You are on page 1of 1

‫االستاذ‪ :‬لحسن احسيني‬ ‫مفهوم الشخص‬ ‫دروس السنة الثانية بكالرويا‬

‫إشكال المحور ‪ :‬من أين يستمد الشخص هويته؟ هل من التفكير أم من الشعور والذاكرة أم من اإلرادة؟‬
‫شوبنهاور‪ :‬اإلرادة كأساس للهوية‬ ‫جون لوك‪ :‬الشعور والذاكرة كأساس للهوية‬ ‫ديكارت‪ :‬التفكير كأساس للهوية‬
‫في سياق مخالف لما سبق‪ ،‬يؤكد شوبنهاور في‬ ‫يرى جون لوك أن العقل مجرد صفحة بيضاء‬ ‫تعد فلسفة "ديكارتّ " من أهم الفلسفات‬

‫المحور األول‪ :‬الشخص والهوية‬


‫كتابه "العالم كإرادة وتمثل" أن المحرك األساسي‬ ‫تنقش عليها التجربة الحسية معارفنا وأفكارنا‪.‬‬ ‫التي أسست حقيقة اإلنسان على الوعي‬
‫لسلوك اإلنسان – تفكير وممارسة – هو إرادة‬ ‫وبناءا على هذا التصور للمعرفة بوصفها نتاجا‬ ‫أو العقل‪ ،‬وجعلت منه العنصر‬
‫الحياة التي تدفع اإلنسان بشكل مستمر إلى السعي‬ ‫لتجربة حسية يعتبر " جون لوك " في كتابه "‬ ‫األساسي والجوهري في تحديد أو‬
‫وراء أهداف وغايات مختلفة يرى في تحقيقها‬ ‫محاولة في الفهم البشري " أن المعرفة التي‬ ‫تفسير الماهية اإلنسانية‪ ...‬ففي التصور‬
‫سعادته التي سرعان ما ينكشف له طابعها الوهمي‪.‬‬ ‫صلُها اإلنسان حول نفسه هي نتاج لحاالته‬ ‫يُ َح ِ‬ ‫الديكارتي المرتكز على حقيقة‬
‫فالعقل أو الوعي ليس جوهر اإلنسان كما إعتقد‬ ‫الشعورية حيث يرى أن ما يجعل الشخص يدرك‬ ‫الكوجيطو كحقيقة ال يعتريها الشك‬
‫ديكارت فهو ال يعدو أن يكون مجرد لعبة في يد‬ ‫ذاته عبر أزمنة وأمكنة مختلفة هو الوعي أو‬ ‫تبرز فكرة الوعي بالذات وبطبيعتها‬
‫هذه القوة الجبارة التي تمثلها إرادة الحياة التي‬ ‫المعرفة التي تتولد عن مختلف اإلحساسات (‬ ‫المفكرة التي تجعلها متميزة عن بقية‬
‫تصبح بالنتيجة جوهر الوجود اإلنساني والمصدر‬ ‫بصر‪ )...‬وبجانب الشعور أو اإلحساس للهوية‬ ‫الموجودات‪ .‬فاألنا أفكر أو الذات‬
‫األساسي للوعي بالذات‪ .‬هكذا تكون اإلرادة هي‬ ‫الشخصية‪ ،‬تقوم الذاكرة بربط الخبرات الشعورية‬ ‫المفكرة هي ما يشكل الهوية‬
‫أساس هوية الشخص ونواة وجوده بحيث تظل‬ ‫الماضية بالخبرة الحالية وتعطي بالتالي للوعي‬ ‫الشخصية لإلنسان نظرا لكونها‬
‫ثابتة وفي هوية مع نفسها‪.‬‬ ‫بالذات استمرارية في الزمان‪ .‬وهكذا تكون‬ ‫الحقيقة اليقينية التي تتمخض عنها‬
‫الهوية الشخصية عبارة عن سيرورة مصاحبة‬ ‫تجربة الشك‪.‬‬
‫للشعور والذاكرة‪.‬‬
‫إشكال المحور‪ :‬من أين يستمد الشخص قيمته؟ هل من كونه ذات أخالقية أم من خالل انفتاحه على المجتمع أم من خالل‬
‫االمتثال للواجب‬
‫فردريك هيجل‪ :‬يستمد الشخص قيمته من‬ ‫جون راولز‪ :‬يستمد الشخص قيمته من خالل‬ ‫إيمانويل كانط‪ :‬يستمد الشخص قيمته من‬
‫االمتثال للواجب‬ ‫انفتاحه على المجتمع‬ ‫عقله األخالقي‬
‫أما هيجل فيكشف عن القيمة األخالقية للشخص‬ ‫يعتبر جون راولز أنه البد من النظر إلى‬ ‫يذهب كانط إلى القول بأن الشخص هو‬

