You are on page 1of 70

‫ماستر‪ :‬قانون األعمال‬ ‫جامعة عبد المالك السعدي‬

‫الفوج ‪ :‬الخامس‬ ‫كلية العلوم القانونية‬


‫واالقتصادية واالجتماعية‬
‫الفصل‪ :‬السابع‬
‫ـ تطوان ـ‬
‫وحدة‪ :‬صعوبات المقاولة‬

‫عرض تحت عنوان‪:‬‬


‫آلٌة حماٌة الدائنٌن فً نظام صعوبات‬
‫المقاولة‬
‫دراسة على ضوء القانون ‪31.03‬‬

‫من اقتراح‪:‬‬ ‫من إعداد الطبلة الباحثٌن‪:‬‬


‫الدكتور‪:‬‬ ‫محمد البوسقساقً‪.‬‬
‫عبد العالً أغباشً‪.‬‬ ‫محمد الشعٌري‪.‬‬
‫بالل بنطاهر‪.‬‬
‫جهاد موسى‪.‬‬
‫أٌوب الزاوي‪.‬‬
‫السنة الجامعٌة‬
‫‪8105/8104‬‬
‫يمذيح‪:‬‬
‫الزال النقاش قائما وسٌظل قائما حول مساطر صعوبات المقاولة ودورها فً حماٌة المقاولة‬
‫وضمان استمرارٌة نشاطها وخاصة بعد صدور القانون ‪ 73.17‬الذي نسخ وعوض الكتاب‬
‫الخامس من مدونة التجارة‪ .‬وفً خضم هذا النقاش برز نقاش جزئً أو فرعً داخل النقاش‬
‫الكلً أو العام‪ ،‬نحى منحى معارض أو مناقض للموضوع الذي هٌمن على النقاش‬
‫األساسً‪ ،‬أو باألحرى النقاش المنصب على دور مساطر صعوبات المقاولة فً حماٌة‬
‫المقاولة وضمان استمرارٌة نشاطها‪ ،‬حٌث استهدؾ النقاش الجزئً الشق المناقض للمقاولة‬
‫والمتمثل فً الدائنٌن‪ ،‬إذ انصب حول اآللٌات المختلةة التً ضمنها المشرع المؽربً فً‬
‫الكتاب الخامس من مدونة التجارة قصد حماٌة الدائنٌن فً ظل مساطر صعوبات المقاولة‪.‬‬
‫وٌعتبر الخوض فً آلٌات حماٌة الدائنٌن فً ظل مساطر معالجة صعوبات المقاولة‪ ،‬كمن‬
‫ٌسبح ضد التٌار‪ ،‬ألن مقتضٌات الكتاب الخامس سواء القدٌم أو الجدٌد ال تتوفر على آلٌات‬
‫ٌمكن أن نقول عنها فعبل أنها آلٌات لحماٌة الدائنٌن‪ ،‬بقدر ما ٌمكن أن نقول عنها أنها مجرد‬
‫آلٌات لحةظ ماء وجه مساطر معالجة صعوبات المقاولة حتى ال ٌقال عنها أنها أقصت بشكل‬
‫بات وقاطع عنصر الحماٌة الخاص بالدائنٌن‪ ،‬رؼم أن هذا عنصر الحماٌة المضمن فً‬
‫مقتضبات الكتاب الخامس من مدونة التجارة‪ٌ ،‬ؤتً معقدا ال من حٌث اإلجراءات وال من‬
‫حٌث النتائج‪ ،‬إذ أن أؼلب الدائنٌن ٌةرض علٌهم انتظار ما ستإول إلٌه المقاولة بعد دراسة‬
‫وضعٌتها وتقرٌر مصٌرها‪.‬‬
‫ال رٌب أن مقتضٌات مساطر صعوبات المقاولة قد جاءت لحماٌة المقاولة‪ ،‬لكن ما ٌطرح‬
‫عبلمات استةهام كبرى فً هذا المستوى‪ ،‬هو إجحاؾ المشرع فً ظل هذه المساطر فً حق‬
‫الدائنٌن‪ ،‬مع العلم أن المشرع ٌدرك تماما اإلدراك أن المقاوالت ال ٌمكن أن تتشكل أو أن‬
‫تقوم دون وجود الدائنٌن الذٌن ٌمولون المقاولة بشتى أنواع التموٌل‪ ،‬حتى تتمكن من تقوٌة‬
‫نشاطها‪ ،‬لكن المشرع لم ٌلتةت إلٌهم فً ظل مقتضٌات الكتاب الخامس إال فً حاالت‬
‫محدودة تؤكد بما ال ٌدع مجاال للشك عدم اهتمام المشرع المؽربً بشكل بات بالدائنٌن كةئة‬
‫اقتصادٌة بالدرجة األولى‪ ،‬ال كةئة لها مركز قانونً محدد فً عبلقتها مع المقاولة‪ ،‬حٌث‬
‫اقتصر المشرع المؽربً فً رإٌته للدائنٌن على المركز القانونً الخاص بهم ـ أي كونهم‬
‫دائنٌن ـ دون النظر إلى دورهم االقتصادي الذٌن ٌلعبونه فً خلق المقاوالت وتشجٌع‬
‫االستثمار‪ ،‬حٌث ٌعتبرون أساس وجود هذه المقاولة‪ ،‬ولعل إفراط المشرع فً النظر إلى‬
‫المركز القانونً دون المركز االقتصادي للدائنٌن جعل منه مشرعا متطرفا فً حماٌة‬
‫المقاولة على حساب الدائنٌن الذٌن ٌعتبرون هم كذلك وفً أؼلب األحٌان مقاوالت فً صٌػ‬
‫معٌنة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ولعل ما ٌجب اإلشارة إلٌه كحسنة أو كةطنة أو كاقتباس متؤخر للمشرع المؽربً من‬
‫المشرع الةرنسً‪ ،‬هو الحماٌة الخاصة التً أطر بها المشرع األجراء كةئة خاصة من‬
‫الدائنٌن ٌجب االلتةات إلٌهم‪ ،‬هذا االلتةات كان وما ٌزال قائما على تطبٌق المقتضٌات‬
‫المتعلقة بمدونة الشؽل على حساب المقتضٌات المتعلقة بمساطر صعوبات المقاولة‪ ،‬وقد‬
‫تؤكد هذا فً عدٌد من األحكام والقرارات القضائٌة قبل أن تإكده مدونة التجارة بعد نسخ‬
‫مقتضٌات الكتاب الخامس بمقتضى القانون ‪.73.17‬‬

‫وحتى ال نكون مجحةٌن فً حق ما جاءت به مقتضٌات الكتاب الخامس من مدونة التجارة‪،‬‬


‫سواء القدٌم أو الجدٌد فٌما ٌتعلق بالٌات حماٌة الدائنٌن‪ ،‬فإنه من البلزم الؽوص ضد التٌار‬
‫حتى نتمكن من التقاط بعضا من هذه اآللٌات‪ ،‬والتً تتمحور أساسا فً نطاقٌن‪ ،‬إجرائٌة أو‬
‫و موضوعٌة‪ ،‬وحتى ٌتسنى لنا استعراض هذه اآللٌات البد من طرح اإلشكاالت التالٌة‪:‬‬
‫ما هً آلٌات حماٌة الدائنٌن التً أوجدها المشرع المؽربً ضمن مقتضٌات الكتاب الخامس‬
‫من مدونة التجارة؟ وما الجدٌد الذي جاء به المشرع فٌما ٌخص هذه اآللٌات بعد دخول‬
‫القانون ‪ 73.17‬حٌز التنةٌذ؟ وما هً اإلشكاالت التً تطرحها ؟ وما الجدوى منها؟‪.‬‬

‫ولتطرق لهذه اإلشكاالت وؼٌرها‪ ،‬فإننا سنعتمد أساسا على التصمٌم التالً‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬اآللٌات اإلجرائٌة الرامٌة لحماٌة الدائنٌن‪ ،‬بٌن مقتضٌات‬


‫القانون القدٌم‪ ،‬ومقتضٌات القانون رقم ‪. 31.03‬‬

‫الفصل الثانً‪ :‬اِنُاخ انًىضىعُح انشايُح نحًاَح انذائٍُُ تٍُ انماَىٌ‬


‫انمذَى ولاَىٌ ‪.71.37‬‬

‫‪2‬‬
‫انفصم األول‪ :‬اِنُاخ اإلجشائُح انشايُح نحًاَح انذائٍُُ‪ ،‬تٍُ يمتضُاخ انماَىٌ‬
‫انمذَى‪ ،‬ويمتضُاخ انماَىٌ سلى ‪. 71.37‬‬
‫أولت مساطر صعوبات المقاولة نوعا من األهمٌة للدائنٌن‪ ،‬لكن هذه األهمٌة لٌست بتلك التً‬
‫أولتها للمقاولة‪ ،‬فرؼم أن الدائنٌن هم عصب وجود المقاولة‪ ،‬فإن المشرع المؽربً لم ٌهتم‬
‫بهم كثٌرا فً الكتاب الخامس من مدونة التجارة‪ ،‬عكس ما كان معموال به فً نظام‬
‫اإلفبلس‪ ،‬وهذا عائد بالدرجة األولى للهدؾ الذي جعل المشرع ٌتبنى مساطر صعوبات‬
‫المقاولة والمتمثل فً ضرورة الحةاظ على المقاولة‪ ،‬وبطبٌعة الحال لن ٌتحقق هذا الهدؾ‬
‫إال عبر توفٌر مناخ قانونً ٌعطً للمقاولة نوعا من الطمؤنٌنة‪ ،‬وفً المقابل ال نجد مقاولة ال‬
‫تعتمد على الدائنٌن الذٌن ٌمدونها بوسائل مختلةة‪ ،‬هذه الوسائل‪ ،‬بتوظٌةها‪ ،‬واندماجها‪ ،‬تشكل‬
‫أسس استمرارٌة نشاط المقاولة‪ ،‬الشًء الذي ٌحتم على المشرع المؽربً اإلتٌان بمجموعة‬
‫من اآللٌات التً تهدؾ إلى حماٌة دائنً المقاولة‪ ،‬وبالتالً تشجٌع هإالء الدائنٌن على‬
‫التعامل مع المقاولة وإمدادها بكل ما قد تحتاجه قصد ضمان استمرارٌة نشاطها‪ .‬ومن ضمن‬
‫اآللٌات التً أوردها المشرع فً الكتاب الخامس من مدونة التجارة نجد اآللٌات اإلجرائٌة‬
‫التً تعد وسٌلة قانونٌة مهمة وضرورٌة لحماٌة دائنً المقاولة المتوقةة عن الدفع‪.‬‬
‫وتستمد اآللٌات اإلجرائٌة أهمٌتها من الدور الذي تلعبه والذي ٌتجسد فً طمؤنة دائنً‬
‫المقاولة المتوقةة عن الدفع عن حقوقهم‪ ،‬فهذه اآللٌات ال تحقق مراد الدائنٌن وهو استٌةاء‬
‫دٌونهم‪ ،‬بل تقوم مقام إثبات عبلقة المدٌونٌة التً تربط بٌن المقاولة والدائنٌن من جهة‪ ،‬كما‬
‫تقوم أٌضا مقام ضمان استمرار العبلقة التعاقدٌة بٌن المقاولة والدائنٌن‪ ،‬ولتناول هذه اآللٌات‬
‫من كل جوانبها مع وضع الٌد على مكامن القصور التً تعترٌها وما استجد به الكتاب‬
‫الخامس من م ت بعد تؽٌٌر ونسخ مقتضٌاته بقانون رقم ‪ ، 73.17‬فإننا سنتطرق إلى آلٌة‬
‫التصرٌح والتحقٌق فً ( المبحث األول )‪ ،‬بعدها سنعرج لتناول آلٌة استمرار العقود‬
‫الجارٌة فً ( المبحث الثانً )‪.‬‬

‫انًثحث األول‪ :‬آنُح انتصشَح وانتحمُك‪.‬‬


‫ٌعد التصرٌح والتحقٌق أهم اآللٌات اإلجرائٌة التً ٌعمد إلٌها الدائنٌن‪ ،‬إذ بلجوئهم إلى كل‬
‫من آلٌة التصرٌح والٌة التحقٌق‪ ،‬فإنهم ٌثبتون عبلقة المدٌونٌة القائمة بٌنهم وبٌن المقاولة‪،‬‬
‫وتعتبر آلٌة التصرٌح بمثابة ممهد آللٌة التحقٌق‪ ،‬لكون أن هذه األخٌرة تقوم أساسا على آلٌة‬
‫التصرٌح‪ ،‬فإن انعدمت هذه األخٌرة انعدمت معها آلٌة التحقٌق‪ ،‬ولذلك‪ ،‬فإن بٌن آلٌة‬
‫التصرٌح والٌة التحقٌق عبلقة ترابط متٌنة‪ ،‬تتجلى فً أن آلٌة التصرٌح هً التً تإسس‬
‫آللٌة التحقٌق‪ ،‬وذلك عبر التصرٌح بالدٌون التً ٌقوم بها دائنً المقاولة‪ ،‬مما ٌلحقها وبشكل‬
‫مباشر تحقٌق الدٌون‪ ،‬أي التؤكٌد من صحة وجودها‪ ،‬ولتوسع فً الموضوع أكثر‪ ،‬فإننا‬

‫‪3‬‬
‫سنتعرؾ فً البداٌة على آلٌة التصرٌح ( المطلب األول ) ومن ثم بعدها سنتعرض آللٌة‬
‫التحقٌق ( المطلب الثانً )‪.‬‬

‫انًطهة األول‪ :‬آنُح انتصشَح تانذَىٌ‪.‬‬


‫جاءت المادة ‪ 719‬من القانون رقم ‪ 73.17‬الذي نسخ وعوض الكتاب الخامس من مدونة‬
‫التجارة بما ٌلً‪ٌ " :‬وجه كل الدائنٌن الذٌن ٌعود دٌنهم إلى ما قبل صدور الحكم بةتح‬
‫المسطرة‪ ،‬باستثناء األجراء‪ ،‬تصرٌحهم بدٌونهم إلى السندٌك "‪ 1‬وتقابل هذه المادة فً‬
‫القانون القدٌم المادة ‪ ،686‬وقد حملتا معا نةس المضمون من حٌث التعرٌؾ بالٌة التصرٌح‪.‬‬
‫وعموما فإن التصرٌح ٌقصد به ذلك الطلب الذي ٌتقدم به الدائن من أجل الحصول على‬
‫قٌمة دٌنه المترتب فً ذمة المقاولة المةتوحة فً موجهتها مسطرة التسوٌة أو التصةٌة‬
‫القضائٌة‪2‬ولتعرؾ على آلٌة التصرٌح بالدٌون فإننا سنعالجها انطبلقا من التطرق إلى من هم‬
‫المعنٌون بالتصرٌح بالدٌون وأجال ومضمون التصرٌح ( الةقرة األولى ) ومن ثم سنحاول‬
‫مبلمسة مجموعة من اإلشكاالت المختلةة التً تعترض آلٌة التصرٌح والجدوى من هذه‬
‫اآللٌة ( الةقرة الثانٌة )‪.‬‬

‫انفمشج األونً‪ :‬انًعُُىٌ تانتصشَح تانذَىٌ وأجال ويضًىٌ انتصشَح‪.‬‬


‫وكما سبقت اإلشارة‪ ،‬فإن المادة ‪ 686‬من الكتاب الخامس من مدونة التجارة المنسوخ‪ ،‬و‬
‫المادة ‪ 719‬من القانون رقم ‪ 73.17‬الجدٌد قد حددتا المعنٌون بالتصرٌح بالدٌون‪ ،‬كما أن‬
‫لتصرٌح بالدٌون مجموعة من اآلجال التً تختلؾ حسب ما إذا كان المعنٌون بالتصرٌح‬
‫بالدٌون داخل التراب الوطنً أو خارجه‪ ،‬كما أنها تختلؾ حسب طبٌعة الدٌن‪ ،‬ولذلك فةً‬
‫البداٌة سنرى من هم المعنٌون بالتصرٌح ( أوال ) ثم بعدها سنتوجه لمعرفة اآلجال التً‬
‫حددها القانون للتصرٌح بالدٌون ( ثانٌا )‪ ،‬ومن ثم سننهً بمضمون وشكل التصرٌح ( ثالثا‬
‫)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬انًعُُىٌ تانتصشَح‪.‬‬


‫جاءت مقتضٌات المادة ‪ 686‬من الكتاب الخامس من م ت قبل نسخه وتعوٌضه بموجب‬
‫القانون ‪ ،73.17‬لتحدد المعنٌون بالتصرٌح بالدٌون‪ ،‬حٌث نجد أن المشرع ألزم كل الدائنٌن‪،‬‬

‫‪1‬ظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 1 . 18 .26‬صادر فً ‪ 2‬شعبان ( ‪ 19‬أبرٌل ‪ ) 2118‬الصادر بتنةٌذ القانون رقم ‪ 73 . 17‬بنسخ و‬
‫تعوٌض الكتاب الخامس من القانون رقم ‪ 15 . 95‬المتعلق بمدونة التجارة‪.‬‬
‫‪ 2‬عبلل فالً‪ :‬مساطر معالجة صعوبات المقاولة‪ ،‬دار السبلم للطباعة والنشر والتوزٌع ــ الرباط الطبعة الثانٌة ـ نونبر‬
‫‪ 2115‬ـ ص ‪.237‬‬

‫‪4‬‬
‫بما فٌهم المساهم أو الشرٌك الدائن للشركة بمقتضى حساب جاري‪ ،‬والناشئة دٌونهم قبل‬
‫صدور حكم فتح المسطرة‪ ،‬باستثناء األجراء‪،3‬بضرورة التصرٌح بدٌونهم إلى السندٌك‬
‫داخل األجل القانونً‪ ،‬سواء كانت هذه الدٌون مدنٌة أو تجارٌة‪ ،‬عادٌة أو مقرونة بامتٌازات‬
‫أو بضمانات ولو لم تكن مثبتة فً سند‪ ،4‬ذلك أن التصرٌح بالدٌون إلى السندٌك المعٌن من‬
‫طرؾ المحكمة لتسٌٌر المسطرة‪ ،‬لٌس سوى مرحلة إعدادٌة لتحدٌد خصوم المقاولة‪ ،‬تلٌها‬
‫مرحلة أخرى ٌتم خبللها تحقٌق الدٌون المصرح بها‪ ،‬حٌث ٌتم بعد هذا التحقٌق وضع قائمة‬
‫بالدٌون المقبولة وبتلك المرفوضة‪ ،5‬ولذلك فقاعدة التصرٌح بالدٌون إلى السندٌك ال تهم‬
‫سوى الدائنٌن الناشئة دٌونهم قبل حكم فتح المسطرة‪ ،‬وقد جاء أحد قرارات محكمة‬
‫االستئناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء بتارٌخ ‪ 12‬مارس ‪ 2111‬بما ٌلً‪ ... " :‬وحٌث أن‬
‫الثابت من خبلل الوثائق أن الدٌن الذي تطالب الطالبة برفع السقوط عنه حتى تتمكن من‬
‫تسجٌله‪ ،‬ال ٌعود إلى ما قبل الحكم بةتح مسطرة التسوٌة‪ ،‬وأنه ال ٌوجد ال من خبلل الوقائع‬
‫أو الوثائق ما ٌةٌد أن الدٌن أنشئ قبل صدور الحكم بةتح مسطرة التسوٌة‪ ، ،‬لذلك فإن‬
‫مسطرة استٌةاء الدٌن ال تخضع لمقتضٌات التصرٌح بالدٌن "‪ ،6‬وفً نةس الصدد جاء أحد‬
‫قرارات محكمة االستئناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء الصادر بتارٌخ ‪ 11‬أكتوبر ‪2111‬‬
‫لٌإكد على عدم خضوع الدائنٌن الناشئة دٌونهم أثناء فتح المسطرة أو بعد فتح المسطرة‬
‫آللٌة التصرٌح‪ ،‬حٌث جاء فً القرار " ‪ ...‬حٌث أنه إذا كان الطاعن ٌعتبر دٌنه امتٌازي فإن‬
‫من أهم اآلثار التً تترتب عن حق األسبقٌة المنصوص فً المادة ‪ 575‬من م ت ‪ ،‬أن‬
‫الدٌون المشمولة بهد الحق تإدى فً تارٌخ استحقاقها مهما كانت المرحلة التً قطعتها‬
‫التسوٌة القضائٌة علٌها‪ ،‬وبالتالً فهً ال تخضع لمسطرة التصرٌح بالدٌون المنصوص‬
‫علٌها فً المواد ‪ 686‬إلى ‪ 691‬من مدونة التجارة‪.7"...‬‬

‫وتجدر اإلشارة أنه ٌمكن للدائن أن ٌقوم بنةسه بالتصرٌح بالدٌون‪ ،‬أو ٌعٌن وكٌبل للقٌام بهذا‬
‫التصرٌح بالدٌون‪ ،‬هذا بالنسبة إذا كان الشخص طبٌعٌا‪ ،‬أما بالنسبة لمإسسات االئتمان‪ ،8‬و‬

‫‪3‬ألن لؤلجراء قانون خاص ٌخضعون له وهو قانون الشؽل‪ ،‬وهو قانون فعال من حٌث توفٌر الحماٌة البلزمة لؤلجراء فً‬
‫حالة ما إن تم فتح مساطر معالجة صعوبات المقاولة‪.‬‬
‫‪4‬عبلل فالً‪ :‬مساطر معالجة صعوبات المقاولة‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.237‬‬
‫‪5‬امحمد لةروجً‪ :‬وضعٌة الدائنٌن فً مساطر صعوبات المقاولة ـ درسات قانونٌة معمقة ـ العدد ‪ 3‬ـ مطبعة النجاح‬
‫الجدٌدة ـ الدار البٌضاء ص ‪.111‬‬
‫‪6‬القرار رقم ‪ 2111 / 611‬الصادر عن محكمة االستئناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء فً الملؾ رقم ‪ 2851/2111/11‬ؼٌر‬
‫منشور‪ ،‬أورده عبلل فالً‪.‬‬
‫‪7‬قرار رقم ‪ 2111/2162‬فً الملؾ عدد ‪ 2111/14/21‬الصادر عن محكمة االستئناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء‪ ،‬منشور‬
‫فً مجلة القانون واإلعمال ـ عدد خاص بمساطر صعوبات المقاولة أبرٌل ‪ 2118‬ـ ص ‪.237‬‬
‫‪ 8‬تمثل مإسسات االئتمان والهٌئات المعتبرة بحكمها محةزا حقٌقا لبلستثمار‪ ،‬لكون أنها تعمل على تموٌل المقاوالت عبر‬
‫مختلؾ الطرق‪ ،‬قصد القٌام ضمان استمرارٌة نشاطها من جهة‪ ،‬أو خلق نشاطات جدٌدة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المنظمة بموجب قانون رقم ‪ 9113.12‬المتعلق بمإسسات االئتمان والهٌئات المعتبرة فً‬
‫حكمها‪ ،‬فقد نصت المادة ‪ 1035‬من هذا القانون على أن مإسسات االئتمان الموجودة تتخذ‬
‫شكل شركة مساهمة‪ ،‬أي أن لمإسسات االئتمان شخصٌة معنوٌة‪ ،‬قد تختلؾ عن تلك التً‬
‫لشركات المساهمة العادٌة من حٌث اإلجراءات وشروط اكتساب هذه الشخصٌة‪ ،‬لكنها فً‬
‫األخٌر تظل شخصٌة معنوٌة‪ ،‬تإول فٌها مهمة التصرٌح بالدٌون إلى ممثلها القانونً‪.‬‬
‫وقد أكد المشرع المؽربً فً القةرة األولى من المادة ‪ 686‬من الكتاب الخامس قبل نسخه‬
‫وتعوٌضه بقانون ‪ 73.17‬على ضرورة قٌام السندٌك شخصٌا باالتصال بالدائنٌن الحاملٌن‬
‫إما لضمانات مستوفاة بشؤنها إجراءات الشهر البلزمة‪ ،‬وإما لعقود ائتمان إٌجاري تم‬
‫شهرها‪ ،‬على عكس الدائنٌن العادٌٌن الذٌن ال ٌتم تبلٌؽهم إال عن طرٌق نشر إعبلن فتح‬
‫المسطرة فً الجرٌدة الرسمٌة كما نصت المادة ‪ 687‬من مدونة التجارة‪ ،‬وفً هذه الحالة‬
‫فإن عدم التزام الدائنٌن العادٌٌن بهذه اإلجراءات ٌإدي إلى نتٌجة مباشرة هً سقوط حق‬
‫الدائنٌن العادٌٌن‪.‬‬
‫ومن المبلحظ أن المشرع المؽربً قد وضع تمٌٌزا بٌن الدائنٌن أصحاب الضمانات‬
‫والدائنٌن العادٌٌن‪ ،‬من حٌث إشعارهم بةتح آجال التصرٌح بالدٌون‪ ،‬فإذا كان المشرع قد‬
‫نص على ضرورة إشعار الدائنٌن أصحاب الضمانات من طرؾ السندٌك‪ ،‬فإن الوسٌلة‬
‫الوحٌدة لعلم الدائنٌن العادٌٌن هً اإلعبلن المتعلق بةتح المسطرة والمنشور فً الجرٌدة‬
‫الرسمٌة‪ ،‬وقٌاسا ٌمكن نشر هذا اإلعبلن فً الجرائد المخول لها نشر اإلعبلنات القانونٌة‪،‬‬
‫ألن المادة ‪ 687‬لم تتطرق إلى باقً الجرائد التً ٌحق لها نشر اإلعبلنات القانونٌة‪ ،‬بل‬
‫اكتةت باإلشارة إلى الجرٌدة الرسمٌة‪ ،‬مما ٌجعلنا نطرح إشكاال ٌتمحور حول علم أو إشعار‬
‫الدائنٌن العادٌٌن بإصدار حكم فتح المسطرة‪ ،‬وخاصة أن نسبة من ٌقرإون الجرٌدة الرسمٌة‬
‫فً المؽرب قلٌلة جدا‪ ،‬إضافة إلى أن نقاط تواجدها قلٌلة أٌضا‪ ،‬كما أن اإلعبلنات القانونٌة‬
‫المنشورة فً الجرائد المخول لها ذلك فبل ٌلتةت لها أحد‪ ،‬وما ٌدعم هذا القول‪ ،‬نجده فً‬
‫مضامٌن أحد القرارات الصادرة عن محكمة االستئناؾ التجارٌة فً ‪ 8‬دجنبر ‪ 2111‬حٌث‬
‫جاء فٌه ما ٌلً ‪ ":‬حٌث تمسكت الطاعنة فً استئنافها بكون المشرع فً المادة ‪ 691‬من م‬
‫ت لم ٌرتب أي جزاء على عدم التصرٌح بالدٌن داخل اآلجال المحددة إال عند عدم ممارسة‬
‫دعوى رفع السقوط داخل أجل سنة من تارٌخ صدور الحكم القاضً بةتح المسطرة كما أنها‬

‫‪ 9‬الظهٌر رقم‪ 1.14.193 ،‬الصادر بتنةٌذ القانون ‪ ،113.12‬نشر فً ج ‪ .‬ر عدد ‪ 6328‬المإرخة فً فاتح ربٌع األخٌر‬
‫‪ 1436‬الموافق ل ( ‪ٌ 22‬ناٌر ‪ ) 2115‬ص ‪.462‬‬
‫‪ 10‬تنص الةقرة األولى من المادة ‪ 35‬من قانون ‪ 113.12‬على‪ ":‬ال ٌجوز أن تإسس مإسسات االئتمان الموجودة مقارها‬
‫االجتماعٌة بالمؽرب إال فً شكل شركة مساهمة ذات رأسمال ثابت ‪."...‬‬

‫‪6‬‬
‫من جهة أخرى لم تتوصل بالجرٌدة الرسمٌة حتى تكون على بٌنة من األجل"‪11‬وبالتالً فإن‬
‫ما نص علٌه المشرع فً المادة ‪ 687‬من مدونة التجارة قبل التعدٌل الجدٌد ٌعتبر إجحافا‬
‫حقٌقٌا فً حق الدائنٌن العادٌٌن‪ ،‬وخاصة إن علمنا أن تارٌخ انطبلق اآلجال بالنسبة للدائنٌن‬
‫العادٌٌن هو نةسه تارٌخ نشر إعبلن فتح المسطرة‪.‬‬
‫ولئلشارة‪ ،‬فعبلوة على أن التصرٌح للسندٌك بالدٌون ملزم به من طرؾ كل الدائنٌن الذٌن‬
‫لهم على المقاولة دٌون تعود إلى ما قبل الحكم بةتح المسطرة فً مواجهة هذه األخٌرة‪ ،‬ألزم‬
‫المشرع على رئٌس المقاولة‪ ،‬بمقتضى الةقرة األولى من المادة ‪ 689‬من م ت‪ ،‬بؤن ٌسلم‬
‫للسندٌك قائمة مصادقا علٌها بدائنٌه وبمبلػ دٌونه خبلل ثمانٌة أٌام على األكثر بعد صدور‬
‫الحكم القاضً بةتح المسطرة وذلك باستثناء الحالة التً تم فٌها فتح المسطرة بناء على‬
‫التصرٌح بالتوقؾ عن الدفع الذي ٌقدمه المدٌن تطبٌقا للمادة ‪ 561‬من م ت‪ ،12‬فمن المبلحظ‬
‫من خبلل ما سبق أن المشرع المؽربً قد نص وبشكل متؤخر على ضرورة إعداد رئٌس‬
‫المقاولة لقائمة مصادق علٌها بدائنٌه ومبلػ دٌونه‪ ،‬ألنه كان من األجدر على المشرع‬
‫المؽربً أن ٌنص علٌها فً خضم تنصٌصه على المعنٌون بالتصرٌح لما لذلك من فعالٌة‬
‫على مستوى تنزٌل المقتضٌات من جهة‪ ،‬ووحدة مضمون النص من جهة ثانٌة ‪.‬‬
‫وقد جاء القانون ‪ 73.17‬الذي نسخ وعوض الكتاب الخامس من مدونة التجارة قصد تعدٌل‬
‫مجموعة من المقتضٌات المتعلقة بالتصرٌح‪ ،‬لعل أبرزها إلؽاء التمٌٌز بٌن الدائنٌن أصحاب‬
‫الضمانات والدائنٌن العادٌٌن من حٌث اإلشعار الذي ٌقدم علٌه السندٌك ولو نسبٌا‪ ،‬فإذا كان‬
‫القانون القدٌم ٌنص فً المادة ‪ 686‬على إشعار السندٌك للدائنٌن أصحاب الضمانات فإن‬
‫القانون ‪ 73.17‬جاء بمستجد جدٌد ٌتمثل أساسا فً ما نصت علٌه الةقرة الثانٌة من المادة‬
‫‪ 719‬التً جاء فٌها‪ٌ " :‬شعر السندٌك الدائنٌن شخصٌا المعروفٌن لدٌه وكذا المدرجٌن‬
‫بالقائمة المدلى بها من طرؾ المدٌن والناشئة دٌونهم قبل صدور حكم فتح المسطرة "‬
‫والمبلحظ أن المشرع كما استقر على إشعار السندٌك للدائنٌن أصحاب الضمانات‪ ،13‬جاءت‬
‫الةقرة الثانٌة من المادة ‪ 719‬لتمنح نوعا من التوازي بٌن الدائنٌن العادٌٌن وأصحاب‬
‫الضمانات من حٌث اإلشعار الذي ٌوجهه السندٌك لكل منهما‪.‬‬
‫مما ٌحسب للقانون الجدٌد بحق‪ ،‬هو أنه جاء بتعدٌبلت جوهرٌة وعمٌقة مست الٌة التصرٌح‬
‫بالدٌون‪ ،‬هذه التعدٌبلت أٌقرها المشرع قصد توسٌع نطاق حماٌة الدائنٌن‪ ،‬فبالنظر إلى ما‬
‫حملته المادة ‪ 719‬من القانون ‪ ،73.17‬فإن أوال ما ٌتم مبلحظته فً هذا الصدد هو تقلٌص‬

‫‪11‬قرار رقم ‪ 2111/2643‬فً الملؾ عدد ‪ 2111/72‬الصادر عن محكمة االستئناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء‪ ،‬منشور فً‬
‫مجلة القانون واألعمال ـ عدد خاص بمساطر صعوبات المقاولة ص ‪.238‬‬
‫‪12‬امحمد لةروجً‪ :‬وضعٌة الدائنٌن فً مساطر صعوبات المقاولة ـ مرجع سابق ـ ص ‪ 111‬ـ ‪.111‬‬
‫‪13‬الةقرة الثالثة من المادة ‪ 719‬بعد تعدٌل الكتاب الخامس من م ت بموجب قانون ‪.73.17‬‬

‫‪7‬‬
‫حاالت عدم علم الدائنٌن بالوضعٌة القانونٌة الجدٌدة لمدٌنهم الخاضع للمساطر الجماعٌة‪،‬‬
‫فبعدما كانت خطوة اإلشعار الشخصً الذي ٌقوم به السندٌك لمجرد الدائنٌن المقٌدٌن أو‬
‫أصحاب اإلٌجار االئتمانً‪ ،‬فإنه أَضحى بإمكان كافة الدائنٌن االستةادة من شرط اإلشعار‬
‫الشخصً للسندٌك حتى بالنسبة للدائنٌن العادٌٌن‪ ،‬كما انه ٌمكن لكل دائن كٌةما كانت طبٌعة‬
‫دٌنه لم ٌعرؾ لدى السندٌك أو لم ٌدرجه رئٌس المقاولة فً القائمة أو لم ٌكن لدٌه دٌن‬
‫مضمون بالتقٌٌد واإلشعار‪ ،‬أن ٌصرح للسندٌك بدٌنه السابق حتى ولو لم ٌشعره هذا‬
‫األخٌر‪ ،14‬ومما استجد‪ ،‬أن على السندٌك أن ٌمسك سجبل خاصا بتلقً التصرٌحات فً كل‬
‫مسطرة حسب الةقرة السادسة من المادة ‪ ،719‬بحٌث ٌكون هذا السجل مرقما وموقعا على‬
‫صةحاته من طرؾ القاضً المنتدب‪ٌ ،‬تضمن فٌه التصرٌحات بالدٌون حسب التارٌخ‬
‫التسلسلً لتلقٌها‪ ،‬وهو ما من شؤنه ضبط عملٌة التصرٌح بالدٌون خاصة فٌما ٌتعلق بتوارٌخ‬
‫تلقٌها‪ ،15‬كما أن هذا السجل سٌمنع أي تحاٌل أو نصب قد ٌقوم به السندٌك‪ ،‬مثل اصطناعه‬
‫نسٌان أحد الدائنٌن‪ ،‬أو المبلػ المصرح به‪ ،‬ألن كل المعطٌات ستكون مدونة فً السجل‪،‬‬
‫وبالتالً فإن هذا السجل ٌلعب دور مهما فً حماٌة حقوق الدائنٌن من احتٌال أو نصب‪.‬‬
‫وقد طرحت هذه التعدٌبلت إشكاالت متعددة من ضمنها‪ ،‬تلك التً تثار حول الطرٌقة التً‬
‫َسٌر َسل بها اإلشعار‪ ،‬هل عن طرٌق البرٌد مع اإلشعار بالتوصل‪ ،‬أو عن طرٌق شخص‬
‫ٌعٌنه السندٌ ك وٌكلةه بهذه المهمة‪ ،‬ومن المبلحظ أٌضا أن المشرع المؽربً من خبلل‬
‫تطرقه آللٌة التصرٌح بالدٌون لم ٌشر إال أي طرٌقة ٌتم بها إشعار الدائنٌن المتواجدٌن‬
‫خارج التراب الوطنً‪ ،‬لكن بالعودة إلى المادة ‪ 545‬من مدونة التجارة بعد نسخ وتعوٌض‬
‫الكتاب الخامس‪ ،‬سنبلحظ أن المشرع المؽربً قد نص فً الةقرة األخٌرة منها على " ٌتعٌن‬
‫القٌام بجمٌع اإلجراءات المتعلقة بمساطر صعوبات المقاولة المنصوص علٌها فً هذا‬
‫الكتاب بطرٌقة إلكترونٌة‪ .‬وفق الكٌةٌات المحددة بنص تنظٌمً "‪ ،‬ومما ٌستخلص من هذا‬
‫النص أن هناك إمكانٌة إشعار السندٌك للدائنٌن عبر الطرق اإللكترونٌة‪ ،‬نظرا لةعالٌتها‬
‫وجدواها فً مثل هذه األمور‪ ،‬أما فٌما ٌخص الدائنٌن الذٌن ٌقطنون خارج الوطن فتطبق‬
‫علٌهم المادة ‪ 16781‬المتعلق بالولوج إلى المساطر الوطنٌة‪ ،‬وٌمكن كذلك أثناء إشعار‬

‫‪ 14‬عبد الرحٌم شمٌعة‪ :‬شرح أحكام نظام مساطر معالجة صعوبات المقاولة فً ضوء قانون ‪ 73.17‬ـ مطبعة مكتبة‬
‫سجلماسة‪ ،‬مكناس طبعة ‪ 2118‬ص ‪.221‬‬
‫‪15‬عبد الرحٌم شمٌعة‪ :‬م ‪ .‬س ‪ .‬ص ‪.221‬‬
‫‪ِٕ16‬ط‪ٛ‬ق اٌّبدح ‪ " 087‬حٌنما ٌتوجب إشعار الدائنٌن القاطنٌن داخل تراب المملكة‪ٌ ،‬وجه نةس اإلشعار إلى الدائنٌن‬
‫بالخارج المعروفٌن لدى المحكمة والذٌن لٌس لهم عنوان داخل تراب المملكة‪ ،‬وٌمكن لها أن تتخذ التدابٌر المناسبة قصد‬
‫إشعار الدائنٌن الذٌن ال تتوفر على عناوٌنهم‪.‬‬
‫ٌوجه هذا اإلشعار إلى الدائنٌن كل على حدة‪ ،‬ما لم تعتبر المحكمة أنه من األنسب تبعا للظروؾ اللجوء إلى شكل آخر من‬
‫أشكال اإلشعار دون الحاجة إلى إنابة قضائٌة أو ؼٌرها من االجراءات المماثلة‪.‬‬
‫عندما ٌتوجب توجٌه إشعار بةتح المسطرة لدائنٌن ٌقطنون بالخارج‪ٌ ،‬تعٌن أن ٌشٌر اإلشعار إلى ما ٌلً‪:‬‬
‫األجل المنصوص علٌه فً المادة ‪ 720‬أعبله للتصرٌح بالدٌون‪ ،‬مع تحدٌد مكان اإلدالء بهذا التصرٌح؛‬

‫‪8‬‬
‫الدائنٌن المتواجدٌن خارج التراب الوطنً باستعمال الطرق اإللكترونٌة‪ ،‬كما ٌمكن أٌضا‬
‫اللجوء إلى اإلنابة القضائٌة‪.‬‬
‫ٌمكن القول أن القانون ‪ 73.17‬قد جاء بمجموعة من المستجدات المتعلقة بالٌة التصرٌح‬
‫والمعنٌون بها‪ ،‬قصد توفٌر نوع من الحماٌة التً كان ٌةتقدها الدائنٌن العادٌٌن فً ظل‬
‫القانون القدٌم‪ ،‬وبذلك تجاوز مجموعة من اإلشكاالت التً كانت تطرح على القضاء فً ظل‬
‫تمٌٌز المشرع بٌن الدائنٌن أصحاب الضمانات والدائنٌن العادٌٌن‪ ،‬فإن كان المشرع حقا قد‬
‫تجاوز هذا التمٌٌز من خبلل الةقرة الثانٌة من المادة ‪ ،719‬فإنه من األجدر على المشرع أن‬
‫ٌلؽً الةقرة الثالثة من المادة ‪ 719‬مادام أن خص الةقرة الثانٌة من نةس المادة لجمٌع‬
‫الدائنٌن سواء أصحاب ضمانات أو العادٌٌن‪.‬‬

‫ثاَُا‪ :‬آجال انتصشَح‪.‬‬


‫نصت المادة ‪ 687‬من مدونة التجارة قبل نسخ وتعوٌض الكتاب الخامس بموجب قانون‬
‫‪ 73.17‬على‪ٌ " :‬جب تقدٌم التصرٌح بالدٌون داخل أجل شهرٌن ابتداء من تارٌخ نشر حكم‬
‫فتح المسطرة بالجرٌدة الرسمٌة‪ ،‬وٌمدد هذا األجل بشهرٌن بالنسبة للدائنٌن القاطنٌن خارج‬
‫المملكة المؽربٌة"‪ ،‬فالنص هنا من حٌث تحدٌد اآلجال كان واضحا‪ ،‬فالدائن الذي ٌوجد‬
‫داخل المؽرب له أجل شهرٌن بعد نشر إعبلن فتح المسطرة فً الجرٌدة الرسمٌة‪ ،‬أما الدائن‬
‫الذي ٌوجد خارج المؽرب فله أجل الشهرٌن مع إمكانٌة تمدٌدها ألربعة أشهر تبتدأ من نةس‬
‫التارٌخ الذي تبتدأ فٌه مدة الدائنٌن الذٌن ٌتواجدون داخل التراب الوطنً‪ ،‬وٌبقى هذا األجل‬
‫هو المعمول به ولو عمدت محكمة االستئناؾ التجارٌة مثبل إلى إلؽاء الحكم االبتدائً‬
‫القاضً بالتصةٌة القضائٌة وتحوٌلها إلى تسوٌة قضائٌة أو العكس‪ ،‬بحٌث ٌتعٌن على‬
‫الدائنٌن التصرٌح بدٌونهم خبلل األجل األول وال ٌةتح قرار محكمة االستئناؾ أجبل إضافٌا‬
‫لتصرٌح‪ ،17‬وفً هذا الصدد جاء أحد قرارات محكمة االستئناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء‬
‫بتارٌخ ‪ 31‬نونبر ‪ 2117‬لٌإكد‪ ":‬حٌث أنه لما كان الثابت من وثائق الملؾ ومستنداته أن‬
‫المقاولة المستؤنؾ علٌها حكما ابتدائٌا بةتح مسطرة التصةٌة القضائٌة فً حقها‪ ،‬ونشر هذا‬
‫الحكم بالجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 4816‬بتارٌخ ‪ 18‬دجنبر ‪ ،2114‬ثم ألؽت محكمة االستئناؾ‬
‫هذا الحكم وقضت من جدٌد بةتح مسطرة التسوٌة القضائٌة فً حق المقاولة المذكورة‪ ،‬فإن‬
‫األمر ال ٌتعلق بعملٌة تحوٌل لمسطرة من وضعٌة إلى أخرى تقتضً فتح أجل جدٌد‬
‫للتصرٌح بالدٌون الناشئة ما بٌن المسطرة السابقة والمسطرة الجدٌدة كما هو منصوص علٌه‬

