Professional Documents
Culture Documents
اليات حماية دائنين في صعوبة المقاولة
اليات حماية دائنين في صعوبة المقاولة
1
ولعل ما ٌجب اإلشارة إلٌه كحسنة أو كةطنة أو كاقتباس متؤخر للمشرع المؽربً من
المشرع الةرنسً ،هو الحماٌة الخاصة التً أطر بها المشرع األجراء كةئة خاصة من
الدائنٌن ٌجب االلتةات إلٌهم ،هذا االلتةات كان وما ٌزال قائما على تطبٌق المقتضٌات
المتعلقة بمدونة الشؽل على حساب المقتضٌات المتعلقة بمساطر صعوبات المقاولة ،وقد
تؤكد هذا فً عدٌد من األحكام والقرارات القضائٌة قبل أن تإكده مدونة التجارة بعد نسخ
مقتضٌات الكتاب الخامس بمقتضى القانون .73.17
ولتطرق لهذه اإلشكاالت وؼٌرها ،فإننا سنعتمد أساسا على التصمٌم التالً:
2
انفصم األول :اِنُاخ اإلجشائُح انشايُح نحًاَح انذائٍُُ ،تٍُ يمتضُاخ انماَىٌ
انمذَى ،ويمتضُاخ انماَىٌ سلى . 71.37
أولت مساطر صعوبات المقاولة نوعا من األهمٌة للدائنٌن ،لكن هذه األهمٌة لٌست بتلك التً
أولتها للمقاولة ،فرؼم أن الدائنٌن هم عصب وجود المقاولة ،فإن المشرع المؽربً لم ٌهتم
بهم كثٌرا فً الكتاب الخامس من مدونة التجارة ،عكس ما كان معموال به فً نظام
اإلفبلس ،وهذا عائد بالدرجة األولى للهدؾ الذي جعل المشرع ٌتبنى مساطر صعوبات
المقاولة والمتمثل فً ضرورة الحةاظ على المقاولة ،وبطبٌعة الحال لن ٌتحقق هذا الهدؾ
إال عبر توفٌر مناخ قانونً ٌعطً للمقاولة نوعا من الطمؤنٌنة ،وفً المقابل ال نجد مقاولة ال
تعتمد على الدائنٌن الذٌن ٌمدونها بوسائل مختلةة ،هذه الوسائل ،بتوظٌةها ،واندماجها ،تشكل
أسس استمرارٌة نشاط المقاولة ،الشًء الذي ٌحتم على المشرع المؽربً اإلتٌان بمجموعة
من اآللٌات التً تهدؾ إلى حماٌة دائنً المقاولة ،وبالتالً تشجٌع هإالء الدائنٌن على
التعامل مع المقاولة وإمدادها بكل ما قد تحتاجه قصد ضمان استمرارٌة نشاطها .ومن ضمن
اآللٌات التً أوردها المشرع فً الكتاب الخامس من مدونة التجارة نجد اآللٌات اإلجرائٌة
التً تعد وسٌلة قانونٌة مهمة وضرورٌة لحماٌة دائنً المقاولة المتوقةة عن الدفع.
وتستمد اآللٌات اإلجرائٌة أهمٌتها من الدور الذي تلعبه والذي ٌتجسد فً طمؤنة دائنً
المقاولة المتوقةة عن الدفع عن حقوقهم ،فهذه اآللٌات ال تحقق مراد الدائنٌن وهو استٌةاء
دٌونهم ،بل تقوم مقام إثبات عبلقة المدٌونٌة التً تربط بٌن المقاولة والدائنٌن من جهة ،كما
تقوم أٌضا مقام ضمان استمرار العبلقة التعاقدٌة بٌن المقاولة والدائنٌن ،ولتناول هذه اآللٌات
من كل جوانبها مع وضع الٌد على مكامن القصور التً تعترٌها وما استجد به الكتاب
الخامس من م ت بعد تؽٌٌر ونسخ مقتضٌاته بقانون رقم ، 73.17فإننا سنتطرق إلى آلٌة
التصرٌح والتحقٌق فً ( المبحث األول ) ،بعدها سنعرج لتناول آلٌة استمرار العقود
الجارٌة فً ( المبحث الثانً ).
3
سنتعرؾ فً البداٌة على آلٌة التصرٌح ( المطلب األول ) ومن ثم بعدها سنتعرض آللٌة
التحقٌق ( المطلب الثانً ).
1ظهٌر الشرٌؾ رقم 1 . 18 .26صادر فً 2شعبان ( 19أبرٌل ) 2118الصادر بتنةٌذ القانون رقم 73 . 17بنسخ و
تعوٌض الكتاب الخامس من القانون رقم 15 . 95المتعلق بمدونة التجارة.
2عبلل فالً :مساطر معالجة صعوبات المقاولة ،دار السبلم للطباعة والنشر والتوزٌع ــ الرباط الطبعة الثانٌة ـ نونبر
2115ـ ص .237
4
بما فٌهم المساهم أو الشرٌك الدائن للشركة بمقتضى حساب جاري ،والناشئة دٌونهم قبل
صدور حكم فتح المسطرة ،باستثناء األجراء،3بضرورة التصرٌح بدٌونهم إلى السندٌك
داخل األجل القانونً ،سواء كانت هذه الدٌون مدنٌة أو تجارٌة ،عادٌة أو مقرونة بامتٌازات
أو بضمانات ولو لم تكن مثبتة فً سند ،4ذلك أن التصرٌح بالدٌون إلى السندٌك المعٌن من
طرؾ المحكمة لتسٌٌر المسطرة ،لٌس سوى مرحلة إعدادٌة لتحدٌد خصوم المقاولة ،تلٌها
مرحلة أخرى ٌتم خبللها تحقٌق الدٌون المصرح بها ،حٌث ٌتم بعد هذا التحقٌق وضع قائمة
بالدٌون المقبولة وبتلك المرفوضة ،5ولذلك فقاعدة التصرٌح بالدٌون إلى السندٌك ال تهم
سوى الدائنٌن الناشئة دٌونهم قبل حكم فتح المسطرة ،وقد جاء أحد قرارات محكمة
االستئناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء بتارٌخ 12مارس 2111بما ٌلً ... " :وحٌث أن
الثابت من خبلل الوثائق أن الدٌن الذي تطالب الطالبة برفع السقوط عنه حتى تتمكن من
تسجٌله ،ال ٌعود إلى ما قبل الحكم بةتح مسطرة التسوٌة ،وأنه ال ٌوجد ال من خبلل الوقائع
أو الوثائق ما ٌةٌد أن الدٌن أنشئ قبل صدور الحكم بةتح مسطرة التسوٌة ، ،لذلك فإن
مسطرة استٌةاء الدٌن ال تخضع لمقتضٌات التصرٌح بالدٌن " ،6وفً نةس الصدد جاء أحد
قرارات محكمة االستئناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء الصادر بتارٌخ 11أكتوبر 2111
لٌإكد على عدم خضوع الدائنٌن الناشئة دٌونهم أثناء فتح المسطرة أو بعد فتح المسطرة
آللٌة التصرٌح ،حٌث جاء فً القرار " ...حٌث أنه إذا كان الطاعن ٌعتبر دٌنه امتٌازي فإن
من أهم اآلثار التً تترتب عن حق األسبقٌة المنصوص فً المادة 575من م ت ،أن
الدٌون المشمولة بهد الحق تإدى فً تارٌخ استحقاقها مهما كانت المرحلة التً قطعتها
التسوٌة القضائٌة علٌها ،وبالتالً فهً ال تخضع لمسطرة التصرٌح بالدٌون المنصوص
علٌها فً المواد 686إلى 691من مدونة التجارة.7"...
وتجدر اإلشارة أنه ٌمكن للدائن أن ٌقوم بنةسه بالتصرٌح بالدٌون ،أو ٌعٌن وكٌبل للقٌام بهذا
التصرٌح بالدٌون ،هذا بالنسبة إذا كان الشخص طبٌعٌا ،أما بالنسبة لمإسسات االئتمان ،8و
3ألن لؤلجراء قانون خاص ٌخضعون له وهو قانون الشؽل ،وهو قانون فعال من حٌث توفٌر الحماٌة البلزمة لؤلجراء فً
حالة ما إن تم فتح مساطر معالجة صعوبات المقاولة.
4عبلل فالً :مساطر معالجة صعوبات المقاولة ،مرجع سابق ص .237
5امحمد لةروجً :وضعٌة الدائنٌن فً مساطر صعوبات المقاولة ـ درسات قانونٌة معمقة ـ العدد 3ـ مطبعة النجاح
الجدٌدة ـ الدار البٌضاء ص .111
6القرار رقم 2111 / 611الصادر عن محكمة االستئناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء فً الملؾ رقم 2851/2111/11ؼٌر
منشور ،أورده عبلل فالً.
7قرار رقم 2111/2162فً الملؾ عدد 2111/14/21الصادر عن محكمة االستئناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء ،منشور
فً مجلة القانون واإلعمال ـ عدد خاص بمساطر صعوبات المقاولة أبرٌل 2118ـ ص .237
8تمثل مإسسات االئتمان والهٌئات المعتبرة بحكمها محةزا حقٌقا لبلستثمار ،لكون أنها تعمل على تموٌل المقاوالت عبر
مختلؾ الطرق ،قصد القٌام ضمان استمرارٌة نشاطها من جهة ،أو خلق نشاطات جدٌدة.
5
المنظمة بموجب قانون رقم 9113.12المتعلق بمإسسات االئتمان والهٌئات المعتبرة فً
حكمها ،فقد نصت المادة 1035من هذا القانون على أن مإسسات االئتمان الموجودة تتخذ
شكل شركة مساهمة ،أي أن لمإسسات االئتمان شخصٌة معنوٌة ،قد تختلؾ عن تلك التً
لشركات المساهمة العادٌة من حٌث اإلجراءات وشروط اكتساب هذه الشخصٌة ،لكنها فً
األخٌر تظل شخصٌة معنوٌة ،تإول فٌها مهمة التصرٌح بالدٌون إلى ممثلها القانونً.
وقد أكد المشرع المؽربً فً القةرة األولى من المادة 686من الكتاب الخامس قبل نسخه
وتعوٌضه بقانون 73.17على ضرورة قٌام السندٌك شخصٌا باالتصال بالدائنٌن الحاملٌن
إما لضمانات مستوفاة بشؤنها إجراءات الشهر البلزمة ،وإما لعقود ائتمان إٌجاري تم
شهرها ،على عكس الدائنٌن العادٌٌن الذٌن ال ٌتم تبلٌؽهم إال عن طرٌق نشر إعبلن فتح
المسطرة فً الجرٌدة الرسمٌة كما نصت المادة 687من مدونة التجارة ،وفً هذه الحالة
فإن عدم التزام الدائنٌن العادٌٌن بهذه اإلجراءات ٌإدي إلى نتٌجة مباشرة هً سقوط حق
الدائنٌن العادٌٌن.
ومن المبلحظ أن المشرع المؽربً قد وضع تمٌٌزا بٌن الدائنٌن أصحاب الضمانات
والدائنٌن العادٌٌن ،من حٌث إشعارهم بةتح آجال التصرٌح بالدٌون ،فإذا كان المشرع قد
نص على ضرورة إشعار الدائنٌن أصحاب الضمانات من طرؾ السندٌك ،فإن الوسٌلة
الوحٌدة لعلم الدائنٌن العادٌٌن هً اإلعبلن المتعلق بةتح المسطرة والمنشور فً الجرٌدة
الرسمٌة ،وقٌاسا ٌمكن نشر هذا اإلعبلن فً الجرائد المخول لها نشر اإلعبلنات القانونٌة،
ألن المادة 687لم تتطرق إلى باقً الجرائد التً ٌحق لها نشر اإلعبلنات القانونٌة ،بل
اكتةت باإلشارة إلى الجرٌدة الرسمٌة ،مما ٌجعلنا نطرح إشكاال ٌتمحور حول علم أو إشعار
الدائنٌن العادٌٌن بإصدار حكم فتح المسطرة ،وخاصة أن نسبة من ٌقرإون الجرٌدة الرسمٌة
فً المؽرب قلٌلة جدا ،إضافة إلى أن نقاط تواجدها قلٌلة أٌضا ،كما أن اإلعبلنات القانونٌة
المنشورة فً الجرائد المخول لها ذلك فبل ٌلتةت لها أحد ،وما ٌدعم هذا القول ،نجده فً
مضامٌن أحد القرارات الصادرة عن محكمة االستئناؾ التجارٌة فً 8دجنبر 2111حٌث
جاء فٌه ما ٌلً ":حٌث تمسكت الطاعنة فً استئنافها بكون المشرع فً المادة 691من م
ت لم ٌرتب أي جزاء على عدم التصرٌح بالدٌن داخل اآلجال المحددة إال عند عدم ممارسة
دعوى رفع السقوط داخل أجل سنة من تارٌخ صدور الحكم القاضً بةتح المسطرة كما أنها
9الظهٌر رقم 1.14.193 ،الصادر بتنةٌذ القانون ،113.12نشر فً ج .ر عدد 6328المإرخة فً فاتح ربٌع األخٌر
1436الموافق ل ( ٌ 22ناٌر ) 2115ص .462
10تنص الةقرة األولى من المادة 35من قانون 113.12على ":ال ٌجوز أن تإسس مإسسات االئتمان الموجودة مقارها
االجتماعٌة بالمؽرب إال فً شكل شركة مساهمة ذات رأسمال ثابت ."...
6
من جهة أخرى لم تتوصل بالجرٌدة الرسمٌة حتى تكون على بٌنة من األجل"11وبالتالً فإن
ما نص علٌه المشرع فً المادة 687من مدونة التجارة قبل التعدٌل الجدٌد ٌعتبر إجحافا
حقٌقٌا فً حق الدائنٌن العادٌٌن ،وخاصة إن علمنا أن تارٌخ انطبلق اآلجال بالنسبة للدائنٌن
العادٌٌن هو نةسه تارٌخ نشر إعبلن فتح المسطرة.
ولئلشارة ،فعبلوة على أن التصرٌح للسندٌك بالدٌون ملزم به من طرؾ كل الدائنٌن الذٌن
لهم على المقاولة دٌون تعود إلى ما قبل الحكم بةتح المسطرة فً مواجهة هذه األخٌرة ،ألزم
المشرع على رئٌس المقاولة ،بمقتضى الةقرة األولى من المادة 689من م ت ،بؤن ٌسلم
للسندٌك قائمة مصادقا علٌها بدائنٌه وبمبلػ دٌونه خبلل ثمانٌة أٌام على األكثر بعد صدور
الحكم القاضً بةتح المسطرة وذلك باستثناء الحالة التً تم فٌها فتح المسطرة بناء على
التصرٌح بالتوقؾ عن الدفع الذي ٌقدمه المدٌن تطبٌقا للمادة 561من م ت ،12فمن المبلحظ
من خبلل ما سبق أن المشرع المؽربً قد نص وبشكل متؤخر على ضرورة إعداد رئٌس
المقاولة لقائمة مصادق علٌها بدائنٌه ومبلػ دٌونه ،ألنه كان من األجدر على المشرع
المؽربً أن ٌنص علٌها فً خضم تنصٌصه على المعنٌون بالتصرٌح لما لذلك من فعالٌة
على مستوى تنزٌل المقتضٌات من جهة ،ووحدة مضمون النص من جهة ثانٌة .
وقد جاء القانون 73.17الذي نسخ وعوض الكتاب الخامس من مدونة التجارة قصد تعدٌل
مجموعة من المقتضٌات المتعلقة بالتصرٌح ،لعل أبرزها إلؽاء التمٌٌز بٌن الدائنٌن أصحاب
الضمانات والدائنٌن العادٌٌن من حٌث اإلشعار الذي ٌقدم علٌه السندٌك ولو نسبٌا ،فإذا كان
القانون القدٌم ٌنص فً المادة 686على إشعار السندٌك للدائنٌن أصحاب الضمانات فإن
القانون 73.17جاء بمستجد جدٌد ٌتمثل أساسا فً ما نصت علٌه الةقرة الثانٌة من المادة
719التً جاء فٌهاٌ " :شعر السندٌك الدائنٌن شخصٌا المعروفٌن لدٌه وكذا المدرجٌن
بالقائمة المدلى بها من طرؾ المدٌن والناشئة دٌونهم قبل صدور حكم فتح المسطرة "
والمبلحظ أن المشرع كما استقر على إشعار السندٌك للدائنٌن أصحاب الضمانات ،13جاءت
الةقرة الثانٌة من المادة 719لتمنح نوعا من التوازي بٌن الدائنٌن العادٌٌن وأصحاب
الضمانات من حٌث اإلشعار الذي ٌوجهه السندٌك لكل منهما.
مما ٌحسب للقانون الجدٌد بحق ،هو أنه جاء بتعدٌبلت جوهرٌة وعمٌقة مست الٌة التصرٌح
بالدٌون ،هذه التعدٌبلت أٌقرها المشرع قصد توسٌع نطاق حماٌة الدائنٌن ،فبالنظر إلى ما
حملته المادة 719من القانون ،73.17فإن أوال ما ٌتم مبلحظته فً هذا الصدد هو تقلٌص
11قرار رقم 2111/2643فً الملؾ عدد 2111/72الصادر عن محكمة االستئناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء ،منشور فً
مجلة القانون واألعمال ـ عدد خاص بمساطر صعوبات المقاولة ص .238
12امحمد لةروجً :وضعٌة الدائنٌن فً مساطر صعوبات المقاولة ـ مرجع سابق ـ ص 111ـ .111
13الةقرة الثالثة من المادة 719بعد تعدٌل الكتاب الخامس من م ت بموجب قانون .73.17
7
حاالت عدم علم الدائنٌن بالوضعٌة القانونٌة الجدٌدة لمدٌنهم الخاضع للمساطر الجماعٌة،
فبعدما كانت خطوة اإلشعار الشخصً الذي ٌقوم به السندٌك لمجرد الدائنٌن المقٌدٌن أو
أصحاب اإلٌجار االئتمانً ،فإنه أَضحى بإمكان كافة الدائنٌن االستةادة من شرط اإلشعار
الشخصً للسندٌك حتى بالنسبة للدائنٌن العادٌٌن ،كما انه ٌمكن لكل دائن كٌةما كانت طبٌعة
دٌنه لم ٌعرؾ لدى السندٌك أو لم ٌدرجه رئٌس المقاولة فً القائمة أو لم ٌكن لدٌه دٌن
مضمون بالتقٌٌد واإلشعار ،أن ٌصرح للسندٌك بدٌنه السابق حتى ولو لم ٌشعره هذا
األخٌر ،14ومما استجد ،أن على السندٌك أن ٌمسك سجبل خاصا بتلقً التصرٌحات فً كل
مسطرة حسب الةقرة السادسة من المادة ،719بحٌث ٌكون هذا السجل مرقما وموقعا على
صةحاته من طرؾ القاضً المنتدبٌ ،تضمن فٌه التصرٌحات بالدٌون حسب التارٌخ
التسلسلً لتلقٌها ،وهو ما من شؤنه ضبط عملٌة التصرٌح بالدٌون خاصة فٌما ٌتعلق بتوارٌخ
تلقٌها ،15كما أن هذا السجل سٌمنع أي تحاٌل أو نصب قد ٌقوم به السندٌك ،مثل اصطناعه
نسٌان أحد الدائنٌن ،أو المبلػ المصرح به ،ألن كل المعطٌات ستكون مدونة فً السجل،
وبالتالً فإن هذا السجل ٌلعب دور مهما فً حماٌة حقوق الدائنٌن من احتٌال أو نصب.
وقد طرحت هذه التعدٌبلت إشكاالت متعددة من ضمنها ،تلك التً تثار حول الطرٌقة التً
َسٌر َسل بها اإلشعار ،هل عن طرٌق البرٌد مع اإلشعار بالتوصل ،أو عن طرٌق شخص
ٌعٌنه السندٌ ك وٌكلةه بهذه المهمة ،ومن المبلحظ أٌضا أن المشرع المؽربً من خبلل
تطرقه آللٌة التصرٌح بالدٌون لم ٌشر إال أي طرٌقة ٌتم بها إشعار الدائنٌن المتواجدٌن
خارج التراب الوطنً ،لكن بالعودة إلى المادة 545من مدونة التجارة بعد نسخ وتعوٌض
الكتاب الخامس ،سنبلحظ أن المشرع المؽربً قد نص فً الةقرة األخٌرة منها على " ٌتعٌن
القٌام بجمٌع اإلجراءات المتعلقة بمساطر صعوبات المقاولة المنصوص علٌها فً هذا
الكتاب بطرٌقة إلكترونٌة .وفق الكٌةٌات المحددة بنص تنظٌمً " ،ومما ٌستخلص من هذا
النص أن هناك إمكانٌة إشعار السندٌك للدائنٌن عبر الطرق اإللكترونٌة ،نظرا لةعالٌتها
وجدواها فً مثل هذه األمور ،أما فٌما ٌخص الدائنٌن الذٌن ٌقطنون خارج الوطن فتطبق
علٌهم المادة 16781المتعلق بالولوج إلى المساطر الوطنٌة ،وٌمكن كذلك أثناء إشعار
14عبد الرحٌم شمٌعة :شرح أحكام نظام مساطر معالجة صعوبات المقاولة فً ضوء قانون 73.17ـ مطبعة مكتبة
سجلماسة ،مكناس طبعة 2118ص .221
15عبد الرحٌم شمٌعة :م .س .ص .221
ِٕ16طٛق اٌّبدح " 087حٌنما ٌتوجب إشعار الدائنٌن القاطنٌن داخل تراب المملكةٌ ،وجه نةس اإلشعار إلى الدائنٌن
بالخارج المعروفٌن لدى المحكمة والذٌن لٌس لهم عنوان داخل تراب المملكة ،وٌمكن لها أن تتخذ التدابٌر المناسبة قصد
إشعار الدائنٌن الذٌن ال تتوفر على عناوٌنهم.
ٌوجه هذا اإلشعار إلى الدائنٌن كل على حدة ،ما لم تعتبر المحكمة أنه من األنسب تبعا للظروؾ اللجوء إلى شكل آخر من
أشكال اإلشعار دون الحاجة إلى إنابة قضائٌة أو ؼٌرها من االجراءات المماثلة.
عندما ٌتوجب توجٌه إشعار بةتح المسطرة لدائنٌن ٌقطنون بالخارجٌ ،تعٌن أن ٌشٌر اإلشعار إلى ما ٌلً:
األجل المنصوص علٌه فً المادة 720أعبله للتصرٌح بالدٌون ،مع تحدٌد مكان اإلدالء بهذا التصرٌح؛
8
الدائنٌن المتواجدٌن خارج التراب الوطنً باستعمال الطرق اإللكترونٌة ،كما ٌمكن أٌضا
اللجوء إلى اإلنابة القضائٌة.
ٌمكن القول أن القانون 73.17قد جاء بمجموعة من المستجدات المتعلقة بالٌة التصرٌح
والمعنٌون بها ،قصد توفٌر نوع من الحماٌة التً كان ٌةتقدها الدائنٌن العادٌٌن فً ظل
القانون القدٌم ،وبذلك تجاوز مجموعة من اإلشكاالت التً كانت تطرح على القضاء فً ظل
تمٌٌز المشرع بٌن الدائنٌن أصحاب الضمانات والدائنٌن العادٌٌن ،فإن كان المشرع حقا قد
تجاوز هذا التمٌٌز من خبلل الةقرة الثانٌة من المادة ،719فإنه من األجدر على المشرع أن
ٌلؽً الةقرة الثالثة من المادة 719مادام أن خص الةقرة الثانٌة من نةس المادة لجمٌع
الدائنٌن سواء أصحاب ضمانات أو العادٌٌن.
9
فً المادة 612من مدونة التجارة ،وإنما ٌتعلق األمر بمسطرة واحدة للمعالجة حلت محل
المسطرة السابقة الملؽاة ،وإن كان هذا اإللؽاء ٌطال الوصؾ القانونً للمسطرة فهو ال ٌطال
أثارها المترتبة قانونا ومن ثم ٌلزم االعتداد بسرٌان أجال التصرٌح بالدٌون فً هذه الحالة
كما انطلقت ألول مرة .وحٌث ٌكون بذبك التصرٌح بالدٌن الذي تقدم به الطاعن بتارٌخ 17
فبراٌر 2115فً حدود مبلػ 471.521.38درهم هو التصرٌح المعتبر لوقوعه داخل أجل
الشهرٌن الممتد من 18دجنبر 2114إلى ؼاٌة 18فبراٌر .2115أما باقً التصارٌح
بالدٌون المدلى بها من طرفه فً النازلة فبل تكون جدٌرة باالعتبار مادام أنها جاءت خارج
هذا األجل" ،18وأهم ما ٌستخلص من هذا القرار أن حكم فتح مساطر المعالجة واحد ،وال
تؤثٌر لعملٌة تحوٌل المسطرة من التسوٌة إلى التصةٌة أو العكس ،بل العبرة فً الوقت الذي
حكم فٌه بةتح المسطرة ،والذي ٌلٌه بشكل مباشر نشر حكم فتح المسطرة فً الجرٌدة
الرسمٌة.
