You are on page 1of 17

‫االكتئــــــــاب عند األطفـــــــــــال‬

‫إعداد الطالب‬
‫االكتئـ ـ ـ ــاب عند األطف ـ ـ ـ ـ ــال‬

‫مقدمة‬
‫يعجب البعض من احلديث عن االكتئاب يف األطفال لكن لألسف هي حقيقة‪ ،‬بالفعل يصاب‬
‫األطفال باالكتئاب كغريهم من البالغني وكلما إزداد عمر الطفل كلما ازدادت احتمالية إصابته‬
‫باالكتئاب (إذا وجد االستعداد حلدوثه)‪ ،‬أى أننا جند االكتئاب يف الفئات العمرية الصغرية لكن‬
‫بنسبة أقل ممن هم أكرب سنًا وتتسبب أعراض االكتئاب يف إعاقة الطفل عن ممارسة حياته كباقي‬
‫األطفال مما يؤثر على حياته الدراسية واالجتماعية‪.‬‬

‫تشبه أعراض االكتئاب يف األطفال إىل حد كبري تلك اليت يعاين منها البالغني اكتئاب االطفالولكن‬
‫وهلل احلمد فإن غالبية هؤالء األطفال ال يتطور األمر لديهم حىت يصل إىل االكتئاب الشديد كما‬
‫حيدث يف البالغني‪ ،‬ورغم أن الطفل قد يعاين من معظم أعراض االكتئاب املعروفة إال أن الشكوى‬
‫األساسية هى اضطراب املزاج‪.‬‬

‫وخيتلف تعبري الطفل عن معاناته بإختالف عمره‪ ،‬ففي األطفال الصغار مثالً قد يعانون من هالوس‬
‫مسعية أو شكاوى جسدية أو إنطواء ويظهر على هؤالء األطفال عالمات احلزن وغالبًا ما يفقد الطفل‬
‫الثقة بنفسه‪ ،‬يف األطفال األكرب سنًا ومن هم على أعتاب املراهقة خيتلف األمر قليالً فعادةً ما يعاين‬
‫هؤالء األشبال من عرض يسمى "أهني دنيا" ويتسم بالال مباالة لألمور احلياتية اليومية‪ ..‬ونرى فيهم‬
‫تقلص للنشاط احلركي النفسي أو قد يعانون من ضالالت أو أفكار تدور حول الشعور باليأس كما‬
‫يتجلى دور املرحلة العمرية يف مدى تفاعل املريض مع األعراض فعلى سبيل املثال‪ :‬إذا جالت فكرة‬
‫فنادرا ما يستطيع وضع خطة ينفذ هبا عملية اإلنتحار أو حىت لو وضع تصور‬
‫متيِّن املوت يف ذهن طفل ً‬
‫لتلك العملية فيصعب عليها تنفيذها‪.‬‬

‫ويصبح هؤالء األطفال أكثر عرضة للتأثر بالضغوط والتوترات العائلية ومن املالحظ حتسن حالة‬
‫هؤالء األطفال بزوال تلك الضغوط أو إبتعادهم عن ذلك اجلو‪.‬‬

‫وبصرف النظر عن املرحلة العمرية فإن األعراض السائدة هى عدم القدرة على الرتكيز واألرق‬
‫والشعور باحلزن والضيق أو التوتر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ما مدى انتشار هذا االضطراب؟‬
‫يزداد انتشار االكتئاب يف األطفال بزيادة السن ومن النادر أن جتد حاالت من االضطرابات املزاجية‬
‫بصفة عامة واالكتئاب بصفة خاصة يف سن ما قبل املدرسة‪ ،‬يقدر معدل وجود حاالت االكتئاب يف‬
‫األطفال إىل ما يقرب من ‪ % .3‬بشكل عام وترتفع هذه النسبة بني الذين يرتددون على العيادات‬
‫النفسية‪ ،‬وترتفع هذه النسبة قليالً لتصل إىل ‪ %1‬بني األكرب سنًا من هم على أعتاب مرحلة املراهقة‪.‬‬

‫ينتشر االكتئاب يف األوالد بنفس املعدل يف البنات‪ ،‬وبني املراهقني يزداد االنتشار ليصل إىل ‪%6‬‬
‫وتزداد النسبة يف البنات لتصل ضعف نسبة البنني إىل ‪ 1:2‬وبعض الدراسات ذكرت أنه قد تصل‬
‫النسبة يف املراهقني األكرب سنًا حىت تصل ‪.%25 – 14‬‬

‫انتشارا بني تلك الفئات العمرية من‬


‫ً‬ ‫حاالت عسر املزاج‪ :‬بشكل عام فإن حاالت عسر املزاج أقل‬
‫حاالت االكتئاب فتمثل فقط ‪ 5‬حاالت بني كل مائة ألف طفل مقارنة حباالت االكتئاب اليت تصل‬
‫إىل ‪ %1‬لكن بعض احلاالت قد تتدهور يف خالل عام من بدايتها لتصبح حالة اكتئاب ومع تقدم‬
‫السن ومع بلوغ الطفل مرحلة املراهقة تزداد نسبة عسر املزاج بني املراهقني لتصل إىل ‪ 5‬حاالت بني‬
‫كل ألف حالة‪.‬‬

‫أسباب إصابة األطفالـ باإلكتئاب‪:‬‬


‫هناك العديد من األدلة اليت تثبت أن أسباب اضطرابات املزاج يف األطفال تشبه إىل حد كبري تلك اليت‬
‫حتدث يف البالغني وسنتناول سويًا بعض القرائن اليت تشري إىل أسباب حدوث االكتئاب‪:‬‬

