You are on page 1of 8

91 - 84 ‫ ص ص‬2020 )03( 8 ‫ – اجمللد‬ISSN 2352-9555 ‫رللة الدراسات والبحوث االجتماعية‬

Learning barriers and strategies for overcoming them - an analytical study

‫ دراسة تحليلية‬-‫عوائق التعلم واستراتيجيات مواجهتها‬


‫عبد الرزاق ابللموشي‬
)‫جامعة محو خلضر الوادي (اجلزائر‬
2020/09/30 :‫؛ اتريخ النشر‬2020/09/20 :‫؛ اتريخ القبول‬2020/07/20 :‫اتريخ االستالم‬

‫ عوائق نفسية متعلقة ابجلانب السيكولوجي‬،‫ عوائق التعلم ىي عقبات حتول دون اكتساب معرفة جديدة لدى ادلتعلم وىي ثالثة أنواع‬: ‫ملخص‬
‫ وعوائق ابستمولوجية متعلقة جبانب ادلعرفة وىي معارف وتصورات سابقة خاطئة يف‬،‫ وعوائق تعليمية متعلقة ابجلانب البيداغوجي للمعلم‬،‫للمتعلم‬
‫ ومراعاة الفروق‬،‫ ودلواجهة ىذه العوائق البد من إتباع رلموعة من االسًتاتيجيات لدى ادلعلم مثل إتباع مبدأ االسًتاتيجية يف التدريس‬،‫ذىن التلميذ‬
.‫ والتشكيك يف التصورات اخلاطئة ذلم دتهيدا الستبداذلا أبفكار صحيحة‬،‫ ومراعاة النمو العقلي والنفسي واالجتماعي يف التعامل مع التالميذ‬،‫الفردية‬

‫ ادلتعلم‬،‫ اسًتاتيجيات ادلواجهة‬،‫ عوائق التعلم‬: ‫الكلمات ادلفتاح‬

Abstract: Learning barriers are obstacles that prevent the acceptance of new knowledge by the
learner and they are of three types, psychological barriers related to the psychological side of the
learner, educational barriers related to the pedagogical aspect of the teacher, and epistemological
barriers related to the cognitive aspect. For the teacher to confront these barriers, a set of strategies
must be followed, such as following the principle of strategy in teaching And taking into account
individual differences, taking into account the mental, psychological and social development of
students, and questioning their misconceptions to replace them with correct information.

Keywords: earning barriers, coping strategies, the learner


‫رللة الدراسات والبحوث االجتماعية ‪ – ISSN 2352-9555‬اجمللد ‪ 2020 )03( 8‬ص ص ‪91 – 84‬‬

‫‪ -I‬تمهيد ‪:‬‬

‫حياول ادلعلم إيصال ادلعرفة وتثبيت الكفاءات لدى التالميذ‪ ،‬لكن كثَتا ما تعًتض ىذه العملية بعض الصعوابت والعقبات اليت حتول دون‬
‫حتقيق ذلك اذلدف‪ ،‬وال يدرك بعض ادلعلمُت فلسفة ىذه احلواجز التعليمية وأنواعها واسًتاتيجيات جتاوزىا‪ ،‬لذلك سنحاول يف ىذه‬
‫الدراسة تسليط الضوء على عوائق التعلم واسًتاتيجيات مواجهتها‪.‬‬

‫‪ -II‬اإلشكالية‪:‬‬

‫إن اكتساب التلميذ ادلعرفة بشكل فعال ىو اذلدف األمسى للمعلم وادلنظومة الًتبوية بشكل عام‪ ،‬ولكن حتقيق ىذا اذلدف تعًتيو بعض‬
‫احلواجز والعقبات وىو ما يطلق عليو ابلعائق التعليم ي الذي يعرف أبنو العقبة أو ادلانع الذي دينع تقدم معرفة جديدة وىو تعثر حيول دون‬
‫حتقيق الغاايت واألىداف الًتبوية‪.‬‬

‫إن التحصيل الدراسي عند التلميذ انتج عن التفاعل بُت عدة مكوانت فيزيولوجية‪ ،‬سيكولوجية‪ ،‬واجتماعية‪ ،‬وابستمولوجية‪ ،‬وال ديكن‬
‫أن نقتصر ابلقول أبن ذ ات ادلتعلم واحتكاكها مع موضوع التعلم ىي العملية الوحيدة اليت دتكنو من تطوير قدراتو التحليلية وطاقاتو‬
‫اإلبداعية‪ ،‬بل ىناك كذلك اجلانب الوجداين والعالئقي للتلميذ أثناء التواصل‪ ،‬كما تعترب عملية التواصل البيداغوجى الصفي ضرورية خللق‬
‫مناخ تربوي حيرر التلميذ من التبعية‪ ،‬ويتيح لو التحكم يف تكوينو الذايت والتمتع حبركية شاملة يعرب من خالذلا عن أرائو ويدافع عن مبادئو‬
‫ويكتشف نقاط ضعفو‪ ،‬كي يوظف ادلعارف والقدرات ادلالئمة اليت ستمكنو من إجياد احللول‪.‬‬

