You are on page 1of 16

‫جامعة الجزائر ‪2‬‬

‫كلية العلوم االجتماعية و االنسانية‬

‫بحث حول‬

‫اضطراب النوم‬

‫األستاذة‪:‬‬ ‫إعداد‪:‬‬

‫مبروك‬ ‫الحسن ماية‬

‫السنة الجامعية‪:‬‬
‫‪2019/2020‬‬

‫‪ -1‬تعريفها‪:‬‬
‫تع رف اض طرابات الن وم على أنه ا‪ :‬مجموع ة الص عوبات أو المعوق ات ال تي ت ؤدي إلى قل ة الن وم عن د‬
‫األف راد أو س وء نظام ه و م ا إليهم ا مع ا‪ ،‬و هي إم ا أن تظه ر في بداي ة الن وم أو في أثنائ ه‪( .‬عب ده و‬
‫آخرون‪ ،1986 ،‬ص ‪.)309‬‬
‫و يعرفه ا ال دليل التشخيص ي اإلحص ائي الراب ع لالض طرابات العقلي ة ‪ DSM‬بأنه ا‪ :‬الص عوبات ال تي‬
‫يالقيها الفرد أثناء نومه‪ ،‬و قد تكون اختالال في كمية أو كيفية النوم و تسمى اضطرابات ايقاع النوم‪،‬‬
‫أو تكون اختالال في النوم لوقوع أحداث بارزة و تسمى اختالالت النوم‪)APA, 1994,270( .‬‬

‫‪ -2‬اضطرابات النوم عند الرضيع‪:‬‬


‫يجب التذكير أوال بأن وتيرة اليقظة و النوم عند الرضيع متعددة المراحل‪ ،‬أي أن فترات النوم و اليقظة‬
‫تتع اقب بش كل غ ير منقط ع س واء في اللي ل أو في النه ار‪ ،‬و تك ون م دة ف ترات الن وم ه ذه ح والي ‪3‬‬
‫ساعات‪ ،‬و انطالقا من هذا فإنه من الطبيعي أن يستيقظ الرضيع خالل الليل‪ ،‬و هذا بمعدل مرتين في‬
‫األيام األولى‪ ،‬ثم مرة واحدة في األسابيع األولى‪ ،‬و يتم ذلك في بعض األحيان إلى نهاية الشهر الثاني‪،‬‬
‫و في حاالت اليقظة يكفي أن نغذي الطفل بطريقة جيدة حتى يعود إلى نومه بهدوء و سكينة‪.‬‬

‫مع نهاية الشهر الثاني تصبح اليقظات الليلية ال تفسر فقط بالجانب الغريزي‪ ،‬بل ينظر إليها كحاالت‬
‫من األرق المبكرة التي يجب البحث عن أسبابها‪ ،‬و هذه األخيرة قد تكون‪:‬‬
‫خط أ في الرعاي ة‪ ،‬كع دم اختي ار األوق ات المناس بة للرض اعة أو تق ديم وجب ات غ ير كافي ة أو غني ة‬ ‫‪-‬‬
‫جدا‪.‬‬
‫قد يكون حدثا طارئا مثل بداية ظهور األسنان في حوالي الشهر الخامس أو السادس‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اض طراب في العالق ة أم – طف ل‪ ،‬القل ق ال ذي يص يب األم اس تحالة أو ع دم الفهم الجي د الحتياج ات‬ ‫‪-‬‬
‫الطفل‪ ،‬كل هذا قد يؤثر سلبا و يمنعه من النوم بطريقة هادئة و مريحة‪.‬‬
‫إن االض طرابات النفس ية األولي ة هي ال تي تك ون في أغلب األحي ان س ببا في الح االت الخط يرة‬ ‫‪-‬‬
‫لألرق عند الطف ل‪ ،‬و هذا ما يالحظ في التاريخ المرضي لألطفال الذهانيين أو الذين يع انون من‬
‫اضطرابات خطيرة في الشخصية‪( .‬بوبازين‪ ،‬ص ‪)147‬‬

