Professional Documents
Culture Documents
البعض منا ٌحتفظ بؤجمل ما فٌه والبعض اآلخر ٌحاول نسٌان أسوء ما
مر به فً طٌاته
والبعض اآلخر الزال ٌعٌش فً دوامته حتى اللحظة ألنه بقً سجٌنا ً أللمه
ومعاناته ومن
رواٌة لٌست من أجل تعدٌل مزاج أي منكم ألنها ستعبث كثٌرا بمشاعركم
رواٌة تدور أحداثها فً ببلد ما على وجه هذه األرض لم أحدد مبلمحها
رواٌة تنتظر منكم التقبل والتشجٌع فؤتمنى أن تكون عند حسن ظنكم
مبلحظة صؽٌرة :ثبلث مقاالت منقولة فً الرواٌة هً للكاتب الهندي
أوشو سؤحددها لكم
للخارج فلفح وجهً نسٌم بارد قوي فبل شًء أبرد من برد صباح الشتاء
إال
لؤلعلى مثبتا لها بٌدي مؽطٌا لفكا وجهً وجزءا من خداي وسرت
بخطوات
عند منتصؾ الشارع كان هناك باب آخر علٌا فتحه فً هذا الصباح
دفعت
الباب الزجاجً بٌدي فرنت األجراس المعلقة به معلنة دخولً وصلت
عند
ال تزال بقع مٌاهها فً الطرٌق حتى الٌوم وثمة أطفال بزي المدرسة
ٌقفزون حولها
كم ٌذكرنً هذا بالطفولة فكم كنا نضٌع الوقت قبل وصولنا للمدرسة أنا
أحسد
األطفال على هذه العفوٌة لو كان أحد الكبار من ٌفعل هذا اآلن ألصبح
سخرٌة
بعد وقت من السٌر وصلت لمقهى بواجهة من الخشب والزجاج وطاوالت
فً الخارج
مظهرا طبٌعة وضٌفته ,كان منشؽبل بقراءة جرٌدة فً ٌده وٌظهر على
مبلمحه الضٌق
هكذا هوا حٌدر إن قرأ خبرا سٌبا تعكر مزاجه لباقً النهار توجهت نحوه
سحبت الكرسً
ضحك وهوا ٌضع الجرٌدة من ٌده وقال " لم تؽٌر عاداتك إذا"
"هل ضاٌقت أحدا لما تشؽلون بالكم بً ,حقا أنتم ؼرٌبٌن فهل أصبحت
اآلن نقطة ٌجب وضعها فوق أحد الحروؾ لتفهموا وجودها فً الحٌاة"
" إنها شقٌقتك ٌا رجل أحبها ربع ما تحبك واسؤل عنها كما تسؤل عنك"
قلت ببلمباالة " ستعتاد هذا"
"متى !! إنها سنٌن لن ٌموت قلبها مثلك إننا أهلك ٌا رابد أنا ووالدك
وإخوتك"
"وهل تمحوا السنٌن شٌبا إنها كالطابعة كلما كررت تحرٌكها لؤلمام
ضاعفت
عدد الطبعات فهل نسوا هم ذلك أم لم ٌنسوا شٌبا إال وجودي فً هذه
الحٌاة"
نظر لكاس الشاي أمامه وأدار إصبعه على حوافه فً حركة دابرٌة وقال
بهدوء
قلت بهدوء " ما هذه الزٌارة المفاجبة للمدٌنة على ؼٌر العادة"
قال بسخرٌة " هذا هوا الحال اآلن القرارات الطابشة موضة األعوام
األخٌرة "
ابتسمت وقلت " مقبولة منك ,أخبرنً كٌؾ تسٌر أمورك مع زوجتك"
قال بجدٌة " تحدث مع شقٌقتك ولو لمرة واحدة ال أرٌد أن أستمع
قال بضٌق " أنت تضٌع حٌاتك ٌا رابد ستعٌش وحٌدا وتموت
وقؾ على طوله لٌظهر صوت صرٌر الكرسً ٌنسحب خلفه قرب وجهه
قلٌبل وقال
إطفاء نٌرانها فً صدري ,بلى نجحت ٌا حٌدر فً إبعادي عنهم أكثر فلو
قلت
لً أنه لم ٌسؤل عنً منهم أحد كان خٌر ألؾ مرة من أن تذكرنً مجددا
أنها مرٌم
ظهري منذ قلٌل وأنا قادم إلى هنا فؤي شًء ٌمكنك أن تولٌه ظهرك لؤلبد
إال
الشوارع وجهها لوجهك وقفاها لقفاك بث أعشق لعب هذه اللعبة معها
ومحاوال
ٌالك من حالم ٌا حٌدر كٌؾ أنسى ما حدث هل ٌضن األمر بهذه السهولة
ها هً
ست سنوات مرت حتى اآلن من منهم فكر أن ٌنسى وأنا األحق أن أتذكر
ذلك كل
حٌاتً ,نعم هكذا هً الحٌاة مفترق طرق فمنذ ست أعوام سلكت طرٌقا
فرعٌا
وهجرت تلك المدٌنة عن بكرة أبٌها ومنذ ثبلثة أعوام سلكت اآلخر ألهجر
النساء
والكتابة لٌصبح هذا الحال ال ٌعجب الجمٌع ,لما كان حالً سابقا ٌعجبهم
هل
فتحت الباب ودخلت أنفخ قبضة ٌداي ألدفؤهما قلٌبل ,حٌدر ال ٌفلح إال فً
هذا
إٌقاظً مبكرا من أجل بضع دقابق وبعض العبارات التً ال تجدي نفعا
ولكن ال شًء أقل ملبل منه ,سمعت حٌنها طرقات على باب المنزل
تنهدت بضٌق
من هذا الذي ٌرٌد إفساد الصباح أٌضا ال وٌطرق الباب بدال عن أن ٌقرع
الجرس
وقفت بتذمر وفتحت الباب كان ثمة فتاة بثٌاب مرتبة عٌنان بنٌتان وبشرة
بٌضاء
وابتسامة مشاكسة تضع حقٌبة على كتفها وتمضػ العلكة نظرت لها
بسخرٌة وقلت
كتفت ٌداي لصدري واستندت بكتفً على طرؾ الباب وقلت ببرود
قالت بنفاذ صبر " وهل تحكم على ما عندي دون أن تعرفه"
ما بها هذه معً عند الصباح كله بسبب حٌدر لكنت نابما اآلن لتطرق
حتى
قالت بجدٌة " إن لم تشترى أمنٌتك منً سرقت أمنٌتك منك ولك أن
تختار"
قلت بابتسامة جانبٌة " وإن لم ٌكن لدي أمٌة ال أشترٌها منك وال
تسرقٌنها"
نظرت لها بصمت واستؽراب ال تبدوا مجنونة لكن ما تقوله ال ٌمكن لعاقل
قوله ٌجذر
بهذه أن تقفز حول بقع مٌاه الطرٌق ولن ٌلوم علٌها أحد ألنها من
المجانٌن العاقلٌن
كانت تنظرت للمنزل خلؾ كتفً وهً ترفع جسدها لترى ما بالداخل ثم
قالت
"ماذا قررت"
سحبت الباب من ورابً وقلت
قلت بنفاذ صبر " سؤعطٌك عشرة ولٌس لدي ؼٌرها لك"
قالت " حسننا سؤعطٌك بما ستدفع هذه المرة ولكن فً المرات
"هذه المرة ستكون مجانٌة ألنً سآخذ حقها مضاعفا فٌما بعد"
وما أن أمسكته منها حتى ؼادرت من فورها تبعتها بنظري وهً تعبر
الشارع
مسرعة ثم نظرت للظرؾ بٌن ٌدي كان ظرفا ورقٌا بنً اللون وٌحوي
مجموعة
قلبته كثٌرا بحٌرة ثم دخلت ورمٌته على األرٌكة وجلست أشاهد باقً
البرنامج
وقفــــــــــــة
عبرت تلك الفتاة الشارع ووقفت فً نهاٌته وتؤففت وقالت
"ٌاله من متعجرؾ لست أعلم ما الذي أحبته فٌه ٌوما صحٌح أنه وسٌم
"لو تعلم قمر بما فعلت فستقتلنً دون أدنى تفكٌر ولكننً لن أتراجع أبدا
"
من قرأه ولم ٌنل إعجابه أتمنى أن ال ٌحكم علٌها من فصل واحد ألنه
هناك
بعدما أكملت كوب الشاي والبرنامج السخٌؾ ذاك نظرت للساعة بتململ
ووقفت
نظر لً فً المرآة وقال بابتسامة واسعة " بالتؤكٌد علمت دون أن
تخبرنً"
ابتسمت بسخرٌة وقلت " ٌبدوا أنك تقرأ الكتب والصحؾ القدٌمة"
علٌا جلب سٌارتً بسرعة بدال من ركوب سٌارات األجرة ,دخلت المبنى
أعبر الممرات
من فوري لذاك المكتب طرقت الباب طرقتٌن خفٌفتٌن ودخلت فوقؾ من
فٌه مباشرة ما أن
"بلى جاهزة اطلع علٌها وقم بلمساتك السحرٌة الدابمة وارمً الؽٌر
مناسب ككل مرة"
ضحك وقال " أبدا ولكن هناك عمود لم ٌعد شاؼرا فبل تحسبه"
نظرت له بحٌرة وقلت " وما الجدٌد"
دار بكرسٌه الجلدي ووقؾ ولؾ حول الطاولة ووقؾ بجانبً وضع ٌده
على كتفً وقال
نظرت له فوقً وقلت " ومن هذا الذي تثبتون له عمودا خاصا ؼٌر
المثبت سابقا"
ضحك وشد على كتفً بقوة وقال " لٌس أنت بالتؤكٌد ولٌته ٌكون كذلك"
ترك كتفً وتوجه بخطواته أمامً جلس على الكرسً المقابل لً وقال
قلت رافعا حاجباي " أرجو أن ال تكون مجرد بهرجة فارؼة "
ضحك وقال " مقبولة منك ولٌست بهرجة إنها فرصة ذهبٌة حصلت
علٌها الجرٌدة"
قلت ببرود وعٌناي فً عٌناه " حركات التشوٌق هذه أضنك تعلم أنها ال
تجدي معً"
قال مبتسما " بلى أنا أكثر من ٌعلم ذلك عموما إنها كاتبة كانت تحتل
عمودا فً صحٌفة
قال بجدٌة " سوؾ ترسل لنا مقاال مرتٌن شهرٌا فهً لم تكتب فً
جرٌدتها تلك منذ فترة
قال بضحكة " إنها فرصة العمر لصحٌفتنا بعدما فقدت مقاالتك ألشهر
عدٌدة"
فتح الدرج السفلً لمكتبة وفتش فٌه كثٌرا ثم أخرج مقصوصة من
صحٌفة وقال
"اسمع واحكم بنفسك هذه مقالة لها قبل مقربة نصؾ العام فً جرٌدة
الفجر
(البراءة هً أؼلى األشٌاء ألن ما هوا ثمٌن ال ٌمكن أن ٌحدث إال للقلب
البريء للماكر ال ٌحدث
شًء الحب مستحٌل والنشوة مستحٌلة وأي شًء مستحٌل علٌه ,المال
ممكن والقوة والمظاهر
وهً كلها أشٌاء ال قٌمة لها فالموت ٌدمرها جمٌعا ( م/ن أوشو " ) )
"هل أتابع"
ضحك وقال " ال تقلها ٌا رجل ٌبدوا أنك ستهاجمها بمقاالتك النقدٌة"
ضحكت بهدوء وقلت " تبدوا لً تستحق مقاال هجومٌا الذعا لكنً ال أفكر
فً ذلك"
قلت " ال تقلق الكاتب آخر من ٌعلن هزٌمته ولن ٌخسرها بسبب مقاالتً
"
"ما هذه"
ضحك وقال " لو سمعتك زوجتً لقتلك إنه حفل الكتاب الجدٌد لعادل مراد
بطاقات
قال ضاحكا " ال أحسد زوجتك علٌك هٌا سؤوصلك فً طرٌقً لدي
مشوار ضروري سؤخرج له "
ضحكت وقلت " سآخذ الثٌاب للمؽسلة وأتسوق من أجل المنزل وسؤزور
قال بابتسامة وهوا ٌستند بساعده على المقود " لما ال تتزوج وترتاح ٌا
رجل"
المكان مبتسما وقال " مرحبا لم تترك لنا رقم هاتفك السٌارة جاهزة
دفعت له نقوده وؼادرت أنهٌت بعض المشاوٌر فٌما عدا المكتبة وعدت
للمنزل صلٌت
عند المساء جلست على األرٌكة لمشاهدة بعض األخبار فلمحت شٌبا
موضوعا بجانبً
كان الظرؾ الورقً الذي تركته تلك البابعة الفاشلة جٌد أنها ال تسوق
لكل المنتجات
رفعته ونظرت له مطوال بتمعن منازل القمر ٌاال األٌام هذا االسم كان فً
فترة من العمر
ٌعنً لً طموحا وجهدا كبٌرا ٌاال سخافة المناهج المدرسٌة ,علٌا رإٌة
ما فٌه قبل أن تعود
تلك الفتاة مجددا وتصدع لً رأسً ,رمٌته جانبا وعدت لتقلٌب القنوات
وبعد وقت طوٌل
األولى كانت تحوي ذات العنوان تبدوا لً وكؤنها قصة أو ٌومٌات من
مفكرة أو ما شابه ما سر
هذه الفتاة وهذه األوراق وما تعنً باألمٌة ,طردت كل تلك األفكار عنً
وأزحت ورقة العنوان
جانبا ونظرت للورقة األولى نظرة تفحصٌه كان الخط خفٌفا ومرتبا
وجمٌبل ٌبدوا وكؤنه خط فتاة
كما أن رابحة العطر تدل على ذلك ولٌست كرابحة عطر تلك البابعة أي
أنها لٌست هً صاحبتها
كنت أعٌش هذا الشًء المسمى بذاك االسم ,كلمة طفولة فً البلدان
الموضوعة تحت خط الفقر تعنً
أعرفها إال بذاك االسم ولم تحوي أي حرؾ من تلك الحروؾ ولم أعرفها
جٌدا إال ذاك الٌوم حٌن
وال ابتسامة من والدي وأنا امسك بٌده الباردة عند قدومه من عمله
ألدخله معً للمنزل بل استٌقظت
على صوت صراخ أمً ,كانت صرخة واحدة قوٌة انخفضت روٌدا روٌدا
حتى اختفت كما اختفت
هً معها واختفى والدي فً ذات الٌوم ألجد نفسً أمام رجل ٌنظر لً
بنظرات باردة ومخٌفة
وصوته ٌدوي فً أذنً كالطرق على الحدٌد وهوا ٌقول " ماتوا "
كان هذا جوابه لطفلة عمرها خمس سنوات وهً تسؤل عن والدٌن
افتقدتهما ذاك الصباح
الموت كلمة لم أكن أعرؾ معناها ولم ٌشرحها لً ٌومها ,كل ما فهمته
وقتها أنها تعنً أن
تشرق شمس الصباح وال تجد والدٌك كانت تلك المعانً الوحٌدة التً
عرفتها عن ثبلثة
الحقٌقٌة كما كلمة طفولة التً اعتقدت فٌما بعد أنها تعنً البإس
والحرمان والخوؾ والجوع
والنوم فً العراء والبرد ألكتشؾ بعد سنٌن طوٌلة أنه ال شًء اسمه
موت بتلك الطرٌقة
أمسكت تلك الٌد الجوفاء الخالٌة من المشاعر كصاحبها بتلك الٌد الرقٌقة
الصؽٌرة وأخذتها معها
لبٌت لٌس بٌتها وأم لٌست أمها ورجل ٌطلقون علٌه أسم ( خالً )
لتضٌؾ لقاموسها معنا جدٌدا
لم أكن أعلم معنى لتلك الكلمة فكتبتها فً قاموسً فٌما بعد بمعنى
اإلهمال والضرب والسب
كلها كانت تعنً عندي تلك الكلمة ولم أعرؾ ٌوما من تلك األٌام أنها
تعنً شقٌق األم ,ووجدت نفسً
أمام سٌدة بعٌنان كعٌنا التنٌن الذي كان موجودا فً دفتر تلوٌنً الذي
أحضره لً والدي صؽٌرتان
وهً تضع ٌدٌها وسط جسدها قابلة " فعلت ما ترٌد وأحضرتها"
مددت لها ٌدي الصؽٌرة البٌضاء مفرودة األصابع ألصافحها كما كانت
تعلمنً والدتً :صافحً
وقالت بؽضب " اجلسً هنا إن تحركت من هذا المكان أو كسرتً شٌبا
أو تحرك من مكانه قتلتك "
جلست فً ذاك المكان وعلى تلك األرٌكة ولم أحرك حتى أطرافً لتمر
الساعات تلو الساعات
حتى ؼلبنً النعاس ونمت فً مكانً ضامه ساقاي لصدري فوق تلك
األرٌكة ولٌس سرٌر ؼرفة
نومً ولم أعلم حٌنها أننً حتى تلك ألنومه سؤفقدها فٌما بعد ,رأٌت فً
الحلم أمً تبتعد وأنا أركض
فتحت عٌناي ألجد الواقفة فوقً صاحبة عٌنا التنٌن التً ٌنادونها (
سلوى ) تمسك بٌدي وأنا
مرمٌة أرضا ألكتب لدي أن كلمة سلوى تعنً القسوة ورفع الجسد من ٌد
واحدة
ثم ؼادرت وجلبت كٌس مبلبسً ورمته علٌا وؼادرت ,أخرجت الدمٌة
القماشٌة التً صنعتها
"أمً لقد أصبح لً منزال جدٌدا وأما جدٌدة لٌست مثلك أبدا وؼرفة
جدٌدة ال تشبه ؼرفتً
إنها ملٌبة بالعلب والصنادٌق ولكنها ؼرفتً قالت مكانً ٌعنً أنها لً ,
أمً أحبك متى
ستعودٌن إلً أنتً ووالدي متى سٌحضركم ذاك الذي ٌسمونه ماتوا متى
سٌعٌدكم ,أمً ال
ونمت فً ذاك المكان البارد الخالً حتى من اإلنارة ألستٌقظ على ذات
الصوت صارخا
"قمر"
رفعتنً من ٌدي مجددا وقالت بصراخ " لست خالتك وال تقولً خالتً
ثانٌتا فهمتً"
نزلت حٌنها دموعً من عٌنً الٌمنى للٌسرى ألنها تحملنً ورأسً سقط
جانبا لتسقط تلك
"حسننا"
رمتنً أرضا وقالت " نادنً سٌدتً منذ الٌوم ,تعالً خلفً هٌا"
خرجت أتبعها أخذتنً لخارج المنزل حٌث ؼرفة تشبه ؼرفتً الجدٌدة
ؼٌر أنها أكبر
ومتسخة أخذت وسادة من هناك مدتها لً وقالت بقسوة " أمسكً هذه"
أمسكتها بل حضنتها بقوة كً ال تقع منً وأعرؾ معنا جدٌدا السم سلوى
,أخذت فراشا
"نامً علٌهم ستعٌشٌن هنا واحمدي هللا مبة مرة أننا آوٌناك فمكانك
لٌس هنا بل دار
ثم خرجت وتركتنً ال أفهم مما قالت شٌبا فعقلً لم ٌحمل حٌنها كل تلك
المعانً القاسٌة
وتحضر حتى الماء لهما عندما ٌعطشان ,طفلة تؤكل بقاٌا طعامهم
مجموعا فً صحن واحد
وعلى األرض ,طفلة لٌس هناك من ٌحممها وٌؽسل لها ثٌابها وٌسرح
شعرها ؼٌر ٌدٌها
فً ذاك الٌوم كنت أقؾ على أطراؾ أصابعً محاولة رإٌة ما هناك خلؾ
جدار هذا السقؾ
أمد جسدي أكثر وأكثر وال أرى إال شٌبا بسٌطا ألسمع تلك الصرخة من
خلفً
نظرت لها بخوؾ وقلت " ال شًء كنت أرٌد الرإٌة فقط"
قالت بؽضب وهً تشدنً من شعري " ترٌدي أن تري ما هناك حسننا"
ولم تخبرنً حٌنها أنها لن تكون المرة األخٌرة ولم ٌخبرنً أحد أن كلمة
سطح تعنً أعلى
وألعب فٌه طوال ذاك النهار وأصعد فوق تلك العلبة الحدٌدٌة ألرى منازل
الجٌران ولم أدرك
أن بعد النهار لٌل لتظلم الدنٌا وٌشتد البرد والظبلم ألعرؾ حٌنها المعنى
الحقٌقً لذاك المكان
فجلست عند زاوٌة الباب أترجاه أن ٌفتح لً ومن سٌشرح حٌنها لطفلة
أن األبواب ال تسمع
عٌناي بشدة أبكً وتخرج تلك الكلمات الصؽٌرة كحجمً قابلة من جدٌد
" أمً أشعر بالبرد تعالً ال تتركٌنً أنا خابفة أمً أصابعً تتجمد
أخبرٌها بذلك "
ومن كان سٌجٌب أو سٌشعر ,ولم ٌنفتح ذاك الباب إال بعد وقت طوٌل
لتجرنً تلك الٌد وتنزل بً
تلك السبللم ,فقط كنت طفلة فً السادسة ولٌتها تحكً لكم تلك الطفولة
وتلك السنٌن)
رفعت الورقة فكانت التً تلٌها األخٌرة قلبت األوراق هل قرأت كل هذه لم
أشعر بنفسً
وبالوقت ,كانت األوراق قلٌلة لكنً كنت متؤكد أننً لن أقرأ سوى واحدة
وسؤمل منها
الحمقاء من أخبرها أننً أحتاج للحزن ,شربت بعضا من الشاي الذي بدأ
ٌبرد وهوا على
(لم ٌكن ذاك الٌوم األخٌر لقد كان ذاك السطح ٌشدنً ألنه المتنفس
الوحٌد لطفلة لم ترى
الشارع منذ شهور وشهور كنت أستؽل وقت نوم عٌنا التنٌن ألصعد هناك
فتمسك بً أحٌانا
وتسجننً فٌه حٌث البرد والجوع والخوؾ ومن ٌخبر طفلة فً ذاك العمر
أن التوقؾ عن
الجرم ٌإدي للتوقؾ عن العقاب ضننت أن ذاك السجن لٌس عقابا على
ذلك ألن القسوة عنوان
فً ذاك الٌوم الذي ٌشبه الكثٌر من تلك األٌام كنت أجلس ألتمس الدؾء
من برودة ذاك الباب
الحدٌدي حٌن سمعت صوتا الصطكاك حدٌد من سطح الجٌران المبلصق ,
وقفت وأخذت العلبة
الحدٌدٌة ووضعتها عند ذاك الجدار الفاصل بٌن المنزلٌن وصعدت فوقها
ألجد فً ذاك السطح
فتى ٌكبرنً بسنٌن ٌثبت شٌبا طوٌبل مخروطٌا وٌتذمر وٌسبه ألنه ال
ٌثبت فبدأت أضحك علٌه
قلت بعفوٌة وأنا أنظر لذاك الشًء الؽرٌب " ماذا تفعل"
قلت بحزن " ذهبت مع ماتوا ولم ترجع حتى اآلن وال حتى والدي لقد
أحبوه ونسونً"
هز رأسه بعدم فهم والمباالة وقال " وما تفعلٌن هنا"
نظرت حٌث أشار وقلت باستؽراب " تلك قمر ولكنً هنا"
عاد لذاك الشًء الؽرٌب وبدأ ٌحركه وٌنظر لتلك الكرة المضٌبة التً
تضًء لً لٌبل وتنطفا
عندما تؽضب منً دون سبب وتتركنً فً الظبلم علمت اآلن لما كانت
تفعل ذلك ألنً أحمل
اسم كاسمها ,كان ٌنظر له وٌدور بتلك األشٌاء وأنا كنت مستندة بٌداي
على حافة سور السطح
"منازل القمر ٌا ؼبٌة ثمان وعشرون منزال ٌنزلها هكذا أخذناها فً
المدرسة ) "
كانت الورقة األخٌرة قد انتهت رمٌتها على الطاولة وضربت جبهتً بٌدي
عدة مرات ثم قلت
كنت أظنها تكذب فً تلك األشٌاء التعٌسة التً تقولها وأنها مجرد مخٌلة
طفلة صؽٌرة
كنت فً الحادٌة أو الثانٌة عشرة من العمر حٌنها لم أنسى أبدا تلك األٌام
قمر الطفلة الجمٌلة
نظرت لؤلوراق أمامً بشرود ترى ما عبلقة تلك الفتاة البابعة بها وأٌن
هً اآلن البد وأنها
هً من كتبت هذه ,أذكر أنً لم أرها منذ تقرٌبا حٌن كانت فً التاسعة
أو العاشرة وأذكر أنها
اختفت فجؤة انتظرتها كثٌرا ونادٌت علٌها من سطح منزلهم مرارا ولم
تظهر ,ترى لما أحضرت
تلك الفتاة هذه األوراق لً فمن كتب هذه لٌس أي قلم عادي ٌ ,بدوا أنً
كما قالت تلك الحمقاء
سؤشتري األوراق منها بالسعر الذي تحدده ستؤتً قرٌبا بالتؤكٌد فهذه
المذكرة لم تنتهً ولن أتركها
وعند هنا انتهى الفصل أتمنى أن ٌكون نال إعجابكم ووضحت بعض
فما عبلقة البابعة بقمر وما الذي تقصده باألمٌة وما تكون أمٌة رابد التً
ستحملها
له ضمن باقً أوراق المفكرة وألي حد ستكون عبلقته بقمر الطفلة وأٌن
هً اآلن
الفصل الثالث
قضٌت باقً أٌام األسبوع بٌن أوراقً والكتب وبٌن مكتبً وؼرفة
الجلوس والتلفاز
والطلعات المعدودة وكان علٌا الٌوم زٌارة الجرٌدة ,وصلت هناك عبرت
ذات الممر
وتوجهت لذات المكتب طرقت الباب ودخلت نظرت لهم بابتسامة وقلت
وقؾ الذي كان ٌجلس على أحد الكرسٌٌن أمام المكتب وصافحنً بقوة
وقال ضاحكا
ضحك ضحكة قوٌة وقال " ال ٌتؽلب علً أحد ؼٌرك فً هذه الببلد"
"جاهزة بالتؤكٌد"
قال أسعد " حتى متى ستبقى تعٌد صٌاؼة ما ٌكتب الؽٌر لٌؤخذوا المجد
وأنت خلؾ الكوالٌس"
قال بابتسامة حزٌنة " بل تعً ما أقول الحٌاة تحتاجك إن كنت ال تحتاجها
"
قلت بتذمر " إنهم ٌخلطون األدب والفلسفة وكل شًء وٌعكرون المزاج
وال ٌخرجون بنتٌجة "
ضحك وفتح درج مكتبه قاببل " هذا ألنك تعشق المقاالت األدبٌة لكنت
نظرت لهم بنظرة
مختلفة ,لدي مفاجبة لك"
قال بابتسامة تحدي " إنها قنبلة فً المقاالت النقدٌة الهجومٌة لقد
أسكتت عاصم
ضحك وقال " أنت من أشعله فً الماضً وهً من أسكته إنكما ثنابٌا
رابعا هههههه"
نظرت جهة قٌس وقلت " ولما تركت تلك الجرٌدة"
نظرت جهته فقال رافعا كتفٌه " ال أعلم !! األمر مبهم لقد كانت فً
الخارج وعادت منذ
عام وبضعة أشهر ,عملت لعام كامل لمصلحة تلك الجرٌدة ثم توقفت
فجؤة"
ثم ضحك وقال " ربٌس التحرٌر كاد ٌجن عند اتخاذها تلك الخطوة لقد
قفزت
ضحكت وقلت " حاذر من أن تجن أنت أٌضا حٌن تترك جرٌدتكم دون
سابق إنذار"
قال بضحكة " كم أتمنى أن أتحدث باأللؽاز فً وجودك فؤنت تفهمنً دون
كبلم"
قلت بابتسامة مماثلة " نعم إنها كنوز الحٌاة اسمع هذا السطر
عدا ذلك المكان فٌكون البإس واإلحباط والٌؤس ( م/ن أوشو " ))
ضحك وؼمز لقٌس وقال " ٌبدوا أنها ستحرك ذاك الجبل"
قلت بضحكة جافة " ال تتؤمل كثٌرا فلن تجد ما تتوقع منً"
قال " ال عقد بٌننا سترسل المقبلت عن طرٌق الفاكس كهذا الذي بٌن
ٌدٌك هكذا اشترطت"
ضحكت وقلت " لذلك هً تهرب كالنسٌم مثلما تدخل ؼلبتكم بذكابها"
ضحك وقال " بل لسبب ما تركت تلك الجرٌدة أنا متؤكد "
قال قٌس مبتسما " كم لدي من فضول لرإٌتها قد تحضر حفل الكتاب"
ضحك أسعد وقال " ٌمكننً تصور شكلها فتاة هاجمت عاصم بتلك
الشراسة ستكون ترتدي
ضحكنا جمٌعنا وقال قٌس " بالفعل القوة والرقة ال ٌجتمعان "
وقفت ووضعت الورقة على الطاولة وقلت مؽادرا " أراكما الحقا"
قال قٌس بصوت مرتفع ألنً وصلت للباب " رابد لم تقل هل ستحضر
الحفل"
قلت دون أن ألتفت لهما " ما ٌزال الوقت مبكرا على أن أقرر"
ثم خرجت عابدا لمنزلً وما أن دخلت حتى بدأت األمطار بالهطول جٌد
أننً وصلت
آه أجل كٌؾ نسٌت كان علٌا زٌارة المكتبة قبل الجرٌدة ,التفتت للخلؾ
وأخذت المعطؾ الذي
علقته للتو ,من قال أن الروتٌن شًء ممل هوا ٌعلمك أن التؽٌٌر قد
ٌكون سٌبا جدا ,ارتدٌت
وصلت المكتبة نزلت ركضا ألدخل بسرعة وهذا هوا حال الجمٌع هنا
نهرب من المطر وفً
أرض ما من هذا الكوكب ٌرقصون فرحا تحته ألنهم ال ٌرونه إال فٌما نذر
,وهذا هوا طبع
دخلت للداخل وأنا أنفض كتفا معطفً بٌدي مزٌبل حبات المطر التً علقت
فوقه قبل
أن تتسلل إلى الداخل وتوجهت من فوري لتلك الرفوؾ التً ٌجذبنً
سحرها كالمؽناطٌس
اقلب الكتب وأبحث عن الموجود وأال موجود وبعد جهد وجدت ضالتً
الكتاب الذي جبت
ألجله وككل مرة حملت معً مجموعة أخرى من الكتب لم تكن وجهتً
لها ولكنً هكذا
أذوب فً سحرها ,رفعت الكتاب بقوة من الرؾ وأنا أهمس قاببل بحماس
"وجدتك أخٌرا"
لٌسقط الكتاب المجاور له أرضا نزلت ألرفعه فشدنً العنوان ( أكسٌر
الحٌاة ) رفعته
(كذلك هم وكذلك نحن هم تركوا كل شًء ألقدار هللا ونحن لم نفعل فلو
رأٌت شخصا
صباح الؽد الباكر ٌبتسم من قلبه ستكون وجدت السعادة عند أحدهم
وتؤمل أن تؤتً إلٌك
ٌوما وأحب أن أبشرك بؤنك لن تلتقً بهذا الشخص ال فً الؽد وال بعده
هل تعلم لما ألنه
لم ٌنسى أخطاء الماضً وٌفكر كٌؾ سٌصلح المستقبل لذلك هوا تعٌس
ولذلك العصفور
والنملة سعداء ألنهم لم ٌسؤلوا ولم ٌجٌبوا وخالفونا نحن البشر وضحكوا
على سذاجتنا فعندما
سؤل أح ٌد منا اآلخر عن السعادة قال أنها فً ببلد ال توجد على الخارطة
فسؤلوا السعادة
أٌن نجدك قالت بكل بساطة تحت أقدام التعساء ,فبل تبحث طوٌبل عنها
ألنها ستهرب منك
وال تحزن إن لم تجدها فهً تسخر ممن ركضوا ورابها وبكوا ألنهم لم
ٌدركوها)
( من قالوا أنهم بنو المجد فهم واهمون ألنهم لم ٌروا المجد بعد فلم ٌنزل
المسٌح ابن مرٌم
حملت الكتب وتوجهت لطاولة المسبول عن المكتبة كانت ثمة فتاة تقؾ
متحدثه معه بصوت
رقٌق وهادئ ومنخفض أنا خلفها ال أفهمه ,بعد وقت قلت بضٌق
نظرة حٌرة أم صدمة أم ضٌاع ,لقد زعزعت هذه العٌنان كٌانً وكؤنً ال
أراهما للمرة
األولى ,كانت تنظر لعٌناي بضٌاع وكؤنها تبحث عن شًء داخلهما أو
تنتظر شٌبا منً
وال تعلم أنً بدأت أفقد حواسً أمام عٌنٌها شٌبا فشٌبا ...لو تبتعد عنً
ما الذي تنوي فعله
بً ....بقٌت عٌنانا معلقتٌن ببعض ثم انتقلت عٌناها سرٌعا للكتب فً
ٌدي وأعبلهم كان
منها أحرؾ تشبه الهمسات بالكاد تخرج وبالكاد ُتسمع وهً تقول برقة
"تفضل"
حرك الكتب أمامه لٌدونها لدٌه وعندما وصل لذاك الكتاب وضعت ٌدي
ابتسم ونظر لً وقال " هذه طبعة المكتبة النسخ المعدة للبٌع انتهت"
حملت الكتاب أمام عٌناي وقلبته وقلت " منذ متى صدر هذا الكتاب"
ثم وقع نظري على التارٌخ فقلت " منذ عام لم أره أو أسمع به"
قال " ألنه كتابها الوحٌد وقد تمت ترجمته للعربٌة من مدة قصٌرة"
وضعته على الطاولة وقلت " حسننا سؤستعٌره إذا ثم أعٌده "
تفاصٌل مبلمح الجانب المقابل لهما من وجهً ,ما بها هذه هل تشبه
علٌا بشخص مٌت
أم ماذا ,من أخبرها أننً أرٌد أن أختبر صمودي أمام نوع جدٌد من
النساء لم ألتقٌة ٌوما
عدت ناحٌته وكانت تلك الفتاة ال تزال تقؾ مكانها وقفت عنده بصمت
نظرت ناحٌتها
ُ
نظرت جهة نظرة خاطفة فكانت تنظر لً وشتت نظرها بعٌدا عنً ,
مشرؾ المكتبة
أخذته منه وقلبته كان مكتوب علٌه ( منازل القمر ) ,نظرت له بحٌرة
وقلت
"من تركه هنا"
قال بهدوء " فتاة ال أعرفها وأراها للمرة األولى قالت أنك تعرفها"
دسسته بٌن الكتب وؼادرت المكتبة راكضا للسٌارة كما أتٌت ٌ ,بدوا أن
تلك الفتاة تفكر
بدهاء وتعلم أننً سؤسؤلها عنها لذلك ستتخفى عنً لم أتوقع منها هذه
الحركة ولكن لماذا
وقفــــــــــــة
"ما أن ٌؤتً ذاك الشاب الذي ؼادر للتو فؤعطه نسخة الكتاب وسؤعطٌك
واحدة مماثلة"
نظر لها بحٌرة ثم قال " ولكنها القوانٌن ٌا آنسة وال مماثل لتلك الطبعة"
أخرجت بطاقة صؽٌرة من جٌب حقٌبتها وقدمتها له نظر لها مطوال ثم
رفع نظره لها ٌتفحص
مبلمحها ثم قال " حسننا لك ذلك ولكن لٌس قبل أن تؤتٌنً بالنسخة
األصلٌة"
**********
وجبة خفٌفة صلٌت الظهر وعدت للمطبخ وضعت الطبق على الطاولة
وسكبت الطعام
وجلست أقلبه بالملعقة وسافر خٌالً لتلك الفتاة فً المكتبة ٌ ,بدوا لً
تعرفنً أو ال أعلم
تعرؾ شخصا ٌشبهنً ٌا لها من قذٌفة ملتهبة فتنة مرسلة للبشرٌة ,
ضحكت على أفكاري
وعدت لتناول الطعام أنهٌت طعامً ثم عدت لمكتبً وضعت الكتب جانبا
وأمسكت بذاك
الظرؾ ثم ضحكت ,صدقت تلك الفتاة ٌبدوا أننً سؤدمن هذا ولكن لم
أفهم حتى اآلن قصدها
(الٌوم ٌسمونه ٌوم العٌد لم أدون سابقا هذا االسم عندي ,لقد عشته مع
والداي ولكنً لم
أعرؾ ما ٌكون ؼٌر ثوب جدٌد فً الصباح الباكر وحلوى ولحم واحتفال
جمٌل فً اللٌل
الٌوم عرفت أن هذا عٌد ولكن لٌس كذلك الٌوم أبدا ,كنت فوق علبتً
الحدٌدٌة عند سطح المنزل
ألننً فً هذا الٌوم مسجونة فً سجنً الدابم ,أقؾ على تلك العلبة
برإوس أصابعً ألشاهد عابلة
الجٌران وهم ٌشوون اللحم الرابحة لذٌذة لكن األلذ فً نظري كان شٌبا
آخر ,لما ال ٌعطونً واحدا
"قمر"
نظرت باتجاه الصوت ثم نزلت عن العلبة وحملتها بٌن ٌداي مبتسمة
وركضت بها جهة ذاك
ٌعطنً ؼٌره إٌاها ,كانت أحٌانا نصؾ قطعة وأحٌانا قطعة كاملة لٌقول
لً عقلً الصؽٌر
حٌنها أنه ٌؤكل حصتً فً السبللم وٌعطٌنً نصفها فقط ألكتشؾ بعد كل
هذه السنٌن أنه كان
ٌقتسم علٌا حلواه وأنه حٌن ٌعطٌها لً كاملة فهوا أعطانً حصته كلها
ومرت بً تلك األٌام والشهور ؼرفتً ذاتها مخزن المبونة وال شًء ؼٌر
األوامر والشتم
والضرب والتوبٌخ أشٌاء كبٌرة على عقل طفلة وصؽٌرة على قلبها
فاألطفال ال ٌقدرون
سٌعرؾ المعنى الحقٌقً لتلك الكلمات التً كل واحدة منها ال تحمل إال
معنا واحد
ثم ركضت نحو الجدار ومددتها له أخذها وقال " جمٌل صحٌحة لقد
تعلمت بسرعة"
قفزت وقلت " هٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌه صحٌحة صحٌحة هٌا علمنً واحدة أخرى"
هل تعلمون اآلن ما أصبحت تعنً كلمة رابد فً قاموسً حٌنها ( .......
المدرسة)
فهوا من علمنً أول الكلمات التً أكتبها فً حٌاتً والحروؾ واألرقام ,
من قال أن الجدران
تفصل البشر فطفبلن فً ذاك الوقت كسرا تلك القاعدة فلم أرى المدرسة
عندهم ٌوما إال فً
رفعت عٌناي عن األوراق نظرت للسقؾ وابتسمت بعفوٌة " أجل أذكر
ذلك وقد ٌوبخنً
والدي حٌن أخبره أننً أضعت إحدى كراساتً والقلم وأرٌد ؼٌرهم"
ثم نظرت جهة باب مكتبً بشرود ,نعم لم أنسها أبدا ولم أتخٌل أن تعود
لحٌاتً مجددا ,ترى
أٌن أصبحت اآلن وما حل بها ,أٌن تكونٌن ٌا قمر ولما تفعل تلك البابعة
هذا وما صلتها بها
(فؤصبحت بعدها الكلمة جملة والجملة دروسا وأنا أجلس على تلك العلبة
فً سطح المنزل
ذات عشر سنٌن سجنها ذاك المنزل وعقابها ذاك السطح الذي هوا
متنفسها الوحٌد ولم ٌخبرها
أحد أنها ستفقد حتى ذاك المتنفس إال ذاك الٌوم عندما وضعوا لها العقاب
األقسى بؤن أؼلقوا
علٌها ذاك الباب بل ذاك المخرج للنور ذاك السجن الذي كان ٌعنً لها
الحرٌة لٌحرموها حتى
المنزل الموحش وٌمر بها العام والعامان وتبدأ تلك الطفلة تنضج قلٌبل
وتفكر أفكارا أخرى
وتتسلل لؽرفة عٌنا التنٌن وهً ؼٌر موجودة لترتدي فستانها الزهري
الطوٌل وحدابها العالً
وتجمع الفستان بٌن ٌدٌها لٌناسب طولها وتتمشى فً تلك الؽرفة لتعٌش
دور الكبار وتتحدث
مع أشخاص ؼٌر موجودٌن ٌستقبلونها عند الباب وتتبادل معهم القبل
والتحاٌا والضحكات وهً
وحدها هناك لٌصبح هذا العالم الخٌالً هوا عالمها الجدٌد كلما ؼادرا
سٌدا ذاك المنزل لٌبل
ولم تخبرها التعاسة أن ذاك المتنفس س ٌُخسرها الكثٌر إال تلك الساعة
التً عادت فٌها عٌنا
التنٌن مبكرا لتجد تلك الطفلة تلبس حلٌها وتمشط شعرها بمشطها وأمام
مرآتها لٌنزل بً أسوء
عقاب رأٌته فً حٌاتً وألضرب ضربا لم أتذوق مثله طٌلة تلك السنٌن
ولتتحول قمر لشكلها
الجدٌد بدون شعر ( .......صلعاء ) عقابا لها على ؼرس ذاك المشط فً
شعرها
لتدخل قمر لعالمها الجدٌد وتكره شكلها وتهرب من المرآة ,لتمر بها
الشهور وتنؽرس اآلالم فً
قلبها مع كل ثانٌة فلم تعد الطفلة طفلة تستقبل المرارة بعفوٌة بل أصبحت
تشعر بتلك الكلمات
تجرح قلبها وذاك الضرب ٌبكً أحشابها قبل عٌنٌها وذاك الرأس الخالً
من الشعر ٌجرح أنوثتها
فلم ٌنتهً ذاك العقاب عند تلك اللحظة بل امتد معها لسنٌن لتصبح فتاة
فً الخامسة عشرة من العمر
بدون شعر وال حلم وال أمل وال تعلٌم مع الكثٌر من التعاسة والبإس ال
تعرؾ ما تسمً نفسها خادمة
ولم ٌعد حتى لرابد وجود فً قاموسها لٌتحول لشاب تراقبه من فتحة
صؽٌرة فً النافذة
وهوا ٌؽادر صباحا للجامعة حامبل مذكراته ,لو أنهم لم ٌؽلقوا ذاك الباب
لصرت اآلن فً
الجامعة أٌضا فهوا مدرستً الوحٌدة ولم ٌخبرونً حٌنها أننً سؤفقد
حتى تلك الفتحة الصؽٌرة
التً أراه من خبللها ولم ٌخبرونً أٌضا أنها لن تكون نهاٌة قصتنا معا ,
بل لٌته اخبرنً أحدهم
أن فً مشرق تلك الشمس سٌتؽٌر شًء فً كل ذاك الواقع ولم أعلم إال
حٌن استٌقظت ذاك
الصباح على صوت صراخ ؼاضب ؼرٌب عنً المرأة ما فخرجت من
المطبخ حٌث كان
هوا ممري الوحٌد للمنزل ووجدت سٌدة ال أعرفها بل من الذي أعرفه أنا
أو أراه
كانت تصرخ فٌهما بكل عنؾ وقوة وهما واجمان ,كل ما فهمته منها
هوا التوعد بإببلغ
الشرطة ولم أفهم شٌبا مما ٌجري لتتوجه ناحٌتً وتمسك بٌدي وتسحبنً
معها وهً تصرخ
قابلة " لن تبقى معكم ٌوما واحدا وحتى الثٌاب الرثة التً تصدقتم بها
علٌها ال أرٌدها"
لتخرجنً تلك الٌد من ذاك المنزل وذاك العالم وما لم تعلمه أنها أخرجت
ذاك العالم معً ألنه
منؽرس فً عقلً لؤلبد ,ألعلم فٌما بعد أن هذه السٌدة تحمل مسمى فً
قاموسً اسمه ( عمة ) )
رمٌت األوراق على الطاولة بقوة وقلت بؽٌض " أٌن كنتً عنها منذ
سنٌن"
ثم تنهدت بضٌق ومسحت وجهً بٌدي وجمعت األوراق ووضعتها فً
الظرؾ ألن الفصول
المهداة إلً هذه المرة انتهت وعلٌا أن انتظر متى تؤتٌنً تلك البابعة
بالجدٌد فقد ذكرت قمر أن
أٌن أصبحت قمر فً عالمها الجدٌد وكٌؾ لم تنتهً قصتها ورابد عند
ذاك الوقت وهوا لم ٌراها بعدها وكٌؾ سٌكون دوره فً حٌاتها الجدٌدة
الفصل الرابع
بت أكره الحفبلت وكل التجمعات ولكن علٌا حضور ذاك الحفل لتجنب
المزٌد من الهمز
والشابعات حول الكاتب الذي سكت فجؤة ,أال ٌحق لً أن أنسلخ عن كل
هذا العالم لما
ال ٌفهم البشر أن لكل واحد منهم نسخة عن نفسه فقط ال ٌحق لهم التدخل
فً شإونه
ٌصل للركبتٌن وحداء رمادي أٌضا وتوجهت لهم ,جٌد أنه اختار مقر
الحفبلت بدال من
حدٌقة منزله فً هذا الجو البارد
دخلت هناك كان عدد الحضور ال بؤس به والنقاشات محتدة ,هكذا هم
األدباء وال ُكتاب
"سمعت ضحكة مجلجلة علمت أنها لمصعب وأن من قابله شخصا مهما
"
صافحته وأمسكت كتفه بٌدي األخرى وقلت " مبارك لك الكتاب الجدٌد"
قال مصعب بضحكة " هل قرأت المقال الذي ُكتب عنك ( لما نام قلم
المنذر" )
ثم نظرت مطوال للواقؾ خلفً ٌمسد كتفه ,عدلت وقفتً وقلت
نظرت لً بنظرتها البرٌبة الساحرة حاملة تلك المعانً التً ٌتعسر علٌا
فهمها مهما
حاولت ثم قالت بصوتها الرقٌق ذاك نفسه مسافرة بنظرها لؤلرض " هل
تعرفنً"
نظرت لً بابتسامة رقٌقة لم تزدها إال جاذبٌة ,كم فً عوالم النساء من
أسرار وكم لهذه المرأة
شعرت بٌد تلمس ظهري نظرت جانبا فكان أسعد ابتسم وقال
ضحك وقال " صدق من نعتنا بالمجانٌن ,هذه نورسٌن ٌا رابد وهذا هوا
رابد المنذر "
سحبت ٌد تلك الفتاة قبل أن أجٌب علٌها مجامبل فنظرت جهة أسعد
وانفجرنا ضاحكان فقال
"ال بنطلون جٌنز وال صوت ٌدوي فً السماء أشك أنها من كتب المقال
"
قلت بضحكة " ٌخجل نسٌم الصباح أمام عذوبتها لقد صورتها لً رجبل"
قال بضٌق ودون مقدمات " تحدث معها ٌا رجل واشتري قلبا ولو بال َدٌن
"
رفع كتفٌه وقال " ال أعلم ,من تركه قال أنك تعرؾ ما ٌكون"
أخذته منه فكان ذات الشًء ظرؾ ورقً مكتوب علٌه كلمة منازل القمر
نظرت
طوٌت الظرؾ وابتعدت عنه متوجها جهة السٌد عادل وضعت ٌدي على
كتفه وقلت
التفتت ناحٌتً لتظهر الفتاة التً كان ٌخفٌها جسده العرٌض واقفة أمامه
,نظر لً
ؼادر ونظري ٌتبعه وبقٌت والفتاة نظرت لها فكانت تنظر إلً بنظرة
ؼرٌبة فً عٌناها
لو افهم سر هذه النظرات ,لو ترحمنً فقط من عٌنٌها فبل رؼبة لً
بإعادة الكره من جدٌد
ما أن وقعت عٌناي علٌها حتى شتت نظرها أرضا ,أقسم أن هذه ال
ٌمكنها كتابة حرؾ واحد
فً مقال نقدي كٌؾ لهذه الرقة أن تهاجم بشراسة
قالت بهدوء مبتسمة " وكتبك كلها ممٌزة ألن ٌكون لدٌك جدٌد"
نظرت لها مطوال باستؽراب ثم نظرت لحركة قدمً على األرض وقلت
"هكذا هً الحٌاة كالساعة الرملٌة تسحب منك وتسكب عند ؼٌرك "
أٌن خرجت لً هذه فكم أخاؾ على مشاعري من هذه األسطورٌة ,
اقترب حٌنها السٌد
من فورها قابلة " رابد كٌؾ أنت ٌا أخً اشتقت لك كثٌرا"
قلت بضٌق " مرٌم ال تجعلٌنً أندم على أننً اتصلت بك"
قالت من فورها بذات الحزن
" حسننا لن أعٌد هذا فقط ال تنقطع عنً ولو بالهاتؾ ما هً أخبارك"
قلت بحدة " كلكم ٌرٌد منً النسٌان هل ترونها كلمة سهلة لهذا الحد"
ثم تنهدت وقلت بضٌق " مرٌم ال تتكلمً فً األمر ال أرٌد أن أصرخ بك
"
ابتسمت مستمعا لها وقفزت بً الذاكرة لفتاة السطح وهً تركض فٌه
وتتحدث بعفوٌة وابتسامة
عن أمور لو حكاها اآلن شخص راشد لبكى بمرارة وهوا ٌحكٌها ,
وأعادنً من شرودي صوت
قالت بضٌق " هذه الثرثارة قالت سؤسلم علٌه فقط ,رابد ألن تقوم
بزٌارتً"
قالت بحزن " أعلم معنى هذه الكلمة لدٌك إنها ال ,ولكن ما ذنبً أنا ٌا
رابد"
قالت بهدوء حزٌن " حسننا وداعا اآلن واتصل بً ثانٌتا أو أجب على
اتصاالتً"
أعدت الهاتؾ مكانه وأمسكت بالظرؾ الورقً قلبته قلٌبل وسافرت لتلك
الذكرٌات
كثرة الؽسٌل ٌوم بعد ٌوم فستان بؤطراؾ متمزقة وابتسامة تعاكس ذاك
الواقع
"نعم"
ركضت مبتعدة تحمل تلك العلبة الصدبة لتضعها وتصعد علٌها وتقؾ
لٌصبح وجهها
ذلك إال الٌوم ولم ألحض حٌنها أنهما ذات الفستانان ٌتؽٌران على جسدك
ٌومٌا ولم أدرك إال
اآلن أنه ما كان لباب سطح أن ٌؽلق على طفلة من تلقاء نفسه فً كل
مرة ولم أكتشؾ إال الٌوم
أنه مهما تعدى هذٌان األطفال حدوده فلن ٌصل ألن ٌذكروا كل تلك
األشٌاء المإسفة التً كنتً
وؼٌرها الكثٌر ,كلها كلمات كنت أسمعها منك ببلمباالة ضنا منً أنها
هذٌان أطفال
عدت من أفكاري تنهدت بضٌق ودخلت مكتبً جلست وفتحت ذاك الظرؾ
وأخرجت األوراق
وبدأت بالقراءة ؼٌر متسابل هذه المرة من أٌن أتت ومن له مصلحة فً
هذا قرأت فقط دون تفكٌر
(أخرجتنً تلك الٌد للنور أخٌرا ولكنه لم ٌصل لقلبً لماذا ..؟؟ ولم
أعرؾ الجواب إال بعد وقت
صعدنا سٌارة ونزلنا منزال جدٌدا وؼرٌبا عنً ألجد فتاة فً عمري فً
استقبالنا احتضنتنً بحب
شًء لم أعرفه وأعتد علٌه شًء نسٌته منذ سنوات طوٌلة ,الشًء
الوحٌد الذي لم ٌوفره لً وال
وهذه كانت النتٌجة خٌال لفتاة وجسد ببل روح وعٌنان ال تفارقان الفراغ
ألتلقى قبل التعلٌم
المدرسً شًء آخر ٌسمونه العبلج النفسً لتصبح قمر فتاة فً السابعة
عشرة بدأت حٌاتها
للتو كما ٌقول الجمٌع هناك لكنهم لم ٌعلموا أن الحٌاة األولى لم تمت لتبدأ
الثانٌة ,وأدركت ذاك
الحٌن أن كره عٌنا التنٌن لً ألنها لم تنجب أبناء ولٌس ألنً دخٌل
ومنزلهم لٌس مكانه وأن
حلقها لشعر رأسً لسنوات ألن شعرها أجعد وقصٌر ولٌس ألنه عقاب
لً على مشطً بمشطها
ولو بقٌت معهم بضع سنٌن أخرى لشوهت لً وجهً ألنها بشعة ,عشر
سنٌن من العذاب فكٌؾ
لذاك العالم أن ٌؽٌب
أصبحت لً ؼرفة نوم وسرٌر وأشٌاء كثٌرة ,حضن دافا وعابلة وثٌاب
ومال ولكن لما لم
تمحوا مرارة تلك السنٌن ولما أشعر أن ذاك السطح أجمل من هذه الحٌاة
بكثٌر وأن تلك الفتحة
فً نافذة المنزل أجمل من هذه النافدة الواسعة المطلة على تلك الحدٌقة
الجمٌلة .....لما!!!!
وذابت قمر فً ذاك العالم وأصبحت تدرس وتقفز السنٌن فً شهور لٌس
ألنها نابؽة ولكن
ألن ثمة مدرسة درست فٌها ذات ٌوم لسنوات ,مدرسة ال فصول لها وال
طلبة وال شهادة
مدرسة لم تتعدى علبة حدٌدٌة وجدار فاصل ورابد الكلمة التً الزالت
تحتل كل ذاك القاموس
ولم ٌخبرنً أحد حٌنها أن ذاك االسم لم ٌنتهً من حٌاتً وعالمً بعد
حتى ذاك الٌوم وتلك
اللحظة التً قفزت فٌها نوران ابنة عمتً فوق سرٌري وقالت بدهشة
قالت بضحكة " مدونة خطٌرة وجدتها عند صدٌقة لً تتابعها على
االنترنت"
قالت بتذمر " ما بك قمر لٌس الجمٌع مبدعا مثلك اسمعً فقط ( على
الحب أن ٌكون أعلى من
الجسد لكنه ٌعجز عن ذلك دون مساعدته على الحب أن ٌكون أعلى من
العاطفة لكن العاطفة
قالت " رابد المنذر مدون مشهور اآلن عند كل الفتٌات "
نظرت لها بصدمة لتؽرورق تلك العٌنان بالدموع ,رابد مدرستً وكل
قطع الحلوى فً
"قمر ما بك"
أؼمضت عٌناي بقوة لتتقاطر منها الدموع الواحدة تلٌها الثانٌة حتى
العاشرة كلها وهما
أبعدتها عنً مسحت دموعً وقلت " ال شًء فقط تلك الذكرٌات"
تنهدت وقالت " قمر ال تنسً ما قال الطبٌب إن لم تتخطً محاولة منع
الماضً من
قالت " لدٌه صفحة خاصة على مواقع التواصل وٌشارك فً منتدى
لؤلدباء"
ضحكت وقالت " إنه حدٌث الفتٌات مقاالته سلبت القلوب إنه مدون ممٌز
"
لٌصبح رابد بعد ذاك الٌوم شٌبا جدٌدا فً عالمً بل ألصبح أنا نقطة
جدٌدة فً عالمه
واعشق كل كتاباته وكل مقاالته وكل حرؾ ٌكتبه ردا على معجبٌه لٌصبح
هوسً وجنونً
كان باقً الورقة ممزقا ,نظرت لها بحٌرة وقلبتها من جمٌع االتجاهات
ثم نظرت للورقة
بعدها وكانت األخٌرة وٌبدوا أنه بٌنهما أوراق أخرى وكان مكتوب فٌها
سطر واحد فقط وهوا
من صدمتً بقٌت أنظر لذات السطر بعٌنان مفتوحتان وكل خبلٌاي
الحسٌة قد توقفت عن
العمل وبدأت األشرطة تمر أمام عٌناي شرٌط طفولتً معها ٌلٌه لقاءاتً
بها اآلن وكل
سندت جبهتً بكؾ ٌدي أستجمع أشبلء أفكاري ثم نظرت للسقؾ وقلت
بابتسامة حزٌنة
ثم تحركت دون شعور وخرجت من المكتب ركضا للصالة حٌث هاتفً
واتصلت من فوري بؤسعد
بمشبك بسٌط عند منتصؾ ظهري لتتدلى جوانبه على أكتافً كستابر
حرٌرٌة وؼرة
مقصوصة حتى أطراؾ الحاجبٌن وهوا الحل الوحٌد لها ألنها لن ترتفع
عن عٌناي مهما
حاولت ,أُمسك قلما ودفتر أوزع علٌه الكلمات بعشوابٌة ألرجع وأجمعها
مع بعضها فٌما بعد
وما هً إال لحظات وقفز ذاك الجسد بجواري وتسللت تلك األصابع لؽرتً
تحركها كالرٌش
أبعدت ٌدها وأعدت ترتٌب ؼرتً وقلت بتذمر " نوران لما أنتً مزعجة
هكذا"
ْ
أمسكت جدٌلتً من خلؾ ظهري ورمتها لؤلمام لتضرب بجسدي وقالت
بحسرة
"آه كم أحسدك ٌا قمر شعرك تجاوز نهاٌة خاصرتك متى سٌتوقؾ عن
النمو "
" حتى إن وصل كعب قدماي فلن ٌمحوا ٌوما واحدا من السنٌن التً
عشتها دون شعر"
تنهدت وقالت " قمر ما هوا الشًء الذي ٌمحوا تلك الذكرٌات من رأسك
شوري به
ْ
سقطت منً دمعتان على الورقة لتتناثرا فً كل مكان وتحكٌا ألما ٌسكن
قلبً وحزننا لن
تخفٌه السنٌن بكل ما فٌها ,مدت أصابعها لذقنً ورفعت وجهً لترى
عٌناي من خلؾ
الؽرة التً تخفٌهما وقالت بحٌرة وحزن " قمر ماذا حدث" !!
نظرت للسقؾ لتنزل الدموع عابرة خداي وقلت بابتسامة حزٌنة " لقد
قابلته"
عم صمت موحش وؼرٌب وكؤن المكان لم ٌتبقى به إال الفراغ وصدى
كلماتً فً أذنٌنا
حر َك ْت رأسها بعدم استٌعاب ثم قالت بهمس " أٌن ؟" !!
نظرت لؤلسفل مسحت دموعً وقلت " فً حفل الكتاب وقبلها فً المكتبة
"
تنهدت وقلت بؤسى " أخبره بماذا ٌا نوران وعن ماذا ,فؤلبقى نورسٌن
خٌر لنا"
ٌ
أمسكت ذراعاي وقالت بحٌرة " قمر أنا ال أفهمك ,لما ال تخبرٌه كل
شًء فؤنتً ال
ذنب لك فٌما حدث ولن ٌمحوا أحد األسى الذي فً قلبك وكل تلك المآسً
ؼٌر رابد
نظرت لها مبتسمة وقد امتؤلت عٌناي بالدموع فً صمت ,لٌثه بإمكانً
أن أعبر لك عن
الذي أشعر به وٌجتاحنً كلما رأٌته وتحدثت معه فؤلول مرة ٌعجز قلبً
عن شرح شًء
شٌبا ونظرت لها بصدمة وقلت " مفكرتً !!! أٌن هً من مزقها"
قفزت أمامً وقالت " أنا"
قالت بتردد " ألن ...ألن علٌك أن تنسً الماضً علٌك محوه ٌا قمر"
قلبت صفحاتها وقلت " أٌن األوراق كلها لم تبقً إال األخٌرة ,لماذا ٌا
نوران"
أخذتها منها بقوة فقالت وهً تسحبها منً " قمر ٌجب أن تختفً هذه
أٌضا هناك حٌث
البقٌة إنها الجزء األهم فً الموضوع ,أعطٌهم لً حاال قبل فوات األوان
"
سحبتها منها بقوة أكبر وقلت " أي موضوع وأي بقٌة أٌن ذهبت بها
أعٌدٌها اآلن "
"أنا الؽبٌة هل كان علٌا أن أتؤخر كل هذا الوقت لقد أفسدت كل شًء
ألنــ " ....
وانقطعت كلماتها ألنها ابتعدت ونظرت أنا للباب الذي لم تؽلقه خلفها
ولبقاٌا المفكرة
فً ٌدي ,كانت دابما تلومٌنً على االحتفاظ بها ولكنً لم أتصور أن
تفعل بها هذا
هذه األوراق وحدها جسري للماضً الجمٌل معه ,كم كان تصرفك هذا
أحمقا ٌا نوران
أخذت ما تبقى منها وخرجت متسللة بخفة وخبؤتها فً مخزن المنزل كً
ال تجدها
وتتخلص منها هً أٌضا ,لما ال ٌبقى لً شًء منه وال حتى تلك األحرؾ
التً أقرأها
عدت لؽرفتً نمت على سرٌري وخبؤت رأسً تحت اللحاؾ كً أؼرق فً
ظبلم دامس
ٍ
ألنً ال أنام إال هكذا أو لم أعتد النوم إال بهذه الطرٌق وقرأت أذكار النوم
عشرات المرات
التً أسقط فٌها فً الحلم ,نمت لوقت ثم سمعت صوتا رنانا لم ٌكن
صوتها بل منبه الساعة
مددت ٌدي من تحت اللحاؾ وأسكته وعدت إلؼماض عٌناي من جدٌد ,
لحظة اثنان ثبلثة ثم
رمٌت باللحاؾ من على وجهً لٌس ألجبر نفسً على االستٌقاظ ولكن
ألنً لم أعتد إال على
هذا ألصحو بسحب اللحاؾ منً بقوة لكن اآلن دون صرختها المدوٌة
جلست أتنهد بضٌق مسحت وجهً بٌدي وعبثت بؽرتً بٌن أصابعً
بعشوابٌة
صؽٌرة تجلس فً منتصفه تمسك باقة أزهار ,له كمان طوٌبلن ٌصبلن
لنصؾ الكؾ
ثم جمعته أماما وربطته بشرٌطه حمراء عند منتصفه ورمٌته خلؾ
ظهري ونزلت
علٌها وقد اختفٌا ما أن وصلت نهاٌة السبللم ,نزلت ولففت خلؾ ذاك
الدرج
قلت بابتسامة مماثلة " صباح الخٌر عمتً ,صباح الخٌر عمً"
وقبلت رأسٌهما ككل صباح وجلست ,وما هً إال دقابق وسقطت على
الكرسً بجانبً
قذٌفة هزت كرسٌها وكرسًٌ معها وهً تقول " صباح الخٌر ٌبدوا أننً
سؤتؤخر"
قالت عمتً بتذمر " لو أراك صباح واحد فقط بؽٌر هذا االستعجال لقد
ت الكراسً"حطم ِ
ُ
ضحكت ضحكة صؽٌرة وهادبة فقالت نوران بضٌق " أعجبتك النكتة
سٌدة قمر"
قالت عمتً بحدة " كونً ربع هدوبها ورتابتها وسؤحمد هللا كل لٌلة على
ما أعطانً"
ضربت الطاولة بقبضة ٌدها وقالت " أبً أٌن لسانك ابنتك ُتهان"
جاءت حٌنها قذٌفة أخرى ولكنها أصؽر حجما من هذه وقبلت رأسا
والدٌها ثم مرت
ضحكت نوران وقالت " سنتٌن لؤلمام وسٌطلب ٌدك للزواج ٌا قمر"
نظرت لها بضٌق فضحكت من فورها وجلس مإمن ؼٌر مدرك أو
متجاهل لما
قال بضٌق " شهر !!! إنها ال تكفً نصؾ ٌوم لدٌنا رحلة مدرسٌة
أخبرتك سابقا"
قال بجدٌة " الرحلة سؤتفاهم فً أمرها مع مدٌر المدرسة ,بسرعة ُكل
والدي فً الماضً ألنه ابن عمهم فطردوه وابنتهم من العابلة وقطعوا أي
صلة تربطهم
به وانقطعت أخبار الطرفٌن عن بعض لسنٌن طوٌلة ولم ٌرجعا للوطن إال
تلك السنة التً
خرج مؽادرا وصعدت عمتً لؤلعلى لتجهز نفسها فستلحق بهم ما أن
ٌعود السابق
أمامها فً صمت وشرود ,لما ال أشعر بكل هذا ..؟ لما الزالت الهوة
الفارؼة تسكن
جوفً وأحبلمً ولما الزلت أشعر بالبرد ٌجمد أطراؾ أصابعً كل لٌلة
رؼم التدفبة
واألؼطٌة السمٌكة الناعمة ورؼم هذا الشعر الطوٌل الزلت أشعر أننً
صلعاء وأن
ُ
شعرت بٌد تمسح على شعري وترفع ؼرتً عن جبٌنً ,رفعت نظري
فكانت
قالت ماسحة على شعري الحرٌري بحنان " قمر ما بك أنتً ال تعجبٌننً
,تكلمً حبٌبتً"
قلت بدمعة محبوسة " أرٌد والداي أرٌد أن أراهما ولو لٌوم واحد ,واحد
فقط عمتً "
ضمتنً لصدرها بقوة وقالت " قمر ٌا ابنتً ما نفع هذا الكبلم"
"لما لم ٌرجع أي شًء مما خسرته ,كلهم ضاعوا ثبلثتهم رحلوا ولم
ٌعودوا"
"من هذا الثالث كً أشترٌه بالمال ألراك سعٌدة سعادة حقٌقٌة ولو لٌوم
واحد"
تنهدت وقالت " لٌثه بٌدي شًء أفعله األطباء قالوا أنك تخطٌتً األزمة
والباقً لقوتك وعزمك"
مسحت دموعً ونظرت لها وقلت " كٌؾ مات والداي أخبرٌنً أرجوك"
قالت وهً تمسح على وجهً بٌدها " وفٌما ٌنفعك ذلك فالطرق عدٌدة
والنتٌجة واحدة"
هززت رأسً نفٌا وقلت " ال لٌس كذلك كٌؾ ٌموتان بصرخة من أمً ثم
ٌختفٌان كلٌهما كٌؾ ..؟ "
تنهدت وقالت " هل هذا فقط ما ٌحزنك !! ,صارحٌنً ٌا قمر "
"لما ال تعملً وتخرجً من هذه العزلة حتى أنك تخفً حقٌقة انجازاتك
خلؾ اسم مستعار "
اكتفٌت بالصمت فقالت " قد تجدي السعادة ٌوما فً ؼٌر الماضً علٌك
نسٌانه ٌا ابنتً"
قلت بؤسى وأنا أدس وجهً فً حضنها " ال أستطٌع ,كٌؾ ذلك من
دونه كٌؾ ..؟"
قالت بهمس متجاهلة أن تسؤلنً من ٌكون " وأٌن هوا أخبرٌنً كٌؾ
نجده "
ابتعدت عن حضنها ونظرت لعٌنٌها وقلت بحسرة " لم ٌعرفنً عمتً لقد
نسٌنً تماما "
قالت بحنان ماسحة بٌدها على وجهً " انسٌه أنتً أٌضا ٌا قمر عاملٌه
بالمثل"
دخلت حٌنها سٌارة السابق فؤمسكت وجهً وقالت " سنتحدث فٌما بعد
صؽٌرتً ,حسنا"
"حسننا كما ترٌدٌن ,وداعا اآلن وقومً بشًء ٌسلٌك حتى نعود"
هززت رأسً بنعم مبتسمة فقبلت خدي وؼادرت ,دخلت لؽرفتً شؽلت
التلفاز حضنت
تعبٌر فً كل حرؾ خرج من شفتٌه بل وكل نفس تنفسه أعرفه بالعدد فقد
خرج من ربتٌه
مبلبسً ولبست حجابً وارتدٌت معطفا شتوٌا مخصرا أحمر اللون ٌصل
طوله للركبتٌن
وسرت بخطوات بطٌبة حتى نهاٌة الشارع اآلخر حٌث ٌوجد محل لبٌع
األدوات المكتبٌة
وأنا مرؼمة على الخروج اآلن ألن التً لدي انتهت منذ أٌام
منذ عام عدنا من الخارج لنستقر هنا ولم أخرج من المنزل سوى
للمشاور الضرورٌة
وكانت معدودة جدا وحتى الجرٌدة التً كنت أكتب فٌها كنت أتواصل
معهم بالفاكس فقط
وكما هوا الحال مع جرٌدتً الجدٌدة اآلن ,زوج عمتً اقترح علٌا أن
استخدم اسما مستعارا
لكتاباتً فوافقت على رؼبته رؼم استؽرابً هذا الطلب منه وكؤنه ال ٌرٌد
أن ٌظهر اسمً
كامبل لعوام الناس ٌ ,بدوا أننً سؤصبح كعمتً التً ال ٌعرفها أحد إال
باسم زوجها وكؤن
عابلة والدي تموت من التارٌخ شٌبا فشٌبا وكل ما أخشاه أن ٌموت اسم
قمر نهابٌا وأفقده
وصلت المحل دفعت الباب ببطء ودخلت ملقٌة التحٌة ,لم أزر هذا المكان
سوى مرة واحدة
بالتنقل بٌن األنواع العدٌدة الموجودة فٌه حتى شد انتباهً شخص ٌقؾ
فً الخارج أراه
سوى نصؾ وجهه وجسده ألنه ٌقؾ بالجانب ,رمً السٌجارة أرضا
وداسها بحدابه
على نومها فً جٌبه ولمسه لها بؤصابع ٌدٌه وشفتٌه بل على دخولها
لمنزله ولو لٌوم واحد
مسحت عٌناي وخبؤت وجهً جهة الرفوؾ حٌن دفع الباب بٌده ودخل
متوجها من فوره
لطاولة البابع لٌصبح واقفا خلفً مباشرة ودقات قلبً تضطرب بقوة
لوجوده الذي ؼزى
كم ٌسهل على رجل أن ٌبعثر مشاعر أنثى وٌحولها لبقاٌا فً لحظة
واحدة وكم ٌسهل
علٌه هوا تحدٌدا سرقتً من نفسً وسرقة نفسً منً فً طرفة عٌن
ألقى التحٌة لٌجٌب علٌه الشاب الموجود خلؾ الطاولة ثم قال " أعطنً
ورقا أبٌض وورق
بحوث وحبر طابعة وإن أعطٌتنً كالسابق سكبته لك على أرضٌة محلك
...تفهم "
كنت فً طفولتك
"هذا وصل الٌوم ونوعه جٌد سٌعجبك ,ال تورطنً فً تنظٌؾ األرضٌة
أرجوك "
ضحك ضحكته الخفٌفة المخملٌة الدافبة وقال " أنقذت نفسك منً هذه
المرة "
ثم مد ٌده لٌؤخذ قلما ً من العلبة فً طرؾ الطاولة فاقترب جسده منً أكثر
فاضطربت
كل مفاصلً وسقطت المفكرة من ٌدي دون شعور لتسقط بٌنً وبٌنه ,
انحنٌت ألرفعها
ثم ابتسم ما أن رأى وجهً واكتفى بالصمت ونظرت أنا لؤلرض مباشرة
أُمسك ٌداي
ببعضهما عند خصري فدس المفكرة بٌن معطفً وجسدي وقال هامسا
نظرت له نظرة ضٌاع وحٌرة وشوق وكل المعانً التً دفنتها فً قلبً
كل تلك السنٌن فابتسم
لً وعٌناه تبحث فً عٌناي عن شًء ال أفهمه ثم توجه للبابع همس له
شٌبا فً أذنه وؼادر
تنفست بقوة أعوض الهواء الذي فقدته ثم وضعت المذكرة على الطاولة
وقلت
"وقع اختٌارك على المذكرة التً كنتً تتجنبٌنها منذ وصولك "
"لم تعجبنً بادئ األمر لكنً اآلن لن أستطٌع شراء ؼٌرها "
رفع كتفٌه وقال " ال أعلم وال تورطٌنً معه رجاءا فؤنتً ال تعرفٌنه وقد
ابتسمت وشكرته وخرجت عابدة للمنزل ال شًء معً سوى المذكرة التً
لمستها أصابعه
أدسها فً حضنً وكؤنً أخشى ضٌاعها من ٌداي ,أسٌر وال شًء ٌعبر
عما بً سوى
الدموع التً تمؤل عٌناي تكابر السقوط ,من قال أن الصدؾ ؼٌر مدبرة
فقد أخطؤ خطؤ ً كبٌرا
عٌناي التً بدأت تتسلل الدموع منهما بحزن ثم انقلبت على ظهري
ونظرت للسقؾ
وقلت بابتسامة حزٌنة " لقاء ببل موعد وجع أقسى من موعد ببل لقاء "
لتتدحرج دموعً وتمارس عٌناي عادتها الدابمة وهً البكاء دون توقؾ
عند المساء طرق أحدهم باب ؼرفتً ثم دخلت نوران تخفً ٌدها خلؾ
ظهرها
نظرت لها ببرود ثم عدت بنظري لؤلوراق وقلت " البد وأنها كسابقاتها"
نضرت لها بصمت وشرود بادئ األمر ثم قلت " من" !!
