات :األزمة بين الوقاية منها والسيطرة عليها ،ط ،02القاىرة :مركز تطوير األداء والتنمية ،
1996م ،ص .09
() 3
Michael Bland, Communicating Out of a Crisis , ( London: Macmillan Press,1st ed1998), p
5.
4
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وادلصاحل اإلسًتاتيجية للمنظمة ،تنتج رد فعل من طرف القيادة بادلنظمة تستخدم فيو رتيع اإلمكانات
والوسائل للخروج بأخف األضرار واستثمارىا مبا خيدم ادلصلحة العليا للتنظيم .
5
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المحاضرة الثانية ،بعنوان:
األزمات اإلدارية :خصائها وعالقاتها التبادلية.
المميزة لألزمة.
أ.الخصائص األساسية ُ
تتسم األزمة بعدة خصائص يتعُت توافرىا يف ادلوقف األزموي الذي يتعرض لو متخذ القرار يف الكيان
اإلداري حىت نستطيع بذلك إطالق ىذا ادلصطلح على احلالة الناجتة والتشنج الذي يقع ،لذا فان استخالص
اخلصائص نستمده ونستخرجو من خالل ما مت التطرق إليو من ادلفاىيم ادلتعددة لألزمة ،وىي كما يلي:
-1إن وجود رلموعة من القوى الضاغطة وادلسيطرة على الكيان يسمح ذلا بإمالء إرادهتا على متخذ
القرار( ،)1وختتلف الضغوط حسب شكل ادلواجهة ،وحسب األىداف ادلراد حتقيقها .
-2األزمة نقطة حتول جوىرية ،تنطوي على درجة من الغموض وعدم التأكد وادلخاطرة.
-3هتدد القيم العليا أو األىداف الرئيسية للكيان اإلداري ،ومسعة وكرامة قيادة التنظيم ،وإجبارىا على
التعامل مع ادلوقف جبدية وتعقل ،إلعادة التوازن للمنظمة.
-4شعور القيادة يف الكيان اإلداري باحلَتة البالغة والعجز ،وعدم القدرة على التعامل معها.
-5أمام حالة انعدام التوازن والفوضى ،وفقدان القدرة على الرؤية تصبح القيادة عرضة لإلستواء بعد فشل
زلاوالهتا يف السيطرة على األزمة ،ويصبح من السهل على قوى األزمة إخًتاقها.
-6إن دتكن قوى األزمة يف اخًتاق الكيان اإلداري ،يؤدي إذل ظهور قوى مؤيدة ذلا.
-7إن استمرارية األزمة تؤدي إذل ظهور أعراض سلوكية مرضية خطَتة مثل القلق والتوتر ،وفقدان العالقات
اإلجتماعية ،وبذلك تصبح مسة الالمباال ة وعدم اإلنتماء ىي الصفة السائدة يف التنظيم أثناء وقوع األزمات
وتصبح القيادة غَت قادرة على إستعادة التوازن خالل ىذه الفًتة بذات لسيطرة على احلالة .فال بد من التنويو
بأنو خالل األزمة يتم تشكيل فريق لقيادة األزمة مشكال من إطارات تلم باخلربة ادلكتسبة ومن منطلق مكانتها
وموقعها يف التنظيم ،تعمل على إستعادة التوازن بشكل أو بآخر.
إن عملية التحكم يف األزمة قد ختتلف بناءا على متطلبات عدة من بُت أمهها اخلصائص اليت دتتلكها
القيادة داخل التنظيم اإلداري ومدى فاعليتها ،فالقدرة على التحكم يف رلريات إدارة األزمة ،ورلاراهتا
( )1زلمود معن عيا صرة ،مروان زلمد بٍت أزتد ،إدارة الصراع واألزمات وضغوط العمل والتغيير ،ط ،08عمان :دار احلامد 2008 ،م ،ص.77
6
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأسلوب وفكر إبداعي يساىم بال شك يف بلورة صورة جديدة للتنظيم اإلداري تتضح مبرور فًتة زمنية معينة
من إنتهاء األزمة اإلدارية.
ب .األزمات وعالقاتها التبادلية.
علما ،مفاىيمو
على الرغم من أن األزمات قد بدأت مع بداية اخلليقة ،إال أن إدارة األزمات دل تتبلور ً
وأصولو ،إال يف النصف الثاين من القرن العشرين ميالدي ،ولقد مرت دراسة األزمات مبرحلتُت ،إنتهت أوالمها
بعد احلرب العادلية الثانية ،وتركزت دراستها يف السرد التارخيي لألحداث ،وإستخالص دروسها ادلستفادة ،أما
ادلرحلة الثانية فقد بدأت يف ستينيات القرن العشرين ميالدي ،وتطورت فيها الدراسات حىت مشلت ادلناىج
وأدوات التحليل العلمي واإلقًتاب التدرجيي ،واالنتماء إذل العلوم السياسية ،إذ ارتبط مفهوم األزمة بالعديد
من ادلفاىيم األخرى اليت نوضحها يف اآليت:
_ 1المشكلة :ىي حالة من عدم الرضا أو التوتر تنشأ عن إدراك وجود بعض الصعوبات اليت تعًتض حتقيق
( ،)1جيعل من األىداف ،وتعرب ادلشكلة عن حدث لو شواىد وأدلة تنذر بوقوعو بشكل تدرجيي غَت مفاجئ
السهولة إمكانية التوصل ألفضل حل بشأهنا ،فالعالقة بُت ادلشكلة واألزمة وثيقة الصلة ،قد تكون ادلشكلة ىي
سبب األزمة ولكنها ال تكون أزمة حبد ذاهتا ،فكل أزمة يف حد ذاهتا مشكلة صانع القرار ( ،)2ولكن بالطبع ليست
كل مشكلة أزمة ،فادلشكلة ديكن أن تصبح دتهيدا حلدوث األزمة إذا اختذت مسارا معقدا يصعب من خاللو توقع
النتائج بدقة .
_2الكارثة :يقول الباحث عبد الوىاب كامل "خيلط البعض بُت الكارثة واألزمة فرغم كون كل منهما موقف
مفاجئ ،إال أن الكارثة ختتلف عن األزمة فيما ينتج عنهما من خسائر فادحة قد تؤدي إذل التأثَت السليب ادلباشر
على مصلحة الدولة"( ، ...)3وقد حتدث الكارثة ألسباب طبيعية أو نتيجة لتدخل اإلنسان بصورة سيئة يف األمناط
الطبيعية ،فمفهوم الكارثة تغَت منذ السنوات األخَتة عن ادلفهوم السابق نتيجة حلدوث العديد من الكوارث
الطبيعية والصناعية تضمنت فيضانات خطَتة يف الكثَت من البلدان راح ضحيتها العديد من األرواح ،فالكارثة
حدث مفاجئ غالبا ما يكون بفعل الطبيعة يهدد ادلصاحل القومية للدولة وختل بالتوازن الطبيعي لألمور وتشارك يف
( )1سليم بطرس جلدة ،االستراتيجيات الحديثة إلدارة األزمات في ظل عالم متغير ،ط ، 1عمان :دار الراية للنشر والتوزيع 2010 ،م ،ص .21
( )2زلسن أزتد اخلضَتي ،إدارة األزمات :منهج اقتصادي إداري لحل األزمات على مستوى االقتصاد القومي والوالدة االقتصادية 1996 ،م ،مرجع
سبق ذكره ،ص . 62
( )3عبد الوىاب كامل ،إدارة األزمات المدرسية :المدخل البسيكولوجي المعلوماتي ،القاىرة :مكتبة النهضة ادلصرية( ،د.س.ن) ،ص .08
7
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواجهتها كافة أجهزة الدولة ادلختلفة ،وكذلك تُعرف الكارثة بأهنا اضطراب مأساوي مفاجئ يف حياة رلتمع ما،
وتقع الكارثة بإنذارات بسيطة أو بدون إنذار (بشكل مفاجئ) ،وديكن أن تتسبب يف إحداث وفيات أو إحلاق
إصابات خطَتة إضافة إذل إحداث خسائر مادية ،ومن بُت آثارىا تشريد عدد من أفراد ىذا اجملتمع ،والكارثة
تفوق قدرة وإمكانات أجهزة الطوارئ ادلختصة ،ومن أبرز األمثلة على ذلك ما حيدث يف الدول الغربية ادلتطورة من
كوارث سلتلفة دون القدرة على مواجهتها رغم ما دتتلكو من وسائل علمية متطورة ،فالكارثة ليست يف حد ذاهتا
أزمة ،وإمنا قد تنجم األزمة من وقوع الكارثة على اختالف نوع الكارثة ،فحينما يكشف حدوث الكارثة عن
وجود بعض األزمات.
وعليو فان بعض الكوارث تنتج أو تربز لنا أزمات ،إذ تكون بعض األزمات يف حالة رتود أو بسبب
جتاىل أو عدم ادلصداقية يف ادلتابعة واإلشراف حتت ما يسمى سياسة غض الطرف.
_3الصراع :يعترب الصراع إحدى الظواىر الطبيعية ادلوجودة يف حياتنا سواء أفرادا أو مؤسسات وىو أمر حتمي،
ألن الثبات واالستقرار بصورة مستمرة يكون من األمور ادلستحيلة ،فالتغيَت مستمر ودائم يف كل شيء ،وىذا ما
يفسر وجود الصراع يف التنظيمات ،كظاىرة طبيعية.
إن الصراع ىو أكثر ادلفاىيم قربا لالزمة ،فكثَت من األزمات يكون جوىرىا صراع بُت طرفُت سواء داخل
التنظيم اإلداري أو صراع الكيان اإلداري ،مع أطراف خارجية ذلا عالقة غَت مباشرة بو ،وتنجم األزمات عن
التعارض والتناقض بُت ىذين الطرفُت ،لكن باإلمعان صلد الفرق بُت الصراع واألزمة ،إن الصراع ال يكون
بنفس التأثَت ونفس احلدة وشدة األزمة ،ومن جانب آخر يكون الصراع أكثر وضوحا من حيث أىدافو ،
واجتاىاتو وأبعاده وأطرافو( ،)1بينما يف احلقيقة تكون ىذه العناصر غَت زلددة وغَت واضحة ادلعادل يف األزمة،
ويتسم الصراع أيضا بطبيعة شبو دائمة يف ادلنظمات ،فهناك صراعات تتبدل وتتغَت بُت أطرف سلتلفة وبُت
مستويات متعددة .
_ 4الخالف :األزمة دتثل وضعا أكثر تعقيدا ومشوال وعمقا من اخلالف احملدد حول مسألة معينة ،وذتة
احتمال أن يتحول اخلالف إذل أزمة ،خاصة إذا دل تتم عملية حصره وتطويقو.
يوسف أزتد أبو فارة ،مرجع سبق ذكره ،ص.537 () 1
8
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المحاضرة الثالثة ،بعنوان:
أسباب بروز األزمات اإلدارية.
تعرب األزمة يف حقيقتها عن فشل إداري للقيادة ادلسؤولة عن صنع واختاذ القرار العقالين وذلك نتيجة حدوث
خلل معُت ،فاألزمات ليست وليدة ذاهتا ،بل ىي نتيجة جملموعة من األسباب والعوامل ادلؤدية إذل نشوئها،
وديكن تناول أىم األسباب األزمات وىي ما يلي:
.1سوء الفهم :إن سوء الفهم ديثل أحد أىم األسباب اليت تؤدي إذل نشوب األزمات ،والواقع الذي يشهده العادل
اإلسالمي بعد أحداث 11سبتمرب 2001لدليل على ذلك ،فالواليات ادلتحدة األمريكية بعد اذلجمات اإلرىابية،
ونظرا لسوء فهمها أعلنت حربا على العادل اإلسالمي وكل ما يرمز إذل اإلسالم ،الذي اعتربتو متهما رئيسيا فيما
حدث ذلا ،وأن اإلسالم يعترب يف نظرىا إرىاب ،ولكن بعد وضوح األمر وجتليو ذلا تبُت ذلا براءة اإلسالم وادلسلمُت
من اإلرىاب ،وأنو يعترب من بُت األديان ادلتسازلة.
