You are on page 1of 977

‫منـــــازل القمر‬

‫للكاتبة ‪ /‬برد المشاعر‬


‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫تجمٌع ‪ :‬فٌتامٌن سً‬
‫شبكة رواٌتً الثقافٌة‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫منازل القمر‬

‫لطالما كان الماضً بوابة لتنقلنا للمستقبل والذكرٌات هً نقطة العبور‬


‫بٌن العالمٌن‬

‫البعض منا ٌحتفظ بؤجمل ما فٌه والبعض اآلخر ٌحاول نسٌان أسوء ما‬
‫مر به فً طٌاته‬

‫والبعض اآلخر الزال ٌعٌش فً دوامته حتى اللحظة ألنه بقً سجٌنا ً أللمه‬
‫ومعاناته ومن‬

‫هنا تكون ‪ ............‬منازل القمر‬

‫رواٌة تحكً الحب تحكً الرومانسٌة واألحبلم المستحٌلة‬

‫رواٌة تحكً الحاضر وتسافر بكم للماضً وللذكرٌات المنسٌة‬

‫لتحكً الحزن لتحكً البإس والحرمان والطفولة األلٌمة‬


‫منازل القمر‬

‫رواٌة ال تشبه رواٌاتً السابقة ولن تشابه رواٌاتً الجدٌدة‬

‫رواٌة لٌست من أجل تعدٌل مزاج أي منكم ألنها ستعبث كثٌرا بمشاعركم‬

‫رواٌة ال تتسم بكثرة الشخصٌات وال تشعب األحداث وتعقدها لكنها‬


‫ستموج‬

‫بكم كالبحر الهابج فتعٌشوا التناقضات فً تعاطفكم مع أحداثها‬

‫رواٌة تدور أحداثها فً ببلد ما على وجه هذه األرض لم أحدد مبلمحها‬

‫لكم ولخٌالكم أن ٌصورها أٌن ٌشاء‬

‫رواٌة تنتظر منكم التقبل والتشجٌع فؤتمنى أن تكون عند حسن ظنكم‬
‫مبلحظة صؽٌرة ‪ :‬ثبلث مقاالت منقولة فً الرواٌة هً للكاتب الهندي‬
‫أوشو سؤحددها لكم‬

‫بالعبلمة ( م‪/‬ن أوشو ) أي منقول عنه وباقً المقاالت واألشعار ستكون‬


‫من كتاباتً‬
‫الفصل األول‬
‫ارتدٌت معطفً الشتوي عدلت قمٌصً وأؼلقت زرٌن من أزرار المعطؾ‬

‫وخرجت من منزلً وأؼلقت الباب بهدوء كما تقول العبارة السخٌفة‬


‫القدٌمة‬

‫ال تؽلقوا األبواب بقوة كً ال تإذوا من دفع ثمنها ‪ ,‬خرجت أولى‬


‫خطواتً‬

‫للخارج فلفح وجهً نسٌم بارد قوي فبل شًء أبرد من برد صباح الشتاء‬
‫إال‬

‫ثبلثة أشٌاء الموت والرسابل الفارؼة والحب ‪ ,‬عدلت ٌاقة المعطؾ‬


‫ورفعتها‬

‫لؤلعلى مثبتا لها بٌدي مؽطٌا لفكا وجهً وجزءا من خداي وسرت‬
‫بخطوات‬

‫متوسطة السرعة تراقب عٌناي الرصٌؾ تحتً كً أتجنب بقع المٌاه‬

‫عند منتصؾ الشارع كان هناك باب آخر علٌا فتحه فً هذا الصباح‬
‫دفعت‬
‫الباب الزجاجً بٌدي فرنت األجراس المعلقة به معلنة دخولً وصلت‬
‫عند‬

‫طاولة البابع بخطوات ثابتة فقال مبتسما ما أن رآنً‬

‫"صباح الخٌر أراك مبكرا الٌوم"‬

‫صدق من قال أن أكثر الناس فضوال هم الباعة ‪ ,‬سحبت علبة سجابر‬


‫ووضعت‬

‫له النقود على الطاولة فً صمت وؼادرت فوصلنً صوته قاببل‬

‫"هذا أكثر من ثمن العلبة"‬

‫قلت بهدوء " أترك الباقً للمرة القادمة"‬

‫وخرجت من فوري دسست علبة السجابر فً جٌبً وتابعت طرٌقً ‪,‬‬


‫أمطار األمس‬

‫ال تزال بقع مٌاهها فً الطرٌق حتى الٌوم وثمة أطفال بزي المدرسة‬
‫ٌقفزون حولها‬

‫كم ٌذكرنً هذا بالطفولة فكم كنا نضٌع الوقت قبل وصولنا للمدرسة أنا‬
‫أحسد‬

‫األطفال على هذه العفوٌة لو كان أحد الكبار من ٌفعل هذا اآلن ألصبح‬
‫سخرٌة‬
‫بعد وقت من السٌر وصلت لمقهى بواجهة من الخشب والزجاج وطاوالت‬
‫فً الخارج‬

‫مبللة بمٌاه المطر وأخرى فً الداخل وصوت لطرقات خفٌفة ‪ ,‬عبرت‬


‫الباب بخطوة‬

‫واحدة دخلت وأبعدت ٌدي عن ٌاقة معطفً لتبتعد عن وجهً وجلت‬


‫بنظري حتى وقع‬

‫على الجالس فً آخر المقهى وحٌدا ٌمٌزه المعطؾ الشتوي باألزرار‬


‫الذهبٌة الذي ٌرتدي‬

‫مظهرا طبٌعة وضٌفته ‪ ,‬كان منشؽبل بقراءة جرٌدة فً ٌده وٌظهر على‬
‫مبلمحه الضٌق‬

‫هكذا هوا حٌدر إن قرأ خبرا سٌبا تعكر مزاجه لباقً النهار توجهت نحوه‬
‫سحبت الكرسً‬

‫وجلست فنظر لً وقال " صباح الخٌر لقد تؤخرت"‬

‫قلت ببلمباالة وأنا أخرج علبة السجابر وأضعها على الطاولة‬

‫"كل هذا وتؤخرت هل كنت ترٌد إخراجً من صبلة الفجر"‬

‫ضحك وهوا ٌضع الجرٌدة من ٌده وقال " لم تؽٌر عاداتك إذا"‬

‫سحبت كؤس الشاي من أمامه رشفت منه رشفة وقلت ببرود‬


‫"ولما أؼٌرها أنا مرتاح هكذا"‬

‫قال بضحكة خفٌفة " أنتم ال ُكتاب ؼرٌبو أطوار حقا"‬

‫أخرجت سٌجارة أمسكتها بشفتاي وقلت وأنا أشعلتها‬

‫"هل جبت بً لتحلل شخصٌتً"‬

‫نظر لعٌناي بهدوء وقال‬

‫"بل جبت ألراك لما تصنع بنفسك هكذا ٌا رجل"‬

‫نفثت دخان السٌجارة من فمً وقلت‬

‫"هل ضاٌقت أحدا لما تشؽلون بالكم بً ‪ ,‬حقا أنتم ؼرٌبٌن فهل أصبحت‬

‫اآلن نقطة ٌجب وضعها فوق أحد الحروؾ لتفهموا وجودها فً الحٌاة"‬

‫هز رأسه بٌؤس وتنهد وقال‬

‫"مرٌم تسلم علٌك وأوصتنً أن أقنعك بؤن تتحدث معها"‬

‫نظرت للطاولة الفارؼة خلفه وابتسمت ابتسامة جانبٌة وقلت ببرود‬

‫"أمازالت كما كانت"‬

‫سحب كوبه من أمامً وقال بضٌق‬

‫" إنها شقٌقتك ٌا رجل أحبها ربع ما تحبك واسؤل عنها كما تسؤل عنك"‬
‫قلت ببلمباالة " ستعتاد هذا"‬

‫نظر لً ونظري على السٌجارة فً ٌدي وقال بحدة‬

‫"متى !! إنها سنٌن لن ٌموت قلبها مثلك إننا أهلك ٌا رابد أنا ووالدك‬
‫وإخوتك"‬

‫رفعت نظري إلٌه وابتسمت بسخرٌة وقلت‬

‫"أتعلم ما أكثر ثبلثة أشٌاء إن أعطٌتها ظهرك فبل تلتفت إلٌها"‬

‫أشاح بنظره عنً متضاٌقا وقال بتذمر‬

‫"الحب وما االثنان اآلخران"‬

‫ابتسمت وقلت " الماضً والمدٌنة التً ولدت فٌها"‬

‫هز رأسه بٌؤس وقال‬

‫"سنٌن مرت ٌا أخً آن لك أن تنسى ما حدث وترجع لهم"‬

‫ضحكت ضحكة ساخرة وقلت‬

‫"وهل تمحوا السنٌن شٌبا إنها كالطابعة كلما كررت تحرٌكها لؤلمام‬
‫ضاعفت‬

‫عدد الطبعات فهل نسوا هم ذلك أم لم ٌنسوا شٌبا إال وجودي فً هذه‬
‫الحٌاة"‬
‫نظر لكاس الشاي أمامه وأدار إصبعه على حوافه فً حركة دابرٌة وقال‬
‫بهدوء‬

‫"وحتى متى ستعٌش وحٌدا وبعٌدا"‬

‫قلت بهدوء " المهم أننً مرتاح"‬

‫نظر لً مطوال بصمت فقلت " كٌؾ هً مرٌم وأبنابها"‬

‫أشاح بنظره عنً وقال ببرود " بخٌر"‬

‫قلت بهدوء " ما هذه الزٌارة المفاجبة للمدٌنة على ؼٌر العادة"‬

‫نظر لً وقال " لقد تم نقلً للمدٌنة المجاورة لهذه"‬

‫ضحكت وقلت " أقسم أنهم ٌدبرون لقتلك"‬

‫نظر لً باستؽراب وقال " كٌؾ ٌدبرون لقتلً"‬

‫سندت مرفقً بالطاولة أضرب طرؾ السٌجارة على المطفبة وقلت‬

‫"وبما تفسر كثرة نقلهم لك من مدٌنة ألخرى ‪ ,‬أسوء‬

‫قرار اتخذته فً حٌاتك أنك دخلت الجٌش"‬

‫قال بسخرٌة " هذا هوا الحال اآلن القرارات الطابشة موضة األعوام‬
‫األخٌرة "‬
‫ابتسمت وقلت " مقبولة منك ‪ ,‬أخبرنً كٌؾ تسٌر أمورك مع زوجتك"‬

‫قال ببرود " قررنا االنفصال"‬

‫نظرت له بحٌرة مطوال فقال " قل ما لدٌك أعرؾ ما تفكر فٌه"‬

‫سندت ظهري لظهر الكرسً وقلت‬

‫"حٌاتك وأنت حر فٌها لكنً حذرتك منذ البداٌة"‬

‫قال ببرود " العبارة األخٌرة هً الخبلصة فلما المقدمات "‬

‫قلت بابتسامة جانبٌة‬

‫"كً ال تكون توقعت كل العبارة وٌبقى فٌها شٌبا مختلفا"‬

‫قال بجدٌة " تحدث مع شقٌقتك ولو لمرة واحدة ال أرٌد أن أستمع‬

‫لنبرتها الحزٌنة حٌن أخبرها أنك رفضت"‬

‫قلت بهدوء مشٌحا بنظري بعٌدا عنه " سؤفكر"‬

‫قال بضٌق " أنت تضٌع حٌاتك ٌا رابد ستعٌش وحٌدا وتموت‬

‫وحٌدا ولن تجنً شٌبا سوى األلم"‬

‫رفعت رأسً لؤلعلى ونفثت دخان السٌجارة وقلت بابتسامة حزٌنة‬

‫"ومن قال لك أنً لم أمت"‬


‫ثم نظرت له وقلت " لقد مت عندما لم أكن وحٌدا"‬

‫وقؾ على طوله لٌظهر صوت صرٌر الكرسً ٌنسحب خلفه قرب وجهه‬
‫قلٌبل وقال‬

‫"لقد أوصلت الرسالة وفعلت ما فً وسعً وفشلت ككل مرة"‬

‫قلت بابتسامة جانبٌة " بل نجحت ككل مرة"‬

‫نظر لً بحٌرة فقلت " نجحت فً إزعاجً و إٌقاظً باكرا "‬

‫تنهد بضٌق وؼادر بخطوات ثقٌلة وسرٌعة أطفؤت السٌجارة فً المطفبة‬


‫محاوال‬

‫إطفاء نٌرانها فً صدري ‪ ,‬بلى نجحت ٌا حٌدر فً إبعادي عنهم أكثر فلو‬
‫قلت‬

‫لً أنه لم ٌسؤل عنً منهم أحد كان خٌر ألؾ مرة من أن تذكرنً مجددا‬
‫أنها مرٌم‬

‫وحدها من سؤل عنً‬

‫خرجت من المقهى وسرت ذات الطرٌق معطٌا وجهً لؤلشٌاء التً‬


‫أعطٌتها‬

‫ظهري منذ قلٌل وأنا قادم إلى هنا فؤي شًء ٌمكنك أن تولٌه ظهرك لؤلبد‬
‫إال‬
‫الشوارع وجهها لوجهك وقفاها لقفاك بث أعشق لعب هذه اللعبة معها‬
‫ومحاوال‬

‫الٌوم شؽل بالً بها عن حدٌثه ككل مرة‬

‫ٌالك من حالم ٌا حٌدر كٌؾ أنسى ما حدث هل ٌضن األمر بهذه السهولة‬
‫ها هً‬

‫ست سنوات مرت حتى اآلن من منهم فكر أن ٌنسى وأنا األحق أن أتذكر‬
‫ذلك كل‬

‫حٌاتً ‪ ,‬نعم هكذا هً الحٌاة مفترق طرق فمنذ ست أعوام سلكت طرٌقا‬
‫فرعٌا‬

‫وهجرت تلك المدٌنة عن بكرة أبٌها ومنذ ثبلثة أعوام سلكت اآلخر ألهجر‬
‫النساء‬

‫والكتابة لٌصبح هذا الحال ال ٌعجب الجمٌع ‪ ,‬لما كان حالً سابقا ٌعجبهم‬
‫هل‬

‫ٌكرهون راحتً أم ٌرٌدون منً فعل ما ٌرٌحهم هم‬

‫قطعت الطرٌق مسرعا ألقطع كل هذه األفكار وأدوسها بخطواتً وصلت‬


‫المنزل‬

‫فتحت الباب ودخلت أنفخ قبضة ٌداي ألدفؤهما قلٌبل ‪ ,‬حٌدر ال ٌفلح إال فً‬
‫هذا‬
‫إٌقاظً مبكرا من أجل بضع دقابق وبعض العبارات التً ال تجدي نفعا‬

‫خلعت معطفً وعلقته ودخلت المطبخ حضرت كوبا كبٌرا من الشاي‬


‫وجلست‬

‫وسط المنزل وشؽلت التلفاز و أخفضت الصوت كان برنامجا صباحٌا‬


‫ممبل للؽاٌة‬

‫ولكن ال شًء أقل ملبل منه ‪ ,‬سمعت حٌنها طرقات على باب المنزل‬
‫تنهدت بضٌق‬

‫من هذا الذي ٌرٌد إفساد الصباح أٌضا ال وٌطرق الباب بدال عن أن ٌقرع‬
‫الجرس‬

‫وقفت بتذمر وفتحت الباب كان ثمة فتاة بثٌاب مرتبة عٌنان بنٌتان وبشرة‬
‫بٌضاء‬

‫وابتسامة مشاكسة تضع حقٌبة على كتفها وتمضػ العلكة نظرت لها‬
‫بسخرٌة وقلت‬

‫"لن تدخلً المنزل ولن أشٌري منك شٌبا"‬

‫ضحكت وقالت " ومن قال أننً أرٌد الدخول"‬

‫قلت بذات السخرٌة " ألنً أعرفكم جٌدا الباعة المتجولٌن"‬

‫لوت شفتٌها بضٌق فقلت بابتسامة جانبٌة‬


‫"هل تعلمً ما أسوء ما فً النساء"‬

‫نظرت لً بحٌرة فقلت‬

‫"أنهن ال ٌعرفن التجارة إال فً مشاعر البشر"‬

‫نظرت لً باستفهام بادئ األمر ثم بصدمة فقلت بسخرٌة‬

‫"وأنهن ال ٌفهمن إال بعد وقت"‬

‫نظرت جانبا لطرؾ الشارع تؤففت ثم نظرت لً وقالت بضٌق‬

‫"ما بك ٌا هذا إننا فً الصباح"‬

‫كتفت ٌداي لصدري واستندت بكتفً على طرؾ الباب وقلت ببرود‬

‫"أخبرتك منذ البداٌة أننً لن أشتري شٌبا"‬

‫قالت بنفاذ صبر " وهل تحكم على ما عندي دون أن تعرفه"‬

‫قلت " ال ٌهم فؤنا ال أرٌده "‬

‫قالت بضٌق " ال تتعبنً معك أٌها السٌد"‬

‫ما بها هذه معً عند الصباح كله بسبب حٌدر لكنت نابما اآلن لتطرق‬
‫حتى‬

‫تتعب وتؽادر ‪ ,‬ؼٌرت وقفتً ووضعت ٌداي فً جٌوب بنطالً وقلت‬


‫بتذمر‬
‫"هٌا قولً ما لدٌك ولكن اعلمً أنك تضٌعٌن وقتك ولن اشتري منك‬
‫شٌبا"‬

‫ابتسمت ابتسامة جانبٌة وقالت بتحدي‬

‫"بل ستشتري ولٌس هذه المرة فقط"‬

‫قلت بدهشة مصطنعة " رابع ما كل هذه الثقة"‬

‫أشارت لوجهً بسبابتها وقالت بتحدي أكبر " سنرى"‬

‫قلت بابتسامة سخرٌة " حسننا أرنً ما لدٌك"‬

‫قالت بابتسامة " األمٌات"‬

‫ضحكت كثٌرا ثم قلت " أقسم أنك مجنونة هل تبٌعٌن األمٌات"‬

‫قالت بضٌق " لست مجنونة وأبٌع األمٌات حقا"‬

‫قلت وأنا أشٌر بعٌناي لٌدها‬

‫"فً هذه الحقٌبة !! ماذا لو كانت أمٌتً طابرة أو باخرة "‬

‫قالت ببرود وهً تدٌر الحقٌبة خلفها‬

‫"لٌس أنت من تحدد أنا أحدد ذلك"‬

‫ضحكت مجددا وقلت‬


‫"كٌؾ تكون أمٌتً وأنتً من تحددٌنها"‬

‫قالت بابتسامة " ادفع المال واشترى وسترى"‬

‫قلت " خطة فاشلة"‬

‫قالت بحزم " ستشتري رؼما عنك "‬

‫قلت رافعا حاجباي " رابع وهل سترؼمٌننً "‬

‫قالت بجدٌة " إن لم تشترى أمنٌتك منً سرقت أمنٌتك منك ولك أن‬
‫تختار"‬

‫قلت بابتسامة جانبٌة " وإن لم ٌكن لدي أمٌة ال أشترٌها منك وال‬
‫تسرقٌنها"‬

‫قالت بحدة " كاذب"‬

‫نظرت لها بصمت واستؽراب ال تبدوا مجنونة لكن ما تقوله ال ٌمكن لعاقل‬
‫قوله ٌجذر‬

‫بهذه أن تقفز حول بقع مٌاه الطرٌق ولن ٌلوم علٌها أحد ألنها من‬
‫المجانٌن العاقلٌن‬

‫كانت تنظرت للمنزل خلؾ كتفً وهً ترفع جسدها لترى ما بالداخل ثم‬
‫قالت‬

‫"ماذا قررت"‬
‫سحبت الباب من ورابً وقلت‬

‫"اسمعً ٌا فتاة تعبت من الوقوؾ فً البرد كم ترٌدي ثمن تفاهاتك‬


‫وترحلً"‬

‫قالت ببرود " تفاهات !! ‪ .....‬سترى إن لم تصبح تزٌد المال لتشترٌها‬


‫منً"‬

‫قلت بنفاذ صبر " سؤعطٌك عشرة ولٌس لدي ؼٌرها لك"‬

‫ضحكت وقالت " بخٌل"‬

‫قلت ببرود " بل بضاعتك هً التً ال تستحق"‬

‫قالت " حسننا سؤعطٌك بما ستدفع هذه المرة ولكن فً المرات‬

‫القادمة أنا من سٌحدد السعر"‬

‫ضحكت وقلت " هل تبٌعٌن المخدرات"‬

‫نظرت لً بصدمة ثم قالت‬

‫"أصمت ال ٌسمعك أحد وتورطنً فً شًء لم أره ٌوما"‬

‫ثم فتحت حقٌبتها وأخرجت ظرفا ورقٌا ومدته لً وقالت‬

‫"هذه المرة ستكون مجانٌة ألنً سآخذ حقها مضاعفا فٌما بعد"‬
‫وما أن أمسكته منها حتى ؼادرت من فورها تبعتها بنظري وهً تعبر‬
‫الشارع‬

‫مسرعة ثم نظرت للظرؾ بٌن ٌدي كان ظرفا ورقٌا بنً اللون وٌحوي‬
‫مجموعة‬

‫أوراق على ما ٌبدوا وكان مكتوبا على ؼبلفه ( منازل القمر)‬

‫قلبته كثٌرا بحٌرة ثم دخلت ورمٌته على األرٌكة وجلست أشاهد باقً‬
‫البرنامج‬

‫وقفــــــــــــة‬
‫عبرت تلك الفتاة الشارع ووقفت فً نهاٌته وتؤففت وقالت‬

‫"ٌاله من متعجرؾ لست أعلم ما الذي أحبته فٌه ٌوما صحٌح أنه وسٌم‬

‫وٌتنفس رجولة وحتى ضحكته مخملٌة تذٌب القلب لكنه فض ومؽرور"‬

‫ثم تابعت سٌرها مسرعة وقابلة‬

‫"لو تعلم قمر بما فعلت فستقتلنً دون أدنى تفكٌر ولكننً لن أتراجع أبدا‬
‫"‬

‫وعند هنا انتهى الفصل وانتهى لقابً بكم‬

‫من قرأه ولم ٌنل إعجابه أتمنى أن ال ٌحكم علٌها من فصل واحد ألنه‬
‫هناك‬

‫المزٌد ولم تتضح معالمها بعد‬


‫ومن حضت منكم بإعجابه ولو قلٌبل فبل ٌحرمنً من تشجٌعه ولو بكلمة‬
‫شكر‬

‫أختكم المحبة لكم دابما‬


‫برد المشاعر‬
‫الفصل الثانً‬

‫بعدما أكملت كوب الشاي والبرنامج السخٌؾ ذاك نظرت للساعة بتململ‬
‫ووقفت‬

‫ارتدٌت معطفً وخرجت من المنزل عبرت نصؾ الشارع ثم أوقفت‬


‫سٌارة أجرة‬

‫ركبت مقعدها الخلفً وقلت " جرٌدة الرواسً"‬

‫نظر لً فً المرآة وقال بابتسامة واسعة " بالتؤكٌد علمت دون أن‬
‫تخبرنً"‬

‫نظرت له بحٌرة وقلت " وكٌؾ علمت"‬

‫قال بابتسامة صؽٌرة " ومن ال ٌعرؾ الكاتب رابد المنذر"‬

‫ابتسمت بسخرٌة وقلت " ٌبدوا أنك تقرأ الكتب والصحؾ القدٌمة"‬

‫قال بابتسامته ذاتها " بل لم ٌؽب حرؾ مما تكتب عن بالً"‬


‫لذت بالصمت كً ال ٌطول الحدٌث فً األمر وصلت الصحٌفة نزلت‬
‫وأعطٌته نقوده‬

‫علٌا جلب سٌارتً بسرعة بدال من ركوب سٌارات األجرة ‪ ,‬دخلت المبنى‬
‫أعبر الممرات‬

‫متجها للطابق الثانً مجٌبا تحٌة الصباح على كل من مر بجانبً ‪,‬‬


‫صعدت السبللم وتوجهت‬

‫من فوري لذاك المكتب طرقت الباب طرقتٌن خفٌفتٌن ودخلت فوقؾ من‬
‫فٌه مباشرة ما أن‬

‫رآنً وقال مصافحا لً " مرحبا بالمنذر على الموعد تماما"‬

‫قلت بضحكة صؽٌرة " الفضل لمن أٌقظنً مبكرا الٌوم"‬

‫جلست على الكرسً المقابل له وقلت " هل األوراق جاهزة"‬

‫فتح درج مكتبه وقال‬

‫"بلى جاهزة اطلع علٌها وقم بلمساتك السحرٌة الدابمة وارمً الؽٌر‬
‫مناسب ككل مرة"‬

‫أمسكت األوراق قلبتها قلٌبل ثم قلت‬

‫"تبدوا لً أكثر من السابق هل ستزٌدون عدد الصفحات هذه المرة"‬

‫ضحك وقال " أبدا ولكن هناك عمود لم ٌعد شاؼرا فبل تحسبه"‬
‫نظرت له بحٌرة وقلت " وما الجدٌد"‬

‫دار بكرسٌه الجلدي ووقؾ ولؾ حول الطاولة ووقؾ بجانبً وضع ٌده‬
‫على كتفً وقال‬

‫"ألن أحدهم سٌكتب فٌه منذ األسبوع القادم"‬

‫نظرت له فوقً وقلت " ومن هذا الذي تثبتون له عمودا خاصا ؼٌر‬
‫المثبت سابقا"‬

‫ضحك وشد على كتفً بقوة وقال " لٌس أنت بالتؤكٌد ولٌته ٌكون كذلك"‬

‫قلت بابتسامة جانبٌة " أعلم أنه لٌس أنا"‬

‫ترك كتفً وتوجه بخطواته أمامً جلس على الكرسً المقابل لً وقال‬

‫"رابد متى ستتحفنا بإحدى مقاالتك ال ننتظر كتابا مقال ٌكفً"‬

‫قلت ببلمباالة وأنا أرتب األوراق بٌن ٌداي‬

‫"ال أعلم ‪ ...‬أخبرنً من هذا الذي سٌؤخذ العمود فً الصحٌفة"‬

‫وقؾ وعاد لكرسً مكتبه جلس وقال بابتسامة واسعة‬

‫"بل قل أفضل عمود"‬

‫قلت رافعا حاجباي " أرجو أن ال تكون مجرد بهرجة فارؼة "‬
‫ضحك وقال " مقبولة منك ولٌست بهرجة إنها فرصة ذهبٌة حصلت‬
‫علٌها الجرٌدة"‬

‫قلت ببرود وعٌناي فً عٌناه " حركات التشوٌق هذه أضنك تعلم أنها ال‬
‫تجدي معً"‬

‫قال مبتسما " بلى أنا أكثر من ٌعلم ذلك عموما إنها كاتبة كانت تحتل‬
‫عمودا فً صحٌفة‬

‫الفجر طٌلة العام الماضً"‬

‫نظرت له بهدوء وصمت فتابع " نورسٌن هل تعرفها"‬

‫شردت بعٌناي قلٌبل أبحث فً عقلً عن شًء ٌخص ذلك ثم قلت‬

‫"لم أسمع بها"‬

‫ضحك وقال " اسكت ال ٌسمعك أحد من ال ٌعرفها ٌا رجل"‬

‫قلت بضٌق " وهل ٌجب علٌا أن أعرؾ كل من ٌكتب فً الصحؾ"‬

‫قال بجدٌة " سوؾ ترسل لنا مقاال مرتٌن شهرٌا فهً لم تكتب فً‬
‫جرٌدتها تلك منذ فترة‬

‫لقد سعى أسعد حتى حفً لتوافق"‬

‫ضحكت وقلت " شرٌكك أسعد هذا سٌتسبب بدمار صحٌفتكما"‬

‫ضحك وقال " بل هذه المرة أصابها "‬


‫قلت بابتسامة " أراك متحمسا"‬

‫قال بضحكة " إنها فرصة العمر لصحٌفتنا بعدما فقدت مقاالتك ألشهر‬
‫عدٌدة"‬

‫قلت ببلمباالة " أتمنى أن ال تكون العكس"‬

‫قال بحماس " هذا ألنك ال تعرفها"‬

‫فتح الدرج السفلً لمكتبة وفتش فٌه كثٌرا ثم أخرج مقصوصة من‬
‫صحٌفة وقال‬

‫"اسمع واحكم بنفسك هذه مقالة لها قبل مقربة نصؾ العام فً جرٌدة‬
‫الفجر‬

‫(البراءة هً أؼلى األشٌاء ألن ما هوا ثمٌن ال ٌمكن أن ٌحدث إال للقلب‬
‫البريء للماكر ال ٌحدث‬

‫شًء الحب مستحٌل والنشوة مستحٌلة وأي شًء مستحٌل علٌه ‪ ,‬المال‬
‫ممكن والقوة والمظاهر‬

‫وهً كلها أشٌاء ال قٌمة لها فالموت ٌدمرها جمٌعا ( م‪/‬ن أوشو " ) )‬

‫توقؾ عن القراءة ونظر لً ٌبحث عن االهتمام فً مبلمحً ثم قال‬

‫"هل أتابع"‬

‫ابتسمت وقلت " نعم"‬


‫قال مبتسما " بداٌة مشجعة قد تدفعك للكتابة مجددا"‬

‫قلت بابتسامة " وقد ٌُخسركم ذلك مقاالتها"‬

‫ضحك وقال " ال تقلها ٌا رجل ٌبدوا أنك ستهاجمها بمقاالتك النقدٌة"‬

‫ضحكت بهدوء وقلت " تبدوا لً تستحق مقاال هجومٌا الذعا لكنً ال أفكر‬
‫فً ذلك"‬

‫ضحك وقال " جٌد ألنه سٌخنقك أسعد"‬

‫قلت " ال تقلق الكاتب آخر من ٌعلن هزٌمته ولن ٌخسرها بسبب مقاالتً‬
‫"‬

‫فتح الدرج العلوي لمكتبه وأخرج بطاقة ومدها لً فؤمسكتها وقلت‬

‫"ما هذه"‬

‫قال مبتسما " دعوة"‬

‫ضحكت وقلت " هل ستتزوج"‬

‫ضحك وقال " لو سمعتك زوجتً لقتلك إنه حفل الكتاب الجدٌد لعادل مراد‬
‫بطاقات‬

‫الزواج ننتظرها منك أنت"‬

‫قلت ببرود " ولما كل شًء تنتظره منً"‬


‫قال بهدوء " ألنك متوقؾ عن العالم منذ وقت ال جدٌد وال مفٌد ‪ ,‬أخبرنً‬
‫هل ستحظر"‬

‫قلت بهدوء وأنا أقؾ مؽادرا " ال أعلم "‬

‫وقؾ وقال " إلى أٌن ستذهب "‬

‫التفتت له وقلت " لجلب سٌارتً من كراج التصلٌح"‬

‫ضحك وهوا ٌتوجه ناحٌتً وضع ٌده على كتفً وقال‬

‫"هل تعطلت العروس"‬

‫ضحكت وقلت خارجا برفقته‬

‫"السٌارات كالنساء تماما ما أن توقع عقد ملكٌتها حتى تصبح بحاجة‬


‫دابمة للتصلٌح"‬

‫قال ضاحكا " ال أحسد زوجتك علٌك هٌا سؤوصلك فً طرٌقً لدي‬
‫مشوار ضروري سؤخرج له "‬