ٌعتد المشرع بتارٌخ نشر ملخص لحكم فتح المسطرة بالجرٌدة الرسمٌة وٌعتبره بداٌة
الحتساب أجل التصرٌح بالدٌون إلى السندٌك ،وذلك سواء بالنسبة للدائنٌن القاطنٌن داخل
المؽرب أو ألولئك الذٌن ٌقطنون خارجه ،على أن القاعدة المذكورة ال تطبق سوى على
الدٌون المجردة من الضمانات19أما بخصوص الةئة الحاملة لضمانات أو عقد ائتمان
إٌجاري تم شهرهما فبل ٌمكن موجهتهم بالسقوط ،إذا لم ٌتم إشعارهم شخصٌا من طرؾ
السندٌك وفً موطنهم عند االقتضاء ،وبالتالً ٌبقى من حقهم التصرٌح بدٌونهم فً أي
وقت ،وبناء على ذلك ٌتحرر المدٌن من المدٌونٌة ما لم ٌتم رفع دعوى السقوط حسب المادة
691من القانون القدٌم،20وفً هذا الصدد جاء أحد قراراتها والصادر بتارٌخ 11ماي
2116حٌث تضمن ما ٌلً " :حٌث ولئن كانت المادة 686من مدونة التجارة لم تنص على
شكل خاص إلشعار الدائنٌن الحاملٌن ضمانات أو عقد ائتمان إٌجاري تم شهرهما للتصرٌح
بدٌونهم فإن عبارة اإلشعار الشخصً لهم الواردة بالمادة المذكورة تةترض توصلهم
باإلشعار المذكور بؤٌة وسٌلة ٌتبٌن منها حصوله .وال ٌمكن أن ٌتؤتى إثبات ذلك إال بإدالء
السندٌك بما ٌةٌد توجٌه اإلشعار وتوصلهم به ".21
18قرار عدد 2117/5586الصادر عن محكمة االستئناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء فً ملؾ عدد ،11/17/1716أورده
عبلل فالً .ص 243ـ .244
19امحمد لةروجً :وضعٌة الدائنٌن فً مساطر صعوبات المقاولة ـ مرجع سابق ص .114
2020فاتحة مشماشً :أزمة معالجة صعوبات المقاولة ـ أطروحة لنٌل شهادة دكتوراه الدولة فً الحقوق ـ شعبة القانون
الخاص ـ ج امعة محمد الخامس أكدال ،كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة ـ الرباط ،السنة الجامعٌة 2116ـ
2117ص .241
21القرار عدد 483الصادر عن المجلس األعلى ( محكمة النقض حالٌا ) فً الملؾ التجاري عدد ،2116/1/3/245
منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى ،عدد ،67ماي ،2117ص .126
11
وقد جاء القانون رقم 73.17الذي نسخ وعوض الكتاب الخامس من مدونة التجارة بنةس
المدد التً كانت فً القانون القدٌم ،ؼٌر أن القانون رقم 73.17قد نص وبشكل صرٌح على
أن تارٌخ ابتداء اآلجال هو تارٌخ التوصل باإلشعار من طرؾ السندٌك ،سواء للدائنٌن
المدرجٌن بالقائمة وكذا المعروفٌن لدى السندٌك ،أو سواء الدائنٌن الحاملٌن لضمانات أو
عقد ائتمان إٌجاري تم إشهارهما ،22فٌما أشار المشرع فً الةقرة الثالثة من المادة 721إلى
أن تارٌخ نشر المقرر القضائً بةتح المسطرة بالجرٌدة الرسمٌة ٌشكا بداٌة اآلجال بالنسبة
لباقً الدائنٌن.
ومما ٌجب اإلشارة إلٌه ،هو أن المقتضٌات الختامٌة واالنتقالٌة للقانون رقم 73.17لم تنسخ
أحكام المادة 151من قانون المالٌة لسنة 211723حٌث نصت على أنه " :استثناء من
جمٌع األحكام المخالةة ٌجب على كل الشركة تطلب فتح مسطرة التسوٌة أو التصةٌة
القضائٌة أن تقدم إقرارا بذلك لدى مصلحة الوعاء الضرٌبً التابع لها مكان فرض الضرٌبة
قبل إٌداع طلبها لدى كتابة ضبط المحكمة " ،وٌترتب عن عدم تقدٌم اإلقرار المذكور بدى
مصلحة الوعاء الضرٌبً عدم مواجهة إدارة الضرائب بسقوط الوجبات المرتبطة بالةترة
السابقة لةتح التسوٌة التصةٌة القضائٌة ،وبالتالً فإن هذا المقتضى ٌعتبر نصا خاصا ٌقدم
فً التطبٌق على النص العام وهو المادة 721من مدونة التجارة التً عوضت المادة 686
القدٌمة ،بحٌث أضحت دٌون الخزٌنة العامة بناء علبل ذلك ال ٌسري فً حقها التزام
التصرٌح بها إال من تارٌخ إشعارها من قبل الشركة المةتوحة فً وجهها المسطرة القضائٌة
للتسوٌة أو التصةٌة ،فإن مةاعٌله القانونٌة تبدو محدودة ،فمن جهة فإن هذا المقتضى ٌهم
فقط دٌون الخزٌنة العامة دون بقٌة الدٌون األخرى المضمونة بامتٌاز دون تلك التً تخضع
لنظام خاص باإلشهار كما هو الشؤن بالنسبة لدٌون الضمان االجتماعً ،ومن جهة ثانٌة،
فإن دٌون الخزٌنة العامة ،ال تعةى من التصرٌح سوى باإلشعار ،24وفً هذا الصدد جاءت
أحد األحكام اإلستئنافٌة الصادرة عن محكمة االستئناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء بتارٌخ 15
أكتوبر 2114بما ٌلً ... " :وحٌث أن دٌون الخزٌنة العامة دٌون امتٌازٌة ال ٌعةٌها ذلك
من التصرٌح بدٌنها لدى السندٌك وداخل األجل المنصوص علٌه قانونا ،مادام أن المشرع لم
ٌستثنً دٌون الدولة من إجراء التصرٌح بالدٌن بصةة صرٌحة ،مما ٌتعٌن معه رد الدفع
المثار فً هذا الخصوص".25
22الةقرة األولى والثانٌة من المادة 721من م ت بعد نسخ وتعوٌض الكتاب الخامس من مدونة التجارة.
23قانون المالٌة رقم 431/6للسنة المالٌة 2117الصادر بتارٌخ 31دجنبر 2116ج .ر 5414بتارٌخ ٌ 1ناٌر .2117
24عبد الرحٌم شمٌعة :شرح أحكام نظام مساطر صعوبات المقاولة فً ضوء القانون ،73.17مرجع سابق ـ ص 226ـ
. 227
25حكم استئنافً تجاري عدد 2114/3179الصادر عن محكمة االستئناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء فً ملؾ ( ،322حكم
ؼٌر منشور ) أوردته فاتحة مشماشً فً أطروحتها.
11
وتبقى اآلجال فً نظرنا منطقٌة إلى حد ما ،لكن اإلشكالٌة أساسا تتمثل فً علم الدائنٌن ،فإن
كان الدائنٌن الذٌن وردت أسماءهم فً القائمة التً ٌعدها رئٌس المقاولة إلى جانب الدائنٌن
أصحاب الضمانات ٌتم إشعارهم من طرؾ السندٌك ،حٌث ٌبدأ تارٌخ سرٌان مدة اآلجال
من تارٌخ إشعار السندٌك لهإالء الدائنٌن ،لكن بالنسبة لباقً الدائنٌن فتارٌخ بدأ سرٌان
اآلجال المحددة قانونا للتصرٌح تبدأ من تارٌخ نشر إعبلن فتح المسطرة بالجرٌدة الرسمٌة،
وهذا ما ٌإدي بنا للقول أن المشرع لم ٌتجاوز بعد وبشكل نهائً مسؤلة التمٌٌز بٌن الدائنٌن،
بل ما عمل علٌه هو التقلٌص من الدائنٌن الذي تبدأ أجال التصرٌح بدٌونهم بمجرد نشر
إعبلن فتح المسطرة.
أما فً حالة مرت المدد المحددة قانونٌا بنص المادة ،721دون أن ٌقوم الدائن بالتصرٌح،
فإن اآلثار المترتبة عن ذلك هً سقوط الدٌن ،طبقا للمادة 723من مدونة التجارة بعد نسخ
وتعوٌض الكتاب الخامس بمقتضى القانون ،73.17حٌث حددت مدة ممارسة آجال السقوط
داخل سنة ابتداء من تارٌخ إشعار الدائنٌن الحاملٌن لضمانات أو عقد ائتمان إٌجاري تم
إشهارهما والدائنٌن المدرجٌن بالقائمة المشار إلٌها 577أعبله ،ومن تارٌخ نشر مقرر فتح
المسطرة بالجرٌدة الرسمٌة لباقً الدائنٌن ،26وٌبلحظ أن آجال السنة ٌدخل من ضمنها المدة
المحددة للتصرٌح ،وبمعنى أخر ،فإن مدة السنة التً حددها المشرع لتدارك السقوط تبدأ
بالنسبة للدائنٌن أصحاب الضمانات ،وكذا الدائنٌن المدرجٌن فً القائمة التً ٌعدها رئٌس
المقاولة من تارٌخ إشعارهم من طرؾ السندٌك ،فٌما باقً الدائنٌن فإن تارٌخ بدأ هذه المدة
تكون بمجرد نشر إعبلن فتح المسطرة فً الجرٌدة الرسمٌة ،والجدٌد الذي جاء به القانون
73.17هو أن حدد آجال ثبلثٌن ٌوما بعد تبلٌػ الدائن برفع السقوط قصد التصرٌح بدٌنه،
إضافة أنه قد نص فً الةقرة الخامسة من المادة ،723بؤنه ال ٌواجه بالسقوط الدائنٌن الذٌن
لم ٌتم إشعارهم وفق مقتضٌات المادة 719من مدونة التجارة.
12
رسمً ،27كما ٌستوجب على الدائن تضمٌن التصرٌح الذي ٌقدمه إلى السندٌك بمجموعة
من العناصر األخرى المنصوص علٌها فً المادة 688من مدونة التجارة قبل نسخ الكتاب
الخامس بموجب القانون ،73.17ومن ضمن هذه العناصر ،تلك المتعلقة بإثبات وجود
الدٌن ومبلؽه إذا لم ٌكن ناجما عن سند ،وإن تعذر ذلك ،إذا لم ٌحدد مبلؽه بعد ،مع إرفاق
التصرٌح بجدول اإلثبات ،زٌادة على تبٌان كٌةٌة احتساب الةوائد فً حالة استئناؾ سرٌانها
مع تنةٌذ مخطط االستمرارٌة ،وقد تم التنصٌص على هذه المقتضٌات على اعتبار أن
الدائنٌن الناشئة دٌونهم قبل فتح المسطرة إما أن ٌكون دٌنهم ثابتا بمقتضى حكم صادر قبل
صدور حكم فتح المسطرة ،إال أنه تعذر علٌهم تنةٌذه ألن مقتضٌات المادة 653من مدونة
التجارة تمنع كل إجراء للتنةٌذ ٌقٌمه الدائنون المذكورون على المنقوالت والعقارات ،فهم
ٌرفقون تصرٌحهم بالحكم المحدد لمبلػ الدٌن ،وإما أن ٌكونوا أقاموا دعوى باألداء قبل
صدور حكم فتح المسطرة ،وفً هذه الحالة فإن تلك الدعوى توقؾ إلى حٌن تصرٌحهم
بدٌنهم وتواصل أنداك بقوة القانون بعد استدعاء السندٌك بصةة قانونٌة وفً هذه الحالة فإن
التصرٌح ٌتم إرفاقه بما ٌةٌد وجود الدعوى المذكورة كما ٌجب تضمٌنه اإلشارة إلى
المحكمة المرفوع أمامها النزاع؛ أما إذا كان الدائن لم ٌتقدم بؤي دعوى وال صدر لةائدته
حكم قبل صدور الحكم بةتح المسطرة فإنه ٌصرح بدٌنه مرفقا بالوثائق المثبتة لوجود الدٌن
وٌمكن تقدٌمها على شكل نسخ ،ؼٌر أنه ٌمكن للسندٌك أن ٌطالبه باإلدالء بؤصولها أو
بوثائق تكمٌلٌة حتى ٌتم تحقٌق الدٌن وتحدٌد مبلؽه باالستناد علٌها ،28،وفً هذا اإلطار جاء
أحد قرارات المجلس األعلى ( محكمة النقض حالٌا ) " ...إن المستؤنؾ وإن كان التمس
حةظ حقه فً التصرٌح بدٌون الحقة ،إال أن هذا الحق ٌتعٌن ممارسته داخل األجل القانونً
لكون الةقرة الثانٌة للمادة 686من مدونة التجارة توجب بالتصرٌح بالدٌن ولم لم ٌكن مثبتا
بسند ،كما أن هذا الدٌن ٌجب أن ٌكون محددا حسب ما تقضً به المادة 688من نةس
المدونة التً تنص على وجوب أن ٌشمل التصرٌح بالدٌن العناصر التً من شؤنها أن تثبت
وجوده ومبلؽه إذا لم ٌكن ناجما عن سند ،وإن تعذر ذلك تقٌٌما للدٌن ،إذ لم ٌحدد مبلؽه بعد،
وألن مقتضٌا مدونة التجارة تجٌز التصرٌح بالدٌون ؼٌر المثبتة بسند ولو بشكل تقٌٌمً،
دون تخصٌص لنوع هذه الدٌون التً قد تكون عادٌة أو لمإسسات عمومٌة".29
كما على التصرٌح أن ٌشمل الكٌةٌة التً سٌتم احتساب الةوائد فً حالة استئناؾ سرٌانها مع
تنةٌذ مخطط االستمرارٌة ،على اعتبار أن وقؾ سرٌان الةوائد القانونٌة واالتةاقٌة الذي
ٌترتب عن حكمة فتح المسطرة وفقا للمادة 659من مدونة التجارةٌ ،كون مإقتا فقط ،بحٌث
13
بمجرد ما ٌتم إصدار حكم باعتماد مخطط االستمرارٌة ،إال وتستؤنؾ الةوائد سرٌانها ،وذلك
وفقا للمادة 661من مدونة التجارة ،كما على الدائن أن ٌشٌر إلى المحكمة التً رفعت إلٌها
الدعوى إن كان الدٌن موضوع نزاع قبل صدور حكم فتح المسطرة.
وٌبلحظ أن المشرع من خبلل قانون 73.17القاضً بنسخ وتعوٌض الكتاب الخامس من
مدونة التجارة قد أبقى على نةس العناصر المتعلقة بمضمون التصرٌح ،دون أن ٌجري
علٌها أي تؽٌٌر ،فالمتمعن فً المقتضٌات الواردة فً المادة 721من القانون 73.17التً
عوضت المادة 688من القانون القدٌم سٌجدها متطابقة.
أما فٌما ٌخص الشكل ،فبالعودة إلى المادة 13من القانون 3053.95المحدث للمحاكم
التجارٌةٌ ،عتبر التصرٌح بالدٌون طلبا قضائٌا ٌجب أن ٌتم وفق طلب كتابً ،مرفوع وموقع
من قبل المحامً ،لكن بالرجوع إلى مقتضٌات مدونة التجارة بعد نسخ وتعوٌض الكتاب
الخامس بموجب القانون 73.17فبل نجد أن هناك مقتضٌات تنص على ضرورة أن ٌتخذ
التصرٌح بالدٌن شكبل معٌنا ،مثبل وضعه فً كتابة الضبط بالمحكمة التجارٌة المةتوحة
أمامها مسطرة المعالجة أو بصندوق المحكمة ،وهذا ما أكده المجلس األعلى ( محكمة
النقض حالٌا ) فً أحد قراراته الذي جاء فً حٌثٌاته " حٌث أنه وبمقتضى المادتٌن 686
و 31687من م ت فإن كل الدائنٌن الناشئة دٌونهم قبل صدور الحكم بةتح المسطرة ٌوجهون
التصرٌح بدٌونهم إلى السندٌك داخل أجل شهرٌن ابتداء من تارٌخ نشر الحكم المذكور
بالجرٌدة الرسمٌة ولٌس هناك أي مقتضى قانونً ٌةرض توجٌه التصرٌح المذكور وفق
شكلٌات معٌنة من قبٌل وضعه بكتابة الضبط أو الصندوق القضائً ،32"...وٌستةاد من
حٌثٌات هذا القرار ومن مقتضٌات مدونة التجارة أن للدائن كامل الحرٌة فً اختٌار الشكل
المناسب للتصرٌح بدٌنه ،لكن مادام أن مقتضٌات المادة 721من مدونة التجارة بعد نسخ
مقتضٌات الكتاب الخامس بموجب القانون 73.17قد نصت على ضرورة توفر مجموعة
من العناصر فً التصرٌح ،وقصد حماٌة الدائنٌ ،بقى القالب الكتابً للتصرٌح هو األكثر
نجاعة فعالٌة ،ألنه هناك عناصر ضرورٌة ٌجب تضمٌنها فً التصرٌح تستوجب الكتابة.
ولئلشارة فإن القانون رقم 73.17قد نص على ضرورة مسك السندٌك بشؤن كل مسطرة
سجبل خاصا وموقعا على صةحاته من طرؾ القاضً المنتدب ،تضمن فٌه التصرٌحات
30ظهٌر شرٌؾ رقم 1.95.65الصادر فً 4شوال 12 ( 1417فبراٌر ) 1997القاضً بتنةٌذ القانون رقم 53.95
المتعلق بإحداث المحاكم التجارٌة.
31بموجب القانون رقم 73,17الذي نسخ وعوض الكتاب الخامس من مدونة التجارة أًصبحت كبل المادتٌن 686و 687
تخمبلن رقم 719و 721على التوالً.
32القرار عدد 288الصادر عن المجلس األعلى فً الملؾ التجاري عدد 2114/1/3/1213ـ منشور بمجلة قضاء
المجلس األعلى ،العدد 64ـ ،65ص .228
14
بالدٌون حسب التارٌخ التسلسلً لتلقٌها ،33األمر الذي سٌنعكس إٌجابا على الدائن الذي
سٌكتةً فً هذه الحالة على عرض قٌمة الدٌن ،والعناصر األخرى التً ٌتضمنها التصرٌح
مع إلزامٌة التوقٌع من طرؾ الدائن ،وتنتهً العملٌة بتسلٌم السندٌك للدائن وصل ٌثبت قٌامه
بعملٌة التصرٌح هذه.
33الةقرة السادسة من المادة 719من مدونة التجارة بعد تعدٌلها بمقتضى القانون .73.17
15
أفرزه واقع العمل والممارسة القضائٌة ،وٌتمثل فً ضرورة تعلٌق حكم فتح المسطرة فً
صبورات المحاكم ،إضافة إلى نشر هذا الحكم فً الموقع اإللكترونً للشركة المةتوحة
ضدها المسطرة ،تكرسا للةقرة األخٌرة من المادة 34545من مدونة التجارة بعد تعدٌل
الجدٌد.
وثانً هذه اإلشكاالت ،هً السندٌك بصةته المكلؾ بتلقً التصرٌحات بالدٌون ،وفً ظل
ؼٌاب أي إطار قانونً للسنٌدك إلى حدود الساعة ،أو تؤطٌر قانونً اقتصادي للسندٌك ،فإن
التساإل الذي ٌةرض نةسه وبإلحاح :هل للسندٌك الذي تنعدم فٌه شروط التكوٌن القانونً
واالقتصادي القدرة على تحقٌق نوع من التوازن بٌن مهامه ؟ ولعل من أبرز هذه المهام هً
تلقً التصرٌح بالدٌون ،والمسائل المتعلقة بها ،فمثبل ٌؤتً دائن من دائنً المقاولة للسندٌك
قصد التصرٌح بدٌونه ،فٌعرض علٌه مجموعة من المعطٌات المتعلقة بالدٌن ،ومن ضمن
هذه المعطٌات كٌةٌة احتساب الةوائد ،35فإذا كان السندٌك ؼٌر مإهل على المستوى
االقتصادي ،أي أنه ال ٌمتلك القدرات العلمٌة التً تتٌح له تضمٌن كٌةٌة حساب الةوائد بعد
استئناؾ سرٌانها ،سنكون هنا أمام احتمالٌن ،أولهما أنه سٌضر الدائن ،وبالتالً انقبلب آلٌة
التصرٌح من آلٌة تم تشرٌعها لحماٌة الدائنٌن ،آللٌة نتج عنها اإلضرار بالدائنٌن لخطؤ
ارتكبه السندٌك أثناء عملٌة تلقً التصرٌحات ،وثانً هذه االحتماالت فٌتمثل فً اإلضرار
بالمقاولة عن طرٌق تضمٌن التصرٌح لةوائد أكثر من المتةق علٌها ،أو ٌدونها السندٌك فً
السجل الخاص لتدوٌن التصرٌحات بشكل خاطئ ،األمر الذي سٌنعكس سلبا على المقاولة
أثناء استئناؾ سرٌان الةوائد ،ولذلك كان على المشرع أن ٌحدد شخص أخر ؼٌر السندٌك
لتلقً التصرٌحات بالدٌون نظرا لما لها من أهمٌة من جهة ،ونظرا لما تحتاجه من تدقٌق
للمعلومات المتعلقة بالدٌون من جهة ثانٌة.
ومن جانب أخر فإن السندٌك ٌكون منشؽبل بؤمور أخرى فً فترة إعداد الحل ،مثل رئاسة
جمعٌة الدائنٌن ،التسٌٌر الجزئً أو الكلً للمقاولة ،وؼٌرها من األمور التً قد تمنعه من
توفٌر وقت معٌن لتلقً التصرٌحات ،وإن افترضنا وجود هذا الوقت فالمشرع المؽربً لم
ٌعٌن المكان الذي سٌقصده الدائنٌن قصد التصرٌح بدٌونهم للسندٌك ،هل المحكمة التجارٌة
التً أصدرت الحكم بةتح المسطرة ،أم المقر االجتماعً للمقاولة ؟ .لذلك لزاما على المشرع
34تنص الةقرة األخٌرة من المادة 545من مدونة التجارة بعد نسخ مقتضٌات الكتاب الخامس بموجب قانون 73.17
علىٌ ":تعٌن القٌام بجمٌع اإلجراءات المتعلقة بصعوبات المقاولة المنصوص علٌها فً هذا الكتاب بطرٌقة إلكترونٌة .وفق
الكٌةٌات المحددة بنص تنظٌمً".
35هذه الحالة تخص عبلقة مإسسات االئتمان مع المقاوالت ،حٌث تلجؤ هذه األخٌرة إلى اقتراض مبالػ معٌنة من مإسسات
االئتمان قصد تنمٌة مشارٌعها ،مما ٌتعٌن على مإسسة االئتمان والمقاولة االلتزام بالةوائد المحددة قانونٌا أو االتةاق على
نسبة معٌنة من الةوائد ،لكن بعد الحكم بةتح المسطرة ٌتم وقؾ سرٌان هذه الةوائد ،طبقا للمقتضٌات الواردة المادة 692
من مدونة التجارة بعد نسخ وتعوٌض الكتاب الخامس بموجب القانون رقم 73.17حٌث نص فٌها المشرع علىٌ " :وقؾ
حكم فتح المسطرة سرٌان الةوائد القانونٌة واالتةاقٌة وكذا كل فوائد التؤخٌر وكل زٌادة " ،الشًء الذي ٌطرح كٌةٌة
احتساب هذه الةوائد بعد استئناؾ سرٌانها.
16
إذا أراد حماٌة الدائنٌن فعبل عبر االلٌات المختلةة التً شرعها ،أن ٌقوم بصٌاؼة نص
تشرٌعً جدٌد ٌضمن فٌه ما ٌسمى بوكٌل الدائنٌن ،حٌث تسند إلٌه مهمة تلقً التصرٌح
بالدٌون ،مع ضرورة إخبار الدائنٌن بكل ما ٌستجد حول وضعٌة المقاولة.