‫وجوب التصرٌح بالدٌون بالنسبة للدائنٌن أصحاب ضمانات؛‬


‫كافة المعلومات الضرورٌة طبقا لمقتضٌات هذا الكتاب ولما تراه المحكمة مناسبا لئلخبار به"‪.‬‬
‫‪17‬عبلل فالً‪ :‬مساطر معالجة صعوبات المقاولة ـ مرجع سابق ـ ص ‪243‬‬

‫‪9‬‬
‫فً المادة ‪ 612‬من مدونة التجارة‪ ،‬وإنما ٌتعلق األمر بمسطرة واحدة للمعالجة حلت محل‬
‫المسطرة السابقة الملؽاة‪ ،‬وإن كان هذا اإللؽاء ٌطال الوصؾ القانونً للمسطرة فهو ال ٌطال‬
‫أثارها المترتبة قانونا ومن ثم ٌلزم االعتداد بسرٌان أجال التصرٌح بالدٌون فً هذه الحالة‬
‫كما انطلقت ألول مرة‪ .‬وحٌث ٌكون بذبك التصرٌح بالدٌن الذي تقدم به الطاعن بتارٌخ ‪17‬‬
‫فبراٌر ‪ 2115‬فً حدود مبلػ ‪ 471.521.38‬درهم هو التصرٌح المعتبر لوقوعه داخل أجل‬
‫الشهرٌن الممتد من ‪ 18‬دجنبر ‪ 2114‬إلى ؼاٌة ‪ 18‬فبراٌر ‪.2115‬أما باقً التصارٌح‬
‫بالدٌون المدلى بها من طرفه فً النازلة فبل تكون جدٌرة باالعتبار مادام أنها جاءت خارج‬
‫هذا األجل"‪ ،18‬وأهم ما ٌستخلص من هذا القرار أن حكم فتح مساطر المعالجة واحد‪ ،‬وال‬
‫تؤثٌر لعملٌة تحوٌل المسطرة من التسوٌة إلى التصةٌة أو العكس‪ ،‬بل العبرة فً الوقت الذي‬
‫حكم فٌه بةتح المسطرة‪ ،‬والذي ٌلٌه بشكل مباشر نشر حكم فتح المسطرة فً الجرٌدة‬
‫الرسمٌة‪.‬‬
‫ٌعتد المشرع بتارٌخ نشر ملخص لحكم فتح المسطرة بالجرٌدة الرسمٌة وٌعتبره بداٌة‬
‫الحتساب أجل التصرٌح بالدٌون إلى السندٌك‪ ،‬وذلك سواء بالنسبة للدائنٌن القاطنٌن داخل‬
‫المؽرب أو ألولئك الذٌن ٌقطنون خارجه‪ ،‬على أن القاعدة المذكورة ال تطبق سوى على‬
‫الدٌون المجردة من الضمانات‪19‬أما بخصوص الةئة الحاملة لضمانات أو عقد ائتمان‬
‫إٌجاري تم شهرهما فبل ٌمكن موجهتهم بالسقوط‪ ،‬إذا لم ٌتم إشعارهم شخصٌا من طرؾ‬
‫السندٌك وفً موطنهم عند االقتضاء‪ ،‬وبالتالً ٌبقى من حقهم التصرٌح بدٌونهم فً أي‬
‫وقت‪ ،‬وبناء على ذلك ٌتحرر المدٌن من المدٌونٌة ما لم ٌتم رفع دعوى السقوط حسب المادة‬
‫‪ 691‬من القانون القدٌم‪،20‬وفً هذا الصدد جاء أحد قراراتها والصادر بتارٌخ ‪ 11‬ماي‬
‫‪ 2116‬حٌث تضمن ما ٌلً‪ " :‬حٌث ولئن كانت المادة ‪ 686‬من مدونة التجارة لم تنص على‬
‫شكل خاص إلشعار الدائنٌن الحاملٌن ضمانات أو عقد ائتمان إٌجاري تم شهرهما للتصرٌح‬
‫بدٌونهم فإن عبارة اإلشعار الشخصً لهم الواردة بالمادة المذكورة تةترض توصلهم‬
‫باإلشعار المذكور بؤٌة وسٌلة ٌتبٌن منها حصوله‪ .‬وال ٌمكن أن ٌتؤتى إثبات ذلك إال بإدالء‬
‫السندٌك بما ٌةٌد توجٌه اإلشعار وتوصلهم به "‪.21‬‬

‫‪18‬قرار عدد ‪ 2117/5586‬الصادر عن محكمة االستئناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء فً ملؾ عدد ‪ ،11/17/1716‬أورده‬
‫عبلل فالً‪ .‬ص ‪ 243‬ـ ‪.244‬‬
‫‪19‬امحمد لةروجً‪ :‬وضعٌة الدائنٌن فً مساطر صعوبات المقاولة ـ مرجع سابق ص ‪.114‬‬
‫‪ 2020‬فاتحة مشماشً‪ :‬أزمة معالجة صعوبات المقاولة ـ أطروحة لنٌل شهادة دكتوراه الدولة فً الحقوق ـ شعبة القانون‬
‫الخاص ـ ج امعة محمد الخامس أكدال ‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة ـ الرباط‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪ 2116‬ـ‬
‫‪ 2117‬ص ‪.241‬‬
‫‪21‬القرار عدد ‪ 483‬الصادر عن المجلس األعلى ( محكمة النقض حالٌا ) فً الملؾ التجاري عدد ‪،2116/1/3/245‬‬
‫منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى‪ ،‬عدد ‪ ،67‬ماي ‪ ،2117‬ص ‪.126‬‬

‫‪11‬‬
‫وقد جاء القانون رقم ‪ 73.17‬الذي نسخ وعوض الكتاب الخامس من مدونة التجارة بنةس‬
‫المدد التً كانت فً القانون القدٌم‪ ،‬ؼٌر أن القانون رقم ‪ 73.17‬قد نص وبشكل صرٌح على‬
‫أن تارٌخ ابتداء اآلجال هو تارٌخ التوصل باإلشعار من طرؾ السندٌك‪ ،‬سواء للدائنٌن‬
‫المدرجٌن بالقائمة وكذا المعروفٌن لدى السندٌك‪ ،‬أو سواء الدائنٌن الحاملٌن لضمانات أو‬
‫عقد ائتمان إٌجاري تم إشهارهما‪ ،22‬فٌما أشار المشرع فً الةقرة الثالثة من المادة ‪ 721‬إلى‬
‫أن تارٌخ نشر المقرر القضائً بةتح المسطرة بالجرٌدة الرسمٌة ٌشكا بداٌة اآلجال بالنسبة‬
‫لباقً الدائنٌن‪.‬‬
‫ومما ٌجب اإلشارة إلٌه‪ ،‬هو أن المقتضٌات الختامٌة واالنتقالٌة للقانون رقم ‪ 73.17‬لم تنسخ‬
‫أحكام المادة ‪ 151‬من قانون المالٌة لسنة ‪ 211723‬حٌث نصت على أنه‪ " :‬استثناء من‬
‫جمٌع األحكام المخالةة ٌجب على كل الشركة تطلب فتح مسطرة التسوٌة أو التصةٌة‬
‫القضائٌة أن تقدم إقرارا بذلك لدى مصلحة الوعاء الضرٌبً التابع لها مكان فرض الضرٌبة‬
‫قبل إٌداع طلبها لدى كتابة ضبط المحكمة "‪ ،‬وٌترتب عن عدم تقدٌم اإلقرار المذكور بدى‬
‫مصلحة الوعاء الضرٌبً عدم مواجهة إدارة الضرائب بسقوط الوجبات المرتبطة بالةترة‬
‫السابقة لةتح التسوٌة التصةٌة القضائٌة‪ ،‬وبالتالً فإن هذا المقتضى ٌعتبر نصا خاصا ٌقدم‬
‫فً التطبٌق على النص العام وهو المادة ‪ 721‬من مدونة التجارة التً عوضت المادة ‪686‬‬
‫القدٌمة‪ ،‬بحٌث أضحت دٌون الخزٌنة العامة بناء علبل ذلك ال ٌسري فً حقها التزام‬
‫التصرٌح بها إال من تارٌخ إشعارها من قبل الشركة المةتوحة فً وجهها المسطرة القضائٌة‬
‫للتسوٌة أو التصةٌة‪ ،‬فإن مةاعٌله القانونٌة تبدو محدودة ‪ ،‬فمن جهة فإن هذا المقتضى ٌهم‬
‫فقط دٌون الخزٌنة العامة دون بقٌة الدٌون األخرى المضمونة بامتٌاز دون تلك التً تخضع‬
‫لنظام خاص باإلشهار كما هو الشؤن بالنسبة لدٌون الضمان االجتماعً‪ ،‬ومن جهة ثانٌة‪،‬‬
‫فإن دٌون الخزٌنة العامة‪ ،‬ال تعةى من التصرٌح سوى باإلشعار‪ ،24‬وفً هذا الصدد جاءت‬
‫أحد األحكام اإلستئنافٌة الصادرة عن محكمة االستئناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء بتارٌخ ‪15‬‬
‫أكتوبر ‪ 2114‬بما ٌلً ‪ ... " :‬وحٌث أن دٌون الخزٌنة العامة دٌون امتٌازٌة ال ٌعةٌها ذلك‬
‫من التصرٌح بدٌنها لدى السندٌك وداخل األجل المنصوص علٌه قانونا‪ ،‬مادام أن المشرع لم‬
‫ٌستثنً دٌون الدولة من إجراء التصرٌح بالدٌن بصةة صرٌحة‪ ،‬مما ٌتعٌن معه رد الدفع‬
‫المثار فً هذا الخصوص"‪.25‬‬

‫‪22‬الةقرة األولى والثانٌة من المادة ‪ 721‬من م ت بعد نسخ وتعوٌض الكتاب الخامس من مدونة التجارة‪.‬‬
‫‪23‬قانون المالٌة رقم ‪ 431/6‬للسنة المالٌة ‪ 2117‬الصادر بتارٌخ ‪ 31‬دجنبر ‪ 2116‬ج ‪ .‬ر ‪ 5414‬بتارٌخ ‪ٌ 1‬ناٌر ‪.2117‬‬
‫‪24‬عبد الرحٌم شمٌعة‪ :‬شرح أحكام نظام مساطر صعوبات المقاولة فً ضوء القانون ‪ ،73.17‬مرجع سابق ـ ص ‪ 226‬ـ‬
‫‪. 227‬‬
‫‪25‬حكم استئنافً تجاري عدد ‪ 2114/3179‬الصادر عن محكمة االستئناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء فً ملؾ ‪ ( ،322‬حكم‬
‫ؼٌر منشور ) أوردته فاتحة مشماشً فً أطروحتها‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫وتبقى اآلجال فً نظرنا منطقٌة إلى حد ما‪ ،‬لكن اإلشكالٌة أساسا تتمثل فً علم الدائنٌن‪ ،‬فإن‬
‫كان الدائنٌن الذٌن وردت أسماءهم فً القائمة التً ٌعدها رئٌس المقاولة إلى جانب الدائنٌن‬
‫أصحاب الضمانات ٌتم إشعارهم من طرؾ السندٌك‪ ،‬حٌث ٌبدأ تارٌخ سرٌان مدة اآلجال‬
‫من تارٌخ إشعار السندٌك لهإالء الدائنٌن‪ ،‬لكن بالنسبة لباقً الدائنٌن فتارٌخ بدأ سرٌان‬
‫اآلجال المحددة قانونا للتصرٌح تبدأ من تارٌخ نشر إعبلن فتح المسطرة بالجرٌدة الرسمٌة‪،‬‬
‫وهذا ما ٌإدي بنا للقول أن المشرع لم ٌتجاوز بعد وبشكل نهائً مسؤلة التمٌٌز بٌن الدائنٌن‪،‬‬
‫بل ما عمل علٌه هو التقلٌص من الدائنٌن الذي تبدأ أجال التصرٌح بدٌونهم بمجرد نشر‬
‫إعبلن فتح المسطرة‪.‬‬
‫أما فً حالة مرت المدد المحددة قانونٌا بنص المادة ‪ ،721‬دون أن ٌقوم الدائن بالتصرٌح‪،‬‬
‫فإن اآلثار المترتبة عن ذلك هً سقوط الدٌن‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 723‬من مدونة التجارة بعد نسخ‬
‫وتعوٌض الكتاب الخامس بمقتضى القانون ‪ ،73.17‬حٌث حددت مدة ممارسة آجال السقوط‬
‫داخل سنة ابتداء من تارٌخ إشعار الدائنٌن الحاملٌن لضمانات أو عقد ائتمان إٌجاري تم‬
‫إشهارهما والدائنٌن المدرجٌن بالقائمة المشار إلٌها ‪ 577‬أعبله‪ ،‬ومن تارٌخ نشر مقرر فتح‬
‫المسطرة بالجرٌدة الرسمٌة لباقً الدائنٌن‪ ،26‬وٌبلحظ أن آجال السنة ٌدخل من ضمنها المدة‬
‫المحددة للتصرٌح‪ ،‬وبمعنى أخر‪ ،‬فإن مدة السنة التً حددها المشرع لتدارك السقوط تبدأ‬
‫بالنسبة للدائنٌن أصحاب الضمانات‪ ،‬وكذا الدائنٌن المدرجٌن فً القائمة التً ٌعدها رئٌس‬
‫المقاولة من تارٌخ إشعارهم من طرؾ السندٌك‪ ،‬فٌما باقً الدائنٌن فإن تارٌخ بدأ هذه المدة‬
‫تكون بمجرد نشر إعبلن فتح المسطرة فً الجرٌدة الرسمٌة‪ ،‬والجدٌد الذي جاء به القانون‬
‫‪ 73.17‬هو أن حدد آجال ثبلثٌن ٌوما بعد تبلٌػ الدائن برفع السقوط قصد التصرٌح بدٌنه‪،‬‬
‫إضافة أنه قد نص فً الةقرة الخامسة من المادة ‪ ،723‬بؤنه ال ٌواجه بالسقوط الدائنٌن الذٌن‬
‫لم ٌتم إشعارهم وفق مقتضٌات المادة ‪ 719‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫ثانثا‪ :‬يضًىٌ وشكم انتصشَح‪.‬‬


‫نصت الةقرة األولى من المادة ‪ 688‬من مدونة التجارة قبل نسخ وتعوٌض الكتاب الخامس‬
‫بمقتضى القانون ‪ 73.17‬على ما ٌلً‪ٌ " :‬ضم التصرٌح مبلػ الدٌن المستحق بتارٌخ صدور‬
‫حكم فتح المسطرة مع تحدٌد قسط الدٌن المإجل فً حالة التسوٌة القضائٌة" وٌتعٌن أن‬
‫ٌكون هذا المبلػ بالعملة الوطنٌة‪ ،‬بحٌث ٌتعٌن تحوٌله إلى هذه األخٌرة إذا كان بعملة أجنبٌة‪،‬‬
‫وذلك حسب سعر الصرؾ الجاري به العمل بتارٌخ صدور حكم فتح المسطرة‪ .‬كما ٌجب‬
‫أن ٌحدد التصرٌح طبٌعة االمتٌاز أو الضمان الذي قد ٌكون الدٌن مقرونا به كؤن تتم‬
‫اإلشارة فً التصرٌح مثبل إلى أن األمر ٌتعلق بدٌن ضرٌبً أو أنه مضمون برهن‬
‫‪26‬الةقرة الثالثة من المادة ‪ 723‬من مدونة التجارة بعد نسخ وتعدٌل مقتضٌات الكتاب الخامس بموجب قانون ‪.73.17‬‬

‫‪12‬‬
‫رسمً‪ ،27‬كما ٌستوجب على الدائن تضمٌن التصرٌح الذي ٌقدمه إلى السندٌك بمجموعة‬
‫من العناصر األخرى المنصوص علٌها فً المادة ‪ 688‬من مدونة التجارة قبل نسخ الكتاب‬
‫الخامس بموجب القانون ‪ ،73.17‬ومن ضمن هذه العناصر‪ ،‬تلك المتعلقة بإثبات وجود‬
‫الدٌن ومبلؽه إذا لم ٌكن ناجما عن سند‪ ،‬وإن تعذر ذلك‪ ،‬إذا لم ٌحدد مبلؽه بعد‪ ،‬مع إرفاق‬
‫التصرٌح بجدول اإلثبات‪ ،‬زٌادة على تبٌان كٌةٌة احتساب الةوائد فً حالة استئناؾ سرٌانها‬
‫مع تنةٌذ مخطط االستمرارٌة‪ ،‬وقد تم التنصٌص على هذه المقتضٌات على اعتبار أن‬
‫الدائنٌن الناشئة دٌونهم قبل فتح المسطرة إما أن ٌكون دٌنهم ثابتا بمقتضى حكم صادر قبل‬
‫صدور حكم فتح المسطرة‪ ،‬إال أنه تعذر علٌهم تنةٌذه ألن مقتضٌات المادة ‪ 653‬من مدونة‬
‫التجارة تمنع كل إجراء للتنةٌذ ٌقٌمه الدائنون المذكورون على المنقوالت والعقارات‪ ،‬فهم‬
‫ٌرفقون تصرٌحهم بالحكم المحدد لمبلػ الدٌن‪ ،‬وإما أن ٌكونوا أقاموا دعوى باألداء قبل‬
‫صدور حكم فتح المسطرة‪ ،‬وفً هذه الحالة فإن تلك الدعوى توقؾ إلى حٌن تصرٌحهم‬
‫بدٌنهم وتواصل أنداك بقوة القانون بعد استدعاء السندٌك بصةة قانونٌة وفً هذه الحالة فإن‬
‫التصرٌح ٌتم إرفاقه بما ٌةٌد وجود الدعوى المذكورة كما ٌجب تضمٌنه اإلشارة إلى‬
‫المحكمة المرفوع أمامها النزاع؛ أما إذا كان الدائن لم ٌتقدم بؤي دعوى وال صدر لةائدته‬
‫حكم قبل صدور الحكم بةتح المسطرة فإنه ٌصرح بدٌنه مرفقا بالوثائق المثبتة لوجود الدٌن‬
‫وٌمكن تقدٌمها على شكل نسخ‪ ،‬ؼٌر أنه ٌمكن للسندٌك أن ٌطالبه باإلدالء بؤصولها أو‬
‫بوثائق تكمٌلٌة حتى ٌتم تحقٌق الدٌن وتحدٌد مبلؽه باالستناد علٌها‪ ،28،‬وفً هذا اإلطار جاء‬
‫أحد قرارات المجلس األعلى ( محكمة النقض حالٌا ) "‪ ...‬إن المستؤنؾ وإن كان التمس‬
‫حةظ حقه فً التصرٌح بدٌون الحقة‪ ،‬إال أن هذا الحق ٌتعٌن ممارسته داخل األجل القانونً‬
‫لكون الةقرة الثانٌة للمادة ‪ 686‬من مدونة التجارة توجب بالتصرٌح بالدٌن ولم لم ٌكن مثبتا‬
‫بسند‪ ،‬كما أن هذا الدٌن ٌجب أن ٌكون محددا حسب ما تقضً به المادة ‪ 688‬من نةس‬
‫المدونة التً تنص على وجوب أن ٌشمل التصرٌح بالدٌن العناصر التً من شؤنها أن تثبت‬
‫وجوده ومبلؽه إذا لم ٌكن ناجما عن سند‪ ،‬وإن تعذر ذلك تقٌٌما للدٌن‪ ،‬إذ لم ٌحدد مبلؽه بعد‪،‬‬
‫وألن مقتضٌا مدونة التجارة تجٌز التصرٌح بالدٌون ؼٌر المثبتة بسند ولو بشكل تقٌٌمً‪،‬‬
‫دون تخصٌص لنوع هذه الدٌون التً قد تكون عادٌة أو لمإسسات عمومٌة"‪.29‬‬
‫كما على التصرٌح أن ٌشمل الكٌةٌة التً سٌتم احتساب الةوائد فً حالة استئناؾ سرٌانها مع‬
‫تنةٌذ مخطط االستمرارٌة‪ ،‬على اعتبار أن وقؾ سرٌان الةوائد القانونٌة واالتةاقٌة الذي‬
‫ٌترتب عن حكمة فتح المسطرة وفقا للمادة ‪ 659‬من مدونة التجارة‪ٌ ،‬كون مإقتا فقط‪ ،‬بحٌث‬

‫‪27‬عبلل فالً‪ :‬مساطر معالجة صعوبات المقاولة ـ مرجع سابق ص ‪.241‬‬


‫‪ 28‬الوهاب عبد السبلم‪ :‬مسطرة التصرٌح بالدٌون الندوة الجهوٌة الثامنة المنظمة كم طرؾ المجلس األعلى بمناسبة الذكرى‬
‫الخمسٌنٌة‪ 2117 ،‬تحت عنوان " صعوبات المقاولة ومٌدان التسوٌة القضائٌة من خبلل اجتهادات المجلس األعلى "‪.‬‬
‫‪29‬القرار عدد ‪ 11‬الصادر عن محكمة النقض بتارٌخ ‪ٌ 17‬ناٌر ‪ 2114‬فً الملؾ التجاري عدد ‪ 2113/2/3/735‬منشور‬
‫بالمجلة المؽربٌة للقانون واألعمال والمقاوالت ع ‪ 5‬ـ ‪ ،2115‬ص ‪.98‬‬

‫‪13‬‬
‫بمجرد ما ٌتم إصدار حكم باعتماد مخطط االستمرارٌة‪ ،‬إال وتستؤنؾ الةوائد سرٌانها‪ ،‬وذلك‬
‫وفقا للمادة ‪ 661‬من مدونة التجارة‪ ،‬كما على الدائن أن ٌشٌر إلى المحكمة التً رفعت إلٌها‬
‫الدعوى إن كان الدٌن موضوع نزاع قبل صدور حكم فتح المسطرة‪.‬‬
‫وٌبلحظ أن المشرع من خبلل قانون ‪ 73.17‬القاضً بنسخ وتعوٌض الكتاب الخامس من‬
‫مدونة التجارة قد أبقى على نةس العناصر المتعلقة بمضمون التصرٌح‪ ،‬دون أن ٌجري‬
‫علٌها أي تؽٌٌر‪ ،‬فالمتمعن فً المقتضٌات الواردة فً المادة ‪ 721‬من القانون ‪ 73.17‬التً‬
‫عوضت المادة ‪ 688‬من القانون القدٌم سٌجدها متطابقة‪.‬‬

‫أما فٌما ٌخص الشكل‪ ،‬فبالعودة إلى المادة ‪ 13‬من القانون ‪ 3053.95‬المحدث للمحاكم‬
‫التجارٌة‪ٌ ،‬عتبر التصرٌح بالدٌون طلبا قضائٌا ٌجب أن ٌتم وفق طلب كتابً‪ ،‬مرفوع وموقع‬
‫من قبل المحامً‪ ،‬لكن بالرجوع إلى مقتضٌات مدونة التجارة بعد نسخ وتعوٌض الكتاب‬
‫الخامس بموجب القانون ‪ 73.17‬فبل نجد أن هناك مقتضٌات تنص على ضرورة أن ٌتخذ‬
‫التصرٌح بالدٌن شكبل معٌنا‪ ،‬مثبل وضعه فً كتابة الضبط بالمحكمة التجارٌة المةتوحة‬
‫أمامها مسطرة المعالجة أو بصندوق المحكمة‪ ،‬وهذا ما أكده المجلس األعلى ( محكمة‬
‫النقض حالٌا ) فً أحد قراراته الذي جاء فً حٌثٌاته " حٌث أنه وبمقتضى المادتٌن ‪686‬‬
‫و‪ 31687‬من م ت فإن كل الدائنٌن الناشئة دٌونهم قبل صدور الحكم بةتح المسطرة ٌوجهون‬
‫التصرٌح بدٌونهم إلى السندٌك داخل أجل شهرٌن ابتداء من تارٌخ نشر الحكم المذكور‬
‫بالجرٌدة الرسمٌة ولٌس هناك أي مقتضى قانونً ٌةرض توجٌه التصرٌح المذكور وفق‬
‫شكلٌات معٌنة من قبٌل وضعه بكتابة الضبط أو الصندوق القضائً‪ ،32"...‬وٌستةاد من‬
‫حٌثٌات هذا القرار ومن مقتضٌات مدونة التجارة أن للدائن كامل الحرٌة فً اختٌار الشكل‬
‫المناسب للتصرٌح بدٌنه‪ ،‬لكن مادام أن مقتضٌات المادة ‪ 721‬من مدونة التجارة بعد نسخ‬
‫مقتضٌات الكتاب الخامس بموجب القانون ‪ 73.17‬قد نصت على ضرورة توفر مجموعة‬
‫من العناصر فً التصرٌح‪ ،‬وقصد حماٌة الدائن‪ٌ ،‬بقى القالب الكتابً للتصرٌح هو األكثر‬
‫نجاعة فعالٌة‪ ،‬ألنه هناك عناصر ضرورٌة ٌجب تضمٌنها فً التصرٌح تستوجب الكتابة‪.‬‬
‫ولئلشارة فإن القانون رقم ‪ 73.17‬قد نص على ضرورة مسك السندٌك بشؤن كل مسطرة‬
‫سجبل خاصا وموقعا على صةحاته من طرؾ القاضً المنتدب‪ ،‬تضمن فٌه التصرٌحات‬

‫‪30‬ظهٌر شرٌؾ رقم ‪ 1.95.65‬الصادر فً ‪ 4‬شوال ‪ 12 ( 1417‬فبراٌر ‪ ) 1997‬القاضً بتنةٌذ القانون رقم ‪53.95‬‬
‫المتعلق بإحداث المحاكم التجارٌة‪.‬‬
‫‪31‬بموجب القانون رقم ‪ 73,17‬الذي نسخ وعوض الكتاب الخامس من مدونة التجارة أًصبحت كبل المادتٌن ‪ 686‬و ‪687‬‬
‫تخمبلن رقم ‪ 719‬و ‪ 721‬على التوالً‪.‬‬
‫‪32‬القرار عدد ‪ 288‬الصادر عن المجلس األعلى فً الملؾ التجاري عدد ‪ 2114/1/3/1213‬ـ منشور بمجلة قضاء‬
‫المجلس األعلى‪ ،‬العدد ‪ 64‬ـ ‪ ،65‬ص ‪.228‬‬

‫‪14‬‬
‫بالدٌون حسب التارٌخ التسلسلً لتلقٌها‪ ،33‬األمر الذي سٌنعكس إٌجابا على الدائن الذي‬
‫سٌكتةً فً هذه الحالة على عرض قٌمة الدٌن‪ ،‬والعناصر األخرى التً ٌتضمنها التصرٌح‬
‫مع إلزامٌة التوقٌع من طرؾ الدائن‪ ،‬وتنتهً العملٌة بتسلٌم السندٌك للدائن وصل ٌثبت قٌامه‬
‫بعملٌة التصرٌح هذه‪.‬‬

‫انفمشج انثاَُح‪ :‬إشكاالخ وجذوي آنُح انتصشَح تانذَىٌ‪.‬‬


‫تعترض آلٌة التصرٌح مجموعة من اإلشكاالت التً تحول بٌنها وبٌن ؼرضها المتمثل فً‬
‫حماٌة الدائنٌن‪ ،‬ولعل المشرع المؽربً قد جاء بعد نسخ مقتضٌات الكتاب الخامس من‬
‫مدونة التجارة بمقتضى القانون رقم ‪ 73.17‬بعدة تعدٌبلت‪ ،‬وإن لم تكن هذه التعدٌبلت‬
‫جذرٌة‪ ،‬فإنها مست جوهر آلٌة التصرٌح‪ ،‬مما سٌإدي إلى تدعٌم مهمة هذه اآللٌة‪ ،‬إلى أن‬
‫ٌثبت الواقع العملً العكس‪ ،‬وتعترض آلٌة التصرٌح إشكاالت كثٌرة ستإدي حتما إلى‬
‫اإلقبلل من جدوى هذه اآللٌة‪ ،‬وقصد وضع الٌد على مكامن خلل هذه اإلشكالٌة والجدوى‬
‫منها‪ ،‬فإننا سنتطرق فً البداٌة إلى إشكاالت آلٌة التصرٌح ( أوال ) من ثم سنتعرؾ على‬
‫جدوى هذه اآللٌة ( ثانٌا )‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إشكاالخ آنُح انتصشَح‪.‬‬


‫تتخبط آلٌة التصرٌح فً إشكاالت عدٌدة‪ ،‬منها ما ذكرناه أنةا‪ ،‬والمتمثل فً المعنٌون‬
‫بالتصرٌح واآلجال وؼٌره من المسائل التً لها عبلقة بالٌة التصرٌح‪ ،‬إضافة إلى مجموعة‬
‫من اإلشكاالت التً مازال المشرع لم ٌتجاوزها من خبلل القانون رقم ‪ 73.17‬القاضً‬
‫بنسخ وتعوٌض الكتاب الخامس من مدونة التجارة‪ ،‬حٌث كان من المتوقع أن ٌتجاوز‬
‫المشرع مجموعة من اإلشكاالت عبر هذا القانون الجدٌد‪ ،‬إال انه لم ٌلتةت لها بشكل بات‪،‬‬
‫مما سٌةسح المجال أمام بروز إشكاالت عملٌة معقدة‪ ،‬أمام القضاء‪.‬‬
‫أول هذه اإلشكاالت هً التً تتجلى فً عدم توسٌع نطاق اإلعبلم بنشر حكم فتح المسطرة‪،‬‬
‫حٌث أبقى المشرع المؽربً على الجرٌدة الرسمٌة كوسٌلة وحٌدة لعلم وإشعار الدائنٌن الذٌن‬
‫لٌسوا أصحاب ضمانات من جهة‪ ،‬كما أنهم لم ترد أسماءهم فً القائمة التً ٌعدها رئٌس‬
‫المقاولة من جهة ثانٌة‪ ،‬فحتى لو كانت الجرٌدة الرسمٌة هً الجرٌدة الوحٌدة التً تكتسً‬
‫الصبؽة القانونٌة‪ ،‬كان لزاما على المشرع المؽربً أن ٌراعً حجم انتشار الجرٌدة الرسمٌة‬
‫فً المؽرب‪ ،‬حٌث نجد أن عدد قراءها قبلئل ومعدودٌن‪ ،‬كما كان لزاما على المشرع أن‬
‫ٌستحضر أمرا مهما وضرورٌا وهو ٌقوم بعملٌة صٌاؼة القانون رقم ‪ ،73.17‬هذا األمر‬

‫‪33‬الةقرة السادسة من المادة ‪ 719‬من مدونة التجارة بعد تعدٌلها بمقتضى القانون ‪.73.17‬‬

‫‪15‬‬
‫أفرزه واقع العمل والممارسة القضائٌة‪ ،‬وٌتمثل فً ضرورة تعلٌق حكم فتح المسطرة فً‬
‫صبورات المحاكم‪ ،‬إضافة إلى نشر هذا الحكم فً الموقع اإللكترونً للشركة المةتوحة‬
‫ضدها المسطرة‪ ،‬تكرسا للةقرة األخٌرة من المادة ‪ 34545‬من مدونة التجارة بعد تعدٌل‬
‫الجدٌد‪.‬‬
‫وثانً هذه اإلشكاالت‪ ،‬هً السندٌك بصةته المكلؾ بتلقً التصرٌحات بالدٌون‪ ،‬وفً ظل‬
‫ؼٌاب أي إطار قانونً للسنٌدك إلى حدود الساعة‪ ،‬أو تؤطٌر قانونً اقتصادي للسندٌك‪ ،‬فإن‬
‫التساإل الذي ٌةرض نةسه وبإلحاح‪ :‬هل للسندٌك الذي تنعدم فٌه شروط التكوٌن القانونً‬
‫واالقتصادي القدرة على تحقٌق نوع من التوازن بٌن مهامه ؟ ولعل من أبرز هذه المهام هً‬
‫تلقً التصرٌح بالدٌون‪ ،‬والمسائل المتعلقة بها‪ ،‬فمثبل ٌؤتً دائن من دائنً المقاولة للسندٌك‬
‫قصد التصرٌح بدٌونه‪ ،‬فٌعرض علٌه مجموعة من المعطٌات المتعلقة بالدٌن‪ ،‬ومن ضمن‬
‫هذه المعطٌات كٌةٌة احتساب الةوائد‪ ،35‬فإذا كان السندٌك ؼٌر مإهل على المستوى‬
‫االقتصادي‪ ،‬أي أنه ال ٌمتلك القدرات العلمٌة التً تتٌح له تضمٌن كٌةٌة حساب الةوائد بعد‬
‫استئناؾ سرٌانها‪ ،‬سنكون هنا أمام احتمالٌن‪ ،‬أولهما أنه سٌضر الدائن‪ ،‬وبالتالً انقبلب آلٌة‬
‫التصرٌح من آلٌة تم تشرٌعها لحماٌة الدائنٌن‪ ،‬آللٌة نتج عنها اإلضرار بالدائنٌن لخطؤ‬
‫ارتكبه السندٌك أثناء عملٌة تلقً التصرٌحات‪ ،‬وثانً هذه االحتماالت فٌتمثل فً اإلضرار‬
‫بالمقاولة عن طرٌق تضمٌن التصرٌح لةوائد أكثر من المتةق علٌها‪ ،‬أو ٌدونها السندٌك فً‬
‫السجل الخاص لتدوٌن التصرٌحات بشكل خاطئ‪ ،‬األمر الذي سٌنعكس سلبا على المقاولة‬
‫أثناء استئناؾ سرٌان الةوائد‪ ،‬ولذلك كان على المشرع أن ٌحدد شخص أخر ؼٌر السندٌك‬
‫لتلقً التصرٌحات بالدٌون نظرا لما لها من أهمٌة من جهة‪ ،‬ونظرا لما تحتاجه من تدقٌق‬
‫للمعلومات المتعلقة بالدٌون من جهة ثانٌة‪.‬‬
‫ومن جانب أخر فإن السندٌك ٌكون منشؽبل بؤمور أخرى فً فترة إعداد الحل‪ ،‬مثل رئاسة‬
‫جمعٌة الدائنٌن‪ ،‬التسٌٌر الجزئً أو الكلً للمقاولة‪ ،‬وؼٌرها من األمور التً قد تمنعه من‬
‫توفٌر وقت معٌن لتلقً التصرٌحات‪ ،‬وإن افترضنا وجود هذا الوقت فالمشرع المؽربً لم‬
‫ٌعٌن المكان الذي سٌقصده الدائنٌن قصد التصرٌح بدٌونهم للسندٌك‪ ،‬هل المحكمة التجارٌة‬
‫التً أصدرت الحكم بةتح المسطرة‪ ،‬أم المقر االجتماعً للمقاولة ؟‪ .‬لذلك لزاما على المشرع‬

‫‪34‬تنص الةقرة األخٌرة من المادة ‪ 545‬من مدونة التجارة بعد نسخ مقتضٌات الكتاب الخامس بموجب قانون ‪73.17‬‬
‫على‪ٌ ":‬تعٌن القٌام بجمٌع اإلجراءات المتعلقة بصعوبات المقاولة المنصوص علٌها فً هذا الكتاب بطرٌقة إلكترونٌة‪ .‬وفق‬
‫الكٌةٌات المحددة بنص تنظٌمً"‪.‬‬
‫‪35‬هذه الحالة تخص عبلقة مإسسات االئتمان مع المقاوالت‪ ،‬حٌث تلجؤ هذه األخٌرة إلى اقتراض مبالػ معٌنة من مإسسات‬
‫االئتمان قصد تنمٌة مشارٌعها‪ ،‬مما ٌتعٌن على مإسسة االئتمان والمقاولة االلتزام بالةوائد المحددة قانونٌا أو االتةاق على‬
‫نسبة معٌنة من الةوائد‪ ،‬لكن بعد الحكم بةتح المسطرة ٌتم وقؾ سرٌان هذه الةوائد‪ ،‬طبقا للمقتضٌات الواردة المادة ‪692‬‬
‫من مدونة التجارة بعد نسخ وتعوٌض الكتاب الخامس بموجب القانون رقم ‪ 73.17‬حٌث نص فٌها المشرع على‪ٌ " :‬وقؾ‬
‫حكم فتح المسطرة سرٌان الةوائد القانونٌة واالتةاقٌة وكذا كل فوائد التؤخٌر وكل زٌادة "‪ ،‬الشًء الذي ٌطرح كٌةٌة‬
‫احتساب هذه الةوائد بعد استئناؾ سرٌانها‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫إذا أراد حماٌة الدائنٌن فعبل عبر االلٌات المختلةة التً شرعها‪ ،‬أن ٌقوم بصٌاؼة نص‬
‫تشرٌعً جدٌد ٌضمن فٌه ما ٌسمى بوكٌل الدائنٌن‪ ،‬حٌث تسند إلٌه مهمة تلقً التصرٌح‬
‫بالدٌون‪ ،‬مع ضرورة إخبار الدائنٌن بكل ما ٌستجد حول وضعٌة المقاولة‪.‬‬
‫هً إشكاالت متعددة تطرحها الٌة التصرٌح بالدٌون‪ ،‬ال سواء فً القانون القدٌم‪ ،‬أو فً‬
‫القانون الجدٌد رقم ‪ ،73.17‬هذه اإلشكاالت تنبع أساسا من عدم اهتمام المشرع المؽربً بما‬
‫ٌقره االجتهاد القضائً‪ ،‬لكون أن هذا األخٌر بدوره ٌعتبر مصدرا من مصادر القانون‪،‬‬
‫ولعل عدم اهتمام المشرع المؽربً بؤهمٌة الممارسة القضائٌة بشكل عام‪ ،‬واالجتهاد‬
‫القضائً بشكل خاص‪ ،‬جعل منه مشرعا ذو عقلٌة اقتباسٌة‪ ،‬وبمعنى أخر أن المشرع‬
‫المؽربً الزال متشبثا بةلسةة اإلسقاط التً تتجسد فً رجوعه الدائم إلى القانون الةرنسً‬
‫القتباس النصوص وتنزٌلها فً بٌئة ؼٌر البٌئة التً أفرزتها‪ ،‬األمر الذي ٌنتج عنه التؽٌٌر‬
‫الدائم والمستمر للنصوص القانونٌة‪ ،‬ألن طبٌعة هذه النصوص ال تتبلءم مع الواقع‬
‫االقتصادي فً المؽرب‪ ،‬والذي ٌحركه فاعلٌن‪ ،‬لٌسوا هم أنةسهم الةاعلٌن فً فرنسا أو فً‬
‫باقً الدول‪ ،‬وخاصة فً المجال االقتصادي الذي تشهد بنٌته تكونا بطٌئا‪ ،‬إلى درجة أننا‬
‫مازلنا نطرح سإال‪ :‬متى اإلقبلع االقتصادي ؟ لذلك كان على المشرع أن ٌتمهل فً اقتباس‬
‫النصوص التشرٌعٌة من فرنسا‪ ،‬أو حتى إن اقتبساها كان علٌه إخضاعها للواقع االقتصادي‪،‬‬
‫حتى تكون هناك نوعا من المبلئمة بٌن الواقع والنص‪ ،‬وبالتالً إمكانٌة خلق مناخ قانونً‬
‫مبلئم ومتمٌز‪ ،‬ال سواء للمقاوالت أو الدائنٌن‪.‬‬

‫ثاَُا‪ :‬جذوي آنُح انتصشَح‪.‬‬


‫ٌجب االعتراؾ أن مستقبل المقاولة رهٌن بتحدٌد المبالػ اإلجمالٌة لدائنً المقاولة‪،‬‬
‫باعتبارها تشكل وعاء رئٌسً عند وضع المٌزانٌة‪ ،‬وتمكٌن المقاولة من ضبط وتجمٌع‬
‫أصولها لتحدٌد أفاق تقوٌمها‪ ،36‬وتعتبر آلٌة التصرٌح بالدٌون من ضمن عملٌات تحدٌد‬
‫المبالػ اإلجمالٌة لدائنً المقاولة‪ ،‬وبالتالً فإن جدوى هذه اآللٌة بالنسبة للمقاولة هو محاولة‬
‫معرفة الخصوم‪ ،‬وموازنتها مع األصول قصد معرفة الوضعٌة المالٌة واالقتصادٌة‬
‫واالجتماعٌة القانونٌة للمقاولة‪ ،‬مما سٌنتج عنه تكوٌن رإٌة معٌنة حول مدى إمكانٌة‬
‫استمرارٌة نشاط المقاولة من عدمه‪ ،‬فإذا كان ما سبق ٌستعرض جدوى آلٌة التصرٌح‬
‫بالنسبة للمقاولة‪ ،‬فما هً جدوى آلٌة التصرٌح بالدٌون بالنسبة للدائنٌن؟‪.‬‬
‫قد ال تكون جدوى آلٌة التصرٌح بالنسبة للدائنٌن على قدر متساوي من األهمٌة مع جدوى‬
‫هذه اآللٌة بالنسبة للمقاولة‪ ،‬على الرؼم من أن المشرع قد نصب لنةسه هدفا من خبلل‬

‫‪36‬فاتحة مشماشً‪ :‬أزمة مساطر صعوبات المقاولة ‪ :‬أطروحة لنٌل الدكتوراه فً القانون الخاص ـ مرجع سابق ـ ص‬
‫‪.241‬‬