قفزت على السرٌر وهً جالسة وضامه لٌدٌها عند صدرها وقالت
ُ
نظرت لها بحٌرة بل بتٌه وتشتت أحاول فهم أو حتى استٌعاب ما تقول
وما أسمع
ثم قلت بهدوء ولهفة تشق أضلعً من إخفابً لها " أٌن هوا " !!
عٌناي على االسم قبل المقال بل على صورته أعبله قبل كل شًء وطبول
قلبً تزؾ عٌناي
وهما تتدرجان من كلمة لكلمة ومن سطر لسطر ثم وقفت عند السطرٌن
األخٌرٌن مطوال
بمبلمح ؼرٌبة عنً حتى أنا لذلك ال أستطٌع وصفها لكم فقالت نوران
"قمر ما بك علق ِ
ت هناك"
رفعت رأسً ونظرت لها وأشرت بإصبعً على آخر المقال وقلت بحٌرة
نظرت للجرٌدة بٌن ٌداي بفضول وقالت " أٌن هما !؟ ,اقربً"
قالت بتذمر " آه قمر أنتم ال ُكتاب ؼرٌبو أطوار حقا هوا مقال رابع وٌكفً
قولً كما ٌقول الجمٌع "
ُ
ابتسمت ابتسامة صؽٌرة فقالت بمرح " جٌد أول ابتسامة مشرقة ألول
مقال له منذ " .....
ُ
كسرت قلبه " سكتت فجؤة فتابعت أنا قابلة بؤلم " منذ
قالت بحزن " بل منذ تكسر قلبك أنتً فلن أنسى ذاك الٌوم ما حٌٌت حٌن
سقطتً أرضا ولم
"ال ,علٌك أنتً نعم أما هوا فلم ٌخسر شٌبا وقد توقؾ عن الكتابة
بمحض إرادته"
قلت بدمعة علقت على رموشً " بل ألنً حطمت أحبلمه الوردٌة
فاألدباء أكثر من
قالت بهدوء حزٌن " ما ذنبك ٌا قمر أنتً ضحٌة مثله "
تنهدت بحزن ومسحت عٌناي وقلت " إذا انتهت مهمتً "
"لو أدخل هذا الرأس وأجد فٌه شٌبا أفهمه ؼٌر السٌد رابد"
ضحكت بصرخة وقفزت واقفة خارج السرٌر وقالت ضاحكة " ال كل
شًء إال هً"
ضحكنا سوٌا ثم قالت وهً تخرج مؽادرة " سؤترك لك الجرٌدة البد وأنك
ترٌدي حفظ المقالة"
حٌن توقؾ رابد عن الكتابة وها هوا ٌنتعش بالحٌاة من جدٌد ,ألصقت
المقالة وضممت الدفتر
ؼرٌب ٌبدوا رجبل ترى من ٌكون !!! قلت " حسننا حولٌها لؽرفتً "
انتظرت فً صمت حتى دقت طبلة أذنً تلك الكلمة " نورسٌن "
ال بل ضرب ذاك الصوت قلبً حتى أوجعه لٌتوقؾ عند آخر نبضه
أخرجها عند
كل الدموع التً بكٌتها سنٌن حٌاتً تجمعت لحظتها فً عٌناي وشعرت
بؤلم فضٌع فً
أذنً ودسستها فً حضنً ألشهق العبرة التً تكاد تقتلنً ترٌد الخروج
وألطلق سراحها قبل
أن تفضحنً وتصل إلٌه ,ثم رفعت ٌدي ببطء أعدت السماعة ألذنً
وقلت
َ
قلبت الساعة الرملٌة " قلت بابتسامة حزٌنة " نعم وأخٌراً
قال بعد ضحكة صؽٌرة " نعم والبد وأنها ستؤخذ من أحدهم لتسكب عندي
"
قلت بحزن " ألنها ستسكب لدٌك وتنتهً عندي هكذا هً الحٌاة "
سكت حتى ضننت أنه اختفى وأنً كنت أتوهم اتصاله حتى كدت أنادي
علٌه ألرجعه
لواقعً لوال أن وصلنً صوته قاببل بنبرة ؼرٌبة " ما بهما !! ألم ٌعجباك
"
قلت من فوري " ٌعجباننً بالتؤكٌد ولكنهما ٌحوٌان معانً كثٌرة لٌست
فً
قال بهدوء " أنتً وحدك من الحظ ذلك لماذا ٌا ترى "
قلت بابتسامة حزٌنة " ال داعً لبلعتذار شكرا لك سٌد رابد وشكرا على
قال ضاحكا " لم تؤخذي شٌبا ٌستحق كنتً كلفتنً أكثر "
أحسست قلبً ارتجؾ حتى فقد السٌطرة على دقاته بل ٌبدوا أنً لم أشعر
بنبضه فً
ضلوعً إال اآلن لٌضرب وٌضرب حتى توقفت أنفاسً وتٌبس لسانً
فقال عندما
طال صمتً " السٌد أسعد أخبرنً أنه اسمك الحقٌقً آسؾ إن كان سرٌا
"
قلت بدمعة تترقرق فً عٌناي وبحة تخنق صوتً " ال أبدا الكثٌرٌن
ٌعرفونه "
سكت مطوال ثم قال بشبه همس " تصبحٌن على خٌر ٌ ....ا قمر "
وأؼلق الخط ولم تطاوعنً نفسً ألفعلها أنا أوالً وال ألن أعٌد السماعة
لمكانها بل أعدتها
لحظنً من جدٌد أستشعر صوته الذي خرج منها لعله ٌنسكب بٌن
ضلوعً رؼم انه هوى
من أذنً لقلبً مباشرة ,كم تمنٌت لو تذكرنً وذكر شٌبا من طفولتنا بل
لو استطعت أنا أن
بقٌت على ذاك الحال طوٌبل ثم تنهدت وأعدت السماعة لمكانها ,ترى
كٌؾ علم أنً لم
أشتري ؼٌر مفكرة ٌبدوا أنه اتصل به وسؤله أو زاره مجددا ,وهل سبق
وأخبرت السٌد
طرق أحدهم الباب ودخلت نوران ونظرت من فورها للساعة على الحابط
وقالت
"وجدت هاتؾ المنزل مشؽوال مع من كنتً تتحدثٌن هذا الوقت"
قلت بضٌق " ألٌس لدٌك هاتؾ محمول ما تصنعٌه بهاتؾ المنزل"
قالت بتذمر " هذه أحبلم ال تحب التحدث إال من هاتؾ منزلهم أرسلت لً
ثم اقتربت وقالت " ماذا بشؤن المقالة هل أنهٌتها ,هل لً أن أراها"
شهقت بصدمة ثم اقتربت أكثر وجلست على السرٌر وقالت " ولكن لماذا
" !!
قالت بحدة " ال ,الشًء ٌكون بؽٌر سبب لقد تركتً جرٌدة الفجر ألن
ربٌس
تحرٌرها طلب منك كتابة مقال تهاجمٌن به رابد واآلن ال بد وأن مقاله
السبب"
أشحت بنظري بعٌدا عنها وقلت " نعم ألن مهمتً انتهت "
وضعت ٌدٌها وسط جسدها وقالت " هكذا إذا فقد قبلتً العمل لجرٌدتهم
من أجل أن ٌكتب هوا"
تنهدت وقلت " نعم كنت أتوقع مقاال نقدٌا منه ٌوجهه لً ولكن حدث ؼٌر
ذلك وال ٌهم المهم
أنه كتب مجددا لٌخؾ تؤنٌب الضمٌر عنً ولو قلٌبل "
هزت رأسها بٌؤس وقالت " قمر لما ال تتحدثً معه عن الحقٌقة وترتاحً
"
استلقٌت على السرٌر وقلت " أرٌد النوم هٌا تصبحٌن على خٌر "
تذمرت كثٌرا ثم ؼادرت الؽرفة تسحبت تحت الؽطاء أرٌد النوم دون
تفكٌر
قمر نامً هٌا وكؤن شًء لم ٌحدث ,ولكن هٌهات فكٌؾ سؤنام بعدما
رأٌته وسمعت
صوته وقرأت حروفه ,بعدما عاد من سلب قلبً ٌوما لٌسلبه من جدٌد ,
أخبرونً ما
وهذه كانت نهاٌة الفصل الخامس الذي وضع أسرار جدٌدة بدل كشؾ
القدٌمة
كنت أقلب الجرٌدة وعٌناي تسافران وتعودان لذات المقال ألكتشؾ أن
إمساكً لها كل
هذا الوقت لٌس إال من أجله ,آه قمر ٌا قمر كٌؾ تظهرٌن فً حٌاتً
فجؤة فً الوقت
الذي أبعد شًء أفكر فٌه هوا النساء ,آمنت اآلن بالعبارة التً تقول
لكن لما ُتخفً أمرها عنً ولم ُت َذكرٌنً بها أو حتى تسؤلنً إن كنت
أذكرها !!!
عدت بنظري لمقالها وعلقت عٌناي على الجملة التً قرأتها عشرات
المرات
(إن أحببت أحدهم بعنؾ فبل تصدق أن تكرهه مهما جرحك بعنؾ وكسرك
بوجع وأبكاك
بؤلم فسٌبقى الحب حبا ً والعشق أبدٌا ً فقط هً األمانً ستتؽٌر لتتماشى مع
الواقع وسٌبقى
هنالك عِ رق فً قلبك ٌنبض خصٌصا حٌن ٌذكر أحدهم اسمه أمامك وأنت
تضنه ألم فً
طوٌت الجرٌدة ورمٌتها بعٌداً عنً كً أرحمها وأرحم نفسً ,ال أفهم
هذا الجزء من
المقالة ولم أعد أفهم شٌبا ً ,ما تعنً بهذا !! هل جرحها أحدهم أم هً
جرحته ...آآآه ما
الذي فعلته بً ٌا فتاة ,كٌؾ ٌكون لئلنسان ماضً لم ٌنتهً بعد وهوا
ٌضن أنه طوى
تؤفؾ قٌس الجالس فً المكتب وقال " كم تمنٌت أن كنتما معا فً
الجرٌدة كنا سنفجر
الببلد بؤعدادها القادمة ,لما تركت تلك الفتاة جرٌدتنا أٌضا ً "
جلست وقلت " كان علٌكما توقع ذلك منذ البداٌة "
قال بضٌق " لو أعلم لما فعلت ذلك فجؤة وتركت الجرٌدة ٌالها من لؽز "
"لسبب أزال السبب األول هكذا كان مخططها ولكن ما ٌحٌرنً لما هكذا
تحدٌداً "
دخل حٌنها أسعد وما أن رآنً حتى وضع ٌدٌه وسط جسده وقال " هل
لً أن أفهم لما
قلت ببرود " ال تلقً باللوم علً ال دخل لً بما حدث وال تتهور لتخسر
مقاالتً أٌضا ً "
اقترب وضرب كتفً بٌده وقال بابتسامة " المهم أنه تحرك هذا الجبل
فهذا هوا األهم لدٌنا "
َ
أخذت رقم هاتفها منً ها ٌ ,بدوا أنها حركت ثم ؼمز بعٌنه وقال " لما
شٌبا ً فً ذاك الحجر
الذي ٌنبض بٌن ضلوعك ,كنت أرى نظراتها إلٌك وأنت تتحدث بهاتفك
فً الحفل ٌ ,الك
أخذت القلم من على الطاولة ورمٌته به وقلت بؽٌض " احترم محارم
ؼٌرك"
ضحك وقال " لم ٌزعجك كبلمً عنك وأزعجك تؽزلً بها" !!
قلت وأنا أقؾ مؽادراً " احجز عمودا لمقالة بعنوان ( ذكرٌات طفلة
صؽٌرة ) وسنتحدث الحقا ً "
عند المساء وأنا ؼارق فً أوراقً وقفت وأخرجت ظرؾ مذكرتها الذي
وصلنً مإخراً
ألضع أوراقه مع البقٌة فؤخرجت األوراق وفرزتها ,سوؾ أعد لها بها
مفاجؤة جمٌلة لنتذكر
كل تلك األٌام ,ولكن ما ٌحٌرنً ما صلتها بتلك الفتاة البابعة ولما أرادت
تذكٌري بها
انتبهت لقصاصة ورقة مرمٌة على األرض البد وأنها التً تكملة تلك
الورقة الناقصة
وٌبدوا أنها كانت فً الظرؾ ولم انتبه لها ,نظرت لها بحٌرة ثم رفعتها
من على األرض
وأخرجت األخرى قبل أن أقرأها ألقرأهما معا ورقة كاملة كانت القصاصة
مطوٌة على
توجهت بهم لمكتبً وأوصلتهما ببعض فوق طاولة المكتب وكان مكتوب
فٌها
(لٌصبح رابد بعد ذاك الٌوم شٌبا ً جدٌداً فً عالمً بل ألصبح أنا نقطة
جدٌدة فً عالمه
وأعشق كل كتاباته وكل مقاالته وكل حرؾ ٌكتبه ردا على معجبٌه لٌصبح
هوسً وجنونً
فاخترت من بٌن كل تلك األشٌاء المنتدى األدبً الذي ٌشارك فٌه ومن
بٌن كل األسماء اسم
ثم رمٌت كل ما كان على الطاولة وأنا اضرب بٌدي علٌها ٌمٌنا وٌساراً
وأصرخ
"لماذا ٌا قمر ,لماذا تكونٌن تلك الفتاة التً علقتنً بها وخدعتنً
وذهبت لماذا"
ولم ٌقؾ العنؾ والعنفوان عند ذلك فقد حطمت كل شًء وقلبت المكتب
رأسا ً على عقب
الماء البارد لتتدفق تلك المٌاه باردة كالجلٌد على رأس ٌؽلً كالبركان ثم
ابتعدت والمٌاه
كٌؾ تكون قمر كٌؾ !! ,كٌؾ لتلك الطفلة البرٌبة التً عانت األمرٌن أن
تخدع
وتخذل وتجرح قلب إنسان ,وقلب من !! قلب رابد ...لماذا ٌا قمر لماذا
..؟
لماذا أنتً الفتاة التً علقتنً بها بكتاباتها وردودها وتشجٌعها لً
وكبلمها لتخبرنً بكل
برود أنها ستتزوج بحبٌبها وأنً لست سوى زمٌل فً منتدى وأنك كنتً
لم تكتشفً حقٌقة
مشاعرك بعد ,هكذا وبكل بساطة ,من هذا الذي أحببته ؼٌري وسلبك
عقلك لتبٌعٌنً من
أجله ,خرجت من الحمام وأنا أردد " صدقت تلك البابعة حٌن قالت أنها
تبٌع األمٌات "
أمسكت األوراق كالتابه المطعون بسكٌن مرتٌن من ذات المرأة وفً نفس
المكان وهوا
بٌن متناقضان جرح وكره وعاطفة وتعاطؾ ,لما كنتً أنتً من بٌن كل
النساء ,كٌؾ سؤفً
بقسمً اآلن وانتقم منك على تبلعبك بً ,كٌؾ سؤجرح قلب فتاة عانت
األمرٌن كٌؾ
لما ظهر ِ
ت فً حٌاتً ٌا قمر لما لم تهربً منً كً ال أضرك كً ال ٌقتل
عقلً قلبً
كنتً ابتعد ِ
ت عنً كً ال أفً بقسمً لنفسً كً ال ٌإذٌك رابد الذي بقدر
ما أحببته
كان ذاك االكتشاؾ كضربة قوٌة تلقاها قلبً قبل عقلً ...فلم بكن ٌردد
سوى جملة
لما أنتً هذه الفتاة الفاتنة الرقٌقة العذبة ولما أنتً هً تلك الطفلة
الجمٌلة البرٌبة
أن تكونً نورسٌن فشًء ٌقبله العقل لكن أن تكونً ضوء القمر شًء
ٌستحٌل أن
لما أحببتك ٌوما وبعنؾ لما أنتً قمر ولما أنتما نورسٌن ٌ ,بدوا أننً
سوؾ اجن حتما
ضربت مقود السٌارة بقوة وؼٌض وتوقفت عند الجسر ونزلت أدخن
سٌجارتً العاشرة
كم أردت أن تمسح ٌدي بحنان على وجه قمر الطفلة فٌها لتنسٌها كل تلك
السنٌن لٌعود
رابد الذي فقدته ٌوما وكم أردت ٌوما أن اكسر قلب ضوء القمر لكسرها
قلبً ورحٌلها
رمٌت باقً السٌجارة من أعلى الجسر لتسقط فً البحر ورمٌت بعدها كل
العلبة بؽٌض
كً أرحم نفسً منها وعدت لمنزلً وأول ما فعلته أن اتصلت بؤسعد
إللؽاء عمود
ومرت بً األٌام أحاول ولو تناسً ما حدث فلٌس بإمكانً نسٌانه ولكن
عبثا حاولت
بعد أسبوعان لم أخرج فٌهما من منزلً ولم أنم فٌهما نوما كنوم باقً
البشر خرجت
حامبل الكتب كً أعٌدها للمكتبة ألنً مددت فترة استعارتها وعلٌا اآلن
إرجاعها
قال بابتسامة " كادت تعٌش لدٌك ألهذا الحد هً مهمة "
نظرت له بتعجب وقلت " ألم تقل أنها نسخة المكتبة" !!
"نعم ولكن الفتاة التً كانت هنا ٌومها طلبت إعطابه لك وأعطت المكتبة
ؼٌره "
حملته أنظر له فً حٌرة ,هً تعرفت علً من ٌومها إذاً !! ,لذلك كانت
تلك النظرات الؽرٌبة ,لما تفعل ذلك !! ال أفهمك أبداً ٌا قمر ال أفهمك
حملت الكتاب معً أتجول فً األرفؾ حٌث العالم الذي أنسى معه نفسً
أللمح من
بٌن الكتب ....قمر نعم قمر عند الرؾ اآلخر بحجابها الزهري الذي
أضفى على
وجنتٌها برٌقا ؼرٌبا وأضاؾ لعٌنٌها سحرا مدهشا وال تعرؾ أي منهما
أثر لونه على
أنً أرى كتابا ً وقلت بهدوء وعٌناي على الكتاب " كم تجمع ال ُ
صدؾ من
أشخاص "
التفتت ناحٌتً بسرعة تنظر لً بتمعن وهدوء وصمت ونظري كان على
الكتاب فً ٌدي
ثم عدلَ ْت وقفتها لتصبح مقابلة لً وفً صمت فنظرت لها وقلت بابتسامة
"صدفة "
تنقلت بنظري بٌن مبلمحها كؤنً أبحث عن شًء أفهمه فٌهم لو أكتشؾ
فقط السر فً
مبلمحها فشًء فٌها ٌجعلك تتؤملها دون توقؾ ولو أعرؾ فقط كٌؾ لهذه
المبلمح البرٌبة
أن تجرح وتؽدر وتطعن بعنؾ كٌؾ أركب صورتان لها فً دماؼً كٌؾ
!!
شتت نظري بعٌداً عنها ٌ ,كفً ٌا رابد هذه لم تعد كما كانت فً السابق
عدت بنظري علٌها وقلت بهدوء وهً عٌناها على أصابعها الممسكة
بالكتاب
نظرت للكتاب فً ٌدي ثم لعٌناي وقالت " ٌشرفنً أن ٌكون ضمن رفوؾ
مكتبتك "
قلت بابتسامة جانبٌة بل بشًء ٌوحً بالتساإل " هوا فقط !! ؟ "
ْ
فابتسمت ابتسامة صؽٌرة ثم قالت " لم أفهم ما أمام وجهً ببل مبتسما
تعنً "
"بلى فهمتً شٌبا ً وال ترٌدي سإالً إن كان ما فهمته صحٌحا ً "
الذت بالصمت فقلت ونظري علٌها " المقالة رابعة هً األخٌرة ألٌس
كذلك"
شتت نظرها على كل شًء حولً وكؤنها تهرب من تفسٌري لنظراتها ثم
قالت
قلت بابتسامة حزٌنة " أنا أكثر من ٌقرأ السطور وما تخفٌه ٌا قمر "
نظرت لكتابها فً ٌدي وقلت " قرأت األلم والحزن والقلٌل من الندم على
نظرت لً مطوالً وكؤنها ترٌد االعتراض على أحد الكلمات فقلت مشٌحا
بنظري بعٌداً
"علٌنا أن نشكر الصدؾ فقد تكون القادمة بمٌعاد ......وداعا ً اآلن "
وؼادرت مبتعدا عنها وهً ال تزال فً ؼمرة صمتها ,بقدر قوة الجاذبٌة
فٌها بقدر ما أردت
الهروب منها وبقدر ما تجذبنً بعنؾ فهناك شًء أصبح ٌبعدنً بقوة
عدت للمنزل ال أحمل معً شٌبا ً سوى كتابها وشعوري باأللم واألسى
والخذالن
"نعم لٌس هوا فقط من علٌه أن ٌكون ضمن الرفوؾ فً حٌاتً "
ال أعلم أي األمور تجعلنً أتخذ قراراً كهذا القرار ولكن ما أنا موقن منه
أنً أرٌد هذا
لذلك علٌا أن اجتاز هذه العقبة التً تزعج تفكٌري وقد اتخذت قراري
وأنا من سٌعلم
صافحنً مبتسما وقال وهوا ٌدخل " إجازتً بدأت وها أنا عند الوعد "
ضحكت وقلت وأنا أؼلق الباب " متى وعدتنً أنت أمرتنً وأؼلقت
الهاتؾ فوراً"
قال بصوت مرتفع ألسمعه " أقسم لن أستطٌع كتابة حرفٌن على بعضهما
ولن
قلت ضاحكا ً " لما ال تجرب قد ٌنجح األمر ,ماذا عن الشاي" !!
قال " أحضر لً كؤسا ً وأنقص السكر طبعا ً فشاٌك ال ٌمكننً بلعه "
قال وهوا ٌرشؾ من كوبه " كما هً ,ما أخبارك أنت مإكد ال جدٌد وال
مفٌد"
ابتسمت وقلت وأنا أجلس " بلى هناك جدٌد أما مفٌد فلم أحدد بعد"
نظر لً باستؽراب أشبه ما ٌكون للصدمة ثم قال " هل كتبت شٌبا ً" !!
خللت أصابعً فً شعري وقلت " نعم ولكن لٌس هذا ما كنت أعنً"
صفر وقال " ٌبدوا لً التطورات كثٌرة لدٌك فؤنت لم تكتب منذ ثبلثة
شبكت أصابع ٌداي ببعض وأنا أرتكز بمرافقً على ركبتاي ونظري
لؤلرض
ٌ
صمت مخٌؾ وكؤنً جالس لوحدي فً الفضاء الخارجً ,رفعت عم
رأسً ونظرت
هز رأسه وكؤنه ٌنفض ما سمع منه ثم قال " أعد ما قلت"
اتكؤت على ظهر األرٌكة ومددت ذراعً على حافتها وقلت " سؤتزوج"
رمٌته بوسادة األرٌكة وقلت بضٌق " حٌدر لست بمزاج مزاحك"
قال بابتسامة " الطٌور على أشباهها تقع ,أٌن كانت عنك منذ سنٌن ؟ !
"
تنهد وقال " وهل ستذهب لوالدها وحدك أم ستخبر والدك لٌؤتً معك"
قلت بسخرٌة " لو قالها أح ٌد ؼٌرك لعذرته أما أنت تعلم أنً ال أستطٌع
أخذ والدي معً"
قال بجدٌة " سؤذهب معك إذاً فؤنا شقٌقك األكبر وإن كنت من والدتك فقط
"
"هوا لٌس والدها إنه زوج عمتها أي سٌكون القرار لها فً كل األحوال
"
"على حد علمً أنه مٌت ولٌس لدٌها سوى عمتها وزوج عمتها "
قال بهدوء " ألٌس لدٌها أحد آخر ,عم خال أي شًء "
قلت بضٌق " لدٌها خال ولكنً لن أخطبها منه ولو كان ولٌها الوحٌد "
هز رأسه بٌؤس ثم قال " أتمنى أن تكون السبب فً إٌقاؾ جنونك "
قال " أتحفنً باسمها إذا قد أكون أعرفها فؤنا أقرأ جرٌدتكم أحٌاننا"
قلت ببرود " ترٌد االسم الحقٌقً أم المستعار"
تنهد وقال " كالعادة جلستً معك كلها ألؽاز ال أحل منها شٌبا ً ,قل
"نورسٌن ال ؼٌرها صاحبة عمود عٌون اللٌل سابقا ً فً جرٌدة الفجر !!
"
ضحك وقال " من لم ٌقرأ مقاالتها ومن ٌنسى ذاك الوجه وإن رآه مرة
واحدة "
قال " صدٌق لً ٌقرب لقرٌبها قابلناها مصادفة فسلم علٌها ,كلمتان
وهربت من
فتح فمه وكؤنه ٌرٌد قول شًء ثم تراجع وأؼلقه ثم قال مبتسما
قلت بمبلمح قاسٌة " وما كانت تفعل معه وهوا خطبها ورفضت"
ضحك وقال " اقسم أنك وقعت ,أخبرتك أنه قرٌب لقرٌبها وهوا من
رن هاتفه حٌنها فؤجاب مبتسما " مرحبا ً مرٌم ما هذه المفاجؤة"
ثم ضحك وقال " مفاجؤة حتى لو تحدثنا منذ قلٌل ولٌس األمس"
قال ناضراً لً بنصؾ عٌن " ال لن آتً سؤقضٌها مع الحً المٌت "
ثم ضحك وقال " حسنا ً حسنا ً لن أكررها لو ٌحبك فقط كما تحبٌنه"
قال بعد صمت طوٌل " جٌد وبصحة جٌدة ,ها هوا أمامً ولدٌه أخبار
ستفرحك"
ابتسمت ورفعت الهاتؾ من حضنً وأجبت قاببلً " مرحبا ً مرٌم كٌؾ أنتم
"
قالت ببكاء " مبارك ٌا أخً أقسم أنه أجمل خبر سمعته"
قلت مبتسما " لم أخطبها بعد فقط شقٌقك هذا مستعجل دابما ً"
قالت " ال ٌهم المهم أنك قررت ,هل ستقٌم حفبل ؟"
قالت بعد صمت " لما !! ألن أرها ولو مرة فً حٌاتً"
قلت ببرود " ال أعتقد أنها ستفعل بً شٌبا ً من هذا ,وداعا ً اآلن وسلمً
لً على أٌوب "
"نعم ٌا مرٌم أنا أخبرك عنها ,قمر قمر ٌمشً على األرض"
ال أعلم لما أشعر بالبراكٌن تؽلً فً داخلً كلما تحدث عنها متؽزالً ,لم
أشعر بنفسً
ْ
أؼلقت الخط قبل أن ترمً به لً ,ما ستفعل بعد أن تتزوجها !! "لقد
هل ستحجبها عن الناس "
أشحت بنظري عنه وتؤففت بضٌق ,ما بك ٌا رابد هل سلبتك عقلك لهذا
الحد
ضحك مطوالً والذ بالصمت فوقفت وقلت " سؤعد العشاء هل تقترح شٌبا ً
"
قال مبتسما " على دوقك فستكون آخر الوجبات من ٌد العزوبٌة وسنؤكل
تجاهلته ودخلت المطبخ ,خطبً أنً فقدت أعصابً أمامه فلن ٌرحمنً
بعد الٌوم
والداي ولً شقٌقتان من والدي من زوجته الثانٌة ,لم أرى أحداً منهم
منذ ست سنٌن
(هذه الؽرفة بحاجة لتجدٌد وتلك ؼٌرها بهذه ,المطبخ ٌحتاج لصٌانة
والبٌت علٌك طبلبه )
حتى نفخ لً رأسً وتمنٌت أننً لم أخبره ولم ٌرحمنً إال بمؽادرته
لعمله من جدٌد
وبعده استلمتنً مرٌم فً اتصال مطول تدخلت حتى فٌما أرتدي حٌن
اذهب إلٌهم وما علٌا
شرابه للبٌت قبل أن أتزوج كمن كذب كذبة وصدقها ,كل ذلك بحجة أننً
رجل ووحٌد
وكان علٌا استحمالها ذاك الٌوم كً ال أكسر السعادة التً تخرج من
صوتها ألنً
وجاء الٌوم الذي كان علٌا أن أزور فٌه منزل عمتها ,ارتدٌت بذلة
رسمٌة سوداء وربطة
عنق زرقاء بها خطان ماببلن باللون األبٌض عند المنتصؾ وحداء جلدي
أسود المع
لم أعرؾ ما آخذ معً ولو ذهبت دون أخذ شًء لن ٌكون البقا ,احترت
كثٌرا بٌن أن
آخذ علبة حلوى فاخرة أو باقة أزهار فرأٌت األزهار خٌار أنسب ألنً
أحبها
وصلت هناك نزلت ودخلت ثم قرعت الجرس ,كنت على موعد مع زوج
عمتها السٌد
شاهد دون أن أخبره اسمً كامبلً ,فتح لً الباب فتى فً التاسعة أو
العاشرة من العمر
حك شعره فً خجل وقال " من كثرة ما تعلمها لً قمر حتى أصبحت
ألخبط متى أقولها "
أحسست شٌبا ً نؽز فً قلبً حٌن ذكر اسمها لتقفز قمر الطفلة أمامً
حٌنها ولٌتحول
لضٌق حٌن تذكرت فتاة القمر فتنهدت وقلت " هل والدك موجود"
فتح الباب بوسعه وقال " نعم فً مجلس الضٌوؾ ٌنتظر شخصا البد
وأنه أنت "
ابتسمت ومددت له باقة الزهور وقلت بهمس " ال تذكر أسماء نساء
المنزل للزوار
خصوصا األسماء التً تجعل الخٌال ٌسافر بعٌداً بسبب معانٌها "
سار وأنا أتبعه ,منزلهم راقً وكبٌر ٌبدوا أن هذا النعٌم هوا من جعل
قمر الطفلة تموت فٌك
" أعذرنً فبسبب التواء كاحلً لم استطع استقبالك البد وأن مإمن أتعبك
عند الباب "
ضحكت وقلت " اللوم على معلمه ٌبدوا أنه ٌقصر فً تعلٌمه"
ٌبدوا أنه فهم أنها المدرسة وهذا ما كنت أتوقع عند سماع صوته فً
الهاتؾ
"سٌد شاهد أنا جبت طالبا للقرب فؤرجوا أن ألقى منكم الرد الذي ٌرٌحكم
وٌسعدنً"
قلت " لو كنت قادما ً من أجلها فستنفرنً منها ,ال تقطع نصٌب ابنتك"
قلت بحٌرة وأنا أتناول كؤسا ً منها " كٌؾ علمت " !!
"لم ٌخطبها واحد ٌشبه ُخطاب األخرى ,كلهم مصروعٌن وببل عقل
مثلها"
لم استطع إمساك نفسً عن الضحك فقال بهدوء " إذا قمر تقصد"
قال " ٌعجبنً حسن لباقتك وأسلوبك وأنت شخص محترم ومعروؾ ولكن
ها قد جبنا للسإال الصعب والمرتقب ,قلت " سؤكون وحدي دابما ً"
نظر لً بحٌرة ثم قال " لو كانت ابنتً المقصودة لرفضتك فوراً لٌس
لعٌب بك و " .....
قلت مقاطعا له " أحترم رأٌك ولكن هذه حقٌقة حٌاتً ولن أكذب فٌها أنا
وحٌد"
تنهد وقال " القرار لقمر وحدها ولن أتدخل فً شًء وكما قلت لك لو
ثم قال بهدوء " وهناك ما علٌك معرفته قبل كل شًء وقبل حتى أخذ
رأٌها"
نظرت له بحٌرة فقال " منذ ثبلثة سنٌن تعب قلب قمر ونقلناها أللمانٌا
إلجراء جراحة
عاجلة وخطٌرة كادت خبللها أن تفقد حٌاتها ونجحت الجراحة بنسبة فوق
المتوقعة لكن
بقٌت أنظر له بصدمة وحٌرة ,مإكد ستكون هذه النتٌجة المحتملة فما
كان لذاك
ابتسم بارتٌاح وقال " على بركة هللا وأتمنى أن ال تلقى نفس مصٌر
سابقٌك فكم رفضت
ضحك وقال " قد تتزوج قمر وٌلتفت لها أصحاب العقول الراجحة "
أستؽرب من هذا الرجل كٌؾ ٌتكلم معً فً مواضٌع حساسة كهذه وهوا
لقابنا األول
ٌبدوا عفوٌا جداً ,ودعته وأصررت على أن ال ٌرافقنً حتى الباب ,
نادى على ابنه
لٌوصلنً كما جاء بً فقفز من فوره أمام الباب وكؤنه كان بجانبه وقال
دون أن ٌخبره
رافقنً للباب وعٌناه معلقتان بً حتى وصلنا للخارج فخرج معً ثم قال
قال بحزن " ألن قمري تبكً كثٌرا فً اللٌل وترى الكوابٌس "
نظرت له مطوالً بصمت وضٌاع ثم قلت " هً من أخبرك بذلك ؟" !!
هز رأسه ببل وقال " ال سمعت أمً ونوران ٌتكلمان فً ذلك ,إن تزوجت
هز رأسه بنعم فقلت ضاحكا ً " ستقطع نصٌبها على هذا الحال"
ثم وضعت ٌدي على كتفه وقلت " مإمن ال ٌجوز أن نتحدث عن ما
نسمع أو
ٌجري داخل المنزل مع الؽرباء وأنت رجل والرجال ال ٌفعلون ذلك "
سرت أسارٌره بكلمة رجل حتى كادت أزرار قمٌصه تتقطع وقال
ضحكت وؼادرت منزلهم ,تبدوا قمر الطفلة لم تمت فٌها ولو لٌبل فقط
ومضت بً أٌام األسبوع أنتظر حتى وردنً اتصال من زوج عمتها لٌزؾ
لً
وكٌؾ ستكون حٌاته مع فتاة أحبها ٌوما وعاش طفولته معها وجرحته
كثٌراً
وكٌؾ ستكون حٌاة قمر مع رجل أحبته بجنون وتعلقت به منذ صؽرها
الفصل السابع
كنت جالسة على سرٌري أقرأ كتابا ً وعقلً مسافر لذاك الٌوم بل لذاك
اللقاء بٌننا
آه كم ٌبعثرنً هذا الرجل وال ٌعلم ما ٌصنعه بً إن ضحك إن ابتسم إن
تحدث
أو سكت ,فً كل أحواله ٌسلب عقلً وٌؽادر به ,لما حتى الصدؾ ترٌد
أن
تزٌد احتراقً ,ترى ما عناه حٌن قال ( هل الكتاب فقط ) ما ٌعنً ؼٌر
الكتاب !!
دخلت حٌنها عمتً علٌا الؽرفة وقالت بابتسامة " قمر هل أنتً مشؽولة
"
ابتسمت ووضعت الكتاب جانبا ً قابلة " ال ,وحتى إن كان كذلك فؤنتً أهم
"
اقتربت ووضعت ٌدها على رأسً وقالت " ما أكبر هذا العقل وما أجمل
هذا الوجه "
ضحكت وقالت " كم أتمنى أن أخفً عنك شًء وال ترٌه فً مبلمح
وجهً"
"قمر لقد خطبك أحدهم من عمك وهوا طلب أن آخذ رأٌك كً ال تخجلً
منه"
قلت بحٌاء " هوا ٌضن أنً كنت أرفض ألنه هوا من ٌتحدث معً ,ألٌس
كذلك"
"فً السابق كنتً ترفضٌن مباشرة دون سإال فما تؽٌر اآلن"
نظرت لها بصدمة كادت تخرج معها عٌناي وقلت بهمس مخنوق " رابد
"
شعرت حٌنها بكبر حجم الكلمات التً قالتها وأنً ال أستطٌع استقبالها ,
لم ٌكن عقلً
ُمعداً الستقبال أمر كهذا بعد أن فقد األمل منه منذ سنٌن ,بقٌت أرمش
ونظري على
ؼصت فً حضنها أكثر وقلت " من جاء ٌخطب من الثبلثة قمر أم ضوء
القمر أم نورسٌن"
قالت بحٌرة " ألن تفكري قلٌبل لتتخذي قرارك ,هذا زواج وال ٌكون
القرار فٌه بسرعة هكذا"
هززت رأسً ببل وقلت ممسكة ٌدٌها " ال عمتً لن أؼٌر رأي ,هوا
قدري لً أنا"
نظرت لعٌناي مطوالً بصمت ثم قالت " هوا ذاك الشخص إذاً"
ْ
فوضعت ٌدها على كتفً أعدت ٌداي لحجري ونظرت لهما فً صمت
وقالت بهدوء
"قمر قد ال تكون الحٌاة معه كما ترٌدٌن وقد ال ٌسعدك ,ال أرٌد لك
"حتى لو كنت سؤعٌش معه تعٌسة فؤنا راضٌة ألنه وحده من سٌنتزع
تلك السنٌن
"ال أتخٌل هذا العالم من دونه عمتً ال أستطٌع تصور حتى أن ٌكون
مسحت على شعري وقالت " كما ترٌدٌن ٌا قمر المهم أن تكونً مرتاحة
وسعٌدة"
أشعر بكل المشاعر تدفق مرة واحدة فكان أولها أن أدمعت عٌناي
وشعرت بؤنفاسً
تتقطع فً صدري فهذه هً أنا الحزن أول شًء ٌزورنً وآخر من ٌؽادر
منً
وها قد حمل لً هذا الٌوم ذاك الخبر الذي لم أتوقعه ولم أتخٌله ,رابد
ٌرٌدنً زوجة له
بالتؤكٌد لم تكن المقصودة قمر التً أحبته وال ضوء القمر التً أحبها
ولكنً لم أهتم
ولم تؽب عمتً طوٌبل حتى دخلت نوران الؽرفة وبالطبع علمت بكل شًء
من
الجاسوس مإمن فهوا ال ٌفوته شًء مما ٌدور فً مجلس الضٌوؾ ولو
لم تكن
دخلت بوجه مصدوم وقالت بتلعثم " لقـ لقـ لقد خطبك"
اقتربت ووقفت أمامً وأنا جالسة فوق السرٌر وقالت " وهل أنتً
موافقة"
"نعم !!! وماذا لو اكتشؾ أنك ضوء القمر وماذا لو كان ٌعلم بذلك اآلن
"
نظرت لها بصمت فقالت بحدة " تكلمً ٌا قمر ماذا لو كان ٌعلم"
أشحت بنظري عنها وقلت " ال ٌهم"
"نعم ال ٌهم أنتً ال تشعرٌن بً فلو جعلنً أكرهه ولو كرهته ٌوما ً
فسؤموت وسؤكون
ارتحت فً كبل الحالتٌن ,أنا أحبه ٌا نوران أحبه بجنون افهمٌنً ,
حٌاتً معه وحده
وقفت واضعة ٌدٌها وسط جسدها وقالت " أٌن باقً المفكرة"
كما ٌرٌدون منً أن أكون فؤنا أصبحت مجرد قطعة منه ,تعٌش به أو ال
تعٌش وتكون
أكون تهورت أو تسرعت !! كٌؾ ٌؤتً إلً بإرادته وأرفضه ,هم ٌهدون
بالتؤكٌد
جلست ببطء عدلت شعري ونزلت لؤلسفل وجدت مإمن ٌُقسم باقة زهور
على
مجموعات اقتربت منه وقلت " ماذا تفعل ومن أحضر هذه الباقة الجمٌلة
"
قال وهو مشؽول بفرز األلوان واألنواع " الرجل الذي طلبك للزواج"
رفعت رأسً لها فؤزالت ٌدها لتسقط الؽرة على جبٌنً من فورها وقالت
بهدوء
نظرت لها بحٌرة ثم توجهنا ألقرب أرٌكة وجلسنا علٌها فقالت ناظرة
لعٌناي
لذت بالصمت فتابعت قابلة " رابد جاء الٌوم وحده لخطبتك وقال لعمك
أنه لن ٌكون
إال وحٌداً فً المرات القادمة ولم ٌُفصح عن السبب وعلم منه عمك أن له
والد وأخ
أكبر منه وأخوات وزوجة والد ولم ٌؤتً أحد معه ولن ٌؤتوا أبداً"
لذت بالصمت مطوالً بشرود ,كٌؾ ذلك ألم ٌرجع إلٌهم !! ولكنها ....
تنهدت وقالت " كنت أعلم أن هذا لن ٌؽٌر فً رأٌك شٌبا ً ولكن كان علٌا
إخبارك
والقرار لك ومادم ِ
ت موافقة فسٌتصل به شاهد األسبوع القادم لٌخبره "
"نوران لما لس ِ
ت سعٌدة من أجلً أنا أستؽرب ذلك"
قالت بؤسى " ألنً ال أرٌد أن ٌخدعك قلبك ثم تكتشفٌن شٌبا ً لم تتخٌلٌه
فٌه"
نظرت لها بضٌاع فقالت ممسكة ذراعاي " قمر أخبرٌه بكل شًء أرجوك
ٌا قمر"
قالت ببرود مبعدة ٌداها عنً " على إحدانا أن تفعلها ولك أن تختاري"
نظرت لها بصمت فقالت بجدٌة " افعلٌها أنتً أو فعلتها أنا"
"انتهٌٌٌٌٌٌٌٌت"
كان هذا صوت مإمن الصارخ بمرح وقد وزع علٌنا كل واحد مجموعة
ٌؤخذها رؼما ً عنه
وقد نامت تلك الزهرات فً حضنً طوال تلك اللٌلة وكؤنها دلٌل الحلم
الذي بات حقٌقة
وبعد مرور أٌام اتصل به عمً شاهد لٌخبره بموافقتً وبعدها بؤٌام قلٌلة
زار عمً لٌتفق
معه على كل شًء وأخبره أنه لن ٌقٌم حفل زفاؾ ولم ٌكن ذلك ٌهمنً
وحدد معه موعد
الزواج وأصر أن ٌكون بعد شهر واحد فقط فقضٌت ذلك الشهر أنا
ونوران نركض فً
وكانت أٌام ذاك الشهر تمر علٌا كالسنٌن ؼٌر مصدقة ما أنا فٌه فلو أخبر
أحدهم قمر
سٌصبح زوجها ٌوما ً لكذبتهم بكل تؤكٌد ,ولو أخبر أحدهم ضوء القمر أن
من تحادثه
ستعود إلٌه لما كانت أحد ُنزل مستشفى القلب األلمانً تلك األٌام
انتظرت طوال ذاك الشهر أن ٌتحدث معً عبر الهاتؾ ولكنه لم ٌفعل ولم
أفعلها أنا
وبعد كل ذاك االنتظار جاء الٌوم الموعود وفً الصباح دخلت علٌا نوران
متضاٌقة
"منذ قلٌل وقال أنه ال ٌرٌد أن تتزٌنً وأن تذهبً معه بمبلبسك هذه"
قالت بؽضب " ؼرٌبو أطوار حقا ً أنتم معشر األدباء لما ٌرفض أن ترتدي
فستان الزفاؾ وتتزٌنً"
قلت بعد صمت " إن كان ال ٌرٌده فلمن سؤلبسه وال حفل هناك وال أحد
ؼٌره"
جلست على السرٌر وقلت بحزن " ال طبعا ً فمن التً ال تحب أن تتزٌن
لزوجها وترتدي
قالت بحدة واضعة ٌدٌها وسط جسدها " لنفسك طبعا ً ,قمر علٌك أن ال
تبدبٌه على نفسك كً
قالت بؽٌض " سحقا ً ...لو لم ٌكونوا عقدوا بٌنكما لرفضناه اآلن"
ابتعدت عنها مسحت دموعً وقلت " وأنا كذلك لقد اعتدت علٌكم جمٌعكم
"
قالت بنصؾ عٌن " ٌا عٌنً ومن التً كادت تموت فرحا ً ألنها ستذهب
مع حبٌب القلب "
ابتسمت بصمت فقالت " ماذا سترتدٌن إذاً ,علٌنا أن نختار شٌبا ً "
قالت بحماس " ال بؤس فمازال أمامنا النهار بطوله جربً كل شًء
لنختار"
قالت ؼامزة بعٌنها " فٌما عدا قمصان النوم طبعا ً"
بمشبك كرٌستالً أحمر لتسقط منها خصبلت كثٌرة على جبٌنً ووزعت
وورود حمراء
صؽٌرة على شعري البنً الطوٌل وتركته مفتوحا ثم قفزت أمامً وقالت
ضحكت وقالت " ٌبدوا أنك وقعتً على شبٌهك ,حسنا ً لن أُكثر "
دخلت حٌنها عمتً وقالت بدهشة " ما شاء هللا لم ٌخطؤ والدك حٌن
سماك قمر"
قلت " حتى هذا ٌكفً تعرفٌننً أحب األشٌاء البسٌطة "
احتضنتنً وقالت " لٌسعدك هللا ٌا ابنتً ,قمر اعتنً بنفسك جٌداً
وبزوجك وعلٌك
قلت ببكاء " سؤشتاق لك عمتً ,شكراً على كل ما فعلتموه من أجلً "
أبعدتنً عن حضنها وقالت " قمر ال تنسً الحبوب خدٌها بانتظام لقد
شرح شاهد
األمر لزوجك ,علٌك أن تكونً حذرة بنٌتً كلها عامان فقط "
ناولتنً عباءتً وقالت " هٌا فرابد وعمك ٌنتظران فً األسفل "
نظرت لها بحٌرة فقالت بمرح " بسرعة انزلً له ,ها قد تخلصت من
قمرهم أخٌراً "
ضحكنا معا ثم نزلت لؤلسفل فؤول ما وقعت علٌه عٌناي كان رابد فكادتا
تدمعان لرإٌته
فهما ال تعرفان شٌبا ً ما أن ترٌانه إال الدموع ,كان أنٌقا ووسٌما ورابحة
عطره تمؤل
قلت بدموع " شكراً لكم على كل ما فعلتموه من أجلً لن أنسى لكم ذلك
ما حٌٌت "
ثم ابتعدت عنه واحتضنت مإمن فقال " وداعا ً ٌا قمري وزورٌنا ؼداً
صباحا ً"
ضحكنا جمٌعنا ثم وضع رابد ٌده على كتفً وقال " وداعا ً اآلن ونراكم
قرٌبا ً"
خرجنا سوٌا ً فتح لً باب السٌارة فركبت سٌارته وأول شًء ٌخصه
أشاركه فٌه ومضٌنا فً
صمت تام وعٌناي على أصابعً التً أحركها بتوتر وأشدها مع بعضها
فجاءنً صوته قاببلً
نظرت له بصدمة وحٌرة واستؽراب دون كبلم أبحث فً مبلمح وجه عن
سبب لهذا السإال
أو عن تفسٌر لما سمعت فقال ببرود " ألٌس لدٌك جواب أم أقول أنا"
وأنا أتبعه أشعل األنوار وخلعت عباءتً وحجابً ببطء ووضعتهما على
األرٌكة التفتت
للخلؾ لٌقول شٌبا ً فسكت فجبه ٌنظر لً بتفحص ٌتنقل بٌن كل جزء
صؽٌر منً وأنا أكاد
أموت خجبل وعٌناي سافرت أرضا ً ثم شعرت به ٌقترب حتى وقؾ أمامً
ٌكاد ٌكون
والحرارة الحارقة ,كنت أعدل طرؾ الفستان ثارة وأتؤكد من حمالته ثارة
أخرى وأرفع شعري
خلؾ أذنً محاولة إخفاء توتري وتشتٌت نظري بعٌداً عنه ,تخللت
أصابعه فً شعري ومد
ٌده جانبا لتعبر أصابعه فً شعري حتى نهاٌته لٌسقط على كتفً وكؤنه
ٌختبر طوله مكرراً
لذلك عدة مرات فً صمت تام ثم مرر أصابعه على ذقنً لنهاٌة فكً
الٌمٌن إلى رقبتً ثم
كتفً وأنفاسه تزداد قوة ودقات قلبً تكاد تتفجر من لمساته وقربه
أؼمضت عٌناي برفق فلم
مرر أصابعه تحت ذقنً ببطء ثم رفعه لٌقابل وجهً وجهه وعٌناي على
حالهما مؽمضتان
شعرت بشفتٌه تبلمس شفتاي حتى كدت أفقد وعًٌ ,لما لم ٌخبرنً أحد
أن هذه األمور قاتلة
هكذا ومدمرة ,وما هً إال لحظة وابتعد وابعد ٌده فجؤة وابتعد عنً بضع
خطوات
ثم دخل ؼرفة أخرى كان ٌبدوا علٌها ؼرفة مكتب ,تنفست بقوة من
تؤثٌر اإلعصار المدمر
داخلً القترابه منً كانت ٌدي على صدري ونفسً ٌخرج قوٌا ,سحقا
لعنفوان رجولتك
دخلت للؽرفة التً أشار كانت جدٌدة ومرتبة أدخلت حقٌبتً وجلست
أنتظر وطال
بً االنتظار لتتحول الساعة الثنتٌن وثبلث فتحت الحقٌبة ورتبت مبلبسً
فً الخزانة
وانتهٌت بعد جهد ووقت ولم ٌدخل رابد هنا ولم ٌؽادر تلك الؽرفة
احترت ما ارتدي فقررت ارتداء بٌجامة قطنٌة خٌاراً اقل إحراجا ً ,
استحممت ولبستها
وجلست انتظر الؽابب الذي لم ولن ٌؤتً على ما ٌبدوا علٌه ,خرجت
أتسلل بهدوء
اقتربت من تلك الؽرفة فكانت مضاءة طرقت على الباب بخفة فوصلنً
صوته قاببل
"نعم ٌا قمر"
كان صوته جافا ً وبارداً كالجلٌد عدت للؽرفة تسحبت تحت اللحاؾ وبكٌت
فً أول لٌلة لً
معه اللٌلة التً الدموع آخر ما كنت أتوقع أن تكون فٌها حتى ؼلبنً
النعاس ,عند الفجر
استٌقظت ولم ٌكن بجانبً ولم ٌزر الؽرفة على ما ٌبدوا لكنت شعرت به
,دخلت الحمام
فتح عٌنٌه مباشرة ٌنظر لوجهً بتركٌز وكؤنه مصدوم من وجودي هنا
فقلت بحٌاء
"إنها الصبلة لقد فآتتك منذ وقت"
لئلفطار ,لست اعلم إن كان ٌتناول اإلفطار عند هذا الوقت أم ٌعود للنوم
وما ٌؤكل عند
عنه ألسؤله ,دخلت ؼرفة النوم فوجدته نابما ً وقفت أنظر له بصدمة فقال
مؽمضا عٌنٌه
كانت تلك الكلمات بنفس تلك النبرة الجافة الباردة ,فهمت المقصد
أخرجً وال تعودي
حتى أستٌقظ ,خرجت وجلست فً الصالة لوقت طوٌل أشاهد التلفاز دون
صوت ثم
دخلت للمطبخ وأؼلقت الباب وأنهٌت باقً الترتٌب فٌه ,بعد ذلك سمعت
صوت باب
ؼرفة النوم ٌُفتح خرجت من المطبخ فوجدته ٌجلس ٌشاهد التلفاز فقلت
بهدوء
"هل أحضر لك فطوراً"
ٌتصرؾ معً هكذا فقد استحملت فً حٌاتً أكثر من هذا بكثٌر ولكن هذا
جارح أكثر من
كل تلك األمور ,مسحت دموعا ً بدأت بالتسلل من عٌناي وقلت مساندة
لنفسً
خرجت له بالشاي وضعته أمامه على الطاولة فتدلت جدٌلتً لتنزل علٌها
فؤمسكتها
على التلفاز مثله وقلت بعد وقت " المنزل ٌحتاج بعض األؼراض"
"اكتبٌها فً ورقة وسؤحضرها فٌما بعد فبل محال قرٌبة هنا لتجلبٌها
منها"
كان ٌقلب القنوات دون تركٌز أو اهتمام لما ٌُعرض فٌها رمى بعدها
بجهاز
التحكم جانبا وخلل أصابعه فً شعره رافعا رأسه لؤلعلى ونظره للسقؾ
وقال
"خروج من دو أذنً ممنوع ,كثرة أسبلة أٌن ذهبت متى تعود ال أرٌد
وقؾ بعدها أخذ مفتاح سٌارته ومحفظته وهاتفه المحمول وؼادر ,وصل
عند نهاٌة
وخرج من فوره وتركنً خلفه كقطعة من قطع هذه األثاث ولم ٌشرب
حتى الشاي
وقفت وحملت كوب الشاي الوحٌد المهمل مثلً ,رشفت منه رشفة ثم
أخرجت لسانً
متقززة وقلت بقرؾ " ٌع كٌؾ ٌشربه هكذا ,هذا سكر بالشاي ولٌس
شاي بالسكر"
ثم ابتسمت بحزن ودخلت المطبخ ,ألٌس هذا مناك دابما ً ٌا قمر أن
تدخلً عالمه
قضٌت الوقت فً ترتٌب المنزل رؼم أنه شبه مرتب تماما ً وؼسلت ثٌابه
ولم أتناول
شٌبا ً فلم أجد رؼبة فً الطعام ,مر وقت الؽداء والعصر واقترب المساء
ولم ٌعد
وحماالت رقٌقة كانت بسٌطة توجهت عند الخزانة وقفت ونظرت لنفسً
فً المرآة
أنا أعشق دابما ً ارتداء الفساتٌن عن باقً الثٌاب لكنً اآلن لً شرٌك فً
اختٌار
ثٌابً وقد ٌعجبه هذا أكثر ,ابتسمت بؤلم على أفكاري وابتعدت من أمامها
وهل ٌكترث لما أرتدي !! هوا لم ٌعلق بشًء ال البارحة وال الٌوم ,
مشطت شعري
باللون األصفر واألخضر الزٌتونً ,طوال الصباح كانا داخل منزلهما ولم
ٌخرجا إال اآلن
وضعت أصابعً على القفص محاولة لمس رٌش أحدهما فتسللت ٌد ماره
بساعدي فارتجؾ
لو قاس لً نبض قلبً لوجده متوقؾ تماما ً عن العمل ,قلت بهدوء
"لم أعد أرٌد ذلك لقد خفت منه لم أتخٌل أنه ٌإذي"
شد على ٌدي بقوة مخلبل أصابعه فً قطبان القفص وهً بٌنهم وبٌن ٌده
حتى شعرت باأللم
فٌها من ضؽط الحدٌد علٌها ومرر ٌده األخرى على خصري بهدوء
ٌشدنً إلٌه
استنشق عنقً بقوة ثم انتقل ألذنً وهمس فٌها " ما العمل أخبرٌنً ؟ !!
"
عاد قلبً من توقفه وعادت دقاته تضرب فً أذناي بقوة فقلت بهمس
عاد للصمت دون أن ٌجٌب وأنفه الزال ٌستنشق عنقً بنهم حتى أفقدنً
حواسً ثم ابتعد
عنه فجبه وكؤنه كان نابما ً واستٌقظ لنفسه ,سحب ٌده من القفص
وحررنً من قبضة ٌده
األخرى ومد ٌده للقفص مسندا لها بكتفً وقال ببرود وهوا ٌدٌر القفص
بإصبعه
"هل تعلمً أن هذه األنثى إن مات ذكرها تموت وال تعٌش بعده"
َ
سكت قلٌبل ثم أبعد ٌده وقال بعدها بسخرٌة
ٌ
صمت ؼرٌب حتى ظننته خرج من هنا فالتفتت للخلؾ بسرعة فكان ساد
واقفا مكانه
عدت خطوتٌن للوراء انظر لعٌنٌه بضٌاع لتمتلا عٌناي فوراً بالدموع
دون نزول
أفهمه وكانت عٌناه تتنقبلن بٌن عٌناي وكؤنه ٌبحث فٌهما أٌضا ً عن
شًء ما
المكان الذي كنت أراه بعٌدا عنً كل البعد واآلن ال تفصلنً عنه سوى
إنشات بسٌطة
ملكً ...لً أنا ...ال أحد ٌحاسبنً إن اقتربت منه ,ولكن كٌؾ !!! فهذا
ال ٌزال مستحٌبلً
فما أصعب أن ٌكون الشًء الذي كنت تراه بعٌداً عنك طوال عمرك بٌن
ٌدٌك فً لحظة
طؤطؤت راسً أرضا ً فمد أصابعه لذقنً ورفع وجهً إلٌه لتعود عٌنانا
للتعلق ببعضهما
من جدٌد فتسللت دمعة واحدة لرموشً مسحها بإبهامه وقال " حتى
اآلالت التً اخترعها
البشر تعجز عن فك رموز نظرات العٌنٌن فما الذي ترٌدٌن قوله بهما ٌا
قمر "
شعري وشد رأسً لحظنه ألتكا بهدوء على صدره وكؤنه قرأ ما لم تقرأه
أآلالت البشرٌة
طوقنً بذراعٌه برفق فنزلت دموعً تروي لتلك األضلع ماال أستطٌع
قوله والبوح به
الطوٌل مع فارق كبٌر جداً هذه المرة أنها لٌست الوسابد وشراشؾ
السرٌر من تحتضن
هذه الدموع ,كان ٌمسح على شعري ببطء وصمت دون حتى أن ٌسؤلنً
لما أبكً
رفع وجهً إلٌه مجدداً وقال ونظره على عٌناي " أخبرٌنً ٌا قمر ماذا
ترٌدان أن تقوال "
لم أتكلم ولم أستطع حتى تحرٌك شفتاي ,بقٌت أنظر لعٌنٌه فً صمت
لتعود دموع
لتخرج معه وتتركنً جسد ببل روح ,مجرد دمٌة ال ٌمكنها حتى تؽٌٌر
مكان وقوفها
خرج بعدها من المنزل لتمر الساعات من جدٌد وهوا أٌن ال أعلم وال
أستطٌع االتصال به حسب
أوامره طبعا ً حتى انتصؾ اللٌل ولم ٌعد للمنزل ,كنت أمنع نفسً من
االتصال به وأمسك ٌداي
عند صدري محاولة منعهما من التهور والوصول لهاتفً ولكن قلبً كان
ٌحترق وال شًء ٌمكنه
وإطراب قلبً وما كان لشًء حٌنها أن ٌُهدبه ,وما هً إال لحظات ورن
هاتؾ المنزل
لٌزٌدنً على ما بً فبقٌت أنظر له كالمٌتة أخشى مما سوؾ ٌؤتٌنً به ,
تنفست بقوة عدة
الفصل الثامن
كان علٌا الهرب منها فً كل وقت كً ال أضعؾ أمامها فلن أنسى جرحها
لً وخذالنها
ما رأته فً حٌاتها من ذلك ولكنً لن أؼفر لها ولن ٌسامحها قلبً
المجروح فلو كانت
رفضتنً حٌن خطبتها لكان األمر أهون فهً تعرؾ من أكون لكن أن
توافق علً رؼم
ما لن أسمح به ,كان علٌا جلبها منهم كً ال تهرب منً مجدداً وال
أجدها فكما توقعت
استقرار عمتها هنا أمر مستبعد وهذا ما فهمته من زوجها أي أنهم كانوا
سٌسافرون
بها فً أي لحطة ولن أجدها لسنٌن ولن نتصافى فً حساباتنا ولن أعلم
منها سبب ما
فعلته فلن أكون تهورت وال تسرعت فً زواجً بها ألنه الحل الوحٌد
مرت الساعات وأنا وأسعد وصدٌق لً خارج المدٌنة لتعزٌة صدٌق لنا
فً والدته وحتى
بعد عودتنا لم أرجع للمنزل وانتصؾ بً اللٌل وأنا خارجه ال أعلم هربا ً
منها أم من قراري
أم من نفسً ,عدت بعدها للمنزل فتحت الباب ودخلت وما أن وصلت
الصالة حتى وجدتها
تقؾ عند باب ؼرفة النوم بفستانها القطنً القصٌر جداً شعرها مجموع
لؤلمام ,تستند بحافة
الباب وتنظر لً نظرة تفحصٌه قلقة وكؤنها شكت أن حادثا ً حصل معً أو
أي مكروه
كان واضحا ً على عٌنٌها أنها بكت كثٌراً ,وشًء آخر فً نظرتها أنها
ترٌد أن تسؤل
لكنها كانت تمنع نفسها من سإاله و ُتمسك لسانها ُمرؼمة ٌ ,بدوا بسبب
أوامري لها صباحا ً
تٌقنت اآلن أن بعض األشٌاء ال ٌمكنك منع عٌنٌك عن النظر لها ,وأن
بعض المشاعر
من فوري لباب ؼرفة المكتب وما أن وضعت ٌدي على مقبضه حتى
وصلنً صوتها الناعم
"رابد"
نظرت باتجاهها فقالت بهدوء " أحدهم اتصل بك بهاتؾ المنزل وقال أن
هاتفك مقفل"
وضعت ٌدي على جٌب سترتً باستؽراب ثم أخرجت هاتفً وكان بالفعل
مقفل ٌبدوا نفذ
منه الشجن وانطفا ولم أنتبه له ,نظرت لها وقلت " ولما تجٌبٌن على
هاتؾ المنزل ؟" !
نظرت لؤلرض ثم لً وقالت بذات هدوءها " ظننته أنت ...لقد قلقت عـ
" ..
قاطعتها بحدة " للجحٌم أنا وحٌاتً ,ال تجٌبً على هاتؾ المنزل ثانٌتا
مفهوم"
نظرت لؤلرض فً صمت فقلت بذات الحدة " أرٌد جوابا ً"
قالت بهمس مخنوق ورأسها الزاال أرضا ً " مفهوم"
دخلت المكتب وأؼلقته خلفً بقوة أوصلت هاتفً بجهاز الشحن وفتحته
وما هً إال لحظات
ورن الهاتؾ وكان حٌدر المتصل فؤجبت علٌه قاببلً " لما ال ترحم هاتفك
قلٌبل وتضعه من ٌدك"
ضحك وقال " لم أعلم أنهم ؼٌروا الصوت فً منظومة هواتؾ المنازل
الثابتة إال الٌوم حٌن
ردت علٌا قابلة ( عذرا الرقم الذي طلبته ,رابد ؼٌر موجود فً المنزل )
هههه عقدهم الجدٌد
هذا ُمربح ,ما هذا الحظ الذي لدٌك ٌا رجل ,نصٌحة ال تدع زوجتك
تجٌب على الهاتؾ ثانٌتا ً"
قاطعنً بضحكته وقال " أو ماذا ؟! تؽلق الهاتؾ فً وجهً ,لن تستطٌع
ؼٌرها"
قلت بؽضب " حٌدر أقسم أنً لست فً مزاج لك وزوجتً خط أحمر فبل
تتخطاه"
قال بهدوء " مهلك ٌا أخً لم أكن أقصد إؼضابك أردت فقط المباركة لك
ٌا متحجر فؤنت
تزوجت باألمس ولم أكن معك ولم أكلمك أم نسٌت"
تنهدت واكتفٌت بالصمت فقال " لما كان هاتفك مقفبلً لقد قلقت علٌك ؟ !
"
قلت ببرود " كنت خارج المنزل وانتهى شحنه دون أن أنتبه له"
قال بصوت مصدوم " خارج المنزل كل هذا الوقت وأنت متزوج باألمس
" !!
قلت بضٌق " هل سؤسجن نفسً ألنً تزوجت ,ذهبت لتعزٌة صدٌق لً
"
تنهد وقال " لن أُطٌل معك الكبلم تبدوا فً حالة ٌُرثى لها من العصبٌة
أعان هللا
وأؼلق الخط دون أن ٌعطٌنً فرصة ألُعلق على كبلمه ,أطباعه السٌبة
ال تتؽٌر أبداً
ومرت األٌام بعدها وقد ؼرقت فً مكتبً وأوراقً وبدأت بكتابة كتاب
جدٌد عن العبلقات
العاطفٌة تطوراتها مشاكلها عواقب تفككها ,وتشعب بً الموضوع
وصار الكتاب شؽلً
الشاؼل ومكتبً مكانً الوحٌد واألرٌكة سرٌري فقد نقلت إحداهم من
ُّت
وبت الصالة للمكتب
ال أرى قمر إال أوقات الطعام والصبلة بالمصادفة وهً فً صمتها التام
عن تصرفاتً
كنت ؼارقا فً كتابً وهموم قلبً وعقلً والمنعطؾ الذي أقحمت فٌه
نفسً حٌن
طرقت علً الباب ولو طرق علٌا عشرة ؼٌرها لمٌزت طرقتها الخفٌفة
فقلت
"تفضلً"
فتحت الباب ببطء ودخلت ترتدي فستانا ً قطنٌا ً قصٌراً أخضر اللون بؤزرار
بٌضاء
ُتزٌن طرفاه السفلٌٌن وعند الكتؾ وكانت وجنتاها تشوبهما بعض الحمرة
ال أعلم من
عدت بنظري لؤلوراق وقلت ببرود " أنا مشؽول اآلن فً وقت آخر"
اقتربت من طاولتً وعٌناها أرضا ً فقلت " ماذا كنتً ترٌدٌن قوله ؟" !
الذت بالصمت مطوالً وكؤنها تستجمع قواها للتحدث وعٌناي كانتا تركزان
على
نظرت لها مطوالً محاوالً تركٌب صورة لهذه الفاتنة الرقٌقة على تلك
ُ
الخابنة
لعبت بالقلم على أطراؾ الورقة ونظري علٌه وقلت بابتسامة سخرٌة
ت أنتً بً ورفض ِ
ت ؼٌري ؟! هل ستجٌبٌننً عن هذا "ولماذا رضٌ ِ
السإال"
"وأنا أٌضا ً ال أستطٌع إجابة سإالك أو ٌمكنك القول أننً أردت الزواج
فقط"
قلت ببرود وقد عدت بنظري على األوراق " شًء من هذا القبٌل ثم أنتً
ال ٌنقصك شًء"
"بٌت ولدٌك ثٌاب وخزانتك ممتلبة أي شًء تطلبٌنه للمنزل أوفره لك
فماذا ٌنقصك"
الذت بالصمت فقلت بلهجة سخرٌة " آه فهمت عبلقة حمٌمة"
نظرت لً بصدمة توقفت معها حتى عن التنفس ثم قالت " لم أعنً هذا
"
قلت بابتسامة جانبٌة " ما عنٌته إذاً ..وما أفهمه من كبلمك ؟" !
ثم عدت أشؽل نفسً بالكتاب حتى ابتعدت عن أفكاري وما مرت لحظات
وعادت تقفز
أمام عقلً ,تؤففت وخرجت من المكتب ومن المنزل كله ,كان ذاك وقت
الظهٌرة لففت
الشوارع زرت المكتبة والجرٌدة وكل مكان حتى حل اللٌل فذهبت لمنزل
صدٌق لً
وأمضٌت معه اللٌل حتى مر أكثر من نصفه ,رن حٌنها هاتفً نظرت
للمتصل فكانت
قمر ,من المبكر علٌها االنشؽال علً ....حتى هذا الوقت لتتذكرنً!
كانت هذه المرة األولى منذ زواجنا تتصل بً وأنا خارج المنزل والمرة
األولى التً
أتؤخر فٌها هكذا ,ترددت كثٌراً بادئ األمر وقررت أن ال أجٌب علٌها ثم
استؤذنت من
كً ال أضعؾ أمام هذا الصوت الذي وهً أمام وجهً عذبا كالماء فكٌؾ
فً الهاتؾ
قلت بهدوء معاكس لقراري فلم تعد لدي أي قوة أتمسك بها " نعم ٌا قمر
"
تنهدت وقلت بذات الهدوء " نعم بخٌر ال تخافً لما كل هذا البكاء"
اكتفت بالبكاء والصمت فقلت " أنا بخٌر قمر نامً وال تنتظرٌنً لدي
صدٌق ٌواجه مشكلة
وقد أتؤخر إن كنتً خابفة فؤؼلقً الباب من الداخل سؤتصل بك حال قررت
المبٌت خارجا ً"
لذت بالصمت ثم أبعدت الهاتؾ عن أذنً وتنفست بقوة ألنً بدأت أفقد
زمام األمور على
ما ٌبدو ثم أعدته ألذنً وقلت " توقفً عن البكاء ....وداعا ً"
أؼلقت الهاتؾ وعدت للداخل جلست معه حٌث كنا نجلس فً مجلس
أرضً متكا بمرفقً
على الوسادة ,كان ٌتحدث وأنا صامت تماما ً عقلً هناك وقلبً ال أعلم
أٌن ٌكون
أُقسم أن أسوء قرار اتخذته فً حٌاتً أنً تزوجت بها اعترفت بذلك أم
أنكرته
ابتسمت بحزن مشٌحا بنظري عنه وقلت " ماض ٌَّا وحاضري"
الذ بالصمت ؼٌر مستوعب لما أقول فنظرت للسقؾ وقلت بحزن
"شخص ال تعلم إن كان ٌحبك أم ٌتبلعب بك وإن كنت تحبه أم تنتقم منه
"
تنهد وقال " تبدوا لً حالتك حرجة جداً وألؽازك المعتادة تزداد تعقٌداً"
أشاهد البحر تحته وال شًء سوى السٌارات العابرة وأصوات الموج
وأفكاري المشتتة
وحزنً القدٌم وقلبً التابه أدور معهم فً دوامة ال نهاٌة لها حتى
سرقنً الوقت فركبت
سٌارتً وعدت للمنزل ,كانت الرابعة فجراً دخلت والحظت النور مضا ًء
دخلت للداخل فكانت قمر تنام على األرٌكة محتضنة الهاتؾ ,خداها
متوردان
اقتربت منها ببطء ونزلت عند مستواها أنسخ لمبلمحها الفاتنة الساكنة
صورة
بعٌناي ,قربت أصابعً ولعبت بؽرتها الحرٌرٌة بٌنهم وعٌناي تسافر فً
مبلمحها
دون توقؾ أو قرار وبدأت ألعب مع صبري لعبة من فٌنا األقوى ,نظرت
لشفتٌها
زهرٌة اللون مطوالً ثم أطعت جنون شفتاي دون تردد سامحا ً لهما
بمبلمسة هذه
اقتربت منها ببطء حتى أصبحت أنفاسها الدافبة الهادبة تداعب وجهً ,
اقتربت أكثر
حتى أعطٌتهما ؼرضهما لتعلقا هناك دون حراك أو تمادي فقط لمسة
طوٌلة بشفتاي
فً الٌوم التالً كنت جالسا ً أشاهد التلفاز حٌن قرع أحدهم جرس الباب
فوقفت ألنظر
من ٌكون ,وصلت عنده فتحته فكان حٌدر ابتسمت وقلت " مرحبا ً ...
هٌا تفضل"
ابتعد فظهرت من كان ٌخفً ورابه فضحكت وقلت " أنوار" !!