هً إشكاالت متعددة تطرحها الٌة التصرٌح بالدٌون ،ال سواء فً القانون القدٌم ،أو فً
القانون الجدٌد رقم ،73.17هذه اإلشكاالت تنبع أساسا من عدم اهتمام المشرع المؽربً بما
ٌقره االجتهاد القضائً ،لكون أن هذا األخٌر بدوره ٌعتبر مصدرا من مصادر القانون،
ولعل عدم اهتمام المشرع المؽربً بؤهمٌة الممارسة القضائٌة بشكل عام ،واالجتهاد
القضائً بشكل خاص ،جعل منه مشرعا ذو عقلٌة اقتباسٌة ،وبمعنى أخر أن المشرع
المؽربً الزال متشبثا بةلسةة اإلسقاط التً تتجسد فً رجوعه الدائم إلى القانون الةرنسً
القتباس النصوص وتنزٌلها فً بٌئة ؼٌر البٌئة التً أفرزتها ،األمر الذي ٌنتج عنه التؽٌٌر
الدائم والمستمر للنصوص القانونٌة ،ألن طبٌعة هذه النصوص ال تتبلءم مع الواقع
االقتصادي فً المؽرب ،والذي ٌحركه فاعلٌن ،لٌسوا هم أنةسهم الةاعلٌن فً فرنسا أو فً
باقً الدول ،وخاصة فً المجال االقتصادي الذي تشهد بنٌته تكونا بطٌئا ،إلى درجة أننا
مازلنا نطرح سإال :متى اإلقبلع االقتصادي ؟ لذلك كان على المشرع أن ٌتمهل فً اقتباس
النصوص التشرٌعٌة من فرنسا ،أو حتى إن اقتبساها كان علٌه إخضاعها للواقع االقتصادي،
حتى تكون هناك نوعا من المبلئمة بٌن الواقع والنص ،وبالتالً إمكانٌة خلق مناخ قانونً
مبلئم ومتمٌز ،ال سواء للمقاوالت أو الدائنٌن.
36فاتحة مشماشً :أزمة مساطر صعوبات المقاولة :أطروحة لنٌل الدكتوراه فً القانون الخاص ـ مرجع سابق ـ ص
.241
17
تشرٌعه لآللٌة التصرٌح ،وهو حماٌة الدائنٌن ،وهو هدؾ خاصٌ ،إطر ضمن هدؾ عام
هو حماٌة المقاولة وضمان استمرارٌة نشاطها ،لكن المتمعن فً المقتضٌات المتعلقة بالٌة
التصرٌح ،سٌستشؾ دون أدنى شك أن هذه اآللٌة لٌست بحق آلٌة تضمن حقوق الدائنٌن،
بقدر ما أنها مجرد آلٌة ٌتم عبرها التصرٌح بالدٌون دون الحصول علٌها ،أو الحصول
ضمانات تخولهم فٌما بعد الحصول على دٌونهم ،ولهذا فإن جدوى هذه اآللٌة ال تتعدى أن
تكون مجرد أداة لزرع نوع من الطمؤنٌنة فً روح الدائنٌن الذٌن دائما ما ٌتوجسون من
الوضعٌة المالٌة واالجتماعٌة والقانونٌة التً تمر منها المقاولة بعد حكم المحكمة بةتح
المسطرة ،ولعل الجدوى الوحٌدة التً ٌمكن الحدٌث عنها بالنسبة للدائنٌن هً علمهم بوضع
المقاولة ،األمر الذي ٌجعلهم على بٌنة من أمرهم.
ومن جانب أخر فإن آلٌة التصرٌح وما ٌتخللها من إجراءات ،وآجال ،وما ٌتبعها أٌضا من
آلٌات أخرى تعتبر مكملة لآللٌة التصرٌح بالدٌون ،لٌس سوى وسٌلة أو وسائل لتوفٌر الوقت
الكافً إلعداد الموازنة المالٌة االقتصادٌة واالجتماعٌة من طرؾ السندٌك قصد إقرار
الوضعٌة الحقٌقٌة للمقاولة ،وبالتالً إقرار مسطرة التسوٌة أو التصةٌة القضائٌة حسب
الحاالت.
18
نستوعب هذه اآللٌة أكثر ،فإننا فً البداٌة سنتطرق لمسطرة التحقٌق ( أوال ) ومن ثم نعرج
لتناول حاالت اإلعةاء منها ( ثانٌا ).
37عبد الرحٌم شمٌعة :شرح أحكام نظام مساطر معالجة صعوبات المقاولة فً ضوء قانون 73.17ـ ص .236
38المادة 726من مدونة التجارة بعد نسخ وتعوٌض مقتضٌات الكتاب الخامس.
19
رسالة مضمونة الوصول مع اإلشعار بالتوصل تبٌن سبب النزاع ودعا الدائنة إلى تقدٌم
شروحاتها خبلل اجل ثبلثٌن ٌوما كما ٌتجلى من الرسالة المإرخة فـً 18دجنبر 2115إال
أن الدائنة (الطاعنة) لم تقدم الرد داخل هذا األجل وبالتالً ال تقبل منها أٌة منازعة الحقة
القتراح السندٌك طبقا لما نصت علٌه المادة 693من م ت وأن األمر المتخذ الذي رتب
على ذلك رفض الدٌن المصرح به من طـرؾ قـابض إدارة الـضرائب اإلسماعٌلٌةٌ ،كون
قد خالؾ القانون أو اخطؤ فً تطبٌقـه ممـا ٌوجـب رد االستئناؾ لعدم قٌامه على أساس
وتؤٌٌد األمر المستؤنؾ لمصادفته الصواب ".39
وفً قرار أخر صادر عن محكمة االستئناؾ التجارٌة بتارٌخ 23نونبر 2111نجد أنه
تضمن ما ٌلً " :حٌث تعٌب الطاعنة على األمر المستؤنؾ مخالةته لمقتضٌات الةصلٌن
693و 694من م.ت وشابته عدة خروقات تتمثل فً عدم استدعاء السندٌك لرئٌس
المقاولة وإعبلمه بنتٌجة تحقٌق الدٌون وكذا إعداد مبلحظاته حول قبول الدٌون أو رفضها،
وان القاضً المنتدب بت فً دٌن رؼم وجود دعوى جارٌة بشؤنه ورؼم أنها أدت منه
ملٌون درهم ،وان دٌن الشركة لوموان وشركة مارسود ؼٌر ثابت نظرا الرتةاع األثمنة
وانخةاض الجودة ملتمسة أساسا إلؽاء األمر المستؤنؾ واحتٌاطٌا إجراء خبرة حسابٌة .حٌث
انه بالرجوع إلى األمر المتعلق بتحدٌد الدٌون مناط االستئناؾ نجده وكما ادعت ذلك
الطاعنة قد جاء مخالةا لمقتضٌات الةصلٌن 693و 694من م.ت اذ ال ٌوجد بالملؾ ما ٌةٌد
أن السندٌك استمع لرئٌس المقاولة حول الدٌون مناط التحقٌق وانه ترتب عن ذلك حصر
دٌن شركة ش ن ك فً مبلػ 83،1.821.748درهم رؼم إقرار هذه األخٌرة نةسها من
خبلل جوابها بؤنها توصلت بمبلػ ملٌون درهم من السندٌك وان المبلػ المتبقً الزال محل
دعوى رائجة .وكذلك تبٌن من خبلل قائمة الدٌون أن بعض الدٌون قبلت فقط فً جزء منها
وان الجزء الذي تم رفضه لم ٌبرر رفضه هل لسقوط األجل أم لشًء آخر .وحٌث انه
اعتبارا لما ذكر ولكون مسطرة تحقٌق الدٌون جاءت مخالةة لمقتضٌات الةصلٌن أعبله
ٌتعٌن التصرٌح بإلؽاء األمر المتعلق بتحقٌق الدٌون والحكم من جدٌد بإرجاع الملؾ إلى
السٌد القاضً المنتدب قصد البت فٌه طبقا للقانون بدون صائر".40
39قرار عدد 61الصادر عن محكمة االستئناؾ التجارٌة بةاس فً ملؾ عدد 2117/51ـ منشور بالموقع اإللكترونً،
عدالة ـ البوابة القانونٌة والقضائٌة لوزارة العدل والحرٌات بالمملكة المؽربٌة.
تم اإلطبلع فً ٌوم 11دجنبر 2118على الساعة .17:12
40قرار عدد 78/2111الصادر عن محكمة االستئناؾ بالدار البٌضاء فً ملؾ 2349/2111/11منشور الرابط التالً :
http://adala.justice.gov.ma/production/jurisprudence/ar/tribunaux_de_commerce/casablan
ca/1999/1999%D8%B5%D8%B9%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D
.9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%84%D8%A9.htm
تارٌخ اإلطبلع 11 :دجنبر 2118على الساعة .18:13
21
أما بالنسبة لدٌون األجراء ،ووفق مقتضٌات المادة 728من مدونة التجارة بعد التعدٌل
الجدٌد ،فإن السندٌك ٌقوم بنةسه وبمساعدة رئٌس المقاولة وبعد استطبلع رأي مندوبً
األجراء وذلك داخل اآلجال المنصوص علٌه فً المادة 727من نةس المدونة ،وٌتوخى
المشرع من خبلل إدراجه لؤلجراء ضمن مسطرة تحقٌق الدٌون ،هو ضمان أكبر حماٌة
ممكنة لؤلجراء ،وهنا نةهم لما استثناهم المشرع من آلٌة التصرٌح ،فمن جهة ألن دٌونهم
قائمة وال داعً للتصرٌح بها ،ومن جهة ثانٌة فإن المقاوالت الكبٌرة تضم عددا هائبل من
األجراء ،األمر الذي ٌستلزم وقتا كبٌرا إلجراء التصرٌح ،ومن ثم فإن خضوع األجراء
آللٌة تحقٌق الدٌون لٌس سوى إجراء ٌرموا إلى تحدٌد خصوم المقاولة.
وٌبلحظ أن من خبلل القرارات أعبله أن السندٌك ٌلعب فعبل دورا حٌوٌا فً مسطرة
التحقٌق ،لكن هذا الدور ٌظل دائما مرهونا بمدى موافقة القاضً المنتدب على ما ٌتخذه من
قرارات ،وما ٌقترحه من اقتراحات ،وبالتالً ٌمكن لنا القول أن سلطة السندٌك مقٌدة بما
ٌتخذه القاضً المنتدب من مقررات ٌراها من وجهة نظره وبناء على المعطٌات المتوفرة
لدٌه صحٌحة ،ولذلك فالدٌن ال ٌتم رفضه أو قبوله إال من خبلل ما ٌقرره القاضً ،فٌما ما
ٌقوم به السندٌكٌ ،نحصر فً مجرد اقترحات.
41ظهٌر شرٌؾ رقم 1.11.175صادر فً 28محرم 13 ( 1421ماي ) 2111بتنةٌذ القانون رقم 15.97بمثابة مدونة
تحصٌل الدٌون العمومٌة.
42المادة 729من مدونة التجارة بعد نسخ وتعوٌض مقتضٌات الكتاب الخامس بموجب قانون .73.17
21
المنتدب فً األمر الذي ٌصدره بقبول الدٌن من ثبوت الدٌن المصرح به ومن جمٌع وسائل
اإلثبات التً ٌدعم بها المصرح طلبه والتً تختلؾ فً الؽالب بحسب طبٌعة الدٌن وشخص
المصرح أي بحسب ما إذا كان األمر ٌتعلق بإدارة عمومٌة أو دائن مرتهن أو ؼٌرهم،43
ومن وسائل اإلثبات التً ٌعتد بها لقبول الدٌن ،نجد صدور حكم قضائً قضى لةائدة
المصرح بمبلػ معٌن قبل تارٌخ حكم فتح المسطرة ،وقد جاء فً هذا الصدد أمر صادر عن
السٌد القاضً المنتدب بالمحكمة التجارٌة بمكناس بتارٌخ 18ماي 2005متضمنا ما
ٌلً ":حٌث أنه بخصوص التصرٌح األول بالدٌن فقد صرحت الدائنة بصةة قانونٌة بمبلػ
2.266.679.01درهم لدى السندٌك باعتباره هو الدائن المترتب فً ذمة الشركة
موضوع التسوٌة القضائٌة .وحٌث نازع رئٌس المقاولة فً مبلػ الدٌن مإكدا أنه موضوع
دعوى أمام المحكمة التجارٌة بمكناس.وحٌث أدلت الدائنة بجلسة 27أبرٌل 2005بمذكرة
أكدت من خبللها أن الدٌن الثابت فً حدود مبلػ 2.160.118.08تحت عدد 137فً
الملؾ 4/03/571والذي أرفقت مذكرتها بنسخة منه ،متراجعة بذلك عن تمسكها بمبلػ
2.266.679.01درهم المصرح به ،وحٌث أن ال دلٌل بالملؾ على استئناؾ الحكم أعبله
للقول بمعاٌنة دعوى جارٌة ،مما ٌتعٌن معه قبول الدٌن المحصور بمقتضى هذا الحكم وذلك
باعتباره مكتسبا لقوة الشًء المقضً به تطبٌقا للةصل 451من ق.ل.ع " ،44وتبلػ
المقررات بقبول الدٌون ؼٌر المنازع فٌها إلى الدائنٌن برسالة عادٌة .وٌحدد التبلٌػ المبلػ
45
الذي قبل الدٌن من أجله من جهة والضمانات واالمتٌازات التً قرن بها من جهة أخرى
وٌستخلص مما سبق أن قبول الدٌن جزئٌا أو كلٌا ٌكون نتٌجة لقوة وسائل اإلثبات التً ٌتم
تقدٌمها من طرؾ الدائنٌن الذٌن ٌصرحون بدٌونهم فً مرحلة التصرٌح ،ولذلك فإن قبول
الدٌن من عدمه ٌكون ؼالبا مرتبط بما قدمه الدائن من وثائق ومستندات تإكد مدى أحقٌته
فً الدٌن الذي صرح به ،فكلما كانت وسائل اإلثبات صحٌحة من حٌث الشكل ومعتد بها من
طرؾ القاضً المنتدب كلما كانت إمكانٌة قبول الدٌن واردة.
ــ حالة عدم االختصاص أو معاٌنة وجود دعوى جارٌة :حٌنما ٌبت القاضً المنتدب فً
االختصاص أو فً دٌن منازع فٌه من طرؾ المقاولة أو الدائن ،وٌستدعٌهما كاتب الضبط
برسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل ،وٌشعر كاتب الضبط األطراؾ بمقررات عدم
االختصاص أو بالمقررات التً تبت فً المنازعة فً الدٌن داخل أجل ثمانٌة أٌام برسالة
مضمونة مع اإلشعار بالتوصل ،46وقد جاءت المادة 730التً عوضت المادة 696لتإكد
22
على ضرورة إشعار كاتب الضبط األطراؾ لمقررات عدم االختصاص أو بالمقررات التً
تبت فً المنازعة فً الدٌن داخل أجل ثمانٌة أٌام بجمٌع الوسائل المتاحة قانونٌا ،نبلحظ هنا
أن المشرع لم ٌقتصر على رسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل ،بل أدخل كل الوسائل
المتاحة قانونٌا ،والتً ٌتم بها إشعار األطراؾ المعنٌة بتلك المقررات ،وهذا التوسع فً
الوسائل مةٌد بالنسبة للدائنٌن نظرا للعراقٌل التً تعترض رسالة المضمونة مع اإلشعار
بالتوصل ،هذا من جهة ،ومن جعة ثانٌة نجد أن المشرع قد ساٌر نوعا ما التطور
التكنولوجً الذي ٌعرفه العالم عبر ما نص علٌه فً الةقرة األخٌرة من المادة 545من
مدونة التجارة بعد نسخ وتعدٌل مقتضٌات الكتاب الخامس من مدونة التجارة بمقتضى
القانون 73.17التً نصت على ضرورة تةعٌل الطرق اإللكترونٌة فً كل اإلجراءات
المتعلقة بمساطر صعوبات المقاولة.
وال ٌعنً المقرر الصادر عن السٌد القاضً المنتدب والقاضً بعدم االختصاص الرفض
الكلً لطلب تسجٌل الدٌن بصةة نهائٌة ،إذ أن مقرر عدم االختصاص قرار مإقت ٌبقى معه
حق األطراؾ قائما فً المطالبة بإدراج دٌنهم ضمن قائمة الدٌون عند ثبوته أمام الجهة
المختصة والمعروض علٌها النظر فً ذلك ،47أو بمعنى أخر ال ٌعنً إقرار القاضً
المنتدب بعدم االختصاص ،هو رفض للدٌن ،بل ٌظل حق الدائن قائما إلى ؼاٌة بت المحكمة
فً الدعوى الجارٌة التً ٌكون موضوعها نزاع حول الدٌن ،فةً حالة كان الحكم أو القرار
الصادر من طرؾ المحكمة فً الصالح الدائن ،فإن على القاضً المنتدب قبول الدٌن نظرا
لكون أن المقرر القضائً ٌعتبر أهم الوسائل التً ٌمكن إثبات الدٌن بها ،وفً حالة حكم
المحكمة لصالح المدٌن ـ المقاولة ـ فإن القاضً المنتدب هو األخر علٌه رفض الدٌن
انسجاما وما حكمت به المحكمة.
ــ حالة رفض الدٌن :فةً هذه الحالة ٌقرر القاضً المنتدب رفض الدٌن المصرح به متى لم
ٌتم اإلدالء بالوثائق المثبتة له رؼم إنذاره بذلك مثبل ،على اعتبار أن المصرح ٌكون ملزما
وفق مقتضٌات القانونٌة المتعلقة بالٌة التصرٌح وخاصة المادة 720من مدونة التجارة
الحالٌة ،ومقتضٌات المادة 688من مدونة التجارة قبل نسخ مقتضٌاتها بمقتضى القانون
رقم ،73.17حٌث أكدتا كبل المادتٌن ،ال سواء الجدٌدة وال القدٌمة على ضرورة إرفاق
الدائنٌن أثناء تصرٌحهم بالدٌون كل الوثائق التً تثبت أحقٌتهم بالدٌن الذٌن ٌطالبون به ،أو
كل الوثائق التً من شؤنها إثبات عبلقة المدٌونٌة بٌن المقاولة والدائن ،فةً حالة عدم وجود
هذه الوثاق أو عدم كةاٌتها او عدم جدوها العتبار من االعتبارات ،فإن للقاضً المنتدب
السلطة الكاملة فً رفض الدٌن.
23
وٌمكن للدائنٌن ورئٌس المقاولة إضافة إلى السندٌك ،الطعن فً مقررات التً تصدر عن
القاضً المنتدب ،طبقا لما نصت علٌه المادة 731من مدونة التجارة ،حٌث ٌعرض الطعن
ضد أوامر القاضً المنتدب على أنظار محكمة االستئناؾ ،وٌكون الطعن داخل أجال خمسة
عشر ٌوما من تارٌخ اإلشعار ،بالنسبة لكل من الدائن ورئٌس المقاولة ،فٌما تبدأ اآلجال عند
السندٌك من التارٌخ الذي أصدر فٌه القاضً المنتدب لؤلمر ،إال أنه ال ٌمكن للدائن الذي
وقع نزاع فً دٌنه كبل أو بعضا والذي لم ٌرد داخل األجل القانونً على الرسالة الموجهة
إلٌه من طرؾ السندٌك ،تطبٌقا ألحكام الةقرة الثانٌة من المادة 730من مدونة التجارة ،أن
ٌطعن فً أمر القاضً المنتدب المإٌد القتراح السندٌك.
24
الطعون التً ٌقرها القانون ،مما ٌإدي إلى حماٌة حقوق الدائنٌن من جهة ،وحقوق المقاولة
من جهة ثانٌة ،كما ٌمكن أٌضا أن تنقل هذه اآللٌة إلى عكس المرجو منها ،فً حالة ما إن
استؽلت فً قالب مزٌؾ وؼٌر ذي جدوى.
وقد نصت المادة 734من مدونة التجارة على " ٌمكن لؤلشخاص المعنٌٌن أن ٌقدموا
تعرض الؽٌر الخارج عن الخصومة على المقررات الصادرة عن المحاكم المنصوص
علٌها فً الةقرتٌن األولى والثالثة من المادة 731أعبله والمضمنة فً قائمة الدٌون.
كما ٌمكن للدائنٌن أن ٌقدموا تعرضا على أي دٌن مسجل فً القائمة المنصوص علٌها فً
المادة 732أعبله " وٌجب أن ٌقدم هذا التعرض كما نصت نةس المادة فً آجال خمسة
عشر ٌوما من تارٌخ النشر فً الجرٌدة الرسمٌة المشار إلٌه فً المادة ،732ووفق المادة
735من مدونة التجارة فإن القاضً المنتدب هو الذي ٌبت فً التعرض أو التعرض الؽٌر
الخارج عن الخصومة بعد االستماع إلى السندٌك واألطراؾ ذات المصلحة أو بعد
استدعائهم بصةة قانونٌة ،وفً هذا الصدد جاء أحد قرارات المجلس األعلى ( محكمة
النقض حالٌا ) بتارٌخ 26أكتوبر 2005بما ٌلً... " :وأشارت المادة 697من نةس
مدونة التجارة إلى أن األوامر الصادرة عن القاضً المنتدب التً هً جزء من المقررات
الصادرة بشؤن التسوٌة القضائٌة والتصةٌة القضائٌة ٌ...طعن فٌها بالتعرض الؽٌر الخارج
عن الخصومة أمام نةس الجهة المصدرة لها ،وٌطعن فٌها باالستئناؾ ،ال بالتعرض أمام
المحكمة التجارٌة المةتوحة أمامها مسطرة الصعوبة ،باعتبار أن التعرض على المقررات
الؽٌابٌة الصادرة عن المحاكم التجارٌة ٌتم أمام نةس الجهة المصدرة له،ولٌس أمام محكمة
المسطرة وهو أمر ؼٌر منصوص قانونا .والمحكمة باعتبارها أن استئناؾ أمر القاضً
المنتدب بتحدٌد أتعاب السندٌك قبل التعرض علٌه أمام المحكمة التجارٌة ؼٌر مقبول شكبل،
اعتمادا منها على ما سار علٌه بعض الةقهٌ ،كون قراراها ؼٌر مستند على أساس قانونً،
فؤتى متسما بنقص التعلٌل المعتبر بمثابة انعدامه ،مما ٌعرضه للنقض".48
25
العملٌة لعدم كةاٌة األصول و ذلك تةادٌا للزٌادة فً المصارٌؾ القضائٌة وكثرة الطعون
وضٌاع الوقت فٌما ال ٌنةع الدائنٌن ،مما ٌإدي إلى إرهاق المقاولة ،49األمر الذي سٌإدي
بصٌؽة أو بؤخرى إلى إهدار الوقت ،المقاولة فً أمس الحاجة إلٌه نظرا لآلجال المحدودة
التً نصت علٌها المقتضٌات القانونٌة المتعلقة بمساطر صعوبات المقاولة.
فةً حالة التةوٌت الكلً أو التصةٌة القضائٌة للمقاولةٌ ،قوم السندٌك داخل أجل شهر واحد
بعد أن أسندت له المهام ،بتسلٌم القاضً المنتدب بٌانا ٌتضمن ثمن التةوٌت أو تقٌٌما
لؤلصول والخصوم العادٌة و الممتازة ،وعلى ضوء هذا البٌان ٌقرر القاضً المنتدب ما إذا
كان هناك ضرورة للقٌام بتحقٌق الدٌون المصرح بها إلى هذا األخٌر من عدمه ،وذلك
بطبٌعة الحال بعد االطبلع على مبلحظات السندٌك ،50بما هً مبلحظات ٌجب أخذها بعٌن
االعتبار من طرؾ القاضً المنتدب قصد عدم الوقوع فً أي خطؤ قد ٌنعكس سلبا على
عملٌة تحقٌق الدٌون بشكل عام.
وٌجب اإلشارة أن فً هذه الحالة ،أي حالة اإلعةاء من تحقٌق الدٌون لم ٌشملها أي تعدٌل
نظرا لمجموعة من الممٌزات التً تتمٌز بها من ضمنها ،لكون أن بٌان ثمن التةوٌت أو
التقٌٌم األولً ألصول والخصوم العادٌة و الممتازة ٌمنح تصورا عاما عن أصول و خصوم
المقاولة،وٌمكن للقاضً المنتدب من اتخاذ القرار السلٌم و المناسب لتحقٌق الدٌون من
عدمه ،وهذه السلطة أعطٌت له لكون أن المقررات التً ٌتم اتخاذها من طرؾ القاضً
المنتدب ،وبالتالً إمكانٌة الطعن فٌها كما سبقت اإلشارة لذلك.