‫إن إدراك ادلعلم ذلذه احليثيات ادلتعلقة ابدلتعلم من شأهنا أن تساعده يف ترسي ادلعلومات وادلعارف يف ذىن التلميذ‪ ،‬ولن يتحقق ذلك‬
‫إال من خالل تطبيق طرائق تدريس فعالة يكون ادلتعلم فيها زلور العملية التعليمية‪ ،‬ويقتصر دوره ىو على التوجيو واإلرشاد والقيادة‪ .‬حيث‬
‫يؤكد "شبشوب" "أن العائق االبستمولوجي يكاد يكون رلهوال لدى ادلربُت‪ ،‬فغالبا ما اندىشت من سلوك ادلدرسُت الذين ال يفهمون‬
‫كيف أن بعض تالميذىم ال يفهمون‪ .‬ذلك أهنم يتصورون أن الفكر البشري يبدأ تعلمو كما نبدأ درسنا‪ ،‬وأن التلميذ إبمكانو تركيز معارفو‬
‫العلمية بتكرار قسم‪ ،‬وقد فاهتم أن التلميذ أييت إذل الفصل وىو زلمل مبعارف ما قبل علمية مكتملة ادلعادل‪ ،‬وتعدي العوائق ادلًتاكمة يف‬
‫ذىن الطفل‪ ،‬ال يف دترير معارف علمية موضوعية"‪(.‬شبشوب أمحد‪)1994 ،‬‬

‫وتنطلق إشكالية ىذه الورقة البحثية من خالل حتليل موضوع عوائق التعلم وأنواعو واالسًتاتيجيات األساسية لتجاوزه‪ ،‬ولذلك نطرح‬
‫التساؤل التارل‪:‬‬

‫ما ىي عوائق التعلم وما ىي االسًتاتيجيات الالزمة لتجاوزىا؟‬

‫‪ -III‬عوائق التعلم‪ -‬مقاربة نظرية‪:‬‬

‫‪ -1‬تعريف العائق‪.‬‬

‫يقصد ابلعائق احلاجز أو العقبة‪ ،‬وادلانع واحلائل‪ .‬ومن الناحية الفلسفية يعٍت العامل ادلسبب لًتاجع ادلعرفة‪ ،‬وعدم حصول تقدمها‪ ،‬أي‬
‫عامل تثبيط وركود ونكوص مث تعطل‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫عوائق التعلم واسًتاتيجيات مواجهتها‪ -‬دراسة حتليلية‬
‫‪ -2‬تعريف عائق التعلم‪.‬‬

‫وتتمثل يف سلتلف العوائق اليت يواجهها الفرد خالل عمليات اكتساب ادلعارف اجلديدة‪.‬‬

‫فحسب " لوجاندر " العائق ىو صعوبة يصادفها ادلتعلم خالل مساره الدراسي ديكن أن تعثر تعلمو‪ (.‬القلسي‪ ،‬دمحم ادلنصف وبوشحيمة‬
‫أمحد‪ ،‬دت)‬

‫يقصد ابلعائق كل من شأنو أن دينع أو حي د من فاعلية الًتاسل أو التواصل بُت أطراف العقد البيداغوجي‪ ،‬أو على األقل يطرح صعوابت‬
‫يف طريق التعليم‪ ،‬أو ىي مجيع ادلؤثرات اليت تؤثر سلبا وأدتنع عملية تبادل ادلعلومات أو ادلشاعر مابُت ادلرسل أو ادلستقبل أو تعطلها أو‬
‫تؤخر وصوذلا أو تشوه معانيها‪(.‬بروال زلتار‪)2014 ،‬‬

‫‪ -3‬أنواع عوائق التعلم‪:‬‬

‫لكي يكون التدريس انجحا وفعاال البد من مراعاة كل األمور ادلتعلقة العملية التعليمية التعلمية‪ ،‬وال هنمل أي منها مثل ادلناىج التعليمية‬
‫وطرق التدريس وتقنيات التقومي الًتبوي واألىداف التعليمية اليت تتطلب مراعاة الفروق الفردية‪ ،‬لكي نتجنب عوائق التعلم ادلتمثلة يف‪:‬‬

