Professional Documents
Culture Documents
سياسة أمراء الموصل في العصر السلجوقي
سياسة أمراء الموصل في العصر السلجوقي
المقدمة:
عاش العالم اإلسالمي في أواخر (القرن الثالث للهجرة/التاسع للميالد) في حالة من الضعف والوهن ،جعلته مقسماً إلى عدة دول
تسيطر على بعض المناطق الهامة في الشرق اإلسالمي ،السيما أن الخالفة العباسية في بغداد بدأت تظهر عليها عالمات
الضعف منذ سيطرة العناصر الفارسية والتركية التي تقلدت المناصب الهامة في الدولة ،فنتج عنها صراع بينها وبين العناصر
العربية بسبب تطلع كل منهما إلى السلطة .وأفقد هذا الصراع الخالفة العباسية هيبتها في قلوب الناس وأضعف سلطتها المركزية،
فبدأ حكام الواليات في االستقالل بوالياتهم واالكتفاء بالوالء الرسمي للخليفة( ،)1وأدى ذلك إلى قيام إمارات عربية شبه مستقلة عن
الخالفة العباسية كما حدث في مدينة الموصل ،ومن هذه اإلمارات التي اتخذت من مدينة الموصل قاعدة لها الدولة الحمدانية
(380-292هـ990-905/م) ودولة بني عقيل (489-380هـ1095-990/م) ،ثم أصبحت الموصل بعد سقوط دولة بني عقيل
على يد القائد السلجوقي قوام الدولة كربوقا سنة (489هـ1095/م) جزءا من الدولة السلجوقية وتوالى على حكمها عدد من األمراء
السالجقة ،واستمر حكمهم حتى سنة (521هـ1027/م) عندما انتقل الحكم إلى عماد الدين زنكي مؤسس دولة األتابكة في
الموصل التي استمرت حتى سنة (631هـ1233/م)(.)2
ومن الكتب التي تحدثت عن السالجقة بشكل عام ،وعن حكم والتهم للموصل بشكل خاص كتاب مرآة الزمان في تواريخ األعيان،
وهو يعد من المصادر التاريخية الحولية المهمة التي زودتنا بنصوص قيمة تتعلق بجوانب من سير السالطين السالجقة ،والحروب
التي نشبت بين أفراد البيت السلجوقي الحاكم بعد وفاة جالل الدولة ملكشاه األول (485-465هـ1092-1072/م) ،وكذلك عن
الحكام المعينين من قبل هؤالء السالطين على المدن التي سيطروا عليها ،فضالً عن دور المقاومة السلجوقية للصليبيين وما قام
به الحكام المحليون وصوالً إلى الدولة الزنكية( .)3ومؤلف هذا الكتاب هو سب ُ
ط ابن الجوزي ،محدث وفقيه ومؤرخ وواعظ مشهور،
( )1المستادي ،ريهام( ،الدولة الخوارزمية ومواجهتها للزحف المغولي) ،دورية كان التاريخية ،السنة ،2010 :ع ،67-63/88والبحث نقالً عن المكتبة
االفتراضية العلمية العراقية على الموقع اإللكتروني:
www.ivsl.org
( )2الجميلي ،رشيد عبد هللا ،إمارة الموصل في العصر السلجوقي (521-489هـ) ،ط ،1مطبعة اوفسيت الحديثي( ،بغداد ،)1980 :ص 5-4؛
والسالجقة هم من األقوام التركية التي كانت تقطن المنطقة الممتدة ما بين تركستان والصين ،وسموا بذلك نسبة إلى سلجوق زعيمهم ومؤسس دولتهم.
ينظر :الصائغ ،سليمان ،تاريخ الموصل ،المطبعة السلفية( ،مصر.145/1 ،)1923 :
( )3الجميلي ،إمارة الموصل ،ص .18
ولد في بغداد سنة (581هـ1185/م) وتلقى علومه بها ثم انتقل إلى دمشق واستوطنها ،وعمل فيها مدرساً وكاتباً وبقي بها إلى
أن توفي سنة (654هـ1256/م)(.)4
وقد أورد لنا سبط ابن الجوزي مادة تاريخية عن سياسة بعض األمراء السالجقة الذين حكموا الموصل في العصر السلجوقي في
الفترة الممتدة ما بين (521-489هـ1127-1095/م) ،وهم قوام الدولة أبو سعيد كربوقا ،شمس الدولة جكرمش ،قلج أرسالن،
البرسقي .كما أورد ما جرى
البرسقي ،عز الدين مسعود بن أق سنقر ُ جأولي سّقاوة ،مودود بن ألتونتكين ،قسيم الدولة أق سنقر ُ
في هذه الفترة من أحداث سياسية في الموصل بما فيها دور السالطين السالجقة في تعيين هؤالء األمراء على الموصل ،ومن ثم
الصراعات الداخلية بين األمراء أنفسهم ،فضالً عن دور الموصل في مقاومة الغزو الصليبي .وقد تحدث سبط ابن الجوزي عن
هؤالء األمراء أو الحكام في صفحات متفرقة من كتابه (مرآة الزمان) ،وذلك حسب التسلسل الزمني لتاريخ الحوادث وكانت معلوماته
موجزة عنهم ،ركز فيها على الجوانب السياسية والعسكرية.
