You are on page 1of 3

‫وزارة التعليـم العـالـي والبحـث الـعلمـي‬

‫جامعة عبد الحميد مهري قسنطينة‪2‬‬


‫كلية علوم التربية وعلم النفس و االورطفونيا‬
‫قسم علم النفس‬

‫السنة األولى ماستر‬ ‫مقياس األطر النظرية المفسرة‬


‫عيادي‬
‫الفوج ‪02 :‬‬ ‫الطالب ‪:‬بوفروك عبد الحميد‬

‫إشكالية البنية النفسية‬

‫بينما كان فرويد يعطي األهمية الكبرى لمراحل النمو الجنسي الثالث الفمي‪ ،‬الشرجي‪ ،‬القضيبي ‪ ،‬فإن‬
‫بارجوري في إطار التصنيف السيكوباتولوجي اسند أهمية كبرى للعالقة بالموضوع و مفاهيم الذات و‬
‫النزوة‪ .‬و ينوه بأن ماضي البنية هو مراحل النمو (النرجسية‪ ،‬االتكالية و الثالثية األوديبية )‪ .‬أما مستقبلها‬
‫‪.‬فهي الطبع أو المرض‬
‫‪:‬مفهوم البنية في علم النفس المرضي‬
‫يعرف بارجوري البنية النفسية على أنها ذلك التنظيم الثابت و النهائي لمكونات ميتاسيكولوجية‬
‫أساسية ‪،‬سواء كانت الحالة مرضية أو سوية ‪ .‬و ربط بارجوري مفهوم البنية في إطار علم النفس‬
‫المرضي التحليلي بمسألة السواء و الالسواء‪ ،‬مركزا على فكرة هشاشة الخط الفاصل بينهما إذ أن الفرد‬
‫السوي يمكن أن يصبح في أي لحظة ال سويا وينتكس ‪ .‬و يشير بأن تشخيص السواء يتطلب فحصا‬
‫للطريقة التي يتالءم بها الشخص مع بنيته النفسية الخاصة‪ .‬فمفهوم السواء لديه يتعلق بحالة التالؤم‬
‫الوظيفي الناجح ضمن بنية ثابتة فقط‪ ،‬سواء كانت عصبية أو ذهانية‪ ،‬في حين تناسب المرضية انقطاعا‬
‫‪.‬ضمن نفس الخط البنيوي‬
‫وقد أشار فرويد إلى البنية من خالل ظهور االضطراب النفسي تبعا للتصدعات و يقول في ذلك ‪( :‬إذا‬
‫سقط بلور من الكريستال‪ ،‬فإنه ال ينكسر بأي حال من األحوال بل حسب خطوط الضعف والقوة التي‬
‫حدثت عند تكوينه‪ ،‬وهي خاصة بكل جسم‪ ،‬وهذه الخطوط تبقى خفية حتى ينكسر البلور‪ ،‬أو يوضع تحت‬
‫‪.‬جهاز خاص‪ ،‬وبالنسبة لبنية الشخصية فهي تسلك نفس المدرج )‬
‫‪:‬تكوين بنية الشخصية‬
‫‪:‬تتمثل مراحل تكوين البنية حسب باجوري كالتالي‬
‫المرحلة األولى‪ :‬تبدأ من الوالدة ويكون األنا في حالة تمايز نفسي جسدي‪ ،‬لكن سرعان ما يبدأ في التمايز‬
‫تدريجيا مع خروجه من الهو‪ ،‬وهذا تحت تأثير النضج‪ ،‬والعناية‪ ،‬والعالقة مع األم‪ ،‬وهنا إذا كانت‬
‫الظروف الداخلية والخارجية مضطربة‪ ،‬فسيحدث تسجيل خطوط ضعف في هذه الفترة ونقطة تثبيت كما‬
‫‪.‬يقول فرويد‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬يتطور اللبيدو ويتقدم في سيرورته‪ ،‬وتتطور العالقات بالموضوع مع تنظيم الدوافع‬
‫الجزئية‪ ،‬واألنا يتطور ويستعين باآلليات الدفاعية‪ ،‬وذلك حسب المحيط الخارجي وأخطاره‪ ،‬وأخطار‬
‫‪:‬داخلية ناجمة عن النزوات مما يسمح بتكوين تدريجي للشخصية‪ ،‬وهنا يتطور الليبيدو ويتقدم تبعا لـ‬
‫‪.‬العالقات مع الوالدين‪ ،‬وخصوصا األم ثم العالقات مع أفراد المحيط‪-‬‬
‫‪.‬تسقط كل التجارب النفسية على شكل صراعات وصدمات وتقمصات إيجابية‪-‬‬
‫‪.‬تبدأ ميكانيزمات الدفاع النفسي تنتظم بطريقة تفاعلية‪-‬‬
‫‪.‬تنتظم تدريجيا نفسية الفرد‪-‬‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬مع نهاية مرحلة البلوغ تكون البنية ثابتة وال تتغير في توجهها األساسي‪ ،‬وما دام‬
‫صاحبها لم يتعرض إلى صدمات نفسية هامة فيبقى ذا بنية العصابية أو ذهانية سوية‪ ،‬ولكن يمكن أي‬
‫‪.‬حدث أن يحدث شرخا في البنية‪ ،‬وذلك حسب خطوط القوة والضعف الموجودة فيها‬
‫فالبنية العصابية يتمركز الصراع فيها ما بين األنا والنزوات‪ ،‬أما البنية الذهانية فيقتصر ثباتها على‬
‫سيطرة اإلنكار على جزء من الواقع مع سيطرة الدفاعات القديمة‪ ،‬وتوجد ما بين هاتين البنيتين‪ ،‬ما‬
‫‪.‬يعرف بالتنظيمات الحدية أو البينية‪ ،‬وتضم األمراض السيكوسوماتية‪ ،‬السيكوباتية واالنحرافات‬
‫وتظهر هذه الحاالت كمنظمة هشة أي تنظيمات قابلة للتغير‪ ،‬وليس كبنية ثابتة ألنها يمكن أن تطور إلى‬
‫‪.‬مسار الذهان أو العصاب‬
‫‪:‬مكونات بنية الشخصية‬
‫تتحدد المكونات الميتاسيكولوجية األساسية لبنية الشخصية حسب بارجوري في خمسة أبعاد‪ ،‬على أساسها‬
‫‪:‬يكون التشخيص‪ ،‬تلخصها في مايلي‬
‫‪:‬مستوى نكوص الليبيدو و األنا‪1-‬‬
‫البنية الذهانية‪ :‬النكوص ال يتعدى المرحلة الشرجية األولى‪ ،‬و األنا ينكص إلى مرحلة الالتمايز أو‬
‫‪.‬تمايز بدائي مما يجعله ضعيفا‪ ،‬فهو ال يلعب دور الوسيط‪ ،‬فيقع تحت سيطرة الهو‬
‫البنية العصابية‪ :‬يرجع نكوص الليبيدو إلى الفترة الثانية من المرحلة الشرجية‪ ،‬مثل‪ :‬ما هو في العصاب‬
‫‪.‬اإلستحوادي والى المرحلة األوديبية أو القضيبية‪ ،‬األنا تمايز كلية مع تمايز الموضوع‬
‫التنظيم البيني‪ :‬يرجع النكوص أو التثبيت إلى المرحلة ما بين الشرجية األولى والثانية‪ ،‬وقضيبية‬
‫األوديب لم تلعب دورها التنظيمي‪ ،‬األنا تمايز لكن مازال اتكاليا‪ ،‬وتلعب الصدمة دورها من حيث‬
‫‪.‬تهديدها للكيان النرجسي مما يؤدي إلى تبعية اتكالية للموضوع‬
‫‪:‬نوع القلق‪2-‬‬
‫البنية الذهانية‪ :‬هو قلق التجزئة‪ ،‬والتفكك‪ ،‬واليأس‪ ،‬والتالشي‪ ،‬والموت‪ ،‬ألن األنا تفكك وانشطر بعدما‬
‫‪.‬كانت وحدة األنا متماسكة‬
‫البنية العصابية‪ :‬مهما كان نوع العصاب‪ ،‬فإن قلق الخصاء هو المسيطر على هذه البنية‪ ،‬أو قلق اإلثم‬
‫‪.‬والخطأ و يعاش في الحاضر‪ ،‬وهو مركز على ماضي شهواني‬
‫‪.‬التنظيم البيني‪ :‬هو قلق ضياع الموضوع (األم) واالنهيار‬