‫أ‪.‬الدراسات الجينية‪:‬‬

‫أثبتت الدراسات أن هناك جينني (‪ 2‬جني) مت التعرف عليهما عند إعتالهلما كمؤشر إلحتمال‬
‫اإلصابة بنوبات االكتئاب‪:‬‬

‫اجلني األول هو جني "ماو ‪ " MAO gene‬وهو املسئول عن تنظيم عمل إنزمي املونو آمني‬
‫أوكسيديز‪.‬‬

‫اجلني الثاين هو اجلني املسئول عن نقل السريوتونني ودوره مهم يف عملية تصنيع مادة السريوتونني‬
‫بالدماغ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫قام فريق من األطباء النفسيني بإجراء دراسة طويلة املدى كان هدفها توضيح العالقة بني الضغوط‬
‫واملؤثرات البيئية وبني حدوث االكتئاب يف األطفال وكانت الفئة املستهدفة من األطفال ممن يعانون‬
‫من إعتالل يف الكروموسومات• احلاملة للجينات املكونة هلا فوجد أن هذه الكروموسومات أقل نشاطًا‬
‫يف تكوين األمحاض األمينية الالزمة لتصنيع مادة السريوتونني يف خاليا الطفل املصاب‪ •..‬بينت الدراسة‬
‫أن هناك ارتباط وثيق بني األمرين؛ أى البد من وجود استعداد جيين حىت يتأثر الشخص بضغوط‬
‫ومؤثرات احلياة ومع اجتماع األمرين غالبًا ما يظهر االكتئاب وهذا ما يفسر إصابة بعض األفراد‬
‫وخلو غريهم ممن تعرضوا لنفس الضغوط واألزمات‪.‬‬

‫ب‪.‬العوامل الوراثية‪:‬‬

‫كثريا بالعامل الوراثي فتنتشر بني‬


‫اضطرابات املزاج عامة واالكتئاب خاصة من االضطرابات اليت تتأثر ً‬
‫أسر معينة عن غريها‪ ..‬حيث وجد أن احتمال إصابة الطفل باالكتئاب منتشر بشكل عام بني‬
‫األطفال الذين يتوفر لديهم تاريخ مرضي لنوبات اضطرابات يف املزاج بني والديهم أو أحد األقارب‪.‬‬

‫كما أوضحت تلك الدراسة أن احتمالية إصابة طفل باالكتئاب يعاين أحد والديه باالكتئاب ترتفع‬
‫إىل ضعف االحتمال بني األطفال العاديني كما يزيد هذا اإلحتمال إىل أربعة اضعاف إذا كان كال‬
‫الوالدين مصاب باإلكتئاب قبل سن ‪ 18‬سنة وكلما زادت أو تكررت عدد النوبات عند الوالدين‬
‫كلما زادت احتمالية إصابة أبناءهم‪.‬‬

‫ج‪.‬العوامل الحيوية والبيولوجية‪:‬‬

‫يعاين األطفال واملراهقني املصابني باالكتئاب بالعديد من التغيريات واالضطرابات احليوية مثل زيادة‬
‫إفراز هرمون النمو أثناء النوم عن غريهم من األطفال الذين ال يعانون من اضطرابات مزاجية‪ ..‬كما‬
‫لوحظ أن هؤالء األطفال يقل إفرازهم هلرمون النمو عندما يقل السكر بالدم عند حقن مادة‬
‫األنسولني وتكون نسبة إخنفاض إفراز هرمون النمو بشكل ملحوظ عن غريهم من األطفال ممن ال‬
‫يعانون من أى اضطرابات مزاجية‪ ،‬ووجد أن كال اإلضطرابني السابقني يستمران يف األطفال املصابني‬
‫باالكتئاب ملدة ال تقل عن ‪ 4‬أشهر كما أشارت العديد من الدراسات أنه قد خيتل إفراز مادة‬
‫الكورتيزول فيؤدي إىل زيادهتا وقد يتأثر ولكن بشكل حمدود‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫دراساتـ أشعةـ الرنين المغناطيسي ‪:MRI‬‬
‫بعد إجراء أشعة الرنني املغناطيسي حلوايل مائة طفل يعانون من اضطرابات يف املزاج وجد أن هناك‬
‫صغر يف حجم الفص اجلبهي للمخ كما وجد إتساع يف بطني الدماغ وهذا ال خيتلف عما وجد يف‬
‫آشعة الرنني املغناطيسي اليت أجريت على البالغني ممن يعانون من اإلكتئاب‪ ،‬كما بينت الدراسات‬
‫التشرحيية أن هناك ضمور يف بعض خاليا الفص اجلبهي للمخ ومن بينها خاليا مسئولة عن تنظيم‬
‫السريوتونني ويكون إلصابة الفص اجلبهي دور واضح يف متثيل األعراض اليت يعاين منها املريض‪.‬‬

‫دور الهرمونات‪:‬‬
‫ُو ِج د يف األطفال الذين يعانون من االكتئاب اخنفاض مستوى مادة السريوكسني الكلي احلر ‪FT4‬‬
‫وهذا على الرغم من أن عدم تأثري أو إعتالل مستوى اهلرمون احملفز للغدة الدرقية ‪ TSH‬لذا من‬
‫احملتمل أن يكون اخنفاض مستوى الغدة الدرقية سببًا يف ظهور أعراض االكتئاب وهذا مما وجه‬
‫التفكري إلمكانية استخدام هرمون الغدة الدرقية كمحفز لعمل مضادات االكتئاب يف البالغني‪.‬‬