وعلى ضوء ذلك تم تقسيم البحث إلى العديد من الفقرات وهي :المقدمة ،أوالً :اسم سبط ابن الجوزي ونسبه ووالدته .ثانياً :نبذة
عن نشأته ورحالته العلمية .ثالثاً :المناصب التي توالها .رابعاً :وفاته .خامساً :مؤلفاته .سادساً :أمراء الموصل في العصر
السلجوقي كما وردت في كتاب مرآة الزمان ،وهذه الفقرة ُقسمت بدورها إلى مواضيع عدة شملت:
األمراء السالجقة في الموصل وكيفية سيطرتهم عليها وعالقتهم بالسالطين السالجقة. -1
جهاد أمراء الموصل ضد الصليبيين. -2
بن عبد هللا الحنفي التركي البغدادي ثم الدمشقي المشهور هو شمس الدين أبو المظفر يوسف بن حسام الدين بن قزاوغلي
()5
بسبط ابن الجوزي ،وأمه رابحة بنت الشيخ جمال الدين عبد الرحمن أبي الفرج بن الجوزي الواعظ( ،)6وقد كان حسن الصورة(،)7
ونشأ فيها ورباه جده جمال الدين أبو الفرج بن الجوزي ثم انتقل إلى دمشق واستوطن ولد في بغداد سنة (581هـ1185/م)
()8
()9
فيها.
نشأ سبط ابن الجوزي في بغداد التي لم تكن في أوج نشاطها المعرفي في تلك الحقبة (القرن الرابع وحتى منتصف القرن الخامس
للهجرة/القرن العاشر ومنتصف القرن الحادي عشر للميالد)( .)10بل كان فيها بقايا الحركة العلمية التي يتصدرها الكثير من
الشيوخ أبرزهم أبو الوقت عبد األول بن عيسى (ت 553هـ1158/م) في رواية الحديث وابن الطالية أحمد بن أبي غالب (ت
548هـ1153/م) في القراءات وأحمد بن عبد هللا الخشاب (ت 552هـ1157/م) في االدب والنحو( .)11ومن بعدهم عبد هللا بن
منصور الباقالني (ت 593هـ1196/م) في القراءات أيضا ،ويحيى بن سعيد الواسطي (ت 594هـ1197/م) في االدب واإلنشاء،
وأبو الفرج بن الجوزي (ت 597هـ1200/م) في الوعظ والتدريس(.)12
وكانت الخالفة العباسية في بغداد قد تنامت قوتها نسبياً في عهد الخليفة الناصر لدين هللا (622-575هـ1225-1179/م) الذي
"لم يجد ضيماً وال خرج عليه خارجي إال قمعه وال مخالف إال دفعه"( .)13في ظل هذه البيئة الثقافية والسياسية كان ال بد لسبط
ابن الجوزي أن يتأثر بشيوخ عصره وأبرزهم جده ابن الجوزي(.)14
أما مجالس الوعظ التي كان يواظب سبط ابن الجوزي على حضورها في بغداد ،فهي قد أخذت على نحو مؤكد حي اًز من وقته،
وقد انعكست تلك المجالس على طريقة تفكيره وطموحاته ،ومما ال شك فيه أن مجالس وعظ جده ابن الجوزي لها الحصة الكبرى
من حضوره (.)15
وفضالً عن ذلك ،اكتسابه العلم والمعرفة على يد الكثير من الشيوخ من بغداد ومن مدن أخرى زارها كالموصل ودمشق وحلب،
الوعاظ واالدباء والنحويين .فمن
المحدثين و ّ
ومثل هؤالء الشيوخ مختلف العلوم والمعارف التي نبغ فيها ،إذ كانوا من كبار القراء و ّ
شيوخه من بغداد المحدث ابو القاسم يحيى بن اسعد بن يحيى االزجي (ت 593هـ1196/م)( .)16والمحدث ابو الفرج بن عبد
المنعم بن عبد الوهاب بن كليب (ت 596هـ1199/م)( .)17والشيخ ابو محمد عبد هللا بن أحمد بن ابي المجد الحربي (ت
فمنهم 598هـ1201/م)( . )18أما شيوخه من الموصل التي رحل اليها في أواخر شهر المحرم من سنة (600هـ1203/م)
()19
المحدث والخطيب ابو طاهر أحمد بن عبد هللا بن أحمد الطوسي ،وقد سمع عليه سبط ابن الجوزي الحديث الشريف وكانت وفاة
( )10آل فتاح ،شكيب راشد بشير ،سبط ابن الجوزي مؤرخاً للحروب الصليبية (دراسة في سيرته ونصوصه التاريخية) ،اطروحة دكتوراه غير منشورة ،كلية
اآلداب( ،جامعة الموصل ،)2007 :ص .36
( )11ابن الجوزي ،عبد الرحمن بن علي ،مشيخة ابن الجوزي ،دار الغرب اإلسالمي( ،اثينا ،)1980 :ص 41وما بعدها.