49أحمد شكري السٌاعً ,الوسٌط فً مساطر الوقاٌة من صعوبات المقاولة التً تعترض المقاولة ومساطر
معالجتها،الجزء الثالث ،مطٌعة المعارؾ الجدٌدة،الرباط،المؽرب،طبعة ،ص.219
50امحمد لةروجً،وضعٌة الدائنٌن فً مساطر صعوبات المقاولة ،مرجع سابق ـ ص.114
26
التً ستوفر علٌها فً تحدٌد واقتراح الدٌون المقبولة من عدمها ،وٌمكن إجمال اإلشكاالت
التً تتخبط فٌها آلٌة التحقٌق.
إن أهم إشكال ٌمكن التطرق إلٌه هو الذي ٌتعلق بدور السندٌك فً هذه اآللٌة ،حٌث أن
السندٌك هو الذي ٌقترح الدٌون التً على القاضً المنتدب قبولها أو عدم قبولها ،رؼم أن
لهذا األخٌر السلطة الكاملة فً قبول الدٌن ورفضه ،و السندٌك تكون لدٌه جمٌع الوثائق
المتعلقة بإثبات الدٌون ،وبرجوعنا إلى المقتضٌات المتعلقة بالٌة التصرٌح التً ٌتم فٌها
التصرٌح بالدٌن مع مرفقات تثبت قٌام هذا الدٌن ،لم ٌنص المشرع المؽربً فً أي مقتضى
على ضرورة إمداد السندٌك هذه الوثائق أو هذه الوسائل التً تثب وجود الدٌن فعبل ،فقط أن
ما أقره المشرع من خبلل تنصٌصه على دور السندٌك فً مسطرة التحقٌق ،هو تقدٌم
السندٌك لمجرد اقتراحات للقاضً المنتدب دون أن ٌحدد المشرع المؽربً هل هذه
االقتراحات ٌتم إرفاقها بتلك الوثائق المدلى بها أثناء مرحلة التصرٌح ،وحتى إن افترضنا
أن هذه االقتراحات تكون مصحوبة بالوثائق ،فمن ٌضمن لنا أن السندٌك لن ٌتبلعب بتلك
الوثائق ،وخاصة أن السندٌك ٌكون هو األقرب إلى رئٌس المقاولة ،او بصٌؽة أخرى هو
الذي ٌقوم مقام رئٌس المقاولة فً مثل هذه األمور ،لذلك فعدم تنصٌص المشرع عن مصٌر
الوثائق التً تثبت الدٌن وقت تحقٌق الدٌون ،فحتى لو نص المشرع المؽربً على أن
السندٌك ٌقوم بتحقٌق الدٌون تحت مراقبة القاضً المنتدب ،51فإن المشرع لم ٌشر إلى نوع
هذه المراقبة ،أو كٌةٌة وجودها ،وخاصة أن مكان عمل السندٌك ٌكون فً الؽالب هو مقر
المقاولة ،فٌما ٌكون مجال عمل القاضً المنتدب هو المحكمة ،وبالتالً فإن انعدام مراقبة
القاضً المنتدب للسندٌك واردة بحكم اختبلؾ مكان عمل كل واحد منهما ،األمر الذي ٌتٌح
للسندٌك القٌام بؤي شًء ،بل إمكانٌة إتبلفه للوثائق التً إرفاقها مع التصرٌح بالدٌن ،مع
إنكاره لوجود هذه الوثائق ،أثناء تقدٌم اقتراحاته للقاضً المنتدب.
51الةقرة الثالثة من المادة 673من مدونة التجارة بعد نسخ وتعوٌض مقتضٌات الكتاب الخامس بالقانون .73.17
27
الدٌون ،أو باألحرى ممهدا آللٌة التحقٌق ،وتكون هذه المعرفة مةٌدة بالنسبة للدائنٌن حٌث
ٌكون بإمكانهم ٌعد ذلك القٌام بتقدٌم الطعن فٌما أصدره القاضً المنتدب من مقررات ،فةً
حالة تم رفض الدٌنٌ ،مكن للدائنٌن الذٌن تم رفض دٌونهم تقدٌم الطعن ،أما فً حالة عدم
االختصاص فإن من واجب الدائن أن ٌنتظر حكم المحكمة التً تبت فً النزاع المتعلق
بدٌنه ،إلى حٌن إصدار الحكم المتعلق بها النزاع ،أما فً حالة قبول الدٌن وتحدٌد مبلؽه فً
قدر لم ٌرضً الدائن ،فإنه وفً نظرنا ٌمكن لهذا األخٌر الطعن فً ما قرره القاضً
المنتدب فً حقه.
28
انفمشج األونً :لاعذج اعتًشاس انعمىد انجاسَح.
ال ٌمكن الحدٌث عن قاعدة استمرار العقود الجارٌة دون اإلشارة إلى أن أي مقاولة تكون
مرتبطة بعقود مختلةة ومتنوعة فً خضم نشاطها ،ولذلك فةً البداٌة سنتناول دور السندٌك
قً قاعدة استمرار العقود الجارٌة ( أوال ) ومن ثم سنتعرؾ على أحكام قاعدة استمرار
العقود الجارٌة ( ثانٌا ).
خول المشرع المؽربً بموجب المادة 588من مدونة التجارة بعد نسخ وتعوٌض الكتاب
الخامس بمقتضى القانون ،73.17على أن للسندٌك وحده السلطة والحق فً أن ٌطالب
بمواصلة العقود الجارٌة فً تارٌخ صدور الحكم القاضً بةنح مسطرة المعالجة وذلك
بتقدٌمه الطرؾ المتعاقد مع المقاولة الخدمة المتعاقد بشؤنها قبل صدور حكم فتح المسطرة،
52مصطةى بونجة ـ نهال اللواح :مساطر صعوبات المقاولة وفقا للقانون رقم 73.17ـ منشورات المركز المؽربً
للتجكٌم ومنازعات األعمال ـ الطبعة األولى ص .225
53عبلل فالً :مساطر صعوبات معالجة المقاولة ـ مرجع سابق ص 225ـ .226
54امحمد لةروجً :وضعٌة الدائنٌن فً مساطر صعوبات المقاولة ـ مرجع سابق ص 32و .33
29
ونصت الةقرة األولى من المادة 588التً عوضت المادة 573من مدونة التجارة قبل نسخ
وتعوٌض الكتاب الخامس على " :بإمكان السندٌك وحده المطالبة بتنةٌذ العقود الجارٌة ...
" وهذه السلطة ٌمتلكها حتى فً الحالة التً ٌقتصر فٌها حكم فتح المسطرة فً تحدٌد مهمته
فً مراقبة ت سٌٌر المقاولة ،ونةهم من ذلك أنه ال المدٌن المةتوحة فً مواجهته المسطرة وال
المتعاقد معه ٌملكان سلطة المطالبة بتنةٌذ العقد الذي ٌختاره السندٌك إذا كان هذا التنةٌذ فً
صالح المدٌن ،55واستكماال لما أوردته الةقرة األولى من المادة 588من مدونة التجارة
نورد تتمة النص " ...وٌةسخ العقد بعد توجٌه إنذار إلى السندٌك ٌظل دون جواب تةوق مدة
شهر " ،وهنا نستشؾ أن للسندٌك إمكانٌة التخلً عن العقد إما بشكل مباشر أو بشكل
ضمنً.
ٌتجلى المعٌار األساسً والجوهري فً إقرار السندٌك استمرار العقود الجارٌة من عدمه،
فً ما مدى حاجة المقاولة الستمرار هذا العقد من عدمه ،فقد ٌقع أن تكون مواصلة
واستمرار العقود الجارٌة فً تارٌخ صدور الحكم القاضً بةتح المسطرة ضد المقاولة
المتوقةة عن الدفع ،إما ضرورٌة لمتابعة نشاط هذه المقاولة خبلل فترة إعداد الحل وإما
ؼٌر ضرورٌة لذلك ،مما ٌقتضً أن توجد قواعد قانونٌة مرنة تسمح للسندٌك بالتعامل مع
أًصحاب هذه العقود وفق ما تستدعٌه استمرارٌة االستؽبلل ،56ولذلك فإن أساس مواصلة
العقد الجاري من عدمه هو مدى انعكاسه اإلٌجابً أو السلبً على المقاولة المةتوحة ضدها
المسطرة ،فإذا كان ٌرى السندٌك أن استمرار العقد سٌنعكس إٌجابا على المقاولة ،فإنه
وبكل تؤكٌد سٌقرر استمراره ،إما أذا كان ٌرى العكس ،فبكل تؤكٌد أنه سٌختار عدم مواصلة
العقد لكونه سٌضر بالمقاولة.
55سعٌد وحً :أزمة القواعد العامة للتعاقد فً ظل إجراءات الوقاٌة والمعالجة من صعوبات المقاولة ـ رسالٌة لنٌل دبلوم
الماستر فً القانون الخاص ـ ماستر قانون المقاولة ـ كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة ـ المحمدٌة ـ جامعة
الحسن الثانً الدار البٌضاء ـ السنة الجامعٌة 2116 / 2117ص .51
56امحمد لةروجً :وضعٌة الدائنٌن فً مساطر صعوبات المقاولة ـ مرجع سابق ص .32
31
بعض الحاالت ال ٌساوي شٌئا بدوره ،57ولذلك فإن العقد فً ظل نظام إجراءات الوقاٌة
والمعالجة من صعوبات المقاولة لم ٌعد ملكا مشتركا لطرفً العملٌة التعاقدٌة ،بل أًصبح
مال من أموال المقاولة تتصرؾ فٌه وفقا لما ٌخدم تسوٌتها ،58وٌنطبق ما تم الحدٌث عنه
على العقود الجارٌة التً أشارة إلٌها المادة 588من مدونة التجارة ،فالمتمعن فً مقتضٌات
هذه المادة سٌجد أنها جاءت بمقتضٌات عدٌد ال تتناسب والمقتضٌات العامة للتعاقد ،ولعل
معٌار استمرار العقد لدى السندٌك ٌشكل بشكل واضح أحد أهم الخروقات التً ٌمكن أن
تمس القواعد العامة للتعاقد ،نظرا إلخبلل المقاولة بالتزاماتها اتجاه المتعاقد اآلخر.
ونصت الةقرة الثانٌة من المادة 588من مدونة التجارة علىٌ " :جب على المتعاقد أن ٌةً
بالتزاماته رؼم عدم وفاء المقاولة بالتزاماتها السابقة لةتح المسطرة "...ونبلحظ أن المشرع
المؽربً فً نص الةقرة الثانٌة من المادة 588قد جاء بما ٌخالؾ ما نص علٌه الةصل
23159من ق ل ع الذي جاء بما تحٌل إلٌه القاعدة الةقهٌة المشهورة " العقد شرٌعة
المتعاقدٌن " ،وإن علمنا أن العقد دائما ما ٌشمل فً بنوده التزامات متقابلة التً على
األطراؾ تنةٌذها حتى تبرأ ذمة المدٌن اتجاه الدائن كما نص علٌه الةصل 235من ق ل ع،
لكن نص الةقرة الثانٌة من المادة 588جاء بما ال ٌتطابق مع أحكام القواعد العامة للتعاقد،
حٌث نصت على ضرورة تنةٌذ المتعاقد مع المقاولة التزاماته على الرؼم من أن المقاولة لم
تنةذ التزاماتها.
وقد جاءت أٌضا الةقرة األخٌرة من المادة 588من مدونة التجارة بما ٌلً " :ال ٌمكن أن
ٌترتب عن مجرد فتح التسوٌة القضائٌة تجزئة أو إلؽاء أو فسخ العقد ،على الرؼم من أي
مقتضى قانونً أو شرط تعاقدي" ،وهنا نجد أن هذه الةقرة جاءت بمقتضٌات تضرب بشكل
واضح ما تنص علٌه القواعد العامة للتعاقد ،حٌث نتلقؾ من الةقرة أعبله أنها تلؽً إمكانٌة
الدفع بعدم التنةٌذ ،وبالتالً انسجام ما نصت علٌه الةقرة األخٌرة من المادة 588مع ما
نصت علٌه الةقرة الثانٌة.
نخلص إلى أن األحكام التً تسٌج قاعدة استمرارٌة العقود الجارٌة ،تخالؾ بشكل كلً
القواعد العامة للتعاقد والمنصوص علٌها فً ق ل ع ،وهذا عائد للؽرض الذي شرع من
أجله نظام صعوبات المقاولة ،والمتمثل فً كونه نظام ٌهدؾ أوال وأخٌرا إلى حماٌة المقاولة
وضمان استمرارٌة نشاطها ،لكن هذا ال ٌمنعنا من القول بؤن المشرع المؽربً فً ظل نظام
57سعٌد وحً :أزم ة القواعد العامة للتعاقد فً ظل إجراءات الوقاٌة والمعالجة من صعوبات المقاولة ـ مرجع سابق ص
14ـ .15
58سعٌد وحً :ـ المرجع نةسه .ص .15
ٌ 59نص الةصل 231من ق ل ع على : :االلتزامات التعاقدٌة المنشؤة على وجه صحٌح تقوم مقام القانون بالنسبة إلى
منشئٌها ،وال ٌجوز إلؽائها إال برضاهما معا ".
31
صعوبات المقاولة قد أجحؾ فً حق المتعاقدٌن مع المقاولة ،بعد أن أوكل أمر عقودهم
ومضٌرها إلى السندٌك.
60امحمد لةروجً :وضعٌة الدائنٌن فً مساطر صعوبات المقاولة ـ مرجع سابق ص .34
61تنص الةقرة الرابعة من المادة 588من مدمونة التجارة بعد نسخ وتعوٌض مقتضٌات الكتاب الخامس منها على" :
تستثنى عقود الشؽل من تطبٌق مقتضٌات الةقرات السابقة ".
32
نشاط استمرار المقاولة خبلل فترة إعداد الحل ،لذلك ؼالبا ٌعمدا لسندٌك إلى مواصلة تنةٌذ
هذا العقد ،62وال ٌتمتع المكري بامتٌاز إال بالنسبة لوجٌبة الكراء المستحقة عن السنتٌن
السابقتٌن مباشرة عن تارٌخ صدور الحكم القاضً بةتح المسطرة ،كما أنه إذا تم فسخ العقد،
ٌستةٌد المكري بامتٌاز إضافً عن ثمن كراء السنة التً ٌتم خبللها الةسخ ،أما إذا تم فسخ
عقد الكراء فبل ٌمكن للمكري أن ٌطالب بالوجٌبة التً لم تستحق بعد ،ما عدا إذا تم إلؽاء
الضمان الذي أعطً له عند إبرام عقد الكراء ،63أما فً حالة تةوٌت حق الكراء ،فإنه ،وفقا
لمقتضٌات المادة 589من مدونة التجارة ،ال ٌمكن االعتداد بؤي شرط ٌةرض على المةوت
التزامات تضامنٌة مع المةوت إلٌه اتجاه السندٌك.
وبمقتضى قرار حدٌث لمحكمة النقض بتارٌخ ٌ 24ونٌو 2119لحسم الخبلؾ حول طبٌعة
عقد كراء محل الذي تمارس فٌه المقاولة نشاطها ،وبمدى كونه مشموال بالقاعدة المنصوص
علٌها فً المادة 588من مدونة التجارة حٌث جاء هذا القرار متضمنا ما ٌلً " :عقد الكراء
التجاري هو عقد بمقتضاه بمنح أحد طرفٌه ٌمنح احد طرفٌه لآلخر منةعة منقول أو عقار
خبلل مدة معٌنة مقابل أجرة محددة ٌلتزم الطرؾ األخر بدفعها له وفقا للةصل 627من ق
ل ع ،وبالتالً فللكراء طبٌعة خاصة ومحددة تختلؾ عن عقد تقدٌم الخدمة ،وألنه إذا كان
المشرع فً حالة وضع المقاولة فً حالة تسوٌة قضائٌة أعطى للسندٌك وحده إمكانٌة طلب
تنةٌذ العقود الجارٌة بتقدٌم الخدمة المتعاقد بشؤنها للطرؾ المتعاقد مع المقاولة وبؤن العقد
ٌةسخ بقوة القانون بعد توجٌه إنذار إلى السندٌك ٌظل دون رد لمدة تةوق الشهر حسب المادة
573من م ت ،فإن ذلك ال ٌطبق بشؤن عقد كراء المحل الذي تمارس فٌه المقاولة نشاطها،
ألن نطاق تطبٌق المادة 573محدد صراحة فً عقد الخدمة وألن لعقد كراء المحل التجاري
وما ٌترتب عن ذلك من اكتساب أصل تجاري دور أساسً فً استمرار نشاط المقاولة
وإنقاذها من الصعوبات التً تعترضها ،وألن المشرع أورد مقتضٌات خاصة فً م ت كان
حرٌصا فٌها على عدم فسخ عقد الكراء عندما ٌنص فً المادة 621من المدونة على أن
التصةٌة القضائٌة ال تإدي بقوة القانون إلى فسخ عقد كراء العقارات المخصصة لنشاط
المقاولة وٌمكن للسندٌك االستمرار فً الكراء أو تةوٌته حسب الشروط المنصوص علٌها
فً العقد .وبالتالً فإن محكمة النقض عندما اعتبرت بؤن عقد الكراء هو كذلك من العقود
الجارٌة بتقدٌم الخدمة المنصوص علٌها فً المادة 573من م ت وقضت بةسخه على أساس
أن المكرٌة وجهت إنذارا إلى السندٌك من أجل فسخ عقد الكراء توصل به وظل بدون
جواب تكون قد أساءت تطبٌق القانون وقصرت فً تبرٌر قرارها وكان ما بالوسٌلة واردا
62مصطةى بونجة ونهال اللواح :مساطر صعوبات المقاولة وفقا للقانون رقم .73.17مرجع سابق ص .229
63المادة 694من مدونة التجارة بعد نسخ وتعوٌض مقتضٌات الكتاب الخامس بمقتضى القانون رقم .73.17
33
على القرار مما ٌستوجب نقضه" ،64لكن السإال الذي ٌطرح نةسه بقوة ،ماذا عن القانون
46.1665؟ هل جاء بجدٌد فٌما ٌخص هذا الشؤن ؟.
استثنى القانون 49.16من تطبٌق عقود كراء العقارات أو المحبلت المخصصة لبلستعمال
التجاري أو الصناعً أو الحرفً التً تبرم بناء على مقرر قضائً أو نتٌجة له ،والمقصود
هنا عقد الكراء التجاري الذي ٌتلق بمقاولة موضوع مقرر صادر فً إطار التسوٌة القضائٌة
أو التصةٌة القضائٌة ومخضعا فً نةس الوقت هذه العقود لمقتضٌات الكتاب الخامس من
مدونة التجارة التً تنظم مساطر صعوبات المقاولة ،ولٌس للقانون المنظم للكراء
التجاري.66
وضع عقد بٌع البضائع الموجودة فً طور التسلٌم إلى المقاولةٌ :مكن للبائع استرداد
بضاعته من المقاولة فً حاالت معٌنة نصت علٌها مدونة التجار ،وأول هذه الحاالت تلك
التً نصت علٌها المادة 712من م ت بعد تعوٌض الكتاب الخامس بمقتضى قانون 73.17
على أنهٌ ":مكن استرداد البضائع إذا كانت عٌنٌة كلٌا أو جزئٌا إذا تم فسخ بٌعها قبل حكم
فتح المسطرة سواء بمقرر قضائً إثر تحقق شرط فاسخ .كما ٌجب أن ٌقبل االسترداد حتى
و إن تم الحكم بةسخ البٌع أو معاٌنته بمقرر قضائً الحق لحكم فتح المسطرة ،إذا كانت
دعوى االسترداد أو الةسخ قد أقٌمت قبل هذه الحكم من لدن البائع لسبب ؼٌر أداء الثمن"،
أما الحالة الثانٌة فتتجلى فً إمكانٌة استرداد البضائع المرسلة إلى المقاولة طالما لم ٌتم
تسلٌمها فً مخازنها أو مخازن الوكٌل بالعمولة المكلؾ ببٌعها لحساب هذه المقاولة ،ؼٌر
أنه ال ٌقبل االسترداد إذا كانت البضائع قد بٌعت قبل وصولها دون تدلٌس ،بناء على فواتٌر
وسندات صحٌحة ،67كما ٌمكن استرداد البضائع المسلمة للمقاولة سواء على وجه الودٌعة
أو لبٌعها لحساب ملكٌها ،68وفً هذا الصدد ذهبت المجلس األعلى ( محكمة النقض حالٌا )
فً أحد قراراته بتارٌخ 16أبرٌل 2118إلى أن " طلب استرداد المتعلقة بعقود جارٌة ال
69
ٌمكن المطالبة بها إال بعد فسخ العقد وانتهائه طبقا للقرة الثانٌة من المادة 667من م ت "
64قرار عدد 1194صادر عن المجلس األعلى فً الملؾ التجاري عدد 2117/2/3/1616منشور بمجموعة قرارات
المجلس األعلى ع .72
65ظهٌر شرٌؾ رقم 1.16.99صادر فً 13من شوال ٌ 18 ( 1437ولٌوز ) 2116بتنةٌذ القانون رقم 49.16المتعلق
بكراء العقارات أو المحبلت المخصصة لبلستعمال التجاري أوالصناعً أو الحرفً ،جرٌدة رسمٌة عدد 6491بتارٌخ
2116/18/11ص .5857
66مصطةى بونجة ،ونهال اللواح :مساطر صعوبات المقاولة وفقا للقانون 73.17مرجع سابق ص 229ـ .231
67المادة 713من م ت.
68المادة 714من م ت.
69قرار عدد ،187الصادر عن المجلس األعلى فً ملؾ تجاري ( 2117/1/3/1146ؼٌر منشور ) أورده مصطةى
بونجة ونهال اللواح ،ص .232
34
وٌمكن أٌضا استرداد البضائع المبٌعة تحت شرط األداء الكامل للثمن مقابل نقل ملكٌتها ،إذا
كانت هذه البضائع موجودة بعٌنها وقت فتح المسطرة .هذا الشرط الذي ٌمكن أن ٌرد فً
محرر ٌنظم مجموعة من العملٌات التجارٌة المتةق علٌها بٌن األطراؾٌ ،جب ان ٌكون
متةقا علٌه كتابة على األكثر حٌن التسلٌم ،70وٌمكن أٌضا ممارسة االسترداد العٌنً وفق
نةس الشروط الخاصة باألموال المنقولة المدمجة فً مال منقول أخر إذا كان استردادها ال
ٌشكل ضررا مادٌا لؤلموال نةسها والمال المدمج فٌه ،ودون أن ٌإدي هذا االسترجاع إلى
نقص بالػ فً قٌمة األصول األخرى للمقاولة .كما ٌمكن أن ٌمارس االسترداد العٌنً على
األموال المثلٌة ،إذا كانت بٌن ٌدي مشتري ألموال من نةس الصنؾ ومن نةس الجودة ،71إال
أنه وفً جمٌع األحوال ،ال ٌمكن االسترداد إذا كان ثمن البٌع قد أدى حاال .وٌمكن للقاضً
المنتدب أن ٌمنح برضى من الدائن المطالب باالسترداد أجبل للوفاء .أداء الثمن حٌنئذ بمثابة
دٌن نشؤ بشكل صحٌح بعد الحكم بةتح المسطرة ،72وٌجب اإلشارة فً هذا الصدد أن المادة
718قد نصت على أن السندٌك قبول طلب االسترداد بموافقة رئٌس المقاولة ،أما فً حالة
لم ٌوافق رئٌس المقاولة ٌعرض طلب االسترداد على أنظار رئٌس المقاولة.