ثم نظرت له فضحك وقال " لٌس لنا ؼٌر بعض مهما افترقنا نعود"
دخلت للداخل فكانت مكانها فً ؼرفة النوم ,فتحت علٌها الباب وجدتها
تجلس أمام المرآة
تحاول رفع ؼرتها عن جبٌنها بالمشابك ,وهذا هوا حالها تحاول تؽٌٌر
مظهرها ,ألوان
ال ٌعجبنً ,حتى أنها ها هً تحاول رفع ؼرتها الحرٌرٌة وال تعلم أنها
تصهرنً مثلما
"شقٌقً حٌدر وزوجته هنا سؤدخلهما فوراً ارتدي شٌبا ً ساتراً وحجابا ً
الستقبالهم"
وتركتها وخرجت دون انتظار لسماع ردها وأعلم أنها لن تقول شٌبا ً فهً
لٌست من
النوع الذي ٌرد لك الصفعة وقت حاجتك إلٌه ,خرجت لهما أدخلتهما
لمجلس الضٌوؾ
وما هً إال لحظات ودخلت قمر بفستان طوٌل مزركش بالخٌوط وحجاب
أبٌض محٌط
بكل وجهها ,رؼبت أن أقول لها ...حتى هذا الثوب ما زادك إال فتنة
فؽٌرٌه لكنً تنهدت
ْ
اقتربت وسلمت على أنوار وحٌت حٌدر دون مصافحته وجلستا هما
االثنتٌن مبتعدتان
عنا قلٌبلً وانهمكتا فً الحدٌث ,كان حٌدر كعادته مقاببلً لوجهً وٌخرج
من موضوع
لٌدخل لآلخر وأنا أذناي لم تكونا معه أؼلب الوقت محاوالً التقاط شًء
مما ٌدور هناك
ولكنً ما كنت أسمع إال صوت زوجته الرنان كزوجها تماما ً وكؤنها
تتحدث عبر الهاتؾ
فالطرؾ اآلخر ال وجود له ,كانت قمر تتحدث معها ولكنً عجزت عن
سماع ما تقول
وكانت تدس شعرها فً حجابها طوال الوقت وكؤنها تتوهم أنه ٌظهر من
تحته رؼم
إحكامها للؾ الحجاب ,أحسست بوكزة فً ذراعً وصوت هامس ٌقول
"هٌه رابد أٌن ذهبت ؟! ٌبدوا أننا جبنا فً وقت ؼٌر مناسب"
قلت هامسا ً بضٌق " هل جننت ,ال تسمعك زوجتك وتضن أنً متضاٌق
من وجودكما"
ضحك ثم قال بهمس " روٌدك ٌا رجل فعٌناك تكادان تلتهمانها ,من ٌراك
ال ٌصدق
ٌاال مخٌلتك ٌا حٌدر لو تعلم أنها تنام فً حضن األرٌكة وحضن برودة
السرٌر وال
َ
فالتفت جهتهما وقال أشحت بنظري عنه متجاهبل ما قال
ال أعلم لما شعرت بالضٌق حٌن ذكر اسمها وكؤنه قال قمر أي كالقمر أو
أٌتها القمر
ولٌس اسما ٌنادٌها به الجمٌع ,قد أنكر كل شًء ولكنً ال استطٌع أن
أنكر أن اسمها
ال أحب لرجل أن ٌذكره ٌ ,بدوا حب تملك ألنها زوجتً أو ؼٌرة رجل
على محارمه
أو ال أدري لما !! جاء حٌنها صوتها العذب قابله بهدوء " وهل تشتكٌك
زوجتك لرابد ؟" !
قالت بابتسامة صؽٌرة " لٌس فً الرجال كبٌر أو صؽٌر ,هناك فقط
عاقل وجاهل"
ُ
ضحكت وقلت " كان علٌك أن ال تدخلها من البداٌة"
ُ
نظرت لقمر فكانت تنظر لً نظرة ؼرٌبة ,علمت لما ...هً ترانً
أضحك للمرة
األولى منذ تزوجتها فبل شًء بٌننا سوى البرود والصمت ,قالت حٌنها
أنوار بضٌق
"لما تتبجح علً إذاً وتنفخ رأسً ما دمت تعلن هزٌمتك هنا من جملتٌن
لها فقط"
ضحكت مجدداً وقلت " هذا ٌوم سعدك ٌا حٌدر"
ُ
نظر لها بنصؾ عٌن وقال " أنا الرجل وأنا من كلمته النافذة ورأٌه
صحٌح"
قالت بهمسها الهادئ ذاته ولكنً التقطته لتركٌزي على شفتٌها "
متفاهمان فً كل شًء"
قالتها بابتسامة عذبة وكؤنها صادقة وصادرة من القلب ,علمت أنها من
هذا النوع ما ٌحدث
داخل المنزل ال ٌخرج منه ,قال حٌدر " ما رأٌكم فً الخروج والؽداء
عند البحر"
نظر ْت حٌنها قمر جهتً وكؤنها ترٌد أخذ الجواب منً هل أوافق أم ال
َ
فنظرت لها
بجمود دون أي تعبٌر فقالت ونظرها أرضا ً " إن وافق رابد"
" َتعلَّمً منها تضع القرار لزوجها ولٌس مثلك تعارضٌنً حتى فً
المكان"
ضحكت وقالت " هذا ألنهما حدٌثا زواج بعد عامان سٌتضاربان على
إثبات الرأي"
قال حٌدر بضٌق " صدق المثل حٌن قال إن أردت طوٌلة لسان فتزوج
واحدة اسمها أنوار"
ضحكت حٌنها قمر ضحكة صؽٌرة رنت فً قلبً ,كانت المرة األول التً
أرى وأسمع
فٌها ضحكتها ,لو كان األمر بٌدي لوبختها على ضحكها أمام حٌدر بهذه
الضحكة لكن
ما موقفً حٌنها فالضحك لم ٌكن ممنوعا ً ٌوما ً وهً كانت ضحكة عفوٌة
وطبٌعٌة ولكنها
الحظت حٌنها تركٌز عٌنا قمر على حدٌثنا فهً ال تعرؾ أسماء أشقابً
وال حتى
قال حٌدر بؽبابه متجاهبلً خلطً لؤلمور ألنه ٌضنه أحد ألؽازي كما ٌقول
دابما ً
أفضت حٌنها قمر رأسها لؤلسفل فٌبدوا أنه وصل الحد بها وستبكً أمام
الجمٌع
فقلت بصوت مرتفع قلٌبل " مرٌم شقٌقتً كما هً شقٌقتك ولن تشعر بها
أكثر منً"
فعلها على الموضوع ,شعرت بالضٌق ألن خطتً لم أجنً منها التمرة
األخٌرة واألهم
رفعت حٌنها قمر رأسها بقوة وقالت دون شعور " ال شواء ال"
نظر لها الجمٌع باستؽراب حتى أنا رؼم علمً من ورق مذكراتها ما عناه
لها ذلك
ْ
فتداركت لكنً تفاجبت من تؤثٌر ذاك األمر علٌها رؼم كل هذه السنٌن ,
حٌنها األمر
بقً االستؽراب واضحا ً على مبلمح حٌدر وأنوار فقلت منقذاً للوضع "
ماذا تشربان ؟" !
وقفت حٌنها قمر وكؤنها وجدت مسلكا ً للهروب فقد كنت أرى بوضوح
لمعان عٌنٌها
وهً تمسك دموعها وقالت مؽادرة " أعذرانً فقد أخذنً الحدٌث ونسٌت
الضٌافة"
ُ
وؼادرت خلفها مباشرة ,دخلت المطبخ ُ
فوقفت ْ
ؼادرت من فورها ثم
ووجدتها تمسح
ُ
أبعدت ٌدها عن وجهها ورفعته لً وقلت ماسحا دموعها ,اقتربت منها
دمعتها بإبهامً
مسحت على خدها وقلت بابتسامة " وال حتى رحلة إن أردتً"
قالت هازة رأسها ببل " ال ,ال تخذل شقٌقك فً طلبه األول لنا ولكن دون
شواء"
ابتسمت وأؼمضت عٌناي ,ال تشكرٌنً ٌا قمر فقد أبكٌك بعد قلٌل ,ثم
خرجت
من فوري وعدت لهم ,جلست بجانب حٌدر كما كنت فقال مبتسما بهمس
قدمت ألنوار ثم وضعتها أمامنا على الطاولة وقالت بهدوء " تفضبل هنٌبا ً
"
حمل حٌدر كوب العصٌر دون انتباه أنها لم تقدم له ولً وشرب وأكل
الحلوى وأنا لم
ُ
وبقٌت انظر لقمر وهً أقربها ,ورد بعدها اتصال لحٌدر فخرج خارجا ً
تستمع لحدٌث
ٌحتاجها وهً تحاول مجاملتها وٌبدوا علٌها أنها ال تفهم مما تقول شٌبا ً
أو ال تفهم فٌه
ْ
نظرت باتجاهً فحولت وما الذي ٌجعلها تفهم شٌبا ً لم تحتجه ٌوما ً ,
نظري بسرعة
ْ
فكسرت نظرتها وأصبحت تعدل حجابها وفستانها وطرٌقة جلوسها للبرود
ٌ ,بدوا
دخل حٌنها حٌدر وجلس مكانه فنظرت لفستانها وتنهدت بضٌق فهمست
شٌبا ً ألنوار
وخرجتا معا ً ,لم استطع إمساك نفسً عن الضحك ما أن ابتعدتا فنظر لً
حٌدر
نظر لً بضٌق وقال " لما خرجتا فجؤة وأنت ضحكت ؟! ٌبدوا أنكما
تدبران أمراً"
تنهد وقال " كما تعرفنا ,إن كنا مع بعض مشاكل وتناقض فً اآلراء
وعناد ومن
"ما الذي ٌضحكك ؟! لٌس ألن زوجتك أمٌرة زمانها ومطٌعة لك تسخر
من حالً"
نظرت له ببرود وقلت " الثانٌة مقبولة األولى اسحبها وال تكررها"
ضحك وقال " سحقا ً للؽٌرة وسنٌنها"
قلت بحدة " احترام لممتلكات شقٌقك ٌا نبٌه فاحترمنً إنها زوجتً وهذه
المرة
قال بعد صمت " آسؾ لم أقصد ذلك ولكن هذا سٌكون رأي كل
نظرت له بحدة وقلت " قطعت حٌنها لسان من ٌتؽزل فٌها أمامً"
اكتفٌت بالصمت فوقؾ وقال " علٌنا المؽادرة وسنتفق بشؤن الرحلة"
ْ
وقفت من فورها وقفت معه وخرجنا ,كانت أنوار فً الصالة وحدها ,
فنظرت من حولنا وقُلت " أٌن قمر تتركك وحدك ؟" !
ُ
ْ
نظرت باتجاه حٌدر وقالت " هل سنؽادر ؟" ! ثم
أنوار كبلمها وكانت ترتدي فستانا ً ؼٌر السابق ,أسود اللون بنقوش
بسٌطة عند
وكؤنها تخبرنً أن أصر علٌهما ولكننً تبلدت ولم أتكلم عمداً فقالت أنوار
ْ
سلمت علٌها وخرجا ورافقتهما عند الباب ثم عدت للداخل كانت قمر فاكه
حجابها
وتجمع األطباق من على طاولة الصالة حٌث كانتا تجلسان ,كتفت ٌداي
لصدري
وقفت ونظرت باتجاهً فقلت بحزم " هناك عدة مبلحظات علٌك إٌجاد حل
لها"
قالت بصوت منخفض " ال استطٌع كٌؾ أضٌفه وٌقترب وجهً من
وجهه ...ال ٌجوز"
"كٌؾ أضٌفك أنت وأتركه هوا ,لقد احترت ووجدت ذلك الخٌار األفضل
"
قلت بؽضب " نعم ناقشً أكثر ,هل هذا ما علموه لك رد الكبلم على
زوجك"
نظرت لً بصدمة فقلت " وشًء آخر كٌؾ تتركً ضٌفتك هنا وتدخلً
الؽرفة ,أي
موقؾ هذا الذي وضعتنً به وهً تقول علٌا أن أودعها وتقؾ تنتظرك ,
وآخر تلك
"آسفة على إحراجً لك فً تلك المواقؾ لكن كٌؾ سؤمنع نفسً من
الضحك"
الذت بالصمت ,كنت أتوقع أن تثور وندخل فً مشادة كبلمٌة لكنها خانت
توقعاتً
كٌؾ هاجمت بمقاالت نقدٌة وتسكت أمامً اآلن !! لماذا ال تدافع عن
نفسها فهً على
المقالة الجدٌدة ,بعد وقت طرقت الباب ,خللت أصابعً فً شعري وقلت
"أدخلً ٌا قمر"
دخلت ببطء كانت ترتدي بٌجامة حرٌرٌة بٌضاء اللون طوٌلة بؤكمام ,
ُتظهر من
تفاصٌل جسدها أكثر مما تخفً ,لو نحتوه نحتا ما خرجوا به هكذا ُمش َبع
ومتناسق
ال أعلم ما الذي ستلبسه هذه الفتنة ٌوما ً ولن ٌلٌق بها ولن ٌزٌدها جماال
كً ال أقول
وقفت بالمقربة من مكتبً وقالت بهدوء " أمازلت ؼاضب منً ؟" !
ُ
فابتسمت بعفوٌة بقٌت أسبح فً عٌنٌها بصمت فسافرت بنظرها لؤلرض
ثم قلت
"لٌست الزوجة جماالً فاتنا ً وجسد متناسق وأنوثة فرٌدة من نوعها فقط
,ال الزوجة
أمسكت ٌدي بٌدها أبعدتها وقالت بحزن " جبت لنصلح األمر ال لتجرحنً
من جدٌد"
ابتعدت عنها متوجها لرفوؾ المكتبة وقلت ببرود وأنا أحرك الكتب
ُ
نظرت جهة الباب وقلت خرجت من فورها دون أي كلمة أخرى ,
بابتسامة
"أقسم أنً أمسكت نفسً عنك بؤعجوبة ,ال أعلم كٌؾ تكون تلك المرأة
التً أنجبتك"
تم ضحكت ضحكة صؽٌرة وعدت لمكتبً طرقت على الطاولة بؤصابعً
عدة طرقات بتفكٌر
ما الذي ٌنتظر بطلٌنا من أحداث أكثر وكٌؾ سٌتصرؾ كل منهما ؟!
فً الفصل القادم حدث كان سٌؽٌر كل مجرى األمور لكنه سٌزٌدها تعقٌدا
فما هوا وما سٌنتج عنه ولما سٌؤتً بالسلب بدل اإلٌجاب وكٌؾ ستكون
رحلة البحر
الفصل التاسع
ال أعلم لما ٌفعل هذا بً لما ٌكرهنً دون سبب هل علم أنً ضوء القمر
ٌا ترى!!
ال أستبعد ذلك ولكن لما تزوجنً إذا ٌ ,بدوا كما قال ألخدمه!!
هل أخبره الحقٌقة ٌا ترى ؟! لكن ماذا لو كان ال ٌعلم وأنا من ستفتح
عٌناه على
األمر وٌكرهنً حٌنها أكثر وأزٌد الطٌن بله ,ال أعلم كٌؾ أتصرؾ وال
أفهم
شٌبا ً ,أنا فً حٌرة من أمري إن تركته فلن أعٌش سعٌدة ومعه لم تتبدد
تعاستً
ولكنً على األقل بقربه وهذا ما أشعر به هنا فهناك ال ٌوجد وهذا أكثر ما
سٌتعبنً
ال أعلم كٌؾ أتصرؾ جربت إصبلح األمر بٌننا بعد زٌارة شقٌقه وزوجته
الٌوم
وها أنا لم أزد األمور إال سو ًء ولم أجنً سوى جرح كرامتً بسبب
كلماته
مسحت دموعً وتنهدت بحزن ,شعرت حٌنها بمقبض الباب ٌدور ببطء
,هل جاء
ُ
فعدت بوجهً جهة على لحظة دخوله الؽرفة ,نظر لً مطوالً بصمت
المرآة
اكتفٌت بالصمت فقال " قمر حٌن أتحدث معك تجٌبٌن علً"
اقترب منً ووقؾ أمامً تقرٌبا ً مستنداً بجسمه على الطاولة المخصصة
بالتزٌٌن
واستند بكفٌه علٌها حٌث كنت أجلس أمامها وقال " قمر انظري إلً"
رفعت نظري له فً صمت فقال " هل تري أنك مخطبة فً شًء مما
حدث ؟" !
نظرت لؤلسفل وقلت بحزن " إن كنت ترانً مخطبة فقد أخطؤت"
مد ٌده رفع وجهً إلٌه ممسكا لذقنً بؤصابعه وعٌناه فً عٌناي بنظرة
ؼرٌبة وؼامضة
ثم حرك إبهامه على شفتً السفلى ٌتلمسها به برفق وكانت عٌناي
معلقتان فً عٌنٌه
أتنفس بهدوء وصمت ,ضؽط بإبهامه على شفتً وعٌنانا معلقتان ببعض
دون كبلم
كان ٌضؽط به علٌها بقوة شٌبا ً فشٌبا ً حتى شعرت بطعم الدماء فً فمً
ثم أبعد ٌده
ثم خرج من فوره تاركا ً عٌناي معلقتان مكان خروجه أنظر للفراغ بضٌاع
هل ٌُتعب لً نفس ٌَتً ٌوما ً كامبلً بمشاكل ال تستحق ثم ٌقول بكل بساطة
إنسً ما حدث!!
ٌشكره على تؤلمً منه ,تنهدت بحزن أخذت مندٌبلً ومسحت الجرح فً
شفتً من الداخل
بعد عدة أٌام مرت ونحن على حالنا انفتح باب الؽرفة ودخل وأنا جالسة
أمشط شعري منذ
زمن وذهنً فً ببلد آخر ,جلس على السرٌر خلفً مقاببلً لً فً المرآة
وقال
" حٌدر اتصل بً سنخرج للبحر خبلل األسبوع القادم لقد دعا صدٌقه
وعابلته وقال
قلت وأنا أنظر لصورته فً المرآة " هل ٌمكننً دعوة عمتً وعابلتها ؟ !
"
وخرج من فوره كما دخل ولكنه حمل معه عٌناي وقلبً ,ال استطٌع
االبتعاد عنه
ال ٌمكننً ذلك وال حتى فً خٌالً رؼم انشؽاله الدابم عنً وسجنه لنفسه
مع الكتب
ومكتبه رؼم نومه كل لٌلة هناك تاركا ً لً وحدي هنا ورؼم خروجه كل
لٌلة حتى
كم أتمنى أن ٌتؽٌر اتجاهً أن ٌحبنً كما أحبه أن ٌعاملنً كزوجة وحبٌبة
أن ٌنكسر
كل هذا الجمود ,أنا حقا ال أفهمه ال أفهم بروده وهروبه ال أفهم قبلته
الصؽٌرة
لشفتاي كل لٌلة حٌن ٌعود بعد منتصؾ اللٌل وٌدخل لٌؤخذ ثٌابه وأنا
نابمة
حتى أنً أصبحت أُرؼم نفسً على السهر وأتظاهر بالنوم ما أن ٌعود
ألستشعر
شفتاه وهً تقبلنً ,آه لقد جننتً ٌا قمر جنونا ً اسمه رابد ,وكٌؾ ال
أجن إنه
رابد إنه المعنى الجمٌل الوحٌد لطفولتً وهوا الشخص الذي أحبنً بقوة
وعنفوان
ما حدث حٌنها ,فإن أحبنً سٌصدقنً أما على هذا الحال فلن ٌصدقنً
بالتؤكٌد
فتحت الدرج أخرجت قوسا ً كرٌستالً رفعت به ؼرتً لؤلعلى وما أن
أبعدت ٌداي
حتى سقطت وهوا معها ,أمسكته ورمٌته بقوة على الباب وقلت بؽٌض
فتح حٌنها رابد باب الؽرفة بقوة ونظر لً بنظرة أُقسم أنها نظرة خوؾ
"ال شًء إنه قوس الشعر رمٌته فضرب الباب دون قصد"
أؼلق الباب قلٌبلً ونظر خلفه ثم نظر لً وقال " ولما رمٌته" !!
"أمسكت به ؼرتً فسقطا معا ً شعرت بالضٌق فرمٌته ,هذا فقط ما حدث
"
أخذه من خلؾ الباب اقترب منً وقؾ خلفً أمسكه بكلى ٌداه وؼرسه
فً
شعري فوق الؽرة تماما ً وقال ونظره على عٌناي فً المرآة " هكذا أجمل
"
رفعت رأسً لؤلعلى ورفعت نظري له ألرى وجهه كنت أرٌد روٌته هكذا
دون قٌود
فؤنزل رأسه ونظر لً ولعب بؽرتً بؤصابعه وقال مبتسما ً " اتركٌها أسفل
فهكذا تعجبنً"
ثم خرج من فوره وعٌناي ٌتبعانه بذهول ,أقسم أنً أعجز عن فهمك ٌا
رجل حٌاتً
ٌا ماضٌا وحاضري ومستقبلً ,أعلم أنه سٌقسو علٌا بعد قلٌل وٌعود
لطبٌعته لكن
دموعً نزلت فرحا ً بكلماته فلن أفكر بعد الٌوم فً رفع ؼرتً ألنً
ظننتها ال تعجبه
ؼادرت الؽرفة فكان سجٌن مكتبه ,أُقسم أننً صرت أكره الكتب
والمكتبات والتؤلٌؾ
ما أن أذهب الٌوم لبٌت عمتً سؤجلب معً مفكرتً وأكتب فٌها بدل هذا
الملل و
عند أول المساء طرقت علٌه باب صومعته ,لو كان راهبا ً فً زمن
الرهبان لدخل
الجنة دون حساب ,جاءنً صوته قاببل " تعشً ٌا قمر سآكل فٌما بعد"
ٌبدوا لً نسً بؤنه سٌؤخذنً لبٌت عمتً ٌاال خٌبة األمل ,دخلت ؼرفتً
وأؼلقتها
ارتمٌت على السرٌر وؼرقت فً همومً ,بعد ساعة فتح باب الؽرفة
وقال
"هل نم ِ
ت ؟" !
اللون كلون الفستان ,تبتها خلؾ أذنً وفتشت عن حدابً الزهري ولم
أجده ٌ ,بدوا
نظر لً مطوالً فنظرت لؤلرض وقلت بتوتر " حدابً الزهري هل رأٌته
؟" !
كان ٌنظر لً بصمت وال ٌفصلنا عن بعض سوى خطوة صؽٌرة ,كم
تقتلنً هذه
تلك الخطوة الفاصلة بٌننا باقترابه منً أكثر ثم مد أصابعه لوجهً ,أبعد
شعري
عن طرؾ خدي مبعداً إٌاه خلؾ عنقً مخلبل أصابعه فٌه ,أمسك عنقً
وقرب
وجهً من وجهه لٌلفح نفسً فكه األٌسر وعلق عند خدي وبدأ ٌستنشقه
بخدر
قبلة طوٌلة حتى أفقدنً حواسً فقلت بهمس " الحداء هل رأٌته ؟" !
كان كل مناٌا حٌنها الهرب منه ألنً سؤطاوع جنونً وأتعلق بعنقه أو
سٌؽمى
كانت دقات قلبً كالطبول وأنفاسً تعصؾ كموج البحر من شدة توتري
ُ
توقفت منذ مدة عن التزٌن ولبس الفساتٌن القصٌرة ألنه ؼٌر مهتم لقد
ولم
أتخٌل أن تإثر فٌه ,لكنه الٌوم على ؼٌر طبٌعته أبداً ومنذ الصباح
ثم ابتعد عنً وخرج للسٌارة وتركنً كقطعة القماش المبلولة فً الرٌح ,
كنسمة
بعد قلٌل عاد ووجدنً واقفة مكانً فقال بابتسامة جانبٌة " ما بك سوؾ
نتؤخر"
لبست الحداء األسود فلم أعد أحتاج ذاك ولن أراه ثم لبست عباءتً
وحجابً
دخلت منزل عمتً وقابلتنً باألحضان هً ونوران فهذه أول زٌارة لً
منذ
زواجً ,حاولت أن أكون سعٌدة أمامهم قدر اإلمكان كً ال أُؼرقهم فً
مشاكلً
التً ال تنتهً ,بعد وقت نظرت نوران لحدابً ثم نظرت لً نظرة ماكرة
وقالت
ُ
فنظرت نظرت لها بتهدٌد ثم نظرت جهة عمتً التً كانت تنظر لً
لؤلرض بخجل
ُ
فؤمسكت الوسادة ورمٌت نوران بها وقلت خرجت عمتً من فورها
بضٌق
نظرت لها مطوال بصمت بادئ األمر وما كان أمامً من خٌار فقلت
بابتسامة
" نعم وكل شًء وأخبرنً أنه ٌذكر قمر وفهم أسبابً وتصافٌنا"
حضنتنً وقالت بحب " حمداً هلل لقد انشؽل بالً كثٌراً بسبب هذا األمر"
نظرت لها باستؽراب وفً بالً سإال ولكن عمتً دخلت وؼرقنا فً
األحادٌث حتى
رن هاتفً وكان المتصل رابد نظرت للساعة وقلت " ٌآه أخذنا الوقت ولم
أشعر به"
قالت نوران بضٌق " الزال الوقت مبكراً ما به مستعجل هكذا" !!
اكتفٌت باالبتسامة وأجبت فقال مباشرة " هٌا ٌا قمر أنا فً الخارج"
ال أعلم لما أشعر أنها تتعمد عدم الذهاب !! أما من طار فرحا ً هوا مإمن
وقال أنه
سٌذهب معنا ولو لوحده ,وصلنا المنزل فً ذات الصمت سبقته ودخلت
الؽرفة
وما هً إال لحظات ودخل ,ضننت أنه كان ٌمزح أو سٌؽٌر رأٌه بالقسوة
ككل حٌن
شؽلت نفسً عنه بخلع األقراط من أذناي واقفة أمام ألمرآة فوقؾ خلفً
وأبعد شعري
عن ظهري جمعه كله ورماه لؤلمام ثم قرب أصابعه لتبلمس رقبتً
فشعرت بالرجفة
ثم شعرت بشفتٌه تقبل عنقً من الخلؾ كدت أفقد وعًٌ لوال أن تسللت
ٌداه لخصري
بدأت بالتنفس بقوة محاولة التخفٌؾ من حدة توتري قبل عنقً فلم
أستطع إال الذوبان
بٌن ٌدٌه ,حملنً للسرٌر وضعنً علٌه برفق ثم انحنى لشفتاي وقال
هامسا ً فوقهما
قبلنً مطوالً ثم تسلل للسرٌر ألذوب كقطعة جلٌد بٌن أحضانه وقببلته
كحبٌبة
تاهت بٌن ذراعً حبٌبها كزوجة فً حضن زوج ٌعشقها بجنون وكله
كان فً
خٌالً وحدي بالتؤكٌد ,استٌقظت بعد وقت ألجد نفسً فً حضنه ,
مررت إصبعً
على الشًء الؽرٌب الموجود بٌن عنقه وصدره ومن كتفه حتى وسط
ذراعه مع أثار
أؼمضت عٌناي بشدة وتؤلم ,ما الذي تخفٌه ٌا رابد ما الذي حدث معك
فً الماضً ؟!
نظرت لوجهه النابم بهدوء قبلت جرحه وؼصت فً حضنه أكثر استشعر
رابحته
وجسده ووجوده ,وتبدد الحلم حٌن استٌقظت بعدها ألجده ؼٌر موجود ال
فً السرٌر
سرقت منً
وال الؽرفة وال أي شًء مما كان ,كلها كانت لحظات و ُ
المكتب مضاء ,وها قد عاد لسجن نفسه هناك لقد ضحك علٌك ٌا قمر ,
ال بل أنتً من
ت على نفسك ,كان علٌك طرده ببرود كما طردك سابقا ً كان علٌك
ضحك ِ
رفضه فلٌست
العبلقة الحمٌمة ما ترٌدٌنه منه كما قال ,لقد أتبتً صحة مقاله أتبتً
صحة اتهامه لك
ؼبٌة وخدعتك مشاعرك الصادقة اتجاهه
وصلت المطبخ بخطوات ثقٌلة وكل ما حدت ٌعود لمخٌلتً وكل ما قاله
ٌومها ٌدوي فً
رأسً كالبركان فلم أشعر بنفسً إال وأنا أرمً المبلعق والسكاكٌن بكل
قواي على
األرض وأصرخ ببكاء ,انفتح حٌنها باب مكتبه وخرج منه راكضا ً
اتجاهً ,وقؾ عند
الباب بجمود ٌنظر لً بصدمة وأنا أرمً كل شًء على األرض وأبكً
بحرقة
توجه ناحٌتً أمسكنً من ذراعاي وبدأ ٌهزنً بقوة وٌقول " قمر ما بك
هل جننتً"
ضربته بقبضة ٌداي على صدره وقلت بصراخ " ابتعد عنً ال تقترب
منً ابتعد"
"كل هذا من أجل ما حدث البارحة ,هل تكرهٌننً لهذا الحد أنتً
قولً ٌا قمر ...قولً كم أحببته وكم بكٌتً ألجله وما فعلتً من أجله ,
ذكرٌه أنه
هوا الحجر الذي ال ٌشعر بكل ما فً قلبك له ,ذكرٌه بؤنه لو أحبك حبا ً
بحجم
الكون فلن ٌكون شٌبا ً أمام حبك وتضحٌتك ,تكلمً ..تكلمً ٌا قمر
وعبثا حاولت كنت أحملق فٌه بصدمة فتركنً وؼادر وضرب باب المنزل
بكل قواه
ولم ٌعد ٌومها حتى آخر اللٌل ,وأصبحت أنا مثله سجٌنة ؼرفة النوم ال
شًء سوى
حتى عن الكبلم ولم نعد نتناول الطعام معا لٌتحول المنزل لشبه خالً
سوى من أحدنا
عدت لؽرفتً اتصلت بعمتً فاعتذروا جمٌعهم النشؽالهم خصوصا ً أننا لن
نرجع
فً نفس الٌوم ,فٌما عدا مإمن الذي أخبرتنً أنه متحمس وأخذ اإلذن
من والده
ووافق مادام سٌرافقنا ,وهنا المشكلة كٌؾ سؤخبر رابد وهوا ٌؽلق حتى
باب
اصطحابه فلن أذهب معه ولٌفعل ما ٌشاء ولٌضربنً حتى ,ولكن لن
أذهب بدونه
فلٌس لدي عذر أقوله لهم ,دخلت المكتب ووضعتها هناك فهوا فً
الخارج وأؼلقته
وؼادرت ,عند المساء كنت جالسة أشاهد التلفاز حٌن مر بجانبً ووضع
الورقة على
تنهدت براحة ,حمداً هلل خان توقعاتً ولم ٌنتقم منً بإحراجً أمامهم ,
لم استطع
سإاله كم سنبقى وإن كنا سنؤخذ معنا شٌبا ً ,نمت مبكراً واستٌقظت قبل
األذان
طعام كبٌرة وصلٌت الفجر وجهزت نفسً ,اتصلت بمنزل عمتً فؤجاب
مإمن
لم أُعلق على جملته ,لو تعرؾ أنت من تزوجت لؽٌرت رأٌك ,خرجت
بعد قلٌل
ووجدته ٌحمل الحافظة خارجا ً بها ,جٌد لن أطر إلخباره ,أخذت معً
بعض
الثٌاب وشٌبا ً سمٌكا فقد ٌبرد الجو لٌبلً ,كم أتمنى أن تنتهً هذه الرحلة
على خٌر
كنت ارتدي تنوره سوداء طوٌلة وواسعة وقمٌص أحمر وحجاب ,مر
بجانبً دخل
الؽرفة وخرج حامبلً عباءتً فً ٌده ووضعها أمامً على الطاولة وؼادر
ٌ ,ا عٌنً
ركبت السٌارة فً صمت وصلنا منزل عمتً ووجدنا مإمن ٌقؾ فً
الخارج
أمسكت نفسً بصعوبة عن الضحك ففتح الباب الخلفً وركب وقال "
تؤخرتم"
ضحكت أكثر ولم اكترث بؤحد ثم قلت " علمتك نوران أسوء عاداتها"
نطق حٌنها الحجر الذي لم أسمع صوته منذ أٌام وقال وهوا ٌنطلق
"مرحبا ً اآلن كنت قلتها عند صعودك ٌ ,اال المدارس الفاشلة والمعلمٌن
الفاشلٌن"
ثم نظر للخلؾ حٌث مإمن وؼمز له بعٌنه وضحك اآلخر ,ما ٌعنٌان
بذلك!!
المدرسة ال تدرس هذا إنه ٌقصدنً أنا بالتؤكٌد لكن من الذي أخبره أننً
أُعلم
مإمن أذاب التعامل ,نظرت بنظرة شك للخلؾ حٌث مإمن فنظر للنافذة
من
فوره وبدأ ٌصفر ,الخبٌث هوا من أخبره إذاً وهذا ٌسخر منً
تجاهلتهما كلٌهما وسافرت بنظري للطرٌق ,بعد وقت قال مإمن بضٌق
قلت بضٌق متجاهلة حاجز الصمت بٌننا " أعجبتك النكتة سٌد مإمن ؟ !
"
لٌفهم رابد أنه المعنً بالكبلم دون أن أتحدث معه فضحك مجدداً وقال
موجها ً
"لدٌنا لعبة كرة قدم األسبوع القادم سوؾ نهزم فرٌق الرقعة شر هزٌمة
لقد
واشتؽل كالمذٌاع فضحك رابد وقال " سؤلتك عن المدرسة ولٌس نشاطك
فٌها"
عاد جالسا ً فً الخلؾ وقال " منذ سرقت منا قمري وأنا ال أدرس"
نظر رابد باتجاهً وأنا عٌناي على الطرٌق أمامنا وقال " ولما"
"كانت تقؾ على رأسً لتدرسنً جمٌع المواد أما اآلن أعٌش حٌاتً
طوالً وعرضا ً"
ضحك رابد وقال " البد وأن مستواك تحسن عن السابق"
ما به هذا ؟! من أٌام ال ٌكلمنً وال ٌؤكل معً وقد أفرغ كرهه بً ٌومها
واآلن
قال مإمن بضٌق " لقد تراجعت درجاتً وأصبحت نوران من ٌدرسنً
بؤوامر
من والدي وهً تضربنً على رأسً كلما تعقدت األمور عندي فً الفهم
وما
إن كنتً ترٌدي الرحٌل فلست أجبرك على البقاء ,كنت أنظر لعٌنٌه
بضٌاع
رجاء"
ً قال مإمن بهدوء " أنا ال افهم منكما شٌبا ً عودا للصمت
للطرٌق متكبة على زجاج النافذة حتى وصلنا ,كان حٌدر فً استقبالنا
فهوا من اختار
المكان وقد حجز لكل عابلة منا شالٌها خاصا ً بها ,دخلت شالٌهنا كان
مكونا ً من ؼرفتً
نوم وردهة صؽٌرة ُ ,مشكلة سوؾ ٌنام مإمن فً ؼرفة ولن تبقى سوى
ؼرفة واحدة
ال ٌمكننً النوم عنده وال حتى رابد ألنه سٌثرثر بكل شًء حٌن ٌعود
ورابد لن تفوته
هذه النقطة إال إن فعلها عمداً إلحراجً مع عابلة عمتً ,ال دخل لً به
سؤنام قبله
طرق حٌنها أحدهم باب الشالٌه فتحته فكانت أنوار سلمت علً وأخبرتنً
أن
اآلخرٌن عند الشاطا ,لو لً زوجا ً ٌشعر بً النتظر حتى ٌؤخذنً معه
تنهدت وخرجت ,أمري هلل أحبه رؼم كل شًء وأحب كل شًء فٌه
خرجنا حٌث البقٌة ُ ,كنَّ النساء ٌجلسن سوٌا ً بالمقربة من الرجال بعض
الشًء
جلست معهن وانطلق مإمن للعب مع أبنابهم ُ ,كنا أربعة نساء أنا وأنوار
وزوجة
رؼم أننا ال نسمع شٌبا ً من صراخ الرجال بجانبنا وكؤنهم فً مباراة لكرة
قدم
ولٌس أحادٌث عابرة ورابد منسجم تماما ً معهم ٌ ,بدوا لً شخصا ً مختلفا ً
وكؤنه
لٌس هوا ٌ ,ضحك بصوت مرتفع وٌضرب من جانبه بٌده ومن أمامه
بقدمه
وهوا مضجع على البساط ,سمعنا صوت صراخ نظرت جهة األطفال
فكان
مإمن من ٌده وسحبته وقلت بحدة " مإمن ماذا تفعل لما تتشاجران ؟" !
قال وهوا ٌقفز وٌصرخ ناظرا للفتى اآلخر " لقد ضربنً لٌؤخذ ُكرتً هل
أسكت له"
سحبته متوجهة به بعٌداً نظرت جهة رابد فكان ٌنظر لً ,البد وانه
سٌوبخنً
وقفت مع رجل وصرخت أمام الرجال ,إن كانت ضحكة لم تعجبه فكٌؾ
اآلن
ابتعدت بمإمن بعٌداً فقال بضٌق " هوا المخطا لما وبختنً أمامه"
قلت بؽضب " مإمن هذا ال ٌجوز ما مظهرك ورابد الذي جلبك معه
أمامهم"
ُ
نظرت جهة مإمن بضٌق ولم أعلق التفتت لمصدر الصوت فكان رابد ,
على كبلمه
فقال مإمن " هوا المخطا وقمر قالت لوالده أن الخطؤ منً أنا ...لماذا
" !!
قال رابد بسخرٌة " إن كنتً ستعاملٌن أبناءنا هكذا فلن ننجبهم"
نظرت له بصدمة ثم تنفست بضٌق وامتؤلت عٌناي بالدموع وقلت بعبرة
أٌام من ضٌق وألم وشعور بالنقص والتجاهل ,ولم أشعر إال بٌداه
تطوقاننً وإن لم
"ٌكفً ٌا قمر أنتً بحالة نفسٌة سٌبة عودي للداخل وسؤعتذر منهم"
ابتعدت عنه ورجعت للخلؾ عدة خطوات وقلت بهدوء وعٌناي فً عٌنٌه
صدم بادئ األمر بكبلمً ثم قال " ومن قال أنك مجنونة" !!
ُ
"قمر ما بك منذ ذاك الٌوم ,لقد كان كل شًء برضاك وإال ما كنت فعلت
شٌبا ً"
قلت ببكاء " نعم قلها قل أنً من سحبتك للؽرفة ,قل أنً من قالت أن
ذاك ما كان
ٌنقصنً معك ....قل ذلك اآلن"
تنهد بضٌق محاوالً تهدبة نفسه ثم قال مشٌراً بؤصبعه جهة الشالٌه
ابتعدت عنهما بؽضب وجلست وحدي بعٌداً أبكً وأمسح دموعً كل فترة
"قمري أنا آسؾ لم أقصد إؼضابك وسوؾ أعتذر من الولد ووالده أٌضا ً
"
"قمر أرجوك لقد اشترط علٌا رابد أن أُراضٌك لنبقى أو سنعود اآلن"
نظرت لمكان وقوفنا السابق فكان رابد الزال واقفا هناك واضعا ً ٌدٌه فً
جٌوب بنطاله وٌنظر ناحٌتنا ,عدت بنظري للرمال تحتً وقلت بضٌق
من أجل مإمن ولٌس من أجل شًء آخر لكنت بكٌت حتى جفت دموعً
ؼٌر
مكترثة بؤحد ,بعد وقت اقترب رابد وجلس بجواري فً صمت ثم قال
بهدوء
"قمر هل ُتعلمً مإمن أذاب التعامل وال تجٌبٌن على من ٌحدثك اآلن"
قلت بحدة وأنا أحضن ساقاي " أال ٌكفً ذلك أال تكفً تلك اإلهانة ولكنً
الؽبٌة ,أنا
أطعتك ألتلقى إهانة أكبر وتنعتنً بالمتحجرة عدٌمة المشاعر وأنً ال
أعرؾ الحب"
قال بحدة مماثلة وهوا ٌنظر جهتً " وهل أنا حجر ال أشعر باإلهانة ,ما
معنى بكابك
"هٌا أٌها العصفوران أجبل الحب قلٌبل وتعالٌا لتناول الطعام معنا"
وقؾ رابد وقال " معك أنت ال ٌوجد عصافٌر وال حب"
وؼادر ٌتبعه ومإمن كذلك ,ال أعلم حتى متى سنبقى نخدع اآلخرٌن ,
مشكلتً أنً
لم أكرهه وال حتى ذرة واحدة ُ ,ترى هل سٌزول كل هذا الحب ٌوما ً !!
هل ستحدث
تنهد وقال " قمر نحن جبنا لنشاركهم الرحلة ال لنسجن أنفسنا"
نظرت له وابتسمت بسخرٌة وقلت " جٌد أنه ال مكتب هنا لسجنت أنت
نفسك فٌه"
قال بضٌق " قمر لما ترٌدٌن افتعال مشكلة معً بؤي شكل" !!
وقفت وأخذت وشاحً الصوفً وضعته على كتفاي وخرجت أمامه فً
صمت
وهوا ٌتبعنً حتى وصلنا عند الجمٌع ,كانوا ٌجلسون حول نار كبٌرة ,
الرجال
نصؾ دابرة فً جانب والنساء فً الجانب اآلخر واألطفال طبعا ً كلهم نٌام
بسبب
شهقت زوجته بقوة ال إرادٌا ً وضحك علٌها الجمٌع عداي أنا ,نظرت
جهة
رابد فوجدته ٌنظر لً فنظرت جهة البحر ,ساد الصمت قلٌبل وعم
السكون
األجواء وكلما وقع نظري على عٌنً رابد هرب كل واحد منا من عٌنا
اآلخر
قال حٌنها حٌدر " ما رأٌكم أن نلعب لعبة (قل لمن تفكر" )
" انتهى عند هنا بدأنا كل واحد فً من كان ٌفكر اآلن واللعبة ما ٌقول له
"
تنهدت بضٌق وقالت " أقول لمن كنت أفكر فٌه أرجوا أن ال تخصِ م من
قالت بعد ضحكة " أقول لمن كنت أفكر فٌه أرجوا أن تكون ؼسلت
أسنانك
وقد عاد الجمٌع للضحك ,كم هً لعبة جمٌلة ومسلٌة ولكنها فً ؼٌر
وقتها
كٌؾ سٌجتاز بطلٌنا هذه العقبة ومن سٌجبر هذا الكسر وكٌؾ ؟!
الفصل العاشر
سمعت حٌدر ٌقول
"قمر"
ُجلت بنظري بٌنهم جمٌعا ً حتى وقع على رابد فنظرت لؤلرض وقلت
أحسست حٌنها بالعبرة تخنقنً حتى كدت أنهار أمامهم ولم أعد أسمع
شٌبا ً مما ٌقولونه
وقفت بعدها وتوجهت للشاطا أتمشى عند حواؾ أمواجه فً صمت حٌث
الضوء الخافت
وأنظر ألثار قدماي وهما تؽوصان فً الرمال الرطبة ,أبث حزنً للموج
وللرمال واشتكً
لهما من مالك قلبً وجوارحً الجالس هناك ,من قسوته وجبروته على
قلبً المسكٌن
شعرت حٌنها بٌد تلتؾ حول كتفً ,نظرت لصاحبها فكان رابد فابتسمت
له من بٌن
دموعً وحزنً وعتابً وألمً فضمنً له وقال " أنتً هنا مكانك القلب
ٌا قمر"
نظرت هنا وهناك ولم أجد أحداً ,نزلت دموعً رؼما ً عنً حٌن نظرت
للبعٌد فكان
جالسا مكانه ,نعم كنت أتوهم ما حدث كما أتوهم اآلن أنه ٌنظر إلً ,كما
أتوهم نظرات
فشعرت حٌنها بشًء ٌصطدم بً بقوة حتى وقعت أرضا ً ,رفعت نظري
فكان ثمة
شابان ٌبدوا أنهما كانا ٌركضان وصدمنً أحدهما ,وما هً إال لحظات
وكان
" أال ترى أمامك قل أن الظبلم حالك وال أنوار وال قمر مكتمل وأنك لم
تراها"
قال الشاب بحدة " قلت لم أنتبه لها ثم هً لم تنكسر وال تتمزق ها هً
أمامك كاملة"
"أعرؾ حركاتكم هذه جٌداً ,لم أرى ولم أنتبه ,لست أحمقا ً لتضحك
علً"
سحب الشاب اآلخر رفٌقه قبل أن ٌتكلم وتكبر المشكلة وأمسك رابد بٌدي
وسحبنً
قال بؽضب أكبر " ما كان علٌك الذهاب وحدك لقد فعل ذاك الحقٌر ما
نظر لً بصدمة فتابعت بؤسى " أجل كنت أنت معً كنت تمشً بجانبً
وترافقنً
فً وحدتً كنت أراك معً ألكتشؾ أننً كنت أتوهم فذاك ال ٌمكن أن
ٌكون أنت
ثم شهقت بعبرة وسحبت الوشاح من على كتفاي ورمٌته بقوة على
األرض وقلت
ببكاء ماره من أمامه " مؽفل ٌا رابد وستكتشؾ ذلك ٌوما ً"
ثم خرجت من الؽرفة وتوجهت لؽرفة مإمن دخلت وأؼلقت الباب ,كان
نابما ً
بعمق ,جلست على الكرسً فً ؼرفته أبكً بصمت وما هً إال لحظات
و َفتح
رابد الباب وقال " كم مرة سنصنع مشاكل كثٌرة من مشكلة واحدة"
قال ببرود " ٌبدوا أنك نسٌتً كبلمك سابقا ً عن عناد الطرفٌن على
هنا سؤخرج ألكمل السهر مع حٌدر فلم ٌعد هناك أحد فً الؽرفة تهربً
منه"
ثم ؼادر وتركنً ككل مرة مجرد بقاٌا امرأة بعد مشكلة فجرت كل
مشاعرنا المكبوتة
الكره والؽضب منه والحزن واألسى منً ,وفً النهاٌة هذا ما ٌفلح فٌه
ٌضع اللوم علً
وكؤننً أنا المخطبة ,كنت أعلم أن هذه الرحلة ستكون تعٌسة هكذا ,لم
أعد للؽرفة ونمت
على الكرسً هناك ولم استٌقظ إال على صوت مإمن وهوا ٌقول
قال " استٌقظت اآلن ,ما تفعلٌن هنا !! ولما تنامٌن على الكرسً"
"لقد جبت ألطمبن علٌك خفت أن تسخن بسبب تبلل مبلبسك باألمس
وؼلبنً النوم هنا"
"ورابد نابم على األرٌكة فً الردهة ٌبدوا أنه كان ٌنتظرك حتى ؼلبه
النوم"
خرجت مسرعة فكان رابد كما قال مإمن فً نوم عمٌق على األرٌكة ,
أدفع عمري
كله ثمنا ً لفهم هذا الرجل ,دخلت الؽرفة ثم دخلت الحمام توضؤت ألصلً
الفجر
خرجت بهدوء وصلت عنده ونزلت لمستواه ثم سندت ذقنً بٌدي وتاهت
عٌناي
تراقبان مبلمحه ,ما أجمله وهوا نابم وما أجمله وهوا مستٌقظ وما
أجمله حتى
وهوا ٌصرخ ؼاضبا ً ُ ,تهت فً تلك المبلمح فقادنً جنونً ألن أالمس
شفتٌه
بشفتاي بقبلة صؽٌرة كما ٌفعل كل لٌلة ,أرٌد أن أعلم ما شعوره ولما
ٌفعل ذلك
ُ
المست شفتاه فشعرت بشًء كالكهرباء فً كل جسمً اقتربت ببطء حتى
وشعرت وكؤن ثمة مؽناطٌس ٌجذبنً كً ال أبتعد فبل قبلتهما وال أبعدت
بقٌت أحملق فٌه مصدومة فارتسمت ابتسامة صؽٌرة على شفتٌه ,من
صدمتً
ساعة الزمن للوراء وال أرتكب هذه الحماقة ,انقلب حٌنها معطٌا ظهره
لم أشعر حٌنها بشًء سوى دوران المكان وكاد ٌؽمى علً ٌ ,الً من
ؼبٌة ما
سٌفكر فٌه اآلن ,ها أنتً أتبتً نظرٌته بك من جدٌد سحقا ً لك ٌا قمر
ولجنونك
حتى رأسً وخصوصا ً وجهً ,بعد وقت طوٌل سمعت الباب ٌُفتح دخل
وأخذ
أؼراضه وخرج فً صمت وأنا على حالً أختبا منه ومن نفسً
ومستندا بالباب وٌنظر لً ,أخذت اللحاؾ بقوة وعدت كما كنت ,أبدوا
كاألطفال
بتصرفً ولكن ما كان من خٌار أمامً وأنا أشعر بنفسً مجردة من كل
شًء أمامه
هذا كله ولن نتحدث ,تبا لك ٌا قمر أنظري فٌما وضعت نفسك
قلت بضٌق من تحت اللحاؾ " ال تفهم األمر كما ٌحلوا لك"
كان علٌا إخراج هذا السبلح لتخفٌؾ إحراجً حٌن ٌعلم أننً أعلم ما
ٌفعل
اختبار كل لٌلة ٌا كاذب ,سمعت بعدها صوت الباب ٌؽلق خلفه فتحت
فتحة صؽٌرة
ألراه فكان ؼٌر موجود ,بعد وقت طوٌل ؼادرت السرٌر ثم استحممت
وخرجت آلفة
جسدي بمنشفة الحمام البٌضاء اللون وقفت عند طاولة التسرٌحة فتشت
كثٌراً عن المشط
ولم أجده ,آه كٌؾ سؤجفؾ شعري اآلن ال ٌمكننً ارتداء مبلبسً وهوا
هكذا ألنً سؤخرج
خرجت بمنشفتً لؽرفة مإمن دخلتها وكما توقعت كان المشط فً ؼرفته
أخذته وعدت
بل أمامً ولٌس جماداً بل كابن بشري ,عدت خطوتٌن للخلؾ بشهقة
مفزوعة فكان رابد أمامً
تنفست بقوة ممسكة المنشفة كً ال تقع وقلت بخوؾ " لقد أفزعتنً"
شتت نظري على كل شًء حوله وٌدي تمسك المنشفة بقوة والٌد
األخرى ممسكة
اقترب بخطواته حتى وقؾ أمامً فتراجعت خطوتٌن للوراء ,مد ٌده
لذراي امسكه
لعب بٌده األخرى بشعري المبلول لتتطاٌر منه قطرات الماء فً كل اتجاه
,مسح بؤصابعه
على كتفً ٌطارد القطرات النابمة علٌه وأنا كمن ال حٌلة له وجهً فً
عنقه جامدة دون
حراك من الخارج وكل خبلٌا جسدي ترتعش من الداخل وتنفسً لحظات
وٌتوقؾ
تسللت ٌده األخرى لذقنً رفع وجهً له ودون مقدمات قبلنً بقوة حتى
كاد ٌنهً األكسجٌن
من ربتً ثم تركنً أتنفس بقوة كالؽرٌق وقال مؽادراً " أعدِّ ٌها رد دٌن
الصباح"
ثم ضحك وقال مبتعدا " هكذا أنا من أسدى لً معروفا ً فً نظره كافؤته
بؤفضل منه"
عند الباب " حمداً هلل أنً ال أتعامل مع المعروؾ مثلك لكان النهار بطوله
ال ٌكفٌنً"
أبعد ٌده عن مقبض الباب الذي كان ٌفتحه للتو ثم التفت لً تاركا له شبه
مفتوح وعاد ناحٌتً
تراجعت للوراء وأنا أرى نظرة التحدي فً عٌنٌه ٌ ,ا إلهً لقد جنٌت
على نفسً
اقترب أكثر فقلت وأنا أشد المنشفة على جسدي بكلى ٌداي " رابد ابتعد
عنً"
حاولت إبعاد وجهً عن وجهه ألن ٌداي مكبلتان مع جسدي بٌن ٌدٌه
وقلت بضٌق
قرب وجهه أكثر دار به جانبا ق ّبل عنقً وقال " هل تدعٌننً إلٌك
وتتراجعً"
قلت بضٌق وأنا أحرك كتفً لٌبتعد عن عنقً " واهم أنا لم أدعوك
أنزلنً حاالً"
قال بمكر وعٌناه فً عٌناي " وما أعتبر كبلمك ألٌس دعوة تحدي"
انفتح حٌنها الباب ودخل مإمن ونظر لنا بصدمة فخبؤت وجهً فً وجهه
ألنً كنت
ثم أؼلق الباب وؼادر ووزع رابد قببلته على وجهً فؤبعدته عنه وقلت
بؽضب
"هل ارتحت اآلن ما هذا الموقؾ السخٌؾ الذي وضعتنا فٌه أنزلنً ٌا
رابد قلت لك"
أشحت بنظري عنه وأنا أتبت المنشفة على جسدي بؽٌض وقلت بضٌق
قال مؽادراً " اللوم علٌك لما تتحدٌننً بدعوتً إلٌك فً هذا الوقت
والمكان"
قلت صارخة بؽضب " لم أتحداك ولم أدعوك فبل تلصقها بً"
عاد ناحٌتً مسرعا ً فصرخت ودخلت الؽرفة هاربة منه ثم دخلت الحمام
وأؼلقته خلفً
ألن باب الؽرفة ببل مفتاح ,وقؾ عند الباب وقال " أنا أعتبرها دعوة
جدٌدة"
قلت بؽضب " واهم وؼبً لن أدعوك لذلك وال على جثمانً"
مبتعدة عنه ففتحه ودخل بسرعة اقترب منً بابتسامة انتصار سحبنً
من ذراعً وأنا أصرخ
به وهوا ال ٌكترث وال ٌتحدث ,خرج بً للؽرفة رمانً على السرٌر تبت
ٌداي علٌه بٌداه وقال
وهو ٌقرب جسده لجسدي " دعوة لثبلث مرات دفعة واحدة كثٌر"
أؼمضت عٌناي بشدة ألنً إن تكلمت أكثر فلن تزداد األمور إال سو ًء
فسمعنا حٌنها
صوت حٌدر فً الخارج ٌنادي رابد فتركنً مبتعداً عنً وقال مؽادراً
اكتفٌت بالصمت مؽتاظة ألعن اللحظة التً فكرت فٌها أن أقبله ,سمعت
حٌدر ٌقول له ضاحكا ً
"أرسلت لك مإمن ولم تؤتً فقلت ألفسد علٌه بنفسً هل نسٌت أنك
تركتنً انتظرك"
قال حٌدر وصوته ٌبتعد " دعوة على الهاتؾ أم ماذا أنا ال أفهمك"
وكان هوا خارجا ً خلفه ٌضحك ,مؽفل وأحمق وواهم واستحق كل ما
أتانً منه
جلست أتنفس بقوة وكؤنً كنت أركض هاربة من كلب مسعور ,ؼٌرت
ثٌابً وخرجت
تناولت شٌبا ً خفٌفا ً وسرٌعا ً وقضٌت بعض الوقت عند باب الشالٌه أراقب
البحر ثم خرجت
للخارج مشٌت بعض المسافة ووجدت رابد ومإمن ٌلعبان الكرة معا ً ,
حقا ً ٌالً من مهملة
جلبت ابن عمتً معنا ولم أهتم حتى لطعامه وإن كان ٌرٌد شٌبا ً ,جلست
بعٌداً عنهما أراقبهم
فً صمت وهم لم ٌنتبهوا لوجودي ,بعد وقت سقط رابد أرضا ً وضحك
مإمن علٌه ولم أستطع
حٌنها إمساك نفسً عن الضحك ,دار مإمن برأسه ورآنً فجؤة فلوح
بٌده اتجاهً ضاحكا ً
نظر حٌنها رابد جهتً فلم استطع إال الضحك أكثر فوقؾ واضعا ٌدٌه
وسط جسده ٌنظر
لً بضٌق فتوقفت عن الضحك فضحك هوا حٌنها ناظراً لؤلعلى ثم عادا
للعب مجدداً
كم ٌتعسر علٌا فهم رموزك ٌا رابد ,تعاملنً بلطؾ للحظة حتى أضن أنك
تؽٌرت
اتجاهً ثم سرعان ما تطعننً ببل رحمة ,شعرت حٌنها بٌد على رأسً
نظرت لؤلعلى
فكانت أنوار تنظر لً بابتسامة ثم جلست وقالت " كٌؾ أنتً الٌوم ؟" !
"الكبلم البارحة فً اللعبة كل واحد منكما كان ٌوجهه لآلخر ألٌس كذلك
"
لذت بالصمت فتابعت " حٌدر قال لً أن رابد تؽٌر كثٌراً هذه الفترة"
"قال أنه حتى فً مشكلته مع عابلته التً جعلته ٌهجرهم لم تجعله هكذا
"
قالت " دعٌه هوا ٌحكً لك مادام لم ٌتحدث معك فً األمر قد ٌكون ال
ٌرٌدك أن
لكن ما حدث بعد ذلك بثبلثة أعوام هوا ما ؼٌره جذرٌا ً لٌصبح أكثر عزلة
وانفراداً وتوقؾ حتى عن الكتابة وحتى ذاك الوقت لم ٌقل حٌدر هذه
المبلحظة
قلت بحزن " كل زوجان ٌمران بادئ حٌاتهما بعقبات وٌحتاجان لوقت
لٌجتازاها"
نظرت لها بصدمة فقالت " لم أره قلقا ً على شقٌقه كاآلن"
هربت من عٌنٌها وعدت بنظري إلٌه ,ما حدث بعد ثبلث سنوات كان
وقت
انتهاء عبلقتنا عبر االنترنت وذاك األمر هوا السبب حٌنها لكن اآلن ما
ٌكون
ضممت ساقاي بذراعاي ودسست رأسً بٌنهم لوقت حتى سمعت أنفاسا ً
تلهث بجانبً
رفعت رأسً ونظرت فكان رابد ٌجلس على ٌمٌنً ومإمن على ٌساري
قلت " اذهب وؼٌر مبلبسك إنها مبتلة والهواء متحرك ستمرض"
قال " ولكنً سؤلعب قلٌبل بعد"
قلت بحدة " وإن ٌكن ارتدي ؼٌرها حتى تجؾ والعب باألخرى"
تؤفؾ وؼادر عابداً للشالٌه فقال رابد " ال تفرؼً ؼضبك منً به"
قلت بضٌق " رابد لننهً الكبلم فً األمر أرجوك أنا آسفة إن جرحتك
لنعتبر شٌبا ً لم ٌحدث"
قال بهدوء وعٌناه على بحر " قمر أنا ال أفهمك حقا ً"
نظرت له بصدمة مطوالً وهوا على حاله عٌناه هناك ثم نظرت للرمال
تحتً وقلت
قلت ونظري للبحر " أعلم وأعلم معنى جرح الرجل أنوثة المرأة
باستمرار"
"رابد أنا لم أقصد جرحك ألنً عن نفسً كنت مجروحة حٌنها حد
الوجع"
نظر لً وقال " وما الذي جرحك وأنتً كنتً" ...
بتر جملته فنظرت للبحر وقلت بعٌنان تمتلا دموعا " أنا ماذا ؟! آه أنا
من طلبت ذلك"
قال بحدة " ال مجال للتفاهم معك أبداً ٌا قمر هبل شرح ِ
ت لً لما انزعج ِ
ت
إذاً ذاك الوقت"
قبضت بٌدي على صدري اكتم عبرتً وقلت ببحة " لن تفهم ألنك ال
تشعر كما اشعر"
قلت بابتسامة حزٌنة " مشكلتنا األخرى أن كل واحد منا ٌرى اآلخر بعٌن
طبعه"
اقترب منا مإمن حٌنها وقال " ها أنظري قمري لقد ؼٌرتها"
"وحتى متى سٌبقى ٌنادٌك بقمري ,ال هوا شقٌقك وال ابنك"
قلت بجدٌة " أنت ال تعلم ما تعنٌه لً تلك العابلة وما فعلته ألجلً"
نظر لً وقال " أفهم من كبلمك أن من فعل شٌبا ً ألجلك تستحملٌن حتى
قال بابتسامة سخرٌة " ولما أصمت هل الحقٌقة مإلمة لهذا الحد"
ووقؾ حٌنها وؼادر ,ما أفعله مع هذا الرجل كٌؾ أتصرؾ معه هل كل
هذا وال أستحمل
لما تعذبنً ٌا رابد لما !! بقٌت مكانً لوقت أبث همومً حتى لؤلقدام
المارة أمامً ولو أنه
كان للقلوب القدرة على طرح حملها على األرض لكفى ما فً قلبً الكون
كله ولن ٌستوعبه
فما الذي تبقى لً اآلن ؼٌر الحسرة واأللم ,إن كان هوا ال ٌفهمنً فما
سؤقوله أنا التً بث
أعجز حتى عن تفسٌر أنفاسه ,كم تمنٌت الحٌاة معه لكنً لم أتمناها
هكذا أبداً فما أقساها من
جراح هذه التً تكون بسببه فقد أصبح الماضً أمامها شًء ال ٌذكر
رؼم أنه كان عنوانا
رفعت رأسً ولم أجد مإمن الذي كان ٌلعب بالمقربة منً التفتت ٌمٌنا ً
وٌساراً وكان
ولكن ذلك مستحٌل فرابد حذره من الذهاب هناك وحده ,وقفت وعدت
جهة الشالٌه
لقد أهملته كثٌرا وبما فٌه الكفاٌة ,ؼرقت فً همومً ومشاكلً ونسٌت
أنه صؽٌر
وٌحتاج لعناٌة واهتمام هل سٌبقى رابد رافعا مسبولٌته طوال الوقت وأنا
ابنة خاله
ؼادر من جواري قبل قلٌل ٌكاد ٌُحرق الدنٌا بما فٌها من الؽٌظ ,اقتربت
أكثر فكانا
بالفعل هما االثنان ٌنظران من ثقب فً الفاصل بٌن شالٌهنا والمجاور له
وٌضحكان
"انظر انظر للقوام آه كم هً مهلكة ,اسمع حٌنما تكبر أتركنً أنا أختار
ثم صفر تصفٌره طوٌلة وقال " هل رأٌت تلك التً خلفها سحقا ً لحظً"
كل هذا كان ٌحدث أمامً وأنا اشتعل كالبركان ما ٌعنٌه بما ٌقول هل أنا
فً نظره هكذا
كنت أشعر بالدنٌا تضٌق وتضٌق والكون بؤسره ٌنطبق على ضلوعً ,
أي إهانة هذه لقد
فاقت كل سابقاتها ,لو أنه أوسعنً ضربا كان سٌكون أرحم من سماعً
هذا الكبلم منه
ضحك وقال " ما رأٌك باألخرى"
لكنه تجاهلنً ولم ٌلتفت إلً ولم ٌنظر إلً أي منهما فقلت بحرقة
باب الشالٌه ٌُفتح ثم باب الؽرفة ودخل رابد وتوجه إلً من فوره أمسكنً
من ذراعً وسحبنً
منها بقوة ,كنت أقاوم ٌده لكنه سحبنً بالقوة للخارج وخرج بً من
الشالٌه
وعند هنا كانت نهاٌة الفصل الجدٌد
ما سٌكون عقاب رابد لها وما قصده بما فعل وهل كان متعمداً
ما سر قتل الورد الذي تحدثت عنه قمر فً اللعب ة وما عنت به
فً الفصل القادم سٌخرج بطلٌنا من هذه المشكلة فكٌؾ سٌوضح كل
واحد منهما فكرته لآلخر
وفً الفصل القادم سنتعرؾ على وجهة نظر بطل رواٌتنا فً األمر فدفة
الحدٌث ستكون لرابد
ُ
علمت لما كانت تضحك فلما كانت
تبكً هل لنفس السبب !! ,اقترب
حٌنها
"اقسم أنكِ فق ِ
ت زوجك"
لٌبدأ العناء....
ٌا من جعل ِ
ت الصٌؾ فً قلبً شتاء
و" .......
"ولكننً أراه"
ُ
نظرت للجمٌع وعلمت من ستكون
زوجة والده من حالها وحزنها
وحدادها وبتقدٌري
ُ
نظرت لمرٌم فؤومؤت لً بعٌناها
مؽمضة لهما فابتسمت لها ابتسامة
صؽٌرة بمعنى ال
ُ
أنزلت حٌنها ٌدي وأمسكت ٌد رابد
بقوة أرٌده أن ٌفهم معنى ما عنٌت
ال تتحدث
إن تعرف ِ
ت علٌها وحدك زرتكم كما
طلبتً منً"
"صباح الخٌر"
ْ
ابتعدت ووقعت جالسة علٌها ,
وجلست مقابلة لً ونظرها مرتكز
علً ,كنت أشعر
ْ
نظرت له بشماتة فضحك وقال "
وأٌها أعجبتك ؟" !
ْ
ابتسمت وفهمت أنً هكذا أرٌد
لوحتً حزٌنة ,قالت أنوار
........أحبكم فً هللا
ْ
ووقفت مستندة بالجدار بعد لحظات
بكتفها بفستانها القطنً القصٌر جداً
ٌؽطً حوافه شعرها
"ال نحتاجها"
منذ انتقلنا إلى هنا تحول أؼلب وقتً لجحٌم فبل شًء سوى سجن نفسً
فً هذه
الؽرفة حتى أننً أصبحت آكل وجبة طعام واحدة ولٌس ٌومٌا ً ,رابد فً
صومعته
الجدٌدة وشقٌقتاه لم تتقبل أي منهما إٌاي وال أنا كذلك فسجنت نفسً وال
شًء سوى
الوحدة واآلالم ,لم ٌنم رابد لٌلة البارحة معً ٌبدوا لً عاد لسجن نفسه
بعٌداً عنً
ولم أنم أنا أٌضا ً ألن الكوابٌس لم تتركنً ,لما ال ٌفهم أنه أمانً الوحٌد
أن قربه
قالت بابتسامة سخرٌة " ستعلمٌن قرٌبا ً ولٌس قرٌبا ً بل قرٌبا ً جداً"
ثم بدأت برفع صوتها قلٌبلً ونعتً بؤلفاظ وأمور لم أفعلها أو أرها حٌاتً
ولم تعطنً
بعد ذلك بساعة دخل علٌا رابد الؽرفة وقال أننا سننتقل لمنزل الجٌران ,
شلت أطرافًُ
للخبر لكن علٌا االستحمال هوا خٌر لً من البقاء مع شقٌقتاه هنا ,
ؼرٌب أمره لما
تؽٌر بعد لٌلة البارحة ٌبدوا نومه هناك قرر فٌه هذا القرار القاسً وحتى
مبلمحه
تؽٌرت للخشونة ,آه من قلبك ٌا قمر حتى متى سٌحب هذا المتحجر لما
ال أكرهه لماذا
دخل وأؼلق الباب بقوة وقال بحدة " ال أحد ٌبكً بؽٌر سبب حسب
اعتقادي"
قال بؽضب " قمر كم مرة نبهتك على طول لسانك معً"
اقترب منً أمسكنً من ذراعً ورفعنً إلٌه وقبض ٌده األخرى وضؽط
بها على
خدي وقال بؽٌض ومن بٌن أسنانه " قمر ال أرٌد أن أضربك ال أرٌد فبل
تستفزٌنً"
ضؽط عل خدي بقبضته أكثر وهوا ٌضؽط فكاه حتى كادت أسنانه تتحطم
فؤؼمضت
عٌناي بشدة أنتظر مصٌري بٌن ٌدٌه الؽاضبتان فؤفلت ذراعً وخرج
وتركنً أصارع
آالم ٌدي التً عادت تمزقها بقوة ولم أره بعدها ٌومان كامبلن ال أنا
خرجت من الؽرفة
استٌقظت الٌوم مبكراً ارتدٌت تنوره قصٌرة واسعة بٌضاء اللون بنقوش
بنفسجٌة على
أطرافها وقمٌص بنفسجً بؤكمام قصٌر ٌصل طولها لنهاٌة الذراع به
أزرار بٌضاء من
ْ
نظرت لً مرٌم بابتسامة وقالت خطوبة نور ,
قالت ؼٌداء بسخرٌة " كٌؾ لم ٌخبرك زوجك أم أنكما متخاصمان" !!
نظرت لها ببرود وقلت " بل ال ٌخبرنً باألمور التً ال تهمه "
خرجت حٌنها مرٌم لسماعها بكاء ابنتها ونظرت أنا لؽٌداء وقلت
وضعت ٌدها على كتفً وكانت تود قول شًء لوال دخول من لم أره منذ
أٌام
وقؾ عند الباب نظر لً نظرة تفحصٌه شاملة ثم نظر لمرٌم وقال ببرود
قال ببروده ذاته " ال لم أنسى ولكن أحببت أن أسلم علٌك ثانٌتا هل من
مانع ؟ " !
ضحكت وقالت " ال أمانع طبعا ً ولكن أستؽرب لما"
قلت أنا ببرود كبروده " لكً ٌشعر الجدار أنه ال أهمٌة له لدٌه وال ٌراه
أٌضا ً"
بجانبه وهوا كالتمثال لم ٌحرك ساكنا ,عدت للؽرفة ولم أؼادرها وبعد
وقت طرقت مرٌم
علٌا الباب ودخلت ووجدتنً جالسة على السرٌر جلست بجواري وقالت
ابتسمت بؤلم وقلت " شقٌقك لم ٌجد لً وقتا لٌؤخذنً اشتري شٌبا ً "
تنهدت ولم تعلق على األمر ثم وقفت وقالت " هٌا أرنً فساتٌنك لنختار
وأحداً "
ال تكونً ضعٌفة أمام أحد ٌا قمر أرٌهم أنك ال تكترثً ألي شًء "
لم أتحرك أو أتكلم فشدتنً من ٌدي وقالت " هٌا قفً ٌا قمر"
السرٌر وقالت " سؤخرج اآلن وأعود بعد قلٌل أرٌد رإٌته علٌك "
وبدون رؼبة ,بعد ذلك دخلت مرٌم فوقفت لها فنظرت لً مطوالً ثم
قالت
"ٌا هللا ما أجملك ٌا قمر أقسم أنك قمر حقا ً"
ُ
رفعت ؼرتً بٌدي لؤلعلى وقلت ثم
وقد أفرؼت كل عبوة المثبت علٌها وبعد جهد كبٌر أنزلت بضع خصبلت
على جبٌنً
أبعدتنً عنها وقالت " تعالً معً هناك من علٌه رإٌتك هكذا"
قالت وهً تسحبنً من ٌدي " بلى علٌه رإٌة هذا المشهد أقسم أن ٌؽمى
علٌه"
"ها قد جاء من أفسد كل شًء ولكن ال بؤس هٌا لنخرج لهم "
خرجنا معا ً واستقبلنا الضٌوؾ معهم كانوا امرأتان وثبلث فتٌات شابات
وطفلٌن
كنت طوال الوقت أرافق مرٌم حٌث ذهبت وأتجنب الجمٌع ,بعد وقت
سمعنا صوت
لقد وضعتنً فً موقؾ محرج أمامهم ولم ٌكن أمامً سوى الخروج له
فهً ؼادرت
من فورها جهة المطبخ ,خرجت وما أن وقفت أمام الباب حتى نظر لً
مطوالً بصمت
وكؤنه ٌرسم تفاصٌل وجهً لٌنتقل بعده لجسدي فحركت قدمً وقلت
وعٌناي أرضا ً
أدخل ٌدٌه فً جٌوبه وقال بعدما شبع من تفحصً " قلت مرٌم فلما لم
تؤتً"
ؼٌر من وقفته وثنى ساق أمام األخرى متكؤ على حافة الباب وقال
أشحت بنظري جانبا ولم أُجٌب أعلم أنه ٌستفزنً ألتكلم ثم ٌصرخ بً
كعادته
كتؾ ٌدٌه لصدره وقال" منذ متى تملكٌن هذا الفستان ؟" !