‫‪ -1-3‬العائق النفسي‪:‬‬

‫تسمى كذلك ابلعوائق العضوية والنمائية أو السيكوعضوية‪ ،‬وتظهر على ادلستوايت العقلية والوجدانية العاطفية والنفسية احلركية‪ ،‬وتعزى‬
‫ىذه العوائق إذل اضطراب أو خ لل يف وظيفة الدماغ أو اجلهاز العصيب‪ ،‬أو إذل أتخر يف النمو العقلي للطفل‪ ،‬كما يظهر ىذا النوع من‬
‫العوائق يف دتثالت ادلتعلم للمعرفة والدرس‪ ،‬فقد يتعثر تعلمو بسبب مواقفو السلبية من ادلدرسة أو ادلادة الدراسية أو معاملة ادلدرس لو‪ ،‬كأن‬
‫يقمعو أو يشهر بو أو يرفض مشاركتو لكونو خيطئ يف اإلجابة كثَتا‪ ،‬أو ال يستطيع أن جييد التعبَت شفواي أو كتابيا‪(.‬سليماين العريب‪ ،‬دت)‬
‫وقد تكون يف صورة عدم مراعاة النمو النفسي والعقلي واالجتماعي‪ ،‬وىذي ادلعوقات قد تكون انبعة من ادلعلم أو ادلتعلم‪.‬‬
‫ابلنسبة للمعلم‪:‬‬
‫‪ -‬الصورة اخل اطئة اليت حيملها ادلدرس عن نفسو‪ ،‬وما يًتتب عنها من خجل واضطراب‪ ،‬وضعف الشخصية‪ ،‬أو من غرور‪ ،‬ومبالغة‬
‫يف الثقة ابلنفس يفضيان إذل سوء التقدير وسوء التصرف يف العالقات مع التالميذ‪ ،‬أو يف اإلنتظارات‪.‬‬

‫‪ -‬الصورة اليت حيملها ادلدرس عن تالميذه شلا يفضى بو إذل االرتياح إذل البعض واإلقبال عليهم والنفور من البعض وإمهاذلم‪ ،‬أو‬
‫حيملو على التبسيط ادلفرط أو على الصعوبة ادلفرطة اليت جتعلو يطلب من تالميذه ما يتجاوز إمكانياهتم الذىنية‪ ،‬وىو ما يكون‬
‫نتيجة حداثة ادلعلم مبهنة التدريس‪ ،‬أو نتيجة لعدم االطالع على برامج ادلستوى ادلدرسي السابق للتالميذ لغاية البناء عليو‪ ،‬أو‬
‫عدم االطالع على برامج ادلستوى الالحق حىت يعرف كيف يعد تالميذه لالرتقاء إليو‪ ،‬وقد يكون نتيجة لعدم إدلامو ابلربامج‬
‫الرمسية وعدم استيعابو غاايهتا وأىدافها‪ ،‬أو عدم التزامو بتوجيهاهتا أو عدم تقيده مبقرراهتا ‪.‬‬

‫‪ -‬ادلزاج الشخصي للم درس ‪ :‬فقد يكون حاد الطبع سريع الثورة والغضب متسرعا يف ردود فعلو‪ ،‬شلا حيمل التالميذ على االنكماش‬
‫إذ يفقدون الشعور ابألمن وحيرمون اإلحساس ابحلرية والتلقائية‪.‬‬

‫‪ -‬عجزه عن صياغة رسالة واضحة أتخذ ابالعتبار ذات ادلتعلم وحاجاتو و اىتماماتو‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫رللة الدراسات والبحوث االجتماعية ‪ – ISSN 2352-9555‬اجمللد ‪ 2020 )03( 8‬ص ص ‪91 – 84‬‬

‫‪ -‬محل ادلدرس ألفكار وأحكام مسبقة تتعلق ابدلتعلم من قبيل تلميذ فاشل أو كسول‪( .‬بروال سلتار‪)2014 ،‬‬