‫‪ - 3‬اضطرابات النوم لدى األطفال والمراهقين الذين يعانون من اضطرابات نفسية‪:‬‬


‫أ‪ -‬اض طرابات الم زاج‪ :‬اض طراب الن وم (األرق أو ف رط الن وم) هي واح دة من المع ايير التشخيص ية‬
‫لالكتئ اب‪ .‬و تش مل اض طرابات الن وم الش ائعة في االكتئ اب ل دى األطف ال ت أخر بداي ة الن وم‪ ،‬االس تيقاظ‬
‫الليلي المتك رر‪ ،‬ف رط الن وم (النع اس المف رط أثن اء النه ار) و ص عوبة االس تيقاظ في الص باح‪ .‬التحقي ق‬
‫المنهجي لش كاوى الن وم عن د األطف ال المكتئ بين يش ير إلى أن األرق (ص عوبة ب دء و متابع ة الن وم) ه و‬
‫األك ثر ش يوعا (‪ )%75‬من ف رط الن وم (‪ ،)%10‬وج ود ن وعي األع راض مجتمعين (‪ )%10‬يح دث م ع‬
‫زي ادة ش دة االكتئ اب‪ .‬و األرجح يرتب ط األرق م ع االس تثارة الحركي ة‪ ،‬و اإلف راط في القل ق و الش كاوى‬
‫الجسدية‪ ،‬في حين أنه من المرجح أن يكون فرط النوم مع الشباب الذين يعانون من الخمول‪ ،‬و التعب‪،‬‬
‫و فقدان الشهية‪ ،‬و اليأس‪ ،‬و قلة الحيلة‪ .‬و قد أظهرت الدراسات أن صعوبات النوم المستمرة قد تزيد‬
‫من احتماالت اإلصابة باالكتئاب‪.‬‬
‫و القل ق في الس نوات القليل ة القادم ة باإلض افة إلى ذل ك‪ ،‬ف إن اض طرابات الن وم‪ ،‬و خاص ة األرق و‬
‫الكوابيس‪ ،‬وجد أن هناك ارتباطا بيها و بين زيادة األفكار االنتحارية و محاوالت االنتحار في الشباب‪.‬‬
‫وقد أقرت الدراسات التي تستخدم تخطيط النوم أن األكثر شيوعا في الشباب هو انخفاض كمون ‪REM‬‬
‫(مرحل ة ن وم حرك ة العين الس ريعة) و زي ادة الكم ون إلى الن وم في الش باب المص ابين باالكتئ اب‪ .‬على‬
‫ال رغم من أن ه يتم اإلبالغ عن ش كاوى الن وم من أغلبي ة األطف ال المص ابين باالكتئ اب‪ ،‬التق ارير‬
‫الموضوعية الضطرابات النوم ال تتطابق مع النتائج الموضوعية‪ .‬في الواقع‪ ،‬بالرغم من إبالغ الشباب‬
‫عن مش اكل ن وم كب يرة مث ل الن وم غ ير الفع ال و اإلحس اس المس تمر باإلجه اد خالل النه ار ال توج د‬
‫تغيرات بعينها يمكن تحديدها في دراسة تخطيط النوم‪.‬‬
‫هن اك ع دد قلي ل ج دا من الدراس ات على ت أثير عالج االكتئ اب على مش اكل الن وم المرض ية أو على‬
‫العكس‪ ،‬تأثير عالج مشاكل النوم على االكتئاب‪ .‬عموما‪ ،‬التدخالت غير الدوائية مثل المنهج الصحي‬
‫للن وم‪ ،‬و التثقي ف النفس ي و العالج النفس ي‪ ،‬و يمثل ون خ ط العالج األول‪ ،‬على ال رغم من أن العالج‬
‫الس لوكي المع رفي (‪ )CBT‬يس تخدم ع ادة لعالج االكتئ اب‪ ،‬ال يظه ر أن الش كل المعت اد للعالج المع رفي‬
‫السلوكي فعال في عالج األرق المرضي المصاحب لالكتئاب‪.‬‬
‫و ل ذلك‪ ،‬فإن ه تم اج راء تع ديل في العالج المع رفي الس لوكي ليالئم عالج األرق المص احب (‪)CBT-I‬‬
‫و وضع آليات خاصة لتحديد القضايا المرتبطة بالنوم ‪ .‬في حالة اضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية‪،‬‬
‫ف إن زي ادة التع رض للض وء الس اطع باس تخدام جه از العالج بالض وء ق د يك ون مفي دا‪ .‬و نظ را للوض ع‬
‫المعيق الضطرابات النوم فإنه يوصى بالعالج المتزامن ألعراض االكتئاب و النوم عن طريق استخدام‬
‫مضادات االكتئاب و التدخالت السلوكية لألرق معا‪ .‬و يجب أن يكون استخدام المنومات بحكمة حيث‬
‫أنه ال توجد أنواع منها حصلت على الموافقة بالنسبة لفئة األطفال‪.‬‬
‫ب‪ -‬اض طرابات القلق‪ :‬حوالي ‪ %90‬من األطفال الذين يع انون من اض طراب القلق أقروا واحد على‬
‫األق ل أو أك ثر من مش اكل في الن وم‪ ،‬األك ثر ش يوعا هي الك وابيس‪ ،‬و االس تيقاظ كث يرا أثن اء اللي ل‪ ،‬و‬
‫مقاومة النوم (القلق بشأن الذهاب إلى الفراش)‪ ،‬و الرفض أن ينام وحده‪ ،‬و صعوبة في النوم‪ .‬أعراض‬
‫القل ق في الفئ ة العمري ة األص غر س نا ق د تك ون على هيئ ة مخ اوف معظمه ا ليلي ة بس بب مش اهدة من اظر‬
‫عنيفة أو مخيفة على الشاشة مما يؤدي إلى رفض الذهاب إلى الفراش‪ ،‬و الكوابيس‪ ،‬و االستيقاظ ليال‬
‫بشكل متكرر‪ ،‬و عدم القدرة على النوم وحده ‪ .‬األبحاث الحديثة تشير إلى وجود عالقة ثنائية االتجاه و‬
‫تفاع ل فس يولوجي بين القل ق و اض طراب الن وم م ع وج ود ت أثير تف اقمي ألح دهم على اآلخ ر‪ ،‬و تش ير‬
‫الدراسات أن مشاكل النوم المستمرة في المرحلة المبكرة من العمر تؤدي إلى القلق و اضطرابات القل ق‬
‫خالل فترة المراهقة والبلوغ ‪ .‬و من المثير لالهتمام‪ ،‬على النقيض من االكتئاب‪ ،‬فإن اآلباء و األمهات‬
‫و األطفال الذين يعانون من اضطرابات القلق أقل في شكواهم من مشاكل في النوم ‪ .‬و تشير البحوث‬
‫إلى أن طبيع ة و مع دالت مش اكل الن وم تختل ف بين اض طرابات القل ق المختلف ة‪ .‬و ذك رت أن األطف ال‬
‫الذين يعانون من اضطراب قلق االنفصال أكثر عرضة للباراسومنياس‪ ،‬مثل المشي أثناء النوم‪ ،‬الذعر‬
‫الليلي والتبول الالإرادي‪ .‬األطفال الذين يعانون من اضطراب كرب ما بعد الصدمة ‪ ))PTSD‬في كثير‬
‫من األحيان شكواهم من مشاكل النوم تكون متشابهة بغض النظر عن نوع من الصدمة‪ .‬و قد وجدت‬
‫دراسات قليلة باستخدام ‪ actigraphy‬في األطفال الذين يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة زيادة‬