‫‪17‬‬
‫تشرٌعه لآللٌة التصرٌح‪ ،‬وهو حماٌة الدائنٌن‪ ،‬وهو هدؾ خاص‪ٌ ،‬إطر ضمن هدؾ عام‬
‫هو حماٌة المقاولة وضمان استمرارٌة نشاطها‪ ،‬لكن المتمعن فً المقتضٌات المتعلقة بالٌة‬
‫التصرٌح‪ ،‬سٌستشؾ دون أدنى شك أن هذه اآللٌة لٌست بحق آلٌة تضمن حقوق الدائنٌن‪،‬‬
‫بقدر ما أنها مجرد آلٌة ٌتم عبرها التصرٌح بالدٌون دون الحصول علٌها‪ ،‬أو الحصول‬
‫ضمانات تخولهم فٌما بعد الحصول على دٌونهم‪ ،‬ولهذا فإن جدوى هذه اآللٌة ال تتعدى أن‬
‫تكون مجرد أداة لزرع نوع من الطمؤنٌنة فً روح الدائنٌن الذٌن دائما ما ٌتوجسون من‬
‫الوضعٌة المالٌة واالجتماعٌة والقانونٌة التً تمر منها المقاولة بعد حكم المحكمة بةتح‬
‫المسطرة‪ ،‬ولعل الجدوى الوحٌدة التً ٌمكن الحدٌث عنها بالنسبة للدائنٌن هً علمهم بوضع‬
‫المقاولة‪ ،‬األمر الذي ٌجعلهم على بٌنة من أمرهم‪.‬‬
‫ومن جانب أخر فإن آلٌة التصرٌح وما ٌتخللها من إجراءات‪ ،‬وآجال‪ ،‬وما ٌتبعها أٌضا من‬
‫آلٌات أخرى تعتبر مكملة لآللٌة التصرٌح بالدٌون‪ ،‬لٌس سوى وسٌلة أو وسائل لتوفٌر الوقت‬
‫الكافً إلعداد الموازنة المالٌة االقتصادٌة واالجتماعٌة من طرؾ السندٌك قصد إقرار‬
‫الوضعٌة الحقٌقٌة للمقاولة‪ ،‬وبالتالً إقرار مسطرة التسوٌة أو التصةٌة القضائٌة حسب‬
‫الحاالت‪.‬‬

‫انًطهة انثاٍَ‪ :‬آنُح انتحمُك‪.‬‬


‫تحتل آلٌة التحقٌق مرتبة مهمة ضمن صٌرورة مساطر معالجة صعوبات المقاولة‪ ،‬نظرا لما‬
‫لها من فعالٌة على مستوى تحدٌد خصوم المقاولة‪ ،‬وذلك من خبلل إنجاز السندٌك للموازنة‬
‫المالٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة والقانونٌة‪ ،‬حٌت تتٌح هذه الموازنة للسندٌك والقاضً‬
‫المنتدب والمحكمة كذلك تشكٌل رإٌة عامة حول وضعٌة المقاولة‪ ،‬والحلول المناسبة لها‪،‬‬
‫كما أن آلٌة التحقٌق هذه‪ ،‬تعتبر آلٌة مهمة وأساسٌة للدائنٌن‪ ،‬لكونها هً من تحدد أحقٌة‬
‫الدائنٌن بدٌونهم من عدمها من خبلل مساطر وإجراءات تم تنصٌص علٌها من طرؾ‬
‫المشرع تهدؾ لتوفٌر الوقت الكافً للمقاولة قصد تحدٌد وضعٌتها من جهة‪ ،‬وقصد توفٌر‬
‫نوع من الحماٌة بالنسبة للدائنٌن من جهة ثانٌة‪ ،‬وللؽوص فً آلٌة التحقٌق من كل جوانبها‬
‫ٌستلزم األمر التعرؾ على مسطرة التحقٌق وحاالت اإلعةاء منها ( الةقرة األولى ) مما‬
‫سٌتٌح لنا إمكانٌة معرفة إشكالٌات وجدوى آلٌة التحقٌق ( الةقرة الثانٌة )‪.‬‬
‫الةقرة األولى‪ :‬مسطرة التحقٌق وحاالت اإلعةاء منها‪.‬‬
‫تستهدؾ آلٌة تحقٌق الدٌون التؤكد من الدٌون التً تم التصرٌح بها فً مرحلة التصرٌح‬
‫المنصوص علٌها فً المادة ‪ 719‬من مدونة التجارة‪ ،‬ولذلك فإن آلٌة التحقٌق تخضع‬
‫لمسطرة خاصة‪ ،‬وإجراءات معٌنة‪ ،‬كما لها فاعلٌن معٌنٌن ٌقومون بمراحلها المهمة‪ ،‬وحتى‬

‫‪18‬‬
‫نستوعب هذه اآللٌة أكثر‪ ،‬فإننا فً البداٌة سنتطرق لمسطرة التحقٌق ( أوال ) ومن ثم نعرج‬
‫لتناول حاالت اإلعةاء منها ( ثانٌا )‪.‬‬

‫أوال‪ :‬يغطشج تحمُك انذَىٌ‪.‬‬


‫تشكل مسطرة تحقٌق الدٌون عملٌة مكملة لمسطرة التصرٌح بالدٌون‪ ،‬ولذلك نجد أن‬
‫المشرع قد خصص لها حٌزا مهما فً الكتاب الخامس من مدونة التجارة‪ ،‬ولئلشارة فقد جاء‬
‫المشرع المؽربً بمستجد مهم لم ٌكن واردا فً ضمن مقتضٌات الكتاب الخامس من مدونة‬
‫التجارة قبل نسخها وتعوٌضها بموجب القانون رقم ‪ ،73.17‬وهذا المستجد ٌتمثل فً المادة‬
‫‪ 728‬التً تضمنت إعداد السندٌك بمساعدة رئٌس المقاولة وبعد استطبلع رأي مندوبً‬
‫األجراء وذلك داخل األجل المنصوص علٌه فً المادة السابقة‪ ،‬أي المادة ‪ 727‬من نةس‬
‫المدونة‪ ،‬إضافة إلى بعض التؽٌٌرات التً أوردها القانون رقم ‪ 73.17‬سنتطرق إلٌها فً‬
‫وقتها‪ ،‬ولتناول الموضوع بدقة أكثر فإننا سنتناول أدوار الةاعلٌن فً آلٌة تحقٌق الدٌون بدءا‬
‫من دور السندٌك ( ‪ ) 1‬من ثم سنعرج على مقررات القاضً المنتدب بخصوص اقتراحات‬
‫السندٌك( ‪ ،) 2‬لنتعرؾ على مآل قائمة الدٌون التً شملها التحقٌق ( ‪ ،) 3‬لننهً بمطالب‬
‫األؼٌار والدائنٌن بخصوص ما انتهت إلٌه آلٌة تحقٌق الدٌون ( ‪.) 4‬‬

‫‪ 3‬ـ دوس انغُذَك فٍ تحمُك انذَىٌ‪.‬‬


‫ٌلعب السندٌك دورا حٌوٌا فٌما ٌتعلق بالدٌون السابقة إذ ٌعتبر الجهة األولى التً تودع لدٌها‬
‫‪37‬‬
‫التصرٌحات‪ ،‬فهو من ٌتولى إعداد قائمة الدٌون وتقدٌم اقتراحات بقبول الدٌن أو رفضه‬
‫حٌث ٌقوم السندٌك‪ ،‬وتحت مراقبة القاضً المنتدب‪ ،‬بتحقٌق الدٌون بمساعدة المراقبٌن‬
‫وبحضور رئٌس المقاولة أو بعد استدعائه بصةة قانونٌة‪ .‬أما فً حالة كان الدٌن موضوع‬
‫نزاع‪ٌ ،‬خبر السندٌك الدائن بذلك بواسطة رسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل‪ ،‬تبٌن سبب‬
‫النزاع‪ ،‬واحتماال‪ ،‬مبلػ الدٌن الذي تم اقتراح تقٌٌده‪ ،‬وتدعو الدائن إلى تقدٌم إٌضاحات‪ ،‬وفً‬
‫حالة لم ٌقدم الرد داخل أجل ثبلثٌن ٌوما ال تقبل أٌة منازعة الحقة القتراح السندٌك‪ 38‬وفً‬
‫هذا الصدد جاء قرار محكمة االستئناؾ التجارٌة بتارٌخ ‪ 15‬دجنبر ‪ 2117‬بما ٌلً‪ :‬حٌث‬
‫التمست المستؤنةة إلؽاء األمر الصادر القاضً المنتدب القاضً برفض الدٌن الضرٌبً‬
‫والحكم من جدٌد بمشروعٌة الدٌن المصرح به وتسجٌله ضمن الئحة الدٌون التً تم تحقٌقها‬
‫فً القضٌة تؤسٌسا على أن الدٌن الضرٌبً ٌكتسً صبؽة قانونٌة وتم إصداره وفق القانون‬
‫الضرٌبً‪ .‬لكن حٌث انه لما تبٌن للسندٌك أن الدٌن المصرح به من طرؾ مدٌرٌة الضرائب‬
‫موضوع نزاع من طرؾ رئٌس المقاولة المطعون ضدها فانه اخبـر الدائنـة بـذلك بواسطة‬

‫‪ 37‬عبد الرحٌم شمٌعة‪ :‬شرح أحكام نظام مساطر معالجة صعوبات المقاولة فً ضوء قانون ‪ 73.17‬ـ ص ‪.236‬‬
‫‪ 38‬المادة ‪ 726‬من مدونة التجارة بعد نسخ وتعوٌض مقتضٌات الكتاب الخامس‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫رسالة مضمونة الوصول مع اإلشعار بالتوصل تبٌن سبب النزاع ودعا الدائنة إلى تقدٌم‬
‫شروحاتها خبلل اجل ثبلثٌن ٌوما كما ٌتجلى من الرسالة المإرخة فـً ‪ 18‬دجنبر ‪2115‬إال‬
‫أن الدائنة (الطاعنة) لم تقدم الرد داخل هذا األجل وبالتالً ال تقبل منها أٌة منازعة الحقة‬
‫القتراح السندٌك طبقا لما نصت علٌه المادة ‪ 693‬من م ت وأن األمر المتخذ الذي رتب‬
‫على ذلك رفض الدٌن المصرح به من طـرؾ قـابض إدارة الـضرائب اإلسماعٌلٌة‪ٌ ،‬كون‬
‫قد خالؾ القانون أو اخطؤ فً تطبٌقـه ممـا ٌوجـب رد االستئناؾ لعدم قٌامه على أساس‬
‫وتؤٌٌد األمر المستؤنؾ لمصادفته الصواب "‪.39‬‬
‫وفً قرار أخر صادر عن محكمة االستئناؾ التجارٌة بتارٌخ ‪ 23‬نونبر ‪ 2111‬نجد أنه‬
‫تضمن ما ٌلً‪ " :‬حٌث تعٌب الطاعنة على األمر المستؤنؾ مخالةته لمقتضٌات الةصلٌن‬
‫‪ 693‬و‪ 694‬من م‪.‬ت وشابته عدة خروقات تتمثل فً عدم استدعاء السندٌك لرئٌس‬
‫المقاولة وإعبلمه بنتٌجة تحقٌق الدٌون وكذا إعداد مبلحظاته حول قبول الدٌون أو رفضها‪،‬‬
‫وان القاضً المنتدب بت فً دٌن رؼم وجود دعوى جارٌة بشؤنه ورؼم أنها أدت منه‬
‫ملٌون درهم‪ ،‬وان دٌن الشركة لوموان وشركة مارسود ؼٌر ثابت نظرا الرتةاع األثمنة‬
‫وانخةاض الجودة ملتمسة أساسا إلؽاء األمر المستؤنؾ واحتٌاطٌا إجراء خبرة حسابٌة‪ .‬حٌث‬
‫انه بالرجوع إلى األمر المتعلق بتحدٌد الدٌون مناط االستئناؾ نجده وكما ادعت ذلك‬
‫الطاعنة قد جاء مخالةا لمقتضٌات الةصلٌن ‪ 693‬و‪ 694‬من م‪.‬ت اذ ال ٌوجد بالملؾ ما ٌةٌد‬
‫أن السندٌك استمع لرئٌس المقاولة حول الدٌون مناط التحقٌق وانه ترتب عن ذلك حصر‬
‫دٌن شركة ش ن ك فً مبلػ ‪ 83،1.821.748‬درهم رؼم إقرار هذه األخٌرة نةسها من‬
‫خبلل جوابها بؤنها توصلت بمبلػ ملٌون درهم من السندٌك وان المبلػ المتبقً الزال محل‬
‫دعوى رائجة‪ .‬وكذلك تبٌن من خبلل قائمة الدٌون أن بعض الدٌون قبلت فقط فً جزء منها‬
‫وان الجزء الذي تم رفضه لم ٌبرر رفضه هل لسقوط األجل أم لشًء آخر‪ .‬وحٌث انه‬
‫اعتبارا لما ذكر ولكون مسطرة تحقٌق الدٌون جاءت مخالةة لمقتضٌات الةصلٌن أعبله‬
‫ٌتعٌن التصرٌح بإلؽاء األمر المتعلق بتحقٌق الدٌون والحكم من جدٌد بإرجاع الملؾ إلى‬
‫السٌد القاضً المنتدب قصد البت فٌه طبقا للقانون بدون صائر"‪.40‬‬

‫‪ 39‬قرار عدد ‪ 61‬الصادر عن محكمة االستئناؾ التجارٌة بةاس فً ملؾ عدد ‪ 2117/51‬ـ منشور بالموقع اإللكترونً‪،‬‬
‫عدالة ـ البوابة القانونٌة والقضائٌة لوزارة العدل والحرٌات بالمملكة المؽربٌة‪.‬‬
‫تم اإلطبلع فً ٌوم ‪ 11‬دجنبر ‪ 2118‬على الساعة ‪.17:12‬‬
‫‪ 40‬قرار عدد ‪ 78/2111‬الصادر عن محكمة االستئناؾ بالدار البٌضاء فً ملؾ ‪ 2349/2111/11‬منشور الرابط التالً ‪:‬‬
‫‪http://adala.justice.gov.ma/production/jurisprudence/ar/tribunaux_de_commerce/casablan‬‬
‫‪ca/1999/1999%D8%B5%D8%B9%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D‬‬
‫‪.9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%84%D8%A9.htm‬‬
‫تارٌخ اإلطبلع‪ 11 :‬دجنبر ‪ 2118‬على الساعة ‪.18:13‬‬

‫‪21‬‬
‫أما بالنسبة لدٌون األجراء‪ ،‬ووفق مقتضٌات المادة ‪ 728‬من مدونة التجارة بعد التعدٌل‬
‫الجدٌد‪ ،‬فإن السندٌك ٌقوم بنةسه وبمساعدة رئٌس المقاولة وبعد استطبلع رأي مندوبً‬
‫األجراء وذلك داخل اآلجال المنصوص علٌه فً المادة ‪ 727‬من نةس المدونة‪ ،‬وٌتوخى‬
‫المشرع من خبلل إدراجه لؤلجراء ضمن مسطرة تحقٌق الدٌون‪ ،‬هو ضمان أكبر حماٌة‬
‫ممكنة لؤلجراء‪ ،‬وهنا نةهم لما استثناهم المشرع من آلٌة التصرٌح‪ ،‬فمن جهة ألن دٌونهم‬
‫قائمة وال داعً للتصرٌح بها‪ ،‬ومن جهة ثانٌة فإن المقاوالت الكبٌرة تضم عددا هائبل من‬
‫األجراء‪ ،‬األمر الذي ٌستلزم وقتا كبٌرا إلجراء التصرٌح‪ ،‬ومن ثم فإن خضوع األجراء‬
‫آللٌة تحقٌق الدٌون لٌس سوى إجراء ٌرموا إلى تحدٌد خصوم المقاولة‪.‬‬
‫وٌبلحظ أن من خبلل القرارات أعبله أن السندٌك ٌلعب فعبل دورا حٌوٌا فً مسطرة‬
‫التحقٌق‪ ،‬لكن هذا الدور ٌظل دائما مرهونا بمدى موافقة القاضً المنتدب على ما ٌتخذه من‬
‫قرارات‪ ،‬وما ٌقترحه من اقتراحات‪ ،‬وبالتالً ٌمكن لنا القول أن سلطة السندٌك مقٌدة بما‬
‫ٌتخذه القاضً المنتدب من مقررات ٌراها من وجهة نظره وبناء على المعطٌات المتوفرة‬
‫لدٌه صحٌحة‪ ،‬ولذلك فالدٌن ال ٌتم رفضه أو قبوله إال من خبلل ما ٌقرره القاضً‪ ،‬فٌما ما‬
‫ٌقوم به السندٌك‪ٌ ،‬نحصر فً مجرد اقترحات‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ يمشساخ انماضٍ انًُتذب تخصىص التشاحاخ انغُذَك‪.‬‬


‫نصت المادة ‪ 729‬من مدونة التجارة والتً عوضت المادة ‪ 695‬من الكتاب الخامس من‬
‫مدونة التجارة المنسوخ بموجب القانون ‪ ،73.17‬على أن القاضً المنتدب هو ٌقرر قبول‬
‫الدٌن أو رفضه بناء على اقتراحات السندٌك‪ ،‬فبعد توصله بقائمة الدٌون باعتباره السلطة‬
‫الوحٌدة المختصة بالبت فٌها‪ٌ ،‬قرر القاضً المنتدب‪ ،‬قبول الدٌن من عدمه‪ ،‬أما فً حالة‬
‫تعلق األمر بدٌن عمومً وفق المادة ‪ ،41 15.97‬ولم ٌصدر بشؤنها سند تنةٌذي‪ ،‬أمكن‬
‫للقاضً المنتدب إمكانٌة قبوله احتٌاطٌا إلى حٌن اإلدالء بالسند‪ ،‬أما إذا كان الدٌن المذكور‬
‫موضوع نزاع أمام جهة إدارٌة أو قضائٌة‪ ،‬فإن القاضً المنتدب ٌرجئ البت فً التصرٌح‬
‫إلى ؼاٌة الةصل فً المنازعة‪ ،42‬وٌمكن للقاضً المنتدب قبول الدٌن إما كلٌا أو جزئٌا‪ ،‬أو‬
‫القول بعدم االختصاص أو معاٌنة وجود دعوى جارٌة‪ ،‬أو رفض الدٌن بشكل نهائً‪.‬‬
‫ــ حالة قبول الدٌن كلٌا أو جزئٌا‪ :‬فً هذه الحالة ٌبلػ القاضً بذلك إلى الدائن برسالة عادٌة‪،‬‬
‫وٌحدد فٌه المبلػ الذي قبل الدٌن من أجله من جهة‪ ،‬والضمانات واالمتٌازات التً قرن بها‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬بحٌث ٌتم قبول الدٌن بصةة عادٌة أو بصةة امتٌازٌة‪ ،‬وٌتؤكد القاضً‬

‫‪ 41‬ظهٌر شرٌؾ رقم‪ 1.11.175‬صادر فً ‪ 28‬محرم ‪ 13 ( 1421‬ماي ‪ ) 2111‬بتنةٌذ القانون رقم ‪ 15.97‬بمثابة مدونة‬
‫تحصٌل الدٌون العمومٌة‪.‬‬
‫‪ 42‬المادة ‪ 729‬من مدونة التجارة بعد نسخ وتعوٌض مقتضٌات الكتاب الخامس بموجب قانون ‪.73.17‬‬

‫‪21‬‬
‫المنتدب فً األمر الذي ٌصدره بقبول الدٌن من ثبوت الدٌن المصرح به ومن جمٌع وسائل‬
‫اإلثبات التً ٌدعم بها المصرح طلبه والتً تختلؾ فً الؽالب بحسب طبٌعة الدٌن وشخص‬
‫المصرح أي بحسب ما إذا كان األمر ٌتعلق بإدارة عمومٌة أو دائن مرتهن أو ؼٌرهم‪،43‬‬
‫ومن وسائل اإلثبات التً ٌعتد بها لقبول الدٌن‪ ،‬نجد صدور حكم قضائً قضى لةائدة‬
‫المصرح بمبلػ معٌن قبل تارٌخ حكم فتح المسطرة‪ ،‬وقد جاء فً هذا الصدد أمر صادر عن‬
‫السٌد القاضً المنتدب بالمحكمة التجارٌة بمكناس بتارٌخ ‪ 18‬ماي ‪ 2005‬متضمنا ما‬
‫ٌلً‪ ":‬حٌث أنه بخصوص التصرٌح األول بالدٌن فقد صرحت الدائنة بصةة قانونٌة بمبلػ‬
‫‪ 2.266.679.01‬درهم لدى السندٌك باعتباره هو الدائن المترتب فً ذمة الشركة‬
‫موضوع التسوٌة القضائٌة‪ .‬وحٌث نازع رئٌس المقاولة فً مبلػ الدٌن مإكدا أنه موضوع‬
‫دعوى أمام المحكمة التجارٌة بمكناس‪.‬وحٌث أدلت الدائنة بجلسة ‪ 27‬أبرٌل ‪ 2005‬بمذكرة‬
‫أكدت من خبللها أن الدٌن الثابت فً حدود مبلػ ‪ 2.160.118.08‬تحت عدد ‪ 137‬فً‬
‫الملؾ ‪ 4/03/571‬والذي أرفقت مذكرتها بنسخة منه‪ ،‬متراجعة بذلك عن تمسكها بمبلػ‬
‫‪ 2.266.679.01‬درهم المصرح به‪ ،‬وحٌث أن ال دلٌل بالملؾ على استئناؾ الحكم أعبله‬
‫للقول بمعاٌنة دعوى جارٌة‪ ،‬مما ٌتعٌن معه قبول الدٌن المحصور بمقتضى هذا الحكم وذلك‬
‫باعتباره مكتسبا لقوة الشًء المقضً به تطبٌقا للةصل ‪ 451‬من ق‪.‬ل‪.‬ع "‪ ،44‬وتبلػ‬
‫المقررات بقبول الدٌون ؼٌر المنازع فٌها إلى الدائنٌن برسالة عادٌة‪ .‬وٌحدد التبلٌػ المبلػ‬
‫‪45‬‬
‫الذي قبل الدٌن من أجله من جهة والضمانات واالمتٌازات التً قرن بها من جهة أخرى‬
‫وٌستخلص مما سبق أن قبول الدٌن جزئٌا أو كلٌا ٌكون نتٌجة لقوة وسائل اإلثبات التً ٌتم‬
‫تقدٌمها من طرؾ الدائنٌن الذٌن ٌصرحون بدٌونهم فً مرحلة التصرٌح‪ ،‬ولذلك فإن قبول‬
‫الدٌن من عدمه ٌكون ؼالبا مرتبط بما قدمه الدائن من وثائق ومستندات تإكد مدى أحقٌته‬
‫فً الدٌن الذي صرح به‪ ،‬فكلما كانت وسائل اإلثبات صحٌحة من حٌث الشكل ومعتد بها من‬
‫طرؾ القاضً المنتدب كلما كانت إمكانٌة قبول الدٌن واردة‪.‬‬
‫ــ حالة عدم االختصاص أو معاٌنة وجود دعوى جارٌة‪ :‬حٌنما ٌبت القاضً المنتدب فً‬
‫االختصاص أو فً دٌن منازع فٌه من طرؾ المقاولة أو الدائن‪ ،‬وٌستدعٌهما كاتب الضبط‬
‫برسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل‪ ،‬وٌشعر كاتب الضبط األطراؾ بمقررات عدم‬
‫االختصاص أو بالمقررات التً تبت فً المنازعة فً الدٌن داخل أجل ثمانٌة أٌام برسالة‬
‫مضمونة مع اإلشعار بالتوصل‪ ،46‬وقد جاءت المادة ‪ 730‬التً عوضت المادة ‪ 696‬لتإكد‬

‫‪ 43‬عبلل فالً‪ :‬مساطر معالجة صعوبات المقاولة ـ مرجع سابق ص ‪.273‬‬


‫‪ 44‬األمر رقم ‪ 16/15‬الصادر عن المحكمة التجارٌة بمكناس فً ملؾ التسوٌة القضائٌة رقم ‪ 6/14/23‬منشور بالموقع‬
‫اإللكترونً‪:‬‬
‫‪ www.jurisprudence.ma‬أورده عبلل فالً‪ :‬ص ‪.274‬‬
‫‪ 45‬الةقرة األخٌرة من المادة ‪ 731‬من القانون الجدٌد‪.‬‬
‫‪ 46‬المادة ‪ 696‬من مدونة التجارة قبل نسخ وتؽٌٌر مقتضٌات الكتاب الخامس من مدونة التجارة بمقتضى القانون ‪.73.17‬‬

‫‪22‬‬
‫على ضرورة إشعار كاتب الضبط األطراؾ لمقررات عدم االختصاص أو بالمقررات التً‬
‫تبت فً المنازعة فً الدٌن داخل أجل ثمانٌة أٌام بجمٌع الوسائل المتاحة قانونٌا‪ ،‬نبلحظ هنا‬
‫أن المشرع لم ٌقتصر على رسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل‪ ،‬بل أدخل كل الوسائل‬
‫المتاحة قانونٌا‪ ،‬والتً ٌتم بها إشعار األطراؾ المعنٌة بتلك المقررات‪ ،‬وهذا التوسع فً‬
‫الوسائل مةٌد بالنسبة للدائنٌن نظرا للعراقٌل التً تعترض رسالة المضمونة مع اإلشعار‬
‫بالتوصل‪ ،‬هذا من جهة‪ ،‬ومن جعة ثانٌة نجد أن المشرع قد ساٌر نوعا ما التطور‬
‫التكنولوجً الذي ٌعرفه العالم عبر ما نص علٌه فً الةقرة األخٌرة من المادة ‪ 545‬من‬
‫مدونة التجارة بعد نسخ وتعدٌل مقتضٌات الكتاب الخامس من مدونة التجارة بمقتضى‬
‫القانون ‪ 73.17‬التً نصت على ضرورة تةعٌل الطرق اإللكترونٌة فً كل اإلجراءات‬
‫المتعلقة بمساطر صعوبات المقاولة‪.‬‬
‫وال ٌعنً المقرر الصادر عن السٌد القاضً المنتدب والقاضً بعدم االختصاص الرفض‬
‫الكلً لطلب تسجٌل الدٌن بصةة نهائٌة‪ ،‬إذ أن مقرر عدم االختصاص قرار مإقت ٌبقى معه‬
‫حق األطراؾ قائما فً المطالبة بإدراج دٌنهم ضمن قائمة الدٌون عند ثبوته أمام الجهة‬
‫المختصة والمعروض علٌها النظر فً ذلك‪ ،47‬أو بمعنى أخر ال ٌعنً إقرار القاضً‬
‫المنتدب بعدم االختصاص‪ ،‬هو رفض للدٌن‪ ،‬بل ٌظل حق الدائن قائما إلى ؼاٌة بت المحكمة‬
‫فً الدعوى الجارٌة التً ٌكون موضوعها نزاع حول الدٌن‪ ،‬فةً حالة كان الحكم أو القرار‬
‫الصادر من طرؾ المحكمة فً الصالح الدائن‪ ،‬فإن على القاضً المنتدب قبول الدٌن نظرا‬
‫لكون أن المقرر القضائً ٌعتبر أهم الوسائل التً ٌمكن إثبات الدٌن بها‪ ،‬وفً حالة حكم‬
‫المحكمة لصالح المدٌن ـ المقاولة ـ فإن القاضً المنتدب هو األخر علٌه رفض الدٌن‬
‫انسجاما وما حكمت به المحكمة‪.‬‬
‫ــ حالة رفض الدٌن‪ :‬فةً هذه الحالة ٌقرر القاضً المنتدب رفض الدٌن المصرح به متى لم‬
‫ٌتم اإلدالء بالوثائق المثبتة له رؼم إنذاره بذلك مثبل‪ ،‬على اعتبار أن المصرح ٌكون ملزما‬
‫وفق مقتضٌات القانونٌة المتعلقة بالٌة التصرٌح وخاصة المادة ‪ 720‬من مدونة التجارة‬
‫الحالٌة‪ ،‬ومقتضٌات المادة ‪ 688‬من مدونة التجارة قبل نسخ مقتضٌاتها بمقتضى القانون‬
‫رقم ‪ ،73.17‬حٌث أكدتا كبل المادتٌن‪ ،‬ال سواء الجدٌدة وال القدٌمة على ضرورة إرفاق‬
‫الدائنٌن أثناء تصرٌحهم بالدٌون كل الوثائق التً تثبت أحقٌتهم بالدٌن الذٌن ٌطالبون به‪ ،‬أو‬
‫كل الوثائق التً من شؤنها إثبات عبلقة المدٌونٌة بٌن المقاولة والدائن‪ ،‬فةً حالة عدم وجود‬
‫هذه الوثاق أو عدم كةاٌتها او عدم جدوها العتبار من االعتبارات‪ ،‬فإن للقاضً المنتدب‬
‫السلطة الكاملة فً رفض الدٌن‪.‬‬

‫‪ 47‬عبلل فالً‪ :‬مساطر صعوبات المقاولة ـ مرجع سابق ص ‪.274‬‬

‫‪23‬‬
‫وٌمكن للدائنٌن ورئٌس المقاولة إضافة إلى السندٌك‪ ،‬الطعن فً مقررات التً تصدر عن‬
‫القاضً المنتدب‪ ،‬طبقا لما نصت علٌه المادة ‪ 731‬من مدونة التجارة‪ ،‬حٌث ٌعرض الطعن‬
‫ضد أوامر القاضً المنتدب على أنظار محكمة االستئناؾ‪ ،‬وٌكون الطعن داخل أجال خمسة‬
‫عشر ٌوما من تارٌخ اإلشعار‪ ،‬بالنسبة لكل من الدائن ورئٌس المقاولة‪ ،‬فٌما تبدأ اآلجال عند‬
‫السندٌك من التارٌخ الذي أصدر فٌه القاضً المنتدب لؤلمر‪ ،‬إال أنه ال ٌمكن للدائن الذي‬
‫وقع نزاع فً دٌنه كبل أو بعضا والذي لم ٌرد داخل األجل القانونً على الرسالة الموجهة‬
‫إلٌه من طرؾ السندٌك‪ ،‬تطبٌقا ألحكام الةقرة الثانٌة من المادة ‪ 730‬من مدونة التجارة‪ ،‬أن‬
‫ٌطعن فً أمر القاضً المنتدب المإٌد القتراح السندٌك‪.‬‬

‫‪ 3‬ــ يآل لائًح انذَىٌ انتٍ شًهها انتحمُك‪.‬‬


‫تنص المادة ‪ 732‬من مدونة التجارة على ضرورة إدراج مقررات قبول الدٌون أو رفضها‬
‫أو مقررات عدم االختصاص الصادرة عن القاضً المنتدب فً قائمة تودع بكتابة الضبط‬
‫بالمحكمة‪ ،‬وٌسري نةس الحكم على المقررات الصادرة عن المحاكم التً تكون قد رفعت‬
‫إلٌها الدعاوى وفقا للشروط المنصوص علٌه فً الةقرة األولى والثالثة من المادة ‪ 731‬من‬
‫مدونة التجارة‪ ،‬حٌث ٌتم بعد ذلك نشر بٌان فً الجرٌدة ٌةٌد أن قائمة قبول الدٌون أو‬
‫رفضها أو معاٌنة عدم االختصاص بشؤنها مودوعة بكتابة ضبط‪ ،‬حٌث ٌمكن لكل شخص‬
‫اإلطبلع على قائمة الدٌون المودوعة لدى كتابة الضبط‪.‬‬
‫ونجد هنا إشكاال تكرر كثٌرا‪ ،‬وٌتمثل فً الوسٌلة التً ٌتم بها إشعار الدائنٌن‪ ،‬ولعل الةقرة‬
‫األخٌرة من المادة ‪ 545‬من مدونة التجارة بعد التعدٌل األخٌر‪ ،‬قد نصت بوضوح على‬
‫ضرورة استعمال الوسائل اإللكترونٌة فً كل اإلجراءات المتعلقة بصعوبات المقاولة‪ ،‬لكن‬
‫ال نجد النصوص القانونٌة المتعلقة باإلشعارات فً هذا المجال تنص على هذا المقتضى‪ ،‬بل‬
‫نجد أن جمٌعها اكتةت بالجرٌدة الرسمٌة كآلٌة لئلشعار‪ ،‬وهذا ما ٌإدي بنا للقول بؤن‬
‫المشرع المؽربً قد وقع فً تناقض حاد مع نةسه‪ ،‬نظرا لما أفصح عنه فً الةقرة األخٌرة‬
‫من المادة ‪ 545‬من مدونة التجارة‪ ،‬مقابل ما نص علٌه فً باقً النصوص القانونٌة‪ ،‬حٌث‬
‫كان من الواجب على المشرع التنصٌص على ما نص علٌه فً الةقرة األخٌرة من المادة‬
‫‪ 545‬من مدونة التجارة فً باقً النصوص المتعلقة بمساطر صعوبات المقاولة‪ ،‬أي بمعنى‬
‫أخر تعمٌم الطرق اإللكترونٌة‪ ،‬ال االكتةاء بالجرٌدة الرسمٌة فحسب‪.‬‬

‫‪ 4‬ــ يطانة األغُاس وانذائٍُُ‪.‬‬


‫ٌعتبر تنصٌص المشرع على مطالب األؼٌار والدائنٌن آلٌة مهمة وضرورٌة‪ ،‬تخول لكل من‬
‫ٌرى ثؽرة أو نقص فً القائمة المتعلق بالدٌون التً شملها التحقٌق‪ ،‬التقدم للمحكمة بؤحد‬

‫‪24‬‬
‫الطعون التً ٌقرها القانون‪ ،‬مما ٌإدي إلى حماٌة حقوق الدائنٌن من جهة‪ ،‬وحقوق المقاولة‬
‫من جهة ثانٌة‪ ،‬كما ٌمكن أٌضا أن تنقل هذه اآللٌة إلى عكس المرجو منها‪ ،‬فً حالة ما إن‬
‫استؽلت فً قالب مزٌؾ وؼٌر ذي جدوى‪.‬‬
‫وقد نصت المادة ‪ 734‬من مدونة التجارة على " ٌمكن لؤلشخاص المعنٌٌن أن ٌقدموا‬
‫تعرض الؽٌر الخارج عن الخصومة على المقررات الصادرة عن المحاكم المنصوص‬
‫علٌها فً الةقرتٌن األولى والثالثة من المادة ‪ 731‬أعبله والمضمنة فً قائمة الدٌون‪.‬‬
‫كما ٌمكن للدائنٌن أن ٌقدموا تعرضا على أي دٌن مسجل فً القائمة المنصوص علٌها فً‬
‫المادة ‪ 732‬أعبله " وٌجب أن ٌقدم هذا التعرض كما نصت نةس المادة فً آجال خمسة‬
‫عشر ٌوما من تارٌخ النشر فً الجرٌدة الرسمٌة المشار إلٌه فً المادة ‪ ،732‬ووفق المادة‬
‫‪ 735‬من مدونة التجارة فإن القاضً المنتدب هو الذي ٌبت فً التعرض أو التعرض الؽٌر‬
‫الخارج عن الخصومة بعد االستماع إلى السندٌك واألطراؾ ذات المصلحة أو بعد‬
‫استدعائهم بصةة قانونٌة‪ ،‬وفً هذا الصدد جاء أحد قرارات المجلس األعلى ( محكمة‬
‫النقض حالٌا ) بتارٌخ ‪ 26‬أكتوبر ‪ 2005‬بما ٌلً‪... " :‬وأشارت المادة ‪ 697‬من نةس‬
‫مدونة التجارة إلى أن األوامر الصادرة عن القاضً المنتدب التً هً جزء من المقررات‬
‫الصادرة بشؤن التسوٌة القضائٌة والتصةٌة القضائٌة ‪ٌ...‬طعن فٌها بالتعرض الؽٌر الخارج‬
‫عن الخصومة أمام نةس الجهة المصدرة لها‪ ،‬وٌطعن فٌها باالستئناؾ‪ ،‬ال بالتعرض أمام‬
‫المحكمة التجارٌة المةتوحة أمامها مسطرة الصعوبة‪ ،‬باعتبار أن التعرض على المقررات‬
‫الؽٌابٌة الصادرة عن المحاكم التجارٌة ٌتم أمام نةس الجهة المصدرة له‪،‬ولٌس أمام محكمة‬
‫المسطرة وهو أمر ؼٌر منصوص قانونا‪ .‬والمحكمة باعتبارها أن استئناؾ أمر القاضً‬
‫المنتدب بتحدٌد أتعاب السندٌك قبل التعرض علٌه أمام المحكمة التجارٌة ؼٌر مقبول شكبل‪،‬‬
‫اعتمادا منها على ما سار علٌه بعض الةقه‪ٌ ،‬كون قراراها ؼٌر مستند على أساس قانونً‪،‬‬
‫فؤتى متسما بنقص التعلٌل المعتبر بمثابة انعدامه‪ ،‬مما ٌعرضه للنقض"‪.48‬‬

‫ثاَُا‪ :‬حاالخ اإلعفاء يٍ تحمُك انذَىٌ‪.‬‬


‫قد ٌقرر القاضً المنتدب عدم تحقٌق الدٌون إذا كان ثمن التةوٌت بخسا أو تبٌن له من تقٌٌم‬
‫األصول والخصوم استحالة االستمرار فً القٌام بعملٌات التصةٌة القضائٌة وقةل هذه‬
‫‪ 48‬قرار عدد ‪ 1192‬الصادر عن المجلس األعلى فً الملؾ التجاري عدد ‪ 148/3/1/2115‬منشور على الرابط التالً‪:‬‬
‫‪https://www.mahkamaty.com/blog/2014/05/16/%D8%AA%D8%B3%D9%88%D9%8A%D8%A‬‬
‫‪9-%D9%82%D8%B6%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-‬‬
‫‪%D8%A3%D9%88%D8%A7%D9%85%D8%B1-‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%B6%D9%8A-‬‬
‫‪/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D8%A8‬‬
‫تارٌخ اإلطبلع‪ 11 :‬دجنبر ‪ 2118‬على الساعة ‪.17:15‬‬

‫‪25‬‬
‫العملٌة لعدم كةاٌة األصول و ذلك تةادٌا للزٌادة فً المصارٌؾ القضائٌة وكثرة الطعون‬
‫وضٌاع الوقت فٌما ال ٌنةع الدائنٌن‪ ،‬مما ٌإدي إلى إرهاق المقاولة‪ ،49‬األمر الذي سٌإدي‬
‫بصٌؽة أو بؤخرى إلى إهدار الوقت‪ ،‬المقاولة فً أمس الحاجة إلٌه نظرا لآلجال المحدودة‬
‫التً نصت علٌها المقتضٌات القانونٌة المتعلقة بمساطر صعوبات المقاولة‪.‬‬
‫فةً حالة التةوٌت الكلً أو التصةٌة القضائٌة للمقاولة‪ٌ ،‬قوم السندٌك داخل أجل شهر واحد‬
‫بعد أن أسندت له المهام‪ ،‬بتسلٌم القاضً المنتدب بٌانا ٌتضمن ثمن التةوٌت أو تقٌٌما‬
‫لؤلصول والخصوم العادٌة و الممتازة‪ ،‬وعلى ضوء هذا البٌان ٌقرر القاضً المنتدب ما إذا‬
‫كان هناك ضرورة للقٌام بتحقٌق الدٌون المصرح بها إلى هذا األخٌر من عدمه‪ ،‬وذلك‬
‫بطبٌعة الحال بعد االطبلع على مبلحظات السندٌك‪ ،50‬بما هً مبلحظات ٌجب أخذها بعٌن‬
‫االعتبار من طرؾ القاضً المنتدب قصد عدم الوقوع فً أي خطؤ قد ٌنعكس سلبا على‬
‫عملٌة تحقٌق الدٌون بشكل عام‪.‬‬
‫وٌجب اإلشارة أن فً هذه الحالة‪ ،‬أي حالة اإلعةاء من تحقٌق الدٌون لم ٌشملها أي تعدٌل‬
‫نظرا لمجموعة من الممٌزات التً تتمٌز بها من ضمنها ‪ ،‬لكون أن بٌان ثمن التةوٌت أو‬
‫التقٌٌم األولً ألصول والخصوم العادٌة و الممتازة ٌمنح تصورا عاما عن أصول و خصوم‬
‫المقاولة‪،‬وٌمكن للقاضً المنتدب من اتخاذ القرار السلٌم و المناسب لتحقٌق الدٌون من‬
‫عدمه‪ ،‬وهذه السلطة أعطٌت له لكون أن المقررات التً ٌتم اتخاذها من طرؾ القاضً‬
‫المنتدب‪ ،‬وبالتالً إمكانٌة الطعن فٌها كما سبقت اإلشارة لذلك‪.‬‬

‫انفمشج انثاَُح‪ :‬إشكاالخ وجذوي آنُح تحمُك انذَىٌ‪.‬‬


‫عند الحدٌث عن آلٌة لحماٌة الدائنٌن بشكل عام‪ ،‬فإننا نرى من الواجب التطرق إلى‬
‫مجموعة من اإلشكاالت التً تتخبط فٌها‪ ،‬والتً تسبب فً عرقلة وظٌةتها المتمثلة فً حماٌة‬
‫الدائنٌن‪ ( ،‬أوال )‪ ،‬األمر الذي ٌهدد جدوى هذه اآللٌة ( ثانٌا )‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إشكاالخ آنُح تحمُك انذَىٌ‪.‬‬


‫ال تختلؾ اإلشكاالت التً تعترض آلٌة التصرٌح عن اإلشكاالت التً تعترض آلٌة تحقٌق‬
‫الدٌون‪ ،‬سوى فً أن اإلشكاالت التً تعترض آلٌة أكثر حساسٌة ودقة من اإلشكاالت التً‬
‫تعترض آلٌة التصرٌح‪ ،‬وهذا راجع لعدة اعتبارات منها على الخصوص تعدد مراحل عملٌة‬
‫التحقٌق‪ ،‬كما نجد أنه فً هذه العملٌة قد أسندت إلى السندٌك دون مراعاة الكةاءة أو الخبرة‬

‫‪ 49‬أحمد شكري السٌاعً‪ ,‬الوسٌط فً مساطر الوقاٌة من صعوبات المقاولة التً تعترض المقاولة ومساطر‬
‫معالجتها‪،‬الجزء الثالث‪ ،‬مطٌعة المعارؾ الجدٌدة‪،‬الرباط‪،‬المؽرب‪،‬طبعة ‪،‬ص‪.219‬‬
‫‪ 50‬امحمد لةروجً‪،‬وضعٌة الدائنٌن فً مساطر صعوبات المقاولة ‪ ،‬مرجع سابق ـ ص‪.114‬‬