( )12سبط ابن الجوزي ،يوسف بن قزاوغلي بن عبد هللا ،مرآة الزمان في تاريخ األعيان ،مطبعة دائرة المعارف العثمانية( ،حيدر آباد الدكن،)1951 :
.453/8
( ) 13السيوطي ،جالل الدين بن عبد الرحمن ،تاريخ الخلفاء ،مطبعة منير( ،بغداد ،)1982 :ص .448
( )14آل فتاح ،سبط ابن الجوزي مؤرخاً للحروب الصليبية ،ص .36
( )15المرجع نفسه ،ص .38
( )16سبط ابن الجوزي ،مرآة الزمان.455/8 ،
( )17ابن كثير ،البداية والنهاية.20/13 ،
( )18الذهبي ،سير اعالم النبالء.361/21 ،
( )19سبط ابن الجوزي ،مرآة الزمان.516/8 ،
والفقيه والمحدث ابو القاسم عبد المحسن بن عبد هللا بن أحمد الطوسي (ت ()20
ابي طاهر سنة (602هـ1205/م)
622هـ1225/م)( .)21ثم استأنف سبط ابن الجوزي رحلته متجهاً إلى بالد الشام ومن المدن التي زارها دمشق التي رحل إليها
أيضا في سنة (600هـ1204/م)( ،)22ومن شيوخها الذين تتلمذ عليهم وسمع منهم سبط ابن الجوزي في المحدث عمر بن محمد
بن معمر بن طبرزد (ت 607هـ1210/م) والمحدث اآلخر محمد بن أحمد بن محمد المقدسي (ت 607هـ1210/م)(.)23
فضالً عن ذلك فقد كان لسبط ابن الجوزي طالب علم تتلمذوا عليه وسمعوا منه الحديث الشريف والفقه والتفسير ومنهم موسى
بن ابراهيم بن يحيى الشقراوي (ت 70هـ1302/م)( ،)24وعثمان بن محمد بن عثمان (ت 713هـ ،)25()1313/ومحمد بن أحمد
بن ابي الهيجاء المعروف شمس الدين الصالحي (ت 726هـ1325/م)(.)26
الثر إذ يعد أحد علماء المسلمين المشهورين ،فقد أشاد به العديد من المؤرخين الذين ترجموا له،
ونظ اًر لمكانته العلمية وعطائه ّ
فعلى سبيل المثال قال عنه الذهبي" :انتهت إليه رئاسة الوعظ وحسن التذكير ومعرفة التاريخ وكان حلو اإليراد لطيف الشمائل
مليح الهيئة وافر الحرمة له قبول زائد وسوق نافق بدمشق"( .)27وقال عنه اليونيني" :وكان إماماً عالماً فاضالً منقطعاً عن الناس
والتردد إليهم متواضعاً لين الكلمة"( .)28أما السالمي فيصفه بأنه كان "كيساً ظريفاً متواضعاً كثير المحفوظ.)29("...
نظ اًر للمكانة العلمية التي كان يتمتع بها سبط ابن الجوزي ،والمؤهالت التي كان يمتلكها ،فقد تولى إلى جانب عقده مجالس
فوضالوعظ في الجامع األموي وجامع قاسيون ،اإلفتاء والتدريس في عدد من مدارس دمشق ،ففي سنة (615هـ1218/م) ّ
()30
رابعاً :مؤلفاته
كان لسبط ابن الجوزي مؤلفات عديدة في فنون مختلفة من العلم ،كالتفسير والحديث النبوي الشريف والفقه والتاريخ والعقيدة
والسلوك ،ومن هذه الكتب التي أّلفها:
بنائها .ينظر :ابن شداد ،عز الدين أبو عبد هللا بن علي ،األعالق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة ،تحقيق :سامي الدهان ،المعهد الفرنسي
للدراسات العربية( ،دمشق ،)1962 :ج2ق.227/1
( )34المدرسة العزية البرانية :وهي تقع فوق الوراقة بالشرف األعلى شمالي ميدان القصد خارج دمشق أنشأها عز الدين أيبك سنة (626هـ1228/م) أحد
مماليك الملك المعظم عيس وبلغ عنده مرتبة عالية .ينظر :ابن شداد ،االعالق الخطيرة ،ج2ق221/1؛ النعيمي ،الدارس.423/1 ،
( )35المدرسة العزية الحنفية :وتعد من ضمن مدارس عز الدين ايبك وهي بالجامع االموي جوار مشهد علي ولم تكن كباقي مدارس عز الدين في
استقاللية بنايتها .ينظر :ابن شداد ،االعالق الخطيرة ،ج2ق.216/1
( )36سبط ابن الجوزي ،شمس الدين ابو المظف ر يوسف بن قزاوغلي وعلي بن عبد هللا ،مرآة الزمان في تواريخ األعيان ،تحقيق :محمد بركات وكامل
الخراط وعمار ريحاوي ،ط ،1الرسالة العالمية( ،بيروت.173-172/22 ،)2013 :
( ) 37برولكمان ،كارل ،تاريخ االدب العربي ،ترجمة :السيد يعقوب بكر ،مراجعة رمضان عبد التواب ،دار المعارف( ،القاهرة.347/1 ،)1967 :
( )38حاجي خليفة ،مصطفى بن عبدهللا ،كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون،مكتبة المثنى( ،بغداد :د .ت) ،مج .172/1
( )39السالمي ،تاريخ علماء بغداد ،ص .191
( )40سبط ابن الجوزي ،مرآة الزمان.26/1 ،
( )41المصدر نفسه والجزء والصفحة.