‫في بداي ة الكم ون الى الن وم‪ ،‬و النش اط الليلي‪ ،‬و ن وم متقط ع‪ .‬و تش ير الدراس ات إلى أن ه ق د يص ل إلى‬
‫‪ %90‬من األطفال الذين يعانون من اضطراب القلق العام يعانون أيضا صعوبة في النوم‪ .‬و األطفال‬
‫ذوي اض طراب القل ق الع ام يع انون من األرق عن د بداي ة الن وم و من الن وم المتقط ع و النع اس أثن اء‬
‫النه ار‪ .‬تغي يرات موض وعية في ه ؤالء األطف ال تش ير إلى زي ادة كم ون بداي ة الن وم‪ ،‬وانخف اض كم ون‬
‫حركة العين السريعة‪ ،‬مع زيادة المدة الكلية لمرحلة حركة العين السريعة من النوم‪ ،‬و انخفاض كفاءة‬
‫النوم‪ .‬التدخالت السلوكية النوم هي خط العالج األول للصعوبات المرتبطة بالنوم في األطفال القلقين‪.‬‬
‫بعض الط رق الفعال ة للح د من المخ اوف لي ال‪ ،‬و ص عوبة الن وم يتمث ل في تجنب المش اهد المخيف ة أو‬
‫المثيرة لقلق على الشاشة‪ ،‬و خلق طقوس مهدئة للنوم و التي تقلل االستثارة في وقت النوم‪ ،‬و الحفاظ‬
‫على بيئ ة آمن ة‪ ،‬االس ترخاء قب ل الن وم للح د من اإلث ارة‪ ،‬و تعزي ز الن وم عن طري ق ت أخير وقت الن وم‪.‬‬
‫ك ذلك ت دخالت عالجي ة مح ددة مث ل االس ترخاء الت دريجي للعض الت‪ ،‬و التع رض و من ع االس تجابة‪،‬‬
‫الحساسية الممنهجة و تقنيات اعادة صياغة الحلم‪ ،‬و التخيل الموجه هي أساليب مفيدة في الحد من القلق‬
‫قبل النوم‪.‬‬
‫ت‪ -‬اض طراب طي ف التوح د‪ :‬مش اكل في الن وم هي األك ثر ش يوعا في اض طراب طي ف التوح د‪))ASD‬‬
‫بالمقارن ة م ع األطف ال الطبيع يين‪ ...‬و ق د ارتبطت اض طرابات الن وم عن د األطف ال ال ذين يع انون من‬
‫التوح د م ع مس توى ليلي منخفض من المي التونين بس بب إف راز غ ير ط بيعي و التعب ير المخت ل للنواق ل‬
‫العص بية المنظم ة للن وم ‪ GABA‬بس بب تعط ل ‪ GABAergic‬الخالي ا العص بية البيني ة‪ .‬و هن اك عوام ل‬
‫أخ رى تس اهم في مش اكل الن وم ق د تش مل ف رط الحساس ية للم ؤثرات البيئي ة‪ ،‬و س وء التنظيم ال ذاتي‪ ،‬و‬
‫السلوكيات الشعائرية‪ ،‬أمراض الجهاز الهضمي‪ ،‬و المشاكل العص بية و النفسية المص احبة‪ ،‬و األدوية‬
‫المستخدمة لعالج هذه الظروف‪.‬‬
‫و تش ير دراس ة موس عة أن اض طرابات الن وم‪ ،‬و خاص ة انخف اض م دة الن وم‪ ،‬تظه ر في وقت مبك ر من‬
‫عمر ‪ 30‬شهرا‪ ،‬و تستمر حتى نهاية فترة المراهقة على الرغم من أن نوع معينا من مشكلة النوم قد‬
‫يتغ ير م ع تق دم العم ر‪ .‬و تش مل مش اكل الن وم الموض وعية ال تي اكتش ف عن طري ق ‪ actigraphy‬و‬
‫دراسة تخطيط النوم كفاءة نوم أقل‪ ،‬و وقت نوم أقصر‪ ،‬وقت أطول للكمون‪ ،‬و تشوهات مرحلة حركة‬
‫العين السريعة للنوم ‪ REM‬بما في ذلك تخفيض في مرحلة حركة العين السريعة للنوم ‪ ، REM‬و زي ادة‬
‫كثافة حركات العين‪ ،‬و وقت أقصر لكمون ‪ REM‬مرحلة حركة العين السريعة للنوم‪.‬‬
‫مشاكل النوم في التوحد هي أعراض متزامنة يمكن أن تؤثر على مسار و شدة االضطراب و بالتالي‬
‫بحاجة لعالج فعال‪ .‬و تشير الدراسة إلى وجود ارتباط بين التعرض لوسائل اإلعالم و ألعاب الفيديو و‬
‫مشاكل النوم و التي تكون أكثر وضوحا في األطفال الذين يعانون من التوحد عن األطفال ذوو النمو‬
‫الطبيعي‪ .‬لذا من األهمية بمكان ممارسة عادات صحية جيدة للنوم‪ .‬و قد استخدمت العديد من التدخالت‬
‫السلوكية بنجاح لمعالجة مشاكل سلوكية محددة‪ ،‬مثل تعزيز روتين النوم باستخدام اإلشارات البص رية و‬
‫الس لوكية‪ ،‬و تعزي ز الطمأن ة الذاتي ة بواس طة قي ود الن وم‪ ..‬غالب ا م ا يق ترح اس تخدام العالج ال دوائي عن د‬
‫تزامن االض طرابات النفسية و العصبية لتساعد على النوم و هذا يكون باستخدام أدوية لها خصائص‬
‫مهدئة ليال و منع األرق عن طريق تجنب األدوية التي لها تأثير منبه قبل النوم‪.‬‬
‫ث‪ -‬اض طراب نقص االنتب اه ‪ /‬ف رط النش اط (‪ :)ADHD‬ص عوبات الن وم في ه ؤالء األطف ال هي ذات‬
‫أهمية لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬اضطرابات النوم قد تكون مصدرا للضيق للطفل و األسرة‪.‬‬
‫‪ -‬مشاكل النوم قد تؤدي إلى تفاقم أعراض اضطراب نقص االنتباه ‪ /‬فرط النشاط ‪ ، ADHD‬و كذلك‬
‫ما يرتبط بها من االضطرابات العاطفية‪.‬‬
‫‪ -‬التغيرات الكمية أو النوعية للنوم قد تسبب مشاكل في المزاج‪ ،‬و التركيز‪ ،‬و السلوك‪.‬‬
‫‪ -‬اض طرابات الن وم ق د تح اكي أع راض اض طراب نقص االنتب اه ‪ /‬ف رط النش اط ‪ ADHD‬في األطف ال‬
‫الذين تم تشخيصهم عن طريق الخطأ بنقص االنتباه ‪ /‬فرط النشاط ‪ADHD‬‬
‫لذلك‪ ،‬يمكن تحسين أعراض عدم االنتباه‪ ،‬و فرط النشاط و االندفاعية أو حتى القضاء عليها تماما عن‬
‫طريق معالجة اضطراب النوم األولي‪ .‬هناك دراسة عن النوم في أطفال فرط الحركة و تشتت االنتباه‬
‫وج دت أن األطف ال أو آب اءهم ذك روا وج ود مقاوم ة للنوم‪ ،‬و ص عوبة في بداي ة النوم‪ ،‬المش ي ليال أثناء‬
‫النوم‪ ،‬صعوبة االستيقاظ في الصباح‪ ،‬مشاكل في التنفس و النوم‪ ،‬و النوم خالل النهار‪ ،‬بشكل ملحوظ‬
‫في كثير من األحيان من األفراد مقارنة باألصحاء ‪ .‬على الرغم من أن لم يتم العثور على مشكلة نوم‬
‫محددة خاصة باضطراب تشتت االنتباه و فرط الحركة‪ ،‬المشكلة األكثر شيوعا هي "صعوبة في النوم"‪.‬‬
‫(صموئيل كورتيس و آخرون‪ ،‬ص ص ‪)28 – 23‬‬