‫ابلنسبة للمتعلم‬

‫‪ -‬سوء التقاط ادلعلومات والتسرع يف أتويل ادلقصود‪.‬‬


‫إدراك انتقائي مفرط يؤدي إذل سوء تفسَت ادلقصود مبحتوى الًتبوي والتعليمي للرسالة ينتج عنو اضطراب يف عملية التواصل‬ ‫‪-‬‬
‫البيداغوجي‪.‬‬
‫‪ -‬سوء إرجاع األثر الذي يسًتشد بيو ادلدرس ويتواصل من خاللو بفاعلية معو‪.‬‬
‫‪ -‬التحيزات واألحكام ادلسبقة جتاه ادلدرس يًتتب عليو حتريف دلعٌت الرسالة وإدراك انتقائي‪.‬‬
‫‪ -‬حاالت الشرود وعدم االنتباه اليت تطرأ أحياان على ادلتعلم ألسباب ذاتية وموضوعية‪ ،‬وحاالت اخلوف والقلق واالضطراب‬
‫النفسي اليت قد دير عليها التلميذ كمتلقي‪ ،‬تؤثر كلها على استعداده لتواصل والتفاعل مع ادلعلومات‪( .‬حجازي مصطفى‪،‬‬
‫‪ ،2000‬ص‪)142‬‬
‫خلل التلقي ‪ :‬خلل مسعي ‪ ،‬خلل بصري ‪...‬‬
‫‪ -‬خل ل التعبَت عن االستجابة خلل يف النطق والقدرة على الكالم‪ ،‬قصور عضوي أو عجز مهاري حيد من قدرة ادلتلقي على التعبَت‬
‫عن استجابتو إبصلاز العمل ادلطلوب أو القيام ابحلركة ادلعربة‪.‬‬
‫‪ -‬عوائق نفسية دتنع ادلتعلم من االندماج يف النشاط التواصلي وحتد من رغبتو يف ادلشاركة وأييت يف مقدمتها شعوره ابخلجل‪ ،‬اخلوف‬
‫من العقاب أو من السخرية‪ ،‬عدم اإلحساس ابحلرية والتلقائية‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف احلافز على التعلم أو فقدانو‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تناسب ادلوضوع والقضااي ادلطروحة على التالميذ مع مستواىم الذىٍت سوء كانت فوق مستواىم مبا دتثلو من صعوبة ابلغو ‪،‬‬
‫أو كانت دون مستواىم مبا فيها من سهولة ابلغو ‪.‬‬
‫‪ -‬اختالف توقعات ادلتعلم عن توقعات ادلعلم وىو النتيجة الطبيعي ة للتصور الذىٍت اخلاطئ الذي حيملو التالميذ عن ادلدرس وعن‬
‫مادة تدريسية‪.‬‬
‫‪ -‬تباين اخلربات واإلطار الذىٍت ‪ :‬يعترب التجانس العقلي واحد من أىم شروط التواصل بُت ادلعلم وادلتعلم واضطراب ىذا التجانس‬
‫يؤدى إذل سوء تفسَت الرسالة وابلتارل يؤدي إذل سوء االتصال‪.‬‬
‫‪ -‬اتساع فجوة الفروق الثقافية اللغوية واالجتماعية والفردية بُت ادلدرس وادلتعلم ‪ ،‬يًتتب عنو تباين يف إدراك زلتوى الرسالة ‪.‬‬
‫(بروال سلتار‪)2014 ،‬‬
‫‪ -‬ضعف ادلصداقية وقلة الثقة بُت ادلدرس وادلتعلم يف ادليدان البيداغوجي يتجلى ىذا العائق يف سلوكيات االنطواء‪ ،‬وتفضيل العمل‬
‫الفردي‪.. ،‬الشعور مبعرفة كل شئ‪.. ،‬‬
‫‪ -‬الشعور ابلنقص واخلوف من االنتقاد عند ادلتعلمُت يقابلو االستعالء عند ادلدرسُت‪ ،‬وعدم استعدادىم النفسي للتعامل والتواصل‬
‫مع ادلتعلمُت‪.‬‬
‫‪ -‬مشكالت اللغة كإختالف مدلوالت األلفاظ‪ ،‬العجز عن التعبَت أو مشكالت يف القراءة والكتابة عند أحد أطراف عملية‬
‫االتصاالت (ادلدرس أو ادلتعلم أو كالمها )‪( .‬رحبي‪ ،‬مصطفى والطوابسي‪ ،‬عليان وزلمود‪ ،‬عدانن‪ ، 2005 ،‬ص‪)158‬‬

‫‪58‬‬
‫عوائق التعلم واسًتاتيجيات مواجهتها‪ -‬دراسة حتليلية‬

‫‪ -2-3‬العائق التعليمي‪:‬‬

‫ىذه العوائق عبارة عن غموض يف الوسائل الديداكتيكية‪ ،‬الشيء الذي يؤدي إذل غموض يف ادلفاىيم وطرائق التدريس واحملتوايت والوسائل‬
‫التعليمية‪(. .‬سليماين العريب‪ ،‬دت)‬