( )42السالمي ،تاريخ علماء بغداد ،ص .191
( )43سبط ابن الجوزي ،مرآة الزمان /1 ،صفحة العنوان.
( )44الذهبي ،سير أعالم النبالء.296/23 ،
( )45حاجي خليفة ،كشف الظنون.1647/2 ،
( )46السالمي ،تاريخ علماء بغداد ،ص .191
( )47ابن كثير ،البداية والنهاية.194/13 ،
بمرآة الزمان إلى قوله" :ليكون اسماً يوافق مسمى ولفظاً يطابق معنى" .وبالفعل كان ما اراد ،فالناظر في هذا الكتاب ،كأنما ينظر
من خالل مرآة زمانية تعكس له مجريات أحداث األمم السالفة ،ووقائع العصور الغابرة ،فكأنه يراها رأي العين(.)48
يتضمنه
ّ مصنفات سبط ابن الجوزي وأشهرها ،ومن المراجع المهمة التي ال غنى عنها لكل باحث ،لما ّ ويعد هذا الكتاب من أهم
من أحداث موثقة وأخبار موسعة .وهو من التواريخ اإلسالمية الحولية ،إذ اتخذ فيه سرد األحداث منهجاً له ثم ألحق الوفيات في
تمتد من ذكر بدء الخليفة إلى أحداث السنة الواحدة .لذلك هو موسوعة تاريخية كبيرة الشتماله على أحداث فترة زمنية طويلة
()49
ووفيات سنة (654هـ1256/م) ،وهي السنة التي توفي فيها سبط ابن الجوزي في الشهر األخير منها(.)50
وتنأول في أول مرآة الزمان أخبار الخليقة وفصوالً في التقاويم والزمن ومدة انقضاء العالم ،فضالً عن جوانب الطبيعة من جغرافية
ومناخ وحركة النجوم والكواكب ،مسترسالً في ذكر المالئكة والشياطين وأحوال اآلخرة وخلق آدم ( )وقصص األنبياء اآلخرين
من بعده ،وصوالً إلى سيرة الرسول محمد ( .)51()وتتوالى بعد ذلك األحداث التي ذكرها سبط ابن الجوزي في كتابه وصوالً إلى
الفترة موضوع البحث الممتدة ما بين (521-489هـ) .فقد أعطى سبط ابن الجوزي للسالجقة مساحات واسعة من كتابه ،السيما
المقاومة السلجوقية للصليبيين وما قام به الحكام المحليون ،كاألمراء السالجقة في مدينة الموصل من مقاومتهم للصليبيين وصوالً
إلى الدولة الزنكية(.)52
ونظ اًر ألهمية هذا الكتاب ،فقد نال استحساناً وقبوالً من المؤرخين الذين كتبوا عن سبط ابن الجوزي ،ومنهم على سبيل المثال
اليونيني الذي اختصر كتاب مرآة الزمان وسماه (ذيل مرآة الزمان) ،ذكر بأن سبط ابن الجوزي "جمع فيه أشياء مليحة جداً وأودعه
كثي اًر من األحاديث الشريفة النبوية صلوات هللا وسالمه على قائلها-وجملة من أخبار الصالحين وقطعة كبيرة من األشعار
المستحسنة .)53("...أما ابن كثير فوصفه بأنه من احسن التواريخ( .)54وقد صدر لهذا الكتاب أكثر من طبعة ،وآخرها الطبعة
التي أصدرتها دار الرسالة العالمية في دمشق سنة 2013مقسمة إلى ثالثة وعشرين جزءا.