‫‪ -4‬أسباب اضطرابات النوم‪:‬‬


‫تصنف األسباب النفسية و االجتماعية الضطرابات النوم إلى ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬أخطاء يتبعها اآلباء في معاملة الطفل في موقف النوم‪ :‬و من هذه األخطاء ما يلي‪:‬‬
‫بعض اآلب اء ينتهج أس لوب التخوي ف و بث ال رعب في نفس الطف ل كي ين ام و ه ذا أك بر خط أ يق ع‬ ‫‪-‬‬
‫فيه اآلباء‪ ،‬حيث ينام الطفل مهموما خائفا و من ثم يعاني الكوابيس و الفزع الليلي‪.‬‬
‫قص القص ص المخيف ة للطف ل‪ ،‬و ه ذه القص ص تنعكس آثاره ا الس لبية على الطف ل في نوم ه على‬ ‫‪-‬‬
‫شكل أحالم مزعجة مما يؤثر على استقرار نوم الطفل‪.‬‬
‫غلق الغرفة على الطفل عند الذهاب للنوم‪ ،‬و كذلك إطفاء مصابيح الغرفة مما يزرع الخوف في‬ ‫‪-‬‬
‫نفس الطفل و يؤدي إلى اضطراب نومه‪.‬‬
‫عدم تعويد الطفل منذ الصغر على النوم بمفرده‪ ،‬حيث أن بعض األسر تسمح للطفل بأن ينام في‬ ‫‪-‬‬
‫فراش والديه حتى سن السادسة‪ ،‬و هذا خطأ كبير ألن نوم الطفل في فراش والديه يعرضه لسماع‬
‫أو مشاهدة ما يدور بينهما فيدفعه فضوله في ذلك إلى مقاومة النوم‪.‬‬
‫بعض اآلب اء يوق ظ ابن ه من الن وم لكي يلعب مع ه أو ألن ه اش ترى ل ه لعب ة جدي دة‪ ،‬و خاص ة عن دما‬ ‫‪-‬‬
‫يكون األب مشغوال طوال اليوم و ليس له عنده إال تلك الفرصة‪ ،‬و هذا خطأ كبير ألنهم في هذه‬
‫الحالة يقطعون على االبن النوم الهادئ‪ ،‬و من الصعب أن ينام الطفل مرة أخرى بارتياح‪.‬‬
‫تأخر النمو بالنسبة للطفل يحدث عنده توترات عصبية و خاصة عندما يستيقظ في الصباح للذهاب‬ ‫‪-‬‬
‫إلى المدرس ة و لم يأخ ذ كفايت ه من الن وم م ا ي ؤدي إلى ع دم الترك يز في الدراس ة و الن وم داخ ل‬
‫الفصل الدراسي‪.‬‬
‫بعض اآلب اء يح دد مواعي د ثابت ة و ملزم ة لن وم الطف ل تحت أي ظ رف من الظ روف مم ا يجع ل‬ ‫‪-‬‬
‫الطف ل في بعض األحي ان ين ام مت وترا ألن ه أج بر على الن وم‪ ،‬و يش عر باالض طهاد و ع دم اح ترام‬
‫شخصيته مما يعرضه لألحالم المزعجة‪.‬‬
‫ب‪ -‬أخطاء الوالدين في تنشئة الطفل‪ :‬و من هذه األخطاء ما يلي‪:‬‬
‫التدليل الزائد يجعل الطفل متعلقا بأمه‪ ،‬ال يستطيع البعد عنها‪ ،‬و هذا يجعل النوم بالنسبة له خبرة‬ ‫‪-‬‬
‫مؤلم ة ألن ه يحرم ه منّ أم ه و يفص له عنه ا و يجعل ه وحي دّا‪ ،‬و ه و لم يتع ود على الوح دة‪ ،‬و ال‬
‫يس تطيع االعتم اد على نفس ه فيخ اف من الن وم‪ ،‬و يق اوم ال ذهاب إلى الف راش و من ثم يع اني من‬
‫األرق و الكوابيس المخيفة‪.‬‬
‫طم وح الوال دين الزائ د‪ :‬ك أن يطلب الوال دان من الطف ل الحص ول على ال درجات النهائي ة في‬ ‫‪-‬‬
‫االختبارات المدرسية‪ ،‬و حينما يفشل الطفل في ذلك يشعر بالهم و اإلحباط أنه لم يحقق طموحات‬
‫والديه‪.‬‬
‫القس وة الزائ دة من الوال دين‪ :‬القس وة الزائ دة من الوال دين تش عر الطف ل بالنب ذ‪ ،‬و تحرم ه من إش باع‬ ‫‪-‬‬
‫حاجاته النفسية و االجتماعي ة فيفتقد الشعور باألمن و االس تقرار‪ ،‬و يشعر بأن ه غير مرغوب من‬
‫والدي ه‪ ،‬و ه ذا م ا يجعل ه قلق ا مهموم ا و من ثم يش عر ب القلق و الض يق فيض طرب نوم ه و يص اب‬
‫باألرق و الكوابيس و الفزع الليلي‪.‬‬
‫الخالف ات األس رية‪ :‬الخالف ات ال تي ت دب بين الوال دين تفس د الحي اة األس رية‪ ،‬و تجع ل الطف ل قلق ا‬ ‫‪-‬‬
‫متوجسا‪ ،‬خائفا على والديه أو أحدهما فيقاوم النوم لخوفه عليهما من المشاجرات التي تدب بينهما‬
‫و من ثم يصاب باألرق و الفزع و الكوابيس‪.‬‬
‫تفضيل الوالدين ألحد األطفال على اآلخر‪ :‬تفضيل الوالدين ألحد األطفال عليه يشعر الطفل بالظلم‬ ‫‪-‬‬
‫و يحرم ه من األمن و الطمأنين ة في عالقت ه بوالدي ه و يش عره ب العجز و ع دم الكف اءة فيض طرب‬
‫نومه‪.‬‬
‫الخوف الزائد من األم على الطفل‪ :‬قلق األم على طفلها و خوفها الزائد عليه يجعلها أكثر التصاقا‬ ‫‪-‬‬
‫به‪ ،‬و ال تقوى على البعد عنه‪ ،‬فيصيبها القلق عندما تنفصل عنه في النوم‪ ،‬و تنتقل مشاعرها هذه‬
‫إلى الطفل فيشعر هو اآلخر بالقلق عندما يذهب إلى النوم و يضطرب نومه‪.‬‬
‫ت‪ -‬الضغوط النفسية و االجتماعية التي يتعرض لها الطفل في األسرة و المدرسة‪ :‬أكدت نتائج عديدة‬
‫من الدراسات أن األطفال الذين يتمتعون بنوم هادئ و طبيعي و متصل يكونون أقل عصبية و عدوانية‬
‫من األطفال الذين يعانون من اضطرابات النوم‪ ،‬فأثناء النوم يحدث هبوط نسبي في كل وظائف الجسم‬
‫ي زداد مع ه الف رد راح ة و نم وا و تأخ ذ ك ل أعض اء الجس م ف ترة من الراح ة فتس تقر ض ربات القلب‪ ،‬و‬
‫ينتظم التنفس عن طريق نسبة األكسجين المعتدلة التي تدخل إلى الرئتين‪ ،‬و ترتاح العيون و تسترخي‬
‫العضالت و يدخل الفرد في حالة استقرار وجداني‪.‬‬
‫ث‪ -‬عدم القدرة على تنظيم مواعيد النوم و اليقظة‪ :‬من األسباب الرئيسية التي تؤدي إلى اضطرابات‬
‫النوم هي عدم القدرة على تنظيم مواعيد النوم و اليقظة‪ ،‬و توجد عوامل كثيرة تكمن وراء عدم القدرة‬
‫على تنظيم مواعيد النوم و اليقظة منها الضغوط النفسية و القلق‪ ،‬و مشاهدة التلفزيون‪ ،‬و النوم ألوقات‬
‫مت أخرة و خاص ة في أي ام اإلج ازات‪ ،‬و بعض األم راض المزمن ة كالروم اتيزم و الرب و و الحساس ية و‬
‫من ثم يضطرب وقت النوم و وقت االستيقاظ صباحا مما يؤدي إلى اضطراب جدول النوم و اليقظة‪،‬‬
‫فتق ل س اعات الن وم في بعض األي ام و ت زداد في البعض اآلخ ر‪ ،‬و إذا اس تمر ه ذا االض طراب لف ترة‬
‫طويلة يصبح هو القاعدة‪.‬‬
‫ج‪ -‬االرتب اط الس يء باألش ياء ال تي تحي ط ب الفرد وقت الن وم‪ :‬يتعلم الكب ار و ك ذلك األطف ال أن يربط وا‬
‫عملية االنتقال من حالة اليقظة إلى حالة النوم بعوامل بيئية معينة مثل مكان معين أو سرير معين‪ ،‬و‬
‫هناك من الكبار مثال من يكون لديه ارتباطات سالبة بمثل هذه العوامل البيئية و من ثم يفشل في النوم‬
‫في فراشه‪ ،‬بينما ينام بسرعة فوق أريكة تقع في غرفة الجلوس أو غرفة الطعام حتى و لو كان جالسا‪،‬‬
‫و ينطبق هذا األمر بشكل واضح على األطفال و يفسر ذلك على أنه نوع من التشريط الخاطئ الذي‬
‫بدأ منذ الطفولة ثم استمر نتيجة عوامل معززة‪.‬‬
‫من هنا يتضح لنا أن أسباب اضطرابات النوم مختلفة و متعددة‪ ،‬فإضافة إلى تلك األسباب هناك أسباب‬
‫أخرى البد أن تؤخذ في عين االعتبار و هي كما يلي‪:‬‬
‫الع ادات الس يئة الخاص ة بتن اول الطع ام و الش راب‪ :‬يعم د بعض األف راد إلى ت أخير تن اول العش اء و‬
‫يتناولون فيه كميات كبيرة من األطعمة الدسمة فيصابون بالتخمة و ضيق التنفس‪ ،‬و من ثم الكوابيس و‬
‫األحالم المزعج ة‪ ،‬و ك ثرة االس تيقاظ مم ا ي ؤدي إلى األرق‪ ،‬ل ذلك يجب تن اول وجب ة العش اء قب ل موعد‬
‫النوم بحوالي ‪ 4 – 3‬ساعات حتى ال يؤثر ذلك سلبية على النوم‪ ،‬كذلك يجب تجنب تناول المشروبات‬
‫الكحولي ة ال تي تحت وي على الك افيين‪ ،‬فتن اول الكح ول ي ؤدي إلى أرق ش ديد يض اف إلى ذل ك أن الم واد‬
‫الكحولي ة تزي د من فرص ة انقط اع التنفس أثن اء الن وم‪ ،‬ك ذلك أثبتت نت ائج بعض الدراس ات أن تن اول‬
‫الشكوالتة يعيق االسترخاء مما يؤدي إلى األرق و تقطع النوم و الكوابيس المزعجة‪.‬‬