‫د‪.‬العوامل االجتماعية‪:‬‬

‫بينت الدراسات اليت متت على التوائم أحادية البويضة أو ما تسمى التوائم املتطابقة اليت تتفق ‪%100‬‬
‫يف شكل اجلينات ان اإلصابة باالكتئاب مل تكن بنسبة ‪ %100‬بني التوائم أى أنه عندما يصاب أحد‬
‫قطع ا أن يصاب التوأم الثاين باالكتئاب لكن فقط تزداد احتمالية اإلصابة لكن‬
‫التوائم باالكتئاب فليس ً‬
‫هذه االحتمالية مل تبلغ ‪ ،%100‬إذن هناك عوامل أخرى غري اجلينات مسئولة عن حدوث املرض‪..‬‬
‫وهو ما وضحته الدراسة للعامل االجتماعي‪.‬‬

‫معا (االستعداد اجليين‪ +‬التعرض للظروف االجتماعية‬


‫وكما ذكرنا ساب ًقا البد من توفر العاملني ً‬
‫والضغوط) مثل االضطرابات األسرية أو تعرض الطفل لإلساءة أو اإلمهال كما يؤثر مستوى األسرة‬
‫االجتماعي واملادي على الطفل أو إنفصال الوالدين والطالق وغريها‪.‬‬

‫أيضا أن األوالد الذين‬


‫كل هذا رمبا يكون له دور يف ظهور أعراض االكتئاب‪ ،‬ومما أثبتته الدراسات ً‬
‫يتوىف آباؤهم قبل بلوغهم سن ‪ 13‬عام يكونون أكثر عرضة عن غريهم لإلصابة باالكتئاب‪ ،‬وكما‬
‫تؤثر العوامل االجتماعية على الطفل مؤدية إىل إصابته باالكتئاب فنالحظ أن إصابته باالكتئاب تؤثر‬

‫‪4‬‬
‫هي األخرى على شكل حياته االجتماعية وعالقاته االجتماعية وآدائه الدراسي وغريها من جوانب‬
‫حياته‪.‬‬

‫الصورة اإلكلينيكية والتشخيص‪:‬‬


‫‪ – 1‬االكتئاب‪:‬‬

‫من السهل التعرف على االكتئاب يف األطفال عندما يأيت بشكل حاد وخاصةً عند غياب أى أعراض‬
‫نفسية أخرى‪ •..‬ووف ًقا للتصنيف الدويل الرابع لألمراض اإلكتئابالنفسية ‪ DSM IV‬للنقاط‬
‫التشخيصية يلزم على األقل توفر مخسة أعراض وملدة على األقل أسبوعني وجيب أن تؤثر هذه‬
‫األعراض على أداء الطفل األكادميي واالجتماعي‪.‬‬

‫ومن األعراض اهلامة اليت جندها يف هؤالء األطفال هو الشعور باحلزن والكآبة أو الشعور بالتوتر أو‬
‫فقدان االهتمام وعدم االحساس باملتعة اليت كانت عاد ًة ما تصاحب األمور اليت تدخل البهجة‬
‫والسرور عليه‪ ..‬ومن العالمات اهلامة هى بداية مالحظة نقص وزن الطفل عما هو متوقع يف مثل سنه‬
‫كما يضطرب نظام النوم فرمبا يصاب باألرق أو قد يعاين من الرغبة املتزايدة يف النوم أو زيادة‬
‫ساعات النوم‪.‬‬

‫وبالنسبة لنشاط الطفل (النشاط النفسي احلركي) قد يالحظ زيادته بشكل واضح أو قد حيدث‬
‫العكس فيقل نشاطه بشكل واضح‪..‬‬

‫كذلك يعاين الطفل من اإلرهاق وفقدان الطاقة واهلمة والشعور باليأس وفقدان الثقة بالنفس والشعور‬
‫بالذنب وتقل قدرة الطفل على الرتكيز أو التفكري و رمبا يتبادر إىل ذهنه أفكار تتعلق باملوت‪.‬‬

‫ولكى نشخص اإلكتئاب البد أن تصل حدة هذه األعراض إىل الدرجة اليت تؤثر على حياة الطفل‬
‫االجتماعية أو أدائه األكادميي‪ ،‬اجلدير بالذكر أنه البد من السؤال عن تعرض الطفل أو املراهق إىل أى‬
‫عقاقري قد تصيبه باالكتئاب (الكحوليات مثالً) أو التأكد من خلوه من أى أمراض عضوية قد تسبب‬
‫حدوث االكتئاب‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫وكذلك جيب مراعاة أنه لو تعرض الطفل لوفاة أحد ممن حيبهم كأحد الوالدين مثالً‪ ..‬فلو حدث‬
‫وتأثرت حالة الطفل خالل شهرين من احلادثة فال نعطي ذلك تشخيص "اكتئاب" حيث أنه من‬
‫الطبيعي أن مير بفرتة من احلزن وتعترب هذه الفرتة طبيعية لو استمرت مدة أقل من شهرين‪ ،‬أما لو‬
‫زادت عن ذلك فهنا يصبح األمر مرضيًا مما حيتاج إىل استشارة طبيب نفسي‪ ،‬ويف بعض األحيان ويف‬
‫خالل الشهرين ميكن أن نشخص الطفل على أنه يعاين من اكتئاب ولكن بشرط تأثري ذلك احلادث‬
‫الشديد على حياته اليومية أو عند احساسه بالذنب أو التفكري يف االنتحار أو إذا اشتكى من أعراض‬
‫جدا‪.‬‬
‫ذهانية أو بطء نشاطه النفسي احلركي بشكل ملحوظ ً‬
‫ويف الفرتة ما قبل سن البلوغ عادةً ما يشكو املريض من أعراض جسمانية كزيادة النشاط النفسي‬
‫احلركي ويف بعض األحيان قد يعاين من هالوس وبالطبع تتوافق مع حالته النفسية السيئة وغالبًا ما‬
‫يعاين من الالمباالة وفقد الشعور باللذة والشعور باليأس وقد يعاين من ضالالت‪ ،‬ويف املراهقني‬
‫(األكرب سنًا) تبدأ مشاكل اضطرابات النوم والشهية للطعام‪.‬‬