‫ركبنا سٌارته وشؽلها وانطلقنا نتبادل بعض األحادٌث ثم صمت لبرهة‬


‫وقال‬

‫"اتصل بً أٌوب باألمس"‬

‫تنهدت بضٌق فقال بهدوء " ٌبدوا لً ال ترٌد الحدٌث فً األمر"‬


‫قلت مختصرا " نعم"‬

‫قال " حسننا كما ترٌد ولكن ٌا رابد أ نــ" ‪......‬‬

‫قاطعته قاببل " وال أرٌد أي موضوع ٌوصلنا إلٌه"‬

‫تنهد واكتفى بالصمت فقلت " لؾ ٌمٌنا الشارع الثالث "‬

‫دخل الشارع وأوقؾ السٌارة وقال " ما لدٌك الٌوم"‬

‫قلت " لما تسؤل" !!‬

‫قال بتذمر " أجب بدون سإال ولو لمرة واحدة"‬

‫ضحكت وقلت " سآخذ الثٌاب للمؽسلة وأتسوق من أجل المنزل وسؤزور‬

‫المكتبة زٌارة ودٌة هذا فقط للٌوم"‬

‫قال بابتسامة وهوا ٌستند بساعده على المقود " لما ال تتزوج وترتاح ٌا‬
‫رجل"‬

‫قلت ببرود " وما الراحة التً تكون مع النساء"‬

‫ضحك وقال " أنت فقط لم تجرب"‬

‫قلت وأنا أفتح باب السٌارة وأخرج منها‬

‫"سبق وجربت شٌبا أقل من هذا وكانت النتٌجة مإسفة"‬


‫أؼلقت باب السٌارة قبل أن ٌتحدث أو أسمع ردا منه دخلت فاقترب منً‬
‫صاحب‬

‫المكان مبتسما وقال " مرحبا لم تترك لنا رقم هاتفك السٌارة جاهزة‬

‫منذ ٌومٌن العطل كان بسٌطا وهً جدٌدة لم تؤخذ وقتا"‬

‫قلت بهدوء " شكرا ‪ ,‬هل لً أن أستلمها اآلن"‬

‫مد لً بالمفتاح وقال " بكل تؤكٌد"‬

‫دفعت له نقوده وؼادرت أنهٌت بعض المشاوٌر فٌما عدا المكتبة وعدت‬
‫للمنزل صلٌت‬

‫ؼداء خفٌفا وقضٌت باقً الوقت فً مكتبً مع األوراق‬


‫ً‬ ‫الظهر وجهزت‬
‫وبعض الكتب‬

‫عند المساء جلست على األرٌكة لمشاهدة بعض األخبار فلمحت شٌبا‬
‫موضوعا بجانبً‬

‫كان الظرؾ الورقً الذي تركته تلك البابعة الفاشلة جٌد أنها ال تسوق‬
‫لكل المنتجات‬

‫لخسرت الدولة بسببها الكثٌر‬

‫رفعته ونظرت له مطوال بتمعن منازل القمر ٌاال األٌام هذا االسم كان فً‬
‫فترة من العمر‬

‫ٌعنً لً طموحا وجهدا كبٌرا ٌاال سخافة المناهج المدرسٌة ‪ ,‬علٌا رإٌة‬
‫ما فٌه قبل أن تعود‬

‫تلك الفتاة مجددا وتصدع لً رأسً ‪ ,‬رمٌته جانبا وعدت لتقلٌب القنوات‬
‫وبعد وقت طوٌل‬

‫دخلت المطبخ أعددت سندوتشا من الجبن والزٌتون وكوبا من الشاي‬


‫حملت الظرؾ وتوجهت‬

‫لمكتبً من جدٌد جلست وفتحته كان ٌحوي مجموعة من األوراق‬


‫منزوعة من مفكرة ‪ ,‬الورقة‬

‫األولى كانت تحوي ذات العنوان تبدوا لً وكؤنها قصة أو ٌومٌات من‬
‫مفكرة أو ما شابه ما سر‬

‫هذه الفتاة وهذه األوراق وما تعنً باألمٌة ‪ ,‬طردت كل تلك األفكار عنً‬
‫وأزحت ورقة العنوان‬

‫جانبا ونظرت للورقة األولى نظرة تفحصٌه كان الخط خفٌفا ومرتبا‬
‫وجمٌبل ٌبدوا وكؤنه خط فتاة‬

‫كما أن رابحة العطر تدل على ذلك ولٌست كرابحة عطر تلك البابعة أي‬
‫أنها لٌست هً صاحبتها‬

‫عدت لرأس الصفحة وبدأت بالقراءة من أول السطور‬

‫(نعجز أحٌانا عن فهم بعض الكلمات وأكثر ما عجزت عن فهمه فً‬


‫حٌاتً هً كلمة طفولة ‪ ,‬حٌن‬

‫كنت أعٌش هذا الشًء المسمى بذاك االسم ‪ ,‬كلمة طفولة فً البلدان‬
‫الموضوعة تحت خط الفقر تعنً‬

‫البإس والنوم فً العراء والموت جوعا بالنسبة لً لست من البلدان‬


‫المعدومة ولكن تلك الطفولة لم‬

‫أعرفها إال بذاك االسم ولم تحوي أي حرؾ من تلك الحروؾ ولم أعرفها‬
‫جٌدا إال ذاك الٌوم حٌن‬

‫استٌقظت من نومً ألجد نفسً فً روتٌن ؼٌر روتٌنً الٌومً بدون‬


‫قبلة على جبٌنً من شفتا أمً‬

‫وال ابتسامة من والدي وأنا امسك بٌده الباردة عند قدومه من عمله‬
‫ألدخله معً للمنزل بل استٌقظت‬

‫على صوت صراخ أمً ‪ ,‬كانت صرخة واحدة قوٌة انخفضت روٌدا روٌدا‬
‫حتى اختفت كما اختفت‬

‫هً معها واختفى والدي فً ذات الٌوم ألجد نفسً أمام رجل ٌنظر لً‬
‫بنظرات باردة ومخٌفة‬

‫وصوته ٌدوي فً أذنً كالطرق على الحدٌد وهوا ٌقول " ماتوا "‬

‫كان هذا جوابه لطفلة عمرها خمس سنوات وهً تسؤل عن والدٌن‬
‫افتقدتهما ذاك الصباح‬

‫الموت كلمة لم أكن أعرؾ معناها ولم ٌشرحها لً ٌومها ‪ ,‬كل ما فهمته‬
‫وقتها أنها تعنً أن‬

‫تشرق شمس الصباح وال تجد والدٌك كانت تلك المعانً الوحٌدة التً‬
‫عرفتها عن ثبلثة‬

‫أحرؾ فً كلمة موت ‪ ,‬كما اكتشفت بعدها العدٌد من الكلمات الجدٌدة‬


‫ألفهمها بؽٌر معانٌها‬

‫الحقٌقٌة كما كلمة طفولة التً اعتقدت فٌما بعد أنها تعنً البإس‬
‫والحرمان والخوؾ والجوع‬

‫والنوم فً العراء والبرد ألكتشؾ بعد سنٌن طوٌلة أنه ال شًء اسمه‬
‫موت بتلك الطرٌقة‬

‫صرخة أم واختفاء أب ‪ ,‬لٌس الموت بذاك المعنى أبدا ولكنه الجواب‬


‫الوحٌد الذي وجدته حٌنها‬

‫أمسكت تلك الٌد الجوفاء الخالٌة من المشاعر كصاحبها بتلك الٌد الرقٌقة‬
‫الصؽٌرة وأخذتها معها‬

‫لبٌت لٌس بٌتها وأم لٌست أمها ورجل ٌطلقون علٌه أسم ( خالً )‬
‫لتضٌؾ لقاموسها معنا جدٌدا‬

‫لكلمة جدٌدة ‪ ( ....‬خال)‬

‫لم أكن أعلم معنى لتلك الكلمة فكتبتها فً قاموسً فٌما بعد بمعنى‬
‫اإلهمال والضرب والسب‬

‫كلها كانت تعنً عندي تلك الكلمة ولم أعرؾ ٌوما من تلك األٌام أنها‬
‫تعنً شقٌق األم ‪ ,‬ووجدت نفسً‬

‫أمام سٌدة بعٌنان كعٌنا التنٌن الذي كان موجودا فً دفتر تلوٌنً الذي‬
‫أحضره لً والدي صؽٌرتان‬

‫ومسحوبتان للخلؾ ومبلمح ال تشبه مبلمح والدتً الجمٌلة الرقٌقة‬


‫وصوت رنان خرج من حنجرتها‬

‫وهً تضع ٌدٌها وسط جسدها قابلة " فعلت ما ترٌد وأحضرتها"‬

‫خرجت حٌنها الكلمات من الواقؾ بجواري قاببل‬

‫"ال أحد لها ؼٌرنا وال أطفال لدٌنا فما المشكلة"‬

‫ابتسمت ابتسامة شرٌرة لم تكن تبتسمها والدتً اكتشفت بعد سنٌن‬


‫طوٌلة أنها تعنً ابتسامة سخرٌة‬

‫مددت لها ٌدي الصؽٌرة البٌضاء مفرودة األصابع ألصافحها كما كانت‬
‫تعلمنً والدتً ‪ :‬صافحً‬

‫دابما من هم أكبر منك سنا بهذه الٌد ولٌس بتلك‬

‫نظرت لٌدي مطوال ثم أمسكتها بقوة وسحبتنً معها ثم رفعتنً لؤلعلى‬


‫ورمتنً على األرٌكة جالسة‬

‫وقالت بؽضب " اجلسً هنا إن تحركت من هذا المكان أو كسرتً شٌبا‬
‫أو تحرك من مكانه قتلتك "‬

‫جلست فً ذاك المكان وعلى تلك األرٌكة ولم أحرك حتى أطرافً لتمر‬
‫الساعات تلو الساعات‬

‫حتى ؼلبنً النعاس ونمت فً مكانً ضامه ساقاي لصدري فوق تلك‬
‫األرٌكة ولٌس سرٌر ؼرفة‬

‫نومً ولم أعلم حٌنها أننً حتى تلك ألنومه سؤفقدها فٌما بعد ‪ ,‬رأٌت فً‬
‫الحلم أمً تبتعد وأنا أركض‬

‫مسرعة نحوها وأنادٌها أركض وتبتعد وتبتعد فتعثرت قدماي بصخرة‬


‫كبٌرة ووقعت أرضا‬

‫ثم ارتفعت لؤلعلى وسقطت وصوت صراخ ٌدوي فً رأسً قاببل‬

‫"انهضً هٌا من سمح لك بالنوم هنا"‬

‫فتحت عٌناي ألجد الواقفة فوقً صاحبة عٌنا التنٌن التً ٌنادونها (‬
‫سلوى ) تمسك بٌدي وأنا‬

‫مرمٌة أرضا ألكتب لدي أن كلمة سلوى تعنً القسوة ورفع الجسد من ٌد‬
‫واحدة‬

‫سحبتنً معها دخلنا مطبخا ثم حجرة فً نهاٌته رمتنً فٌها وقالت‬

‫"هذا هوا مكانك أخرجً منه لتري ما سؤفعل بك"‬

‫ثم ؼادرت وجلبت كٌس مبلبسً ورمته علٌا وؼادرت ‪ ,‬أخرجت الدمٌة‬
‫القماشٌة التً صنعتها‬

‫لً أمً حضنتها ونمت على تلك األرضٌة الباردة وقلت‬

‫"أمً لقد أصبح لً منزال جدٌدا وأما جدٌدة لٌست مثلك أبدا وؼرفة‬
‫جدٌدة ال تشبه ؼرفتً‬
‫إنها ملٌبة بالعلب والصنادٌق ولكنها ؼرفتً قالت مكانً ٌعنً أنها لً ‪,‬‬
‫أمً أحبك متى‬

‫ستعودٌن إلً أنتً ووالدي متى سٌحضركم ذاك الذي ٌسمونه ماتوا متى‬
‫سٌعٌدكم ‪ ,‬أمً ال‬

‫تتركٌنً وحٌدة عودي رجاءا "‬

‫ونمت فً ذاك المكان البارد الخالً حتى من اإلنارة ألستٌقظ على ذات‬
‫الصوت صارخا‬

‫"قمر"‬

‫جلست من فوري أفرك بٌداي الصؽٌرتان تلك العٌنان العسلٌتان‬


‫الواسعتان وقلت بصوت رقٌق‬

‫طفولً بالكاد ٌخرج من تلك الحنجرة الصؽٌرة " نعم خالتً"‬

‫رفعتنً من ٌدي مجددا وقالت بصراخ " لست خالتك وال تقولً خالتً‬
‫ثانٌتا فهمتً"‬

‫نزلت حٌنها دموعً من عٌنً الٌمنى للٌسرى ألنها تحملنً ورأسً سقط‬
‫جانبا لتسقط تلك‬

‫الدموع على األرض ولتخرج تلك الكلمات الطفولٌة الرقٌقة من حنجرتً‬


‫قابلة‬

‫"حسننا"‬
‫رمتنً أرضا وقالت " نادنً سٌدتً منذ الٌوم ‪ ,‬تعالً خلفً هٌا"‬

‫خرجت أتبعها أخذتنً لخارج المنزل حٌث ؼرفة تشبه ؼرفتً الجدٌدة‬
‫ؼٌر أنها أكبر‬

‫ومتسخة أخذت وسادة من هناك مدتها لً وقالت بقسوة " أمسكً هذه"‬

‫أمسكتها بل حضنتها بقوة كً ال تقع منً وأعرؾ معنا جدٌدا السم سلوى‬
‫‪ ,‬أخذت فراشا‬

‫وبطانٌة وقالت " تعالً"‬

‫تبعتها مجددا لتعود بً لذات المكان لؽرفتً رمتهما أرضا وقالت‬

‫"نامً علٌهم ستعٌشٌن هنا واحمدي هللا مبة مرة أننا آوٌناك فمكانك‬
‫لٌس هنا بل دار‬

‫األٌتام رؼم أنك لست منهم"‬

‫ثم خرجت وتركتنً ال أفهم مما قالت شٌبا فعقلً لم ٌحمل حٌنها كل تلك‬
‫المعانً القاسٌة‬

‫والظالمة ‪ ,‬لتمر بً األٌام فً ذاك المنزل طفلة فً الخامسة تؽسل‬


‫األوانً وتمسح الؽبار‬

‫وتحضر حتى الماء لهما عندما ٌعطشان ‪ ,‬طفلة تؤكل بقاٌا طعامهم‬
‫مجموعا فً صحن واحد‬
‫وعلى األرض ‪ ,‬طفلة لٌس هناك من ٌحممها وٌؽسل لها ثٌابها وٌسرح‬
‫شعرها ؼٌر ٌدٌها‬

‫لتعرؾ حٌنها تلك المعانً الؽٌر حقٌقٌة لكلمة طفولة‬

‫فً ذاك الٌوم كنت أقؾ على أطراؾ أصابعً محاولة رإٌة ما هناك خلؾ‬
‫جدار هذا السقؾ‬

‫أمد جسدي أكثر وأكثر وال أرى إال شٌبا بسٌطا ألسمع تلك الصرخة من‬
‫خلفً‬

‫"قمر ما الذي تفعلٌنه هنا وتتركٌن أعمالك"‬

‫نظرت لها بخوؾ وقلت " ال شًء كنت أرٌد الرإٌة فقط"‬

‫قالت بؽضب وهً تشدنً من شعري " ترٌدي أن تري ما هناك حسننا"‬

‫رمتنً أرضا وؼادرت وأؼلقت الباب خلفها ونزلت السبللم لتتركنً‬


‫سجٌنة سطح المنزل‬

‫ولم تخبرنً حٌنها أنها لن تكون المرة األخٌرة ولم ٌخبرنً أحد أن كلمة‬
‫سطح تعنً أعلى‬

‫المنزل وكتبتها فً قاموسً بمعنى السجن والظبلم والبرد وصوت الرٌح‬


‫‪ ,‬كنت أركض‬

‫وألعب فٌه طوال ذاك النهار وأصعد فوق تلك العلبة الحدٌدٌة ألرى منازل‬
‫الجٌران ولم أدرك‬
‫أن بعد النهار لٌل لتظلم الدنٌا وٌشتد البرد والظبلم ألعرؾ حٌنها المعنى‬
‫الحقٌقً لذاك المكان‬

‫فجلست عند زاوٌة الباب أترجاه أن ٌفتح لً ومن سٌشرح حٌنها لطفلة‬
‫أن األبواب ال تسمع‬

‫وال تتحرك من تلقاء نفسها ‪ ,‬تكمش جسدي فً ذاك المكان وضممت‬


‫ٌداي لصدري وأؼمضت‬

‫عٌناي بشدة أبكً وتخرج تلك الكلمات الصؽٌرة كحجمً قابلة من جدٌد‬

‫" أمً أشعر بالبرد تعالً ال تتركٌنً أنا خابفة أمً أصابعً تتجمد‬
‫أخبرٌها بذلك "‬

‫ومن كان سٌجٌب أو سٌشعر ‪ ,‬ولم ٌنفتح ذاك الباب إال بعد وقت طوٌل‬
‫لتجرنً تلك الٌد وتنزل بً‬

‫تلك السبللم ‪ ,‬فقط كنت طفلة فً السادسة ولٌتها تحكً لكم تلك الطفولة‬
‫وتلك السنٌن)‬

‫رفعت الورقة فكانت التً تلٌها األخٌرة قلبت األوراق هل قرأت كل هذه لم‬
‫أشعر بنفسً‬

‫وبالوقت ‪ ,‬كانت األوراق قلٌلة لكنً كنت متؤكد أننً لن أقرأ سوى واحدة‬
‫وسؤمل منها‬

‫ما هذه ٌا ترى هل هً قصة حقٌقٌة أم رواٌة من الخٌال ما كل هذا‬


‫البإس ‪ ,‬تلك البابعة‬

‫الحمقاء من أخبرها أننً أحتاج للحزن ‪ ,‬شربت بعضا من الشاي الذي بدأ‬
‫ٌبرد وهوا على‬

‫حاله ونظرت للورقة ما قبل األخٌرة فٌهم وقرأت‬

‫(لم ٌكن ذاك الٌوم األخٌر لقد كان ذاك السطح ٌشدنً ألنه المتنفس‬
‫الوحٌد لطفلة لم ترى‬

‫الشارع منذ شهور وشهور كنت أستؽل وقت نوم عٌنا التنٌن ألصعد هناك‬
‫فتمسك بً أحٌانا‬

‫وتسجننً فٌه حٌث البرد والجوع والخوؾ ومن ٌخبر طفلة فً ذاك العمر‬
‫أن التوقؾ عن‬

‫الجرم ٌإدي للتوقؾ عن العقاب ضننت أن ذاك السجن لٌس عقابا على‬
‫ذلك ألن القسوة عنوان‬

‫ذاك المكان فكل شًء كنت أتوقع أنه بدون أسباب‬

‫فً ذاك الٌوم الذي ٌشبه الكثٌر من تلك األٌام كنت أجلس ألتمس الدؾء‬
‫من برودة ذاك الباب‬

‫الحدٌدي حٌن سمعت صوتا الصطكاك حدٌد من سطح الجٌران المبلصق ‪,‬‬
‫وقفت وأخذت العلبة‬
‫الحدٌدٌة ووضعتها عند ذاك الجدار الفاصل بٌن المنزلٌن وصعدت فوقها‬
‫ألجد فً ذاك السطح‬

‫فتى ٌكبرنً بسنٌن ٌثبت شٌبا طوٌبل مخروطٌا وٌتذمر وٌسبه ألنه ال‬
‫ٌثبت فبدأت أضحك علٌه‬

‫لتصله تلك الضحكات الصؽٌرة البرٌبة فالتفتت إلٌا وقال‬

‫"ماذا تفعلً هنا ومن أنتً ولما تضحكٌن"‬

‫قلت بعفوٌة وأنا أنظر لذاك الشًء الؽرٌب " ماذا تفعل"‬

‫اقترب منً وقال واضعا ٌدٌه وسط جسده‬

‫"ماذا تفعلً أنتً فً هذا الوقت فوق المنزل وأٌن والدتك"‬

‫قلت بحزن " ذهبت مع ماتوا ولم ترجع حتى اآلن وال حتى والدي لقد‬
‫أحبوه ونسونً"‬

‫هز رأسه بعدم فهم والمباالة وقال " وما تفعلٌن هنا"‬

‫قلت بعفوٌة " ال أعلم"‬

‫قال ٌضٌق " كٌؾ ال تعلمً"‬

‫قلت بابتسامة " ماذا تفعل أنت"‬

‫نظر للخلؾ حٌث ذاك الشًء الؽرٌب وأشار له بإبهامه وقال‬


‫"أراقب القمر"‬

‫ضحكت وقلت " تراقبنً"‬

‫نظر لً ببرود وقال " قلت قمر ولٌس أنتً"‬

‫قلت بمرح " وأنا قمر"‬

‫ضحك وقال وهوا ٌشٌر بؤصبعه لؤلعلى " ذاك فوق"‬

‫نظرت حٌث أشار وقلت باستؽراب " تلك قمر ولكنً هنا"‬

‫ضحك مجددا وأمسك بطنه ونزل أرضا فقلت‬

‫"ما بك هل تإلمك معدتك أنا عندما تإلمنً أفعل مثلك"‬

‫ضحك أكثر ثم وقؾ وقال وهوا ٌضحك‬

‫"أسكتً ٌا فتاة سوؾ تقتلٌننً من الضحك"‬

‫قلت بتذمر " لما تضحك علً"‬

‫عاد لذاك الشًء الؽرٌب وبدأ ٌحركه وٌنظر لتلك الكرة المضٌبة التً‬
‫تضًء لً لٌبل وتنطفا‬

‫عندما تؽضب منً دون سبب وتتركنً فً الظبلم علمت اآلن لما كانت‬
‫تفعل ذلك ألنً أحمل‬

‫اسم كاسمها ‪ ,‬كان ٌنظر له وٌدور بتلك األشٌاء وأنا كنت مستندة بٌداي‬
‫على حافة سور السطح‬

‫واضعة ذقنً علٌهما وأراقبه ثم قلت " لما تنظر له"‬

‫نظر لً وقال " أراقبه"‬

‫قلت بتعجب " لما هل سٌفعل شٌبا"‬

‫ضحك وقال " ال أنا أرى منازله"‬

‫قلت بدهشة " وله منازل ما ٌفعل بها وهوا وحٌد"‬

‫عاد للضحك مجددا وقال‬

‫"منازل القمر ٌا ؼبٌة ثمان وعشرون منزال ٌنزلها هكذا أخذناها فً‬
‫المدرسة ) "‬

‫رفعت عٌناي عن الورقة فً شرود وتفكٌر بل تشتت وضٌاع قمر ومنازل‬


‫القمر وسطح‬

‫ومراقبة عدت بنظري سرٌعا ألكمل وأتؤكد أو ألهرب من تلك الفكرة‬


‫وبدأت بالقراءة‬

‫(كنت ال أفهم من ذلك شٌبا وبقٌت أراقبه فً صمت بمعطفه الشتوي‬


‫األسود المناسب‬
‫لطوله وحجمه وشاله الصوفً األبٌض الذي ٌلفه حول عنقه ‪ ,‬كنت‬
‫أراقبه باهتمام وصمت‬

‫حتى انتهى وجمع أشٌابه ثم نظر لً وقال‬

‫"انزلً فالجو بارد"‬

‫قلت " ال استطٌع"‬

‫قال باستؽراب " ولما ال تستطٌعً"‬

‫أشرت بؤصبعً جهة الباب وقلت " ألنها أؼلقته"‬

‫قال " من هً"‬

‫قلت بهمس جامعة كفاي حول فمً كً ال تتبعثر الكلمات وتسمعها‬

‫"خالتً ولكن ال تقل لها فهً ترٌد أن أنادٌها سٌدتً"‬

‫نظر لً بعدم فهم ثم قال " ما أسمك"‬

‫قلت بابتسامة " قمر"‬

‫ضحك كثٌرا ثم قال " لذلك إذا"‬

‫قلت بضحكة " وما أسمك أنت"‬

‫قال وهوا ٌحمل أشٌابه تلك " رابد"‬


‫ثم نزل وأؼلق الباب خلفه )‬

‫كانت الورقة األخٌرة قد انتهت رمٌتها على الطاولة وضربت جبهتً بٌدي‬
‫عدة مرات ثم قلت‬

‫"قمر نعم قمر الطفلة فً ذاك السطح "‬

‫كنت أظنها تكذب فً تلك األشٌاء التعٌسة التً تقولها وأنها مجرد مخٌلة‬
‫طفلة صؽٌرة‬

‫كنت فً الحادٌة أو الثانٌة عشرة من العمر حٌنها لم أنسى أبدا تلك األٌام‬
‫قمر الطفلة الجمٌلة‬

‫المبتسمة ذات الشعر البنً الفاتح الحرٌري والعٌنان العسلٌتان نعم‬


‫أذكرها جٌدا‬

‫نظرت لؤلوراق أمامً بشرود ترى ما عبلقة تلك الفتاة البابعة بها وأٌن‬
‫هً اآلن البد وأنها‬

‫هً من كتبت هذه ‪ ,‬أذكر أنً لم أرها منذ تقرٌبا حٌن كانت فً التاسعة‬
‫أو العاشرة وأذكر أنها‬

‫اختفت فجؤة انتظرتها كثٌرا ونادٌت علٌها من سطح منزلهم مرارا ولم‬
‫تظهر ‪ ,‬ترى لما أحضرت‬

‫تلك الفتاة هذه األوراق لً فمن كتب هذه لٌس أي قلم عادي ‪ٌ ,‬بدوا أنً‬
‫كما قالت تلك الحمقاء‬

‫سؤشتري األوراق منها بالسعر الذي تحدده ستؤتً قرٌبا بالتؤكٌد فهذه‬
‫المذكرة لم تنتهً ولن أتركها‬

‫حتى أفهم منها كل شًء ‪ٌ ....‬ااااه قمر ٌاال المصادفات‬

‫وعند هنا انتهى الفصل أتمنى أن ٌكون نال إعجابكم ووضحت بعض‬

‫معالم الرواٌة لدٌكم ولو قلٌبل فبلزال هناك الكثٌر‬

‫فما عبلقة البابعة بقمر وما الذي تقصده باألمٌة وما تكون أمٌة رابد التً‬
‫ستحملها‬

‫له ضمن باقً أوراق المفكرة وألي حد ستكون عبلقته بقمر الطفلة وأٌن‬
‫هً اآلن‬

‫ولما ستؽضب قمر إن علمت بما تفعله الفتاة البابعة‬

‫الزال فً جعبتً المزٌد فكونوا بالقرب منً دابما‬

‫أختكم المحبة لكم ‪ ..........‬برد المشاعر‬

‫الفصل الثالث‬
‫قضٌت باقً أٌام األسبوع بٌن أوراقً والكتب وبٌن مكتبً وؼرفة‬
‫الجلوس والتلفاز‬

‫والطلعات المعدودة وكان علٌا الٌوم زٌارة الجرٌدة ‪ ,‬وصلت هناك عبرت‬
‫ذات الممر‬

‫وتوجهت لذات المكتب طرقت الباب ودخلت نظرت لهم بابتسامة وقلت‬

‫"مرحبا أرى اجتماعا مؽلقا الٌوم"‬

‫وقؾ الذي كان ٌجلس على أحد الكرسٌٌن أمام المكتب وصافحنً بقوة‬
‫وقال ضاحكا‬

‫"ما أسعد هذا الصباح"‬

‫ضحكت وقلت " هل توجد عبارة صباحٌة ال ُتدخل فٌها اسمك"‬

‫ضحك ضحكة قوٌة وقال " ال ٌتؽلب علً أحد ؼٌرك فً هذه الببلد"‬

‫صافحت الجالس خلؾ المكتب قاببل " كٌؾ أنت الٌوم"‬

‫قال مبتسما " أسعد من األمس"‬

‫وضحك ثبلثتنا ثم قال أسعد " سترٌان"‬


‫جلست ووضعت األوراق على الطاولة أمامً فقال قٌس‬

‫"جاهزة بالتؤكٌد"‬

‫قلت بهدوء " ما كنت سؤحضرها لو لم تكن كذلك"‬

‫قال أسعد " حتى متى ستبقى تعٌد صٌاؼة ما ٌكتب الؽٌر لٌؤخذوا المجد‬
‫وأنت خلؾ الكوالٌس"‬

‫قلت ببرود " أنا مرتاح هكذا"‬

‫تنهد وقال " رابد متى ستعود"‬

‫قلت بابتسامة سخرٌة " لم أعلم أننً سافرت"‬

‫قال بابتسامة حزٌنة " بل تعً ما أقول الحٌاة تحتاجك إن كنت ال تحتاجها‬
‫"‬

‫تجاهلته وقلت ناظرا جهة قٌس‬

‫"المقاالت السٌاسٌة ال تقدمها لً ثانٌتا أو فصلت رأسك عن جسدك"‬

‫ضحك وقال " أمازلت عدوا للسٌاسة"‬

‫قلت بتذمر " إنهم ٌخلطون األدب والفلسفة وكل شًء وٌعكرون المزاج‬
‫وال ٌخرجون بنتٌجة "‬

‫ضحك وفتح درج مكتبه قاببل " هذا ألنك تعشق المقاالت األدبٌة لكنت‬
‫نظرت لهم بنظرة‬
‫مختلفة ‪ ,‬لدي مفاجبة لك"‬

‫ابتسمت ابتسامة جانبٌة وقلت " وأي مفاجؤة تخرج من جرٌدة"‬

‫اكتفى بالضحك دون تعلٌق وأخرج ورقة مطبوعة مدها لً وقال‬

‫"ستكون أول من ٌقرأها"‬

‫أخذتها وقلت " ما هذه" !!‬

‫قال بابتسامة واسعة " نورسٌن"‬

‫قلت ببرود " آه أجل صفقة أسعد المحترمة"‬

‫ضحك أسعد وقال " ستدمرك بكل تؤكٌد"‬

‫نظرت له وقلت " من سٌدمر من "‬

‫قال بابتسامة تحدي " إنها قنبلة فً المقاالت النقدٌة الهجومٌة لقد‬
‫أسكتت عاصم‬

‫فً مقال واحد فقط منذ ثبلثة أشهر "‬

‫ضحكت وقلت " ومن هذا الذي ٌسكت عاصم "‬

‫ضحك وقال " أنت من أشعله فً الماضً وهً من أسكته إنكما ثنابٌا‬
‫رابعا هههههه"‬
‫نظرت جهة قٌس وقلت " ولما تركت تلك الجرٌدة"‬

‫نظر جهة أسعد وقال " األخبار لدٌه"‬

‫نظرت جهته فقال رافعا كتفٌه " ال أعلم !! األمر مبهم لقد كانت فً‬
‫الخارج وعادت منذ‬

‫عام وبضعة أشهر ‪ ,‬عملت لعام كامل لمصلحة تلك الجرٌدة ثم توقفت‬
‫فجؤة"‬

‫ثم ضحك وقال " ربٌس التحرٌر كاد ٌجن عند اتخاذها تلك الخطوة لقد‬
‫قفزت‬

‫بجرٌدتهم خطوة واسعة لؤلمام"‬

‫ضحكت وقلت " حاذر من أن تجن أنت أٌضا حٌن تترك جرٌدتكم دون‬
‫سابق إنذار"‬

‫قال مبتسما " ال تخؾ فكنزي هوا أنت ولٌس هً"‬

‫ابتسمت بسخرٌة وقلت " كنزك حتى من خلؾ الكوالٌس ٌا أسعد"‬

‫قال بضحكة " كم أتمنى أن أتحدث باأللؽاز فً وجودك فؤنت تفهمنً دون‬
‫كبلم"‬

‫ضحكت ضحكة خفٌفة ونظرت للورقة وقرأت بضع سطور ثم نظرت‬


‫ألسعد وقلت‬

‫"معه حق ٌفقد عقله"‬


‫قال بابتسامة " المقاالت األدبٌة إنها جنونك الحقٌقً"‬

‫قلت بابتسامة مماثلة " نعم إنها كنوز الحٌاة اسمع هذا السطر‬

‫( األلماس فً الداخل ونحن فً الخارج إنه جزء من كٌاننا لكننا نبحث‬


‫عنه فً كل مكان‬

‫عدا ذلك المكان فٌكون البإس واإلحباط والٌؤس ( م‪/‬ن أوشو " ))‬

‫ضحك وؼمز لقٌس وقال " ٌبدوا أنها ستحرك ذاك الجبل"‬

‫قلت بضحكة جافة " ال تتؤمل كثٌرا فلن تجد ما تتوقع منً"‬

‫ثم نظرت لبلسم مطوال وقلت بهدوء‬

‫"نورسٌن هذا االسم معناه ضوء القمر هل هوا اسمها الحقٌقً"‬

‫قال أسعد بهدوء " ال أعلم ٌبدوا لً كذلك"‬

‫نظرت له وقلت " وكٌؾ تعمل معها وال تعلم"‬

‫قال " ال عقد بٌننا سترسل المقبلت عن طرٌق الفاكس كهذا الذي بٌن‬
‫ٌدٌك هكذا اشترطت"‬