‫المحور الثاني‪ :‬قيمة الشخص‬


‫التي ال يمكنها أن تتحقق إال داخل حياة‬ ‫الشخص كفرد ينتمي إلى مجتمع تسود فيه‬ ‫الذات التي يمكن أن تنسب إليها مسؤولية‬
‫المجموع‪ ،‬فكل شخص حسب هيجل وانطالقا‬ ‫أشكال التعاون والتضامن بين الناس‪ ،‬لقد إعتبر‬ ‫أفعالها‪ ،‬من هنا فالشخص هو كائن واع‪،‬‬
‫من المكانة التي يحتلها داخل الجماعة التي ينتمي‬ ‫الشخص ومنذ الفلسفة اليونانية عضوا اجتماعيا‬ ‫وهو ما يجعله يكتسب قيمة مطلقة في حين‬
‫إليها عليه االلتزام بواجباته والقيام بدوره والمهام‬ ‫يلعب دورا ويشارك األخرين‪ ،‬إال أن هذه‬ ‫ال تتمتع الموجودات غير العاقلة إال بقيمة‬
‫التي أسندت له‪ .‬إنها دعوة لالنفتاح على الواقع‬ ‫المشاركة البد وأن تؤطر اجتماعيا وأخالقيا‬ ‫نسبية‪ ،‬كما يعتبر الشخص غاية في ذاته‪،‬‬
‫واآلخرين من خالل عالقة جدلية أساسها التأثير‬ ‫انطالقا من واجبات وحقوق‪ .‬إن األشخاص‬ ‫بحيث ال يمكن التعامل معه كمجرد وسيلة‪،‬‬
‫والتأثر ومعيارها يكمن في السلوك األخالقي‬ ‫حسب راولز بكفاءات أخالقية وعقلية وعملية‬ ‫وهذا يعني أنه يمتلك قيمة وكرامة ال تقدر‬
‫الذي يصدر عن كل شخص امتثاال للواجب‬ ‫وهي كفاءات لن تتمكن من التعبير عن ذاتها إال‬ ‫بثمن‪ .‬ولكي يحافظ الشخص على احترامه‬
‫األخالقي‪ .‬فالشخص يكتسب قيمته األخالقية‬ ‫في إطار التعاون االجتماعي‪ .‬من هنا يؤكد‬ ‫كذات حرة وأخالقية‪ ،‬يجب عليه أن‬
‫حسب هيجل عندما يعي ذاته وحريته وينفتح‬ ‫راولز على ضرورة انفتاح الشخص على‬ ‫يتصرف وفقا للواجب االخالقي المطلق‬
‫على الواقع الذي ينتمي إليه بالدخول مع‬ ‫المجتمع في ضوء مبادئ أخالقية كحس العدالة‬ ‫بحيث يعامل االنسانية في سلوكه كغاية‬
‫الجماعة في عالقة تعاون متبادلة امتثاال‬ ‫وحب الخير والتضامن‪ ،‬وبالتالي تكون قيمة‬ ‫وليس كوسيلة‪ .‬إذن قيمة الشخص حسب‬
‫للواجب‪.‬‬ ‫الشخص حسب هذا الموقف قيمة اجتماعية‬ ‫هذا التصور هي قيمة عقلية أخالقية‪.‬‬
‫أخالقية‪ ( .‬العدالة كإنصاف)‬ ‫( تأسيس ميتافيزيقا األخالق)‬
‫إشكال المحور‪ :‬هل الشخص حر أم أنه خاضع لحتميات نفسية وضرورات طبيعية؟‬
‫باروخ اسبينوزا‪ :‬أفعال االنسان محكومة‬ ‫سيجموند فرويد‪ :‬الشخص خاضع‬ ‫جان بول سارتر‪ :‬الشخص حر‬
‫المحور الثالث‪ :‬الشخص بين الضرورة والحرية‬