‫وقد نرى يف بعض املراهقني بعض التصرفات العدوانية أو املضادة للمجتمع وعدم انصياعه لألنظمة‬
‫أيضا يف‬
‫والروتني العام كما قد يتطور األمر يف بعض املراهقني لتعاطي بعض املواد املخدرة‪ ...‬وجند ً‬
‫بعيدا عن‬
‫املراهقني بعض األمور األخرى مثل الشعور بعدم االرتياح أو العدوانية والتسيب واإلنطواء ً‬
‫حياته االجتماعية املعتادة وقد يرغب بعض املراهقني يف ترك املنزل‪.‬‬

‫عاد ًة ما يعاين املريض من صعوبات دراسية نتيجة لضعف الرتكيز وقلة النشاط العام وقد ال يبايل‬
‫املريض مبظهره العام فيبدو مهمالً على غري عادته‪.‬‬

‫وميكننا االعتماد على الطفل يف معرفة مشاعره وسؤاله عن أسباب سلوكياته احلالية وعن عالقاته وما‬
‫يعانيه من مشاكل اجتماعية‪ ،‬وقد يصعب يف بعض األحيان التعبري عن مشاعره باأللفاظ واملصطلحات‬
‫اليت يتفق عليها الكبار وهنا يأيت دور املعاجل الذي ميكنه تسهيل هذا األمر عليه بتقدمي بعض اخليارات‬
‫مثل (هل تشعر باحلزن‪ ،‬بالفراغ‪ ،‬بالتوتر)‪ •،‬والبد من السؤال عن مدة األعراض‪ ..‬مىت بدأت ومدى‬
‫استمراريتها‪ ،‬أو هل تأيت على شكل فرتات فقط؟‪ •...‬وبالطبع البد من السؤال عن األحداث احملزنة يف‬
‫حياة الطفل ومدى ارتباطها بظهور األعراض‪.‬‬

‫وعادةً ما نالحظ أن املرض قد أثر على معظم حماور حياته مثل عالقاته االجتماعية وعالقته بأقرانه‬
‫وأفراد أسرته وتأثر أدائه الدراسي‪ ،‬ويف بعض األحيان عندما ميتلك الطفل قدرات خاصة مثل الطفل‬

‫‪6‬‬
‫عايل الذكاء قد يلحظ األعراض مثل قلة الرتكيز ويتغلب على ذلك بزيادة ساعات املذاكرة أو طريقة‬
‫املذاكرة مما ال يؤدي يف النهاية إىل تدهور مستواه الدراسي‪ ،‬فاالكتئاب عاد ًة ما يعيق عدة أمور هى‬
‫من شأهنا أن تساعد على التحصيل اجليد فنجد فيه‪:‬‬

‫قلة الرتكيز‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫بطء التفكري‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ضعف الذاكرة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فقد الدافع والنشاط للتحصيل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الشعور باإلرهاق‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الشعور بالنعاس‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التململ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫انشغال الذهن باألفكار السلبية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬الكسل واخلمول وبطء احلركة‪.‬‬
‫كل هذه األعراض تعيق التحصيل الدراسي للطفل وهذا مما قد جيدر بالبعض أن خيطئ التشخيص‬
‫ويتصور أن هذا الطفل يعاين من صعوبات يف التعلم وميكن الرجوع إليها بالتفصيل على املوقع‬
‫للتعرف عليها‪ ،‬وببساطة عندما يتم عالج أعراض االكتئاب سرعان ما تزول كل هذه العوائق ويرجع‬
‫الطفل إىل مستواه املعتاد يف التحصيل الدراسي‪.‬‬

‫ولو عاىن املريض من أعراض ذهانية كالضالالت واهلالوس فعاد ًة ما يتناسب حمتوى هذه الضالالت‬
‫واهلالوس مع حالته املزاجية وال تكون اهلالوس كتلك املميزة للفصام كاهلالوس اليت هى عبارة عن‬
‫صوت يعلق على كل أفعال الشخص أو هالوس األصوات اليت تكون يف شكل حوار بني شخصني‬
‫أو أكثر وهذه األنواع من اهلالوس ال نراها إىل يف حاالت الفصام‪ •..‬لكن اهلالوس السمعية يف مريض‬
‫االكتئاب ‪-‬إن وجدت‪ -‬فتأخذ شكل صوت شخص يتحدث إىل املريض وعاد ًة ما يصفه املريض بأنه‬
‫صوت من اخلارج أو صوت يأيت من دماغه وعادةً ما حيتوي احلوار على أفكار تدور حول االنتحار‬
‫وإزدراء النفس‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫وأيض ا يف حالة وجود ضالالت فإن حمتواها مرتبط بشكل وثيق حبالة االكتئاب فنراها مليئة بالشعور‬
‫ً‬
‫بالذنب أو تدور حول املوت وعدم الثقة بالنفس والشعور بالعدمية‪ ..‬وقد يصل األمر إىل أن يعاين‬
‫املريض من ضالالت االضطهاد‪ ،‬ويندر أن نرى األعراض الذهانية يف املرحلة العمرية ما قبل املراهقة‬
‫لكنها توجد بصورة غري قليلة يف املراهقني ممن يعانون من االكتئاب ويكون من الصعب تشخيص‬
‫االضطرابات املزاجية عامة يف املراهقني الذين يعانون للمرة األوىل من اضطرابات مزاجية عندما‬
‫تصاحب هذه االضطرابات تناول الكحول أو غريه من املواد املخدرة اليت بدورها تؤثر على احلالة‬
‫املزاجية ومن مث تؤدي إىل عدم وضوح السبب‪ •..‬هل السبب املادة املخدرة أم السبب هو االكتئاب‬
‫الذي أدى باملريض إىل تناول املادة املخدرة‪.‬‬