‫‪26‬‬
‫التً ستوفر علٌها فً تحدٌد واقتراح الدٌون المقبولة من عدمها‪ ،‬وٌمكن إجمال اإلشكاالت‬
‫التً تتخبط فٌها آلٌة التحقٌق‪.‬‬
‫إن أهم إشكال ٌمكن التطرق إلٌه هو الذي ٌتعلق بدور السندٌك فً هذه اآللٌة‪ ،‬حٌث أن‬
‫السندٌك هو الذي ٌقترح الدٌون التً على القاضً المنتدب قبولها أو عدم قبولها‪ ،‬رؼم أن‬
‫لهذا األخٌر السلطة الكاملة فً قبول الدٌن ورفضه‪ ،‬و السندٌك تكون لدٌه جمٌع الوثائق‬
‫المتعلقة بإثبات الدٌون‪ ،‬وبرجوعنا إلى المقتضٌات المتعلقة بالٌة التصرٌح التً ٌتم فٌها‬
‫التصرٌح بالدٌن مع مرفقات تثبت قٌام هذا الدٌن‪ ،‬لم ٌنص المشرع المؽربً فً أي مقتضى‬
‫على ضرورة إمداد السندٌك هذه الوثائق أو هذه الوسائل التً تثب وجود الدٌن فعبل‪ ،‬فقط أن‬
‫ما أقره المشرع من خبلل تنصٌصه على دور السندٌك فً مسطرة التحقٌق‪ ،‬هو تقدٌم‬
‫السندٌك لمجرد اقتراحات للقاضً المنتدب دون أن ٌحدد المشرع المؽربً هل هذه‬
‫االقتراحات ٌتم إرفاقها بتلك الوثائق المدلى بها أثناء مرحلة التصرٌح‪ ،‬وحتى إن افترضنا‬
‫أن هذه االقتراحات تكون مصحوبة بالوثائق‪ ،‬فمن ٌضمن لنا أن السندٌك لن ٌتبلعب بتلك‬
‫الوثائق‪ ،‬وخاصة أن السندٌك ٌكون هو األقرب إلى رئٌس المقاولة‪ ،‬او بصٌؽة أخرى هو‬
‫الذي ٌقوم مقام رئٌس المقاولة فً مثل هذه األمور‪ ،‬لذلك فعدم تنصٌص المشرع عن مصٌر‬
‫الوثائق التً تثبت الدٌن وقت تحقٌق الدٌون‪ ،‬فحتى لو نص المشرع المؽربً على أن‬
‫السندٌك ٌقوم بتحقٌق الدٌون تحت مراقبة القاضً المنتدب‪ ،51‬فإن المشرع لم ٌشر إلى نوع‬
‫هذه المراقبة‪ ،‬أو كٌةٌة وجودها‪ ،‬وخاصة أن مكان عمل السندٌك ٌكون فً الؽالب هو مقر‬
‫المقاولة‪ ،‬فٌما ٌكون مجال عمل القاضً المنتدب هو المحكمة‪ ،‬وبالتالً فإن انعدام مراقبة‬
‫القاضً المنتدب للسندٌك واردة بحكم اختبلؾ مكان عمل كل واحد منهما‪ ،‬األمر الذي ٌتٌح‬
‫للسندٌك القٌام بؤي شًء‪ ،‬بل إمكانٌة إتبلفه للوثائق التً إرفاقها مع التصرٌح بالدٌن‪ ،‬مع‬
‫إنكاره لوجود هذه الوثائق‪ ،‬أثناء تقدٌم اقتراحاته للقاضً المنتدب‪.‬‬

‫ثاَُا‪ :‬جذوي آنُح تحمُك انذَىٌ‪.‬‬


‫ال مجال للشك بؤن آلٌة تحقٌق الدٌون‪ ،‬هً آلٌة ضرورٌة للمقاولة قصد اإلعداد النهائً‬
‫للموازنة المالٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة والقانونٌة‪ ،‬وهً ـ أي آلٌة حماٌة الدائنٌن ـ مةٌدة‬
‫للمقاولة من خبلل اآلجال التً توفرها للمقاولة من أجل إنقاذ نةسها عبر ما وفره المشرع‬
‫المؽربً من نصوص قانونٌة فً هذا الصدد‪ ،‬وهنا نجد أنةسنا ملزمٌن بطرح سإال جدوى‬
‫هذه اآللٌة بالنسبة للدائنٌن‪.‬‬
‫تتمثل جدوى آلٌة تحقٌق الدٌون بالنسبة للدائنٌن‪ ،‬فً أنها تمكنهم من معرفة ما مدى اعتراؾ‬
‫المقاولة بالدٌون التً صرحوا بها للسندٌك فً ظل آلٌة التصرٌح التً تسبق آلٌة تحقٌق‬

‫‪ 51‬الةقرة الثالثة من المادة ‪ 673‬من مدونة التجارة بعد نسخ وتعوٌض مقتضٌات الكتاب الخامس بالقانون ‪.73.17‬‬

‫‪27‬‬
‫الدٌون‪ ،‬أو باألحرى ممهدا آللٌة التحقٌق‪ ،‬وتكون هذه المعرفة مةٌدة بالنسبة للدائنٌن حٌث‬
‫ٌكون بإمكانهم ٌعد ذلك القٌام بتقدٌم الطعن فٌما أصدره القاضً المنتدب من مقررات‪ ،‬فةً‬
‫حالة تم رفض الدٌن‪ٌ ،‬مكن للدائنٌن الذٌن تم رفض دٌونهم تقدٌم الطعن‪ ،‬أما فً حالة عدم‬
‫االختصاص فإن من واجب الدائن أن ٌنتظر حكم المحكمة التً تبت فً النزاع المتعلق‬
‫بدٌنه‪ ،‬إلى حٌن إصدار الحكم المتعلق بها النزاع‪ ،‬أما فً حالة قبول الدٌن وتحدٌد مبلؽه فً‬
‫قدر لم ٌرضً الدائن‪ ،‬فإنه وفً نظرنا ٌمكن لهذا األخٌر الطعن فً ما قرره القاضً‬
‫المنتدب فً حقه‪.‬‬

‫انًثحث انثاٍَ‪ :‬اِنُاخ اإلجشائُح انشايُح نحًاَح انذائٍُُ‪ ،‬وانًضًُح فٍ لاعذج‬


‫اعتًشاس انعمىد انجاسَح‪.‬‬
‫تكتسً العقود الجارٌة بعد حكم فتح المسطرة أهمٌة كبرى‪ ،‬نظرا لما ترتبه من التزامات‬
‫متقابلة بٌن المتعاقدٌن مع المقاولة من جهة‪ ،‬والمقاولة من جهة ثانٌة‪ ،‬وتتمٌز هذه القاعدة‬
‫بؤنها دائما ما ترجح كةة المقاولة على حساب الدائنٌن‪ ،‬تكرٌسا لمبدأ حماٌة المقاولة كهدؾ‬
‫أساسً من الكتاب الخامس من مدونة التجارة‪ ،‬لكن ٌردع هذا المبدأ المشرع على عدم‬
‫تضمٌن قاعدة استمرار العقود الجارٌة لمجموعة من اآللٌات التً تهدؾ حماٌة المتعاقد مع‬
‫المقاولة أو الدائنٌن وهو االسم األكثر دقة فً هذا الصدد‪ ،‬وهذه اآللٌات ال ٌمكن االنتباه إلٌها‬
‫بمجرد قراءة النصوص القانونٌة التً تناولت قاعدة استمرار العقود الجارٌة‪ ،‬بل من‬
‫الواجب التمعن فً هذه النصوص وبدقة متناهٌة‪ ،‬ولتوسع فً متن قاعدة استمرار العقود‬
‫الجارٌة‪ ،‬فإننا سنتناول فً البداٌة ماهٌة قاعدة استمرار العقود الجارٌة ومجال تطبٌقها (‬
‫المطلب األول ) فٌما سنتطرق فٌما بعد آللٌات وإشكاالت حماٌة الدائنٌن فً ظل استمرار‬
‫العقود الجارٌة‪ ،‬أو عدم استمرارها ( المطلب الثانً )‪.‬‬

‫انًطهة األول‪ :‬ياهُح لاعذج اعتًشاس انعمىد انجاسَح ويجال تطثُمها‪.‬‬


‫خصص المشرع مجاال ضٌقا فً مدونة التجارة للحدٌث عن قاعدة استمرار العقود الجارٌة‪،‬‬
‫دون أن ٌذكر العقود التً تطبق علٌها هذه القاعدة‪ ،‬باستثناء أن المستجد الذي جاء به من‬
‫خبلل قانون ‪ 73.17‬هو عدم خضوع األجراء لهذه القاعدة‪ ،‬ولتناول ماهٌة هذه العقود بشكل‬
‫أدق سنتطرق إلى قاعدة استمرار العقود الجارٌة ( الةقرة األولى ) ومن ثم سنعرج للخوض‬
‫فً مجال تطبٌق هذه القاعدة ( الةقرة الثانٌة )‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫انفمشج األونً‪ :‬لاعذج اعتًشاس انعمىد انجاسَح‪.‬‬
‫ال ٌمكن الحدٌث عن قاعدة استمرار العقود الجارٌة دون اإلشارة إلى أن أي مقاولة تكون‬
‫مرتبطة بعقود مختلةة ومتنوعة فً خضم نشاطها‪ ،‬ولذلك فةً البداٌة سنتناول دور السندٌك‬
‫قً قاعدة استمرار العقود الجارٌة ( أوال ) ومن ثم سنتعرؾ على أحكام قاعدة استمرار‬
‫العقود الجارٌة ( ثانٌا )‪.‬‬

‫أوال‪ :‬دوس انغُذَك فٍ لاعذج اعتًشاس انعمىد انجاسَح‪.‬‬


‫ٌقصد بالعقود الجارٌة تلك العقود المتعلقة بتقدٌم خدمة أو تورٌد أو ؼٌرها التً تكون سارٌة‬
‫التنةٌذ فً تارٌخ صدور الحكم بةتح المسطرة‪ ،52‬ونظرا لخاصٌة االستمرارٌة وعدم سقوط‬
‫اآلجال التً ٌرتبها هذا المقرر‪ ،‬فإن هذا األخٌر ال ٌترتب عنه تجزئة أو إلؽاء أو فسخ العقود‬
‫الجارٌة التً تبقى مستمرة ما لم ٌتخذ السندٌك موقةا مخالةا‪،53‬وٌقصد كذلك بالعقود الجارٌة‬
‫التنةٌذ ‪ ،‬كل عقد ٌتعلق بتقدٌم خدمة أو بتورٌد أو بتؤجٌر ساري التنةٌذ فً تارٌخ صدور‬
‫الحكم القاضً بةتح المسطر‪ ،‬ولو كان مبنٌا على االعتبار الشخصً للمدٌن‪ ،‬وكذا كل عقد‬
‫أخر لم ٌتم فسخه‪ ،‬قبل هذا التارٌخ‪ ،‬بموجب حكم حائز لقوة الشًء المقضً به‪.54‬‬
‫وٌبلحظ أن التعرٌةات التً ترد على العقود الجارٌة‪ ،‬أو قاعدة استمرار العقود‪ ،‬جمٌعها‬
‫تتضمن تلك العبلقة التعاقدٌة بٌن المقاولة والمتعاقد األخر‪ ،‬أي دائن ومدٌن‪ ،‬أي هناك‬
‫التزامات متقابلة بٌن أطراؾ هذا العقد‪ ،‬فٌحصل أن تقع المقاولة فً دوامة من العراقٌل التً‬
‫ستإدي بها فً نهاٌة المطاؾ إلى التوقؾ عن الدفع‪ ،‬وفتح المسطرة‪ ،‬الشًء الذي سٌنعكس‬
‫سلبا عن هذه العبلقة التعاقدٌة‪ ،‬نظرا لما نصت علٌه مجموعة من المقتضٌات المتعلقة‬
‫باستمرار العقود الجارٌة‪ ،‬ولذلك نجد أن أطراؾ العقد‪ ،‬ال ٌتحكمون بشكل بات فً استمرار‬
‫العقود الجارٌة‪ ،‬من عدمها‪ ،‬حٌث تجردهم مقتضٌات مساطر صعوبات المقاولة من هذا‬
‫الحق الذي تخوله القواعد العامة للتعاقد‪ ،‬حٌث ٌصبح الحق فً إقرار استمرار العقود من‬
‫عدمها فً ٌد السندٌك وحده بموجب الةقرة األولى من المادة ‪ 588‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫خول المشرع المؽربً بموجب المادة ‪ 588‬من مدونة التجارة بعد نسخ وتعوٌض الكتاب‬
‫الخامس بمقتضى القانون ‪ ،73.17‬على أن للسندٌك وحده السلطة والحق فً أن ٌطالب‬
‫بمواصلة العقود الجارٌة فً تارٌخ صدور الحكم القاضً بةنح مسطرة المعالجة وذلك‬
‫بتقدٌمه الطرؾ المتعاقد مع المقاولة الخدمة المتعاقد بشؤنها قبل صدور حكم فتح المسطرة‪،‬‬

‫‪ 52‬مصطةى بونجة ـ نهال اللواح ‪ :‬مساطر صعوبات المقاولة وفقا للقانون رقم ‪ 73.17‬ـ منشورات المركز المؽربً‬
‫للتجكٌم ومنازعات األعمال ـ الطبعة األولى ص ‪.225‬‬
‫‪ 53‬عبلل فالً‪ :‬مساطر صعوبات معالجة المقاولة ـ مرجع سابق ص ‪ 225‬ـ ‪.226‬‬
‫‪ 54‬امحمد لةروجً‪ :‬وضعٌة الدائنٌن فً مساطر صعوبات المقاولة ـ مرجع سابق ص ‪ 32‬و ‪.33‬‬

‫‪29‬‬
‫ونصت الةقرة األولى من المادة ‪ 588‬التً عوضت المادة ‪ 573‬من مدونة التجارة قبل نسخ‬
‫وتعوٌض الكتاب الخامس على ‪ " :‬بإمكان السندٌك وحده المطالبة بتنةٌذ العقود الجارٌة ‪...‬‬
‫" وهذه السلطة ٌمتلكها حتى فً الحالة التً ٌقتصر فٌها حكم فتح المسطرة فً تحدٌد مهمته‬
‫فً مراقبة ت سٌٌر المقاولة‪ ،‬ونةهم من ذلك أنه ال المدٌن المةتوحة فً مواجهته المسطرة وال‬
‫المتعاقد معه ٌملكان سلطة المطالبة بتنةٌذ العقد الذي ٌختاره السندٌك إذا كان هذا التنةٌذ فً‬
‫صالح المدٌن‪ ،55‬واستكماال لما أوردته الةقرة األولى من المادة ‪ 588‬من مدونة التجارة‬
‫نورد تتمة النص " ‪ ...‬وٌةسخ العقد بعد توجٌه إنذار إلى السندٌك ٌظل دون جواب تةوق مدة‬
‫شهر "‪ ،‬وهنا نستشؾ أن للسندٌك إمكانٌة التخلً عن العقد إما بشكل مباشر أو بشكل‬
‫ضمنً‪.‬‬
‫ٌتجلى المعٌار األساسً والجوهري فً إقرار السندٌك استمرار العقود الجارٌة من عدمه‪،‬‬
‫فً ما مدى حاجة المقاولة الستمرار هذا العقد من عدمه‪ ،‬فقد ٌقع أن تكون مواصلة‬
‫واستمرار العقود الجارٌة فً تارٌخ صدور الحكم القاضً بةتح المسطرة ضد المقاولة‬
‫المتوقةة عن الدفع‪ ،‬إما ضرورٌة لمتابعة نشاط هذه المقاولة خبلل فترة إعداد الحل وإما‬
‫ؼٌر ضرورٌة لذلك‪ ،‬مما ٌقتضً أن توجد قواعد قانونٌة مرنة تسمح للسندٌك بالتعامل مع‬
‫أًصحاب هذه العقود وفق ما تستدعٌه استمرارٌة االستؽبلل‪ ،56‬ولذلك فإن أساس مواصلة‬
‫العقد الجاري من عدمه هو مدى انعكاسه اإلٌجابً أو السلبً على المقاولة المةتوحة ضدها‬
‫المسطرة‪ ،‬فإذا كان ٌرى السندٌك أن استمرار العقد سٌنعكس إٌجابا على المقاولة‪ ،‬فإنه‬
‫وبكل تؤكٌد سٌقرر استمراره‪ ،‬إما أذا كان ٌرى العكس‪ ،‬فبكل تؤكٌد أنه سٌختار عدم مواصلة‬
‫العقد لكونه سٌضر بالمقاولة‪.‬‬

‫ثاَُا‪ :‬أحكاو لاعذج اعتًشاسَح انعمىد انجاسَح‪.‬‬


‫ال شك أن من ٌطلع على وضعٌة العقد فً إطار القواعد المنظمة إلجراءات الوقاٌة‬
‫والمعالجة من صعوبات المقاولة سٌحدث للصورة النمطٌة التً رسمتها له القواعد العامة‬
‫فً ذهنه حول مةهوم العقد‪ ،‬نوع من التحوٌر والتؽٌٌر‪ ،‬إذا أن قواعد هذا النظام ستحكم على‬
‫المتعاقد مع المقاولة المدٌنة بالطرد من هذه العبلقة‪ ،‬وستتحول هذه العبلقة ( أي العقد ) من‬
‫آلٌة قانونٌة لضبط وتنظٌم العبلقات المالٌة ألطرافه‪ ،‬إلى مال خالص من أموال المقاولة‬
‫ٌقوم بسعر‪ ،‬هذا السعر بدوره ( أي الثمن ) ستجعل منه قواعد هذا النظام فً ظل مخطط‬
‫التةوٌت ٌخرج عن المؤلوؾ له فً القواعد العامة كمقابل عادل للشًء المبٌع‪ ،‬وستجعله فً‬

‫‪ 55‬سعٌد وحً‪ :‬أزمة القواعد العامة للتعاقد فً ظل إجراءات الوقاٌة والمعالجة من صعوبات المقاولة ـ رسالٌة لنٌل دبلوم‬
‫الماستر فً القانون الخاص ـ ماستر قانون المقاولة ـ كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة ـ المحمدٌة ـ جامعة‬
‫الحسن الثانً الدار البٌضاء ـ السنة الجامعٌة ‪ 2116 / 2117‬ص ‪.51‬‬
‫‪ 56‬امحمد لةروجً‪ :‬وضعٌة الدائنٌن فً مساطر صعوبات المقاولة ـ مرجع سابق ص ‪.32‬‬

‫‪31‬‬
‫بعض الحاالت ال ٌساوي شٌئا بدوره‪ ،57‬ولذلك فإن العقد فً ظل نظام إجراءات الوقاٌة‬
‫والمعالجة من صعوبات المقاولة لم ٌعد ملكا مشتركا لطرفً العملٌة التعاقدٌة‪ ،‬بل أًصبح‬
‫مال من أموال المقاولة تتصرؾ فٌه وفقا لما ٌخدم تسوٌتها‪ ،58‬وٌنطبق ما تم الحدٌث عنه‬
‫على العقود الجارٌة التً أشارة إلٌها المادة ‪ 588‬من مدونة التجارة‪ ،‬فالمتمعن فً مقتضٌات‬
‫هذه المادة سٌجد أنها جاءت بمقتضٌات عدٌد ال تتناسب والمقتضٌات العامة للتعاقد‪ ،‬ولعل‬
‫معٌار استمرار العقد لدى السندٌك ٌشكل بشكل واضح أحد أهم الخروقات التً ٌمكن أن‬
‫تمس القواعد العامة للتعاقد‪ ،‬نظرا إلخبلل المقاولة بالتزاماتها اتجاه المتعاقد اآلخر‪.‬‬
‫ونصت الةقرة الثانٌة من المادة ‪ 588‬من مدونة التجارة على‪ٌ " :‬جب على المتعاقد أن ٌةً‬
‫بالتزاماته رؼم عدم وفاء المقاولة بالتزاماتها السابقة لةتح المسطرة‪ "...‬ونبلحظ أن المشرع‬
‫المؽربً فً نص الةقرة الثانٌة من المادة ‪ 588‬قد جاء بما ٌخالؾ ما نص علٌه الةصل‬
‫‪ 23159‬من ق ل ع الذي جاء بما تحٌل إلٌه القاعدة الةقهٌة المشهورة " العقد شرٌعة‬
‫المتعاقدٌن "‪ ،‬وإن علمنا أن العقد دائما ما ٌشمل فً بنوده التزامات متقابلة التً على‬
‫األطراؾ تنةٌذها حتى تبرأ ذمة المدٌن اتجاه الدائن كما نص علٌه الةصل ‪ 235‬من ق ل ع‪،‬‬
‫لكن نص الةقرة الثانٌة من المادة ‪ 588‬جاء بما ال ٌتطابق مع أحكام القواعد العامة للتعاقد‪،‬‬
‫حٌث نصت على ضرورة تنةٌذ المتعاقد مع المقاولة التزاماته على الرؼم من أن المقاولة لم‬
‫تنةذ التزاماتها‪.‬‬
‫وقد جاءت أٌضا الةقرة األخٌرة من المادة ‪ 588‬من مدونة التجارة بما ٌلً‪ " :‬ال ٌمكن أن‬
‫ٌترتب عن مجرد فتح التسوٌة القضائٌة تجزئة أو إلؽاء أو فسخ العقد‪ ،‬على الرؼم من أي‬
‫مقتضى قانونً أو شرط تعاقدي"‪ ،‬وهنا نجد أن هذه الةقرة جاءت بمقتضٌات تضرب بشكل‬
‫واضح ما تنص علٌه القواعد العامة للتعاقد‪ ،‬حٌث نتلقؾ من الةقرة أعبله أنها تلؽً إمكانٌة‬
‫الدفع بعدم التنةٌذ‪ ،‬وبالتالً انسجام ما نصت علٌه الةقرة األخٌرة من المادة ‪ 588‬مع ما‬
‫نصت علٌه الةقرة الثانٌة‪.‬‬
‫نخلص إلى أن األحكام التً تسٌج قاعدة استمرارٌة العقود الجارٌة‪ ،‬تخالؾ بشكل كلً‬
‫القواعد العامة للتعاقد والمنصوص علٌها فً ق ل ع‪ ،‬وهذا عائد للؽرض الذي شرع من‬
‫أجله نظام صعوبات المقاولة‪ ،‬والمتمثل فً كونه نظام ٌهدؾ أوال وأخٌرا إلى حماٌة المقاولة‬
‫وضمان استمرارٌة نشاطها‪ ،‬لكن هذا ال ٌمنعنا من القول بؤن المشرع المؽربً فً ظل نظام‬

‫‪ 57‬سعٌد وحً‪ :‬أزم ة القواعد العامة للتعاقد فً ظل إجراءات الوقاٌة والمعالجة من صعوبات المقاولة ـ مرجع سابق ص‬
‫‪14‬ـ ‪.15‬‬
‫‪ 58‬سعٌد وحً‪ :‬ـ المرجع نةسه‪ .‬ص ‪.15‬‬
‫‪ٌ 59‬نص الةصل ‪ 231‬من ق ل ع على ‪ : :‬االلتزامات التعاقدٌة المنشؤة على وجه صحٌح تقوم مقام القانون بالنسبة إلى‬
‫منشئٌها‪ ،‬وال ٌجوز إلؽائها إال برضاهما معا "‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫صعوبات المقاولة قد أجحؾ فً حق المتعاقدٌن مع المقاولة‪ ،‬بعد أن أوكل أمر عقودهم‬
‫ومضٌرها إلى السندٌك‪.‬‬

‫انفمشج انثاَُح‪ :‬يجال تطثُك لاعذج اعتًشاس انعمىد انجاسَح‪.‬‬


‫لقاعدة استمرار العقود الجارٌة مجالها الذي تطبق علٌه‪ ،‬كما أن المشرع أورد فً النصوص‬
‫القانونٌة التً تتناول هذه القاعدة االستثناءات التً ترد عن مجال هذا التطبٌق وخاصة بعد‬
‫دخول قانون ‪ 73.17‬حٌز التنةٌذ‪ ،‬وتبعا لذلك‪ ،‬سنتناول فً الوهلة األولى العقود الخاضعة‬
‫لقاعدة استمرار العقود الجارٌة ( أوال ) ثم بعد ذلك نعرج لتناول االستثناءات الواردة على‬
‫تطبٌق هذه القاعدة ( ثانٌا )‪.‬‬

‫أوال‪ :‬انعمىد انخاضعح نماعذج اعتًشاس انعمىد‪.‬‬


‫ال تتؽٌر وضعٌة المقاولة المةتوحة ضدها مسطرة المعالجة كثٌرا خبلل فترة إعداد الحل‬
‫التً تلً مباشرة صدور الحكم القاضً بةتح هذه المسطرة‪ .‬ذلك أن المقاولة تكون مدعوة‬
‫أثناء هذه الةترة لمتابعة نشاطها بكٌةٌة قد ال ٌدرك معها الكثٌر من األشخاص‪ ،‬ؼٌر‬
‫المرتبطٌن معها بعبلقات تجارٌة خاصة‪ ،‬أنها خاضعة لمسطرة التسوٌة القضائٌة نتٌجة‬
‫توقةها عن دفع دٌونها‪ ،60‬ولذلك فقاعدة مواصلة العقود الجارٌة فً تارٌخ صدور الحكم‬
‫القاضً بةتح مسطرة المعالجة تشمل من حٌث المبدأ ووفق المادة ‪ 573‬من مدونة التجارة‬
‫قبل نسخ مقتضٌات الكتاب الخامس بمقتضى القانون ‪ 73.17‬كافة العقود المبرمة مع‬
‫المقاولة الخاضعة لهذه المسطرة‪ ،‬بما فً ذلك العقود القائمة على االعتبار الشخصً لرئٌس‬
‫المقاولة‪ ،‬ومع دخول القانون رقم ‪ 73.17‬إلى حٌز التنةٌذ‪ ،‬صار عقد الشؽل مستثنى من‬
‫قاعدة استمرار العقود الجارٌة طبقا لما نصت علٌه الةقرة الرابعة‪ 61‬من المادة ‪ ،588‬مع‬
‫اإلبقاء على نةس المقتضٌات التً تتعلق بباقً العقود‪ ،‬مع تنصٌص المشرع على الوضع‬
‫الخاص لبعض العقود‪ ،‬وكان عقد الشؽل أو العمل ضمن نطاق هذا الوضع الخاص قبل‬
‫دخول القانون رقم ‪ 73.17‬حٌز التنةٌذ‪ ،‬وٌدخل دائر الوضع الخاص لبعض العقود‪ ،‬كل من‬
‫عقد كراء المحبلت الذي تمارس فٌه المقاولة نشاطها‪ ،‬وعقد بٌع البضائع الموجودة فً طور‬
‫التسلٌم إلى المقاولة‪.‬‬
‫ــ وضع عقد كراء المحبلت المعدة الستؽبلل نشاط المقاولة‪ٌ :‬عتبر عقد كراء المحبلت‬
‫المعدة الستؽبلل نشاط المقاولة المةتوحة ضدها مسطرة المعالجة من مستلزمات متابعة‬

‫‪ 60‬امحمد لةروجً‪ :‬وضعٌة الدائنٌن فً مساطر صعوبات المقاولة ـ مرجع سابق ص ‪.34‬‬
‫‪ 61‬تنص الةقرة الرابعة من المادة ‪ 588‬من مدمونة التجارة بعد نسخ وتعوٌض مقتضٌات الكتاب الخامس منها على‪" :‬‬
‫تستثنى عقود الشؽل من تطبٌق مقتضٌات الةقرات السابقة "‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫نشاط استمرار المقاولة خبلل فترة إعداد الحل‪ ،‬لذلك ؼالبا ٌعمدا لسندٌك إلى مواصلة تنةٌذ‬
‫هذا العقد‪ ،62‬وال ٌتمتع المكري بامتٌاز إال بالنسبة لوجٌبة الكراء المستحقة عن السنتٌن‬
‫السابقتٌن مباشرة عن تارٌخ صدور الحكم القاضً بةتح المسطرة‪ ،‬كما أنه إذا تم فسخ العقد‪،‬‬
‫ٌستةٌد المكري بامتٌاز إضافً عن ثمن كراء السنة التً ٌتم خبللها الةسخ‪ ،‬أما إذا تم فسخ‬
‫عقد الكراء فبل ٌمكن للمكري أن ٌطالب بالوجٌبة التً لم تستحق بعد‪ ،‬ما عدا إذا تم إلؽاء‬
‫الضمان الذي أعطً له عند إبرام عقد الكراء‪ ،63‬أما فً حالة تةوٌت حق الكراء‪ ،‬فإنه‪ ،‬وفقا‬
‫لمقتضٌات المادة ‪ 589‬من مدونة التجارة‪ ،‬ال ٌمكن االعتداد بؤي شرط ٌةرض على المةوت‬
‫التزامات تضامنٌة مع المةوت إلٌه اتجاه السندٌك‪.‬‬
‫وبمقتضى قرار حدٌث لمحكمة النقض بتارٌخ ‪ٌ 24‬ونٌو ‪ 2119‬لحسم الخبلؾ حول طبٌعة‬
‫عقد كراء محل الذي تمارس فٌه المقاولة نشاطها‪ ،‬وبمدى كونه مشموال بالقاعدة المنصوص‬
‫علٌها فً المادة ‪ 588‬من مدونة التجارة حٌث جاء هذا القرار متضمنا ما ٌلً‪ " :‬عقد الكراء‬
‫التجاري هو عقد بمقتضاه بمنح أحد طرفٌه ٌمنح احد طرفٌه لآلخر منةعة منقول أو عقار‬
‫خبلل مدة معٌنة مقابل أجرة محددة ٌلتزم الطرؾ األخر بدفعها له وفقا للةصل ‪ 627‬من ق‬
‫ل ع‪ ،‬وبالتالً فللكراء طبٌعة خاصة ومحددة تختلؾ عن عقد تقدٌم الخدمة‪ ،‬وألنه إذا كان‬
‫المشرع فً حالة وضع المقاولة فً حالة تسوٌة قضائٌة أعطى للسندٌك وحده إمكانٌة طلب‬
‫تنةٌذ العقود الجارٌة بتقدٌم الخدمة المتعاقد بشؤنها للطرؾ المتعاقد مع المقاولة وبؤن العقد‬
‫ٌةسخ بقوة القانون بعد توجٌه إنذار إلى السندٌك ٌظل دون رد لمدة تةوق الشهر حسب المادة‬
‫‪ 573‬من م ت‪ ،‬فإن ذلك ال ٌطبق بشؤن عقد كراء المحل الذي تمارس فٌه المقاولة نشاطها‪،‬‬
‫ألن نطاق تطبٌق المادة ‪ 573‬محدد صراحة فً عقد الخدمة وألن لعقد كراء المحل التجاري‬
‫وما ٌترتب عن ذلك من اكتساب أصل تجاري دور أساسً فً استمرار نشاط المقاولة‬
‫وإنقاذها من الصعوبات التً تعترضها‪ ،‬وألن المشرع أورد مقتضٌات خاصة فً م ت كان‬
‫حرٌصا فٌها على عدم فسخ عقد الكراء عندما ٌنص فً المادة ‪ 621‬من المدونة على أن‬
‫التصةٌة القضائٌة ال تإدي بقوة القانون إلى فسخ عقد كراء العقارات المخصصة لنشاط‬
‫المقاولة وٌمكن للسندٌك االستمرار فً الكراء أو تةوٌته حسب الشروط المنصوص علٌها‬
‫فً العقد‪ .‬وبالتالً فإن محكمة النقض عندما اعتبرت بؤن عقد الكراء هو كذلك من العقود‬
‫الجارٌة بتقدٌم الخدمة المنصوص علٌها فً المادة ‪ 573‬من م ت وقضت بةسخه على أساس‬
‫أن المكرٌة وجهت إنذارا إلى السندٌك من أجل فسخ عقد الكراء توصل به وظل بدون‬
‫جواب تكون قد أساءت تطبٌق القانون وقصرت فً تبرٌر قرارها وكان ما بالوسٌلة واردا‬

‫‪ 62‬مصطةى بونجة ونهال اللواح‪ :‬مساطر صعوبات المقاولة وفقا للقانون رقم ‪ .73.17‬مرجع سابق ص ‪.229‬‬
‫‪ 63‬المادة ‪ 694‬من مدونة التجارة بعد نسخ وتعوٌض مقتضٌات الكتاب الخامس بمقتضى القانون رقم ‪.73.17‬‬

‫‪33‬‬
‫على القرار مما ٌستوجب نقضه"‪ ،64‬لكن السإال الذي ٌطرح نةسه بقوة‪ ،‬ماذا عن القانون‬
‫‪ 46.1665‬؟ هل جاء بجدٌد فٌما ٌخص هذا الشؤن ؟‪.‬‬

‫استثنى القانون ‪ 49.16‬من تطبٌق عقود كراء العقارات أو المحبلت المخصصة لبلستعمال‬
‫التجاري أو الصناعً أو الحرفً التً تبرم بناء على مقرر قضائً أو نتٌجة له‪ ،‬والمقصود‬
‫هنا عقد الكراء التجاري الذي ٌتلق بمقاولة موضوع مقرر صادر فً إطار التسوٌة القضائٌة‬
‫أو التصةٌة القضائٌة ومخضعا فً نةس الوقت هذه العقود لمقتضٌات الكتاب الخامس من‬
‫مدونة التجارة التً تنظم مساطر صعوبات المقاولة‪ ،‬ولٌس للقانون المنظم للكراء‬
‫التجاري‪.66‬‬
‫وضع عقد بٌع البضائع الموجودة فً طور التسلٌم إلى المقاولة‪ٌ :‬مكن للبائع استرداد‬
‫بضاعته من المقاولة فً حاالت معٌنة نصت علٌها مدونة التجار‪ ،‬وأول هذه الحاالت تلك‬
‫التً نصت علٌها المادة ‪ 712‬من م ت بعد تعوٌض الكتاب الخامس بمقتضى قانون ‪73.17‬‬
‫على أنه‪ٌ ":‬مكن استرداد البضائع إذا كانت عٌنٌة كلٌا أو جزئٌا إذا تم فسخ بٌعها قبل حكم‬
‫فتح المسطرة سواء بمقرر قضائً إثر تحقق شرط فاسخ‪ .‬كما ٌجب أن ٌقبل االسترداد حتى‬
‫و إن تم الحكم بةسخ البٌع أو معاٌنته بمقرر قضائً الحق لحكم فتح المسطرة‪ ،‬إذا كانت‬
‫دعوى االسترداد أو الةسخ قد أقٌمت قبل هذه الحكم من لدن البائع لسبب ؼٌر أداء الثمن"‪،‬‬
‫أما الحالة الثانٌة فتتجلى فً إمكانٌة استرداد البضائع المرسلة إلى المقاولة طالما لم ٌتم‬
‫تسلٌمها فً مخازنها أو مخازن الوكٌل بالعمولة المكلؾ ببٌعها لحساب هذه المقاولة‪ ،‬ؼٌر‬
‫أنه ال ٌقبل االسترداد إذا كانت البضائع قد بٌعت قبل وصولها دون تدلٌس‪ ،‬بناء على فواتٌر‬
‫وسندات صحٌحة‪ ،67‬كما ٌمكن استرداد البضائع المسلمة للمقاولة سواء على وجه الودٌعة‬
‫أو لبٌعها لحساب ملكٌها‪ ،68‬وفً هذا الصدد ذهبت المجلس األعلى ( محكمة النقض حالٌا )‬
‫فً أحد قراراته بتارٌخ ‪ 16‬أبرٌل ‪ 2118‬إلى أن " طلب استرداد المتعلقة بعقود جارٌة ال‬
‫‪69‬‬
‫ٌمكن المطالبة بها إال بعد فسخ العقد وانتهائه طبقا للقرة الثانٌة من المادة ‪ 667‬من م ت "‬

‫‪ 64‬قرار عدد ‪ 1194‬صادر عن المجلس األعلى فً الملؾ التجاري عدد ‪ 2117/2/3/1616‬منشور بمجموعة قرارات‬
‫المجلس األعلى ع ‪.72‬‬
‫‪ 65‬ظهٌر شرٌؾ رقم‪ 1.16.99‬صادر فً ‪ 13‬من شوال ‪ٌ 18 ( 1437‬ولٌوز ‪ ) 2116‬بتنةٌذ القانون رقم ‪ 49.16‬المتعلق‬
‫بكراء العقارات أو المحبلت المخصصة لبلستعمال التجاري أوالصناعً أو الحرفً‪ ،‬جرٌدة رسمٌة عدد ‪ 6491‬بتارٌخ‬
‫‪ 2116/18/11‬ص ‪.5857‬‬
‫‪ 66‬مصطةى بونجة‪ ،‬ونهال اللواح‪ :‬مساطر صعوبات المقاولة وفقا للقانون ‪ 73.17‬مرجع سابق ص ‪ 229‬ـ ‪.231‬‬
‫‪ 67‬المادة ‪ 713‬من م ت‪.‬‬
‫‪ 68‬المادة ‪ 714‬من م ت‪.‬‬
‫‪ 69‬قرار عدد ‪ ،187‬الصادر عن المجلس األعلى فً ملؾ تجاري ‪ ( 2117/1/3/1146‬ؼٌر منشور ) أورده مصطةى‬
‫بونجة ونهال اللواح ‪ ،‬ص ‪.232‬‬

‫‪34‬‬
‫وٌمكن أٌضا استرداد البضائع المبٌعة تحت شرط األداء الكامل للثمن مقابل نقل ملكٌتها‪ ،‬إذا‬
‫كانت هذه البضائع موجودة بعٌنها وقت فتح المسطرة‪ .‬هذا الشرط الذي ٌمكن أن ٌرد فً‬
‫محرر ٌنظم مجموعة من العملٌات التجارٌة المتةق علٌها بٌن األطراؾ‪ٌ ،‬جب ان ٌكون‬
‫متةقا علٌه كتابة على األكثر حٌن التسلٌم‪ ،70‬وٌمكن أٌضا ممارسة االسترداد العٌنً وفق‬
‫نةس الشروط الخاصة باألموال المنقولة المدمجة فً مال منقول أخر إذا كان استردادها ال‬
‫ٌشكل ضررا مادٌا لؤلموال نةسها والمال المدمج فٌه‪ ،‬ودون أن ٌإدي هذا االسترجاع إلى‬
‫نقص بالػ فً قٌمة األصول األخرى للمقاولة‪ .‬كما ٌمكن أن ٌمارس االسترداد العٌنً على‬
‫األموال المثلٌة‪ ،‬إذا كانت بٌن ٌدي مشتري ألموال من نةس الصنؾ ومن نةس الجودة‪ ،71‬إال‬
‫أنه وفً جمٌع األحوال‪ ،‬ال ٌمكن االسترداد إذا كان ثمن البٌع قد أدى حاال‪ .‬وٌمكن للقاضً‬
‫المنتدب أن ٌمنح برضى من الدائن المطالب باالسترداد أجبل للوفاء‪ .‬أداء الثمن حٌنئذ بمثابة‬
‫دٌن نشؤ بشكل صحٌح بعد الحكم بةتح المسطرة‪ ،72‬وٌجب اإلشارة فً هذا الصدد أن المادة‬
‫‪ 718‬قد نصت على أن السندٌك قبول طلب االسترداد بموافقة رئٌس المقاولة‪ ،‬أما فً حالة‬
‫لم ٌوافق رئٌس المقاولة ٌعرض طلب االسترداد على أنظار رئٌس المقاولة‪.‬‬

‫ثاَُا‪ :‬االعتثُاءاخ انىاسدج عهً تطثُك هزِ انماعذج‪.‬‬


‫بعد مخاض طوٌل تم استثناء عقود الشؽل من قاعدة تطبٌق العقود الجارٌة‪ ،‬هذا االستثناء‬
‫نصت علٌه الةقرة الرابعة من المادة ‪ 588‬من مدونة التجارة بعد نسخ وتعوٌض مقتضٌات‬
‫الكتاب الخامس منها بموجب قانون رقم ‪ 73.17‬حٌث جاء فً متن المادة ما ٌلً ‪ " :‬تستثنى‬
‫عقود الشؽل من تطبٌق مقتضٌات الةقرات السابقة "‪ ،‬مع العلم أن المشرع الةرنسً قد‬
‫استثنى عقود الشؽل من تطبٌق قاعدة العقود الجارٌة بمقتضى الةقرة األخٌرة من المادة ‪37‬‬
‫من قانون ‪ٌ 25‬ناٌر ‪ ،1985‬فٌما أصدرت مدونة التجارة الجدٌدة ومعها الكتاب الخامس‬
‫المتعلق بمساطر صعوبات المقاولة فً سنة ‪ ،1996‬أي أنه كان بإمكان المشرع المؽربً‬
‫اعتماد هذه االستثناء فً ما مضى‪ ،‬وقد طرح عدم تنصٌص المشرع المؽربً عن هذا‬
‫االستثناء منذ البداٌة عدة تساإالت‪ ،‬وعدة إشكاالت‪ ،‬برز على سطح هذه التساإالت أو‬
‫اإلشكاالت سبب تؤخر المشرع المؽربً من استثناء عقود الشؽل من قاعدة استمرار أو‬
‫مواصلة العقود الجارٌة‪ ،‬وخاصة إن علمنا أن عدد كبٌر من األجراء قد تضرروا من خبلل‬
‫عدم إقرار المشرع المؽربً لهذا االستثناء‪.‬‬