‫‪ :‬العالقة بالموضوع‪3-‬‬
‫البنية الذهانية‪ :‬نجد عالقة نرجسية كاملة‪ ،‬ألنها مدمجة في نرجسية األم‪ ،‬وتؤدي إلى التوحد واالنطواء‬
‫والتخلي عن الموضوع‪ ،‬وتوظيف الواقع مع تكوين واقع جديد من خالل الهذيان والهلوسة‪ ،‬فهي إذن‬
‫‪.‬عالقة أحادية حيث يعتقد أنه وأمه شخص واحد‬
‫‪.‬البنية العصابية‪ :‬عالقة ثالثية تناسلية‪ :‬طفل‪-‬أم‪-‬أب‬
‫‪.‬التنظيم البيني‪ :‬عالقة ثنائية إتكالية‪" :‬طفل‪-‬أم" وليست عالقة اندماجية‬
‫طبيعة الصراع‪4-‬‬
‫البنية الذهانية‪ :‬يكون الصراع بين الهو والواقع‪ ،‬وال يكون بين األنا والواقع‪ ،‬ألن أنا الذهاني غير‬
‫‪.‬موجود أو بدائي‪ ،‬وال يقوى على دور الوسيط بين الواقع والهو الذي يرفض سيطرته‬
‫البنية العصابية‪ :‬يكون الصراع جنسي بين األنا األعلى والدوافع "رغبات ونزوات"‪ ،‬مما يؤدي إلى‬
‫‪.‬الشعور بالذنب وقلق اإلخصاء‬
‫التنظيم البيني‪ :‬يكون الصراع بين مثال األنا والهو‪ ،‬والذي لم يبلغ المستوى التناسلي‪ ،‬أما األوديب لم‬
‫‪.‬يلعب دوره المنظم‪ ،‬ويبقى ذو طابع نرجسي مع قلق فقدان الموضوع والتهديد باالنهيار‬
‫اآلليات الدفاعية األساسية‪5-‬‬
‫‪.‬البنية الذهانية‪ :‬اإلنكار أو تجاهل الواقع مع ازدواج األنا‬
‫‪.‬البنية العصابية‪ :‬هنا اآلليات متطورة أهمها‪ :‬الكبت والتحويل‬
‫‪:‬التنظيم البيني‪ :‬إزدواج الصورة الهوامية‪ ،‬مع تقسيم الحقل العالئقي إلى جزأين‬
‫‪.‬األول‪ :‬تقدير وفهم صحيح للواقع‪ ،‬ويعني ذلك تكيف صحيح‬
‫‪.‬الثاني‪ :‬تقدير مثالي للواقع‪ ،‬وفي نفس الوقت نفي له‬

‫‪:‬المصادر و المراجع‬
‫‪ .‬ليلى ميسوم‪ ،‬البنية النفسية بين السواء و المرض‪،‬حوليات جامعة قالمة للعلوم االجتماعية و اإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ، 22‬ديسمبر‪2017‬‬

You might also like