‫‪ -5‬تقييم النوم لدى األطفال و المراهقين‪:‬‬


‫تقييم النوم واضطرابات النوم عند األطفال (و كذلك عند البالغين) يتم تنفيذه بواسطة ذاتية أو شخصية‬
‫(أي على أس اس المعلوم ات المقدم ة من قب ل الطف ل و ‪ /‬أو الوال دين) أو عن د الحاج ة‪ ،‬تق ييم موض وعي‬
‫باس تخدام أدوات (أي العص بية)‪ .‬يعتم د التق ييم الشخص ي أو ال ذاتي إم ا على األس ئلة غ ير المهيكل ة ال تي‬
‫تستكشف السلوكيات األكثر صلة و المرتبطة بالنوم‪ ،‬أو على استبيانات منظمة‪ ،‬مثل مقياس اض طرابات‬
‫الن وم لألطف ال‪ ،‬و اس تبيان ن وم الطف ل‪ ،‬و اس تبيان ع ادات الن وم عن د األطف ال و أداة مس اعدة س ريعة‬
‫لل ذاكرة لتق ييم الن وم تع رف باس م ‪ ، BEARS‬و ال تي ت وفر أداة ش املة لفحص اض طرابات الن وم عن د‬
‫األطفال )الجدول ‪ )1‬من أجل تقييم أنماط النوم على مر الزمن‪ ،‬و خاصة إذا وجدت شكاوى من النوم‬
‫أثناء إجراء المقابلة‪ ،‬قد يطلب الطبيب أيضا من الطفل أو الوالدين (اعتمادا على العمر و مستوى قدرة‬
‫الطف ل( اس تكمال ك تيب م ذكرات الن وم‪ ،‬و يطلب من اآلب اء و األمه ات و األطف ال إذا ك ان ذل ك مناس با‬
‫كتاب ة التفاص يل ح ول وقت ذه اب الطف ل إلى الس رير‪ ،‬كم من ال وقت يس تغرق ليغف و‪ ،‬و تك رار و م دة‬
‫االس تيقاظ ليال‪ ،‬ت وقيت و م دة القيلول ة اليومي ة‪ ،‬و وقت االس تيقاظ في الص باح‪ ،‬و إجم الي م دة الن وم‪.‬‬
‫كتيب ات م ذكرات الن وم بالرس م هي األفض ل للحص ول على المعلوم ات في ش كل مكت وب‪( .‬ص موئيل‬
‫كورتيس و آخرون‪ ،‬ص ‪)7‬‬

‫الجدول (‪ :)1‬أدوات ذاكرة مساعدة لتقييم مشاكل النوم‬

‫طفل ما قبل المدرسة (أسئلة الطفل في سن المدرسة المراهقين (أسئلة للمراهقين)‬


‫(أسئلة لألبوين)‬ ‫لألبوين)‬
‫هل هناك مشاكل عندما يأتي‬ ‫مش اكل ال ذهاب إلى الن وم أو مشاكل وقت النوم‬ ‫مشاكل وقت النوم‬
‫وقت النوم‬ ‫الدخول في النوم‬
‫اإلكث ار من القيلول ة و ه ل ص عوبة في النه وض ه ل تك ون نعس انا أثن اء‬ ‫النوم المفرط بالنهار‬
‫يب دو مرهق ا أو نعس انا أثن اء نه ارا‪ ،‬يش عر بالنع اس النهار؟ في المدرسة أو أثناء‬
‫أثن اءء النه ار‪ ،‬و ه ل قيادة السيارة؟‬ ‫النهار‬
‫يخل د للقيلول ة أثن اء‬
‫النهار‬
‫يس تيقظ كث يرا أثن اء ه ل تس تيقظ بك ثرة ليال‪ ،‬أو‬ ‫كثير االستيقاظ أثناء الليل‬ ‫االستيقاظ‬
‫النوم ليال؟ توجد مش كلة تج د ص عوبة في الع ودة إلى‬
‫في الع ودة إلى الن وم؟ النوم‬
‫المش ي أثن اء الن وم‪،‬‬
‫كوابيس‬
‫ذهب في أي وقت ع ادة م ا ت ذهب‬ ‫وم و في أي قت ي‬ ‫وقت منتظم للن‬ ‫انتظام و مدة النوم‬
‫االس تيقاظ‪ ،‬م ا هي ه ذه طفل ك للف راش؟ و في للفراش؟ أيام المدرسة و في‬
‫أي وقت بس تيقظ؟ أي ام اإلج ازات؟ كم ع دد س اعات‬ ‫األوقات‬
‫ة و في الن وم ال تي تحص ل عليه ا‬ ‫المدرس‬
‫اإلج ازات؟ ه ل ه ذا عادة؟‬
‫النوم كاف له؟‬
‫كث ير الش خير‪ ،‬أو يج د يش خر بص وت ع ال أو هل ل يش خر بص وت ع ال؟‬ ‫الشخير‬
‫لديه صعوبة في التنفس (السؤال للوالدين)‬ ‫صعوبة في التنفس ليال‬
‫ليال‬
‫مقتبس من ميندل و أوينز (‪)2010‬‬