خامساً :وفاته
بعد حياة حافلة بالعلم والوعظ والتدريس والتصنيف ،وافت المنية سبط ابن الجوزي في دمشق ليلة الثالثاء في الحادي والعشرين
ودفن بتُربته بالجبل إلى
من شهر ذي الحجة سنة (654هـ1256/م) وهو الثالثة والسبعين من عمره في منزله بجبل قاسيونُ ،
جانب زوجته وابنيه علي وابراهيم ،وكانت جنازته مهيبة حافلة ،حضرها خلق عظيم وفي مقدمتهم حاكم دمشق الملك الناصر
()55
يوسف بن العزيز ومن دونه من األمراء
يمكن تقسيم المادة التاريخية التي وردت عند سبط ابن الجوزي في كتابه مرآة الزمان عن أمراء الموصل في العصر السلجوقي
على النحو اآلتي:
-1األمراء السالجقة في مدينة الموصل وكيفية سيطرتهم عليها وعالقتهم بالسالطين السالجقة:
تطلع السالجقة لالستيالء على الموصل منذ أواخر النصف األول من القرن (الخامس للهجرة/الحادي عشر للميالد) ،فقاموا بعدة
محاوالت استهدفت القضاء على حكم األمراء العرب من بني عقيل في الموصل ،وإقليم الجزيرة الفراتية ،ومما يذكر أن الدولة
العقيلية أشرفت على الزوال بعد تعاظم نفوذ السالجقة واستئثارهم بالسلطة دون الخلفاء ،وكان مصرع مسلم بن قريش (-453
478هـ1085-1061/م) خالل المعركة التي دارت بينه وبين قتلمش السلجوقي (479-470هـ1086-1077/م) سنة
(478هـ1085/م) إيذاناً بنهاية حكم العقيليين في الموصل وإقليم الجزيرة ،بسبب السياسة التي اتبعها أمراؤهم والتي أدت إلى
انقسامهم على أنفسهم وتحالفهم مع أمراء المدن المجاورة تحقيقاً للمزيد من المكاسب غير مبالين بالنتائج التي سوف تترتب على
هذه السياسة( ،)56وبعد مقتل األمير إبراهيم بن قريش العقيلي (486-478هـ1193-1085/م) هو وعدد من األمراء على يد
الملك تاج الدولة تتش السلجوقي (488-470هـ1095-1077/م) وذلك سنة (486هـ1093/م) ،لجأ بنو عقيل واألمير علي
بن مسلم (489-486هـ1095-1093/م) إلى السلطان بركياروق (498-472هـ1104-1079/م) إلعادة إمارة الموصل اليهم،
عه أخوه محمد بن شرف فوافق األخير على طلبهم وعادوا إلى الموصل ،ولم يكد علي بن مسلم يستقر بإمارة الموصل حتى ناز ُ
الدولة مسلم بن قريش العقيلي وأعلن العصيان( .)57وكان األخير قد استنصر باألمير كربوقا( )58على أخيه علي بن مسلم العقيلي
صاحب الموصل ،وكان كربوقا واخوه التونتاش قد التف حولهما الكثير من العساكر واستولوا على حران ،وغدر كربوقا بمحمد بن
مسلم وقبض عليه وقتله ،وسار كربوقا إلى الموصل( ،)59وحاصرها مدة ولم يظفر منها بشيء ،فسار عنها إلى بلد حيث غدر
بمحمد العقيلي وقتله ،ثم عاد إلى الموصل وحاصرها حصا اًر شديداً حتى نفذت أقواتها .فلما ضاق الحال بصاحبها علي بن مسلم
عد أول حاكم سلجوقي عليها وانقرضت دولة بني عقيل(.)60
فارقها إلى الحلة ،ودخل كربوقا الموصل سنة (489هـ1095/م) وقد ّ
وأصبحت الموصل تحكم مباشرة من قبل السالجقة الذين كانوا يقطعونها ألحد األمراء المقدمين عندهم على أن يرتبط هؤالء
ارتباطاً مباش اًر بالسلطان السلجوقي فيخطبون باسمه ويخضعون ألوامره ،ويوفون بكافة االلتزامات المترتبة على هذا اإلقطاع(.)61
( ) 56الجميلي ،رشيد عبد هللا ،الموصل في عهد السيطرة السلجوقية 521-489هـ1127-1095/م ،موسوعة الموصل الحضارية ،ط ،2دار الكتب
للطباعة والنشر( ،الموصل ،)1992 ،مج.122/2
( )57المرجع نفسه ،مج.123-122/2
( )58كربوقا :هو ابو سعيد قوام الدولة كربوقا ،كان من كبار مماليك السلطان ملكشاه وقد انحاز إلى جانب ولده بركياروق في نزاعه ضد عمه تتش ،وقع
مع أخيه التونتاش في األسر ،وبعد مصرع تتش تم االتّفاق بين بركياروق ورضوان بن تتش على إطالق سراحهما .ينظر :الجميلي ،الموصل في عهد
السيطرة السلجوقية ،موسوعة الموصل ،مج.151/2
( ) 59خليل ،عماد الدين( ،قوام الدولة أبو سعيد كربوقا) ،مجلة آداب الرافدين ،كلية اآلداب ،جامعة الموصل( ،الموصل ،)1974 ،ع.157/5
( )60ابن كثير ،البداية والنهاية195/12 ،؛ الصائغ ،تاريخ الموصل.154/1 ،
( )61الجميلي ،إمارة الموصل ،ص .98
وبذلك توالى على الموصل عدد من األمراء السالجقة استمر حكمهم حتى سنة (521هـ1127/م) ،إذ انتقل الحكم إلى عماد الدين
زنكي بن قسيم الدولة اقسنقر (541-521هـ1146-1127/م) مؤسس دولة األتابكة في الموصل(.)62
وأول أمير سلجوقي ذكره سبط ابن الجوزي في كتابه (مرآة الزمان) هو كربوقا حيث ورد ذكره في أحداث سنة (491هـ1097/م)
التي تتعلق بموقف هذا األمير من الجهاد ضد الصليبيين أو ما يسميهم سبط ابن الجوزي باإلفرنج( ،)63وسيأتي الحديث الحق ًا
عن هذا الموضوع.