‫وىي صعوابت ترتبط مبضامُت الرسالة البيداغوجية أو بشكلها ومبناىا‪ ،‬وحتول دون حتقق استجابة ادلتعلمُت الواعية والفاعلة‪ ،‬فطبيعة‬
‫الرسالة ومكوانهتا‪ ،‬وطريقة تصميمها وصياغتها‪ ،‬وحجم ودقة ونوع ادلعلومات الوارد فيها‪ ،‬ومستوى لغتها ونوعها‪ ،‬كلها عوامل تؤثر يف‬
‫فعالية وكفاءة ىذه الرسالة والعملية التواصلية البيداغوجية‪ .‬وتتمثل ىذه الصعوابت فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬استخدام عبارات فضفاضة ليست ذلا دالالت زلددة‪ ،‬وديكن أن تفهم مبفهوم سلتلف تكون سببا يف اختالف مرجعية بُت األستاذ و‬
‫التلميذ‪.‬‬
‫‪ -‬التعقيد والغموض‪ ،‬ومها أيتيان إما نتيجة االكتفاء ابلتلميح عن التصريح أو نتيجة اإلسهاب والتطويل حيث تشتمل الرسالة البيداغوجية‬
‫على فائض من الكالم أو من الرموز‪،‬ال تقتضيو مضامُت الرسالة‪.‬‬
‫‪ -‬قصور التخطيط للعملية التدريسية‪ ،‬وهتيئة بيئة التعلم للمتعلم مبا يساىم يف نشاطو الذايت ضلو التعلم‪.‬‬
‫‪ -‬معوقات نقل الرسالة ابلطرق التقليدية(عدم كفاءة األساليب والوسائل ادلستخدمة يف نقل الرسالة )‬
‫‪ -‬معوقات نقل الرسالة بوسائل االتصال احلديثة ‪..‬مثل انقطاع التيار الكهرابئي أو التشويش‬
‫‪ -‬معوقات حتليل الرسالة وخزهنا واسًتجاعها‪.‬‬
‫‪ -‬القصور الناتج عن قنوات دلا تعنيو من أعطال وتقادم‪ ،‬وعدم وفرهتا ابلشكل الكايف‪ ،‬وسوء االستفادة واستخدام ادلتوفر منها‪.‬‬
‫‪ -‬سوء الصيانة للقنوات والوسائل التعليمية ادلستعملة‬
‫‪ -‬العجز عن اختيار القناة ادلالئمة لطبيعة احملتوى التعليمي وادلستوى التعليمي والعمري للتالميذ ‪....‬اخل‬
‫‪ -‬عدم مالئمة ادلكان من حيث احلجم‪ ،‬وطريق إعداده‪ ،‬مفتوح أو مغلق‪....،‬‬
‫‪ -‬عدم مالئمة اإلضاءة ودرجة احلرارة ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم االنسجام واالختيار األمثل لفًتات الراحة‪(.‬بروال سلتار‪)2014 ،‬‬
‫‪ -3-3‬العائق االبستمولوجي‪ :‬وىي تصورات وأفكار خاطئة حيملها التلميذ تعيقو من تعلم معرفة جديدة‪ ،‬وىي ستة أنواع‪:‬‬
‫‪ -‬عائق التجربة األوىل ‪ :‬إن التجربة األوذل ضرورية يف ادلنهج العلمي‪ .‬كما أهنا ضرورية يف بناء الكفاايت واكتساهبا‪ ،‬ولكنها تتضمن أحياان‬
‫بعض العوائق اليت جتعل الفرد أو ادلتعلم غَت قادر على إدراك احلقيقة‪ .‬مثال ذلك حركة الشمس الظاىرة اليت تعيق تعلم دوران األرض‪ .‬إن‬
‫ادلعرفة العلمية تستثمر ىذه التجربة األوذل وتعمل على عقلتنها ووضعها يف الشكل ادلناسب‪ .‬ويربط "ابشالر" بُت عائق التجربة األوذل‬
‫والتحليل النفسي‪ ،‬وخصوصا مفهوم الالشعور عند "فرويد ويونغ" ‪ ،‬إذ أن ادلتعلم يتعامل ألول مرة داخل ادلدرسة مع مفاىيم جديدة‪ ،‬لكن‬
‫ليس بكيفية بريئة‪ ،‬بل من خالل مواقفو اخلاصة ورأمسالو ادلعريف السابق‪ .‬وينبغي‪ ،‬يف ىذه احلالة‪ ،‬توجيو ادلتعلم إذل تنمية ىذا الرصيد وتقريبو‬
‫من احلقيقة العلمية وتوجيهو إذل تغيَت نظرتو إذل الواقع وبناء خطاطة جديدة مغايرة دتاما دلا اكتسبو من جتاربو األوذل وقناعاتو السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬عائق التعميم ‪ :‬إن التعميم تعبَت عن مستوى راق من مستوايت النمو الذىٍت؛ وابلتارل فهو إجيايب وضروري لبناء ادلعرفة العلمية إذا كان‬
‫تعميما صادرا من وعي وثقافة علمية‪ .‬فقولنا أبن األجسام كلها تسقط يف الفراغ بنفس السرعة‪ ،‬تعميم علمي مبٍت على خطوات زلكمة‪،‬‬
‫أما قولنا أبن األجسام كلها تسقط‪ ،‬فهو قول تعميمي غَت علمي ألنو ال يستجيب لضرورة علمية بقدر ما يستجيب دلتعة عقلية‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫رللة الدراسات والبحوث االجتماعية ‪ – ISSN 2352-9555‬اجمللد ‪ 2020 )03( 8‬ص ص ‪91 – 84‬‬