‫‪ 70‬المادة ‪ 715‬من م ت‪.‬‬


‫‪ 71‬المادة ‪ 716‬من م ت‪.‬‬
‫‪ 72‬المادة ‪ 717‬من م ت‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫وقد برزت مواقؾ متعددة حول أسباب هذا التؤخر وخاصة إن علمنا أن المشرع المؽربً‬
‫ٌقتبس نصوصه القانونٌة من المشرع الةرنسً‪ ،‬ولهذا كان سبٌل تةحص ؼاٌة المشرع من‬
‫هذا التؤخر أو باألحرى الؽاٌة التً جعلت المشرع المؽربً ٌتؽاضى عن االستثناء سنة‬
‫‪ ،1996‬لٌنص علٌه سنة ‪ ،2118‬ومن أبرز هذه اآلراء‪ ،‬ولذلك فإن من الةقه من ٌقول بؤن‬
‫سكوت المشرع المؽربً عن استثناء عقود الشؽل من قاعدة استمرار العقود الجارٌة لٌس‬
‫بضرورة تعنً إخضاعه لقاعدة استمرار العقود الجارٌة‪ ،‬بل ٌمكن اعتبار سكوت المشرع‬
‫عن عقود الشؽل هو استثناء فً حد ذاته‪ ،‬نظرا لكون أن أجر األجٌر ٌإدي وظٌةة اجتماعٌة‬
‫واقتصادٌة خاصة‪ ،‬الشًء الذي ال ٌحول دون إخضاعه لمختلؾ األحكام المتعلقة بالدٌون‬
‫األخرى التً تكون مترتبة على رئٌس المقاولة‪ ،‬أضؾ ؼلى ذاك أن عقد العمل ٌخضع‬
‫لنظام خاص به ٌختلؾ كثٌرا عن ذلك المطبق على ؼٌره من العقود األخرى التً تكون‬
‫مبرمة مع المقاولة المةتوحة ضدها مسطرة المعالجة‪.73‬‬
‫وفً رأٌنا أن سبب تؤخر المشرع المؽربً فً استثناء هذه العقود ٌعود أساسا عدم وجود أي‬
‫تنظٌم عصري لؤلجراء فً تلك الةترة التً أصدرت فٌها مدونة التجارة ٌراعً مصالحهم‪،‬‬
‫وٌحافظ على حقوقهم‪ ،‬وبالتالً نجد أن المشرع المؽربً قد سكت عن استثناء عقود الشؽل‬
‫من قاعدة استمرار عقود الشؽل‪ ،‬لكن بعد صدور مدونة الشؽل‪ ،74‬دجنبر ‪ 2113‬كان لزاما‬
‫على المشرع تعدٌل وتتمٌم مقتضٌات الكتاب الخامس من مدونة التجارة بما ٌةٌد استثناء‬
‫عقود الشؽل‪ ،‬لكن لم ٌحصل هذا إال بعد عقد ونصؾ من صدور مدونة الشؽل‪ ،‬ومما ٌجب‬
‫اإلشارة إلٌه هو أن الممارسة القضائٌة قد أبانت فً كثٌر من األحٌان على رإٌتها الثاقبة‬
‫فٌما ٌخص تطبٌق قاعدة استمرار العقود الجارٌة على عقود الشؽل‪ ،‬حٌث أحالت فً كثٌر‬
‫من األحٌان على مدونة الشؽل حتى فً صٌؽتها القدٌمة‪ ،‬لكون أن مقتضٌاتها هً األصلح‬
‫واألفٌد لؤلجٌر‪ ،‬وفً هذا الصدد جاء أحد قرارات المحكمة التجارٌة بالدار البٌضاء بتارٌخ‬
‫‪ 14‬مارس ‪ 2112‬بما ٌلً‪ ... ":‬أما فٌما ٌخص استمرار عقود الشؽل القائمة أو إنهائها‪ ،‬فلم‬
‫ٌتم التنصٌص على المسطرة البلزم إتباعها فً هذا اإلطار‪ ،‬واقتصرت الةقرة الخامسة من‬
‫المادة ‪ 592‬من م ت المتعلقة بمخطط االستمرارٌة على التنصٌص بؤنه إذا كان من شؤن‬
‫القرارات المصاحبة لبلستمرارٌة أن تإدي إلى فسخ عقود الشؽل‪ ،‬فإنه ٌجب تطبٌق القواعد‬
‫المنصوص علٌها فً مدونة الشؽل"‪.75‬‬

‫‪ 73‬امحمد لةروجً‪ :‬وضعٌة الدائنٌن فً مساطر صعوبات المقاولة‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.36‬‬
‫‪ 74‬ظهٌر شرٌؾ رقم ‪ 1.13.194‬صادر فً ‪ 14‬رجب ‪ 11 ( 1424‬سبتمبر ‪ ) 2111‬بتنةٌذ القانون رقم ‪ 65.99‬المتعلق‬
‫بمدونة الشؽل ـ الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 5167‬بتارٌخ ‪ 2113/12/18‬الصةحة ‪.3969‬‬
‫‪ 75‬حكم المحكمة التجارٌة بالدار البٌضاء فً الملؾ عدد ‪ ( 11/2111/375‬ؼٌر منشور ) أورده عبلل فالً ص ‪.233‬‬

‫‪36‬‬
‫انًطهة انثاٍَ‪ :‬آنُاخ وإشكاالخ حًاَح انذائٍُُ فٍ ظم اعتًشاس انعمىد انجاسَح‪،‬‬
‫أو عذو اعتًشاسها‪.‬‬
‫كما سبقت اإلشارة‪ ،‬فإن تناولنا لقاعدة استمرار العقود الجارٌة‪ ،‬حتم علٌنا استشراؾ هذه‬
‫القاعدة بما لها وما علٌها من زاوٌة مساهمتها فً حماٌة الدائنٌن‪ ،‬لكون المشرع عمل على‬
‫توفٌر مجموعة من المقتضٌات التً ترموا إلى حماٌة الدائنٌن رؼم قلتها أو عدم فعالٌتها‪،‬‬
‫درءا ألي مساس أو ضٌاع بحقوق هإالء الدائنٌن‪ ،‬وألن المشرع فً القانون رقم ‪73.17‬‬
‫الذي نسخ وعوض الكتاب الخامس من مدونة التجارة قد استثنى األجراء من قاعدة استمرار‬
‫العقود‪ ،‬نظرا لخضوعهم لمقتضٌات قانون الشؽل الذي ٌعتبر األفٌد واألصلح لهذه الةئة‪،‬‬
‫وتبرز آلٌات حماٌة الدائنٌن فً ظل قاعدة استمرار العقود فً حالتٌن‪ ،‬تتمثل األولى فً حالة‬
‫استمرار العقود‪ ،‬إضافة إلى حالة عدم استمرار العقود‪ ،‬وهو ما سنعالجه فً ( الةقرة األولى‬
‫)‪ ،‬بعدها سنعرج لتناول اإلشكاالت المختلةة التً تتخبط فٌها قاعدة استمرار العقود وجدواها‬
‫بالنسبة للدائنٌن ( الةقرة الثانٌة )‪.‬‬

‫انفمشج األونً‪ :‬آنُاخ حًاَح انذائٍُُ فٍ ظم اعتًشاس انعمىد انجاسَح أو عذو‬


‫اعتًشاسها‪.‬‬
‫كما أقرت الةقرة األولى من المادة ‪ 588‬من مدونة التجارة بعد نسخ وتعوٌض مقتضٌات‬
‫الكتاب الخامس منه‪ ،‬بموجب قانون ‪ ،73.17‬فإن للسندٌك وحده من ٌختار متابعة تنةٌذ العقد‬
‫من عدمه‪ ،‬إذ أن الدائنٌن ال ٌحق لهم التحرر من التزاماتهم اتجاه المقاولة وذلك بمقتضى‬
‫نص الةقرة الثانٌة من المادة ‪ ،588‬رؼم عدم تنةٌذ المقاولة اللتزاماتها‪ ،‬فإذا كان المشرع قد‬
‫خول سلطة مطلقة فً للسندٌك فٌما ٌخص اختٌاره لمتابعة تنةٌذ العقود الجارٌة من عدمه‪،‬‬
‫فإن السإال األساسً الذي ٌبرز فً هذا المجال ٌتمحور حول آلٌات الحماٌة التً وفرها‬
‫المشرع المؽربً للدائنٌن فً الحالة التً ٌختار فٌها السندٌك استمرار العقود ( أوال ) وفً‬
‫الحالة التً ال ٌختار فٌها السندٌك استمرار العقود ( ثانٌا )‪.‬‬

‫أوال‪ :‬آنُح حًاَح انذائٍُُ فٍ حانح اختاس انغُذَك اعتًشاس انعمىد انجاسَح‪.‬‬
‫من المسائل األساسٌة التً ٌستلزم التطرق إلٌها‪ ،‬والبحث والتنقٌب فٌها‪ ،‬نجد ما ٌسمٌه‬
‫الباحثون أزمة القواعد العامة للتعاقد فً ظل مساطر صعوبات المقاولة‪ ،‬ولعل هذه األزمة‬
‫أو باألحرى عدم تطبٌق القواعد العامة للتعاقد فً مساطر صعوبات المقاولة خنقت ومازالت‬
‫تخنق الدائنٌن الذٌن ٌرتبطون بالمقاولة بعقود معٌنة‪ ،‬نظرا لئلجحاؾ المةرط فً حقهم‪،‬‬

‫‪37‬‬
‫وٌكةً الرجوع إلى الةقرة األخٌرة من المادة ‪ 58876‬من مدونة التجارة بعد التعدٌل األخٌر‬
‫للكشؾ عن هذا الخرق الواضح والجلً من طرؾ المشرع التجاري للمقتضٌات العامة‬
‫للتعاقد‪ ،‬وٌإدي بنا هذا للقول بؤن المشرع قد كرس جل المقتضٌات الواردة فً مساطر‬
‫صعوبات المقاولة ألجل الحةاظ على المقاولة أوال وأخٌرا‪.‬‬
‫ولما كانت السلطة التقدٌرٌة فً تقرٌر استمرار العقود الجارٌة من عدمها موكولة بمقتضى‬
‫الةقرة األولى من المادة ‪ 588‬من مدونة التجارة‪ ،‬إلى السندٌك‪ ،‬فإن األخٌر لم ولن ٌقرر‬
‫استمرار عقد ٌراه مضرا بالمقاولة‪ ،‬لكون أن مهمة السندٌك األساسٌة تتمثل فً إنقاذ‬
‫المقاولة‪ ،‬ولذلك فإن السإال الذي ٌثار هنا‪ٌ ،‬تمثل أساسا حول آلٌة حماٌة الدائنٌن فً حالة‬
‫اختار السندٌك مواصلة العقود الجارٌة‪.‬‬

‫ٌبلحظ أن المشرع المؽربً من خبلل الةقرة الثانٌة من المادة ‪ 588‬من مدونة التجارة قد‬
‫نص بصرٌح العبارة على وجوب تنةٌذ المتعاقد التزامه‪ ،‬رؼم عدم وفاء المقاولة بالتزاماتها‪،‬‬
‫رؼم عدم وفاء المقاولة بالتزاماتها السابقة لةتح المسطرة‪ ،‬كما أنه ال ٌترتب على تنةٌذ هذه‬
‫االلتزامات سوى منح الدائنٌن حق التصرٌح بها فً قائمة الخصوم‪ ،77‬وهنا نبلحظ أن الةقرة‬
‫الثانٌة من المادة ‪ 588‬من مدونة التجارة قد تضمنت آلٌة التصرٌح كآلٌة لحماٌة الدائنٌن‪،‬‬
‫دون أن تشٌر ألي آلٌة أخرى‪ ،‬حٌث ٌمكن للمتعاقد مع المقاولة أن ٌصرح بااللتزامات التً‬
‫تقع على عاتق المقاولة ‪ ،‬والتً لم تةً بها‪ ،‬فً قائمة الخصوم‪ ،‬ومن الواضح أن آلٌة‬
‫التصرٌح التً نص علٌها المشرع فً المادة الةقرة الثانٌة من المادة ‪ 588‬من مدونة التجارة‬
‫هً نةسها المنصوص علٌها فً المادة ‪ 719‬من نةس المدونة‪ ،‬مع اختبلؾ فً اآلجال‪ ،‬حٌث‬
‫نصت المادة ‪ 721‬فً فقرتها األخٌرة على ما ٌلً‪ " :‬فٌما ٌخص المتعاقد المشار إلٌه فً‬
‫المادة ‪ٌ ،588‬نتهً أجل التصرٌح خمسة عشر ٌوما بعد تارٌخ الحصول على التخلً عن‬
‫مواصلة العقد‪ ،‬إذ كان هذا التارٌخ الحقا لتارٌخ األجل المنصوص علٌه فً القرة األولى"‪.‬‬
‫ما نستخلصه مما سبق هو أن المشرع قد نص على أجال جد قصٌرة فٌما ٌخص التصرٌح‬
‫بالدٌون بالنسبة للمتعاقد الذي ٌعتبر دائنا للمقاولة بالتزامات معٌنة‪ ،‬قد تختلؾ و وقد تتنوع‪،‬‬
‫لكنها فً األخٌر تظل التزامات على المقاولة الوفاء بها‪ ،‬لكن لم نةهم المشرع لما منح أجال‬
‫قصٌرة للدائن المتعاقد على اعتبار أن جل الدائنٌن قد تربطهم بالمقاولة عبلقة تعاقدٌة‪ ،‬كما‬
‫أننا نجد المشرع المؽربً من خبلل الةقرة األخٌرة من المادة ‪ 721‬من مدونة التجارة ٌقٌم‬
‫فصبل بٌن الدائنٌن ال جدوى منه‪ ،‬فإذا كان المشرع قد استثنى كما سبق أن رأٌنا األجراء من‬
‫تطبٌق قاعدة استمرار العقود‪ ،‬فإنه بالمقابل لم ٌحدد من تطبق علٌهم هذه القاعدة‪ ،‬وخاصة‬

‫‪ 76‬تنص الةقرة األخٌرة من المادة ‪ 588‬من مدونة التجارة على‪ " :‬ال ٌمكن أن ٌترتب عن مجرد فتح التسوٌة القضائٌة‬
‫تجزئة أو إلؽاء أو فسخ العقد‪ ،‬على الرؼم من أي مقتضى قانونً أو شرط تعاقدي "‪.‬‬
‫‪ 77‬الةقرة الثانٌة من المادة ‪ 588‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫أنه نص على أجال قصٌرة مقارنة مع ما أورده فً الةقرة األولى من المادة ‪ ،721‬ولذلك ال‬
‫نجد بدا من القول بؤن المشرع المؽربً قد حاول إقامة نوع من التمٌٌز بٌن االلتزام والدٌن‬
‫أو باألحرى بٌن الدائنٌن والمتعاقد مع المقاولة‪ ،‬على اعتبار على أنه نص على ضرورة‬
‫تصرٌح المتعاقد بااللتزامات الملقاة على عاتق المقاولة وفق اآلجال المحددة فً الةقرة‬
‫األخٌرة من المادة ‪ ،721‬فً حٌن أنه نص فً نةس المادة على ضرورة تصرٌح الدائنٌن‬
‫بدٌونهم داخل أجل شهرٌن‪ ،‬دون أن ٌنتبه المشرع إلى أن المتعاقد الذي أوفى بالتزاماته تجاه‬
‫المقاولة‪ ،‬دون أن تةً هذه األخٌرة بالتزاماتها‪ٌ ،‬عتبر هو األخر ضمن قائمة الدائنٌن‪ٌ ،‬جب‬
‫منح اآلجال المشار إلٌها فً الةقرة األولى من المادة ‪ 721‬من مدونة التجار‪ ،‬لكن ٌبقى األهم‬
‫هو أن هذه المدة أو اآلجال ال تدخل فً نطاق مدة التصرٌح بالدٌون التً حددتها المادة‬
‫‪ 721‬من مدونة التجارة‪ ،‬بل هذه المدة تبدأ من تارٌخ التخلً عن استمرار العقد الجاري‪،‬‬
‫متى كان تارٌخ هذا التخلً‪.‬‬

‫ثاَُا‪ :‬آنُح حًاَح انذائٍُُ فٍ حانح اختاس انغُذَك عذو اعتًشاس انعمىد انجاسَح‪.‬‬
‫فً كثٌر من األحٌان ٌحصل أن ٌختار السندٌك عدم مواصلة تنةٌذ العقد لعدة اعتبارات لعل‬
‫أبرزها عدم استةادة المقاولة من استمرار هذا العقد‪ ،‬إما بشكل مباشر عبر إفصاحه عن ذلك‬
‫ضمنً أو بقوة القانون بعد تماطله عن الرد على اإلنذار الموجه له من طرؾ المتعاقد لمدة‬
‫تةوق الشهر وفق ما نصت علٌه الةقرة األولى من المادة ‪ 588‬من مدونة التجارة بعد‬
‫التعدٌل الجدٌد‪ ،‬و ٌشكل عدم إقرار السندٌك مواصلة العقد الجاري مع المتعاقد إشكاال مهما‬
‫وخاصة فً حالة ما إن تضرر المتعاقد من هذا القرار الصادر عن السندٌك‪ ،‬ولذلك فقد‬
‫خول المشرع آلٌة ال نقول عنها بالمهمة أو بالةعالة‪ ،‬لكن ٌمكن أن نقول عنها بؤنها آلٌة‬
‫لحماٌة الدائنٌن‪ ،‬وهذه اآللٌة تتمثل فً دعوى للتعوٌض عن األضرار‪ ،‬ؼٌر أن المبلػ الذي‬
‫حكم به لصالح المتضرر ٌتم إدراجه فً قائمة خصوم المقاولة المدنٌة‪ ،‬كما ٌمكن للطرؾ‬
‫المتعاقد مع المقاولة تؤجٌل إرجاع المبالػ الزائدة التً دفعتها المقاولة تنةٌذا للعقد إلى حٌن‬
‫البت فً دعوى التعوٌض عن األضرار‪.78‬‬

‫انفمشج انثاَُح‪ :‬إشكاالخ وجذوي لاعذج اعتًشاس انعمىد انجاسَح‪.‬‬


‫ال نعتبر وال ٌجب أن ٌتم اعتبار كل ما تم تشرٌعه خالٌا من اإلشكاالت‪ ،‬وخاصة على‬
‫المستوى العملً الذي ٌعتبر المعٌار األساسً للقول بمدى نجاعة القاعدة القانونٌة من عدمه‪،‬‬
‫ولذلك فإن قاعدة استمرار العقود الجارٌة تعترضها مجموعة من اإلشكاالت التً تعٌق‬

‫‪ 78‬الةقرة الثالثة من المادة ‪ 588‬من مدونة التجارة بعد التعدٌل الجدٌد‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫حماٌة الدائنٌن ولو فً مستوٌاتها الدنٌة ( أوال )‪ ،‬كما أنه ومن الواجب التطرق لجدوى‬
‫قاعدة استمرارٌة العقود للكشؾ عن فائدتها ( ثانٌا )‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إشكاالخ لاعذج اعتًشاس انعمىد انجاسَح‪.‬‬


‫وكما سبقت اإلشارة‪ ،‬فإن قاعدة استمرار العقود الجارٌة‪ ،‬تعترضها مجموعة من‬
‫اإلشكاالت‪ ،‬لعل أبرزها ؼٌاب العدالة التعاقدٌة بٌن المقاولة والمتعاقد بعد صدور حكم فتح‬
‫المسطرة‪ ،‬ولعل ؼٌاب هذه العدالة التعاقدٌة عائد لطبٌعة الخاصة التً تمٌز مساطر معالجة‬
‫صعوبات المقاولة‪ ،‬التً تهدؾ باألساس إلى حماٌة المقاولة وضمان استمرارٌة نشاطها‪ ،‬ال‬
‫حماٌة الدائنٌن‪ ،‬الذٌن ال ٌعتبرون فً خانة اهتمام المشرع فً مساطر صعوبات المقاولة إال‬
‫عرضٌا أو بشكل جزئً إن صح التعبٌر‪.‬‬
‫تتمثل اإلشكالٌة األساسٌة التً تعترض قاعدة استمرار العقود الجارٌة فً كون أن جمٌع‬
‫الضمانات التً تمنحها القواعد العامة للتعاقد والواردة فً ق ل ع قد تم إفراغ محتواها‬
‫وتعوٌضها بقواعد خاصة بمساطر صعوبات المقاولة‪ ،‬هذه القواعد تراعً هدفا واحد ووحٌد‬
‫هو استمرارٌة نشاط المقاولة وإنقاذها دون أن تلتةت بشكل نهائً إلى الدائنٌن الذٌن ؼالبا ما‬
‫ٌتعاقدون مع المقاولة ظنا منهم بقٌام عنصر المسإولٌة فً حالة عدم وفاء المقاولة‬
‫بالتزاماتها‪ ،‬لكون أن أؼلب المتعاقدٌن مع المقاولة باستثناء مإسسات االئتمان والخبٌرٌن فً‬
‫المعامبلت ٌكونون ؼٌر مدركٌن لوجود مساطر صعوبات المقاولة كنظام تخضع له المقاولة‬
‫فً حالة توقةها عن الدفع‪ ،‬مما ٌمنعهم من تةعٌل القواعد العامة للتعاقد فً حالة عدم تنةٌذ‬
‫المقاولة اللتزاماتها‪ ،‬ولعل المشرع من خبلل نص المادة ‪ 588‬من مدونة التجارة‪ ،‬نجده قد‬
‫أوجد فلسةة خاصة لحماٌة المقاولة من جهة‪ ،‬فٌما كان من جهة ثانٌة مجحةا فً حق الدائنٌن‬
‫الذٌن لم ٌعر لهم أي اعتبار فً مجال حماٌة حقوقهم فً هذا المجال‪ ،‬لكون أن اآللٌات التً‬
‫تم التنصٌص علٌها لحماٌة الدائنٌن ال ترتقً إلى آلٌات ذات فعالٌة فً توفٌر وال قدر صؽٌر‬
‫من الحماٌة‪ ،‬بل نجد أن المشرع المؽربً بعد أن خرق كل المقتضٌات المتعلقة بالقواعد‬
‫العامة للتعاقد‪ ،‬قد نص على جزاء مدنً فً حق المقاولة إن وقع التخلً عن العقد‪ ،‬حٌث‬
‫نصت الةقرة الثالثة من المادة ‪ 588‬من م ت على دعوى التعوٌض عن األضرار‪ ،‬كآلٌة‬
‫لحماٌة حقوق المتعاقد مع المقاولة‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن إشكالٌة سلطة السندٌك فً قاعدة استمرار العقود الجارٌة تطرح‬
‫نةسها وبقوة‪ ،‬لكون أن الصبلحٌات التً منحها له المشرع المؽربً فً إقرار متابعة العقود‬
‫الجارٌة من عدمها تعتبر سلطة مطلقة‪ ،‬مع العلم أن للسندٌك وكما تمت اإلشارة سابقا‪ ،‬له‬
‫مجموعة من المهام المتعلقة بمساطر صعوبات المقاولة‪ ،‬هذه المهام من حٌث الكم فهً‬
‫كثٌرة ومتنوعة‪ ،‬ومن حٌث النوع فإنها تحتاج إلى شخص خبٌر وذو كةاءة عالٌة فً مثل‬

‫‪41‬‬
‫هذه األمور‪ ،‬أما من حٌث الؽاٌة‪ ،‬فهً نةس الؽاٌة التً وضع من أجلها الكتاب الخامس من‬
‫مدونة التجارة‪ ،‬أي إنقاذ المقاولة وضمان استمرارٌة نشاطها‪ ،‬ولذلك نجد أن السندٌك فً‬
‫كثٌر من الحاالت ال ٌعٌر أي اهتمام للمتعاقد األخر‪ ،‬بقدر ما ٌعٌر اهتمامه الكامل للمقاولة‪،‬‬
‫ولذلك انعدام التكافإ فً هذه القاعدة‪ ،‬التً دائما ما ٌخرج منها المتعاقد مع المقاولة‬
‫متضررا‪.‬‬

‫ثاَُا‪ :‬جذوي لاعذج اعتًشاسَح انعمىد انجاسَح‪.‬‬


‫ال شك أن استمرارٌة العقود الجارٌة قد أخذ بمعٌار أحادي‪ٌ ،‬تجلى أساسا فً مدى نةعه‬
‫للمقاولة من عدمه‪ ،‬فإذا كان العقد مةٌدا وضرورٌا الستمرار المقاولة تقرر االستمرار فً‬
‫تنةٌذه من طرؾ المتعاقد دون المقاولة‪ ،‬أما فً حالة رأى السندٌك عدم استةادة المقاولة من‬
‫استمرار هذا العقد فإنه ٌتم التخلً عن هذه االستمرارٌة‪ ،‬والمبلحظ أن هذه القاعدة تسٌر‬
‫وفق ما ترتضٌه المقاولة أو باألحرى وفق ما ٌرتضٌه السندٌك وٌراه صالحا للمقاولة‪.‬‬
‫أما بالنسبة للدائنٌن المتعاقدٌن مع المقاولة‪ ،‬فإن جدوى هذه اآللٌة شبه منعدم‪ ،‬ألن مساطر‬
‫صعوبات المقولة فرضت علٌهم الخضوع لما نصت علٌه مدونة التجارة فً الكتاب‬
‫الخامس‪ ،‬ولذلك ولو أننا نجد حضور آلٌة التصرٌح بشكل محتشم‪ ،‬إضافة إلى دعوى‬
‫التعوٌض عن األضرار‪ ،‬فإنه هذه اآللٌات لٌست ذو فعالٌة كافٌة لحماٌة الدائنٌن‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫انفصم انثاٍَ ‪ :‬اِنُاخ انًىضىعُح نحًاَح انذائٍُُ تٍُ انماَىٌ انمذَى ولاَىٌ‬
‫‪.71.37‬‬

‫ِ‪ٛ‬اصاح ِغ ا‪١ٌ٢‬بد اإلخشائ‪١‬خ اٌّمشسح ٌٍذائٕ‪ ٓ١‬ر‪ ٞٚ‬اٌذ‪ ٓ٠‬اٌغبثك ٌفزر ِغطشح اٌّؼبٌدخ ‪ٚ‬‬
‫اٌّزّثٍخ ف‪ ٟ‬اٌزظش‪٠‬ر ‪ ٚ‬اٌزسم‪١‬ك ‪ ٚ‬وزا اعزّشاس اٌؼم‪ٛ‬د اٌدبس‪٠‬خ ػّٓ اٌّششع آٌ‪١‬بد ِّبثٍخ‬
‫ِ‪ٛ‬ػ‪ٛ‬ػ‪١‬خ رش‪ َٚ‬زّب‪٠‬خ اٌذائٕ‪ ٓ١‬اٌز‪ ٓ٠‬وبْ ٔش‪ٛ‬ء د‪ ُٕٙ٠‬الزمب ٌفزر اٌّغطشح ‪ ٚ‬رزدٍ‪٘ ٝ‬برٗ‬
‫ا‪١ٌ٢‬بد ف‪ ٟ‬زك األعجم‪١‬خ ‪ ٚ‬خّؼ‪١‬خ اٌذائٕ‪ ،ٓ١‬فّب ٘‪ ٟ‬فس‪٘ ٜٛ‬بر‪ ٓ١‬ا‪١ٌ٢‬ز‪ ٓ١‬؟ ‪ ً٘ٚ‬ف‪ ٟ‬رمش‪٠‬شّ٘ب‬
‫رسم‪١‬ك ٌٍذ‪ٚ‬س إٌّ‪ٛ‬ؽ ث‪ّٙ‬ب ‪ ٛ٘ ٚ‬زّب‪٠‬خ اٌذائٓ إٌبشئ د‪ ٕٗ٠‬ثؼذ زىُ فزر اٌّغطشح ؟ ٘زا ِب‬
‫عٕسب‪ٚ‬ي اٌزظذ‪ - ٌٗ ٞ‬ثبػزّبدٔب ئخشاء ِمبسٔخ ث‪ ٓ١‬اٌمبٔ‪ ٓ١ٔٛ‬اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌمذ‪ ٚ ُ٠‬لبٔ‪-71.37 ْٛ‬‬
‫ف‪ِ ٟ‬جسث‪ ٓ١‬اثٕ‪ٔ ٓ١‬خظض األ‪ٚ‬ي ِٕ‪ّٙ‬ب ( اٌّجسث األ‪ٚ‬ي ) ٌسك األعجم‪١‬خ ػٍ‪ ٝ‬أْ ٔزطشق ف‪( ٟ‬‬
‫اٌّجسث اٌثبٔ‪ٌ ) ٟ‬دّؼ‪١‬خ اٌذائٕ‪.ٓ١‬‬

‫انًثحث األول ‪ :‬حك االيتُاص‪.‬‬


‫أِبَ اٌّظ‪١‬ش اٌّد‪ٛٙ‬ي اٌز‪ ٞ‬ر‪ٛ‬اخ‪ ٗٙ‬اٌّمب‪ٌٚ‬خ ز‪ٛ‬ي ئِىبٔ‪١‬خ اعزّشاس٘ب ‪ ٚ‬ئٔمبر٘ب ف‪ ٟ‬زبٌخ ر‪ٛ‬لف‪ٙ‬ب‬
‫ػٓ اٌذفغ أ‪ ٚ‬ثؼذ ر‪ٛ‬لف‪ٙ‬ب ػٓ اٌذفغ ‪ ٚ‬أِبَ ػض‪ٚ‬ف أغٍت اٌذائٕ‪ ٓ١‬ػٓ اٌّخبؽشح ‪ِ ٚ‬ذ ‪٠‬ذ اٌؼ‪ْٛ‬‬
‫ٌ‪ٙ‬ب ‪ ٚ‬دسءا ٌّب ‪ّ٠‬ىٓ أْ ‪ٍ٠‬سم‪ ِٓ ُٙ‬أػشاس خظ‪ٛ‬طب ف‪٘ ٟ‬زٖ اٌ‪ٛ‬ػؼ‪١‬خ اٌسشخخ اٌز‪ ٟ‬رّش ِٕ‪ٙ‬ب‬
‫وبْ ِٓ اٌالصَ ػٍ‪ٚ ٝ‬اػؼ‪ٔ ٟ‬ظبَ ِؼبٌدخ طؼ‪ٛ‬ثبد اٌّمب‪ٌٚ‬خ ‪ ٚ‬إٌّظش‪ٌّ ٓ٠‬جبدئٗ ‪ ٚ‬اٌسذ‪٠‬ث ٕ٘ب‬
‫ػٓ إٌظبَ ػٕذ اٌفشٔغ‪ ٓ١١‬وّب أخز‪ ٖٚ‬ػٓ األِش‪٠‬ى‪ 79ٓ١١‬اٌجسث ػٓ آٌ‪١‬بد خذ‪٠‬ذح ٌزّ‪ٍٙ٠ٛ‬ب رس‪ٛ‬ي‬
‫د‪ ْٚ‬اٌض‪٠‬بدح ف‪ ٟ‬رذ٘‪ٛ‬س زبٌز‪ٙ‬ب ‪ ٚ‬رؼّٓ اعزّشاس‪٠‬ز‪ٙ‬ب ‪ ٟ٘ٚ‬ػٍ‪٘ ٝ‬زٖ اٌسبٌخ‪.‬‬
‫‪٠ ٌٓ ٚ‬زأر‪٘ ٝ‬زا األِش ئال ثخٍك آٌ‪١‬خ لبٔ‪١ٔٛ‬خ رسف‪١‬ض‪٠‬خ رؼًّ ػٍ‪ ٝ‬خزة دائٕ‪ِٕ ٚ ٓ١‬س‪ ُٙ‬اِز‪١‬بصاد‬
‫ال رز‪ٛ‬فش ٌغ‪١‬شُ٘ ِٓ اٌذائٕ‪ ٚ ٓ١‬اٌسذ‪٠‬ث ٕ٘ب ػٓ اٌذائٕ‪ ٓ١‬اٌز‪ ٓ٠‬عبػذ‪ٚ‬ا اٌّمب‪ٌٚ‬خ ثؼذ فزر ِغطشح‬
‫اٌّؼبٌدخ ف‪ٚ ٟ‬خ‪ٙٙ‬ب رزّثً ف‪ ٟ‬عذاد د‪ ُٙٔٛ٠‬ثبألعجم‪١‬خ ػٓ وً د‪ ٓ٠‬آخش ع‪ٛ‬اء وبْ ِمش‪ٔٚ‬ب ثبِز‪١‬بص‬
‫أَ ٌُ ‪٠‬ىٓ ‪ِ ٛ٘ ٚ‬ب عبس ػٍ‪ ٗ١‬اٌّششع اٌّغشث‪ ٟ‬ف‪ ٟ‬اٌّبدح ‪ ِٓ 575‬اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌمذ‪ ٚ ُ٠‬اٌّبدح ‪595‬‬
‫ِٓ لبٔ‪ 71.37 ْٛ‬ز‪١‬ث ٔض ػٍ‪ ٝ‬أٔٗ ‪٠‬زُ عذاد اٌذ‪ ْٛ٠‬إٌبشئخ ثظفخ لبٔ‪١ٔٛ‬خ ثؼذ طذ‪ٚ‬س زىُ‬
‫اٌزغ‪٠ٛ‬خ اٌمؼبئ‪١‬خ ‪ ٚ‬اٌّزؼٍمخ ثسبخ‪١‬بد ع‪١‬ش ٘زٖ اٌّغطشح أ‪ ٚ‬رٍه اٌّزؼٍمخ ثٕشبؽ اٌّمب‪ٌٚ‬خ‬
‫ثبألعجم‪١‬خ ػٍ‪ ٝ‬وً د‪ ْٛ٠‬أخش‪ ٜ‬ع‪ٛ‬اء وبٔذ ِمش‪ٔٚ‬خ أَ ال ثبِز‪١‬بصاد‪.‬‬
‫ئٔٗ ‪ ٚ‬ثبٌٕظش ٌّؼّ‪ ْٛ‬اٌّبدح ٔدذ أْ اٌّششع اٌّغشث‪ ٟ‬ػًّ ػٍ‪ ٝ‬ئغشاء اٌذائٕ‪ ٓ١‬ئْ طر اٌم‪ٛ‬ي‬
‫ِٓ أخً ِغبػذح اٌّمب‪ٌٚ‬خ ثؼذ طذ‪ٚ‬س زىُ فزر اٌّغطشح ‪ ٚ‬رٌه ثزٕظ‪١‬ظٗ ػٍ‪ ٝ‬عذاد د‪ُٕٙ٠‬‬
‫‪79‬‬
‫عبد الرحٌم الشمٌعة‪ :‬شرح أحكام نظام معالجة صعوبات المقاولة فً ضوء القانون ‪ 73.17‬م س ص ‪.251‬‬

‫‪42‬‬
‫ثبألعجم‪١‬خ ػٓ وً اٌذ‪ ْٛ٠‬األخش‪٘ ٚ ،ٜ‬زا أِش ِٕطم‪ ٟ‬ثسىُ أْ اٌّغبػذح ثٕ‪ٛٙ‬ع اٌّمب‪ٌٚ‬خ ف‪ٟ‬‬
‫فزشر‪ٙ‬ب اٌسشخخ ‪ ٚ‬اٌّزأصِخ ‪ ٚ‬رّ‪ٍٙ٠ٛ‬ب ‪ِ ٟ٘ ٚ‬ز‪ٛ‬لفخ ػٓ اٌذفغ‪٠ ،‬غٍت ػٍ‪ِ ٝ‬غبػذر‪ٙ‬ب ‪ ٟ٘ ٚ‬ف‪ٟ‬‬
‫‪ٚ‬ػؼ‪١‬خ ِغزمشح ‪ ٚ‬غ‪١‬ش ِز‪ٛ‬لفخ ػٓ اٌذفغ ‪ ٚ‬ثبٌزبٌ‪ ٟ‬وبْ زك األعجم‪١‬خ أِشا ِؼم‪ٛ‬ال ػٕذ رمش‪٠‬شٖ‬
‫ٌفبئذح اٌذائٕ‪ ٓ١‬إٌبشئ د‪ ُٕٙ٠‬ثؼذ فزر اٌّغطشح ثً ػٍ‪ ٝ‬األوثش ِٓ رٌه فاْ زك األعجم‪١‬خ أ‪ٚ‬‬
‫اِز‪١‬بص االِز‪١‬بص وّب ‪٠‬طٍك ػٍ‪٠ ٗ١‬زشثغ ػٍ‪ ٝ‬لّخ االِز‪١‬بصاد ؽجمب ٌٍمبٔ‪ ْٛ‬اٌّغشث‪ ٟ‬فبِز‪١‬بص اٌّبدح‬
‫‪ِ ِٓ 595‬ذ‪ٔٚ‬خ اٌزدبسح ‪٠ٚ‬شًّ ِظ‪ٙ‬شا ِٓ ِظب٘ش اٌزس‪ٛ‬ي ف‪ ٟ‬اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌّغشث‪ ٚ ،ٟ‬اٌز‪ٞ‬‬
‫‪٠‬ؼىظ أطبٌخ رفشد ثً رف‪ٛ‬ق ِفب٘‪ِ ٚ ُ١‬ؼبِ‪ ٓ١‬لبٔ‪ ْٛ‬األػّبي ػٍ‪ ٝ‬ثبل‪ ٟ‬اٌفش‪ٚ‬ع اٌمبٔ‪١ٔٛ‬خ‬
‫األخش‪ ٚ ٜ‬أسشافب ػٓ ث‪ٛ‬اثذ اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌّذٔ‪ ٚ ٟ‬وزٌه ػٓ اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌزدبس‪ ٞ‬اٌىالع‪١‬ى‪.80ٟ‬‬
‫ئْ ٘بخظ ئٔمبر اٌّمب‪ٌٚ‬خ ف‪٘ ٟ‬برٗ اٌّشزٍخ األخ‪١‬شح ‪ ٚ‬اٌسبي أٔ‪ٙ‬ب ف‪ٚ ٟ‬ػؼ‪١‬خ ردؼٍ‪ٙ‬ب لبة ل‪ٛ‬ع‪ٓ١‬‬
‫أ‪ ٚ‬أدٔ‪ ِٓ ٝ‬االٔذثبس ‪٠‬ذفغ ئٌ‪ ٝ‬ػذَ اٌزش‪ ٞٚ‬ف‪ ٟ‬رسف‪١‬ض ِّ‪ ٚ ٓ١ٌٛ‬ئلٕبػ‪ ُٙ‬ثبٌّغبّ٘خ ف‪ ٟ‬ئٔمبر٘ب‬
‫ػجش رم‪١١‬ذُ٘ ثبِز‪١‬بص ‪٠‬غبػذ ػٍ‪ ٝ‬وغت ثمز‪ ٚ ُٙ‬رٌه ػجش ئلشاس ِإعغخ (اِز‪١‬بص االِز‪١‬بص) ِٓ‬
‫أخً رذث‪١‬ش ِشزٍخ أزمبٌ‪١‬خ ف‪ ٟ‬ز‪١‬بح اٌّمب‪ٌٚ‬خ‪ ٚ ،‬ف‪ ٟ‬أفك اٌجسث ػٓ اٌسً إٌّبعت ٌ‪ٙ‬ب‪ٚ ،‬‬
‫ثبٌشخ‪ٛ‬ع ٌٕض اٌّبدح ‪ َ ِٓ 595‬د ٔدذ أْ اٌذ‪ ْٛ٠‬اٌالزمخ ٌفزر اٌّغطشح رغزف‪١‬ذ ِٓ ئخشائ‪ٓ١‬‬
‫لبٔ‪ ٓ١١ٔٛ‬اثٕ‪ ،ٓ١‬األ‪ٚ‬ي ٘‪ ٛ‬أْ أٔ‪ٙ‬ب ال رخؼغ ٌمبػذح ِٕغ األداء ثّؼٕ‪ ٝ‬أْ عذاد٘ب ‪٠‬زُ ثبٌز‪ٛ‬اص‪ِ ٞ‬غ‬
‫ٔشأر‪ٙ‬ب ‪ٚ‬ئرا رؼزس عذاد٘ب ف‪ ٟ‬ربس‪٠‬خ االعزسمبق فأ‪ٙ‬ب رإد‪ ٜ‬ثبألعجم‪١‬خ ػٓ وً اٌذ‪ ٚ ،ْٛ٠‬اٌسبي أْ‬
‫٘برٗ رجم‪ِ ٝ‬غزف‪١‬ذح دائّب ِٓ اِز‪١‬بص األعجم‪١‬خ ػٓ وً اٌذ‪ ٚ ْٛ٠‬ردؼً أطسبث‪ٙ‬ب ف‪ٚ ٟ‬ػؼ‪١‬خ‬
‫ِش‪٠‬سخ ثؼ‪١‬ذا ػٓ ِٕبفغخ ثبل‪ ٟ‬اٌذائٕ‪٘ ٓ١‬زا ف‪ّ١‬ب ‪٠‬خض اإلخشاء اﻷ‪ٚ‬ي‪ ،‬أِب ثخظ‪ٛ‬ص اإلخشاء‬
‫اٌثبٔ‪ ٟ‬فّفبدٖ أٔٗ ‪٠‬د‪ٛ‬ص ٌٍذائٕ‪ ٓ١‬اٌالزم‪ ٓ١‬اٌسظ‪ٛ‬ي ػٍ‪ ٝ‬س٘ٓ أ‪ ٚ‬س٘ٓ سعّ‪ِ ٟ‬مبثً د‪ٚ ُٙٔٛ٠‬‬
‫ٌٍّبدح‪.595‬‬ ‫وزٌه اٌز‪ٛ‬طً ئٌ‪ ٝ‬طٍر أ‪ ٚ‬رشاع ؽجمب‬
‫ئْ وبْ ٘زا وً ِب ‪٠‬زؼٍك ثّؼّ‪ ْٛ‬زك األعجم‪١‬خ وبِز‪١‬بص ‪ٚ‬فشٖ اٌّششع ٌٍذائٓ اٌز‪ٔ ٞ‬شأ د‪ ٕٗ٠‬ثؼذ‬
‫فزر اٌّغطشح فأٗ ٌُ ‪٠‬زشوٗ ػٍ‪ ٝ‬ئؽاللٗ ثّؼٕ‪ ٝ‬أٔٗ ٌُ ‪٠‬دؼً وً د‪ٔ ٓ٠‬شأ ثؼذ طذ‪ٚ‬س زىُ فزر‬
‫اٌّغطشح د‪ٕ٠‬ب ِغزف‪١‬ذا ِٓ زك األعجم‪١‬خ ‪ ٚ‬ئّٔب ‪ٚ‬ػغ ٌٗ شش‪ٚ‬ؽب ٌ‪١‬ؼزذ ثٗ وذ‪٠ ٓ٠‬زمشس ػٍ‪ ٗ١‬زك‬
‫االِز‪١‬بص ‪ ٚ‬زذد ِدبالد ِؼ‪ٕ١‬خ ‪٠‬طجك ف‪ٙ١‬ب (اٌّطٍت األ‪ٚ‬ي) ثبإلػبفخ ئٌ‪ ٝ‬رشرت آثبس ٘بِخ ػٍ‪ٝ‬‬
‫٘زا اٌسك ٘زا ِغ ث‪١‬بْ اٌدذ‪ ٚ ٜٚ‬اٌّغض‪ ِٓ ٜ‬ئلشاسٖ (اٌّطٍت اٌثبٔ‪.)ٟ‬‬
‫انًطهة األول ‪ :‬ششوط و يجاالخ تطثُك حك االيتُاص‪.‬‬
‫ٌّب وبْ ٌ‪ٙ‬زا االِز‪١‬بص رأث‪١‬ش ِجبشش ػٍ‪ ٝ‬اٌّمب‪ٌٚ‬خ ف‪ٚ ٟ‬ػؼ‪١‬ز‪ٙ‬ب اٌسشخخ ِٓ خ‪ٙ‬خ ‪ ٚ‬ػٍ‪ ٝ‬اٌذائٕ‪ٓ١‬‬
‫ا‪٢‬خش‪ ِٓ ٓ٠‬خ‪ٙ‬خ ثبٔ‪١‬خ خؼً اٌّششع اٌّغشث‪ ٟ‬االعزفبدح ِٓ ٘زا االِز‪١‬بص ِز‪ٛ‬لفخ ػٍ‪ ٝ‬شش‪ٚ‬ؽ‬
‫ِسذدح (فمشح أ‪ )ٌٝٚ‬وّب زذد ٌٗ زبالد ‪ِ ٚ‬دبالد ِؼ‪ٕ١‬خ رطجك ف‪ٙ١‬ب (فمشح ثبٔ‪١‬خ)‪.‬‬
‫انفمشج األونً ‪ :‬ضىاتظ و ششوط االعتفادج يٍ حك اإليتُاص‪.‬‬
‫ٌُ ‪٠‬زشن اٌّششع زك األعجم‪١‬خ ػٍ‪ ٝ‬ئؽاللٗ ‪ ٚ‬ئّٔب ل‪١‬ذ اٌذائٓ اٌّخ‪ٛ‬ي ٌٗ االعزفبدح ِٕٗ ثشش‪ٚ‬ؽ‬
‫ِسذدح ػّٕ‪ٙ‬ب ف‪ ٟ‬اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌمذ‪ ُ٠‬ف‪ ٟ‬اٌّبدح ‪ ٚ 575‬ف‪ ٟ‬لبٔ‪ 71.37 ْٛ‬ف‪ ٟ‬اٌّبدح ‪ 595‬ثس‪١‬ث‬
‫‪80‬‬
‫‪ :‬م س ص ‪ .251‬عبد الرحٌم الشمٌعة‬