35
وقد برزت مواقؾ متعددة حول أسباب هذا التؤخر وخاصة إن علمنا أن المشرع المؽربً
ٌقتبس نصوصه القانونٌة من المشرع الةرنسً ،ولهذا كان سبٌل تةحص ؼاٌة المشرع من
هذا التؤخر أو باألحرى الؽاٌة التً جعلت المشرع المؽربً ٌتؽاضى عن االستثناء سنة
،1996لٌنص علٌه سنة ،2118ومن أبرز هذه اآلراء ،ولذلك فإن من الةقه من ٌقول بؤن
سكوت المشرع المؽربً عن استثناء عقود الشؽل من قاعدة استمرار العقود الجارٌة لٌس
بضرورة تعنً إخضاعه لقاعدة استمرار العقود الجارٌة ،بل ٌمكن اعتبار سكوت المشرع
عن عقود الشؽل هو استثناء فً حد ذاته ،نظرا لكون أن أجر األجٌر ٌإدي وظٌةة اجتماعٌة
واقتصادٌة خاصة ،الشًء الذي ال ٌحول دون إخضاعه لمختلؾ األحكام المتعلقة بالدٌون
األخرى التً تكون مترتبة على رئٌس المقاولة ،أضؾ ؼلى ذاك أن عقد العمل ٌخضع
لنظام خاص به ٌختلؾ كثٌرا عن ذلك المطبق على ؼٌره من العقود األخرى التً تكون
مبرمة مع المقاولة المةتوحة ضدها مسطرة المعالجة.73
وفً رأٌنا أن سبب تؤخر المشرع المؽربً فً استثناء هذه العقود ٌعود أساسا عدم وجود أي
تنظٌم عصري لؤلجراء فً تلك الةترة التً أصدرت فٌها مدونة التجارة ٌراعً مصالحهم،
وٌحافظ على حقوقهم ،وبالتالً نجد أن المشرع المؽربً قد سكت عن استثناء عقود الشؽل
من قاعدة استمرار عقود الشؽل ،لكن بعد صدور مدونة الشؽل ،74دجنبر 2113كان لزاما
على المشرع تعدٌل وتتمٌم مقتضٌات الكتاب الخامس من مدونة التجارة بما ٌةٌد استثناء
عقود الشؽل ،لكن لم ٌحصل هذا إال بعد عقد ونصؾ من صدور مدونة الشؽل ،ومما ٌجب
اإلشارة إلٌه هو أن الممارسة القضائٌة قد أبانت فً كثٌر من األحٌان على رإٌتها الثاقبة
فٌما ٌخص تطبٌق قاعدة استمرار العقود الجارٌة على عقود الشؽل ،حٌث أحالت فً كثٌر
من األحٌان على مدونة الشؽل حتى فً صٌؽتها القدٌمة ،لكون أن مقتضٌاتها هً األصلح
واألفٌد لؤلجٌر ،وفً هذا الصدد جاء أحد قرارات المحكمة التجارٌة بالدار البٌضاء بتارٌخ
14مارس 2112بما ٌلً ... ":أما فٌما ٌخص استمرار عقود الشؽل القائمة أو إنهائها ،فلم
ٌتم التنصٌص على المسطرة البلزم إتباعها فً هذا اإلطار ،واقتصرت الةقرة الخامسة من
المادة 592من م ت المتعلقة بمخطط االستمرارٌة على التنصٌص بؤنه إذا كان من شؤن
القرارات المصاحبة لبلستمرارٌة أن تإدي إلى فسخ عقود الشؽل ،فإنه ٌجب تطبٌق القواعد
المنصوص علٌها فً مدونة الشؽل".75
73امحمد لةروجً :وضعٌة الدائنٌن فً مساطر صعوبات المقاولة ،مرجع سابق ص .36
74ظهٌر شرٌؾ رقم 1.13.194صادر فً 14رجب 11 ( 1424سبتمبر ) 2111بتنةٌذ القانون رقم 65.99المتعلق
بمدونة الشؽل ـ الجرٌدة الرسمٌة عدد 5167بتارٌخ 2113/12/18الصةحة .3969
75حكم المحكمة التجارٌة بالدار البٌضاء فً الملؾ عدد ( 11/2111/375ؼٌر منشور ) أورده عبلل فالً ص .233
36
انًطهة انثاٍَ :آنُاخ وإشكاالخ حًاَح انذائٍُُ فٍ ظم اعتًشاس انعمىد انجاسَح،
أو عذو اعتًشاسها.
كما سبقت اإلشارة ،فإن تناولنا لقاعدة استمرار العقود الجارٌة ،حتم علٌنا استشراؾ هذه
القاعدة بما لها وما علٌها من زاوٌة مساهمتها فً حماٌة الدائنٌن ،لكون المشرع عمل على
توفٌر مجموعة من المقتضٌات التً ترموا إلى حماٌة الدائنٌن رؼم قلتها أو عدم فعالٌتها،
درءا ألي مساس أو ضٌاع بحقوق هإالء الدائنٌن ،وألن المشرع فً القانون رقم 73.17
الذي نسخ وعوض الكتاب الخامس من مدونة التجارة قد استثنى األجراء من قاعدة استمرار
العقود ،نظرا لخضوعهم لمقتضٌات قانون الشؽل الذي ٌعتبر األفٌد واألصلح لهذه الةئة،
وتبرز آلٌات حماٌة الدائنٌن فً ظل قاعدة استمرار العقود فً حالتٌن ،تتمثل األولى فً حالة
استمرار العقود ،إضافة إلى حالة عدم استمرار العقود ،وهو ما سنعالجه فً ( الةقرة األولى
) ،بعدها سنعرج لتناول اإلشكاالت المختلةة التً تتخبط فٌها قاعدة استمرار العقود وجدواها
بالنسبة للدائنٌن ( الةقرة الثانٌة ).
أوال :آنُح حًاَح انذائٍُُ فٍ حانح اختاس انغُذَك اعتًشاس انعمىد انجاسَح.
من المسائل األساسٌة التً ٌستلزم التطرق إلٌها ،والبحث والتنقٌب فٌها ،نجد ما ٌسمٌه
الباحثون أزمة القواعد العامة للتعاقد فً ظل مساطر صعوبات المقاولة ،ولعل هذه األزمة
أو باألحرى عدم تطبٌق القواعد العامة للتعاقد فً مساطر صعوبات المقاولة خنقت ومازالت
تخنق الدائنٌن الذٌن ٌرتبطون بالمقاولة بعقود معٌنة ،نظرا لئلجحاؾ المةرط فً حقهم،
37
وٌكةً الرجوع إلى الةقرة األخٌرة من المادة 58876من مدونة التجارة بعد التعدٌل األخٌر
للكشؾ عن هذا الخرق الواضح والجلً من طرؾ المشرع التجاري للمقتضٌات العامة
للتعاقد ،وٌإدي بنا هذا للقول بؤن المشرع قد كرس جل المقتضٌات الواردة فً مساطر
صعوبات المقاولة ألجل الحةاظ على المقاولة أوال وأخٌرا.
ولما كانت السلطة التقدٌرٌة فً تقرٌر استمرار العقود الجارٌة من عدمها موكولة بمقتضى
الةقرة األولى من المادة 588من مدونة التجارة ،إلى السندٌك ،فإن األخٌر لم ولن ٌقرر
استمرار عقد ٌراه مضرا بالمقاولة ،لكون أن مهمة السندٌك األساسٌة تتمثل فً إنقاذ
المقاولة ،ولذلك فإن السإال الذي ٌثار هناٌ ،تمثل أساسا حول آلٌة حماٌة الدائنٌن فً حالة
اختار السندٌك مواصلة العقود الجارٌة.
ٌبلحظ أن المشرع المؽربً من خبلل الةقرة الثانٌة من المادة 588من مدونة التجارة قد
نص بصرٌح العبارة على وجوب تنةٌذ المتعاقد التزامه ،رؼم عدم وفاء المقاولة بالتزاماتها،
رؼم عدم وفاء المقاولة بالتزاماتها السابقة لةتح المسطرة ،كما أنه ال ٌترتب على تنةٌذ هذه
االلتزامات سوى منح الدائنٌن حق التصرٌح بها فً قائمة الخصوم ،77وهنا نبلحظ أن الةقرة
الثانٌة من المادة 588من مدونة التجارة قد تضمنت آلٌة التصرٌح كآلٌة لحماٌة الدائنٌن،
دون أن تشٌر ألي آلٌة أخرى ،حٌث ٌمكن للمتعاقد مع المقاولة أن ٌصرح بااللتزامات التً
تقع على عاتق المقاولة ،والتً لم تةً بها ،فً قائمة الخصوم ،ومن الواضح أن آلٌة
التصرٌح التً نص علٌها المشرع فً المادة الةقرة الثانٌة من المادة 588من مدونة التجارة
هً نةسها المنصوص علٌها فً المادة 719من نةس المدونة ،مع اختبلؾ فً اآلجال ،حٌث
نصت المادة 721فً فقرتها األخٌرة على ما ٌلً " :فٌما ٌخص المتعاقد المشار إلٌه فً
المادة ٌ ،588نتهً أجل التصرٌح خمسة عشر ٌوما بعد تارٌخ الحصول على التخلً عن
مواصلة العقد ،إذ كان هذا التارٌخ الحقا لتارٌخ األجل المنصوص علٌه فً القرة األولى".
ما نستخلصه مما سبق هو أن المشرع قد نص على أجال جد قصٌرة فٌما ٌخص التصرٌح
بالدٌون بالنسبة للمتعاقد الذي ٌعتبر دائنا للمقاولة بالتزامات معٌنة ،قد تختلؾ و وقد تتنوع،
لكنها فً األخٌر تظل التزامات على المقاولة الوفاء بها ،لكن لم نةهم المشرع لما منح أجال
قصٌرة للدائن المتعاقد على اعتبار أن جل الدائنٌن قد تربطهم بالمقاولة عبلقة تعاقدٌة ،كما
أننا نجد المشرع المؽربً من خبلل الةقرة األخٌرة من المادة 721من مدونة التجارة ٌقٌم
فصبل بٌن الدائنٌن ال جدوى منه ،فإذا كان المشرع قد استثنى كما سبق أن رأٌنا األجراء من
تطبٌق قاعدة استمرار العقود ،فإنه بالمقابل لم ٌحدد من تطبق علٌهم هذه القاعدة ،وخاصة
76تنص الةقرة األخٌرة من المادة 588من مدونة التجارة على " :ال ٌمكن أن ٌترتب عن مجرد فتح التسوٌة القضائٌة
تجزئة أو إلؽاء أو فسخ العقد ،على الرؼم من أي مقتضى قانونً أو شرط تعاقدي ".
77الةقرة الثانٌة من المادة 588من مدونة التجارة.
38
أنه نص على أجال قصٌرة مقارنة مع ما أورده فً الةقرة األولى من المادة ،721ولذلك ال
نجد بدا من القول بؤن المشرع المؽربً قد حاول إقامة نوع من التمٌٌز بٌن االلتزام والدٌن
أو باألحرى بٌن الدائنٌن والمتعاقد مع المقاولة ،على اعتبار على أنه نص على ضرورة
تصرٌح المتعاقد بااللتزامات الملقاة على عاتق المقاولة وفق اآلجال المحددة فً الةقرة
األخٌرة من المادة ،721فً حٌن أنه نص فً نةس المادة على ضرورة تصرٌح الدائنٌن
بدٌونهم داخل أجل شهرٌن ،دون أن ٌنتبه المشرع إلى أن المتعاقد الذي أوفى بالتزاماته تجاه
المقاولة ،دون أن تةً هذه األخٌرة بالتزاماتهاٌ ،عتبر هو األخر ضمن قائمة الدائنٌنٌ ،جب
منح اآلجال المشار إلٌها فً الةقرة األولى من المادة 721من مدونة التجار ،لكن ٌبقى األهم
هو أن هذه المدة أو اآلجال ال تدخل فً نطاق مدة التصرٌح بالدٌون التً حددتها المادة
721من مدونة التجارة ،بل هذه المدة تبدأ من تارٌخ التخلً عن استمرار العقد الجاري،
متى كان تارٌخ هذا التخلً.
ثاَُا :آنُح حًاَح انذائٍُُ فٍ حانح اختاس انغُذَك عذو اعتًشاس انعمىد انجاسَح.
فً كثٌر من األحٌان ٌحصل أن ٌختار السندٌك عدم مواصلة تنةٌذ العقد لعدة اعتبارات لعل
أبرزها عدم استةادة المقاولة من استمرار هذا العقد ،إما بشكل مباشر عبر إفصاحه عن ذلك
ضمنً أو بقوة القانون بعد تماطله عن الرد على اإلنذار الموجه له من طرؾ المتعاقد لمدة
تةوق الشهر وفق ما نصت علٌه الةقرة األولى من المادة 588من مدونة التجارة بعد
التعدٌل الجدٌد ،و ٌشكل عدم إقرار السندٌك مواصلة العقد الجاري مع المتعاقد إشكاال مهما
وخاصة فً حالة ما إن تضرر المتعاقد من هذا القرار الصادر عن السندٌك ،ولذلك فقد
خول المشرع آلٌة ال نقول عنها بالمهمة أو بالةعالة ،لكن ٌمكن أن نقول عنها بؤنها آلٌة
لحماٌة الدائنٌن ،وهذه اآللٌة تتمثل فً دعوى للتعوٌض عن األضرار ،ؼٌر أن المبلػ الذي
حكم به لصالح المتضرر ٌتم إدراجه فً قائمة خصوم المقاولة المدنٌة ،كما ٌمكن للطرؾ
المتعاقد مع المقاولة تؤجٌل إرجاع المبالػ الزائدة التً دفعتها المقاولة تنةٌذا للعقد إلى حٌن
البت فً دعوى التعوٌض عن األضرار.78
39
حماٌة الدائنٌن ولو فً مستوٌاتها الدنٌة ( أوال ) ،كما أنه ومن الواجب التطرق لجدوى
قاعدة استمرارٌة العقود للكشؾ عن فائدتها ( ثانٌا ).
41
هذه األمور ،أما من حٌث الؽاٌة ،فهً نةس الؽاٌة التً وضع من أجلها الكتاب الخامس من
مدونة التجارة ،أي إنقاذ المقاولة وضمان استمرارٌة نشاطها ،ولذلك نجد أن السندٌك فً
كثٌر من الحاالت ال ٌعٌر أي اهتمام للمتعاقد األخر ،بقدر ما ٌعٌر اهتمامه الكامل للمقاولة،
ولذلك انعدام التكافإ فً هذه القاعدة ،التً دائما ما ٌخرج منها المتعاقد مع المقاولة
متضررا.
41
انفصم انثاٍَ :اِنُاخ انًىضىعُح نحًاَح انذائٍُُ تٍُ انماَىٌ انمذَى ولاَىٌ
.71.37
ِٛاصاح ِغ ا١ٌ٢بد اإلخشائ١خ اٌّمشسح ٌٍذائٕ ٓ١ر ٞٚاٌذ ٓ٠اٌغبثك ٌفزر ِغطشح اٌّؼبٌدخ ٚ
اٌّزّثٍخ ف ٟاٌزظش٠ر ٚاٌزسم١ك ٚوزا اعزّشاس اٌؼمٛد اٌدبس٠خ ػّٓ اٌّششع آٌ١بد ِّبثٍخ
ِٛػٛػ١خ رش َٚزّب٠خ اٌذائٕ ٓ١اٌز ٓ٠وبْ ٔشٛء د ُٕٙ٠الزمب ٌفزر اٌّغطشح ٚرزدٍ٘ ٝبرٗ
ا١ٌ٢بد ف ٟزك األعجم١خ ٚخّؼ١خ اٌذائٕ ،ٓ١فّب ٘ ٟفس٘ ٜٛبر ٓ١ا١ٌ٢ز ٓ١؟ ً٘ٚف ٟرمش٠شّ٘ب
رسم١ك ٌٍذٚس إٌّٛؽ ثّٙب ٛ٘ ٚزّب٠خ اٌذائٓ إٌبشئ د ٕٗ٠ثؼذ زىُ فزر اٌّغطشح ؟ ٘زا ِب
عٕسبٚي اٌزظذ - ٌٗ ٞثبػزّبدٔب ئخشاء ِمبسٔخ ث ٓ١اٌمبٔ ٓ١ٔٛاٌمبٔ ْٛاٌمذ ٚ ُ٠لبٔ-71.37 ْٛ
فِ ٟجسث ٓ١اثٕٔ ٓ١خظض األٚي ِّٕٙب ( اٌّجسث األٚي ) ٌسك األعجم١خ ػٍ ٝأْ ٔزطشق ف( ٟ
اٌّجسث اٌثبٌٔ ) ٟدّؼ١خ اٌذائٕ.ٓ١
42
ثبألعجم١خ ػٓ وً اٌذ ْٛ٠األخش٘ ٚ ،ٜزا أِش ِٕطم ٟثسىُ أْ اٌّغبػذح ثٕٛٙع اٌّمبٌٚخ فٟ
فزشرٙب اٌسشخخ ٚاٌّزأصِخ ٚرٍّٙ٠ٛب ِ ٟ٘ ٚزٛلفخ ػٓ اٌذفغ٠ ،غٍت ػٍِ ٝغبػذرٙب ٟ٘ ٚفٟ
ٚػؼ١خ ِغزمشح ٚغ١ش ِزٛلفخ ػٓ اٌذفغ ٚثبٌزبٌ ٟوبْ زك األعجم١خ أِشا ِؼمٛال ػٕذ رمش٠شٖ
ٌفبئذح اٌذائٕ ٓ١إٌبشئ د ُٕٙ٠ثؼذ فزر اٌّغطشح ثً ػٍ ٝاألوثش ِٓ رٌه فاْ زك األعجم١خ أٚ
اِز١بص االِز١بص وّب ٠طٍك ػٍ٠ ٗ١زشثغ ػٍ ٝلّخ االِز١بصاد ؽجمب ٌٍمبٔ ْٛاٌّغشث ٟفبِز١بص اٌّبدح
ِ ِٓ 595ذٔٚخ اٌزدبسح ٠ٚشًّ ِظٙشا ِٓ ِظب٘ش اٌزسٛي ف ٟاٌمبٔ ْٛاٌّغشث ٚ ،ٟاٌزٞ
٠ؼىظ أطبٌخ رفشد ثً رفٛق ِفبِ٘ ٚ ُ١ؼبِ ٓ١لبٔ ْٛاألػّبي ػٍ ٝثبل ٟاٌفشٚع اٌمبٔ١ٔٛخ
األخش ٚ ٜأسشافب ػٓ ثٛاثذ اٌمبٔ ْٛاٌّذٔ ٚ ٟوزٌه ػٓ اٌمبٔ ْٛاٌزدبس ٞاٌىالع١ى.80ٟ
ئْ ٘بخظ ئٔمبر اٌّمبٌٚخ ف٘ ٟبرٗ اٌّشزٍخ األخ١شح ٚاٌسبي أٔٙب فٚ ٟػؼ١خ ردؼٍٙب لبة لٛعٓ١
أ ٚأدٔ ِٓ ٝاالٔذثبس ٠ذفغ ئٌ ٝػذَ اٌزش ٞٚف ٟرسف١ض ِّ ٚ ٓ١ٌٛئلٕبػ ُٙثبٌّغبّ٘خ ف ٟئٔمبر٘ب
ػجش رم١١ذُ٘ ثبِز١بص ٠غبػذ ػٍ ٝوغت ثمز ٚ ُٙرٌه ػجش ئلشاس ِإعغخ (اِز١بص االِز١بص) ِٓ
أخً رذث١ش ِشزٍخ أزمبٌ١خ ف ٟز١بح اٌّمبٌٚخ ٚ ،ف ٟأفك اٌجسث ػٓ اٌسً إٌّبعت ٌٙبٚ ،
ثبٌشخٛع ٌٕض اٌّبدح َ ِٓ 595د ٔدذ أْ اٌذ ْٛ٠اٌالزمخ ٌفزر اٌّغطشح رغزف١ذ ِٓ ئخشائٓ١
لبٔ ٓ١١ٔٛاثٕ ،ٓ١األٚي ٘ ٛأْ أٔٙب ال رخؼغ ٌمبػذح ِٕغ األداء ثّؼٕ ٝأْ عذاد٘ب ٠زُ ثبٌزٛاصِ ٞغ
ٔشأرٙب ٚئرا رؼزس عذاد٘ب ف ٟربس٠خ االعزسمبق فأٙب رإد ٜثبألعجم١خ ػٓ وً اٌذ ٚ ،ْٛ٠اٌسبي أْ
٘برٗ رجمِ ٝغزف١ذح دائّب ِٓ اِز١بص األعجم١خ ػٓ وً اٌذ ٚ ْٛ٠ردؼً أطسبثٙب فٚ ٟػؼ١خ
ِش٠سخ ثؼ١ذا ػٓ ِٕبفغخ ثبل ٟاٌذائٕ٘ ٓ١زا فّ١ب ٠خض اإلخشاء اﻷٚي ،أِب ثخظٛص اإلخشاء
اٌثبٔ ٟفّفبدٖ أٔٗ ٠دٛص ٌٍذائٕ ٓ١اٌالزم ٓ١اٌسظٛي ػٍ ٝس٘ٓ أ ٚس٘ٓ سعِّ ٟمبثً دٚ ُٙٔٛ٠
ٌٍّبدح.595 وزٌه اٌزٛطً ئٌ ٝطٍر أ ٚرشاع ؽجمب
ئْ وبْ ٘زا وً ِب ٠زؼٍك ثّؼّ ْٛزك األعجم١خ وبِز١بص ٚفشٖ اٌّششع ٌٍذائٓ اٌزٔ ٞشأ د ٕٗ٠ثؼذ
فزر اٌّغطشح فأٗ ٌُ ٠زشوٗ ػٍ ٝئؽاللٗ ثّؼٕ ٝأٔٗ ٌُ ٠دؼً وً دٔ ٓ٠شأ ثؼذ طذٚس زىُ فزر
اٌّغطشح دٕ٠ب ِغزف١ذا ِٓ زك األعجم١خ ٚئّٔب ٚػغ ٌٗ ششٚؽب ٌ١ؼزذ ثٗ وذ٠ ٓ٠زمشس ػٍ ٗ١زك
االِز١بص ٚزذد ِدبالد ِؼٕ١خ ٠طجك فٙ١ب (اٌّطٍت األٚي) ثبإلػبفخ ئٌ ٝرشرت آثبس ٘بِخ ػٍٝ
٘زا اٌسك ٘زا ِغ ث١بْ اٌدذ ٚ ٜٚاٌّغض ِٓ ٜئلشاسٖ (اٌّطٍت اٌثبٔ.)ٟ
انًطهة األول :ششوط و يجاالخ تطثُك حك االيتُاص.
ٌّب وبْ ٌٙزا االِز١بص رأث١ش ِجبشش ػٍ ٝاٌّمبٌٚخ فٚ ٟػؼ١زٙب اٌسشخخ ِٓ خٙخ ٚػٍ ٝاٌذائٕٓ١
ا٢خش ِٓ ٓ٠خٙخ ثبٔ١خ خؼً اٌّششع اٌّغشث ٟاالعزفبدح ِٓ ٘زا االِز١بص ِزٛلفخ ػٍ ٝششٚؽ
ِسذدح (فمشح أ )ٌٝٚوّب زذد ٌٗ زبالد ِ ٚدبالد ِؼٕ١خ رطجك فٙ١ب (فمشح ثبٔ١خ).
انفمشج األونً :ضىاتظ و ششوط االعتفادج يٍ حك اإليتُاص.
ٌُ ٠زشن اٌّششع زك األعجم١خ ػٍ ٝئؽاللٗ ٚئّٔب ل١ذ اٌذائٓ اٌّخٛي ٌٗ االعزفبدح ِٕٗ ثششٚؽ
ِسذدح ػّٕٙب ف ٟاٌمبٔ ْٛاٌمذ ُ٠ف ٟاٌّبدح ٚ 575ف ٟلبٔ 71.37 ْٛف ٟاٌّبدح 595ثس١ث
80
:م س ص .251عبد الرحٌم الشمٌعة
43
ٔظذ ػٍ ٝأٔٗ "٠زُ عذاد اٌذ ْٛ٠إٌبشئخ ثظفخ لبٔ١ٔٛخ ثؼذ طذٚس زىُ فزر ِغطشح اٌزغ٠ٛخ
اٌمؼبئ١خ ٚ ،اٌّزؼٍمخ ثسبخ١بد ع١ش ٘زٖ اٌّغطشح أ ٚرٍه اٌّزؼٍمخ ثٕشبؽ اٌّمبٌٚخ ٚرٌه خالي
فزشح ئػذاد اٌسً ف ٟرٛاس٠خ االعزسمبق"
ٚثبعزمشاء ِؼّ٘ ْٛزٖ اٌّبدح ٔغزخٍض أٔٗ ِٓ اٌٛاخت رسمك ششٚؽ ثالثخ ف ٟاٌذ ٓ٠إٌبشئ
ثؼذ زىُ فزر اٌّغطشح ٌىّ٠ ٟزبص ثسك األعجم١خ أ ٚاِز١بص االِز١بص ٛ٘ ٚأْ ٕ٠شأ ٘زا اٌذٓ٠
ثظفخ لبٔ١ٔٛخ (أٚﻻ) ٚأْ ٠ى ْٛلذ ٔشأ ثؼذ طذٚس زىُ فزر اٌّغطشح اٌمؼبئ١خ (ثبٔ١ب) وّب
٠دت أْ ٠ى٘ ْٛزا اٌذ ٓ٠ػشٚس٠ب ٌّٛطٍخ ٔشبؽ اٌّمبٌٚخ (ثبٌثب).
-81المادة 565م.ت.
-82محمد لةروجً .وضعٌة الدائنٌن فً مساطر صعوبات المقاولة .ص 165
44
ثاَُا َ :شىء انذٍَ الحما نحكى فتح انًغطشج انمضائُح.