‫‪ -‬العائق اللفظي ‪ :‬ىو العائق ادلتمثل يف اختزال الشروح والتفاسَت يف لفظة أو مجلة أو صورة واحدة‪ .‬مثال عندما نقول‪ :‬تعمل‬
‫الكلية كمصفاة‪ ،‬ويعمل القلب كمضخة‪ ،‬وتعمل ادلعدة كماكينة أو طاحونة‪.‬‬
‫‪ -‬عائق ادلعرفة التوحيدية الربغماتية ‪ :‬ينتج عن النظرة التعميمية للكون والرجوع إذل مبدأ أو وحدة الطبيعة مثال‪ :‬احلشرات تعيش‬
‫يف أماكن ابردة‪ ،‬دتتاز بدم يقاوم الربد ادلفرط‪ .‬ويكون ىذا العائق براغماتيا إذا كان انجتا عن عملية حبث عن ادلنفعة اخلاصة‪،‬‬
‫وليس ادلصلحة اإلجيابية مثال‪ :‬بعد سقوط الربد‪ ،‬تصبح األرض خصبة وختضر‪ ،‬وقد لوحظ أنو بعد سقوط الربد ترتفع مرودية‬
‫القمح ادلزروع‪.‬‬
‫‪ -‬العائق اجلوهري ‪ :‬إنو عائق متعدد األشكال والوجوه كباقي العوائق‪ .‬يتكون من احلدس وبعض االنطباعات ادلتفرقة والسطحية‬
‫م ثال‪ :‬الصوف ساخن‪ ،‬الرخام ابرد‪ ،‬الثوب األبيض ساخن والثوب األسود ابرد‪.‬‬
‫‪ -‬العائق اإلحيائي ‪ :‬يتمثل يف تعميم معارف بيولوجية أو إضفاء الصفة اإلحيائية أو صفة احلياة على بعض الكائنات‪.‬‬
‫وقد الحظ "بياجيو" أن الطفل يف ادلراحل قبل ادلنطقية يضفي احلياة على اجلبل أو ادلطر أو السيارة‪ .‬مثال‪ :‬الصدأ‬
‫مرض يتعرض لو احلديد فيفقد ادلغناطيس بذلك خاصيتو ادلغناطيسية‪ ،‬وقد يسًتجع قواه إبزالة ىذا الصدأ‪(. .‬سليماين‬
‫العريب‪ ،‬دت)‬
‫‪ -4-3‬اذلدف العائق ‪ :‬ديثل اذلدف العائق مفهوما جديدا ابتدعو الباحث الفرنسي "مارتيناند" وىو مفهوم حياول‬
‫أن جيمع بُت عبارتُت تنتميان اذل منظومتُت متعارضتُت‪ :‬اذلدف ينتمي اذل منظومة التعليم‪ ،‬والعائق وينتمي اذل منظومة‬
‫التعلم‪(.‬شبشوب أمحد‪)86 ،1994 ،‬‬
‫‪ -4‬خصائص العائق‪ :‬يشَت "ابشالر" إذل ست خصائص للعائق وىي‪:‬‬
‫‪ -‬الطابع الداخلي للعائق‬
‫‪ -‬الطابع السهورل للعائق‬
‫‪ -‬الطابع الوضعي للعائق‬
‫‪ -‬طابع االزدواجية للعائق‬
‫‪ -‬طابع تعددية الشكل للعائق‬
‫‪ -‬الطابع الًتاجعي للعائق‪(.‬لورسي عبد القادر‪ ،2016 ،‬ص ‪)221‬‬