عدل وقفته ووضع ٌده على حافة الباب وقال بهمس " حبٌبً حٌاتً
عٌناي ماذا ترٌد"
قلت بؤسى " ألنه ال المكان وال الزمان والظروؾ وال حتى األشخاص
مناسبٌن"
قال باستهزاء " أنا لم أطلب منك البقاء أنتً من بقٌتً هنا
"مشكلة عندما ٌفوق الذكاء حده عند أحدهم حتى ٌتحول لؽباء"
كان سكٌنه هذا قاسً علٌا جداً ,امتؤلت عٌناي بالدموع وقلت بؤسى
قلت وأنا أجاهد دموعً كً ال تسقط " أعلم أنا والباقً ال ٌهم "
ثم ؼادرت للداخل وتركته توجهت من فوري للمطبخ كانت مرٌم وحدها
هناك
قالت ماسحة على ظهري " دعك منه ستري ما سنفعله به"
قلت ببكاء أشد " لٌته بإمكانً أن أكرهه كٌؾ أكرهه ٌا مرٌم"
هذا لن تكرهٌه ما دم ِ
ت تحبٌنه وهوا كذلك"
اتصلت بزوجها وطلبت منه مقابلتها عند الباب خرجت قلٌبلً ثم عادت
وسحبتنً
من ٌدي خارجا ً وهً تقول " هٌا تعالً أخرجً واحتفلً ودعً أمره
ٌومٌن
خرجت خلفها وؼادر الضٌوؾ بعد وقت قصٌر ,كانوا منشؽلٌن بالحدٌث
عن عابلة
خطٌب نور حٌن دخل رابد ,كنت أود مؽادرة المكان ولكن لن أجنً سوى
التوبٌخ
وؼادرت جلس رابد بجوار زوجة والده حٌث كانا فً األرٌكة المقابلة لنا
وبدءوا
ٌتناقشون فً أمور عدة تحدثوا فٌها مع أهل خطٌبها وأنا لذت بالصمت
حتى شعرت
أعلم أنها لن تتؽلب علٌه إنه داهٌة فً إنقاذ نفسه تململت فً جلستها
قلٌبلً ثم قالت
توقعتها ستثور ولكنها قالت بهدوء " أقسم إن فعلتها زوجتها بنفسً"
نظر لها بجمود مطوالً فضحكت وقالت " ولٌس أٌوب طبعا ً بل أحد إخوته
"
"هل تعلم ما قال حسام شقٌق أٌوب عندما تحدثت صبا أمامه عن
زوجتك"
تؽٌرت مبلمح رابد وال أفهم لما أو كٌؾ أصفها فتابعت مرٌم
قالت ببلمباالة " لم أفعل شٌبا ً هل كنت سؤضربه على مزحة مزحها"
نظر للجانب اآلخر بضٌق وكؤنه ٌحاول كبت كلماته فقالت مرٌم
نظر حٌنها رابد لها نظرة كالسهم الناري ,مرٌم المخادعة نحن لم نتحدث
فً
هذا مطلقا ٌبدوا أن كل ما قالته مسرحٌة منها ,أمسكت ٌدي وقالت وهً
تقؾ
قال حٌنها رابد بحزم " ومن قال أنً موافق على هذه المسخرة"
قالت مرٌم " وما فً ذلك الجمٌع ٌفعل هذا إنه أمر عادي"
قالت بضٌق " هاتفً ملًء بصور لرفٌقاتً وقرٌبات أٌوب فؤرٌد
قال بؽضب " رابع كً تصبح ملهى لحدٌث إخوته وأقاربه أقسم إن
التقط ِ
ت لها واحدة حطمت لك هاتفك"
قالت بحدة " رابد ما بك هل جننت"
كتؾ ٌدٌه لصدره وقال " أراك لم تمانعً تصوٌرها لك ٌبدوا حكاٌة شقٌق
" .....
قلت بؽضب " ما كنت ألوافق ذلك وأنت لم تترك مجاالً ألبدي وجهة
نظري"
"من الٌوم فصاعداً سترتدٌن هذه أمام الجمٌع وحتى النساء "
قلت بحدة " ما هذا الجنون كٌؾ سؤرتدي عباءة الخروج أمام الضٌوؾ"
ٌ
صمت ؼرٌب وكؤن الكون قد مات ,نظر لً بصدمة بل أنا من عم الؽرفة
صدمتُ
كل أحشابً وأولها قلبً مما قال لسانً فابتسم بسخرٌة وقال " ٌبدوا لً
صدقتً نفسك"
اقترب منً أمسك ذراعاي بقوة وعصرهما بؤصابعه حتى كادت عظامً
تتحطم
بٌن أصابعه ,سٌضربنً اآلن بالتؤكٌد سٌفرغ بً ؼضبه على ما قلت ,
هذا ما
كنت أنتظره فً تلك اللحظة ولكنه فعل شٌبا ً ال ٌمد للؽضب بصِ لة ,قربنً
لصدره
بقوة وكبلنً بٌدٌه ثم قبلنً بقوة وعنؾ أمسك رأسً وكاد ٌمزق شفتاي
وكؤنه ٌفرغ
انهرت على السرٌر خلفً جالسة ودخلت مرٌم بعده فوراً اقتربت منً
وقالت
"ال شًء ٌجدي معه ٌا مرٌم وأنا من تدفع الثمن لما قلتً ذلك"
اقتربت منً مصدومة وقالت وهً تمسك ذقنً " هل ضربك ؟" !
هززت رأسً ببل فقالت " ما سبب هذه الدماء إذا ؟" !
قلت بؤلم وأنا أمسح شفتً بالمندٌل " ٌالك من واهمة لم تكن إال عقابا"
ثم رفعت العباءة من تحتها وقالت " ما هذا هل كنتم تنوون الخروج"
ضحكت من بٌن دموعً وقلت " نعم سٌؤخذنً فً نزهة كمكافؤة لً على
اللٌلة الرابعة"
قالت " ؼدا قال رابد ستنتقلون لمنزل الجٌران سؤكون عندكم بعد ٌومٌن
ستستضٌفوننً
قلت بسرور " حقا ستكونٌن معنا قولً قسما سؤبقى معكم"
قالت بجدٌة " ال تخبري رابد ألنه ثمة مخطط بٌنً وأٌوب لفعل ذلك
حسنا ً"
ضحكت وقالت " ما كل هذا الحب هذا وهوا ٌسًء لك كٌؾ لو ٌحسن
معاملتك"
قالت بهدوء " لما ال تتحدثً معه عن هذا وترٌا ما سبب خبلفاتكم"
قالت بجدٌة " رابد إن لم ٌجد سببا ً للؽفران ال ٌؽفر أبداً ٌا قمر هذا طبعه
دابما ً"
نظرت لها بحٌرة وقلت " ما الذي تعنٌه ٌا مرٌم وما الذي تعلمٌنه"
تنهدت وقالت " لٌثه بإمكانً فعل أو قول شًء ,أرٌد فقط أن تصبل لحل
لما بٌنكما "
نظرت لؤلسفل بشرود ثم لها وقلت بحزن وعٌناي تمتلا بالدموع " إن أنا
ؼبت عنكم
اعتنً برابد جٌداً ,ابحثً له عن واحدة ٌحبها وٌعٌش معها سعٌداً ال
تتركوه وحده كما
احتضنتنً وقالت " لٌثه ٌُقدر هذا الحب النقً ذاك المؽفل المعتوه
المؽرور
تمسكت بحضنها أكثر وقلت من بٌن شهقاتً " ال تدعً علٌه ال ٌا مرٌم
"
قالت وهً تربت على كتفً " ال تخافً فالرجال كالجبال ال ٌضرهم شًء
"
بعد وقت دخل رابد توجه من فوره للخزانة أخذ شٌبا ً ثم ضرب بابها بكل
قوته وخرج أقسم أنها مصنوعة من أجود أنواع الخشب لٌستحمل بابها
كل
هذا الضرب الدابم منه ,دخل بعدها بقلٌل فتح الخزانة مجدداً فتش قلٌبلً
ثم
النوم وخرجت ,جلست على السرٌر ووضعت الكرٌم المرطب على ٌداي
بعد قلٌل لكن المفاجبة ؼٌر ذلك فقد أخرج الفستان الذي كنت أرتدي
وأخذه معه
رابع لما لم ٌؤخذ البقٌة فقد أرتدي وأحداً منهم فً ؼٌابه آآآآه منك ومنً
ٌا رابد
لما لم تتؽٌر مشاعري اتجاهك وال ذرة لما ال أكرهك وتصرفاتك كفٌلة بؤن
تجعل
والدتك التً أنجبتك تكرهك بجنون بعد قلٌل جاءتنً رسالة على هاتفً
وكانت منه
تنهدت بضٌق ورمٌت بالهاتؾ بعٌداً عنً ها قد عدنا للرسابل من جدٌد ,
بعد
فً الصباح وبعد تلك اللٌلة التً لم أتذوق فٌها طعم النوم بسبب كوابٌسً
فً ذاك
المنزل الذي سؤدخله الٌوم جمعت ثٌابً وأؼراضً وكل شًء ,على
األقل سؤتخلص
من ؼٌداء رؼم األسى الذي سؤذهب إلٌه ,دخل رابد فً صمت وبدأ
بإخراج األؼراض
ونقلها فخرجت بحثا عن والدتهم ,هً كانت طٌبة معً رؼم أنها ال
تفرض شخصٌتها
أنً سؤكون جارة لهم لكنً ال أعد أحداً بزٌارتهم هنا إال إن أصر هذا
التمثال الصامت
ألقرب باب إلٌه ,دخلت وهوا خلفً وقفت فً فناء المنزل بتردد وكؤنً
أشعر بقمر
الطفلة تخرج من أحشابً وتركض بعٌداً عن هنا ,كم أتمنى أن أجدها فً
الداخل
وأخرجها معً من عذابها هنا ومن أول ٌوم جاءت فٌه وال ترى ما رأت
من عذاب
ما به هذا لما ال ٌدخل وٌدعنً وشؤنً ,تقدمت بخطوات بطٌبة حتى
وصلت الباب
ثم تنحٌت جانبا ً لٌفتح الباب وٌدخل ولكنه وقؾ جامداً مكانه فوضعت ٌدي
على
المقبض وحركته ببطء ...المقبض الذي لم أفتحه ٌوما ً ولم أره فً
حٌاتً سوى مرتٌن
دخلت للداخل تؽٌر لون طبلء الجدران وبعض األبواب ,نظرت من حولً
هناك كانت
األرٌكة التً نمت علٌها نومتً األولى هنا ,هناك كانت تحلق لً شعري
كل شهر كً
أبقى صلعاء ,هنا كانت تجرنً من شعري لــ ....رجعت خطوة للوراء
فاصطدمت بجسده
خلفً وضع ٌداه على كتفاي فً صمت فمددت ٌدي ببطء لؤلمام وقلت
بحركة شفتاي
إنها هناك فً المطبخ أرها أجل وعلٌا إخراجها ,توجهت هناك من فوري
وخطواته
تتبعنً ,دخلت وال أحد هناك نظرت جهة المؽسلة ...كان هنا الكرسً
الصؽٌر الذي
أقؾ علٌه ألؼسل األوانً وأؼنً تلك األؼنٌة ( نحلة تقفز فً األزهار
نحلة تعمل لٌل نهار )
لتنزل تلك الٌد على عنقً وهً تصرخ ( أصمتً وأعملً بسرعة )
لم تكن أؼنٌة بل كانت النشٌد الذي علمنً إٌاه رابد فً ذاك السطح ,
ارتجؾ كل جسدي
الصؽٌر فً ذاك المطبخ ال بل لؽرفتً التً لم أخرج منها حتى الٌوم ,
كانت رفوفه فارؼة
تماما ً ,وقفت عند الباب واتكؤت بٌدي على حافته ...ذات المخزن
الصؽٌر المظلم الكبٌب
أخفٌت عٌناي فً ظهر ٌدي الموضوعة على حافة بابه والتً كنت أتكا
بها علٌه وقلت
بحزن ودموع " أخرجً من هنا ٌا قمر أخرجً أرجوك"
أحسست بٌد تمسك كتفً هً لرابد بالتؤكٌد فابتعدت عنه وعن ٌده ودخلت
المخزن
نظرت ألعلى رؾ فكان هناك ....دمٌتً نعم هً دمٌة أمً التً صنعتها
لً ,الدمٌة التً
أكثر ولم تعد لدي وال ذرة قوة بعد هذا فبكٌت كثٌراً وأنا أحضن الدمٌة
بقوة وكؤنً سؤدخلها
بعد وقت شعرت بٌدا رابد توقفاننً حتى وقفت على طولً ابتعدت عنه
خارجة من المطبخ
بعد وقت شعرت بٌدا رابد توقفاننً حتى وقفت على طولً ابتعدت عنه
خارجة
لم ٌتبعنً ولم ٌجب أو ٌبدوا لً لم ٌهتم ,وصلت إحدى الؽرؾ فتحتها
ودخلت وأؼلقتها
خلفً بالمفتاح ,كانت مجهزة لتكون ؼرفة ضٌوؾ على ما ٌبدوا لً ,
توجهت
نمت قلٌبلً مكانً ولكن الكوابٌس لم تتركنً أنام سمعت بعدها صوت
طرقات على
لم أهتم له أولٌت الباب ظهري وعدت للنوم بل عدت لكابوسً الدابم
الهوة الكبٌر
التً أسقط فٌها وأمد ٌدي لؤلعلى وأصرخ وعٌنا التنٌن هناك فً األعلى
تنظر لً
وتضحك ضحكتها الرنانة تلك وخالً ٌقؾ فوقها وٌضحك دون صوت
لكن
االختبلؾ هذه المرة أنً رأٌت رابد ٌقؾ معهما هناك وٌنظر لً فً
صمت
فصرخت باسمه كثٌراً لٌنقذنً فمد ٌده وأمسكت بٌدي ثم شعرت بجسدي
ٌتحرك
فتحت عٌناي ووقفت مفزوعة أتنفس بقوة وكان رابد ٌجلس بجواري
على األرٌكة
نظرت له وصدري ٌعلوا وٌهبط من شدة تنفسً وهوا جالس مكانه ٌنظر
إلً
ثم قال " ماذا كنتً ترٌن فً منامك ظننت أنها الحمى مجدداً لما كنتً
تنادٌنً"
أشحت بنظري عنه دون جواب ونظرت جهة الباب ٌ ,بدوا أنه فتح الباب
بمفتاح آخر
وقؾ وتوجه ناحٌتً أمسكنً من ذراعاي وأجلسنً على األرٌكة وجلس
بجواري
قال ونظره لؤلرض متكؤ بمرفقٌه على ركبتٌه " ولما لم تخبرٌنً سابقا ً ؟!
"
نظر باتجاهً وقال " لٌس مهما ً مع كل هذا البكاء والفزع والكوابٌس !!
"
نزلت الدموع من عٌناي فوراً ...أنت ال تذكر ٌا رابد نعم نسٌت كل
شًء
تصرفه معً ,هززت رأسً ببل وقلت " ال أعرفها أقسم لك"
قال بحزم " ولكنك لم تتكلمً كانت تسرد ماضٌك وأنتً صامتة تماما ً"
قلت " ألنها فاجؤتنً هً ال تتحدث معً ,دخلت فجؤة للمطبخ فً ؼٌر
أوقاتها
نظر لً فً حٌرة مطوالً ثم قال " عن ماذا تحدثتما قبلها وما قالت لك"
"قالت سؤنتقم منه أو شًء كهذا كانت تحدث نفسها ولم أفهم جٌداً"
قبض ٌداه بقوة وقال من بٌن أسنانه " ألجل هذا إذاً"
قلت ببكاء وكلمات مكتومة " وكم كان لدٌك أنت من نساء"
قال وهوا ٌؽادر الؽرفة " أسوأ ما فً المرأة أنها ال تجٌد إال الكذب "
انهرت على األرٌكة أبكً بمرارة ,لما ال ٌرحمنً لماذا ٌتصرؾ معً
هكذا ؟!
بدأت اآلالم تتسرب لذراعً األٌسر أمسكته بٌمٌنً بقوة محاولة كتم
تؤلمً وصرخاتً
كً ال ٌسمعنً واتكؤت على األرٌكة أتلوى بؤلم ,بعد وقت ارتخت جمٌع
مفاصلً
واستسلمت للبكاء من جدٌد كنت أجلس على األرض وأتكا بذراعً على
األرٌكة
وكل دمعة تلحقها األخرى دون توقؾ ,بعد وقت وصلنً صوته وهوا
ٌقؾ عند
الباب " ألن ٌتوقؾ هذا البكاء إن لم تشعري بالجوع من كثرة بكاءك فؤنا
صمت محاولة قدر اإلمكان تجنب النظر لذاك المخزن ,بدأت بإعداد بعض
األرز
ذهبت للؽرفة التً ٌرتب فٌها كتبه ,وقفت عند الباب وقلت " الؽداء
جاهز"
وؼادرت من فوري ودخلت ؼرفة النوم وبدأت بترتٌب أؼراضً فٌها ,
حمدا هلل أنه
لم ٌجعل عرفة عٌنا التنٌن سابقا ً ؼرفة نومنا ,الحظت أن بابها مؽلق
تبدوا خارج
حدود اإلٌجار ,فتح رابد الباب وقال " ألن تتناولً الطعام ؟ "
ماذا أفعل مع هذا الرجل منذ متى ٌهتم إن أكلت أم ال ,قلت باختصار " ال
"
سكت مطوالً حتى ضننت أنه ؼادر ثم قال " قولً أنك لم تعودي ترٌدي
تناولها"
قلت ببرود وأنا أرتب فً الخزانة " ال ٌحتاج األمر أن أتحجج إن لم
أرؼب بك "
نظرت له وقلت " وباطن القدم كذلك ٌا رابد فبل تنسى "
نظرت لؤلرض وقلت بابتسامة سخرٌة " أجل فؤنت ترحمنً كثٌراً اآلن "
ثم تابعت بحزن " الشك والجفاء وتخالؾ الرأي أمور تكون معها الحٌاة
قال ببرود " صدق من قال أنكن تتبطرن على النعٌم "
خٌر لك
نظرت له وقلت " ال تتبجح بؤنك ال تضربنً وافعلها فً أي وقت ٌ
من تذكٌري بشهامتك كل حٌن ,افعلها لترتاح أما أنا فلن تإثر بً قٌد
أنملة "
قال ببرود " ال أفكر فً فعلها ولن أفعلها أبداً لكن إن
ثم ؼادر من فوره وتركنً أنظر لمكان وقوفه الخالً سوى من كلماته
الجارحة
التً لم تؽادر خلفه وبقٌت مكانها ,تنهدت بضٌق وعدت لعملً أنهٌت
ترتٌب
على الجانب األٌمن ,لقد ازداد طوله وأصبح ٌقارب نصؾ الفخذ ,ربطت
نهاٌة
كان المساء قد اقترب دخلت هناك فوجدت الطعام على حاله لم ٌؤكل منه
شٌبا ً
تنهدت بضٌق وجمعت األطباق ورتبت كل شًء ولم أره مطلقا ,صلٌت
العشاء ثم
أخذت الصنادٌق الفارؼة لوضعها عند الباب الخلفً وصلت هناك فسقطت
جمٌعها
من ٌدي حٌن وقع نظري على الباب المإذي لسطح المنزل ,كانت فتحة
بدون باب
تتساقط منهما بؽزارة بعدما ظننت أننً جففت من الدموع ولن ٌبكٌنً
شًء ,بدأت
فاستندت بحافة فتحة الباب ,كانت عٌناي مؽمضتان لكنً كنت أرى قمر
الطفلة تصعد
الدرجات بمرح كما كانت دابما ً تقفز بٌن كل درجة واألخرى وتؽنً نشٌد
رابد
أؼمضت عٌناي بشدة أكبر لتختفً تلك الصورة ولكن دون جدوى ,
تمسكت بالجدار
بقوة وقلت بؤلم " أخرجً من هنا ٌا قمر أخرجً أرجوك "
ثم شهقت وقلت ببكاء ونحٌب " أخرجً أو موتً لؤلبد ٌا قمر أرجوك أن
تفعلً إحداهما "
ثم نزلت على الجدار ألصل لؤلرض فً بكابً المستر فشعرت بٌدٌن
تبعداننً عنه
فً ثٌابه وال شًء ٌُسمع سوى شهقاتً المتتالٌة ,بقٌنا على حالنا لوقت
حتى نمت
على صدره وفً حضنه دون شعور ولم استٌقظ إال بعد وقت طوٌل ألجد
نفسً
ومكتوب فٌها ( ال تطلبً الموت أال تعلمً أن هذا ٌؽضب هللا منك )
آخر ,جهزت الطاولة فدخل المطبخ وجلس بصمت ,لففت حول الطاولة
وجلست
فً الكرسً المقابل للمؽسلة حٌث ٌكون المخزن خلؾ ظهري ,أكلت
لقمتٌن ثم
عاد بنظره لصحنه وقال " وما فً تلك الطفولة ٌبكٌك هكذا"
قلت ودموعً تمؤل عٌناي ونظري على الطاولة " إنه األلم والشوق"
نظر لً مطوالً ثم قال " ؼرٌب كٌؾ تتؤلمٌن منها وتشتاقً لها ذات
الوقت" !!
"أتؤلم من أشٌاء مإلمة كانت فٌها وأشتاق ألخرى كانت تعنً لً الكثٌر
"
قال بشبه همس ونبرة ؼرٌبة " لمن تشتاقً " !!
رفعت رأسً لؤلعلى ونظري للسقؾ وقلت بدموع تجري على خداي
"نحلة تفز فً األزهار ,تعـ ....تعمل تعمل لٌل نهار ,تحضن زهرة تو
" ...
ثم وقفت مؽادرة وعدت للؽرفة ارتمٌت على السرٌر أواصل بكابً ,لم
تتذكر ولن
تتذكر أبداً ٌا رابد ,لماذا أنا أذكره وهوا ٌنسى وأنا كنت اصؽر منه سنا ً
نعم ألنً لم
أكن أهمه ومإكد ٌتذكر ضوء القمر ألنه قاسى بسببها كما أتذكر أنا
معاناتً ونسً
هوا تلك األٌام ألنه لم ٌقاسً مثلً ,بكٌت لوقت طوٌل ثم نمت
واستٌقظت بعد وقت
أذان الفجر ٌعلوا فً األجواء فصلٌت الفجر ثم جلست أقرأ كتاب هللا لوقت
حتى ؼلبنً
إن كان ٌرٌد اإلفطار فسمعت جرس الباب ٌقرع بقرعات متتالٌة فخرج
من المكتب
دخلت مرٌم وهوا ٌتبعها ,كنت أعلم بقدومها فً أي لحظة لكننً تفاجؤت
بها وهً
عادت الحتضانً وكانت تضحك أو تبكً ال افهم !! نظرت جهة رابد فكان
ٌنظر
لنا بحٌرة وضٌاع ,أدخلتها معً للؽرفة وأؼلقت الباب خلفً فجلست
على السرٌر
وقالت بضحكة منخفضة " ٌالك من ممثلة بارعة ٌا قمر"
خرجت وأؼلقت الباب خلفً كان ٌنظر لً بتوجس وخوؾ ,مرٌم ٌالك
من محتالة ,قال من فوره " ما بها ...ما قالت لك ؟" !
هززت رأسً بٌؤس وقلت " لن تنجحً فً هذا ولن أجنً سوى المشاكل
" قالت بابتسامة " لنجرب ولن نخسر شٌبا ً"
خرجت فوجدته ٌقؾ مكانه ,لو ٌعلم فقط أنها تخدعه لقتلها وقتلنً دون
رحمة
ثم التفت نحوي نظر لثٌابً وقال " ؼٌري هذه ال تبقً بها أمامها"
فتحت ذراعاي وقلت بتذمر " رابد ما هذا بحق هللا ,ثم هً امرأة مثلً
وشقٌقتك فما فً األمر"
قال بضٌق " قلت تؽٌرٌها ٌعنً تؽٌرٌها فٌبدوا لً ال أخطر على حٌاتً
من شقٌقتً "
عدت للؽرفة وأؼلقت الباب خلفً بقوة ووقفت واضعة ٌداي وسط جسدي
بضٌق
أؼلقت فمها بٌدها وضحكت كثٌراً فقلت بضٌق " مرٌم ٌبدوا لً حالً
ٌعجبك "
وقفت وتوجهت نحوي وقالت " أقسم أن شقٌقً ذاك قد فقد عقله " ثم
رفعت الفستان عن األرض وقالت " البسٌه هٌا وستري ما سنفعله "
أجلستنً على الكرسً فتحت ضفٌرة شعري ومشطته وجمعته كله لؤلمام
وربطته
"ال تحتاجٌن لشًء ما شاء هللا بعض الحمرة عند الخدٌن وكحل بسٌط
للعٌنٌن الجمٌلتٌن "
تنهدت وقلت " مرٌم ما سٌقول شقٌقك وأنتً تبكً عندي وأنا أتزٌن"
وقفت أمام المرآة كان الفستان منسابا على جسدي ٌرسمه رسما ومفتوح
عند األطراؾ
السفلٌة ,خداي كانا وكؤنً مستٌقظة من النوم اآلن والكحل خفٌفا ً أبرز
عٌناي أكثر دون أن ٌظهر أنهما مكتحلتان ,ألبستنً سواراً خفٌفا ً من
الكرٌستال األخضر اللون
"هٌا أخرجً له وقولً أننً أصبحت بخٌر وأضحك معك أٌضا ً"
خرجت بقلة حٌلة تاركة مصٌري بٌن ٌدٌها ,لو هناك من سٌدمر ما تبقى
من هذا
الزواج فسٌكون مرٌم ,لم ٌكن رابد موجوداً فً الخارج سمعت صوته
ٌتحدث عبر
الهاتؾ فً مكتبه والباب مفتوح فتوجهت إلى هناك ودخلت ,كان ٌقؾ
جهة رفوؾ
المكتبة وما أن دخلت حتى نظر باتجاهً وبقت عٌناه معلقتان بً تتنقل
بٌن وجهً
عم الصمت وطال ولم ٌجب فرفعت عٌناي له فكان على حاله ثم توجه من
حٌنها
للمكتب وقال مولٌا ظهره لً " قال تشاجرا وخرجت من البٌت وٌبدوا
هوا ؼاضب
التفت ناحٌتً ٌود قول شًء فعلق نظره على السوار فً ٌدي ألنً كنت
أبعد شعري
خلؾ أذنً قبل أن ٌلتفت فاقترب منً حتى وقؾ أمامً ولعب بالعقٌقتٌن
فٌه بؤصبعه وقال بهمس " قلت ؼٌري مبلبسك ولٌس تزٌنً أكثر "
أنزلت ٌدي لؤلسفل وقلت وعٌناي فً عٌنٌه " فستان وطوٌل وبؤكمام
أٌضا ً فما الخطؤ بً "
اقترب حتى صارت أنفاسه تلفح وجهً بقوة ومرر أصابعه على خدي
وقال
شدة ما اعترانً فسمعنا صوت باب ؼرفة النوم ٌفتح ,ابتعدت عنه
فكانت
"عذرا ٌبدوا أنً جبت فً وقت سًء جداً آسفة الباب كان مفتوحا ً هوا
خطؤكما إذا "
خرجت وهً تتبعنً وأنا أقول " ما فعلته ٌكفً أنتً ال تعلمً ما صنعته
بً "
عدنا لؽرفتً التفتت ناحٌتها وقلت " لما لم ٌتحدث رابد معك بشؤن
خبلفكم الوهمً"
ضحكت وقالت " اتصل بً أٌوب قبل قلٌل وقال أن رابد اتصل به فؤخبره
أن
ال ٌتحدث معً وأن ٌؤخذ كل واحد منا وقتا لتجمٌع أفكارنا هههه ومثل
علٌه
نظرت لها بنصؾ عٌن وقلت بضٌق " أخبرنً رابد أنه ؼاضب منك كان
قلقا جداً من األمر ,مرٌم ال تنسً أنه شقٌقك وال ٌحتمل فٌك شٌبا ً "
ضحكت وقالت " ٌبدوا أنتً التً ال تحتمل فٌه شٌبا ً"
خرجنا للمطبخ ومر بنا الٌوم نتحدث ونضحك ولم ٌعد رابد للمنزل واتصل
بمرٌم لٌخبرها
أنه سٌتناول الؽذاء فً الخارج ولم ٌكلؾ نفسه عناء أن ٌتصل بً أنا
لٌخبرنً بدالً منها
كنا جالستان فً الصالة نشاهد التلفاز لكن عٌناي لم تكونا معلقتان به بل
فً األرض وفكري
فً ببلد أخرى حتى أٌقظنً صوت مرٌم قابلة " هٌه قمر أٌن وصلت بك
األفكار ؟" !
قالت بنصؾ عٌن " أنكري اآلن أنك كنتً تفكرٌن به"
قلت بحزن ونظري لؤلرض " ال أعلم لما ٌحب الهروب منً ٌ ,سجن
نفسه دابما ً
قالت " هكذا هوا رابد ٌهرب دابما ً ,إن أحس بالضٌاع هرب وإن كره
هرب
وضعت ٌدي على خدي وقلت بضٌق " ولما نصٌبً أنا هكذا أحب رجبل
إن ؼضب من أحد الم الجمٌع وإن ُجرح ال ٌنسى جرحه أبداً وال ٌؽفر
دون أسباب وإن تعقدت
ثم تنهدت وقلت بحزن " ولما هرب اآلن إذاً البد كرها "
تجاهلت ما قلت وقالت بحماس " هٌا أذهبً وؼٌري مبلبسك وال تنسً
ما اتفقنا علٌه"
قالت بتذمر " قمر ٌا بلهاء أنتً زوجته كٌؾ تفكرٌن هكذا"
هذا حتى بنات اللٌل ٌخجلن منه أي قمٌص نوم هذا ,تنهدت ولبسته
ووضعت كمٌة
كبٌرة من العطر وأحمر شفاه دمً قاتم ورسمت عٌناي باألسود الثقٌل
ووضعت ظبل
بسٌطا أسود اللون فوق العٌن كما طلبت ,وقفت أمام المرآة ونظرت
لجسدي الشبه
عاري تماما ً ,كان قمٌصا أسوداً شفافا ً وقصٌراً جداً ال ٌستر شًء من
شًء لكنه
مبهر على جسدي ,فردت شعري لؤلمام فؤخفى أؼلب جسدي ,هكذا
أفضل ولكن
مرٌم الخبٌثة فكرت حتى فً هذه وسترفع لً شعري ,ال أعلم أي لٌلة
تنتظرنً
اللٌلة ...أجزم أنها ستكون األخٌرة لً هنا بمشكلة كبٌرة معه ,ارتدٌت
قمٌصا
حرٌرٌا طوٌبلً لٌستر جسدي أمامها كما خططت وربطت حزامه من األمام
وخرجت
وجمعت جزء منه بلفات متداخلة وثبتتها بمشابك الشعر وأنزلت منه
خصبلت بسٌطة
قامت بلفها بشكل لفات كما مع باقً الشعر المجموع لؤلعلى لتتدلى
اللفات على كتفً
وجمعت ؼرتً جانبا لتمسكها فقلت " هذه ال " قالت بحٌرة " ولما !!
ستكون بعٌدة أفضل"
ضحكت وقالت " أنا أعرؾ رابد جٌداً منذ صؽره ٌحب الؽرة المقصوصة
هكذا مثلك"
رفعت رأسً ونظرت لها وقلت " لماذا ٌحبها فً صؽره"
رفعت كتفٌها وقالت " أذكر أنه كان ٌقول صدٌقتً الصؽٌرة ؼرتها هكذا
وكان ٌتحدث
عنها كثٌراً ٌبدوا لً ال توجد إال فً مخٌلته فؤنا لم أره ٌلعب ٌوما ً فً
الشارع مع فتاة
ولم ٌكن ٌخرج كثٌراً وأؼلب وقته ٌقضٌه فً سطح المنزل مع منظاره
وعش الحمام "
"إن كان حٌن كبر توقؾ عن الحدٌث عنها تكون من خٌاله فقط"
قالت بعد صمت " نعم لم ٌعد ٌتحدث عنها الحقا ً"
أجل نسٌنً تماما ً لماذا إن كان ٌتحدث عنً دابما ً فً صؽره لماذا نسٌتنً
ٌا رابد ؟!
ٌبدوا لً عقله مسح كل شًء ٌخص هذا المكان بعد تلك الحادثة التً
طردوه فٌها
أنهت تجهٌز شعري وأمسكت ؼرتً جانبا ً بمشبك كرٌستالً أحمر اللون
كما أرادت
وخرجنا لنجلس حٌث كنا نشاهد التلفاز وأطفؤنا األنوار فلم ٌبقى سوى
ضوءه فقط
بعد وقت فتح رابد الباب ودخل نظر لنا مطوالً فً صمت ثم قال " مساء
الخٌر"
ولم أتحدث أنا طبعا ً ونظري على التلفاز دون حراك حسب مخططها ,
نظر باتجاهً
انتقل نظره من وجهً لساقً التً كانت تظهر من بٌن أطراؾ القمٌص
الحرٌري وأنا
أراقبه خلسة ,رفع نظره لمرٌم وقال " ألن تتحدثً وزوجك فً األمر ما
الذي أؼضبه منك"
ْ
نظرت للتلفاز وقالت ببرود " قل ما أؼضبنً أنا أم أنك فً صفه"
لعب بمفاتٌحه قلٌبل بٌن ٌدٌه ثم قال " لست فً صؾ أي منكما مادمت لم
أعلم ما حدث "
ُ
حركت حٌنها ساقً لتظهر بوضوح أكبر فنظر لها مباشرة ثم وقؾ وقال
"قمر اتبعٌنً"
تنهدت بقلة حٌلة ووقفت ,قد تنجح مرٌم وتصلح األمور وأعٌش معه
ولو ٌوما ً
سعٌدا وأحداً قبل أن أموت ,دخلت الؽرفة وأؼلقت الباب ,نظر لً من
أعلى
بقً ٌنظر لً مطوالً باستؽراب فقلت " شقٌقتك الحظت قمصان النوم لدي
كلها جدٌدة وبدأت بطرح أسبلة لم أجد لها جوابا ً فارتدٌت وأحداً وأخفٌته
بهذا القمٌص الحرٌري "
خرج من الؽرفة مؽتاظا ً ودخل مكتبه وضرب بابه بقوة ,عدت حٌث مرٌم
وجلست أتؤفؾ بضٌق فضحكت وقالت بهمس " ماذا حدث معك ٌبدوا
بركانا سٌتفجر " احتضنت وسادة األرٌكة بؽٌض وقلت " ال اعلم كٌؾ ال
أكرهه " قالت :هل تشاجرتما"
قلت بضٌق " طلب أن ٌرى القمٌص علً"
قلت بسخرٌة " ٌالك من واهمة إن ؼادر صومعته قبل الصباح فواجهٌنً
"
قامت بتؽٌٌر المحطة لمسرحٌة وقالت " سنضحك علٌها ولو مرؼمتٌن"
قالت بتذمر " علٌه أن ٌعلم أنك لم تبالً له ٌجب أن ٌصله صوت
ضحكاتك هناك"
خرج رابد نظر لنا مطوالً ثم للتلفاز ثم توجه لؽرفة النوم وقال عند دخوله
لها
"قمر"
ثم دخل فضحكت مرٌم ووكزتنً ألذهب له ,دخلت الؽرفة وأؼلقت الباب
خلفً
فاقترب منً فً صمت وأمسك حزام القمٌص وفتحه ببطء لٌنكشؾ كل
شًء ٌخفٌه تحته وقد تاهت عٌناه فٌما ظهر من جسدي ثم رفع ٌدٌه
ألكتاؾ القمٌص لٌزٌله فقلت وأنا أشده على جسدي " ال"
ابعد ٌدٌه وتراجع خطوتٌن ثم نظر لً مطوالً وقال
أشحت بنظري عنه وأنا أمسك القمٌص حول جسدي بقوة ألستره به
وقلت " ومإكد لم تنسى أنك قلت لن ٌحدث شًء بٌننا إال بموافقتً"
نظرت له وقلت بحدة " وال تنسى أنه قال وعاشروهن بالمعروؾ"
قال بؽٌض " قمر أنا ال أرٌد أن أجبرك على هذا وآخذ حقً وكؤنً
أؼتصبك"
أشحت بنظري عنه وقلت " وأنا ال ٌمكننً أن أكون جارٌة فً اللٌل
وخادمة فً النهار عاشقة بٌن أحضانك لٌبل ومتنفسا لؽضبك باقً
األوقات ,أنا بشر ولست آلة "
خرج وضرب باب الؽرفة خلفه بقوة ,تنهدت بضٌق وجلست على
السرٌر ,أعلم
أن هذه اللٌلة لن ترى شمس الصباح وأستؽرب أنه لم ٌضربنً حتى اآلن
وأستؽرب حتى أنه عاد للؽرفة مجدداً ,عدت للخرج ووقفت عند مرٌم
فقالت
قلت بضٌق " لن تكون هناك قادمة ثم أنا ال أرٌد حقا ً"
"كنت أخشى أن ٌترك المنزل لٌرجع بعدها مكتفٌا ولن ٌؤبه بك"
نظرت لها بصدمة وقلت " ما تعنً بهذا ؟ " !
قالت " أعنً ما فهمته جٌداً فالرجل إن رفضته المرأة أفرغ ما ٌكبته عند
ؼٌرها
بالحبلل أو الحرام والشٌطان سٌستؽل ضعفه حٌنها لذلك أمرنا هللا أن ال
نرفضهم
تحت أي ظرؾ كان فبل تسلمً زوجك لؽٌرك ٌا قمر وأعطه حقه متى
طلبه "
جلست أتنهد بضٌق ,ال استطٌع أن أقول أن هللا ظلمنا فً هذا ألنه ال
ٌظلم أبداً بعد وقت خرج ووقؾ عندنا وقال موجها ً حدٌثه لمرٌم " أراك
تضحكٌن كثٌراً
وكؤنك استحلٌ ِ
ت شجارك مع زوجك وبعد أبنابك عنك ,هذه لٌست عادتك
"
قالت ببلمباالة " ولما أؼتم وهوا المخطا وٌرى أنً على خطؤ ,لن أبكً
علٌه
ألنه سٌرجع من تلقاء نفسه ,أنتم الرجال ال ٌعطى لكم وجه فما أن
تشعرون
قال ببرود " هل تعلمً ما أسوء ثبلث أشاء دخلت حٌاتً مإخراً"
ثم توجه جهة ؼرفة النوم ودخلها وترك بابها مفتوحا ثم قال بصوت
مرتفع
"قمر تعالً"
تنهدت بضٌق ثم قلت " وما قصة الثبلث أشٌاء هذه التً ٌذكرها دابما ً "
قالت بابتسامة " هً مقولة رابد المشهورة ٌضع ابؽض وأسوء األشٌاء
لدٌه فً
ثبلث أمور أحدها شًء ثابت دابما ً وسإاله هذه المرة أوقعه ألنه ؼفل
أنً أعلم
ُ
تنهدت بضٌق فقالت " هٌا اذهبً إلٌه فبل نرٌد اختبار صبره"
وقفت وتوجهت للؽرفة دخلت وأؼلقت الباب خلفً كان واقفا ً وٌدٌه فً
جٌوبه
نظر لً مطوالً ونظري لؤلرض ثم قال " ما الذي ٌؽضبك منً ؟ " !
"كنا نتشاجر دابما ً بدون هذا الموقؾ السلبً منً لٌبلً فما األمر"
أشحت بنظري عنه فً صمت فقال " لم َتردي علٌا التحٌة وقت دخولً
ولم تسؤلٌنً
حتى إن كنت أحتاج عشاء هل تبلحظ مرٌم فقط لباسك وتلك األمور ال "
نعم ذكابك ٌعرؾ متى ٌتحرك ,مسحت على خدي بظهر أصابعً وقلت
نظرت لعٌنٌه وقلت " أنا زوجتك وأنا من كان ٌفترض بك أن تتصل بً
لتخبرنً
أنت ال تعلم كم أهنتنً أمام شقٌقتك ,لما تتجاهلنً ٌا رابد لماذا ؟ " !
قال وٌده على خدي ٌمسحه بإبهامه " ألنً لم أكن أرٌد حٌنها أن أسمع
صوتك "
رفع رأسه لؤلعلى وٌده تمسح الدموع من خدي ونظره للسقؾ وقال
عاد بنظره لوجهً أمسك بالمشبك الممسك لؽرتً نزعه دون أن ٌفتحه
ورماه لٌسقط
على الطاولة وقال وهو ٌعٌد ؼرتً لجبٌنً بؤصابعه " ألم أقل لك أنً
أحبها هكذا "
تؤكدي من ذلك وأخبرتك أنً ال أرٌد إجبارك على هذا مكرهة و" ....
بتر كلماته حٌن فتحت حزام القمٌص وأزلته عن جسدي ببطء لٌسقط
أرضا ً ثم أمسكت
ذراعً األٌمن بٌدي الٌسره ورأسً لؤلسفل ,بقً صامتا ً لوقت دون
حراك وٌبدوا كله
من أجل تؤملً ألنً لم أكن أرى وجهه ثم رفع وجهً بؤصابعه من ذقنً
ودون مقدمات
بؤي كلمة قبلنً تلك القبلة المجنونة كالتً منذ أٌام فً منزل والده ,
القبلة التً أدمت شفتاي وظننت أنها عقابا ً منه فهذه ما ستكون إذاً !!
سحبنً بعدها للسرٌر لننام معا ً
اللٌلة األولى لنا هنا ,عند الصباح تسللت من السرٌر بهدوء على
رإوس أصابعً
ثم نظرت له فكانت عٌناه مؽمضتان ,تسحبت ببطء ألتوجه للحمام ففتح
عٌنا ً واحدة
ارتدٌت فستانا ً أسود اللون ٌصل لنصؾ الساق بؤكمام قصٌرة وشرابط
وردٌة
أن ٌستٌقظ هذا الجبل على صوت مجفؾ الشعر وأجد نفسً بقمٌص نوم
رابع
نظرت لجهة المطبخ بضٌق ولم أتحدث فعادت للضحك من جدٌد فقلت
قلت متوجهة جهة المطبخ " اعتذر منً عن أحد أخطابه وللمرة األولى
"
قالت وهً تدخل خلفً " جٌد رأٌت بعٌنك اآلن وسننتقل للجزء الثانً من
الخطة "
نظرت لها وقلت بتهدٌد " من دون قمصان نوم هذه المرة "
ضحكت وقالت " لن تتخلصً منها بعد الٌوم لقد فتحنا عٌنه علٌها ,هٌا
لنجهز فطورنا المتؤخر "
استٌقظت وجلست أحرك رقبتً ٌمٌنا وٌسارا ثم نظرت جانبا ً ,لقد خرجت
من
الؽرفة ٌبدوا أنها تنتظر الصباح بفارغ الصبر لتهرب منً ,وقفت أتكاسل
ثم
توجهت جهة الحمام ثم ؼٌرت رأًٌ وعدت جهة المرآة نظرت لوجهً
وعدلت
شعري بؤصابعً ,شعري لٌس أجعدا ولكنه ٌصبح حكاٌة إن نمت كثٌراً
نظرت مرٌم باتجاهً وقالت بضٌق " هذا عوض أن تؤتً أنت إلسكاتها
"
قلت بضٌق أكبر " بقً أن تحطم أدوات المطبخ أٌضا ً فهً تندم على ذلك
دابما ً "
وقفت قمر ودخلت المخزن ولم نعد نستمع سوى لصوت شهقاتها
وعبراتها المكتومة
أمسكت مرٌم بٌدي وسحبتنً معها خارج المطبخ ثم قالت هامسة بؽٌض
"رابد هل جننت أال مشاعر لدٌك تراها تبكً بشدة أمامك وتزٌدها بكاء
على بكابها "
قالت بؽٌض " أحمق ومعتوه ولست تقدر قٌمة ما لدٌك وسؤذكرك بهذا
ٌوما ً"
قلت بؽضب " نعم هذا ما تفلحٌن فٌه إلقاء اللوم علً ,قولً ما
بترت مرٌم كلمتها والتفتت لقمر التً تخطتنا ودخلت الؽرفة وأؼلقت
بابها خلفها
تركتها ودخلت الؽرفة وجدتها جالسة على األرض متكبة على حافة
السرٌر وتمسك
ٌدها الٌسرى وتضربها على خشب السرٌر من األلم وتكتم صرخاتها ,
ركضت مسرعا ً
تضؽط بٌمٌنها على ذراعها األٌسر بقوة وتخرج منها آهة مكتومة دلٌل
األلم الشدٌد
اقتربت منها فقالت " اتركنً وشؤنً ٌا رابد ال تلمسنً أتــ آآآآآآآآآآآآآآآآه
"
ثم نزلت على األرض واآلالم تزداد معها أكثر ركضت لها فً خطوة
واحدة نزلت
عندها ,حملتها بٌن ذراعاي ووضعتها على السرٌر أخرجت عباءتها من
الخزانة
قالت بتؤلم " ال ...ال أرٌد سٌخؾ األلم بعد قلٌل "
قلت بحدة ممسكا ٌدها وأسحبها نحوي " أنا ال آخذ رأٌك لن تبقً تتؤلمً
هكذا "
سحبت ٌدها من ٌدي وابتعدت حتى طرؾ السرٌر خبؤت وجهها فً
الوسادة وقالت
"لقد زال األلم ال أرٌد الذهاب لن ٌفعلوا لً شٌبا ً وأخبرتك مرارا ال
أحتاج لشفقتك "
وقفت وقلت بؽضب " الحق علً ال أرٌدك أن تتؤلمً هكذا لن أفعلها
ثانٌتا آسؾ موالتً"
ثم خرجت من الؽرفة فقابلتنً مرٌم قابلة بخوؾ " ما بكما ما كل هذا
الصراخ"
بمرٌم فؤجابت من فورها فقلت " مرٌم أٌن أنتً اآلن ؟" !
لؽرفة الجلوس حٌث كانتا هناك وقفت عند الباب فكانت قمر تخفً وجهها
وتبكً
وهاتفها فً حجرها ومرٌم تجلس بجانبها وتقول " ٌكفً ٌا قمر من أٌن
تجدٌن كل
هذه الدموع لو كنتً بحراً لجؾ منذ وقت أحمدي هللا أنه لم ٌمت"
ْ
خرجت خلفً واقتربت منً فقلت " ماذا هناك ما بها ؟" !
قالت بضٌق أكبر " أقسم إن كان األمر بٌدي ألخذتها من هنا وتركتك
تعٌش
وحٌداً فؤنت ال تعرؾ كٌؾ تعٌش إال وحدك ٌا رابد"
ثم قالت ونظرها جانبا ً " ابن عمتها الصؽٌر صدمته سٌارة وحالته
حرجة
قالت " ابنة عمتها اتصلت بها فً نوبة بكاء صباح الٌوم عندما
نظرت لً وقالت بذات الحدة " أراك تخاؾ على نفسٌتها كثٌراً ذكر نفسك
قبلهم
بذلك هً سمعت الخبر قبل خروجك بوقت ولم تتؤلم إال بعد كلماتك
المسمومة تلك"
ؼادرتها مؽتاظا فؤمسكت بٌدي وقالت بؽضب " أٌن تذهب عد لزوجتك
فوراً وكن معها "
نظرت لها باستنكار فقالت بحدة " رابد هً تحتاجك اآلن أكثر من أي
وقت "
سوء فدعٌنً
ً نظرت للجانب اآلخر وقلت ببرود " لن ٌزداد األمر إال
أذهب أفضل لها "
قالت بؤمر " تدخل لها حاالً ثم األمر بٌدك تفسده أكثر أو تصلحه "
ثم سحبتنً حتى الباب ودفعتنً لداخل الؽرفة وؼادرت ,كانت قمر على
حالها تخفً
وجهها بذراعها متكبة بمسند األرٌكة وتبكً دون توقؾ ,اقتربت منها
جلست
لم تجب ولم توقؾ بكابها ولم تتحرك ,أخرجت هاتفً واتصلت بزوج
عمتها
قلت " مرحبا ً سٌد شاهد وحمداً هلل لسبلمة مإمن كٌؾ هوا اآلن"
تنهدت بحزن وقلت " أسؤل هللا له العافٌة ٌبدوا الحادث قوٌا"
قال " كانت شاحنة صؽٌرة ولكنها ؼٌر مسرعة لكان
نظرت جهتها وقلت " تبكً منذ الصباح ما كان علٌكم إخبارها حتى
وقفت حٌنها قمر لتؽادر فؤمسكت ٌدها موقفا لها وعٌناي أرضا ً فقال
"نوران فعلت ذلك دون علمنا ,كانت مع مإمن وقت الحادث ولم
تستطع
االتصال بنا فاتصلت بقمر لتتصل بنا وما كنا لنخبرها ونحن نعلم أننا
بعٌدون
تنهدت وقلت " حمدا هلل أنه على قٌد الحٌاة سؤكون على اتصال بك
الطمؤن علٌه "
قال بقلق " هً أمانتك ٌا رابد عمتها منشؽل بالها علٌها كثٌراً لتكن فً
عٌنك "
نظرت لها وهً مشٌحة بوجهها عنً وٌدها فً ٌدي ثم نظرت للفراغ
وقلت
فً حضنً أمسح على شعرها وقلت " سٌكون بخٌر قال أنه أفضل اآلن
"
لم تجب وبقٌت على بكاءها وعبراتها ,ال اعلم من أٌن لها بكل هذه
الدموع !!
بعد وقت أبعدت وجهها قلٌبلً عن حضنً ورفعت هاتفها لتتصل بهم
فؤمسكته
وقلت " قمر هم منشؽلون علٌك ال تزٌدٌهم فوق انشؽالهم على ابنهم"
بقٌت تستمع لوقت ثم أؼلقت الهاتؾ وقالت مرٌم من فورها "ماذا قالت
لك ؟" !
قالت بهدوء " حالته مستقرة ,الكسور فً جسده كثٌرة فقط وال نزٌؾ
داخلً"
قالت مرٌم بارتٌاح " حمداً هلل علها دمعتك تنشؾ ها هوا بخٌر"
ثم نظرت لً وقالت " حسام شقٌق أٌوب قال أنه قادم هنا مساء الٌوم
علٌك استقباله"
قالت رافعة كتفٌها ببلمباالة " ٌبدوا علم من أٌوب وٌود التحدث معك
ومعً"
"ولما هوا ولٌس أٌوب ولما ٌؤتً هوا دون الجمٌع من أٌن له كل هذه
الشهامة"
وقفت وقالت " ما تعنً بذلك ٌا رابد وما فعله لك لتؤخذ منه هذا الموقؾ
ثم أنت
ال تعرفه سابقا ً وهوا ضٌفك وشقٌق نسٌبك فعلٌك استقباله "
قالت بؽضب أكبر " فسر لً أنت سبب انزعاجك أم أقول أنا تفسٌري
لؤلمر"
تنهدت وقالت بهدوء " رابد دع عنك هذا الجنون قد تكون نواٌاه حسنة
حقا ً"
وقفت حٌنها قمر وقالت ونظرها على مرٌم " سؤعد الؽداء هل ترؼبون
شٌبا ً معٌننا ؟" !
"ص َدق حٌدر حٌن قال أنك مصاب بجنون الؽٌرة ,أتحبها لهذا الحد"
وقفت وقلت بؽضب " بما تهدي أنتً وشقٌقك"
ابتسمت بسخرٌة ثم قالت " وبما تفسر ؼضبك من مجرد ذكري لقدوم
حسام"
قلت بؽضب " ألنً على حق ,ابنتك زرعت صورة فً دماؼه وهوا قادم
لمعاٌنة
هممت بالخروج من ؼضبً منها فؤوقفنً صوتها قابلة " لما ال تتركها
إن كنت ال ترٌدها "
نظرت لها بصدمة فقالت ببرود " إما عاملها بالحسنى أو فارقها بالحسنى
مادمت ال تحبها"
قالت بهدوء " أرٌد أن ترتاح وترتاح الفتاة قبل أن تفقد حٌاتها بسببنا
فؤتركها تذهب
قالت بؽضب " وهل تتكلم هً لو كانت تقول هذا ما كنت تعاملها هكذا"
ابتسمت بسخرٌة وقلت مؽادراً
" ال تخافً علٌها تذكرها أكثر منك وطبلق لن أطلقها وافهمٌها كما
ترٌدي"
التفتت لها وقلت بؽضب " ما الذي أصاب عقلك ٌا مرٌم "
قالت ببرود " لن أطرد شقٌق زوجً وهوا كل ؼرضه مصلحتً ثم هوا
المقرب
لوحت بٌدي فً الهواء وقلت بضٌق أكبر " قولً له أي عذر هل
سؤعلمك"
قالت ببرود متوجهة للداخل " لٌس لدي عذر ولٌس هوا بالؽبً لتفوته
أنها
جلست على الطاولة وقالت ببرود " قل ما لدٌك أنا أسمعك "
بقٌت أنظر لها بصمت فقالت " رابد قل ما لدٌك أمام زوجتك هنا هل تشك
بها ؟ " !
قالت بحدة " وبما ستفسر أفعالك وكبلمك وأنت ترفض قدومه بشدة بعدما
أخبرتك عن
كبلم صبا أمامه ,ال أرٌد أن تفكر قمر أنك تشك بها وال أرٌد أن تعتقد
أنت أن زوجتك
ترضى بذلك ,ال أرٌد أن أكون سببا ً فً فجوة بٌنكما قد تستمر آلخر
العمر "
كتفت ٌداي لصدري وقلت " أنا لم أشك بها وها أنا أقولها أمامها كما
ترٌدي "
قالت ببرود " لما أنت متضاٌق إذا ستكون تكذب فً إحدى األمرٌن "
قلت بؽضب أكبر " مجنون ...جننت هذا هوا السبب والجواب أٌضا ً هل
ٌرضٌك "
فتحته ناوٌا ً الخروج قبل أن ٌتفاقم الوضع على تفاقمه فٌبدوا أنً بت أفقد
السٌطرة على
اقتربت أكثر فسمعت مرٌم تقول " قمر لما تفعلٌن فً نفسك هكذا تحدثً
معه وتصارحا
تنهدت قمر وقالت " لن ٌجدي األمر ٌا مرٌم ال ٌمكننً قول هذا وال ذاك
"
سكتت قمر طوٌبلً ثم قالت " ال ٌمكننً فتح ذاك الجرح ألنه لن ٌتفهمنً
أبداً وأنتً قلتً
قالت قمر بنبرة باكٌة " لٌته بإمكانً تؽٌٌر الماضً أو حتى نسٌانه كم أنا
مستاءة ٌا
مرٌم ومحتاجة له ومجروحة منه ,ال أرٌد أن أترك الحٌاة وهوا ٌكرهنً
"
ثم انخرطت فً نوبة بكاء فقالت مرٌم وهً تحضنها " قمر ما بك لما كل
هذا
البكاء تبا لك ٌا رابد لٌتك ُتقدر كل هذا الحب لكنكم هكذا أنتم الرجال
حمقى "
كنت واقفا كالصخرة مما أسمع ,تحبنً !!! كٌؾ كٌؾ ٌا قمر وما فعلته
بً ما
معناه وكبلمك اآلن ٌإكده لماذا ترٌدي إخفاء األمر وتري أنً لن أسامحك
علٌه
كنت كمن تاه فً البحر ٌركب قطعة خشب تاركا مصٌره للرٌح ,فلو
سمعت
قالت مرٌم بجدٌة " اسمعً ٌا قمر علٌك أن تكرهٌه هوا حلك الوحٌد ,
أفضل
قالت قمر بحزن " كٌؾ ذلك فلٌس بإمكانً حتى التفكٌر فً أن أكرهه "
قالت مرٌم بحدة " قمر أمجنونة أنتً !! هذا هوا سبب تجبره علٌك"
عدت لباب المنزل فتحته وأؼلقته بقوة ,مرٌم هذه تبدوا خطراً على
البشرٌة أجمع
دخلت وعدت عند باب المطبخ فكانت قمر عادت مولٌة ظهرها للباب
منشؽلة بشًء
ما ومرٌم تجلس على الطاولة مكانها ,نظرت لها مطوالً ثم قلت
ُ
وجلست وجلست هً وؼادرت جهة ؼرفة الضٌوؾ وهً خلفً دخلت
أمامً
نظرت لها وقلت " ما المشكلة بٌنك وبٌن أٌوب ؟! ستتكلمٌن اآلن"
تنهدت بضٌق وقلت " مرٌم دعً عنك هذه السخافات علٌنا إٌجاد حل
قالت " كلمة قالها لً ما كان ٌفترض به قولها أبداً وال التفكٌر بها"
قالت بحزن ودمعة محبوسة " لقد أهاننً ولن أسامحه حتى ٌعترؾ
وقفت وقلت " مرٌم ما هذا الذي تقولٌنه كٌؾ أتضاٌق من وجودك
ؼرٌب متى !! أنا كنت هنا وأسمعهما ٌتحدثان متى طلبت منه ذلك ؟!
تركتها
وخرجت وصلت عند الباب ووقفت وقلت " كبلمك السابق ال تسممً به
أفكار قمر"
خرجت من عندها وتوجهت للمطبخ كانت قمر تقؾ عند المؽسلة ,
توجهت نحوها
الذت بالصمت ولم تتحدث فملت قلٌبلً خلؾ ظهرها ومددت ٌدي من خلفها
ألؼلق بها
صنبور المٌاه المفتوح فوق الطبق فً ٌدٌها دون حراك فؤؼلقته وأنا
ملتصق بها تماما ً
وهمست فً أذنها وأنا أمسك الصحن معها " ال تسمم مرٌم أفكارك كثٌراً
بما تقول "
لم تتحدث ولم تتحرك فقبلت عنقها فوقع الصحن من ٌدٌها فً ٌداي
فؤمسكته وقبلت
خدها مبتسما ً فقطع علٌنا تلك اللحظات صوت مرٌم وهً تقول
ابتعدت عنها وخرجت من المطبخ ماراً بمرٌم وهً عند الباب ,وضعت
الصحن فً
خرجت بعدها من المنزل بل ومن المدٌنة كلها وتوجهت لمدٌنة أٌوب ,
وصلت
لمنزله نزلت وقرعت الجرس كثٌراً حتى فتح لً ,نظر لً بصدمة وقال
"رابد لما لم تتصل ؟ " !
وصلت للداخل نظرت حولً وقلت " أٌن أبناءك ألٌسوا هنا ؟ " !
جلست وقلت " ٌبدوا خبلفكم سٌطول حتى أنك فكرت فً إخراجهم من
المنزل "
الذ بالصمت فقلت " أٌوب ما الذي حدث ؟! ما قلته لمرٌم أؼضبها هكذا
"
قلت " أنتما متزوجان منذ سنوات ما الذي جعل عقلٌكما ٌصؽران فجؤة ؟ !
"
قال بابتسامة " كلما كبرت فً العمر صؽر عقلك أال معلومات لدٌك عن
هذه "
"ما ٌحٌرنً أنه كبلكما ال ٌبدوا على مبلمحكم أي معنى للضٌق "
تنهد وقال " مشكلتً ال أجٌد التمثٌل ولم أتوقع أن تزورنً بنفسك"
حك شعره وقال " هل فٌك ما ٌكتم السر وال تفضحنً ألن مرٌم لن
تسامحنً أبداً"
قال مندفعا " رابد ال تورطنً مع شقٌقتك كانت فكرتها هً وال دخل لً
"
هكذا إذاً كل ذلك كان مخططا له سترٌان ٌ ,طبقان كٌدهما علً إذاً
وٌضنان أننً
قلت " لن أخبرها وال تخبرها أنت أنً علمت مهما طال الوقت "
نظر لً وقال " ال علم لً لٌس علٌا سوى أخذها من منزلك حٌن تتصل
بً"
رفعت كتفاي وقلت " لك الخٌار أو افتحه متى احتجت فقط وأؼلقه فوراً
ومرٌم ال تكلمها"
تنهد وقال " أمري هلل فمصري أصبح بٌن ٌدٌك لكن ال توقعنً فً مشكلة
معها الزلت
خرجت من عنده وفً رأسً ألؾ شٌطان ٌتقاذفون األفكار ألنتقم منهما
على ما فعبله
ولكن حادث مإمن ال ٌمكن أن ٌكون تمثٌلٌة ,ما كانت ستبكً علٌه كل
ذاك البكاء لو
كانت خدعة وال مرضها أٌضا ً وال كبلمهما فً المطبخ ,أخرجت هاتفً
ركبت سٌارتً
واتصلت بزوج عمتها فؤجاب من فوره فقلت " مرحبا ً سٌد شاهد كٌؾ
أصبح مإمن اآلن"
قال " الكسور كثٌرة وسٌستلزم وقتا لٌشفى تماما ً ولكن حمداً هلل
قلت بهدوء " حمداً هلل على سبلمته ,سٌد شاهد هل لً بسإال ؟" !
قال " ال لٌست خطٌرة أبداً سٌنزعون الجزء الببلستٌكً لٌؤخذ الصمام
عمله مجدداً ال
ٌوجد أخطر من العملٌة األولى التً خضعت لها إال أن تفشل لؤلسباب
ُ
ذكرت لك " التً
لماذا إذا تذكر دابما ً رحٌلها عن الحٌاة !! لما تعتقد دابما ً أن عملٌتها
ستنتهً بموتها!!
قال " شكراً الهتمامك ٌا رابد أعتنً بنفسك وبقمر جٌداً وداعا ً "
أنهٌت المكالمة معه وانطلقت للعاصمة حٌث ال تبعد عن المدٌنة كثٌراً
والٌوم ٌكون الٌوم
األول لمعرض الكتاب فقضٌت النهار هناك حٌث التقٌت مجموعة كبٌرة
من أصدقابً
ال ُكتاب والمحررٌن وتحصلت على عقد جدٌد مع جرٌدة هنا للكتابة فً
عمود تابت فً
جرٌدتهم ,التقٌت أسعد هنا ومر بً أؼلب اللٌل برفقته وبعدما تجاوزت
نصؾ اللٌل بكثٌر
أحب أن أوجه تحٌة لؤلخت الؽالٌة على قلبً ( رماد الشوق ) هللا ٌجزاها
كل الخٌر
الفصل الـعشرون
لم أجب على اتصالها بادئ األمر وبعدما تكرر عدة مرات استؤذنت أسعد
وابتعدت فتحت الخط ولذت بالصمت فجاء صوتها قلقا قابلة " رابد أٌن
أنت ؟ " !
نظرت للسماء بابتسامة ثم قلت " وتلك المجرمة لم توافقك هذا ألٌس
كذلك "
ثم أعدته ألذنً وقلت " ال تقلقً أنا عابد بعد قلٌل"
ضحك كثٌراً فقلت " علٌا المؽادرة اآلن أراك قرٌبا ً "
ألسعد شقٌق هنا فً العاصمة سٌقضً اللٌلة معه وأنا علٌا العودة
للمنزل
تصافحنا وؼادرت للمدٌنة وهً تبعد قرابة الساعة ,وصلت بعد ساعة
ونصؾ
ألنً كنت أسٌر ببطء ,دخلت المنزل وكان الهدوء ٌسود المكان ,جٌد
ٌبدوا نامتا
توجهت من فوري لؽرفة النوم فتحت بابها ببطء وكانت فارؼة تبدوا
نابمة مع مرٌم
ألم تجد ؼٌر هذه اللٌلة لتنام معها ,دخلت الؽرفة استحممت وؼٌرت
ثٌابً ونمت فً المكتب بعدما صلٌت الفجر وبعد نوم قلٌل ؼادرت المنزل
مرة أخرى زرت
فً الخارج كاألمس ,فتحت الباب بهدوء ودخلت وأؼلقته بدون صوت
وما أن
اقتربت من ؼرفة الجلوس حٌث كانتا ووقفت عند الباب أشاهد المشهد
الموقؾ
أحمر ضٌق وبدون أكمام تمسك شعرها كله بٌدها الٌمنً مولٌة ظهرها
لً وتحرك
خصرها على صوت اإلٌقاع ببطء ونظرها على خصرها ومرٌم جالسة
تضحك
مجدداً وأوقفت مرٌم منظومة الصوت فدخلت وقلت " رابع وما سبب هذا
االحتفال "
قالت مرٌم ببرود " من دون سبب كنا نتسلى ...ما جاء بك أنت "
ت" ُ
نظرت جهة قمر وقلت " تابعً لما توقف ِ ثم
قلت بسخرٌة " أمامها تستطٌعً وأمام زوجك ال ٌاال السخافة "
قالت مرٌم باستٌاء " ال تستطٌع أمامً وأنت موجود هذا شًء
نظرت لها ببرود وقلت " أنتً تصمتً أو جعلتك ترقصٌن بدالً عنها "
ضحكت وقالت " أخاؾ أن أفسد على زوجتك إن رقصت"
قالت بضٌق وٌدها وسط جسدها " ما قصدك ؟ ال تنسى أننً أنجبت ثبلث
أبناء
بعد أن تنجب زوجتك سٌطٌر كل هذا القوام الممشوق فبل تتبجح علً "
نظرت جهة قمر فكانت تنظر لؤلرض بحزن وكؤنها تقول لها أي أبناء
سنرزق
وقفت حٌنها مرٌم مؽادرة وأؼلقت الباب خلفها فنظرت باتجاهها فكانت
تنظر
لها بؤصبعً على آلة الصوت فقالت بتلعثم " ال ...أي ...أقصد أنا
رقصً سًء "
كتفت ٌداي لصدري وقلت " منذ قلٌل رأٌت بعٌنً من أي نوع ٌكون "
بقٌت على حالها تنظر لؤلرض وأصابعها تلعب بطرؾ ألتنوره فقلت
ببرود
مدمرة كهذه أتوجد فتنة ال تتقنها هذه الحورٌة ,لفت ثبلث لفات متتالٌة
واقتربت
منً فمددت ساقً لتدخل قدمً بٌن قدمٌها فتعثرت وسقطت فً حضنً
ثم باؼتتها بقبلة سرٌعة على شفتٌها وابتسمت ابتسامة جانبٌة فابتعدت
عنً بسرعة
قلت بحدة " وأٌن شخصٌتك أنتً لتتحكم بلباسك وتصرفاتك كٌؾ تشاء ,
من ٌرى
قلت بؽضب " نعم فمن ٌتحكم ؼٌره حتى فً لباسه ٌكون عدٌم شخصٌة
بل ال
رمت شعرها بٌدها للخلؾ وقالت بضٌق " نعم وأنت أكبر دلٌل تحكمت فً
لباسً
قلت بؽضب أشد " نعم هذا ما تفلحٌن فٌه طول اللسان معً أقسم إن
رقصتً أمام
واحدة ؼٌرها وال حتى طفلة وأي كان ومن ٌكون كان عقابك منً عسٌرا
وهذه
المبلبس ال تلبسٌها أمام أحد ؼٌري مفهوم "
قالت بسخرٌة " لقد أقسمت علٌا أن ال أرقص أمام أحد كان من ٌكون أم
أنك نسٌت"
قلت ببرود " وأنا لست أي احد وال كان وال ٌكون "
ثم خرجت ضاربا ً باب الؽرفة بقوة ,هذه األولى تلقت جز ًء من عقابها
أقسم لوال
ال بؤس بقً األخرى ,بحثت عنها فكانت فً ؼرفتها ,فتحت الباب
ووقفت أمامه
نظرنا لبعضنا بصمت ثم قالت
ابتسمت بسخرٌة وقالت " متسرع طوال حٌاتك ٌا رابد وأخبرتك سابقا ً
أتركها
قلت ببرودي ذاته " لم أرى من ترٌد لشقٌقها أن ٌطلق زوجته ٌبدوا لً
قالت بتحدي " طلقها وسترى إن لم تتزوج فوراً وبشاب أٌضا ً"
قالت بسخرٌة " أقسم بمن خلق هذا الكون كله أنك متٌم بها"
ضؽطت على أسنانً بقوة ,هل جبت ألنال منها أم لتنال منً
ثنٌت ساقً أمام األخرى وقلت " ال لم أجده كان خارج المدٌنة وصدٌق
لً
قلت بسخرٌة " اتصلً به واسؤلٌه أٌن هوا اآلن هذا إن أجاب على
اتصالك
اتصلت كثٌراً ولم ٌجب علٌها فوقفت وقالت " خذنً هناك اآلن"
وهً تقول ببكاء " استؽل الفرصة إذا ,ال وأخذ أبنابً معه سترى ٌا
أٌوب ٌا خابن"
أمسكت ٌدها وقلت " انتظري أٌن ستذهبٌن ؟" !
قلت مؽادراً بابتسامة ؼلبتنً " أنتظرك فً السٌارة سنذهب لمنزلك قد
نجده هناك"
ركبت سٌارتً وما هً إال لحظات وكانت أمامً هههههه لم أتخٌل أن
أنجح بسهولة
ركبت السٌارة ومضٌنا أرسلت له رسالة على هاتفه اآلخر كٌؾ نسٌت
أمره جٌد انه
لم ٌجب على اتصالها أخبرته أن ٌستقبلها وكؤن شًء لم ٌكن وٌستؽرب
قدومها وأنا
وما أن وصلت للمنزل حتى وردنً اتصال من زوجة والدي تخبرنً أن
خطٌب
نور لدٌهم وٌرٌد مقابلتً فتوجهت لمنزل والدي قبل دخول منزلً
تناقشت معه
مطوالً عن أمر الزفاؾ الذي سٌكون نهاٌة الخرٌؾ أي بعد أشهر قلٌلة
فنحن فً بداٌته ولم ٌؽادر إال بعد العشاء فعدت من فوري للمنزل ,دخلت
وكان الصمت
والهدوء ٌعم المكان ذهبت من فوري باتجاه ؼرفة النوم فتحت الباب
ووقفت فكانت
ترفع رأسها وال تنظر إلً ثم وضعت الهاتؾ على أذنها وقالت
سكتت لوقت ثم قالت " حسنا ً حمدا هلل المهم أنك بخٌر"
عادت للصمت من جدٌد ثم قالت " أخبرتك منذ البداٌة لكنك لم تكترثً لً
"
أنهت بعدها االتصال مودعة لها ثم أجرت اتصال آخر وتحدثت مع عمتها
ثم أنهت
االتصال ورمت الهاتؾ ونامت على السرٌر وأخفت وجهها باللحاؾ دون
أن تنظر
نزوال حتى فخذها فؤرتجؾ جسدها فابتسمت بعفوٌة ...نعم هذا الدلٌل
كان أمامك
دابما ً ٌا رابد لكنك لم تكن تنتبه له ,اتكؤت على السرٌر بمرفقً وأحطت
خصرها
فقد أبت الخروج منه والؽرٌب أنها لم تعترض كعادتها حٌن تكون ؼاضبه
منً
بعد وقت وأنا نابم وهً تعطٌنً ظهرها وٌدي على خصرها قلت بهدوء
"أرٌد طفبل"
ْ
تسللت من السرٌر ببطء وخرجت من الؽرفة فً صمت وأؼلقت الباب
خلفها
كنت سؤؼادر حٌن سمعت صوت بكاء مكتوم فدخلت واقتربت من المخزن
فكانت هناك تجلس محتضنة ساقٌها ودمٌتها وشعرها ٌؽطً كل جسدها
وتبكً فً صمت
بقٌت لوقت أنظر لها بصدمة ثم اقتربت منها نزلت لعندها وقلت " قمر ما
تفعلٌن هنا ؟" !