‫‪ -6‬أشكال اضطرابات النوم عند الطفل و كيفية التعامل معها‪:‬‬


‫يمكن تقسيم اضطرابات النوم إلى اآلتي‪:‬‬
‫‪ -6-1‬األرق‪ :‬و نعني به عدم القدرة على الحصول على النوم الكافي‪ ،‬و يتجلى في صعوبة البدء في‬
‫النوم أو عدم الراحة في أثنائه‪ ،‬أو صعوبة االستمرار فيه‪ ،‬أو يكون باالستيقاظ المبكر في الصباح‪ ،‬و‬
‫هي حالة يتعذر فيها على الطفل النمو‪ ،‬و يتمثل األرق في ثالثة أشكال هي‪ :‬صعوبة بدء النوم‪ ،‬ص عوبة‬
‫االستمرار في النوم‪ ،‬االستيقاظ المبكر‪.‬‬
‫و تحدث حاالت األرق ألطفال عاديين نتيجة لضغوط نفسية أو توتر أو إرهاق جسدي‪ ،‬و ربما ألسباب‬
‫غير واضحة و أحيانا يكون نتيجة لتغير مكان النوم‪( .‬ملحم‪ ،2013 ،‬ص ‪)380‬‬
‫كم ا نالحظ األرق عند األطفال الكبار و خاص ة عند المراهقين المص ابين ب القلق و الوس واس‪ ،‬فالطفل‬
‫يتع رض إلى غ زو أثن اء اللي ل بفع ل االنش غاالت و األفك ار و الهوام ات المقلق ة ال تي تش عره بال ذنب في‬
‫بعض األحيان و تعيقه عن النوم‪( .‬بويازين‪ ،‬ص ‪)149‬‬
‫طرق الوقاية‪:‬‬
‫البرمجة‪ :‬تأكد بأن طفلك يذهب إلى النوم في ساعة معينة و يستيقظ في الصباح في ساعة معينة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫اس تعمل منب ه الس اعة و يجب أن يك ون نفس الموع د في أي ام العط ل لكي يحاف ظ الطف ل على نفس‬
‫النغمة و يجب تجنب نوم األطفال نهارا‪.‬‬
‫روتين التهدئ ة النفس ية‪ :‬يجب أن تك ون س اعة م ا قب ل الن وم هادئ ة و فيه ا نش اطات اس ترخاء مث ل‬ ‫‪-‬‬
‫القراءة أو مشاهدة التلفاز‪ .‬ال تجعل طفلك يشاهد المشاهد المخيفة‪ ،‬و كذلك فإن الحمام الساخن قبل‬
‫النوم يساعد على استرخاء الطفل‪.‬‬
‫األك ل المعت دل‪ :‬يجب أن يك ون األك ل معت دال و معق وال تجنب تن اول الوجب ات الثقيل ة ليال و يجب‬ ‫‪-‬‬
‫تجنب القهوة و الكوال و الشكوالتة قبل ‪ 7 – 5‬ساعات قبل الذهاب إلى النوم‪.‬‬
‫التم رين‪ :‬ش جع طفل ك على التم ارين خالل النه ار ح تى يحص ل على درج ة لطيف ة من التعب لكي‬ ‫‪-‬‬
‫ينام في الليل‪.‬‬
‫بيئة النوم‪ :‬عندما يكون سرسر الطفل حادا و ال يتوفر في الغرفة الهواء‪ ،‬فإن النوم سوف يكون‬ ‫‪-‬‬
‫ضئيال كما و نوعا‪ .‬احتفظ بالغرفة معتدلة و يجب استخدام المرطب لكي ال تجف حنجرة الطفل‪.‬‬
‫إن المنطقة المزعجة و المكتظة ال تشجع النوم‪.‬‬
‫قيود النوم‪ :‬ال تدع الطفل يستخدم الفراش للقراءة أو مشاهدة التلفاز أو االسترخاء‪ ،‬و فقط يجب أن‬ ‫‪-‬‬
‫يستخدم الطفل السرير للنوم‪( .‬شيفر و ملمان‪ ،2006 ،‬ص ‪)216‬‬
‫‪ -6-2‬مخالت النوم‪ :‬و تتمثل في أحداث غير طبيعي ة عند العتب ة الفارق ة بين اليقظ ة و النوم أو أثناء‬
‫النوم‪ ،‬مثال ذلك أن يصاب الطفل بالكابوس و المشي أثناء النوم‪ ،‬و رعب الليل و غير ذلك‪.‬‬
‫أ‪ -‬الك ابوس‪ :‬يش ير الك ابوس إلى حلم مخي ف م رعب ي راه الطف ل أثن اء نوم ه‪ ،‬في ؤدي ب ه إلى االنزع اج‬
‫الشديد مع اليقظ ة و انقطاع استمرار النوم في اللحظة التي يبلغ فيها الخوف قمته‪ ،‬و يبلغ االنفعال و‬
‫الهلع ذروته‪ ،‬و يبدأ األطفال بتذكر األحالم المزعجة بدرجة بسيطة في عمر ثالث سنوات‪ ،‬و لكنها ال‬
‫تك ون مزعج ة في تكراره ا و ح دتها‪ ،‬و يس تطيع طف ل الخامس ة وص ف محت وى الحلم المخي ف بش كل‬
‫تفصيلي شديد‪ ،‬و يصبح الكابوس مثيرا لالهتمام إذا كان يتكرر و بفترات متفاوتة تؤدي إلى اضطراب‬
‫نوم الطفل‪( .‬بويازين‪ ،‬ص ‪)381‬‬
‫و يعتبر الكابوس اضطرابا سيكوسوماتي كون الحلم يفش ل في أداء دوره في المحافظ ة على النوم‪ ،‬و ال‬
‫يتحكم الحلم في القلق الناتج عن صراعات داخلية أو خارجية و التعبير عنها في صور‪ ،‬بل يغمر القلق‬
‫بقوة بدال من إرصانة في تصور الحلم‪)Kreisler, L, 1983( .‬‬
‫طرق الوقاية‪:‬‬
‫لن تحدث الكوابيس إذا استبعد الطفل من النشاطات المقلقة و المؤثرة لألعصاب خالل النهار‪ ،‬و إذا لم‬
‫يوبخ الوالدان الطفل أو يعاقبانه قبل النوم‪ .‬و إذا كانت فترة ما قبل النوم فترة سعيدة و كان فيها دفئ‬
‫من الوال دين اتج اه الطف ل ف إن الطف ل لن يع اني من ك وابيس‪ُ .‬ينص ح الوال دان أن ال يه ددا من أج ل‬
‫الحصول على الطاعة‪ ...‬ساعد الطفل على أن يكون آمنا و محبوبا خالل النهار ألن هذا هو األساس‬
‫ليجلس مستريحا في الليل‪ ..‬ال تدع األطفال يعتمدون عليك و ال تدعهم يقلقون بسببك‪.‬‬
‫العالج‪:‬‬
‫الدعم األبوي‪ :‬إن الحاجة المباشرة الملحة للطفل الذي يعاني من كوابيس هي الدعم األبوي‪ ،‬كن‬ ‫‪-‬‬
‫هادئا و واثقا‪ ..‬افتح الضوء و ساعد الطفل على االستيقاظ تماما‪ ،‬تكلم مع الطفل مواسيا و ق ل بأنه‬
‫يحلم حلم ا مزعج ا و أن ه ذا الحلم غ ير حقيقي‪ ..‬و أن ه ذه األحالم ال تؤذين ا‪ .‬بعض األطف ال‬
‫يريدون مصدرا للضوء أو يريدون أن يبقى الباب مفتوحا‪ ،‬إنه لمن الحكمة أن تلبي حاجات الطفل‬
‫هذه أفضل من أن تجعل الطفل يأتي إلى غرفتك في منتصف الليل‪.‬‬
‫معرفة األسباب المؤدية للكابوس‪ :‬حاول أن تعرف سبب الكوابيس المتكررة‪ ،‬هل يعاني الطفل من‬ ‫‪-‬‬
‫نومه‪ ،‬هل له مشاكل مع إخوته‪ ،‬إذا كان األمر كذلك ساعد الطفل على ايجاد حلول للمشكلة تأكد‬
‫بأنك ال تضع متطلبات كبيرة على الطفل و ال تجعل الطفل يعتمد عليك كثيرا‪ .‬هل هناك صراعات‬
‫مادية يعاني منها الطفل ؟ هل يشاهد الطفل أفالم عنف في التلفاز قبل النوم ؟ إن محتوى الكابوس‬
‫يحت وي على الح ل و يس اعد على معرف ة األس باب‪ ،‬ه ل األب ح ازم ج دا م ع الطف ل و ه ل هن اك‬
‫مش اعر عدواني ة موج ودة عن ده‪ ،‬علي ك أن تس اعد الطف ل على رب ط مخاوف ه في الحلم م ع األح داث‬
‫الحقيقي ة‪ ..‬إن مناقش تك للطف ل بش كل جي د س وف تس اعد الطف ل على التغلب على مش اعر الخ وف‬
‫عنده‪ ،‬شجع الطفل أن يمثل ذلك الخوف المكبوت‪.‬‬
‫مواجهة األحالم المخيفة‪ :‬ساعد الطفل على مواجهة الحلم و السيطرة عليه أثناء الحلم‪ ،‬إن هذا يقلل‬ ‫‪-‬‬
‫من الحلم و الخ وف و يعطي س يطرة للطف ل علي ه و تحكم ا في النفس‪ .‬أطلب من الول د على س بيل‬
‫المث ال أن يرس م عنكبوت ا أس ودا يهاجم ه و عن دما يكم ل الطف ل الرس م أطلب من الطف ل مهاجم ة‬
‫الصورة و أطلب منه أن يمسكها بيده و أخيرا أن يمزق العنكبوت‪ ..‬و بنفس الطريقة اجعل الطفل‬
‫يه اجم الص ورة في الحلم‪ ..‬أطلب من أوالدك أن يشخص وا مخ اوفهم من أج ل الس يطرة عليه ا به ذه‬
‫الطريقة يساعد الحلم األطفال على العمل من خالل المشاكل و على ممارسة الضيق خالل النهار‪.‬‬
‫(شيفر و ملمان‪ ،‬ص ‪)208 -207‬‬
‫ب‪ -‬رعب اللي ل (اض طراب الف زع الليلي)‪ :‬رعب اللي ل أو اض طراب الف زع أثن اء الن وم‪ ،‬نوب ة من‬
‫الخوف الشديد قد يصاحبها صراخ و رعب و بكاء و طلب النجدة‪ ،‬و يصحب ذلك االستيقاظ المفاجئ و‬
‫جلوس الطفل مفزوعا في الفراش مع االستجابة لحظتها لمحاوالت التهدئة‪ ،‬و قد يحدث هذا االضطراب‬
‫في الثلث األول من الن وم و أثن اء ف ترة الن وم المص حوبة بحرك ة العين الس ريعة‪ ،‬و ق د تس تغرق ف ترة‬
‫الرعب مدة زمنية تتراوح ما بين دقيقة و عشر دقائق‪ ،‬و يظهر هذا االضطراب لدى األطفال في الفئة‬
‫العمرية (‪ 12 – 4‬سنة)‪( .‬ملحم‪ ،‬ص ‪)382‬‬
‫طرق الوقاية‪:‬‬