ئْ وبٔذ اٌذ ْٛ٠إٌبشئخ لجً فزر اٌّغطشح رخؼغ ١ٌ٢ز ٟاٌزظش٠ر ٚاٌزسم١ك فاْ زك األعجم١خ
ال ٠غزف١ذ ِٕٗ ئال ِٓ ٔشأ د ٕٗ٠ثؼذ طذٚس زىُ فزر اٌّغطشح ٠ ٚىف ٟإلثجبد ٘زا اٌششؽ أْ رزُ
ِمبسٔخ ربس٠خ ٔشأح اٌذِ ٓ٠غ ربس٠خ طذٚس اٌسىُ اٌّزوٛس ،فارا وبْ اٌزبس٠خ األٚي الزمب ٌٍثبٟٔ
اػزجش اٌذائٓ ِزٛفشا ػٍ ٝششؽ ٔشٛء اٌذ ٓ٠الزمب ٌفزر اٌّغطشح ٚثبٌزجغ ِغزف١ذا ِٓ اِز١بص
االِز١بص.
ٚئْ وبٔذ اٌؼمٛد اٌزٕ٠ ٟشأ ػٕٙب ٘زا اٌذ ٓ٠ثؼذ رٕف١ز٘ب دفؼخ ٚازذح ال رطشذ أ ٞئشىبي ػٍّٟ
زّٕ١ب ٠ى ْٛربس٠خ ئثشاَ اٌزظشف ٘ ٛػ ٕٗ١ربس٠خ ٔشٛء اٌذ ،ٓ٠فاْ األِش ػٍ ٝخالف رٌه
ػٕذِب ٠زؼٍك األِش ثبٌؼمٛد اٌدبس٠خ اٌز٠ ٟخزٍف فٙ١ب ربس٠خ ٔشٛء اٌذ ٓ٠ػٓ ربس٠خ اٌؼمذ اٌزٞ
ٔزح ػٕٗ اٌذ ٓ٠وؼمٛد اإل٠دبس ٚاالئزّبْ اإل٠دبس ٚ ٞاٌؼمٛد اٌجٕى١خ فبٌؼمٛد اٌّزوٛسح غبٌجب ِب
٠مشس اٌغٕذ٠ه ِٛاطٍزٙب ِب داِذ ػمٛدا خبس٠خ اٌزٕف١ز ف ٟربس٠خ فزر اٌّغطشح ٕ٘ ٚب ٠ثبس
اٌغإاي زٛي ِب ئرا وبْ زك األعجم١خ شبِال فمؾ اٌذ ْٛ٠إٌبشئخ ػٓ ِٛاطٍخ ٘زٖ اٌؼمٛد ثؼذ فزر
اٌّغطشح أَ أٔٗ ٠شًّ أ٠ؼب اٌذ ْٛ٠إٌبردخ ػٓ رٕف١ز راد اٌؼمٛد لجً فزر ٘زٖ اٌّغطشح ثذػٜٛ
ػذَ ردضئخ االٌزضاَ إٌبرح ػٓ اٌؼمذ اٌّغزّش ٕ٘ب ٠ش ٜثؼغ اٌفمِٗ 83زأثشا ثبٌمؼبء اٌفشٔغٟ
ز١ث اػزجشد ِسىّخ إٌمغ أْ زك األعجم١خ إٌّظٛص ػٍ ٗ١ف ٟاٌّبدح ِٓ 55لبٔ55 ْٛ
ٕ٠ب٠ش 3995اٌّأخٛرح ِٕٙب اٌّبدح .َ ِٓ 595دِ ،خٛي ٌٍذ ْٛ٠إٌبشئخ ػٓ ِٛاطٍخ ٘زٖ
اٌؼمٛد ثؼذ زىُ فزر اٌّغطشح أِب رٍه اٌزٔ ٟشأد لجً فزر اٌّغطشح فأٙب ال رّزبص ثٙزا اٌسك
ػٍ ٝاٌشغُ ِٓ وٙٔٛب ٔبردخ ػٓ ػمذ رّذ ِٛاطٍخ رٕف١زٖ خالي فزشح اٌزغ٠ٛخ.
ألْ ِٕطك األِٛس رمزؼ ٟأال رؼبًِ ثّثً ٘زٖ اٌّؼبٍِخ اٌخبطخ ع ٜٛاٌذ ْٛ٠إٌبشئخ ثؼذ ربس٠خ
ٚػغ اٌّمبٌٚخ ف ٟزبٌخ رغ٠ٛخ لؼبئ١خ ثغ١خ رّىٕٙ١ب ِٓ ِزبثؼخ ٔشبؽٙب ٚ ،ئٌ ٝخبٔت رٌه ٕ٠جغٟ
أْ رٕشأ ٘زٖ اٌذٌ ْٛ٠ظبٌر اٌّمبٌٚخ ٌ ٚخذِزٙب ٚئٔمبر٘ب ،فاْ ٔشأ د ٓ٠ثؼذ ٘زا اٌزبس٠خ ٠ىْٛ
45
ِزؼٍمب ثبٌس١بح اٌشخظ١خ ٌٍّذ ٓ٠وبٌٛاخجبد اٌىشائ١خ ٌّسً عىٕبٖ أ ٚثأ ٞغشع ِٓ أغشاػٗ
اٌشخظ١خ فال ٠شٍّٙب زك األعجم١خ.
3ــ ايتُاص يغطشج انًصانحح :ئْ أعّ ٝاِز١بص ٚأفؼٍٗ فٔ ٟظبَ طؼٛثبد اٌّمبٌٚخ ٘ٛ
إٌّّٛذ ٌٍذائٕ ٓ١اٌز ٓ٠لذِٛا أِٛاال ٌخضٕ٠زٙب أ ٚخذِبد خذ٠ذح أ ٚعٍغ ٌؼّبْ اعزّشاسٙ٠ب فٟ
ئؽبس ِغطشح اٌّظبٌسخ ز١ث ٔظذ اٌّبدح 558ػٍ ٝأٔٗ "٠غزف١ذ األشخبص اٌزٚ ٓ٠افمٛا ،فٟ
ئؽبس ِغطشح اٌّظبٌسخ ِٓ اعز١فبء ِجٍغ رٍه اٌّغبّ٘خ ثسغت األفؼٍ١خ لجً وً اٌذْٛ٠
اﻵخش ٜثّب ف ٟرٌه اٌذ ْٛ٠اٌّمشسح ف ٟاٌّبدر ٚ 595 ٚ 565 ٓ١اٌفمشح اٌثبٔ١خ ِٓ اٌّبدح 656
ِٓ ٘زا اٌمبٔ.ْٛ
2ــ ايتُاص يغطشج اإلَمار :ئْ اٌذائٕ ٓ١اٌز ٓ٠عبػذٚا اٌّمبٌٚخ خالي فزشح اإلٔمبر ٠سظٍْٛ
ػٍ ٝزك االِز١بص ثؼذ اعز١فبء دائٕ ٟاٌّظبٌسخ ٌذ ٚ ُٙٔٛ٠لجً وً اٌذ ْٛ٠األخش ٜؽجمب ٌٍّبدح
ٌ 565ىٓ اعزفبدر٘ ِٓ ُٙزا اٌسك ِؼٍك ػٍ ٝرؼزس أداء د ُٙٔٛ٠ف ٟربس٠خ اعزسمبلٙب ٚئال فال
زك ٌ ُٙف ٟاالعزفبدح ِٓ ٘زا االِز١بص.
1ــ ايتُاص يغطشتٍ انتغىَح و انتصفُح :ػٕذ اعز١فبء اٌذائٕ ٓ١اٌغبثمٌ ٓ١ذ٠ ُٙٔٛ٠أرٟ
دٚس دائٕ ٟاٌزغ٠ٛخ ٚاٌزظف١خ ٌالعزفبدح ِٓ ٘زا اٌسك اٌّمشس ٌ ُٙؽجمب ٌٍّبدح 595فاْ وبٔٛا
ثبألعبط ُ٘ اٌّؼٕ ْٛ١األ ٌْٛٚثسك األعجم١خ ئال إٔٔب ٔش ٜخالف رٌه ثسىُ اعزفبدح دائٕ ٓ١لجٍُٙ
ٔ ٚؼٕ ٟدائِٕ ٟغطشح اٌّظبٌسخ ٚاإلٔمبر ثً أوثش ِٓ رٌه خٛي اٌّششع اٌسك ٌذائٕ ٓ١عبثمٓ١
ػٓ فزر اٌّغطشح ٔظشا ٌٍطج١ؼخ اٌز ٟرىزغٙ١ب دٌ ُٙٔٛ٠جمبء اٌّمبٌٚخ.
46
ثاَُا :ايتُاص تعض انذائٍُُ َظشا نطثُعح دَُهى
لذس اٌّششع أْ ٚػؼ١خ ثؼغ اٌذ ْٛ٠رسزبج رؼبِال خبطب ٠خٛي ٌٙب اٌزّزغ ثسك االِز١بص سغُ
ٔشٛء٘ب لجً فزر اٌّغطشح األِش اٌز٠ ٞج ٓ١ػٓ ِذِ ٜسذٚد٠خ ٘زا اٌسك.
3ــ صاحة انذٍَ انًضًىٌ تحك انحثظٍّ٠ : 84ه طبزت ٘زا اٌسك األفؼٍ١خ فٟ
اعز١فبء د ٕٗ٠ثبألعجم١خ ػٍ ٝاٌذائٓ إٌبشئ د ٕٗ٠الزمب ٌسىُ فزر اٌّغطشح ٚػٍ ٝثم١خ اٌذائٕٓ١
ِّٙب وبٔذ دسخخ د ،ُٕٙ٠ئال أْ االعزفبدح ِٓ ٘زا اٌسك ٌ١غذ ِطٍمخ ،ثّؼٕ ٝأٔٙب ِزٛلفخ ػٍٝ
و ْٛاٌّبي اٌّسجٛط ث٠ ٓ١ذ ٞاٌذائٓ ػشٚس٠ب ٌّزبثؼخ اٌّمبٌٚخ ٌٕشبؽٙب ٚ ،ثّف َٛٙاٌّخبٌفخ ئْ
ٌُ ٠ىٓ ٘زا اٌّبي ػشٚس٠ب ٌّٛاطٍخ ٔشبؽ اٌّمبٌٚخ فال ٠غزف١ذ ِٓ ٘زا اٌسك.
2ـ صاحة انشهٍ انحُاصٌ٠ :85سظ ٝطبزت اٌش٘ٓ اٌس١بص ٞثأعجم١خ اعزثٕبئ١خ وزٌه فٟ
اعز١فبء د ٕٗ٠لجً اٌذائٕ ٓ١اٌالزمٌ ٓ١ىٓ ٘زٖ األعجم١خ ال رزمشس ئال ئرا وبْ فه اٌّبي ِٛػٛع
اٌش٘ٓ اٌس١بص ٞرغزٍضِٗ ؽج١ؼخ ٔشبؽ اٌّمبٌٚخِ ٚ ،ب ل ً١ف ٟزك اٌسجظ ٠مبي ف ٟاٌش٘ٓ
اٌس١بص ،ٞأ ٞأْ ٔشبؽ اٌّمبٌٚخ ئْ ٌُ ٠ىٓ ِزٛلفب "ػشٚسح" ػٍ٘ ٝز ٓ٠اٌسم ٓ١فٍٓ ٠ؼزشف ثّٙب
وسمِ ٓ١غزف١ذ ِٓ ٓ٠زك االِز١بص.
1ــ صاحة حك االعتشداد٠ :زّزغ وزٌه طبزت زك االعزشداد ثسك األعجم١خ ٛ٘ ٚثبئغ
إٌّمٛالد رسذ ششؽ االززفبظ ثٍّى١زٙب ئٌ ٝغب٠خ أداء اٌثّٓ وبِال ٚاٌغب٠خ ِٓ رٌه زّب٠خ
أطسبة ٍِى١خ إٌّمٛالد ٚرم٠ٛخ ِشاوضُ٘ زز ٝال ٠زُ ػشلٍخ رذاٚي اٌجؼبئغ ٚاٌغٍغ.
ئْ ِب ٔشاٖ زٛي رّزغ ثؼغ اٌذ ْٛ٠اٌغبثمخ ثسك االِز١بص لجً اٌذ ْٛ٠اٌالزمخ ٚاٌزٟ
لشس ٘زا اٌسك ِٓ أخٍٙب ِب ٘ ٛئال رىز١ه دثشٖ اٌمبٔ ْٛاٌّغشث ٟخذِخ ٌأل٘ذاف األعبع١خ ٌٕظبَ
طؼٛثخ اٌّمبٌٚخ ٚػٍ ٝسأعٙب اٌؼًّ ػٍ ٝػّبْ اعزّشاس٠خ ٔشبؽ اٌّمبٌٚخ اٌّزٛلفخ ػٓ أداء
دٙٔٛ٠ب ٚاٌّفزٛزخ فٚ ٟخٙٙب اٌّغطشح اٌمؼبئ١خ ٌٍزغ٠ٛخ ،األِش اٌز٠ ٞدؼٍٕب ٔؼزمذ أْ اٌزمبثً
ث ٓ١ؽجمبد اٌذائٕ٠ ٓ١سذد ِؼبٌّٗ ٚزذٚدٖ "ِظٍسخ اٌّمبٌٚخ ١ٌ ٚغذ ِظٍسخ اٌذائٕ.86ٓ١
ئْ زك األعجم١خ ٠شرت آثبسا ٘بِخ ثبٌٕغجخ ٌٍذائٕ ٓ١اٌّزّزؼ ٓ١ثٗ (اٌفمشح اﻷ )ٌٝٚوّب أٔٗ ٌُ ٠زُ
إٌض ػٍ ٗ١اػزجبؽب ِٓ ٌذْ اٌّششع ٚئّٔب وبْ ٕ٘بن ِغض٘ ِٓ ٜزا اٌزٕظ١ض (اٌفمشح
اٌثبٔ..)ٟ
-84الةصل 291ق ل ع .حق حٌازة الشًء المملوك للمدٌن و عدم التخلً عنه وفاء ما هو مستحق للدائن.
-85الةصل .1171ق ل ع
-86عبد الرحٌم شمٌعة .م س ـ ص.254
47
انفمشج األونً :آثاس حك األعثمُح.
ٕ٠زح ػٓ زك األعجم١خ إٌّّٛذ ٌٍذائٕ ٓ١اٌزٔ ٓ٠شأ د ُٕٙ٠الزمب ٌفزر اٌّغطشح ػذح آثبس ِٕٙب ِب
ِ٘ ٛجبشش (أٚال) ِٕٙ ٚب ِب ٘ ٛغ١ش ِجبشش (ثبٔ١ب).
ّ٠ىٓ ئخّبي ا٢ثبس اٌّجبششح اٌز ٟرزّخغ ػٓ زك اﻷعجم١خ وبِز١بص ِّٕٛذ ٌٍذائٕ ٓ١اٌالزمٓ١
ف ٟا٢ر: ٟ
ــ اٌسك ف ٟاعز١فبء اٌذ ِٓ ْٛ٠ربس٠خ االعزسمبق ِ ٚؼٕبٖ أْ ٘زٖ اٌذ ْٛ٠رإد ٜف ٟربس٠خ
اعزسمبلٙب ِّٙب وبٔذ اٌّشزٍخ اٌز ٟلطؼزٙب اٌزغ٠ٛخ اٌمؼبئ١خ ٚثبألعجم١خ ػٓ وً اٌذِّٙ ْٛ٠ب
وبٔذ رزّزغ ثبِز١بصاد أ ٚػّبٔبد ثبعزثٕبء اٌذ ْٛ٠اٌز ٟروشٔب٘ب فِ ٟؼشع اٌسذ٠ث ػٓ
(ِدبالد اٌزطج١ك) ٌىٓ أداء ٘برٗ اٌذ ْٛ٠ف ٟرٛاس٠خ اعزسمبلٙب ٌ١ظ لطؼ١ب ٚئّٔب ّ٠ىٓ ٌٍذائٕٓ١
ِٕر اٌذائٓ آخبال خذ٠ذح ِٓ أخً اٌٛفبء ثاسادر.ُٙ
ــ ػذَ اٌخؼٛع ٌّجذأ ٚلف اٌّزبثؼبد اٌفشد٠خ :ئْ وبْ ٘زا اإلخشاء ُٙ٠اٌذائٕ ٓ١اٌغبثم ٓ١اٌزٓ٠
ٔشأ د ُٕٙ٠لجً فزر اٌّغطشح فاْ اٌذائٕ ٓ١اٌالزمٌ ٓ١سىُ فزر اٌّغطشح ال ٠خؼؼ ٚ ٌٗ ْٛثبٌزبٌٟ
ّ٠ىِّٕ ُٙبسعزٗ ِز٠ ٌُ ٝزُ اٌٛفبء ثذ ُٙٔٛ٠ف ٟرٛاس٠خ اعزسمبلٙب ألْ د ُٙٔٛ٠ئّٔب ٔشأد ٌزًّ٠ٛ
اٌّمبٌٚخ ف ٟفزشرٙب االٔزمبٌ١خ ٚرٌه ٌزشد١ؼ ُٙػٍ ٝاٌزؼبًِ ِغ اٌّمبٌٚخ ف٘ ٟزٖ اٌٛػؼ١خ
اٌسشخخ عٛاء وبٔذ ٘زٖ اٌذػب ٜٚرشِ ٟئٌ ٝاٌسىُ ػٍ ٝاٌّذ ٓ٠ثأداء ِجٍغ ِٓ اٌّبي أ ٚفغخ
اٌؼمذ ٌؼذَ أداء ِجٍغ ِٓ اٌّبي ٚوزا وً ئخشاءاد اٌزٕف١ز.
ــ ػذَ اٌخؼٛع ٌّجذأ ػذَ عش٠بْ اٌفٛائذ ئْ زىُ فزر اٌّغطشح ٛ٠لف عش٠بْ اٌفٛائذ اٌمبٔ١ٔٛخ
ٚاالرفبل١خ ٚوزا فٛائذ اٌزأخ١ش ؽجمب ٌٍّبدح ٚ 696رٌه ِٓ أخً ئ٠مبف إٌض٠ف اٌّبٌ ٟاٌزٞ
رؼبٔ ِٕٗ ٟاٌّمبٌٚخ وسً آخش٘ ،زا ثبٌٕغجخ ٌٍذائٕ ٓ١اٌغبثم ٓ١أَ ٔظشاؤُ٘ اٌالزم ْٛفال ٠غشٞ
ػٍ٘ ُٙ١زا اٌّجذأ.
ئٌ ٝخبٔت ا٢ثبس اٌز ٟرٕشأ ثشىً فٛس ٞثبٌٕغجخ ٌٍذائٕ ٓ١اٌالزم ٚ ٓ١ص٠بدح ف ٟاٌسّب٠خ اٌّمشسح
ٌ ُٙثً ٚف ٟرشد١ؼ ُٙػٍ ٝخٛع ئخشاء اٌزؼبِالد اٌّبٌ١خ ِغ اٌّمبٌٚخ فٚ ٟػؼ١زٙب
اٌظؼجخ رؼبف ػّبٔبد أخش ٜص٠بدح ػٍ ٝاٌز ٟروشٔب ِٓ أخً ئػبفخ ٔٛع آخش ِٓ اٌسّب٠خ ٚ
رزدٍ ٝف: ٟ
ــ االػفبء ِٓ اٌزظش٠ر ثبٌذ ٚ ْٛ٠رسم١مٙب :ئْ ٘بر ٓ١ا١ٌ٢ز ٓ١اٌٍزبْ رطشلٕب ٌّٙب ف ٟاٌّجسث
48
األٚي ال ٠خؼغ ٌّٙب ئال اٌذائٕ ْٛاٌغبثم ِٓ ْٛأخً رجِ ٓ١ب ئرا وبْ د ُٕٙ٠زم١م١ب ٚخبٌ١ب ِٓ
إٌضاع ٠ ٌُ ٚزُ أداؤٖ ثؼذ 87أِب اٌذائٕ ْٛاٌالزم ْٛفال ٠خؼؼٔ ٌٗ ْٛظشا ٌزّزؼ ُٙثسك االِز١بص
ثس١ث رإد ٜد ُٙٔٛ٠ثبألعجم١خ ػٓ وً اٌذ ْٛ٠األخش ٚ ٜد ْٚأْ رزٛلف ػٓ أ ٞآٌ١خ ردؼً أداء
دِ ُٙٔٛ٠زٛلفب ػٍ ٝئخشاءاد اٌزظش٠ر ٚاٌزسم١ك اٌٍزاْ ّ٠شاْ رسذ سلبثخ اٌغٕذ٠ه ٚاٌمبػٟ
إٌّزذة.
-زظش ٚفبء اٌذ ْٛ٠إٌبشئخ لجً زىُ فزر اٌّغطشح :ؽجمب ٌٍّبدح 695فأٗ "ّٕ٠غ ثمٛح اٌمبْٔٛ
أداء وً دٔ ٓ٠شأ لجً طذٚس زىُ فزر اٌّغطشح ئال ف ٟزبالد"
ئْ ئلشاس ٘زا إٌّغ ٘ ٛؽش٠ك ٔٙدٗ اٌّششع ِٓ أخً اٌسفبظ ػٍ ٝاألطٛي اٌؼشٚس٠خ
ٌّٛاطٍخ ٔشبؽ اٌّمبٌٚخ ٚئٔزبخٙب فِ ٟشزٍخ ِب ثؼذ اٌسىُ ثفزر اٌّغطشح ٚفٔ ٟفظ اٌٛلذ ٘ٛ
زّب٠خ ٌٍذائٕ ٓ١اٌز ٓ٠عبػذٚا اٌّمبٌٚخ ثؼذ زىُ فزر اٌّغطشح ػذ٘ب ٚثبٌزبٌ ٟوبْ أِشا ِٕطم١ب
ِسبثبح ٘إالء ػٍ ٝزغبة أٌٚئه.
-87شكري السباعً .الوسٌط فً مساطر الوقاٌة من الصعوبات التً تعترض المقاولة و مساطر معالجتها .الجزء الثاث .م س .
ص.212
49
اٌّغذٚد اٌز ٞعزظً ئٌ ٗ١ػبخال أ ٚآخال فاْ أ ٞػخ ِبد ِٓ ٞخبٔت اٌذائٕ ٓ١ف٘ ٟبرٗ
اٌّشزٍخ ِٓ شأٔٗ أْ ٠ظسر ٚخٙزٙب ٚثبٌزبٌ ٟػّذ اٌّششع ئٌ ٝئلشاس ٘زا اٌسك ِٓ أخً
ؽّأٔخ اٌذائٕ ٓ١ثبعز١فبء زمٛل ُٙلجً أ ٞد ٓ٠آخش ٚرٌه ػجش ئلشاسٖ ِدّٛػخ ِٓ اٌؼّبٔبد
وّب روشٔب ٌزسف١ضُ٘ أوثش ػٍِ ٝغبػذح اٌّمبٌٚخ ٚإٌٛٙع ثٙب ٚئْ وبْ األِش ػٍ ٝزغبة
خشق اٌمٛاػذ اٌؼبِخ ٌٍؼاللخ اٌذائٕ١خ ِٓ لجٚ ً١لف اٌّزبثؼبد اٌفشد٠خ ٚعش٠بْ اٌفٛائذ.
51
وفق النصوص التشرٌعٌة الجاري بها العمل ,أو ٌتجاوز رقم معاملتها السنوٌة 25ملٌون
درهم ,وتشؽل على ماال ٌقل عن 25أجٌر خبلل السنة السابقة لةتح المسطرة .
ال شك أن أول شرط نص علٌه المشرع لتؤسٌس الجمعٌة هو أن ٌتعلق اآلمر بةترة فتح
مسطرة التسوٌة و أي بعد بتوت توقؾ المقاولة عن الدفع ,وعلى عكس المشرع المؽربً
فان المشرع الةرنسً نجده ٌتحدث عن جمعٌة الدائنٌن حتى فً فترة اإلنقاذ وكذا التسوٌة
89
القضائٌة .
فضبل عن شرط فتح التسوٌة القضائٌة ,تطلب المشرع المؽربً وجود مراقب الحسابات فً
الشركات لةتح جمعٌة الدائنٌن ,وبالرجوع إلى القوانٌن المنظمة للشركات وللقوانٌن المتعلقة
بالمجموعات ذات النةع االقتصادي ٌتضح أن تعٌٌن مراقب الحسابات ال ٌكون إلزامٌا ,
سوى فً شركات المساهمة وفً شركات التوصٌة باألسهم ,أما فً باقً الشركات فٌكون
تعٌٌن مراقب الحسابات اختٌارٌا ,اللهم إذا تجاوز رقم معاملتها 50ملٌون درهم ,إذ ٌصٌر
90
التعٌٌن إجبارٌا .