‫‪ – 2‬عسر المزاج‬

‫وبالرجوع إىل النقاط التشخيصية لتشخيص اضطراب عسر املزاج بني األطفال واملراهقني نرى أنه‬
‫حىت نشخص حالة عسر املزاج البد من شكوى املريض من تغريات مزاجية على مدى فرتة زمنية متتد‬
‫إىل عام وليس عامني كالبالغني‪•.‬‬

‫‪ – 3‬الحداد ‪: Bereavement‬‬

‫هى حالة من احلزن واحلداد على فقدان شخص حمبوب واليت عادةً ما تظهر بصورة تشبه إىل حد كبري‬
‫حالة االكتئاب‪ ،‬فعاد ًة ما يعاين الشخص من شعور باحلزن واضطرابات النوم وضعف الشهية‪ ..‬وقد‬
‫يؤدي هذا إىل نقص الوزن يف بعض األحيان ويؤدي شعور الطفل باحلزن واحلداد إىل االنعزال عمن‬
‫حوله من أصحابه ورفاقه وأفراد أسرته‪.‬‬

‫وتعترب كل هذه األعراض تفاعالت مقبولة أو لنقل طبيعية يف مثل هذا املوقف‪ ..‬فمن الطبيعي عند‬
‫فقد شخص عزيز أن ينشغل اإلنسان باحلزن ويفقد بعض اهتماماته املعتادة ولكنها تعترب غري طبيعية‬
‫عند استمرارها مدة أكثر من شهرين وعندها يتم تشخيص هذه األعراض على أهنا اكتئاب وليس‬
‫حالة من احلداد‪..‬‬

‫وكما ذكرنا سال ًفا أنه قد يتم تشخيص االكتئاب يف هؤالء قبل شهرين إذا كانت شدة األعراض‬
‫عالية مما يتعدى حدود األمور الطبيعية املقبولة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫وتعتمد مدة احلداد اليت يعيشها الطفل على عدة عوامل منها توفر املواساة واملساندة والرعاية بعد‬
‫احلادث فمن األمور اهلامة عند فقد أحد الوالدين أن يتم االنتقال بالطفل إىل مكان آخر حىت نقلل من‬
‫شعوره بفقد هذا الوالد حيث أن وجوده يف مسرح أحداثه اليومية املعتادة سيشعره بالفراغ الذي‬
‫تركه غياب هذا الفرد‪.‬‬

‫كما يؤثر على طول فرتة احلداد مدى استعداد الطفل لتلقي خرب فقد أحد الوالدين كأن يكون الوالد‬
‫مرضا مزمنًا وتوقعه لوفاته يف أي حلظة‪ ،‬وقد تتطرق فكرة غريبة إىل هؤالء األطفال أال وهى‬
‫مريضا ً‬
‫ً‬
‫أهنم السبب يف موت هذا الوالد أو الوالدة بسبب سوء أخالقهم أو ألهنم مل يكونوا على ما يرام‪.‬‬

‫الفحوصات المعملية المساعدة في التشخيص‪:‬‬


‫ال يتوفر حىت اآلن حتاليل أو آشعات أو إجراءات معينة تقطع بتشخيص االكتئاب ولكن قد يساعد‬
‫إجراء حتليل الغدة الدرقية يف الكشف عن سبب حدوث االكتئاب عند شكوى املريض من‬
‫األعراض‪ ..‬وهناك حتليل يسمى "اختبار توقف الديكساميسازون" حىت تتم متابعة وتقييم االستجابة‬
‫لألدوية‪.‬‬

‫التشخيصات المشابهة‪:‬ـ‬
‫هناك العديد من االضطرابات اليت تشبه أعراضها أعراض االكتئاب مثل‪:‬‬

‫اضطرابات المزاج الناتجة عن تعاطي العقاقير‪:‬‬

‫قد يؤدي تعاطي املواد املخدرة إىل تغريات مزاجية منها االكتئاب وميكن التفريق يف التشخيص فقط‬
‫بعد زوال تأثري هذه املواد وخروجها من اجلسم‪ ،‬فإذا اختفت األعراض فهى بسبب املواد اليت تعاطاها‬
‫واضحا‪.‬‬
‫ً‬ ‫املريض وإذا استمرت عندها يكون األمر‬

‫القلق‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫يعاين مرضى القلق من عدة أعراض تشبه االكتئاب‪.‬‬

‫اضطرابات المسلك‪:‬‬

‫هو اضطراب سلوكي يف األطفال غالبًا ما يظهر فيه الطفل عدم االنصياع لألعراف والنظام العام مع‬
‫التصرف بطريقة عدوانية حنو اآلخرين‪ ..‬ومثل هذه األمور قد تظهر يف بعض األطفال عندما يعانون‬
‫فقط من االكتئاب‪.‬‬