وبالرجوع أيضا إذل التاريخ وبالضبط يف عهد صحابة رسول اهلل إلى اهلل عليو وسلم ،أن أحد صحابة
رسول اهلل (ص) ،ذىب جلمع أموال الزكاة من إحدى القبائل العربية ،وكان من عادة ىذه القبيلة عند
ثأر يف اجلاىلية ،ضناً منو أهنم
استقبال ضيوفهم التلويح بسيوفهم ،فلما رآىم ىذا الصحايب وكان بينو وبينهم ُ
خارجون لقتلو ،فما كان منو إال أن َفر ىارباً ،سلربا بذلك رسول اهلل (ص) ،بأهنم منعوا عنو الزكاة وخرجوا
لقتالو ،...فكانت بذلك أزمة بسبب سوء فهمو ،فاستعد رسول اهلل (ص) خالذلا حملاربة ىذه القبيلة لوال أن
العرف الذي يَتبعونو وانتهت بذلك األزمة.
أدركو كبار ىذه القبيلة وشرحوا لو حقيقة األمر وحقيقة ُ
فرغم شدة األزمات وعنفها إال أن حلها يكون حلها سهال جملرد تبُت احلقيقة وعلى القيادة أن تتأكد أوال
من أن األزمة اليت تواجهها غَت نارتة عن سوء فهم سواء من جانبو ،أو من جانب األطراف األخرى ذات
العالقة باألزمة ،فالتسرع يف القرار من طرف القيادة دون توفر كم من ادلعلومات الدقيقة والواضحة يؤدي
حتما إذل ضعف القرار وفشل يف حل األزمة.
إن سوء الفهم عادة ما ينشأ من خالل :
. ضعف المعلومات أو خطأىا:
. سوء اإلدراك.
9
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_ 2اإلدارة العشوائية :ىي ليست إدارة بل ترتكز وتقوم على اجلهل وتشجيع االضلراف والتسيب ،وحتَول
الكيان اإلداري إذل ىدف َسهل يتم اخًتاقو دون عنان ،ويرجع ذلك يف األساس إذل ضعف ادلهارات القيادية
وغياب النظرة العلمية .إن من بُت أىم الصفات اليت تتصف هبا القيادة يف اإلدارة العشوائية ما يلي:
_ عدم اعًتاف القيادة بالتخطيط وإدراك أمهيتو.
_ عدم احًتامها دلبادئ التنظيم والقيم السامية للمجتمع.
_ قصور التوجيو لألوامر والبيانات وادلعلومات ،وعدم وجود التنسيق.
_ عدم وجود متابعة أو رقابة علمية وقائية.
_ 3اإلشاعات :إن اإلشاعة ىي أىم مصدر من مصادر األزمات ،بل حىت إن ىناك بعض األزمات يكون
سببها الوحيد اإلشاعة ،حبيث يتم توظيفها بشكل جيد يسمح يف استثمارىا يف خلق جو مكهرب يستفيد
منو فئة ذات مصلحة معينة تنتهي األزمة بتحقيق تلك ادلصلحة ،فاإلشاعة سالح رىيب حيطم اإلدارة.
_4السيطرة على القيادة :يتم العمل على إبتزاز وإيقاع القيادة ادلسؤولة حتت ضغط سواء أكان نفسي أو
مادي وإستغالل بذلك تصرفاتو اخلاطئة اليت اقًتفها وبقيت سرا إلجباره على القيام بتصرفات أكثر ضرراً،
وتصبح بذلك ىي نفسها مصدراً للتهديد واإلبتزاز ،ويعد ىذا الباعث جزءاً أساسياً من آليات صناعة األزمة
اليت تستخدمها الكيانات العمالقة يف تدمَت الكيانات الصغرى إلجبارىا على التخلي على عقيدهتا التنموية،
لتتحول إذل تابع ىامشي.
_ 5التغيير والتطوير التنظيمي :إن التغيَت والتطوير التنظيمي سواء أكان جذري شامل أو تغيَت جزئي
يكون يف بعض األحيان سببا من أسباب األزمات ،ولقد عرفو " ريتشارد بكهارو "( )Richard. Bالتطوير
التنظيمي بأنو جهد سلطط على مستوى التنظيم ككل ،تدعمو اإلدارة العليا لزيادة فاعلية التنظيم من خالل
تدخالت سلططة يف العمليات اليت جتري يف التنظيم مستخدمُت يف ذلك ادلعارف اليت تقدمها العلوم
السلوكية( ، )1وأي تغيَت أو تطوير ال بد وان يواجو عقبات رفض وقبول من الفاعلُت فتؤدي إذل خلق أزمة
للكيان اإلداري.
عبد الباري درة ( ،منهجية العمل االستشاري في الركة تنمية المنظمة) ،حبث غَت منشور ،عمان (األردن) ،ديسمرب 1985م ،ص . 50 () 1
10
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_6اليأس واإلالباط :إن اليأس واإلحباط من أخطر مسببات األزمات اليت تدفع الشخص اليائس إذل القيام
بتصرفات غَت عقالنية ،ويعد اليأس يف حد ذاتو أزمة نفسية وسلوكية تشكل خطرا حادا على القيادة ،إذ
حتبطهم وتفقدىم الرغبة يف العمل والتطور والتقدم وتسلمهم إذل حالة روتينية.
_ 7الرغبة في االبتزاز :تُعد الرغبة يف اإلبتزاز أحد ادلمارسات اليت تقوم هبا رتاعات الضغط وأصحاب
الرمسية ،اليت تنتشر يف الشركات وادلنظمات اإلدارية لتكون السلطة اخلفية
ادلصاحل وأعضاء التنظيمات غَت ّ
ادلسيطرة على الكيان اإلداري لتمارس عمليات اإلبتزاز لتحقيق ادلصلحة الضيقة.
_8األخطاء البشرية :يف حقيقة األمر أن العديد من األزمات يكون سببها اإلمهال والتسيب وعدم
اإلحساس بادلسؤولية ،وعد القدرة على إدارة ادلشروع بكفاءة ،نتيجة إلنتشار احملسوبية ورلاملة الرؤساء
والتغاضي عن اجلودة.
_9تعارض األىداف :إن تعارض األىداف بُت أطراف سلتلفة حتت كيان واحد يسَت لتحقيق ىدف واحد،
حتما ىذا االختالف يقود إذل أزمة ،فاختالف الرؤى والطموحات واألىداف بُت منفذي القرار يف الكيان
اإلداري وبُت متخذي القرار ،وكذا صانعي القرار ،وبُت ادلستفيدين منو ،والفاعلُت اجلدد الذين أفرزتوم سياسة
القطاع ،يؤدي إذل ختبط يف القرار شلا جيعل حتقيق األىداف العليا للكيان اإلداري صعبة التحقيق .
11
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المحاضرة الرابعة ،بعنوان:
متطلبات وأسـس إدارة األزمات اإلدارية.
يف ىذا احملاضرة ضلاول إبراز مسار األزمة وأىم ادلراحل اليت ديكن أن تصل إليها وكيفية تعامل القيادة معها،
كما أننا تطرقنا إذل أىم متطلبات إدارة األزمة واليت جيب توفَتىا من طرف القيادة للتحكم يف األزمة والتعامل
معها بشكل علمي دقيق من خاللو يتم القضاء على األزمة واالستثمار فيها على ادلدى الطويل.
أ .دورة الياة األزمة وأبعادىا:
أوال_ دورة الياة األزمة :يف الواقع أن األزمة تشبو باقي الظواىر ،دتَُُر مبراحل وخطوات معينة وبذلك ذلا دورة
حياة مثل أي كائن حي ،وبإطالعنا وتفحصنا الدقيق ذلذه التقسيمات تبُت لنا أن اإلختالف بُت وجهات
النظر ختتلف يف ادل َسميات بينما مكونات مراحل تكوينها فانو ال خالف يف ادلضمون ويف ادلراحل األساسية
ُ
اليت دتر هبا ،وضلدد ادلراحل األساسية اليت دتر هبا األزمة :
أوال_ مراللة ميالد األزمة :ويطلق عليها مرحلة التحذير أو اإلنذار ادلبكر ( ،)1حيث تلوح يف األفق بوادر تنذر
بأخطار غَت معروفة األبعاد يكتنفها الغموض ومرده األساسي غياب ادلعلومات الكافية عن األزمة ادلرتقبة .ومن
العوامل األساسية يف التعامل مع األزمة يف مرحلة ادليالد ىو قوة وخربة وحسن إدراك القيادة يف ادلنظمة على التنبؤ
باألخطار اليت حتدق بالكيان ادلسؤولة عنو ،واختاذ قرارات عقالنية حامسة تسمح بإفقاد األزمة مرتكزات النمو،
ومن مث جتميدىا أو القضاء عليها يف ىذه ادلرحلة دون ترك أي آثار سلبية .ومن أىم اخلطوات اليت تسمح
مبحاصرة األزمة أو كما يصطلح عليو بعملية التنفيس لألزمة ما يلي(:)2
_ خلق زلور اىتمام جديد يغطي االىتمام باألزمة ،وحيوذلا إذل شيء ثانوي ال قيمة لو.
_ معرفة أين تكمن عواملها والتعامل معها بالعالج الناجح بالقضاء على أسباب التوتر الذي أنشأ
األزمة.
_ امتصاص قوة الدفع احملركة لالزمة ،وتشبيب جهودىا يف نواحي أخرى.
_ زيادة اإلحساس بالراحة والتفاؤل وباألمل بادلستقبل.
فهد أزتد الشعالن ،إدارة األزمات:األسس -المراالل -اآلليات ،الرياض :أكادديية نايف العربية للعلوم األمنية 2002،م ،ص .21 () 1
( )2زلسن أزتد اخلضَتي ،إدارة األزمات ،ط2003،1م ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .146 ،145
12
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثانيا_ األزمة في مراللة النمو واالتساع :بدون شك عندما ال تتنبو القيادة يف ادلنظمة إذل األزمة يف مرحلة
ادليالد حتماً ستصبح األزمة يف مرحلة النمو واالتساع وتصبح بذلك تشكل مصدر خطر اكرب بادلقارنة بادلرحلة
السابقة ذلا ،وتصبح األزمة تتغذى من خالل بعض العوامل ادلساعدة لتحفيزىا وزيادة منوىا واتساعها ،ومن بُت
ىذه العوامل عاملُت بارزين مها:
_ عوامل ذات صلة وثيقة بنشأة وتكوين األزمة.
_ عوامل خارجية أسهمت يف بروزىا األزمة فأصبحت بذلك يف عملية تفاعلية لزيادة منو األزمة
وإبرازىا وحتقيق اكرب ادلكاسب .
يف ىذه ادلرحلة بالذات ال يستطيع متخذ القرار إنكار األزمة أو جتاىلها ،نظرا لوجود ضغط مباشر يزداد
يوما بعد يوم فضال عن تفاعل العديد من الفاعلُت اجلدد الذين أنتجتهم سياسة القطاع ( ،)1وبروز األزمة
يسمح ذلم باستثماره ا لتحقيق أىدافهم اخلاصة.
ويصبح متخذ القرار رلربا على التدخل دلواجهة األزمة والتعاطي معها من خالل(:)2
_ العمل على عزل العوامل اخلارجية الداعمة لالزمة من خالل حتييد ىذه العوامل أو
استقطاهبا أو إجياد حالة من تعارض ادلصاحل بُت ىذه العوامل من جهة ،وتنامي األزمة
من جهة أخرى .
_ جتميد منو األزمة وإيقاف ىذا النمو عند ىذا ادلستوى الذي وصلت إليو ،وعدم إتاحة
الفرصة لتنامي األزمة من خالل التأثَت على العوامل اليت تنمي األزمة .