‫‪43‬‬
‫ٔظذ ػٍ‪ ٝ‬أٔٗ "‪٠‬زُ عذاد اٌذ‪ ْٛ٠‬إٌبشئخ ثظفخ لبٔ‪١ٔٛ‬خ ثؼذ طذ‪ٚ‬س زىُ فزر ِغطشح اٌزغ‪٠ٛ‬خ‬
‫اٌمؼبئ‪١‬خ‪ ٚ ،‬اٌّزؼٍمخ ثسبخ‪١‬بد ع‪١‬ش ٘زٖ اٌّغطشح أ‪ ٚ‬رٍه اٌّزؼٍمخ ثٕشبؽ اٌّمب‪ٌٚ‬خ ‪ ٚ‬رٌه خالي‬
‫فزشح ئػذاد اٌسً ف‪ ٟ‬ر‪ٛ‬اس‪٠‬خ االعزسمبق"‬
‫‪ٚ‬ثبعزمشاء ِؼّ‪٘ ْٛ‬زٖ اٌّبدح ٔغزخٍض أٔٗ ِٓ اٌ‪ٛ‬اخت رسمك شش‪ٚ‬ؽ ثالثخ ف‪ ٟ‬اٌذ‪ ٓ٠‬إٌبشئ‬
‫ثؼذ زىُ فزر اٌّغطشح ٌى‪ّ٠ ٟ‬زبص ثسك األعجم‪١‬خ أ‪ ٚ‬اِز‪١‬بص االِز‪١‬بص ‪ ٛ٘ ٚ‬أْ ‪ٕ٠‬شأ ٘زا اٌذ‪ٓ٠‬‬
‫ثظفخ لبٔ‪١ٔٛ‬خ (أ‪ٚ‬ﻻ) ‪ ٚ‬أْ ‪٠‬ى‪ ْٛ‬لذ ٔشأ ثؼذ طذ‪ٚ‬س زىُ فزر اٌّغطشح اٌمؼبئ‪١‬خ (ثبٔ‪١‬ب) وّب‬
‫‪٠‬دت أْ ‪٠‬ى‪٘ ْٛ‬زا اٌذ‪ ٓ٠‬ػش‪ٚ‬س‪٠‬ب ٌّ‪ٛ‬طٍخ ٔشبؽ اٌّمب‪ٌٚ‬خ (ثبٌثب)‪.‬‬

‫أوال ‪َ :‬شىء انذٍَ تصىسج لاَىَُح‪.‬‬


‫ئٔٗ ‪ٌ ٚ‬ى‪ ٟ‬رزُ االعزفبدح ِٓ زك األعجم‪١‬خ اٌّخ‪ٛ‬ي ٌٍذائٕ‪ ٓ١‬ر‪ ٞٚ‬اٌذ‪ ٓ٠‬اٌالزك ٌسىُ فزر اٌّغطشح‬
‫‪٠‬دت أْ ‪٠‬ى‪ ْٛ‬لذ ٔشأ ف‪ ٟ‬رِخ اٌّذ‪ ٓ٠‬ثظفخ لبٔ‪١ٔٛ‬خ ثّؼٕ‪ ٝ‬أْ وً اٌزظشفبد اٌز‪ ٟ‬رأر‪ٙ١‬ب اٌّمب‪ٌٚ‬خ‬
‫خالي ٘زٖ اٌفزشح ‪٠‬دت أْ رزُ ف‪ ٟ‬اززشاَ وبًِ ٌم‪ٛ‬اػذ ر‪ٛ‬ص‪٠‬غ اٌغٍطبد االخزظبطبد وّب‬
‫‪٠‬سذد٘ب اٌسىُ اٌمؼبئ‪ ٟ‬ثفزر اٌّغطشح اٌمؼبئ‪١‬خ‪ ،‬فىً ردب‪ٚ‬ص ف‪ ٟ‬إٌّ‪ٙ‬د‪١‬خ اٌ‪ٛ‬اخت اززشاِ‪ٙ‬ب‬
‫ثخظ‪ٛ‬ص اٌذ‪ ْٛ٠‬إٌبشئخ ف‪ ٟ‬رِخ اٌّمب‪ٌٚ‬خ ثؼذ طذ‪ٚ‬س زىُ فزر اٌّغطشح ‪٠‬غمؾ ػٕ‪ٙ‬ب اٌظفخ‬
‫اٌششػ‪١‬خ اٌمبٔ‪١ٔٛ‬خ اٌز‪٠ ٟ‬خ‪ٌٙٛ‬ب اِز‪١‬بص االِز‪١‬بص‪ 81‬؟ فؼٍ‪ ٝ‬عج‪ ً١‬اٌّثبي ئرا وبْ اٌمبٔ‪ٛ٠ ْٛ‬خت‬
‫اٌسظ‪ٛ‬ي ػٍ‪ ٝ‬رشخ‪١‬ض اٌمبػ‪ ٟ‬إٌّزذة وّب ٘‪ ٛ‬اٌسبي ف‪ ٟ‬زبٌخ ؽٍت رمذ‪ ُ٠‬س٘ٓ سعّ‪ ٟ‬أ‪ٚ‬‬
‫س٘ٓ ز‪١‬بص‪ ٞ‬أ‪ ٚ‬ئخشاء رشاع أ‪ ٚ‬طٍر وّب ٘‪ِٕ ٛ‬ظ‪ٛ‬ص ف‪ ٟ‬اٌّبدح ‪ 595‬فاْ ئلذاَ اٌّذ‪ٚ ٓ٠‬‬
‫اٌغٕذ‪٠‬ه ػٍ‪ ٝ‬ئر‪١‬بْ أزذ ٘زٖ اٌزظشفبد د‪ ْٚ‬ئرْ ِغجك ِٓ اٌمبػ‪ ٟ‬إٌّزذة ‪٠‬غمؾ ػٕ‪ٙ‬ب أزذ‬
‫أُ٘ شش‪ٚ‬ؽ زك األعجم‪١‬خ‪ ٚ ،‬ثبٌزجغ ال ‪٠‬سك ٌٍذائٓ اٌز‪ٔ ٞ‬شأ د‪ ٕٗ٠‬خشاء ٘زا اٌزظشف أْ ‪٠‬زّغه‬
‫ثبعزفبدرٗ ِٓ زك االِز‪١‬بص إٌّظ‪ٛ‬ص ػٍ‪ ٗ١‬ف‪ ٟ‬اٌّبدح ‪.َ ِٓ 595‬د ثذػ‪ ٜٛ‬أْ د‪ٔ ٕٗ٠‬شأ الزمب‬
‫ٌسىُ فزر اٌّغطشح‪٘ ٚ ،‬زا ساخغ ئٌ‪ ٝ‬و‪ ْٛ‬أْ ٘زا اٌذ‪ ٓ٠‬لذ ٔشأ ثظفخ غ‪١‬ش ِخ‪ٌٛ‬خ لبٔ‪ٔٛ‬ب‪ ،‬ثً‬
‫ػٍ‪ ٝ‬األوثش ِٓ رٌه ر٘ت ثؼغ اٌفمٗ ئٌ‪ ٝ‬و‪ ْٛ‬أْ اٌذائٓ إٌبشئ د‪ ٕٗ٠‬ثظفخ غ‪١‬ش لبٔ‪١ٔٛ‬خ ثؼذ‬
‫فزر اٌّغطشح ػذ اٌّمب‪ٌٚ‬خ ال ‪ّ٠‬ىٕٗ اٌّشبسوخ ثذ‪٘ ٕٗ٠‬زا ف‪ ٟ‬اٌّغبؽش اٌدّبػ‪١‬خ ٌٍذائٕ‪ ٓ١‬ا‪٢‬خش‪ٓ٠‬‬
‫اٌز‪٠ ٓ٠‬ظشز‪ ْٛ‬ثذ‪ ُٕٙ٠‬ئٌ‪ ٝ‬اٌغٕذ‪٠‬ه‪٘ ٚ 82‬زا ‪٠‬طشذ ئشىبال ز‪ٛ‬ي أٔٗ و‪١‬ف ‪ّٕ٠‬غ اٌذائٓ اٌز‪ٞ‬‬
‫زب‪ٚ‬ي ِغبػذح اٌّمب‪ٌٚ‬خ ف‪ ٟ‬فزشر‪ٙ‬ب اٌسشخخ ثسغٓ ٔ‪١‬خ أْ ‪٠‬سشَ ِٓ اٌزظش‪٠‬ر ثذ‪ ٕٗ٠‬خشاء خطأ أ‪ٚ‬‬
‫خشق ٔبرح ػٓ ػذَ اززشاَ اٌّذ‪ ٓ٠‬أ‪ ٚ‬اٌغٕذ‪٠‬ه ٌٍشىٍ‪١‬بد اٌّسذدح لبٔ‪ٔٛ‬ب الػزجبس اٌذ‪ٔ ٓ٠‬بشئ‬
‫ثظفخ لبٔ‪١ٔٛ‬خ!‬

‫‪ -81‬المادة ‪ 565‬م‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ -82‬محمد لةروجً‪ .‬وضعٌة الدائنٌن فً مساطر صعوبات المقاولة‪ .‬ص ‪165‬‬

‫‪44‬‬
‫ثاَُا ‪َ :‬شىء انذٍَ الحما نحكى فتح انًغطشج انمضائُح‪.‬‬
‫ئْ وبٔذ اٌذ‪ ْٛ٠‬إٌبشئخ لجً فزر اٌّغطشح رخؼغ ‪١ٌ٢‬ز‪ ٟ‬اٌزظش‪٠‬ر ‪ ٚ‬اٌزسم‪١‬ك فاْ زك األعجم‪١‬خ‬
‫ال ‪٠‬غزف‪١‬ذ ِٕٗ ئال ِٓ ٔشأ د‪ ٕٗ٠‬ثؼذ طذ‪ٚ‬س زىُ فزر اٌّغطشح ‪٠ ٚ‬ىف‪ ٟ‬إلثجبد ٘زا اٌششؽ أْ رزُ‬
‫ِمبسٔخ ربس‪٠‬خ ٔشأح اٌذ‪ِ ٓ٠‬غ ربس‪٠‬خ طذ‪ٚ‬س اٌسىُ اٌّزو‪ٛ‬س‪ ،‬فارا وبْ اٌزبس‪٠‬خ األ‪ٚ‬ي الزمب ٌٍثبٔ‪ٟ‬‬
‫اػزجش اٌذائٓ ِز‪ٛ‬فشا ػٍ‪ ٝ‬ششؽ ٔش‪ٛ‬ء اٌذ‪ ٓ٠‬الزمب ٌفزر اٌّغطشح ‪ ٚ‬ثبٌزجغ ِغزف‪١‬ذا ِٓ اِز‪١‬بص‬
‫االِز‪١‬بص‪.‬‬
‫‪ ٚ‬ئْ وبٔذ اٌؼم‪ٛ‬د اٌز‪ٕ٠ ٟ‬شأ ػٕ‪ٙ‬ب ٘زا اٌذ‪ ٓ٠‬ثؼذ رٕف‪١‬ز٘ب دفؼخ ‪ٚ‬ازذح ال رطشذ أ‪ ٞ‬ئشىبي ػٍّ‪ٟ‬‬
‫ز‪ّٕ١‬ب ‪٠‬ى‪ ْٛ‬ربس‪٠‬خ ئثشاَ اٌزظشف ٘‪ ٛ‬ػ‪ ٕٗ١‬ربس‪٠‬خ ٔش‪ٛ‬ء اٌذ‪ ،ٓ٠‬فاْ األِش ػٍ‪ ٝ‬خالف رٌه‬
‫ػٕذِب ‪٠‬زؼٍك األِش ثبٌؼم‪ٛ‬د اٌدبس‪٠‬خ اٌز‪٠ ٟ‬خزٍف ف‪ٙ١‬ب ربس‪٠‬خ ٔش‪ٛ‬ء اٌذ‪ ٓ٠‬ػٓ ربس‪٠‬خ اٌؼمذ اٌز‪ٞ‬‬
‫ٔزح ػٕٗ اٌذ‪ ٓ٠‬وؼم‪ٛ‬د اإل‪٠‬دبس ‪ ٚ‬االئزّبْ اإل‪٠‬دبس‪ ٚ ٞ‬اٌؼم‪ٛ‬د اٌجٕى‪١‬خ فبٌؼم‪ٛ‬د اٌّزو‪ٛ‬سح غبٌجب ِب‬
‫‪٠‬مشس اٌغٕذ‪٠‬ه ِ‪ٛ‬اطٍز‪ٙ‬ب ِب داِذ ػم‪ٛ‬دا خبس‪٠‬خ اٌزٕف‪١‬ز ف‪ ٟ‬ربس‪٠‬خ فزر اٌّغطشح ‪ٕ٘ ٚ‬ب ‪٠‬ثبس‬
‫اٌغإاي ز‪ٛ‬ي ِب ئرا وبْ زك األعجم‪١‬خ شبِال فمؾ اٌذ‪ ْٛ٠‬إٌبشئخ ػٓ ِ‪ٛ‬اطٍخ ٘زٖ اٌؼم‪ٛ‬د ثؼذ فزر‬
‫اٌّغطشح أَ أٔٗ ‪٠‬شًّ أ‪٠‬ؼب اٌذ‪ ْٛ٠‬إٌبردخ ػٓ رٕف‪١‬ز راد اٌؼم‪ٛ‬د لجً فزر ٘زٖ اٌّغطشح ثذػ‪ٜٛ‬‬
‫ػذَ ردضئخ االٌزضاَ إٌبرح ػٓ اٌؼمذ اٌّغزّش ٕ٘ب ‪٠‬ش‪ ٜ‬ثؼغ اٌفمٗ‪ِ 83‬زأثشا ثبٌمؼبء اٌفشٔغ‪ٟ‬‬
‫ز‪١‬ث اػزجشد ِسىّخ إٌمغ أْ زك األعجم‪١‬خ إٌّظ‪ٛ‬ص ػٍ‪ ٗ١‬ف‪ ٟ‬اٌّبدح ‪ ِٓ 55‬لبٔ‪55 ْٛ‬‬
‫‪ٕ٠‬ب‪٠‬ش ‪ 3995‬اٌّأخ‪ٛ‬رح ِٕ‪ٙ‬ب اٌّبدح ‪.َ ِٓ 595‬د‪ِ ،‬خ‪ٛ‬ي ٌٍذ‪ ْٛ٠‬إٌبشئخ ػٓ ِ‪ٛ‬اطٍخ ٘زٖ‬
‫اٌؼم‪ٛ‬د ثؼذ زىُ فزر اٌّغطشح أِب رٍه اٌز‪ٔ ٟ‬شأد لجً فزر اٌّغطشح فأ‪ٙ‬ب ال رّزبص ث‪ٙ‬زا اٌسك‬
‫ػٍ‪ ٝ‬اٌشغُ ِٓ و‪ٙٔٛ‬ب ٔبردخ ػٓ ػمذ رّذ ِ‪ٛ‬اطٍخ رٕف‪١‬زٖ خالي فزشح اٌزغ‪٠ٛ‬خ‪.‬‬

‫ثانثا ‪َ :‬شىء انذٍَ تًُاعثح يىاصم َشاط انًماونح‪.‬‬


‫ئْ وبْ اٌششؽبْ اٌغبٌفبْ لذ اشزشن ف‪ ٟ‬اٌزٕظ‪١‬ض ػٍ‪ّٙ١‬ب وً ِٓ اٌّبدح ‪ ِٓ 575‬اٌمبٔ‪ْٛ‬‬
‫اٌمذ‪ٚ ُ٠‬اٌّبدح ‪ ِٓ 595‬لبٔ‪ 71.37 ْٛ‬فاْ ٘زا اٌششؽ أفشدد ٘زٖ األخ‪١‬شح ثبٌزٕظ‪١‬ض ػٍ‪ٗ١‬‬
‫ثظش‪٠‬ر اٌؼجبسح ‪ِ ٚ‬ؼٕبٖ أٔٗ ال ‪ّ٠‬ىٓ رّز‪١‬غ د‪ ْٛ٠‬ال ػاللخ ٌ‪ٙ‬ب ثزغ‪ ٚ ً١ٙ‬ػّبْ اعزّشاس‪٠‬خ‬
‫اٌّمب‪ٌٚ‬خ ثسك االِز‪١‬بص ‪ ٌٛ ٚ‬وبٔذ ٔبشئخ ثظفخ لبٔ‪١ٔٛ‬خ ‪ٚ‬الزمخ ٌسىُ فزر اٌّغطشح ‪ِ ٛ٘ ٚ‬ب خبء‬
‫ػّٓ ِٕط‪ٛ‬ق اٌّبدح "‪ ٚ‬اٌّزؼٍمخ ثسبخ‪١‬بد ع‪١‬ش ٘زٖ اٌّغطشح أ‪ ٚ‬رٍه اٌّزؼٍمخ ثٕشبؽ اٌّمب‪ٌٚ‬خ‬
‫خالي فزشح ئػذاد اٌسً‪.".‬‬

‫ألْ ِٕطك األِ‪ٛ‬س رمزؼ‪ ٟ‬أال رؼبًِ ثّثً ٘زٖ اٌّؼبٍِخ اٌخبطخ ع‪ ٜٛ‬اٌذ‪ ْٛ٠‬إٌبشئخ ثؼذ ربس‪٠‬خ‬
‫‪ٚ‬ػغ اٌّمب‪ٌٚ‬خ ف‪ ٟ‬زبٌخ رغ‪٠ٛ‬خ لؼبئ‪١‬خ ثغ‪١‬خ رّى‪ٕٙ١‬ب ِٓ ِزبثؼخ ٔشبؽ‪ٙ‬ب‪ ٚ ،‬ئٌ‪ ٝ‬خبٔت رٌه ‪ٕ٠‬جغ‪ٟ‬‬
‫أْ رٕشأ ٘زٖ اٌذ‪ٌ ْٛ٠‬ظبٌر اٌّمب‪ٌٚ‬خ ‪ٌ ٚ‬خذِز‪ٙ‬ب ‪ ٚ‬ئٔمبر٘ب‪ ،‬فاْ ٔشأ د‪ ٓ٠‬ثؼذ ٘زا اٌزبس‪٠‬خ ‪٠‬ى‪ْٛ‬‬

‫‪ -83‬امحمد لةروجً‪ .‬مرجع سابق ص‪161‬‬

‫‪45‬‬
‫ِزؼٍمب ثبٌس‪١‬بح اٌشخظ‪١‬خ ٌٍّذ‪ ٓ٠‬وبٌ‪ٛ‬اخجبد اٌىشائ‪١‬خ ٌّسً عىٕبٖ أ‪ ٚ‬ثأ‪ ٞ‬غشع ِٓ أغشاػٗ‬
‫اٌشخظ‪١‬خ فال ‪٠‬شٍّ‪ٙ‬ب زك األعجم‪١‬خ‪.‬‬

‫انفمشج انثاَُح ‪ :‬يجال تطثُك حك االيتُاص‪.‬‬


‫ئْ اٌّششع ٌّب زذد زبالد ئػّبي زك االِز‪١‬بص أ‪ٚ‬خذ رشارج‪١‬خ ث‪ ٓ١‬اٌذائٕ‪ ٓ١‬أطسبة اِز‪١‬بص‬
‫االِز‪١‬بص (أ‪ٚ‬ال) وّب أٔٗ أدخً دائٕ‪ٔ ٓ١‬شأ د‪ ُٕٙ٠‬لجً فزر اٌّغطشح ٔظشا ٌّب رسزبخٗ د‪ِٓ ُٙٔٛ٠‬‬
‫ِؼبٍِخ خبطخ (ثبٔ‪١‬ب)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬دسجاخ أصحاب حك االيتُاص‪.‬‬


‫إن المشرع لم ٌجعل الدائنٌن ذوي الدٌن البلحق لةتح المسطرة على درجة واحدة و إنما‬
‫خصص لهم تراتبٌة معٌنة‪.‬‬

‫‪3‬ــ ايتُاص يغطشج انًصانحح ‪ :‬ئْ أعّ‪ ٝ‬اِز‪١‬بص ‪ ٚ‬أفؼٍٗ ف‪ٔ ٟ‬ظبَ طؼ‪ٛ‬ثبد اٌّمب‪ٌٚ‬خ ٘‪ٛ‬‬
‫إٌّّ‪ٛ‬ذ ٌٍذائٕ‪ ٓ١‬اٌز‪ ٓ٠‬لذِ‪ٛ‬ا أِ‪ٛ‬اال ٌخض‪ٕ٠‬ز‪ٙ‬ب أ‪ ٚ‬خذِبد خذ‪٠‬ذح أ‪ ٚ‬عٍغ ٌؼّبْ اعزّشاس‪ٙ٠‬ب ف‪ٟ‬‬
‫ئؽبس ِغطشح اٌّظبٌسخ ز‪١‬ث ٔظذ اٌّبدح ‪ 558‬ػٍ‪ ٝ‬أٔٗ "‪٠‬غزف‪١‬ذ األشخبص اٌز‪ٚ ٓ٠‬افم‪ٛ‬ا‪ ،‬ف‪ٟ‬‬
‫ئؽبس ِغطشح اٌّظبٌسخ ِٓ اعز‪١‬فبء ِجٍغ رٍه اٌّغبّ٘خ ثسغت األفؼٍ‪١‬خ لجً وً اٌذ‪ْٛ٠‬‬
‫اﻵخش‪ ٜ‬ثّب ف‪ ٟ‬رٌه اٌذ‪ ْٛ٠‬اٌّمشسح ف‪ ٟ‬اٌّبدر‪ ٚ 595 ٚ 565 ٓ١‬اٌفمشح اٌثبٔ‪١‬خ ِٓ اٌّبدح ‪656‬‬
‫ِٓ ٘زا اٌمبٔ‪.ْٛ‬‬

‫‪ 2‬ــ ايتُاص يغطشج اإلَمار ‪ :‬ئْ اٌذائٕ‪ ٓ١‬اٌز‪ ٓ٠‬عبػذ‪ٚ‬ا اٌّمب‪ٌٚ‬خ خالي فزشح اإلٔمبر ‪٠‬سظٍ‪ْٛ‬‬
‫ػٍ‪ ٝ‬زك االِز‪١‬بص ثؼذ اعز‪١‬فبء دائٕ‪ ٟ‬اٌّظبٌسخ ٌذ‪ ٚ ُٙٔٛ٠‬لجً وً اٌذ‪ ْٛ٠‬األخش‪ ٜ‬ؽجمب ٌٍّبدح‬
‫‪ٌ 565‬ىٓ اعزفبدر‪٘ ِٓ ُٙ‬زا اٌسك ِؼٍك ػٍ‪ ٝ‬رؼزس أداء د‪ ُٙٔٛ٠‬ف‪ ٟ‬ربس‪٠‬خ اعزسمبل‪ٙ‬ب ‪ ٚ‬ئال فال‬
‫زك ٌ‪ ُٙ‬ف‪ ٟ‬االعزفبدح ِٓ ٘زا االِز‪١‬بص‪.‬‬

‫‪ 1‬ــ ايتُاص يغطشتٍ انتغىَح و انتصفُح ‪ :‬ػٕذ اعز‪١‬فبء اٌذائٕ‪ ٓ١‬اٌغبثم‪ٌ ٓ١‬ذ‪٠ ُٙٔٛ٠‬أر‪ٟ‬‬
‫د‪ٚ‬س دائٕ‪ ٟ‬اٌزغ‪٠ٛ‬خ ‪ ٚ‬اٌزظف‪١‬خ ٌالعزفبدح ِٓ ٘زا اٌسك اٌّمشس ٌ‪ ُٙ‬ؽجمب ٌٍّبدح ‪ 595‬فاْ وبٔ‪ٛ‬ا‬
‫ثبألعبط ُ٘ اٌّؼٕ‪ ْٛ١‬األ‪ ٌْٛٚ‬ثسك األعجم‪١‬خ ئال إٔٔب ٔش‪ ٜ‬خالف رٌه ثسىُ اعزفبدح دائٕ‪ ٓ١‬لجٍ‪ُٙ‬‬
‫‪ٔ ٚ‬ؼٕ‪ ٟ‬دائٕ‪ِ ٟ‬غطشح اٌّظبٌسخ ‪ ٚ‬اإلٔمبر ثً أوثش ِٓ رٌه خ‪ٛ‬ي اٌّششع اٌسك ٌذائٕ‪ ٓ١‬عبثم‪ٓ١‬‬
‫ػٓ فزر اٌّغطشح ٔظشا ٌٍطج‪١‬ؼخ اٌز‪ ٟ‬رىزغ‪ٙ١‬ب د‪ٌ ُٙٔٛ٠‬جمبء اٌّمب‪ٌٚ‬خ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫ثاَُا ‪ :‬ايتُاص تعض انذائٍُُ َظشا نطثُعح دَُهى‬

‫لذس اٌّششع أْ ‪ٚ‬ػؼ‪١‬خ ثؼغ اٌذ‪ ْٛ٠‬رسزبج رؼبِال خبطب ‪٠‬خ‪ٛ‬ي ٌ‪ٙ‬ب اٌزّزغ ثسك االِز‪١‬بص سغُ‬
‫ٔش‪ٛ‬ء٘ب لجً فزر اٌّغطشح األِش اٌز‪٠ ٞ‬ج‪ ٓ١‬ػٓ ِذ‪ِ ٜ‬سذ‪ٚ‬د‪٠‬خ ٘زا اٌسك‪.‬‬

‫‪3‬ــ صاحة انذٍَ انًضًىٌ تحك انحثظ‪ٍّ٠ : 84‬ه طبزت ٘زا اٌسك األفؼٍ‪١‬خ ف‪ٟ‬‬
‫اعز‪١‬فبء د‪ ٕٗ٠‬ثبألعجم‪١‬خ ػٍ‪ ٝ‬اٌذائٓ إٌبشئ د‪ ٕٗ٠‬الزمب ٌسىُ فزر اٌّغطشح ‪ ٚ‬ػٍ‪ ٝ‬ثم‪١‬خ اٌذائٕ‪ٓ١‬‬
‫ِ‪ّٙ‬ب وبٔذ دسخخ د‪ ،ُٕٙ٠‬ئال أْ االعزفبدح ِٓ ٘زا اٌسك ٌ‪١‬غذ ِطٍمخ‪ ،‬ثّؼٕ‪ ٝ‬أٔ‪ٙ‬ب ِز‪ٛ‬لفخ ػٍ‪ٝ‬‬
‫و‪ ْٛ‬اٌّبي اٌّسج‪ٛ‬ط ث‪٠ ٓ١‬ذ‪ ٞ‬اٌذائٓ ػش‪ٚ‬س‪٠‬ب ٌّزبثؼخ اٌّمب‪ٌٚ‬خ ٌٕشبؽ‪ٙ‬ب‪ ٚ ،‬ثّف‪ َٛٙ‬اٌّخبٌفخ ئْ‬
‫ٌُ ‪٠‬ىٓ ٘زا اٌّبي ػش‪ٚ‬س‪٠‬ب ٌّ‪ٛ‬اطٍخ ٔشبؽ اٌّمب‪ٌٚ‬خ فال ‪٠‬غزف‪١‬ذ ِٓ ٘زا اٌسك‪.‬‬

‫‪2‬ـ صاحة انشهٍ انحُاصٌ‪٠ :85‬سظ‪ ٝ‬طبزت اٌش٘ٓ اٌس‪١‬بص‪ ٞ‬ثأعجم‪١‬خ اعزثٕبئ‪١‬خ وزٌه ف‪ٟ‬‬
‫اعز‪١‬فبء د‪ ٕٗ٠‬لجً اٌذائٕ‪ ٓ١‬اٌالزم‪ٌ ٓ١‬ىٓ ٘زٖ األعجم‪١‬خ ال رزمشس ئال ئرا وبْ فه اٌّبي ِ‪ٛ‬ػ‪ٛ‬ع‬
‫اٌش٘ٓ اٌس‪١‬بص‪ ٞ‬رغزٍضِٗ ؽج‪١‬ؼخ ٔشبؽ اٌّمب‪ٌٚ‬خ‪ِ ٚ ،‬ب ل‪ ً١‬ف‪ ٟ‬زك اٌسجظ ‪٠‬مبي ف‪ ٟ‬اٌش٘ٓ‬
‫اٌس‪١‬بص‪ ،ٞ‬أ‪ ٞ‬أْ ٔشبؽ اٌّمب‪ٌٚ‬خ ئْ ٌُ ‪٠‬ىٓ ِز‪ٛ‬لفب "ػش‪ٚ‬سح" ػٍ‪٘ ٝ‬ز‪ ٓ٠‬اٌسم‪ ٓ١‬فٍٓ ‪٠‬ؼزشف ث‪ّٙ‬ب‬
‫وسم‪ِ ٓ١‬غزف‪١‬ذ‪ ِٓ ٓ٠‬زك االِز‪١‬بص‪.‬‬

‫‪1‬ــ صاحة حك االعتشداد‪٠ :‬زّزغ وزٌه طبزت زك االعزشداد ثسك األعجم‪١‬خ ‪ ٛ٘ ٚ‬ثبئغ‬
‫إٌّم‪ٛ‬الد رسذ ششؽ االززفبظ ثٍّى‪١‬ز‪ٙ‬ب ئٌ‪ ٝ‬غب‪٠‬خ أداء اٌثّٓ وبِال ‪ ٚ‬اٌغب‪٠‬خ ِٓ رٌه زّب‪٠‬خ‬
‫أطسبة ٍِى‪١‬خ إٌّم‪ٛ‬الد ‪ ٚ‬رم‪٠ٛ‬خ ِشاوضُ٘ زز‪ ٝ‬ال ‪٠‬زُ ػشلٍخ رذا‪ٚ‬ي اٌجؼبئغ ‪ ٚ‬اٌغٍغ‪.‬‬
‫ئْ ِب ٔشاٖ ز‪ٛ‬ي رّزغ ثؼغ اٌذ‪ ْٛ٠‬اٌغبثمخ ثسك االِز‪١‬بص لجً اٌذ‪ ْٛ٠‬اٌالزمخ ‪ ٚ‬اٌز‪ٟ‬‬
‫لشس ٘زا اٌسك ِٓ أخٍ‪ٙ‬ب ِب ٘‪ ٛ‬ئال رىز‪١‬ه دثشٖ اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌّغشث‪ ٟ‬خذِخ ٌأل٘ذاف األعبع‪١‬خ ٌٕظبَ‬
‫طؼ‪ٛ‬ثخ اٌّمب‪ٌٚ‬خ ‪ ٚ‬ػٍ‪ ٝ‬سأع‪ٙ‬ب اٌؼًّ ػٍ‪ ٝ‬ػّبْ اعزّشاس‪٠‬خ ٔشبؽ اٌّمب‪ٌٚ‬خ اٌّز‪ٛ‬لفخ ػٓ أداء‬
‫د‪ٙٔٛ٠‬ب ‪ ٚ‬اٌّفز‪ٛ‬زخ ف‪ٚ ٟ‬خ‪ٙٙ‬ب اٌّغطشح اٌمؼبئ‪١‬خ ٌٍزغ‪٠ٛ‬خ‪ ،‬األِش اٌز‪٠ ٞ‬دؼٍٕب ٔؼزمذ أْ اٌزمبثً‬
‫ث‪ ٓ١‬ؽجمبد اٌذائٕ‪٠ ٓ١‬سذد ِؼبٌّٗ ‪ ٚ‬زذ‪ٚ‬دٖ "ِظٍسخ اٌّمب‪ٌٚ‬خ ‪١ٌ ٚ‬غذ ِظٍسخ اٌذائٕ‪.86ٓ١‬‬

‫انًطهة انثاٍَ‪ :‬آثاس حك األعثمُح و انجذوي يٍ إلشاسِ‪.‬‬

‫ئْ زك األعجم‪١‬خ ‪٠‬شرت آثبسا ٘بِخ ثبٌٕغجخ ٌٍذائٕ‪ ٓ١‬اٌّزّزؼ‪ ٓ١‬ثٗ (اٌفمشح اﻷ‪ )ٌٝٚ‬وّب أٔٗ ٌُ ‪٠‬زُ‬
‫إٌض ػٍ‪ ٗ١‬اػزجبؽب ِٓ ٌذْ اٌّششع ‪ ٚ‬ئّٔب وبْ ٕ٘بن ِغض‪٘ ِٓ ٜ‬زا اٌزٕظ‪١‬ض (اٌفمشح‬
‫اٌثبٔ‪..)ٟ‬‬

‫‪ -84‬الةصل ‪ 291‬ق ل ع‪ .‬حق حٌازة الشًء المملوك للمدٌن و عدم التخلً عنه وفاء ما هو مستحق للدائن‪.‬‬
‫‪ -85‬الةصل ‪ .1171‬ق ل ع‬
‫‪ -86‬عبد الرحٌم شمٌعة‪ .‬م س ـ ص‪.254‬‬

‫‪47‬‬
‫انفمشج األونً ‪ :‬آثاس حك األعثمُح‪.‬‬
‫‪ٕ٠‬زح ػٓ زك األعجم‪١‬خ إٌّّ‪ٛ‬ذ ٌٍذائٕ‪ ٓ١‬اٌز‪ٔ ٓ٠‬شأ د‪ ُٕٙ٠‬الزمب ٌفزر اٌّغطشح ػذح آثبس ِٕ‪ٙ‬ب ِب‬
‫٘‪ِ ٛ‬جبشش (أ‪ٚ‬ال) ‪ِٕٙ ٚ‬ب ِب ٘‪ ٛ‬غ‪١‬ش ِجبشش (ثبٔ‪١‬ب)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬اِثاس انًثاششج‬

‫‪ّ٠‬ىٓ ئخّبي ا‪٢‬ثبس اٌّجبششح اٌز‪ ٟ‬رزّخغ ػٓ زك اﻷعجم‪١‬خ وبِز‪١‬بص ِّٕ‪ٛ‬ذ ٌٍذائٕ‪ ٓ١‬اٌالزم‪ٓ١‬‬
‫ف‪ ٟ‬ا‪٢‬ر‪: ٟ‬‬
‫ــ اٌسك ف‪ ٟ‬اعز‪١‬فبء اٌذ‪ ِٓ ْٛ٠‬ربس‪٠‬خ االعزسمبق ‪ِ ٚ‬ؼٕبٖ أْ ٘زٖ اٌذ‪ ْٛ٠‬رإد‪ ٜ‬ف‪ ٟ‬ربس‪٠‬خ‬
‫اعزسمبل‪ٙ‬ب ِ‪ّٙ‬ب وبٔذ اٌّشزٍخ اٌز‪ ٟ‬لطؼز‪ٙ‬ب اٌزغ‪٠ٛ‬خ اٌمؼبئ‪١‬خ ‪ ٚ‬ثبألعجم‪١‬خ ػٓ وً اٌذ‪ِّٙ ْٛ٠‬ب‬
‫وبٔذ رزّزغ ثبِز‪١‬بصاد أ‪ ٚ‬ػّبٔبد ثبعزثٕبء اٌذ‪ ْٛ٠‬اٌز‪ ٟ‬روشٔب٘ب ف‪ِ ٟ‬ؼشع اٌسذ‪٠‬ث ػٓ‬
‫(ِدبالد اٌزطج‪١‬ك) ٌىٓ أداء ٘برٗ اٌذ‪ ْٛ٠‬ف‪ ٟ‬ر‪ٛ‬اس‪٠‬خ اعزسمبل‪ٙ‬ب ٌ‪١‬ظ لطؼ‪١‬ب ‪ ٚ‬ئّٔب ‪ّ٠‬ىٓ ٌٍذائٕ‪ٓ١‬‬
‫ِٕر اٌذائٓ آخبال خذ‪٠‬ذح ِٓ أخً اٌ‪ٛ‬فبء ثاسادر‪.ُٙ‬‬
‫ــ ػذَ اٌخؼ‪ٛ‬ع ٌّجذأ ‪ٚ‬لف اٌّزبثؼبد اٌفشد‪٠‬خ ‪ :‬ئْ وبْ ٘زا اإلخشاء ‪ ُٙ٠‬اٌذائٕ‪ ٓ١‬اٌغبثم‪ ٓ١‬اٌز‪ٓ٠‬‬
‫ٔشأ د‪ ُٕٙ٠‬لجً فزر اٌّغطشح فاْ اٌذائٕ‪ ٓ١‬اٌالزم‪ٌ ٓ١‬سىُ فزر اٌّغطشح ال ‪٠‬خؼؼ‪ ٚ ٌٗ ْٛ‬ثبٌزبٌ‪ٟ‬‬
‫‪ّ٠‬ىٕ‪ِّ ُٙ‬بسعزٗ ِز‪٠ ٌُ ٝ‬زُ اٌ‪ٛ‬فبء ثذ‪ ُٙٔٛ٠‬ف‪ ٟ‬ر‪ٛ‬اس‪٠‬خ اعزسمبل‪ٙ‬ب ألْ د‪ ُٙٔٛ٠‬ئّٔب ٔشأد ٌزّ‪ً٠ٛ‬‬
‫اٌّمب‪ٌٚ‬خ ف‪ ٟ‬فزشر‪ٙ‬ب االٔزمبٌ‪١‬خ ‪ ٚ‬رٌه ٌزشد‪١‬ؼ‪ ُٙ‬ػٍ‪ ٝ‬اٌزؼبًِ ِغ اٌّمب‪ٌٚ‬خ ف‪٘ ٟ‬زٖ اٌ‪ٛ‬ػؼ‪١‬خ‬
‫اٌسشخخ ع‪ٛ‬اء وبٔذ ٘زٖ اٌذػب‪ ٜٚ‬رشِ‪ ٟ‬ئٌ‪ ٝ‬اٌسىُ ػٍ‪ ٝ‬اٌّذ‪ ٓ٠‬ثأداء ِجٍغ ِٓ اٌّبي أ‪ ٚ‬فغخ‬
‫اٌؼمذ ٌؼذَ أداء ِجٍغ ِٓ اٌّبي ‪ ٚ‬وزا وً ئخشاءاد اٌزٕف‪١‬ز‪.‬‬
‫ــ ػذَ اٌخؼ‪ٛ‬ع ٌّجذأ ػذَ عش‪٠‬بْ اٌف‪ٛ‬ائذ ئْ زىُ فزر اٌّغطشح ‪ٛ٠‬لف عش‪٠‬بْ اٌف‪ٛ‬ائذ اٌمبٔ‪١ٔٛ‬خ‬
‫‪ ٚ‬االرفبل‪١‬خ ‪ ٚ‬وزا ف‪ٛ‬ائذ اٌزأخ‪١‬ش ؽجمب ٌٍّبدح ‪ ٚ 696‬رٌه ِٓ أخً ئ‪٠‬مبف إٌض‪٠‬ف اٌّبٌ‪ ٟ‬اٌز‪ٞ‬‬
‫رؼبٔ‪ ِٕٗ ٟ‬اٌّمب‪ٌٚ‬خ وسً آخش‪٘ ،‬زا ثبٌٕغجخ ٌٍذائٕ‪ ٓ١‬اٌغبثم‪ ٓ١‬أَ ٔظشاؤُ٘ اٌالزم‪ ْٛ‬فال ‪٠‬غش‪ٞ‬‬
‫ػٍ‪٘ ُٙ١‬زا اٌّجذأ‪.‬‬