قالت ببكاء ووجها مخفً عنً " أتركنً وحدي ٌا رابد أرجوك"
رأسً بٌداي ,لما أصبحت أرؼب فً أن اقسوا علٌها أكثر بعدما سمعت
كبلمها
(زوجتك ترى كوابٌس كثٌرة فً اللٌل ,الحظت ذلك منذ نامت معً هنا
فً
تبدوا مرٌم ؼاضبة منً ولكن ما قصة الكوابٌس لقد نمت معها كثٌراً ولم
ألحض
استٌقاظها لٌبل مفزوعة سوى ذاك الٌوم فً ؼرفة الضٌوؾ ٌ ,بدوا أن
الماضً لن
ٌتركها أبداً ,خرجت من المكتب وعدت لها ووجدتها على حالها اقتربت
منها وقلت
لم تجب فقلت بحدة " لما كل هذا العناد هل أسحبك سحبا"
سحبت الدمٌة من ٌدها رفعتها أمام وجهً وقلت بؽضب أكبر " هل لً أن
أفهم ما
ٌجري ,هذه الدمٌة والمخزن والبكاء والكوابٌس ...ما الذي تخفٌه ٌا
قمر "
قالت بعبرات متتالٌة " لن تفهم ألنك ال ترٌد ألنً ال أعنٌك فً شًء فلن
تفهم أبداً"
ثم ؼادرت وأنا أتبعها ظننتها ستدخل للؽرفة لكنها توجهت حٌث الممر
المإدي
للباب الخلفً وصعدت للسطح ,هً لم تجتز هذا المكان بعد ذاك الٌوم
فلما صعدت اآلن !! فكرت أن الحق بها ولكن لن ٌزٌد األمر إال سو ًء ,
البد وأنها صعدت لتبحث
عن رابد طفولتها هناك فؤنا أصبح نسٌا ً منسٌا ً أمامه ,عدت لمكتبً ثم
خرجت من
المنزل برمته ,تجولت كثٌراً فً الشوارع دون وجهة وال دلٌل ولم ارجع
إال وقت
الفجر ,دخلت المنزل فكانت الؽرفة على حالها مفتوحة ولٌست فٌها ,
بحثت عنها
فً باقً المنزل ولم تكن هناك ,هل تكون كل هذا الوقت فً السطح ؟!
الجو ٌبرد
لذلك لم تنزل فهوا ٌنفتح من الداخل ,ف َتحته بسرعة ووجدتها جالسة
على عتبته
لم تكن حرارتها مرتفعة وعٌناها كانتا نصؾ مفتوحتان وتبدوا فً ؼٌر
وعٌها وتردد
قابلة " ال رابد ...ال تؽلق الباب ,أمً البرد افتحً لً الباب رابد ال
تؽلقه"
حضنتها بقوة وقلت " لست أنا ٌا قمر أقسم لست من أؼلقه إنها الرٌح ,
لٌس رابد من
وقد باءت كل محاوالتً بالفشل ,عدت الحتضانها مجدداً وال أعلم ما
أفعل ,ال أرٌد أن ٌقوم عقلها الباطن بتصوٌر فكرة عن أنً أؼلق الباب
علٌها ,بقٌت أحضن ٌدٌها
علٌا الدخول لعالمها اآلن لعقلها حٌث ٌكون اللحظة ,شددتها لحضنً
بقوة وبدأت أؼنً
نشٌد النحلة الذي كانت تحبه فً صؽرنا ,كان نشٌداً علمنا إٌاه مدرس
لً فً االبتدابٌة
ومن حبً لذاك األستاذ لم أنسه باقً السنوات وبقٌت أردده دابما ً
وحفظتها إٌاه وكنا نؽنٌه
دابما ً ,بقٌت أردده مرارا حتى هدأت وانخفض صوت هذٌانها تدرٌجٌا
وأؼمضت عٌناها
حضنتها بقوة وقلت " نعم رابد اهدبً قمر لٌس هناك برد وال باب وال
بعدها لم أعد استمع لصوتها نظرت لها فكانت نابمة بهدوء ,حمدا هلل
تخلصت
وأنزلتها للؽرفة وضعتها على السرٌر مسحت على وجهها وقبلت شفتٌها
وخرجت
جلست فً الصالة بعدما صلٌت الفجر وبدأت الساعات تمر وأنا جالس
مكانً
علٌا أن ارحمها منً على األقل مادمت ال ٌمكننً تجاوز الماضً وأن
أرحمها من
هذا المنزل ,بعد وقت سمعت باب المنزل ٌفتح وأحدهم ٌدخل فوقفت من
فوري
من هذا الذي ٌملك المفتاح لٌفتحه !! كنت سؤتحرك ناحٌة الممر المإدي
إلٌه حٌن
دخلت امرأة متشحة بالسواد من رأسها حتى قدمٌها ,بقٌت انظر لها
مطوالً ثم فتحت فمً ألتحدث فسبقتنً قابلة " أٌن قمر ؟ " !
قلت بصدمة " من أنتً وكٌؾ دخلتً بل كٌؾ فتحتً الباب ؟" !
قلت بؽضب " ال عبلقة لك بها ماذا ترٌدون منها بعد لقد دمرتموها بما
فٌه
الكفاٌة ....حزن وكوابٌس وفزع وماضً اسود وبكاء وقلب ضعٌؾ ما
الذي
لم تفعلٌه وجب ِ
ت لفعله"
انفتح حٌنها باب ؼرفة النوم وخرجت قمر منها وتجمدت مكانها وهً
تنظر
نـهاٌـة الـفصل
كٌؾ ستكون المواجهة بٌن قمر وسلوى وما جاءت ترٌد من قمر
فً الفصل القادم قرار مفاجا ٌقرره رابد وشخصٌات جدٌدة ستتعرفون
علٌها
بقٌت أفركه بؤصابعً لوقت ثم نظرت لثٌابً فوجدتها ؼٌر التً كنت
أرتدي
وقفت ونظرت لها جٌداً كنت أرتدي بنطلون من الجٌنز وقمٌص أسود
بؤكمام
وأزرار كلها خاطبة وفً ؼٌر مكانها ,ابتسمت وقلت " مإكد هوا من
البسها لً "
أكثر ,خرجت وكان رابد ٌنظر باتجاه أحدهم عند باب الصالة نظرت
هناك
من صمتها قابلة " قمر أ أنا ....أنظري لحالً أحترق وجهً وجسدي
وخالك أصبح ببل حراك تلٌَفت كبده وتخلى عنً أهلً وأهله وأصدقابنا
واستؤجرنا هذا
المنزل وسكنا فً ؼرفة واحدة متهربة فً سطح منزل ال تمسك عنا البرد
ونؤكل
ونشتري الدواء من ثمن إٌجار هذا المنزل ,لقد خسرت كل شًء
وكسبتً أنتً
فً النهاٌة ,سامحٌنً ٌا قمر فكل ما أصابنً مما فعلته بك ,لقد كبر ِ
ت
وصر ِ
ت
شابة من أجمل ما رأت عٌناي وتحولت أنا لمسخ ,شعرك فاق طوله
نصؾ جسدك
وتحول رأسً لجلد محروق لٌس به وال شعرة واحدة وحتى من منعتك
من السطح
رابد مطبقا ً ٌداه علٌا بقوة وقال " قمر توقفً "
ثم نظر جهتها وقال بحدة " وأنتً أخرجً من هنا حاالً هذه سٌدة المنزل
اآلن وال ترٌدك فٌه فؤخرجً فورا أو أخرجتك مرؼمة"
قالت وهً تتراجع بخطواتها للخلؾ " سامحٌنً ٌا قمر لعل هللا ٌفرج
همً"
ثم خرجت وأنا فً بكابً المستمر وال شًء على لسانً سوى كلمة
أخرجً
ارددها بصوت خافت حتى سمعت باب المنزل ٌؽلق وارتخت ذراعا رابد
ثم حضنت ٌداي وأنا جالسة على األرض وملت بجسدي لؤلسفل ورأسً
ٌكاد
ٌبلمس األرض وقلت ببكاء " أمً خذٌنً إلٌك ...أمً عودي أو خذٌنً
إلٌك"
ثم جلس بجواري على األرض وضمنً لصدره بقوة فقلت ببكاء
وقال " أجلسً ٌا قمر سؤؼٌر قفل الباب ولن ٌدخله أحد "
نظرت لعٌنٌه بعٌنان دامعتان وقلت " بل نخرج من هنا وال نعود"
زاد شده لذراعاي وقال " ونخرج ما أن أجد البدٌل أعدك بذلك ولكن
استلقً وارتاحً"
هززت رأسً ببل وقلت " أنا لم أصلً الفجر علٌا أن استحم وأصلً "
"توضبً وصلً لقد ؼٌرت ثٌابك فقط ألنها كانت متسخة من ؼبار الباب
"
هززت رأسً بنعم وتوجهت للحمام توضؤت وصلٌت الفجر بعدما خرج
وقته
بكثٌر ثم دخلت السرٌر وؼطٌت جسدي كله باللحاؾ حتى رأسً وأنا
أحضن
دمٌة والدتً بقوة ثم سمعت خطوات رابد تؽادر فقلت " رابد ال تخرج"
قال بعد صمت طوٌل " ألن تؤتٌك وأنا هنا ؟" !
لذت بالصمت فؽادر وعاد فوراً وجلس بجواري على السرٌر ولم ٌتحدث
أبداً وال صوت ٌسمع سوى تقلٌبه لؤلوراق كل فترة حتى ؼلبنً النوم
ونمت واستٌقظت بعد وقت طوٌل وجلست من فوري أنظر لمكان جلوسه
فكان مكانه
لم ٌؽادر ٌتكؤ برأسه على ظهر السرٌر مؽمضا ً عٌناه ففتحهما مباشرة
ونظر
هززت رأسً ببل دون كبلم فقال " حسنا ً عودي للنوم لن أؼادر الؽرفة"
نظرت له مطوالً ثم أخفضت نظري وقلت " هل سنؽادر حقا"
أبعد شعري خلؾ أذنً وقال " خبلل هذه األٌام ,فسؤبحث عن منزل"
لذت بالصمت فقال " قمر ألن تحكً لً عن ماضٌك لما تخفٌه عنً ؟" !
نظرت لٌداي فً حجري وقلت " أخبرتك أن طفولتً البابسة عشتها هنا
"
قلت بحزن وٌدان ٌرتجفان افركهما بقوة " كانت تضربنً بشدة
وباستمرار و ُتسكننً
عدت للصمت سوى من دموعً التً بدأت بالنزول وأنا أمسحها بكؾ
ٌدي
فوقؾ وؼادر الؽرفة ولم أره باقً الٌوم ألنه عاد لسجن نفسه فً مكتبه
ولم
ٌخرج سوى لتناول الطعام وفً صمت تام وال أعلم ما ضاٌقه فً األمر
عند حلول اللٌل لم أستطع النوم فإن كانت اللٌالً األخرى ال تتركنً
الكوابٌس
مضاء ٌ ,بدوا
ً فكٌؾ باللٌلة ,خرجت من الؽرفة وكان نور مكتب رابد
مستٌقظا ً اقتربت من الباب بهدوء وجلست أمامه متكبة علٌه ألتمس
األمان ولو من خلؾ
الباب ,بعد وقت ؼلبنً النعاس ولم أشعر سوى بالباب ٌفتح وٌد تمسكنً
عن
السقوط ثم وصلنً صوت رابد قاببل " قمر لما تنامٌن هنا ؟" !
فركت عٌنً بٌدي ثم خللت أصابعً فً ؼرتً وقلت " لم أستطع النوم"
أوقفنً وهوا ٌقول " ولما تنامٌن فً عتبة الباب هنا لما لم تطرقً علٌا
الباب"
أدخلنً للؽرفة ونمت فً حضنه ٌمسح على شعري وٌقبل جبٌنً كل حٌن
,نمنا
سوٌا ً كل واحد منا أخذ من هذا النوم ؼاٌة ,أنا التمس األمان والنوم
الهادئ وهوا
الؽرفة مستعجبلً أخذ رشفة من كوب الشاي وقال أنه مستعجل وعلٌه
الخروج
سرٌعا ً فقلت وأنا أتبعه " رابد"
ابتسم ابتسامة بمعنى أنه فهم أنً أعلم أنه لن ٌعود قبل اللٌل ثم قال
مؽادراً
وبالفعل لم ٌعد قبل المساء بل حتى منتصؾ اللٌل ونام معً فً الؽرفة ,
على األقل
فهم أننً أحتاج له ألنام بهدوء ,ومر قرابة األسبوع من الحال نفسه إما
فً الخارج
أو فً مكتبه وال ٌجمعنا سوى طاولة الطعام والسرٌر لٌبل ؼٌر أن ما
ٌطمبننً أنه بدأ
فً البحث عن منزل حتى أنه طلب منً أن نعود لمنزل والده لكننً
رفضت
كنت جالسة فً ؼرفة النوم ففتح الباب ودخل ,ؼرٌب ؼادر صومعته فً
ؼٌر وقته!
نظرت لؤلرض وقلت " لم تسؤلنً قببل لما اآلن تسؤل ؟" !
قال بؽضب " لما تجٌبٌن على السإال بسإال أخرجً لً علبة الحبوب
ألراها"
توجه ناحٌتً امسك ذراعاي هزنً وقال بؽضب " ومنذ متى لم تؤخذٌها
"
نظرت لعٌنٌه وقلت " اللٌلة التً قلت فٌها أنك ترٌد طفبلً"
بقً ٌنظر لً بصدمة تم قال " مجنونة أنتً أال تعلمٌن عواقب األمر"
قلت بهدوء ودموعً مؤلت عٌناي " قد ٌنجح األمر وٌنجوا الطفل "
تركنً وتوجه جهة الخزانة أخرج عباءتً وحجابً رماهما على السرٌر
وقال بؤمر مشٌراً لهما بإصبعه " تلبسٌهما فوراً لنذهب للطبٌبة ونرى
حبلً لهذه المصٌبة"
ثم ضرب باب الخزانة بقبضته حتى كاد ٌكسره وقال بصراخ ؼاضب
قلت بؽضب " ألم تقل انك ترٌد األطفال هذا هوا الحل الوحٌد لدي"
قلت بحزن وأنا أهز رأسً " لم ٌعد لها أي معنى وال خٌار آخر لدي"
وكؤنً فً حالة والدة وعلٌا أن أصل سرٌعا ً ,هل كل هذا خوؾ على
حٌاتً
أم هً الشفقة ال ؼٌر ,نزلنا وأصر رابد أن ٌدخل معً فقالت الطبٌبة أنه
لن
ٌكون هناك حمل ألن مادة الحبوب ستكون الزالت فً دمً وتحتاج وقتا
لٌنقى
منها واحمل ولكن رابد أصر أن تجري لً فحوص دم لٌتؤكد فكتبت طلبا ً
من كلٌنا ,دخلت الؽرفة من فوري فلحق بً وفً ٌده كوب ماء وقال
رفعته لٌتؤكد أنً لم أخفً الحبة تحته فتركنً لٌؽادر الؽرفة آخذاً علبة
الحبوب
معه فقلت بهدوء قبل أن ٌخرج " رابد هل ستتزوج بؤخرى ؟" !
وقؾ مكانه لوقت دون حراك ثم قال دون أن ٌلتفت إلً " ومن قال أننً
سؤتزوج" !
تحرك حتى وصل عند الباب ثم ووقؾ وقال " بل أنتً من قالها ,أنا لم
أقل ولم
ثم خرج فقلت بهمس " ال تفعلها قبل أن أموت ,ال تقتلنً بها ٌا رابد "
بعد وقت انفتح باب الؽرفة دخل ووقؾ عند الباب وقال
ثم هم بالخروج فؤبعدت وجهً عن الوسادة وقلت " إلى أٌن ؟" !
قال وهوا ٌخرج وٌؽلق الباب " علٌك أن تبتعدي عن كل هذا "
وخرج وتركنً فً حٌرتً ,ما ٌعنً بما ٌقول وأٌن سنذهب ! ولما أجهز
أؼراضا ً
لً وحدي ولٌس له أٌضا ً ! تنهدت بعدها ووقفت حضرت ثٌابا فً حقٌبة
صؽٌرة وبعض األؼراض المهمة وخرجت بها ,وجدته ٌجلس فً الصالة
ٌشبك ٌداه
ثم وقؾ حامبلً الحقٌبة ومؽادراً فقلت " إلى أٌن تؤخذنً ولما أنت لست
معً ؟" !
قال وهوا ٌتابع سٌره " ستعلمٌن كل شًء ما أن نصل"
أمسكت قلبً بخوؾ ,ترى هل حدث ألحد مكروه ؟ ولكن عمتً لٌست
هنا
وال أحد لً ؼٌرها ,هل هم من أهله ؟ ولكنه لم ٌؤخذ ثٌابا ً له ,ما عناه
بؤنه
شاملة ثم تنهدت وقلت " كم أتمنى أن أخرج منك وال أعود وكم أخشً أن
أموت فٌك "
ثم نظرت جهة الممر المإدي لباب السطح ثم للمطبخ و شهقت باكٌة
ومسحت
دموعً وقلت بؤلم " كم أتمنى أن أحرقك وأفجرك علً أنسى ألمً
وأنسى
أحسست حٌنها بٌد رابد على كتفً وصوته ٌدخل أذنً مباشرة وهوا
ٌقول
ثم لمنزلها تحدٌداً ,نزلنا فكانت فً استقبالنا عند الباب ,ما أن دخلنا
للمنزل حتى
استؤذن رابد للخروج قلٌبلً وؼادرت مرٌم جهة المطبخ وما هً إال
لحظات ورجع
رابد وقؾ أمامً وعٌناي معلقتان فً عٌناه كانت بهما نظرة ؼرٌبة لم
أفهمها ولم
ثم خرج من فوره ولم ٌعطنً حتى مجاالً للسإال وال الكبلم ,جرت
دموعً على
خداي من فورها فمسحتها وخرجت خلفه ,وجدت حقٌبتً عند الباب
وسٌارته ؼٌر
عدت للداخل وتقابلت ومرٌم فقلت من فوري " أٌن ذهب ولما أحضرنً
هنا ؟" !
قالت " بؤنه سٌتركك معً هنا حتى عودة أٌوب وسٌذهب للعاصمة"
"وأٌن ذهب أٌوب !! ولما ٌذهب للعاصمة ولما أنا هنا ؟" !
كنت أنظر لها بضٌاع ودموعً تنزل دون توقؾ وتنفسً ٌعلو شٌبا ً فشٌبا ً
,
ذهب وتركنً هكذا بكل بساطة ....اسمع ٌا قلبً وانظر ما فعل بً
ابتعدت عنها وقلت بصراخ باكً " لماذا ٌرمٌنً وٌرحل ؟! لما ٌجرحنً
باستمرار .....لماذا ٌا مرٌم"
"ولكنً أعرؾ حتى متى ,حتى تعود عمتً وٌعٌدنً إلٌهم "
اقتربت منً أمسكت ٌدي وقالت " ماذا حدث بٌنكما أو ما قال قبل أن
ٌحضرك"
مباشرة " قال علٌا إبعادك عن كل هذا ,لم أفهم بادئ األمر ولكن اآلن
علمت ,ظننته
ٌرٌد إخراجً من ذاك المنزل بل الجحٌم الذي فٌه ولكنه ٌقصد طردي من
حٌاته"
ْ
أمسكت وجهً ورفعته لوجهها وقالت بهدوء
أمسكت كتفً وقالت " أمسحً دموعك وتعالً لنجلس ونرى ما سنفعل
فً األمر"
قلت بضٌق " لن نفعل شٌبا ً ما أن ترجع عمتً فً إجازتها سؤرحل معهم
على الفور "
سحبتنً معها للداخل قابلة " أدخلً اآلن وسنتحدث الحقا ً"
التً عاد األلم لٌمزقها أسوء بكثٌر من ذي قبل فلم أستطع إمساك
صرخاتً
لم أسمع من كلماتها شًء واضح بسبب األلم الؽٌر معتاد ولم تلتقط أذنً
سوى
أسم رابد وهً تقؾ فؤمسكت ٌدها وقلت بصعوبة " ال ال تخبرٌه خذٌنً
للؽرفة "
ٌزل نهابٌا إال بعد وقت ,كانت ترٌد االتصال به لكنً أصررت على أن ال
تفعل
وأخبرتها أن هذا عادي فقد شاهدته عدة مرات قببل ؼٌر أن هذه المرة
زاد األلم قلٌبلً
كانت ؼٌر مقتنعة بكبلمً لكنً لم أتركها إال بعد أن عاهدتنً أن ال
تخبره
أنه ٌتصل بها وٌسؤل عنً ولكنً ال أصدقها ولن أصدق ذلك وحتى إن
اتصل
كنت اتكا على زجاج النافذة أشاهد منظر الؽروب من خلؾ الطبٌعة حٌن
دخلت مرٌم وقالت بصوت مبتسم " أٌن هً القمر الٌوم لم تؽادر الؽرفة ؟
"
تنهدت وقلت " وما الفرق بٌن وجودي هنا وخروجً األمران سٌان
فؤنتً ال
جلست أمامً ومسحت على شعري وقالت " اتصل رابد منذ قلٌل"
قالت بابتسامة " ال أكذب وأنتً تعلمٌن ذلك جٌداً وتسمعٌننً أتحدث معه
مراراً"
"لما ٌفعل معً هذا أال ٌشعر أننً أحتاجه أننً أشتاق إلٌه"
"هوا ال ٌتصل إال للسإال عنك فؤنا أعرؾ رابد جٌداً ال ٌتصل بً منذ
سنوات"
مسحت دموعً وابتعدت عن النافذة وقلت " وما تخبرٌه أنتً عنً"
ثم تنهدت وقالت " لكنه ٌقول لً فً كل مرة كاذبة وال أعلم لما"
ثم قالت بجدٌة " قمر صحٌح أنه شقٌقً وأنً أحبه ولكن علٌك معاقبته
على هذا
قلت بابتسامة حزٌنة " مثلما لٌس هناك أبد فلٌس هناك نسٌان لن أكذب
علٌك
أخرجنً من أفكاري صوتها تقول " هوا فقط ٌحاول حماٌتك منه كً
قلت بضٌق " أال ٌعلم أنه بهذا ٌإذٌنً أكثر مما ٌرحمنً أال ٌمكنه تشؽٌل
تنهدت وقالت " لو أعلم من أٌن تجدٌن كل هذا الحب الذي تحبٌنه له"
تنهدت وقالت " لٌثه بإمكانً فعل شًء ال ٌفسد األمور أكثر وال ٌجعله
ٌؽضب
ضممت جسدي بٌداي وقلت ببكاء " ال أرٌد أن أموت وهوا بعٌد عنً ٌا
مرٌم ال أرٌد"
أمسكت ٌدي وسحبتها وحضنتها بٌدٌها وقالت " قمر لما تقولٌن هذا !!
"
قالت بجدٌة " سنذهب لمزرعة جدتً ككل خرٌؾ وستري إن لم ٌؤتً
ابتسمت بؤلم وقلت " وما الذي ٌخبرنً عنه حتى أنتً لم أعرفك إال ٌوم
جبتكم للعزاء"
جمٌلة وفً الخرٌؾ تكون عالم خٌالً جداً سوؾ آخذك معً وستري ما
سٌحدث"
أشحت بنظري عنها وقلت " رأٌت مخططاتك ونتابجها سابقا ً"
نظرت لها بحٌرة وقلت " وما سٌجعله ٌلحقنا هناك ؟"
قلت باستؽراب " أنا ال أفهمك ! ثم أنا ال أرٌد أن ٌلحقنً وال ٌؤتٌنً"
وقفت وقالت " نحن لن ندعوه لٌؤتً هوا من سٌفعل بمؤل إرادته"
تنهدت وقلت " مرٌم أنا لست فً مزاج مشاكل معه سٌضع اللوم علٌا
حٌنها "
وضعت ٌداها وسط جسدها وقالت " قمر ال تكونً ضعٌفة وانهزامٌة
هكذا"
قلت بسخرٌة " كنت قوٌة مرارا وجارٌته فً الكبلم فلم أجنً
سوى نعته لً بطوٌلة اللسان"
ضحكت كثٌراً فقلت بضٌق " مرٌم أنا ال أرٌد شٌبا ً ال أن أراه وال شًء"
قالت بنصؾ عٌن " ومن التً كانت تتحدث عن الشوق إلٌه"
قلت باستٌاء " ذاك شًء وأن أفرض نفسً على شخص ال ٌرٌدنً شًء
آخر"
قالت بهدوء " قمر أنا ال ٌمكننً قول كل ما فً قلبً لكن تؤكدي من أن
رابد
ٌشتاق لك اآلن أكثر منك ولو سمعتً صوته فً الهاتؾ ولهفته لتؤكد ِ
ت
بنفسك
قلت بدموع " ال ٌمكننً تصدٌق هذا أنتً لم تعٌشً ما عانٌته معه ,ال
أرٌد إال
أمسكت ٌدي وسحبتنً معها قابلة " هٌا تعالً لنجهز أؼراضنا وأؼراض
األطفال
سنذهب إلٌهم فً الؽد برفقة حٌدر وأنوار وستري هناك من سٌجلبه على
وجهه
ومن سٌربٌه على أفعاله فؤنتً ال تعرفً خاله وجدته"
عند الصباح كانت مرٌم وأبناءها فً خلٌة نحل من الركض هذا تلبسه
وهذه
به أبداً ,ساعدتها قدر اإلمكان وعند الظهٌرة وصل حٌدر ولم ٌدخل بل
أصر
أن نخرج له ,خرجنا وركبنا السٌارة وسلمنا على أنوار بعد أن صعدنا
فقالت
مرٌم بضٌق " لما لم تنزال قلٌبلً لترتاحا ,الرحلة كانت طوٌلة"
انطلق بالسٌارة قاببل " أنتً تعرفً الطرٌق إلى المزرعة جبلً ووعر
وكانت الطرٌق كما قال وعرة ومخٌفة لكن الطبٌعة ومنظرها ٌنسٌك
عقبات
الطرٌق ,كانت صبا تحتضن مسند الرأس لكرسً حٌدر واقفة على
الكرسً
من كل لؽات العالم ,حٌدر مختلؾ تماما ً عن رابد وكؤنهما لٌسوا أشقاء ,
من ٌراهما
تنهدت بضٌق واتكؤت على النافذة أشاهد الطبٌعة حٌن رن هاتؾ حٌدر
فرفعه قاببل
"عامان ! وهل ترى العامان قلٌل ,عموما فالمهم معنا أنت ال نرٌد بك
شٌبا ً"
قال بعدها بصوت مصدوم " ما تعنً بلم ٌخبرك أحد" !!
أخذت منه الهاتؾ ثم وضعته على أذنها قابلة " نعم ٌا رابد"
سكتت قلٌبلً ثم قالت بحدة " ولما أخبرك ,إن وافقت أو رفضت سآخذها
ثم قالت بتذمر " وإن ٌكن أوالدي ٌصرخون ونومها خفٌؾ
"ال لم تمرض سهرنا على التلفاز طوال اللٌل هٌا وداعا ً"
أؼلقت علٌه الخط وأعادت الهاتؾ له ,ال أعلم كم عدد الكذبات التً
تكذبها
وما هً إال لحظات ورن هاتؾ حٌدر مجدداً ,نظر للمتصل ثم رماه لمرٌم
قاببل
ال أعلم لما الجمٌع موقن من أنه سٌلحق بنا وما السبب ! فما فً األمر
إن
"تلك مشكلتك ,تؤتً لتعٌدها شًء ٌخصك لكن أن آتً وأتركها ال"
"وال أن أبقى ...هذه جدتً وال أزورها إال هذا الوقت من السنة"
تنهدت بعدها بضٌق وقالت " ومنذ متى لم تكن ؼاضب منً ,دع
زوجتك
قالت بعدها بؽٌض " ألنً أعلم فٌما تفكر ولما كل هذا الؽضب من قدومها
معنا"
رفعت بعدها الهاتؾ عن أذنها وقالت بصدمة " أؼلق الخط فً وجهً"
ضحك حٌدر وهوا ٌنظر لها فً المرآة وقال " من المفترض أن ال ُتفاجبً
باألمر"
أعادت له هاتفه وقالت " قال سٌلحق بنا "
ثم انفجروا ضاحكٌن وأنا مجرد مستمع فقط ال أفهم مما ٌجري شٌبا ً لكن
ما أعلمه أن
بعد وقت وصلنا لمدٌنة أؼلبها أبواب حدٌدٌة وأسوار عالٌة وشاحنات
تسٌر فً
طرقاتها ,التً تحمل بقرة والتً تحمل أحصنة والملٌبة بالفواكه ,عالم
ؼرٌب
جداً ! وقفنا بعدها أمام أحد األبواب الحدٌدة الكبٌرة وأجرى حٌدر اتصاالً
ثم قام
عامل بفتح الباب لنا ودخلنا بالسٌارة ,سرنا مسافة ثم ظهر لنا رجل فٌما
ٌقارب
ما أن اقتربت سٌارتنا حتى وضع الدلو من ٌده واقترب منا ,نزلنا جمٌعنا
فتوجه حٌدر ناحٌته وصافحه قاببل " مرحبا ً بالخال العزٌز"
قال حٌدر بضٌق " شاب رأسك والزلت بؤسلوب بارد جداً"
اقتربت مرٌم وسلمت علٌه ثم اقتربت أنوار وسلمت علٌه أٌضا ً ٌ ,بدوا
لً ٌقرب لها
فما علمته منها أن ثمة قرابة بعٌدة بٌنها وبٌن حٌدر ,وما أن صافحته
أنوار حتى
فضحك هوا وأنوار ومرٌم وتؤفؾ حٌدر ؼاضبا ً ,ركضت حٌنها صبا
ناحٌته
قال مبتسما ً " هذه لٌست جدتك ...جدتك تركتٌها فً مدٌنتك "
ابتعدت عنه مستاءة فقال حٌدر " هٌا ٌا وابل سلم على خالك"
لكن وابل كان مختبا منه وال أعلم لما فقالت صبا بعدما مدت لسانها له
فضحك الجمٌع وشدت مرٌم ابنتها من أذنها مبعدة لها عنه فنظر بعدها
ناحٌتً
فقال حٌدر " هذه قمر زوجة رابد وهذا خالً ثقٌل الظل مروان "
ُ
نظرت له بصدمة وقالت مرٌم ضاحكة
"هٌا ندخل قبل أن ٌسقط علٌنا رابد من السماء"
ضحكوا جمٌعهم وأنا كالبلهاء بٌنهم حتى قال مروان وهوا ٌدخل أمامنا
ونحن
خلفه " كٌؾ لرابد أن ترك هذا القمر ٌؤتً بدونه ولم ٌخؾ علٌه من
قطاع الطرٌق "
قالت مرٌم ضاحكة " أنت ال تتخلى عن عاداتك أبداً وعلٌا أن
قال مروان ملوحا بٌده " لٌس ذنبً ما كان علٌه أن ٌتزوج واحدة كهذه
"
وكزتنً مرٌم وقالت هامسة ونحن نتبعه " ال تكترثً له هذا طبعه "
من هذا جاء رابد بهذه الجملة من خاله العزٌز ,قالت مرٌم ببرود
"شًء ال ٌخص الرجال طبعا ً "
دخلنا منزال كبٌراً ومكون من طابقٌن كان المنزل واسع والنور ٌدخله من
كل
نحن لؤلعلى حٌث جدتهم ,وصلنا لؤلعلى كان ٌشبه الطابق األرضً
تماما ً وقابلنا امرأة كبٌرة فً السن ولكن تبدوا بصحة فوق الجٌدة ترتدي
فستانا ً طوٌبلً
سلم علٌها الجمٌع ثم كان دوري فقبلت رأسها وٌدها وقلت " سررت
بلقابك ٌا جدتً "
ابتسمت وقالت " من أٌن لذاك المؽفل كل هذا الدوق فً االختٌار فلٌست
عادته "
ضحكوا جمٌعهم ثم قالت ممسكة بٌدي " تعالوا تفضلوا بالجلوس وخدي
راحتك
فهمت اآلن هذه القوانٌن هنا لهذا لم ٌصعدا معنا ,جلسنا فً مكان ؼرٌب
تبدوا
شرفة ولٌست شرفة فً آن واحد ,واسعة وبسٌاج نحاسً وكؤنه مجلس
ٌفتح على
المزرعة حٌث األشجار المصفرة اللون بمنظر ٌصعب تخٌله ووصفه ,كم
هم
لؽرفتً هنا ,خلعت حجابً وعباءتً كنت أرتدي تنوره فً نصؾ السابق
وقمٌص
بؤكمام قصٌرة ,خرجت لهم فقالت الجدة " تعالً واجلسً بجواري "
توجهت ناحٌتها وجلست معها على ذات األرٌكة فؤمسكت خصلة من
شعري وشدتها
مررت أصبعها على خدي ونظرت له وقالت " وهذه بدون مساحٌق"
ضحكنا جمٌعا ً وقالت مرٌم " كله طبٌعً ٌا جدتً أعلم كم تكرهٌن
نظرت لً مطوالً ثم قالت " اقسم أن هناك من ورطه فً هذا الزواج أما
أن ٌكون
قلت بابتسامة " بل هوا من خطبنً بنفسه ودون حتى إعبلمً باألمر"
هزت رأسها وقالت " لن تقنعٌنً بذلك إن لم ٌكن ثمة سبب ورابه ال
أكون أنا"
ومر بنا الوقت من حدٌث آلخر وتناولنا الؽداء ثم استؤذنت أنوار ألنها
ستقضً
األسبوع عند أهلها وأعمامها هنا فقد علمت اآلن أنها من هذه المدٌنة
وأن الجدة
خالتها قضٌنا ما بعد الظهٌرة أنا ومرٌم نرتب أؼراض أبنابها وأؼراضنا
صلٌنا العصر قالت مرٌم " ما رأٌك بجولة فً المزرعة ونزور الخٌول"
لكنه لٌس سًء كما تضنً ,هوا فقط ٌعٌر لكل شًء جمٌل اهتمامه"
ضحكت وقالت " لٌس جنونه النساء بل لسانه ال ٌخفً ما فً قلبه وكما
أخبرتك
ٌحب كل ما هوا جمٌل أما لما لم ٌتزوج سؤحكٌها لك ونحن نتنزه خارجا
مادام
نزلت برفقتها لؤلسفل وخرجنا للمزرعة كانت مقسمة لثبلث أقسام قسم
عبارة عن
كروم للعنب وقسم لؤلشجار المثمرة وقسم وهوا األجمل كله أشجار
أوراقها صفراء
تتساقط كل حٌن منها الورٌقات ,ال أعلم ما تكون وٌبدوا لً لٌست من
األشجار
المثمرة ,كانت مرٌم تحدثنً عن طفولتها هنا قبل وفاة والدتهم وحكت
لً أشٌاء
كثٌرة عن رابد حٌن كان صؽٌراً وكم كانت أطباعه صعبة منذ صؽره
وٌسبب
المتاعب للجمٌع ثم تطرقت لموضوع خالها وقالت " أما خالً فلم ٌتزوج
ألمر
أضن أنه ٌكون هوا السبب وال ؼٌره وهً قصة قدٌمة سؤحكٌها لك ولكن
ال
تنهدت وقالت " لجدتً شقٌقة تسكن هنا ولها ابنة كان خالً ٌرٌد
قلت باستؽراب " فارق السن بٌن خالك ورابد أضن كبٌراً جداً فكٌؾ ٌكون
ذلك" !
"فكرتً بها بسرعة ,هً أصؽر من رابد بعام واحد فقط "
قالت بابتسامة " توقعت منك هذا السإال ,هوا لم ٌكن ٌحبها أبداً "
قلت بشبه همس " قد ٌكون من أجل خاله فقط"
قالت " ال أعلم ؟ خالً ٌقول رفع فكرة الزواج من رأسه بها وبؽٌرها
وهً
قلت " إن كانت أصؽر من رابد بعام فلن تكون كبٌرة جداً "
تصل نصؾ الساق وقمٌص بنً بدون أكمام ,أمسكت شعري للخلؾ
عند
الرابع ,كانت الجدة ومرٌم وأبنابها هناك ألقٌت علٌهم التحٌة وتوجهت
من
بحدة ناصحة لها فً كل موضوع ولم أكن أنا أشاركهم بشًء فعٌناي
وفكري
سافرا مع هذا المنظر الخبلب حتى سمعت صوتا ً ٌضرب قلبً قبل أذناي
صوت الشخص الوحٌد الذي ٌمكنه الصعود هنا نهاراً ,صوت مخملً ال
تعرؾ ٌخرج من ربتٌه أم من حنجرته مباشرة قاببل " السبلم علٌكم "
وعند هنا انتهى الفصل الجدٌد
ألؾ مبروك ندوش ومن نجاح لنجاح ٌا رب وعقبال باقً الحلوات فً
رواٌتً والمتابعٌن
كانت عٌناي وفكري مسافران مع هذا المنظر الخبلب حتى سمعت صوتا ً
ٌضرب قلبً قبل أذناي صوت الشخص الوحٌد الذي ٌمكنه الصعود هنا
نهاراً
صوت مخملً ال تعرؾ ٌخرج من ربتٌه أم من حنجرته مباشرة قاببل
"السبلم علٌكم"
كانت دموعً ترٌد السقوط وبشدة وقلبً ٌرٌد البكاء وبنحٌب ولكن ٌكفً
حتى هنا
لم التفت ولم أتكلم ردوا علٌه التحٌة وقبل رأس جدته وسلم على مرٌم ثم
شعرت
بخطواته تقترب منً أمسك ذراعاي بٌدٌه وقبل خدي بهدوء فؤؼمضت
عٌناي
ببطء وألم أحاول منعهما من استراق نظرة له ,هل كان علٌه فعل هذا !
لما ٌقتلنً
ثم ٌكمل األمر بتمثٌلٌاته الدابمة أمامهم ؟ ما أسهل الهجران علٌك ٌا رابد
وما أقساه
علٌا أنا وما أهون لقابً عندك وما أصعب لقابك هذا عندي فسحقا ً للحب
ولً ولهذه
قال بهدوبه ذاته والؽرٌب عنه " هكذا كانت الظروؾ وها هم أحفادك
تنهدت وقالت " المهم أنكم بخٌر وال أحد مجبر على زٌارة أحد "
ساد الصمت مطوالً وكؤن كل واحد ٌرٌد اختبار سكون المكان ثم وصلنً
والمكان هنا مرتفع ال أفهم سبب هذا ,تنهدت بضٌق وابتعدت كنت أود
استبذانهم
دون علمه ,جلست بجوار مرٌم مقابلة لجدته ونظري للخارج لم أرفعه
جهته أبداً
ولم أطاوع قلبً لرإٌته ,هل جربتم ٌوما ً أن قتلتم الشوق فً أوجه ؟
هذه أنا أفعلها
ْ
كسرت الجدة اآلن وال أنصحكم بتجربتها فهً أقسى من الشوق ذاته ,
السكون الذي
ؼزى المكان مجدداً قابلة " ما بك تبدٌن متعبة ٌا قمر ؟ كنتً بخٌر أول
الصباح "
عدت بنظري من المكان الذي ال أرى منه شٌبا ً ونظرت لؤلرض وقلت
حركت شٌبا ً على الطاولة وقالت " أعلم أن رإٌة األزواج تسد النفس
وتعكر
الصحة قبل المزاج ولكن هذا قدر النساء وعلٌهم الرضا به "
قال رابد بضٌق مكتفا ٌدٌه لصدره " جدتً أن تعتبً علً لعدم زٌارتك
شًء
عادت لجلستها وقالت ببرود متجاهلة ما قال " كٌؾ هم عابلة والدك ؟ "
ٌبدوا أن رابد أخذ أسوء الطباع من جمٌع أفراد العابلة ,بل ٌبدوا لً هذه
العابلة
تتوارث هذه الصفة أبا ً عن جد ,حمداً هلل أنه لم ٌؤخذ خصلة خاله السٌبة
تلك
ساد الصمت مجدداً ..ال أعلم أي تؤثٌر أضافه رابد على المكان جعل
الجمٌع
ٌمٌل للسكوت والهدوء ,رفعت نظري إلٌه فكان ٌنظر لً بسكٌنة وهدوء
ثم
فً عٌنٌه ,نظرت لٌده بتٌه وكل خلٌة فً جسمً تقول ( ال أفهم ما
ٌجري ) !!
ُ
نظرت لمرٌم والجدة فكانتا تنظران لنا ,كم تمنٌت أن دخلت وتركته وٌده
الممدودة
كم تمنٌت لو علّمته معنى الخذالن أمام الجمٌع ولكنً بذلك سؤكون أنا
السٌبة فً
كل هذا ,جلست بجواره دون أن أمسك ٌده الممدودة لً فرفعها ولفها
خلؾ رأسً
المكان ,ومن الؽرٌب أنه لم ٌهمس لً بإحدى كلماته المسمومة تلك عن
أنً ٌجب
"حٌدر وأنوار ٌنتظران مولوداً ,البد وأنً أول من نقل لكم الخبر "
قالت الجدة ببرود " ثبلث أعوام لتحمل زوجته !! ٌا لكم من جٌل "
ابتسمت مرٌم بعفوٌة وقالت " جدتً ما كان فً عهدكم انتهى ,على
الزوجان أن
لم استطع إمساك نفسً فضحكت ضحكة صؽٌرة أكتمها بظهر أصابعً
فؤمسك
رابد ٌدي من على فمً ووضعها وهً فً ٌده على فخذه فسحبتها من
ٌده بسرعة
لذت بالصمت أنظر لؤلرض أضؽط بٌدي على طرؾ قمٌصً بقوة فرأٌت
أصابعه
تمتد وٌده تمسك ٌدي مجدداً ثم رفعها إلٌه وقبلها ثم وضعها على ذقنه
تحت شفتٌه
وقال " لٌس بعد وال نرٌدهم اآلن فقمر أمامها عملٌة على قلبها ستجرٌها
أوالً
كانت عٌناي معلقتان به تمؤلهما الحٌرة وٌدي الزالت فً ٌده ٌتحسس بها
ذقنه
بحركة بطٌبة ,رفعها لشفتٌه مرة أخرى قبلها وأعادها مكانها فقالت
الجدة من
ضحك ووضع ساق على األخرى وقال " ولما أجبرونً علٌها" !
ابتسم وقبل رأسً وقال " وها أنا قد أتبث لك العكس "
علمت اآلن معنى أن ٌقتل أحدهم القتٌل وٌعزي أهله فٌه ,أن ٌجرحك
أحدهم
بعنؾ ثم ٌمارس فن الطب على جراحك ,أن ٌدوس مشاعرك بقدمٌه ثم
ٌعود
لٌمسح ؼبار حدابه عنها ...ما أقساه من شعور وما أصعبه ,بقدر ما
هوا شعور
جارح بقدر ما هوا ظالم وجابر ,سحقا ً لذاك الشًء المسمى حب وسحقا ً
لتمثٌلٌاتك
أخفضت رأسً لؤلسفل أعض طرؾ شفتً محاولة منع دموعً من
النزول فقالت
أبعد ساقه التً كان ٌضعها على األخرى وأعادها مكانها ضاربا ً بها على
األرض
ضحكت ووكزته بعكازها عند كتفه وقالت " ألنه ال واحدة ؼٌرها قد تقنعه
بالزواج "
رمى العكاز بعٌداً عنه وقال بضٌق " وتزوجٌه بها ولس ِ
ت تهتمً بً أنا
ومن أتزوج"
ضحكت وقالت بسخرٌة " بالتً تنتظرك حتى اآلن"
أحسست حٌنها بوخزه قوٌة فً قلبً وكؤن أحدهم رماه بسهم من بعٌد
ال أعرؾ حتى متى ستتحكم فً هذا القلب المرٌض ٌا رابد حتى متى
سٌموت
كلما اقتربت ؼٌري منك ولو على لسان الؽٌر ,وقفت من فوري وقلت
دمعاتً المتحجرة فٌهما ,بعد قلٌل طرق أحدهم باب الؽرفة ودخل فكانت
مرٌم ,جلست بجانبً ومسحت على ظهري وقالت " قمر ال تؽضبً من
كبلم
جلست وقلت ودموعً بدأت بالنزول " لست ؼاضبة منها ال تقلقً "
قالت وهً تمسح لً دموعً " ولما البكاء إذا وكل هذا الحزن"
دخل حٌنها رابد ووقؾ مستنداً بالجدار وٌدٌه فً جٌوبه ونظره علٌنا
دون كبلم
وأنا أمسك فمً بٌدي كً ال تزٌد عبراتً أكثر ,لقد تعبت من كتم هذا
وخرج
"لن أخرج ولن أتركك توبخها فؤنا من أحضرها إلى هنا "
ضربت كؾ ٌدها على ظهر ٌدها األخرى وهما فً حجرها وقالت بضٌق
تؤفؾ واقترب منا جلس بجواري على السرٌر ضم كتفً بٌده ورفع
وجهً بٌده
فابتعدت وأنزلت رأسً وأشاحت مرٌم بوجهها وقالت بضٌق " ما بك أال
تستحً قلٌبلً "
شدنً إلٌه مجدداً ودس وجهً فً حضنه وقال ببرود " أخبرتك أن
تتركٌنا وحدنا
وقفت ونفضت قمٌصها بضٌق وقالت " لٌكن فً علمك قمر ال تعلم أنً
لم أخبرك"
ثم خرجت وأؼلقت الباب خلفها فوقفت أنا مبتعدة عنه ونظري للجانب
اآلخر
مسحت دمعة ما تزال عالقة فً رموشً وقلت بابتسامة حزٌنة " إن كان
تركك لً
ورمًٌ ككٌس قمامة وعدم إخباري ٌجوز فهذا ٌجوز أٌضا ً "
ضرب بقدمه على األرض عدة مرات وهوا جالس مكانه على السرٌر
وقال بعد
قاطعنً قاببل " قمر كونً عادلة فكم عاملتك كزوجة كشرٌكة كمسإولٌة
"
وتوجه جهة الباب لٌخرج فنظرت له وقلت بجدٌة " لن أؼادر معك "
وقؾ مكانه ثم التفت إلً فً صمت فؤشرت بؤصبعً للنافذة جهة مشرق
الشمس
حٌث مدٌنة أٌوب وقلت بحزم " جبت مع مرٌم من هناك من منزلها
وأؼادر معها
ثم خرج وأؼلق الباب دون أن ٌضٌؾ حرفا ً آخر لٌتركنً لحزنً وبكابً
لوحدتً
وألمً لجراحً الكثٌرة منه ,لما عدت ٌا رابد ؟ لما لم تتركنً آلخر
العمر لعلً
هذه المرة أنساك لؤلبد ,نزلت جالسة على األرض ودموعً تتناثر
وتتكسر
فوق سطحها األملس وال شًء ٌضاهً شعوري بالفقد والحرمان سوى
شعور
هذه الدموع الٌتٌمة وال شًء أقسى من جور قلبه علً سوى هذه
األرضٌة
الصماء ,نمت فوقها أحضن برودتها فبلشًء فً حٌاتً تؽٌر سؤبقى
دابما ً قمر
الحدٌدٌة ,بعد العصر سمعت طرقات خفٌفة جداً ومتقطعة على باب
الؽرفة ثم
انفتح الباب ودخلت ابنة مرٌم وأنا جالسة على السرٌر احضن ساقاي
نظرت لً
.
.
ؼادرت السرٌر الذي لم أنم علٌه طوال تلك الساعات وتوجهت للخزانة
ارتدٌت
سرواال من الجٌنز وقمٌصا ببل أكمام و ٌُربط عند العنق من الخلؾ بؤلوان
مدموجة
لن ٌتحكم بها ,لبست خاتما فٌروزٌا ً ملونا ً وعقد وخرجت ,كانوا
ٌجلسون فً
أن انظر إلٌه وحملت طفلة مرٌم من جانبها وأجلستها فً حجري ونظري
علٌها
فقالت الجدة " أٌن أنتً ٌا قمر حتى الؽداء لم تتناولٌه معنا ؟ " !
تنهدت وقالت بضٌق " إن كان هذا الرابد أؼضبك فبل ٌمسكك إال لسانك
"
نظرت له فكان ٌتكؤ على مسند األرٌكة بمرفقه وٌده فً شعره وٌنظر لً
بهدوء
فعدت بنظري ألروى وقلت " هكذا هً الحٌاة لكل صباح مساء ٌا جدتً
"
ضحكت وقالت " هكذا هم الرجال ٌعرفون كٌؾ ٌجعلون الصباح مساء
فقط"
ابتسمت ابتسامة صؽٌرة وأنا ألعب بشعر أروى بؤصابعً ونظري علٌها ,
ضننت
أن رابد وحده من سٌفهمنً لكن جدته لٌست بالهٌنة ,دخلت حٌنها مرٌم
وقالت
"ما رأٌكم لو زرنا اإلسطببلت جمٌعنا ألستم ترٌدون رإٌة الفرس التً
ولدت حدٌثا"
قالت الجدة " نعم فمروان لن ٌؽادرها إال إن شددناه من قمٌصه وأعدناه
معنا"
ضحكت مرٌم وقالت " ٌنام معها ووالدتها منذ البارحة ال أعلم ما ٌصنعه
هناك الٌوم"
وقفت الجدة فقال رابد " أنا وقمر سنتمشى جهة األشجار قلٌبلً"
وقالت مرٌم مبتسمة " إذاً أروى أمانتكما هً تحب التنزه أكثر من
الخٌول"
ثم توجه جهة الباب ووقؾ عنده واضعا ً ٌدٌه فً جٌوبه ملتفت إلً
بنصؾ جسده
وقال " لم أتخٌل أبداً أن أكون أصبحت بالنسبة إلٌك رمزاً للمساء ٌا قمر
"
وتركنً ودخل جهة المجلس الداخلً حٌث التلفاز هناك ,تنهدت بضٌق
ٌ ...الها من نزهة جمٌلة ,جٌد أنه ألؽاها من نفسه ألنً كنت سؤرفض ,
أكملت جلوسً مكانً
أالعب الصؽٌرة حتى عادت مرٌم فوقفت عند الباب ونظرت لً وقالت
ضحكت وأنا أداعب ٌد صؽٌرتها وقلت " نعم فقد تعبنا من كثرة السٌر
والكبلم العذب"
مسحت عٌناي وقلت ببرود " ال ٌهم ذلك فلم أرؼب فً الذهاب وكنت
سؤعتذر منكما "
ثم دخلت وعدت للؽرفة ؼٌرت ثٌابً وأخرجت كتابا ً ونسٌت نفسً بٌن
صفحاته
معا ً فً األسفل وبعدها سٌصعد حٌدر وخالهم ككل ٌوم فاألفضل لً البقاء
هنا من
سماع الكبلم المسموم منه ,بعدما صلٌت العشاء عدت لكتابً وسمعت
حٌنها طرقات
بقدومه ,لم أتوقع أن ال أسعد برإٌته لقد أصبحت جراحً تزداد منه على
ما
ٌبدوا لً وكثرة حزنً تقتل مشاعري روٌداً روٌداً ,ترى هل ٌؤتً الٌوم
الذي أكرهه فٌه ؟ شعرت حٌنها وكؤن أحدهم استل عرقا ً من قلبً وتوقؾ
تنفسً
ال ٌبدوا لً سؤجد عمراً ألكرهه فٌه فحتى العمر سٌتخلى عنً قبل أن
ٌحدث
وأنساه ,بعد وقت فتح رابد باب الؽرفة ودخل ,ال أعلم لما ٌنام معً هل
ضاق به
المنزل بطابقٌه أم علٌه إكمال تمثٌلٌته أمامهم ,كنت معطٌة ظهري له
فجلس على
طرؾ السرٌر اآلخر لوقت طوٌل فً صمت ثم قال " قمر هل أنتً نابمة
"
اقترب منً ووضع ٌده على ذراعً وهمس فً أذنً " بالنسبة لً بات
متبادالً "
لم أكن افهم ما ٌقصد ولم أساله ,تسللت ٌده أمام وجهً و أزال شعري
ألنه كان
مجموعا ً لؤلمام فً حضنً ,أبعده للخلؾ وقبل خدي وقال بهمس خافت
ٌبدوا لً قال ذلك أو قال شٌبا فهمته كذلك ألن عقلً لن ٌستوعب أن
ٌكون هذا
ما سمعت ومإكد هٌا لً ,ق ّبل بعدها عنقً ثم أبعد ٌاقة القمٌص وق ّبل
كتفً قبلة
تصلنً للداخل وبعد وقت ؼادر من الؽرفة بؤكملها ولم ٌرجع إلٌها
ٌطلب منً أن ال أنادي نفسً بالجارٌة وهوا ال ٌعاملنً إال كجارٌة ,كٌؾ
ٌزٌل
الشعار وٌنسى إلؽاء تطبٌقه ,كٌؾ ٌظلمنً لهذا الحد لٌقول أن الشعور
بات متبادالً
ال لن تبادلنً الحب ٌا رابد وال الشوق والجنون ,لٌس لدٌك ما تبادلنً
به ألنك أجوؾ
من الداخل وٌجب أن أصبح مثلك ,انقلبت على الجانب اآلخر وتنهدت
بؤلم ...هدوبه
ؼرٌب هذه المرة والبد ٌخفً خلفه إعصاراً سٌضربنً به بالتؤكٌد ,
تقلبت كثٌراً ولم
أنم إال بعد الفجر ثم استٌقظت بعد وقت دخلت الحمام استحممت وخرجت
ثم اتصلت
قلت بابتسامة حزٌنة " مرحبا ً عمتً كٌؾ حالك والجمٌع ؟"
نزلت دموعً رؼما ً عنً وقلت بعبرة " مشتاقة لكم عمتً لما ال تؤتون
اآلن"
قالت " قمر حبٌبتً لما البكاء نحن فقط ننتظر أن ٌنزع مإمن آخر
جبٌرة
قلت " ال عمتً أنا بخٌر ال تقلقً أرٌد أن أراكم سرٌعا ً أرجوك اقسم أنً
أموت
تنهدت وقالت " أٌن أنتً اآلن أمازلت فً مدٌنة والد رابد"
قلت " ال عمتً أنا بخٌر ال تقلقً سلمً لً على الجمٌع ,وداعا ً اآلن
وعودوا قرٌبا ً"
أنهٌت االتصال وحضنت الهاتؾ وقلت بعبرة " نعم لست بخٌر عمتً
لست بخٌر أبداً"
سمعت حٌنها حركة عند باب الشرفة فالتفتت من فوري فكان رابد ٌقؾ
هناك ٌنظر لً
أنزلت الهاتؾ من ٌدي وقلت بسخرٌة " بل علمت اآلن كم تكرهنً أنت
"
تم خرج مؽادراً الؽرفة ونمت أنا على السرٌر أشد اللحاؾ وأبكً بمرارة
وقد
عاد ذاك األلم لقلبً المجروح ,متى ستتوقؾ وترٌحنً ؟ متى ستموت
لقد تعبت
من ألمك ومن جراحه ,بعد وقت طرق أحدهم الباب ودخلت مرٌم ثم
ركضت
مسرعة نحوي وجلست على السرٌر وقالت " قمر ما بك " !!
تنهدت بضٌق وقالت " لو كنت أعلم أن هذا ما سٌحدث ما جبنا من
أساسه "
"أخبرتك منذ البداٌة لن ٌنجح األمر فلم ٌعد ٌرٌدنً ٌا مرٌم "
"هٌا توقفً عن البكاء أال ٌوجد رجال ؼٌره على وجه األرض ....هوا
الخاسر "
بعد محاوالت منها لتهدبتً وإصرار كبٌر خرجت معها لنتناول الفطور
سوٌا ً ألنً
لم أتناول باألمس سوى اإلفطار ثم انتقلنا بعدها للمجلس بجوار الجدة
فقالت
"شقٌقتً قادمة الٌوم"
قالت الجدة بابتسامة جانبٌة " بالتؤكٌد فالزٌارة كلها من أجلها "
قالت مرٌم من بٌن أسنانها " رابد معه حق حٌن قال أنه ال ٌرٌد قدوم
قمر بسببها "
نظرت لها بحٌرة فقالت " كدنا نتشاجر أنا وهوا منذ قلٌل وٌبدوا لً
وجهة نظره
أبعدت نظري عنها وقلت بابتسامة حزٌنة " لن تؤتً لمقابلتً أنا فاتركٌها
فٌبدوا
بعد الؽداء عدت لؽرفتً وبعد العصر كانت ضٌفتاهم هنا ولم أخرج رؼم
زعمهم
ولكن دموعً لم تزدد إال انهماراً دون توقؾ ,كنت أشعر بالنٌران تؤكل
أحشابً
كلما فكرت أنها قد تقابله ,بعد وقت فتحت باب الشرفة استنشق الهواء
لٌخفؾ
اختناقً فرأٌت رابد ٌقؾ عند سٌاج ساحة الخٌول ثم اقتربت منه فتاة
بخطوات
بطٌبة هذه هً بالتؤكٌد ,وقفت بجانبه فنظر جهتها ووقفا لوقت ٌتحدثان
سوٌا ً ثم
ضحك رابد وؼادر ونظر من فوره حٌث شرفتً ووقعت عٌنً فً عٌنه
فدخلت
وأؼلقت الباب ولم أصل السرٌر إال بصعوبة فؤلم قلبً بدأ ٌزداد عن
األمس
هنٌبا ً لك ٌا قلبً فها قد بدأت بعزؾ المقطع األخٌر وهنٌبا ً لك ٌا رابد فها
قد كتبت
معزوفة النهاٌة الحزٌنة ,لم تؽادر ضٌفتاهم إال بعد العشاء وأنا سجٌنة
الؽرفة طبعا ً
فلن أخرج ألراه ٌضحك معها وٌتبادالن ذكرٌاتهم هنا ,فستفعل هً ذلك
ولو متعمدة
وسٌسعد رابد بذلك ولو من أجل االنتقام منً
.
.
بعدها بقلٌل سمعت أصوات صراخ وكؤنه شجار بٌن اثنٌن فخرجت من
الؽرفة
"إن صعدت لؤلعلى اآلن ؼادرنا المزرعة من فورنا ولن ترانً ما حٌٌت
"
قال رابد بؽضب " وهل تراه ؼٌر ذلك وهوا ٌتؽزل فً زوجة ابن شقٌقته
علنا ً
قال مروان " وما فً األمر إن أثنٌت علٌها أمام الجمٌع ولما تمنعنً من
صرخت حٌنها الجدة قابلة " ماذا ٌحدث هنا هل جننتم أم ماذا" !!
قال رابد " إن صعد ابنك لؤلعلى فلن أبقى وزوجتً دقٌقة أخرى"
ثم سمعت خطواته الؽاضبة تقترب فعدت للؽرفة وأؼلقت الباب ودخلت
الحمام
وأؼلقته وبعد وقت خرجت فكان رابد ٌجلس على السرٌر ٌتنفس بقوة
والؽضب
الزال جلٌا على مبلمحه فقلت بهدوء " دعنا نؽادر صباح الؽد"
نظر لً مطوالً ثم قال " وما ؼٌر رأٌك باألمر " !!
ثم نظر لؤلرض وقال " سوزان كانت ترٌد أن تسلم علٌا فقط"
قلت ببرود " ال ٌهم ...ال أرٌد أن تتشاجر وخالك أكثر بسببً"
نظر لً فً صمت ثم أبعد نظره عنً فدخلت السرٌر ونمت مولٌه ظهري
له
"أراك تراجع ِ
ت عن الذهاب مع مرٌم فما بشؤن عمتك"
قلت ودمعتً نزلت من عٌنً لتسافر لعٌنً األخرى " اآلن الضرورة
حكمت "
قلت بحزن " استحملت كل شًء منك لكن أن ترمٌنً لشقٌقتك وتذهب
الذ بالصمت طوٌبلً ثم قال " ال داعً ألن تعودي إلٌهم لن أتركك مع مرٌم
ثانٌتا ً "
ثم قبل خدي وؼادر الؽرفة فً صمت وسافرت أنا لبكابً حتى ؼلبنً
النوم وعند
نجاح هذه المرة ,نمت طوال الطرٌق وكؤنً أعوض ما فآتنً من نوم
ولم أستٌقظ
اتكؤت على النافذة بحزن ومسحت دمعة نزلت من عٌنً فقال بهدوء
"قد ٌؤتً وقت أشرح لك فٌه سبب كل هذا حٌن تتسامحٌن مع نفسك ٌا
قمر "
قلت بحزن " لن ٌكون ذلك فبل وقت وقد مات الورد وانتهى "
هز رأسه وقال بشبه همس " لو اعلم حكاٌتك مع الموت الذي تنادٌنه كل
لحظة"
لٌث لً ؼٌره أنادٌه وٌؤتٌنً على الفور ٌعشقنً وٌتربص بً كل حٌن ,
أنادٌه
فبل ٌتردد وأطلبه وال ٌبخل أبداً ,لٌتك مثله ولٌته مثلك ٌا رابد
لحظنه فً صمت وكؤنه ٌرٌدنً أن أودع حضنه أٌضا ً ,لم أتخٌل ٌوما ً أن
القبر
سٌكون أرحم منه وسؤختاره علٌه ,ابتعدت عن حضنه فمسح على خدي
وقال
بهدوء " هل أنتً بخٌر هل نتابع سٌرنا ؟ كدنا نصل"
هززت رأسً بنعم دون كبلم فشؽل السٌارة وتابع سٌره ,بعد قلٌل
وصلنا
لمنزل والده ولكنً نزلت وتوجهت لمنزل خالً ووقفت أمام بابه فلم
تترك
على األقل سؤستحملك أنت وحدك ولٌس ثبلثتكم معا ً ,لقد علمتنً أن ما
قاسٌته
من خالً وزوجته ال شًء ٌذكر فجرح من تحب أقسى ألؾ مرة من جرح
من
تكره ,اقترب منً فتح باب المنزل ودخلت ,نظرت لكل شًء وتنهدت
بحزن
ها قد عدت وٌبدوا أننً لن أخرج من هنا إال جثة ,دخل رابد ومعه
حقٌبتً توجه
لؽرفة النوم وأدخلها هناك فدخلت بعد خروجه منها ولم أخرج من هناك
وال إلعداد
الطعام وال تناول شًء وألم قلبً فً استمرار وكؤن ثمة من ٌعصره بٌن
ٌدٌه وٌستل
أوردته ,فً صباح الٌوم التالً خرجت من الؽرفة كان التلفاز مفتوحا ً
وهاتؾ رابد
ومفاتٌحه على الطاولة وهوا ؼٌر موجود ,رن هاتفه مطوالً ثم رنت
رسالة ,اقتربت
منه فكان رقما ً ؼرٌبا ً ,فتحت الرسالة فكان فٌها ( اتصل بك وال تجٌب
....سوزان )
كنت أنظر لكلماتها وأحرفها بصدمة وكؤنها لكمات تضرب قلبً المنتهً
بل تضرب
"كنت انتظرت حتى أعدتنً لمنزل عمتً أو حتى مت ثم فعلت هذا "
ثم رمٌت بهاتفه على األرٌكة ودخلت الؽرفة وأؼلقتها بالمفتاح ,كانت
اآلالم فً قلبً تزداد وتزداد ...زحفت على السرٌر حتى وصلت لهاتفً
واتصلت بعمتً فؤجابت
قلت بنحٌب " عمتً تعالً وخذٌنً معك اآلن ,عمتً أنا لست بخٌر
قالت بصوت مرتفع " قمر ما بك !! كنت أعلم أن صوتك لٌس بخٌر كنا
سنعود على
قلت بعبرات متتالٌة " ال تتؤخري عمتً أرجوك تعالً بسرعة ال أرٌد
البقاء هنا "
قالت " مفتاح منزلنا هناك مع المفاتٌح التً تركناها لدٌك اذهبً إلٌه
ونحن قادمون سرٌعا ً ,قمر هل تشعرٌن بفشل ٌدك "
ْ
شهقت بصدمة فقلت بحزن " أحبك عمتً ...سامحٌنً"
ثم أؼلقت علٌها الخط ولم أجب على جمٌع اتصاالتها فسمعت حٌنها
طرقا ً
قوٌا ً على الباب وصوت رابد ٌقول " قمر افتحً الباب "
وقفت بصعوبة أصارع آالمً وقلت بصراخ باكً وأنا أشد على قلبً
بٌدي بقوة
لم أجبه ولم أفتح ,تساندت بطرؾ السرٌر من شدة األلم كً ال أقع فؽادر
لوقت
ثم عاد وفتح الباب ودخل فؤبعدت ٌدي ووقفت بتبات أكتم ألمً قدر
اإلمكان فاقترب
منً أمسك ذراعاي وقال " ماذا تعنً عمتك بؤن ألحقك ألنك تموتٌن !!
قمر ما بك "
دفعته من صدره وقلت بحدة " اتركنً وشؤنً واذهب لها "
رمٌت بٌدٌه بعٌداً عنً وقلت بؤسى " ٌموت ٌ ...موت ٌا رابد ,أقسم إن
أحبتك
بحجم الكون لن تحبك مثلً وال أي امرأة فً الوجود وال حتى والدتك
التً أنجبتك"
حضننً بقوة وفتح باب الخزانة بٌده األخرى لٌخرج عباءتً وحجابً
فقلت بصوت
فتحت علٌها الباب ودخلت فكان األلم واضحا على وجهها رؼم ادعابها
الصمود
أخرجت عباءتها من الخزانة ممسكا لها فً حضنً وال أفهم مما ٌجري
شٌبا ً
كانت تتؤلم بٌن ذراعً ثم أمسكت قلبها بقوة وقالت بصوت متؤلم
وسقطت من ٌدي أرضا ً نزلت عندها أجلستها متكبة على كتفً وقلت
"تماسكً ٌا قمر تماسكً"
ودموع " أراها ...أرى قدمٌها تقفزان هناك وأسمع صوت ضحكاتها "
مدت ٌدها لؤلعلى أكثر وقالت بؤلم " قمر خذٌنً إلٌك"
بقوة أدسها فً حضنً كً ال ترى المزٌد وال تطلب الذهاب لها وتتركنً
"لما نسٌت السطح وفتاة السطح ٌا رابد لما نسٌت قمر الطفلة تلمٌذتك
الوحٌدة "
ثم شهقت بقوة وارتخى جسدها بً ذراعاي وسقطت ٌدها أرضا ً أبعدتها
عن حضنً
أنظر لها بضٌاع كانت بٌن ٌداي كقطعة القماش ,كورقة خرٌؾ فارقت
شجرتها
كنت انظر لها بصدمة فقدت معها جمٌع حواسً ,أحسست اآلن بشعور
من ٌقول
شعرت بقلبً ٌنشطر نصفان ,أمسكت ٌدها برجفة فكانت باردة كالجلٌد
فضؽطت
لكنها لم تتحرك ...لم تفتح عٌنٌها ولم تجب ,حضنتها بقوة وقلت
بصوت مخنوق
ودون فابدة ,أبعدتها عن حضنً أتلمس ٌدٌها ووجهها ...كل شًء بارد
كل شًء
كالجلٌد ,ضؽطت بٌدي على قلبها بقوة وال أشعر بؤي نبض كان عقلً
ٌرفض
فكرة أن ألمس عرق رقبتها وكؤنً أخشى من حقٌقة أنا متؤكد منها ثم
جمعت
ببطء على عنقها فؤحسست بنبض ضعٌؾ ,من مفاجبتً حملتها بٌن
ٌداي وانطلقت
بها للسٌارة وؼادرت بسرعة جنونٌة للمستشفى ٌ ,د تحرك المقود وٌد
تحضنها
لصدري بقوة ,كم شعرت الٌوم أن الطرٌق طوٌل وأن السٌارات تسٌر
بسرعة
حولها ٌبلمس ركبتاي وكل من مررت به نظر لها ووكز من بجانبه إن
كان ال ٌرى فضممت وجهها لحضنً وصرخت راكضا ً
وصلت نصؾ الممر وصرخت بكل صوتً " ممرضااااات لٌؤتً أي أحد ٌا
مؽفلٌن"
خرجت اثنتان تركضان نحوي ألخذها منً فقلت " لٌس هنا ...العناٌة
أي
شًء ؼٌر الطوارئ استدعوا الدكتور منصور دكتور القلب ملفها لدٌه
أحضروا سرٌراً ووضعوها فٌه وركضوا بها جهة المصعد وأنا خلفهم
أدخلوها
العناٌة وتركونً فً الخارج أجلس دقٌقة وأجوب الممر دقابق أهدأ لحظة
وأضرب
الجدار بقبضتً لحظات ومرت الساعة والساعتٌن والثبلث وال أحد ٌخرج
سوى
ركضا ً وٌجرون مكالمات بمن ال أدري ومإكد بطبٌبها فً ألمانٌا ,ال أفهم
شٌبا ً!
لما قالت عمتها هذا وكٌؾ علمت ؟ هل هذا ما تعنٌه قمر بموت الورد هل
كانت
تعلم أنها ستموت ! كنت أحك جسدي كمدمن المخدرات الذي نقصت علٌه
الجرعة
قررت أن أعٌدها لعمتها وانفصل عنها ولم أستطع حتى اتخاذ قرار نهابً
حٌال األمر
وانتهز الفرصة وما أن رأٌتها هناك حتى اكتشفت أننً عبثا أحاول وأنً
لن أتخلص
من وجودها فً قلبً ال قمر الطفلة وال ضوء القمر وال قمر الحاضر
فقررت بعد
عودتنا هنا أن نتحدث بروٌة واعلم لما خانتنً ولما تسكت عن األمر
لكنها سجنت
نفسها ولم أحب إرؼامها على الخروج كً ال نتشاجر فلم تخرج إال على
رسالة
سوزان التً ال اعلم من أٌن تحصلت على رقم هاتفً وانتهى بنا األمر أن
تحدثنا
عن ما نكتم وهً تموت بٌن ٌداي ٌ ,اال سخافتك ٌا رابد كانت طوال
الوقت تنتظر
أن أتذكرها وأنا أنتظر أن تتحدث من تلقاء نفسها وكل واحد منا ٌسٌر فً
اتجاه حتى
انتهى كل شًء ,تبا ً لؽرورك وكبرٌاءك كنت تحدثت معها قبل أن ٌفوت
األوان
اتكؤت برأسً على الجدار فسمعت أصوات خطوات تركض نحوي فنظرت
ٌمٌنا ً
فكانت عمتها وزوجها ,وقفت وقلت بتساإل " متى وصلتم وكٌؾ علمتم
أننا هنا" !!