‫ضحكت وقلت " لذلك هً تهرب كالنسٌم مثلما تدخل ؼلبتكم بذكابها"‬

‫ضحك وقال " بل لسبب ما تركت تلك الجرٌدة أنا متؤكد "‬
‫قال قٌس مبتسما " كم لدي من فضول لرإٌتها قد تحضر حفل الكتاب"‬

‫ضحك أسعد وقال " ٌمكننً تصور شكلها فتاة هاجمت عاصم بتلك‬
‫الشراسة ستكون ترتدي‬

‫بنطلون جٌنز وقمٌص ٌشبه الرجالً وخطوات ثقٌلة واسعة وصوت‬


‫مدوي فً السماء هههههه"‬

‫ضحكنا جمٌعنا وقال قٌس " بالفعل القوة والرقة ال ٌجتمعان "‬

‫وقفت ووضعت الورقة على الطاولة وقلت مؽادرا " أراكما الحقا"‬

‫قال قٌس بصوت مرتفع ألنً وصلت للباب " رابد لم تقل هل ستحضر‬
‫الحفل"‬

‫قلت دون أن ألتفت لهما " ما ٌزال الوقت مبكرا على أن أقرر"‬

‫ثم خرجت عابدا لمنزلً وما أن دخلت حتى بدأت األمطار بالهطول جٌد‬
‫أننً وصلت‬

‫آه أجل كٌؾ نسٌت كان علٌا زٌارة المكتبة قبل الجرٌدة ‪ ,‬التفتت للخلؾ‬
‫وأخذت المعطؾ الذي‬

‫علقته للتو ‪ ,‬من قال أن الروتٌن شًء ممل هوا ٌعلمك أن التؽٌٌر قد‬
‫ٌكون سٌبا جدا ‪ ,‬ارتدٌت‬

‫المعطؾ وخرجت وركبت السٌارة من فوري كً ال أجمع قدرا كبٌرا من‬


‫برد هذا الكون وحبات‬
‫األمطار الرقٌقة عند هذا الصباح‬

‫وصلت المكتبة نزلت ركضا ألدخل بسرعة وهذا هوا حال الجمٌع هنا‬
‫نهرب من المطر وفً‬

‫أرض ما من هذا الكوكب ٌرقصون فرحا تحته ألنهم ال ٌرونه إال فٌما نذر‬
‫‪ ,‬وهذا هوا طبع‬

‫البشر ٌعشقون المفقود وٌنبذون الموجود فً آن واحد حتى ٌصبح‬


‫الموجود مفقودا والمفقود‬

‫موجودا لٌعرفوا القٌمة الحقٌقٌة لكل منهما‬

‫دخلت للداخل وأنا أنفض كتفا معطفً بٌدي مزٌبل حبات المطر التً علقت‬
‫فوقه قبل‬

‫أن تتسلل إلى الداخل وتوجهت من فوري لتلك الرفوؾ التً ٌجذبنً‬
‫سحرها كالمؽناطٌس‬

‫اقلب الكتب وأبحث عن الموجود وأال موجود وبعد جهد وجدت ضالتً‬
‫الكتاب الذي جبت‬

‫ألجله وككل مرة حملت معً مجموعة أخرى من الكتب لم تكن وجهتً‬
‫لها ولكنً هكذا‬

‫أذوب فً سحرها ‪ ,‬رفعت الكتاب بقوة من الرؾ وأنا أهمس قاببل بحماس‬

‫"وجدتك أخٌرا"‬
‫لٌسقط الكتاب المجاور له أرضا نزلت ألرفعه فشدنً العنوان ( أكسٌر‬
‫الحٌاة ) رفعته‬

‫ونظرت لبلسم تحته ( نورسٌن ) تبدوا تلك الكاتبة ‪ ,‬ؼرٌب لم ألمح‬


‫اسمها سابقا هل هذا‬

‫كتابها الوحٌد ‪ ,‬فتحت الكتاب من المنتصؾ ألن البداٌات ال تعطٌك انطباعا‬


‫حقٌقٌا عن‬

‫الشًء وألن النهاٌات قد تجعلك ال تقرأه بتاتا ‪ ,‬قرأت من رأس الصفحة‬


‫وكان‬

‫(كذلك هم وكذلك نحن هم تركوا كل شًء ألقدار هللا ونحن لم نفعل فلو‬
‫رأٌت شخصا‬

‫صباح الؽد الباكر ٌبتسم من قلبه ستكون وجدت السعادة عند أحدهم‬
‫وتؤمل أن تؤتً إلٌك‬

‫ٌوما وأحب أن أبشرك بؤنك لن تلتقً بهذا الشخص ال فً الؽد وال بعده‬
‫هل تعلم لما ألنه‬

‫لم ٌنسى أخطاء الماضً وٌفكر كٌؾ سٌصلح المستقبل لذلك هوا تعٌس‬
‫ولذلك العصفور‬

‫والنملة سعداء ألنهم لم ٌسؤلوا ولم ٌجٌبوا وخالفونا نحن البشر وضحكوا‬
‫على سذاجتنا فعندما‬

‫سؤل أح ٌد منا اآلخر عن السعادة قال أنها فً ببلد ال توجد على الخارطة‬
‫فسؤلوا السعادة‬
‫أٌن نجدك قالت بكل بساطة تحت أقدام التعساء ‪ ,‬فبل تبحث طوٌبل عنها‬
‫ألنها ستهرب منك‬

‫وال تحزن إن لم تجدها فهً تسخر ممن ركضوا ورابها وبكوا ألنهم لم‬
‫ٌدركوها)‬

‫مررت بعض الصفحات األخرى وقرأت من نصؾ الصفحة‬

‫( من قالوا أنهم بنو المجد فهم واهمون ألنهم لم ٌروا المجد بعد فلم ٌنزل‬
‫المسٌح ابن مرٌم‬

‫وٌصلً بالمسلمٌن فً بٌت المقدس وكسر الصلٌب وقتل الخنزٌر ولم‬


‫تخضر األرض حتى‬

‫تكفً تمرة الرمان العشرة من الرجال أي لم تشرق الشمس من مؽربها‬


‫فالمجد لم ٌبنى بعد)‬

‫قلت بابتسامة " رابع وأخٌرا كتاب ال ٌتحدث عن السٌاسة واألدب‬


‫المعاصر للقدٌم ومشاكل الحٌاة"‬

‫وضعته على مجموعة الكتب وقلت بحماس " ٌستحق القراءة"‬

‫حملت الكتب وتوجهت لطاولة المسبول عن المكتبة كانت ثمة فتاة تقؾ‬
‫متحدثه معه بصوت‬

‫رقٌق وهادئ ومنخفض أنا خلفها ال أفهمه ‪ ,‬بعد وقت قلت بضٌق‬

‫"عذرا ٌا آنسة فالتعب فً وقت حملك للشًء ولٌس فً وزنه"‬


‫التفتت إلٌا ونظرت لً مطوال ال أعلم ما تلك النظرة بتلك العٌنان العسلٌة‬
‫الواسعة‬

‫نظرة حٌرة أم صدمة أم ضٌاع ‪ ,‬لقد زعزعت هذه العٌنان كٌانً وكؤنً ال‬
‫أراهما للمرة‬

‫األولى ‪ ,‬كانت تنظر لعٌناي بضٌاع وكؤنها تبحث عن شًء داخلهما أو‬
‫تنتظر شٌبا منً‬

‫وال تعلم أنً بدأت أفقد حواسً أمام عٌنٌها شٌبا فشٌبا ‪ ...‬لو تبتعد عنً‬
‫ما الذي تنوي فعله‬

‫بً ‪ ....‬بقٌت عٌنانا معلقتٌن ببعض ثم انتقلت عٌناها سرٌعا للكتب فً‬
‫ٌدي وأعبلهم كان‬

‫كتاب ( أكسٌر الحٌاة ) نظرت له مطوال ثم ابتعدت جانبا خافضة رأسها‬


‫لؤلسفل لتخرج‬

‫منها أحرؾ تشبه الهمسات بالكاد تخرج وبالكاد ُتسمع وهً تقول برقة‬

‫"تفضل"‬

‫اقتربت من الجالس خلؾ المكتب فابتسم من فوره وقال‬

‫"مرحبا بالسٌد رابد مجموعة جدٌدة إذا"‬

‫وضعت الكتب وقلت بضحكة خفٌفة‬


‫"جبت ألجل واحد فقط وككل مرة خرجت بمجموعة"‬

‫حرك الكتب أمامه لٌدونها لدٌه وعندما وصل لذاك الكتاب وضعت ٌدي‬

‫علٌه وقلت " ال هذا سؤشترٌه"‬

‫ابتسم ونظر لً وقال " هذه طبعة المكتبة النسخ المعدة للبٌع انتهت"‬

‫حملت الكتاب أمام عٌناي وقلبته وقلت " منذ متى صدر هذا الكتاب"‬

‫ثم وقع نظري على التارٌخ فقلت " منذ عام لم أره أو أسمع به"‬

‫قال " ألنه كتابها الوحٌد وقد تمت ترجمته للعربٌة من مدة قصٌرة"‬

‫وضعته على الطاولة وقلت " حسننا سؤستعٌره إذا ثم أعٌده "‬

‫وقفت عنده أنتظر أن ٌنتهً ولم تؽفل عٌناي عن العٌنان الواقفتان‬


‫بجانبً وهما تدققان فً‬

‫تفاصٌل مبلمح الجانب المقابل لهما من وجهً ‪ ,‬ما بها هذه هل تشبه‬
‫علٌا بشخص مٌت‬

‫أم ماذا ‪ ,‬من أخبرها أننً أرٌد أن أختبر صمودي أمام نوع جدٌد من‬
‫النساء لم ألتقٌة ٌوما‬

‫نظرت باتجاهها بسرعة فتوترت مبلمحها بوضوح وانخفض نظرها أرضا‬


‫وانتقلت العدوى‬

‫لً ألتفحص مبلمحها بكل جرأة ‪ ,‬العٌنان الواسعة والبشرة البٌضاء‬


‫كالثلج والمبلمح الرقٌقة‬

‫الدقٌقة ‪ ,‬مبلمح أقل ما ٌقال عنها أنها عنوان من عناوٌن األنوثة‬


‫الحقٌقٌة لٌزٌدها هذا الهدوء‬

‫الؽرٌب توهجا ‪ ,‬عجٌب أمازال هنالك من تحمل كل هذا السحر األنثوي‬


‫مجتمعا وكؤن ثمة‬

‫مؽناطٌس فً هذه المبلمح الفاتنة الجذابة ‪ ,‬سبق والتقٌت بنساء جمٌبلت‬


‫كثر فً حٌاتً لكن‬

‫هذه شًء مختلؾ تماما جمالها مختلؾ‬

‫"ٌمكنك أخذها لقد انتهٌت"‬

‫عدت بنظري له وقلت " شكرا "‬

‫حملتهم وؼادرت حٌن استوقفنً صوته قاببل‬

‫"سٌد رابد لدي شًء من أجلك"‬

‫عدت ناحٌته وكانت تلك الفتاة ال تزال تقؾ مكانها وقفت عنده بصمت‬
‫نظرت ناحٌتها‬

‫ُ‬
‫نظرت جهة‬ ‫نظرة خاطفة فكانت تنظر لً وشتت نظرها بعٌدا عنً ‪,‬‬
‫مشرؾ المكتبة‬

‫فؤخرج ظرفا ورقٌا ومده لً مقلوبا وقال‬


‫"أحدهم ترك هذا من أجلك"‬

‫أخذته منه وقلبته كان مكتوب علٌه ( منازل القمر ) ‪ ,‬نظرت له بحٌرة‬
‫وقلت‬
‫"من تركه هنا"‬
‫قال بهدوء " فتاة ال أعرفها وأراها للمرة األولى قالت أنك تعرفها"‬

‫دسسته بٌن الكتب وؼادرت المكتبة راكضا للسٌارة كما أتٌت ‪ٌ ,‬بدوا أن‬
‫تلك الفتاة تفكر‬

‫بدهاء وتعلم أننً سؤسؤلها عنها لذلك ستتخفى عنً لم أتوقع منها هذه‬
‫الحركة ولكن لماذا‬

‫وما مصلحتها من ذلك‬

‫وقفــــــــــــة‬

‫وقفت تلك الفتاة أمام الطاولة وقالت بنعومة وهدوء‬

‫"ما أن ٌؤتً ذاك الشاب الذي ؼادر للتو فؤعطه نسخة الكتاب وسؤعطٌك‬
‫واحدة مماثلة"‬

‫نظر لها بحٌرة ثم قال " ولكنها القوانٌن ٌا آنسة وال مماثل لتلك الطبعة"‬

‫أخرجت بطاقة صؽٌرة من جٌب حقٌبتها وقدمتها له نظر لها مطوال ثم‬
‫رفع نظره لها ٌتفحص‬
‫مبلمحها ثم قال " حسننا لك ذلك ولكن لٌس قبل أن تؤتٌنً بالنسخة‬
‫األصلٌة"‬

‫ابتسمت برقة وقالت " فً الؽد"‬

‫**********‬

‫دخلت المنزل علقت معطفً وضعت الكتب فً مكتبً وتوجهت عنوة‬


‫للمطبخ أعددت‬

‫وجبة خفٌفة صلٌت الظهر وعدت للمطبخ وضعت الطبق على الطاولة‬
‫وسكبت الطعام‬

‫وجلست أقلبه بالملعقة وسافر خٌالً لتلك الفتاة فً المكتبة ‪ٌ ,‬بدوا لً‬
‫تعرفنً أو ال أعلم‬

‫تعرؾ شخصا ٌشبهنً ٌا لها من قذٌفة ملتهبة فتنة مرسلة للبشرٌة ‪,‬‬
‫ضحكت على أفكاري‬

‫وعدت لتناول الطعام أنهٌت طعامً ثم عدت لمكتبً وضعت الكتب جانبا‬
‫وأمسكت بذاك‬

‫الظرؾ ثم ضحكت ‪ ,‬صدقت تلك الفتاة ٌبدوا أننً سؤدمن هذا ولكن لم‬
‫أفهم حتى اآلن قصدها‬

‫باألمٌة ‪ ,‬تجاهلت كل تلك األفكار وفتحت الظرؾ كان بداخلة كالمرة‬


‫السابقة مجموعة من‬
‫األوراق منزوعة من ذات المفكرة وبذات العطر والخط ومرتبة الوضعٌة‬
‫فٌبدوا أنها لم تحركها‬

‫بعد نزعها من مكانها ‪ ,‬وضعت األوراق أمامً رشفت رشفة من كوب‬


‫الشاي وبدأت بالقراءة‬

‫(الٌوم ٌسمونه ٌوم العٌد لم أدون سابقا هذا االسم عندي ‪ ,‬لقد عشته مع‬
‫والداي ولكنً لم‬

‫أعرؾ ما ٌكون ؼٌر ثوب جدٌد فً الصباح الباكر وحلوى ولحم واحتفال‬
‫جمٌل فً اللٌل‬

‫وأصدقاء ٌزوروننا ‪ ,‬كان ٌوما ؼرٌبا عن أٌامنا المعتادة ولكنً لم أعرؾ‬


‫اسمه حٌنها ‪ ,‬فقط‬

‫الٌوم عرفت أن هذا عٌد ولكن لٌس كذلك الٌوم أبدا ‪ ,‬كنت فوق علبتً‬
‫الحدٌدٌة عند سطح المنزل‬

‫ألننً فً هذا الٌوم مسجونة فً سجنً الدابم ‪ ,‬أقؾ على تلك العلبة‬
‫برإوس أصابعً ألشاهد عابلة‬

‫الجٌران وهم ٌشوون اللحم الرابحة لذٌذة لكن األلذ فً نظري كان شٌبا‬
‫آخر ‪ ,‬لما ال ٌعطونً واحدا‬

‫لٌس من الشواٌة ولكن من الجالسان معهم ‪ ...‬أب أو أم ‪ ,‬واحد فقط ال‬


‫أرٌد كبلهما‬

‫"قمر"‬
‫نظرت باتجاه الصوت ثم نزلت عن العلبة وحملتها بٌن ٌداي مبتسمة‬
‫وركضت بها جهة ذاك‬

‫الصوت وضعتها وصعدت فوقها وقلت " رابد هذا أنت"‬

‫قال بابتسامة " نعم ماذا تفعلٌن"‬

‫قلت بابتسامة مماثلة " أراقب الجٌران"‬

‫عقد حاجبٌه وقال " ولكن تلك عادة سٌبة"‬

‫قلت باستؽراب " ولما تراقب أنت القمر"‬

‫ضحك وقال " القمر ال بؤس الجٌران ال"‬

‫مددت شفتاي مستاءة وقلت " ماذا افعل إذا"‬

‫قال " انزلً وشاركً عابلتك العٌد"‬

‫قلت " ال أستطٌع"‬

‫قال بتساإل " لما " !!‬

‫أشرت للباب وقلت " ألنهم أؼلقوه"‬

‫قال بعفوٌة " أطرقً الباب البد وأنه الرٌح أؼلقه"‬

‫ثم أخرج لً من جٌبه شٌبا ومده لً وقال " خذي"‬


‫لٌصبح منذ ذاك الٌوم اسم رابد مسجل لدي بمعنى الحلوى ألنً لم أكن‬
‫آكلها إال منه ولم‬

‫ٌعطنً ؼٌره إٌاها ‪ ,‬كانت أحٌانا نصؾ قطعة وأحٌانا قطعة كاملة لٌقول‬
‫لً عقلً الصؽٌر‬

‫حٌنها أنه ٌؤكل حصتً فً السبللم وٌعطٌنً نصفها فقط ألكتشؾ بعد كل‬
‫هذه السنٌن أنه كان‬

‫ٌقتسم علٌا حلواه وأنه حٌن ٌعطٌها لً كاملة فهوا أعطانً حصته كلها‬

‫ومرت بً تلك األٌام والشهور ؼرفتً ذاتها مخزن المبونة وال شًء ؼٌر‬
‫األوامر والشتم‬

‫والضرب والتوبٌخ أشٌاء كبٌرة على عقل طفلة وصؽٌرة على قلبها‬
‫فاألطفال ال ٌقدرون‬

‫حجم البإس فهم ٌضحكون وٌلعبون فً ؼمرة تعاستهم ولكن من ٌكبر‬


‫فً تلك الظروؾ‬

‫سٌعرؾ المعنى الحقٌقً لتلك الكلمات التً كل واحدة منها ال تحمل إال‬
‫معنا واحد‬

‫‪....‬الحرمان واألسى والضٌاع‪....‬‬

‫"قمر هٌا الم تنتهً بعد"‬


‫قلت وأنا أخفً الكراسة تحتً وأكتب فٌها تلك الكلمة " نعم سؤنتهً اآلن‬
‫"‬

‫ثم ركضت نحو الجدار ومددتها له أخذها وقال " جمٌل صحٌحة لقد‬
‫تعلمت بسرعة"‬

‫قفزت وقلت " هٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌه صحٌحة صحٌحة هٌا علمنً واحدة أخرى"‬

‫هل تعلمون اآلن ما أصبحت تعنً كلمة رابد فً قاموسً حٌنها ‪( .......‬‬
‫المدرسة)‬

‫فهوا من علمنً أول الكلمات التً أكتبها فً حٌاتً والحروؾ واألرقام ‪,‬‬
‫من قال أن الجدران‬

‫تفصل البشر فطفبلن فً ذاك الوقت كسرا تلك القاعدة فلم أرى المدرسة‬
‫عندهم ٌوما إال فً‬

‫عٌنً رابد ‪ ,‬حتى الكراسة والقلم هوا من كان ٌحضرهم لً )‬

‫رفعت عٌناي عن األوراق نظرت للسقؾ وابتسمت بعفوٌة " أجل أذكر‬
‫ذلك وقد ٌوبخنً‬

‫والدي حٌن أخبره أننً أضعت إحدى كراساتً والقلم وأرٌد ؼٌرهم"‬

‫ثم نظرت جهة باب مكتبً بشرود ‪ ,‬نعم لم أنسها أبدا ولم أتخٌل أن تعود‬
‫لحٌاتً مجددا ‪ ,‬ترى‬
‫أٌن أصبحت اآلن وما حل بها ‪ ,‬أٌن تكونٌن ٌا قمر ولما تفعل تلك البابعة‬
‫هذا وما صلتها بها‬

‫هززت رأسً وتنهدت بحٌرة ثم عدت بنظري لؤلوراق وتابعت القراءة‬

‫(فؤصبحت بعدها الكلمة جملة والجملة دروسا وأنا أجلس على تلك العلبة‬
‫فً سطح المنزل‬

‫وهوا ٌشرح لً ما درسه الٌوم وٌوبخنً إن تثاءبت أو نظرت بعٌدا عنه‬


‫‪ ,‬لٌتؽٌر المشهد لطفلة‬

‫ذات عشر سنٌن سجنها ذاك المنزل وعقابها ذاك السطح الذي هوا‬
‫متنفسها الوحٌد ولم ٌخبرها‬

‫أحد أنها ستفقد حتى ذاك المتنفس إال ذاك الٌوم عندما وضعوا لها العقاب‬
‫األقسى بؤن أؼلقوا‬

‫علٌها ذاك الباب بل ذاك المخرج للنور ذاك السجن الذي كان ٌعنً لها‬
‫الحرٌة لٌحرموها حتى‬

‫من قطع الحلوى وتعلم الدروس بل من الشخص الوحٌد الذي ال ٌضربها‬


‫وٌسبها ‪ ,‬لتصبح سجٌنة‬

‫المنزل الموحش وٌمر بها العام والعامان وتبدأ تلك الطفلة تنضج قلٌبل‬
‫وتفكر أفكارا أخرى‬

‫وتتسلل لؽرفة عٌنا التنٌن وهً ؼٌر موجودة لترتدي فستانها الزهري‬
‫الطوٌل وحدابها العالً‬

‫وتجمع الفستان بٌن ٌدٌها لٌناسب طولها وتتمشى فً تلك الؽرفة لتعٌش‬
‫دور الكبار وتتحدث‬

‫مع أشخاص ؼٌر موجودٌن ٌستقبلونها عند الباب وتتبادل معهم القبل‬
‫والتحاٌا والضحكات وهً‬

‫وحدها هناك لٌصبح هذا العالم الخٌالً هوا عالمها الجدٌد كلما ؼادرا‬
‫سٌدا ذاك المنزل لٌبل‬

‫ولم تخبرها التعاسة أن ذاك المتنفس س ٌُخسرها الكثٌر إال تلك الساعة‬
‫التً عادت فٌها عٌنا‬

‫التنٌن مبكرا لتجد تلك الطفلة تلبس حلٌها وتمشط شعرها بمشطها وأمام‬
‫مرآتها لٌنزل بً أسوء‬

‫عقاب رأٌته فً حٌاتً وألضرب ضربا لم أتذوق مثله طٌلة تلك السنٌن‬
‫ولتتحول قمر لشكلها‬

‫الجدٌد بدون شعر ‪ ( .......‬صلعاء ) عقابا لها على ؼرس ذاك المشط فً‬
‫شعرها‬

‫لتدخل قمر لعالمها الجدٌد وتكره شكلها وتهرب من المرآة ‪ ,‬لتمر بها‬
‫الشهور وتنؽرس اآلالم فً‬

‫قلبها مع كل ثانٌة فلم تعد الطفلة طفلة تستقبل المرارة بعفوٌة بل أصبحت‬
‫تشعر بتلك الكلمات‬
‫تجرح قلبها وذاك الضرب ٌبكً أحشابها قبل عٌنٌها وذاك الرأس الخالً‬
‫من الشعر ٌجرح أنوثتها‬

‫فلم ٌنتهً ذاك العقاب عند تلك اللحظة بل امتد معها لسنٌن لتصبح فتاة‬
‫فً الخامسة عشرة من العمر‬

‫بدون شعر وال حلم وال أمل وال تعلٌم مع الكثٌر من التعاسة والبإس ال‬
‫تعرؾ ما تسمً نفسها خادمة‬

‫أم بوابة أم ساعً برٌد أم جارٌة تعمل على راحة سٌداها‬

‫ولم ٌعد حتى لرابد وجود فً قاموسها لٌتحول لشاب تراقبه من فتحة‬
‫صؽٌرة فً النافذة‬

‫وهوا ٌؽادر صباحا للجامعة حامبل مذكراته ‪ ,‬لو أنهم لم ٌؽلقوا ذاك الباب‬
‫لصرت اآلن فً‬

‫الجامعة أٌضا فهوا مدرستً الوحٌدة ولم ٌخبرونً حٌنها أننً سؤفقد‬
‫حتى تلك الفتحة الصؽٌرة‬

‫التً أراه من خبللها ولم ٌخبرونً أٌضا أنها لن تكون نهاٌة قصتنا معا ‪,‬‬
‫بل لٌته اخبرنً أحدهم‬

‫أن فً مشرق تلك الشمس سٌتؽٌر شًء فً كل ذاك الواقع ولم أعلم إال‬
‫حٌن استٌقظت ذاك‬

‫الصباح على صوت صراخ ؼاضب ؼرٌب عنً المرأة ما فخرجت من‬
‫المطبخ حٌث كان‬
‫هوا ممري الوحٌد للمنزل ووجدت سٌدة ال أعرفها بل من الذي أعرفه أنا‬
‫أو أراه‬

‫كانت تصرخ فٌهما بكل عنؾ وقوة وهما واجمان ‪ ,‬كل ما فهمته منها‬
‫هوا التوعد بإببلغ‬

‫الشرطة ولم أفهم شٌبا مما ٌجري لتتوجه ناحٌتً وتمسك بٌدي وتسحبنً‬
‫معها وهً تصرخ‬

‫قابلة " لن تبقى معكم ٌوما واحدا وحتى الثٌاب الرثة التً تصدقتم بها‬
‫علٌها ال أرٌدها"‬

‫لتخرجنً تلك الٌد من ذاك المنزل وذاك العالم وما لم تعلمه أنها أخرجت‬
‫ذاك العالم معً ألنه‬

‫منؽرس فً عقلً لؤلبد ‪ ,‬ألعلم فٌما بعد أن هذه السٌدة تحمل مسمى فً‬
‫قاموسً اسمه ( عمة ) )‬

‫رمٌت األوراق على الطاولة بقوة وقلت بؽٌض " أٌن كنتً عنها منذ‬
‫سنٌن"‬

‫ثم تنهدت بضٌق ومسحت وجهً بٌدي وجمعت األوراق ووضعتها فً‬
‫الظرؾ ألن الفصول‬

‫المهداة إلً هذه المرة انتهت وعلٌا أن انتظر متى تؤتٌنً تلك البابعة‬
‫بالجدٌد فقد ذكرت قمر أن‬

‫قصتها معً لم تنتهً عند تلك اللحظة والبد من مزٌد‬


‫وأنتهى هنا الفصل الثالث بعدما سبح بكم أكثر فً معالم الرواٌة‬

‫أٌن أصبحت قمر فً عالمها الجدٌد وكٌؾ لم تنتهً قصتها ورابد عند‬

‫ذاك الوقت وهوا لم ٌراها بعدها وكٌؾ سٌكون دوره فً حٌاتها الجدٌدة‬

‫كل هذا سٌتضح لكم فً الفصل القادم ‪ .....‬دمتم بحب جمٌعا‬

‫الفصل الرابع‬

‫بت أكره الحفبلت وكل التجمعات ولكن علٌا حضور ذاك الحفل لتجنب‬
‫المزٌد من الهمز‬

‫والشابعات حول الكاتب الذي سكت فجؤة ‪ ,‬أال ٌحق لً أن أنسلخ عن كل‬
‫هذا العالم لما‬

‫ال ٌفهم البشر أن لكل واحد منهم نسخة عن نفسه فقط ال ٌحق لهم التدخل‬
‫فً شإونه‬

‫ارتدٌت بنطلون من الجٌنز األسود وقمٌص قطنً أسود بكتابة رمادٌة‬


‫ومعطفا رمادٌا‬

‫ٌصل للركبتٌن وحداء رمادي أٌضا وتوجهت لهم ‪ ,‬جٌد أنه اختار مقر‬
‫الحفبلت بدال من‬
‫حدٌقة منزله فً هذا الجو البارد‬

‫دخلت هناك كان عدد الحضور ال بؤس به والنقاشات محتدة ‪ ,‬هكذا هم‬
‫األدباء وال ُكتاب‬

‫ٌتناقشون فً كل شًء وفً أي مكان وشًء آخر بؽٌض كمٌرات‬


‫الصحافة التً تستلم كل‬

‫من ٌدخل من الباب ‪ ,‬اقترب أول من رآنً وقال بضحكة عالٌة‬

‫"المنذر هنا البد وأننً أحلم"‬

‫تصافحنا وقلت ضاحكا " لم أكن أعلم أننً شخص مهم"‬

‫ضحك وقال " متى تواضعت هكذا"‬

‫اقترب واحد آخر وقال مبتسما‬

‫"سمعت ضحكة مجلجلة علمت أنها لمصعب وأن من قابله شخصا مهما‬
‫"‬

‫صافحته وأمسكت كتفه بٌدي األخرى وقلت " مبارك لك الكتاب الجدٌد"‬

‫ضحك وقال " ومتى ستتحفنا بواحد لك"‬

‫قال مصعب بضحكة " هل قرأت المقال الذي ُكتب عنك ( لما نام قلم‬
‫المنذر" )‬

‫قلت ببرود " ال لم أقرأه"‬


‫انظم للمجموعة اثنان آخران وأخذ الحدٌث دفة أخرى فابتعدت عنهم‬
‫بخطوات سرٌعة‬

‫نظرت باتجاه الذي ٌحٌٌنً من بعٌد توجهت ناحٌته مسرعا وشعرت‬


‫بذراعً ترتطم‬

‫بكتؾ أحدهم رجعت خطوة ونظرت للخلؾ وقلت‬

‫"عذرا ٌا" ‪.....‬‬

‫ثم نظرت مطوال للواقؾ خلفً ٌمسد كتفه ‪ ,‬عدلت وقفتً وقلت‬

‫"هذه أنتً ؟" !!‬

‫نظرت لً بنظرتها البرٌبة الساحرة حاملة تلك المعانً التً ٌتعسر علٌا‬
‫فهمها مهما‬

‫حاولت ثم قالت بصوتها الرقٌق ذاك نفسه مسافرة بنظرها لؤلرض " هل‬
‫تعرفنً"‬

‫ابتسمت ابتسامة جانبٌة وأنا أكاد ألتهم مبلمحها بعٌناي وقلت‬

‫"أنا ال أنسى الوجوه بسهولة ألس ِ‬


‫ت الفتاة فً المكتبة ٌاال الصدؾ"‬

‫نظرت لً بابتسامة رقٌقة لم تزدها إال جاذبٌة ‪ ,‬كم فً عوالم النساء من‬
‫أسرار وكم لهذه المرأة‬

‫من أنوثة تعصؾ مع كل نفس من أنفاسها ترفعك وترمٌك أرضا مع كل‬


‫حركة لجفون عٌنٌها‬

‫نظرت لؤلرض خجلة من جرأتً فً تفحصها وقالت " هكذا هم ال ُكتاب‬


‫كالكتب تماما "‬

‫ضحكت ضحكة خفٌفة وقلت " نعم ٌلتقون فً ذات األمكنة"‬

‫نظرت لً وقالت بذات االبتسامة " بل فً أي شًء مرتبط بكلمة كتاب"‬

‫شعرت بٌد تلمس ظهري نظرت جانبا فكان أسعد ابتسم وقال‬

‫"كنت أود أن أكون أنا من ٌعرفكما ببعض ولكنكما سبقتمانً"‬

‫نظرت للفتاة ثم له وقلت " ولكننا لم نتعرؾ بعد"‬

‫قال بابتسامة " وفٌما كنتما تتحدثان كل هذا دون تعارؾ"‬

‫نظرت لها وقلت بعفوٌة " عن الكتب والمكتبات"‬

‫ضحك وقال " صدق من نعتنا بالمجانٌن ‪ ,‬هذه نورسٌن ٌا رابد وهذا هوا‬
‫رابد المنذر "‬