_ الًتكيز على عالج األزمة من خالل تصحيح حاالت االختالل وأوجو القصور اليت
أدت إذل نشأهتا وحتجيم عناصر الفساد اليت قامت هبا.
ثالثا_ األزمة في مراللة النضج :إن وصول األزمة يف ادلنظمة إذل ىذه ادلرحلة يعٍت فشل متخذ القرار يف
التغلب عليها يف ادلراحل السابقة من دورة حياة األزمة ،وىو ما يعٍت أن متخذ القرار يتسم بسمات اجلهل
واالستبداد بالرأي واالنغالق على الذات ،أو إحاطة ىذه الذات بالقدسية والتأليو ،وحباشية من ادلستشارين
الفاسدين ذوي ادلصاحل اخلاصة ،ومن مث تزداد القوى ادلتفاعلة يف اجملتمع وتعمل على تغذية األزمة باحملفزات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويف ىذه احلالة ديكن أن تطيح اليت تساىم يف استثمارىا بشكل يضمن حتقيق أىداف ادلصلحة اخلاصة.
األزمة مبتخذي القرار ، وبذلك تؤدي إذل إحداث تغيَتات ىيكلية جوىرية يف تصميم ادلنظمة ،أو أن يكون
متخذ القرار قد استطاع بسماتو الًتكيبية وإبداعو بتحويل اجتاه األزمة إذل كبش فداء ومهي تندثر األزمة عنده،
وتنتهي باستقطاب عناصر القوة فيها والسيطرة عليهم بشكل أو بآخر ،...ومن مث فإنو يف مرحلة النضج
وانفجار األزمة ال يكون أمام متخذي القرار إال احد السبيلُت األساسيُت(:)1
األساس األول :االستسالم لالزمة وما أفرزتو من نتائج واالعًتاف هبا واالستجابة الكاملة دلطالب
قوى منع األزمة .
األساس الثاني :ركوب ادلوجة األزموية بذكاء وإبداع وادلغاالة يف ادلطالبة مبطالب قوى صنع األزمة
إذل حُت اضلصارىا .
رابعا_ األزمة في مراللة االنحسار والتقلص :تبدأ األزمة باالضلسار والتقلص بعد الصدام العنيف الذي يفقدىا
جزءا ىاما من قوة الدفع ذلا ومن مث تبدأ يف االختفاء التدرجيي ( ،)2وىناك بعض األزمات تتجدد ذلا قوة دفع
جديدة عندما يفشل الصراع يف حتقيق أىدافو ،وينبغي على القيادة أن يكون ذلا بعد نظر يف مرحلة اضلسار األزمة
وضرورة متابعة ادلوقف من كافة اجلوانب ادلتعلقة بو حىت ال يسمح بالدعم والتحفيز من طرف قوى صانعة األزمة،
وبالتارل عزذلا بشكل يضمن اضلسار األزمة وتقليصها شلا يسمح بضمان التحكم يف زمام األمور.
خامسا_ األزمة في مراللة االختفاء والتالشي :تدخل األزمة يف ىذه ادلرحلة عندما تفتقد بصورة كاملة إذل
القوى احملركة واحملفزة ذلا ،فتتالشى بذلك قوهتا ومظهرىا وتصبح حدث تارخيي مضى وفقط.
إن اضلسار األزمة الذي يؤدي حتما إذل تقلص واختفاء وتالشي ُمسببات األزمة جيعل من القيادة اليت على
رأس ادلنظمة تدخل مرحلة البناء أو إعادة البناء وفقا دلعايَت تضمن السالمة للكيان وجتعل من ادلنظمة تتكيف
وتتفاعل مع الرىانات اليت ديكن أن تعًتض سبيل تطورىا.
األبعاد الرئيسية لألزمة :تتميز األزمة بأبعاد رئيسية تتمثل يف اآليت(:)3
إن دول العادل الثالث تعاين مؤسساهتا من األزمات بشكل شبو دائم ،شلا افرز ثقافة جديدة ال تسمح بالتغيَت مهما كان نوع وقوة األزمات ،إال يف حالة
االنقالب بالقوة فان التغيَت يصبح ضرورة ملحة .
زلسن أزتد اخلضَتي ،إدارة األزمات،ط2003 ،1م ،مرجع سبق ذكره ،ص . 147 () 1
يوسف أزتد أبو فارة ،مرجع سبق ذكره ،ص . 33 () 2
زلمد الرىوان ،التخطيط لمواجهة األزمات والكوارث ،القاىرة :دار أبو حامد اجلد للطباعة 2004 ،م ،ص ص .103 - 99 () 3
14
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_ البعد الزمني :ويتضمن حتديد مىت بدأت األزمة وادلدى احلارل الذي مازلت قائمة خاللو وتوقعات
استمرارىا مستقبال ،والن ىذا التحديد الزمٍت يساعد على اقًتاح السياسات واإلجراءات اليت تساىم يف
القضاء على اجلذور التارخيية لالزمة وإجراءات مواجهتها حاليا ومستقبال.
_ البعد الموضوعي :ويعٍت معرفة موضوع األزمة ونوعها ،ىل ىي اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية
؟ ،أم خليط من نوع أو أكثر من تلك األنواع ،كذلك جيب حتليل موضوع األزمة.
_ البعد التأثيري :مبعٌت معرفة آثار األزمة ادلباشرة وغَت ادلباشرة ،فإذا كانت األزمة تأخذ شكل أزمة
ارتفاع أسعار فالبد من حتديد آثارىا على اجملتمع بصفة عامة وعلى األمن بصفة خاصة ،بوضع
اإلجراءات األفقية ادلناسبة دلواجهة اآلثار األمنية السلبية لتلك األزمة.
_ البعد المكاني :ويعٍت ىذا العنصر حتديد مكان نشوء األزمة وادلنطقة أو ادلناطق اليت كانت أو
الزالت تعاين منها حاليا ،ويساعد التعرف على البعد ادلكاين يف حتقيق األىداف اليت من اجلها وضعت
اخلطة ،فإذا كان اذلدف من اخلطة ىو القضاء اجلماعات ادلتطرفة يف منطقة ما ،فانو من ادلهم حتديد
مناطق ظهور ونشوء تلك اجلماعات.
_ البعد البشري :ويتضمن ىذا العنصر حتديد األفراد اليت تشملهم األزمة ونوعياهتم.
_ البعد المؤسسي :ويتعلق ىذا اجلانب بتحديد اجلهات واألفراد اليت ستشارك يف اختاذ اإلجراءات
وتطبيق السياسات اإلدارية والتنظيمية لالزمة .
_ البعد البيئي :ويقصد بو التعرف على الظروف احمليطة لالزمة واليت تدخل ضمن أسباب نشوئها وكذلك
التعرف على ادلتغَتات ادلختلفة اليت تسببت يف نشوئها واستمرارىا حاليا ومستقبليا.
15
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المحاضرة الخامسة ،بعنوان:
مفهوم إدارة األزمات اإلدارية.
يأيت ُمصطلح إدارة األزمات ( )Management by Crisisيف سياق ادلصطلحات احلديثة اليت طرأت على
وسائل التعامل الداخلي والدورل ،وقد ظل ىذا ادلصطلح مقيدا مبوجب ادلفاىيم التقليدية اليت حكمت العالقات على
إختالفها وتباين مستوياهتا ،حىت هناية احلرب العادلية الثانية ،وتطورت بعد ذلك وبشكل ملحوظ بسبب االرتباط الوثيق مع
الشؤون ادلختلفة األخرى ،مث دتكنت من احلصول على إىتمامات عالية جداً من قبل اجملتمع الدورل وأساليب تعاملو .
هتتم إدارة األزمة اإلدارية بالتغلب على األزمة باألدوات العلمية اإلدارية ادلختلفة ،فتعمل على جتنب السلبيات الناجتة عنها
وزلاولة قدر اإلمكان اإلستفادة من االجيابيات .
فمن خالل ادلفاىيم ادلقدمة سابقا لألزمة اإلدارية واليت إستخلصنا منها أىم خصائص األزمة اليت بينت مدى اخلطر الذي
يواجو الكيان اإلداري وصانع القرار يؤكد مدى األمهية اليت تقتضيها إدارة األزمة للخروج بالكيان اإلداري بأقل األضرار ،ودلا
ال االستفادة من تبعاهتا مستقبال .يف احلقيقة ىناك العديد من التعاريف اليت وردت يف األدب النظري نورد منها ما يلي:
عرفها الباحث"محسن الخضيري" بأهنا ":إدارة األزمة اإلدارية ىي كيفية التغلب عليها باألدوات اإلدارية ادلختلفة وجتنب
سلبياهتا واالستفادة من اجيابياهتا ،وىو عمل متكامل شامل يستمد مشولو من مشولية األزمة وامتدادىا للتغلب على األزمة"(.)1
وعرف الباحث 'أبو قحف' إدارة األزمة اإلدارية على أهنا":عملية اإلعداد والتقدير ادلنظم وادلنتظم للمشكالت الداخلية
واخلارجية اليت هتدد بدرجة خطَتة مسعة ادلنظمة ورحبيتها أو بقائها يف السوق"(.)2
وعرفها الباحث 'السن البزاز' إدارة األزمة اإلدارية بأهنا" :رلموعة األساليب واألطر وادلؤسسات اليت تعمل على اختاذ
القرارات السريعة و العقالنية دلواجهة طوارئ معينة ،فعلم إدارة األزمة ىو علم التوازنات"(.)3
وديكننا تقدًن تعريف إلدارة األزمة على أهنا عملية تفاعلية للحد من اآلثار السلبية ادلتوقعة باستخدام رتيع الوسائل ادلتاحة
للسيطرة على األزمة اإلدارية ،والعمل على التحكم فيها بصنع واختاذ قرارات تضمن عودهتا بالنفع على الكيان ادلستهدف.
فمن خالل ىذه التعاريف السابقة ،ديكن حتديد اذلدف من مواجهة األزمات اإلدارية ،بأنو السعي باإلمكانيات البشرية
وادلادية ادلتوفرة ،إذل إدارة األزمة اإلدارية:
وفق التدىور والسيطرة على حركة األزمة اإلدارية والقضاء عليها .
اإلستفادة من ادلوقف الناتج عن األزمة اإلدارية يف اإلصالح والتطوير.
( )1زلسن أزتد اخلضَتي ،إدارة األزمات ،ط2003 ،1م ،مرجع سبق ذكره ،ص .34
( )2عبد السالم أبو قحف ،اإلدارة اإلستراتيجية وإدارة األزمات ،اإلسكندرية :دار اجلامعة اجلديدة للنشر 2002،م ،ص .352
( )3حسن البزاز ،إدارة األزمة بين نقطتي الغليان والتحول ،ط ،01بَتوت :ادلؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع 2001،م،ص . 24
16
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دراسة األسباب والعوامل اليت أدت لألزمة اإلدارية ،والعمل على اختاذ قرارات جتنب ويف نفس
الوقت تردع تكرارىا ،أو أزمات مشاهبة ذلا.
وكذلك ديكن القول على ضوء ادلفاىيم السابقة لألزمة اإلدارية ،أن إدارة األزمة اإلدارية عملية إرادية مقصودة هتدف إذل
التعرف على األسباب وادل َسببَات وتزيح النقاب عن كافة األطراف الفاعلة وادلؤثرة فيها .
ُ
بطبيعة احلال مبا أننا تكلمنا عن إدارة األزمة اإلدارية البد وأن نتطرق إذل اإلدارة باألزمات فاإلدارة باألزمة ىي فعل يهدف
عم ُل على زعزعة االستقرار هبدف إحداث التغيَت يف ذلك النشاط لصاحل ُم َدبرهِ، إذل توقف أو انقطاع نشاط من األنشطة ويَ َ
صعب حتقيقها يف ظل
يتم استثماره أو استكمال الفرص اليت ديكن أن تنتج أزمة حقيقية لتحقيق بعض األىداف اليت يَ ُ
الظروف العادية .وندرك بذلك أن األزمات اإلدارية ادلفتعلة تستلزم َرَد فعل ذلا مبا يُسمى إدارة األزمات ،وىذا ال يعٍت أن
رتيع األزمات ُمفتعلة من قبل أطراف األزمة ،بل قد تكون األزمة حدثت من جراء عوامل أخرى خارجة عن سيطرة ونطاق
طريف األزمة ومن مث يلجأ كالمها إذل إدارة األزمات.