‫اضطراب فرط النشاط وقلة االنتباه ‪:ADHD‬‬

‫ذكرنا سال ًفا أن هناك بعض األطفال يضطرب سلوكهم احلركي النفسي فقد يقل أو يزيد عن معدله‬
‫الطبيعي وعند زيادته يتشابه التشخيص مع اضطراب فرط النشاط وقلة االنتباه‪ ..‬لكن يف االضطراب‬
‫األخري تكون زيادة احلركة دائمة ومنذ نشأة الطفل األوىل وليست منذ فرتة قريبة اليت هى بداية املرض‬
‫كما يف االكتئاب‪ ،‬وقلما يعاين األطفال من الصورة التقليدية لإلكتئاب املصحوب بزيادة النشاط‬
‫النفسي احلركي لكن مظاهر النشاط الزائد يف نوبات من الغضب أو عدم القدرة على اجللوس يف‬
‫مكانه لفرتة طويلة نسبيًا وبالطبع تتضح الصورة عند زوال أعراض اإلكتئاب وعندها يعود الطفل إىل‬
‫طباعه املعتادة وميكنك اإلطالع على اضطراب فرط النشاط وقلة االنتباه يف األطفال بالتفصيل على‬
‫املوقع‪.‬‬

‫هل سيظل الطفل هكذا؟‬


‫يعتمد مسار االكتئاب وكذلك ما سيؤل إليه على عدة عوامل منها‪ :‬سن الطفل عند بداية‬
‫االضطراب‪ ،‬شدة النوبة اليت عاىن منها ووجود أمراض أخرى مصاحبة هل سيبقىمن عدمه‪ ...‬فكلما‬
‫مبكر ا وكلما تكررت النوبات وكلما كان هناك أمراض مصاحبة كلما كان مآل املرض‬
‫بدأ املرض ً‬
‫سيًئا‪..‬‬

‫‪10‬‬
‫ومن الدراسات اليت أجريت بشكل واسع على األطفال واملراهقني الذين يعانون من االكتئاب وجد‬
‫أن متوسط مدة النوبة حوايل ‪ 9‬أشهر وأن احتمالية ظهور األعراض يف خالل عامني من النوبة كان‬
‫حوايل ‪ %40‬وتزيد هذه االحتمالية مع الوقت لتصل إىل ‪ %70‬يف خالل اخلمس سنوات التالية‬
‫حلدوث النوبة‪.‬‬

‫وتزداد احتمالية تكرار نوبات اإلكتئاب لألطفال الذين يعانون من االكتئاب يف األسر اليت تعاين من‬
‫نظرة سلبية أو تشاؤمية يف التعامل مع أمور احلياة‪ ،‬وعند وجود أعراض ذهانية أو قلة النشاط النفسي‬
‫احلركي و وجود تاريخ مرضي يف األسرة لالضطراب الوجداين فإن كل هذا يرفع من احتمال إصابة‬
‫الطفل فيما بعد بالنوع األول من االضطراب الوجداين ومع استمرار وجود األعراض يتأثر أداء الطفل‬
‫الدراسي واالجتماعي مما يؤدي إىل تدهوره نسبيًا عما قبل‪.‬‬

‫وخيتلف األمر بالنسبة حلاالت عسر املزاج‪ :‬وجد أن متوسط طول فرتة املرض قد يصل إىل ‪4‬‬
‫مبكرا كلما زادت احتمالية اإلصابة‬
‫سنوات‪ ..‬كلما كانت بداية ظهور اضطراب عسر املزاج ً‬
‫باالكتئاب لتصل النسبة يف بعض األحيان إىل ‪ %70‬أو قد يصاحب وجود عسر املزاج وجود‬
‫موادا‬
‫االضطراب الوجداين يف ‪ %13‬يف احلاالت أو أن يصاحب وجود عسر املزاج تعاطي املريض ً‬
‫خمدرة وقد وجد ذلك يف ‪ %15‬من حاالت عسر املزاج‪ ..‬وقد يزداد األمر سوءًا بني املراهقني ليصل‬
‫إىل التفكري يف املوت يف بعض احلاالت‪.‬‬

‫العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالج‬
‫دخول المستشفى‪:‬‬

‫عند التعامل مع طفل أو مراهق يعاين من االكتئاب يأيت أمر توفري األمن والسالمة يف أول قائمة‬
‫األمور اليت جيب أن تؤخذ بعني االعتبار لذا جيب اإلجابة على سؤال‪" :‬هل من املهم دخول املريض‬
‫مبكرا‪ ،‬ويتوقف هذا على مدى‬
‫قرارا ً‬
‫إىل املستشفى من عدمه" من األمور اليت جيب أن يؤخذ فيها ً‬
‫وجود أفكار أو حماوالت انتحارية عند الطفل حىت نوفر له احلماية من أى حماوالت قد تؤذيه‪ ..‬ويعترب‬

‫‪11‬‬
‫أيضا يف حالة مصاحبة األعراض تعاطي املريض ألى مادة خمدرة فهنا يصبح‬
‫دخول املستشفى ضرورة ً‬
‫من الصعب القيام بالعالج خارج املستشفى‪.‬‬

‫العالج النفسيـ‬
‫يف دراسة كبرية عالية املستوى هتدف إىل حتديد أفضل طرق عالج االكتئاب أجريت على ‪ 440‬من‬
‫األطفال واملراهقني ممن يعانون من االكتئاب كانت أعمارهم بني ‪ 12‬و ‪ 17‬سنة مت تقسيم هذا العدد‬
‫إىل ‪ 3‬جمموعات لتحديد أفضل سبل العالج وخضع هذا العدد للعالج ملدة ‪ 12‬أسبوع‪.‬‬