واألمير الثاني من أمراء الدولة السلجوقي هو شمس الدولة جكرمش الذي كان من القادة السالجقة ،وأصبح حاكماً على الموصل
سنة (495هـ1101/م) واستمر في الحكم إلى سنة (500هـ1106/م)( .)64ومن الجدير بالذكر ان سبط ابن الجوزي لم يشر إلى
()65
اسمه بشكل صريح في أحداث سنة (497هـ1103/م) فيما يتعلق بالصلح الذي وقع بين اإلخوة بركياروق ومحمد وسنجر
أوالد السلطان السلجوقي ملكشاه( ،)66على أن يكون لمحمد أرمينية وأذربيجان وديار بكر والجزيرة والموصل التي كان أميرها
السلجوقي في تلك السنة شمس الدولة جكرمش ،أما سنجر فتكون له خراسان ،ولبركياروق همذان وأصبهان والري وبغداد وأعمالها،
أما الخطبة في بغداد فتكون أيضا لإلخوة الثالثة بركياروق ومحمد وسنجر(.)67
غير أنه في موضع آخر وبالذات في سنة (500هـ) فإن سبط ابن الجوزي أشار إلى اسمه وهو جكرمش وأنه صاحب الموصل
أي أميرها ،وأنه جمع ثروة كبيرة عندما تولى حكم الموصل ومع هذا فإنه كان ذا سيرة محمودة وعادالً في المعاملة مع الرعية.
ثم تحدث سبط ابن الجوزي عن عالقة جكرمش بالسلطان السلجوقي محمد شاه ،وكيف أن األخير قام بعزل جكرمش عن الموصل
وأعمالها وأقطعها إلى األمير جأولي سقاوة سنة (500هـ) ،والسبب في ذلك أن السلطان محمد كان قد ندب جأولي إلى قتال
االفرنج أو الصليبيين في الشام ودفعهم عن طرابلس ،وكتب إلى سيف الدولة صدقة بن مزيد امير الحلة وإلى جكرمش يأمرهم
بتقديم المساعدة لجأولي وامداده بالرجال واالموال والخروج معه للجهاد ،إال أن صاحب الموصل جكرمش رفض تقديم يد المساعدة
لجأولي وخرج لقتاله( .)68فنزل جأولي قلعة السن( )69ونهبها ،ثم سار إلى جكرمش ،وقاتله ،فظفر به جأولي وقتله ،واستباح عسكره،
وتمكن ابن جكرمش من الهروب إلى الموصل وكتب إلى قلج ارسالن بن ُق ُتلمش يستمد العون منه مقابل أن يسلم له الموصل،
ووافق قلج على ذلك ،فسار في عسكر له ،ووصل نصيبين ودخلها ،وكذلك جاء جأولي إلى نصيبين ،واقتتل الطرفان ،ثم غادرها
جأولي إلى الخابور ،وعندما علم أن قلج ارسالن يطارد عسكره ،جاء إلى الرحبة ونزل اليها وتمكن من فتحها عنوة بمساعدة من
بعض اهلها المتواطئين معه ،وقد حاول واليها محمد االستنجاد بقلج ارسالن غير انه لم يفلح ،وتمكن جأولي من القبض عليه
ومما يذكر أن االمير جأولي سقاوة استمر في حكمه للموصل إلى سنة (503هـ1109/م) وهذه السنة أصبح فيها األمير والقائد
العسكري شرف الدين موجود بن التونتكين السلجوقي حاكماً على الموصل بأمر من السلطان السلجوقي محمد بن ملكشاه
()71
وطرد مودود جأولي من الموصل .ومما تجدر اإلشارة اليه في هذا السياق أن سبط بن الجوزي لم يورد في كتابه (مرآة الزمان)
نصاً عن سبب عزل جأولي سقاوة وتولي مودود عوضاً عنه ،إال أن سبط ابن الجوزي توسع في الحديث عن جهاد موجود ضد
الفرنج طوال مدة واليته للموصل فضالً عن ذكر حادثة اغتياله في دمشق سنة (507هـ1113/م) ولم يذكر اليوم والشهر واكتفى
بذكر السنة فقط .وتتلخص هذه الحادثة بأن موجود توجه إلى دمشق لقضاء فصل الشتاء واالستعداد الستئناف الجهاد في فصل
الربيع؛ إال أنه لم يلبث أن لقي مصرعه بجامع دمشق ،فبعد أن قضيت الصالة ،خرج إلى صحن الجامع ،ويده في يد صاحب