بقٌت أنظر لها بصدمة فقالت ببكاء " قتلتها ٌا رابد ,علمت أن صوتها
مإخراً ال
أمسكها زوجها وأبعدها عنً فقالت ببكاء مرٌر وهً تصرخ بً "
تركناها أمانة لدٌك
لوال حبها لك ما وافقنا زواجك بها لقد أضعتها منا لقد أكملت باقً مسٌرة
عذابها سحقا ً
لك ٌا رابد اسؤل هللا أن تتجرع ما جرعتها إٌاه فلم تصل قمر لهذه
المرحلة إال بعد
عٌنً وال أراها ,كانت تصرخ بحرقة وزوجها ٌبعدها بقوة حتى خرج
الطبٌب
كنت أنظر لهم بصدمة ,لما هم موقنون من موتها !! ما الذي ٌجري وأنا
آخر
من ٌعلم به ,تنهد بضٌق وقال " قلبها ضعٌؾ جداً ,تلفت القطعة
االصطناعٌة
ثم هز رأسه وقال بٌؤس " مسؤلة وقت فقط وٌتوقؾ قلبها "
أمسكت عمتها ٌداه وقالت برجاء " انقدوا ابنتً ٌا دكتور منصور
أرجوكم "
قال بحزن " ما كان علٌكم تركها حتى تصل لهذه المرحلة كنتم
أحظرتموها منذ
تخدرت ٌدها الٌسرى لقد قتلتموها بالبطًء فكم تحملت من ألم ,أخبرناكم
أن
كنت مٌت نعم حواسً ماتت وأنا أستمع لما ٌقول ,تخدر ٌدها كان منذ
وفاة والدي
كنت أقتلها نعم أنا اقتلها وهً تقول أن ذلك طبٌعً ,لماذا كانت ترٌد
الموت على
نظرت لً عمتها بحقد وقالت " لن ننسى لك هذا ٌا رابد أقسم أن تدفع
ثمن قتلك
قلت بصوت منخفض ضعٌؾ وتابه " قالت أن ذلك طبٌعً هً أرادت أن
تموت"
قالت بصراخ ؼاضب " ومن أوصلها لكل تلك المراحل ؼٌرك أنت ,ثبلث
مراحل
مرت بها أمامك من خدر ٌدها أللمها أللم قلبها وأنت تتفرج"
بقٌت أنظر لها دون كبلم فما لدي ألقوله ؼٌر الصمت ,كنت بالفعل من
أوصلها لتلك
المراحل أنا وشقٌقتاي ال بل أنا وحدي ,كنا ثبلثتنا ننظر لبعض كالتابهٌن
فً الصحراء
حتى دخل على صمتنا ذاك الصوت الؽلٌظ الثقٌل القادم من خلفً قاببل
تنم عن شخصٌة ذات قوة ؼٌر معهودة ٌ ,ضع ٌدٌه فً جٌوبه وٌنظر لنا
بضٌاع
ركضت عمة قمر نحوه وحضنته بقوة وهً تقبل وجهه وتبكً وتقول
" أٌن ابنتً ؟ أٌن قمر ٌا هذا ؟ أٌن قمر ٌا صباح ؟ أٌن ابنتً ٌا هاشم "
لم ٌجبه أحد ولم ٌجرإ أي منا على الكبلم ,ؼرٌب أٌن كان والدها طوال
هذه
السنوات وكٌؾ علم بمكاننا ,ابعد شقٌقته عنه وتوجه ناحٌتً لكمنً
على وجهً
بقوة حتى كاد ٌوقعنً أرضا ً وقال " ابنتً ٌا ابن المنذر قتلتها ٌا فاشل ,
اقسم أن
تدفع ثمن كل ثانٌة أبكٌتها فٌها أنت وؼٌرك ,لقد دخلت السجن من اجلها
وسؤدخله
تقدم ناحٌتً ٌرٌد ضربً مجدداً فتدخل الممرضون والناس وجاء األمن
الخاص
بالمستشفى وأخرجونً أنا من هناك وكؤنً من هجم علٌه ولٌس هوا من
ضربنً
سور المستشفى ولم ٌسمحوا لً بالدخول أبداً ولم ٌجب أحد منهم على
اتصاالتً
قٌد الحٌاة ولكن كل ما كنت أسمع منهم ( األوامر هكذا ) ال أفهم أي
أوامر هذه
ومن أعطاها لهم ,بقٌت مرابطا ً عندهم حتى اقترب المؽٌب ولم ٌرأؾ
احد منهم
لحالً ولم ٌتركونً أدخل ,اتصلت بؤنور وطلبت منه الدخول والسإال
عنها
فرفضوا قول أي شًء له فً الداخل ,ما ٌعنوه بما ٌفعلونه اآلن ومن
هذا الذي
عمتها فً الخارج ,كلما قلت أن هذه له خرج أحدهم وركبها وقتل فً
داخلً أي
أمل أن ٌكون الزال فً الداخل فإن ؼادر فلٌس ثمة جواب عن سإالً
سوى أنها
رحلت لؤلبد ,وعلى أي أمل أعٌش اآلن والطبٌب قال بلسانه مسؤلة وقت
وٌنتهً
قلبها تماما ً ,خرجت من ذاك المستشفى قبل أن أفقد عقلً عند عتباته
وقبل أن
اسكب دموعً على أطراؾ أتواب زابرٌه ,خرجت أتخبط بالناس بؽٌر
هدى ولم
أركب حتى سٌارتً وكل ما أحاول فعله منع رأسً من التفكٌر ,ما أقسى
ٌوم األمس
وما أقسى كل ما حدث فٌه ,كٌؾ أمحو صورتها وهً تترجى طفولتها
فً ذاك
وصلت بً قدماي لعتبة مسجد كبٌر فدخلته دون أدنى تردد أو تفكٌر
وجلست فً
زاوٌته بعد أن عجز دماؼً عن اتخاذ أي قرار ,هل أسجد وأدعوا هللا أن
تعٌش
وأنا ال اعرؾ إن كانت على قٌد الحٌاة ,هل أدعوا لها بالرحمة ولسانً
ٌؤبى قولها
وعقلً ٌرفض التصدٌق ,هل أصلً هل أبكً على عتبات الباب أتوسل
الرحمة من
رب هذا الكون ؟ فجلست فً أحد الزواٌا أخفً وجهً فً ذراعً متكؤ
بها على
ركبتً المنصوبة أمامً جالسا ً على األرض لتنزل دموعً تبكً ضحكاتها
الصؽٌرة
رفعت رأسً فكان ٌجلس أمامً شٌخ كبٌر فً السن بلحٌة كثٌفة مخضبة
بالحناء
ٌتجلى على وجهه الوقار ٌمسك مسبحة فً ٌدٌه ,وضع ٌده على ذراعً
وقال
"بث همك للجبار وهو ٌفرج الهموم ,كل ما أعلمه أن بكاء الرجل ٌعنً
أن همه
" فقد األحٌاء لٌس باألمر الهٌن فكٌؾ إن كنت أنت من أفقدهم حٌاتهم "
نظر للمسبحة فً ٌده وهوا ٌحركها وقال " كل نفس ذابقة الموت"
طؤطؤت برأسً ودموعً تسقط على سجادة المسجد وكؤنها تروي لها
باقً
الحكاٌة ثم تنهدت بؤسى وقلت " موت من هوا قلبك بٌن ٌدٌك شًء ٌدمر
النفس
فكٌؾ وهوا ٌتمنى أن ٌكرهك كما تكرهه ,كٌؾ وهوا ٌخبرك أنه كان
ٌنتظر منك
شٌبا ً لم تهبه له رؼم امتبلكك إٌاه ! كٌؾ وهوا ٌترجى الموت أن ٌؤخذه
منك وهوا
بٌن ٌدٌك ,ما أقسى أن ٌفارقك شخص وفً قلبه موقن من أنك تكرهه
وأنك نسٌت
تنهد وقال " ال تجعل الندم ٌقتلك فما ضاع ال ٌمكن إرجاعه مادام
وقفت على قدماي بصعوبة وخرجت من عنده أسٌر خطوتٌن وأقؾ دهراً
وحارت
قدماي أٌن تؤخذانً ,قضٌت ٌومان أنام عند سور المستشفى وأجوب
الشوارع نهاراً
أبحث عن منزل عمتها هنا لعلً أجد ولو من ٌشرح لً ما حدث بعدي
قال بصوت مصدوم " لما ماذا حدث !! رابد ما به صوتك هكذا ؟؟"
قلت " تعالى اآلن وسنتحدث اركب سٌارتك فوراً وتعال "
قال باستعجال " على الفور مسافة الطرٌق من المزرعة ,أٌن أنت ؟"
توجهت بعدها للجسر وقفت عند حافته أبث حزنً لموج البحر لعله
ٌجٌبنً هوا
عن أي سإال ,سمعت حٌنها خطوات لكعب حداء امرأة فالتفتت جهتها
فكانت
............البابعة المتجولة
نظرت لها مطوالً أبحث فً عٌنٌها عن أجوبة لتساإالتً ,لم أفكر أن
اسؤلها من
أنتً ومن أٌن تؤتٌن ,فقط تمنٌت أن أجد جوابا ً عن سإال واحد قد تكون
تملكه
ثم قالت ودموعها تجري على خدٌها " ال بل أنا السبب مثلك فقد شاركتك
جرٌمة قتلها"
قلت بهمس وكؤنً أرٌد جوابا ً ؼٌر ما سمعت " أٌن قمر ...؟؟"
رمت علٌا بمفكرة كانت فً ٌدها بؤوراق قلٌلة سقطت من صدري الذي
ارتطمت
به لؤلرض وبعثرت الرٌح أوراقها ثم قالت بحقد " هذا باقً منازل القمر
الجزء الذي
ضحكتها الحزٌنة ,منذ أربع سنٌن تقربت إلٌا فتاة عبر االنترنت لتصل
لشخصٌتً
لتخٌرها بٌن أن تستمر معك وبٌن أن تعود لعابلتك ووالدك فما كانت
ستكون قمر لو لم
تختر البعد عنك كً ال تخسر أنت وفً ذلك الٌوم الذي راسلتك فٌه لتنهً
عبلقتها بك
سقطت قمر طرٌحة األرض قبل الفراش لتخضع لتلك الجراحة التً كادت
أن تفقد
حٌاتها خبللها ,هل تعلم لما ...ألنها كسرت قلبك وابتعدت عنك ألنها
ضحت ألجلك
تركت جرٌدة الفجر ألن ربٌس تحرٌرها طلب أن تكتب مقاالً نقدٌا ً تهاجمك
به وكتبت
فً جرٌدة الرواسً لتكتب أنت ولو مقاالً تهاجمها به ,هاجمت المدعو
عاصم
رمت بعدها علٌا بمذكرة أخرى لتسقط أرضا ً وتطاٌرت أوراقها التً كانت
ملٌبة
أحد ووالدها أولهم كما لم ٌرحم خالها وزوجته قبلك حتى دمرهما شر
تدمٌر "
ثم أشارت للمذكرة تحتً وقالت " تلك مقاالتك كانت تجمعها فٌها
بالترتٌب من أولها
آلخرها ,كانت تحبك بعنؾ ٌا من لم تعرؾ الحب ٌوما ً ,كذبت علً
وقالت أنكم
أردت أن أصلح خطبً ألنً دللت تلك البؽٌضة علٌها ولكنً دمرت ما
تبقى منها
وعجنا نحن وتمنعت أنت بؽرورك وقسوتك حتى خسرناها لؤلبد ,نم
مطمبن البال
ثم ؼادرت مبتعدة وتركتنً تقلبنً الرٌح مثلما تقلب الصفحات التً تحت
قدماي
لٌتك لم تظهري الٌوم وال األمس وال أي ٌوم ,أنتً ال تؤتٌن إال بالفواجع
ومهلكات
القلوب ,تهاوٌت على األرض وعٌناي على األوراق المتطاٌرة تحتً
لتقع على
تلك األسطر ( قالت لً بكل برود أنا شقٌقة رابد وعلٌك االبتعاد عنه كً
ال تدمري
حٌاته ,أتركً لنا شقٌقنا ٌا قمر إن كان لك شقٌق هل كنتً ترضٌن أن
ٌفرقك عنه
فً حٌاة رابد حبٌب طفولتً وصباي ألوقن أنه لٌس للتعاسة عنوان
ؼٌري وانه حٌن
رحل منذ سنٌن عن عالمً قد رحل لؤلبد ,ألجلك سؤرحل وأتركك ألجلك
سؤجرح
مشاعرك ألجلك فقط سؤقتل نفسً لتعٌش وداعا ً ٌا معنى الجمال فً
طفولتً وداعا ً ٌا رابد)
أمسكت الورقة بقبضتً وقلت بصراخ ؼاضب " ؼٌداااااء فعبلً انتقم ِ
ت
منً شر انتقام "
جلست بعدها على األرض أقلب األوراق كالمجانٌن كطالب أعطوه فرصة
صؽٌرة
رن حٌنها هاتفً وكان حٌدر فؤجبت فقال " رابد أٌن أنت ؟ لقد وصلت
المدٌنة"
قال بقلق " رابد ما بك بما تهدي !! أٌن أنت اآلن ؟"
لشخص كان حٌا ً ٌوما ً وقتلته بإهمالً قبل قسوتً وبعٌناي قبل كلماتً ,
ثم اتكؤت
برأسً لؤلعلى وأؼمضت عٌناي ولم أشعر إال بٌد تهزنً وصوت ٌقول "
رابد"
فتحت عٌناي فكان حٌدر فقلت بصوت مخنوق " ماتت قمر ٌا حٌدر ماتت
"
ضربت برأسً للخلؾ على السٌاج وقلت بحزن " لٌثنً أنا من ٌمكنه
تصدٌقك ٌا لٌث"
نزل عندي وضع ٌده على كتفً وقال والزالت الصدمة تقتله " كٌؾ
ومتى ؟؟ "
هززت راسً وقلت " ال أعلم لم ٌتركونً أعلم حرمونً من معرفة ذلك
مثلما حرمتهم
قال وهوا ٌهزنً بقوة " رابد هل جننت ما هذا الذي تقوله "
وقفت وقلت بصراخ ؼاضب " نعم صدق هذا ٌا حٌدر أنا من قتلها
وبالبطًء أٌضا ً
أنا من قتل تلك االبتسامة ذاك الوجه الفاتن وذاك القلب النقً المرٌض "
قلت بحزن وأنا أمد كفاي له وأنظر لهما " سقطت بٌن ٌداي فما الذي
ثم نظرت له وضربت بٌدي على صدري وقلت بؤسى " كنت قتلتنً
بسبلحك
منذ سنٌن ,لٌتهم قتلونً فً السجن ذاك الوقت ,لٌثنً مت قبل أن
أتزوجها وأدوس قلبها تحت قدماي"
ثم قلت بابتسامة حزٌنة ونظري على البحر " كانت تحبنً ٌا حٌدر
والمإسؾ
فً األمر أنً كنت أعلم ولم استمر إال فً طعنها وتحطٌم حلمها البريء
أن
ثم نظرت له وأنا أعود بخطواتً للوراء وأرفع ذراعاي على حدهما
وأقول
خالها المنزل الذي لم استطع زٌارته خبلل األٌام الماضٌة وأول ما خطت
قدماي
حطمت زجاجها حتى وصلت للمخزن فؤحرقته بما فٌه رؼم خلوه سوى
من الرفوؾ
تراه قمر دابما ً فً هذا المنزل ....الذكرٌات المإلمة ,علمت اآلن كم
كانت تعانً هنا
دخلت الؽرفة بعد صراع نفسً طوٌل ووجدت خزانتها فارؼة تماما ً ,
ثٌابها وأؼراضها
وحلٌها وكل شًء جاءوا ألخذه ألنً تركت المنزل مفتوحا ً حٌن أخذتها
للمستشفى
لقد حرمونً حتى من أشٌاءها من أي بقاٌا متبقٌة منها ,نمت تلك اللٌلة
على سرٌر
الؽرفة أحتضن الشًء الوحٌد الذي تركوه لً منها ....دمٌة والدتها ,
نمت استنشق
عبٌرها فً الوسابد وأؼطٌة السرٌر وكل ذكرى جمعتنً بها هنا تعود إلٌا
من جدٌد
جلست هنا تبكً وتحتضن برودة الوسابد وأنا أسجن نفسً بعٌداً
ْ كم
عنها فً تلك
الؽرفة ,كم أبكٌتها هنا وكم تحدث معها بحدة وقسوة هنا ,كم مرة
طعنتها وأنا
أنادٌها بعدٌمة المشاعر من ال تعرؾ الحب وكنت كما قالت أتهمها بؤشٌاء
بً أنا
أللصقها بها ,بعد وقت الفجر خرجت من هنا ال أحمل معً سوى دمٌتها
القماشٌة
وقفت عند الباب ونظرت للمنزل بل لحطامه نظرة شاملة وقلت " كما
تمنٌتً ٌا قمر
ها قد تحطم واحترق ذاك المخزن ولكن ما خذلتك فٌه أنً جلبتك لتموتً
هنا رؼم رجاءك لً أن ال أفعل "
لحٌتً التً لم أحلقها منذ ذاك الٌوم وثٌابً المبهدلة من تحطٌم المنزل
والهاالت السوداء
تحت عٌناي من قلة النوم ,نظرت جهة ؼٌداء نظرة حقد وقلت
أمسكت نفسً بشق األنفس عن ضربها وإفراغ ؼضبً فٌها لكً ال
نصبح فً جثتٌن
ألنها لن تخرج من تحت ٌداي إال مٌتة ,ثم نظرت جهة والدتها فوحدهما
هنا فنور
تزوجت منذ شهر بعقد قران فقط وأخذها معه ,نظرت لها بحدة وقلت
بؽضب
"خذي ابنتك وأبعدٌها عنً ألنً لن أرحمها لتدمٌرها حٌاة إنسانة ال
دخل لها فٌما
بٌننا ,فً الؽد تنتقلً وهً كما أردتم لعابلتك وحسابً معها عسٌر وال
تزوجوها من
دون علمً ألنً لن أرحمكم حٌنها ولن تستطٌعوا فوحدي ولٌها والقانون
لن ٌزوجها"
وقفت أنظر للمنزل بحسرة تمؤل الكون وتزٌد ,كانت هنا ٌا رابد كانت بٌن
ٌدٌك فتاة
طفولتك وحبك الوحٌد كانت معك ولست معها كانت لك ولست لها فلست
سوى للقسوة
ؼادرت المنزل وسرت فً الشارع ببل دلٌل وال وجهة أدس ٌداي فً
جٌوبً ونظري
على قدماي أستمع لضحكات الناس وأتساءل لما ال ٌبكً الجمٌع لما
ٌضحكون من
المفترض أن ٌبكً العالم كله فقدها ماتت قمر ماتت ٌا بشر إن كنتم ال
تسمعون إن لم
ٌصلكم أسوء خبر عرفته البشرٌة ,وقفت عند شابان دفعت أحدهما بقوة
وقلت بصراخ
لها دون شعور ودخلتها ....دخلت المكان الذي قابلتها فٌه أول مرة ,
وقفت عند
رؾ الكتب متكا علٌه بكتفً أحرك الكتب على بعضها وأحداً وأحداً
وأقول
"هل لمستك أنت ال قد ٌكون أنت لقد ماتت قمر هل سمعتم ماتت لقد
قتلتها نعم أنا
كنت أمرر ٌدي علٌهم وأخاطبهم كالمجانٌن ولو كان لهم ذرة واحدة فقط
من
اإلحساس البشري لبكوا على حالً حتى آخر العمر ,خرجت بعدها من
هناك
وعدت لمنزلً للمكان الذي ال مهرب لً منه كان علٌا مواجهة ما صنعته
ٌداي
وال دخل ألحد فٌه فكم نصحونً ولم أكترث ولم أرى سوى أنه تدخل فً
حٌاتً
المنزل وال أخرج سوى لشراء القلٌل من الطعام والمعلبات والسجابر ,ال
اذهب
ألحد وال أستقبل أحد وال شًء سوى الذكرى األلٌمة ومذكرة قمر التً
ُ
أصبحت
أحفظ كل سطر فٌها من كثرة ما قرأتها ودمٌتها التً تنام معً كل لٌلة
وفستانها
الذي ارتدته لٌلة حفل خطوبة نور وأخذته من الخزانة تلك اللٌلة ونمت
وهوا على
مرٌم دخلت المستشفى ألٌام فور سماعها بالخبر وهً ؼاضبة منً حتى
أنها لم
تعد تتصل بً باستمرار كعادتها وإن كنت ال أجٌب ,وأصبحت هكذا نكرة
حتى
نظرت للطبق أمامً ...قطعة لحم صؽٌرة ومعكرونة بٌضاء مسلوقة ,
نظرت
للجالسة معً على الطاولة وقلت " نفس ؼدابنا باألمس أعرؾ أنك
سبم ِ
ت
ثم لوحت لها بالملعقة وقلت " ال مفر لك منً أصمتً وال تعترضً "
رمٌت بالملعقة ووقفت سحبتها معً للؽرفة ألنً ال أنام بدونها دمٌة قمر
رفٌقة
وحدتً الوحٌدة ال أكون فً مكان إال وهً معً حتى أنً بت أتحدث معها
عن
كل شًء ,سمعت طرقات على الباب ولم آبه كعادتً تكرر األمر مرارا
وتكرارا
والطرقات تعلو وتحتد بالتدرٌج حتى أصبحت ضربا ً ٌكاد ٌحطم الباب ,
خرجت
دفعنً ودخل قاببل " طرقت كباقً البشر ولكنك كالمٌت بل األموات خٌر
منك"
التفتت نحوي وصرخ بؽضب " هل تضن أنك هكذا ستعٌدها للحٌاة أم
ستموت وتلحق
جلست وقلت ببرود " إن كان هذا ما جبت ألجله فرافقتك السبلمة "
جلس وقال بضٌق " آخر ما أوصت به قمر مرٌم أن ال نتركك وحٌداً كما
أشحت بوجهً عنه وقلت بحزن " توقفوا عن قتلً أكثر ٌكفٌنً ما لدي
منها
وكما أخبرتك إن جبت من أجل هذا األمر فبل تتعب نفسك "
.
ما قصة والد قمر وأٌن كان كل هذه السنٌن وهل قضاها
رمى بجرٌدة على الطاولة وقال " بل جبت من أجل هذه وشًء آخر أهم
منها "
نظرت له بحٌرة فتابع " ال شهادة وفاة لقمر فً ذاك المستشفى"
وقفت على طولً ونظرت له بصدمة عجزت أن أخرج منها إال بعد
قال بجدٌة " أعنً ثمة حلقة مفقودة فً الموضوع فهم ٌتكتمون عن
أمرها ,لقد تعبت
كثٌراً ولم اعرؾ سوى أنها لم تمت لٌومٌن هناك ثم قاموا بإخراجها
خارج الببلد وبعد
قلت بابتسامة ترتسم على شفتاي ببطء " قل أنها حقٌقة ٌا حٌدر"
قال بهدوء " لن نتؤمل كثٌراً ٌا رابد حتى نتؤكد أنها لم تمت بعد خروجها
من هنا"
جلست أمامه و هززت رأسً وقلت " ال ٌهم ....قل قسما لم تمت هنا "
قال رافعا كتفٌه " قل كٌؾ سنعلم أنها على قٌد الحٌاة أوالً"
نظرت له مطوالً وقلت " ال أفهم لما ٌخفون أمرها كل هذا الحد"
شتت نظره على األرض وقال " ٌبدوا ثمة حكاٌة وراء والدها ,لدي
صدٌق مقرب
وقؾ وقال بضٌق " أٌن تبحث عنها ؟ فً أي دولة وفً أي شارع من
شوارعها
قلت بؽضب " ال ...إال أن تكون مٌتة لن أضعه أبداً ال نصب عٌنً وال
شًء
قال بصراخ " رابد فكر بعقل كباقً البشر أٌن كان كل هذا وأنت
قلت بحدة ملوحا بٌدي " توقفوا عن لومً ٌكفٌنً ما بً لما ال ٌرحمنً
أحد"
تنهد بضٌق وقال " اقرأ ما فً الجرٌدة وسنتحدث فٌه فٌما بعد ,ولدي
شًء
هز رأسه بٌؤس وقال " ال أعرؾ ما أسمً هذا إال بالجنون وأنا أكثر منك
جنونا ً
مؽلؾ باألبٌض ٌبدوا كلوحة وضعها على الكرسً ووضع معها ظرفا ً
ورقٌا ً صؽٌراً وقال
قال بضٌق " ألنه ٌكفٌك جنون وهروب وسجن علٌك أن تعود للحٌاة كما
أرادت
هً إن كنت تحبها وتحترم ذكراها"
ثم قال مؽادراً " زر مرٌم هً لم تنشؾ دموعها حتى اآلن وتقول أنها
مبلمة مثلك
ثم خرج وأؼلق الباب ,رمٌت السٌجارة على األرضٌة ودستها بقدمً
وأنا لم أرشؾ
لً وجه قمر الطفلة لتتوقؾ أنفاسً عن الخروج ,مزقت باقً الورق
لتظهر اللوحة
بكاملها ,قمر تجلس على أرضٌة سطح المنزل تكتب فً كراسة على
األرض
هً قمر الطفلة وكؤنها أمامً اآلن لكن دون ابتسامتها تلك بل بحزن لم
أره فٌها طوال
فً بإس تلك السنٌن كم أخشى أن تقتل حبا ً فً قلب نبضاته تموت كل
ٌوم )
كلها كانت بخط ٌدها ,تلمست الكتابة بؤصابعً وؼصة تكاد تخنقنً
وسكٌن
ٌمزق قلبً تمزٌقا فلٌته ٌموت كما قتلها ولٌته ٌعانً كما عانت ,نظرت
لصورتها
مطوالً كمن تاه فً معالم األرض جمٌعها ثم مررت أصبعً على شفتٌها
الحزٌنة وقلت
بؽصة وعبرة " لٌثنً لم أقتل تلك االبتسامة لٌت الزمن ٌعود ,كونً
على قٌد الحٌاة
من أجلً ٌا قمر ألنً بدونك أموت شٌبا ً فشٌبا ً كونً على قٌد الحٌاة ولو
لٌوم واحد فقط"
ما فً قلبك لشخص ؼادرك لؤلبد ,أي عقاب لً أنتً ٌا قمر أي ألم
تركته بً قبل
أن ترحلً ,نظرت بعدها باتجاه الظرؾ مددت ٌدي وأخرجت ما كان فٌه
فظهر
طرؾ أوراق مكتوب فً أعبلها كلمة ( الخاتمة ) فدسست الورق فٌه من
جدٌد دون
أن أراه ,هذه خاتمة كتابً الجدٌد الذي طلبت منً أن تكتب هً خاتمته ,
لٌس لدي
أي طاقة بعد لقراءتها ,قد ٌخرج الكتاب للنور ٌوما ً وتخرج هذه األوراق
معه ولكن
لٌس قبل سنٌن طوٌلة ,وقفت ألعلق لوحتها فً صدر المنزل لتبقى
نصب عٌناي فقد
أنسى ٌوما ً أنً قتلت ابتسامتها البرٌبة فتذكرنً هذه بجرٌمتً ,علقت
اللوحة بعد أن
أزلت ساعة الحابط ووضعتها مكانها وعدت لجمع الورق الممزق فلمحت
حٌنها ورقة
مطوٌة على األرض ٌبدوا سقطت من اللوحة حٌنما كنت أمزق الورق من
علٌها
رفعتها وفتحتها فكان مكتوب فٌها ( أعذرنً ٌا رابد لم أرد زٌادة حزنك
وذكرٌاتك
ولكن قمر أصرت علٌا ٌوم زرتمانا فً منزلنا أن أرسم هذه اللوحة وحٌن
التقٌت بها
آخر مرة فً المزرعة أخذتها معً لها فكتبت علٌها هذه الكلمات
وأوصتنً أن أرسلها
لك مع الظرؾ فً ٌوم سؤعرفه لوحدي ولم ٌخطر فً بالً أن ٌكون ذاك
الٌوم هوا ٌوم
لسجن ذكرٌاتً الدابم وعند المساء خرجت فلمحت الجرٌدة التً تركها
لً حٌدر
مكانها ,لقد نسٌت أمرها تماما ً ترى ما قصتها !! قلبت أوراقها حتى
وقعت عٌناي
على مقال تحت عنوان ( مذكرات زوجة كاتب ) وأسم الناشر مجهول
فنظرت من
فوري ألعبلها أنظر ما تكون هذه الجرٌدة فكانت جرٌدة العوسج ,عدت
بنظري
مسابً كٌؾ وحضنه دؾء سكنات شتابً وعبق عطره مبلذ أشٌاء قلبً
وفوق ضلوعه
تؽفوا وتنام تلك األشٌاء ,كٌؾ الموت بعٌداً عنه وكٌؾ من دونه ٌكون
البقاء
القرٌبة منً فً ؼرفة ال ٌفصلنً عنه فٌها سوى جدار وكم تفعل الجدران
وكم تقتل من
وهوا ٌصلنً ضعٌفا ً خفٌفا ً لست أدري لبعد المسافة أم أنً أنا استنشقته
قبل أن ٌخرج
من هناك ,كم كنت أتمنى أن أفتح األبواب لٌصلنً ولو رابحة هذا الدخان
القاتل ألشعر
أشٌابً وتتبلشى على عتبات تلك الؽرفة التً تحتضنه بدالً عنً كل
مساء ,تسرق دؾء
أنفاسه ببرودتها وبرد أجفانً ٌحتاج لكل ذاك الدؾء فً تلك األنفاس
وهكذا نعم هكذا مر مساء آخر وٌبدوا لً لٌس آخر مساء ,وها قد حمل
قلبً من هذا
النهار كلمة ما أقساها من شفتٌه كلمة تنفً كل هذا الحب الذي أحمله
إلٌه وتقتل العشق
فٌنً وتتهمنً بكل قسوة بؤننً ببل مشاعر ,كٌؾ تكون المشاعر ٌا رابد
إن كانت هذه
لٌست مشاعر كٌؾ ٌكون الحب إن لم أكن أنا أحبك بل كٌؾ ٌكون العشق
جنونٌا وأنا
ال أعرؾ كٌؾ أعشقك بل كٌؾ تصفنً بؤقل األشٌاء لقد قتلتنً على
مشارؾ هذا المساء
كانت هذه نهاٌة المقالة قلبت الجرٌدة مجدداً وكؤنً ابحث عن ؼٌره أو
عن شًء
ٌمد له بؤي صلة ,إذاً هذه هً المذكرة التً تكلمت عنها تلك الفتاة وقالت
أنً ال
استحق االحتفاظ بها وانً سؤعلم عنها قرٌبا ً ,إذاً هنالك أربع أجزاء قبل
هذه وال
أعلم كم سٌكون بعدها ,من ٌفعل هذا هل هً تلك البابعة أم هو شخص
آخر ولكن من سٌكون ! عمتها أم زوجها أم والدها ؟ رفعت هاتفً
واتصلت بحٌدر
قال " ال أعلم األمر مبهم للؽاٌة سؤتقصى عن كل شًء ونلتقً عند
قال بحدة " بل عند مرٌم علٌك رإٌتها قبل أن تصبح نسخة أخرى عنك
قلت " حسنا ً ولكن أٌن باقً أجزاء المذكرة ,أي هل تملك
قال بضٌق " رابد ال تدمنها لتنهٌك أكثر مما أنت منتهً لن تكون
قال بهدوء " رابد أحلفك باهلل أن ترحم نفسك ,كل ؼرضً من
البقٌة وكؤنً لست من عاش األحداث كلها معها بل وكؤنً لست أحد
أبطال
ألذكر نفسً بجرمً وألرى نظرتها لً تلك األوقات ,وال أنام لٌبل قبل أن
أقرأها مجدداً ,فؤصبحت كما قال حٌدر مدمنا ً علٌها بل مدمن على
الموجود
منها قبل المجهول ,بعد أسبوعٌن ذهبت لزٌارة مرٌم ألعود فً ذات
الٌوم
كم كانت الرحلة مإلمة لً فحتى هذا الطرٌق حمل ذكرٌات حزنها معً
وما
ُ
وجلست حٌث أن اقتربت من المدٌنة وقفت حٌث أوقفتنً هنا من شهور
جلست
تشاهد أنوار المدٌنة من األعلى وتذكرت حٌن ترجتنً وهً مكانً اآلن
أن ال
آخذها لمنزل خالها وال تعٌش فٌه ولكنً كنت كهذه الصخرة أو أقسى
بكثٌر فلم
أترك طرٌقة لم أعذبها بها ولم أترك لحظة لم انزل فٌها دموع عٌنٌها
كنت أتوهم أنها دموع ضعؾ لكنها كانت كل كبلمها المكبوت وجرحها
الؽابر
منً والحب الذي تخفٌه وسط ذاك القلب الضعٌؾ ,وقفت بعدها وعدت
لسٌارتً
ودخلت المدٌنة متوجها ً لمنفى ذكرٌات جدٌد سٌعذبنً فوق عذابً ,
توجهت من
األمر ثم امتؤلت عٌناها بالدموع وقالت بعبرة " قتلناها ٌا رابد "
ثم دخلت باكٌة وأنا اتبعها وهً تقول " لٌثنً لم آبه لقسمك وحكٌت لها
كل ما قلته لً هنا"
كانت تسٌر فً منزلها بؽٌر هدى كالمجانٌن وهً تردد " لٌثنً لم آخذها
للمزرعة
ألسلمها لك لتقتلها ,لٌثنً لم أعرفها ٌوما ً لٌتك بقٌت مهاجراً عنا ولم
تجلبها لنا
لٌتك لم تتركها لدي شهران كامبلن وأنا أراها تتعذب شوقا ً لك أمامً "
ثم وقفت ونظرت لً وقالت وهً تضرب ٌداها تقبضهما لبعض وتضمهما
لصدرها
"قالت أحتاجه وأشتاق له ٌا مرٌم ,ال تتركوا رابد ٌعٌش وحٌداً بعدي ٌا
مرٌم
ال حٌاة لً معه وال بدونه ٌا مرٌم ,ال أرٌد أن أموت وهوا بعٌد عنً ٌا
مرٌم "
كنت أنظر لها بجمود ودموعً تعبر خداي الواحدة تلو األخرى دون أن
أمسحها
فتوجهت نحوي وأمسكت معطفً بقوة وقالت بحدة " أخبرتك مرارا أنها
تحبك
تحبك ٌا متحجر ٌا رابد ,لما جعلتنً أشاركك جرٌمتك لماذا ؟؟"
نبكً بمرارة ونحٌب فخرجا ابنٌها وبدبا بالبكاء مثلنا جاهلٌن حتى لما
نحن نبكً
اآلن لٌتحول المنزل لمناحة تكسر قلب أقسى الحجر ,وبعد وقت طوٌل
من البكاء
محتضننا لها وطفبلها ٌحتضنان ساقٌنا وٌبكٌان أبعدتها عنً وقبلتها بٌن
عٌنٌها وقلت
قلت وأنا أمسح على ظهرها " أنا المذنب الوحٌد فما ذنبك أنتً"
قالت وقد عادت للبكاء " لو كنت حكٌت لها ما قلته لً عن ماضٌكما
لعلمت
وأصلحت األمر لم أندم على شًء لم أفعله فً حٌاتً كما ندمت على هذه
"
مسحت وجهها وقلت بابتسامة حزٌنة " لم تمت هنا وخرجوا بها من
الببلد
هزت رأسها بحٌرة وهً تقول " ال تعلقنً باألمل الكاذب ٌا رابد أرجوك
"
سحبتنً من ٌدي وهً تقول " تعال اجلس وارتاح وسؤعد لك الؽداء حاالً
"
هذه هً مرٌم ال تتؽٌر أبداً ال أنقى من قلبها سوى القلب الذي قتلته ...آه
سامحٌنً
ٌا قمر أرجوك ,جلسنا بعد الؽداء أنا فً صمتً ومرٌم تتحدث عن أمور
كثٌرة
تواسٌنً أكثر مما تسلٌنً فلم تترك شًء لم تتحدث عنه سوى ماضٌها
مع قمر طبعا ً
نظرت لً بحنان وقالت " رابد نم قلٌبلً وارتاح الرحلة كانت طوٌلة"
قالت بابتسامة " لهذا إذا طار النوم من عٌنٌك أتمنى أن ٌكون لدٌه جدٌد
فً األمر "
وما هً إال لحظات وطرق أحدهم الباب فوقفت على طولً وتوجهت له
مسرعا
فتحته فكان حٌدر سلم علٌا ودخلنا سوٌا وتلقته مرٌم بسبلمها الذي ال
ٌنتهً من
األسبلة فقلت بضٌق " مرٌم دعٌنً أفهم ما لدٌه واتركً السإال عن
صحة
جلسنا ثبلثتنا فنظر لً حٌدر بصمت قاتل فتنهدت وقلت " حٌدر تكلم"
نظر لؤلرض وقال " والدها كان ٌعمل ضابطا فً المخابرات ,مجموعة
قامت
بقتل زوجته وكانوا سٌقتلون ابنته حٌنها أٌضا ً فقتل منهم ثبلثة ذات الٌوم
ٌ ,بدوا
لً ثمة قصة وراء األمر لم أهتم بالسإال عنها ,المهم حاكموه محاكمة
عسكرٌة
سرٌة وسجنوه لسنٌن طوٌلة رؼم أن لدٌه الدلٌل على قتلهم لها ٌبدوا
ألنه قتلهم
دون أن ٌسلم القضٌة للقانون ,خرج من السجن منذ عامان ونصؾ بعد
مرافعات عدٌدة لتخفٌؾ الحكم عنه وحٌاته مهددة للحظة بالخطر وحاولوا
قتله أكثر من مرة
رؼم أنه تحت حماٌة الجهاز األمنً ,كان ٌراقب ابنته عن بعد كً ال
ٌإذٌها
للخارج وحتى مقاالتها وكتابها كانا تحت اسم مستعار وهً ال تعلم شًء
عن
أمر والدها ثم زواجها منك وٌوم مـو ....أقصد ٌوم أخذتها للمستشفى
ذهب لها
وأظهر نفسه لذلك قاموا بالتعتٌم عن األمر وخرجوا بها من الببلد وال
أعلم ؼٌره
هز رأسه وقال " ال أعلم لدٌنا خٌط رفٌع جداً ال ٌمكننا التؤمل فٌه لكنً
سؤحاول جهدي"
قلت بجدٌة " الدولة فقط احصل لً على الببلد التً أخذوها إلٌها
وسؤجوبها مدٌنة
قال بهدوء " اترك لً األمر قلٌبلً واآلن علٌنا إٌجاد حل لمشكلتك مع تلك
الجرٌدة
ومذكراتها التً تنزل فٌها ,ستدمر سمعتك ككاتب ٌا رابد أنت منقطع عن
العالم
وال تعلم شٌبا ً لقد أصبحت خبر الموسم وسٌرتها على كل لسان وسٌكشؾ
من ٌرسلها
نظرت للجانب اآلخر وقلت ببرود " ال ٌهم لدي فلٌصنعوا ما شاءوا ال
شًء
قال بحدة " رابد توقؾ عن جنونك ,كل مخاوفً أن ٌكون والدها وراء
ذلك
لقد سمعت بؤذنك أنه قتل ثبلث رجال ألنهم قتلوا زوجته وفعل ما فعل
لخال
قمر وزوجته انتقاما لها ولن ٌتوانى فً فعل ما هوا أبشع لك"
نظرت له وقلت بؽضب " وما سؤفعله ؟ أهرب من الببلد أم أكذب على
الناس
دعه ٌؤخذ بحقها منً ٌا حٌدر لن أوقؾ شٌبا ً مما ٌكتب ولن أقاضً
جرٌدتهم
بتهمة التشهٌر وإن كانت مٌتة فؤنا أستبٌح دمً له ولٌقتلنً مرحبا ً به
متى أراد "
هز رأسه وعٌناه فً عٌناي وقال " كلمة جنون لم تعد تلٌق بك"
قلت ببرود " ٌعلم بمكانً لو أراد أذٌتً ما تؤخر لحظة كما فعل بخالها
وزوجته
فالحادثة حصلت لهما منذ عامان ونصؾ وهذا ٌإكد أنه انتقم فوراً ودون
تؤخٌر "
ثم شردت بعٌناي بعٌداً وقلت بهدوء " شًء ما ٌمنعه من أذٌتً اآلن قد
تكون قمر
أو مذكراتها لعلمه بمشاعرها اتجاهً ,لو هً اآلن على قٌد الحٌاة فلن
ٌإذٌنً
كً ال تؽضب منه ,هذا ٌضع احتماال وأحداً أنها فً ؼٌبوبة اآلن أو ما
شابه "
نظر لً مطوالً بحٌرة ثم قال " نعم ما الذي ٌمنعه من أذٌتك كالبقٌة فلو
أنها ماتت
سٌنتقم منك أشد من انتقامه من خالها وزوجته ,أي سٌكون عقابك القتل
كالسابقٌن"
قلت " هددنً بشًء كهذا فً المستشفى قال أنه دخل السجن سابقا ً
ألجلها وسٌفعلها
قال بجدٌة " ستبقى مجرد فرضٌات حتى نحصل على شًء ٌإكد صدقها
"
نتؤكد أنه بعٌد عنك فبل تنسى مركزه فبالرؼم من سجنه وجرٌمته الزال
قوٌا ً
لذنا بصمت مبهم ومخٌؾ ثم قال " وإن كانت على قٌد الحٌاة فثمة مشكلة
أخرى"
قال بابتسامة سخرٌة " ٌمكنه تطلٌقها منك بجلسة محكمة واحدة"
قالت مرٌم بحزن " لم ترى عٌنً أنقى منها على ظهر األرض .حتى
جدتً
التً تنتقد الجمٌع لم تقل ربع كلمة عنها حتى فً ؼٌابها ولم تؤكل ٌومٌن
بعد
سماعها بالخبر رؼم كتمها لحزنها عافت الطعام ,موتها كان حسرة فً
قلوب
جمٌع من عرفوها ,كانت بٌن ٌدٌك ملكك ٌا رابد وتحت نظر والدها ولم
ٌؤخذها
ؼادرت مستاء وسمعت حٌدر ٌقول لها " ٌكفً ٌا مرٌم لن ٌجدي لومه
شٌبا ً فلم
تري كٌؾ كانت حالته قبل أن أخبره بما علمت ,ال نود العودة لنقطة
البداٌة "
خرجت من الباب الخلفً للمنزل حٌت الطبٌعة تحتضن برد الشتاء ,
نظرت ٌسارا
وكؤن قلبً ٌخبرنً أن أنظر هناك حٌث مكان جلوس قمر تلك المرة تنظر
لؤلفق
البعٌد بحزن وأنا بكل ببلهتً أضنها حزٌنة ألنها لم تجد رابد طفولتها فً
المدرسة
ولكنها كانت تبكً بمرارة فً داخلها ألنً لم أتذكرها حٌنها ,كم كنت
أفتخر دوما
بذكابً وفهمً السرٌع لؤلمور واكتشفت اآلن حجم ؼبابً الذي ال ٌوازٌه
شًء فً
هذا الكون ,نعم ؼبً ومنذ أن عرفتها فً طفولتها كنت أحمق وؼبً ولم
أفهم حقٌقة
معاناتها الواضحة حتى لؤلعمى لٌزداد ؼبابً وهً زوجتً ,لقد صدقوا
من انتقدتهم
دابما ً وهم ٌقولون أن الحب ٌجعل من أذكى البشر ؼبٌا وٌصنع من أقوى
الرجال
ضعٌفا وٌدمر مدن بؤكملها ....نعم صدقوا وكذبت أنا ,نظرت للسماء
وقلت بابتسامة
حزٌنة " صدقتً ٌا قمر حٌن قلتً ؼبً وستكتشؾ ذلك ٌوما ً وها قد
اكتشفت "
أخذتنً خطواتً لذاك المكان ووقفت حٌث جلست تحدٌداً ونظرت لؤلرض
بصدمة
بل برجفة سرت فً كل أوصالً حتى ضربت قلبً بقوة ,كنت أحملق فً
طوق
األزهار الذي صنعته وصبا سابقا ً ملقى تحت قدماي وأزهاره ال تزال
ؼضة ندٌة
نفس الطوق واألزهار واأللوان ,انحنٌت آلخذه من هناك فلم تمسك ٌدي
سوى حشابش
األرض لتتبلل أصابعً بندى البرد على تلك الورٌقات ,رفعت ٌدي
ونظرت لكفً
مطوالً ثم لؤلرض ,اختفى كٌؾ وهوا كان هنا !! نظرت لتقاسٌم األرض
تحتً بتشتت
ثم ابتسمت بؤلم وأنا أدس ٌدي الملٌبة بحبات التراب فً صدري أحتضن
طٌؾ الذكرى
بل طٌؾ األوهام ...كنت أتوهم نعم كل شًء كان وهم أشبه بالحقٌقة
علمت اآلن ما كانت تعنٌه قمر فً المقال األخٌر منذ ٌومٌن فً الجزء
السادس من
معاناتها التً تبتها تلك الجرٌدة للخلق أجمعٌن وعلمت فً أي حالة من
الضٌاع كانت
ذاك الحٌن ,سرت بخطوات بطٌبة مبتعدا وأنا أردد كلماتها فً تلك
المقالة التً أحفظها
كاسمً كسابقاتها أرددها بحزن (( لم أصدق ٌوما ً أنه ٌمكن لؤلوهام أن
تتجسد فً الواقع
حتى رأٌته ٌسٌر بخطواته الثقٌلة بجانبً على رمال البحر ألنظر له
بنظرة ملبها دموع
وحب وعتاب ولهفة لتحتضننً ذراعه وهوا ٌخبرنً بؤنً من سكنت قلبه
لؤلبد
الوهم ولٌث الوهم رسم لً شٌبا ً من الواقع فٌاال ؼبابنا حٌن ٌصل بنا
الحب حد
ثم وقفت ونظرت للخلؾ فكان المنزل قد أصبح بعٌداً فعدت أدراجً
ْ
فوقفت ما أن رأتنً واتجهت ناحٌتً دخلت ووجدت مرٌم تجلس بتوتر
قلت بابتسامة باهتة " لٌست المرة األولى أخرج فٌها لذاك المكان "
قالت ودموعها تمبل عٌنٌها " نعم ولكن لٌس ؼاضبا ً منً ومن نفسك ,
رابد اعذرنً
لم أقصد كل ما قلته منذ دخلت هنا ولكن ال أحد ٌشعر بحجم مؤساتً
فوحدي من كانت
ضممتها لصدري بٌد واحدة وقلت بحزن " بلى كانت تحكً لً أٌضا ً بكل
شًء فٌها
عدا كلماتها لكنً كنت ببل قلب ولٌس ببل أذنٌن ,أعرفك جٌداً ٌا مرٌم
أرق من أن
ال ٌإثر فٌك فقدنا لها "
ثم أبعدتها عنً وابتعدت خارجا ً من المنزل فقالت منادٌة " رابد إلى أٌن
؟؟"
لحقت بً حتى وقفت خلفً تماما ً وقالت " لكنك وصلت الٌوم ولم تنم ولم
تؤكل
"لن أنام على أٌة حال فهناك ٌوجد ما ال أستطٌع النوم من دونه "
وخرجت دون أن أسمع منها شٌبا ً آخر وذهبت من فوري لمنزل والدي
الفارغ
فتحت الباب ودخلت متجنبا ً زٌارة ؼرفتً وسرٌري الذي ضمنً معها
للٌالً
الجٌران ,اقتربت منه ووضعت ٌدي على حافته أنظر لسطح منزلهم
بضٌاع
وعٌناي تبحث فً جدار السبللم المقابل لً حتى وقع نظري على ضالتً
فقفزت
من فوري بقفزة واحدة مستندا بٌدي على الحافة وكنت فوراً فً سطح
منزلهم
أناملها هنا منذ سنٌن بقطعة الحجر الصؽٌرة بعدما علمتها الكتابة
كانت أول كلماتها ( رابد قمر ) زدت المسافة لؤلعلى وتلمست المكان
هنا كان قد ازداد طولها أكثر بزٌادة عمرها وكان مكتوب ( رابد مدرستً
)
مسحت دمعة نزلت منً وصعدت بٌدي أكثر وكان مكتوب ( رابد برد )
مسحت دمعة جدٌدة نزلت تتفقد األولى أٌن وصلت وصعدت بٌدي حٌث
كان آخر عهد لها هنا وتبدوا وهً فً العشر سنٌن وكان مكتوب ( رابد
)
فقط ,استؽربت األمر مددت ٌدي أمام الكلمة أكثر فكان ثمة كلمة أخرى
أصؽر بكثٌر وكؤنها تخفٌها وهً ( أحبك ) كان هذا آخر سطورها وآخر
قوى لً على الصمود فوقفت على طولً مستندا بٌدي على الجدار ,كنت
أراها فً الماضً وهً تكتب على هذا الجدار فً بعض األحٌان ولكن من
ؼبابً ظننتها ترسم بعشوابٌة كباقً األطفال ولكنها لم تكن إال تعٌد حفر
هذه
فً ذات الموضع ٌ ,الك من ؼبً ٌا رابد وشهادتك األدبٌة التً أخذتها
من
التفتت ألؼادر فشد نظري شًء عاد بوجهً سرٌعا ً للجدار وقربت أناملً
ببطء
صعدت فٌها هنا وانؽلق علٌها الباب ,نظرت لها بتمعن وأصابعً تعبر
مجراها
المحفور فً خشونة السطح ,تبدوا كتبتها أعلى من مستوى وجهها
بقلٌل ألنها
كانت مقابلة لوجهً فكانت ( رابد قتلتنً ) اتكؤت علٌها بجبٌنً وندم
العالم كله
ٌعتصرنً وخرجت منً آهة بؽصة ألم ,لما لم تتحدثً معً ٌا قمر !
لماذا تركتً
كل هذا فً قلبك ! لما لم تعترفً لً بما حدث ٌوم تركتنً ؟ لماذا وأنتً
بتً تعلمٌن
أننً لم أعد للمنزل بعد السبب الذي ذكرته لك ؼٌداء ,هل كانت تخشى
أن ال
أصدقها ٌا ترى ,ثم ضربت بجبٌنً علٌه وقلت بعبرة مخاطبا الجدار
"لما لم تخبرنً أنت ولما كنت أنا مثلك ومثل بابك الحدٌدي الموصد
علٌها
كل تلك اللٌالً ...نعم كنت مثلكما بارد وقاسً وأصم ومتحجر وببل نفع
"
بقٌت هناك لوقت على ذات الوضع أبث معاناتً وندمً لجدار ال ٌشعر
وال
ٌسمع شٌبا ً ثم ؼادرت ذاك المكان بحِمل جدٌد أضفته على أحمال قلبً
عله
ونمت فوراً من شدة التعب الجسدي والنفسً ولم استٌقظ إال على صبلة
الفجر
وها قد مر شهران آخران ال جدٌد وال مفٌد ,ال أمل وال شًء ولم ٌصل
حٌدر
لنتٌجة كما ٌقول رؼم أنً موقن من أن عٌناه تخفٌان شٌبا ً ال ٌرٌد قوله
فهل
ماتت حقا ً وال ٌرٌد إخباري كً ال ٌقتل األمل الضعٌؾ فً داخلً أم ألنه
وجد
دلٌبل وال ٌرٌد أن ٌبعث فٌا األمل الواهم ,وكانت هكذا تمر بً األٌام فً
سجنً
الدابم وؼرفتً ال ٌزورنً احد ألنً ال أستقبل ؼٌر حٌدر وال أحد لً
سوى دمٌة
هناك المزٌد ,مرت خمس شهور على ذاك الٌوم المشبوم ولم أزدد إال
حنٌنا ً ولهفة
وتعلقا بؤملً الوحٌد ( قد تكون الزالت على قٌد الحٌاة ) فقٌدتنً كلمة (
قد ) بقٌودها
فلم ٌعد فً رأسً سواها ( قد تكون حٌة ,قد تكون مرٌضة حتى اآلن ,
قد تكون فً
ؼٌبوبة ....وقد وقد وقد ) الكثٌر والكثٌر وال شًء منها( قد تكون مٌتة
منذ شهور )
استٌقظت هذا الصباح واأللم ٌزداد فً ربتاي والسعال ٌشتد عن السابق ,
ٌبدوا
التهاب الربة لدي وصل مراحل سٌبة جداً فقد رفضت العبلج والذهاب
للمستشفى
من أساسة رؼم إصرار حٌدر الدابم فلما أبحث عن الصحة ألعٌش ما
سؤفعله بهذه
خرجت من الحمام بعد نوبة سعال طوٌلة كادت أنفاسً تنتهً فٌها
وتوجهت
على الباب وكؤن من ٌطرقه ثمة من ٌركض خلفه ,توجهت خارجا ً من
الصالة وفتحت الباب فكان حٌدر ,نظر لً نظرة ؼرٌبة ونفسه ٌلهث
وكؤنه كان هاربا ً بالفعل ثم ابتسم
ابتسامة واسعة وقال " هنا ٌا رابد إنها هنا فً هذه الببلد"
الفصل القادم لبطلتنا الؽاببة عنا قمر لتعٌشوا معها األحداث الجدٌدة فً
حٌاتها وتعلموا أٌن تكون اآلن ,فؤٌن ستكون وكٌؾ سٌصل لها رابد
ودمتم فً حفظ هللا أحبابً
السبلم علٌكم ورحمة هللا وبركاته
لكم علٌه باللون األزرق كلون مخالؾ لنص الفصل األسود لتعرفوه
ثانٌا :القصٌدة فً الفصل مهداة لحبٌبتً التً أشتاق لها عدد النجوم
(حكاٌة أمل ) وأسؤل هللا أن تكون بخٌر وأن ٌجمعنً بها من جدٌد
رأسً بٌنهم واستسلمت لدموعً ,ال أذكر شٌبا ً مما حدث بعد ذاك الٌوم
للواقفٌن حولً أتنقل بٌنهم بنظري وأحداً وأحداً ,طبٌبً األلمانً ...
عمتً
......نعم أنا أعرفه ولكن ال أذكره ,أشار بؤصبع ٌده السبابة أمام وجهه
بشكل قلب مبتسما ً فتذكرت ما تعنً هذه اإلشارة ,نعم تذكرتها تعنً
المفقود
فً جهاز التنفس الموضوع على أنفً وفمً وعٌناي اؼرورقوا بالدموع
ومددت ٌدي له ببطء رؼم المؽذي المحقون بها وجهاز قٌاس النبض
والتعب
والمرض إال أننً رفعتها بسهولة نحوه فؤمسكها وقبلها قببلت ال ٌمكننً
معرفة عددها من كثرتها ,كان ٌضمها لصدره وٌتحدث وال اسمع سوى
كلمة ( ابنتً ) فنزلت دموعً تتساقط بعدد ٌفوق عدد قببلته بعشرات
المرات
لٌنطلق ذاك الجهاز بطنٌنه المرتفع فؤبعده الطبٌب عنً ٌود إخراجهم من
الؽرفة
ونظري ٌتبعه ونظره للخلؾ عندي فعجز لسانً عن نطق الحروؾ رؼم
كل
ْ
ارتفعت شهقاتً الراجٌة علهم أتركونً أنعم به ال تؤخذوه منً مجدداً ,
ٌرأفوا
بحالً فحقنونً بتلك الحقنة الكرٌهة التً تؤخذنً للظبلم الدامس الخالً
حتى
من الكوابٌس المرعبة ولم استفق من حقناتهم المتتالٌة تلك إال بعد وقت
طوٌل
ألجد نفسً فً مكان آخر بل مستشفى آخر ,أخبرنً الطبٌب هنا انه
ولحسن
حظً كان الطقم األلماًنً فً المستشفى بعد نصؾ ٌوم من سقوطً ألنهم
كانوا
فً زٌارتهم السنوٌة لتعاقد البلدٌن صحٌا فما كانوا سٌجدون وقتا لنقلً
لهم فً
ببلدهم وكان الموت سٌكون أسرع منهم فؤجروا لً جراحة كانت نسبة
الفشل
فٌها ثبلث أضعاؾ نسبة النجاح وكنت مٌتة بٌن أٌدٌهم ومٌتة بعد العملٌة
ألشهر
لوال أن أمر هللا لم ٌقضً بعد بموتً لكان الموت أقرب لً من الحٌاة وما
كنت
ألسعد بهذه النجاة ألنً لم أخترها أبداً وفضلت الموت علٌها لوال أن هذه
الفرصة
بل هوا الحٌاة ,والد لقمر ...نعم لها والد ,صدقوا أنه لها سند وحامً
وأنها لٌست
وحٌدة ,رؼم أنه لم ٌزرنً بعد تلك المرة حتى خٌل لً أننً كنت أتخٌل
ذلك لوال
رفعت رأسً وسندته على ظهر السرٌر وعٌناي تعلقتا بالسقؾ األبٌض
فً مخٌلتً تشبه زنزانات السجون مقرفة و بها أسره متهربة ولم
أتوقعها
أنً كنت فً نهاٌته حٌنها فٌستحٌل أن ٌعود بً الزمن للوراء إذا هً
عشرة
شهور مرت منذ ذاك الٌوم ,كٌؾ مر كل هذا وهل قضٌته بٌن هنا وهناك
أم هنا فقط ؟؟ ال أذكر وٌبدوا أننً ارتكبت جرٌمة ما وال أعلم بها وهم
ٌسجنونً
فً هذا المكان ,انفتح الباب ببطء بعد طرقات خفٌفة ,كم أتمنى أن ال
ٌكون أحد
الخارج ,اتسع انفتاح الباب لٌدخل من كان خلفه صاحب الجسد الضخم
المتناسق
لً تلك العٌنان السوداء الؽابرة واالبتسامة التً تشق تلك المبلمح
القاسٌة لتزٌدها
"قمر ٌكفٌك بكاء ٌا ابنتً من هذا الذي ٌبكٌك ألذبحه ح ًٌّا وأرمً لحمه
للكبلب "
تعلقت بعنقه أكثر وقلت ببكاء " أٌن أنت ٌا أبً لما تركتنً كل هذه
السنٌن
جلس على السرٌر بجواي ممسكا ٌدي وقال ونظره علٌها " ظروفً
كانت أقوى
نظرت لوجهه وقلت بهدوء " لما هنا تحدٌداً عمتً لم تجبنً عن
نظر لً وقال ماسحا ً على وجهً بٌده " لنحمٌك منهم بنٌتً "
"من قتلوا والدتك وكانوا ٌرٌدون قتلك بعدها دون رحمة "
قلت بعد صمت أجمع فٌه أفكاري " إذا ثمة من قتلها ذاك الٌوم الذي
سمعت
قال ونظره الزال أرضا ً " نعم قتلوها وأبعدتهم قبل أن ٌقتلوك أنتً أٌضا ً
ولم
أكن أعلم أننً سلمتك لمن هم أقسى منهم ,من قتلوك ببطء لسنوات
طوال "
"لما تخفً وجهك عنً فً هذا الموضوع ,أبً ما الذي حدث فً
الماضً "
أمسك ٌدي قبلها ودسها فً حضنه وقال " لقد قتلت ثبلثة منهم ألنهم
قتلوها
وكانوا ٌنون قتلك ٌومها لذلك حاكمونً عسكرٌا وسجنت لسنوات ثم
خرجت
السنٌن ...خالك وزوجته ,لٌذوقوا البرد والجوع والحزن كما فعلوا بك
ثم دس ٌدي فً حضنه أكثر وقال " ال أرٌد أن تكرهٌنً ٌا قمر وترٌنً
مجرما ً
أنتً عٌناي التً أرى بهما أنتً سنٌن سجنً أنتً الحٌاة المتبقٌة لً فً
هذا الكون "
حضنته وقلت ببكاء " بل سؤقطع لسان من ٌقول عنك أنك مجرم فكم
انتظرتك
ووالدتً لسنٌن طوٌلة حتى وأنا فً منزل عمتً وما كنت ألصدق أن
تموتا معا ً
ابتعدت عنه ونظرت لعٌنٌه وقلت بعٌنان تمتلا بالدموع مجدداً " قتلتهم
كلهم " !!
شهقت شهقة صؽٌرة فحضننً وقال " ما كنت سؤتوانى عن فعلها لحظة
لوال
خفت أن تحزنً على ذاك المجرم ,أقسم لو أنك فقد ِ
ت حٌاتك ٌومها
لقتلته دون
تراجع وما من شًء ٌنقده منً حتى هذه اللحظة إال خوفً من ؼضبك
بنٌتً
فؤعطنً اإلشارة فقط وسؤجعله ٌزحؾ على األرض ال ٌستطٌع المشً ال
على
ابتعدت عنه وهززت رأسً ببل فابتسم وقال " إذا أعفوا عنه ألجلك فقط
"
"هوا وحده المعنى الجمٌل لتلك الطفولة البابسة وثمة حساب كان بٌننا
وصفاه
منً وانتهى األمر ,لن ٌكون جزبا ً من حٌاتً ولكن ال تإذٌه "
"حسنا ً فقط أوقفً هذه الدموع لن أإدٌه ولكن حسابه علٌه دفعه "
"هذه ممنوعة هنا ولست من محبً قراءة الصحؾ ولكنً أردت أن
ترٌها"
فتحها على صفحة محددة ومدها لً فكانت مقالة بعنوان ( مذكرات زوجة
كاتب )
قال " نعم تنزل للقراء تباعا ً مرتٌن شهرٌا ً ومنذ تسع أشهر وسنكشؾ
عن
تنهد بضٌق وقال " قمر حتى متى ستحبٌن ذاك النكرة ؟ أقسم لوال حبك
له ما
زوجتك به منذ البداٌة لٌس لشًء فً خلقه ولكن ألنه من شهد مؤساتك
ولم ٌخرجك
منها ولم أكن أعرؾ أنه سٌفعل بك كل هذا لكان طال النجوم قبل أن
ٌطالك "
قالت برجاء " أخبرتك أن ثمة حساب كان بٌننا وتصافٌنا فٌه وكما عاقبت
من آذونً فً طفولتً فابتعد عنه ألنه وحده من لم ٌإذنً فٌها فمِن ٌدٌه
كنت
آكل الحلوى وقت افتقدتها لسنوات ولم ٌعطٌها لً أحد ومنه تعلمت
الكتابة
والقراءة حٌن حرمونً من المدرسة ,وحده كان ٌستمع لً دون أن
ٌشتمنً
ثم ؼٌر جلسته حتى أصبح ورابً وجمع شعري بٌن ٌدٌه وقال وهوا
ٌضفره
" حٌنما كنتً طفلة كنتً تقولٌن لوالدتك رحمها هللا وهً تسرح لك
شعرك
:أرٌد حٌن أكبر أن ٌصبح ضفٌرة طوٌلة ,فقالت :وأنا سؤضفرها لك
فقلتً معترضة :بل والدي ٌفعل ذلك ,فقالت بتحدي :بل أنا فؤنا والدتك
فتراهنا ذاك الٌوم كل واحد منا ٌتحدى اآلخر أنه من سٌفعلها أوالً ,كم
كنتً
تحبٌن الشعر الطوٌل المضفر حتى أنك تقفزٌن كلما رأٌت واحدة فً
التلفاز
بشعر ضفٌرته طوٌلة "
أنهى ضفره ودموعً تنسكب بؽزارة ,ما أجملها من هدٌة هذه التً
قدمت
إلً ....والد فكم حلمت بواحد منهما ,من ٌراه وهٌبته ككبار ضباط
الجٌش ال
والتفتت إلٌه وقلت بابتسامة " وها أنت كسبت ذاك الرهان "
تم أمسكت ٌده وقبلتها ووقفت على ركبتاي وقبلت جبٌنه ثم نمت فً
حضنه كطفلة
تبحث عن حنان األبوٌن مجتمعا فٌه ,كلٌلة صٌفٌة هجرتها النجوم لتجد
فً قلب
سماءها ضوء القمر ,من قال أن األمانً المستحٌلة ال تتحقق ,من قال
أن ما ضاع
منك ال ٌمكن أن ٌعود ,وبقٌنا على ذاك الحال لوقت أنام فً حضنه
الدافا وٌده
تمسح على شعري برفق ثم أبعدنً ووقؾ لبس نظارته وقال وهوا ٌعدل
شاله على
وجهه " علٌا المؽادرة اآلن بنٌتً وسؤعود فً وقت آخر"
رفعت رأسً ونظرت إلٌه وقلت بحزن " وبعد كم من الشهور ستعود ؟؟
"
قلت وعٌناي معلقتان به " وحتى متى سؤبقى هنا أنا خابفة من هذا
المكان الممرضون
قلت وقد سافرت بنظري أرضا ً " وهل سننتظر حتى ذاك الوقت فً
النهاٌة هم
قال وهوا ٌمسك كتفً بٌده " سنجتمع وعمتك وزوجها ونناقش األمر
فكما ترٌن
ٌا قمر أنا اآلن أشكل خطراً كبٌراً علٌك حتى أنً أزورك متنكراً حتى عن
الجهاز
األمنً ألنً ال أتق فً أحد وال حتى هم ,حتى تقع الخلٌة الجاسوسٌة فً
الشرك"
نظرت له وقلت " وحتى متى ؟؟"
قال " ال اعلم وال ٌمكننً تحدٌد ذلك سنتناقش فً األمر حبٌبتً ال تقلقً
على قمر مثلك مهما كانوا مهددٌن ألهمٌة المكان عسكرٌا "
تم أخد الجرٌدة من على السرٌر وهم بالخروج فقلت " أبً"
التفت إلٌا فقلت برجاء " ال تتؤخر عنً كثٌراً سؤشتاق إلٌك"
هز رأسه بنعم فقلت " وأترك لً الجرٌدة أتسلى بها فبل توجد حتى
هززت رأسً بنعم مبتسمة له فمسح على شعري ووجهً بحنان وؼادر
وؼادر ,كم احتجت إلٌه فً حٌاتً وكم أنا سعٌدة بعودته لً فكم قاسى
هوا
أٌضا ً وعانا وقد ضاعت سنٌن عمره مثلً فً الهم والحرمان فقد فرقتنا
هموم
الدنٌا ومواجعها وهً من جمعتنا أٌضا ً وال اعلم متى ستتركنا لنجتمع
لؤلبد
تنهدت بضٌق ثم فتحت الجرٌدة أقلبها ال شًء جدٌد فً هذه الببلد لم
تتحرك
قرأت اسطر منها أسترجع تلك الذكرى المرٌرة (( كان من الممكن أن
أتجاوز
رأٌتك حاضري ..تشبثت بكل ما ٌجٌش فً صدري نحوك وكنت أعلم أنه
من
المستحٌل رإٌة بعضنا ولو بالصدؾ ...ولكن ها نحن م ًعا ...لم أصحو
بعد
من سكرة ُحلمً ...وٌبدو أننً لن أفٌق حتى أهوي على رأسً من شدة
وجع
حكاٌتً معه حتى شارؾ قلبً على التوقؾ وعمري عن المضً وعقارب
حٌاتً عن الدوران ,قرٌبا ً أموت ٌا رابد وأنت تبتعد عنً أكثر وترمٌنً
للمجهول للبعد عنك لحرمانً حتى من قسوتك ألموت وحٌدة وبعٌدة ,لما
نهاٌتً وأول من مزق سنٌنً وعبث بتارٌخ عمري وأول من رقص على
نهاٌة نبضاتً ,كم قسوت على نفسً حٌن بحثت عنك فٌك وعنً لدٌك
عن
الفرح فً ببلد التعاسة وعن الحٌاة فً حضن الموت وعن الرحمة فً
قلب
لم ٌعرؾ ؼٌر القسوة والظلم ,كم كنت ؼبٌة وكم كنت حالمة وموهومة
ٌا رابد كما خططت لها أنت تعٌسة ومرٌرة وحزٌنة كما ترٌد أنت ولٌس
كما تمنٌت أنا )
أبعدت نظري عنها وهززت رأسً ألبعد عنه كل تلك الذكرٌات ,مإكد أن
رابد اآلن ٌرى أنه أخذ بحقه منً وأنً أستحق ما أصابنً ,كان ٌعلم
أنً
ضوء القمر وٌخفٌه عنً وأنا من تنتظر أن ٌتذكرنً وهوا لم ٌنسنً وكل
تلك
بحزن " علٌك نسٌانه ٌا قمر فهذه المرة الثانٌة التً ٌضرب فٌها قلبك
زلزال بسببه "
ثم تنهدت بؤسى وشؽلت نفسً بتقلٌب باقً أوراق الجرٌدة حتى وصلت
ُ
نزلت بعدها عند مقال تحت عنوان ( إحدى متاهات المنذر الجدٌدة )
للمقال
بعد انقطاع ؼرٌب وفهمت منه أنه لم ٌكتب ألشهر ومختفً تماما ً عن
الجمٌع
لٌخرج بقصٌدة احتلت مواقع محبٌه وهزت بعض الصحؾ للتؽٌٌر
المفاجا
رؼم مٌوله الدابم للمجال األدبً إال أنه لم ٌكتب قصابد شعرٌة قببل ولم
ٌتحدث
عن حبه للشعر أو كتابته له فؤعده الجمٌع تؽٌرا لمٌوله األدبً ,بالفعل
معهم حق
هذا تؽٌر عجٌب رؼم معرفتً أنه كان ٌكتب الشعر فاجؤنً أن ٌضع
قصٌدة
فً الجرٌدة البد وأنها جارحة كتلك التً رمانً بها ٌوم الرحلة للبحر ,
وصلت
آلخر المقال فكانوا ٌعرضونها وما أن وصلت لها بنظري حتى سمعت
حٌنها
طرقات خفٌفة على الباب وفتح قلٌبلً وتحمحم من خلفه خبؤت الجرٌدة
وبقً
من ورابه فً الخرج ولم ٌدخل مإكد الطبٌب هذه عادتهم ,لبست حجابً
أبعده وال تقل أنك ستقٌس ضؽطً ونبضً أٌضا ً لقد سبمت منكم"
أخذته منه وقلت بضٌق " أعطنً إٌاها وسؤسجلها لك دون عناء ,لقد
وضعته تحت لسانً وضحك وقال وهوا ٌنظر لجهاز قٌاس الضؽط أمامه
قلت مستاءة " نعم وإن أحضرتم الطبٌب النفسً كما ترٌدون فسؤهرب
من هنا"
قال مبتسما ً وعٌنٌه على المقٌاس " لقد أنقده هللا منك إذا"
وقلت بضٌق " أٌن أنا من هذه الببلد ولما كل شًء ممنوع ....أرٌحونً
"
قال وهوا ٌزٌل الجهاز عن ذراعً " أنتً فً الجناح السري من
المستشفى
تؤففت وقلت " إن كانت لك ابنة هل كنت ترضى لها هكذا تنقطع عن كل
شًء"
ضحك وقال " محاولة جٌدة ,بلى لدي ابنتان ولمصلحتهما أفعل أي
شًء"
نظرت له بنصؾ عٌن وقلت " أقسم انك طبٌب نفسً وأنك تعرؾ عنً
الكثٌر"
اكتفى باالبتسام فً صمت فقلت " هل لً بطلب واحد فقط وبسٌط جداً "
نظر لً باهتمام وقال " طلب منً أنا ! لكن القوانٌن صارمة ال تطلبً
قلت وأنا أهز رأسً ببل " لن أطلب شٌبا ً مإدٌا ً هوا ممنوع لكن أرٌده
تنهد وعدل من وقوفه حامبلً أجهزته وقال " صحٌح أنً درست علم
النفس
لكنً لست متخصصا فٌه بل أنا حقا طبٌب عضوي وأنا بالفعل ال أعرؾ
عنك
ؼٌر اسمك وأنك هنا لحماٌتك وأن والدك ذو مركز كبٌر فً هذا المكان
لكن
من ٌكون ال أعلم ,وأن أحضر لك شٌبا ً ممنوعا ً ستكون مؽامرة قد أفقد
لم ٌعلق على كبلمً سوى باالبتسام كعادته ثم هم بالخروج فوقؾ بجانب
الباب ونزع ورق التقوٌم الٌومً وقال " هذا الٌوم مضى لما ال تزٌلٌنهم
؟"
قلت بضٌق " أتركهم حتى ٌصبحوا عشرة وأزٌلهم معا كً أشعر
قال بابتسامة " فكرة جٌدة للعٌش فً الماضً ولٌس للذهاب للمستقبل"
ثم خرج وتركنً وحدي لوحدتً ,هكذا انتم أطباء النفس لٌس لدٌكم
سوى التحلٌبلت
السخٌفة ,أخرجت الجرٌدة وفتحتها على المقال المدرج فٌه القصٌدة من
أجل أن
ٌقدموها للقارئ بعد موشح تحلٌلها طبعا ً وكانت
....
خذٌنً إلٌك
***
منً إلٌك
كقصابدي ودفاتري
***
ومنً إلٌك
هل تسمعً
أحبٌبتً وملٌكتً
بقٌت أنظر لها مطوالً وأنفاسً تتؽٌر ودقات قلبً تضطرب ,ترى ما
ٌعنً بكل ما كتبه ؟ ٌبدوا ال ٌعلم أننً هنا ولكن كٌؾ سٌعلم وهذا المكان
سري ,ترى ما حدث بعد أن فقدت وعًٌ ٌومها ! هوا موقن أننً من
خدعته فلما ٌكتب هذا أم انه من أجل أخرى ! ولكن من تكون وهذا اسمً
فً اإلهداء ,هذه الجرٌدة مر على صدورها أسبوعٌن وال اعلم كم مضى
وبقٌت على ذات الحال والروتٌن أسبوعا ً آخرا حتى طرق أحدهم الباب
فً ؼٌر وقتهم المعتاد فعلمت أنها وأخٌراً زٌارة لً فبقٌت أنظر بلهفة
حتى
انفتح ببطء ودخلت عمتً التً اتجهت فوراً مسرعة اتجاهً واحتضنتنً
بحب ثم ٌلٌها زوجها ووالدي ,كنت أحتضنهم وأبكً شوقا ً وفقداً وملبلً
من
هذه الوحدة وهم ٌحاولون تهدبتً حتى قال والدي " قمر لما البكاء هكذا
قلت بسرور " هل سؤخرج معكم ؟ هٌا ال أرٌد البقاء لحظة بعد"
نظروا لبعضهم فً صمت فقلت بقلق " ماذا هناك ألن أخرج" !!