‫‪ -5‬اسرتاتيجيات مواجهة عوائق التعلم‬

‫للحديث عن عوائق التعلم البد من التطرق إذل شروط التعلم‪ ،‬ومن أمهها النضج والدافعية وادلمارسة أو التدريب‬

‫‪ -1‬النضج‪:‬‬

‫يقصد ابلنضج التغَتات الداخلية داخل الفرد اليت ترجع اذل تكوينو الفسيولوجي والعضوي وخاصة اجلهاز العصيب‪ ،‬فالتغَتات اليت ترجع إذل‬
‫النضج ىي تغَتات سابقة على اخلربة والتعلم‪ ،‬وىي نتيجة التكوين الداخلي للفرد إذ تلعب العوامل اخلارجية دورا توجيهيا وتدعيميا‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫عوائق التعلم واسًتاتيجيات مواجهتها‪ -‬دراسة حتليلية‬
‫ونقصد ابلنضج وعالقتو ابلتعلم ىو وصول الفرد درجة معينة يف بعض األجهزة الداخلية اليت تعترب مسؤولة عن منط استجايب معُت حيقق‬
‫وظيفة معينة لدى الفرد‪ ،‬والفرد ال يستطيع أداء ىذه الوظيفة إال إذا وصل ىذا اجلهاز اخلاص إذل مستوى معُت من النمو‪ ،‬ىذا ادلستوى‬
‫ىو الذي نطلق عليو النضج‪( .‬صاحل‪ ،‬أمحد زكي ‪ ، 1988‬ص‪)33‬‬

‫‪ -2‬الدافعية‪:‬‬

‫تعترب الدافعية من الشروط األساسية اليت يتوقف عليها حتقيق اذلدف من عملية التعلم يف أي رلال من رلاالتو‪ ،‬فالدافعية ىي ذلك العامل‬
‫الداخلي يف الفرد الذي يدفعو اذل بذل نوع من النشاط والقيام بعمل ما واالستمرارية فيو حىت يتم إشباع ىذا الدافع‪ ،‬وىنا حيدث التعلم‪.‬‬
‫(عثمان‪ ،‬سيد وآخرون‪ ،1978 ،‬ص‪( 141‬‬

‫وتعترب الدافعية من العوامل الرئيسية يف حصول التلميذ على حتصيل دراسي جيد ألهنا تنتج لو قوة داخلية تبقى دتده ابلطاقة اذل غاية حتقق‬
‫اذلدف‪.‬‬

‫‪ -3‬ادلمارسة ) التدريب (‪:‬‬

‫تعترب ادلمارسة والتدريب من الشروط اخلارجية ا دلطلوبة يف عملية التعلم‪ ،‬وىي عبارة عن التكرار ادلعزز لالستجاابت يف وجود ادلثَتات‪.‬‬
‫(نشوايت‪ ،‬عبد اجمليد‪ ،1978 ،‬ص ‪( 119‬‬

‫وديكن تقدمي رلموعة من التقنيات واألسًتاتيجيات لتجاوز معيقات التعلم كما يلي‪:‬‬

‫مراعاة عمر ادلتعلم يف مدى القدرة على الًتكيز‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪ -‬تنويع األنشطة مبا يؤدي اذل استمرار االنتباه‪.‬‬
‫توزيع احلصص تبعا لفًتات الًتكيز واليقظة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬استعمال األلفاظ أو الرموز اليت يستطيع التلميذ فهمها والتجاوب معها‪ ،‬ودون ذلك يفسد التناغم ‪..‬وذلذا جيب أن نتعرف على‬
‫ادلستوى الدالرل جلمهور ادلتعلمُت لتقدمي رسالة للتفاعل معهم يف نطاق ىذا اإلطار النفسي‪.‬‬
‫‪ -‬االنضباط مبعايَت وقواعد معاجلة ادلضمون من حيث الًتتيب كالًتكيز على معلومات معينة وإمهال أخرى مثال‪ ،‬أو تكرار الدليل‬
‫الذي يثبت بو رأاي‪ ،‬أو سرد كل احلقائق يف الرسالة أو ترك ادلتعلم ليكمل اجلوانب اليت دل تذكرىا الرسالة‪.‬‬
‫‪ -‬أن تتوافر الرسالة من حيث اإلعداد على ادلقومات الفنية اليت تساعد على زايدة فاعليتها‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون ادلرسل على دراية بكافة أنواع الوسائل التواصلية وخصائصها ادلختلفة حىت يتمكن من اختيار الوسائل ادلناسبة لتوصيل‬
‫فكرتو وفقا لطبيعة ادلوضوع واجلمهور واإلمكاانت ادلادية وادلتاحة وقدراتو الفنية‪ ،‬ويف الوقت ادلناسب‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق مبدأ األسًتاتيجية يف التدريس‬
‫‪ -‬مشولية ونوعية ادلناىج التعليمية‪.‬‬
‫‪ -‬مراعاة اجلوانب النفسية واالنفعالية للمتعلمُت‬
‫‪ -‬احًتام خصائص النمو العقلي واالجتماعي للتالميذ حسب كل مرحلة دراسية‬
‫‪ -‬التشكيك يف معرفة وتصورات التلميذ من ذاتو‬
‫‪ -‬هتدمي التصورات ا خلاطئة للتالميذ أفرادا ومجاعات واستغالل ىذا الصراع إلعادة تنظيم ادلعارف عند التالميذ‬