ب .متطلبات إدارة األزمات اإلدارية :لقد أورد الباحثون يف إدارة األزمات اإلدارية عدة متطلبات ضرورية لتحقيق الكفاءة
والفاعلية يف إدارة األزمات اإلدارية جيب توفرىا ،وىي كما يلي :
_1سجل األزمات اإلدارية :Crisis Portfolioفالبد من وجود سجل لألزمات اإلدارية داخل كل منظمة يتم
تدين وتوثيق كل ادلواقف اليت تعتربىا أزمات من شأهنا هتديد كيان ادلنظمة أو اإلخالل بأىدافها ،ويكون مبثابة ذاكرة حقيقية
للمنظمة يستخدم من طرف القيادة اليت ترأسها كأداة يتم الرجوع إليها عندما تقتضي احلاجة .إن وضع سجل لالزمات
يكون مبثابة ذاكرة ىو أحد ادلتطلبات الضرورية اليت تقتضيها التحديات والرىانات ،فالتغيَت واإلصالح يف ىذا العصر أصبح
مسة من مسات اإلدارة وبصفة خاصة تغيَت القيادات العليا اليت على رأسها واستبداذلا بقيادات جديدة ،جيعل من السجل
اخلاص باألزمات يكتسي أمهية لدى ىذه القيادات وذلك مبنحها معلومات عن ادلنظمة وزليطها شلا جيعل القيادة اجلديدة
تتفاعل بشكل مناسب ويف ظرف زمٍت قصَتة وىنا تصبح ىذه القيادة تطبق اإلدارة بالوقت نظرا لألمهية اليت يقتضيها العامل
الزمٍت يف حتقيق األىداف.
_2فريق إدارة األزمات اإلدارية :إن تكوين فريق إلدارة األزمات اإلدارية يكون دتثيالً ألعلى سلطة ألن األزمة تتطلب ردود
أفعال غَت تقليدية مقيدة بضيق الوقت وضغوط ادلوقف ( ،)1وتعترب فرق العمل من بُت أىم الطرق اليت تستخدم عند التعرض
إذل األزمات الن إدارة األزمات ىي إدارة رتاعية القرار ،تقوم على رؤية فكرية متكاملة لفريق مهام متكامل للتعامل معها .إن
ادلفهوم الياباين يف معاجلة األزمة يقوم على أساس أن األشخاص األقربون لألزمة ىم األقدر على حلها أو توفَت احلل ادلناسب
ذلا ،وذلك ما نراه يف معظم الشركات اليابانية اليت تتجو ضلو الالمركزية يف عملية اختاذ القرارات ،كما أن الشركات اليابانية
دائما إ ستخدام اإلجتماعات كوسيلة حلل األزمات و يطلق على ىذا النوع من ىذه االجتماعات حبلقات اجلودة تفضل ً
ّ
زلمود جاد اهلل ،مرجع سبق ذكره ،ص . 34 () 1
17
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
،لذا نرى أمهية تبٍت اليابانية واليت تعترب بدورىا واحدة من ادلهام ادلستخدمة يف حتديد األزمات وادلشاكل وكيفية حتليلها
ادلنظمات لعملية الالمركزية عند تكوينها لفرق إدارة األزمات.
_3التخطيط كمتطلب ضروري :التخطيط مطلب ضروري مهم يف عملية إدارة األزمات ،فالتخطيط ىو اختيار حاضر
لسلوك مستقبلي من رلموعة التصرفات واألنشطة البديلة ينطلق من بيئة حضارية واجتماعية.
إن التدريب على التخطيط لألزمات اإلدارية يُـعد من ادلسلّمات األساسية يف ادلنظمات الناجحة فهو يساىم يف منع
حدوث األزمة اإلدارية أو على األقل التخفيف من آثارىا وتال يف عنصر ادلفاجآت ادلصاحب ذلا فهو بذلك يساىم يف حتقيق
وفعال دلواجهة األزمة
أيضا يتبُت لنا أن التخطيط يتيح لفريق عمل إدارة األزمات القدرة على إجراء رد فعل منظم ّ
رقابة فعالةً ،
بكفاءة عالية االستعداد دلواجهة ادلواقف الطارئة غَت ادلخطط ذلا اليت قد تصاحب األزمة .
:إن التعامل مع األزمات يتطلب استخدام وسائل علمية مثل _4وسائل علمية للتعامل مثل المحاكاة و السيناريو
احملاكاة و السيناريو .فالسيناريو ىو رلموعة من االفًتاضات ادلتعلقة بادلوقف يف رلال زلدد يقوم فيو النظام بتحليلو ودراستو شلا
يساعد على وضع تصورات لألزمة وإجياد بدائل عديدة للحلول ادلوضوعة ،من خالل ما تقدم يتضح لنا أمهية السيناريو وذلك
من خالل تدريب ادلوظفين بادلنظمات على ختيل أسوأ ادلواقف وىو ما يُـعرف بأسوأ سيناريوworst case scenario .
احملاكاة virtual realityوىي تقليد لظاىرة ما هبدف التفسَت والتنبؤ بسلوكها أو ىي أسلوب كمي يهدف إذل وصف
النظام احلقيقي من خالل تطوير النموذج الذي يوضح كيف تتداخل العوامل ادلؤثرة يف ادلشكلة وما ىو تأثَت تلك العوامل مع
الًتكيز على الكيفية اليت ديكن هبا أن يقلد ىذا النموذج حركة النظام احلقيقي.
_5نظام اتصاالت داخلي و خارجي :ال بد من توافر نظام تقٍت جيد لالتصاالت سواء أكان االتصال داخلي أم
خارجي ،فاالتصاالت الداخلية تلعب دورا كبَتا يف عملية رتع وحتليل ادلعلومات وتوصيلها ،وكذلك لضمان تأييد البيئة
الداخلية وتعاوهنا يف مواجهة األزمة ،كما تفيد يف عملية نقل القرارات للمستويات ادلختلفة يف التنظيم ،أما االتصاالت
اخلارجية فلها تأثَت كبَت أيضا يف صلاح ادلنظمة يف التعامل مع األزمات وكسب تأييد رتاعات ادلصاحل والرأي العام.
_6قيادة مؤثرة وفعالة :البد من توفر قيادة سوية غَت اإلنفعالية حيث أهنا ال تتأثر كثَتا بالضغوط النفسية اليت تفرزىا
األزمة واليت يتوافر ذلا ثقافة تنظيمية مالئمة وثقافة عامة ،وقدرة على التخيل اخلصب لتصور اكرب قدر شلكن من بدائل
التصرف يف مواجهة األزمة واختيار أنسبها.
_7التنبؤ الوقائي :جيب تبٍت التنبؤ الوقائي كمتطلب أساسي يف عملية إدارة األزمات من خالل إدارة سبّاقة وىي اإلدارة
ادلعتمدة على الفكر التنبؤي اإلنذاري لتفادي حدوث أزمة مبكراً عن طريق صياغة منظومة وقائية مقبولة تعتمد على ادلبادأة
واالبتكار و تدريب العاملُت عليها .إن النجاح يف عملية إدارة األزمات يتطلب عدة عوامل منها:
إجياد وتطوير نظام إداري سلتص ديَُكِن ادلنظمة من التعرف على ادلشكالت وحتليلها ووضع احللول ذلا بالتنسيق مع
الكفاءات ادلختصة.
18
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العمل على جعل التخطيط لالزمات جزءا ىاما من التخطيط االسًتاتيجي.
ضرورة عقد الربامج التدريبية وورش العمل للموظفُت يف رلال إدارة األزمات.
19
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المحاضرة السادسة ،بعنوان:
اإلطار المفاىيمي اإلدارة باألزمات.
اإلدارة باألزمات تقوم على افتعال األزمات ،وإجيادىا من عدم كوسيلة للتغطية والتمويو على ادلشاكل
القائمة اليت تواجو الكيان اإلداري ،فنسيان مشكلة ما ،يتم فقط عندما حتدث مشكلة أكرب وأشد تأثَتاً،
حبيث تطغى على ادلشكلة القائمة ،وىكذا يظل الكيان اإلداري ادلهًتئ يتعرض ألزمة تلو أزمة ،وتتعاقب عليو
األزمات متالحقة حىت يتم تدمَته بالكامل .أو يهدي اهلل إليو من يأخذ بيده إذل بر النجاة.
ومن ىنا يطلق البعض على اإلدارة باألزمات علم إناعة األزمة للتحكم والسيطرة على اآلخرين .واألزمة
ادلصنوعة ادلخلقة ،ذلا مواصفات حىت تبدو حقيقية ،وحىت تؤيت ذتارىا ،وأىم مواصفاهتا ىي اإلعداد ادلبكر،
وهتيئة ادلسرح األزموي ،وتوزيع األدوار على قوى صنع األزمة ،واختيار التوقيت ادلناسب لتفجَتىا ،وإجياد ادلربر
1
والذريعة ذلذا التفجَت.
ولألزمة ادلصنوعة إيقاع سريع متدفق األحداث ،ومتالحق التتابع ،ومًتاكم اإلفرازات والنتائج ،وكل منها
تصب يف سبيل حتقيق اذلدف ادلراد الوصول إليو ،فلكل أزمة مصنوعة ىدف يتعُت أن تصل إليو ،وبدون
حتقيق ىذا اذلدف لن يتالشى الضغط األزموي ،أو خيف التأثَت العنيف الصاخب إلفرازات األزمة ،وكذا لن
هتدأ قوى صنع األزمة أو تًتاجع حىت حتقيق ىذا اذلدف .ومن مث وللتعامل مع األزمات ادلفتعلة أو ادلصنوعة
يتعُت أن حتصل على إجابات سريعة ووافية عن األسئلة التالية:
كيف ظهرت األزمة وتطورت أحداثها؟
من ىم األطراف الصانعة لألزمة سواء العلنيون أو الذين يعملون يف اخلفاء؟
دلاذا مت صنع األزمة يف الوقت الراىن؟
ما اذلدف الذي تسعى إذل حتقيقو قوى صنع األزمة؟
ما ادلدى الذي ال يتعُت أن تتجاوزه قوى الضغط األزموي؟ وما ىي احملاذير ادلوضوعة لكل منها؟
2
واحلدود ادلتفق عليها بينها؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وتقوم عملية اإلدارة باألزمات على خلق أزمة ومهية يتم من خالذلا توجيو قوى الفعل السلوكي واالقتصادي
إذل تكريس األزمة ،أو إذل سلوك معُت بشأهنا.
وخَت مثال على ذلك ما يعمد إليو بعض التجار من أصحاب ادلوقع االحتكاري من خلق أزمات يف
بعض السلع من خالل ختزين ىذه السلع وعدم عرضها بالسوق لتعطيش ادلستهلك ذلا ،وإشاعة أن ىناك أزمة
شديدة يف إنتاج ىذه السلع ،شلا يدفع ادلستهلكُت إذل البحث عنها بأكثر من احتياجاهتم ،وىنا يقوم ىذا
التاجر بعرضها سرا لتحقيق أرباح طائلة.