كما أنا المشرع اشترط لتؤسٌس جمعٌة الدائنٌن أن تتجاوز المقاولة فً رقم معاملتها المالٌة
91
25ملٌون درهم ,وتشؽل على ما ٌقل عن 25أجٌرا خبلل السنة السابقة لةتح المسطرة .
وما ٌبلحظ أن المشرع سمح بإمكانٌة فتح هده الجمعٌة فً وجه المقاوالت التً تعد نوعا ما
مقوالت كبرى ,وهذا ٌبٌن توجهه الرئٌسً من خبلل قانون 73.17أال وهو أن هده
المساطر تهم المقوالت التً لها وقع االقتصاد الوطنً وطبٌعة الدٌون التً تكون لهدا النوع
من المقوالت.هذا بالنسبة لتشكٌل الو جوبً لجمعٌة الدائنٌن ,فماذا عن التشكٌل الجوازي
لها؟
89عبد الرحٌم شمٌعة :شرح أحكام نظام صعوبة المقوالت فً ضوء القانون 73.17م س ص .72
90فإاد معبلل شرح القانون التجاري الجدٌد ,الجزء الثانً ,الشركات التجارٌة طبعة , 2112,ص . 291
ولئلشارة فقد كانت هده المادة قبل المصادقة ؼل القانون 73.17تشترط آن تتجاوز المقاولة رقم معامبلتها السنوٌة 51
ملٌون درهم ,وان تشؽل ما ال ٌقل عن 51أجٌرا خبلل السنة السابقة لةتح المسطرةٌ ,عتبر رقم 51ملٌون مجحةا وقاسٌا.
92عبد الرحٌم شمٌعة ,مرجع سابق ,ص 174
51
حول ما إذا كانت المحكمة ملزمة بتشكٌل جمعٌة الذائبٌن كلما تؽٌبت الشروط المحددة
لتشكٌلها آم أنها تبقى محٌرة فً القٌام بذالك ؟
لعل باستقراء الةقرة الثانٌة من المادة 606من مدونة التجارة ٌتبٌن أنها جاءت على سبٌل
االختٌار ,وما ٌدل على دلك هو عبارة ٌمكن التً استهلت بها الةقرة ,بحٌث ٌبقى للمحكمة
االختٌار فً تشكٌل جمعٌة الدائنٌن بناء على طلب السندٌك ,كلما توفرت أسباب وجٌهة لذلك
.
ولم ٌحدد المشرع المؽربً المقصود بعبارة أسباب وجٌهة لتشكٌل جمعٌة الدائنٌن فً ؼٌاب
الشروط المذكورة ,متٌحا بدالك للمحكمة السلطة التقدٌرٌة فً تكٌٌؾ هده األسباب بناء على
وضعٌة المقاولة وكدا باالستنةاد على خصوصٌات تهم طبٌعة ونوعٌة الدائنٌن .
والحكم الصادر بشان تشكٌل جمعٌة الدائنٌن ٌجب أن ٌكون مثاال ,تبرره من خبلله األسباب
التً دفعت بها إلى اتخاذ قرار تشكٌل هده الجمعٌة ,وفً نةس الوقت جعل المشرع المؽربً
فً الحكم القاضً بتشكٌل جمعٌة الدائنٌن ؼٌر قابل للطعن ,لعل المبتؽى من وراء دالك هو
تحقٌق مصلحة المقاولة و مصلحة الدائنٌن ،وعدم السماح لرئٌس المقاولة أو أحد إلى
الدائنٌن الدفع بالطعن فً لحكم تجنبا إلهدار الوقت وتسرٌع المسطرة .ومن خبل كل ما
سبق ذكره نبلحظ أن المشرع المؽربً أحاط تشكٌل جمعٌة الدائنٌن بعدة شروط نص علٌها
فً المادة 606من مدونة التجارة ,وتؤكٌدا للحماٌة المقررة للدائنٌن ومصالحهم اقر بجواز
تشكٌل هده الجمعٌة بالرؼم من عدم توفر هده الشروط ودلك بطلب من السندٌك وبعد موافقة
المحكمة .وبعد التطرق لتشكٌل هده الجمعٌة علٌنا أن نعرج على تؤلٌةها وطرق انعقادها ,
وهدا ما سٌكون موضوع الدراسة فً الةقرة الثانٌة .
52
ونعتقد أن المشرع المؽربً حسن ما فعل من جعل السندٌك رئٌسا لجمعٌة الدائنٌن طالما أنه
جهازا محاٌدا ٌهدؾ إلى تحقٌق المصلحة العامة دون ترجٌح مصلحة المقاولة على مصالح
الدائنٌن أو العكس ،وباعتباره من األجهزة ذو خبرة وكةاءة قانونٌة عالٌة من أجل تمثٌل
93
الجمعٌة.
وبخبلؾ األمر بالنسبة للدائنٌن ،فقد ال ٌتوفرون على رصٌد معرفً وقانونً ٌإهلهم من
رئاسة جمعٌة الدائنٌن وتمثٌلها أمام القضاء وبالتالً حماٌة حقوقهم ،ناهٌك عن الدور
الرٌادي الذي ٌضطلعون به الدائنون هو التسابق نحو تحقٌق الربح ،وهو ما قد ٌتعارض
وخصوصٌات رئاسة وتمثٌل باقً الدائنٌن اآلخرٌن داخل الجمعٌة المذكورة الستةاء
حقوقهم.
وفً مقابل جعل السندٌك رئٌسا لجمعٌة الدائنٌن ،خول المشرع المؽربً ضمانة هامة
لحماٌة حقوق الدائنٌن تتمثل فً تقرٌر مصٌر السندٌك من خبلل استبداله بآخر كلما تبٌن لهم
مثبل أنه ٌتخذ قرارات فردٌة ٌكون ورائها اإلضرار بمصالح الدائنٌن ،أو عدم االستماع
القتراحات جمعٌة الدائنٌن ،أو فً حالة التواطإ مع رئٌس المقاولة … وفً هذه الحالة
ٌصبح القاضً المنتدب هو الساهر على رئاسة الجمعٌة مإقتا رٌثما ٌتم اختٌار سندٌك آخر.
وبالرجوع إلى المادة 608نجد أن الجمعٌة تتؤلؾ من رئٌس المقاولة وهدا من بٌن
االصطبلحات التشرٌعٌة الكتاب الخامس من مدونة التجارة ,حولت لرئٌس المقاولة
صبلحٌات مهمة من خبلل إعادة الثقة فٌه ولٌس كما كان علٌه األمر من قبل بحٌث ٌتم
استبعاده على أساس سوء النٌة ،وحسن عمل المشرع المؽربً الن رئٌس المقاولة والدائنٌن
كانت تجمعهم الثقة واالئتمان لوال الظروؾ التً عرفتها المقاولة وان التعاون فٌما بٌنهما قد
ٌنتج عنه حلول أفضل بتوجٌه من السندٌك.لكن مادا عن حالة التً ٌمتنع فٌها رئٌس المقاولة
من االنضمام فً تشكٌل الجمعٌة ،هل هذا ٌإثر على تشكٌلها ؟
الحقٌقة أنا المشرع سكت ولم ٌحدد الجزاء لرئٌس المقاولة فً هاته الحالة ,لكن نعتقد أن
ؼٌاب رئٌس المقاولة ال ٌإثر على تؤسٌس جمعٌة الدائنٌن طالما أن الهدؾ من تؤسٌس هده
الجمعٌة هو خدمة مصالح الدائنٌن بالدرجة األولى ومصلحة المقاولة بالدرجة الثانٌة 94,وأن
وجود رئٌس المقاولة فً هذه الجمعٌة له دور تكمٌلً وتوجٌهً لتحقٌق أهداؾ المقاولة
,والتشاور بٌنه و بٌن الدائنٌن من اجل الوصول إلى الحل المبلئم الذي ٌخدم األطراؾ معا.
وتتؤلؾ الجمعٌة أٌضا من الدائنٌن المسجلٌن فً قائمة الدٌون المصرح بها التً ٌسلمها
السندٌك إلى القاضً المنتدب وفقا لمقتضٌات المادة ،727الذٌن لم ٌبد للسندٌك بشؤن
دٌونهم أي اقتراح برفضها أو بإحالتها على المحكمة وذلك عندما تتم دعوة الجمعٌة لبلنعقاد
93زكرٌاء رٌاحً اإلدرٌسً :قراء فً مضامسن جمعٌة الدائنٌن وفق قانون 73.17مقال منشور فً مجلة الةقه والقانون
,العدد الرابع والسبعون :دجنبر 2118ص . 84
94زكرٌاء رٌاحً اإلدرٌسً ,مجلة الةقه والقانون ,مرجع سابق ص 85
53
قبل تارٌخ إٌداع القائمة المنصوص علٌها فً الةقرة األولى من المادة 732بكتابة الضبط،
ما لم ٌؤذن لهم القاضً المنتدب بالمشاركة فً أشؽالها:
و المبلحظ من هذه الةقرة أنها تتطلب نوعا من التحلٌل والتبسٌط ،فكما هو معلوم فالسندٌك
عندما ٌتلقى بالتصرٌحات بالدٌون من قبل الدائنٌن ٌقوم بتحقٌق أولً ،ثم ٌبدي بعض
المقترحات بخصوصها وال ٌقرر فٌها ،الن هذه المهمة تعود للقاضً المنتدب ،والسندٌك
دوره اقترا ح إما اقتراح قبول الدٌون كلها أو بعضها ،أو اقتراح رفضها ،أو ٌحٌلها مباشرة
على المحكمة دون أي اقتراح .
وبالتالً فانه إذا تمت دعوة جمعٌة الدائنٌن النعقاد قبل إبداع السندٌك لتلك القائمة
المنصوص إلٌها فً فً المادة ,732فان الجمعٌة تتؤلؾ فً هاته الحالة من جمٌع الدائنٌن
المسجلٌن فً قائمة الدٌون المصرح بها ,الذٌن لم ٌبد السندٌك بشان دٌونهم آي اقتراح
ٌرفضها أو بالتحام مباشرة إلى المحكمة دون أي اقتراحات ,وال ٌمكنهم المشاركة فً
أشؽال الجمعٌة إال إذا سمح لهم القاضً المنتدب.
وبالرجوع إلى الةقرة الرابعة من المادة 608من قانون 73.17نجدها تنص على انه
تتؤلؾ أٌضا من "الدائنٌن الدٌن أدرجت مقررات قبول دٌونهم فً القائمة المنصوص علٌها
فً الةقرة األولى من المادة ,732لذا كتابة الضبط وذلك بعد ما تتم دعوة الجمعٌة النعقاد
بعد تارٌخ إٌداع هده القائمة"والذي ٌتضح من هنا أنها تتؤلؾ فقط من الدائنٌن الذٌن قبل
السندٌك التصرٌح بدٌونهم ،وبالتالً إخراج الدائنٌن الذٌن رفضت التصرٌح بدٌونهم وكذالك
الدائنٌن الذٌن تمت إحالتهم إلى المحكمة مباشرة دون أي اقتراحات .وذلك عندما تتم دعوة
الجمعٌة لبلنعقاد بعد تارٌخ إٌداع هذه القائمة بكتابة الضبط .
والسإال الذي ٌطرح نةسه فً هدا الصدد هو مدى تؤثٌر ؼٌاب تعدد الدائنٌن على تؤسٌس
الجمعٌة ،بمعنى آخر هل ٌمكن تصور تؤسٌس الجمعٌة ولو بدائن واحد؟
إن التشرٌع المؽربً ساكت عن هذه اإلشكالٌة ،لذلك ٌمكن القول من الناحٌة النظرٌة،
ٌصعب تصور إنشاء الجمعٌة بدائن واحد ،على اعتبار أن المشرع المؽربً لم ٌخول
إمكانٌة إنشاء جمعٌة الدائنٌن إال لبعض المقاوالت الكبرى المتوفرة على بعض الشروط كما
هً محددة فً المادة 606من القانون ،73-17وال شك أن المقاوالت الكبرى تقوم على
مجموعة من المعامبلت مع مختلؾ الشرائح والةئات األمر الذي ٌةترض نظرٌا تعدد
الدائنٌن.95
وبالتالً ٌتضح من خبلل ما سبق دراسته أن المشرع حصر تؤلٌؾ جمعٌة الدائنٌن فً
األشخاص المنصوص علٌهم فً المادة ,608وكل دالك من اجل الدفاع عن مصالح الدائنٌن
بالدرجة األولى وانقاد المقاولة بالدرجة الثانٌة .
95زكرٌاء رٌاحً اإلدرٌسً ,مجلة الةقه والقانون ,مرجع سابق ص 85
54
ثاَُا :اَعماد جًعُح انذائٍُُ :
طبقا لمقتضٌات المادة 609من مدونة التجارة ,تنعقد الجمعٌة بدعوة من السندٌك ،وفً
حالة عدم قٌامه بذلك من طرؾ القاضً المنتدب تلقائٌا أو بطلب من رئٌس المقاولة أو من
واحد أو أكثر من الدائنٌن.
بحٌث نبلحظ أن المشرع أعطى صبلحٌة دعوة جمعٌة الدائنٌن النعقاد لجمع األطراؾ
الدٌن تتؤلؾ منهم الجمعٌة ,إذا لم ٌقم السندٌك بدالك .وهذا ٌبرهن على السٌاسة الحمائٌة
التً سار علٌها المشرع المؽربً للدائنٌن بإعطائهم صبلحٌة دعوة الجمعٌة لبلنعقاد.
أما إذا تعلق األمر باستبدال السندٌك ،فإن الجمعٌة تنعقد بدعوة من القاضً المنتدب.
تتم دعوة الجمعٌة لبلنعقاد بواسطة إشعار ٌنشر فً صحٌةة مخول لها نشر اإلعبلنات
القانونٌة والقضائٌة واإلدارٌة وٌعلق فً لوحة معدة لهذا الؽرض فً المحكمة ،كما ٌمكن
الدعوة إلى انعقادها بواسطة استدعاء ٌوجه إلى الدائنٌن فً موطنهم المختار ،أو بطرٌقة
إلكترونٌة.
كما ٌتضمن هذا اإلشعار مكان وٌوم وساعة عقد الجمعٌة وموضوع تداولها .وٌشار فٌه إلى
حق الدائنٌن فً االطبلع على الوثائق المنصوص علٌها فً المادة 612من مدونة التجارة
بمقر المقاولة أو فً أي مكان آخر ٌحدد فً اإلشعار .كما ٌجب أن ٌشار فً اإلشعار إلى أن
عدم حضور أي من الدائنٌن أو وكٌله ٌعتبر بمثابة موافقة على أي قرار تتخذه الجمعٌة.
وبالتالً ٌتضح أن المشرع اعتمد آلٌة اإلخبار والتبلٌػ من اجل انعقاد الجمعٌة وبلوؼها
ألهدافها ,وذلك تعزٌا للدور الحمائً للحقوق الدائنٌن عن طرٌق تمكٌن السندٌك للدائنٌن من
جمٌع الوثائق المشار إلٌهم فً المادة , 612وأٌضا بإخبارهم بتارٌخ االنعقاد ,وإٌقاع جزاء
على الدائنٌن الدٌن سٌؽٌبون ٌوم انعقاد الجمعٌة أال وهو اعتبار ؼاٌتهم بمثابة موافقة على
قرارات الجمعٌة وبالتالً حثهم على الحضور من اجل التداول فً القرارات التً سٌتم
اتخاذها .
وفً حالة دعوة الجمعٌة للتداول بشؤن تؽٌٌر أهداؾ ووسائل مخطط االستمرارٌة طبقا
لمقتضٌات المادة ٌ ،629شار فً اإلشعار كذلك إلى أنه على الدائنٌن ؼٌر الموافقٌن على
تؽٌٌر التخةٌضات الواردة فً مخطط االستمرارٌة أن ٌتقدموا باقتراحاتهم خبلل انعقاد
الجمعٌة.
ولقد حدد المشرع تارٌخ تقدٌم الدعوة لبلنعقاد وكدا شروط صحة مداوالت الجمعٌة وأٌضا
محضر الدائنٌن ٌحرر من اجل إثبات حضورهم لمداولة الجمعٌة.
اجل تقدٌم الدعوة النعقاد الجمعٌة :
55
بالرجوع إلى المادة 610من مدونة التجارة نجدها تنص على انه توجه الدعوة النعقاد
الجمعٌة داخل اجل:
1ــ خمسة أٌام من تارٌخ عرض السندٌك على القاضً المنتدب مشروع مخطط التسوٌة
الستمرارٌة نشاط المقاولة وفق مقتضٌات المادة 595أعبله ،فً حالة دعوتها للتداول بشؤن
مشروع المخطط المذكور.
- 2فً ٌوم العمل الموالً لتارٌخ توصل السندٌك بمشروع مخطط التسوٌة الستمرارٌة
نشاط المقاولة الذي ٌقترحه الدائنون وفق مقتضٌات المادة 615أدناه ،فً حالة دعوتها
للتداول بشؤن مشروع المخطط المذكور.
-3فً ٌوم العمل الموالً لتارٌخ إٌداع تقرٌر السندٌك بشؤن تؽٌٌر أهداؾ ووسائل مخطط
االستمرارٌة ،لدى المحكمة وفق مقتضٌات الةقرة األولى من المادة 629أدناه ،فً حالة
دعوتها للتداول بشؤنه.
- 4خمسة أٌام من تارٌخ تقدٌم ملتمس االستبدال إلى القاضً المنتدب بصةته رئٌسا
للجمعٌة ،فً حالة دعوتها للتداول بشؤن اقتراح استبدال السندٌك طبقا لمقتضٌات المادة
607أعبله ،على أن ٌقدم الملتمس من طرؾ دائن أو عدة دائنٌن ٌملكون ما ال ٌقل عن ثلث
الدٌون المصرح بها.
- 5خمسة أٌام من تارٌخ تقدٌم طلب التةوٌت إلى القاضً المنتدب ،فً حالة دعوتها
للتداول بشؤن تةوٌت األصول المهمة المشار إلٌها فً المادة . 618
ٌجب أال ٌقل األجل الةاصل بٌن تارٌخ نشر اإلشعار وتارٌخ انعقاد الجمعٌة ،عن عشرٌن
ٌوما فً الحالة المنصوص علٌها فً البند األول من هذه المادة وعن عشرة أٌام فً باقً
الحاالت.
وٌتضح أن المشرع نص على اجل قصٌرة من اجل انعقاد الجمعٌة وهدا ٌدل وبجبلء على
رؼبة المشرع فً السٌر السرٌع للمسطرة خدمة لمصالح الدائنٌن فً استةاء حقوقهم ,وهده
اآلجال تختلؾ حسب الهدؾ الذي ستعقده الجمعٌة ألجله .
ب – شروط صحة مداوالت الجمعٌة :
حددت المادة 611شروط صحة مداوالت الجمعٌة ,وبناء على هدا النص ٌشترط لصحة
مداوالت الجمعٌة أن ٌحضرها الدائنون الدٌن ٌملكون على األقل ثلثً مبلػ الدٌون المصرح
بها .
و فً حالة عدم توفر هذا النصابٌ ،حرر رئٌس الجمعٌة محضرا بهذا الشؤن ،وٌحدد فٌه
تارٌخا جدٌدا النعقاد الجمعٌة ،على أال ٌتجاوز أجل عشرة أٌام من تارٌخ انعقادها.
56
ٌنشر إشعار بذلك فً صحٌةة مخول لها نشر اإلعبلنات القانونٌة والقضائٌة واإلدارٌة،
وتكون حٌنها مداوالت الجمعٌة صحٌحة أٌا كان مبلػ الدٌن الذي ٌمتلكه الدائنون
الحاضرون.
وتتخذ قرارات الجمعٌة بكٌةٌة صحٌحة ،عندما ٌوافق علٌها الدائنون الحاضرون أو
الممثلون الذٌن ٌشكل المبلػ اإلجمالً لدٌونهم نصؾ مبلػ دٌون الدائنٌن الحاضرٌن أو
الممثلٌن الذٌن شاركوا فً التصوٌت.
تلزم القرارات المتخذة من طرؾ الجمعٌة المنعقدة بصةة قانونٌة الدائنٌن المتخلةٌن عن
الحضور.
ج – محضر جمعٌة الدائنٌن :
تمسك عند انعقاد الجمعٌة ورقة حضور تبٌن هوٌة وموطن الدائنٌن أو وكبلئهم عند
االقتضاء .وتوقع من طرفهم وتلحق بها التوكٌبلت البلزمة.
وٌحرر محضر الجتماع الجمعٌة ٌوقعه رئٌسها ،وٌضمن فٌه تارٌخ ومكان انعقاد االجتماع
وجدول أعماله ،وموضوع تداولها والنصاب الذي تم بلوؼه والوثائق المعروضة علٌها
ونتائج التصوٌت .وتلحق به ورقة الحضور المنصوص علٌها فً الةقرة السابقة طبقا للمادة
.614
وأخٌرا ٌتضح أن المشرع خلق هده اآللٌة (جمعٌة الدائنٌن ) لحماٌة الدائنٌن قبل كل شًء
واحكم تنظٌمها وأطرها بنصوص قانونٌة دقٌقة .وأالن ال ٌسعنا إال أن نستعرض صبلحٌات
وجدوى جمعٌة الدائنٌن ودالك ما سٌكون موضوع الدراسة فً ( المطلب الثانً ).
57
أوال :ادواس وصالحُاخ جًعُح انذائٍُُ:
تطرقت المادة 607إلى صبلحٌات وادوار جمعٌة الدائنٌن على مستوى موضوع االنعقاد
والتداول من قبل جمعٌة الدائنٌن ,وٌتجلى دالك فً :
-التداول فً مشروع مخطط التسوٌة الستمرارٌة نشاط المقاولة المشار إلٌه فً المادة 595
,وكما هو معلوم فقد أناطت المادة 595من القانون 71.17السندٌك بمهمة إعداد تقرٌر
للموازنة المالٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة للمقاولة ,و على ضوء هذه الموازنةٌ ،قترح
السندٌك إما مخططا للتسوٌة ٌضمن استمرارٌة المقاولة أو تةوٌتها إلى أحد األؼٌار أو
التصةٌة القضائٌة.
والمبلحظ من هدا اآلمر أن المشرع قصر مداوالت جمعٌة الدائنٌن فقط إذا كان تقرٌر
السندٌك ٌروم إلى اختٌار مخطط التسوٌة سواء تعلق األمر بمخطط االستمرارٌة أو مخطط
التةوٌت ,مستبعدا بدالك إمكانٌة التداول إذا كان التقرٌر ٌروم إلى األخذ بمخطط التصةٌة
القضائٌة .
وفً حالة قبول المخطط من قبل الجمعٌة ٌقوم السندٌك برفع المخطط المذكور إلى المحكمة
فً ٌوم العمل الموالً لتارٌخ انعقاد الجمعٌة 96.إما فً الحالة التً ٌرفض فٌها المخطط
سواء من قبل الدائنٌن أو بعضهم.
فإنه ٌتعٌن على الدٌن لم ٌصوتوا أٌا كان عددهم أن ٌتقدوا بمخطط بدٌل إلى السندٌك ودلك
داخل اجل ٌ 15وما من تارٌخ االنعقاد .
مشروع مخطط التسوٌة الستمرارٌة نشاط المقاولة الذي ٌقترحه الدائنون وفقا لمقتضٌات
الةقرة الثالثة من المادة ,615وال شك أن منح جمعٌة الدائنٌن فً ظل القانون الجدٌد إمكانٌة
اقتراح مخطط التسوٌة الستمرارٌة نشاط المقاولة ٌترجم المكانة الجدٌدة التً أصبحت تلعبها
هده األخٌرة تحقٌقا للبعد التشرٌعً الجدٌد المتمثل فً االرتقاء بهده المإسسة باعتبار أن
الدائنٌن أصبحوا ٌلعبون الدور األمثل فً البحث عن الحل وإدارة الصعوبات .وبالتالً
إشراك جمٌع الدائنٌن فً إطار جبهة موسعة ,مدام أن المصلحة العامة تةرض اشتراك
97
جمٌع الدائنٌن.
والدور الثالث المنوط بهده الجمعٌة هو تؽٌٌر أهداؾ ووسائل مخطط التسوٌة الستمرارٌة
نشاط المقاولة عند تطبٌق مقتضٌات المادة , 629وبالتالً ٌحق لجمعٌة الدائنٌن تؽٌٌر من
وسائل وأهداؾ مخطط االستمرارٌة فً الحالة التً ٌتبٌن للجمعٌة أن األهداؾ والوسائل
المحددة سابقا ؼٌر فعالة وال تروم إلى استمرارٌة نشاط المقاولة ,ومع داك الٌمكن تؽٌٌر
96استنادا للةقرة األولى من المادة 615من القانون 73.17المتعلق بمساطر صعوبات المقاولة.