‫بضرورات طبيعية‬ ‫إلكراهات نفسية الشعورية‬


‫يرى اسبينوزا أن الناس يعتقدون أنهم أحرارا في‬ ‫يعتبر "فرويد" أن الالوعي هو الموجه‬ ‫ينطلق سارتر من تقرير أن ماهية اإلنسان ال‬
‫أفعالهم وأنهم يتصرفون وفق إرادتهم واختيارهم‪ ،‬ال‬ ‫الرسمي والمتحكم في الوعي لدى‬ ‫تتحدد قبل وجوده‪ ،‬بل يوجد أوال ثم بعد ذلك‬
‫سيما أنهم يكونون على وعي بما يقومون به‪ ،‬إال أن‬ ‫الشخص‪ ،‬وبالتالي ال يمكن اعتبار األنا‬ ‫يصنع بنفسه ما يشاء‪ ،‬فاإلنسان في نظره‬
‫الحقيقة بخالف ذلك؛ فالناس يجهلون األسباب‬ ‫بما هو ذات واعية سيد نفسه ولو في‬ ‫مشروع يتميز بالتعالي على وضعيته ال بانغالقه‬
‫الحقيقية ألفعالهم ورغباتهم والتي تحددها بشكل‬ ‫عقر منزله‪ ،‬بل هو خادم ألسياد ثالثة‬ ‫على كينونته‪ ،‬بل ينفتح على العالم وعلى‬
‫طبيعي وحتمي‪ .‬إن التجربة تبين حسب اسبينوزا أن‬ ‫تتحدد في الهو واألنا األعلى والواقع أو‬ ‫اآلخرين‪ .‬فان ذل هذا فإنما يذل عن مدى قدرته‬
‫الناس ال يستطيعون التحكم في شهواتهم بما فيه‬ ‫العالم الخارجي‪ ،‬مما يجعل الشخص‬ ‫على موضعة ذاته في المستقبل‪ .‬فماهية اإلنسان‬
‫الكفاية‪ ،‬ذلك أنهم غالبا ما يدركون األفضل ومع ذلك‬ ‫غير حر في حياته النفسية و سلوكاته‬ ‫ال تتحدد حسب سارتر إال من خالل وجوده‬
‫يفعلون األسوأ وينتابهم الندم من جراء ذلك‪ .‬هكذا‬ ‫بل يصبح خاضعا لمتطلبات الهو‬ ‫وحياته وأفعاله واختياراته وعالقاته‪ ،‬يوجد أوال‬
‫فمن الوهم االعتقاد‪ ،‬حسب اسبينوزا‪ ،‬بأن اإلنسان‬ ‫وأوامر األنا األعلى ومقتضيات العالم‬ ‫ويالقي ذاته وهو غير حامل ألية صفات أو‬
‫حر نظرا لجهله باألسباب التي تحرك أفعاله‬ ‫الخارجي‪ .‬لذلك يعمل األنا على التوفيق‬ ‫ماهية قبلية‪ .‬إنه شخص حر ومسؤول عن أفعاله‬
‫وأقواله‪ ،‬وهي أسباب ال تخرج عن إطار الحتمية‬ ‫بين هذه األطراف الثالثة مخافة أن‬ ‫واختياراته‪ ،‬فهو حر حرية مطلقة غير مقيدة‬
‫الطبيعية التي تخضع لها جميع األشياء‪.‬‬ ‫يتعرض لمخاطر من قِبَ ِل َها‪.‬‬ ‫بموانع وإكراهات‬

You might also like