و مثل ىذا األسلوب يف احلقيقة يكون مدمراً للتاجر وللمنتج ذلذه السلع ،حيث يعمد ادلستهلك إذل
البحث عن بديل متوفر ،وقد يكون أفضل ،كما يدفع ىذا الوضع بعض ادلنتجُت اجلدد إذل الدخول إذل
ميدان إنتاج ىذه السلعة وتقدديها بشروط أفضل للمستهلكُت ...وىكذا .وتستخدم الدول الكربى اإلدارة
باألزمات كأسلوب لتنفيذ إسًتاتيجيتها الكربى يف اذليمنة والسيطرة على العادل ،Globalizationولتأكيد
قوهتا ،وفرض إرادهتا وبسط النفوذ وبشكل ال يفقدىا أصدقائها ولتحييد أعدائها وتدمَت مصاحلهم ،ويف
الوقت ذاتو لتقوية حتالفاهتا القددية .بل ولتحقيق أىدافها اخلفية طويلة ادلدى اليت ال تستطيع اإلعالن عنها أو
حىت رلرد التنويو عنها ،وىو ما استخدمو أدولف ىتلر عند اشتعال احلرب العادلية الثانية ،تلك احلرب ادلدمرة
اليت كلفت البشرية 50مليون إنسان قتلى حرب ،فضالً عن تكاليفها ادلادية الباىظة ،وقد استخدم ىتلر
اإلدارة باألزمات برباعة ودىاء شديدين ،دون اعتبار ألي قيم أو مثل ،إلجياد ادلربر ،ولكسب التأييد الشعيب
لغزو بولندا ،وحتييد دول العادل أمام ىذا الغزو ،حيث بدأت احلرب من سبتمرب عام 1939باجتياح القوات
األدلانية حدود بولندا .ولكن قبل االجتياح مت افتعال أزمة برباعة وحنكة ،زلورىا تصوير الغزو األدلاين على انو
رلرد دفاع عن النفس ومرحلة تأديب لبولندا اليت خانت ادلعاىدات وعالقات حسن اجلوار ،ويف الوقت ذاتو
الوصول بادلوقف العادلي إذل أزمة حافة احلرب.
وقد بدأت صناعة األزمة يف الليلة السابقة لقيام احلرب ،حيث أخذت قوات العاصفة األدلانية النازية 12
سجيناً بولندياً من معسكر اعتقال بالقرب من برلُت ،وألبستهم مالبس اجليش البولندي ،مث أطلقت عليهم
الرصاص وألقت جبثثهم يف غابة على احلدود األدلانية البولندية ،مع إضافة بعض ادلؤثرات لتصوير ادلوقف على
أنو عملية قذرة عسكرية قامت هبا بولندا ضد أدلانيا ،ليتم عرضهم على مراسلي الصحافة األجنبية ،وتصويره
على انو بداية غزو بولندي ألدلانيا ،وأن احلرس األدلاين استطاع إحباط احملاولة وقضى على عدد كبَت من
21
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الغزاة ،ويف الوقت نفسو قامت قوات العاصفة مبهارتة زلطة إذاعية أدلانية على احلدود البولندية األدلانية وىي
ترتدي مالبس اجليش البولندي ،وتصطحب سجيناً بولندياً آخر ،مث قامت القوات بإطالق الرصاص يف كافة
االجتاىات ،وقتل عدد من العاملُت األدلان باحملطة ،وإجبار السجُت البولندي على إذاعة بيان بقيام القوات
البولندية بغزو أدلانيا ،مث ىربوا تاركُت األسَت البولندي جثة ىامدة بعد أن أطلقوا عليو الرصاص ،وأحد العاملُت
األدلان مبحطة اإلذاعة مصاباً إصابة بسيطة ومغمى عليو من ىول الصدمة ،ليحكي عما شاىده من قيام
اجليش النظامي البولندي مبهارتة احملطة وقتل من فيها من األدلان أمام شلثلي الصحافة العادلية ،وأمام جهات
التحقيق األدلانية.
وبعد إدتام صنع ادلوقف األزموي بنجاح ،قام ىتلر يف الساعة العاشرة من صباح اليوم التارل ،أول سبتمرب،
مرتديا
" ادلعطف ادلقدس" ،بزيارة الراخيستاخ "الربدلان األدلاين " وإلقاء كلمة قصَتة ،قال فيها:
" ألول مرة يجرؤ الجنود البولنديون النظاميون على مهاجمة وطننا ،فقمنا منذ الساعة السادسة إال ربعاً
إباالاً بالرد على النيران .ومنذ اآلن فصاعداً سنرد بالقنابل على القنابل".
3
وىكذا بدأت الحرب العالمية الثانية بأزمة مدبرة مفتعلة.
وصناعة األزمة ىي يف حقيقتها عملية جراحية جذرية يف الكيان اإلداري الذي صنعت فيو ،وهبدف
تأكيد وضمان استمرار ادلصاحل احليوية القائمة ،وتدعيم قوى االستقرار والتوازن ادلتواجدة ،أو إجياد قوى
استقرار وتوازن جديدة .ومن مث فقد تؤدي عملية صناعة األزمة على ادلستوى الدورل إذل ابتالع دول ،وتفتيت
إمرباطوريات ،وتفكيك حتالفات وإقامة أحالف جديدة ،وضم أجزاء لدول أخرى ،وإعادة رسم اخلرائط
4
السياسية ،وإعادة ترتيب األوضاع والقوى ،وذلك كلو من خالل عملية صنع األزمة.
فعملية اإلدارة باألزمات أسلوب تتبعو ادلنظمات والشركات والدول واحلكومات والعصابات ،ويتسع مداه
ويستخدمو األفراد أيضاً ،وىو أسلوب أدى إذل إسقاط حكومات ،وإشعال حروب ،وحصد آالف من أرواح
البشر ،وتدمَت آالف ادلاليُت من الدوالرات.
3اخلضَتي ،زلسن أزتد2003 ،م ،المرجع السابق ،ص ص ( .) 14- 12
4ادلرجع نفسو ،ص ص ( .) 17 -14
22
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المحاضرة السابعة ،بعنوان:
أسـس إدارة األزمات اإلدارية.
ديكن حصر أىم األسس اليت تقوم عليها إدارة األزمات يف اآليت:
_1إن التعامل مع أطراف األزمة أثناء إدارهتا ال يتم بصورة جذرية ،أي مراعاة الوسطية يف التعامل ،حبيث
يتيح حرية احلركة ويهدف للسيطرة على ادلوقف ،وبقدر ادلستطاع تفادي انفالت عناصر األزمة أو أحداىا ما
قد يهدد بتفاقم اخلطر وتعاظم اخلسائر إذل مستوى يستحيل معو العالج .
_2إن اذلدف من إدارة األزمة ىو الوصول ألفضل النتائج وأقل اخلسائر ،وبالتارل فإن إستحالة اخلسائر أمر
وارد ،وىذا األساس مبٍت على إعتبار أن األزمة قد وقعت بالفعل ،ومن مث فإن خسائرىا قد ظهرت ويستحيل
إعادة األمر إذل نصابو مرة أخرى ،وينبٍت على ذلك تقليل حجم اخلسائر وحتجيم انتشارىا وىو اذلدف
الرئيسي الذي تسعى إليو إدارة األزمات .
_3ال يوجد رلال للخصومة أو العداوة مع أطراف األزمة مهما كانت ىويتهم ومهما كانت دوافعهم
وسلوكياهتم وأيا كانت مطالبهم ،فادلصلحة العامة ىي اليت حتكم العالقة بُت فريق إدارة األزمة وعناصرىا
األخرى.
_4إن عنصر الوقت فعال وىام وحيوي عند إدارة األزمة وجيب أن يتم التعامل مع ىذا العنصر حبسب طبيعة
األزمة وما ينجم عنها من خسائر.
_5جيب التمييز بُت اإلقدام والشجاعة والتهور واالندفاع عند مراحل ادلواجهة ادلختلفة الن الفرق بينها
بسيط أما نتائج كال منها فهي جسيمة يف سلاطرىا .
_6إن النظام السياسي واإلجتماعي للدولة حيدد وجو إدارة األزمة ،ويوجهها ضلو إجتاىها الصحيح لفهم
كثَت من احلقائق وبالتارل إن أىم عناصر إدارة األزمة جيب أن يكونوا من داخل الدولة وليسو أجانب عنها
حىت يكون إدراكهم للواقع اإلجتماعي والسياسي متفاعالً معو األحداث وليس بعيداً عنها .إن معاجلة
األزمات أو التعامل معها واليت اصطلح على تسميتها بإدارة األزمات اليت تقوم على أسس دتثل اإلطار
ادلنهجي الذي ينبغي أن تسَت فيو ،فإدارة األزمات ال تتعلق فحسب بإدارة ما بعد األزمة ،ولكنها تشمل
مرحلة ما قبل األزمة نظرا لضرورهتا ودرجة أمهيتها يف حتليل األزمة .
23
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أوال_ مراللة ما قبل األزمة :تكون سباقة يف ترتيبها دلرحلة نشوء األزمة وبذلك تعترب أرضية دتهيدية يتم
وفقها تصميم شكل األزمة وحتديد اجتاىاهتا ومدى خطورهتا ،وبناءا على حتليلها والتمعن فيها يتم التنبؤ
باألزمة .
إن ظهور وتشكل األزمة يكون نتيجة خلل داخل ادلنظمة ،فاألزمة ديكن أن يكون مصدرىا تراكمات
انفصاما حقيقيا ختتلف حدة
ً دلشكالت عديدة ومتشعبة يساىم مبرور الوقت يف تعتيم اجلو يف ادلنظمة وحتدث
خطورتو ،لتصل يف النهاية إذل تشكيل نواة حقيقية لألزمة تظهر يف الوجود بادلنظمة .ويف ىذه ادلرحلة ال بد
من االستعانة بأدوات إلمكان مواجهة األزمة حال حدوثها واىم ىذه األدوات تتمثل يف بناء قاعدة صلبة
لتوفَت ادلعلومات والبيانات عن األزمة ،والتخطيط الالزم ،ووضع احللول البديلة ذلا وتشكيل فريق إلدارة األزمة
وحتديد إختصاصها بدقة .ولقد حاولنا اإلسهاب يف ىذه األدوات وإبراز دورىا يف مرحلة ما قبل نشوء األزمة
وىي كاآليت :
أ_ دور المعلومات والبيانات في مراللة ما قبل األزمة :للمعلومات دور أساسي يف إدارة األزمات فهي
تعترب منطلقاً يتخذه صانع القرار إلختاذ إجراءات تكفل تشبيب األزمة.
ب_ التخطيط لألزمة ووضع الخطط البديلة :ديثل التخطيط أىم عناصر اإلدارة فإذا كانت ىي البناء ألي
تنمية أو حضارة أو تقدم أو ازدىار يف أي بلد فإن التخطيط حبق يعترب أساس ىذا البناء ( ،)2فهو يرسم
ادلستقبل الذي يأيت ويعُت على التنبؤ باألحداث ادلستقبلية ،وتظهر أمهيتو وتتجلى أيضا عند حدوث األزمات
فيتم االستعانة بو لتوقع مسار األزمة وكيفية االستعداد ذلا للتغلب عليها.
ج_ تشكيل لجان إدارة األزمة مع تحديد اختصاإاتو ا :إن تشكيل جلان إدارة األزمة يكتسي أمهية
انعكاساتعلى سَت ادلوقف األزموي.
ه قصوى نظرا للدور احليوي الذي تلعبو ىذه اللجان و
ثانيا_ مراللة التعامل مع األزمة ( إدارة األزمة ) :تعد ىذه ادلرحلة احملور األساسي وادلهم إلدارة األزمة رغم
أن كل ادلراحل اليت دتر هبا األزمة بالغة األمهية إال أهنا ختتلف بدرجات متفاوتة فمرحلة إدارة األزمة تعترب مرحلة
مؤثرة جدا على إثرىا يتم احلكم على مدى صلاح أو فشل نظام إدارة األزمة ،ويتم التعامل معها يف اإلطار
النظري والتنظيمي إلدارة األزمات ويف ضوء أىداف خطة األزمات .فعلى الرغم من اختالف طبيعة األزمات
( )2زلمود معن عياصرة ،مروان زلمد بٍت أزتد ،القيادة والرقابة واالتصال اإلداري ،ط ، 01عمان :دار احلامد 2008 ،م ،ص .43
24
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وتباين األساليب العملية الالزمة للتعامل مع نوعية من أنواع األزمات إال انو مث قاسم مشًتك فيما بينها على
ادلستوى النظري وادلنهجي يتمثل يف وجود عدد من ادلراحل ادلتتالية وادلًتابطة اليت دتر هبا تلك العملية وىي كما
يلي :
_ وضع سيناريوىات ،وجيري خالل ىذه ادلرحلة حصر االحتماالت ادلختلفة لالزمة مع حتديد كيفية
مواجهتها والتعامل معها .