قال والدي ونظره على أصابعه المشتبكة ببعضها وهما ٌجلسان أمامً
وعمتً
بجانبً " قمر ال ٌمكننً أخدك معً ال أنا وال حتى عمتك فقد أصبحت
خطرا كذلك"
نظرت لهم وأحداً وأحداً وقلت باستؽراب " لم أفهم كٌؾ ال تستطٌعون
أخذي" !
نظر لً وقال " حٌاتً عرضة للخطر حتى نمسكهم وإن علموا بك
ستفقدٌن
حٌاتك فً أقرب فرصة ولن أخاطر بك ماداموا لم ٌعلموا بوجودك فبعد أن
قتلت
أوالبك الثبلثة الذٌن كانوا المشتبه بهم الوحٌدٌن وهم من الجهاز األمنً
فً الببلد
سلمت نفسً بمحض إرادتً حٌث أنه وبحكم مركزي حٌنها كان ٌمكننً
قتلهم
دون أن ٌحاسبنً أحد لكنً سلمتهم نفسً واألدلة على قتلهم لوالدتك
ومحاولة
قتلً وحتى قتلك فحكموا علٌا بالسجن عسكرٌا ألنً فً نظر القانون
أمثل جزء
من القانون فً الببلد وأنهم الدلٌل الوحٌد لدٌنا حٌنها لفك تلك الخلٌة
فؤخذوا بعٌن
األمنً لً إال أننً الزلت على خطر وقد حاولوا قتلً مراراً لعلمهم ما
أصبوا
إلٌه وما فعلته ببعض أعضابهم سابقا ً وضنهم أنً على علم بمن ٌكونون
وعندما قررت تسلٌم نفسً تحدثت مع خالك لٌؤخذك عنده حتى أخرج
من السجن ألن عمتك كانت فً الخارج وال صلة لً بها ووحدهم أقاربك
ولم أعلم أنً بذلك سلمتك للشٌطان وزوجته ولكن قضاء هللا خٌر دابما ً
فهم
سجنوك وحجبوك عن العالم كله فحموك منهم دون علمهم ,لذلك ال
ٌمكننً
أخذك معً حالٌا ً وحتى هللا أعلم متى ,هذا إن نجوت منهم ,وعمتك بعد
استقبالها لً أصبحت خطراً علٌك كما علٌها السفر قرٌبا ً وأنتً ال ٌمكن
"ما معنى هذا ؟ هل أصبحت بدون أهل ولٌس لً مكان أخرج ألذهب
إلٌه"
مد ٌده لوجهً ماسحا ً على خدي وقال بهدوء " من أجلك قمر ,ال أرٌد
أن
أخسرك أنتً أٌضا ً وال ٌمكننً وضعك فً منزل لوحدك حتى بالحراسة ال
أمسكت ٌده وقلت ببكاء " من بقً لً أذهب إلٌه ؟ لماذا ٌحدث معً هذا
تنهد بضٌق وقال " بقً زوجك ولكنً ال أرٌد أن أرجعك إلٌه وعلٌنا
البحث عن
خٌار ؼٌره خصوصا ً أنه بدأ ٌبحث عنك فً كل مكان وسٌكشؾ أمرك
بسبب تهوره
ٌعرض حٌاتك للخطر بما ٌصنع وأنً إن أرسلت أمراً بالقبض علٌه
فسٌرى عذابا ً
لن ٌتحمله ,لٌقتنع بما نؤمره به فكان كبلمه كله إصرار على مقابلتك
ومعرفة مكانك
ولم ٌتراجع إال حٌن أخبرته أنه بهذا سٌحرم نفسه أٌضا ً منك وسٌصبح
مصدر خطر
علٌك كما نحن اآلن عندها فقط النت كلماته قلٌبلً ,ولكنً أخبرته بالحرؾ
الواحد
أنك لم تسؤلً عنه ولم ٌعد ٌعنٌك ولم تطلبً أن ٌزورك وأن علٌه نسٌانك
ألنه لم
قال مطمبننا " لن تعودي إلٌه حبٌبتً ولن ٌقترب منك ال تحزنً وال
تخافً "
مسحت عٌناي وقلت " والحل اآلن أنا ال أرٌد البقاء هنا أبداً وال ٌوما ً
آخر "
حك جفنه تحت عٌنه وقال " زوج عمتك اقترح أن ٌقطع دراسته وٌبقً
ومإمن
هنا لتبقً معهم لكن ٌبقً الوضع ؼٌر آمن ,فكرت لو لدٌنا من نتق فً
حماٌته
لك من البعض فقط ألن الباقً ستتكفل به المراقبة المكثفة حولك "
تنهد وقال " زوجك مثبل أو أي رجل من طرفه قد ٌكون خطراً علٌك ,
لدي
أصدقاء موثوق بهم لكنهم ٌتبعون للجٌش واألجهزة األمنٌة فلن ٌجدي
األمر
عمتك تقترح صدٌقة لها ابنها ضابط فً الشرطة ,الفكرة جٌدة لكن
المشكلة
أن تبقً وإٌاه فً منزلهم ,هم ؼرب عنك ووالدته تعمل لساعات طوٌلة
خارج
قلت باستؽراب " وما دخل رابد فً كل هذه األمور ! لما ٌبحث عنً ولما
إلٌه ,أقسم لوال طلبك منً تركه لعرفت كٌؾ أجعله ٌبتعد عن طرٌقك
وبالقوة "
قلت بتشتت " أشعر أننً فً شًء ال أفهم منه شٌبا "
قالت عمتً ممسكة لكتفً " قمر حبٌبتً علٌنا أن نتفق علً مكان ٌكون
آمن لك
ال ٌمد لنا بصلة وٌمكن لصاحبه حماٌتك حتى من زوجك فنحن ال نعلم ما
ٌنوي
علٌه ولما ٌبحث عنك وٌصر علٌك هكذا ,المشكلة ال أصدقاء مقربٌن لك
"
ثم وضعت ٌدها علً حقٌبتها وقالت " آه كدت أنسً "
التً لم تلدها لً والدتً ,ال أعرؾ من أٌن ابتدئ وال كٌؾ أشرح لك
موقفً وال
القمر كما تعلمً ولكن ماال تعلمٌه أنً أخذتهم لرابد حٌنها وعلً دفعات
ألكفر عن
خطؤ قدٌم فً حقك وهوا أنً أنا من دللت شقٌقته علٌك ودون قصد منً
أو علم
أوراقها وخبؤ ِ
ت الباقً عنً وما لم تكونً تعلمٌه أن باقً أوراقها لدي
رابد
لذلك اعترضت علً موافقتك الزواج منه لكً ال ٌنتقم منك عن ذاك
الماضً
وٌوم أخبرتنً أنه علم منك عن كل شًء وتصافٌتما صدقت ذلك وسعدت
أنً
تخلصت من عقدة الذنب أخٌراً ,ولم أكن أعلم أنً سلمتك للموت بٌدي
قمر سامحٌنً أقسم لم ٌكن قصدي أذٌتك وكنت أود أن آتً لك بنفسً
واشرح
أسبابً واعتذر ولكنهم منعونً من الذهاب معهم ألن والدتً ذهبت معهم
تحتضننً ووالدي وزوجها ٌحاوالن فهم شًء مما ٌجري فؤخذ والدي
الورقة
منً وقرأها ثم قال بؽٌض ومن بٌن أسنانه " سحقا ً له كان ٌنتقم منك إذاً
"
"كما أخبرتك أبً حساب قدٌم وتصافٌنا فٌه ولم ٌعد له شًء عندي"
قال بؽضب " بعد ماذا ؟ بعد أن أخسرك صحتك لؤلبد ذاك المؽفل
قلت بهدوء ونظري لؤلرض " ماضً وانتهى وال ٌجدي الكبلم عنه اآلن
"
ثم نظرت له وقلت بجدٌة " لدي من سؤبقى معه حتى تنتهً هذه األزمة
ووحده
من سؤكون لدٌه بخٌر ومن سٌمنع حتى رابد عنً "
قال والدي بهدوء " قمر تعرضك للضؽوط النفسٌة مجدداً سٌكون خطرا
كبٌراً لن
تنجً منه هذه المرة بنٌتً ,وأنتً أدرى بحالتك الصحٌة اآلن فبل نرٌد
المجازفة"
قلت بابتسامة حزٌنة " ال تقلق ٌا أبً ما كان كان وانتهى ولن أرى
أسوء منه
ولكن القضٌة ستكشؾ اسمك كامبلً وإجباره على ذلك بالقوة أمر لن
توافقٌنً
عانقنً وقال مطبطبا على ظهري " ال تقلقً حبٌبتً مسؤلة وقت ,أنتً
أخبرٌنً
فقط عن المكان الذي تودٌن الذهاب إلٌه لنجري جمٌع االحتٌاطات األمنٌة
فحتى
كٌؾ سٌصل لها رابد وكٌؾ سٌعلم بمكانها بل كٌؾ سٌعٌدها لحضنه
مجددا
وهل سٌجد الؽفران عند قمر ووالدها وما الخٌارات التً ستكون أمامه
خمس شهور مرت أبحث عنها كالتابه وكمن ٌبحث عن قشة فً كومة
ثبن وبل
أكوام ,كل هذا وهً هنا فً هذه الببلد فماذا لو كانت خارجها !! لكنهم
ٌخفونها
بشكل ؼرٌب فلو كانت فً دهلٌز تحت األرض لوجدتها حتى أنً وصلت
لمرحلة
شككت أن معلومات حٌدر ؼٌر موثوق بها ,حتى وصلنً تهدٌد بإٌقاؾ
البحث
عنها ألتؤكد أنها بالفعل موجودة وأن من ٌخفٌها ٌبدوا والدها وكما قال
حٌدر هوا
ٌواجه خطراً وٌخاؾ أن تطالها األٌدي ,لكن لما سؤصبح أنا أٌضا ً أشكل
خطراً
فبذلك لن استطٌع استردادها ٌ ,بدوا أنه ٌخدعنً فهل سٌرضى بؤن ترجع
إلً
وهوا ٌطلب منً تطلٌقها بدون استخدام العنؾ ,هذا الرجل ٌهدي بالتؤكٌد
فلن
أطلقها ولو مت تحت التعذٌب ,لو أنً فقط أصل إلٌها وأٌن تكون فبل
صبر
لدي على بعدها فعشرة أشهر مرت حتى اآلن وكؤنها عشر دهور لجؤت
حتى
لكتابة قصٌدة لها لعلها تقرأها وتفهم ما فً قلبً اتجاهها وأنه عكس ما
تعتقد
وال أعلم حتى إن وصلت إلٌها أم ال وال أعتقد أن والدها سٌسمح بذلك
تنهدت بضٌق وتؤففت مطوالً لتعود لً نوبة السعال الكرٌهة مجدداً ثم
وقفت
ألعد شٌبا ً آكله فسمعت طرقا على الباب فخرجت له وفتحت فكان أسعد
ؼمز
لً بعٌنه وابتسم قاببل " أمازلت على قٌد الحٌاة ؟ "
خرجت بؤكواب الشاي وضعتها على الطاولة وقلت " لو كان ثمة جدٌد
لوجدته"
قال ضاحكا ً " نعم ولكنً أعنً شًء ؼٌر ملموس ,مثبل معلومات أو
أخبار "
جلست وقلت " ال شًء من كل هذا ولكن لن تختفً كل العمر البد وأن
اتكؤت على مسند األرٌكة وقلت وأنا أقلب المحطات " قصة طوٌلة
وشخصٌة "
نظر من حوله وقال بتساإل " لما تجمع األثاث هل ستؽادر ؟؟"
قلت ببرود " نعم سؤعٌش فً العاصمة ,سؤبٌع منزلً وحصتً من
نظر لً مطوالً بصمت ثم قال " ؼرٌب هذا القرار لما ترٌد االنتقال"
قلت وأنا أرشؾ الشاي " ألؼٌر من مظهر حٌاتً القدٌم ,كل شًء ٌمد
ضحك وقال " تجهز لها عالما ً جدٌداً ٌاال التؽٌر الؽٌر معهود فً
شخصٌتك"
نظرت للكوب فً ٌدي وقلت " ال أعلم ...قد ٌكون قرٌبا ً"
تنهد وقال " رابد هذا السم ٌقتلك أكثر ,أنت تعلم أن حالتك
قال بضٌق " وما الفابدة إن لم تلتزم بالعبلج وتوقؾ هذا السم
ثم السوق وعدت سرٌعا ً ألؼرق فً كتبً فبل شًء ؼٌرها ٌسلٌنً بعدما
أوقفت
مهمة البحث التً كانت تؤخذ كل وقتً وٌبدوا علٌا العودة لذلك مجدداً ألن
هذا
الحال ال ٌعجبنً ولن أرجعها لو بقٌت جالسا ً مكانً هكذا ,عند المساء
وردنً
ضحك وقال " أال أتصل لؽٌر هذا ! أنا شقٌقك ولست جهة حكومٌة ال
أتصل إال لؽرض "
قال ضاحكا ً " لدي شًء ولكن لنتقابل أوالً ال ٌنفع ذلك فً الهاتؾ "
قال " ال عدت للعاصمة نتقابل عند جدتً ألنً ذاهب إلٌها "
قلت ببرود " ولما تبعد الطرٌق عنً هكذا ثم أنت تعرفها ال تطٌقنً
فً األرض خصوصا ً بعد حكاٌة قمر ,ال أعلم كٌؾ تحبها أكثر منا
ضحك وقال " أنت تعرؾ طبع جدتً هً هكذا مع الجمٌع وحتى مدللها
مروان ,فقط قمر كانت حالة شاذة عن الجمٌع ومن الذي ٌعرفها وال
قلت متجاهبل كبلمه " حسنا ً فؤنا كنت سؤزور زوجة والدي على أٌة حال
أنهٌت االتصال ورمٌت بالهاتؾ بعٌداً عنً واتكؤت على األرٌكة أنظر
لصورة
قمر التً رسمتها أنوار تتوسط الجدار فً الصالة ,أٌن أنتً ٌا قمر
اخرجً
المزرعة قبل حلول الظبلم ,توجهت لمدٌنة والدي وزرت زوجته لنتفاهم
فً
أمر المنزل ثم ؼادرت المدٌنة للمزرعة ووصلت هناك بعد العصر ,دخلت
المنزل ووجدت خالً مروان متكؤ على األرٌكة ومؽمضا عٌنٌه ,اقتربت
منه
فقفز واقفا ثم دفعنً وقال بضٌق " أوالً خالً مروان وثانٌا متى ستتوقؾ
عن سخافاتك ثالثا من أٌن أتتك هذه ألحنٌة تزورنا فجؤة "
جلست وقلت " أوالً لن أقول خالً مادمت أعزب ثانٌا لم آتً ألجلك"
قلت بضٌق " ولٌس سوزان ,ال أرٌد لمشاكل الماضً معك أن تتكرر
فهمت"
ضحك وقال وهوا ٌجلس" أعان هللا زوجتك المفقودة على عصبٌتك"
رفع كتفٌه وقال " لٌس هنا ولم ٌقل أنه قادم"
قلت بصدمة " ماذا !! هوا أخبرنً أنه هنا وأننا سنلتقً فً المزرعة"
قال ببل مباالة " اتصل بً منذ قلٌل ولم ٌقل شٌبا ً من هذا"
كٌؾ ..؟ هل ضحك علً ولكن لما وما مصلحته ,نظرت له بتشكك وقلت
قال ببرود " لٌس مقلب ومن ٌفعل مقلبا ً لواحد مثلك
رجاء"
ً قلت بحدة " مروان كؾ عن قول السخافات
وقفت على طولً أنظر له بصدمة فابتسم ابتسامة جانبٌة وؼمز لً بعٌنه
فركضت
جهة السبللم ووقفت على األرٌكة المقابلة لً وقفزت من فوقها دون أن
ألجؤ للدوران
دوما ً ,هً قمر عادت للحٌاة من جدٌد بل أعادت الحٌاة لً مجدداً ,لم
أتخٌل ٌوما ً
شعور من مات وعاد للحٌاة من جدٌد لكنً عشته اآلن وشعرت به ,كنت
أنظر لها
ْ
نظرت لً حمراء تصل لنصؾ الفخذ وشعرها الحرٌري ضفٌرة لؤلمام ,
مطوالً
قالت جدتً ملوحة بعكازها " ما الذي جاء بك أنت ولما صعدت هنا"
قلت ونظري على قمر وٌدي تمتد لها أكثر وهً عادت تنظر لً
لم تجب وقد عادت بنظرها للجانب اآلخر فقلت برجاء مكسور
" قمر أرجوك ال تصبحً مثلً ببل قلب ال تتحولً لقاسٌة وشبٌهة لً"
لمحت دمعة تتسلل من رموشها المنسدلة لؤلسفل فقلت برجاء أكبر وٌدي
ضربت جدتً بعكازها على األرض وقالت " رابد لن أسمح لك بإٌذابها
مجدداً ابتعد عنها فٌكفٌها ما خسرته بسببك ,هً اآلن أمانة والدها لدي
بقوة وقد انطلقت عبراتها ودموعها وبكابها المرٌر لتنسكب معها دموعً
بؽزارة وأنا
أحتضنها بقوة وأقبل رأسها ودموعً تنزل على شعرها تسقٌه ما ًء ٌخرج
من جوفً
وعبرة تفتت أضلعً ونحٌبا ً مرٌراً قاتبلً ٌخرج من صدري وأنا أقول
بهمس مخنوق
جدتً الذي وضعته أمام صدري قابلة " توقؾ ...لقد سمحت لك أن
تسلم علٌها
ألنً رأفت لحالك وكلماتك فعند هنا وكفى ٌ ,كفٌها ما أصابها منك ٌا رابد
ٌ ,كفً
أنك أخسرتها صحتها لؤلبد وكسرت قلبها فلن أخون ثقتها ووالدها فً
حماٌتً لها
من أي شًء ٌضرها حتى أنت حفٌدي"
ضربت على صدري وقلت بحسرة " هً زوجتً لً أنا كٌؾ تمنعونً
عنها ,جدتً
ارحمٌنً أنا أٌضا ً وكونً عادلة فؤنتً ال تعلمً ما أكبته اآلن فً داخلً
وٌحرقنً حرقا ً"
قالت بؽضب " رابد قلت تنزل اآلن ٌعنً تنزل أو أخرجتك من كل
المزرعة ,البد
وأنك الحظت حركة رجال مدنٌٌن كثر حول المزرعة وداخلها ,اتصال
واحد وتكون
قلت برجاء " جدتً أرجوك ال تكونً قاسٌة دعٌنً أتحدث معها فقط"
قالت بصراخ ؼاضب " أخبرتك أنها فقدت صحتها وإن تكرر ما حدث
وصلت لؤلسفل وكان مروان واقفا ً ,نظر لً وقال " ما كل هذا الصراخ
؟؟"
قلت بحدة " هذا لٌس من شؤنك ثم كٌؾ تتجرأ على قول ما قلته عنها قبل
أن أصعد"
قال مؽادراً جهة الخارج " فرسً بحاجة للتنظٌؾ من أجل السباق ألذهب
تم تابع وهوا ٌبتعد " أؼضبوه من فً األعلى فنزل لٌسكب ؼضبه بً
قلت " لم أحضا بمثٌلة لها لكن جدتك أفسدت األمر كعادتها"
قال " قصة طوٌلة مفادها أنه لم ٌعد والدها وال حتى عمتها فً مؤمن
وبقابها معهم
فٌه خطر علٌها وأنت تعلم ال أحد لها ؼٌرهما وكان علٌها البقاء مع من
ال صلة له
بهما فاختارت هً جدتً وقد زارها والدها بنفسه ولٌتك كنت معنا ذاك
الٌوم وكؤن
ربٌس الببلد جاء لزٌارتنا هههههه كان كاالحتفاالت الرباسٌة وقد عاهدته
جدتً
قلت بضٌق " ولما منً هل سآكلها ,أقسم أن أإدي نفسً وال
قال بحزن " لم تعد هناك عملٌة تعٌدها كما كانت مثل السابق فتلك
العملٌة التً كانت
بعد عام ضاعت فرصتها منها بسبب سقوطها ذاك وهً اآلن عرضة
للموت إن
مارست الرٌاضة وإن قامت بؤي مجهود كبٌر ولو رفع شًء تقٌل الوزن
وكما
الضؽوط النفسٌة كذلك والصدمات واألخبار السٌبة وهذا مبلزم لها لباقً
عمرها
وحتى اإلنجاب الطبٌعً ممنوع عنها ,أي أنها فقدت صحتها نهابٌا "
مررت ٌدي فً شعري بضٌق ونظري لؤلرض متكؤ بٌدي األخرى على
السٌاج
قال " سنكون عندكم خبلل ٌومٌن مرٌم وأنوار ما أن سمعتا بوجودها
هناك حتى
قلت بضٌق " وهل ٌنقصها حصار لتؤتً مرٌم وتساعد جدتً"
قلت بحزن " أقسم أنه ال صبر لدي وال لساعة أخرى"
قال بهدوء " المهمة لن تكون سهلة ٌا رابد علٌك كسب ثقتها بك من
جدٌد "
تم ضحك وقال " وكسب رضا جدتً عنك أوالً بالطبع وال تنسى والدها"
قال بضٌق " وهل كنت ترٌد المجًء لها من فور وصولها ,لقد خرجت
من
المستشفى للتو لو فعلتها ذاك الوقت لتبرت منً جدتً أنا أٌضا ً "
قال من فوره " هٌه انتظر لٌس بسهولة هكذا فلوالي ما كنت ستعلم
أنهٌت المكالمة ونظرت جهة شرفة ؼرفتها ,قمر حبٌبتً سؤحارب ألجلك
حتى
الموت ومتؤكد أن حبك لً لٌس بالسهولة التً ٌموت بها فً أشهر فقط ,
حب
شهدت علٌه براءة الطفولة وقلب نقً طاهر ال ٌعرؾ ؼٌر أن ٌحب بقوة
أجل كنت أحمق وال أستحقه اعترؾ بذلك ولكنه سٌعود لً مهما طال
الزمن
ضؽطت أكثر ولم ٌنجح األمر فبدأت بالسعال القوي التفتت جهة السٌاج
واتكؤت
علٌه ولم ٌؽادرنً ذاك السعال إال بعد وقت ألستطٌع الوقوؾ على طولً
التفتت للخلؾ فكان باب شرفة ؼرفة قمر مفتوحا ً قلٌبلً ,نظرت لؤلعلى
فؤؼلقته
واختفى طٌفها عنً ,وضعت ٌدي على جٌبً ألخرج هاتفً واتصل بها
ثم ؼٌرت
رأًٌ ستكون فكرة فاشلة ولٌس وقتها اآلن ,توجهت جهة اإلسطببلت
وكلما مشٌت
هكذا أم هوا هوس والدها بها ,جٌد أنه ال أوامر لهم لمنعً من الدخول
والبد خوفا ً
من الشوشرة التً سؤحدثها لهم إن منعونً فبل خوؾ لدٌه إال من أن
ٌفتضح أمر
دخلت اإلسطبل فكان كما توقعت ٌنظؾ مكانها بنفسه فرسه المدللة ال
وٌؽنً لها
أٌضا ً ,اتكؤت بمرفقً على باب إسطبلها وقلت " لكل عاشق حكاٌة"
وقؾ ونظر لً وقال بضٌق " وكل ٌ ٌبكً على لٌبله وعلى األقل لٌبلي
تحبنً"
قال وقد عاد للتنظٌؾ " أقسم أنك ال تستحق ظفر الفرس األصٌلة التً
لدٌك "
"كم مرة حذرتك من التؽزل فً زوجتً ...ال وتؽنً لها أٌضا ً"
تابع الؽناء بصوت أعلى وابتسامة واسعة وهوا ٌكرر صارخا ً وٌده تلعب
فً
ضربت له فرسه بقوة لتصهل وتهٌج وتفسد القش الذي جمعه وخرجت
وتركته
ٌصرخ ؼاضبا ً ,لن ٌقلع عن عاداته السٌبة زٌر النساء ذاك ,عدت
للداخل
قالت ببرود " رابد اترك الفتاة وشؤنها وال تسود وجهً أمام والدها "
قلت بهدوء حزٌن " جدتً ارحمً حالً أقسم أننً أتعذب من
نظرت للصوؾ الذي تبرمه بٌن ٌدٌها وقالت ببلمباالة " خسرتها وانتهى
األمر
وجد لك حبلً مع والدها أٌضا ً فقد أقسم أمامً أن من ٌمنعه عنك قمر
ووعده لها
ثم نظرت لً وقالت بضٌق " لو كنت مكانها لتركته ٌنشرك بالمنشار على
ما
أصابها بسببك ,ال وجاءت تسؤلنً لما كنت تسعل بقوة ,أنت ال أعلم من
أٌن
لك هذا الحظ المستقٌم"
بقٌت أنظر لها بصمت فقالت مشٌحة بوجهها عنً " وقالت بالحرؾ
الواحد ما
بٌنً وبٌن رابد تصفٌة حساب وانتهت وانتهى من حٌاتً وما أن تنتهً
ظروؾ
قلت ونظري لؤلرض " هل حقا سؤلتك لما كنت أسعل "
تجنبت اإلجابة فنظرت لها وقلت بهدوء " جدتً دعٌنً أتكلم معها
أرجوك"
قالت ببرود " ال وال تحاول أبداً ولن أفارقها لحظة وال أنصحك
األمر تبدوا لٌست مهمة سهلة وكٌؾ أرٌد منها أن تؽفر لً بسهولة بعد
كل تلك
الذكرٌات القاسٌة عنً فً دماؼها ,لو فقط تعطنً مجاالً ألشرح لها
سبب كل
ذلك ,توجهت لؽرفتً باألسفل ونمت فوراً من شدة تعبً بسبب الطرٌق
وعند
الصباح جلست فً الصالة أشرب الشاي فوقؾ حٌنها مروان عند الباب
الخارجً
نظر لً ببرود وقال " أخرج معً لنشرؾ على حرث الحقل "
نظرت له بحقد فقال ضاحكا ً " أقسم لو كان لدي واحدة مثلها لخبؤتها
حتى
وقفت راكضا ً خلفه وهوا ٌركض أمامً ضاحكا ً حتى وصل بً للمحراث
ووقؾ
أبعد ٌداي عنه وقال " هٌا بسرعة لننجز العمل سرٌعا ً "
"سؤحرث أنا وتنثر أنت الحبوب بعدي وؼدا نقلب بهم األرض "
قلت ببرود " ال تحاول معً ثم أٌن عمالكم ألٌسوا من ٌساعدونك دابما ً"
قال بصراخ بسبب صوت الجرار الذي شؽله للتو " أنت تعلم نحن موسم
الحرث وجمٌعهم فً حقل الشعٌر ,هٌا بسرعة علٌا الذهاب لهم سرٌعا ً "
قلت صارخا ً فٌه لٌسمعنً " قلت سنشرؾ ولٌس سنعمل ٌا مخادع"
"وأنت لم تؤتً بمؤل إرادتك بل لخنقً ,هٌا بسرعة وال توزع البذور
بعشوابٌة"
"جٌد بقً الجزء اآلخر ؼدا والتقلٌب أٌضا ً هٌا لنذهب للعمال"
"ال تحلم بهذا لقد كسرت لً ظهري وقدماي ستنشبلن لست مثلك معتاد
على هذا"
قلت من بٌن أسنانً " وهذا ما تتمناه أنت ,لن أترك مكان فٌه
ما تنوي قوله وابتعد عن طرٌق زوجتً فهً لٌست لك وال لؽٌرك تفهم "
قلت وهً ترتب األطباق " السٌدة الكبٌرة لن تؤكل إال بعد ساعة من
تناول
الدواء والسٌدة قمر لم تفتح الؽرفة وقالت ال ترٌد والسٌد مروان فً
الحقل
قلت وأنا أجلس " حسنا ً وال تقولً السٌدة قمر قولً زوجتك وأمام
الرجال
خصوصا ً قولً زوجة رابد ولٌس قمر وخذي لها الطعام لؽرفتها"
نظرت لؤلكل أمامً وشعرت بعدم الرؼبة فٌه رؼم أنً كنت أموت جوعا ً
فوقفت
شرفة ؼرفتها كمن ضاع منه شًء ال ٌعرؾ أٌن ٌجده وال أجد فً كل
مرة سوى
بعد المؽٌب انتقلت للحقل وأنهٌت الحرث ألشؽل بالً عنها بما أن مروان
الٌوم
سٌتؤخر هناك ولكً ٌرحمنً فً الؽد ,بعد أن أنهٌت العمل ونزلت من
المحراث
رأٌت سٌارته تتجه نحوي نزل منها وقال بابتسامة " من أٌن أتاك كل هذا
النشاط "
قلت ببرود " أنت من سٌنثر البذور ؼدا ومن ٌقلب األرض أٌضا ً فعملً
انتهى "
تجلس فً الصالة الداخلٌة وقمر معها تتكا على طرؾ األرٌكة مضجعة
فوقها
ترتدي بٌجامة قطنٌة زهرٌة اللون ببنطلون قصٌر عند الركبة وأكمام
قصٌرة تضع
ساق على األخرى وهً فوق األرٌكة وتمسك هاتفها فً ٌدها وعٌناها
علٌه وشعرها
مرمً خلؾ رأسها نازال على األرض ,اقتربت منهما وجلست فً
األرٌكة المقابلة
هذا ما كان ٌنقصنً أنا أن ترتدي هكذا مبلبس وتجلس هكذا جلوس فوق
األرٌكة
قلت بعد صمت " قمر هذه المبلبس خفٌفة ال تناسب الجو هنا فالبرد
لم تجب طبعا ً وهذا المتوقع منها وجاء الجواب من النابب قابلة
"ال دخل لك بها وبثٌابها متى ستقتنع أنها لم تعد شًء مملوك لك تتحكم
به كما ترٌد "
قلت بضٌق " جدتً الكبلم لها ولٌس لك وأنا ال أتحكم بها أنا أخاؾ على
صحتها "
قالت ببرود " وخاؾ على صحتك أنت تخرج وشعرك مبلبل
تنهدت بضٌق ونظرت للجانب اآلخر ثم أخرجت هاتفً وكتبت لها رسالة
فٌها ( تعلمت منك الحب النقً فبل تتعلمً منً القسوة والبرود فبل ٌلٌق
وأرسلتها لها لٌرن هاتفها معلنا ً وصولها ولم ٌؤتً منها الرد طبعا ً
فؤرسلت
ْ
جلست ما أن قرأتها ورمت بالهاتؾ على األرٌكة وؼادرت لؽرفتها بل
لسجنها من
جدٌد ...نعم خدي بحقك منً ٌا قمر ,علمت اآلن بما كنتً تشعرٌن حٌن
كنت أتركك
ْ
نظرت لً جدتً وقالت بضٌق " هل وحدك وأسجن نفسً فً مكتبً ,
ارتحت اآلن
لقد تعبت إلقناعها بالخروج وجبت أنت لتفسد األمر ,لما ال ترحمها منك
"
قالت بضٌق أكبر " ال تعتقد أننً جاهلة لهذه الدرجة ,انزل هٌا فمهمتك
انتهت
قلت باستٌاء " لما ال تعطٌنً فرصة ولو واحدة ألشرح لها موقفً هل
قالت بحزم " رابد ارحمها منك كم مرة سؤقولها فالبارحة جاءتنً لتنام
معً كانت
قلت بحرقة " وارحموها أنتم فالكوابٌس لن تتركها إال إن نمت معها
افهموها
وساعدونً إلرجاعها لً بدالً من وقوفكم ضدي "
قالت ببرود " لن أمنعك إن كانت هً ترٌد وقد طلبت منً بنفسها أن ال
أدعها
وحدها معك وقالت ال ترٌد التحدث معك فً شًء وشًء آخر ؼدا
ستكون أنوار
وقفت مستاء ونزلت لؤلسفل توجهت لؽرفتً وأرسلت لها ( أحبك قمر )
ورمٌت
"هل ٌتناولون الطعام فً األسفل عادتا ً ؟ أعنً بعد قدوم قمر "
فً األعلى وأحٌانا كثٌرة السٌدة الكبٌرة تؤكل معها وأؼلب الوقت ترفض
الطعام"
حصى صؽٌرة وبدأت أرمٌها بها واحدة واثنتان وعشرة ولم تفتحها
فصفرت بصوت
عالً لمرات عدٌدة وببل فابدة ,جمعت بعض األزهار ورمٌتها لتسقط فً
الشرفة
ووقفت مستندا بالجدار أنظر للباب الموصد الذي كنت موقنا ً أنها لن
تفتحه
بعد وقت فتحت الباب ....قد تكون ضنت أنً ؼادرت ,كانت ترتدي
فستانا ً قطنٌا ً
ْ
نظرت بادئ قصٌراً وشعرها مفتوح تتبلعب به النسابم الخرٌفٌة الرطبة ,
األمر
ْ
نظرت نحوي بصمت وجمود لحٌت األزهار على أرضٌة الشرفة ثم
كان القمر مكتمبل وال ٌصعب علٌا رإٌة الدموع تلمع فً عٌنٌها
الواسعتٌن ٌعكسها
ْ
بدأت تمسح الدموع التً ؼلبتها ودخلت من جدٌد وأوصدت الباب ألحد ,
دون
أن ترحمنً وال بكلمة وال بؤن تؤخذ زهرة مما رمٌت لها ,تنهدت ونظرت
جانبا ً
"إلى ما تنظرون وال ٌقترب أحد من هذا المكان حٌث هذه الشرفة مفهوم
"
لحماٌتها ولن استطٌع أمرها بتجنبهم ألنً لن أزٌد األمور إال سو ًء
فسؤحترق فً
عدت لؽرفتً تقلبت كثٌراً ولم أنم إال بعد وقت وصراع مع نفسً كً ال
أتصل بها
ألنً أعلم أنها لن تجٌب فاكتفٌت بؤن أرسلت لها ( تصبحٌن على خٌر
حبٌبتً )
عند الصباح الباكر كانوا ضٌوؾ الؽفلة هنا ال أعلم لما كل هذا النشاط
وما أن رأتنً
كنت مفقودا ولٌس قمر وما أن دخلنا حتى صعدتا لؤلعلى من فورهما
وبقٌنا نحن
فً األسفل ,كان صوت ضحكاتهم ولعب األطفال ٌصل لؤلسفل وكنت أنا
أقؾ عند
أول السبللم وأضرب بقدمً على أولى عتباته بضٌق وحٌدر ومروان
وأٌوب ٌجلسون
"أحدهم كان ٌؽنً باألمس فً الخارج ولم أستطع النوم بسببه "
ضحكا كبلهما حتى تعبا من كثرة الضحك فنظرت له بضٌق وقلت
تنهدت وهززت رأسً وقلت " جداً وأنتم زدتم األمر سو ًء فستجد
قال حٌدر بتحدي " إذا علٌنا بهم إما نحن وإما هم "
قال مادا قبضة ٌده لً " بل سننجح وننتصر علٌهم ونعٌدها لك"
قال ضاحكا ً " هٌا أترك العتبة اآلن واجلس معنا "
ال تنزعً حجابك أبداً ثم نظر لً وقال " أزلنا أول عقبة"
نظرت له بضٌق وما أن فتحت فمً ألتحدث حتى سمعت صوتا ً صارخا ً
موم أنفاسك
س ِ ؼاب العلٌل فوق َ
هاهو شتا ٌء آخر ٌطوي برودته فوق جبٌنً وكل الفصول انطوت فً ُبعدك
ً
سهبل علٌك أن تقضمنً بٌن شفتٌك دون أن تبتلعنً وكؤننً كٌؾ كان
لن أقول أننً قد عفتك ,لكنّ قلبً قد امتؤل بجراحك التً آلمت حبً لك*.
على أمل عودتك ٌخط الحرؾ نفسه فوق قلبً لٌنفذ بٌن أحرؾ حبً لك
اآلن أدركت معنى الفراغ ونؽمة عطركِ تؽادر أنفً إال من -دمٌة*-
رسمنا القدر حبٌبٌن ال فراق بٌنهما لذا االنتظار ٌسكننً وٌتجذر فً
داخلً
مشكورة حبٌبتً كٌد على كلماتك الرابعة لتكون ضمن فصول رواٌتً
الفصل القادم لقمر فكونوا بانتظارها ودمتم فً رعاٌة هللا وتوفٌقه
بعد ذاك الٌوم الذي سقطت فٌه بٌن ٌدي رابد لم أفقد صحتً فقط بل
وكسر شًء فً قلبً ال أعلم إن كان للزمن قدرة على إرجاعه كما
ولو لم تكن جدته خٌاري الوحٌد لما لجؤت لها وأنا موقنة من أنه
أو لتستمر مسٌرة شفقته علً ,فما أن تنتهً مهمة والدي سؤرحل
أخبرتنً الجدة الٌوم أن مرٌم وأنوار قادمتان ,كم كان خبراً مفرحا ً
وكم أشتاق لهما وخصوصا ً مرٌم فكم أحببتها وكم واست حزنً ووحدتً
حٌن تخلى عنً وتركنً لدٌها كالٌتٌمة التً ال أهل وال مؤوى لها
حقا ً رؼم كل ما حدث ال تزال تضن أنه ٌحبنً ,أستؽرب تصرفاته هنا
واحتضنا بعضنا حضا ً ال أقوى منه إال حزنً وال أحزن منه إال شوقً
لها ,بكٌنا طوٌبلً وكل واحدة منا تتمسك باألخرى بقوة وكؤنها ستدخلها
فً جوفها تشق ضلوعها وتدخل وال شًء سوى البكاء والعبرات
أحضنها بقوة وكؤنها هً من ماتت ولٌس أنا ,قلت ببكاء وأنا أزٌد من
قالت من بٌن عبراتها " بل أنا من تطلب منك السماح ,أقسم أنً كنت
أمسكت أنوار بكتفً وقالت " قمر دعٌنً أسلم علٌك وكونا عادلتٌن"
ابتعدت عن مرٌم واحتضنت أنوار التً كانت تمسك طفلة بٌن ٌدٌها وما
أن احتضنتها حتى بدأت بالبكاء هً األخرى بل لتستمر مسٌرة بكاءها
التً بدأت منذ احتضنت مرٌم ثم ابتعدت عنها وقلت وأنا آخذ الطفلة منها
قالت بابتسامة " نعم أنجبتها منذ ثبلث أشهر وعلمت أنها فتاة قبل أن
نعلم
أنك على قٌد الحٌاة فسمٌتها منذ ذاك الحٌن قمر كاسمك رؼم أنها ال
تشبهك أبداً"
ضحكنا ثبلثتنا فقالت مرٌم " ومن أٌن ستكون مثلك ووالدها حٌدر"
قالت أنوار بضٌق " وما فً حٌدر ال ٌعجبك ثم ها أنتً أٌضا ً سلب
قالت مرٌم بنصؾ عٌن " لست كحٌدر ووالده طبعا ً"
أخذت أنوار ابنتها منً وقالت " ابنتً جمٌلة ووالدها كذلك ٌالكم من
سٌبٌن"
قلت مؽٌرة مجرى الحدٌث " هٌا تعالوا لحٌت الجدة أم لن تسلموا علٌها
"
خرجنا لها عند المجلس وجلسنا نتبادل األحادٌث حتى ؼادرت الجدة
من أجل تناول الدواء ألنه ٌسبب لها النوم لساعتٌن على األقل وبقٌنا
ثبلثتنا ال شًء سوى الضحك واالستمتاع ,بعد قلٌل ورد اتصال ألنوار
تم تؤففت وأنهت االتصال سرٌعا ً وؼطت شعرها فقالت مرٌم بحٌرة
قالت بابتسامة جافة " أوامر شقٌقك فٌبدوا ٌخاؾ أن ٌقفز أحد
قفزت أمامً جمٌعها ,قالت بعدها أنوار " قمر هل هم لحماٌتك من كل
شًء ؟"
نظرت لها بصدمة فؤمسكت ٌدي وسحبتنً منها وقالت " مرٌم هٌا"
اقتربت بً عند السٌاج وبدأ برفعً إلسقاطً منه وأنا أصرخ بهما
وهما واألطفال ٌضحكون علً ,لم ٌكن أحد فً األسفل استنجد به
وعادتا للجلوس وكؤن شًء لم ٌكن ,دخل حٌنها علٌنا المجلس ونظر لً
بخوؾ وحٌرة ونفسه ٌلهث من الركض ثم نظر لهما وقال " ما بكم ؟؟"
هززت رأسً ببل دون كبلم فقال " سمعت صوتك ...قمر تكلمً ما بك"
نظرت لؤلسفل وعضضت شفتً السفلى بارتباك وأنا ابعد طرؾ شعري
رمت مرٌم بٌدها وقالت ببلمباالة " ٌبدوا قلبك قد هٌا له ذلك"
نظر جهة صبا التً تهددها مرٌم بٌدها فقالت ضاحكة وهً تشٌر
دخلت حٌنها الجدة التً ٌبدوا أنها لم تتناول الدواء بعد وقالت
"ما بك تصرخ وما الذي جاء بك هنا أال تعلم أنه ثمة امرأة
نظرت لنا وقالت " اتصل مروان ٌقول أن الحرس مجتمعٌن عند الباب
ومنعهم
ثم توجه نحوي فؤنزلت رأسً أرضا ً فوقؾ أمامً مباشرة ومرر
أصابعه على خدي وأحنى رأسه لً لٌصبح وجهه عند وجهً وقال
بهدوء قلق " قمر هل تشعرٌن بشًء ؟"
أبعد شعري خلؾ أذنً وقبل خدي وؼادر من فوره لٌتركنً كورقة من
أوراق هذا الخرٌؾ تسقط جافة على تلك التربة الباردة ال تعلم ما معنى
"وهل أنتم أطفاالً كل واحدة منكما بؤبنابها وتفعلون هذا الجنون ,ماذا
لو
مرض قلبها من الخوؾ أال تعلمون أن قلبها ضعٌؾ ,كم مرة سنضٌعها
تم دخلت تردد بضٌق " ما أنا موقنة منه أنكم ستسودون وجهً أمام
ضحكت أنوار وقالت " وما كان ٌدرٌنً أنها ستستنجد به وأنه
للضرورة القصوى ,أجبت فقال قلقا " قمر هل أنتً بخٌر ! لما كنتً
تصرخٌن ؟"
قلت " أنا بخٌر أبً اطمبن كنت وأقارب للجدة نتسلى ,فقط هذا ما فً
األمر"
قال من فوره " حسنا ً ولكن الحراس سمعوا صراخك ,هم هناك لحماٌتك
بنٌتً كما تعلمً لقد أعطٌتهم أوامر منذ البداٌة أن ال ٌتعرضوا لسكان
المنزل
وال أقاربهم وزوارهم المعتادٌن من أجل التكتم لذلك امتثلوا إلٌقاؾ ابن
العجوز
لهم لقد تحدث معه بنفسً ,قمر اعتنً بصحتك جٌداً صؽٌرتً"
قال بصوت مبتسم " ال بؤس بلؽً الجدة سبلمً وداعا ً اآلن"
قلت بخجل " أردت إخافتكما فقط بمناداتً له ولم أتصور أن ٌسمعنً"
قالت أنوار بخبث " لما ال نختبر سمع أٌوب أٌضا ً"
ضحكنا جمٌعا ً فقالت أنوار " حتى إن سمعك أحدهم سٌقول له أنت
وأمضٌنا الوقت على هذا الحال حتى المساء ونحن والجدة فً ضحك
مستمر ,كم أسعدنً وجودهما وأشعرنً أنً لست وحٌدة وال أحد
مع الرجال فهً الوحٌدة التً ٌمكنها التجول فً األسفل براحه ,كم هً
محظوظة ...زوجها وشقٌقاها وخالها لما أنا وحٌدة وحتى والدي ظهر
لٌختفً من جدٌد وال أقارب لً سوى خالً وزوجته ال بارك هللا فً قرابة
كهذه وعمتً التً تسافر أكثر مما تقٌم هنا ,سمعت خطوات تقترب منً
تم صوت رابد ٌقول " قمر الجو بارد هنا حبٌبتً لما تحبٌن هذا"
ؼمرت وجهً فً ذراعً متكبة علٌها ولم أتكلم فجاء صوت مرٌم قابلة
قالت مرٌم " هٌا إذا انزلً معنا فؤنوار فً األسفل أٌضا ً والجو فً
قالت بتذمر " قمر جدتً لم ترضى أن تبقً وحٌدة وال أن ٌبقى رابد
قال رابد " قمر لما تقولٌن هذا ,إن كان ألجلً ال ترٌدٌن النزول
وقفت ورأسً لؤلسفل وقلت وأنا أمر بجوارهما " سؤلحق بكما بعد قلٌل
"
تم توجهت من فوري لؽرفتً ألن الدموع ؼلبتنً وال أعلم لما ترٌد
الخروج
كلما اقترب منً وسمعت صوته لما اآلن فقط صرت حبٌبته وفً الماضً
احتجتها أكثر وبخل بها علً ,لما اآلن فقط ٌهتم بً وحٌن كنت ببل سند
بكٌت كثٌراً بمرارة كعادتً التً لم ٌؽٌرها حتى موتً وعودتً للحٌاة
كانوا ٌجلسون على بساط على األرض فاقتربت منهم ألقٌت التحٌة
بهدوء وجلست بجانب الجدة وما أن وقعت عٌناي على رابد الذي
كان ٌنظر لً حتى رأٌت فً عٌنٌه نظرة حزن واستفهام ,مإكد الحظ
على عٌناي أنً كنت أبكً فؤبعدت نظري عنه ومضى الوقت ٌتبادلون
األحادٌث وأنا فً صمت ٌشاركنً رابد فٌه ,نظر أٌوب للخلؾ وقال
قال حٌدر بضٌق " أال ٌرون أن النساء مجتمعات هنا علٌهم احترام
المكان"
قلت بهدوء وعٌناي على ٌداي فً حجري " أخبرتكم أنً ال أرٌد مضاٌقة
أحد"
قال حٌدر " أنا آسؾ ٌا قمر لم ٌكن قصدي ذلك ولكن حتى
قلت بابتسامة حزٌنة " محضوضة بماذا ؟ بؤن حٌاتً عرضة للخطر أم
بؤن والدي الذي وجدته بعد سنٌن حٌاته فً خطر كبٌر وقد ٌؤتٌنً خبره
فً أي لحظة وقد بات وباء ال ٌمكنه االقتراب منً وأنا أحوج الناس
سكت الجمٌع وكؤن كلماتً سببت لهم خرسا فنزلت منً دمعتان
مسحتهما
وقلت بعبرة " أم محضوضة بؤن كل من ٌدخل حٌاتً ال ٌزٌدها إال حزنا ً
وقؾ حٌنها رابد وابتعد عنا حتى وصل عند الشجر ووقؾ هناك مستنداً
على إحداها بٌد و ٌدخن سٌجارة باألخرى وٌسعل بٌن كل رشفة والتالٌة
فقال حٌدر بضٌق " ال أعلم متى سٌترك هذا الداء القاتل وٌؤخذ العبلج
سوؾ ٌقضً على نفسه بإرادته ,ال أفهم كٌؾ ٌفكر"
قالت مرٌم ونظرها علً " ٌبدوا لم ٌعد ٌرٌد الحٌاة لذلك ال ٌتمسك بها"
عدت لصمتً وعادوا للتحدث عن مروان وعن تؽٌبه اآلن وعن سهرته
وأصدقابه لٌلة كل جمعة ورابد مكانه وعلى حاله ,بعد وقت وقفت مرٌم
تتحدث معه بحدة وهوا ٌتجاهلها ثم عادت ناحٌتنا وجلست وقالت بضٌق
"أعقاب السجابر تحته فً كل مكان وهوا ٌعاند وٌقول أنه مرتاح هكذا"
قال أٌوب " معتادٌن التدخٌن هكذا دابما ً إن تضاٌقوا ٌدخنون بشراهة"
قال حٌدر " منذ شهور وهوا على حاله هذه حتى تضررت ربته
شعرت حٌنها بقلبً ٌتمزق ,قمر ٌا بلهاء ٌكفٌك حتى هنا ٌكفً
قالت بضٌق أكبر " أخبرتك أنً أرٌد النوم لكنك أصررت على نزولً
معكم"
وقفت ووقؾ هوا بعدها تبعها وتوجها للداخل ووقفت الجدة بعد قلٌل
واعتذرت لتخلد للنوم وقالت " قمر هل ستصعدٌن اآلن"
ابتعدت عنا فنظرت مرٌم جهة أٌوب وقالت " تبدوا عٌناك حمراوان
وستنام"
ضحك وؼادر فً صمت وبقٌت أنا وهً وحدنا ,كانت تتحدث فً أمور
شتى
عن المزرعة والخرٌؾ والربٌع فٌها وأنا أشاركها بعض األحٌان ألنً
وحدي
معها ثم نظرت جهة رابد وقلت " وحتى متى سٌبقى هناك وهكذا ؟"
قالت رافعة كتفٌها " ال أعلم ؟ قد ٌبقى حتى ٌسقط مٌتا ً مكانه"
تم تنهدت بعدها وقالت بحزن " أنتً ال تعلمً ما مر به وقت ضننا
قلت بعد صمت " أنا ال أفهم شقٌقك ٌا مرٌم ! ما ٌرٌده منً اآلن بعد أن
ٌحرقنً ألذوب كالشمعة لتضًء له ,بعدما كان ٌنتقم منً على الماضً
و" ......
بقٌت أنظر لها بصدمة فقالت بجدٌة " أنظري باتجاهه هل هذا حال ٌسر
أحد"
"ال أطلب منك مسامحته ٌا قمر فؤنتً محقة فً ؼضبك منه لكن ارحمٌه
المتواصلٌن تحت تلك الشجرة فبل تكونً وهً سواء وال ترتكبً خطؤه
فً
حقك سابقا ً فهوا كان بالفعل ٌخاؾ علٌك حٌن كنتً تمرضً ولم ٌكن ٌعلم
"لما أنا من تلقً باللوم علٌها وأنتً أكثر من علم بحالً حٌنها ٌا مرٌم
"
قالت بهدوء " أقسم أن قلبك ال ٌطاوعك تتركٌه هكذا ,هٌا ٌا قمر اذهبً
إلٌه"
بقٌت فً جلوسً وصمتً للحظات ثم مسحت دموعً وتوجهت نحوه
كان ٌسعل بشدة والسٌجارة فً ٌده ٌمسك بها عنقه من الخلؾ والٌد
األخرى
نظر لً مطوالً ثم مد أصابعه ومسح بها على رموشً وقال " ال تبكً ٌا
قمر"
أنزلت رأسً لؤلسفل وقلت بهدوء " توقؾ عن التدخٌن وعد هناك"
أمسك ذقنً بؤصابعه ورفع وجهً إلٌه وقبل شفتاي قبلة صؽٌرة لتعود
لً كل
ذكرى قببلت شفتٌه فسافرت بنظري لؤلرض فقال " هكذا ٌمكننً التوقؾ
"
تم ؼادر أمامً عابداً حٌث كنا نجلس ,وصل عند مرٌم همس لها شٌبا ً
فً أذنها فابتسمت وقالت له شٌبا ً بهمس ثم ؼادر هوا للداخل ,وصلت
نظرت لها بضٌق وقلت " مرٌم ال أرٌد أن أضن بك ضنا سٌبا ً فؤخبرٌنً
ما قاله لك"
"أقسم أنه قال ذلك وقال أٌضا ً شكراً لك ٌا مرٌم وال أعلم لما"
هزت رأسها ببل وقالت مصدومة " لم ٌحدث ولم ٌخطر فً بالً ذلك"
بقٌت أنظر لها ببرود فقالت بضحكة " هناك جملة كنت أقولها له فً
الماضً حٌن
ٌستجوبنً مثلك اآلن وأخشى أن أقولها عنك وتؽضبً منً وتستدعً لً
حراسك"
وهربت مسرعة جهة المنزل ,هذه المحتالة طوٌلة اللسان صرخت بها
وقفت والتفتت ناحٌتً وقالت وهً عند الباب " سؤرسل رابد لٌبقى معك
"
وما أن التفتت لتدخل حتى قلت وأنا أتوجه نحوها مسرعة " مرٌم
انتظري"
لحقت بها وصعدت لؤلعلى توجهت لؽرفتً وما أن وضعت ٌدي على
اقتربت وقالت " لن أنام قبل أن اطمبن أنك فً ؼرفتك ,قمر ٌا ابنتً
إن كنتً ترٌدٌن النوم معً ال تخجلً أعلم أنك ال ترتاحٌن فً نومك"
قالت بهدوء " هل صحٌح أنك ال ترٌن الكوابٌس ورابد ٌنام معك"
تنهدت وقالت مؽادرة " سامح هللا الكوابٌس ورابد أٌضا ً ال أعلم كٌؾ
ابتسمت بحزن لكلماتها ودخلت ؼرفتً وما أن وصلت سرٌري حتى رن
هاتفً بنؽمة رسالة ,أعلم أنها منه فبل والدي وال عمتً وابنتها
ٌستطٌعون
االتصال بً ومإكد تصبحٌن على خٌر ألنها أصبحت شٌبا ً ضرورٌا ً ,لم
ٌتذكرنً سابقا ً برسالة ...ال وكان ال ٌحب سماع صوتً فً الهاتؾ
هل كان ٌلزم أن أموت لٌشعر بً ,دخلت السرٌر وؼطٌت كامل جسدي
باللحاؾ كعادتً ,ال أعلم لما معه فقط استؽنً عن كل هذه األمور التً
ال أنام إال بها وال أستٌقظ إال عن طرٌقها وكؤن عللً النفسٌة القدٌمة
تتحكم بكل شًء ٌخص نومً وهوا ٌتحكم بتلك األمور ,كان حلمً
دابما ً بخالً وزوجته والهوة التً أقع فٌها وركضها خلفً بوجه بشع
إلٌه وانقده ,تنهدت بضٌق ثم قرأت أذكار النوم كثٌراً حتى سافرت
فً نومً ,مر بعدها ثبلث أٌام ال أحد ؼٌرنا نحن النساء فً المنزل
تحاول مسابقة مرٌم بالخٌل وأنا وأطفال مرٌم نشاهدهما عند السٌاج
لم أتخٌل أن مرٌم ماهرة هكذا فً ركوب الخٌل ,أبناء مرٌم كانوا
ٌشجعونها وأنا أضحك على صراخهم حتى شعرت بٌد تلتؾ حول
خصري فشهقت مذعورة وقلبً كاد ٌتوقؾ من الخوؾ لكنً علمت
"لماذا أرد ِ
ت الموت على ٌدي ٌا قمر لماذا ؟؟"
نظر لؤلرض تحته وقال بحزن " بلى أفهمه وأعٌشه أٌضا ً"
ولٌته ظهري ألؼادر فلم أشعر سوى بٌده تسحبنً نحوه وأوقفنً أمامه
عند السٌاج ووضع ٌدٌه علٌه ممسكا ً أولى خشاباته وأنا بٌنهما ثم انحنى
حتى وضع ذقنه على كتفً وقال هامسا ً " لما ال نركبه سوٌا ً ونسٌر به
ببطء"
ال أعلم لما ٌفعل هذا ولما ال ٌفهم رفضً له وٌبتعد ٌ ,بدوا أنً لو فعلت
سابقا ً مثل ما ٌفعل اآلن لكسبت قلبه بدالً من التشاجر معه على الدوام
لقد أهنته البارحة أمامهم جمٌعا ً ولم ٌتكلم ,كنت أنا فً الماضً أبرد
على قلبً برد اهانته وال أجنً شٌبا ً ولكن هل كان سٌجدي هذا معه ؟
ال أعتقد ,بعدما طال صمتً عدل وقفته مستقٌما ً وأبعد ٌدٌه عن
قبل رأسً أٌضا ً وقال " لما لم تخبرٌنً عن ؼٌداء وما قالته لك"
أمسكت ذراعٌه المطوقة لخصري بقوة وقلت بحزن " كٌؾ ؟؟"
ضحكت ضحكة حزٌنة وقلت " مإكد تذكر ما أجبتنً حٌن سؤلتك
لعب بؤنفه على خدي ثم قبل كتفً وقال بهدوء " ال أذكر أننً أجبتك عنه
"
كنت أبكً وأشهق بعبرات دون كبلم وهً تحاول تهدبتً ,بعد وقت
دخلت
مرٌم وأنوار واألطفال راكضٌن فقالت الجدة " ما بكم من ٌركض خلفكم !
"
ثم نظرت ألبنابها وقالت " هٌا بسرعة لنؽٌر ثٌابكم قبل أن تمرضوا"
ثم صعدوا جمٌعهم لؤلعلى ودخل حٌنها رابد ولكنه لم ٌكن مبتبلً
هل كان هنا عند الباب أم ماذا !! توجه ناحٌتنا وجلس وقال ونظره
بترت كلماتها حٌن أمسكت قلبً وانحنٌت لؤلسفل بسبب األلم فٌه
قال بحدة " هذا كان كبلمك فً السابق ولم تكن حقٌقة"
قلت بتؤلم " لم تعد صحتً كما كانت وهذه النوبات ستبلزمنً"
بٌنه والجدة عن نقلً للمستشفى ولم أكن أفهم منه إال القلٌل ,كنت
أحاول
كتم آهاتً حتى هدأ األلم قلٌبلً لٌتحول لبكاء ,كان ٌشدنً لحضنه بقوة
محاوالً تهدبتً وهوا ال ٌعلم أنه بهذا ٌبكٌنً أكثر حتى قلت بصوت
ارتخت حٌنها ٌداه عنً ووقؾ وخرج للخارج وأؼلق الباب ,بقٌت
أبكً لوقت حتى هدأت ونزلت حٌنها مرٌم وقالت " هل رابد فً الخارج
"
قالت الجدة ببرود " إذا هوا ٌمزق ربتٌه تحت مضلة الباب"
له ,كان ٌدخن وٌسعل كما فً تلك المرة فاقتربت منه وأخذت السٌجارة
من أصابعه ورمٌتها تحت المطر نظر لً ثم لها على ألرض وقال
"لما أطفؤتها"
رفع نظره للبعٌد وقال بحزن " ولما سؤعٌش ,أنتً تعلمً معنى
قلت بحدة " أنا فعلت ذلك ألنً آمنت أنه ال حٌاة لً معك وال حتى
بدونك ,أنت تفعل هذا اآلن لتشعرنً بالذنب ألٌس كذلك"
هززت رأسً ببل دون كبلم وعٌناي تمتلا بالدموع فمسح على
وجهً بٌده وقال بابتسامة حزٌنة " بلى تفعلٌنها أكثر منها"
قلت ودموعً بدأت بالنزول " أنت السبب ٌا رابد ,أنت من كسر لً قلبً
ولؤلبد"
مسح دموعً بؤطراؾ أصابعه وقال " ال تبكً ٌا حبٌبة رابد كم مرة
سؤقولها"
تم عاد بنظره للبعٌد وادخل ٌده فً جٌبه وأخرج سٌجارة فؤخذتها منه
ورمٌتها
أرضا ً ودست علٌها بقوة وأنا أقول بصراخ ؼاضب " ٌكفً ٌكفً قلت
ٌكفً"
كنت أكرر ذات الكلمة ببكاء وؼضب حتى تحولت لقطع تحت حدابً
هز رأسه بنعم ثم نزل تحت المطر وؼادر حتى اختفى عن نظري فً
الظبلم
عدت للداخل وجلست أبكً لوحدي حتى نزلت مرٌم واقتربت منً وقالت
قلت ونظر لؤلرض " ال أعلم ,ؼادر تحت المطر منذ ساعتٌن"
شهقت بقوة وما أن فتحت فمها لتتحدث حتى سمعنا صوت سعاله
ٌقترب ثم انفتح الباب ودخل منه مبلبلً من شعره لقدمٌه ,اقترب منا
كنت أسمع عن الٌؤس الذي ٌجعل صاحبه ٌكره الحٌاة ولم أعرفه وأجربه
إال حٌن ضننت أن قمر مٌتة ,وكنت أسمع عن تحكم أحدهم فً مزاجك
حد أن ٌوصلك للثمالة بقبلة صؽٌرة ولم أعرؾ ذلك أٌضا ً إال الٌوم
لتجعلنً
قبلتها األولى لً منذ تزوجتها أفقد نصؾ حواسً وأنزل تحت المطر
وكؤنً
ال أراه موجوداً وال أشعر به ,لم أجرب الخمر ٌوما ً ولكن إن كان كهذا
فقد
علمت اآلن لما هوا محرم ,وصلت عند أشجار اللوز وازدادت نوبة
السعال
عندي حتى ضننت قلبً سٌتوقؾ وربتً ستخرج من فمً فجلست تحتها
بعدما فقدت أؼلب الهواء فً ربتاي من كثرة ما سعلت ,كنت أجلس على
على رأسً وأكتافً وربتاي تتقطع وجسدي بٌن الماء والماء ,بعد وقت
طوٌل هدأ المطر قلٌبلً فوقفت بصعوبة وسرت مستنداً بكل ما مررت به
حتى وصلت المنزل ودخلت ال أرى سوى األرض تحتً وما أن خطوت
بضع خطوات حتى خارت باقً قواي ولم أشعر سوى باألرض تنادٌنً
لحضنها ولم أسمع سوى صوت قمر تصرخ باسمً وال أعلم إن كانت
وحدها هنا أم معها أحد ولم تلتقط أذنً ؼٌر صوتها أو أنه هٌا لً كل
ذلك ,بعد وقت فتحت عٌناي ببطء ووجدت نفسً على سرٌر ؼرفتً
وأول من وقع علٌه بصري كانت مرٌم تجلس بجواري وقمر تقؾ عند
الباب وما أن نظرت لها حتى فتحته وخرجت وأؼلقته خلفها بهدوء
نظرت خلفها ثم لً وقالت " ترفض قول ؼٌر أنها بخٌر لكن
سعلت قلٌبلً ثم قلت " ورجال والدها ما نفعهم هنا ,كنتم طلبتم منهم
أخذها"
قالت وهً تعٌده على صدري " قمر طبعا ً فوحدها ٌمكنها
سعلت مجدداً ولذت بالصمت فتنهدت وقالت " قمر تعبت بسببك كثٌراً
أنت شقٌقً وأحبك لكن الحقٌقة كذلك فؤنا من عشت معها شهرٌن
كانت ترى عذاب تركك لها أسوء من عذابها معك وأنت تضن
سوء ,رابد
ً قالت وهً تمسكنً بقوة " لن ٌزٌد هذا األمور إال
وصعدت السبللم حتى وصلت ؼرفتها ,طرقت الباب بخفة ففتحت لً
قلت مستنداً بٌدي على الجدار " أنا بخٌر كٌؾ هً اآلن"
هزت رأسها بٌؤس وقالت " كلما ؼفت قلٌبلً استفاقت مفزوعة ,تبكً
الوسادة بقوة وتخفً وجهها فٌها فجلست بجوارها على السرٌر أمسح
لً فمسحت الدموع من عٌنٌها وقلت بابتسامة وأنا أمسح على وجهها
"نامً ٌا قمر أنا ومرٌم هنا وال شًء آخر حبٌبتً ...نامً اآلن"
أؼمضت عٌناها ببطء دون كبلم وعادت للنوم ,بعد قلٌل ارتخت ٌداها
عن الوسادة فنزعتها منها وؼطٌتها جٌداً وقبلت جبٌنها وجلست بجوارها
وؼادرت مرٌم ألبنابها وبقٌت وحدي معها أمسح على وجهها وأقبل
خدها كل حٌن وكؤنها إكسٌر الحٌاة الذي سوؾ ٌبقٌنً صامداً بجوارها
سٌطر علٌها وإال ما كانت طلبت منً كهذا الطلب ,كنت بحاجة للنوم
أكثر
من أي ٌوم لكنً ما كنت سؤرد طلبها مهما كان مستحٌبل ,بقٌت بجوارها
لساعات حتى سمعت أذان الفجر عندها قبلت جبٌنها وخدها وقلت هامسا ً
وخرجت فسمعت صوتا ً لنقاش حاد فخرجت ابحث عنهم فكانت جدتً
قالت مرٌم بضٌق " بلً سترٌن بعٌنك ما ستكون نتابج ذلك
قالت ببرود " لن أفعلها أبداً وأطرد شقٌقتً وابنتها من أجل ترهات
إن كان ٌرٌدها ما تزوج بؽٌرها وهً تعلم ذلك جٌداً "
قالت مرٌم بحدة " لن تؤتً إال ألجله أو ألجل إؼاظة قمر
لحقت بها أمسكت ذراعها وقلت " ولما تضاٌقها إن كانت ستؤتً
قالت بؽضب " سٌدة الدالل ترٌد البقاء لٌومٌن هذا إن لم ٌكن أكثر"
هزت رأسها وقالت " لن ٌتؽٌر شًء ولن تسلم منها أعرفها جٌدا"
قالت بضٌق " رابد ال نرٌد أن نخسرها ٌكفً ٌوم األمس السٌا"
قالت بضٌق أكبر " مهما أحببتها فلن أحبها كشقٌقً ,رابد أنا
قلت بهدوء " وإن قلت لك أرجوك هذه المرة وافعلٌها من أجلً"
قالت باستسبلم " أنا حقا ً أرٌد المساعدة ,لكن رابد أرجوك ال تقسوا
قالت وهً تصعد السبللم " أمري هلل خدمات دون مقابل"
استوقفتها مجدداً وهً فً آخر الدرجات وقلت " هل سؤلت عنً الٌوم"
نظرت لً بصمت مطوالً فقلت بتذمر " مرٌم باهلل علٌك تجٌبً"
ْ
سؤلت عنك فبل ٌمكننً قول ذلك لك فهذا لن ٌعجبها قالت " إن
قالت وهً تصعد " ٌالك من محتال ٌا رابد وورطتنً ,إن قلت لن
ابتسمت لها وهً تصعد ...سؤلت عنً إذا ,راقبتها حتى اختفت وؼابت
لوقت ثم
نزلت ومرت بجواري وقالت " تمت المهمة وسؤذهب لجدتً ,ال تتؤخر
كثٌراً مفهوم"
للخلؾ بشرٌطه حمراء وتقؾ مكتفة ٌدٌها ,اقتربت منها ببطء حتى
صرت
طوقت خصرها برفق وقبلت عنقها ونظرت لما تنظر إلٌه بصمت
بعد قلٌل قبلت خدها وقلت " هل ٌمكننا التحدث اآلن عن كبلمك باألمس"
قلت وشفتاي على عنقها " ولما ال دعٌنا نصل لنتٌجة ترضً كلٌنا"
قالت بهدوء " رابد ال أرٌد جرحك بكلماتً لنصبح الٌوم فً
قلت وأنا أستنشق خدها وشعرها " تخافٌن على صحتً إذا"
كنت أشعر بارتجاؾ جسدها بٌن ذراعاي مما أفعل فزدت من شدي لها
أكثر وقلت وأنا أقبل عنقها عدة قببلت " لما الصمت حبٌبتً"
خرجت منها أنة صؽٌرة وقالت " رابد اتركنً أنت تإلمنً"
قالت بحزن " ألنك كنت تخاؾ على صحتً فً الماضً أو ....تشفق
علً"
أكتفت بالصمت ,علمت اآلن كم كان قاسٌا على قلبها كونً أشفق علٌها
نعم كم ذلك قاسً وعلمت لما كانت تقول أنها ال ترٌد شفقة منً ,هٌا
خذي
بحقك منً ٌا قمر خذي ,همست فً أذنها " لٌست الشفقة أرٌد"
طؤطؤت برأسها حتى شعرت بدمعتها تسقط على ٌدي الملتفة حول
خصرها
وقالت بحزن " ال أرٌد أن أكون بقسوتك ألنك لن تشعر بما كنت أشعر
أبداً
لقد مات الورد ٌا رابد وانكسر ذاك الشًء لؤلبد"
ابتسمت بحزن ....ال تكذبً على قلبك ٌا قمر فارتجافك بٌن ذراعاي أكبر
قالت بسخرٌة وقد عادت بنظرها للبعٌد " كنت سؤحبك فهذا فقط ما أتقنه
"
"ها قد اعترف ِ
ت أنك ال تتقنٌن سوى الحب فما تؽٌر اآلن"
شهقت بعبرة ثم قالت بنفس متقطع من البكاء " مذكرتً كانت لدٌك
وكنت تعلم ما
أشعر اتجاهك ومنذ طفولتً وكان كل ما فً قلبً ٌظهر أمامك جلٌا فً
كل نفس
تم أمسكت بٌدٌها ذراعاي المطوقتان لكتفٌها ودست وجهها بٌنهما وقالت
ببكاء
دسست وجهً فً شعرها وقلت بحزن " بل كنت أحبك رؼما ً عن أنفً
وعن
قلبً وانتقامً كنت أحبك وأضحك من مرٌم كلما قالتها لً لٌس ألنها
لٌست
حقٌقة بل ألنً أهرب من االعتراؾ بها ,كانت أمامً قمر الطفلة البرٌبة
وقمر الزوجة الجمٌلة مقابل ضوء القمر الخابنة اثنٌن مقابل واحدة
فانتصرتا
فً النهاٌة علٌها وٌوم عدنا من المزرعة كنت قد قررت التحدث معك فً
اثنتٌن انتصرتا على الحقد فً قلبً فكٌؾ بكم الثبلث مجتمعات بعدما
علمت
الحقٌقة ,أقسم لك ٌا قمر أن قلبً ٌكاد ٌتفجر حبا لك ولو كانت خبلٌا
الجسد
تتحدث لقالتها لك كل واحدة منها على حدا ,عاملٌنً بقسوة خذي بحقك
منً
"حددي وأنفذ"
أنفً على أنفها وقلت " الحسنات ٌذهبن السٌبات ٌا قمر ألٌس كذلك"
قالت والدموع تتدحرج من عٌنٌها " لم أستطع فانسنً ٌا رابد أنا لم أعد
لك"
تم قالت وهً تمسك ٌداي وتبعدهما عنها " ٌكفً حتى هنا ال أرٌد جرحك
بؤبعادي لك عنً لترجع لحرق ربتٌك مجدداً بسببً ,رابد أرجوك ٌكفً
وؼادر"
ابتسمت لها وقبلت جبٌنها وقلت مؽادراً " كما ترٌدٌن حبٌبتً"
قال أٌوب وهوا ٌتبعنً " وما تفعل كل هذا الوقت ؟"
جلست على السرٌر وقلت " أي وقت وأنا وصلت باألمس ولحقتم
قال واضعا ً ٌدٌه وسط جسده " دبرنا بٌنكم كم لقاء ,أنزل حٌدر زوجته
مرؼمة
ذاك المساء لتبقى قمر وحدها فً األعلى وتنزل هً أٌضا ً وأجبرها على
التحجب
لتؤخذ أنت راحتك واتفقت ومرٌم على قدومك باألمس ,كل هذا ولم
نساعد"
تنهدت بضٌق وقلت " إن عاد والدها فسؤخسرها لؤلبد وسٌطلقها منً
بكل
جلس معً على السرٌر وقال " عاملها بالوجه اآلخر إذا بما أنه لم ٌنفع
هذا الوجه"
قلت ببرود " لقد أقسمت على نفسً حٌن شككنا فً حقٌقة موتها أنً لو
ضحك وقال " لقد ورطت نفسك كٌؾ ستعٌش معها كل العمر
تنهدت وقلت وأنا أهز رأسً " أقسم لن افعلها فلتعش معً
وقؾ من فوره وفتح باب الؽرفة وأخرج رأسه وهوا ٌنادي حٌدر بصوت
مرتفع وما كذب اآلخر الخبر وكان فً لحظات لدٌنا ,دخل وأؼلق الباب
قال حٌدر " إن كان الٌوم ال بؤس ؼدا صباحا ً سؤؼادر وزوجتً ,لن
قلت " أخرجانً من دماؼٌكما لم أعد أرٌد خططا ً ,خذ زوجتك ٌكفً"
أمسكنً من ٌدي وقال وهوا ٌسحبنً معه " أتركنا من هذا اآلن وتعال
معً فؤنت
من ٌمكنه الصعود لؤلعلى ,أرٌد معرفة سبب كل هذا الضحك الذي ٌصل
لؤلسفل"
قلت وأنا اتبعه مجبراً " ولما لم تتصل بزوجتك وتعلم منها"
قال " لم تخبرنً ألنها تعرؾ أنه ال ٌمكننً الصعود إلٌهم وزوجتك
ؼٌر طبٌعً ,وصلت لؤلعلى فكان الصوت ٌخرج من جهة طاولة الطعام
ؼرٌب لٌس هذا وقت الؽداء فما ٌفعلونه هناك !! نظرت لهم من خلؾ
الباب
بحٌث ال ٌروننً فكن جالسات على الطاولة وكل واحده منهن بٌدها قلم
وورقة ٌكتبن أو ٌرسمن شٌبا ً وٌضحكن على أوراق بعض وحتى صبا
مثلهم ,دخلت ببطء فرأتنً قمر المقابلة لً وفتحت فمها وعٌناها من
لها فؤخفت وجهها فً ٌدٌها فانتقلت جهة أنوار وقمر ذراعها فً ٌدي
مفتوح وتخرج منه الكتب والمعلومات وعٌناه عٌنا أحمق ,أنوار طبعا ً
رسامه والورقة فٌها مبلمحه بحرفٌة ,ضحكت كثٌراً وأنا أنظر لها ثم
انتقلت لرأس الطاولة حٌث كانت تجلس قمر وأخذت ورقة مرٌم من
هناك وكانت رسمه ألٌوب ٌركب محراث وٌضع رداء سوبر مان جسده
كبٌر والمحراث تحته وكؤنه دراجة أطفال فلم أستطع إمساك نفسً فعدت
للضحك مجدداً بهستٌرٌة فقفزت صبا وقالت " وأنا رسمت خالً مروان
"
أخذت منها الورقة فكانت ألرسمه األشد رعبا ً مبلمح ال تعرؾ من أٌن
جاءت بها وكان ٌركب حصانا هوا أقرب للحمٌر من األحصنة ,كنت
أضحك حتى كدت أفقد توازنً واستندت بالطاولة فقالت مرٌم بضٌق
نظرت جهة قمر التً الزالت فً قبضتً تنظر لؤلرض وتعظ شفتها
حمحمت مرٌم وقالت " ٌا عباد هللا بٌننا أشٌاء صؽٌرة هذا ال ٌجوز"
طبعا ً لم ٌستطٌعا النزول خلفً ,رفعت األوراق أمامهم وقلت " جلبت لكم
سبب
أخذوا األوراق من ٌدي وكل واحد على مبلمحه الؽضب فضحكت وقلت
وما أن تبادالهما حتى بدأ بالضحك الشدٌد ثم أعطٌتهم ورقة قمر وصبا
فجلسا
قال أٌوب " واألخرى أٌضا ً سترى عقابها هل تسخر من حٌاتً وحرثً
بالجرار"
قلت مؽادراً جهة ؼرفتً " هذا إن وجدتماهما فلن تنزال بعد اآلن"
بعد أذان العصر وصلنً اتصال من مرٌم فتحت الخط فلم تجب وكانت
أصوات كثٌرة لدٌها وهً تقول " هذا ظلم ولو علم رابد لؽضب منكما"
المنزل فكانت قمر ومرٌم وأنوار وحتى صبا ٌجلسن حول تسط كبٌر
حدٌدي
قال حٌدر " العقوبة للجمٌع وهً لم تعترض فما جاء بك أنت"
قالت مرٌم بضٌق " اتصلت بك لتنقدنا جمٌعا ً ولٌس زوجتك فقط"
قال أٌوب " ستؽسلون مبلبس العمال الخاصة بالحقل أٌضا ً ولن تقوموا
من
توجهت بقمر جهة صنبور المٌاه فتحته وؼسلت لها ٌدٌها وهً فً
صمتها
ذاته فهً باتت تفضل الصمت عن أي شًء أفعله لتتجنب جرحً وهً ال
تعلم أن قرارها االنفصال عنً وحده ٌكفً بذبحً دون رحمة ,اتجهت
بها
عدت ناحٌتهم وٌدها الزالت فً ٌدي وقلت " قلت لن تؽسل شٌبا ً"
ْ
نظرت من نافذة المطبخ السفلً وقالت بصراخ
ضربت مرٌم الماء والصابون بٌدها وقالت بؽٌض " سؤلبس باروكة
لشعر
بنً طوٌل وعدستان عسلٌتان وأجري عملٌة تجمٌل تؽٌر ما ٌمكن تؽٌٌره
لكً أحضا بما تحضا به قمركم"
قالت أنوار بضٌق " لما زوجها ٌشعر بها وأنتم ال ,ابنتً تبكً علٌا
الذهاب لها"
قال حٌدر ببرود " لٌس قبل أن تنهً عملك ,سؤرٌك ما ٌفعله
صبا الوحٌدة التً كانت تعمل بنشاط وصمت ومرح أٌضا ً وقمر الوحٌدة
التً كانت تضحك فً المجموعة على ما ٌجري ,كم كنت مجرما ً حٌن
قتلت هذه الضحكة وكم رحمنً هللا حٌن أعادها إلً ,قالت مرٌم بحدة
سمعنا حٌنها صوت قادم من بعٌد ٌقول " لمن هذه الضحكة الحرٌرٌة
مد له حٌدر بورقة قاببل " انظر ما ٌفعلون ولعلمك أنت من فً هذه
الصورة"
نظر لها وضحك حتى تعب وكان مروان الوحٌد الذي ضحك على رسمته
قالت صبا بسرور رافعة ٌدها الملٌبة بالصابون " أنا ..أنا"
خرجت حٌنها جدتً اقتربت منا وقالت " ما بها قمر ؟؟"
تم سحبتها من ٌدها األخرى قابلة " وأنت اترك ٌدها ,تعالً معً ٌا قمر
"
تنهدت وأنا أنظر لؤلعلى وقلت " جدتً دعٌنً مرة أقترب منها"
قالت وهً تبعدنً بعكازها " ال تظن أنً مؽفلة ونابمة وال أعلم ما ٌجري
صعدت مرتٌن عند المساء ولم أجد أحداً وكانوا جمٌعهم فً ؼرفة جدتً
وٌؽلقونها ٌ ,عاقبوننً إذا بدالً عنها ,عند الصباح ؼادر حٌدر وأنوار
وعاد مروان للحقول فصعدت لؤلعلى وجلست لهم هناك ,مرت مرٌم
قالت مؽادرة " افعل ما ترٌد ولكن لعلمك أنت بهذا تتسبب بسجنها لنفسها
"
بعد وقت خرجت للمجلس الخارجً أدجن سٌجارتً وبعد لحظات سمعت
صوتا ً سقط فً قلبً كقطعة النقود على األرض الرخامٌة عذبا ً ال ٌمكن
تقؾ عند الباب مستندة بالجدار وٌداها خلفها ترتدي فستانا ً قصٌراً باللون
هزت رأسها ببل دون كبلم فقلت بهدوء " حسنا ً"
توجهت نحوها ووقفت أمامها وأمسكت وجهها وقلت " نعم ٌا قلب رابد
"
قالت بنظرة حزٌنة معلقة فً عٌناي " تحبنً ؟؟"
ضممتها لصدري وقلت " أنا من قتلك ٌا قمر ,أنا سبب كل هذا وأشعر
اكتفت بالبكاء فً صمت وأنا أدسها فً حضنً أكثر وأحاول تهدبتها حتى
قلت هامسا ً فً أذنها " سامحٌنً ٌا قمر اؼفري لً هذه المرة فقط"
وأن العالم ٌتخلى عنك ولٌس أمامك سوى حضن الرجل الذي خذلك
ٌوما ً لتلجبً إلٌه وتبثً همومك عنده ,رابد ٌا أحمق كنت تركتها
وعند نهاٌة المساء صعد أٌوب لؤلعلى وجلست أنا على السرٌر
بعد وقت سمعت صوتا ً عند الباب ففتحته ببطء فكانت قمر تجلس
عنده تحضن ساقٌها وتدس وجهها بٌنهما فنزلت عندها وقلت هامسا ً
"رابد"
قلت وأنا أمسح بٌدي على وجهها " نعم رابد ال تخافً ,ما بك ٌا قمر"
ٌبدوا حاولت أن تنام وهاجمتها الكوابٌس إنها تفقدها سٌطرتها على كل
حداء والدتها وتسٌر به فقلت بصدمة " صبا ما تفعلٌن هنا فً هذا الوقت
" !!