‫إن س اعة م ا قب ل الن وم يجب أن تك ون هادئ ة و بعي دة عن قص ص التلف از المخيف ة و عن ت رتيب‬ ‫‪-‬‬
‫البيت‪.‬‬
‫تحميم الطفل قبل النوم يساعده على النوم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تأكد بأنه ال توجد هناك أصوات تزعج الطفل ألنها تزيد من الخوف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا ك ان الطف ل نش يطا جس ديا و ذهب إلى الف راش متعب ا أعط ه اس تراحة بع د الظه ر و فليال من‬ ‫‪-‬‬
‫النوم‪.‬‬
‫العالج‪:‬‬
‫الدعم األبوي‪ :‬إحمل الطفل بحنان أعطه تأكيدات و تطمينات و ساعده في العودة إلى الواقع‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫فل له أن كل شيء على ما يرام‪ ،‬و أن أمه موجودة ‪ ..‬و لن تسمح ألي أذى يمسها‪ .‬ابق مع‬
‫الطفل حتى تنتهي القصة دقائق قليلة إلى نصف ساعة و بعدها ينام نوما هادئا‪.‬‬
‫اللعب الح ر‪ :‬يجب الس ماح لألطف ال أن يع بروا عن األش ياء ال تي تقلقهم في اللعب‪ ،‬أطلب من‬ ‫‪-‬‬
‫الطفل أن يواجه الحلم المرعب و األشياء المخيفة و عليه أن يقاتل بنفسه حتى تصله النجدة أو‬
‫المساعدة من األصدقاء أو من أفراد األسرة‪( .‬شيفر و ملمان‪ ،‬ص ‪)213 -212‬‬
‫ت‪ -‬االض طراب المخ ل ب النوم‪ :‬مث ل اض طراب الكالم أثن اء الن وم و احتك اك األس نان و الزم ة البل ع و‬
‫االستيقاظ المبكر و غيرهما‬
‫ت‪ -1-‬المشي أثناء النوم‪ :‬اضطراب يمشي الطفل فيه أثناء نومه بعد ترك الفراش متجوال في أنحاء‬
‫المكان و ارتداء المالبس و فتح الباب أو الجلوس مع الجالسين و هو صامت و مشوش الوعي‪ ،‬و إن‬
‫ك انت عين اه مفتوحت ان‪ ،‬و ق د يجيب عن أس ئلة الحض ور بكلم ة أو جمل ة مختص رة و ع دم انتب اه‪ ،‬و إذا‬
‫أعي د إلى الف راش ق ام بس هولة و ن ام به دوء‪ ،‬دون أن يت ذكر األح داث ال تي ق ام به ا‪ ،‬و خالل ه ذه النوب ة‬
‫يك ون وج ه الطف ل ش احبا محملق ا و يص عب إيقاظ ه‪ ،‬و ربم ا ينتق ل في نوم ه إلى مك ان آخ ر و عن دما‬
‫يستيقظ في الصباح يندهش عندما يجد نفسه في مكان آخر‪.‬‬
‫و في المشي أثناء النوم قد يتعرض الطفل إلى السقوط و هو نائم أو االصطدام بحاجز‪ ،‬و يحدث هذا‬
‫االضطراب عادة بعد ‪ 3 – 1‬ساعات من استغراق الطفل في النوم و تستغرق نوبة المشي مدة تتراوح‬
‫من ثالث دقائق إلى نصف ساعة‪ ،‬و تحدث لدى ‪ %15‬من األطفال الذين يتجاوزون سن الخامسة من‬
‫العمر‪( .‬ملحم‪ ،‬ص ‪)382‬‬
‫العالج‪:‬‬
‫يجب ارجاع الطفل الذي يمشي في الليل إلى سريره‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يجب ربط حزام على باب غرفة الطفل‪ ،‬و يجب أن تكون مستيقظا لهذه العملية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اقترح على الطفل عندما يستيقظ و تلمس قدماه األرض أن يستيقظ تماما في الليل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بعض اآلباء يحصرون الطفل في سريره بواسطة وضع باب شفاف أو بوابة ال يمكن تسلقها عند‬ ‫‪-‬‬
‫باب غرفة الطفل‪.‬‬
‫أما إذا كانت هناك كوابيس تسبق المشي فإنه من األفضل ايقاظ الطفل و وضع الماء البارد على‬ ‫‪-‬‬
‫وجهه و على عنقه‪( .‬شيفر و ملمان‪ ،‬ص ‪)210‬‬
‫ت‪ -2-‬شلل النوم‪ :‬و نعني به عدم استطاعة الطفل الحراك أثناء النوم و ثقل الجسم الشديد الذي يمنع‬
‫الطفل من االنتباه لحركة إرادية‪ ،‬فيفيق من النوم فجأة بالرغم من استعادة وعيه‪ ،‬و يبدو غير متمكن من‬
‫أقل حركة‪ ،‬و يحاول التحرك دون نتيجة حتى ألصابع القدم أو الكف‪ ،‬و كأنما تقيده قيود خارجية‪ ،‬و‬
‫تصاحب هذه الحالة الفزع و ربما بكاء أو صراخ‪ ،‬و قد تحدث هذه الحالة في بداية النوم أو عند انتهاء‬
‫النوم‪ ،‬كما قد تتكرر في الليلة الواحدة أكثر من مرة‪( .‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪)382‬‬
‫ت‪ -3-‬الكالم أثن اء الن وم‪ :‬يش ير الكالم أثن اء الن وم إلى تردي د الطف ل مجموع ة من الكلم ات أو الجم ل‬
‫المفيدة‪ ،‬أو الغناء أو إلقاء نشيد أو النداء لشيء أو تحقيق رغبة‪( .‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪)383‬‬
‫و كث يرا م ا نالح ظ ه ذا االض طراب عن د األطف ال حس ب ‪ Gastant‬إذ أن ه ذه الحال ة تظه ر س واء في‬
‫مرحلة الغفوة أو في مرحلة النوم البطيء‪.‬‬
‫و عكس م ا ك ان يعتق د في الس ابق‪ ،‬فالتح دث اثن اء الن وم يك ون مص حوبا في الكث ير من األحي ان ب أحالم‬
‫متنوعة‪( .‬بويازين‪ ،‬ص ‪)152‬‬
‫العالج‪:‬‬
‫االنتب اه إلى الطف ل‪ ،‬تس تطيع أن تع رف م ا ال ذي يقل ق الطف ل و تس تطيع أن تتح دث مع ه في الي وم‬ ‫‪-‬‬
‫التالي‪.‬‬
‫علي ك أن تجع ل وقت م ا قب ل الن وم مريح ا و ج وا اس ترخائيا بق در االمك ان و الح ظ فيم ا أن ذل ك‬ ‫‪-‬‬
‫سيساعد على تخفيض الكالم أثناء النوم أو الصراخ‪( .‬شيفر و ملمان‪ ،‬ص ‪)211‬‬
‫ث‪ -‬التململ‪ :‬إن التململ هو قلة راحة جسدية و عقلية تحدث في الليل‪ ،‬و هو أمر عادي في األطفال‪،‬‬
‫و له دالئل كثيرة تتضمن التقلب على الفراش و تشمل تحريك الرجلين و الذراعين بشكل غير هادف‪،‬‬
‫و كذلك رفض الغطاء و العض على األسنان و ضرب الرأس و االستيقاظ على أقل ضجة‪.‬‬
‫إن التململ موجود من وقت آلخر عند كل األطفال و لكن بعض اآلباء يعتبره مشكلة‪ ،‬إن (ماكغرين) و‬
‫أصدقائها وجدت بأن التململ في الليل في سن ‪ 21‬سنة هي مشكلة لحوالي ‪ %38‬من األوالد و ‪%27‬‬
‫من البنات‪ ،‬إن حدوثه في سن ‪ 11‬تنخفض إلى ‪ %22‬إلى ‪ %16‬في سن ‪ .14‬إن ‪ %11‬من األوالد ما‬
‫يزال عندهم التململ في الليل بينما يختفي عند البنات‪ .‬إن حركات التململ تبدو بأنها‪:‬‬
‫تحرر من التوتر عن األطفال‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن معظم األطفال الذين يظهرون تملمال في الليل يكون عندهم تململ في النهار و كذلك يكون‬ ‫‪-‬‬
‫عندهم نشاط زائد و إثارة أيضا‪.‬‬
‫أحيانا يكون الطفل متعبا جدا و يحتاج إلى ‪ 12 -8‬ساعة نوم في األسبوع أكثر من ما يحصل‬ ‫‪-‬‬
‫عليه الطفل المشترك في نشاطات عديدة مثل العمل و اللعب و ألعاب القوى و الدراسة‪ ..‬هذه‬
‫تشجع على النوم المتأخر في أيام أواخر األسبوع على الطفل أن ينام بعد المجيئ من المدرسة‬
‫لكي يبتعد عن االجهاد‪.‬‬
‫العالج‪:‬‬
‫علي ك أن تعلم الطفل االس ترخاء و االبتع اد عن المض ايقة‪ .‬هناك عادات حركي ة عند األطفال مثل‬ ‫‪-‬‬
‫ضرب الرأس و الدحرج ة على الرأس و هز الفراش هي حرك ات ايقاعي ة و تناغمي ة و يستعملها‬
‫األطف ال للتح رر من الت وتر المخ زون‪ .‬إن ح والي ‪ %20-15‬من األطف ال توج د عن دهم ه ذه‬
‫الع ادات‪ ..‬في معظم األطف ال ه ذه الع ادات تك ون ص غيرة ب الرغم من أن ح والي ‪ %5‬من الح االت‬
‫تبقى لمدة شهور أو سنوات‪.‬‬
‫يقترح أن يكون وقت ما قبل النوم هادئا و أن ال يذهب الطفل للفراش و هو متوتر جدا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نجحت ح االت عدي دة عن دما ق دم اآلب اء ألطف الهم ب دائل جميل ة لمن ع األطف ال من ض رب رؤوس هم‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ه ذه النش اطات البديل ة تحت وي على الموس يقى و الهواي ات‪ ..‬و على جه از االيق اع لكي ي تزامن م ع‬
‫حركات الطفل االيقاعية‪( .‬شيفر و ملمان‪ ،‬ص ‪)205 -204‬‬