_ حتديد األبعاد ادلختلفة لألزمة اإلدارية وتأيت تلك ادلرحلة عقب وقوع األزمة ويتم العمل خالذلا على
تكييف األزمة اإلدارية وتقدير حجم التهديدات وادلخاطر من خالل توفَت اكرب قدر شلكن من
ادلعلومات الصحيحة والدقيقة .
_ حتديد اإلمكانات الألزمة اإلدارية دلواجهة التهديدات النارتة عن األزمة طبقا لنوعية األزمة.
_ تنفيذ اخلطط ادلوضوعة سلفا مع إدخال بعض التعديالت الالزمة ادلكتسبة من االحتكاك ادلباشر
باألزمة .
_ تقوًن جترب إدارة األزمة اإلدارية مبا يفيد يف اختاذ ادلزيد من التدابَت اليت ديكن أن حتول دون تفاقم
األزمات مستقبال أو على األقل ختفيف سلاطرىا .
وعلى ىذا ادلنطلق يتم العمل على وضع خطة إلدارة األزمة اذلدف منها حتقيق وضمان درجة عالية من
االستجابة السريعة هبدف السيطرة على ادلوقف واختاذ قرارات مناسبة لتقليص األضرار إن حدثت وإعادة
التوازن إذل ادلنظمة .
ثالثا_ مراللة ما بعد األزمة اإلدارية :دتثل ىذه ادلرحلة احملصلة النهائية للسيطرة على األزمة ،ويف تلك ادلرحلة
حيدث نوع من ادلعاجلة آلثار األزمة وتداعياهتا ،كما تشمل أيضا على العملية التقوديية الالزمة ،ومرحل التعامل
معها وذلك هبدف االستفادة قدر اإلمكان من تلك الدروس ومعاجلتها يف األحداث اليت قد تليها .وىناك
عناصر متعددة لتقوًن األزمة واليت يعترب من أمهها حسن توقع األزمة بصورة جيدة ودقة التخطيط دلواجهتها
وتقدير اخلسائر ادلتوقعة يف بداية األزمة ،واختيار األسلوب ادلتناسب مع طبيعة األزمة ومداىا ،واجلوانب
التكتيكية لفريق إدارة األزمة ومهارات أدائهم للخطة بالكفاءة ادلطلوبة وقدراهتم على حتقيق اقل معدل من
اخلسائر ،والقدرة على هتدئة الرأي العام وادلتضررين واستيعاب األزمة بصورة دل تنعكس بسلبياهتا على الوضع
االجتماعي داخل الدولة.
25
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المحاضرة الثامنة ،بعنوان:
المنهج التنظيمي في إدارة األزمات اإلدارية.
نظرا لدوره الفعال
سنحاول يف ىذه احملاضرة العمل على تبيان أمهية التنظيم ،خاصة عند حدوث األزمات ً
واذلام يف تشبيب األزمة واستثمار الطاقات ضلو حتقيق أىداف ادلنظمة ،فالقيادة ملزمة باستخدام آلية منظمة
تسمح ذلا بفهم أكرب لألزمة شلا يساعدىا يف مواجهتها بفعالية دون اإلخالل باألىداف اإلسًتاتيجية
للمنظمة ،وحاولنا أيضا إبراز أىم االسًتاتيجيات اليت تستخدمها القيادة يف مواجهتها لألزمات ،وما مدى
فعالية كل إسًتاتيجية يف مواجهتها للمواقف الصعبة واليت تستلزم صنع واختاذ قرارات ىامة ،مث تطرقنا إذل أىم
األىداف ادلرجوة من إدارة األزمات.
أ .األنموذج الشبكي لتنظيم إدارة األزمات اإلدارية :يعترب التنظيم من أىم الوظائف اإلدارية الالزمة للقيام
بأدوار حيوية وىامة يف حياة األفراد وادلنظمات ،وىو يالزم عملية التخطيط ويعادلو يف األمهية ،فبينما يتكفل
التخطيط باألعمال اليت تقود إذل حتقيق األىداف فإن التنظيم يتكفل بإعداد اجلهاز الالزم الصلاز األعمال
وتوزيع الواجبات بُت العاملُت مبا حيقق التنسيق بُت جهودىم لتحقيق األىداف ادلرجوة .والتنظيم يف اللغة ىو
مبعٌت :ألف ورتع الشيء أي أقامو ،والنظام أيضا مبعٍت الطريق ـ يقال مزال على نظام واحد ،ونظام األمر
قوامو .أما التنظيم يف االإطالح فقد عرفو زكي ىاشم بأنو ":اإلطار الذي يف حدوده ترتب وتنسق اجلهود
اجلماعية لتحقيق ىدف مشًتك بدون احتكاك أو تنافر أو تصادم بينهما ،وتوفَت البيئة ادلناسبة لكي يعمل
مرض وتالقي معوقات اإلصلاز .ويرى عامر أفراد القوى العاملة كفريق متكامل مبا يكفل سَت العمل على وجو ٍ
الكبيسي بأن التنظيم ىو نشاط أو رلموعة أنشطة ديارسها أعضاء ادلنظمات كل من موقعو.1
_1مفهوم التنظيم الشبكي :من خالل استعراض األدبيات اليت تطرق ذلا الباحثون حول التنظيم الذي
يتناسب إلدارة األزمة يرى معظمهم أن التنظيم الشبكي ىو أفضل أسلوب لتنظيم إدارة األزمة ،وقد مت
استخدام ىذا األسلوب يف ستينيات القرن العشرين ميالدي يف الواليات ادلتحدة األمريكية وذلك إلدارة
صناعة غزو الفضاء ،ودياثل يف شكلو ادلصفوفة اذلندسية ذات األبعاد الرئيسي ة واألفقية ويؤسس على زلور
رئيسي وىو التزاوج أو اجلمع بُت منوذج التنظيم الوظيفي التقليدي ومنوذج التنظيم على أساس اخلدمة عن
1
عامر الكبيسي ،التنظيم اإلداري بين التقليد والمعاإرة :الفكر التنظيمي ،الدوحة :دار الشروق للطباعة والنشر والتوزيع 1998 ،م ،ص .26
26
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نسق تنظيمي واحد ،ويستند على توافر السلطات التنفيذية اليت دتارس من القمة إذل القاعدة والسلطات الفنية
اليت دتارس اختصاصاهتا بشكل أفقي.
لقد أصبحت عملية التنظيم تتم وفق أساس جغرايف أو وفق اجلمهور ادلستفيد من نشاط أو خدمة معينة ،أو
وفق ىدف الوظيفة وختصصها ،أو وفق الناحية ادلهنية ،وىناك من ادلنظمات احلديثة من جتمع بُت أكثر من
نوع واحد من أنواع التنظيم يف الوقت نفسو ويطلق عليو التنظيم ادلختلط ،فالتنظيم الشبكي ىو من األنواع
احلديثة من التنظيم الذي جيمع بُت التنظيم على أساس ادلهنة والتنظيم على أساس الغرض الرئيسي لتحقيق
أكرب قدر من االستفادة من الفنيُت وادلتخصصُت من خالل تكوين فرق العمل ،ويعتمد التنظيم الشبكي على
'علي تعدد نظم السلطة واليت تتميز بتوافر كل ادلقومات ادلطلوبة وادلساعدة على حتقيق األىداف .ويرى
ماىر' أن فعالية النظام الشبكي يف إدارة األزمة يتوقف على الفهم ادلتبادل بُت إدارة فريق العمل والوعي
االجتماعي والثقايف واالقتصادي جملتمع األزمة والنظام الدقيق للمعلومات. 1
_2المستلزمات األساسية لضمان نجاح التنظيم الشبكي:
أ_ جيب أن يكون ىناك حد أدىن من الفهم للغة إدارة فرق العمل .
_ جيب أن يكون ىناك حد أدىن من الوعي االجتماعي والثقايف واالقتصادي جملتمع الكارثة.2
_ توفَت ادلوارد ادلشًتكة للربامج الشبكية ووضع ادلوازنة ادلستقلة عن ادلوازنة االعتيادية .
_ توفَت الطاقة العالية لتوليد ادلعلومات ومعاجلتها بدقة وفاعلية بُت األقسام والشعب الشبكية .
_ وعي الفنيُت واإلداريُت وقناعتهم جبدوى التنظيم الشبكي واستعدادىم لتنفيذه بكفاءة وفعالية .
_ وجود احلاجة ادلاسة للتنظيم اذلرمي وللتنظيم الوظيفي والتنظيم اجلغرايف على أكثر من مستوى.3
_3مزايا التنظيم الشبكي:
_ إدارة سلتلف األزمات يف كافة مراحلها يف نظام واحد حيقق التكامل وتوحيد جهود كل ادلستويات
احلكومية.
1رتال الدين علي ماىر ،التخطيط األمني إلدارة عمليات مواجهة الكوارث ،ورقة عمل مقدمة إذل ادلؤدتر الشرطي الثاين لتطوير العلوم األمنية ،ديب :
القيادة العامة للشرطة 1994 ،م ،ص. 25
2
أزتد فهد الشعالن ،القيادات وإدارة األزمات :دراسة ميدانية تحليلية عن اتجاىات القيادات األمنية لدول مجلس التعاون لدل الخليج العربية
نحو أساليب التعامل مع األزمات وواقع التطبيق ،مرجع سبق ذكره ،ص ص . 41، 40
3
عامر الكبيسي ،مرجع سبق ذكره ،ص . 26
27
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_ حيقق القدرة على التكيف السريع تبعا لتغَت الظروف ادلختلفة لالزمة
_ حيقق القدرة على وضع األنشطة اليت دتثل دورة واحدة يف إدارة تنظيمية واحدة ،وبذلك دينع
اإلزدواج .
_ حيقق سهولة تبادل ادلعلومات وسرعة االتصال شلا يساعد يف عملية سرعة اختاذ القرارات.
_ حيقق توجيو الكافة األنشطة ضلو اصلاز األىداف خالل فًتة زمنية زلدودة وبأكرب كفاءة.
_ يؤمن االستغالل األمثل للموارد واإلمكانات ادلتاحة مع التشغيل اجليد لكافة األجهزة وادلعدات.
_ حتقيق درجة عالية من الفاعلية بتأمُت مشاركة كل ادلستويات احلكومية يف وضع وإقرار وتنفيذ
وتقوًن السياسات ادلتصلة باألزمات .
_ احلد من االحتماالت واالجتهادات ادلتناقضة اليت قد تربز كرد فعل لفجائية األزمة من العديد من
ادلؤسسات يف سلتلف ادلستويات .
_4سلبيات التنظيم الشبكي:
_ عدم الوضوح يف عملية تقوًن األداء نظرا لوجود أكثر من رئيس إال أن ادلنظمات قد جلأت إذل
ختصيص مسؤولية التقوًن للمدير الوظيفي على أن يكون دلدير ادلشروع رأي يف ىذه العملية .
_ صراع القوى أثناء العمل تبعا لطبيعة البشر ،ولكن إدراك الشخصيات الرئيسية يف زلاور
السلطة أن االستحواذ على السلطة يعٍت القضاء على فعالية األداء يف ادلنظمة قد يساعد يف
تقليل ذلك الصراع .