قالت بطفولٌة وهً تدور حولً بحداء مرٌم العالً " لم أشعر بالنوم
وجمٌعهم
ؼادرت راكضة باتجاه الممر ونزلت أنا عابداً للؽرفة ,كانت قمر تحضن
الوسادة وتدس وجهها فٌها ,ترى ما أٌقضها هذا الوقت ألنها ما كانت
ستسمع
الصوت لو كانت نابمة البد وأنها الكوابٌس وٌبدوا لً ال تنام أبداً ,
جلست
بجوارها على السرٌر أراقبها بصمت فكانت تهدي وٌبدوا ؼفت ,مسحت
ارتخت عضبلت ٌدٌها فسحبت منها الوسادة وكانت عٌناها معلقتان فً
بالفستان الذي ال ٌستر شٌبا ً ,كان اللحاؾ مكوما تحتها وال ٌمكننً
سحبه
قبلت خدها وهمست " قمر اعذرٌنً هذه اللٌلة ,هل تمانعً" !!
لم تجب بشًء فقبلت عنقها ووجهها بشؽؾ وكؤنً أبحث عن مكان لم
أقبله فٌهما من قبل وهً على حالها ال تمنعنً أبداً ,أخرجت اللحاؾ
من تحتها ؼطٌتها به ورفعت طرفه وتسللت تحته معها أشدها لحظنً
برفق ,كل ما أرادته هوا األمان وأردت حقا طمؤنتها من خوفها لكن ما
كنت أكبته ألٌام وافتقده لشهور كان أقوى من كل شًء ,استٌقظت بعد
وقت ألجدها فً حضنً فدسستها فٌه أكثر وعدت للنوم ,بعد وقت طوٌل
شعرت بها تبتعد عنً بقوة ففتحت عٌناي ونظرت لها فكانت تنظر لً
قمت مستندا بمرفقً فقالت بنظرات مصدومة " ماذا فعلت ؟؟"
قلت وأنا المس ذراعها العاري بطرؾ أصابعً " قمر اهدبً"
قلت ونظري على عٌنٌها " الذي ٌفعله الزوج مع زوجته وهً
ْ
فسترت به كل وأخرجت معطفً من الخزانة ووضعته على كتفٌها
جسدها وؼادرت الؽرفة راكضة ,عدت للسرٌر وبقٌت فٌه لوقت
أتقلب وأرمً الوسابد وأتؤفؾ كل حٌن حتى ؼلبنً النوم ,بعد وقت
ورجال والد قمر ٌتحدثون بحدة فتوجهت نحوهم وقلت " ماذا هناك ؟؟"
كنت أشعر بالضٌاع سنٌن حٌاتً الماضٌة ببل والدٌن وال طفولة
وال شًء وال حتى رابد أما اآلن فؤشعر أن حتى اآل شعور ؼاب
عنً رؼم أنً صرت زوجة رابد ووجدت والدي إال أن تلك الهوة
لً كجارٌة كشًء ٌطفا شهوته فٌه ,استؽل تلك اللحظة لٌثبت لً أكثر
أنً مجرد وسٌلة لؽاٌة ما ,كنت أعً كل ما حدت بٌننا لكن حواسً
أن لمساته الزالت تشعلنً همسه قببلته حضنه أشٌاء الزلت أحتاج لوقت
الواقع الذي عاشه وكان ٌدركه فخرجت من عنده وصعدت لؽرفتً جمعت
أؼراضً وثٌابً خرجت من الؽرفة وسمعت صوت أحد رجال والدي
ٌهدد أحدهم بالقتل فركضت مسرعة جهة السبللم وقلت صارخة بؤمر
"توقؾ"
قلت بؽضب " مجنون أنا من طلب هذا فابتعد عنهم ٌا رابد"
نظر لً وقال " أٌن ستذهبٌن وال أحد لك ؼٌر هنا أٌن"
شد قمٌصه عند صدره بقبضته وقال بؤلم " كم أتمنى مرة مرة واحدة
ٌا قمر ال تندمً على ذلك صباحا ً ,لما تعشقٌن جرحً بعنؾ"
قال باستنكار " كٌؾ سؤشرح لك كٌؾ ,لم أرك ٌوما ً جارٌة
رجال من الحراس ومرٌم عند باب المطبخ وأٌوب الذي الزال فً
مسح وجهه بٌده وكؤنه ٌهدئ نفسه ثم نظر لً وقال بهدوء " سؤخرج أنا
من هنا وابقً أنتً فسوؾ ٌجن جنونً إن أخذوك لمكان ال أعرفه"
مسحت دمعة تسللت من عٌنً وقلت موجهة كبلمً لهم " ؼادروا"
أؼلقت الباب خلفً وارتمٌت على السرٌر أبكً بمرارة ,من لً
حتى عمتً ال ٌمكننً حتى االتصال بها ال نوران وال والدي وال
أحد و حتى مرٌم باتت ال تفهمنً وعاطفتها تجرها جهة شقٌقها
أنا حقا ضابعة أشعر باأللم هنا فً قلبً ٌتجسد فً حب اسمه رابد
وفً جرح اسمه رابد وفً حزن اسمه أنا فلم أعد سوى جثة لفتاة
بعد ٌومٌن ؼادرت مرٌم أٌضا ً فؤنا لم أرها بعد ذاك الصباح ولم
أرى أحداً وبث شبه مسجونة ال أرى أو أعلم شٌبا ً خارج حدود ؼرفتً
فهذه هً أنا لم أتؽٌر وال شًء لً سوى الوحدة واأللم ال أحد لً سوى
ومر اآلن أكثر من شهر على ذلك وجاء رابد إلى هنا مرة واحدة قبل
وإٌصال سبلمه لً وؼادر ولم أخرج أنا من ؼرفتً فترة وجوده هنا
كم عجٌبة هً حٌاتنا وكم ضابعون نحن فٌها ال فهمناها وال أخذنا منها
ما نرٌد ,مسحت دمعتً المتسللة ببطء فً ؼطاء السرٌر وتنهدت بؤسى
سمعت طرقات خفٌفة على الباب فرفعت رأسً من تحت الوسادة ثم
جلست ومسحت بقاٌا دموعً وقلت " تفضل"
انفتح الباب ببطء ودخلت الجدة مبتسمة واقتربت وجلست بجواري ,
مسحت
على شعري وقالت بحنان " متى ستتوقفٌن عن البكاء وستجؾ هذه
الدموع"
مسحت على وجهً وقالت بحنان " هل ٌإلمك شًء قمر هل تشعرٌن
بشًء
قلت بشهقة باكٌة " قلبً ٌإلمنً إنه ٌتمزق لما ال أموت"
قالت بخوؾ " قمر لما هذا الكبلم اآلن هل تشعرٌن بشًء هل نؤخذك
للمستشفى"
هززت رأسً ببل ومسحت دموعً وقلت " لن ٌفعل لً الطبٌب شٌبا ً"
تنهدت وقالت " رابد ٌتصل بً ٌومٌا ً وأنا أخبره أنك تؤكلٌن جٌداً
(كٌؾ تفشل العبلقات العاطفٌة ) هذا كتابه العنوان ذاته لكن الكبلم
فتحت أولى فصوله ثم عدت ألوله فكانت صفحة اإلهداء ومكتوب فٌها
سطر واحد فقط ( أهدي هذا الكتاب لزوجتً الحبٌبة قمر ) مسحت دمعة
تسللت من عٌنً وذهبت آلخره حٌث الخاتمة وكانت كما كتبتها أنا وقد
ذكر أنً من كتبها ,انتقلت لنهاٌتها وكان مكتوب بخط ممٌز (ال تقتل
لحفل كتابه وٌبدوا أنه لم ٌنشره بعد والحفل سٌكون نهاٌة األسبوع
ٌبدوا وجودي هنا ؼٌر مقنع ولكنً اعلم جٌدا ما سٌتعرض له
المكان حتى وقع علً رابد ٌقؾ مع اثنٌن ٌتحدثان معه وال ٌظهر
لً سوي جانب من وجهه ,كان ٌرتدي معطفا ً شتوٌا رصاصً ؼامق
ٌصل طوله عند ركبتٌه وحداء من نفس اللون وبنطلون أسود وٌضع
حٌنها رابد نحوي بسرعة ونظر لً بصمت نظرة بدون أي تعبٌر ثم
اقترب منً وقؾ بجانبً ووضع ٌده علً كتفً وسار بً لحٌت تجمع
كبٌر ووقفنا بٌنهم وقال رابد " أقدم لكم زوجتً قمر صاحبة اإلهداء
بعد وقت تفرق تجمعهم وبدأ عدد الحاضرٌن ٌقل ,كنت أقؾ بجانبه
حٌن تحدث وعٌناه على الباب بعٌداً وقال بجدٌة " هل ستذهبٌن للطبٌب"
نظرت لؤلرض وقلت بهدوء " الموعد بعد ٌومٌن تحدثت معه وسؤزوره
الٌوم"
قال " ٌبدوا تفقدٌن وزنك بسرعة ,جدتً قالت أنك تتناولٌن طعامك جٌداً
"
نظرت لؤلرض وقلت " أنا لم أهرب من اإلجابة أنت ترى أنً
ال أنفع سوى لتلك األمور وال تحتاجنً إال ذاك الوقت"
هز رأسه وقال " هكذا إذا لم تتخطً الماضً ولم تنسً كل ما قلته فٌه"
نظرت حٌث ٌنظر جهة الباب وقلت بحزن " لٌثنً أستطٌع نسٌانه"
ثم ؼادر بعٌداً عنً وعٌناي تتبعانه وشعرت حٌنها بٌد سحبتنً للبعٌد
نظرت لصاحبتها فكانت فتاة ترتدي نظارة سوداء كبٌرة وتضع أحمر
شفاه ؼامق ٌكاد ٌكون باللون األسود ومبلبس سوداء وكؤنها خرجت
من فٌلم خاص باإلٌموا ولوال أنه ال وجود لهم فً ببلدنا لقلت أنها منهم
سمعت صوت سبلح ٌفتح خلفً فؤزالت النظارة صارخة ورافعة ٌدٌها
"هٌه ال تقتلونً"
ابتعدت عنً وقالت " عدنا ألٌام معدودة وسنؽادر فهربت إلى هنا
وخمنت أنك قد تكونٌن هنا رؼم أنً كنت أستبعد ذلك لكن حٌن
رفعت كتفٌها وقالت " ال أعلم لم ٌمنعنً أحد تبدوا الدعوة عامة ولو
نظرت لعٌنٌه وقلت " رابد أرجوك لن نصل لحل فكم مرة
هذا الحال لوقت ونبض قلبه ٌتسلل من ٌدي لكل جسدي حتى
بث أشعر بقلبه ٌنبض فً قلبً ثم أخرجها قبل كفها بعمق وتركنً
كنت أفرك كؾ ٌدي محاولة إبعاد الشعور الذي سكنها والزال فٌها
حتى اآلن وكؤنها الزالت على قلبه ,فركت وفركت وببل فابدة
كنت أشعر بنبضه فٌها ومكان شفتٌه الزال عالقا ً علٌها وشعرت
قلت ببكاء أشد " ال أرٌد وال ٌهم ما سٌحدث لً ,أبً أرجوك
قال " ما بك بنٌتً هل ضاٌقك أحد ! هل زوجك قال لك شٌبا ً هناك ؟"
قال " حسنا ً بنٌتً كلها مدة قصٌرة وتنتهً هذه األزمة"
التابهة عاد إلً بسماعً لصوته ,فً الٌوم التالً اقترحت علٌا
وهً والدة أنوار فوافقت بعد إصرار منها وقضٌنا لدٌهم ثبلثة أٌام
وبعد أسبوع طرقت علٌا الجدة الباب فقلت بهدوء " تفضلً جدتً"
قالت " إنها شقٌقتً وابنتها سوزان لقد سبق وقالت أنهما تودان زٌارتً
واعتذرتا وقتها وقد حدثت مشادة بٌنً وبٌن مرٌم ترفض زٌارتهم
قلت بعد صمت " لٌؤتوا أنا لن أمانع وجود ضٌوفك فً منزلك"
قالت " أخشى من سوزان ,قمر هً أكبر منك لكن عقلها أصؽر
أبداً ولكن ال أرٌد قول شًء قبل أن ٌصدر عنها تصرؾ سًء"
قلت بابتسامة " ال تقلقً جدتً واستقبلٌهم متى أردتً وإن أرادت
مرٌم ستكون هنا فما أن علمت حتى قالت أنها ستكون معنا"
ضحكت وقلت " ولما ترٌد الحضور هل تتوقع حربا ً ستقوم بٌننا"
ْ
أقسمت أن تطردها إن ضاٌقتك وٌبدوا لن نواجه قالت ضاحكة " بل
مسحت على شعري وقالت بحنان " كم أتمنى طرد هذا الحزن
عنك لقد أحبك قلبً من ٌوم رأتك عٌنً أول مرة وكؤنك جزء منً
علٌا أن أكون أقوى منها ومن ضعفً فلم ٌعد لدي شًء أخسره
وقفت أمام المرآة ونظرت لنفسً نظرة شاملة ,لقد عاد لون وجهً
لطبٌعته خبلل هذان األسبوعان وحتى جسمً بات ٌمتلا شٌبا ً فشٌبا ً
عند المساء اتصلت مرٌم تتذمر ألن أٌوب ال ٌمكنه المجًء هههههه
تبدوا مستعجلة على لقابهم ,كم اشتاق لها فؤنا لم أرها منذ ذلك الٌوم
وٌعز على قلبً أن أفارقها والجدة وأنوار فقد كن عابلتً فً ؼٌاب أهلً
لم أستطع النوم هذه اللٌلة وكل األفكار تؤخذنً وتعٌدنً تحسبا لؤلٌام
القادمة فبل أرٌد أن أحرج نفسً مع الجدة وال أن أحرجها أمام أقاربها
وكم أخشى من تقلبات مزاجً الذي بات ٌسوء ٌوما ً بعد ٌوم
عند الصباح الباكر سمعت طرقات متتالٌة على الباب فؤخرجت رأسً
دخلت الخادمة وقالت " صباح الخٌر سٌدتً ,السٌدة الكبٌرة تطلبك
قاصدة مكان وجودهم ,وقفت عند الباب وتنفست بقوة فلست بمزاج
مشاكل مع أحد فمنذ فترة أصبح مزاجً سٌبا ً وال ٌتقبل حتى المزاح
دخلت ملقٌة التحٌة فكانت هناك سٌدة كبٌرة فً السن شٌبا ً ما ببشرة
ؼٌرها الكثٌر بهذه الصفة وتبدوا أخذت لون هذه البشرة من والدها
أو أن والدها له عٌنان كعٌناها فقد الحظت هذا اللون األزرق فً
بعض أفراد عابلتهم حتى من أهل أنوار وعٌنا رابد من قرب باللون
كذلك ,ما أن رأتانً حتى نظرت لً السٌدة بابتسامة أما الفتاة بصدمة
الجدة التً مسحت على شعري وقالت " هذه قمر زوجة رابد"
قالت السٌدة رجاء بابتسامة " اسم على مسمى تشرفنا بمعرفتك"
شهادة عالٌة فٌستحٌل أن تكون ؼٌر ذلك أما الحجر الصامت فقد
نطق أخٌراً وقال " ال أرى رابد هنا سمعت أنه مقٌم فً العاصمة"
قالت بابتسامة جانبٌة " ولما ٌترك زوجته تارة عند شقٌقته وتارة
قالت الجدة ببرود فهً تفهم مصابها " قمر تعب قلبها وهً هنا
تؤففت الجدة وقالت " سوزان تسكتٌن دهرا وتنطقٌن شٌبا ً ال
كانت جملتها تلك أقسى من السابقة وٌبدوا تعلم الكثٌر عما ٌجري
ْ
وضعت ساق على األخرى وقالت ببرود هنا ,
قالت الجدة ماسحة على شعري " بل مدللة العابلة كلها وأولهم رابد"
لتحمد هللا أنً التزم الصمت عنها فلو فارت الكلمات فً عقلً
أعرؾ نفسً جٌداً سؤجرحها بعنؾ ولكن الجدة بردت على قلبً
فً كل مرة فما حاجتً إلظهار نفسً بمظهر سًء مثلها ,نطقت
ظهر فجؤة أمام الباب ٌرتدي معطفه األسود وٌداه ٌدسهما فً جٌوبه
ألقى التحٌة واقترب منً دون أن ٌسلم على أي أحد منهم ودون أن
جلس بجواري ورفع ذراعه وضمنً بها مطبقا بها على كتفاي
قالت والدتها مبتسمة " بخٌر كٌؾ حالك أنت فلم نعد نراك"
تم ابتسم بحزن ونظر جانبا ً جهة المزرعة وقال " أنتً اآلن لك
نظر لعٌناي فنزلت دموعً فشدنً لحظنه وقال بحنان " عاقبنً هللا
ٌا قمر ,بث أشعر بكل ما كنتً تشعرٌن به ...الوحدة الضٌاع إحساسك
أن ال أحد لك وال أحد تتمسكٌن فً الحٌاة ألجله ,علمت اآلن أي معاناة
كنتً تعٌشٌنها معً فً الماضً كما أنً فً الماضً شعرت بما تشعرٌن
به اآلن أن مبلذك الوحٌد أكثر شخص جرحك والحضن الذي تحتاج
ألمانه هوا آخر من تفكر فً اللجوء إلٌه ودوابك هوا سبب جراحك
اكتفٌت بالبكاء وأنا أمسك قمٌصه بقوة وأدفن وجهً فٌه وهوا ٌشدنً
لحظنه أكثر وال شًء ٌشهد على مؤساتنا سوى برد الشتاء وال شًء
دافا هنا إال هذا الحضن الذي ٌحتوٌنً فبل لجوء إال إلٌه وال ضٌاع إال
فٌه أبعدنً عنه ومسح دموعً وعدل المعطؾ على جسدي ثم أمسك
وجهً وقال " قمر ٌوم تشعرٌن باحتٌاجك لً إن كنت ضمن األحٌاء
تم وضع ٌداه على كتفاي وقال ونظره لؤلرض مطؤطؤ برأسه لؤلسفل
فً الببلد لقد بتروا بإرة الشر وأصٌب والدك فً ذراعه لكنه بخٌر ,
اللٌلة
نظر بعدها لعٌناي وقبل شفتً وقال بحزن " اعتنً بنفسك جٌداً ٌا قمر"
وؼادر بعدها على الفور وتركنً واقفة مكانً ال شًء معً سوى
معطفه الذي تحركه الرٌح وأشده حول جسدي بقوة ,دخلت راكضة
وتوجهت لؽرفتً وأخذت هاتفً اتصلت بوالدي كثٌراً ولم ٌجب ثم
وصلتنً رسالة فتحتها فكانت منه وكان فٌها ( قمر اعذرٌنً أنا مشؽول
اآلن عند المساء سؤتصل بك ....أحبك بنٌتً)
قالت رافعة كتفٌها " هكذا حكمت سوزان وأخذت والدتها وؼادرت"
قالت ببرود " لحقت برابد وهوا ٌؽادر ,ؼابت لوقت ثم عادت ؼاضبة
وأمرت والدتها بالرحٌل وقالت أنها لن تؤتً هنا ثانٌتا ً ألنه أهانها"
قلت بحزن وعٌناي لؤلرض " أنا آسفة ٌا جدتً كل هذا بسببً"
قالت بابتسامة " جنت على نفسها ما دخلك أنتً ,ها أخبرٌنً ما
الضباط الذٌن قاموا بالعملٌة ووالدي كان ٌجلس معهم ٌده مربوطة لعنقه
تكلموا جمٌعهم حتى حان دوره وما أن بدأ بإلقاء تحٌة اإلسبلم حتى نزلت
دموعً من فورها ثم قال " كلنا فداء للوطن من أجله نحٌا فهوا من
أجلنا
كان فحتى إن ُبترت ٌدي ما كنت ألتؤلم لفقدها فً سبٌله ,لقد شهدت
الببلد
األٌام الماضٌة عملٌة كبٌرة إلنقاذها ممن ٌرٌدون الفتك بها فؤشكر جمٌع
األمنً الداخلً والخارجً لربٌس الببلد أوالً وأخٌراً وهلل قبل الجمٌع
وطفولتها بسببهم ,هً فخري وعزتً و َمن أنا مِن أجلها أعٌش باقً
أٌامً
انخرطت فً نوبة بكاء شدٌدة والجدة تهدبنً ,كانت المرة الثانٌة فً
حٌاتً
أبكً فٌها من سعادتً والسبب نفسه عودة والدي لً ,بعد قلٌل رن
هاتفً
قال " بخٌر بنٌتً مجرد خدش بسٌط طمبنٌنً عنك كٌؾ صحتك"
قلت ببحة بسبب كثرة البكاء " بخٌر متى ستؤتً ألخذي معك"
قلت بابتسامة " ال أحد سوى الجدة وهً تعلم أنً أحبها
قال " ٌومٌن فقط حبٌبتً ألنً مشؽول وسآتً ألخذك معً
قلت بهدوء " لن أعطلك عنهم ,اعتنً بنفسك أبً وعد سرٌعا ً"
قال بحنان " بالتؤكٌد بنٌتً سؤكون لدٌك ما أن ننتهً من باقً عملنا
بعد ٌومٌن قضٌتهما فً االنتظار ولم أنم فٌهما لحظة ولم ٌكن رابد
موجوداً وؼادر منذ كبلمه معً فً المجلس ,جاء أخٌراً الوقت الذي
سٌؤتً فٌه والدي دون تخفً وال تنكر وال خوؾ وال حراس
كنت أقؾ فً الخارج رؼم إصرار الجدة أن أدخل عن البرد لكن قلبً
دخلت سٌارته بعد وقت فهم تركوا الباب مفتوحا ً بطلب منً لٌدخل
باكٌة وهوا ٌمسح على رأسً وٌقول " اشتقت لك قمر كم اشتقت لك"
كنت أبكً فقط وأتمسك به بقوة وكؤنه سٌطٌر منً أو ٌختفً ثم قلت
أبعدنً عن حضنه ومسح دموعً وقال " لن تبقً ببل سند بعد الٌوم
لن تنهانً ولن ٌجرحك أحد وال بكلمة وسؤمسح األرض بمن ٌضاٌقك
ٌا ابنتً الؽالٌة"
نمت فً حضنه بهدوء وقلت " حتى آخر العمر أبً ال تتركنً أبداً"
دخلنا وودعت الجدة بحرارة وكان وداعا ً مإلما فكم اعتدت علٌها وكم
أحببتها لتعاملها معً ,صافحها والدي وقال بجدٌة " شكراً لك لما فعلته
من أجل ابنتً فلن أنسى جمٌلك ما حٌٌت وأي شًء تحتاجانه اتصبل بً
قال مبتسما ً " ال تخافً أنا لها بالمرصاد ,شكراً لكما مجدداً
نزلت دموعً وقلت بحزن " قبرها هنا ! لما وحٌد فً مكان مقطوع"
نزلت معه وكان الرٌح البارد ٌعصؾ بثٌابنا بشدة ,وصلنا لقبرها
وأنا أقول " أمً حبٌبتً كم أشتاق لك لقد أخذ والدي بحقك وحقً
أمسك كتفً وقال بهدوء " قمر توقفً فهذا ال ٌنفع فً شًء
ادعً لها بالرحمة والمؽفرة"
وقفت ومسحت دموعً ورفعت كفاي ودعوت لها كثٌراً بكل ما
تنهد وقال " نبش القبور أمر ال ٌجوز حبٌبتً وال ٌرضاه هللا سنبنً
سورا حوله ونجعل المكان مقبرة ٌدفن فٌها باقً أموات المسلمٌن
حضنته وقلت بحب " شكراً لك أبً رؼم أن السور سٌمنعنً من
وأوقؾ السٌارة وقال " هنا وعدتك قدٌما ً بشًء وعلٌا اإلٌفاء به"
ونحن فً هذا الشتاء والبرد ولكن الناس تشتري منه دابما ً وما أن
اقتربنا منه حتى قلت بدهشة " نعم تذكرت وعدتنً أن نعود الٌوم التالً
لتشتري لً ألن الجو حٌنها كان بارداً جداً فبكٌت كثٌراً فً الطرٌق
قال بابتسامة حزٌنة " نعم وفً الٌوم التالً كانت والدتك مٌتة وأنا فً
حتى شبعت وأنا أسعل من برودتها وهوا ٌضحك علً وأنا أضحك معه ثم
ضحكت وقلت " ال لم أنسى سؤشرب شٌبا ً حاراً جداً لتتعادل األمور"
مثل عاشقان ولٌس ابنة ووالدها ,نعم هذا ما كنت أحتاجه حنان والدي
لٌمؤل نصؾ الهوة فً داخلً وقد أجد ٌوما ً ما بعٌداً جداً شخصا ً مثله ٌمؤل
الجزء اآلخر منها ,كنا نسٌر وهوا ٌحكً لً عن طفولتً ووالدتً وأنا
أضحك من تصرفاتً عندما كنت طفلة وأشعر أننً ملكت الدنٌا بما فٌها
تنفس بقوة وكؤنه كان ٌركض لمسافات كبٌرة ,نظر لً ثم لوالدي ثم لً
وعند هنا كانت نهاٌة الفصل وأتمنى ٌكون نال ولو جزء من إعجابكم
وأعتذر على تؤخري لظروؾ خارجة إرادتً النً عن نفسً أكره توقؾ
الرواٌات
الفصل القادم األخٌر إن شاء هللا طوٌل وٌعجبكم وتقرأوا لٌن تشبعوا
بقٌت أنظر له ؼٌر مستوعبة ما قال وكؤن عقلً نبهنً أن ثمة شًء
فً حٌاتً ركنته جانبا ,شًء عالق فً عقلً الباطن واستٌقظ من
أٌام الماضٌة سجن نفسه فً منزله حتى كسرنا علٌه الباب ووجدناه
عما ٌعجز عنه لسانً فضمنً له وقبل رأسً ثم نظر لحٌدر وقال
األموات كمن ٌحملونه للمجهول وهوا ٌعلمه وال شًء ٌتحدث سوى
محرك السٌارة ,ووالدي لم ٌتكلم عن شًء وال عن صمتً ,وصلنا
السبللم ,كان والدي ٌنادٌنً لنسؤل عن ؼرفته أوالً لكنً صعدت من
فوري وكؤن ثمة من ٌقودنً حتى وصلت للؽرفة التً أخذنً إلٌها قلبً
قبل قدماي ,كانت مفتوحة وقفت عند الباب وكان ثمة ممرضة أمام
السرٌر تخفٌه عنً وال ٌظهر منه سوى ساقٌه إحداهما على األرض
كانت الممرضة تقول بضٌق " ٌا سٌد دعنً أنجز عملً أرجوك
"رابد"
هززت رأسً ببل وعٌناي تكادان تدمعان فقال بهمس " لما حبٌبتً"
مد ٌده لها من فوره فؽرست فٌها المؽذي بخفة وسرعة وبدأت بسكب
العبلج فٌه ثم خرجت وفتح لً ذراعاه وقال بابتسامة " تعالً ٌا قمر"
بل كانت بالفعل أول مرة أرتمً فً حضنه من تلقاء نفسً ,ألول
مرة أشعر بمؽناطٌسٌة جسده بل ألول مرة ٌجذبنً شًء ؼٌر األرض
ضمنً إلٌه بحنان وقال " وأخٌراً طفلتً الحبٌبة فتاة طفولتً وحب
ت عنً كثٌراً"
شبابً وشرٌكة حٌاتً لقد تؤخر ِ
كنت أدس وجهً فً صدره وال شًء سوى البكاء ,أدفن وجهً حٌث
األضلع التً تتنفس بقوة وصعوبة وٌخرج منها صوت كالصفٌر من تعب
ربتٌه وصعوبة تنفسه ,قبل رأسً وقال " ٌكفً بكاء ٌا عذاب رابد وقلبه
ٌكفً"
كنت أتمسك به كورقة شجر تعصؾ بها الرٌح تتمسك بالؽصن كً ال
تفقده
مسح على ظهري وقال " ما كان للحٌاة معنى من دونك حبٌبتً
ضمنً له بقوة أكبر وقال " علمت اآلن لما لم ٌستحمل قلبك كل ذلك
وكؤنً أرٌد إزالة كل هذا عنها فشدنً لصدره مجدداً اتكا علٌه
ألزٌل هذا عنه فؽمر وجهً فٌه بٌده وقال ونظره للسقؾ
قبلت صدره مجدداً هذا الصدر الذي تخرج منه هذه الكلمات العذبة
وٌبن بٌن كل كلمة وأخرى مصدراً صفٌراً متؤلما ً ثم نمت علٌه وقلت
"رابعة ٌا رابد"
جلست مبتعدة عنه فمسح بٌده على وجهً مبتسما ً ثم سعل كثٌراً وقبض
بٌده على قمٌصه بقوة عند صدره ثم بدأ بضربه بقبضته وهوا ٌسعل
بشدة
فوقفت وأمسكت ٌده وقلت " رابد توقؾ عن ضربه أنت تإذي نفسك بهذا
"
اتكا للخلؾ ونظر لؤلعلى وتنفس بقوة عدة مرات وقد توقؾ عن
السعال ,نظرت للمؽذي وقلت بضٌق " لما هكذا ٌسكب بسرعة ,تلك
نظرت له وهززت رأسً ببل وقلت " ومن قال أنه ال أحد
عاد بنظره لؤلعلى وقال " الجمٌع ٌعٌشون حٌاتهم لهم أزواجهم
بكل المراحل التً مررت بها سابقا ً ,أمسكت ٌده ورفعتها نحوي قابلة
تم وضعت ٌده على أسفل بطنً وابتسمت بعٌنان تمتلا بالدموع وقلت
فٌه ٌقبله وٌحضنه وٌشده بقوة وٌبكً دون كبلم وأنا أمسح على رأسه
وأبكً وأدركت حٌنها أنً نقطة التحول الفعلٌة فً حٌاته وأنً من
ستوفر
له ما فقده سنٌن هجرانه ألهله ,نعم كنت أنانٌة حٌن فكرت أنً وجدت
والدي ولم أعد أحتاجه ونسٌت أنه هوا من ٌحتاجنً فلن تعود والدته
للحٌاة
وال والده الذي ال تإثر عودته من عدمها فلن ٌجد الحنان واألمان عند
أحد
إن لم ٌجده عندي ,لعبت بشعره بٌن أصابعً وقلت بابتسامة حزٌنة
على والدي " لن تؤخذها منً ,لن تؤخذها إال على جثتً"
ثم اقترب منا وتابع قاببل " لقد ُحرمت منها سنٌن حٌاتً وهً من
ثم وضع ٌده على كتفً وقال " هٌا ٌا ابنتً علٌك أن ترتاحً
قال والدي بابتسامة " الشًء المثلج ال ٌضر فً الشتاء ولو كنت
نظر لنا بعدم رضا وال اقتناع فنظرت لوالدي وقلت " هٌا لنؽادر"
أمسكته من ذراعٌه وأجلسته على السرٌر وقلت " لن تخرج من هنا قبل
أمسكت ٌده وقبلتها وؼمرت وجهً فٌها أبكً سنٌن فقدي له وحرمانً
منه فكم احتجت هذه الٌد كل حٌاتً ,كم احتجت لٌد تمسح على رأسً
وجهً ومسح دموعً وقال بابتسامة " سٌمسكون بنا األمن هنا ض ًنا
ضحكت وقلت " لٌس ذلك أعنً قصدت منزلنا قدٌما ً أم منزل آخر"
نظر لً وقال بنبرة حزن " بل اشترٌت ؼٌره ,كان
بحب " ال ٌفعل هللا لنا أمراً إال لخٌر وحمداً هلل أن جمعنً بك ثانٌتا ً"
وصلنا لمنزل كبٌر بطابقٌن فً أحد األحٌاء الراقٌة وفتح بابه بجهاز
قال والدي واضعا ً ٌده على كتفً " هذه ابنتً قمر"
قال والدي " سوٌتا كانت ترانً حزٌنا ً وتسؤل دابما ً دون توقؾ فؤخبرتها
أنه لً ابنة ال أستطٌع االقتراب منها وال جلبها هنا ,وحدها كانت تإنس
أعوام الماضٌة"
ٍ وحدتً الثبلثة
هزت رأسها ببل ثم قالت بحزن " كنت مهاجر بدون شرعً أمسكوا بً
ضحكنا علٌها كلٌنا وقال والدي " خدي الحقٌبة بسرعة وجهزي
توجهت نحوه وجلست على الوسادة ففتح الصندوق وبدأ ٌخرج ما
وضعه فً حجري ثم أخرج آخر وقال " هذا ارتده فً آخر عٌد لها معنا
"
المفضل هذه ساعتها الذهبٌة هذا العقد أهدٌته لها ٌوم حملت بك هذه
والدتً التً لم ٌتبقى منها سوى أؼراضها وثٌابها وأبكً أكثر والدي
الذي ٌعٌش مع هذه األشٌاء وحٌداً محروما ً حتى منً ,فتح الصندوق
اآلخر أخرج فستانا ً صؽٌرا للؽاٌة وقال " هذا أول فستان ألبسته لك
بً وجهاز قٌاس الحرارة كان ٌحتفظ به فٌها ,حضنت ثٌاب والدتً
أثبت نفسً كً ال أعود للبكاء من أجل والدي قبل نفسً ,رتبتهم بهدوء
أعاد إخراجهم وقال بابتسامة " قمر ٌا ابنتً أنا أقوى من أن أعٌش
حضنت ذراعه بحب ,كم أنت رجل رابع ٌا والدي وٌنذر وجودك
بٌن بنً البشر ,مسح على وجً وقال " ها قد عوضنً هللا بؤن عدتً
لً سالمة وعدت لك حٌا ً ولن ٌفرقنً شًء عنك حبٌبتً"
ابتعدت عنه ونظرت ألصابعً وقلت بهدوء " كنت أود تؤجٌل الحدٌث
نظرت له وقلت " بشؤن رابد قد ال ٌتقبل فكرة بقابنا معك ,ال أود
تركك والدي وال ٌوم وال لحظة وال حتى ثانٌة وال أرٌد أن نفرض
لعب بؽرتً بؤصابعه وقال بابتسامة " أفهمك ال ترٌدي أن تشعرٌه أننا
نقتل
شخصٌته ونفرض رأٌنا علٌه ,نعم هكذا أرٌدك ولن أؼضب من كبلمك"
قلت بابتسامة " لن أتركك وعلٌا إقناعه إما أن نعٌش معك أو تعٌش معنا
"
قال وهوا ٌقؾ " سنجد حبلً لؤلمر الحقا ً وسنترك الحدٌث عنه حتى
قال وهوا ٌضم كتفً حاثا ً إٌاي للسٌر معه " ستؤتً سوٌتا لحملهم
ابتسمت ابتسامة صؽٌرة وقلت " ال علٌك سننتهً من مشكلتها قرٌبا ً"
قال ضاحكا ً " نعم فسٌؤتً طارد الكوابٌس ,ذاك المجرم ما ٌحز
ضحك وقبل خدي وقال " ال تقلقً لن أضاٌقه وال بكلمة ٌاله من
دافبا ً وصلٌت العشاء المتؤخر قبل أن ٌخرج وقته وقرأت فً كتاب هللا
الجدٌد فً منزل والدي ,أمور ضننت أنها لن تتحقق ٌوما ً ,كانت أحداث
الؽرٌبة ,مر الوقت وأنا على هذا الحال وقد فارق النوم عٌنً حتى
شعرت بالضجر فخرجت من سرٌري ومن الؽرفة لباب ؼرفة والدي
فتحت الباب بهدوء فكان ٌجلس على السرٌر ممسكا ً جهازه الحاسوب
قلت مبتسمة " وهل ترانً طفلة سؤخاؾ دون سبب لقد فارق النوم عٌنً
فتح ملفا ً فً حاسوبه كان ملٌبا ً بالصور كلها لً فً طفولتً وله ووالدتً
صور لحفبلت ورحبلت وزٌاراتنا للبحر وصوري وأنا مولودة وكل مراحل
عمري ,كنا نضحك على صور كثٌرة متجنبٌن كلٌنا الحدٌث عن ذكرى
والدتً وكل واحد منا ٌراعً مشاعر اآلخر وال ٌرٌد أن ٌحزنه
أنفً وأنا أكشر محاولة تحرٌك أنفً لتطٌر منه وكانت مضحكة للؽاٌة
قبلت خده وقلت مبتسمة " أجل هكذا أفضل تصبح على خٌر"
ووجدت الخادمة تعد طاولة اإلفطار فقلت " سوٌتا أٌن أبً"
نظرت لً وقالت " آآآآآآآآآآآه سوٌتا فهم ,هوا ٌذهب باكراً وٌعود
تم لوحت بٌدها قابلة " شؽل شؽل وكثٌر ٌؤتون هنا فً مجلس
وهههههه أوووووه كثٌر ناس ٌرتدي مثل سٌد بشٌر ٌؤتً هنا"
دخلت معها فً صراع طوٌل ولم تتركنً حتى أكلت ,كم هً عنٌدة
سٌارة والدي الخاصة به ألنه ٌستخدم السٌارة الخاصة بعمله وقد ترك لً
دخلت ؼرفته فكانت فارؼة وسرٌرها مرتب فؤمسكت بطرؾ الباب وأنا
أنظر للسرٌر بصدمة ,لقد شعرت اآلن بشعور من ٌدخلون على مرٌضهم
باق
تخرج من قلبً ٌ ,بدوا هوسً به لم ٌؽادرنً لحظة وٌبدوا أن رابد ٍ
فً قلبً هوا ذاته رابد طفولتً ,كنت كتابه ٌبحث عمن ٌنقده مما هوا
نظر لرقم الؽرفة ثم لدفتر فً ٌده وقال " ؼٌر مدون لدي فً الكشوؾ
الٌومٌة ,ال أعلم فلم أناوب إال اآلن ٌمكنك السإال عنه هناك لتعلمً
ثم ؼادر بعدما صفع قلبً بآخر كلماته وبعدما شقنً نصفٌن ,ما أهون
هذه الكلمة لدٌكم معشر األطباء ...مات هكذا بكل بساطة ٌقولها لً
وال ٌعلم أنها تقتلنً وتمزق أحشابً ,استندت بٌدي على الجدار ألنً
بدأت أفقد توازنً ,خرجت حٌنها من آخر الممر تلك الممرضة التً
كنت أنظر لها كمن ٌنظر لملك الموت قادما ً إلٌه ,اقتربت أكثر فاستوقفتها
كم تهوون قتل البشر ! تنفست بقوة وقلت وأنا أشٌر على الؽرفة
قالت " آه نعم تذكرتك لقد خرج فً الصباح الباكر أعتقد عند الفجر"
ثم ؼادرت وتركتنً ,كٌؾ ٌخرج والطبٌب قال لوالدي أنه ٌحتاج
لفترة عبلج وقد طلب منً بنفسه أن أزوره الٌوم ! ؼادرت المستشفى
فً حٌرة من أمري ,اتصلت به وال ٌجٌب فاتصلت بمرٌم فؤجابت من
فورها قابلة مرحبا ً قمر كنت أود التحدث معك ألبارك لك عودة
تنهدت وقلت " حسنا ً ٌا مرٌم سؤتحدث معك الحقا ً وداعا ً اآلن"
أؼلقت الخط واتصلت بؤنوار فرقم حٌدر لٌس لدي ,أجابت بعد
ركنت السٌارة جانبا ً وبقٌت أنتظر بملل ,أٌن ٌختفً وال أحد ٌعلم وال
ٌجٌب على هاتفه ؟ بعد قلٌل اتصلت أنوار فؤجبت من فوري قابلة
ّ
وشؽلت السٌارة وتحركت ,أٌن ذهب ومن أنهٌت االتصال معها
مدى خطورته ,آه نعم منزله هنا ولكن أٌن وكٌؾ سؤعرؾ عنوانه
وحٌدر
ال ٌجٌب ,اتصلت بؤسعد فرقمه مدون لدي من أٌام عملً لصالح
صحٌفتهم
قلت بهدوء " أنا قمر بشٌر ضننت رقمً مسجبل لدٌك"
قال " آه قمر زوجة رابد اعذرٌنً لقد مسحت رقمك بؤوامر
فؤمسكت قلبً من شدة خوفً ٌ ...ا إلهً ما حدث معه لما منزله مفتوح
أعرؾ رابد جٌداً حرٌص ناحٌة هذه األمور ,لما ٌحدث معً هذا من
أخبرهم أننً أرٌد أن أفقد حٌاتً بفقدي له لما لم ٌرحمنً منهم أحد
دفعت الباب ببطء ودخلت فكان المكان ساك ًنا وال أصوات تخرج منه
هنا رابد ومرٌم وأبنابها الذٌن ٌؽلقون لهم أفواههم لٌسكتوا وأنوار
وحٌدر
نظرت لهم بصدمة ثم لرابد الذي فتح ذراعاه لً ألركض نحوه وأرتمً
فً حضنه كمن عادت له الحٌاة مجدداً كمن وجد الماء بعدما فقد األمل
فً
الحٌاة وسٌموت عط ً
شا ,كنت أتعلق بعنقه وأدفن وجهً فٌه وهوا
ٌشدنً
لحظنه بقوة وكؤن ثمة من سٌسرقنً منه ,كنت أحتضنه وأبكً وقد عجز
لسانً عن نطق الحروؾ فقال وهوا ٌشد على جسدي بذراعٌه بقوة
"ٌكفً بكاء ٌا حبٌبة رابد وٌا قلب رابد ٌا ماضٌه وحاضره وأمل
مستقبله"
كنت أتعلق به أكثر وهوا ٌرفعنً إلٌه وٌحضننً بقوة وكؤننا لوحدنا فً
هذا المنزل بل وفً الكون بؤسره وقد رفضت دموعً أن تتوقؾ ورفض
أحضن الحلم الذي ضاع منً ٌوما ً وضننت أنه لن ٌعود ,كنت ألؾ
ذراعاي حول عنقه متعلقة به كتعلقً بالحٌاة ألجله كتعلق الطفل بوالدته
حتى وصلنً صوت مرٌم قابلة " أرٌد أن أبارك لها أتركها لنا قلٌبلً"
وقلت " إذاً كان األمر مدبر له وكدتم تفقدوننً عقلً ٌا مجرمٌن"
وضعت ٌدي على قلبً وقلت " كاد قلبً ٌتوقؾ حٌن لم أجده فً ؼرفته
ثم حٌن لم ٌجب على اتصالً وزدتم أنتم األمر سو ًء ولوال لطؾ هللا
لوجدتمونً مٌتة عند عتبة باب المنزل من صدمتً حٌن وجدته مفتوحا ً
"
نظرت له بابتسامة أردت بها قول ما تبعثرت حروفه عند شفتاي فابتسم
لً ووضع أنفه على أنفً وحركة ضاؼطا علٌه فضحكت ودفنت وجهً
فً كتفه فقالت مرٌم " أحم أحم هناك مفاجؤة أخرى"
نظرت لها بحٌرة فقالت بصوت مرتفع " أخرجً ٌا مفاجبة"
انفتح باب أحدى الؽرؾ وخرج منه والدي بلباس الجٌش ٌضع القبعة
بحب وتعلقت بعنقه قابلة " أنت أٌضا ً تعلم ,جٌد أنً لم
مسح على ظهري وقال بحنان " ما كنت سؤوافق على هذا
جهتهم وارتمٌت فً حضن عمتً أحضنها بقوة وأبكً بشدة وهً تبكً
أكثر منً ,بقٌت ممسكة لها لوقت حتى أبعدتنً عنها نوران قابلة
"ٌكفٌها إنه دوري"
على استقبال رابد لً ثم سلمت على زوج عمتً ومإمن وعدت أحضن
عمتً من جدٌد وكؤنً أعوض فقدي لها األشهر الماضٌة ,كم كانت
كما تمنٌت وكما أردت دابما ً ال أحد مكره على قبولً وتقبلً وال أحد
"هٌه ٌكفً أنتما أنظري لزوجك سٌقفز علٌكما بعد قلٌل وٌستلك منها"
مؽادراً وؼادرت أنوار معه رافضة البقاء رؼم إصرارنا وخرج زوج
عمتً أٌضا ً بسبب موعد له مع أحدهم أو أنه تحجج بذلك من أجل مرٌم
بضٌق " أنا لم أرها منذ أشهر لما كل هذا االحتكار ...أتركها لً قلٌبلً"
عن نفسها لمرٌم وتتعرؾ على أبناءها وعمتً تتحدث مع والدي ورابد
الحماس لحٌاتنا هنا كٌؾ سؤقنعه دون أن أجرح مشاعره ,استٌقظت من
وضع ٌده تحت ذقنً وفتح حجابً ونزعه ثم فتح أزرار معطفً ونزعه
كنت أنظر له باهتمام وهوا ٌرتب لً شعري بعدما نزع حجابً ,نعم
هذا هوا من ٌؤخذ مكان الوالدان فً ؼٌابهما أجل هذا هوا رابد طفولتً
الذي انتظرته ألعوام ,كان ٌعدل الؽرة بؤصابعه ثارة وٌرفع شعري خلؾ
وكل شًء ,أنهى ترتٌب شعري ثم قبل أنفً ووضع علٌه أنفه وقال
مبتسما ً
وعٌناه فً عٌناي " كل سنٌن حٌاتً فً كفة وهذا الٌوم فً كفة لوحده"
اقترب مإمن حامبلً شٌبا ً فً ٌده وقال " هذه هدٌتً لك قمري ال أرٌد
ابتسم ابتسامة واسعة وقال ناظرا جهة والدته " نعم لقد ازداد طولً
ألم أقل لكم وفً العام القادم سؤصبح كرابد والذي بعده كخالً بشٌر"
ضحكنا علٌه جمٌعنا فوكزت صبا مرٌم عدة مرات فضحكت وقالت
منها وفتحته فكان فٌه حداءان صؽٌران جمٌبلن جداً ومتشابهان ذكرانً
بما
أخذتها منه وفتحت الورقة فكانت قلم رصاص ومستعمل أٌضا ً فضحك
الجمٌع
وضع ٌدٌه وسط جسده وقال بضٌق " اشترٌتم لصبا هدٌة ولً ال"
حضنته وقلت بحب " شكراً لك ٌا وابل إنها رابعة وسؤحتفظ به كل حٌاتً
"
هززت رأسً بنعم فقبل خدي وؼادر جهة والدته ووقؾ رابد ودخل
المطبخ
قالت نوران بابتسامة جانبٌة " نعم كثري الضٌافة وأعدٌها على مهل"
عضضت شفتً مهددة لها وأشرت بنظري على والدي المنشؽل بهاتفه
التقدٌم وٌعطٌنً ظهره فاقتربت منه وحضنته أشد بٌداي على خصره
بقوة وأدفن وجهً بٌن كتفٌه أشم عطره وأتحسس عضبلت جسده التً
لً أنا وحدي أمسك ٌداي وأبعدهما عن بعضهما والتفت إلً ثم أمسك
وجهً
الصوت الذي ٌزٌدنً ألما ً ثم قال مبتسما ً " ستجعلٌننً أتهور وأسحبك
للؽرفة
قلت بهدوء " جمٌعنا نمر بظروؾ تجعل منا قساة حتى على من
ابتعدت عنه وقلت بابتسامة " أصبح بقابنا هنا مشبوها ً هٌا
ضحك وقبل خدي وقال " أنا سؤعد العصٌر ...الكعك هناك
فتحتها فكانت ملٌبة ومرتبة فكم ُتصعب المهمة علٌا ٌا رابد وأنا أراك
تجهز كل شًء هنا بسخاء من أجلً ,وقع نظري على صحن ملًء
بالجبن المملح فؤمسكته ٌدي فوراً وال شعورٌا ً وأكلت منه قطعة ثم
زدت الثانٌة فالثالثة فمنذ شهر وجنونً أصبح فً الجبن وٌبدوا أننً
شدنً إلٌه أكثر وق ّبل خدي وقال " إذا سؤشترٌه لك بكل أنواعه"
أخرجت صحن الكعك قابلة " هٌا ابتعد عنً تؤخرنا عن الضٌوؾ"
أنزلنً فرتبت الكعك فً األطباق وأنا أدفعه عنً كل حٌن وهوا ٌحاول
مضاٌقتً ,كان ٌؤخذ الكرٌمة من الكعك بؤصبعه وٌضعها على أنفً وأنا
أضربه وأدفعه بعٌداً وأمسحها وهوا ٌضحك على شكلً وتضاٌقً ثم
ٌضعها
على خدي وٌوزعها علٌه بؤصبعه بحركة عشوابٌة فضربت ٌده وأخذت
فقالت نوران " كنا نتناقش ومرٌم على رحلة فً مطلع الربٌع من أجلكما
"
ابتسم رابد ابتسامة محاوالً بها إخفاء ضٌقه الواضح لً فنظرت جهة
والدي
فؤوما لً برأسه مبتسما ً ثم قال " ال سلطة لً علٌها الحكم لزوجها هوا
من ٌقرر"
قال رابد بابتسامة رضا " وأنا قلت لن أخرج بها ألي مكان وهً حامل"
قالت بضٌق " بعدها لن تخرج بها وهً نفساء ثم لن تخرج بها وأبنابكم
قال والدي " الرحلة محجوزة ومتى قررا ذلك هً على حسابً"
قفز مإمن وقال بمرح " رابع سنذهب للبحر مجدداً وسنلعب اللعبة التً
وقؾ رابد وسحبه نحوه مبتعدا به قاببل " تعال سؤخبرك أمراً"
ضحك الجمٌع وأخفٌت وجهً عنهم فً األرض خجبل ووقؾ والدي وقال
قال مبتسما ً وهوا ٌرتدي قبعته " األٌام القادمة كثٌرة بنٌتً هناك جٌشا ً
ضحك واقترب رابد وقال " لما تؽادر مبكراً ابق معنا"
وضع ٌده على كتفه وقال " فً وقت آخر ,ولن أوصٌك على قمر ٌا
شد على ٌده بقوة وقال " ال تخؾ علٌها هً فً قلبً قبل عٌناي"
اقترب مإمن من والدي ٌشد له قمٌص بذلته العسكرٌة فقرب أذنه منه
فنظر لً وقال مبتسما ً " هذه هدٌتً ٌا قمر شًء أقل من مكانتك عندي
بنٌتً"
امتؤلت عٌناي بالدموع أخذتها منه وحضنته بحنان وبكاء فمسح على
ظهري وقال " حتى متى ستبقى دموعك على خداك أعاننً هللا على
فتحتها فكان فٌها طقما ذهبٌا رابعا وراقٌا نظرت له بانبهار وقلت" كم
هوا
رابع أبً لقد كلفك الكثٌر كان ٌكفٌنً حلً والدتً الذي قدمته لً كله"
قال بابتسامة " ذاك من والدتك وهذا منً وٌوم تقومٌن لنا
ضحكت نوران وقالت " هٌا هٌا قبل أن ٌطلب ابنك ٌدها للزواج"
ضحكنا جمٌعنا ونظر لها مإمن بؽٌض وقال
وقالت " أعلم أن وجودي أصبح ؼٌر البق لكن أٌوب فً الطرٌق"
ضحكت وقلت " مرٌم كٌؾ تقولٌن هذا أقسم أنً ال أشبع منك أبداً"
نظرت لرابد بنصؾ عٌن فضحك وحضن كتفً وقبل رأسً وقال
ضحكت كثٌراً ثم قالت " الذنب كان ذنبكما ولٌس ذنبً ,ثم أنت الٌوم لم
قال بمكر " مرٌم ال تجعلٌنً أقص ألبنابك تلك الحكاٌة حٌن ذهبت لمنزلك
"
انفتحت عٌناها من الصدمة وقالت بحدة " رابد تصمت أو" .....
ضحك ووضع ساق على األخرى وقال " أو ماذا"
قالت بنصؾ عٌن " ما هً اللعبة التً تحدث عنها مإمن ها أخبرنً"
ضحكت مرٌم وابنٌها اللذان ال ٌفهمان من األمر سوى أنه علٌهما الضحك
مع والدتهما وأبعد رابد ٌدي عن فمه وقبل كفها عدة قببلت ثم همس فً
ضحكت ودفعته بعٌداً عنً فحمحمت مرٌم وقالت بضٌق " أقسم إن
ضحك رابد وقال " من أٌن سنجد البنتٌك وأحداً أكبر منهما"
"هذا ما كنت خابفة منه قد حدث ,لم ٌدمرك سوى خالك هذا"
وقؾ ووضع ٌدٌه وسط جسده وقال بؽضب " أنتً قلتً لها
نمت على صدره وقلت بحزن " وهذا الصوت الذي ٌخرج منهما
شد ٌدٌه علٌا وقبل رأسً وقال " سٌزول مع العبلج قمر
أخذتها منه ثم قبلت شفتٌه واتكؤت على كتفه وأنا أفتحها وما أن فتحتها
بحب وأنا أقول " دمٌتً الحبٌبة دمٌة والدتً ظننتها ضاعت ولن أجدها
"
حضننً وقال بحزن " كانت معً طوال المدة الماضٌة وكادت تصٌبنً
بالجنون حٌن كنت أضن أنك مٌتة حتى للحمام كنت أدخلها معً وأحدثها
كالمجانٌن وبعد أن وجدناك لم ٌطاوعنً قلبً إلعادتها إلٌك فقد خفت أن
قلت بسعادة " شكراً لك رابد هً أروع هدٌة وأؼلى ما امتلكت فً حٌاتً
"
كان فٌها خاتما ذهبٌا جمٌبلً أخرجه منها وألبسنً إٌاه قبل ٌدي وقال
ونظره لؤلسفل " لٌست ذات قٌمه حبٌبتً لكن المنزل وتجدٌده وأثاثه
شددت ٌداي علٌه وقلت بحزن " ال تقل هذا ٌا رابد أقسم أنً عشت
قلبك حٌنها فلست اقل جرما منك فلننسى كل الماضً ونبدأ من جدٌد
أرجوك رابد"
قبل شفتاي وقال " مفاجبه جمٌلة كزوجتً الفاتنة الؽالٌة على قلبً"
ثم سحبنً من ٌدي قاببل " سنؽادر اآلن وكل هذه الفوضى لن
ٌكن ٌتحدث معً فٌها ٌوما ً وانتهى ذاك الصمت القاتل الذي كان ٌؽلؾ
التً أخذت منا ساعة كاملة ووجدت نفسً فجؤة أمام منزل خالً نظرت
له بصدمة ثم لرابد وأمسكت قلبً وقلت بخوؾ " ال رابد لما أتٌنا هنا"
أمسك وجهً وقال " لما الخوؾ حبٌبتً أرٌد فقط أن أرٌك شٌبا ً وأخبرك
بآخر"
هززت رأسً ببل وعٌناي تمتلا بالدموع فقبل شفتاي وقال بخٌبة أمل
تنهدت بحٌرة لقد كلؾ نفسه عناء إحضاري هنا وٌخطط لشًء من
أمسكت ذراعه وقلت برجاء " ؼٌرت رأًٌ فلننزل اآلن أرجوك"
تنهد وأوقؾ السٌارة ونزلنا دخلنا فناء المنزل وكان باب المنزل مفتوحا
فنظرت لوجهه بحٌرة فوضع ٌده على كتفً وقال " لم ٌقم أحد
علٌه نظرت له فقال ونظره على حطام المنزل " لقد دمرته كله
وأحرقت ذاك المخزن من ٌؤسً وحزنً وقتها ولو كان بإمكانً
تنهد تنهٌدة طوٌلة ثم نظر باتجاهً أمسك وجهً بٌدٌه وقال " خالك
توفً
النفسٌة التً تطورت معها وظهر من أوراق المنزل أنه كان ملكا لجدك
أي
أنه ورث لوالدتك وخالك وهوا اآلن ملك لك ألنك الورٌثة الوحٌدة لهما"
حضننً وقال " أعلم حبٌبتً وتحدثت ووالدك فً األمر وقال سٌهدمه
حضننً بقوة أكبر وقال " قمر ٌكفً ال تبكً حبٌبتً أخبرتك أننا سنهدمه
"
طرٌقه أخذنً حتى المطبخ ووقؾ وقال " قمر ارفعً وجهك وانظري
حبٌبتً"
على المكان الذي كنت أنام فٌه وؼمرت وجهً فً عنقه مجدداً أبكً
بحرقة
فقال " قمر ارفعً وجهك وانظري لذاك المكان مجدداً هٌا حبٌبتً"
قال بجدٌة " هٌا قمر تذكري كل األشٌاء الجمٌلة التً حدث
ونظر للمخزن فقال رابد بهمس " هٌا قمر حدثٌها إنها نابمة هناك
أخبرٌها
قبل خدي وقال حاثا إٌاي " نعم حبٌبتً هٌا تكلمً"
قلت " قمر انظري هذا رابد سٌصبح زوجك وستحملٌن فً أحشابك
منهما ,قمر ال تبكً وال تحزنً والداك لم ٌنسٌانك وهللا لم ٌنساك أبداً"
ثم شهقت وتابعت " رابد لن ٌضٌع منك لؤلبد ٌا قمر سٌعود إلٌك"
شعرت حٌنها بكم هابل من التعب ٌخرج من جوفً ومن قلبً وشعرت
لؾ مؽادراً بً وقال بصوت مبتسم " هٌا ٌا قمر أخرجً معنا لقد جبنا
إلخراجك
ولن تعودي هنا أبداً تعالً معنا للمستقبل تعالً نعم قفً وتعالً أجل رابع
"
ثم سار بً خارجا من المطبخ وأنا أشعر بالفعل أنها تخرج خلفنا ,سار
بً
أبعدت وجهً ونظرت فكنا عند الباب السفلً للسطح نظرت له فابتسم
قبل خدي ودفع باب السطح بقدمه وخرجنا هناك وأنزلنً نظرت لكل
"إنها هنا"
مسح دموعً وقال " نعم حبٌبتً وسنخرجها معنا كما وعدناها حسنا ً"
نمت على كتفه وقلت " ولما ال نتركها هنا هً تحب هذا المكان"
هززت رأسً بنعم فقال " لذلك فتحت لها هذه الفتحة على سقؾ رابد
لتذهب
حضننً بقوة وقال " لقد اشترٌت منزل والدي بعدما دفعت لهم ثمن
حصتهم
وأصبح لً لكننا اآلن لن نهدم هذا المنزل ألن قمر ورابد ٌعٌشان فً
السطح"
قلت بابتسامة " ال تقل أننا سنفسد على قمر ورابد لعبهما هناك"
المشترك وصلنا لصندوق خشبً نزل وجلس أمامه ومد ٌده لً
أمسكت ٌده وجلست على األرض بجانبه فتح الصندوق فكان فٌه قطع
شٌبا ً ما أن رأٌته حتى فتحت فمً من الصدمة وقلت " ال تقلها ٌا رابد ال
"
حركها أمام وجهً وقال مبتسما ً " بلى إحدى كراساتك خبؤتها هنا منذ
تلك
السنٌن ألنها الوحٌدة التً وجدتها هناك لقد قفزت لسطحكم بعدما نادٌتك
كثٌراً ولم تجٌبً وطالت بً األٌام أنتظرك فلم أجد من كراساتك ؼٌر
هذه تبدوا تلك الحقودة التً انتقم هللا لقمر الطفلة منها أحرقت كل شًء
"
ضمنً لكتفه وقال ضاحكا ً " كٌؾ كان سٌطاوعنً قلبً أن
قبل رأسً وقال " هٌا سنؽادر لقد أزعجنا حصتهم بما فٌه
نظرت له وهززت رأسً ببل وقلت " سنتركها لها رابد كٌؾ نؤخذها منها
"
ابتسم وشد أنفً بإصبعٌه وقال " أوامرك موالتً فقط ال تتركٌنً أنا هنا
لها"
"ال أنت ال أعطٌك ألحد ,لدٌها واحد لها وستذهب وإٌاه للمستقبل"
"والدي رابد ال أرٌد تركه بعدما وجدته هوا ٌحتاجنً أكثر مما أنا
ضمنً لحضنه قبل أن أنهً كبلمً وقال " أفهمك حبٌبتً وسنتناقش معه
فً األمر ولن أحرمك منه أبداً ولن ٌؤخذك منً سنزوجه ونتخلص منه
ابتعدت عنه وقلت بسرور " حقا سنعٌش معه ال تمانع رابد"
ضحك ووقؾ ومد ٌده لً وقال " هٌا حبٌبتً سننزل من هنا"
ضحكت وأؼلقت فمً بٌدي فوضع ٌده على كتفً وقال وهوا ٌتجه
بً لباب سطح منزلهم " سٌبقى هذا المنزل لهما ال ٌؤخذه منهما
من نتحكم بها نسجن أنفسنا فً ماضٌها ونتوقؾ عند عتبات قهرنا فٌها
لتقدم لنا الٌد التً تخرجنا من هناك ونحن نقبلها أو نرفضها بملء إرادتنا
فبل شً اسمه تعاسة لؤلبد وحزن ال ٌنتهً وأٌام كلها سوداء فلكل عذاب
نهاٌة ولكل ظالم ٌوم ٌنال فٌه جزابه من رب عادل فً األرض وفً
السماء
وها قد جاء الٌوم أخٌراً الذي تنتهً فٌه قمر القدٌمة عند تلك العتبات
لتولد الجدٌدة
وتمضً للمستقبل كزوجة وكؤم وكعابلة أصبحت تتمسك فً الحٌاة ألجلها
بعد إصرار كبٌر منً ورابد وافق أبً أن أبحث له عن عروس ,كان كل
رفضه ألنه ال ٌرٌد أن ٌظلم معه امرأة بسبب طبٌعة عمله ولكنه ٌستحق
أن
أعانهما هللا على بعض ,لقد تعرؾ علٌها فً زٌارة لهم للمزرعة بدعوة
من الجدة وسحرته بمصاببها تخٌلوا أنها تركت باب إسطبل الخٌول
مفتوحا
فً أول ٌوم لهم هناك وكادت تصٌبه بالجنون ٌومها ,ال وكانت تضحك
هززت رأسً بٌؤس وقلت مبتسمة " هات سؤرضعه قد ٌنام كشقٌقه
مددت ٌداي له وقلت " شكراً على مدٌنة المبلهً التً أخذته لها اآلن"
ضحك كثٌراً وقال ؼامزا بعٌنه " ما رأٌك بجولة معً فٌها"
اقترب من الباب فتحه و نادى على والدي بصوت مرتفع وما هً إال
لحظة وكان عنده فدخل رابد وهوا ٌتبعه قاببل " ما بكما" !!
ثم توجه نحوي أمسك ٌدي وسحبنً منها وقال موجها ً كبلمه له
ثم خرج بً ٌسحبنً بٌده من الؽرفة مسرعا وأنا أركض خلفه قابلة
النــــــهاٌة
وعند هنا كانت محطتً األخٌرة معكم قراء ومشجعً ومحبً رواٌتً
طفلة كبرت بفضلكم وفً حضن حبكم الدافا لتتحول لزهرة مكتملة
جابر ....؟؟؟؟؟؟!!!!!!!
وؼٌرهم الكثٌر ستتعرفون علٌهم فكونوا فً انتظارهم))
حكاٌة أمل
بلومً
طعون
رسٌل األحزان
وفاء
حنان الرزقً
منى سعد
األمٌرة البٌضاء
طالبة هندسة
مٌبلد الكلمات
حنٌن الشرق
أم مروان
لٌالً حالكة
كٌد
أحتاج األمان
أم مٌدوو
كنٌنة
سو رومانس
سمفونٌة الحنٌن
ابداع انثى
رٌم السعودٌة
جماآآن
سباهً
RiverRose
Tami.999
Zeze
أحلى عٌن
نزؾ جروحً
عشق القمر
نور ببلدي
negmet elamar