97فتٌحة مشماشً ,أزمة صعوبات المقاولة ,أطروحة لنٌل دكتورة الدولة فً الحقوق ,م س ص .51
58
أهداؾ ووسائل مخطط االستمرارٌة إال بحكم من المحكمة ودلك بطلب من رئٌس المقاولة
وبناء على تقرٌر السندٌك إذا كان من شانه تؽٌٌر أهداؾ ووسائل مخطط االستمرارٌة
والتؤثٌر سلبٌا على التخةٌضات أو اآلجال التً وافق علٌها الدائنون تجنبا لئلضرار بحقوقهم
,بحٌث تبت المحكمة بعد االستماع لؤلطراؾ وألي شخص ٌعنٌه األمر أو بعد استدعائهم
بشكل قانونً .كما ٌمكن للمحكمة أن تقضً بةسخ مخطط االستمرارٌة وفقا للشكلٌات
واآلثار المنصوص علٌها فً المادة 634والتً أكدت انه فً الحالة التً ال تنةذ المقاولة
التزاماتها المحددة فً المخطط ،أو لم ٌنةذ هذا المخطط فً اآلجال المحددةٌ ،تعٌن على
المحكمة أن تقضً تلقائٌا أو بطلب من أحد الدائنٌن ،وبعد االستماع إلى السندٌك واستدعاء
رئٌس المقاولة ،بةسخ مخطط االستمرارٌة وتقرر التصةٌة القضائٌة للمقاولة.
وأٌضا من األدوار المنوطة بهده الجمعٌة هو طلب استبدال السندٌك المعٌن طبقا لمقتضٌات
المادة ,677وعمبل بمقتضٌات المادة 677من القانون 73.17نجدها تقر بإمكانٌة استبدال
السندٌك بطلب من النٌابة العامة ومن طرؾ جمعٌة الدائنٌن فً الحاالت التً تشكل فٌها هذه
الجمعٌة طبقا للمادة , 606أو من طرؾ القاضً المنتدب تلقائٌا أو بناء على تشك لدٌه من
رئٌس المقاولة أو أحد الدائنٌن ,أو من طرؾ رئٌس المقاولة أو الدائن الذي لم ٌبت القاضً
المنتدب فً تشكٌه داخل أجل ٌ 15وما.
وفً حالة إعةاء السندٌك ٌجب أن ٌقدم إلى السندٌك الجدٌد جمٌع الوثائق المتعلقة بالمسطرة،
وتقرٌرا بالحسابات المرتبطة بها ،داخل أجل 10أٌام من تارٌخ إعةائه من مهامه ،وٌظل
98
السندٌك المعةى ملزما بالسر المهنً .
ٌمكن للجمعٌة أن تتداول أٌضا بخصوص تةوٌت واحد أو أكثر من األصول المهمة المشار
إلٌها فً المادة ,618وهنا ٌكمل الدور التقرٌري و الةعلً ألعضاء الجمعٌة من خبلل
اإلقدام على تةوٌت واحد أو أكثر من األصول المهمة للمقاولة المعنٌة ,وذلك بطلب مبرر
ٌقدمه أحد الدائنٌن إلى القاضً المنتدب الذي ٌبت فٌه داخل أجل 10أٌام من تارٌخ إٌداعه.
ولتعزٌز األدوار التً سبق وان تطرقنا إلٌها أعبله وضع المشرع المؽربً مجموعة من
اآللٌات التً تهدؾ إلى هده الؽاٌة وهدا ما سنعمل على توضٌحه .
ثاَُا :آنُاخ تعضَض أدواس وعًم جًعُح انذائٍُُ وانجذوي يُها :
لقد رعى المشرع المؽربً من خبلل تنظٌمه لمقتضٌات جمعٌة الدائنٌن مجموعة من اآللٌات
التً تصب فً مصلحة الجمعٌة سواء تعلق األمر بتعزٌز آلٌات اإلخبار أو التبلٌػ أو تبنً
أجال مضبوطة ودقٌقة .
– على مستوى اإلخبار والتبلٌػ :
59
فً ظل تعزٌز عمل ودور جمعٌة الدائنٌن ,اعتمد المشرع على آلٌات هامة لتحقٌق هده
األدوار الجدٌدة والرفع من مكانة هده المإسسة من الشكلٌة إلى الةعالٌة ودلك باعتماد آلٌات
التبلٌػ واإلخبار .
بحٌث أن كل عمل ٌقوم به السندٌك فً إطار السٌر العادي لمساطر التسوٌة القضائٌة وال
ٌجب أن ٌكون لجمعٌة الدائنٌن الدراٌة بشؤنه ضمانا لحماٌة حقوقهم وعلٌه فانه ٌتعٌن على
السندٌك أن ٌضع رهن إشارة الجمعٌة جمٌع المعلومات والقرارات المتخذة وإشعارهم بكل
األمور التً تصب فً مصلحة الجمعٌة .
ومن خبلل القانون 73.17أكد المشرع المؽربً على هدا التوجه بحٌث أن السندٌك ٌجب
أن ٌضع عدة وثائق منصوص علٌها فً المادة 612رهن إشارة الدائنٌن ابتداء من الٌوم
الموالً من نشر اإلشعار والى ؼاٌة تارٌخ انعقاد الجمعٌة .هدا أو ٌتعٌن أن ٌضع السندٌك
رهن إشارة جمعٌة الدائنٌن كل هده المعلومات فً فترة انعقاد الجمعٌة ,وتعزٌزا للدور
الحمائً للحقوق جمعٌة الدائنٌن ,وانه فً حالة التً ٌمتنع فٌها السندٌك من تزوٌد الدائنٌن
بالمعلومات المشار إلٌها أعبله ,نجد الةقرة الخٌرة من المادة 612تنص ‹‹إذا لم ٌتمكن أي
دائن من االطبلع على الوثائق المذكورة أو رفض السندٌك اطبلعه علٌهاٌ ،مكنه رفع األمر
إلى القاضً المنتدب قصد اإلذن له باالطبلع علٌها داخل األجل المشار إلٌه فً الةقرة
األولى أعبله».
وتؤكٌدا للطابع اإلعبلمً حول المشرع طٌلة فترة تنةٌذ مخطط االستمرارٌة لكل دائن بناء
على طلب مقدم إلى السندٌك االطبلع بمقر المقاولة على :
-المعلومات المتعلقة بالوضعٌة المالٌة للمقاولة بما فٌها وضعٌة األصول والخصوم مع بٌان
تةصٌلً للخصوم ذات االمتٌاز والخصوم العادٌة.
-تدفقات الخزٌنة.
-المعلومات ؼٌر المالٌة التً ٌمكن أن تإثر على تنةٌذ المقاولة اللتزاماتها مستقببل.
هذا وتضٌؾ الةقرة األخٌرة من المادة 619على أحقٌة كل دائن سواء شخصٌا أو بواسطة
وكٌل ،الحصول على نسخ من الوثائق المذكورة أعبله على نةقته.
وال شك أن من أهم المستجدات التً جاء بها القانون 73.17هو ٌبنً طرٌقة جدٌدة للتبلٌػ
والدعوة إلى التعاقد وهً الطرٌقة االلكترونٌة فً الدعوة واالنعقاد وال محالة من كون
الهدؾ من دالك هو إشراك جمٌع الدائنٌن فً انعقاد الجمعٌة وعدم االحتجاج بمشكل الؽٌاب
سٌنا من قبل الدائنٌن الؽٌر متواجدٌن داخل البلد التً توجد به المقر االجتماعً للمقولة .
– على مستوى اآلجال والطابع السري
61
عند تصحح المواد المتعلقة بتنظٌم جمعٌة الدائنٌن ٌ,تضح هٌمنة معطى اآلجال على جل
مقتضٌاته بحٌث ٌمٌز المشرع بٌن أجال مختلةة منها ما ٌتعلق بآجال دعوة جمعٌة الدائنٌن
لبلنعقاد 99.والتً تحدد فً ٌوم واحد أو ٌ 15وم أو 10أٌام تختلؾ حسب األحوال ,ومنها
ما ٌتعلق بآجال المصادقة على المخطط 100.والتً حددت فً مجملها فً 10أٌام ,نهٌك
عن بعض اآلجال األخرى ,من دلك اآلجال الذي ٌتعٌن فٌه الدائنٌن ,إعداد مخطط تسوٌة
جدٌد بالنسبة لمن لم ٌصوتوا لصالح المخطط المقترح من قبل ,وٌتعلق األمر هنا بؤجل 15
ٌوما .إذا فالؽاٌة التشرٌعٌة من وضع اآلجال المتسمة بقصرها هً خٌر دلٌل على اإلرادة
التشرٌعٌة فً السٌر السرٌع للمسطرة خدمة من جهة لمصالح الدائنٌن فً استةاء حقوقهم ,
ومن جهة أخرى خدمة مصالح المقاولة من خبلل ضمان استمرارها وتسوٌة وضعٌتها .
على مستوى أخر ,نجد المشرع المؽربً ٌحث على معطى فً ؼاٌة من األهمٌة إال وهو
عنصر السرٌة ,حٌث نصت المادة 613من القانون 73.17على انه ‹‹ ال ٌمكن استعمال
أي من المعلومات المشار إلٌها فً المادة السابقة و المادة 619أدناه من هذا القانون ضد
المقاولة فً أي مسطرة أو دعوى أو أمام أي جهة كانت ،إال بموافقتها الصرٌحة ،ما لم
ٌتعلق األمر بدٌن عمومً».
والؽاٌة من وراء التنصٌص صراحة على مبدأ السرٌة هو حماٌة لحقوق وسمعة المقاولة
بالدرجة األولى ,الن من شؤن شٌوع خبر تعرضها لمرحلة التوقؾ عن الدفع وخضوعها
لمساطر التنوٌه أن ٌسئ بالسمعة التجارٌة للمقاولة اإلضرار بمصالحها .
أخٌرا ٌمكن القول أن المشرع المؽربً اسند هده المهام التً سبق ذكرها وعززها بالٌات
من اجل تحقٌقها ,وؼاٌته من دلك هً حماٌة مصالح الدائنٌن وإعادة االعتبار لهم فً
مسلسل استمرارٌة المقاولة.
61
كل األمور المحٌطة بالمقاولة سواء فٌما ٌتعلق بوضعٌتها المالٌة أو االقتصادٌة من جهة أو
فٌما ٌتعلق بمخطط االستمرارٌة ومراحله ،ولعل قٌاس جدوى جمعٌة الدائنٌن هنا ٌرتبط
أساسا بةعالٌتها على مستوى أداء األدوار المنوطة بها كجمعٌة هدفها األول واألخٌر حماٌة
الدائنٌن.
62
خاتًح:
قلنا فً البداٌة أننا سنسبح ضد تٌار ،وسنحاول تلقؾ كل ما قد تلتقطه أعٌننا أو مسامعنا عن
آلٌات حماٌة الدائنٌن فً نظلم صعوبات المقاولة ،هذه اآللٌات التً حولنا جردها بتمعن
واستنطاق واستقراء ،مع عقد مقارنة بٌن القانون القدٌم والقانون رقم 73.17كلما سنحت لنا
الةرصة ،مع تدعٌم ذلك بالقرارات والحكام القضائٌة لكونها تشكل أرضٌة خصبة الختبار
قواعد نظام صعوبات المقاولة ،للكشؾ عن عٌوبه ومزاٌاه أو هما معا فٌما ٌتعلق بعنصر
الحماٌة التً وفرها المشرع للدائنٌن للدائنٌن ،ولعل ما تؤكد لدٌنا من خبلل تناولنا لهذا
الموضوع ،هو االرتكان الؽٌر مةهوم والؽٌر مبرر للمشرع المؽربً إلى المركز القانونً
للدائنٌن فً عبلقته مع المقاولة على حساب المركز االقتصادي.
إن من ٌتمعن فً اآللٌات المختلةة التً شرعها المشرع قصد حماٌة الدائنٌن ،رؼم
محدودٌتها ،ستتكون لدٌه صورة عامة عن اإلجحاؾ الذي ٌتعرض له الدائنٌن فً ظل
مساطر صعوبات المقاولة ،هذا اإلجحاؾ الذي ٌنطلق فً بداٌته من واقعة التوقؾ عن الدفع
وما ٌلٌها من إجراءات تعقب حكم فتح المسطرة ،مرورا بآلٌة التصرٌح والٌة التحقٌق اللتان
ال تمكنان الدائنٌن من استٌةاء حقوقهم ،فقط ما ٌمكن القول عنها أنها تظل فً عمقٌهما ـ أي
آلٌة التصرٌح والٌة التحقٌق ـ مجرد إجراءات ممهدة وضرورٌة فً للسندٌك وللمقاولة قصد
إعداد الموازنة المالٌة واالقتصادٌة االجتماعٌة والقانونٌة ،فباستثناء بعض الممٌزات
الخاصة التً ٌتمتع بها األجراء باعتبارهم ٌخضعون لمقتضٌات قانون الشؽل ،فإن باقً
الدائنٌن ٌرهقون باإلجراءات المختلةة المتعلقة بنظام صعوبات المقاولة ،وأي تماطل من
طرؾ الدائن ،فإنه ملزم ؼن أراد دٌنه بإتباع إجراءات أعقد وأكثر كلةة ،ووصوال لآللٌات
المضمنة فً العقود الجارٌة ،فإنه ٌمكننا القول دون ترٌث ،أن المشرع لم ٌةكر فً المتعاقد
مع المقاولة بشكل بات ،بل جعل أمواله فً خدمة المقاولة.
أما فٌما ٌتعلق باآللٌات الموضوعٌة ،فٌجب اإلشارة أن هذه اآللٌات فً مجملها ال ٌستةٌد
منها إال دائنٌن ذو طبٌعة خاصة ،حق االمتٌاز الممنوح للدائنٌن ذوي الدٌن البلحق لحكم فتح
المسطرة ،حٌث ساعدوا المقاولة فً فترة إعداد الحل ،ؼٌر أن هذا الحق ال ٌمارس على
إطبلقه ،وإنما ترد علٌه قٌود معٌنة ،تجعل دوره ووظٌةته محدودة ،فنجد أن هذا الحق دائما
ما ٌستةٌد منه الدائنون الذٌن نشؤت دٌونهم بعد فتح المسطرة ،ؼٌر أنه ال ٌتمتعون به فً
حالة وجود الدائنٌن أصحاب امتٌاز المصالحة ،أو الدائنٌن الذٌن ساعدوا المقاولة فً ظل
مسطرة اإلنقاذ فً حالة إن مرت منها ،إضافة إلى حالة وجود الدائنٌن أصحاب الضمانات.
وقد جاء المشرع فً القانون 73.17بمستجد جدٌد ٌنصب اهتمامه على حماٌة الدائنٌن
بالدرجة األولى ،وهً جمعٌة الدائنٌن كآلٌة مهمة ومحورٌة ستثبت مدى قدرتها على حماٌة
63
الدائنٌن مع مرور الوقت ،لكن هذه الجمعٌة وإن كان لها دور إٌجابً فً على أكثر من
صعٌد ،فإنها ال تحمً الدائنٌن بشكل عام ،ألنها ال تتؤسس إال فً الحاالت التً نص علٌها
القانون كما سبق أن رأٌنا.
وٌستخلص مما سبق أن المشرع المؽربً فً مقتضٌات الكتاب الخامس من مدونة التجارة
بنسخته الجدٌدة والقدٌمة ،لم ٌنصؾ الدائنٌن بشكل بات ،وهذا فً حد ذاته إنكار لدور هإالء
الدائنٌن ،وتؽٌٌب لدورها فً البناء االقتصادي ألي دولة.
وبعد استكشافنا آللٌة حماٌة الدائنٌن ،بقواعدها ،وإشكاالتها وجدواها ،نظن أننا قد أتٌحت لنا
فرصة الكشؾ عن مجموعة من األمور التً ال نعتبرها ال توصٌات وال إرشادات ،بقدر ما
هً أراء قد تصٌب وقد تخطئ ،وهً فً مجملها كاألتً:
ـــ ضرورة تجمٌع النصوص المتعلقة بالدائنٌن فً باب أو قسم أو فصل معٌن ،حتى ٌتمكن
الدائن من معرفة وضعٌته واإلجراءات التً ٌتعٌن القٌام بها.
ـــ ضرورة توسٌع نطاق نشر حكم فتح المسطرة ،وخاصة بالطرق اإللكترونٌة.
ـــ ضرورة توفٌر نوع من الضمانات للدائن المتعاقد مع المقاولة ،مع إلحاحٌة تقلٌص سلطة
السندٌك فً إقرار استمرار المقاولة من عدمها.
64
انًشاجع:
المإلفات:
.1أحمد شكري السٌاعً ,الوسٌط فً مساطر الوقاٌة من صعوبات المقاولة التً
تعترض المقاولة ومساطر معالجتها،الجزء الثانً والثالث ،مطٌعة المعارؾ،
الجدٌدة،الرباط،المؽرب،طبعة 2112
.3عبد الرحٌم شمٌعة :شرح أحكام نظام مساطر معالجة صعوبات المقاولة فً ضوء
قانون 73.17ـ مطبعة مكتبة سجلماسة ،مكناس طبعة .2118
.4عبلل فالً :مساطر معالجة صعوبات المقاولة ،دار السبلم للطباعة والنشر والتوزٌع
ــ الرباط الطبعة الثانٌة ـ نونبر .2115
.5مصطةى بونجة ـ نهال اللواح :مساطر صعوبات المقاولة وفقا للقانون رقم 73.17ـ
منشورات المركز المؽربً للتجكٌم ومنازعات األعمال ـ الطبعة األولى .
.6فإاد معبلل شرح القانون التجاري الجدٌد ,الجزء الثانً ,الشركات التجارٌة طبعة
.2112,
األطروحات والرسائل:
.0فاتحة مشماشً :أزمة معالجة صعوبات المقاولة ـ أطروحة لنٌل شهادة دكتوراه
الدولة فً الحقوق ـ شعبة القانون الخاص ـ جامعة محمد الخامس أكدال ،كلٌة العلوم
القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة ـ الرباط ،السنة الجامعٌة 2116ـ .2117
.2سعٌد وحً :أزمة القواعد العامة للتعاقد فً ظل إجراءات الوقاٌة والمعالجة من
صعوبات المقاولة ـ رسالٌة لنٌل دبلوم الماستر فً القانون الخاص ـ ماستر قانون
المقاولة ـ كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة ـ المحمدٌة ـ جامعة الحسن
الثانً الدار البٌضاء ـ السنة الجامعٌة .2116 / 2117
65
المقاالت:
.1زكرٌاء رٌاحً اإلدرٌسً :قراءة فً مضامٌن جمعٌة الدائنٌن وفق القانون : 73.17
مقال منشور فً مجلة الةقه والقانون ،العدد الرابع والسبعون :دجنبر .2118
المجالت:
مجلة القانون واإلعمال ـ عدد خاص بمساطر صعوبات المقاولة أبرٌل .2118 .1
مجلة الةقه والقانون ـ العدد 74دجنبر .2118 .2
مجموعة قرارات المجلً األعلى العدد 72 .3
مجلبة قضاء المجلس األعلى ،العدد 64ـ 65ـ .2115 .4
مجلة قضاء المجلس األعلى ،العدد 67ماي .2117 .5
المجلة المؽربٌة للقانون واألعمال والمقاوالت ،العدد 5ـ .2115 .6
الندوات:
.1لوهاب عبد السبلم :مسطرة التصرٌح بالدٌون الندوة الجهوٌة الثامنة المنظمة كم
طرؾ المجلس األعلى بمناسبة الذكرى الخمسٌنٌة 2117 ،تحت عنوان " صعوبات
المقاولة ومٌدان التسوٌة القضائٌة من خبلل اجتهادات المجلس األعلى ".
66
انفهشط:
67
المطلب األول :ماهٌة قاعدة استمرار العقود الجارٌة ومجال تطبٌقها84 ........................ .
الفقرة األولى :قاعدة استمرار العقود الجارٌة85 ................................................. .
أوال :دور السندٌك فً قاعدة استمرار العقود الجارٌة85 ........................................ .
ثانٌا :أحكام قاعدة استمرارٌة العقود الجارٌة11 .................................................. .
الفقرة الثانٌة :مجال تطبٌق قاعدة استمرار العقود الجارٌة18 ....................................
أوال :العقود الخاضعة لقاعدة استمرار العقود18 ................................................. .
ثانٌا :االستثناءات الواردة على تطبٌق هذه القاعدة11 ........................................... .
المطلب الثانً :آلٌات وإشكاالت حماٌة الدائنٌن فً ظل استمرار العقود الجارٌة ،أو عدم
استمرارها13 ........................................................................................ .
الفقرة األولى :آلٌات حماٌة الدائنٌن فً ظل استمرار العقود الجارٌة أو عدم استمرارها13 .. .
أوال :آلٌة حماٌة الدائنٌن فً حالة اختار السندٌك استمرار العقود الجارٌة13 .................. .
ثانٌا :آلٌة حماٌة الدائنٌن فً حالة اختار السندٌك عدم استمرار العقود الجارٌة15 ............ .
الفقرة الثانٌة :إشكاالت وجدوى قاعدة استمرار العقود الجارٌة15 ...............................
أوال :إشكاالت قاعدة استمرار العقود الجارٌة41 ...................................................
ثانٌا :جدوى قاعدة استمرارٌة العقود الجارٌة40 ................................................. .
الفصل الثانً :اِنُاخ انًىضىعُح نحًاَح انذائٍُُ تٍُ انماَىٌ انمذَى ولاَىٌ 48 ... .31.03
المبحث األول :حك االيتُاص48 .................................................................... .
المطلب األول :شروط و مجاالت تطبٌق حق االمتٌاز41 ........................................ .
الفقرة األولى :ضوابط و شروط االستفادة من حق اإلمتٌاز41 ................................. .
أوال َ :شىء انذٍَ تصىسج لاَىَُح44 .............................................................. .
ثانٌا َ :شىء انذٍَ الحما نحكى فتح انًغطشج انمضائُح41 ........................................ .
ثالثا َ :شىء انذٍَ تًُاعثح يىاصم َشاط انًماونح41 ............................................ .
الفقرة الثانٌة :مجال تطبٌق حق االمتٌاز 42 .......................................................
أوال :دسجاخ أصحاب حك االيتُاص42 ............................................................. .
0ــ امتٌاز مسطرة المصالحة 42 ................................................................... :
8ــ امتٌاز مسطرة اإلنقاذ 42 ...................................................................... :
1ــ امتٌاز مسطرتً التسوٌة و التصفٌة 42 ..................................................... :
68
ثانٌا :امتٌاز بعض الدائنٌن نظرا لطبٌعة دٌنهم 43 ................................................
0ــ صاحب الدٌن المضمون بحق الحبس 43 .......................................................
8ـ صاحب الرهن الحٌازي43 ........................................................................
1ــ صاحب حق االسترداد43 ....................................................................... :
المطلب الثانً :آثار حق األسبقٌة و الجدوى من إقراره43 ...................................... .
الفقرة األولى :آثار حق األسبقٌة44 .............................................................. .
أوال :اآلثار المباشرة44 .............................................................................
ثانٌا :اآلثار الغٌر مباشرة44 ...................................................................... .
الفقرة الثانٌة :جدوى حق األسبقٌة45 ............................................................ .
المبحث الثانً :جمعٌة الدائنٌن ودورها فً حماٌة دائنً المقاولة11 .......................... .
المطلب األول :اإلطار القانونً جمعٌة الدائنٌن11 ................................................ :
الفقرة األولى :تشكٌل جمعٌة الدائنٌن 11 ...........................................................
أوال :تشكٌل الوجوبً لجمعٌة الدائنٌن 11 ........................................................ :
ثانٌا :التشكٌل الجوازي لجمعٌة الدائنٌن 10 ..................................................... :
الفقرة الثانٌة :تؤلٌف جمعٌة الدائنٌن وطرق انعقادها 18 ....................................... .
أوال :تؤلٌف جمعٌة الدائنٌن 18 ................................................................... :
ثانٌا :انعقاد جمعٌة الدائنٌن 11 ................................................................... :
المطلب الثانً :دور وجدوى جمعٌة الدائنٌن 13 ................................................ :
الفقرة األولى :دور جمعٌة الدائنٌن13 ............................................................ .
أوال :ادوار وصالحٌات جمعٌة الدائنٌن14 ........................................................:
ثانٌا :آلٌات تعزٌز أدوار وعمل جمعٌة الدائنٌن والجدوى منها 15 ............................ :
الفقرة الثانٌة :جدوى جمعٌة الدائنٌن20 ............................................................
خاتمة21 ............................................................................................. :
المراجع21 ........................................................................................... :
الفهرس23 .......................................................................................... :
69