_ اإلفراط يف استخدام اجلماعات إذ أن قرارات اجلماعة تأخذ وقتا طويال بالرغم من مزاياىا،
وىنا البد أن يكون واضحا أنو ليس من الضروري أن تتخذ كل القرارات بواسطة اجلماعات،
فبعض القرارات ال تتيح ذلا الفرصة من الوقت الختاذىا حبكم طبيعتها(.)1
_ تعذر مبدأ تطبيق وحدة األمر ،ومبدأ تطابق الصالحية وادلسؤولية ،وكذلك مبدأ نطاق
اإلشراف العمودي(.)2
() 1
عامر الكبيسي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص . 109 ، 108
() 2
المرجع نفسو ،ص . 24
28
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باإلضافة إذل ذكرناه من مزايا فان التنظيم الشبكي حيقق التوازن بُت كل من عنصر الوقت والدقة والتكلفة
كما أن التنظيم الشبكي يعترب من أفضل األساليب اإلدارية اليت من ادلمكن أن تتم من خاللو إدارة األزمة .
29
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المحاضرة التاسعة ،بعنوان:
إستراتيجيات مواجهة األزمات اإلدارية.
قبل التعرف على إسًتاتيجيات مواجهة األزمات جيب معرفة أن اذلدف من مواجهة األزمات ىو إدارة
ادلوقف األزموي من خالل استخدام اإلمكانيات البشرية وادلادية من خالل ما يلي:
أ -وقف التدىور واخلسائر.
ب -تأمُت وزتاية العناصر األخرى ادلكونة للكيان .
ج -السيطرة على حركة األزمة ووقف منو مث القضاء عليها .
د -االستفادة من ادلوقف الناتج عن األزمة يف اإلصالح والتطوير .
ىـ -دراسة األسباب والعوامل اليت أدت لألزمة الختاذ إجراءا ت الوقائية دلنع تكرارىا أو حدوث
أزمات مشاهبة ذلا .
وديكن استخدام إسًتاتيجية أو أكثر يف ادلواجهة مع األزمة خالل مراحلها ،كما أن حتديد اإلسًتاتيجية
الواجب استخدامها خيتلف باختالف اذلدف احملدد ،وان كان لنفس األزمة عند تكرارىا ،وتنحصر
اسًتاتيجيات مواجهة األزمات بصفة عامة على ثالثة أساليب ىي:
_1األسلوب القهري :استخدام القوة إلجبار اخلصم على الًتاجع عن موقفو من خالل عدم الرضوخ
دلطالبو ،مهما كان حجم التهديدات وإستعداد األجهزة لتحمل اخلسائر وإيقاع العقاب الرادع على اخلصم.
_2أسلوب المساومة :يعتمد على الدخول يف مفاوضات حلل األزمة من خالل الرضوخ لبعض ادلطالب
والتنازل عن بعض ادلواقف مقابل تنازل اخلصم عن بعض مطالبو وإهناء حالة النزاع ،وغالبا ما تفشل
ادلفاوضات إذا كان اقل ما يطلبو طرف معُت أكثر من احلد األدىن الذي ال يستطيع الطرف اآلخر التنازل عنو
_3األسلوب التنازلي :الرضوخ دلطالب اخلصم إلهناء األزمة وحتمل كافة اخلسائر ادلًتتبة على ذلك.
وبصفة عامة ىناك العديد من االسًتاتيجيات اليت تناسب طبيعة األزمات نذكر من بُت أمهها ما يلي:
أ_ إستراتيجية العنف :تستخدم بغرض تدمَت األزمة داخليا وخارجيا عندما تكون ادلواجهة مع :
_1األزمات اجملهولة .
_2األزمات ادلتعلقة بالقيم وادلبادئ .
_3االنتشار السريع لالزمة يف عدة اجتاىات .
30
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن التكتيك ادلستخدم يف التعامل العنيف مع األزمة يشمل التدمَت الداخلي لالزمة ،وحتطيم ادلقومات اليت
اعتمدت عليها األزمة يف ظهورىا من اجلوانب واألطراف ،وزلاولة خلق صراع داخلي بُت القوى الصانعة
لالزمة وذلك عن طريق االستقطاب ،إضافة إذل ذلك يتم العمل على التدمَت اخلارجي لالزمة وذلك التحكم
يف العناصر ادلسببة لالزمة من اخلارج .
ب_ إستراتيجية وقف النمو :تًتكز ىذه اإلسًتاتيجية على مبدأ قبول األمر الواقع والعمل على إيقاف
تدىور األوضاع ووصول األزمة لنقطة االنفجار من خالل التعامل بذكاء مع مديري األزمة واالستماع ذلم
وتقدًن بعض التنازالت التكتيكية ،وهتيئة الظروف للتفاوض ادلباشر ،وتستخدم يف:
_1ادلواجهة مع قوة ذات حجم ضخم ومتشعب .
_2قضايا الرأي العام واجلماىَت .
_3اإلضرابات العمالية .
ج_ إستراتيجية التجزئة :ترتكز على حتليل األزمة إذل عناصرىا وتفاصيلها الصغَتة لتيسَت التعامل مع ىذه
العوامل وادلسببات من خالل العمل على جلب نوع من التعارض بُت مصاحل األطراف ادلتحالفة ادلكونة
لالزمة ،مع دعم القيادات ادلغمورة ،وتقدًن إغراءات والًتكيز على:
أ_ ضرب الروابط ادلجمعة لألزمة وجتزئتها.
ُ
ب_ حتويل العناصر ادلتحدة إذل عناصر متعارضة.
إن التكتيك ادلستخدم يف ىذه اإلسًتاتيجية يتمثل يف خلق نوع من التعارض يف ادلصاحل بُت األجزاء ادلكونة
لتحالفات األزمة والعمل على إنتاج قيادات جديدة مؤثرة إلسقاط التحالفات.
د_ إستراتيجية إجهاض الفكر الصانع لألزمة :ترتكز على إجهاض الفكر الذي يقف خلف األزمة
ويغذيها لكي يفقد أمهيتو من خالل التشكيك يف عناصر األزمة ،وأىداف مفتعليها ،حبيث تنصرف عنو
بعض القوى ادلؤيدة ،وإضعاف الضغط الذي يؤدي إذل ظهور ومنو األزمة ( .)1إن التكتيك ادلستخدم ذلذه
اإلسًتاتيجية يتمثل يف زلاولة التشكيك يف العناصر ادلكونة للفكر واإلقًتاب من بعض الفئات ادلرتبطة بشكل
سليم بطرس جلدة ،مرجع سبق ذكره ،ص . 94 () 1
31
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ضعيف بالفكر والتحالف معها والتضامن مع الفكر الذي يقود األزمة مث التخلي عنو وإحداث
االنقسام،وىي من بُت أىم وأبرز اإلسًتاتيجيات ادلستخدمة من طرف القوى الكربى يف العادل.
هـ_ إستراتيجية تصعيد األزمة :تقوم على أساس دفع القوة ادلشاركة يف صناعة األزمة إذل مرحلة متقدمة كي
تظهر خالفاهتم ،وتزرع الشقاق بينهم وتستخدم ىذه اإلسًتاتيجية عند تكتل قوة غَت متجانسة يف صناعة
األزمة ،لذلك يتم التظاىر بعدم القدرة على ادلقاومة وتقدًن تنازالت تكتيكية تكون مصدرا لصراع مديري
األزمة.
و_ إستراتيجية تغيير المسار :هتدف ىذه اإلسًتاتيجية إذل التعامل مع األزمات اجلارفة والشديدة اليت
يصعب الوقوف أمامها ،وتركز على ركوب عربة قيادة األزمة والسَت معها ألقصى مسافة شلكنة مث تغَت مسارىا
الطبيعي وحتويلها إذل مسارات بعيدة عن اجتاه قمة األزمة ،وديكن االستفادة منها يف حتقيق بعض النتائج
ادلفيدة اليت ديكن أن تعوض بعض اخلسائر اليت أفرزهتا األزمة ،مثل خلق نوع من التحدي وادلبادأة واإلقدام
لدى األفراد لتعويض اخلسائر ،وحتقيق نتائج أفضل من النتائج اليت كانوا حيققوهنا قبل بداية األزمـة(.)1
إن التكتيك ادلستخدم يف ىذه اإلسًتاتيجية يتمثل مببدأ االضلناء للعاصفة أو السَت يف نفس اجتاه العاصف ة ،
وزلاولة اإلبطاء من سرعتها واالجتاه باألزمة الناجتة إذل مسارات فرعية حبيث يتم تصدير األزمة خلارج رلال
األزمة ،وإحكام السيطرة على اجتاه األزمة ومن مث استثمار نتائجو ا بشكلها اجلديد لتعويض اخلسائر السابقة.
ب .أىداف إدارة األزمات االدارية :إنطالقاً شلا سبق نستخلص أىم األىداف األساسية اليت تكمن من
وراء إدارة األزمات ،وديكن حصرىا فيما يلي:
.1وضع قائمة بالتهديدات وادلخاطر احملتملة ووضع أولويات ذلا حسب أمهيتها.
.2جتنب ادلفاجأة ادلصاحبة حلدوث سلاطر أو أزمات عن طريق ادلتابعة ادلستمرة والدقيقة دلصادر التهديد
وادلخاطر احملتملة واكتشاف إشارات اإلنذار ادلبكر وضمان توصيلها دلتخذ القرار يف الوقت ادلناسب الختاذ
إجراءات مضادة.
.3وضع خطط الطوارئ ونظم اإلنذار ادلبكر واإلجراءات الوقائية الالزمة حملاولة منع حدوث األزمات وحتديد
خطة االتصاالت مع األطراف ادلعنية وأساليب استعادة النشاط والعودة لألوضاع الطبيعية وأساليب التعلم
وحتليل نواحي القوة والضعف يف عملية ادلنع وادلواجهة لتقوًن أداء األجهزة ادلختلفة.
32
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.4حسن استغالل الوقت ادلتاح للمواجهة عن طريق تقليل الوقت الالزم الختاذ قرار دلنع ادلواجهة.
.5زلاولة القضاء على قدر كبَت من التخبط والعشوائية وانفعال اللحظة اليت عادة ما يصاحب األزمات.
.6اإلستغالل الكفء للموارد ادلتاحة وضمان سرعة توجيهها للتعامل مع األزمة.
القدرة على التعامل مع األزمة بأسلوب ادلبادرة وليس برد الفعل واحملافظة على صورة ادلنظمة أمام األطراف
ادلعنية واجملتمع.
.7حسن معاملة الضحايا وعائالهتم ورفع الروح ادلعنوية للمتضررين.
.8استخالص الدروس ادلستفادة من األزمات السابقة وحتسُت طرق مواجهتها مستقبال.
.9اقتناص الفرص اليت قد تطرحها األزمة.
لقد حاولنا يف ىذا احملاضرة اإلدلام مبفهوم األزمة من كل اجلوانب ،وتقدًن أبرز وأىم ادلفاىيم ادلقدمة لو
من طرف رلموعة من الباحثُت زلاولة منا استنباط ألىم اخلصائص اليت دتيز األزمة عن غَتىا من ادلصطلحات
اليت ديكن أن تتقاطع معها ،إضافة إذل ذلك بينا أىم األسباب اليت ديكن أن تؤدي إذل بروز األزمات ولعل
ىذه األسباب عديدة ومتعدة ،إذل أن أغلب ىذه األسباب تنبع من الكيانات اإلدارية نظرا لغياب أو قصور
السياسات اليت حتميها.
إن بروز األزمة حيتم على الكيانات اإلدارية وقياداهتا ردة فعل حلماية ما ديكن زتايتو ،خاصة إذا كانت
آثار األزمة وخيمة على الكيان اإلداري مهدد ة بذلك أىدافو اإلسًتاتيجية ،فتكون القيادة أمام خيار إدارة
األزمة اليت تتطلب عدة أسـس لنجاحها وتكون عرب مراحل ،إال أن العديد من الباحثُت ادلتخصصُت يف ىذا
اجملال أرتعوا على تقسيم ىذه ادلراحل إذل ثالث أقسام ،ادلرحلة اليت تسبق األزمة ،مث تليها مرحلة أوج األزمة
وتصاعدىا كما ديكن القول استفحاذلا ،مث تليها مرحلة تالشي األزمة .إن كل مرحلة من ىاتو ادلراحل تتطلب
توفَت عدة معطيات وتنظيم معُت ،وتستخدم فيها اسًتاتيجية معينة أو شبكة من االسًتاتيجيات اليت حتاول
القيادة من ورائها تشبيب األزمة وزلاولة القضاء عليها كليا مبا يكفل استثمارىا داخل الكيان اإلداري لتحقيق
أىدافو اإلسًتاتيجية بفاعلية.