‫ثاَُا ‪ :‬اِثاس انغُش يثاششج‪.‬‬

‫ئٌ‪ ٝ‬خبٔت ا‪٢‬ثبس اٌز‪ ٟ‬رٕشأ ثشىً ف‪ٛ‬س‪ ٞ‬ثبٌٕغجخ ٌٍذائٕ‪ ٓ١‬اٌالزم‪ ٚ ٓ١‬ص‪٠‬بدح ف‪ ٟ‬اٌسّب‪٠‬خ اٌّمشسح‬
‫ٌ‪ ُٙ‬ثً ‪ ٚ‬ف‪ ٟ‬رشد‪١‬ؼ‪ ُٙ‬ػٍ‪ ٝ‬خ‪ٛ‬ع ئخشاء اٌزؼبِالد اٌّبٌ‪١‬خ ِغ اٌّمب‪ٌٚ‬خ ف‪ٚ ٟ‬ػؼ‪١‬ز‪ٙ‬ب‬
‫اٌظؼجخ رؼبف ػّبٔبد أخش‪ ٜ‬ص‪٠‬بدح ػٍ‪ ٝ‬اٌز‪ ٟ‬روشٔب ِٓ أخً ئػبفخ ٔ‪ٛ‬ع آخش ِٓ اٌسّب‪٠‬خ ‪ٚ‬‬
‫رزدٍ‪ ٝ‬ف‪: ٟ‬‬

‫ــ االػفبء ِٓ اٌزظش‪٠‬ر ثبٌذ‪ ٚ ْٛ٠‬رسم‪١‬م‪ٙ‬ب ‪ :‬ئْ ٘بر‪ ٓ١‬ا‪١ٌ٢‬ز‪ ٓ١‬اٌٍزبْ رطشلٕب ٌ‪ّٙ‬ب ف‪ ٟ‬اٌّجسث‬

‫‪48‬‬
‫األ‪ٚ‬ي ال ‪٠‬خؼغ ٌ‪ّٙ‬ب ئال اٌذائٕ‪ ْٛ‬اٌغبثم‪ ِٓ ْٛ‬أخً رج‪ِ ٓ١‬ب ئرا وبْ د‪ ُٕٙ٠‬زم‪١‬م‪١‬ب ‪ ٚ‬خبٌ‪١‬ب ِٓ‬
‫إٌضاع ‪٠ ٌُ ٚ‬زُ أداؤٖ ثؼذ‪ 87‬أِب اٌذائٕ‪ ْٛ‬اٌالزم‪ ْٛ‬فال ‪٠‬خؼؼ‪ٔ ٌٗ ْٛ‬ظشا ٌزّزؼ‪ ُٙ‬ثسك االِز‪١‬بص‬
‫ثس‪١‬ث رإد‪ ٜ‬د‪ ُٙٔٛ٠‬ثبألعجم‪١‬خ ػٓ وً اٌذ‪ ْٛ٠‬األخش‪ ٚ ٜ‬د‪ ْٚ‬أْ رز‪ٛ‬لف ػٓ أ‪ ٞ‬آٌ‪١‬خ ردؼً أداء‬
‫د‪ِ ُٙٔٛ٠‬ز‪ٛ‬لفب ػٍ‪ ٝ‬ئخشاءاد اٌزظش‪٠‬ر ‪ٚ‬اٌزسم‪١‬ك اٌٍزاْ ‪ّ٠‬شاْ رسذ سلبثخ اٌغٕذ‪٠‬ه ‪ ٚ‬اٌمبػ‪ٟ‬‬
‫إٌّزذة‪.‬‬

‫‪ -‬زظش ‪ٚ‬فبء اٌذ‪ ْٛ٠‬إٌبشئخ لجً زىُ فزر اٌّغطشح ‪ :‬ؽجمب ٌٍّبدح ‪ 695‬فأٗ "‪ّٕ٠‬غ ثم‪ٛ‬ح اٌمبٔ‪ْٛ‬‬
‫أداء وً د‪ٔ ٓ٠‬شأ لجً طذ‪ٚ‬س زىُ فزر اٌّغطشح ئال ف‪ ٟ‬زبالد"‬
‫ئْ ئلشاس ٘زا إٌّغ ٘‪ ٛ‬ؽش‪٠‬ك ٔ‪ٙ‬دٗ اٌّششع ِٓ أخً اٌسفبظ ػٍ‪ ٝ‬األط‪ٛ‬ي اٌؼش‪ٚ‬س‪٠‬خ‬
‫ٌّ‪ٛ‬اطٍخ ٔشبؽ اٌّمب‪ٌٚ‬خ ‪ ٚ‬ئٔزبخ‪ٙ‬ب ف‪ِ ٟ‬شزٍخ ِب ثؼذ اٌسىُ ثفزر اٌّغطشح ‪ ٚ‬ف‪ٔ ٟ‬فظ اٌ‪ٛ‬لذ ٘‪ٛ‬‬
‫زّب‪٠‬خ ٌٍذائٕ‪ ٓ١‬اٌز‪ ٓ٠‬عبػذ‪ٚ‬ا اٌّمب‪ٌٚ‬خ ثؼذ زىُ فزر اٌّغطشح ػذ٘ب ‪ ٚ‬ثبٌزبٌ‪ ٟ‬وبْ أِشا ِٕطم‪١‬ب‬
‫ِسبثبح ٘إالء ػٍ‪ ٝ‬زغبة أ‪ٌٚ‬ئه‪.‬‬

‫انفمشج انثاَُح ‪ :‬جذوي حك األعثمُح‪.‬‬


‫ئْ زك األعجم‪١‬خ وسك ‪٠‬خ‪ٛ‬ي ٌظبزجٗ االِز‪١‬بص ػٍ‪ ٝ‬ثبل‪ ٟ‬اٌذائٕ‪١ٌ ٓ١‬ظ ‪١ٌٚ‬ذ اٌظذفخ ‪ ٚ‬ئّٔب أساد‬
‫اٌّششع ِٕٗ غب‪٠‬بد ِسذدح ثّؼٕ‪ ٝ‬أٔٗ ٌُ ‪ٕ٠‬ض ػٍ‪ ٗ١‬اػزجبؽب ‪ ٚ‬اٌفبئذح ِٓ ئلشاس ٘زا اٌسك وّب‬
‫٘‪ ٟ‬رظت ف‪ ٟ‬طبٌر اٌذائٕ‪ ِٓ ٓ١‬خ‪ٙ‬خ‪ ،‬فأ‪ٙ‬ب ِٓ خ‪ٙ‬خ ثبٔ‪١‬خ أ‪٠‬ؼب رظت ف‪ِ ٟ‬ظٍسخ اٌّمب‪ٌٚ‬خ‪.‬‬
‫ئْ ٘بخظ ػّبْ اعزّشاس‪٠‬خ اٌّمب‪ٌٚ‬خ ‪ ٚ‬اٌجسث اٌسث‪١‬ث ػٓ رشط‪١‬ذ ػٕبطش العزّشاس‪٠‬ز‪ٙ‬ب دفغ‬
‫اٌّششع ئٌ‪ ٝ‬اٌؼًّ ِب أِىٓ ػٍ‪ ٝ‬اٌجسث ػٓ ِم‪ِٛ‬بد رس‪ٛ‬ي د‪ ْٚ‬رذ٘‪ٛ‬س ‪ٚ‬ػؼ‪١‬ز‪ٙ‬ب أوثش ‪ٟ٘ ٚ‬‬
‫ػٍ‪ ٝ‬رٍه اٌسبٌخ خبطخ ‪ ٚ‬أْ اعزؼبدر‪ٙ‬ب ٌؼبف‪١‬ز‪ٙ‬ب أِش ِشى‪ٛ‬ن ف‪ِ ٛ٘ ٚ ،ٗ١‬ب رُ اال٘زذاء ئٌ‪ٗ١‬‬
‫ػجش ئلش اس ٔظبَ اِز‪١‬بص‪ ٞ‬خذ‪٠‬ذ ‪٠‬ذفغ اٌذائٕ‪ٌٍّ ٓ١‬غبِشح ‪ِٕ ٚ‬ر ثمز‪ٌٙ ُٙ‬ب‪ ٚ ،‬ثبٌزبٌ‪ ٟ‬رى‪ ْٛ‬اٌّمب‪ٌٚ‬خ‬
‫ِشربزخ ئٌ‪ ٝ‬اعزّشاس ٔشبؽ‪ٙ‬ب ‪ ٟ٘ ٚ‬ف‪ٚ ٟ‬ػؼ‪١‬خ اٌزغ‪٠ٛ‬خ ‪ ٚ‬ف‪ِٕ ٟ‬أ‪ٛٔ- ٜ‬ػب ِب‪ -‬ػٓ أ‪ ٞ‬خطش لذ‬
‫‪ٙ٠‬ذد٘ب ِغزمجال‪ِ ،‬ب داَ أْ ٕ٘بن دائٕ‪ ٓ١‬لذ ػجش‪ٚ‬ا ػٓ ئسادر‪ ُٙ‬ف‪ِ ٟ‬غبػذح اٌّمب‪ٌٚ‬خ ‪ ٟ٘ ٚ‬ػٍ‪ٝ‬‬
‫رٍه اٌسبٌخ ‪ ٚ‬سالز‪ ُٙ‬فىشح االِز‪١‬بص اٌز‪ ٞ‬ع‪١‬سظ‪ ْٛ‬ثٗ خشاء ٘برٗ اٌّغبػذح‪ ،‬ألْ اٌّغض‪ ٜ‬األ‪ٚ‬ي‬
‫‪ ٚ‬األخ‪١‬ش ِٓ ئلشاس ٘زا اٌسك ٘‪ِ ٛ‬غبػذح اٌّمب‪ٌٚ‬خ ِٓ أخً ِغب‪٠‬شح ٔشبؽ‪ٙ‬ب ‪ ٟ٘ ٚ‬ػٍ‪ ٝ‬رٍه‬
‫اٌسبٌخ‪- ،‬زبٌخ اٌزغ‪٠ٛ‬خ اٌمؼبئ‪١‬خ‪ -‬خشاء ر‪ٛ‬لف‪ٙ‬ب ػٓ اٌذفغ‪.‬‬
‫ئْ ئلشاس زك االِز‪١‬بص ثبخزظبس ع‪ٛ‬اء ف‪ ٟ‬اٌّبدح ‪ 575‬ف‪ ٟ‬اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌمذ‪ ُ٠‬أ‪ ٚ‬اٌّبدح ‪ 595‬ف‪ٟ‬‬
‫اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌدذ‪٠‬ذ ‪ِ 71.37‬ب ٘‪ ٛ‬ئال رشد‪١‬غ ‪ ٚ‬دفغ ثبٌذائٕ‪ ِٓ ٓ١‬أخً اٌّغبِشح ثأِ‪ٛ‬اٌ‪ٌ ُٙ‬ظبٌر‬
‫اٌّمب‪ٌٚ‬خ اٌّزؼثشح ‪ ٚ‬اٌز‪ ٟ‬ػٍ‪ٚ ٝ‬شه اٌّ‪ٛ‬د ثس‪١‬ث رى‪ٚ ْٛ‬ػؼ‪١‬ز‪ٙ‬ب ِزأصِخ خذا ‪ٔ ٚ‬ظشا ٌٍطش‪٠‬ك‬

‫‪-87‬شكري السباعً‪ .‬الوسٌط فً مساطر الوقاٌة من الصعوبات التً تعترض المقاولة و مساطر معالجتها‪ .‬الجزء الثاث‪ .‬م س ‪.‬‬
‫ص‪.212‬‬

‫‪49‬‬
‫اٌّغذ‪ٚ‬د اٌز‪ ٞ‬عزظً ئٌ‪ ٗ١‬ػبخال أ‪ ٚ‬آخال فاْ أ‪ ٞ‬ػخ ِبد‪ ِٓ ٞ‬خبٔت اٌذائٕ‪ ٓ١‬ف‪٘ ٟ‬برٗ‬
‫اٌّشزٍخ ِٓ شأٔٗ أْ ‪٠‬ظسر ‪ٚ‬خ‪ٙ‬ز‪ٙ‬ب ‪ ٚ‬ثبٌزبٌ‪ ٟ‬ػّذ اٌّششع ئٌ‪ ٝ‬ئلشاس ٘زا اٌسك ِٓ أخً‬
‫ؽّأٔخ اٌذائٕ‪ ٓ١‬ثبعز‪١‬فبء زم‪ٛ‬ل‪ ُٙ‬لجً أ‪ ٞ‬د‪ ٓ٠‬آخش ‪ ٚ‬رٌه ػجش ئلشاسٖ ِدّ‪ٛ‬ػخ ِٓ اٌؼّبٔبد‬
‫وّب روشٔب ٌزسف‪١‬ضُ٘ أوثش ػٍ‪ِ ٝ‬غبػذح اٌّمب‪ٌٚ‬خ ‪ ٚ‬إٌ‪ٛٙ‬ع ث‪ٙ‬ب ‪ ٚ‬ئْ وبْ األِش ػٍ‪ ٝ‬زغبة‬
‫خشق اٌم‪ٛ‬اػذ اٌؼبِخ ٌٍؼاللخ اٌذائٕ‪١‬خ ِٓ لج‪ٚ ً١‬لف اٌّزبثؼبد اٌفشد‪٠‬خ ‪ ٚ‬عش‪٠‬بْ اٌف‪ٛ‬ائذ‪.‬‬

‫انًثحث انثاٍَ ‪ :‬جًعُح انذائٍُُ ودوسها فٍ حًاَح دائٍُ انًماونح‪.‬‬


‫تعتبر جمعٌة الدائنٌن آلٌة جدٌدة خلقها المشرع المؽربً فً قانون ‪ 73.17‬من اجل حماٌة‬
‫الدائنٌن وٌمكن تعرٌةها بؤنها هٌئة تظم فً عضوٌتها كافة الدائنٌن فً مسطرة التسوٌة‬
‫القضائٌة ‪ ,‬وتتداول بشؤن مجموعة من النقاط التً لها عبلقة بوضعٌة المقاولة وسٌر‬
‫‪88‬‬
‫المسطرة ‪.‬‬
‫وخصها المشرع المؽربً بالتؤطٌر فً المواد من ‪ 606‬إلى ‪ 621‬من مدونة التجارة ‪ ,‬وهده‬
‫اآللٌة ثم إحداثها من اجل بلورة مخطط التسوٌة ‪ ,‬وحماٌة مصلحة الدائنٌن ‪,‬ولمعرفة دورها‬
‫فً حماٌة الدائنٌن ٌجب التطرق إلى اإلطار القانونً المنظم لها (المطلب األول)‪,‬ثم دور‬
‫وجدوى جمعٌة الدائنٌن (المطلب التؤنً)‪.‬‬

‫انًطهة األول‪ :‬اإلطاس انماَىٍَ جًعُح انذائٍُُ‪:‬‬


‫لمعرفة اإلطار القانونً والتشرٌعً المنظم لجمعٌة الدائنٌن‪ ,‬البد من استعراض تشكٌل هذه‬
‫الجمعٌة (الةقرة األولى)‪ ،‬ثم تؤلٌةها وطرق انعقادها (الةقرة الثانٌة )‬

‫انفمشج األونً‪ :‬تشكُم جًعُح انذائٍُُ‪:‬‬


‫تشكل جمعٌة الدائنٌن طبقا لمقتضى المادة ‪ 606‬من مدونة التجارة بتوفر عدة شروط ‪ ,‬إدا‬
‫توفرت فإننا نكون أمام تشكٌل وجوبً لجمعٌة الدائنٌن (أوال) كما انه سمح بتشكٌلها رؼم‬
‫تخلؾ هده الشروط وهو ما ٌعرؾ بالتشكٌل الجوازي لجمعٌة الدائنٌن (ثانٌا)‬

‫أوال‪ :‬تشكُم انىجىتٍ نجًعُح انذائٍُُ ‪:‬‬


‫باستقرائنا لمقتضٌات الةقرة األولى من القانون ‪ٌ 73.17‬تضح أنا المشرع المؽربً نص‬
‫على مجموعة من الشروط لتؤسٌس جمعٌة الدائنٌن‪ ,‬إذ تتشكل هده الجمعٌة بقوة القانون عند‬
‫فتح مسطرة التسوٌة فً حق كل شركة تجارٌة خاضعة إللزامٌة تعٌٌن مراقب الحسابات‬
‫‪88‬مصطةى بونجة ونهال اللواح ‪ :‬مساطر صعوبات المقوالت وفق قانون ‪ .73‬م س ص ‪.215‬‬

‫‪51‬‬
‫وفق النصوص التشرٌعٌة الجاري بها العمل ‪ ,‬أو ٌتجاوز رقم معاملتها السنوٌة ‪ 25‬ملٌون‬
‫درهم ‪ ,‬وتشؽل على ماال ٌقل عن ‪ 25‬أجٌر خبلل السنة السابقة لةتح المسطرة ‪.‬‬
‫ال شك أن أول شرط نص علٌه المشرع لتؤسٌس الجمعٌة هو أن ٌتعلق اآلمر بةترة فتح‬
‫مسطرة التسوٌة و أي بعد بتوت توقؾ المقاولة عن الدفع ‪ ,‬وعلى عكس المشرع المؽربً‬
‫فان المشرع الةرنسً نجده ٌتحدث عن جمعٌة الدائنٌن حتى فً فترة اإلنقاذ وكذا التسوٌة‬
‫‪89‬‬
‫القضائٌة ‪.‬‬
‫فضبل عن شرط فتح التسوٌة القضائٌة ‪ ,‬تطلب المشرع المؽربً وجود مراقب الحسابات فً‬
‫الشركات لةتح جمعٌة الدائنٌن ‪ ,‬وبالرجوع إلى القوانٌن المنظمة للشركات وللقوانٌن المتعلقة‬
‫بالمجموعات ذات النةع االقتصادي ٌتضح أن تعٌٌن مراقب الحسابات ال ٌكون إلزامٌا ‪,‬‬
‫سوى فً شركات المساهمة وفً شركات التوصٌة باألسهم ‪ ,‬أما فً باقً الشركات فٌكون‬
‫تعٌٌن مراقب الحسابات اختٌارٌا ‪,‬اللهم إذا تجاوز رقم معاملتها ‪ 50‬ملٌون درهم ‪ ,‬إذ ٌصٌر‬
‫‪90‬‬
‫التعٌٌن إجبارٌا ‪.‬‬
‫كما أنا المشرع اشترط لتؤسٌس جمعٌة الدائنٌن أن تتجاوز المقاولة فً رقم معاملتها المالٌة‬
‫‪91‬‬
‫‪ 25‬ملٌون درهم‪ ,‬وتشؽل على ما ٌقل عن‪ 25‬أجٌرا خبلل السنة السابقة لةتح المسطرة ‪.‬‬
‫وما ٌبلحظ أن المشرع سمح بإمكانٌة فتح هده الجمعٌة فً وجه المقاوالت التً تعد نوعا ما‬
‫مقوالت كبرى‪ ,‬وهذا ٌبٌن توجهه الرئٌسً من خبلل قانون ‪ 73.17‬أال وهو أن هده‬
‫المساطر تهم المقوالت التً لها وقع االقتصاد الوطنً وطبٌعة الدٌون التً تكون لهدا النوع‬
‫من المقوالت‪.‬هذا بالنسبة لتشكٌل الو جوبً لجمعٌة الدائنٌن ‪,‬فماذا عن التشكٌل الجوازي‬
‫لها؟‬

‫ثاَُا ‪ :‬انتشكُم انجىاصٌ نجًعُح انذائٍُُ ‪:‬‬


‫كما سبقت ال شارة إلٌه فانه لتشكٌل لجمعٌة الذائبٌن البد من توفر عدة شروط ورؼبة من‬
‫المشرع المؽربً فً إعادة االعتبار لدائنٌن ‪,‬حولت الةقرة الثانٌة من المادة ‪ 606‬من القانون‬
‫‪ 73,17‬للمحكمة بناء على طلب السندٌك وبموجب حكم قضائً محلل ‪ ,‬تشكٌل جمعٌة‬
‫الدائنٌن فً ؼٌاب الشروط المذكورة سابق ‪ ,‬وذلك متى توفرت أسباب وجبهة تبرر اللجوء‬
‫إلى دالك ‪ٌ ,‬بررها وٌوضحها السندٌك فً طلبه‪ ,‬وتقدرها المحكمة ‪ ,‬وتقتنع بها وخاصة‬
‫عندما ٌتعلق األمر بخصوصٌات تهم طبٌعة ونوعٌة الدائنٌن ‪ 92.‬وهناك ٌمكن طرح التساإل‬

‫‪89‬عبد الرحٌم شمٌعة ‪ :‬شرح أحكام نظام صعوبة المقوالت فً ضوء القانون ‪ 73.17‬م س ص ‪.72‬‬
‫‪ 90‬فإاد معبلل شرح القانون التجاري الجدٌد ‪,‬الجزء الثانً ‪ ,‬الشركات التجارٌة طبعة ‪ , 2112,‬ص ‪. 291‬‬
‫ولئلشارة فقد كانت هده المادة قبل المصادقة ؼل القانون ‪ 73.17‬تشترط آن تتجاوز المقاولة رقم معامبلتها السنوٌة ‪51‬‬
‫ملٌون درهم ‪,‬وان تشؽل ما ال ٌقل عن ‪ 51‬أجٌرا خبلل السنة السابقة لةتح المسطرة‪ٌ ,‬عتبر رقم ‪ 51‬ملٌون مجحةا وقاسٌا‪.‬‬
‫‪ 92‬عبد الرحٌم شمٌعة ‪ ,‬مرجع سابق ‪ ,‬ص ‪174‬‬

‫‪51‬‬
‫حول ما إذا كانت المحكمة ملزمة بتشكٌل جمعٌة الذائبٌن كلما تؽٌبت الشروط المحددة‬
‫لتشكٌلها آم أنها تبقى محٌرة فً القٌام بذالك ؟‬
‫لعل باستقراء الةقرة الثانٌة من المادة ‪ 606‬من مدونة التجارة ٌتبٌن أنها جاءت على سبٌل‬
‫االختٌار ‪ ,‬وما ٌدل على دلك هو عبارة ٌمكن التً استهلت بها الةقرة ‪ ,‬بحٌث ٌبقى للمحكمة‬
‫االختٌار فً تشكٌل جمعٌة الدائنٌن بناء على طلب السندٌك‪ ,‬كلما توفرت أسباب وجٌهة لذلك‬
‫‪.‬‬
‫ولم ٌحدد المشرع المؽربً المقصود بعبارة أسباب وجٌهة لتشكٌل جمعٌة الدائنٌن فً ؼٌاب‬
‫الشروط المذكورة‪ ,‬متٌحا بدالك للمحكمة السلطة التقدٌرٌة فً تكٌٌؾ هده األسباب بناء على‬
‫وضعٌة المقاولة وكدا باالستنةاد على خصوصٌات تهم طبٌعة ونوعٌة الدائنٌن ‪.‬‬
‫والحكم الصادر بشان تشكٌل جمعٌة الدائنٌن ٌجب أن ٌكون مثاال ‪ ,‬تبرره من خبلله األسباب‬
‫التً دفعت بها إلى اتخاذ قرار تشكٌل هده الجمعٌة ‪,‬وفً نةس الوقت جعل المشرع المؽربً‬
‫فً الحكم القاضً بتشكٌل جمعٌة الدائنٌن ؼٌر قابل للطعن ‪,‬لعل المبتؽى من وراء دالك هو‬
‫تحقٌق مصلحة المقاولة و مصلحة الدائنٌن ‪ ،‬وعدم السماح لرئٌس المقاولة أو أحد إلى‬
‫الدائنٌن الدفع بالطعن فً لحكم تجنبا إلهدار الوقت وتسرٌع المسطرة ‪ .‬ومن خبل كل ما‬
‫سبق ذكره نبلحظ أن المشرع المؽربً أحاط تشكٌل جمعٌة الدائنٌن بعدة شروط نص علٌها‬
‫فً المادة ‪ 606‬من مدونة التجارة ‪,‬وتؤكٌدا للحماٌة المقررة للدائنٌن ومصالحهم اقر بجواز‬
‫تشكٌل هده الجمعٌة بالرؼم من عدم توفر هده الشروط ودلك بطلب من السندٌك وبعد موافقة‬
‫المحكمة ‪ .‬وبعد التطرق لتشكٌل هده الجمعٌة علٌنا أن نعرج على تؤلٌةها وطرق انعقادها ‪,‬‬
‫وهدا ما سٌكون موضوع الدراسة فً الةقرة الثانٌة ‪.‬‬

‫انفمشج انثاَُح ‪ :‬تؤنُف جًعُح انذائٍُُ وطشق اَعمادها ‪.‬‬


‫لقد نضم المشرع المؽربً تؤلٌؾ جمعٌة الدائنٌن ‪ ,‬وكداك حدد طرق انعقادها من اجل أن‬
‫تقوم بالدور المنوط بها ‪ ,‬وبالتالً سنتطرق إلى تؤلٌؾ جمعٌة الدائنٌن (أوال) ‪ ,‬وطرق‬
‫انعقادها (تؤنٌا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬تؤنُف جًعُح انذائٍُُ ‪:‬‬


‫تتؤلؾ جمعٌة الدائنٌن طبقا للمادة ‪ 606‬من قانون ‪ 73.17‬من السندٌك رئٌسا باستثناء‬
‫الحالة التً تنعقد فٌها قصد اقتراح استبدال السندٌك فٌرأسها القاضً المنتدب ‪.‬‬
‫لقد استند المشرع السندٌك حٌنما جعله على رأس جمعٌة الدائنٌن‪ ،‬وال شك أن جعل من‬
‫السندٌك رئٌسا لجمعٌة الدائنٌن بدال من اقتراح عضو من أعضاء الدائنٌن لتولً هذه المهمة‬
‫ٌطرح تساإال هاما حول البعد القانونً لترإس السندٌك لهذه الجمعٌة؟‬

‫‪52‬‬
‫ونعتقد أن المشرع المؽربً حسن ما فعل من جعل السندٌك رئٌسا لجمعٌة الدائنٌن طالما أنه‬
‫جهازا محاٌدا ٌهدؾ إلى تحقٌق المصلحة العامة دون ترجٌح مصلحة المقاولة على مصالح‬
‫الدائنٌن أو العكس‪ ،‬وباعتباره من األجهزة ذو خبرة وكةاءة قانونٌة عالٌة من أجل تمثٌل‬
‫‪93‬‬
‫الجمعٌة‪.‬‬
‫وبخبلؾ األمر بالنسبة للدائنٌن‪ ،‬فقد ال ٌتوفرون على رصٌد معرفً وقانونً ٌإهلهم من‬
‫رئاسة جمعٌة الدائنٌن وتمثٌلها أمام القضاء وبالتالً حماٌة حقوقهم‪ ،‬ناهٌك عن الدور‬
‫الرٌادي الذي ٌضطلعون به الدائنون هو التسابق نحو تحقٌق الربح‪ ،‬وهو ما قد ٌتعارض‬
‫وخصوصٌات رئاسة وتمثٌل باقً الدائنٌن اآلخرٌن داخل الجمعٌة المذكورة الستةاء‬
‫حقوقهم‪.‬‬
‫وفً مقابل جعل السندٌك رئٌسا لجمعٌة الدائنٌن‪ ،‬خول المشرع المؽربً ضمانة هامة‬
‫لحماٌة حقوق الدائنٌن تتمثل فً تقرٌر مصٌر السندٌك من خبلل استبداله بآخر كلما تبٌن لهم‬
‫مثبل أنه ٌتخذ قرارات فردٌة ٌكون ورائها اإلضرار بمصالح الدائنٌن‪ ،‬أو عدم االستماع‬
‫القتراحات جمعٌة الدائنٌن‪ ،‬أو فً حالة التواطإ مع رئٌس المقاولة … وفً هذه الحالة‬
‫ٌصبح القاضً المنتدب هو الساهر على رئاسة الجمعٌة مإقتا رٌثما ٌتم اختٌار سندٌك آخر‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى المادة ‪ 608‬نجد أن الجمعٌة تتؤلؾ من رئٌس المقاولة وهدا من بٌن‬
‫االصطبلحات التشرٌعٌة الكتاب الخامس من مدونة التجارة ‪ ,‬حولت لرئٌس المقاولة‬
‫صبلحٌات مهمة من خبلل إعادة الثقة فٌه ولٌس كما كان علٌه األمر من قبل بحٌث ٌتم‬
‫استبعاده على أساس سوء النٌة‪ ،‬وحسن عمل المشرع المؽربً الن رئٌس المقاولة والدائنٌن‬
‫كانت تجمعهم الثقة واالئتمان لوال الظروؾ التً عرفتها المقاولة وان التعاون فٌما بٌنهما قد‬
‫ٌنتج عنه حلول أفضل بتوجٌه من السندٌك‪.‬لكن مادا عن حالة التً ٌمتنع فٌها رئٌس المقاولة‬
‫من االنضمام فً تشكٌل الجمعٌة‪ ،‬هل هذا ٌإثر على تشكٌلها ؟‬
‫الحقٌقة أنا المشرع سكت ولم ٌحدد الجزاء لرئٌس المقاولة فً هاته الحالة ‪ ,‬لكن نعتقد أن‬
‫ؼٌاب رئٌس المقاولة ال ٌإثر على تؤسٌس جمعٌة الدائنٌن طالما أن الهدؾ من تؤسٌس هده‬
‫الجمعٌة هو خدمة مصالح الدائنٌن بالدرجة األولى ومصلحة المقاولة بالدرجة الثانٌة‪ 94,‬وأن‬
‫وجود رئٌس المقاولة فً هذه الجمعٌة له دور تكمٌلً وتوجٌهً لتحقٌق أهداؾ المقاولة‬
‫‪,‬والتشاور بٌنه و بٌن الدائنٌن من اجل الوصول إلى الحل المبلئم الذي ٌخدم األطراؾ معا‪.‬‬
‫وتتؤلؾ الجمعٌة أٌضا من الدائنٌن المسجلٌن فً قائمة الدٌون المصرح بها التً ٌسلمها‬
‫السندٌك إلى القاضً المنتدب وفقا لمقتضٌات المادة ‪ ،727‬الذٌن لم ٌبد للسندٌك بشؤن‬
‫دٌونهم أي اقتراح برفضها أو بإحالتها على المحكمة وذلك عندما تتم دعوة الجمعٌة لبلنعقاد‬

‫‪ 93‬زكرٌاء رٌاحً اإلدرٌسً‪ :‬قراء فً مضامسن جمعٌة الدائنٌن وفق قانون ‪ 73.17‬مقال منشور فً مجلة الةقه والقانون‬
‫‪ ,‬العدد الرابع والسبعون ‪ :‬دجنبر ‪ 2118‬ص ‪. 84‬‬
‫‪ 94‬زكرٌاء رٌاحً اإلدرٌسً ‪ ,‬مجلة الةقه والقانون ‪,‬مرجع سابق ص ‪85‬‬

‫‪53‬‬
‫قبل تارٌخ إٌداع القائمة المنصوص علٌها فً الةقرة األولى من المادة ‪ 732‬بكتابة الضبط‪،‬‬
‫ما لم ٌؤذن لهم القاضً المنتدب بالمشاركة فً أشؽالها‪:‬‬
‫و المبلحظ من هذه الةقرة أنها تتطلب نوعا من التحلٌل والتبسٌط‪ ،‬فكما هو معلوم فالسندٌك‬
‫عندما ٌتلقى بالتصرٌحات بالدٌون من قبل الدائنٌن ٌقوم بتحقٌق أولً‪ ،‬ثم ٌبدي بعض‬
‫المقترحات بخصوصها وال ٌقرر فٌها‪ ،‬الن هذه المهمة تعود للقاضً المنتدب‪ ،‬والسندٌك‬
‫دوره اقترا ح إما اقتراح قبول الدٌون كلها أو بعضها‪ ،‬أو اقتراح رفضها‪ ،‬أو ٌحٌلها مباشرة‬
‫على المحكمة دون أي اقتراح ‪.‬‬
‫وبالتالً فانه إذا تمت دعوة جمعٌة الدائنٌن النعقاد قبل إبداع السندٌك لتلك القائمة‬
‫المنصوص إلٌها فً فً المادة ‪,732‬فان الجمعٌة تتؤلؾ فً هاته الحالة من جمٌع الدائنٌن‬
‫المسجلٌن فً قائمة الدٌون المصرح بها ‪ ,‬الذٌن لم ٌبد السندٌك بشان دٌونهم آي اقتراح‬
‫ٌرفضها أو بالتحام مباشرة إلى المحكمة دون أي اقتراحات ‪ ,‬وال ٌمكنهم المشاركة فً‬
‫أشؽال الجمعٌة إال إذا سمح لهم القاضً المنتدب‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى الةقرة الرابعة من المادة ‪ 608‬من قانون ‪ 73.17‬نجدها تنص على انه‬
‫تتؤلؾ أٌضا من "الدائنٌن الدٌن أدرجت مقررات قبول دٌونهم فً القائمة المنصوص علٌها‬
‫فً الةقرة األولى من المادة ‪ ,732‬لذا كتابة الضبط وذلك بعد ما تتم دعوة الجمعٌة النعقاد‬
‫بعد تارٌخ إٌداع هده القائمة"والذي ٌتضح من هنا أنها تتؤلؾ فقط من الدائنٌن الذٌن قبل‬
‫السندٌك التصرٌح بدٌونهم‪ ،‬وبالتالً إخراج الدائنٌن الذٌن رفضت التصرٌح بدٌونهم وكذالك‬
‫الدائنٌن الذٌن تمت إحالتهم إلى المحكمة مباشرة دون أي اقتراحات‪ .‬وذلك عندما تتم دعوة‬
‫الجمعٌة لبلنعقاد بعد تارٌخ إٌداع هذه القائمة بكتابة الضبط ‪.‬‬
‫والسإال الذي ٌطرح نةسه فً هدا الصدد هو مدى تؤثٌر ؼٌاب تعدد الدائنٌن على تؤسٌس‬
‫الجمعٌة‪ ،‬بمعنى آخر هل ٌمكن تصور تؤسٌس الجمعٌة ولو بدائن واحد؟‬
‫إن التشرٌع المؽربً ساكت عن هذه اإلشكالٌة‪ ،‬لذلك ٌمكن القول من الناحٌة النظرٌة‪،‬‬
‫ٌصعب تصور إنشاء الجمعٌة بدائن واحد‪ ،‬على اعتبار أن المشرع المؽربً لم ٌخول‬
‫إمكانٌة إنشاء جمعٌة الدائنٌن إال لبعض المقاوالت الكبرى المتوفرة على بعض الشروط كما‬
‫هً محددة فً المادة ‪ 606‬من القانون ‪ ،73-17‬وال شك أن المقاوالت الكبرى تقوم على‬
‫مجموعة من المعامبلت مع مختلؾ الشرائح والةئات األمر الذي ٌةترض نظرٌا تعدد‬
‫الدائنٌن‪.95‬‬
‫وبالتالً ٌتضح من خبلل ما سبق دراسته أن المشرع حصر تؤلٌؾ جمعٌة الدائنٌن فً‬
‫األشخاص المنصوص علٌهم فً المادة ‪,608‬وكل دالك من اجل الدفاع عن مصالح الدائنٌن‬
‫بالدرجة األولى وانقاد المقاولة بالدرجة الثانٌة ‪.‬‬
‫‪ 95‬زكرٌاء رٌاحً اإلدرٌسً ‪ ,‬مجلة الةقه والقانون ‪,‬مرجع سابق ص ‪85‬‬

‫‪54‬‬
‫ثاَُا ‪ :‬اَعماد جًعُح انذائٍُُ ‪:‬‬
‫طبقا لمقتضٌات المادة ‪ 609‬من مدونة التجارة ‪ ,‬تنعقد الجمعٌة بدعوة من السندٌك‪ ،‬وفً‬
‫حالة عدم قٌامه بذلك من طرؾ القاضً المنتدب تلقائٌا أو بطلب من رئٌس المقاولة أو من‬
‫واحد أو أكثر من الدائنٌن‪.‬‬
‫بحٌث نبلحظ أن المشرع أعطى صبلحٌة دعوة جمعٌة الدائنٌن النعقاد لجمع األطراؾ‬
‫الدٌن تتؤلؾ منهم الجمعٌة ‪ ,‬إذا لم ٌقم السندٌك بدالك ‪ .‬وهذا ٌبرهن على السٌاسة الحمائٌة‬
‫التً سار علٌها المشرع المؽربً للدائنٌن بإعطائهم صبلحٌة دعوة الجمعٌة لبلنعقاد‪.‬‬
‫أما إذا تعلق األمر باستبدال السندٌك‪ ،‬فإن الجمعٌة تنعقد بدعوة من القاضً المنتدب‪.‬‬
‫تتم دعوة الجمعٌة لبلنعقاد بواسطة إشعار ٌنشر فً صحٌةة مخول لها نشر اإلعبلنات‬
‫القانونٌة والقضائٌة واإلدارٌة وٌعلق فً لوحة معدة لهذا الؽرض فً المحكمة‪ ،‬كما ٌمكن‬
‫الدعوة إلى انعقادها بواسطة استدعاء ٌوجه إلى الدائنٌن فً موطنهم المختار‪ ،‬أو بطرٌقة‬
‫إلكترونٌة‪.‬‬
‫كما ٌتضمن هذا اإلشعار مكان وٌوم وساعة عقد الجمعٌة وموضوع تداولها‪ .‬وٌشار فٌه إلى‬
‫حق الدائنٌن فً االطبلع على الوثائق المنصوص علٌها فً المادة ‪ 612‬من مدونة التجارة‬
‫بمقر المقاولة أو فً أي مكان آخر ٌحدد فً اإلشعار‪ .‬كما ٌجب أن ٌشار فً اإلشعار إلى أن‬
‫عدم حضور أي من الدائنٌن أو وكٌله ٌعتبر بمثابة موافقة على أي قرار تتخذه الجمعٌة‪.‬‬
‫وبالتالً ٌتضح أن المشرع اعتمد آلٌة اإلخبار والتبلٌػ من اجل انعقاد الجمعٌة وبلوؼها‬
‫ألهدافها ‪ ,‬وذلك تعزٌا للدور الحمائً للحقوق الدائنٌن عن طرٌق تمكٌن السندٌك للدائنٌن من‬
‫جمٌع الوثائق المشار إلٌهم فً المادة ‪ , 612‬وأٌضا بإخبارهم بتارٌخ االنعقاد ‪,‬وإٌقاع جزاء‬
‫على الدائنٌن الدٌن سٌؽٌبون ٌوم انعقاد الجمعٌة أال وهو اعتبار ؼاٌتهم بمثابة موافقة على‬
‫قرارات الجمعٌة وبالتالً حثهم على الحضور من اجل التداول فً القرارات التً سٌتم‬
‫اتخاذها ‪.‬‬
‫وفً حالة دعوة الجمعٌة للتداول بشؤن تؽٌٌر أهداؾ ووسائل مخطط االستمرارٌة طبقا‬
‫لمقتضٌات المادة ‪ٌ ،629‬شار فً اإلشعار كذلك إلى أنه على الدائنٌن ؼٌر الموافقٌن على‬
‫تؽٌٌر التخةٌضات الواردة فً مخطط االستمرارٌة أن ٌتقدموا باقتراحاتهم خبلل انعقاد‬
‫الجمعٌة‪.‬‬
‫ولقد حدد المشرع تارٌخ تقدٌم الدعوة لبلنعقاد وكدا شروط صحة مداوالت الجمعٌة وأٌضا‬
‫محضر الدائنٌن ٌحرر من اجل إثبات حضورهم لمداولة الجمعٌة‪.‬‬
‫اجل تقدٌم الدعوة النعقاد الجمعٌة ‪:‬‬

‫‪55‬‬
‫بالرجوع إلى المادة ‪ 610‬من مدونة التجارة نجدها تنص على انه توجه الدعوة النعقاد‬
‫الجمعٌة داخل اجل‪:‬‬
‫‪1‬ــ خمسة أٌام من تارٌخ عرض السندٌك على القاضً المنتدب مشروع مخطط التسوٌة‬
‫الستمرارٌة نشاط المقاولة وفق مقتضٌات المادة ‪ 595‬أعبله‪ ،‬فً حالة دعوتها للتداول بشؤن‬
‫مشروع المخطط المذكور‪.‬‬
‫‪ - 2‬فً ٌوم العمل الموالً لتارٌخ توصل السندٌك بمشروع مخطط التسوٌة الستمرارٌة‬
‫نشاط المقاولة الذي ٌقترحه الدائنون وفق مقتضٌات المادة ‪ 615‬أدناه‪ ،‬فً حالة دعوتها‬
‫للتداول بشؤن مشروع المخطط المذكور‪.‬‬
‫‪ -3‬فً ٌوم العمل الموالً لتارٌخ إٌداع تقرٌر السندٌك بشؤن تؽٌٌر أهداؾ ووسائل مخطط‬
‫االستمرارٌة‪ ،‬لدى المحكمة وفق مقتضٌات الةقرة األولى من المادة ‪ 629‬أدناه‪ ،‬فً حالة‬
‫دعوتها للتداول بشؤنه‪.‬‬
‫‪ - 4‬خمسة أٌام من تارٌخ تقدٌم ملتمس االستبدال إلى القاضً المنتدب بصةته رئٌسا‬
‫للجمعٌة‪ ،‬فً حالة دعوتها للتداول بشؤن اقتراح استبدال السندٌك طبقا لمقتضٌات المادة‬
‫‪ 607‬أعبله‪ ،‬على أن ٌقدم الملتمس من طرؾ دائن أو عدة دائنٌن ٌملكون ما ال ٌقل عن ثلث‬
‫الدٌون المصرح بها‪.‬‬
‫‪ - 5‬خمسة أٌام من تارٌخ تقدٌم طلب التةوٌت إلى القاضً المنتدب‪ ،‬فً حالة دعوتها‬
‫للتداول بشؤن تةوٌت األصول المهمة المشار إلٌها فً المادة ‪. 618‬‬
‫ٌجب أال ٌقل األجل الةاصل بٌن تارٌخ نشر اإلشعار وتارٌخ انعقاد الجمعٌة‪ ،‬عن عشرٌن‬
‫ٌوما فً الحالة المنصوص علٌها فً البند األول من هذه المادة وعن عشرة أٌام فً باقً‬
‫الحاالت‪.‬‬
‫وٌتضح أن المشرع نص على اجل قصٌرة من اجل انعقاد الجمعٌة وهدا ٌدل وبجبلء على‬
‫رؼبة المشرع فً السٌر السرٌع للمسطرة خدمة لمصالح الدائنٌن فً استةاء حقوقهم ‪ ,‬وهده‬
‫اآلجال تختلؾ حسب الهدؾ الذي ستعقده الجمعٌة ألجله ‪.‬‬
‫ب – شروط صحة مداوالت الجمعٌة ‪:‬‬
‫حددت المادة ‪ 611‬شروط صحة مداوالت الجمعٌة ‪ ,‬وبناء على هدا النص ٌشترط لصحة‬
‫مداوالت الجمعٌة أن ٌحضرها الدائنون الدٌن ٌملكون على األقل ثلثً مبلػ الدٌون المصرح‬
‫بها ‪.‬‬
‫و فً حالة عدم توفر هذا النصاب‪ٌ ،‬حرر رئٌس الجمعٌة محضرا بهذا الشؤن‪ ،‬وٌحدد فٌه‬
‫تارٌخا جدٌدا النعقاد الجمعٌة‪ ،‬على أال ٌتجاوز أجل عشرة أٌام من تارٌخ انعقادها‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫ٌنشر إشعار بذلك فً صحٌةة مخول لها نشر اإلعبلنات القانونٌة والقضائٌة واإلدارٌة‪،‬‬
‫وتكون حٌنها مداوالت الجمعٌة صحٌحة أٌا كان مبلػ الدٌن الذي ٌمتلكه الدائنون‬
‫الحاضرون‪.‬‬
‫وتتخذ قرارات الجمعٌة بكٌةٌة صحٌحة‪ ،‬عندما ٌوافق علٌها الدائنون الحاضرون أو‬
‫الممثلون الذٌن ٌشكل المبلػ اإلجمالً لدٌونهم نصؾ مبلػ دٌون الدائنٌن الحاضرٌن أو‬
‫الممثلٌن الذٌن شاركوا فً التصوٌت‪.‬‬
‫تلزم القرارات المتخذة من طرؾ الجمعٌة المنعقدة بصةة قانونٌة الدائنٌن المتخلةٌن عن‬
‫الحضور‪.‬‬
‫ج – محضر جمعٌة الدائنٌن ‪:‬‬
‫تمسك عند انعقاد الجمعٌة ورقة حضور تبٌن هوٌة وموطن الدائنٌن أو وكبلئهم عند‬
‫االقتضاء‪ .‬وتوقع من طرفهم وتلحق بها التوكٌبلت البلزمة‪.‬‬
‫وٌحرر محضر الجتماع الجمعٌة ٌوقعه رئٌسها‪ ،‬وٌضمن فٌه تارٌخ ومكان انعقاد االجتماع‬
‫وجدول أعماله‪ ،‬وموضوع تداولها والنصاب الذي تم بلوؼه والوثائق المعروضة علٌها‬
‫ونتائج التصوٌت‪ .‬وتلحق به ورقة الحضور المنصوص علٌها فً الةقرة السابقة طبقا للمادة‬
‫‪.614‬‬
‫وأخٌرا ٌتضح أن المشرع خلق هده اآللٌة (جمعٌة الدائنٌن ) لحماٌة الدائنٌن قبل كل شًء‬
‫واحكم تنظٌمها وأطرها بنصوص قانونٌة دقٌقة ‪.‬وأالن ال ٌسعنا إال أن نستعرض صبلحٌات‬
‫وجدوى جمعٌة الدائنٌن ودالك ما سٌكون موضوع الدراسة فً ( المطلب الثانً )‪.‬‬