‫ابتسمت وقالت وهً تنظر لً " ال ٌحتاج أن تخبرنً تشرفت بمعرفتك"‬

‫سحبت ٌد تلك الفتاة قبل أن أجٌب علٌها مجامبل فنظرت جهة أسعد‬
‫وانفجرنا ضاحكان فقال‬

‫"ال بنطلون جٌنز وال صوت ٌدوي فً السماء أشك أنها من كتب المقال‬
‫"‬
‫قلت بضحكة " ٌخجل نسٌم الصباح أمام عذوبتها لقد صورتها لً رجبل"‬

‫رن حٌنها هاتفً المحمول نظرت للمتصل واعتذرت مبتعدا وأجبت‬

‫"مرحبا حٌدر كٌؾ أنت"‬

‫قال بضٌق ودون مقدمات " تحدث معها ٌا رجل واشتري قلبا ولو بال َدٌن‬
‫"‬

‫تنهدت وقلت " حسننا تؤمر بشًء آخر"‬

‫قال من فوره " إجازتً القادمة سؤقضٌها معك وداعا"‬

‫وأؼلق الخط ‪ ,‬ضحكت بخفة وقلت معٌدا الهاتؾ لجٌبً‬

‫"لم ٌنتظر حتى موافقتً"‬

‫اقترب أسعد منً ومد ٌده وقال " هذا لك"‬

‫نظرت بحٌرة وتشكك وقلت " ما هذا" !!‬

‫رفع كتفٌه وقال " ال أعلم ‪ ,‬من تركه قال أنك تعرؾ ما ٌكون"‬

‫أخذته منه فكان ذات الشًء ظرؾ ورقً مكتوب علٌه كلمة منازل القمر‬
‫نظرت‬

‫له بحٌرة وقلت " كٌؾ وصلك "‬


‫قال " فتاة صنعت لنا شوشرة كبٌرة فً الجرٌدة لتقابلنً وتعطٌنً إٌاه"‬

‫ضحكت وقلت " أعرفها جٌدا تفعلها "‬

‫طوٌت الظرؾ وابتعدت عنه متوجها جهة السٌد عادل وضعت ٌدي على‬
‫كتفه وقلت‬

‫"علٌا المؽادرة شكرا على الدعوة"‬

‫التفتت ناحٌتً لتظهر الفتاة التً كان ٌخفٌها جسده العرٌض واقفة أمامه‬
‫‪ ,‬نظر لً‬

‫مبتسما وقال " بهذه السرعة لقد وصلت للتو"‬

‫قلت بابتسامة جانبٌة " ٌكفٌك هذا"‬

‫ضحك وقال " ال تتؽٌر أبدا ‪ ,‬انتظر ألعطٌك نسختك "‬

‫ؼادر ونظري ٌتبعه وبقٌت والفتاة نظرت لها فكانت تنظر إلً بنظرة‬
‫ؼرٌبة فً عٌناها‬

‫لو افهم سر هذه النظرات ‪ ,‬لو ترحمنً فقط من عٌنٌها فبل رؼبة لً‬
‫بإعادة الكره من جدٌد‬

‫لبلنزالق خلؾ مشاعري والسقوط على قلبً‬

‫ما أن وقعت عٌناي علٌها حتى شتت نظرها أرضا ‪ ,‬أقسم أن هذه ال‬
‫ٌمكنها كتابة حرؾ واحد‬
‫فً مقال نقدي كٌؾ لهذه الرقة أن تهاجم بشراسة‬

‫قلت مبتسما " أكسٌر الحٌاة كان كتابا رابعا"‬

‫قالت بعذوبة وهً تعدل حجابها وتنظر لعٌناي‬

‫"شكرا لك شهادتك شرؾ كبٌر لً"‬

‫قلت بهدوء " بل ألنه ٌستحق"‬

‫قالت بهدوء مبتسمة " وكتبك كلها ممٌزة ألن ٌكون لدٌك جدٌد"‬

‫نظرت للبعٌد وقلت " ال أعتقد"‬

‫قالت بهمس حزٌن " لكن لما" !!‬

‫نظرت لها مطوال باستؽراب ثم نظرت لحركة قدمً على األرض وقلت‬

‫"هكذا هً الحٌاة كالساعة الرملٌة تسحب منك وتسكب عند ؼٌرك "‬

‫قالت بهدوء " اقلبها إذا "‬

‫ضحكت وأشرت بؤصبعً لها ولً وقلت‬

‫"قد تسحب منك حٌنها لتسكب عندي"‬

‫ابتسمت بعفوٌة ورفعت كتفٌها وقالت " ال بؤس"‬


‫نظرت لها بحٌرة فسافرت فورا بنظرها لؤلرض ‪ ,‬ما هذه اللؽز لو ٌشرح‬
‫لً أحدهم من‬

‫أٌن خرجت لً هذه فكم أخاؾ على مشاعري من هذه األسطورٌة ‪,‬‬
‫اقترب حٌنها السٌد‬

‫عادل ناولنً نسخة عن كتابه ودعتهما وؼادرت قبل أن أتهور وأدعوها‬


‫للخروج معً‬

‫هههههه قد أجن وأفعلها‬

‫وصلت المنزل ؼٌرت ثٌابً أعددت كوبا من الشاي وأشعلت سٌجارتً‬


‫قلبت الكتاب‬

‫قلٌبل حتى أنهٌت السٌجارة ثم أخذت هاتفً من على المنضدة واتصلت‬


‫بمرٌم فؤجابت‬

‫من فورها قابلة " رابد كٌؾ أنت ٌا أخً اشتقت لك كثٌرا"‬

‫قلت بهدوء " بخٌر كٌؾ أمورك أنتً وأبناءك وأٌوب"‬

‫قالت بعبرة " طمبنً عنك ٌا رابد متى سنراك"‬

‫تنهدت وقلت " مرٌم ما الداعً للبكاء اآلن"‬

‫قالت بحزن " لما تفعل بنفسك وبنا هكذا عد ٌا رابد"‬

‫قلت بضٌق " مرٌم ال تجعلٌنً أندم على أننً اتصلت بك"‬
‫قالت من فورها بذات الحزن‬

‫" حسننا لن أعٌد هذا فقط ال تنقطع عنً ولو بالهاتؾ ما هً أخبارك"‬

‫قلت ببرود " جٌدة وأنتً "‬

‫قالت بحنان " ال ٌنقصنً شًء إال رإٌتك ووجودك"‬

‫قلت بهدوء " إذا ال ٌنقصك شًء"‬

‫تنهدت وقالت " لما ال تنسى ٌا رابد"‬

‫قلت بحدة " كلكم ٌرٌد منً النسٌان هل ترونها كلمة سهلة لهذا الحد"‬

‫ثم تنهدت وقلت بضٌق " مرٌم ال تتكلمً فً األمر ال أرٌد أن أصرخ بك‬
‫"‬

‫قالت بؤسى " لٌته بإمكانً فعل شًء ٌمحوا كل الماضً"‬

‫قلت بابتسامة حزٌنة ونظري للسقؾ‬

‫"ال شًء ٌمحوا الذكرٌات المإلمة لقد آمنت بذلك"‬

‫قالت " هذه صبا تقفز على رأسً ترٌد محادثتك"‬

‫قلت بابتسامة " حسننا"‬

‫جاءنً الصوت الطفولً المرح قاببل‬


‫"خالً رابد متى ستزورنا وابل أخذ لعبتً وكسرها والدتً ستشتري لً‬
‫ؼٌرها ولن تشتري له"‬

‫ابتسمت مستمعا لها وقفزت بً الذاكرة لفتاة السطح وهً تركض فٌه‬
‫وتتحدث بعفوٌة وابتسامة‬

‫عن أمور لو حكاها اآلن شخص راشد لبكى بمرارة وهوا ٌحكٌها ‪,‬‬
‫وأعادنً من شرودي صوت‬

‫مرٌم وهً تقول " رابد هل أنت معً"‬

‫قلت بهدوء " نعم أسمعك"‬

‫قالت بضٌق " هذه الثرثارة قالت سؤسلم علٌه فقط ‪ ,‬رابد ألن تقوم‬
‫بزٌارتً"‬

‫قلت ببرود " ال أعلم"‬

‫قالت بحزن " أعلم معنى هذه الكلمة لدٌك إنها ال ‪ ,‬ولكن ما ذنبً أنا ٌا‬
‫رابد"‬

‫قلت بهدوء " سلمً لً على أٌوب"‬

‫قالت بهدوء حزٌن " حسننا وداعا اآلن واتصل بً ثانٌتا أو أجب على‬
‫اتصاالتً"‬

‫قلت مختصرا " وداعا "‬

‫أعدت الهاتؾ مكانه وأمسكت بالظرؾ الورقً قلبته قلٌبل وسافرت لتلك‬
‫الذكرٌات‬

‫"قمر تعالً وانظري"‬

‫ركضت مسرعة باتجاهً فتاة فً السابعة حافٌة القدمٌن نحٌلة الجسد‬


‫بثٌاب تهتكت من‬

‫كثرة الؽسٌل ٌوم بعد ٌوم فستان بؤطراؾ متمزقة وابتسامة تعاكس ذاك‬
‫الواقع‬

‫"نعم"‬

‫قلت بابتسامة " احضري العلبة واصعدي سؤرٌك شٌبا"‬

‫ركضت مبتعدة تحمل تلك العلبة الصدبة لتضعها وتصعد علٌها وتقؾ‬
‫لٌصبح وجهها‬

‫موازٌا لوجه هذا الفتى " انظري لهذه"‬

‫قالت بحٌرة وهً تنظر للورقة فً ٌدي أمامها " ما هذه"‬

‫قلت بابتسامة عرٌضة " لقد نجحت وبتفوق"‬

‫استلت الورقة من ٌدي ونزلت من العلبة تركض وتقفز فً السطح‬


‫وتصرخ‬

‫بفرح وكؤنها لها ولٌست لً‬


‫أجل أذكر ذاك الٌوم جٌدا لقد أرٌتها لها قبل حتى والدي ‪ ,‬وها أنا أٌضا ٌا‬
‫قمر لم أكتشؾ‬

‫ذلك إال الٌوم ولم ألحض حٌنها أنهما ذات الفستانان ٌتؽٌران على جسدك‬
‫ٌومٌا ولم أدرك إال‬

‫اآلن أنه ما كان لباب سطح أن ٌؽلق على طفلة من تلقاء نفسه فً كل‬
‫مرة ولم أكتشؾ إال الٌوم‬

‫أنه مهما تعدى هذٌان األطفال حدوده فلن ٌصل ألن ٌذكروا كل تلك‬
‫األشٌاء المإسفة التً كنتً‬

‫تحكٌها لً بعشوابٌة وعفوٌة ‪ ...‬عٌنا التنٌن ومخزن المبونة الضرب‬


‫والظبلم والبرد والسجن‬

‫وؼٌرها الكثٌر ‪ ,‬كلها كلمات كنت أسمعها منك ببلمباالة ضنا منً أنها‬
‫هذٌان أطفال‬

‫عدت من أفكاري تنهدت بضٌق ودخلت مكتبً جلست وفتحت ذاك الظرؾ‬
‫وأخرجت األوراق‬

‫وبدأت بالقراءة ؼٌر متسابل هذه المرة من أٌن أتت ومن له مصلحة فً‬
‫هذا قرأت فقط دون تفكٌر‬
‫(أخرجتنً تلك الٌد للنور أخٌرا ولكنه لم ٌصل لقلبً لماذا ‪ ..‬؟؟ ولم‬
‫أعرؾ الجواب إال بعد وقت‬

‫صعدنا سٌارة ونزلنا منزال جدٌدا وؼرٌبا عنً ألجد فتاة فً عمري فً‬
‫استقبالنا احتضنتنً بحب‬

‫شًء لم أعرفه وأعتد علٌه شًء نسٌته منذ سنوات طوٌلة ‪ ,‬الشًء‬
‫الوحٌد الذي لم ٌوفره لً وال‬

‫حتى رابد ‪ ,‬ولكن لما ال أشعر بشًء أبدا‬

‫وهذه كانت النتٌجة خٌال لفتاة وجسد ببل روح وعٌنان ال تفارقان الفراغ‬
‫ألتلقى قبل التعلٌم‬

‫المدرسً شًء آخر ٌسمونه العبلج النفسً لتصبح قمر فتاة فً السابعة‬
‫عشرة بدأت حٌاتها‬

‫للتو كما ٌقول الجمٌع هناك لكنهم لم ٌعلموا أن الحٌاة األولى لم تمت لتبدأ‬
‫الثانٌة ‪ ,‬وأدركت ذاك‬

‫الحٌن أن كره عٌنا التنٌن لً ألنها لم تنجب أبناء ولٌس ألنً دخٌل‬
‫ومنزلهم لٌس مكانه وأن‬

‫حلقها لشعر رأسً لسنوات ألن شعرها أجعد وقصٌر ولٌس ألنه عقاب‬
‫لً على مشطً بمشطها‬

‫ولو بقٌت معهم بضع سنٌن أخرى لشوهت لً وجهً ألنها بشعة ‪ ,‬عشر‬
‫سنٌن من العذاب فكٌؾ‬
‫لذاك العالم أن ٌؽٌب‬

‫أصبحت لً ؼرفة نوم وسرٌر وأشٌاء كثٌرة ‪ ,‬حضن دافا وعابلة وثٌاب‬
‫ومال ولكن لما لم‬

‫تمحوا مرارة تلك السنٌن ولما أشعر أن ذاك السطح أجمل من هذه الحٌاة‬
‫بكثٌر وأن تلك الفتحة‬

‫فً نافذة المنزل أجمل من هذه النافدة الواسعة المطلة على تلك الحدٌقة‬
‫الجمٌلة ‪ .....‬لما!!!!‬

‫علمت حٌنها أن كلمة رابد لم تكن تسجل فً قاموسً بالحلوى وال‬


‫المدرسة بل بكلمة أخرى‬

‫ؼرٌبة عنً تعنً ‪ ............‬الحب أو التعلق أو الجنون‬

‫وذابت قمر فً ذاك العالم وأصبحت تدرس وتقفز السنٌن فً شهور لٌس‬
‫ألنها نابؽة ولكن‬

‫ألن ثمة مدرسة درست فٌها ذات ٌوم لسنوات ‪ ,‬مدرسة ال فصول لها وال‬
‫طلبة وال شهادة‬

‫مدرسة لم تتعدى علبة حدٌدٌة وجدار فاصل ورابد الكلمة التً الزالت‬
‫تحتل كل ذاك القاموس‬

‫ولم ٌخبرنً أحد حٌنها أن ذاك االسم لم ٌنتهً من حٌاتً وعالمً بعد‬
‫حتى ذاك الٌوم وتلك‬

‫اللحظة التً قفزت فٌها نوران ابنة عمتً فوق سرٌري وقالت بدهشة‬

‫"انظري ٌا قمر لهذه"‬

‫نظرت لها ببرود وقلت " لما كل هذه القفزة"‬

‫قالت بضحكة " مدونة خطٌرة وجدتها عند صدٌقة لً تتابعها على‬
‫االنترنت"‬

‫قلت ببلمباالة " ستكون كباقً مدونات صدٌقاتك"‬

‫قالت بتذمر " ما بك قمر لٌس الجمٌع مبدعا مثلك اسمعً فقط ( على‬
‫الحب أن ٌكون أعلى من‬

‫الجسد لكنه ٌعجز عن ذلك دون مساعدته على الحب أن ٌكون أعلى من‬
‫العاطفة لكن العاطفة‬

‫ٌجب أن تكون داعمة له ( م‪/‬ن أوشو " ) )‬

‫نظرت لها باهتمام وقلت " لمن هذه"‬

‫ضحكت وقالت " مبدع ألٌس كذلك"‬

‫قلت بهدوء " نعم وٌبدوا لً شخصٌة معروفة"‬

‫قالت " رابد المنذر مدون مشهور اآلن عند كل الفتٌات "‬
‫نظرت لها بصدمة لتؽرورق تلك العٌنان بالدموع ‪ ,‬رابد مدرستً وكل‬
‫قطع الحلوى فً‬

‫حٌاتً والمعنى الوحٌد الجمٌل لكلمة طفولة ‪ ,‬نظرت لً بحٌرة وقالت‬

‫"قمر ما بك"‬

‫أؼمضت عٌناي بقوة لتتقاطر منها الدموع الواحدة تلٌها الثانٌة حتى‬
‫العاشرة كلها وهما‬

‫مؽمضتان بشدة ‪ ,‬احتضنتنً وقالت " قمر أخبرٌنً ما بك"‬

‫أبعدتها عنً مسحت دموعً وقلت " ال شًء فقط تلك الذكرٌات"‬

‫تنهدت وقالت " قمر ال تنسً ما قال الطبٌب إن لم تتخطً محاولة منع‬
‫الماضً من‬

‫التسلل لعقلك فستعودٌن كما كنتً "‬

‫ابتسمت وقلت " ال تقلقً أعطنً المدونة ألراها"‬

‫خببت هاتفها عنً ومدت لسانها ثم قالت‬

‫"لدٌك جهاز محمول لم أمتلكه ٌوما وموصول باالنترنت أٌضا اطلعً‬


‫علٌها من هناك"‬

‫قلت بعد تردد " وما نشاطاته األخرى"‬

‫قالت " لدٌه صفحة خاصة على مواقع التواصل وٌشارك فً منتدى‬
‫لؤلدباء"‬

‫قلت بعد ضحكة صؽٌرة " ٌبدوا أنك تجسست علٌه"‬

‫ضحكت وقالت " إنه حدٌث الفتٌات مقاالته سلبت القلوب إنه مدون ممٌز‬
‫"‬

‫لٌصبح رابد بعد ذاك الٌوم شٌبا جدٌدا فً عالمً بل ألصبح أنا نقطة‬
‫جدٌدة فً عالمه‬

‫واعشق كل كتاباته وكل مقاالته وكل حرؾ ٌكتبه ردا على معجبٌه لٌصبح‬
‫هوسً وجنونً‬

‫فاخترت من بٌن كل ) ‪.....‬‬

‫كان باقً الورقة ممزقا ‪ ,‬نظرت لها بحٌرة وقلبتها من جمٌع االتجاهات‬
‫ثم نظرت للورقة‬

‫بعدها وكانت األخٌرة وٌبدوا أنه بٌنهما أوراق أخرى وكان مكتوب فٌها‬
‫سطر واحد فقط وهوا‬

‫(فوجدت نفسً بعد سنٌن فً دهلٌز جدٌد ومتاهة جدٌدة من متاهات‬


‫حٌاتً واسما مستعارا‬

‫لتكون قمر الجدٌدة تحولت لـ ‪ ........‬نورسٌن )‬

‫من صدمتً بقٌت أنظر لذات السطر بعٌنان مفتوحتان وكل خبلٌاي‬
‫الحسٌة قد توقفت عن‬
‫العمل وبدأت األشرطة تمر أمام عٌناي شرٌط طفولتً معها ٌلٌه لقاءاتً‬
‫بها اآلن وكل‬

‫واحد منهم ٌعرض خلؾ اآلخر تباعا‬

‫سندت جبهتً بكؾ ٌدي أستجمع أشبلء أفكاري ثم نظرت للسقؾ وقلت‬
‫بابتسامة حزٌنة‬

‫"قمر ‪ ...‬أنتً هً قمر رابد ‪ ,‬إنها أنتً ٌا نورسٌن "‬

‫ثم تحركت دون شعور وخرجت من المكتب ركضا للصالة حٌث هاتفً‬
‫واتصلت من فوري بؤسعد‬

‫وعند هنا انتهى الفصل وكل ما أتمنى أن ٌكون نال إعجابكم‬

‫صحٌح أنه قصٌر لكن فً جعبتً لكم أكثر‬

‫فً الفصل القادم ستكون دفة الحدٌث فٌه لبطلتنا قمر‬

‫فكونوا على الموعد‬

‫أحبكم فً هللا ‪ ........‬برد المشاعر‬


‫ٌسعد أوقاتكم جمٌعا بكل حب‬

‫فصل الٌوم سٌكون لبطاتنا قمر ‪ ...‬أتمنى أن تحوز على‬


‫مكان كبٌر فً قلوبكم كقمر الطفلة‬
‫الفصل الخامس‬
‫كنت جالسة على سرٌري أرتدي فستانا قطنٌا أبٌض قصٌر بعض الشًء‬
‫وأمسك شعري‬

‫بمشبك بسٌط عند منتصؾ ظهري لتتدلى جوانبه على أكتافً كستابر‬
‫حرٌرٌة وؼرة‬

‫مقصوصة حتى أطراؾ الحاجبٌن وهوا الحل الوحٌد لها ألنها لن ترتفع‬
‫عن عٌناي مهما‬

‫حاولت ‪ ,‬أُمسك قلما ودفتر أوزع علٌه الكلمات بعشوابٌة ألرجع وأجمعها‬
‫مع بعضها فٌما بعد‬

‫وما هً إال لحظات وقفز ذاك الجسد بجواري وتسللت تلك األصابع لؽرتً‬
‫تحركها كالرٌش‬

‫وهً تقول بضحكة " قمر هل لً بطلب"‬

‫أبعدت ٌدها وأعدت ترتٌب ؼرتً وقلت بتذمر " نوران لما أنتً مزعجة‬
‫هكذا"‬

‫ْ‬
‫أمسكت جدٌلتً من خلؾ ظهري ورمتها لؤلمام لتضرب بجسدي وقالت‬
‫بحسرة‬

‫"آه كم أحسدك ٌا قمر شعرك تجاوز نهاٌة خاصرتك متى سٌتوقؾ عن‬
‫النمو "‬

‫أمسكته ورمٌته للخلؾ وقلت وعٌناي على الورقة فً حجري‬

‫" حتى إن وصل كعب قدماي فلن ٌمحوا ٌوما واحدا من السنٌن التً‬
‫عشتها دون شعر"‬

‫تنهدت وقالت " قمر ما هوا الشًء الذي ٌمحوا تلك الذكرٌات من رأسك‬
‫شوري به‬

‫علً وأنا أشترٌه بعمري"‬

‫قبضت على القلم بٌن أصابعً بقوة وقلت بنبرة حزٌنة‬

‫"ال شًء ٌمحوا ما فً القلب إال شًء علق فٌه ٌا نوران"‬

‫ْ‬
‫سقطت منً دمعتان على الورقة لتتناثرا فً كل مكان وتحكٌا ألما ٌسكن‬
‫قلبً وحزننا لن‬

‫تخفٌه السنٌن بكل ما فٌها ‪ ,‬مدت أصابعها لذقنً ورفعت وجهً لترى‬
‫عٌناي من خلؾ‬

‫الؽرة التً تخفٌهما وقالت بحٌرة وحزن " قمر ماذا حدث" !!‬

‫نظرت للسقؾ لتنزل الدموع عابرة خداي وقلت بابتسامة حزٌنة " لقد‬
‫قابلته"‬
‫عم صمت موحش وؼرٌب وكؤن المكان لم ٌتبقى به إال الفراغ وصدى‬
‫كلماتً فً أذنٌنا‬

‫حر َك ْت رأسها بعدم استٌعاب ثم قالت بهمس " أٌن ؟" !!‬

‫نظرت لؤلسفل مسحت دموعً وقلت " فً حفل الكتاب وقبلها فً المكتبة‬
‫"‬

‫قالت بهدوء حذر " هل عرؾ من تكونٌن"‬

‫قلت بابتسامة ألم " من منهما"‬

‫قالت " قمر طبعا "‬

‫قلت بحزن " ال ٌبدو ذلك "‬

‫قالت بهدوء " لما لم تخبرٌه"‬

‫تنهدت وقلت بؤسى " أخبره بماذا ٌا نوران وعن ماذا ‪ ,‬فؤلبقى نورسٌن‬
‫خٌر لنا"‬
‫ٌ‬

‫أمسكت ذراعاي وقالت بحٌرة " قمر أنا ال أفهمك ‪ ,‬لما ال تخبرٌه كل‬
‫شًء فؤنتً ال‬

‫ذنب لك فٌما حدث ولن ٌمحوا أحد األسى الذي فً قلبك وكل تلك المآسً‬
‫ؼٌر رابد‬

‫فهوا الشًء الذي انؽرس فٌه منذ سنٌن "‬


‫ُ‬
‫ابتسمت ابتسامة حزٌنة وقلت " لن ٌصدقنً ولن ٌؽفر لً ‪ ,‬قد ٌكون‬
‫ٌذكر قمر الطفلة وإن‬

‫لم ٌتعرؾ علً فلما اشوه صورتها لدٌه "‬

‫تنهدت وقالت بهدوء " بماذا شعرتً حٌن رأٌته"‬

‫أمسكت قلبً وكؤن كلماتها أصابته فً صمٌمه ثم ابتسمت ابتسامة حزٌنة‬


‫وأنا أشده‬

‫أكثر وقلت بشرود " شعرت بالنار تشتعل هنا "‬

‫قالت بحٌرة " قمر ٌبدوا لً حالتك متطورة جدا "‬

‫نظرت لها مبتسمة وقد امتؤلت عٌناي بالدموع فً صمت ‪ ,‬لٌثه بإمكانً‬
‫أن أعبر لك عن‬

‫الذي أشعر به وٌجتاحنً كلما رأٌته وتحدثت معه فؤلول مرة ٌعجز قلبً‬
‫عن شرح شًء‬

‫ثم تنهدت بحزن فقالت بمرح وهً تشٌر لقلبً‬

‫"حاذري فهذا الذي اشتعلت فٌه النٌران به قطعة صناعٌة قد تذوب"‬

‫ضحكت ومسحت عٌناي ثم وقفت وتوجهت للخزانة فتحتها فتشت فٌها‬


‫قلٌبل ثم أخرجت‬

‫شٌبا ونظرت لها بصدمة وقلت " مفكرتً !!! أٌن هً من مزقها"‬
‫قفزت أمامً وقالت " أنا"‬

‫قلت بصدمة " لما ٌا نوران وأٌن هً"‬

‫قالت بتردد " ألن ‪ ...‬ألن علٌك أن تنسً الماضً علٌك محوه ٌا قمر"‬

‫قلبت صفحاتها وقلت " أٌن األوراق كلها لم تبقً إال األخٌرة ‪ ,‬لماذا ٌا‬
‫نوران"‬

‫استلتها من بٌن ٌدي وقالت " سآخذها أٌضا"‬

‫أخذتها منها بقوة فقالت وهً تسحبها منً " قمر ٌجب أن تختفً هذه‬
‫أٌضا هناك حٌث‬

‫البقٌة إنها الجزء األهم فً الموضوع ‪ ,‬أعطٌهم لً حاال قبل فوات األوان‬
‫"‬

‫سحبتها منها بقوة أكبر وقلت " أي موضوع وأي بقٌة أٌن ذهبت بها‬
‫أعٌدٌها اآلن "‬

‫ؼادرت الؽرفة متذمرة تتمتم قابلة بؽٌض‬

‫"أنا الؽبٌة هل كان علٌا أن أتؤخر كل هذا الوقت لقد أفسدت كل شًء‬
‫ألنــ " ‪....‬‬

‫وانقطعت كلماتها ألنها ابتعدت ونظرت أنا للباب الذي لم تؽلقه خلفها‬
‫ولبقاٌا المفكرة‬
‫فً ٌدي ‪ ,‬كانت دابما تلومٌنً على االحتفاظ بها ولكنً لم أتصور أن‬
‫تفعل بها هذا‬

‫هذه األوراق وحدها جسري للماضً الجمٌل معه ‪ ,‬كم كان تصرفك هذا‬
‫أحمقا ٌا نوران‬

‫أخذت ما تبقى منها وخرجت متسللة بخفة وخبؤتها فً مخزن المنزل كً‬
‫ال تجدها‬

‫وتتخلص منها هً أٌضا ‪ ,‬لما ال ٌبقى لً شًء منه وال حتى تلك األحرؾ‬
‫التً أقرأها‬

‫كلما دفعنً الحنٌن لتلك اللحظات‬

‫عدت لؽرفتً نمت على سرٌري وخبؤت رأسً تحت اللحاؾ كً أؼرق فً‬
‫ظبلم دامس‬
‫ٍ‬

‫ألنً ال أنام إال هكذا أو لم أعتد النوم إال بهذه الطرٌق وقرأت أذكار النوم‬
‫عشرات المرات‬

‫ككل لٌلة حتى ؼفٌت كً تحصنً من رإٌة الكوابٌس من عٌنا التنٌن‬


‫وزوجها وتلك الهوة‬

‫التً أسقط فٌها فً الحلم ‪ ,‬نمت لوقت ثم سمعت صوتا رنانا لم ٌكن‬
‫صوتها بل منبه الساعة‬

‫مددت ٌدي من تحت اللحاؾ وأسكته وعدت إلؼماض عٌناي من جدٌد ‪,‬‬
‫لحظة اثنان ثبلثة ثم‬
‫رمٌت باللحاؾ من على وجهً لٌس ألجبر نفسً على االستٌقاظ ولكن‬
‫ألنً لم أعتد إال على‬

‫هذا ألصحو بسحب اللحاؾ منً بقوة لكن اآلن دون صرختها المدوٌة‬

‫(انهضً أٌتها الكسولة)‬

‫جلست أتنهد بضٌق مسحت وجهً بٌدي وعبثت بؽرتً بٌن أصابعً‬
‫بعشوابٌة‬

‫‪.....‬لما ال تتركٌنً وشؤنً ٌا عٌنا التنٌن ‪.....‬‬

‫تسحبت من السرٌر ودخلت للحمام توضؤت أوال وصلٌت كً ال ٌفوتنً‬


‫وقت الفجر ثم عدت‬

‫للحمام استحممت وخرجت ‪ ,‬ارتدٌت فستانا ٌصل عند الركبة برسومات‬


‫بسٌطة وصورة لفتاة‬

‫صؽٌرة تجلس فً منتصفه تمسك باقة أزهار ‪ ,‬له كمان طوٌبلن ٌصبلن‬
‫لنصؾ الكؾ‬

‫وربطات حمراء صؽٌرة موزعة عند الرقبة ‪ ,‬جففت شعري مشطته‬


‫للخلؾ وؼرتً لؤلمام‬

‫ثم جمعته أماما وربطته بشرٌطه حمراء عند منتصفه ورمٌته خلؾ‬
‫ظهري ونزلت‬

‫لؤلسفل ‪ ,‬عبرت السبللم لتظهر لً عند منتصفها طاولة الطعام وشخصان‬


‫ٌجلسان‬

‫علٌها وقد اختفٌا ما أن وصلت نهاٌة السبللم ‪ ,‬نزلت ولففت خلؾ ذاك‬
‫الدرج‬

‫الضخم لٌظهروا لً من جدٌد‬

‫نظر ْت لً الجالسة هناك بابتسامة وقالت "صباح الخٌر على القمر"‬


‫َ‬

‫قلت بابتسامة مماثلة " صباح الخٌر عمتً ‪ ,‬صباح الخٌر عمً"‬

‫وقبلت رأسٌهما ككل صباح وجلست ‪ ,‬وما هً إال دقابق وسقطت على‬
‫الكرسً بجانبً‬

‫قذٌفة هزت كرسٌها وكرسًٌ معها وهً تقول " صباح الخٌر ٌبدوا أننً‬
‫سؤتؤخر"‬

‫قالت عمتً بتذمر " لو أراك صباح واحد فقط بؽٌر هذا االستعجال لقد‬
‫ت الكراسً"‬‫حطم ِ‬