دمشق طغتكين (522-497هـ1128-1103/م) ،فوثب عليه رجل من بين الناس "وضربه بخنجر أسفل سرته ضربتين إحداهما
ف وأُحرق" ،وكان ِ
نفذت إلى خاصرته واألخرى إلى فخذه ،والسيوف تأخذه من كل ناحية ،وُقط َع رأسه ليعرف شخصه فما ُع ِر َ
مودود صائماً ،فحمل إلى دار طغتكين واجتهد به ليفطر فلم يفعل وقال" :ال لقيت هللا إال صائماً ،فمات من يومه" .ودفن هناك
في دمشق ،وبقى مدفوناً إلى شهر رمضان عندما بعثت زوجته وولده من الموصل من حمله في تابوت إلى الموصل فشيع ودفن
هناك( .)72وفي هذا السياق لم يرد سبط ابن الجوزي إلصاق التهمة بطغتكين وقال إن ذلك "ليس بصحيح فإن طغتكين كان أحب
الناس اليه ،وحزن عليه حزناً لم يحزن ه على أحد وشق ثوبه عليه وجلس في عزائه سبعة أيام وتصدق عنه بمال جزيل"( .)73ومما
سبق يبدو أن سبط ابن الجوزي أورد لنا روايتين حول مقتل شرف الدين مودود.
الحاجب البرسقي
()74
ولما بلغ السلطان محمد مصرع مودود؛ بادر إلى إقطاع الموصل والجزيرة الفراتية إلى أبي سعيد أق ُسنقر ُ
التركماني ،الملقب بقسيم الدولة سيف الدين وهو قائد حاكم مسلم اشتهر بصالحه وعدله وكان حسن السيرة ،وكما هو واضح من
اسمه فهو من قبائل االتراك من قبيلة تعرف باسم "ساب يو" وهي قبيلة تمتعت بمكانة رفيعة عند السالجقة االتراك(.)75
وأما عن مقتل أق سنقر ،فقد ذكر سبط ابن الجوزي أنه في سنة (519هـ1125 /م) ُقتل أق سنقر .ووصف سبط ابن الجوزي
كيفية قتله على يد نفر من الباطنية تنكروا بزي الصوفية وهو يصلي الجمعة مع العامة في المسجد الجامع بالموصل ،وفي ذلك
قال" :فدخل يوم الجمعة جامع الموصل ليصلي فجاء إلى المقصورة وفيها جماعة من الصوفية لهم عادة يصلون فيها فما استرابهم
فدخل في الصالة وتأخر عن أصحابه فوثب عليه ثالثة في زي الصوفية فضربوه بالسكاكين فلم تعمل في جسده للدرع الذي كان
ووجهه وضربوه حتى قتلوه ،"...وكان هذا األمير شجاعاً مقداماً عادالً ومحسناً في التعامل مع رعيته ،فحزن
ُ عليه فضربوا رأسه
عليه الناس وأقاموا ابنه عز الدين مسعود خلفاً عنه في حكم الموصل( ،)78غير أن واليته لم تستمر سوى عام واحد ،وبوفاة عز
الدين مسعود ينتهي عصر األمراء السالجقة في الموصل(.)79
تمتع األمراء السالجقة في هذه المرحلة بنفوذ واسع في الموصل وإقليم الجزيرة الفراتية ،وكان موضع تقدير للمسلمين بسبب تزعمهم
لحركة الجهاد ضد الغزاة الصليبيين الذين اجتاحوا بالد الشام أواخر القرن (الخامس للهجرة /الحادي عشر للميالد) .ومارس حكام
الموصل في الفترة ما بين عامي (521-489هـ1127-1095 /م) دو اًر بار اًز في حركة هذا الجهاد ،نظ اًر لطبيعة موقع الموصل
الحصين بعيداً عن األخطار المحتملة ألي هجوم صليبي من ناحية ،ولكونهم يمثلون حلقة الوصل بين سالطين السالجقة
واإلمارات اإلسالمية في إقليم الجزيرة وشمال الشام من ناحية أخرى(.)80
ومن المواضيع المهمة التي تطرق لها سبط ابن الجوزي في كتابه مرآة الزمان حديثه عن حكام الموصل وجهادهم ضد الصليبيين،
إذ أشار إلى أنه في سنة (491هـ1097/م) اجتمع ملوك اإلسالم بالشام وهم رضوان حاكم حلب ،وأخوه ُدقاق ،وطغتكين حاكم