‫‪89‬‬
‫رللة الدراسات والبحوث االجتماعية ‪ – ISSN 2352-9555‬اجمللد ‪ 2020 )03( 8‬ص ص ‪91 – 84‬‬

‫‪ -‬استكشاف التصورات‪.‬‬

‫‪ - IV‬اخلالصة‪:‬‬

‫إن حتقيق األىداف ادلتوخاه من العملية التعليمية‪ ،‬يعتمد أساسا على إبراز العوائق التعليمية مبا فيها النفسية واإلبستمولوجية‬
‫والبيداغوجية‪ ،‬ضمن األنشطة التعليمية التعلمية‪ .‬فمن خالل ىذا العملية يتم تصحيح التمثالت والتصورات اخلاطئة لدى التلميذ والتمكن‬
‫من بناء ادلفاىيم العلمية بشكل سليم‪ .‬وابلتارل اإلسهام يف تكوين تلميذ ذي شخصية متكاملة وبناءة‪.‬‬

‫اإلحاالت وادلراجع ‪:‬‬

‫شبشوب‪ ،‬أمحد (‪ .)1994‬الرتبية بني التعليم والتعلم‪ .‬تونس‪ :‬سلسلة واثئق تربوية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫القلسي‪ ،‬دمحم ادلنصف وبوشحيمة أمحد)دت)‪ .‬منشورات ادلركز اجلهوي للًتبية والتكوين ادلستمر بصفاقس‪ 22 .‬فرباير ‪ 2017‬من‪http://encysco.blogspot.com :‬‬ ‫‪‬‬

‫بروال‪ ،‬سلتار )‪ .(2014‬التواصل البيداغوجي ومعيقاته مقاربة حتليلية من منظور العقد البيداغوجي احلديث‪ .‬رللة الدراسات والبحوث االجتماعية‪.106- 86 .( 2) 2.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪https://www.asjp.cerist.dz/en/article/79350‬‬
‫سليماين‪ ،‬العريب )د ت)‪ .‬عوائق التعلم‪ 23 .‬فرباير ‪http://www.tarbiaweb.com. 2017‬‬ ‫‪‬‬
‫حجازي‪ ،‬مصطفى ) ‪ .( 2000‬االتصال الفعال يف العالقات اإلنسانية واإلدارة‪ .‬لبنان‪ :‬ادلؤسسة اجلامعية للنشر والتوزيع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رحبي‪ ،‬مصطفى والطوابسي‪ ،‬عليان وزلمود‪ ،‬عدانن ) ‪ .( 2005‬االتصال والعالقات العامة‪ .‬عمان‪ :‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫لورسي‪ ،‬عبد القادر (‪ .)2016‬ادلرجع يف التعليمية‪ -‬الزاد النفيس والسند األنيس يف علم التدريس‪ .‬اجلزائر‪ :‬جسور للنشر والتوزيع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫صاحل‪ ،‬أمحد زكي ) ‪ .( 1988‬علم النفس الرتبوي‪ .‬ط ‪ .10‬القاىرة‪ :‬مكتبة النهضة ادلصرية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عثمان‪ ،‬سيد وآخرون ) ‪ .( 1978‬التعلم وتطبيقاته‪ .‬القاىرة‪ :‬دار الثقافة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نشوايت‪ ،‬عبد اجمليد ) ‪ .( 1978‬علم النفس الرتبوي‪ .‬األردن‪ :‬دار الفرقان‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪89‬‬

You might also like