‫ُ‬
‫ضحكت ضحكة صؽٌرة وهادبة فقالت نوران بضٌق " أعجبتك النكتة‬
‫سٌدة قمر"‬

‫قالت عمتً بحدة " كونً ربع هدوبها ورتابتها وسؤحمد هللا كل لٌلة على‬
‫ما أعطانً"‬

‫ضربت الطاولة بقبضة ٌدها وقالت " أبً أٌن لسانك ابنتك ُتهان"‬

‫ضحك وقال " معها حق"‬


‫قالت ببكاء مصطنع " إهً إهً سوؾ أترك لكم البٌت وأهاجر واشبعوا‬
‫بقمركم"‬

‫جاءت حٌنها قذٌفة أخرى ولكنها أصؽر حجما من هذه وقبلت رأسا‬
‫والدٌها ثم مرت‬

‫بجانبً وقالت " صباح الخٌر ٌا قمري"‬

‫ضحكت نوران وقالت " سنتٌن لؤلمام وسٌطلب ٌدك للزواج ٌا قمر"‬

‫نظرت لها بضٌق فضحكت من فورها وجلس مإمن ؼٌر مدرك أو‬
‫متجاهل لما‬

‫تقول وقال " أبً أرٌد نقود"‬

‫قال عمً ببرود " نقود األمس تكفٌك شهرا"‬

‫قال بضٌق " شهر !!! إنها ال تكفً نصؾ ٌوم لدٌنا رحلة مدرسٌة‬
‫أخبرتك سابقا"‬

‫قال بجدٌة " الرحلة سؤتفاهم فً أمرها مع مدٌر المدرسة ‪ ,‬بسرعة ُكل‬

‫وؼادر ‪ ,‬السابق ٌنتظرك لٌؤتً وٌؤخذ والدتك"‬

‫وقؾ مؽادرا بضٌق دون إفطار ‪ ,‬مإمن ٌدرس فً المدرسة االبتدابٌة‬


‫وعمره تسع سنٌن‬

‫نوران فً نفس سنً تخرجت من الجامعة العام الماضً وتعمل فً شركة‬


‫ال أعرؾ ولم‬

‫أهتم ما تكون ‪ ,‬عمتً مدرسة فً الجامعة وزوجها مدٌر عام لشركة‬


‫تابعة للدولة ‪ ,‬كانوا‬

‫ٌعٌشون فً الخارج من أجل دراسة عمً وسبب آخر هً المشاكل بٌنه‬


‫وبٌن والد‬

‫والدي فً الماضً ألنه ابن عمهم فطردوه وابنتهم من العابلة وقطعوا أي‬
‫صلة تربطهم‬

‫به وانقطعت أخبار الطرفٌن عن بعض لسنٌن طوٌلة ولم ٌرجعا للوطن إال‬
‫تلك السنة التً‬

‫أخرجتنً فٌها عمتً من بٌت خالً وزوجته‬

‫ؼادرت نوران مسرعة ومستعجلة كعادتها بعدما همست فً أذنً قابلة‬

‫"لدي لك مفاجبة لن أخبرك بها حتى أعود "‬

‫وقؾ زوج عمتً وقال " سؤؼادر هل توصٌان شٌبا"‬

‫قالت عمتً بحب " سبلمتك فقط"‬

‫خرج مؽادرا وصعدت عمتً لؤلعلى لتجهز نفسها فستلحق بهم ما أن‬
‫ٌعود السابق‬

‫فجدول محاضراتها مزدحم ككل ٌوم ‪ ,‬جاءت الخادمة تجمع األطباق‬


‫فوقفت وخرجت‬

‫للحدٌقة جلست على األرجوحة النحاسٌة متكبة على عمودها النحاسً‬


‫أراقب النافورة‬

‫أمامها فً صمت وشرود ‪ ,‬لما ال أشعر بكل هذا ‪..‬؟ لما الزالت الهوة‬
‫الفارؼة تسكن‬

‫جوفً وأحبلمً ولما الزلت أشعر بالبرد ٌجمد أطراؾ أصابعً كل لٌلة‬
‫رؼم التدفبة‬

‫واألؼطٌة السمٌكة الناعمة ورؼم هذا الشعر الطوٌل الزلت أشعر أننً‬
‫صلعاء وأن‬

‫الجمٌع ٌرانً دون شعر‬

‫ُ‬
‫شعرت بٌد تمسح على شعري وترفع ؼرتً عن جبٌنً ‪ ,‬رفعت نظري‬
‫فكانت‬

‫عمتً بابتسامتها الجمٌلة ‪ ,‬جلست بجواري على األرجوحة وقالت‬

‫"قمر الجو بارد ومبلبسك خفٌفة "‬

‫قلت بشرود وعٌناي على نافورة المٌاه‬

‫"ٌبدوا الٌوم مشمسا وال نسابم باردة نحن فً مقبل الربٌع"‬

‫قالت ماسحة على شعري الحرٌري بحنان " قمر ما بك أنتً ال تعجبٌننً‬
‫‪ ,‬تكلمً حبٌبتً"‬

‫قلت بدمعة محبوسة " أرٌد والداي أرٌد أن أراهما ولو لٌوم واحد ‪ ,‬واحد‬
‫فقط عمتً "‬

‫ضمتنً لصدرها بقوة وقالت " قمر ٌا ابنتً ما نفع هذا الكبلم"‬

‫تمسكت بها بقوة وقلت بحزن‬

‫"لما لم ٌرجع أي شًء مما خسرته ‪ ,‬كلهم ضاعوا ثبلثتهم رحلوا ولم‬
‫ٌعودوا"‬

‫أبعدتنً عن حضناها وقالت بحنان‬

‫"من هذا الثالث كً أشترٌه بالمال ألراك سعٌدة سعادة حقٌقٌة ولو لٌوم‬
‫واحد"‬

‫هززت رأسً وقلت ببكاء " ال فابدة عمتً انتهى كل شًء"‬

‫تنهدت وقالت " لٌثه بٌدي شًء أفعله األطباء قالوا أنك تخطٌتً األزمة‬
‫والباقً لقوتك وعزمك"‬

‫مسحت دموعً ونظرت لها وقلت " كٌؾ مات والداي أخبرٌنً أرجوك"‬

‫قالت وهً تمسح على وجهً بٌدها " وفٌما ٌنفعك ذلك فالطرق عدٌدة‬
‫والنتٌجة واحدة"‬

‫هززت رأسً نفٌا وقلت " ال لٌس كذلك كٌؾ ٌموتان بصرخة من أمً ثم‬
‫ٌختفٌان كلٌهما كٌؾ ‪..‬؟ "‬
‫تنهدت وقالت " هل هذا فقط ما ٌحزنك !! ‪ ,‬صارحٌنً ٌا قمر "‬

‫اتكؤت على كتفها فً صمت فضمتنً لها وقالت‬

‫"لما ال تعملً وتخرجً من هذه العزلة حتى أنك تخفً حقٌقة انجازاتك‬
‫خلؾ اسم مستعار "‬

‫اكتفٌت بالصمت فقالت " قد تجدي السعادة ٌوما فً ؼٌر الماضً علٌك‬
‫نسٌانه ٌا ابنتً"‬

‫قلت بؤسى وأنا أدس وجهً فً حضنها " ال أستطٌع ‪ ,‬كٌؾ ذلك من‬
‫دونه كٌؾ ‪..‬؟"‬

‫قالت بهمس متجاهلة أن تسؤلنً من ٌكون " وأٌن هوا أخبرٌنً كٌؾ‬
‫نجده "‬

‫ابتعدت عن حضنها ونظرت لعٌنٌها وقلت بحسرة " لم ٌعرفنً عمتً لقد‬
‫نسٌنً تماما "‬

‫قالت بحنان ماسحة بٌدها على وجهً " انسٌه أنتً أٌضا ٌا قمر عاملٌه‬
‫بالمثل"‬

‫دخلت حٌنها سٌارة السابق فؤمسكت وجهً وقالت " سنتحدث فٌما بعد‬
‫صؽٌرتً ‪ ,‬حسنا"‬

‫هززت رأسً ببل دون كبلم فقالت‬

‫"حسننا كما ترٌدٌن ‪ ,‬وداعا اآلن وقومً بشًء ٌسلٌك حتى نعود"‬
‫هززت رأسً بنعم مبتسمة فقبلت خدي وؼادرت ‪ ,‬دخلت لؽرفتً شؽلت‬
‫التلفاز حضنت‬

‫وسادة األرٌكة وكلماته ٌوم الحفل ال تؽٌب عن مخٌلتً أحفظ كل حرؾ‬


‫قاله لً بل كل‬

‫تعبٌر فً كل حرؾ خرج من شفتٌه بل وكل نفس تنفسه أعرفه بالعدد فقد‬
‫خرج من ربتٌه‬

‫لٌدخل لقلبً ‪ ,‬تنهدت بؤسى ؼٌرت المحطة ورفعت الصوت‬

‫بعد ساعتٌن وقفت وتوجهت للخزانة أخرجت بنطلونا أسودا وقمٌص‬


‫شتوي أسود ؼٌرت‬

‫مبلبسً ولبست حجابً وارتدٌت معطفا شتوٌا مخصرا أحمر اللون ٌصل‬
‫طوله للركبتٌن‬

‫أخذت حقٌبة ٌدي وخرجت نزلت السبللم وؼادرت المنزل ‪ ,‬شددت‬


‫المعطؾ على جسدي‬

‫وسرت بخطوات بطٌبة حتى نهاٌة الشارع اآلخر حٌث ٌوجد محل لبٌع‬
‫األدوات المكتبٌة‬

‫والمدرسٌة ‪ ,‬نوران المستهترة تنسى ٌومٌا المفكرة الجدٌدة التً أوصٌها‬


‫بؤن تحضرها‬

‫وأنا مرؼمة على الخروج اآلن ألن التً لدي انتهت منذ أٌام‬
‫منذ عام عدنا من الخارج لنستقر هنا ولم أخرج من المنزل سوى‬
‫للمشاور الضرورٌة‬

‫وكانت معدودة جدا وحتى الجرٌدة التً كنت أكتب فٌها كنت أتواصل‬
‫معهم بالفاكس فقط‬

‫وكما هوا الحال مع جرٌدتً الجدٌدة اآلن ‪ ,‬زوج عمتً اقترح علٌا أن‬
‫استخدم اسما مستعارا‬

‫لكتاباتً فوافقت على رؼبته رؼم استؽرابً هذا الطلب منه وكؤنه ال ٌرٌد‬
‫أن ٌظهر اسمً‬

‫كامبل لعوام الناس ‪ٌ ,‬بدوا أننً سؤصبح كعمتً التً ال ٌعرفها أحد إال‬
‫باسم زوجها وكؤن‬

‫عابلة والدي تموت من التارٌخ شٌبا فشٌبا وكل ما أخشاه أن ٌموت اسم‬
‫قمر نهابٌا وأفقده‬

‫هوا أٌضا ولؤلبد‬

‫وصلت المحل دفعت الباب ببطء ودخلت ملقٌة التحٌة ‪ ,‬لم أزر هذا المكان‬
‫سوى مرة واحدة‬

‫أنا ومإمن لٌشتري أؼراضا للمدرسة حٌن لم ٌجد من ٌرافقه فوالده‬


‫ٌرفض بشدة خروجه‬
‫وحده رؼم أن المحل قرٌب لكنه ٌستلزم عبور الشارع الربٌسً السرٌع‬
‫للوصول له وٌبدوا‬

‫هذا سبب رفض زوج عمتً ذهابه له لوحده‬

‫اقتربت من الرؾ المخصص للمفكرات والذي ٌؤخذ الجهة المجاورة‬


‫لطاولة البابع وبدأت‬

‫بالتنقل بٌن األنواع العدٌدة الموجودة فٌه حتى شد انتباهً شخص ٌقؾ‬
‫فً الخارج أراه‬

‫بوضوح من خبلل الباب الزجاجً للمحل ‪ٌ ,‬رتدي معطفا أسود حتى‬


‫ركبتٌه متناسق مع‬

‫جسده وكؤنه صنع له خصٌصا ‪ٌ ,‬خرج عقب سٌجارة من فمه ونظره‬


‫لؤلرض ال أرى‬

‫سوى نصؾ وجهه وجسده ألنه ٌقؾ بالجانب ‪ ,‬رمً السٌجارة أرضا‬
‫وداسها بحدابه‬

‫األسود فشعرت بالدموع تجتمع فً عٌناي ‪ ,‬لو لم ٌدسها بقدمه لحسدتها‬


‫طوال العمر‬

‫على نومها فً جٌبه ولمسه لها بؤصابع ٌدٌه وشفتٌه بل على دخولها‬
‫لمنزله ولو لٌوم واحد‬

‫مسحت عٌناي وخبؤت وجهً جهة الرفوؾ حٌن دفع الباب بٌده ودخل‬
‫متوجها من فوره‬
‫لطاولة البابع لٌصبح واقفا خلفً مباشرة ودقات قلبً تضطرب بقوة‬
‫لوجوده الذي ؼزى‬

‫المكان وعطره القوى الذي تؽلب على رابحة السجابر فً ثٌابه‬

‫كم ٌسهل على رجل أن ٌبعثر مشاعر أنثى وٌحولها لبقاٌا فً لحظة‬
‫واحدة وكم ٌسهل‬

‫علٌه هوا تحدٌدا سرقتً من نفسً وسرقة نفسً منً فً طرفة عٌن‬

‫ألقى التحٌة لٌجٌب علٌه الشاب الموجود خلؾ الطاولة ثم قال " أعطنً‬
‫ورقا أبٌض وورق‬

‫بحوث وحبر طابعة وإن أعطٌتنً كالسابق سكبته لك على أرضٌة محلك‬
‫‪ ...‬تفهم "‬

‫ضحك الشاب بعفوٌة وتحركت شفتاي بابتسامة حزٌنة ‪ ....‬رابد لم تتؽٌر‬


‫أبدا كما‬

‫كنت فً طفولتك‬

‫أخرج له البابع ما طلب وهوا ٌقول‬

‫"هذا وصل الٌوم ونوعه جٌد سٌعجبك ‪ ,‬ال تورطنً فً تنظٌؾ األرضٌة‬
‫أرجوك "‬

‫ضحك ضحكته الخفٌفة المخملٌة الدافبة وقال " أنقذت نفسك منً هذه‬
‫المرة "‬

‫ثم مد ٌده لٌؤخذ قلما ً من العلبة فً طرؾ الطاولة فاقترب جسده منً أكثر‬
‫فاضطربت‬

‫كل مفاصلً وسقطت المفكرة من ٌدي دون شعور لتسقط بٌنً وبٌنه ‪,‬‬
‫انحنٌت ألرفعها‬

‫فسبقنً لها وهوا ٌقول " عذرا ٌا آنسـ " ‪.....‬‬

‫ثم ابتسم ما أن رأى وجهً واكتفى بالصمت ونظرت أنا لؤلرض مباشرة‬
‫أُمسك ٌداي‬

‫ببعضهما عند خصري فدس المفكرة بٌن معطفً وجسدي وقال هامسا‬

‫"صدفة ‪ ....‬ألٌس كذلك "‬

‫نظرت له نظرة ضٌاع وحٌرة وشوق وكل المعانً التً دفنتها فً قلبً‬
‫كل تلك السنٌن فابتسم‬

‫لً وعٌناه تبحث فً عٌناي عن شًء ال أفهمه ثم توجه للبابع همس له‬
‫شٌبا فً أذنه وؼادر‬

‫مسرعا وكؤنه ٌهرب من المكان‬

‫تنفست بقوة أعوض الهواء الذي فقدته ثم وضعت المذكرة على الطاولة‬
‫وقلت‬

‫"سوؾ آخذ هذه "‬


‫قال بابتسامة وهوا ٌدسها فً كٌس‬

‫"وقع اختٌارك على المذكرة التً كنتً تتجنبٌنها منذ وصولك "‬

‫نظرت لؤلرض وقلت بابتسامة حزٌنة‬

‫"لم تعجبنً بادئ األمر لكنً اآلن لن أستطٌع شراء ؼٌرها "‬

‫مد لً الكٌس ففتحت حقٌبتً فقال وهوا منشؽل بترتٌب رؾ الطاولة‬


‫تحته‬

‫"ثمنها مدفوع ال تعطٌنً شٌبا "‬

‫نظرت له بحٌرة فوقؾ على طوله ونظر لً وقال‬

‫"الشاب الذي كان هنا سٌدفع ثمن كل ما ستؤخذٌنه من المحل "‬

‫نظرت له مطوال باستؽراب ثم قلت " ولما " !!‬

‫رفع كتفٌه وقال " ال أعلم وال تورطٌنً معه رجاءا فؤنتً ال تعرفٌنه وقد‬

‫هددنً فلن آخذ منك ملٌما واحدا "‬

‫ابتسمت وشكرته وخرجت عابدة للمنزل ال شًء معً سوى المذكرة التً‬
‫لمستها أصابعه‬

‫أدسها فً حضنً وكؤنً أخشى ضٌاعها من ٌداي ‪ ,‬أسٌر وال شًء ٌعبر‬
‫عما بً سوى‬
‫الدموع التً تمؤل عٌناي تكابر السقوط ‪ ,‬من قال أن الصدؾ ؼٌر مدبرة‬
‫فقد أخطؤ خطؤ ً كبٌرا‬

‫نوران ال أعلم هل أشكرك أم أدعوا علٌك إلخراجً فً هذا الوقت تحدٌدا‬

‫وصلت المنزل دخلت ؼرفتً وارتمٌت على السرٌر والمفكرة فً حضنً‬


‫وأؼمضت‬

‫عٌناي التً بدأت تتسلل الدموع منهما بحزن ثم انقلبت على ظهري‬
‫ونظرت للسقؾ‬

‫وقلت بابتسامة حزٌنة " لقاء ببل موعد وجع أقسى من موعد ببل لقاء "‬

‫لتتدحرج دموعً وتمارس عٌناي عادتها الدابمة وهً البكاء دون توقؾ‬

‫عند المساء طرق أحدهم باب ؼرفتً ثم دخلت نوران تخفً ٌدها خلؾ‬
‫ظهرها‬

‫اقتربت منً وقالت " ماذا تفعل القمر"‬

‫قلت ونظري على األوراق فً ٌدي وأنا جالسة على السرٌر‬

‫"أكتب المقالة ألنهً طباعتها فعلٌا تسلٌمها لهم مطلع الشهر"‬

‫قفزت على سرٌري كعادتها وقالت " لم تسؤلٌنً عن المفاجؤة فجبت‬


‫بنفسً ألقولها لك"‬

‫نظرت لها ببرود ثم عدت بنظري لؤلوراق وقلت " البد وأنها كسابقاتها"‬

‫ضحكت وقالت " بل مختلفة تماما"‬

‫ثم رفعت وجهً بؤصابعها من ذقنً وقالت ببرٌق فً عٌنٌها‬

‫"لقد كتب مقاال"‬

‫نضرت لها بصمت وشرود بادئ األمر ثم قلت " من" !!‬

‫صفقت بٌدٌها وقالت بحماس " ومن ؼٌره حبٌب الطفولة"‬

‫ضربتها وقلت بحدة " أخفضً صوتك ٌا مجنونة"‬

‫قفزت على السرٌر وهً جالسة وضامه لٌدٌها عند صدرها وقالت‬

‫"عنوان المقال ‪ ...‬عندما ٌؤتً القمر "‬

‫ُ‬
‫نظرت لها بحٌرة بل بتٌه وتشتت أحاول فهم أو حتى استٌعاب ما تقول‬
‫وما أسمع‬

‫ثم قلت بهدوء ولهفة تشق أضلعً من إخفابً لها " أٌن هوا " !!‬

‫التفتت خلفها ثم أخرجت جرٌدة من وراء ظهرها فؤخذتها منها فورا‬


‫ودون شعور لتسقط‬

‫عٌناي على االسم قبل المقال بل على صورته أعبله قبل كل شًء وطبول‬
‫قلبً تزؾ عٌناي‬

‫وهما تتدرجان من كلمة لكلمة ومن سطر لسطر ثم وقفت عند السطرٌن‬
‫األخٌرٌن مطوال‬

‫بمبلمح ؼرٌبة عنً حتى أنا لذلك ال أستطٌع وصفها لكم فقالت نوران‬

‫"قمر ما بك علق ِ‬
‫ت هناك"‬

‫رفعت رأسً ونظرت لها وأشرت بإصبعً على آخر المقال وقلت بحٌرة‬

‫"هذان السطران" !!!‪...‬‬

‫نظرت للجرٌدة بٌن ٌداي بفضول وقالت " أٌن هما !؟ ‪ ,‬اقربً"‬

‫قرأت ببرودة تتسلل ألطرافً وعٌنان تلمعان كالبلور من حبس الدموع‬


‫وصوت هادئ‬

‫لقلب ٌرتعش ( كل شًء معرض للكسر فً هذه الحٌاة فمثلما األشٌاء‬


‫تنكسر كذلك‬

‫األحبلم تنكسر األمانً تنكسر والقلوب تنكسر وجمٌعها ال تعود مع األٌام‬


‫وتنجبر‬

‫كما األشٌاء المكسورة ال تعود كما كانت ‪ ,‬فماذا عن اللٌالً الجمٌلة‬


‫وذكرٌات‬

‫الطفولة عن الماضً وما خلؾ السنٌن ‪ ,‬هوا ال ٌنكسر ألنه ) ‪...‬‬


‫قالت بهدوء " ألنه ماذا ٌا قمر تابعً "‬

‫قلت برجفة " ( ألنه ٌؤتً مع قدوم القمر " )‬

‫قالت بحٌرة أكبر " وما الؽرٌب فً هذه السطور "‬

‫نظرت لها وقلت " كلها ؼرٌبة ال أعلم لما"‬

‫قالت بتذمر " آه قمر أنتم ال ُكتاب ؼرٌبو أطوار حقا هوا مقال رابع وٌكفً‬
‫قولً كما ٌقول الجمٌع "‬

‫ُ‬
‫ابتسمت ابتسامة صؽٌرة فقالت بمرح " جٌد أول ابتسامة مشرقة ألول‬
‫مقال له منذ " ‪.....‬‬

‫ُ‬
‫كسرت قلبه "‬ ‫سكتت فجؤة فتابعت أنا قابلة بؤلم " منذ‬

‫قالت بحزن " بل منذ تكسر قلبك أنتً فلن أنسى ذاك الٌوم ما حٌٌت حٌن‬
‫سقطتً أرضا ولم‬

‫تستفٌقً إال فً مستشفى القلب بؤلمانٌا بعد جراحة طوٌلة وخطٌرة"‬

‫تنهدت وقلت " كان ٌوما قاسٌا على الجمٌع"‬

‫هزت رأسها بالنفً وقالت‬

‫"ال ‪ ,‬علٌك أنتً نعم أما هوا فلم ٌخسر شٌبا وقد توقؾ عن الكتابة‬
‫بمحض إرادته"‬

‫قلت بدمعة علقت على رموشً " بل ألنً حطمت أحبلمه الوردٌة‬
‫فاألدباء أكثر من‬

‫ٌشعرون ٌا نوران ‪ ,‬هم أكثر من ٌعشق بقوة وأكثر من ٌشعر بجرح‬


‫المشاعر وبقوة"‬

‫قالت بهدوء حزٌن " ما ذنبك ٌا قمر أنتً ضحٌة مثله "‬

‫تنهدت بحزن ومسحت عٌناي وقلت " إذا انتهت مهمتً "‬

‫قالت بحٌرة " أي مهمة" !!‬

‫قلت بابتسامة مؽصوبة " عهد بٌنً وبٌن قلبً"‬

‫تنهدت بضٌق ودفعت رأسً بؤصبعها وقالت‬

‫"لو أدخل هذا الرأس وأجد فٌه شٌبا أفهمه ؼٌر السٌد رابد"‬

‫ابتسمت ودفعتها بٌداي وقلت " هناك عٌنا التنٌن أٌضا"‬

‫ضحكت بصرخة وقفزت واقفة خارج السرٌر وقالت ضاحكة " ال كل‬
‫شًء إال هً"‬

‫ضحكنا سوٌا ثم قالت وهً تخرج مؽادرة " سؤترك لك الجرٌدة البد وأنك‬
‫ترٌدي حفظ المقالة"‬

‫قلت بهمس " ومن قال أنً ال أحفظها اآلن"‬

‫أخرجت مقصا من الدرج جانب السرٌر وقصصت المقالة أللصقها فً‬


‫الدفتر الذي ٌحوي كل‬
‫مقاالته ‪ ,‬الدفتر الذي رافقنً لسنٌن وقد توقفت عن إضافة أي شًء‬
‫جدٌد له منذ ثبلث سنوات‬

‫حٌن توقؾ رابد عن الكتابة وها هوا ٌنتعش بالحٌاة من جدٌد ‪ ,‬ألصقت‬
‫المقالة وضممت الدفتر‬

‫لصدري ‪ ,‬أشعر الٌوم أن عمرا جدٌدا أضٌؾ لعمري بعودته للكتابة‬

‫بعد ساعتٌن رن هاتؾ ؼرفتً رفعت السماعة فجاءنً صوت الخادمة‬


‫وهً تقول‬

‫"آنسة مكالمة لك هل أحولها أم أعتذر"‬

‫قلت بهدوء " من !؟ "‬

‫قالت " لم ٌفصح عن اسمه"‬

‫ؼرٌب ٌبدوا رجبل ترى من ٌكون !!! قلت " حسننا حولٌها لؽرفتً "‬

‫انتظرت فً صمت حتى دقت طبلة أذنً تلك الكلمة " نورسٌن "‬

‫ال بل ضرب ذاك الصوت قلبً حتى أوجعه لٌتوقؾ عند آخر نبضه‬
‫أخرجها عند‬

‫سماعً ذاك الصوت ‪ ,‬جمعت كل ما لدي وأوتٌت من قوة وقلت بهمس‬


‫مخنوق‬
‫"نعم"‬

‫قال بعد صمت طوٌل " أنا رابد "‬

‫كل الدموع التً بكٌتها سنٌن حٌاتً تجمعت لحظتها فً عٌناي وشعرت‬
‫بؤلم فضٌع فً‬

‫حنجرتً من كثرة ما أمسكت عبرتً عن الخروج وما لم أستطع إمساكه‬


‫هً دموعً‬

‫مسحت عٌناي وقلت بهدوء " من رابد "‬

‫قال مباشرة " رابد المنذر "‬

‫أؼمضت عٌناي بقوة وكؤنً أرٌد عصرهما لٌتوقفا عن ذرؾ الدموع‬


‫وأبعدت السماعة عن‬

‫أذنً ودسستها فً حضنً ألشهق العبرة التً تكاد تقتلنً ترٌد الخروج‬
‫وألطلق سراحها قبل‬

‫أن تفضحنً وتصل إلٌه ‪ ,‬ثم رفعت ٌدي ببطء أعدت السماعة ألذنً‬
‫وقلت‬

‫"مرحبا سٌد رابد"‬

‫قال بهدوبه ذاته " هل قرأ ِ‬


‫ت المقالة"‬

‫َ‬
‫قلبت الساعة الرملٌة "‬ ‫قلت بابتسامة حزٌنة " نعم وأخٌراً‬
‫قال بعد ضحكة صؽٌرة " نعم والبد وأنها ستؤخذ من أحدهم لتسكب عندي‬
‫"‬

‫ابتسمت وقلت " بكل تؤكٌد وقرٌبا جدا "‬

‫قال من فوره " لماذا فقلمك ممٌز "‬

‫قلت بحزن " ألنها ستسكب لدٌك وتنتهً عندي هكذا هً الحٌاة "‬

‫قال بنبرة هادبة " ولما ال تسكب عند كلٌنا "‬

‫لذت بالصمت فقال " هل أعجبك "‬

‫قلت " نعم رابع لكن السطرٌن األخٌرٌن ؼرٌبان "‬

‫سكت حتى ضننت أنه اختفى وأنً كنت أتوهم اتصاله حتى كدت أنادي‬
‫علٌه ألرجعه‬

‫لواقعً لوال أن وصلنً صوته قاببل بنبرة ؼرٌبة " ما بهما !! ألم ٌعجباك‬
‫"‬

‫قلت من فوري " ٌعجباننً بالتؤكٌد ولكنهما ٌحوٌان معانً كثٌرة لٌست‬
‫فً‬

‫المقالة ‪ٌ ,‬بدوان مقالة منفردة تحتاج للكثٌر من التعمق والتوضٌح"‬

‫قال بهدوء " أنتً وحدك من الحظ ذلك لماذا ٌا ترى "‬

‫قلت بحٌرة " ال أعلم "‬


‫قال بعد صمت لحظة " حسننا تصبحٌن على خٌر و آسؾ على اإلزعاج‬

‫أردت فقط معرفة رأٌك فً المقالة "‬

‫قلت بابتسامة حزٌنة " ال داعً لبلعتذار شكرا لك سٌد رابد وشكرا على‬

‫كرمك معً فً المحل الٌوم "‬

‫قال ضاحكا " لم تؤخذي شٌبا ٌستحق كنتً كلفتنً أكثر "‬

‫قلت بحٌاء " أخجلتنً بكرمك "‬

‫قال مباشرة " ألنك تستحقٌن ‪ ,‬وداعا اآلن "‬

‫قلت بهمس " وداعا "‬

‫قال من فوره " قمر "‬

‫أحسست قلبً ارتجؾ حتى فقد السٌطرة على دقاته بل ٌبدوا أنً لم أشعر‬
‫بنبضه فً‬

‫ضلوعً إال اآلن لٌضرب وٌضرب حتى توقفت أنفاسً وتٌبس لسانً‬
‫فقال عندما‬

‫طال صمتً " السٌد أسعد أخبرنً أنه اسمك الحقٌقً آسؾ إن كان سرٌا‬
‫"‬

‫قلت بدمعة تترقرق فً عٌناي وبحة تخنق صوتً " ال أبدا الكثٌرٌن‬
‫ٌعرفونه "‬

‫سكت مطوال ثم قال بشبه همس " تصبحٌن على خٌر ‪ٌ ....‬ا قمر "‬

‫وأؼلق الخط ولم تطاوعنً نفسً ألفعلها أنا أوالً وال ألن أعٌد السماعة‬
‫لمكانها بل أعدتها‬

‫لحظنً من جدٌد أستشعر صوته الذي خرج منها لعله ٌنسكب بٌن‬
‫ضلوعً رؼم انه هوى‬

‫من أذنً لقلبً مباشرة ‪ ,‬كم تمنٌت لو تذكرنً وذكر شٌبا من طفولتنا بل‬
‫لو استطعت أنا أن‬

‫أذكرها له اآلن ‪ ,‬لكن األمانً ال تبقى إال أمانً‬

‫بقٌت على ذاك الحال طوٌبل ثم تنهدت وأعدت السماعة لمكانها ‪ ,‬ترى‬
‫كٌؾ علم أنً لم‬

‫أشتري ؼٌر مفكرة ٌبدوا أنه اتصل به وسؤله أو زاره مجددا ‪ ,‬وهل سبق‬
‫وأخبرت السٌد‬

‫أسعد باسمً !! قد أكون فعلتها‬

‫طرق أحدهم الباب ودخلت نوران ونظرت من فورها للساعة على الحابط‬
‫وقالت‬
‫"وجدت هاتؾ المنزل مشؽوال مع من كنتً تتحدثٌن هذا الوقت"‬

‫قلت بضٌق " ألٌس لدٌك هاتؾ محمول ما تصنعٌه بهاتؾ المنزل"‬

‫قالت بتذمر " هذه أحبلم ال تحب التحدث إال من هاتؾ منزلهم أرسلت لً‬

‫رسالة تخبرنً أن أجٌب علٌه "‬

‫ثم اقتربت وقالت " ماذا بشؤن المقالة هل أنهٌتها ‪ ,‬هل لً أن أراها"‬

‫قلت " ال لم تنتهً بعد قد أؼٌرها"‬

‫قالت بحٌرة " ولما"‬

‫قلت بهدوء وعٌناي على ٌداي " ألنها ستكون األخٌرة"‬

‫شهقت بصدمة ثم اقتربت أكثر وجلست على السرٌر وقالت " ولكن لماذا‬
‫" !!‬

‫قلت ببرود " هكذا من ؼٌر سبب"‬

‫قالت بحدة " ال ‪ ,‬الشًء ٌكون بؽٌر سبب لقد تركتً جرٌدة الفجر ألن‬
‫ربٌس‬

‫تحرٌرها طلب منك كتابة مقال تهاجمٌن به رابد واآلن ال بد وأن مقاله‬
‫السبب"‬

‫أشحت بنظري بعٌدا عنها وقلت " نعم ألن مهمتً انتهت "‬
‫وضعت ٌدٌها وسط جسدها وقالت " هكذا إذا فقد قبلتً العمل لجرٌدتهم‬
‫من أجل أن ٌكتب هوا"‬

‫تنهدت وقلت " نعم كنت أتوقع مقاال نقدٌا منه ٌوجهه لً ولكن حدث ؼٌر‬
‫ذلك وال ٌهم المهم‬