‫عالجا دوائيًا فقط وكان عقار الفلوكستني جبرعة من ‪ 10‬إىل ‪ 40‬ملجم‪.‬‬


‫تلقت اجملموعة األوىل ً‬
‫عالجا نفسيًا فقط وكان يف صورة عالج معريف سلوكي‪.‬‬
‫تلقت اجملموعة الثانية ً‬
‫تلقت اجملموعة الثالثة النوعان من العالج املعريف السلوكي ‪ +‬العالج الدوائي‪.‬‬

‫وكان تقييم شدة املرض هلؤالء األطفال يتم بواسطة أحد املقاييس النفسية يسمى "اإلصدار املراجع‬
‫من معدل االكتئاب عند األطفال ‪ "CDRS-R‬باإلضافة للتقييم اإلكلينيكي‪ ..‬وعند هناية فرتة‬
‫البحث احملددة وهى ‪ 12‬أسبوع مت إعادة تقييم هذا العدد من املرضى وكانت أفضل النتائج موجودة‬
‫يف اجملموعة الثالثة (اليت تلقت العالج النفسي باإلضافة إىل العالج الدوائي)‪ ..‬وباستخدام املقاييس‬
‫عالجا نفسيًا (العالج املعريف السلوكي)جبانب‬
‫النفسية كان التحسن يف اجملموعة الثالثة اليت تلقت ً‬
‫الفلوكستني يصل إىل ‪ %71‬من هذه اجملموعة‪ ،‬وكان التحسن ‪ %61‬للمجموعة األوىل (اليت تلقت‬
‫عالجا نفسيًا فقط‪.‬‬
‫دواء الفلوكستني فقط) بينما كان ‪ %43‬فقط يف اجملموعة اليت تلقت ً‬

‫وكانت حمصلة هذه الدراسة أن أفضل طرق العالج أن يتم خضوع املريض للعالج الدوائي جنبًا إىل‬
‫جنب مع العالج النفسي (املعريف السلوكي)‪.‬‬

‫أ – العالج النفسيـ (المعرفي السلوكي)‪:‬‬


‫العالج املعريف السلوكييعترب العالج النفسي من العالجات الفعالة يف األطفال واملراهقني‪ ..‬واهلدف‬
‫من العالج املعريف السلوكي أن يتم تغيري املعتقدات واألفكار اليت تعيق الشخص عن التأقلم مع‬
‫ضغوط احلياة اليومية وتعليمه مهارات مواجهة األمور الصعبة وحل املشاكل بطريقة سلسة مبعىن أدق‬
‫‪12‬‬
‫تصحيح اإلحنرافات والتشوهات املعرفية اليت تبناها املراهق املكتئب مثل الشعور باإلحباط والفشل‬
‫وأنه ال أمل وكل األمور سيان اجتهدنا أم مل جنتهد والنظر لنفسه نظرة سلبية و النظر للعامل أو البيئة‬
‫احمليطة نظرة إعتمادية أو عدوانية والنظر للمستقبل بتوقع الفشل و املعاناة‬

‫و هذه النظرية هى اليت نعتمد عليها يف العالج املعريف ملريض اإلكتئاب حيث يكون اهلدف تعديل‬
‫هذه النظرة‪ ..‬وميكنك الرجوع إىل العالج املعريف لالكتئاب يف املوقع ملزيد من التفاصيل والعالج‬
‫الكامل‬

‫واألطفال واملراهقني مثلهم مثل البالغني تتحسن لديهم أعراض االكتئاب خبضوعهم للعالج النفسي‪.‬‬

‫ب– االسترخاء‪:‬‬

‫كثريا يف حاالت االكتئاب وخاصةً يف احلاالت البسيطة واملتوسطة‪..‬‬


‫تعلم متارين االسرتخاء يساعد ً‬
‫وتظهر نتائج االسرتخاء على املدى البعيد‪ ،‬قد حيتاج املريض للخضوع هلذه التمارين لفرتة طويلة‬
‫ولكن مع استمرار املريض لعدة أسابيع من ممارسة تلك التمارين يشعر بالتحسن كلما زادت مدة‬
‫التمارين (ارجع ملوضوع االسرتخاء على املوقع)‪.‬‬

‫ج – أنواع اخرى من العالج النفسي‪:‬‬

‫هناك طرق أخرى مثل جمموعات املساندة والعالج السلوكي األسري حتقق نتائج ال بأس هبا‪ ..‬ودور‬
‫جدا يف العالج لذا البد من التثقيف الصحي وتوضيح دور األسرة يف نشأة املرض‬
‫األسرة مهم ً‬
‫ودورها يف العالج‪ ..‬فطريقة تعامل األسرة مع األزمات ينعكس على نفسية الطفل‪ •...‬هل يصنع من‬
‫احلبة قبة أم يتم التعامل هبدوء مع املشاكل‪ ،‬هل هناك أولويات يف حل املشاكل أم أن األسرة تضع يف‬
‫أجندهتا احلالية أزمات ستحدث بعد ‪ 30‬سنة‪ ..‬جيب أن تتعلم األسرة الطريقة املثلى للتعامل مع‬
‫ضغوط احلياة‪ ،‬وحيتاج الطفل لدعم نفسي لفرتة طويلة حىت يستعيد عالقاته االجتماعية‪.‬‬