‫انًطهة انثاٍَ ‪ :‬دوس وجذوي جًعُح انذائٍُُ ‪:‬‬


‫لقد أعاد المشرع المؽربً االعتبار للدائنٌن من خبلل منحهم صبلحٌات مهمة على مستوى‬
‫تقرٌر الحل والبحث عن الحلول الكةٌلة لتحقٌق دٌونهم ‪ .‬وبالتالً سنحدد ادوار جمعٌة‬
‫الدائنٌن (كةقرة أولى ) وثم جدوى تةعٌل المشرع لهده اآللٌة (كةقرة ثانٌة)‪.‬‬

‫انفمشج األونً ‪ :‬دوس جًعُح انذائٍُُ‪.‬‬


‫عمل المشرع المؽربً من خبلل المادة ‪ 607‬من القانون ‪ 73.17‬على تحدٌد صبلحٌات‬
‫وادوار مهمة لجمعٌة الدائنٌن (أوال) ثم عززها بالٌات من اجل القٌام بهده األدوار (تؤنٌا)‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫أوال ‪ :‬ادواس وصالحُاخ جًعُح انذائٍُُ‪:‬‬
‫تطرقت المادة ‪ 607‬إلى صبلحٌات وادوار جمعٌة الدائنٌن على مستوى موضوع االنعقاد‬
‫والتداول من قبل جمعٌة الدائنٌن ‪ ,‬وٌتجلى دالك فً ‪:‬‬
‫‪ -‬التداول فً مشروع مخطط التسوٌة الستمرارٌة نشاط المقاولة المشار إلٌه فً المادة ‪595‬‬
‫‪,‬وكما هو معلوم فقد أناطت المادة ‪ 595‬من القانون ‪ 71.17‬السندٌك بمهمة إعداد تقرٌر‬
‫للموازنة المالٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة للمقاولة ‪ ,‬و على ضوء هذه الموازنة‪ٌ ،‬قترح‬
‫السندٌك إما مخططا للتسوٌة ٌضمن استمرارٌة المقاولة أو تةوٌتها إلى أحد األؼٌار أو‬
‫التصةٌة القضائٌة‪.‬‬
‫والمبلحظ من هدا اآلمر أن المشرع قصر مداوالت جمعٌة الدائنٌن فقط إذا كان تقرٌر‬
‫السندٌك ٌروم إلى اختٌار مخطط التسوٌة سواء تعلق األمر بمخطط االستمرارٌة أو مخطط‬
‫التةوٌت ‪ ,‬مستبعدا بدالك إمكانٌة التداول إذا كان التقرٌر ٌروم إلى األخذ بمخطط التصةٌة‬
‫القضائٌة ‪.‬‬
‫وفً حالة قبول المخطط من قبل الجمعٌة ٌقوم السندٌك برفع المخطط المذكور إلى المحكمة‬
‫فً ٌوم العمل الموالً لتارٌخ انعقاد الجمعٌة‪ 96.‬إما فً الحالة التً ٌرفض فٌها المخطط‬
‫سواء من قبل الدائنٌن أو بعضهم‪.‬‬
‫فإنه ٌتعٌن على الدٌن لم ٌصوتوا أٌا كان عددهم أن ٌتقدوا بمخطط بدٌل إلى السندٌك ودلك‬
‫داخل اجل ‪ٌ 15‬وما من تارٌخ االنعقاد ‪.‬‬
‫مشروع مخطط التسوٌة الستمرارٌة نشاط المقاولة الذي ٌقترحه الدائنون وفقا لمقتضٌات‬
‫الةقرة الثالثة من المادة ‪ ,615‬وال شك أن منح جمعٌة الدائنٌن فً ظل القانون الجدٌد إمكانٌة‬
‫اقتراح مخطط التسوٌة الستمرارٌة نشاط المقاولة ٌترجم المكانة الجدٌدة التً أصبحت تلعبها‬
‫هده األخٌرة تحقٌقا للبعد التشرٌعً الجدٌد المتمثل فً االرتقاء بهده المإسسة باعتبار أن‬
‫الدائنٌن أصبحوا ٌلعبون الدور األمثل فً البحث عن الحل وإدارة الصعوبات ‪ .‬وبالتالً‬
‫إشراك جمٌع الدائنٌن فً إطار جبهة موسعة ‪,‬مدام أن المصلحة العامة تةرض اشتراك‬
‫‪97‬‬
‫جمٌع الدائنٌن‪.‬‬
‫والدور الثالث المنوط بهده الجمعٌة هو تؽٌٌر أهداؾ ووسائل مخطط التسوٌة الستمرارٌة‬
‫نشاط المقاولة عند تطبٌق مقتضٌات المادة ‪ , 629‬وبالتالً ٌحق لجمعٌة الدائنٌن تؽٌٌر من‬
‫وسائل وأهداؾ مخطط االستمرارٌة فً الحالة التً ٌتبٌن للجمعٌة أن األهداؾ والوسائل‬
‫المحددة سابقا ؼٌر فعالة وال تروم إلى استمرارٌة نشاط المقاولة ‪ ,‬ومع داك الٌمكن تؽٌٌر‬

‫‪ 96‬استنادا للةقرة األولى من المادة ‪ 615‬من القانون ‪ 73.17‬المتعلق بمساطر صعوبات المقاولة‪.‬‬
‫‪ 97‬فتٌحة مشماشً ‪ ,‬أزمة صعوبات المقاولة ‪ ,‬أطروحة لنٌل دكتورة الدولة فً الحقوق ‪ ,‬م س ص ‪.51‬‬

‫‪58‬‬
‫أهداؾ ووسائل مخطط االستمرارٌة إال بحكم من المحكمة ودلك بطلب من رئٌس المقاولة‬
‫وبناء على تقرٌر السندٌك إذا كان من شانه تؽٌٌر أهداؾ ووسائل مخطط االستمرارٌة‬
‫والتؤثٌر سلبٌا على التخةٌضات أو اآلجال التً وافق علٌها الدائنون تجنبا لئلضرار بحقوقهم‬
‫‪ ,‬بحٌث تبت المحكمة بعد االستماع لؤلطراؾ وألي شخص ٌعنٌه األمر أو بعد استدعائهم‬
‫بشكل قانونً‪ .‬كما ٌمكن للمحكمة أن تقضً بةسخ مخطط االستمرارٌة وفقا للشكلٌات‬
‫واآلثار المنصوص علٌها فً المادة ‪ 634‬والتً أكدت انه فً الحالة التً ال تنةذ المقاولة‬
‫التزاماتها المحددة فً المخطط‪ ،‬أو لم ٌنةذ هذا المخطط فً اآلجال المحددة‪ٌ ،‬تعٌن على‬
‫المحكمة أن تقضً تلقائٌا أو بطلب من أحد الدائنٌن‪ ،‬وبعد االستماع إلى السندٌك واستدعاء‬
‫رئٌس المقاولة‪ ،‬بةسخ مخطط االستمرارٌة وتقرر التصةٌة القضائٌة للمقاولة‪.‬‬
‫وأٌضا من األدوار المنوطة بهده الجمعٌة هو طلب استبدال السندٌك المعٌن طبقا لمقتضٌات‬
‫المادة ‪ ,677‬وعمبل بمقتضٌات المادة ‪ 677‬من القانون ‪ 73.17‬نجدها تقر بإمكانٌة استبدال‬
‫السندٌك بطلب من النٌابة العامة ومن طرؾ جمعٌة الدائنٌن فً الحاالت التً تشكل فٌها هذه‬
‫الجمعٌة طبقا للمادة ‪, 606‬أو من طرؾ القاضً المنتدب تلقائٌا أو بناء على تشك لدٌه من‬
‫رئٌس المقاولة أو أحد الدائنٌن ‪ ,‬أو من طرؾ رئٌس المقاولة أو الدائن الذي لم ٌبت القاضً‬
‫المنتدب فً تشكٌه داخل أجل ‪ٌ 15‬وما‪.‬‬
‫وفً حالة إعةاء السندٌك ٌجب أن ٌقدم إلى السندٌك الجدٌد جمٌع الوثائق المتعلقة بالمسطرة‪،‬‬
‫وتقرٌرا بالحسابات المرتبطة بها‪ ،‬داخل أجل ‪ 10‬أٌام من تارٌخ إعةائه من مهامه‪ ،‬وٌظل‬
‫‪98‬‬
‫السندٌك المعةى ملزما بالسر المهنً ‪.‬‬
‫ٌمكن للجمعٌة أن تتداول أٌضا بخصوص تةوٌت واحد أو أكثر من األصول المهمة المشار‬
‫إلٌها فً المادة ‪ ,618‬وهنا ٌكمل الدور التقرٌري و الةعلً ألعضاء الجمعٌة من خبلل‬
‫اإلقدام على تةوٌت واحد أو أكثر من األصول المهمة للمقاولة المعنٌة ‪ ,‬وذلك بطلب مبرر‬
‫ٌقدمه أحد الدائنٌن إلى القاضً المنتدب الذي ٌبت فٌه داخل أجل ‪ 10‬أٌام من تارٌخ إٌداعه‪.‬‬
‫ولتعزٌز األدوار التً سبق وان تطرقنا إلٌها أعبله وضع المشرع المؽربً مجموعة من‬
‫اآللٌات التً تهدؾ إلى هده الؽاٌة وهدا ما سنعمل على توضٌحه ‪.‬‬

‫ثاَُا ‪ :‬آنُاخ تعضَض أدواس وعًم جًعُح انذائٍُُ وانجذوي يُها ‪:‬‬
‫لقد رعى المشرع المؽربً من خبلل تنظٌمه لمقتضٌات جمعٌة الدائنٌن مجموعة من اآللٌات‬
‫التً تصب فً مصلحة الجمعٌة سواء تعلق األمر بتعزٌز آلٌات اإلخبار أو التبلٌػ أو تبنً‬
‫أجال مضبوطة ودقٌقة ‪.‬‬
‫– على مستوى اإلخبار والتبلٌػ ‪:‬‬

‫‪ 98‬المادة ‪ 677‬من القانون ‪ 73.17‬المتعلق بمساطر صعوبة المقاولة‬

‫‪59‬‬
‫فً ظل تعزٌز عمل ودور جمعٌة الدائنٌن ‪ ,‬اعتمد المشرع على آلٌات هامة لتحقٌق هده‬
‫األدوار الجدٌدة والرفع من مكانة هده المإسسة من الشكلٌة إلى الةعالٌة ودلك باعتماد آلٌات‬
‫التبلٌػ واإلخبار ‪.‬‬
‫بحٌث أن كل عمل ٌقوم به السندٌك فً إطار السٌر العادي لمساطر التسوٌة القضائٌة وال‬
‫ٌجب أن ٌكون لجمعٌة الدائنٌن الدراٌة بشؤنه ضمانا لحماٌة حقوقهم وعلٌه فانه ٌتعٌن على‬
‫السندٌك أن ٌضع رهن إشارة الجمعٌة جمٌع المعلومات والقرارات المتخذة وإشعارهم بكل‬
‫األمور التً تصب فً مصلحة الجمعٌة ‪.‬‬
‫ومن خبلل القانون ‪ 73.17‬أكد المشرع المؽربً على هدا التوجه بحٌث أن السندٌك ٌجب‬
‫أن ٌضع عدة وثائق منصوص علٌها فً المادة ‪ 612‬رهن إشارة الدائنٌن ابتداء من الٌوم‬
‫الموالً من نشر اإلشعار والى ؼاٌة تارٌخ انعقاد الجمعٌة ‪ .‬هدا أو ٌتعٌن أن ٌضع السندٌك‬
‫رهن إشارة جمعٌة الدائنٌن كل هده المعلومات فً فترة انعقاد الجمعٌة‪ ,‬وتعزٌزا للدور‬
‫الحمائً للحقوق جمعٌة الدائنٌن ‪ ,‬وانه فً حالة التً ٌمتنع فٌها السندٌك من تزوٌد الدائنٌن‬
‫بالمعلومات المشار إلٌها أعبله ‪ ,‬نجد الةقرة الخٌرة من المادة ‪ 612‬تنص ‹‹إذا لم ٌتمكن أي‬
‫دائن من االطبلع على الوثائق المذكورة أو رفض السندٌك اطبلعه علٌها‪ٌ ،‬مكنه رفع األمر‬
‫إلى القاضً المنتدب قصد اإلذن له باالطبلع علٌها داخل األجل المشار إلٌه فً الةقرة‬
‫األولى أعبله»‪.‬‬
‫وتؤكٌدا للطابع اإلعبلمً حول المشرع طٌلة فترة تنةٌذ مخطط االستمرارٌة لكل دائن بناء‬
‫على طلب مقدم إلى السندٌك االطبلع بمقر المقاولة على ‪:‬‬
‫‪ -‬المعلومات المتعلقة بالوضعٌة المالٌة للمقاولة بما فٌها وضعٌة األصول والخصوم مع بٌان‬
‫تةصٌلً للخصوم ذات االمتٌاز والخصوم العادٌة‪.‬‬
‫‪ -‬تدفقات الخزٌنة‪.‬‬
‫‪ -‬المعلومات ؼٌر المالٌة التً ٌمكن أن تإثر على تنةٌذ المقاولة اللتزاماتها مستقببل‪.‬‬
‫هذا وتضٌؾ الةقرة األخٌرة من المادة ‪ 619‬على أحقٌة كل دائن سواء شخصٌا أو بواسطة‬
‫وكٌل‪ ،‬الحصول على نسخ من الوثائق المذكورة أعبله على نةقته‪.‬‬
‫وال شك أن من أهم المستجدات التً جاء بها القانون ‪ 73.17‬هو ٌبنً طرٌقة جدٌدة للتبلٌػ‬
‫والدعوة إلى التعاقد وهً الطرٌقة االلكترونٌة فً الدعوة واالنعقاد وال محالة من كون‬
‫الهدؾ من دالك هو إشراك جمٌع الدائنٌن فً انعقاد الجمعٌة وعدم االحتجاج بمشكل الؽٌاب‬
‫سٌنا من قبل الدائنٌن الؽٌر متواجدٌن داخل البلد التً توجد به المقر االجتماعً للمقولة ‪.‬‬
‫– على مستوى اآلجال والطابع السري‬

‫‪61‬‬
‫عند تصحح المواد المتعلقة بتنظٌم جمعٌة الدائنٌن ‪ٌ,‬تضح هٌمنة معطى اآلجال على جل‬
‫مقتضٌاته بحٌث ٌمٌز المشرع بٌن أجال مختلةة منها ما ٌتعلق بآجال دعوة جمعٌة الدائنٌن‬
‫لبلنعقاد‪ 99.‬والتً تحدد فً ٌوم واحد أو ‪ٌ 15‬وم أو ‪ 10‬أٌام تختلؾ حسب األحوال ‪ ,‬ومنها‬
‫ما ٌتعلق بآجال المصادقة على المخطط‪ 100.‬والتً حددت فً مجملها فً ‪ 10‬أٌام ‪ ,‬نهٌك‬
‫عن بعض اآلجال األخرى ‪,‬من دلك اآلجال الذي ٌتعٌن فٌه الدائنٌن ‪ ,‬إعداد مخطط تسوٌة‬
‫جدٌد بالنسبة لمن لم ٌصوتوا لصالح المخطط المقترح من قبل ‪ ,‬وٌتعلق األمر هنا بؤجل ‪15‬‬
‫ٌوما ‪ .‬إذا فالؽاٌة التشرٌعٌة من وضع اآلجال المتسمة بقصرها هً خٌر دلٌل على اإلرادة‬
‫التشرٌعٌة فً السٌر السرٌع للمسطرة خدمة من جهة لمصالح الدائنٌن فً استةاء حقوقهم ‪,‬‬
‫ومن جهة أخرى خدمة مصالح المقاولة من خبلل ضمان استمرارها وتسوٌة وضعٌتها ‪.‬‬
‫على مستوى أخر ‪ ,‬نجد المشرع المؽربً ٌحث على معطى فً ؼاٌة من األهمٌة إال وهو‬
‫عنصر السرٌة ‪,‬حٌث نصت المادة ‪ 613‬من القانون ‪ 73.17‬على انه ‹‹ ال ٌمكن استعمال‬
‫أي من المعلومات المشار إلٌها فً المادة السابقة و المادة ‪ 619‬أدناه من هذا القانون ضد‬
‫المقاولة فً أي مسطرة أو دعوى أو أمام أي جهة كانت‪ ،‬إال بموافقتها الصرٌحة‪ ،‬ما لم‬
‫ٌتعلق األمر بدٌن عمومً»‪.‬‬
‫والؽاٌة من وراء التنصٌص صراحة على مبدأ السرٌة هو حماٌة لحقوق وسمعة المقاولة‬
‫بالدرجة األولى ‪ ,‬الن من شؤن شٌوع خبر تعرضها لمرحلة التوقؾ عن الدفع وخضوعها‬
‫لمساطر التنوٌه أن ٌسئ بالسمعة التجارٌة للمقاولة اإلضرار بمصالحها ‪.‬‬
‫أخٌرا ٌمكن القول أن المشرع المؽربً اسند هده المهام التً سبق ذكرها وعززها بالٌات‬
‫من اجل تحقٌقها ‪ ,‬وؼاٌته من دلك هً حماٌة مصالح الدائنٌن وإعادة االعتبار لهم فً‬
‫مسلسل استمرارٌة المقاولة‪.‬‬

‫انفمشج انثاَُح‪ :‬جذوي جًعُح انذائٍُُ‪.‬‬


‫أسوة بكتلة الدائنٌن الموجودة فً قانون اإلفبلس ورد االعتبار‪ ،‬عمل المشرع المؽربً من‬
‫خبلل القانون ‪ 73.17‬على التنصٌص على ما ٌسمى بجمعٌة الدائنٌن‪ ،‬كخطوة مهمة وجرٌئة‬
‫فً هذا المجال‪ ،‬بعد أن كان الدائنٌن فً القانون القدٌم متةرقٌن‪ ،‬كل ٌتهافت على مصالحه‬
‫دون اتحاد‪ ،‬وألن جمعٌة الدائنٌن مستجد جدٌد فمن المنتظر أن تلعب دورا حٌوٌا فً حماٌة‬
‫الدائنٌن فً ظل مساطر صعوبات المقاولة‪ ،‬نظرا لما تشكله هذه الجمعٌة من اتحاد بٌن‬
‫الدائنٌن‪ ،‬الشًء الذي سٌإدي فً حالة ما استؽلت هذه الجمعٌة على أحسن وجه إلى إقرار‬
‫مخطط االستمرارٌة الذي ٌتوخاه الدائنٌن وٌرونه فً صالحهم‪ ،‬ولعل الجدوى األساسٌة فً‬
‫التً ٌمكن الحدٌث عن فً هذا الصدد هً لم شمل الدائنٌن بالصٌؽة التً تمكنهم من معرفة‬
‫‪ٌ 99‬تعلق األمر بالمواد اآلتٌة ‪ 611 – 611 :‬من القانون ‪ 73.17‬المتعلق بمساطر صعوبات المقاولة ‪.‬‬
‫‪ٌ 100‬تعلق األمر بالمواد ‪ 618-617-616-615‬من القانون ‪. 73.17‬‬

‫‪61‬‬
‫كل األمور المحٌطة بالمقاولة سواء فٌما ٌتعلق بوضعٌتها المالٌة أو االقتصادٌة من جهة أو‬
‫فٌما ٌتعلق بمخطط االستمرارٌة ومراحله‪ ،‬ولعل قٌاس جدوى جمعٌة الدائنٌن هنا ٌرتبط‬
‫أساسا بةعالٌتها على مستوى أداء األدوار المنوطة بها كجمعٌة هدفها األول واألخٌر حماٌة‬
‫الدائنٌن‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫خاتًح‪:‬‬
‫قلنا فً البداٌة أننا سنسبح ضد تٌار‪ ،‬وسنحاول تلقؾ كل ما قد تلتقطه أعٌننا أو مسامعنا عن‬
‫آلٌات حماٌة الدائنٌن فً نظلم صعوبات المقاولة‪ ،‬هذه اآللٌات التً حولنا جردها بتمعن‬
‫واستنطاق واستقراء‪ ،‬مع عقد مقارنة بٌن القانون القدٌم والقانون رقم ‪ 73.17‬كلما سنحت لنا‬
‫الةرصة‪ ،‬مع تدعٌم ذلك بالقرارات والحكام القضائٌة لكونها تشكل أرضٌة خصبة الختبار‬
‫قواعد نظام صعوبات المقاولة‪ ،‬للكشؾ عن عٌوبه ومزاٌاه أو هما معا فٌما ٌتعلق بعنصر‬
‫الحماٌة التً وفرها المشرع للدائنٌن للدائنٌن‪ ،‬ولعل ما تؤكد لدٌنا من خبلل تناولنا لهذا‬
‫الموضوع‪ ،‬هو االرتكان الؽٌر مةهوم والؽٌر مبرر للمشرع المؽربً إلى المركز القانونً‬
‫للدائنٌن فً عبلقته مع المقاولة على حساب المركز االقتصادي‪.‬‬
‫إن من ٌتمعن فً اآللٌات المختلةة التً شرعها المشرع قصد حماٌة الدائنٌن‪ ،‬رؼم‬
‫محدودٌتها‪ ،‬ستتكون لدٌه صورة عامة عن اإلجحاؾ الذي ٌتعرض له الدائنٌن فً ظل‬
‫مساطر صعوبات المقاولة‪ ،‬هذا اإلجحاؾ الذي ٌنطلق فً بداٌته من واقعة التوقؾ عن الدفع‬
‫وما ٌلٌها من إجراءات تعقب حكم فتح المسطرة‪ ،‬مرورا بآلٌة التصرٌح والٌة التحقٌق اللتان‬
‫ال تمكنان الدائنٌن من استٌةاء حقوقهم‪ ،‬فقط ما ٌمكن القول عنها أنها تظل فً عمقٌهما ـ أي‬
‫آلٌة التصرٌح والٌة التحقٌق ـ مجرد إجراءات ممهدة وضرورٌة فً للسندٌك وللمقاولة قصد‬
‫إعداد الموازنة المالٌة واالقتصادٌة االجتماعٌة والقانونٌة‪ ،‬فباستثناء بعض الممٌزات‬
‫الخاصة التً ٌتمتع بها األجراء باعتبارهم ٌخضعون لمقتضٌات قانون الشؽل‪ ،‬فإن باقً‬
‫الدائنٌن ٌرهقون باإلجراءات المختلةة المتعلقة بنظام صعوبات المقاولة‪ ،‬وأي تماطل من‬
‫طرؾ الدائن‪ ،‬فإنه ملزم ؼن أراد دٌنه بإتباع إجراءات أعقد وأكثر كلةة‪ ،‬ووصوال لآللٌات‬
‫المضمنة فً العقود الجارٌة‪ ،‬فإنه ٌمكننا القول دون ترٌث‪ ،‬أن المشرع لم ٌةكر فً المتعاقد‬
‫مع المقاولة بشكل بات‪ ،‬بل جعل أمواله فً خدمة المقاولة‪.‬‬
‫أما فٌما ٌتعلق باآللٌات الموضوعٌة‪ ،‬فٌجب اإلشارة أن هذه اآللٌات فً مجملها ال ٌستةٌد‬
‫منها إال دائنٌن ذو طبٌعة خاصة‪ ،‬حق االمتٌاز الممنوح للدائنٌن ذوي الدٌن البلحق لحكم فتح‬
‫المسطرة‪ ،‬حٌث ساعدوا المقاولة فً فترة إعداد الحل‪ ،‬ؼٌر أن هذا الحق ال ٌمارس على‬
‫إطبلقه‪ ،‬وإنما ترد علٌه قٌود معٌنة‪ ،‬تجعل دوره ووظٌةته محدودة‪ ،‬فنجد أن هذا الحق دائما‬
‫ما ٌستةٌد منه الدائنون الذٌن نشؤت دٌونهم بعد فتح المسطرة‪ ،‬ؼٌر أنه ال ٌتمتعون به فً‬
‫حالة وجود الدائنٌن أصحاب امتٌاز المصالحة‪ ،‬أو الدائنٌن الذٌن ساعدوا المقاولة فً ظل‬
‫مسطرة اإلنقاذ فً حالة إن مرت منها‪ ،‬إضافة إلى حالة وجود الدائنٌن أصحاب الضمانات‪.‬‬
‫وقد جاء المشرع فً القانون ‪ 73.17‬بمستجد جدٌد ٌنصب اهتمامه على حماٌة الدائنٌن‬
‫بالدرجة األولى‪ ،‬وهً جمعٌة الدائنٌن كآلٌة مهمة ومحورٌة ستثبت مدى قدرتها على حماٌة‬

‫‪63‬‬
‫الدائنٌن مع مرور الوقت‪ ،‬لكن هذه الجمعٌة وإن كان لها دور إٌجابً فً على أكثر من‬
‫صعٌد‪ ،‬فإنها ال تحمً الدائنٌن بشكل عام‪ ،‬ألنها ال تتؤسس إال فً الحاالت التً نص علٌها‬
‫القانون كما سبق أن رأٌنا‪.‬‬
‫وٌستخلص مما سبق أن المشرع المؽربً فً مقتضٌات الكتاب الخامس من مدونة التجارة‬
‫بنسخته الجدٌدة والقدٌمة‪ ،‬لم ٌنصؾ الدائنٌن بشكل بات‪ ،‬وهذا فً حد ذاته إنكار لدور هإالء‬
‫الدائنٌن‪ ،‬وتؽٌٌب لدورها فً البناء االقتصادي ألي دولة‪.‬‬
‫وبعد استكشافنا آللٌة حماٌة الدائنٌن‪ ،‬بقواعدها‪ ،‬وإشكاالتها وجدواها ‪ ،‬نظن أننا قد أتٌحت لنا‬
‫فرصة الكشؾ عن مجموعة من األمور التً ال نعتبرها ال توصٌات وال إرشادات‪ ،‬بقدر ما‬
‫هً أراء قد تصٌب وقد تخطئ‪ ،‬وهً فً مجملها كاألتً‪:‬‬
‫ـــ ضرورة تجمٌع النصوص المتعلقة بالدائنٌن فً باب أو قسم أو فصل معٌن‪ ،‬حتى ٌتمكن‬
‫الدائن من معرفة وضعٌته واإلجراءات التً ٌتعٌن القٌام بها‪.‬‬
‫ـــ ضرورة توسٌع نطاق نشر حكم فتح المسطرة‪ ،‬وخاصة بالطرق اإللكترونٌة‪.‬‬
‫ـــ ضرورة توفٌر نوع من الضمانات للدائن المتعاقد مع المقاولة‪ ،‬مع إلحاحٌة تقلٌص سلطة‬
‫السندٌك فً إقرار استمرار المقاولة من عدمها‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫انًشاجع‪:‬‬

‫المإلفات‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ .1‬أحمد شكري السٌاعً‪ ,‬الوسٌط فً مساطر الوقاٌة من صعوبات المقاولة التً‬
‫تعترض المقاولة ومساطر معالجتها‪،‬الجزء الثانً والثالث‪ ،‬مطٌعة المعارؾ‪،‬‬
‫الجدٌدة‪،‬الرباط‪،‬المؽرب‪،‬طبعة ‪2112‬‬

‫‪ .2‬امحمد لةروجً‪ :‬وضعٌة الدائنٌن فً مساطر صعوبات المقاولة ـ درسات قانونٌة‬


‫معمقة ـ العدد ‪ 3‬ـ مطبعة النجاح الجدٌدة ـ الدار البٌضاء‪.‬‬

‫‪ .3‬عبد الرحٌم شمٌعة‪ :‬شرح أحكام نظام مساطر معالجة صعوبات المقاولة فً ضوء‬
‫قانون ‪ 73.17‬ـ مطبعة مكتبة سجلماسة‪ ،‬مكناس طبعة ‪.2118‬‬

‫‪ .4‬عبلل فالً‪ :‬مساطر معالجة صعوبات المقاولة‪ ،‬دار السبلم للطباعة والنشر والتوزٌع‬
‫ــ الرباط الطبعة الثانٌة ـ نونبر ‪.2115‬‬

‫‪ .5‬مصطةى بونجة ـ نهال اللواح ‪ :‬مساطر صعوبات المقاولة وفقا للقانون رقم ‪ 73.17‬ـ‬
‫منشورات المركز المؽربً للتجكٌم ومنازعات األعمال ـ الطبعة األولى ‪.‬‬

‫‪ .6‬فإاد معبلل شرح القانون التجاري الجدٌد ‪,‬الجزء الثانً ‪ ,‬الشركات التجارٌة طبعة‬
‫‪.2112,‬‬
‫األطروحات والرسائل‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ .0‬فاتحة مشماشً‪ :‬أزمة معالجة صعوبات المقاولة ـ أطروحة لنٌل شهادة دكتوراه‬
‫الدولة فً الحقوق ـ شعبة القانون الخاص ـ جامعة محمد الخامس أكدال ‪ ،‬كلٌة العلوم‬
‫القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة ـ الرباط‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪ 2116‬ـ ‪.2117‬‬

‫‪ .2‬سعٌد وحً‪ :‬أزمة القواعد العامة للتعاقد فً ظل إجراءات الوقاٌة والمعالجة من‬
‫صعوبات المقاولة ـ رسالٌة لنٌل دبلوم الماستر فً القانون الخاص ـ ماستر قانون‬
‫المقاولة ـ كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة ـ المحمدٌة ـ جامعة الحسن‬
‫الثانً الدار البٌضاء ـ السنة الجامعٌة ‪.2116 / 2117‬‬

‫‪65‬‬
‫المقاالت‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .1‬زكرٌاء رٌاحً اإلدرٌسً‪ :‬قراءة فً مضامٌن جمعٌة الدائنٌن وفق القانون ‪: 73.17‬‬
‫مقال منشور فً مجلة الةقه والقانون‪ ،‬العدد الرابع والسبعون ‪ :‬دجنبر ‪.2118‬‬

‫المجالت‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫مجلة القانون واإلعمال ـ عدد خاص بمساطر صعوبات المقاولة أبرٌل ‪.2118‬‬ ‫‪.1‬‬
‫مجلة الةقه والقانون ـ العدد ‪ 74‬دجنبر ‪.2118‬‬ ‫‪.2‬‬
‫مجموعة قرارات المجلً األعلى العدد ‪72‬‬ ‫‪.3‬‬
‫مجلبة قضاء المجلس األعلى‪ ،‬العدد ‪ 64‬ـ ‪ 65‬ـ ‪.2115‬‬ ‫‪.4‬‬
‫مجلة قضاء المجلس األعلى‪ ،‬العدد ‪ 67‬ماي ‪.2117‬‬ ‫‪.5‬‬
‫المجلة المؽربٌة للقانون واألعمال والمقاوالت‪ ،‬العدد ‪ 5‬ـ ‪.2115‬‬ ‫‪.6‬‬

‫الندوات‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .1‬لوهاب عبد السبلم‪ :‬مسطرة التصرٌح بالدٌون الندوة الجهوٌة الثامنة المنظمة كم‬
‫طرؾ المجلس األعلى بمناسبة الذكرى الخمسٌنٌة‪ 2117 ،‬تحت عنوان " صعوبات‬
‫المقاولة ومٌدان التسوٌة القضائٌة من خبلل اجتهادات المجلس األعلى "‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫انفهشط‪:‬‬

‫مقدمة‪0 ............................................................................................... :‬‬


‫الفصل األول‪ :‬اآللٌات اإلجرائٌة الرامٌة لحماٌة الدائنٌن‪ ،‬بٌن مقتضٌات القانون القدٌم‪،‬‬
‫ومقتضٌات القانون رقم ‪1 ................................................................. . 31.03‬‬
‫المبحث األول‪ :‬آلٌة التصرٌح والتحقٌق‪1 .......................................................... .‬‬
‫المطلب األول‪ :‬آلٌة التصرٌح بالدٌون‪4 ............................................................ .‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المعنٌون بالتصرٌح بالدٌون وأجال ومضمون التصرٌح‪4 ....................... .‬‬
‫أوال‪ :‬المعنٌون بالتصرٌح‪4 .......................................................................... .‬‬
‫ثانٌا‪ :‬آجال التصرٌح‪5 ............................................................................... .‬‬
‫ثالثا‪ :‬مضمون وشكل التصرٌح‪08 ................................................................. .‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬إشكاالت وجدوى آلٌة التصرٌح بالدٌون‪01 ....................................... .‬‬
‫أوال‪ :‬إشكاالت آلٌة التصرٌح‪01 .................................................................... .‬‬
‫ثانٌا‪ :‬جدوى آلٌة التصرٌح‪03 ...................................................................... .‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬آلٌة التحقٌق‪04 .................................................................... .‬‬
‫أوال‪ :‬مسطرة تحقٌق الدٌون ‪05 ......................................................................‬‬
‫‪ 0‬ـ دور السندٌك فً تحقٌق الدٌون ‪05 .............................................................‬‬
‫‪ 8‬ـ مقررات القاضً المنتدب بخصوص اقتراحات السندٌك‪80 .................................. .‬‬
‫‪ 3‬ــ مآل قائمة الدٌون التً شملها التحقٌق‪84 .................................................... .‬‬
‫‪ 4‬ــ مطالب األغٌار والدائنٌن‪84 ................................................................... .‬‬
‫ثانٌا‪ :‬حاالت اإلعفاء من تحقٌق الدٌون‪81 ........................................................ .‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬إشكاالت وجدوى آلٌة تحقٌق الدٌون‪82 ........................................... .‬‬
‫أوال‪ :‬إشكاالت آلٌة تحقٌق الدٌون ‪82 ................................................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬جدوى آلٌة تحقٌق الدٌون‪83 ................................................................ .‬‬
‫المبحث الثانً‪ :‬اآللٌات اإلجرائٌة الرامٌة لحماٌة الدائنٌن‪ ،‬والمضمنة فً قاعدة استمرار‬
‫العقود الجارٌة‪84 .....................................................................................‬‬

‫‪67‬‬
‫المطلب األول‪ :‬ماهٌة قاعدة استمرار العقود الجارٌة ومجال تطبٌقها‪84 ........................ .‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬قاعدة استمرار العقود الجارٌة‪85 ................................................. .‬‬
‫أوال‪ :‬دور السندٌك فً قاعدة استمرار العقود الجارٌة‪85 ........................................ .‬‬
‫ثانٌا‪ :‬أحكام قاعدة استمرارٌة العقود الجارٌة‪11 .................................................. .‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬مجال تطبٌق قاعدة استمرار العقود الجارٌة‪18 ....................................‬‬
‫أوال‪ :‬العقود الخاضعة لقاعدة استمرار العقود‪18 ................................................. .‬‬
‫ثانٌا‪ :‬االستثناءات الواردة على تطبٌق هذه القاعدة‪11 ........................................... .‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬آلٌات وإشكاالت حماٌة الدائنٌن فً ظل استمرار العقود الجارٌة‪ ،‬أو عدم‬
‫استمرارها‪13 ........................................................................................ .‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬آلٌات حماٌة الدائنٌن فً ظل استمرار العقود الجارٌة أو عدم استمرارها‪13 .. .‬‬
‫أوال‪ :‬آلٌة حماٌة الدائنٌن فً حالة اختار السندٌك استمرار العقود الجارٌة‪13 .................. .‬‬
‫ثانٌا‪ :‬آلٌة حماٌة الدائنٌن فً حالة اختار السندٌك عدم استمرار العقود الجارٌة‪15 ............ .‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬إشكاالت وجدوى قاعدة استمرار العقود الجارٌة‪15 ...............................‬‬
‫أوال‪ :‬إشكاالت قاعدة استمرار العقود الجارٌة‪41 ...................................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬جدوى قاعدة استمرارٌة العقود الجارٌة‪40 ................................................. .‬‬
‫الفصل الثانً ‪ :‬اِنُاخ انًىضىعُح نحًاَح انذائٍُُ تٍُ انماَىٌ انمذَى ولاَىٌ ‪48 ... .31.03‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬حك االيتُاص‪48 .................................................................... .‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬شروط و مجاالت تطبٌق حق االمتٌاز‪41 ........................................ .‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬ضوابط و شروط االستفادة من حق اإلمتٌاز‪41 ................................. .‬‬
‫أوال ‪َ :‬شىء انذٍَ تصىسج لاَىَُح‪44 .............................................................. .‬‬
‫ثانٌا ‪َ :‬شىء انذٍَ الحما نحكى فتح انًغطشج انمضائُح‪41 ........................................ .‬‬
‫ثالثا ‪َ :‬شىء انذٍَ تًُاعثح يىاصم َشاط انًماونح‪41 ............................................ .‬‬
‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬مجال تطبٌق حق االمتٌاز ‪42 .......................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬دسجاخ أصحاب حك االيتُاص‪42 ............................................................. .‬‬
‫‪0‬ــ امتٌاز مسطرة المصالحة ‪42 ................................................................... :‬‬
‫‪ 8‬ــ امتٌاز مسطرة اإلنقاذ ‪42 ...................................................................... :‬‬
‫‪ 1‬ــ امتٌاز مسطرتً التسوٌة و التصفٌة ‪42 ..................................................... :‬‬

‫‪68‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬امتٌاز بعض الدائنٌن نظرا لطبٌعة دٌنهم ‪43 ................................................‬‬
‫‪0‬ــ صاحب الدٌن المضمون بحق الحبس ‪43 .......................................................‬‬
‫‪8‬ـ صاحب الرهن الحٌازي‪43 ........................................................................‬‬
‫‪1‬ــ صاحب حق االسترداد‪43 ....................................................................... :‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬آثار حق األسبقٌة و الجدوى من إقراره‪43 ...................................... .‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬آثار حق األسبقٌة‪44 .............................................................. .‬‬
‫أوال ‪ :‬اآلثار المباشرة‪44 .............................................................................‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬اآلثار الغٌر مباشرة‪44 ...................................................................... .‬‬
‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬جدوى حق األسبقٌة‪45 ............................................................ .‬‬
‫المبحث الثانً ‪ :‬جمعٌة الدائنٌن ودورها فً حماٌة دائنً المقاولة‪11 .......................... .‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اإلطار القانونً جمعٌة الدائنٌن‪11 ................................................ :‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تشكٌل جمعٌة الدائنٌن ‪11 ...........................................................‬‬
‫أوال‪ :‬تشكٌل الوجوبً لجمعٌة الدائنٌن ‪11 ........................................................ :‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬التشكٌل الجوازي لجمعٌة الدائنٌن ‪10 ..................................................... :‬‬
‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬تؤلٌف جمعٌة الدائنٌن وطرق انعقادها ‪18 ....................................... .‬‬
‫أوال ‪ :‬تؤلٌف جمعٌة الدائنٌن ‪18 ................................................................... :‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬انعقاد جمعٌة الدائنٌن ‪11 ................................................................... :‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬دور وجدوى جمعٌة الدائنٌن ‪13 ................................................ :‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬دور جمعٌة الدائنٌن‪13 ............................................................ .‬‬
‫أوال ‪ :‬ادوار وصالحٌات جمعٌة الدائنٌن‪14 ........................................................:‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬آلٌات تعزٌز أدوار وعمل جمعٌة الدائنٌن والجدوى منها ‪15 ............................ :‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬جدوى جمعٌة الدائنٌن‪20 ............................................................‬‬
‫خاتمة‪21 ............................................................................................. :‬‬
‫المراجع‪21 ........................................................................................... :‬‬
‫الفهرس‪23 .......................................................................................... :‬‬

‫‪69‬‬

You might also like