‫أنه كتب مجددا لٌخؾ تؤنٌب الضمٌر عنً ولو قلٌبل "‬

‫هزت رأسها بٌؤس وقالت " قمر لما ال تتحدثً معه عن الحقٌقة وترتاحً‬
‫"‬

‫قلت بحزم " ال وإٌاك ٌا نوران أن تفكري فً التحدث إلٌه "‬

‫نظرت لً بصدمة ثم قالت " قمر لما كل هذا االعتراض"‬

‫استلقٌت على السرٌر وقلت " أرٌد النوم هٌا تصبحٌن على خٌر "‬

‫تذمرت كثٌرا ثم ؼادرت الؽرفة تسحبت تحت الؽطاء أرٌد النوم دون‬
‫تفكٌر‬

‫قمر نامً هٌا وكؤن شًء لم ٌحدث ‪ ,‬ولكن هٌهات فكٌؾ سؤنام بعدما‬
‫رأٌته وسمعت‬

‫صوته وقرأت حروفه ‪ ,‬بعدما عاد من سلب قلبً ٌوما لٌسلبه من جدٌد ‪,‬‬
‫أخبرونً ما‬

‫العمل وكٌؾ ٌكون لً ‪ ,‬كٌؾ ٌتذكرنً وٌتذكر طفولتً ‪ ,‬كٌؾ ٌصدقنً‬


‫وٌؽفر لً‬
‫ولٌثكم أخبرتمونً أن المفاجؤة لم تنتهً هنا‬

‫وهذه كانت نهاٌة الفصل الخامس الذي وضع أسرار جدٌدة بدل كشؾ‬
‫القدٌمة‬

‫فما مصٌر تلك األشٌاء المبهمة وبما ستؤتً ألبطالنا من جدٌد‬

‫ترقبوا القادم معً ‪ .......‬وال تنسونا من دعواتكم‬


‫الفصل السادس‬

‫كنت أقلب الجرٌدة وعٌناي تسافران وتعودان لذات المقال ألكتشؾ أن‬
‫إمساكً لها كل‬

‫هذا الوقت لٌس إال من أجله ‪ ,‬آه قمر ٌا قمر كٌؾ تظهرٌن فً حٌاتً‬
‫فجؤة فً الوقت‬

‫الذي أبعد شًء أفكر فٌه هوا النساء ‪ ,‬آمنت اآلن بالعبارة التً تقول‬

‫(ٌوجد دابما ً من ٌهتم ألمرك وأنت ال تعلم به )‬

‫لكن لما ُتخفً أمرها عنً ولم ُت َذكرٌنً بها أو حتى تسؤلنً إن كنت‬
‫أذكرها !!!‬

‫عدت بنظري لمقالها وعلقت عٌناي على الجملة التً قرأتها عشرات‬
‫المرات‬
‫(إن أحببت أحدهم بعنؾ فبل تصدق أن تكرهه مهما جرحك بعنؾ وكسرك‬
‫بوجع وأبكاك‬

‫بؤلم فسٌبقى الحب حبا ً والعشق أبدٌا ً فقط هً األمانً ستتؽٌر لتتماشى مع‬
‫الواقع وسٌبقى‬

‫هنالك عِ رق فً قلبك ٌنبض خصٌصا حٌن ٌذكر أحدهم اسمه أمامك وأنت‬
‫تضنه ألم فً‬

‫قلبك بسبب كرهك له ‪ ,‬لكنه أقصى عبلمات الحب الدفٌن)‬

‫طوٌت الجرٌدة ورمٌتها بعٌداً عنً كً أرحمها وأرحم نفسً ‪ ,‬ال أفهم‬
‫هذا الجزء من‬

‫المقالة ولم أعد أفهم شٌبا ً ‪ ,‬ما تعنً بهذا !! هل جرحها أحدهم أم هً‬
‫جرحته ‪ ...‬آآآه ما‬

‫الذي فعلته بً ٌا فتاة ‪ ,‬كٌؾ ٌكون لئلنسان ماضً لم ٌنتهً بعد وهوا‬
‫ٌضن أنه طوى‬

‫صفحاته منذ زمن بعٌد لٌظهر من ٌفرشه أمامه كالبضابع فً األسواق‬

‫أخذت مفاتٌحً ومحفظتً من على الطاولة ارتدٌت معطفا ً خفٌفا ً فالجو‬


‫أصبح ٌقترب‬

‫لبلعتدال وؼادرت المنزل وتوجهت من فوري للجرٌدة ومن فوري طبعا ً‬


‫لمكتب ربٌسا‬
‫تحرٌرها ‪ ,‬طرقت الباب ودخلت قاببلً بابتسامة " هل ُجن أسعد أم لٌس‬
‫بعد "‬

‫تؤفؾ قٌس الجالس فً المكتب وقال " كم تمنٌت أن كنتما معا فً‬
‫الجرٌدة كنا سنفجر‬

‫الببلد بؤعدادها القادمة ‪ ,‬لما تركت تلك الفتاة جرٌدتنا أٌضا ً "‬

‫جلست وقلت " كان علٌكما توقع ذلك منذ البداٌة "‬

‫قال بضٌق " لو أعلم لما فعلت ذلك فجؤة وتركت الجرٌدة ٌالها من لؽز "‬

‫حركت القلم على الطاولة ونظري علٌه وقلت بابتسامة جانبٌة‬

‫"لسبب أزال السبب األول هكذا كان مخططها ولكن ما ٌحٌرنً لما هكذا‬
‫تحدٌداً "‬

‫نظر لً باستؽراب فضحكت وقلت " لن أوضح لك شٌبا ً "‬

‫دخل حٌنها أسعد وما أن رآنً حتى وضع ٌدٌه وسط جسده وقال " هل‬
‫لً أن أفهم لما‬

‫اعتذرت نورسٌن عن إرسال المقاالت لنا فور عودتك للكتابة ‪ ,‬ولما‬


‫َ‬
‫طلبت أنت منً‬

‫رقم هاتؾ منزلها وبعدها بح انتهى كل شًء "‬

‫قلت ببرود " ال تلقً باللوم علً ال دخل لً بما حدث وال تتهور لتخسر‬
‫مقاالتً أٌضا ً "‬

‫اقترب وضرب كتفً بٌده وقال بابتسامة " المهم أنه تحرك هذا الجبل‬
‫فهذا هوا األهم لدٌنا "‬

‫َ‬
‫أخذت رقم هاتفها منً ها ‪ٌ ,‬بدوا أنها حركت‬ ‫ثم ؼمز بعٌنه وقال " لما‬
‫شٌبا ً فً ذاك الحجر‬

‫الذي ٌنبض بٌن ضلوعك ‪ ,‬كنت أرى نظراتها إلٌك وأنت تتحدث بهاتفك‬
‫فً الحفل ‪ٌ ,‬الك‬

‫من محضوض إنها كارثة بشرٌة ٌا رجل"‬

‫أخذت القلم من على الطاولة ورمٌته به وقلت بؽٌض " احترم محارم‬
‫ؼٌرك"‬

‫ضحك وقال " لم ٌزعجك كبلمً عنك وأزعجك تؽزلً بها" !!‬

‫تجاهلته ونظرت جهة قٌس وقلت‬

‫"لدي موضوع سؤطرحه فً الجرٌدة لٌس من كتاباتً لكنه ٌستحق"‬

‫قال باستؽراب " كٌؾ !!! أنا لم أفهم "‬

‫قلت وأنا أقؾ مؽادراً " احجز عمودا لمقالة بعنوان ( ذكرٌات طفلة‬
‫صؽٌرة ) وسنتحدث الحقا ً "‬

‫عند المساء وأنا ؼارق فً أوراقً وقفت وأخرجت ظرؾ مذكرتها الذي‬
‫وصلنً مإخراً‬

‫ألضع أوراقه مع البقٌة فؤخرجت األوراق وفرزتها ‪ ,‬سوؾ أعد لها بها‬
‫مفاجؤة جمٌلة لنتذكر‬

‫كل تلك األٌام ‪ ,‬ولكن ما ٌحٌرنً ما صلتها بتلك الفتاة البابعة ولما أرادت‬
‫تذكٌري بها‬

‫وهل ترفض قمر فعل ذلك بنفسها أم ماذا!!!‬

‫انتبهت لقصاصة ورقة مرمٌة على األرض البد وأنها التً تكملة تلك‬
‫الورقة الناقصة‬

‫وٌبدوا أنها كانت فً الظرؾ ولم انتبه لها ‪ ,‬نظرت لها بحٌرة ثم رفعتها‬
‫من على األرض‬

‫وأخرجت األخرى قبل أن أقرأها ألقرأهما معا ورقة كاملة كانت القصاصة‬
‫مطوٌة على‬

‫مرتٌن ‪ ,‬تبدوا وقعت فً الظرؾ بالخطؤ من تلك الفتاة !!!‬

‫توجهت بهم لمكتبً وأوصلتهما ببعض فوق طاولة المكتب وكان مكتوب‬
‫فٌها‬

‫(لٌصبح رابد بعد ذاك الٌوم شٌبا ً جدٌداً فً عالمً بل ألصبح أنا نقطة‬
‫جدٌدة فً عالمه‬

‫وأعشق كل كتاباته وكل مقاالته وكل حرؾ ٌكتبه ردا على معجبٌه لٌصبح‬
‫هوسً وجنونً‬
‫فاخترت من بٌن كل تلك األشٌاء المنتدى األدبً الذي ٌشارك فٌه ومن‬
‫بٌن كل األسماء اسم‬

‫(ضوء القمر) ألظهر به)‬

‫بقٌت أحملق فً الكلمات كالتابه ثم نثرت األوراق أمامً من على الطاولة‬


‫وقلت بصراخ‬

‫ؼاضب " مستحٌل أن تكونً تلك ‪ ....‬لماذا ؟" !‬

‫ثم رمٌت كل ما كان على الطاولة وأنا اضرب بٌدي علٌها ٌمٌنا وٌساراً‬
‫وأصرخ‬

‫"لماذا ٌا قمر ‪ ,‬لماذا تكونٌن تلك الفتاة التً علقتنً بها وخدعتنً‬
‫وذهبت لماذا"‬

‫ولم ٌقؾ العنؾ والعنفوان عند ذلك فقد حطمت كل شًء وقلبت المكتب‬
‫رأسا ً على عقب‬

‫بصراخ وؼضب وخرجت منه ألهث بؤنفاسً كاألسد ‪ ,‬توجهت لدورة‬


‫المٌاه فتحت صنبور‬

‫الماء البارد لتتدفق تلك المٌاه باردة كالجلٌد على رأس ٌؽلً كالبركان ثم‬
‫ابتعدت والمٌاه‬

‫تقطر من رأسً وتساندت بالجدار ونظرت للسقؾ بتوهان‬

‫كٌؾ تكون قمر كٌؾ !! ‪ ,‬كٌؾ لتلك الطفلة البرٌبة التً عانت األمرٌن أن‬
‫تخدع‬

‫وتخذل وتجرح قلب إنسان ‪ ,‬وقلب من !! قلب رابد ‪...‬لماذا ٌا قمر لماذا‬
‫‪..‬؟‬

‫لماذا أنتً الفتاة التً علقتنً بها بكتاباتها وردودها وتشجٌعها لً‬
‫وكبلمها لتخبرنً بكل‬

‫برود أنها ستتزوج بحبٌبها وأنً لست سوى زمٌل فً منتدى وأنك كنتً‬
‫لم تكتشفً حقٌقة‬

‫مشاعرك بعد ‪ ,‬هكذا وبكل بساطة ‪ ,‬من هذا الذي أحببته ؼٌري وسلبك‬
‫عقلك لتبٌعٌنً من‬

‫أجله ‪ ,‬خرجت من الحمام وأنا أردد " صدقت تلك البابعة حٌن قالت أنها‬
‫تبٌع األمٌات "‬

‫أمسكت األوراق كالتابه المطعون بسكٌن مرتٌن من ذات المرأة وفً نفس‬
‫المكان وهوا‬

‫صمٌم القلب ‪ ,‬رمٌتهم أرضا ً وخرجت من المكتب ومن كل المنزل لففت‬


‫الشوارع وأنا‬

‫بٌن متناقضان جرح وكره وعاطفة وتعاطؾ ‪ ,‬لما كنتً أنتً من بٌن كل‬
‫النساء ‪ ,‬كٌؾ سؤفً‬

‫بقسمً اآلن وانتقم منك على تبلعبك بً ‪ ,‬كٌؾ سؤجرح قلب فتاة عانت‬
‫األمرٌن كٌؾ‬
‫لما ظهر ِ‬
‫ت فً حٌاتً ٌا قمر لما لم تهربً منً كً ال أضرك كً ال ٌقتل‬
‫عقلً قلبً‬

‫كنتً ابتعد ِ‬
‫ت عنً كً ال أفً بقسمً لنفسً كً ال ٌإذٌك رابد الذي بقدر‬
‫ما أحببته‬

‫جرحته والذي بقدر ما أعطاك بعشوابٌة وأنتً طفلة سلب ِ‬


‫ت منه بعشوابٌة‬
‫وهوا شاب‬

‫كان ذاك االكتشاؾ كضربة قوٌة تلقاها قلبً قبل عقلً ‪ ...‬فلم بكن ٌردد‬
‫سوى جملة‬

‫لماذا ٌا قمر لماذا ؟ !!‬

‫لما أنتً هذه الفتاة الفاتنة الرقٌقة العذبة ولما أنتً هً تلك الطفلة‬
‫الجمٌلة البرٌبة‬

‫إن كنتً ستكونٌن تلك الفتاة الخابنة‬

‫أن تكونً نورسٌن فشًء ٌقبله العقل لكن أن تكونً ضوء القمر شًء‬
‫ٌستحٌل أن‬

‫ٌصدقه ‪ ,‬حتى انك لم تتزوجً هل كنتً تكذبٌن علً !!‬

‫لما أحببتك ٌوما وبعنؾ لما أنتً قمر ولما أنتما نورسٌن ‪ٌ ,‬بدوا أننً‬
‫سوؾ اجن حتما‬
‫ضربت مقود السٌارة بقوة وؼٌض وتوقفت عند الجسر ونزلت أدخن‬
‫سٌجارتً العاشرة‬

‫بعد األلؾ عند قضبان سٌاجه الحدٌدٌة‬

‫كم أردت أن تمسح ٌدي بحنان على وجه قمر الطفلة فٌها لتنسٌها كل تلك‬
‫السنٌن لٌعود‬

‫رابد الذي فقدته ٌوما وكم أردت ٌوما أن اكسر قلب ضوء القمر لكسرها‬
‫قلبً ورحٌلها‬

‫فكٌؾ أفعل كل تلك األمور فً آن واحد وكٌؾ ٌكون كل ذلك فً شخص‬


‫واحد فً فتاة‬

‫لم ترى عٌناي كرقتها وجمالها ورقً أسلوبها وخداعها وؼدرها‬

‫رمٌت باقً السٌجارة من أعلى الجسر لتسقط فً البحر ورمٌت بعدها كل‬
‫العلبة بؽٌض‬

‫كً أرحم نفسً منها وعدت لمنزلً وأول ما فعلته أن اتصلت بؤسعد‬
‫إللؽاء عمود‬

‫مذكراتها فلم تعد لً به حاجة‬

‫ومرت بً األٌام أحاول ولو تناسً ما حدث فلٌس بإمكانً نسٌانه ولكن‬
‫عبثا حاولت‬
‫بعد أسبوعان لم أخرج فٌهما من منزلً ولم أنم فٌهما نوما كنوم باقً‬
‫البشر خرجت‬

‫حامبل الكتب كً أعٌدها للمكتبة ألنً مددت فترة استعارتها وعلٌا اآلن‬
‫إرجاعها‬

‫دخلت المكتبة وضعت الكتب على الطاولة وقلت‬

‫"مرحبا ً هاهً الكتب راجعها ودون فً البطاقة "‬

‫قال بابتسامة " كادت تعٌش لدٌك ألهذا الحد هً مهمة "‬

‫ابتسمت ابتسامة جافة وقلت " ال ولكنً احتجت وقتا إلنهابها"‬

‫أزالها وأحداً بعد اآلخر وقال " خذ هذا لك "‬

‫نظرت له بتعجب وقلت " ألم تقل أنها نسخة المكتبة" !!‬

‫قال وعٌناه على البطاقة‬

‫"نعم ولكن الفتاة التً كانت هنا ٌومها طلبت إعطابه لك وأعطت المكتبة‬
‫ؼٌره "‬

‫قلت بهدوء ٌقارب الهمس " الفتاة نورسٌن "‬

‫قال " نعم ٌمكنك أخذ الكتاب معك "‬

‫حملته أنظر له فً حٌرة ‪ ,‬هً تعرفت علً من ٌومها إذاً !! ‪ ,‬لذلك كانت‬
‫تلك النظرات الؽرٌبة ‪ ,‬لما تفعل ذلك !! ال أفهمك أبداً ٌا قمر ال أفهمك‬

‫وصلنً صوته قاببل " خذ بطاقتك "‬

‫نظرت له وقلت " أتركها سؤتجول قلٌبل فً المكتبة "‬

‫حملت الكتاب معً أتجول فً األرفؾ حٌث العالم الذي أنسى معه نفسً‬
‫أللمح من‬

‫بٌن الكتب ‪ ....‬قمر نعم قمر عند الرؾ اآلخر بحجابها الزهري الذي‬
‫أضفى على‬

‫وجنتٌها برٌقا ؼرٌبا وأضاؾ لعٌنٌها سحرا مدهشا وال تعرؾ أي منهما‬
‫أثر لونه على‬

‫اآلخر ‪ ,‬قمر التً أصبحت عالمٌن فً عالمً ونقطتٌن فً تارٌخً المعقد‬

‫توجهت فوراً بخطوات واسعة مجتازا المسافة فً ثوانً ووقفت بالمقربة‬


‫منها متظاهراً‬

‫أنً أرى كتابا ً وقلت بهدوء وعٌناي على الكتاب " كم تجمع ال ُ‬
‫صدؾ من‬
‫أشخاص "‬

‫التفتت ناحٌتً بسرعة تنظر لً بتمعن وهدوء وصمت ونظري كان على‬
‫الكتاب فً ٌدي‬

‫ثم عدلَ ْت وقفتها لتصبح مقابلة لً وفً صمت فنظرت لها وقلت بابتسامة‬
‫"صدفة "‬

‫خٌر من ألؾ مٌعاد "‬


‫ابتسمت بحٌاء وقالت " ٌ‬

‫تنقلت بنظري بٌن مبلمحها كؤنً أبحث عن شًء أفهمه فٌهم لو أكتشؾ‬
‫فقط السر فً‬

‫مبلمحها فشًء فٌها ٌجعلك تتؤملها دون توقؾ ولو أعرؾ فقط كٌؾ لهذه‬
‫المبلمح البرٌبة‬

‫أن تجرح وتؽدر وتطعن بعنؾ كٌؾ أركب صورتان لها فً دماؼً كٌؾ‬
‫!!‬

‫شتت نظري بعٌداً عنها ‪ٌ ,‬كفً ٌا رابد هذه لم تعد كما كانت فً السابق‬

‫عدت بنظري علٌها وقلت بهدوء وهً عٌناها على أصابعها الممسكة‬
‫بالكتاب‬

‫"شكراً على الكتاب "‬

‫نظرت للكتاب فً ٌدي ثم لعٌناي وقالت " ٌشرفنً أن ٌكون ضمن رفوؾ‬
‫مكتبتك "‬

‫قلت بابتسامة جانبٌة بل بشًء ٌوحً بالتساإل " هوا فقط !! ؟ "‬

‫نظرت لً نظرة ؼرٌبة وكؤنها فسرت تفسٌراً ما فً عقلها لما قلت‬

‫كم هً مثٌرة هذه األنثى فً كل أحوالها حتى فً حٌرتها وتفكٌرها‬


‫أشرت لها بإصبعً على جانب رأسً بحركة دابرٌة بمعنى التفكٌر ثم‬
‫أشرت به‬

‫ْ‬
‫فابتسمت ابتسامة صؽٌرة ثم قالت " لم أفهم ما‬ ‫أمام وجهً ببل مبتسما‬
‫تعنً "‬

‫قلت وأنا أعٌد الكتاب لمكانه‬

‫"بلى فهمتً شٌبا ً وال ترٌدي سإالً إن كان ما فهمته صحٌحا ً "‬

‫الذت بالصمت فقلت ونظري علٌها " المقالة رابعة هً األخٌرة ألٌس‬
‫كذلك"‬

‫شتت نظرها على كل شًء حولً وكؤنها تهرب من تفسٌري لنظراتها ثم‬
‫قالت‬

‫"كٌؾ علمت " !!!‬

‫قلت بابتسامة حزٌنة " أنا أكثر من ٌقرأ السطور وما تخفٌه ٌا قمر "‬

‫نظرت لعٌناي فورا بصمت ثم نظرت للبعٌد وقالت بابتسامة حزٌنة‬

‫"وما قرأت فً السطور "‬

‫نظرت لكتابها فً ٌدي وقلت " قرأت األلم والحزن والقلٌل من الندم على‬

‫خطؤ قدٌم ‪ ,‬شًء احتجت لوقت ألفهمه "‬

‫نظرت لً مطوالً وكؤنها ترٌد االعتراض على أحد الكلمات فقلت مشٌحا‬
‫بنظري بعٌداً‬

‫"ال تفكري كثٌرا فٌما أقول فقد أكون أخطؤت "‬

‫الذت بصمت ؼرٌب وعٌناها معلقتان بعٌناي وتلمعان من حبس شًء‬


‫ٌشبه الدموع فقلت‬

‫"علٌنا أن نشكر الصدؾ فقد تكون القادمة بمٌعاد ‪ ......‬وداعا ً اآلن "‬

‫وؼادرت مبتعدا عنها وهً ال تزال فً ؼمرة صمتها ‪ ,‬بقدر قوة الجاذبٌة‬
‫فٌها بقدر ما أردت‬

‫الهروب منها وبقدر ما تجذبنً بعنؾ فهناك شًء أصبح ٌبعدنً بقوة‬

‫عدت للمنزل ال أحمل معً شٌبا ً سوى كتابها وشعوري باأللم واألسى‬
‫والخذالن‬

‫وضعته ضمن الكتب فً رفوؾ مكتبتً وقلت بابتسامة جانبٌة‬

‫"نعم لٌس هوا فقط من علٌه أن ٌكون ضمن الرفوؾ فً حٌاتً "‬

‫ال أعلم أي األمور تجعلنً أتخذ قراراً كهذا القرار ولكن ما أنا موقن منه‬
‫أنً أرٌد هذا‬

‫لذلك علٌا أن اجتاز هذه العقبة التً تزعج تفكٌري وقد اتخذت قراري‬
‫وأنا من سٌعلم‬

‫منها سبب كل ذلك وعلى طرٌقتً‬


‫سمعت جرس الباب ٌُقرع فخرجت من فوري فتحته وقلت مبتسما لمن‬
‫ٌقؾ أمامه‬

‫"مرحبا ً حٌدر هٌا تفضل"‬

‫صافحنً مبتسما وقال وهوا ٌدخل " إجازتً بدأت وها أنا عند الوعد "‬

‫ضحكت وقلت وأنا أؼلق الباب " متى وعدتنً أنت أمرتنً وأؼلقت‬
‫الهاتؾ فوراً"‬

‫ضحك ودخل فً صمت جلس على األرٌكة بؤرٌحٌة وتنهد وقال‬

‫"أحسدكم انتم األدباء ال تفعلون أي شًء متعب"‬

‫قلت متوجها للمطبخ " كن مثلنا إذاً ‪ ,‬هل تشرب الشاي"‬

‫قال بصوت مرتفع ألسمعه " أقسم لن أستطٌع كتابة حرفٌن على بعضهما‬
‫ولن‬

‫ٌشتري أحد المجلة التً أكتب فٌها"‬

‫قلت ضاحكا ً " لما ال تجرب قد ٌنجح األمر ‪ ,‬ماذا عن الشاي" !!‬

‫قال " أحضر لً كؤسا ً وأنقص السكر طبعا ً فشاٌك ال ٌمكننً بلعه "‬

‫ضحكت وسكبت له وأحداً وضعتهما فً صٌنٌة تقدٌم وخرجت به وضعته‬


‫على‬
‫الطاولة وقلت " ما هً األخبار لدٌك"‬

‫قال وهوا ٌرشؾ من كوبه " كما هً ‪ ,‬ما أخبارك أنت مإكد ال جدٌد وال‬
‫مفٌد"‬

‫ابتسمت وقلت وأنا أجلس " بلى هناك جدٌد أما مفٌد فلم أحدد بعد"‬

‫نظر لً باستؽراب أشبه ما ٌكون للصدمة ثم قال " هل كتبت شٌبا ً" !!‬

‫خللت أصابعً فً شعري وقلت " نعم ولكن لٌس هذا ما كنت أعنً"‬

‫صفر وقال " ٌبدوا لً التطورات كثٌرة لدٌك فؤنت لم تكتب منذ ثبلثة‬

‫أعوام فؤن ٌكون لدٌك شًء أهم منه فسٌكون خطٌرا"‬

‫شبكت أصابع ٌداي ببعض وأنا أرتكز بمرافقً على ركبتاي ونظري‬
‫لؤلرض‬

‫وقلت بهدوء " سوؾ أتزوج"‬

‫ٌ‬
‫صمت مخٌؾ وكؤنً جالس لوحدي فً الفضاء الخارجً ‪ ,‬رفعت‬ ‫عم‬
‫رأسً ونظرت‬

‫إلٌه فكانت عٌناه مفتوحة على اتساعهما من الصدمة فضحكت بهدوء‬


‫وقلت‬

‫"هل قلت شٌبا ً ؼرٌبا"‬

‫هز رأسه وكؤنه ٌنفض ما سمع منه ثم قال " أعد ما قلت"‬
‫اتكؤت على ظهر األرٌكة ومددت ذراعً على حافتها وقلت " سؤتزوج"‬

‫ضحك مطوالً ثم قال " قل أنك لست نابم وتهدي"‬

‫رمٌته بوسادة األرٌكة وقلت بضٌق " حٌدر لست بمزاج مزاحك"‬

‫ابتسم وقال بهدوء " وأخٌراً ٌا أخً "‬

‫قلت بضٌق " من ٌسمعك ٌضن أننً قاربت األربعٌن "‬

‫قال ببرود " لو بقٌت على حالك ستتجاوزها بكثٌر"‬

‫لذت بالصمت فقال " ومن سعٌدة الحظ تلك"‬

‫قلت ببرود " كاتبة فً جرٌدتنا"‬

‫قال بابتسامة " الطٌور على أشباهها تقع ‪ ,‬أٌن كانت عنك منذ سنٌن ؟ !‬
‫"‬

‫قلت بابتسامة سخرٌة " كانت هاربة منً"‬

‫نظر لً باستفهام ثم قال " ومتى خطبتها" !!‬

‫قلت " لٌس بعد سوؾ أخطبها قرٌبا ً "‬

‫قال " هل تحدثت معها فً األمر ‪ٌ ,‬بدوا لً ثمة عبلقة بٌنكما"‬

‫عدت لجلستً السابقة وقلت ونظري أرضا ً‬


‫"بل أخطبها مباشرة ‪ ,‬أنت تعرؾ وجهة نظري فً هذه األمور "‬

‫قال بعد صمت " وإن لم تكن موافقة علٌك"‬

‫قلت بهدوء " سؤصرؾ النظر عن الموضوع مجدداً"‬

‫قال بحٌرة " إذا هً أو ال أحد "‬

‫قلت مختصرا " نعم "‬

‫قال باستؽراب " لما" !!‬

‫نظرت له وقلت " لً أسبابً الخاصة"‬

‫تنهد وقال " وهل ستذهب لوالدها وحدك أم ستخبر والدك لٌؤتً معك"‬

‫أشحت بنظري جانبا بضٌق وقلت " وحدي طبعا ً"‬

‫قال بحدة " وكٌؾ سٌعطٌها لك وأنت تذهب وحدك "‬

‫قلت بسخرٌة " لو قالها أح ٌد ؼٌرك لعذرته أما أنت تعلم أنً ال أستطٌع‬
‫أخذ والدي معً"‬

‫قال بجدٌة " سؤذهب معك إذاً فؤنا شقٌقك األكبر وإن كنت من والدتك فقط‬
‫"‬

‫قلت ببرود " بل وحدي"‬


‫صرخ ؼاضبا " رابد متى سٌتوقؾ الجنون الذي لدٌك"‬

‫عدت لبلتكاء على مسند األرٌكة وقلت‬

‫"هوا لٌس والدها إنه زوج عمتها أي سٌكون القرار لها فً كل األحوال‬
‫"‬

‫قال " وأٌن والدها"‬

‫قلت بابتسامة " ذهب مع ماتوا أو شًء ال أعلمه "‬

‫بقً ٌحملق فٌا بصدمة فضحكت وقلت‬

‫"على حد علمً أنه مٌت ولٌس لدٌها سوى عمتها وزوج عمتها "‬

‫قال بهدوء " ألٌس لدٌها أحد آخر ‪ ,‬عم خال أي شًء "‬

‫قلت بضٌق " لدٌها خال ولكنً لن أخطبها منه ولو كان ولٌها الوحٌد "‬

‫هز رأسه بٌؤس ثم قال " أتمنى أن تكون السبب فً إٌقاؾ جنونك "‬

‫ابتسمت وقلت " بل قد تزٌده أو تكمله "‬

‫قال بعد صمت " أُقسم أننً لم أفهم شٌبا ً"‬

‫قلت بضحكة " ذاك أفضل"‬

‫قال " أتحفنً باسمها إذا قد أكون أعرفها فؤنا أقرأ جرٌدتكم أحٌاننا"‬
‫قلت ببرود " ترٌد االسم الحقٌقً أم المستعار"‬

‫ضحك وقال " ولها اسمان أٌضا ً"‬

‫قلت بسخرٌة "بل أكثر ولكل اسم حكاٌة وحده "‬

‫تنهد وقال " كالعادة جلستً معك كلها ألؽاز ال أحل منها شٌبا ً ‪ ,‬قل‬

‫االسم الذي تكتب به عندكم "‬

‫قلت " نورسٌن "‬

‫نظر لً مطوالً بصمت وصدمة ثم قال‬

‫"نورسٌن ال ؼٌرها صاحبة عمود عٌون اللٌل سابقا ً فً جرٌدة الفجر !!‬
‫"‬

‫قلت بهدوء " نعم هً "‬

‫قال بابتسامة واسعة " أُقسم أنك وقعت صرٌعا "‬

‫نظرت له باستؽراب وقلت " من أٌن تعرفها" !!‬

‫ضحك وقال " من لم ٌقرأ مقاالتها ومن ٌنسى ذاك الوجه وإن رآه مرة‬
‫واحدة "‬

‫نظرت له بحٌرة وقلت " أٌن رأٌتها سابقا ً " !!‬

‫قال " صدٌق لً ٌقرب لقرٌبها قابلناها مصادفة فسلم علٌها ‪ ,‬كلمتان‬
‫وهربت من‬

‫أمامنا كالنسٌم ‪ ,‬إنها أنشودة ٌا رجل"‬

‫قلت بضٌق " ولما تتؽزل فٌها أمامً "‬

‫ضحك وقال " مهلك ٌا رجل هً لم تصبح زوجتك بعد "‬

‫قلت بضٌق أكبر " وإن ٌكن "‬

‫ضحك مطوالً فصرخت به " ما المضحك فً األمر"‬

‫فتح فمه وكؤنه ٌرٌد قول شًء ثم تراجع وأؼلقه ثم قال مبتسما‬

‫"أحب إعبلمك بشًء هً ترفض الخاطبٌن "‬

‫نظرت له مطوالً فً صمت ثم قلت " هوا من أخبرك بذلك ؟" !‬

‫قال " نعم فهوا أحد من خطبوها "‬

‫قلت بمبلمح قاسٌة " وما كانت تفعل معه وهوا خطبها ورفضت"‬

‫ضحك وقال " اقسم أنك وقعت ‪ ,‬أخبرتك أنه قرٌب لقرٌبها وهوا من‬

‫استوقفها وؼادرت فً لمح البصر"‬

‫رن هاتفه حٌنها فؤجاب مبتسما " مرحبا ً مرٌم ما هذه المفاجؤة"‬

‫ثم ضحك وقال " مفاجؤة حتى لو تحدثنا منذ قلٌل ولٌس األمس"‬
‫قال ناضراً لً بنصؾ عٌن " ال لن آتً سؤقضٌها مع الحً المٌت "‬