دمشق مع كربوقا حاكم الموصل لمنازلة الفرنج والتضييق عليهم في انطاكيا التي سيطروا عليها ،غير أن المسلمين خسروا هذه
المعركة بسبب دهاء ومكر مقدم الفرنج صنجيل الذي رتب حيلة مع راهب لهم أدت إلى سقوط انطاكيا بيد الفرنج في هذه
السنة(.)81
وفي عهد حاكم الموصل مودود بن ألتونتكين الذي كان رجالً عسكرياً بارعاً بعيد النظر ،فقد أمضى مدة واليته للموصل في
النضال ضد الفرنج .وقد أدرك ضعف إمارة الرها الصليبية وضرورة توحيد قوى العراق والجزيرة وبالد الشام لمقاومة الغزو
الصليبي( .)83ففي سنة (503هـ1109 /م) قاد حملة لحصار الرها ،وتوجه إلى حلب لحمايتها من تهديد الفرنج ،وتمكن من
استحصال أمر من السلطان محمد بن ملكشاه بجمع قوى أمراء الجزيرة وغيرها ،فاجتمع أمراء تبريز وهمذان وديار بكر وماردين
تحت قيادته سنة (504هـ1110 /م) .وفي سنة (505هـ1111 /م) كرر الهجوم على الرها(.)84
أما في عهد األمير أق سنقر البرسقي ،فقد كانت له صفحة مشرفة في جهاده ضد الصليبيين .وقد أوضح سبط ابن الجوزي أنه
في سنة (510هـ 1116 /م) ورد الخبر بأن بدران بن صنجيل حاكم طرابلس جمع وحشد وسار إلى البقاع ،وكان البرسقي حاكم
الموصل قد وصل إلى دمشق لمساعدة األتابك طغتكين ،فتلقاهُ األخير وهجما على الفرنج ،فوضعوا فيهم السيف قتالً وأس اًر ،وقتل
نحو ثالثة آالف مقاتل وهرب ابن صنجيل وغنم المسلمون خيلهم وسالحهم ورجعوا ،ورجع البرسقي إلى الموصل ،وقد استحكمت
المودة بينه وبين طغتكين( .)85كذلك بين سبط ابن الجوزي كيفية تملك البرسقي لمدينة حلب سنة (518هـ1124 /م) ،فأشار إلى
أن الفرنج عندما أجتمعوا ونزلوا على حلب وضايقوها ،قلت األقوات عندهم وأشرفوا على الهالك ،فأرسلوا إلى األمير أق سنقر
حاكم الموصل يطلبون منه النجدة إلنقاذهم ويشرحون له حالهم ،فسار إليهم في شهر ذي الحجة من هذه السنة مع عسكره.
وعن دما علم الفرنج بذلك ،ولوا منهزمين وتبعهم جند أق سنقر فقتلوهم وأسروا منهم ،وفتح اهل حلب األبواب ألق سنقر وجيشه،
وفرحوا بقدومه فعدل فيهم وجلب إليهم األقوات فرخصت األسعار وطابت القلوب(.)86
الخاتمة:
يعد كتاب (مرآة الزمان في تواريخ األعيان) من أهم مؤلفات سبط ابن الجوزي وأشهرها ،لما يتضمنه من أحداث موثقة وأخبار
موسعة ،وهو من التواريخ اإلسالمية الحولية ،إذ اتخذ فيه سرد األحداث منهجاً له ثم ألحق الوفيات في السنة الواحدة .لذلك ،هو
موسوعة تاريخية كبيرة الشتماله على أحداث فترة زمنية طويلة تمتد من ذكر بدء الخليفة إلى أحداث ووفيات سنة
(654هـ1256/م) .ومن بين المواضيع المهمة التي تنأولها سبط ابن الجوزي في كتابه (مرآة الزمان) ،تاريخ السالجقة ،فقد أعطى
لهم في كتابه مساحات واسعة ،السيما المقاومة السلجوقية للصليبيين وما قام به الحكام المحليون ،كاألمراء السالجقة في مدينة
الموصل من مقاومتهم للصليبيين وصوالً إلى الدولة الزنكية ،فقد أشار إلى البعض من األمراء السالجقة الذين حكموا الموصل
(الدولة الخوارزمية ومواجهتها للغزو المغولي) ،) ،دورية كان التاريخية ،السنة ،2010 :العدد ،88والبحث نقالً عن المكتبة االفتراضية
العلمية العراقية على الموقع اإللكترونيwww.ivsl.org :