‫‪ -7‬الممارسات الصحية أو السليمة للنوم‪:‬‬


‫و تش مل "ص حة الن وم" أو الممارس ات الص حية للن وم‪ ،‬يش ار إليه ا بالممارس ات الجي دة لن وم ص حي‪ ،‬و‬
‫تشمل تعديالت نهارية‪ ،‬و ليلية و في وقت النوم و التي تؤثر إيجابيا على بدء النوم‪ ،‬و االستمرار فيه‪،‬‬
‫كمية و جودة و بيئة النوم‪ .‬و عادة ما تشمل التوصيات لنوم صحي اإلرشاد الى مجموعة واسعة من‬
‫األنشطة مثل اتباع روتين معين وقت النوم‪ ،‬تحديد موعد نوم ثابت وموعد استيقاظ ثابت‪ ،‬غرف ة نوم‬
‫هادئ ة و مظلم ة و ب اردة‪ ،‬و تجنب المنتج ات ال تي تحت وي على الك افيين‪ ،‬و األنش طة البدني ة اليومي ة‪...‬‬
‫ممارس ات الن وم الس ليمة تمث ل عنص را أساس يا من العناص ر التثقيفي ة عن الن وم مص ممة لمن ع ح دوث‬
‫مش اكل الن وم (الوقاي ة األولي ة)‪ ،‬أو للتعام ل م ع س وء ج ودة الن وم (الوقاي ة الثانوي ة)‪ ،‬ك ذلك في عالج‬
‫اض طرابات الن وم الحالي ة‪ ....‬التثقي ف عن ص حة الن وم ه و أح د المكون ات القياس ية لعالج األطف ال في‬
‫ط ور النم و ال ذين يع انون من مش اكل في الن وم و ك ذلك أولئ ك ال ذين يع انون من األم راض المزمن ة و‬
‫االضطرابات النفسية‪.‬‬
‫ممارسات النوم السليمة هي عوامل وسيطة محتملة بين احتياجات النوم البيولوجية و الظروف البيئية‬
‫التي تسهل أو تعيق النوم‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬واحدة من أهم العناصر في ممارسات النوم الصحية هو‬
‫جدول زمني منتظم لمواعيد النوم و االس تيقاظ و ذلك يس اعد على تعزيز اإليقاعات اليومي ة و تحسين‬
‫المح رك للرغب ة في الن وم‪ ،‬و ك ل ه ذه العملي ات ت ؤدي دورا فع اال في تنظيم دورات ص حية للن وم و‬
‫اليقظة‪ ...‬ألن الطفل يجب أن يكون مستيقظا لفترة طويلة كافية خالل النهار‪ ،‬و بالتالي يتمكن من بناء‬
‫مح رك جي د الن وم من أج ل أن يش عر بالنع اس في ‪ - bedtime‬وقت ال ذهاب للس رير‪ ،‬عطالت نهاي ة‬
‫األسبوع غالبا ما تخلق وضعا يصبح فيه البدء في النوم أكثر صعوبة في الليلة التالية‪.‬‬

‫جانب آخر مهم من ممارسات النوم الصحي يشمل ضمان وجود فرصة كافية للنوم‪ ،‬في حين أن هناك‬
‫بعض التباين في احتياجات النوم بين األفراد‪ ،‬توجد مبادئ توجيهية لكميات النوم الموصى بها لألطفال‬
‫في مختلف األعمار‪.‬‬

‫عند تقييم احتياجات النوم الفردية‪ ،‬من المهم تثقيف اآلباء و األمهات أيضا عن القرائن التي تشير إلى‬
‫أن الطفل لم يحصل على ما يكفي من النوم (على سبيل المثال‪ ،‬الطفل الذي ينام وقتا أطول في عطلة‬
‫نهاية األسبوع و خالل العطل المدرسية‪ ،‬من الصعب أن يستيقظ في الصباح أو يحصل على فترات من‬
‫النعاس خالل اليوم)‪( .‬صموئيل كورتيس و آخرون‪ ،‬ص ‪)6 -5‬‬

‫المراجع‪:‬‬

‫الجمعية األمريكية لعلم النفس‪.APA ،)1994( ،‬‬

‫بويازين‪ ،‬أحسن‪ ،)2006( ،‬سيكولوجية الطفل و المراهق‪ ،‬الجزائر‪ ،‬منشورات دار أمواج‪.‬‬

‫شيفر ومليمان(‪ )2006‬سيكولوجية الطفولة و المراهقة‪ :‬مشكالتها وأسبابها وطرق حلها‪ ،‬ط‪ ،1‬األردن‪،‬‬
‫ترجمة حسني العزة‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر التوزيع‪.‬‬
‫صموئيل كورتيس و آخرون‪ ،‬اضطرابات النوم عند األطفال والمراهقين الدليل العملي‪ ،‬ترجم ة د‪.‬هيلين‬
‫سليمان‪.‬‬

‫ملحم‪ ،‬سامي محمد‪ ،)2013( ،‬علم نفس الشواذ‪ ،‬ط ‪ ،1‬عمان‪ ،‬دار الرضوان للنشر و التوزيع‪.‬‬

‫‪Kreisler(1983).La psychosomatique de l’enfant.QSJ.paris.puf‬‬

You might also like