‫ثم ضحك وقال " حسنا ً حسنا ً لن أكررها لو ٌحبك فقط كما تحبٌنه"‬

‫قال بعد صمت طوٌل " جٌد وبصحة جٌدة ‪ ,‬ها هوا أمامً ولدٌه أخبار‬
‫ستفرحك"‬

‫ثم قال مبتسما " شقٌقك الحبٌب سوؾ ٌتزوج "‬

‫ضحك مطوالً ثم رمى لً بالهاتؾ وقال‬

‫"اقسم إن لم تحدثها قتلتك اآلن ‪ ,‬إنها تزؼرد فً أذنً"‬

‫ابتسمت ورفعت الهاتؾ من حضنً وأجبت قاببلً " مرحبا ً مرٌم كٌؾ أنتم‬
‫"‬

‫قالت ببكاء " مبارك ٌا أخً أقسم أنه أجمل خبر سمعته"‬

‫قلت مبتسما " لم أخطبها بعد فقط شقٌقك هذا مستعجل دابما ً"‬

‫قالت " ال ٌهم المهم أنك قررت ‪ ,‬هل ستقٌم حفبل ؟"‬

‫قلت مختصرا " ال"‬

‫قالت بعد صمت " لما !! ألن أرها ولو مرة فً حٌاتً"‬

‫قلت " الكبلم فً األمر سابق ألوانه واتركٌها للظروؾ"‬


‫تنهدت وقالت " أمري هلل أتمنى أن تلٌن قلبك علٌنا"‬

‫قلت ببرود " ال أعتقد أنها ستفعل بً شٌبا ً من هذا ‪ ,‬وداعا ً اآلن وسلمً‬
‫لً على أٌوب "‬

‫رمٌت له بهاتفه فؤعاده ألذنه وقال ضاحكا ً‬

‫"نعم ٌا مرٌم أنا أخبرك عنها ‪ ,‬قمر قمر ٌمشً على األرض"‬

‫ال أعلم لما أشعر بالبراكٌن تؽلً فً داخلً كلما تحدث عنها متؽزالً ‪ ,‬لم‬
‫أشعر بنفسً‬

‫إال ضاربا له بوسادة األرٌكة فضحك وأرانً الهاتؾ وهوا ٌقول‬

‫ْ‬
‫أؼلقت الخط قبل أن ترمً به لً ‪ ,‬ما ستفعل بعد أن تتزوجها !!‬ ‫"لقد‬
‫هل ستحجبها عن الناس "‬

‫قلت بحدة " إن اطر األمر سؤفعل "‬

‫أشحت بنظري عنه وتؤففت بضٌق ‪ ,‬ما بك ٌا رابد هل سلبتك عقلك لهذا‬
‫الحد‬

‫ال تنسى ما فعلت بك ‪ ,‬نظرت له فوجدته ٌنظر لً بابتسامة ماكرة فقلت‬


‫بضٌق‬

‫"قل ما لدٌك ال تكتمه فً قلبك كً ال ٌقتلك"‬

‫ضحك مطوالً والذ بالصمت فوقفت وقلت " سؤعد العشاء هل تقترح شٌبا ً‬
‫"‬
‫قال مبتسما " على دوقك فستكون آخر الوجبات من ٌد العزوبٌة وسنؤكل‬

‫من أنامل العروس فٌما بعد"‬

‫تجاهلته ودخلت المطبخ ‪ ,‬خطبً أنً فقدت أعصابً أمامه فلن ٌرحمنً‬
‫بعد الٌوم‬

‫حٌدر هوا شقٌقً الوحٌد من والدتً رحمها هللا ومرٌم هً الشقٌقة‬


‫الوحٌدة لً من‬

‫والداي ولً شقٌقتان من والدي من زوجته الثانٌة ‪ ,‬لم أرى أحداً منهم‬
‫منذ ست سنٌن‬

‫فٌما عدا حٌدر فً أوقات بعٌدة جداً من العام‬

‫قضى حٌدر معً أٌام إجازته ولم ٌتوقؾ عن الحدٌث عن الترتٌبات‬

‫(هذه الؽرفة بحاجة لتجدٌد وتلك ؼٌرها بهذه ‪ ,‬المطبخ ٌحتاج لصٌانة‬
‫والبٌت علٌك طبلبه )‬

‫حتى نفخ لً رأسً وتمنٌت أننً لم أخبره ولم ٌرحمنً إال بمؽادرته‬
‫لعمله من جدٌد‬

‫وبعده استلمتنً مرٌم فً اتصال مطول تدخلت حتى فٌما أرتدي حٌن‬
‫اذهب إلٌهم وما علٌا‬

‫شرابه للبٌت قبل أن أتزوج كمن كذب كذبة وصدقها ‪ ,‬كل ذلك بحجة أننً‬
‫رجل ووحٌد‬

‫وسؤؼفل عن هذه األمور ‪ ,‬وحقٌقة األمر لفتت انتباهً ألمور كنت‬


‫سؤؼفل عنها‬

‫وكان علٌا استحمالها ذاك الٌوم كً ال أكسر السعادة التً تخرج من‬
‫صوتها ألنً‬

‫استمع لها دون مقاطعة بكلمة وداعا ً‬

‫وجاء الٌوم الذي كان علٌا أن أزور فٌه منزل عمتها ‪ ,‬ارتدٌت بذلة‬
‫رسمٌة سوداء وربطة‬

‫عنق زرقاء بها خطان ماببلن باللون األبٌض عند المنتصؾ وحداء جلدي‬
‫أسود المع‬

‫لم أعرؾ ما آخذ معً ولو ذهبت دون أخذ شًء لن ٌكون البقا ‪ ,‬احترت‬
‫كثٌرا بٌن أن‬

‫آخذ علبة حلوى فاخرة أو باقة أزهار فرأٌت األزهار خٌار أنسب ألنً‬
‫أحبها‬

‫وصلت هناك نزلت ودخلت ثم قرعت الجرس ‪ ,‬كنت على موعد مع زوج‬
‫عمتها السٌد‬

‫شاهد دون أن أخبره اسمً كامبلً ‪ ,‬فتح لً الباب فتى فً التاسعة أو‬
‫العاشرة من العمر‬

‫وقال بابتسامة " مرحبا ً سٌدي "‬

‫ابتسمت وقلت " أنا من ٌفترض به قول مرحبا ً ولٌس أنت"‬

‫حك شعره فً خجل وقال " من كثرة ما تعلمها لً قمر حتى أصبحت‬
‫ألخبط متى أقولها "‬

‫أحسست شٌبا ً نؽز فً قلبً حٌن ذكر اسمها لتقفز قمر الطفلة أمامً‬
‫حٌنها ولٌتحول‬

‫لضٌق حٌن تذكرت فتاة القمر فتنهدت وقلت " هل والدك موجود"‬

‫فتح الباب بوسعه وقال " نعم فً مجلس الضٌوؾ ٌنتظر شخصا البد‬
‫وأنه أنت "‬

‫ابتسمت ومددت له باقة الزهور وقلت بهمس " ال تذكر أسماء نساء‬
‫المنزل للزوار‬

‫خصوصا األسماء التً تجعل الخٌال ٌسافر بعٌداً بسبب معانٌها "‬

‫نظر لً بحٌرة وعبلمات االستفهام تدور حول رأسه فقلت بضحكة‬

‫"خذ األزهار للداخل ودلنً على المجلس"‬

‫ابتسم وقال مؽادرا " بالتؤكٌد تفضل"‬

‫سار وأنا أتبعه ‪ ,‬منزلهم راقً وكبٌر ٌبدوا أن هذا النعٌم هوا من جعل‬
‫قمر الطفلة تموت فٌك‬

‫ٌا قمر لذلك لم ُتذكرٌنً بك ‪ ,‬وصلت المجلس استقبلنً السٌد شاهد‬


‫بخطوات ثقٌلة وقال معتذرا‬

‫" أعذرنً فبسبب التواء كاحلً لم استطع استقبالك البد وأن مإمن أتعبك‬
‫عند الباب "‬

‫ضحكت وقلت " اللوم على معلمه ٌبدوا أنه ٌقصر فً تعلٌمه"‬

‫قال بخجل " أجل المدارس لم تعد كالسابق"‬

‫ٌبدوا أنه فهم أنها المدرسة وهذا ما كنت أتوقع عند سماع صوته فً‬
‫الهاتؾ‬

‫رجل متواضع وبسٌط ‪ ,‬تعارفنا وتبادلنا بعض األحادٌث العامة عن‬


‫السٌاسة‬

‫واألدب وحتى الطقس ثم حمحمت وقلت‬

‫"سٌد شاهد أنا جبت طالبا للقرب فؤرجوا أن ألقى منكم الرد الذي ٌرٌحكم‬
‫وٌسعدنً"‬

‫قال مبتسما " فً أي ابنتاي" !!‬

‫قلت بابتسامة " حد علمً أن إحداهما لٌست ابنتك"‬

‫قال " نعم ولكنها فً مقامها ‪ ,‬بل أكثر"‬


‫ضحكت وقلت " لو سمعتك ابنتك ألصبحت فً مشكلة"‬

‫قال بضحكة " تسمعها منا فً كل وقت "‬

‫قلت " لو كنت قادما ً من أجلها فستنفرنً منها ‪ ,‬ال تقطع نصٌب ابنتك"‬

‫ضحك وقال وهوا ٌقدم لً صٌنٌة العصٌر‬

‫"قلت ما قلت ألنً متؤكد أنك ال تقصدها هً"‬

‫قلت بحٌرة وأنا أتناول كؤسا ً منها " كٌؾ علمت " !!‬

‫ضحك كثٌرا ثم جلس وقال‬

‫"لم ٌخطبها واحد ٌشبه ُخطاب األخرى ‪ ,‬كلهم مصروعٌن وببل عقل‬
‫مثلها"‬

‫لم استطع إمساك نفسً عن الضحك فقال بهدوء " إذا قمر تقصد"‬

‫قلت " نعم ولً الشرؾ بنسبكم"‬

‫قال " ٌعجبنً حسن لباقتك وأسلوبك وأنت شخص محترم ومعروؾ ولكن‬

‫لما أنت وحدك هنا الٌوم "‬

‫ها قد جبنا للسإال الصعب والمرتقب ‪ ,‬قلت " سؤكون وحدي دابما ً"‬

‫نظر لً بحٌرة ثم قال " لو كانت ابنتً المقصودة لرفضتك فوراً لٌس‬
‫لعٌب بك و " ‪.....‬‬
‫قلت مقاطعا له " أحترم رأٌك ولكن هذه حقٌقة حٌاتً ولن أكذب فٌها أنا‬
‫وحٌد"‬

‫تنهد وقال " القرار لقمر وحدها ولن أتدخل فً شًء وكما قلت لك لو‬

‫كانت ابنتً المقصودة ما وافقت على هذا"‬

‫ثم قال بهدوء " وهناك ما علٌك معرفته قبل كل شًء وقبل حتى أخذ‬
‫رأٌها"‬

‫نظرت له بحٌرة فقال " منذ ثبلثة سنٌن تعب قلب قمر ونقلناها أللمانٌا‬
‫إلجراء جراحة‬

‫عاجلة وخطٌرة كادت خبللها أن تفقد حٌاتها ونجحت الجراحة بنسبة فوق‬
‫المتوقعة لكن‬

‫ثمة عملٌة بسٌطة علٌنا إرجاعها لتجرٌها بعد عامٌن من اآلن"‬

‫بقٌت أنظر له بصدمة وحٌرة ‪ ,‬مإكد ستكون هذه النتٌجة المحتملة فما‬
‫كان لذاك‬

‫القلب أن ٌستحمل كل ما مر به ‪ ,‬ولكن مهبل منذ ثبلث سنٌن أي حٌن‬


‫تركتنً‬

‫أٌقضنً صوته من شرودي قاببل " لم أسمعك علقت على األمر"‬

‫قلت " وما المشكلة مادامت العملٌة ناجحة"‬


‫قال بعد صمت " على قمر أن ال تنجب قبل العملٌة األخرى ألنها ستموت‬
‫حٌنها أما‬

‫بعد الجراحة فبل بؤس والخٌار لك"‬

‫قلت بهدوء " إذا انتظر ردها"‬

‫ابتسم بارتٌاح وقال " على بركة هللا وأتمنى أن ال تلقى نفس مصٌر‬
‫سابقٌك فكم رفضت‬

‫من لو أنها ابنتً ألجبرتها على الزواج بؤحدهم"‬

‫ضحكت وقلت " ٌبدوا لً ابنتك ستتزوج خارج رؼبتها"‬

‫ضحك وقال " قد تتزوج قمر وٌلتفت لها أصحاب العقول الراجحة "‬

‫أستؽرب من هذا الرجل كٌؾ ٌتكلم معً فً مواضٌع حساسة كهذه وهوا‬
‫لقابنا األول‬

‫ٌبدوا عفوٌا جداً ‪ ,‬ودعته وأصررت على أن ال ٌرافقنً حتى الباب ‪,‬‬
‫نادى على ابنه‬

‫لٌوصلنً كما جاء بً فقفز من فوره أمام الباب وكؤنه كان بجانبه وقال‬
‫دون أن ٌخبره‬

‫والده " تفضل معً ٌا سٌد الباب من هنا"‬


‫هههههه هذا الفتً ٌخلط األمور حقا وهذه العبارة كان علٌه أن ٌقولها‬
‫لً عند دخولنا‬

‫فهل المعلم فاشل أم الطالب بطًء فهم‬

‫رافقنً للباب وعٌناه معلقتان بً حتى وصلنا للخارج فخرج معً ثم قال‬

‫"هل ستتزوج من قمر"‬

‫نظرت له باستؽراب فقال " الزوجان ٌنامان معا ألٌس كذلك"‬

‫قلت بحٌرة " من علمك هذا"‬

‫قال مبتسما " أعلم لوحدي "‬

‫قلت " ولما تسؤلنً إذاً "‬

‫قال بحزن " ألن قمري تبكً كثٌرا فً اللٌل وترى الكوابٌس "‬

‫نظرت له مطوالً بصمت وضٌاع ثم قلت " هً من أخبرك بذلك ؟" !!‬

‫هز رأسه ببل وقال " ال سمعت أمً ونوران ٌتكلمان فً ذلك ‪ ,‬إن تزوجت‬

‫بها فلن تنام وحٌدة ولن تخاؾ فً اللٌل ألٌس كذلك"‬

‫ابتسمت وقلت " وهل تخبر كل من خطبها بذلك"‬

‫هز رأسه بنعم فقلت ضاحكا ً " ستقطع نصٌبها على هذا الحال"‬
‫ثم وضعت ٌدي على كتفه وقلت " مإمن ال ٌجوز أن نتحدث عن ما‬
‫نسمع أو‬

‫ٌجري داخل المنزل مع الؽرباء وأنت رجل والرجال ال ٌفعلون ذلك "‬

‫سرت أسارٌره بكلمة رجل حتى كادت أزرار قمٌصه تتقطع وقال‬

‫"نعم رجل ولن أتحدث"‬

‫ضحكت وؼادرت منزلهم ‪ ,‬تبدوا قمر الطفلة لم تمت فٌها ولو لٌبل فقط‬

‫ومضت بً أٌام األسبوع أنتظر حتى وردنً اتصال من زوج عمتها لٌزؾ‬
‫لً‬

‫خبرا صعقنً به ببل رحمة‬

‫وعند هنا كانت نهاٌة الفصل‬

‫فما ٌنتظر بطلٌنا وما ٌخبؤه رابد وٌخطط له‬

‫وكٌؾ ستكون حٌاته مع فتاة أحبها ٌوما وعاش طفولته معها وجرحته‬
‫كثٌراً‬

‫وكٌؾ ستكون حٌاة قمر مع رجل أحبته بجنون وتعلقت به منذ صؽرها‬

‫ورأت فٌه المنقذ لها من بإسها الذي الزال ٌعٌش فٌها‬


‫مفارقات وأحداث أكثر من كثٌرة تنتظرهم وتنتظركم‬

‫فكونوا بالقرب منً دابما‬

‫الفصل السابع‬

‫كنت جالسة على سرٌري أقرأ كتابا ً وعقلً مسافر لذاك الٌوم بل لذاك‬
‫اللقاء بٌننا‬

‫فً المكتبة ‪ ,‬كانت مبلمحه ونظراته ؼرٌبة لٌس كالمرتٌن السابقتٌن!!‬

‫آه كم ٌبعثرنً هذا الرجل وال ٌعلم ما ٌصنعه بً إن ضحك إن ابتسم إن‬
‫تحدث‬

‫أو سكت ‪ ,‬فً كل أحواله ٌسلب عقلً وٌؽادر به ‪ ,‬لما حتى الصدؾ ترٌد‬
‫أن‬

‫تزٌد احتراقً ‪ ,‬ترى ما عناه حٌن قال ( هل الكتاب فقط ) ما ٌعنً ؼٌر‬
‫الكتاب !!‬

‫دخلت حٌنها عمتً علٌا الؽرفة وقالت بابتسامة " قمر هل أنتً مشؽولة‬
‫"‬
‫ابتسمت ووضعت الكتاب جانبا ً قابلة " ال ‪ ,‬وحتى إن كان كذلك فؤنتً أهم‬
‫"‬

‫اقتربت ووضعت ٌدها على رأسً وقالت " ما أكبر هذا العقل وما أجمل‬
‫هذا الوجه "‬

‫قلت مبتسمة " ٌبدوا لدٌك شٌبا ً"‬

‫ضحكت وقالت " كم أتمنى أن أخفً عنك شًء وال ترٌه فً مبلمح‬
‫وجهً"‬

‫ثم جلست وأمسكت ٌدي وقالت‬

‫"قمر لقد خطبك أحدهم من عمك وهوا طلب أن آخذ رأٌك كً ال تخجلً‬
‫منه"‬

‫قلت بحٌاء " هوا ٌضن أنً كنت أرفض ألنه هوا من ٌتحدث معً ‪ ,‬ألٌس‬
‫كذلك"‬

‫قالت رافعة كتفٌها " ٌبدوا ذلك "‬

‫رفعت شعري خلؾ أذنً وقلت بهدوء " من الخاطب ‪..‬؟"‬

‫قالت بابتسامة وهً ترفع باقً شعري‬

‫"فً السابق كنتً ترفضٌن مباشرة دون سإال فما تؽٌر اآلن"‬

‫قلت " ال أعلم !! ألٌس من حقً أن أعرؾ"‬


‫قالت من فورها " بلى ‪ ,‬إنه الكاتب رابد المنذر "‬

‫نظرت لها بصدمة كادت تخرج معها عٌناي وقلت بهمس مخنوق " رابد‬
‫"‬

‫قالت " نعم تحدث مع عمك الٌوم"‬

‫شعرت حٌنها بكبر حجم الكلمات التً قالتها وأنً ال أستطٌع استقبالها ‪,‬‬
‫لم ٌكن عقلً‬

‫ُمعداً الستقبال أمر كهذا بعد أن فقد األمل منه منذ سنٌن ‪ ,‬بقٌت أرمش‬
‫ونظري على‬

‫عٌنٌها دون أي ردة فعل أخرى وهً تنظر لً بحٌرة ثم قالت‬

‫"قمر ما بك هل تختبرٌن قوة رموشك"‬

‫ضحكت وضح َك ْت هً معً واستمررنا فً الضحك حتى تحول لبكاء‬


‫ُ‬
‫فحضنتنً وقالت‬

‫"قمر ما بك بنٌتً حتى الضحك تختمٌنه بالبكاء "‬

‫ؼصت فً حضنها أكثر وقلت " من جاء ٌخطب من الثبلثة قمر أم ضوء‬
‫القمر أم نورسٌن"‬

‫قالت " أنا ال أفهم مما تقولٌن شٌبا ً "‬

‫ابتعدت عن حضنها مسحت دموعً وقلت " موافقة"‬


‫نظرت لً بصدمة وحٌرة ودهشة وكل شًء من ذلك كله ثم قالت "‬
‫متؤكدة" !!‬

‫قلت " نعم ولما استؽرب ِ‬


‫ت"‬

‫قالت بحٌرة " ألن تفكري قلٌبل لتتخذي قرارك ‪ ,‬هذا زواج وال ٌكون‬
‫القرار فٌه بسرعة هكذا"‬

‫هززت رأسً ببل وقلت ممسكة ٌدٌها " ال عمتً لن أؼٌر رأي ‪ ,‬هوا‬
‫قدري لً أنا"‬

‫نظرت لعٌناي مطوالً بصمت ثم قالت " هوا ذاك الشخص إذاً"‬

‫ْ‬
‫فوضعت ٌدها على كتفً‬ ‫أعدت ٌداي لحجري ونظرت لهما فً صمت‬
‫وقالت بهدوء‬

‫"قمر قد ال تكون الحٌاة معه كما ترٌدٌن وقد ال ٌسعدك ‪ ,‬ال أرٌد لك‬

‫التعاسة ٌكفٌك ما رأٌته فً حٌاتك بنٌتً"‬

‫نظرت لها من فوري وقلت وعٌناي تمتلبان بالدموع‬

‫"حتى لو كنت سؤعٌش معه تعٌسة فؤنا راضٌة ألنه وحده من سٌنتزع‬
‫تلك السنٌن‬

‫من قلبً وحده الشًء الذي سٌمؤل الهوة الفارؼة فً داخلً"‬

‫قالت بحنان ماسحة لدموعً‬


‫"األمر لن ٌكون سهبلً بنٌتً الزواج لٌس كالعبلقات العابرة وأنتً‬

‫لم تجربً ذلك فبل تستهٌنً باألمر"‬

‫ارتمٌت فً حضنها وقلت ببكاء‬

‫"ال أتخٌل هذا العالم من دونه عمتً ال أستطٌع تصور حتى أن ٌكون‬

‫المرأة أخرى ؼٌري ألننً سؤموت"‬

‫مسحت على شعري وقالت " كما ترٌدٌن ٌا قمر المهم أن تكونً مرتاحة‬
‫وسعٌدة"‬

‫ثم أبعدتنً عن حضنها قبلت خدي مبتسمة وؼادرت من فورها فارتمٌت‬


‫على السرٌر‬

‫أشعر بكل المشاعر تدفق مرة واحدة فكان أولها أن أدمعت عٌناي‬
‫وشعرت بؤنفاسً‬

‫تتقطع فً صدري فهذه هً أنا الحزن أول شًء ٌزورنً وآخر من ٌؽادر‬
‫منً‬

‫احتضنت الوسادة أؼمر وجهً فٌها وأبكً بصمت‬

‫وها قد حمل لً هذا الٌوم ذاك الخبر الذي لم أتوقعه ولم أتخٌله ‪ ,‬رابد‬
‫ٌرٌدنً زوجة له‬

‫بالتؤكٌد لم تكن المقصودة قمر التً أحبته وال ضوء القمر التً أحبها‬
‫ولكنً لم أهتم‬

‫ولم ٌخبرنً هذا الٌوم أنه جاء لخطبة ثبلثتهم‬

‫ولم تؽب عمتً طوٌبل حتى دخلت نوران الؽرفة وبالطبع علمت بكل شًء‬
‫من‬

‫الجاسوس مإمن فهوا ال ٌفوته شًء مما ٌدور فً مجلس الضٌوؾ ولو‬
‫لم تكن‬

‫ؼٌر موجودة فً المنزل لجاءتنً قبل والدتها‬

‫دخلت بوجه مصدوم وقالت بتلعثم " لقـ لقـ لقد خطبك"‬

‫جلست وقلت " نعم اعلم"‬

‫اقتربت ووقفت أمامً وأنا جالسة فوق السرٌر وقالت " وهل أنتً‬
‫موافقة"‬

‫قلت وعٌنٌا على أصابعً تلعب بطرؾ اللحاؾ " نعم"‬

‫قالت بصوت مندهش‬

‫"نعم !!! وماذا لو اكتشؾ أنك ضوء القمر وماذا لو كان ٌعلم بذلك اآلن‬
‫"‬

‫نظرت لها بصمت فقالت بحدة " تكلمً ٌا قمر ماذا لو كان ٌعلم"‬
‫أشحت بنظري عنها وقلت " ال ٌهم"‬

‫جلست بجواري وأمسكت وجهً ووجهته ناحٌتها وقالت‬

‫"قمر ال تركضً خلؾ مشاعرك سٌجعلك تكرهٌنه حٌنها وتكرهٌن‬

‫نفسك أكثر من كرهك لها اآلن"‬

‫قلت " ال ٌهم"‬

‫قالت بصراخ ؼاضب " اقسم أنك جننتً ٌا قمر"‬

‫أبعدت ٌداها عن وجهً وقلت بصراخ باكً‬

‫"نعم ال ٌهم أنتً ال تشعرٌن بً فلو جعلنً أكرهه ولو كرهته ٌوما ً‬
‫فسؤموت وسؤكون‬

‫ارتحت فً كبل الحالتٌن ‪ ,‬أنا أحبه ٌا نوران أحبه بجنون افهمٌنً ‪,‬‬
‫حٌاتً معه وحده‬

‫حتى لو أذاقنً األمرٌن ‪ ,‬وسوؾ أجن لو كان لؽٌري"‬

‫وقفت واضعة ٌدٌها وسط جسدها وقالت " أٌن باقً المفكرة"‬

‫قلت ببرود " تخلصت منها "‬

‫قالت بحدة " هل معهم ورقة مقصوصة "‬

‫قلت بذات البرود " ال أعلم "‬


‫خرجت تردد بؽضب " تحملً نتابج قرارك إذاً "‬

‫مسحت دموعً وارتمٌت على السرٌر أخفً وجهً بذراعً‬

‫لما ال ٌفهمنً أحد !! لما ال تفهمون أن حٌاتً معه أو ال حٌاة لً فبل‬


‫ٌمكننً العٌش‬

‫كما ٌرٌدون منً أن أكون فؤنا أصبحت مجرد قطعة منه ‪ ,‬تعٌش به أو ال‬
‫تعٌش وتكون‬

‫له أو ال تكون فكل التفاصٌل فً حٌاتً مرتبطة به من طفولتً لمراهقتً‬


‫لصباي فكٌؾ‬

‫أكون تهورت أو تسرعت !! كٌؾ ٌؤتً إلً بإرادته وأرفضه ‪ ,‬هم ٌهدون‬
‫بالتؤكٌد‬

‫جلست ببطء عدلت شعري ونزلت لؤلسفل وجدت مإمن ٌُقسم باقة زهور‬
‫على‬

‫مجموعات اقتربت منه وقلت " ماذا تفعل ومن أحضر هذه الباقة الجمٌلة‬
‫"‬

‫قال وهو مشؽول بفرز األلوان واألنواع " الرجل الذي طلبك للزواج"‬

‫قلت بابتسامة " ولما ُتقسمها هكذا "‬

‫قال " لٌؤخذ كل منا حصته أنتً وأنا ونوران ووالداي"‬


‫ضحكت وقلت واضعة ٌداي وسط جسدي‬

‫"ولما لٌست لً ‪ ,‬هوا جاء لخطبتً ٌعنً الباقة لً"‬

‫قال رامٌا بٌده اتجاهً وعٌناه على األزهار‬

‫"لم ٌقل خذها لقمر قال خذها للداخل"‬

‫قلت بضحكة " حسنا ً دعنا نضعها فً المزهرٌة إذاً"‬

‫نظر لً وقال بضٌق " قمري لما ال تتركٌنً أعمل بتركٌز"‬

‫ضحكت وقلت " حسنا ً توبة"‬

‫احتضنت حٌنها ٌد كتفً وجاء صوت عمتً قابلة بحنان‬

‫"حمداً هلل أن عشت ألسمع أكثر من ضحكة فً نفس الدقٌقة مصدرها‬


‫شفتا قمر"‬

‫طؤطؤت راسً بخجل فمسحت جبٌنً لترفع ؼرتً من أن تخبؤ عٌناي‬


‫وقالت بحب‬

‫"قمر انظري إلً"‬

‫رفعت رأسً لها فؤزالت ٌدها لتسقط الؽرة على جبٌنً من فورها وقالت‬
‫بهدوء‬

‫"أسعدك هللا ٌا ابنتً لو علمت به ألحضرته رؼما ً عنه منذ سنوات"‬


‫رفعت شعري خلؾ أذنً و أخفضت عٌناي خجبلً فقالت‬

‫"قمر تعالً نجلس لدي ما أقوله لك"‬

‫نظرت لها بحٌرة ثم توجهنا ألقرب أرٌكة وجلسنا علٌها فقالت ناظرة‬
‫لعٌناي‬

‫"هناك ما ٌجب علٌك معرفته فحٌن رأٌت منك الموافقة من فورك‬


‫وعلمت من ٌكون‬

‫بالنسبة لك قررت أن ال أخبرك ولكن علٌك أن تعلمً فً كل األحوال"‬

‫لذت بالصمت فتابعت قابلة " رابد جاء الٌوم وحده لخطبتك وقال لعمك‬
‫أنه لن ٌكون‬

‫إال وحٌداً فً المرات القادمة ولم ٌُفصح عن السبب وعلم منه عمك أن له‬
‫والد وأخ‬

‫أكبر منه وأخوات وزوجة والد ولم ٌؤتً أحد معه ولن ٌؤتوا أبداً"‬

‫لذت بالصمت مطوالً بشرود ‪ ,‬كٌؾ ذلك ألم ٌرجع إلٌهم !! ولكنها ‪....‬‬

‫وصلنً صوت عمتً قابلة " قمر أٌن ذهب ِ‬


‫ت"‬

‫نظرت لها وقلت " وهل سؤتزوجه هوا أم عابلته"‬

‫تنهدت وقالت " كنت أعلم أن هذا لن ٌؽٌر فً رأٌك شٌبا ً ولكن كان علٌا‬
‫إخبارك‬
‫والقرار لك ومادم ِ‬
‫ت موافقة فسٌتصل به شاهد األسبوع القادم لٌخبره "‬

‫وسمعت صوتا ً متضاٌقا من‬


‫ُ‬ ‫ثم وقفت مؽادرة من فورها وعٌناي تراقبانها‬
‫خلفً ٌقول‬

‫"قمر هبل تحدثنا قلٌبل"‬

‫وقفت والتفتت لها وقلت بحٌرة‬

‫"نوران لما لس ِ‬
‫ت سعٌدة من أجلً أنا أستؽرب ذلك"‬

‫قالت بؤسى " ألنً ال أرٌد أن ٌخدعك قلبك ثم تكتشفٌن شٌبا ً لم تتخٌلٌه‬
‫فٌه"‬

‫نظرت لها بضٌاع فقالت ممسكة ذراعاي " قمر أخبرٌه بكل شًء أرجوك‬
‫ٌا قمر"‬

‫هززت رأسً ببل دون كبلم فقالت بجدٌة وهً تهزنً‬

‫"قمر علٌك إخباره لما كل هذا اإلصرار أو اخبره أنا"‬

‫قلت بحدة " ال ٌا نوران ال تفعلٌها"‬

‫قالت ببرود مبعدة ٌداها عنً " على إحدانا أن تفعلها ولك أن تختاري"‬

‫نظرت لها بصمت فقالت بجدٌة " افعلٌها أنتً أو فعلتها أنا"‬

‫قلت " لٌس قبل أن أعلم إن تذكرنً أو عرفنً"‬


‫قالت " وإن كان ٌذكر قمر"‬

‫قلت " سؤخبره"‬

‫حضنتنً حٌنها وقالت بفرح " إذا مبارك لك ٌا قمر ٌا شقٌقتً"‬

‫"انتهٌٌٌٌٌٌٌٌت"‬

‫كان هذا صوت مإمن الصارخ بمرح وقد وزع علٌنا كل واحد مجموعة‬
‫ٌؤخذها رؼما ً عنه‬

‫وقد نامت تلك الزهرات فً حضنً طوال تلك اللٌلة وكؤنها دلٌل الحلم‬
‫الذي بات حقٌقة‬