33
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المحاضرة العاشرة ،بعنوان:
العالقات العامة وإدارة األزمات اإلدارية.
نشأت العالقات العامة يف األساس وتطورت خالل األزمات ،إذ أنو أثناء االضطرابات واإلضرابات
وادلشاكل االجتماعية يصبح اإلعالم صعباً ،لذا جيدر بادلؤسسة أن تشرح وتتواصل مع اجلمهور.
يف ىذا الوقت ادلكتظ بوسائل اإلعالم قد يتاح دلسؤول ما أن يعرف بوجود اضطرابات يف مؤسستو من
خالل وسائل اإلعالم ويف ىذه األجواء تتزايد ادلداخالت اليت تعقد الوضع وتتداخل العوامل شلا جيعل عمل
مسؤول العالقات العامة حساساً جتاه اجلمهور اخلارجي ،إما جلهة اجلمهور الداخلي فإن الوضع ال حيسد
عليو.
إن اضطراب اجلمهور من شأنو أن يضعف الثقة بادلؤسسة وخيلق جواً من عدم االستقرار يف مواجهة
الفوضى العارمة وادلتطلبات ادلتناقضة للوضع .وإرضاءً للجمهور يتوجب على ادلؤسسة أن تكون قادرة على
القيام بردة فعل إجيابية ،ردة الفعل اإلجيابية ىذه ال ديكن أن تكون ناجحة إال إذا كانت معدة مسبقاً
وتطبيقها مدروساً.
من ىنا فإنو على مسؤول العالقات العامة أن جييد إدارة األزمات ،ألن اإلدارة اجليدة لألزمة قد تؤدي إذل
إعطاء صورة جيدة للمؤسسة فيما بعد ،من خالل استغالل ما حيصل.
إن إدارة األزمة ىي مبعٌت آخر :معرفة حتديد ادلشكلة أو األزمات ادلمكنة احلصول واستنباط احللول ادلالئمة
ذلا مع احملافظة على اذلدوء خالل العاصفة .لذا فمن أجل إدارة أفضل لألزمة ،من الضروري معرفة ما جيب
فعلو "قبل" و "خالل" و "بعد" األزمة.
قبل األزمة :
إن أية مؤسسة ىي معرضة دلواجهة أزمة يوماً ما وىذا ما ينتج عادة عن تسريب للمعلومات ،وعرض شراء
معاد ،وسرقة ،وخطأ يف صناعة السلعة ،ومؤامرة إلفالس ادلؤسسة ،واالبتزاز ،واخلطف ،والكوارث الطبيعية،
والفيضانات ،والتلوث البيئي ،واحلرائق ،أو حادث مفتعل أو غَت مفتعل ...اخل .إذن فاألزمة ديكن أن حتصل
يف أية حلظة أكانت متوقعة أم غَت متوقعة كما إن التحضَت دلواجهتها شلكناً.
جيب دراسة ادليادين اليت ديكن معاجلتها يف ادلؤسسة والتحرك بشكل وقائي الختصار سلاطر األخطاء
ادلمكنة ،كما ديكن حتديد احلوادث ادلمكنة احلصول ووضع اخلطط واحللول ادلمكنة ذلا عند حصوذلا.
34
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البد من إعداد الئحة باجلمهور ادلعٍت بادلؤسسة ونشاطاهتا الذي يكون لو دور خالل األزمات :وسائل
اإلعالم ،ادلوظفُت ،النقابات ،السلطات احمللية ،رلموعات ادلستهلكُت ،السكان اجملاورون للمؤسسة ...اخل.
حيث إن توجيو رسائل إعالمية لكل فئة من ىذه الفئات من أجل كسب تعاوهنم يبدو ضرورياً ،والصحافيون
ىم أىم الشركاء نظراً لقدرة تأثَتىم على الرأي العام ،لذا جيب إقامة عالقة طيبة معهم تقوم على الثقة
ادلتبادلة وإعطائهم معلومات زلددة وتنظيم لقاءات دورية معهم.
يلعب ادلوظفون دوراً ىاماً يف الرأي العام لذلك جيب عدم إمهاذلم ،فالتشاور معهم مفيد جداً جلهة معرفة
وحتديد دور كل واحد منهم خالل األزمات .على كل حال فإن اإلعالم خالل األزمات يشكل القاعدة
الذىبية للتعاطي معها.
خالل األزمة :
عند حصول األزمة جيب أن نتحرك فوراً إلدارهتا ،السرعة يف ردة الفعل غالباً ما تكون مفيدة ،وليس
التسرع ،من أجل ذلك فإن اخلطوة األوذل تكمن يف تشكيل "خلية أزمة" تكون مبثابة مصدر ادلعلومات .تضم
ىذه اخللية إضافة إذل ادلدراء مسؤول العالقات العامة ،ادللحق اإلعالمي ،شلثل عن ادلوظفُت ومهندس تقٍت
موثوق بو يف حال كانت األزمة تقنية.
تأخذ خلية األزمة بعُت االعتبار اخلطوات التالية :
افًتاض كل االحتماالت واإلعداد دلواجهتها. -
-إعداد الئحة بكل الكوارث احملتملة وإعداد خطة دلواجهة كل سيناريو على حده ،على أن تتضمن
ىذه اخلطة كيفية إعالم العاملُت والرمسيُت ادلعنيُت بادلشكلة ،كذلك وسائل اإلعالم واجلمهور.
عقد اجتماع لكل ادلسؤولُت ومناقشة ادلشكلة ودور كل مسؤول وادلسؤوليات ادلناطة بو -
(التخطيط بعمق يرفع من حظوظ النتائج اإلجيابية).
بعد تشكيل خلية األزمة ،يتم تعيُت ناطق رمسي وغالباً ما يكون ادللحق اإلعالمي ذاتو ،يداوم ىذا الناطق
يف كل مكان األزمة ،مث جيهز إلصدار بيان زلضر من قبل خلية األزمة وبلغة ادللحق اإلعالمي الستثمار
عالقات الثقة اليت مت نسجها سابقاً مع الصحفيُت .بعد إصدار البيان تبدأ عملية إعطاء ادلواعيد للزبائن
والشركاء لتوضيح األمور شرط أن ال نبوح بكل شيء ألن السكون غالباً ما يكون من الفضائل خالل
35
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
األزمات ،ادلهم ىو طمأنتهم وإفهامهم الوضع ،وكلما كان اخلطاب واضحاً معهم كلما سهلت عملية اإلقناع
(علماً بأن اجلمهور يتطلب دائماً إجابات واضحة وزلددة).
وضع ادلخططات موضع التنفيذ :
مهما تكن درجة ومستوى التخطيط دلواجهة األزمة عالية ،فإن التوتر سوف يرتفع خالل التنفيذ .لذلك
فإنو من ادلهم اختيار ادلسؤولُت الذين جييدون احملافظة على ىدوئهم والتحكم بالوضع ،وكل فرد من أفراد خلية
األزمة جيب أن يكون لديو نسخة من سلطط مواجهة األزمة الذي حيدد األدوار وادلسؤوليات والتصرفات
ادلطلوب القيام هبا وذلك وفقاً للنصائح التالية :
عند بداية األزمة جيب جتميع ادلعلومات ومعرفة مدى جتاوب وسائل اإلعالم مع موضوع األزمة. -
حتليل الصحافة يومياً. -
عدم التأخر يف درة الفعل. -
للتغلب على األزمة علينا طرح السؤال :ماذا سيحدث ؟
جيب توقع أسوأ النتائج واألكثر تشاؤماً. -
جيب إعداد مكان إلدارة األزمة حيتوي على ىاتف ،فاكس ،تلفزيون ،كمبيوتر ،انًتنت. -
جيب وضع الئحة بادلهمات مع األمساء وتوارخيها. -
جيب استشارة أشخاص سبق وعايشوا أزمات مشاهبة. -
جيب إنشاء ىيئة خارجية لنقل ادلعلومات مؤلفة من الشركاء واحللفاء وحىت ادلنافسُت ادلعرضُت يف -
أي وقت ذلذه األزمات.
جيب االىتمام بادلتعاونُت مع ادلؤسسة ،من أجل إنشاء ىيئة دعم معنوية. -
جيب إعداد ميزان لنقاط القوة ونقاط الضعف خالل األزمة لالستفادة منو الحقاً. -
-السكوت خالل األزمة ديكن أن يفسح يف اجملال أمام الشائعات واخلوف ،كما أن ادلبالغة يف
التطمُت من شأنو إرباك اجلمهور خصوصاً عن التكذيب.
جيب عدم إصدار التعليقات قبل تكليف أحدى بصفة ناطق رمسي. -
جيب عدم إعطاء ادلعلومات غَت ادلؤكدة؟ -
36
جامعة الجياللي بونعامة -خميس مليانة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جيب اإلجابة على األسئلة كافة ،كما جيب تسجيل األسئلة اليت ال ديكن الرد عليها وجتميع -
ادلعلومات عنها للرد عليها الحقاً.
جيب على الناطق الرمسي أن يتعامل مع كل األسئلة جبدية دون استثناء ودون تكرب. -
إدارة اإلعالم :
تعترب زتاية السمعة من األولويات وذلك بواسطة إعالم اجلمهور عن اإلجراءات ادلتخذة إلصالح الوضع
والقضاء على األخطاء احلاصلة مع تضمُت ىذه اإلجراءات اإلثباتات احلسية على إصالح األخطاء واالعتذار
عنها .فالكوارث تفرض نفسها على وسائل اإلعالم وىذا ديكن أن يضع أية مؤسسة حتت األضواء ولكن
ألسباب سيئة ،لذلك فإنو من الضروري معرفة كيفية إدارة العالقة مع وسائل اإلعالم إذا نريد إيصال الرسالة
بشكل جيد وإعطاء الصورة السليمة عن ادلؤسسة ،كما أنو جيب حتضَت الئحة باألشخاص الغَت مرغوب
ظهورىم على وسائل اإلعالم ،مع إعالم فريق خلية األزمة مسبقاً هبذا األمر ،ألنو من الصعب أحياناً مواجهة
بعض الصحفيُت العدوانيُت ومن األفضل إعداد ناطق إعالمي ذلذه الغاية.
إن إعداد الئحة باألسئلة الغَت متوقعة والصعبة وحتضَت إجابة مالئمة ذلا يعترب من ضروريات التحضَت
دلواجهة األزمة يف أي وقت.
االىتمام بادلوظفُت :
إن صلاح عملية اإلعالم باجتاه اجلمهور الداخلي للمؤسسة من شأنو النجاح يف السيطرة على األزمة ،ألن
التوعية وادلسؤولية يف األزمات يرشدان ادلوظفُت عن كيفية التصرف يف اخلارج وألن ادلوظفُت ىم اجلمهور ادلعٍت
مباشرة باألزمة .لذلك جيب إعالمهم بانتظام بطبيعة األزمة وأسباهبا .إذ أن غياب ادلعلومات يفتح الباب على
مصراعيو أمام الشائعات اليت تسري بسهولة وتعكر ادلناخ ،ذلذه الغاية ديكن اللجوء إذل اإلنًتنت ،وادلذكرات
الداخلية واالجتماعات.
إن تأثَت األزمة على ادلوظفُت يًتك أثراً حىت بعد انتهاء األزمة ،كالصدمات النفسية أو االنزعاج .وىنا ديكن
اقًتاح فرص للراحة وادلساعدة النفسية إلزالة الرواسب الناجتة عن األزمة.
37