‫العالج الدوائي‪:‬‬
‫تأيت جمموعة األدوية اليت تسمى (مثبطات اسرتجاع السريوتونني االختيارية ‪ )SSRIs‬خط العالج‬
‫األول يف األطفال واملراهقني وخاصةً يف احلاالت املتوسطة أو الشديدة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫وأثبتت أحدث الدراسات أن عقار الفلوكستني وعقار السريترالني وعقار العالج الدوائيسيتالوبرام‬
‫هلم فاعلية جيدة يف عالج االكتئاب عند األطفال واملراهقني ولكن حىت اآلن فإن اإلدارة الدوائية‬
‫والغذائية العاملية (وهى اجلهات اليت ختتص بتقييم مدى فاعلية وأمن األدوية اجلديدة) مل تصرح‬
‫باستخدام سوى عقار الفلوكستني يف األطفال‪ ،‬وهناك العديد من الدراسات احلديثة على دواء‬
‫فلوكستني اليت أثبتت فاعلية ولكن مع بعض اآلثار اجلانبية مثل الصداع والشعور بالنعاس وقد يسبب‬
‫بعض اضطرابات النوم‪.‬‬

‫دواء السريترالني من األدوية الفعالة يف عالج االكتئاب فقد بينت الدراسات اليت أجريت على عدد‬
‫كبري من األطفال الذين يعانون من االكتئاب والذين خضعوا للعالج بدواء السريترالني يف جرعات‬
‫من ‪ 50‬إىل ‪ 200‬جمم كان التحسن حوايل ‪ %69‬بني األطفال لكن هلذا الدواء بعض اآلثار اجلانبية‬
‫مثل الشعور بالغثيان والقئ واإلسهال واألرق والتوتر عند بداية استعمال الدواء‪.‬‬

‫سيتالوبرام‪ :‬أثبتت األحباث اليت أجريت على دواء سيتالوبرام فعاليته يف عالج االكتئاب لكن رمبا‬
‫تظهر بعض اآلثار اجلانبية مثل الصداع والغثيان‪ ،‬األرق وبعض الشعور باإلجهاد وحىت اآلن مل تبني‬
‫الدراسات مدى فاعلية كل من دواء الباروكستني ودواء إسيتالوبرام ودواء الفينالفاكسني ودواء‬
‫املريتازيبني و النيفازودون وكذلك مضادات االكتئاب ثالثية احللقة‪ ..‬لكن دواء البوبروبيون مل يتم‬
‫دراسة فاعليته بشكل كبري يف األطفال واملراهقني حىت اآلن‪ .‬وبالطبع تكون جرعة هذه األدوية يف‬
‫األطفال أقل من جرعة البالغني لكن اجلرعة املناسبة يف املراهقني ال ختتلف عن جرعة البالغني‪.‬‬

‫إلى متى يستمر العالج؟‬


‫ينصح باستمرار املريض على أدوية االكتئاب لفرتة ال تقل عن عام يف األطفال واملراهقني الذين بدأت‬
‫عليهم عالمات التحسن ولكن من األفضل أن يكون وقف الدواء خالل فرتة ال يشوهبا أى ضغوط‬
‫عائلية أو نفسية أخرى وبالطبع حتت إشراف طيب‪.‬‬

‫وماذا إذا لم يستجيب المريض للعالج؟‬

‫‪14‬‬
‫البد أن خيضع املريض لفرتة ال تقل عن ‪ 3‬أشهر وجبرعة مناسبة حىت يقال أنه مل يستجيب للعالج‬
‫عندها يتم تغيري الدواء إىل دواء آخر من نفس جمموعة مثبطات اسرتجاع السريوتونني االختيارية وإذا‬
‫مل يستجب املريض إىل الدواء اجلديد يتم إعطاءه دوائني بدالً من دواء واحد‪.‬‬

‫ماذا عن استخدم اجللسات الكهربائية ‪ ECT‬يف عالج االكتئاب يف األطفال؟‬

‫على الرغم من استخدام اجللسات الكهربائية يف عالج البالغني يف العديد من االضطرابات النفسية إال‬
‫أنه من النادر استخدامها يف املراهقني على الرغم من فاعليتها مع العلم أنه يف الفرتات األخرية قد‬
‫خيارا‬
‫ثبتت فاعليتها ومدى أماهنا على املراهقني يف عالج حاالت االكتئاب واهلوس مما قد جيعله ً‬
‫متاحا يف السنوات القادمة‪.‬‬
‫ً‬

‫الفهرس‬
‫مقدمة ‪1.....................................................................................‬‬

‫ما مدى انتشار هذا االضطراب؟ ‪2.......................................................‬‬

‫أسباب إصابة األطفال باإلكتئاب‪2....................................................... :‬‬

‫دراسات أشعة الرنين المغناطيسي ‪4..............................................MRI:‬‬

‫دور الهرمونات‪4......................................................................... :‬‬

‫الصورة اإلكلينيكية والتشخيص‪5........................................................:‬‬

‫الفحوصات المعملية المساعدة في التشخيص‪9......................................... :‬‬

‫التشخيصات المشابهة‪10.................................................................:‬‬

‫هل سيظل الطفل هكذا؟‪11................................................................‬‬

‫العــــــــــــــــــالج ‪12.....................................................................‬‬
‫‪15‬‬
‫العالج النفسي ‪12..........................................................................‬‬

‫أ – العالج النفسي (المعرفي السلوكي)‪:‬ـ ‪13.............................................‬‬

‫العالج الدوائي‪14........................................................................ :‬‬

‫إلى متى يستمر العالج؟ ‪15...............................................................‬‬

‫‪16‬‬

You might also like