‫وبعد مرور أٌام اتصل به عمً شاهد لٌخبره بموافقتً وبعدها بؤٌام قلٌلة‬
‫زار عمً لٌتفق‬

‫معه على كل شًء وأخبره أنه لن ٌقٌم حفل زفاؾ ولم ٌكن ذلك ٌهمنً‬
‫وحدد معه موعد‬

‫الزواج وأصر أن ٌكون بعد شهر واحد فقط فقضٌت ذلك الشهر أنا‬
‫ونوران نركض فً‬

‫األسواق لنشتري كل ما ٌلزمنً وقد اصطحبتنً مكرهة لصالونات العناٌة‬


‫بالبشرة والشعر‬
‫لم أكن أحتاجهم لوال إصرار العنٌدة نوران وحٌنما دخلت لهم استؽربوا‬
‫قدومً‬

‫وكانت أٌام ذاك الشهر تمر علٌا كالسنٌن ؼٌر مصدقة ما أنا فٌه فلو أخبر‬
‫أحدهم قمر‬

‫الطفلة الجالسة على العلبة الحدٌدٌة فً ذاك السطح أن من ٌُلقً علٌها‬


‫الدروس حٌنها‬

‫سٌصبح زوجها ٌوما ً لكذبتهم بكل تؤكٌد ‪ ,‬ولو أخبر أحدهم ضوء القمر أن‬
‫من تحادثه‬

‫عبر االنترنت مترددة حتى فً أن تخبره من تكون ‪ ,‬ال وخذلته وكسرت‬


‫قلبه ‪ ,‬بؤنها‬

‫ستعود إلٌه لما كانت أحد ُنزل مستشفى القلب األلمانً تلك األٌام‬

‫انتظرت طوال ذاك الشهر أن ٌتحدث معً عبر الهاتؾ ولكنه لم ٌفعل ولم‬
‫أفعلها أنا‬

‫وبعد كل ذاك االنتظار جاء الٌوم الموعود وفً الصباح دخلت علٌا نوران‬
‫متضاٌقة‬

‫فقلت باستؽراب " ما بك ٌا نوران ماذا حدث ؟" !‬


‫قالت بضٌق " زوجك المصون"‬

‫قلت بحٌرة " ما به ومنذ متى صار زوجً" !!‬

‫تؤففت ثم قالت بضٌق أكبر‬

‫"منذ قلٌل وقال أنه ال ٌرٌد أن تتزٌنً وأن تذهبً معه بمبلبسك هذه"‬

‫نظرت لنفسً مطوالً ثم لها وقلت بصدمة " بمبلبسً" !!‬

‫قالت بؽضب " ؼرٌبو أطوار حقا ً أنتم معشر األدباء لما ٌرفض أن ترتدي‬
‫فستان الزفاؾ وتتزٌنً"‬

‫قلت بعد صمت " إن كان ال ٌرٌده فلمن سؤلبسه وال حفل هناك وال أحد‬
‫ؼٌره"‬

‫قالت بصدمة " هل توافقٌن على ما ٌقول"‬

‫جلست على السرٌر وقلت بحزن " ال طبعا ً فمن التً ال تحب أن تتزٌن‬
‫لزوجها وترتدي‬

‫الفستان األبٌض لكن لمن ألبسه إن كان ال ٌرٌده"‬

‫قالت بحدة واضعة ٌدٌها وسط جسدها " لنفسك طبعا ً ‪ ,‬قمر علٌك أن ال‬
‫تبدبٌه على نفسك كً‬

‫ال ٌستصؽرك ‪ُ ,‬خدٌها نصٌحة منً ال تكشفً مشاعرك له قبل أن تعرفً‬


‫مشاعره اتجاهك"‬
‫تنهدت وقلت " ٌبدوا علٌا فعل ذلك"‬

‫قالت بؽٌض " سحقا ً ‪ ...‬لو لم ٌكونوا عقدوا بٌنكما لرفضناه اآلن"‬

‫نظرت لها بصدمة فضحكت وقفزت بجواري على السرٌر واحتضنتنً‬


‫وقالت‬

‫"سؤشتاق لك ٌا قمر وسؤفتقدك"‬

‫ابتعدت عنها مسحت دموعً وقلت " وأنا كذلك لقد اعتدت علٌكم جمٌعكم‬
‫"‬

‫قالت بنصؾ عٌن " ٌا عٌنً ومن التً كادت تموت فرحا ً ألنها ستذهب‬
‫مع حبٌب القلب "‬

‫ابتسمت بصمت فقالت " ماذا سترتدٌن إذاً ‪ ,‬علٌنا أن نختار شٌبا ً "‬

‫قلت بحٌرة " ال أعلم ما سٌكون مناسبا ً" !!‬

‫قالت بحماس " ال بؤس فمازال أمامنا النهار بطوله جربً كل شًء‬
‫لنختار"‬

‫قلت بصدمة " كل شًء" !!‬

‫قالت ؼامزة بعٌنها " فٌما عدا قمصان النوم طبعا ً"‬

‫رمٌتها بالوسادة وقلت " ٌا لك من وقحة "‬


‫وقضٌنا أؼلب الوقت نفتش بٌن الفساتٌن حتى تعبت من كثرة القٌاس‬
‫ووقع اختٌارنا أخٌراً‬

‫على فستان أحمر اللون بحماالت من الكرٌستال ومشبك كرٌستالً عند‬


‫الصدر مخصر‬

‫وواسع من األسفل ٌصل طوله فوق الركبتٌن بقلٌل ورفعت لً ؼرتً‬


‫جانبا ممسكة إٌاها‬

‫بمشبك كرٌستالً أحمر لتسقط منها خصبلت كثٌرة على جبٌنً ووزعت‬
‫وورود حمراء‬

‫صؽٌرة على شعري البنً الطوٌل وتركته مفتوحا ثم قفزت أمامً وقالت‬

‫"بعض الحمرة وكحل للعٌنٌن الجمٌلتٌن وننتهً "‬

‫قلت " حسنا ً ولكن ال تبالؽً َتعلَمً أنً ال أحب ذلك"‬

‫ضحكت وقالت " ٌبدوا أنك وقعتً على شبٌهك ‪ ,‬حسنا ً لن أُكثر "‬

‫دخلت حٌنها عمتً وقالت بدهشة " ما شاء هللا لم ٌخطؤ والدك حٌن‬
‫سماك قمر"‬

‫قلت بحٌاء " شكراً عمتً "‬

‫قالت " لو كنتً تزٌن ِ‬


‫ت فكٌؾ ستكونٌن ‪ ,‬لو فقط تركنا ننعم بذلك "‬

‫قلت " حتى هذا ٌكفً تعرفٌننً أحب األشٌاء البسٌطة "‬
‫احتضنتنً وقالت " لٌسعدك هللا ٌا ابنتً ‪ ,‬قمر اعتنً بنفسك جٌداً‬
‫وبزوجك وعلٌك‬

‫أن تعلمً أن الحٌاة تحتاج للتحمل والصبر فلٌس كل ما نرٌده نحصل‬


‫علٌه "‬

‫قلت ببكاء " سؤشتاق لك عمتً ‪ ,‬شكراً على كل ما فعلتموه من أجلً "‬

‫أبعدتنً عن حضنها وقالت " قمر ال تنسً الحبوب خدٌها بانتظام لقد‬
‫شرح شاهد‬

‫األمر لزوجك ‪ ,‬علٌك أن تكونً حذرة بنٌتً كلها عامان فقط "‬

‫قلت بحٌاء وعٌناي أرضا ً " حسنا ً "‬

‫ناولتنً عباءتً وقالت " هٌا فرابد وعمك ٌنتظران فً األسفل "‬

‫أخذت العباءة لبستها وارتدٌت حجابً فهمست لً نوران قابلة‬

‫"قمر تحدثً معه فً األمر سرٌعا ً أرجوك "‬

‫نظرت لها بحٌرة فقالت بمرح " بسرعة انزلً له ‪ ,‬ها قد تخلصت من‬
‫قمرهم أخٌراً "‬

‫ضحكنا معا ثم نزلت لؤلسفل فؤول ما وقعت علٌه عٌناي كان رابد فكادتا‬
‫تدمعان لرإٌته‬

‫فهما ال تعرفان شٌبا ً ما أن ترٌانه إال الدموع ‪ ,‬كان أنٌقا ووسٌما ورابحة‬
‫عطره تمؤل‬

‫المكان بل الشعور بوجوده ٌتخطى الشعور باألمكنة ‪ ,‬وأخٌراً أنت لً ٌا‬


‫رابد اسمً مرتبط‬

‫باسمك ألكون لك أنت ولتكون أنت لً وتخصنً لً وحدي ‪ ,‬كم هً‬


‫عجٌبة هذه الحٌاة‬

‫نزلت واقتربت منهم فاحتضننً زوج عمتً بحنان وقال‬

‫"قمر ٌا ابنتً سامحٌنا على إهمالنا لك كل تلك السنٌن"‬

‫قلت بدموع " شكراً لكم على كل ما فعلتموه من أجلً لن أنسى لكم ذلك‬
‫ما حٌٌت "‬

‫ثم ابتعدت عنه واحتضنت مإمن فقال " وداعا ً ٌا قمري وزورٌنا ؼداً‬
‫صباحا ً"‬

‫ضحكنا جمٌعنا ثم وضع رابد ٌده على كتفً وقال " وداعا ً اآلن ونراكم‬
‫قرٌبا ً"‬

‫قال عمً شاهد " رافقتكم السبلمة واعتنٌا بنفسٌكما وببعض"‬

‫خرجنا سوٌا ً فتح لً باب السٌارة فركبت سٌارته وأول شًء ٌخصه‬
‫أشاركه فٌه ومضٌنا فً‬

‫صمت تام وعٌناي على أصابعً التً أحركها بتوتر وأشدها مع بعضها‬
‫فجاءنً صوته قاببلً‬

‫ت الكثٌرٌن فلما وافق ِ‬


‫ت علً"‬ ‫"قمر لقد رفض ِ‬

‫نظرت له بصدمة وحٌرة واستؽراب دون كبلم أبحث فً مبلمح وجه عن‬
‫سبب لهذا السإال‬

‫أو عن تفسٌر لما سمعت فقال ببرود " ألٌس لدٌك جواب أم أقول أنا"‬

‫قلت بصدمة " ماذا ستقول ؟" !!‬

‫تنهد وقال " ال شًء"‬

‫عدت بنظري لؤلسفل فً صمت وضٌاع من نبرة صوته وسإاله ‪ ,‬وصلنا‬


‫المنزل دخل‬

‫وأنا أتبعه أشعل األنوار وخلعت عباءتً وحجابً ببطء ووضعتهما على‬
‫األرٌكة التفتت‬

‫للخلؾ لٌقول شٌبا ً فسكت فجبه ٌنظر لً بتفحص ٌتنقل بٌن كل جزء‬
‫صؽٌر منً وأنا أكاد‬

‫أموت خجبل وعٌناي سافرت أرضا ً ثم شعرت به ٌقترب حتى وقؾ أمامً‬
‫ٌكاد ٌكون‬

‫ملتصقا بً ألشعر بكل مفصل من مفاصل جسدي ٌتوتر بشدة لٌلحقها‬


‫توتر أنفاسً المتبلحقة‬
‫كم هوا معذب قربه وكم هً حارقة أنفاسه فلم أتخٌل االقتراب منه ٌكون‬
‫بهذه القوة القاتلة‬

‫والحرارة الحارقة ‪ ,‬كنت أعدل طرؾ الفستان ثارة وأتؤكد من حمالته ثارة‬
‫أخرى وأرفع شعري‬

‫خلؾ أذنً محاولة إخفاء توتري وتشتٌت نظري بعٌداً عنه ‪ ,‬تخللت‬
‫أصابعه فً شعري ومد‬

‫ٌده جانبا لتعبر أصابعه فً شعري حتى نهاٌته لٌسقط على كتفً وكؤنه‬
‫ٌختبر طوله مكرراً‬

‫لذلك عدة مرات فً صمت تام ثم مرر أصابعه على ذقنً لنهاٌة فكً‬
‫الٌمٌن إلى رقبتً ثم‬

‫كتفً وأنفاسه تزداد قوة ودقات قلبً تكاد تتفجر من لمساته وقربه‬
‫أؼمضت عٌناي برفق فلم‬

‫تعد لدي أي طاقة لتحمل كل هذه الحرب النفسٌة الباردة‬

‫مرر أصابعه تحت ذقنً ببطء ثم رفعه لٌقابل وجهً وجهه وعٌناي على‬
‫حالهما مؽمضتان‬

‫شعرت بؤنفاسه تتخلل أنفاسً حتى بث أتنفسها هً بدالً عن الهواء‬


‫وارتجؾ كل جسدي حٌن‬

‫شعرت بشفتٌه تبلمس شفتاي حتى كدت أفقد وعًٌ ‪ ,‬لما لم ٌخبرنً أحد‬
‫أن هذه األمور قاتلة‬
‫هكذا ومدمرة ‪ ,‬وما هً إال لحظة وابتعد وابعد ٌده فجؤة وابتعد عنً بضع‬
‫خطوات‬

‫وقال مشٌرا بؤصبعه " تلك ؼرفة النوم هناك "‬

‫ثم دخل ؼرفة أخرى كان ٌبدوا علٌها ؼرفة مكتب ‪ ,‬تنفست بقوة من‬
‫تؤثٌر اإلعصار المدمر‬

‫داخلً القترابه منً كانت ٌدي على صدري ونفسً ٌخرج قوٌا ‪ ,‬سحقا‬
‫لعنفوان رجولتك‬

‫ٌا رابد لقد أحرقنً‬

‫دخلت للؽرفة التً أشار كانت جدٌدة ومرتبة أدخلت حقٌبتً وجلست‬
‫أنتظر وطال‬

‫بً االنتظار لتتحول الساعة الثنتٌن وثبلث فتحت الحقٌبة ورتبت مبلبسً‬
‫فً الخزانة‬

‫وانتهٌت بعد جهد ووقت ولم ٌدخل رابد هنا ولم ٌؽادر تلك الؽرفة‬

‫احترت ما ارتدي فقررت ارتداء بٌجامة قطنٌة خٌاراً اقل إحراجا ً ‪,‬‬
‫استحممت ولبستها‬

‫وجلست انتظر الؽابب الذي لم ولن ٌؤتً على ما ٌبدوا علٌه ‪ ,‬خرجت‬
‫أتسلل بهدوء‬

‫اقتربت من تلك الؽرفة فكانت مضاءة طرقت على الباب بخفة فوصلنً‬
‫صوته قاببل‬

‫"نعم ٌا قمر"‬

‫قلت بهدوء من خلؾ الباب " رابد هل أنت بخٌر"‬

‫قال " نعم نامً أنتً أنا مشؽول قلٌبل"‬

‫كان صوته جافا ً وبارداً كالجلٌد عدت للؽرفة تسحبت تحت اللحاؾ وبكٌت‬
‫فً أول لٌلة لً‬

‫معه اللٌلة التً الدموع آخر ما كنت أتوقع أن تكون فٌها حتى ؼلبنً‬
‫النعاس ‪ ,‬عند الفجر‬

‫استٌقظت ولم ٌكن بجانبً ولم ٌزر الؽرفة على ما ٌبدوا لكنت شعرت به‬
‫‪ ,‬دخلت الحمام‬

‫توضؤت وصلٌت أوالً كعادتً ثم استحممت وارتدٌت فستانا ً قطنٌا ً قصٌراً‬


‫أبٌض اللون به‬

‫رسوم لفراشات وأوراق شجر متساقطة جمعت شعري وربطته بشرٌطه‬


‫خضراء كعادتً‬

‫صدِمت به ٌنام على األرٌكة فً الصالة‬


‫التً أحب وخرجت من الؽرفة ف ُ‬

‫اقتربت منه وقلت بصوت هادئ وهامس " رابد"‬

‫فتح عٌنٌه مباشرة ٌنظر لوجهً بتركٌز وكؤنه مصدوم من وجودي هنا‬
‫فقلت بحٌاء‬
‫"إنها الصبلة لقد فآتتك منذ وقت"‬

‫جلس من فوره مسح وجهه ثم دخل الحمام الفردي فً الصالة ‪ ,‬توجهت‬


‫للمطبخ ألعد شٌبا ً‬

‫لئلفطار ‪ ,‬لست اعلم إن كان ٌتناول اإلفطار عند هذا الوقت أم ٌعود للنوم‬
‫وما ٌؤكل عند‬

‫الفطور ‪ ,‬تنقلت فً المطبخ وؼٌرت ترتٌب بعض الحاجٌات كما ٌناسبنً‬


‫ثم خرجت بحثا‬

‫عنه ألسؤله ‪ ,‬دخلت ؼرفة النوم فوجدته نابما ً وقفت أنظر له بصدمة فقال‬
‫مؽمضا عٌنٌه‬

‫"ال تصدري الكثٌر من األصوات فً البٌت ال أعرؾ النوم إال فً الهدوء‬


‫"‬

‫كانت تلك الكلمات بنفس تلك النبرة الجافة الباردة ‪ ,‬فهمت المقصد‬
‫أخرجً وال تعودي‬

‫حتى أستٌقظ ‪ ,‬خرجت وجلست فً الصالة لوقت طوٌل أشاهد التلفاز دون‬
‫صوت ثم‬

‫دخلت للمطبخ وأؼلقت الباب وأنهٌت باقً الترتٌب فٌه ‪ ,‬بعد ذلك سمعت‬
‫صوت باب‬

‫ؼرفة النوم ٌُفتح خرجت من المطبخ فوجدته ٌجلس ٌشاهد التلفاز فقلت‬
‫بهدوء‬
‫"هل أحضر لك فطوراً"‬

‫قال وعٌناه على التلفاز " كوبا من الشاي وأكثري السكر"‬

‫عدت من فوري للمطبخ تنهدت وأعددت الشاي له ‪ ,‬علٌا أن استحمل‬


‫قلٌبل حتى أفهم لما‬

‫ٌتصرؾ معً هكذا فقد استحملت فً حٌاتً أكثر من هذا بكثٌر ولكن هذا‬
‫جارح أكثر من‬

‫كل تلك األمور ‪ ,‬مسحت دموعا ً بدأت بالتسلل من عٌناي وقلت مساندة‬
‫لنفسً‬

‫(ما كنت سؤكون أحسن حاالً وأنا بعٌدة عنه )‬

‫خرجت له بالشاي وضعته أمامه على الطاولة فتدلت جدٌلتً لتنزل علٌها‬
‫فؤمسكتها‬

‫ورمٌتها خلؾ ظهري وعٌناه تتفحصنً بتركٌز ‪ ,‬ابتعدت وجلست مبتعدة‬


‫عنه وعٌناي‬

‫على التلفاز مثله وقلت بعد وقت " المنزل ٌحتاج بعض األؼراض"‬

‫قال دون أن ٌنظر إلً‬

‫"اكتبٌها فً ورقة وسؤحضرها فٌما بعد فبل محال قرٌبة هنا لتجلبٌها‬
‫منها"‬
‫كان ٌقلب القنوات دون تركٌز أو اهتمام لما ٌُعرض فٌها رمى بعدها‬
‫بجهاز‬

‫التحكم جانبا وخلل أصابعه فً شعره رافعا رأسه لؤلعلى ونظره للسقؾ‬
‫وقال‬

‫"خروج من دو أذنً ممنوع ‪ ,‬كثرة أسبلة أٌن ذهبت متى تعود ال أرٌد‬

‫عندما أكون مشؽوالً فً مكتبً ال أحب أن ٌزعجنً أحد"‬

‫كنت أنظر له بصمت وعٌناي تتفحصان مبلمحه تقاوم الدموع من أن‬


‫تنزل وكل ما‬

‫أحاول جاهدة فعله أن أمنع عقلً من أن ٌَؽرس له صورة معاكسة لرابد‬


‫طفولتً‬

‫وقؾ بعدها أخذ مفتاح سٌارته ومحفظته وهاتفه المحمول وؼادر ‪ ,‬وصل‬
‫عند نهاٌة‬

‫الصالة ثم وقؾ وقال معطٌا ظهره لً " ال تنتظرٌنً على الؽداء"‬

‫وخرج من فوره وتركنً خلفه كقطعة من قطع هذه األثاث ولم ٌشرب‬
‫حتى الشاي‬

‫الذي أعددته له ‪ ,‬تنهدت بؤسى ‪ ...‬هل ستستحملٌن هذا ٌا قمر !!!‬

‫ٌبدوا لً هذه هً أطباعه ‪ ,‬ولكن ٌستحٌل أن ٌعامل عروسه هكذا مهما‬


‫كان سٌبا ً‬

‫وقفت وحملت كوب الشاي الوحٌد المهمل مثلً ‪ ,‬رشفت منه رشفة ثم‬
‫أخرجت لسانً‬

‫متقززة وقلت بقرؾ " ٌع كٌؾ ٌشربه هكذا ‪ ,‬هذا سكر بالشاي ولٌس‬
‫شاي بالسكر"‬

‫ثم ابتسمت بحزن ودخلت المطبخ ‪ ,‬ألٌس هذا مناك دابما ً ٌا قمر أن‬
‫تدخلً عالمه‬

‫وتكتشفٌه فها هً االكتشافات السٌبة تتوالى علٌك‬

‫قضٌت الوقت فً ترتٌب المنزل رؼم أنه شبه مرتب تماما ً وؼسلت ثٌابه‬
‫ولم أتناول‬

‫شٌبا ً فلم أجد رؼبة فً الطعام ‪ ,‬مر وقت الؽداء والعصر واقترب المساء‬
‫ولم ٌعد‬

‫دخلت الؽرفة استحممت وارتدٌت بٌجامة قطنٌة ببنطلون قصٌر وقمٌص‬


‫ضٌق‬

‫وحماالت رقٌقة كانت بسٌطة توجهت عند الخزانة وقفت ونظرت لنفسً‬
‫فً المرآة‬

‫أنا أعشق دابما ً ارتداء الفساتٌن عن باقً الثٌاب لكنً اآلن لً شرٌك فً‬
‫اختٌار‬

‫ثٌابً وقد ٌعجبه هذا أكثر ‪ ,‬ابتسمت بؤلم على أفكاري وابتعدت من أمامها‬
‫وهل ٌكترث لما أرتدي !! هوا لم ٌعلق بشًء ال البارحة وال الٌوم ‪,‬‬
‫مشطت شعري‬

‫وأمسكت أحمر الشفاه ثم رمٌته على طاولة التزٌٌن ‪ٌ ....‬بدوا لً ال‬


‫داعً له‬

‫خرجت من الؽرفة للمطبخ فلٌس ؼٌرهما لً ‪ ,‬كان هناك قفص جمٌل‬


‫لعصفوري زٌنة‬

‫باللون األصفر واألخضر الزٌتونً ‪ ,‬طوال الصباح كانا داخل منزلهما ولم‬
‫ٌخرجا إال اآلن‬

‫وقفت أشاهدهما بسرور ‪ ,‬كم هما جمٌبلن وٌفعبلن حركات عشوابٌة‬


‫ومضحكة وٌزقزقان‬

‫بتناؼم جمٌل حتى ؼطى صوتهما على كل الهدوء الممٌت هنا‬

‫وضعت أصابعً على القفص محاولة لمس رٌش أحدهما فتسللت ٌد ماره‬
‫بساعدي فارتجؾ‬

‫قلبً من الخوؾ وشهقت شهقة صؽٌرة من الفزع ‪ ,‬كٌؾ لم أشعر‬


‫بقدومه وال دخوله !!‬

‫وصلت أصابعه لٌدي وجسده ملتصق بً وهوا ٌقؾ خلفً ثم أبعد‬


‫أصابعً قلٌبل ببطء‬

‫وهمس فً أذنً " ال تقتربً له من هنا سوؾ ٌإذٌك "‬


‫حرك ٌدي حتى القضبان خلفه وقال بذات الهمس " أدخلً إصبعك ‪,‬‬
‫ٌمكنك لمسه من هنا "‬

‫كانت أطرافً مخدرة تماما ً من قربه وهمسه فعن أي إدخال إلصبعً‬


‫ٌتحدث أُقسم‬

‫لو قاس لً نبض قلبً لوجده متوقؾ تماما ً عن العمل ‪ ,‬قلت بهدوء‬

‫"لم أعد أرٌد ذلك لقد خفت منه لم أتخٌل أنه ٌإذي"‬

‫شد على ٌدي بقوة مخلبل أصابعه فً قطبان القفص وهً بٌنهم وبٌن ٌده‬
‫حتى شعرت باأللم‬

‫فٌها من ضؽط الحدٌد علٌها ومرر ٌده األخرى على خصري بهدوء‬
‫ٌشدنً إلٌه‬

‫استنشق عنقً بقوة ثم انتقل ألذنً وهمس فٌها " ما العمل أخبرٌنً ؟ !!‬
‫"‬

‫عاد قلبً من توقفه وعادت دقاته تضرب فً أذناي بقوة فقلت بهمس‬

‫"ما العمل فً ماذا أنا ال أفهمك" !!‬

‫عاد للصمت دون أن ٌجٌب وأنفه الزال ٌستنشق عنقً بنهم حتى أفقدنً‬
‫حواسً ثم ابتعد‬

‫عنه فجبه وكؤنه كان نابما ً واستٌقظ لنفسه ‪ ,‬سحب ٌده من القفص‬
‫وحررنً من قبضة ٌده‬

‫األخرى ومد ٌده للقفص مسندا لها بكتفً وقال ببرود وهوا ٌدٌر القفص‬
‫بإصبعه‬

‫"هل تعلمً أن هذه األنثى إن مات ذكرها تموت وال تعٌش بعده"‬

‫َ‬
‫سكت قلٌبل ثم أبعد ٌده وقال بعدها بسخرٌة‬

‫"هُم ببل عقول وٌعلموننا درسا ً فً الوفاء ‪ٌ ,‬الها من مهزلة "‬

‫طؤطؤت رأسً أرضا ً فً صمت ثم قلت بهدوء‬

‫وفاء له بل ألنها على هذا‬


‫ً‬ ‫"بل نحن البشر أوفى منهم ‪ ,‬فهً ال تموت‬
‫فطرها هللا"‬

‫ٌ‬
‫صمت ؼرٌب حتى ظننته خرج من هنا فالتفتت للخلؾ بسرعة فكان‬ ‫ساد‬
‫واقفا مكانه‬

‫عدت خطوتٌن للوراء انظر لعٌنٌه بضٌاع لتمتلا عٌناي فوراً بالدموع‬
‫دون نزول‬

‫كنت أبحث فً عٌنٌه عن نفسً عن ذاتً الضابعة بل وعنه هوا أٌضا ً‬


‫ألنً لم أعد‬

‫أفهمه وكانت عٌناه تتنقبلن بٌن عٌناي وكؤنه ٌبحث فٌهما أٌضا ً عن‬
‫شًء ما‬

‫فسرقت نفسً من عٌنٌه ونظرت لصدره العرٌض المكان الذي طالما‬


‫احتجت اللجوء إلٌه‬

‫احتجت أن أبث همومً فوقه أن ٌحتوٌنً وٌمسح دموعً المتسللة على‬


‫صفحات ضلوعه‬

‫المكان الذي كنت أراه بعٌدا عنً كل البعد واآلن ال تفصلنً عنه سوى‬
‫إنشات بسٌطة‬

‫ملكً ‪ ...‬لً أنا ‪ ...‬ال أحد ٌحاسبنً إن اقتربت منه ‪ ,‬ولكن كٌؾ !!! فهذا‬
‫ال ٌزال مستحٌبلً‬

‫فما أصعب أن ٌكون الشًء الذي كنت تراه بعٌداً عنك طوال عمرك بٌن‬
‫ٌدٌك فً لحظة‬

‫ولكنه الزال بكل ذاك البعد‬

‫طؤطؤت راسً أرضا ً فمد أصابعه لذقنً ورفع وجهً إلٌه لتعود عٌنانا‬
‫للتعلق ببعضهما‬

‫من جدٌد فتسللت دمعة واحدة لرموشً مسحها بإبهامه وقال " حتى‬
‫اآلالت التً اخترعها‬

‫البشر تعجز عن فك رموز نظرات العٌنٌن فما الذي ترٌدٌن قوله بهما ٌا‬
‫قمر "‬

‫نظرت لؤلسفل مسحت عٌناي ثم نظرت له فً صمت فمسح بٌده على‬


‫وجهً ثم على‬

‫شعري وشد رأسً لحظنه ألتكا بهدوء على صدره وكؤنه قرأ ما لم تقرأه‬
‫أآلالت البشرٌة‬

‫بل ما لم تقرأه حتى عٌونهم ٌوما ً فً حزن عٌناي واحتٌاجهما إلٌه‬

‫طوقنً بذراعٌه برفق فنزلت دموعً تروي لتلك األضلع ماال أستطٌع‬
‫قوله والبوح به‬

‫شددت قمٌصه بقبضة ٌدي بقوة وؼمرت وجهً فً صدره وسافرت‬


‫لبكابً المعتاد‬

‫الطوٌل مع فارق كبٌر جداً هذه المرة أنها لٌست الوسابد وشراشؾ‬
‫السرٌر من تحتضن‬

‫هذه الدموع ‪ ,‬كان ٌمسح على شعري ببطء وصمت دون حتى أن ٌسؤلنً‬
‫لما أبكً‬

‫ابتعدت بعدها عن حضنه ونظري لؤلسفل وشهقاتً الصؽٌرة الزالت تملا‬


‫سكون المكان‬

‫رفع وجهً إلٌه مجدداً وقال ونظره على عٌناي " أخبرٌنً ٌا قمر ماذا‬
‫ترٌدان أن تقوال "‬

‫لم أتكلم ولم أستطع حتى تحرٌك شفتاي ‪ ,‬بقٌت أنظر لعٌنٌه فً صمت‬
‫لتعود دموع‬

‫عٌناي للتسلل بٌن رموشها لتبللها من جدٌد ‪ ,‬مسح بطرؾ أصابعه‬


‫علٌهما وقال‬

‫"حسنا ً توقفً عن البكاء على األقل "‬


‫ثم خرج وتركنً بقاٌا أنثى عبث بمشاعرها كٌؾ ٌشاء ‪ ,‬ؼادر بعدما‬
‫سلب روحً منً‬

‫لتخرج معه وتتركنً جسد ببل روح ‪ ,‬مجرد دمٌة ال ٌمكنها حتى تؽٌٌر‬
‫مكان وقوفها‬

‫خرج بعدها من المنزل لتمر الساعات من جدٌد وهوا أٌن ال أعلم وال‬
‫أستطٌع االتصال به حسب‬

‫أوامره طبعا ً حتى انتصؾ اللٌل ولم ٌعد للمنزل ‪ ,‬كنت أمنع نفسً من‬
‫االتصال به وأمسك ٌداي‬

‫عند صدري محاولة منعهما من التهور والوصول لهاتفً ولكن قلبً كان‬
‫ٌحترق وال شًء ٌمكنه‬

‫إطفابه ‪ ,‬تنفست بقوة ثم خاطرت وأمسكت هاتفً واتصلت به فكان هاتفه‬


‫مقفبلً لٌزداد خوفً‬

‫وإطراب قلبً وما كان لشًء حٌنها أن ٌُهدبه ‪ ,‬وما هً إال لحظات ورن‬
‫هاتؾ المنزل‬

‫لٌزٌدنً على ما بً فبقٌت أنظر له كالمٌتة أخشى مما سوؾ ٌؤتٌنً به ‪,‬‬
‫تنفست بقوة عدة‬

‫مرات ثم اقتربت منه ببطء رفعت السماعة وأجبت ‪......‬‬


‫وعند هنا كانت نهاٌة الفصل الجدٌد‬

‫فً الفصل القادم سننظر لؤلمر من منظور بطل رواٌتنا ‪ ....‬رابد‬

‫الفصل الثامن‬

‫كان علٌا الهرب منها فً كل وقت كً ال أضعؾ أمامها فلن أنسى جرحها‬
‫لً وخذالنها‬

‫لحبً الصادق ‪ ,‬لن أستطٌع معاقبتها بالضرب والتعذٌب لن ٌطاوعنً‬


‫قلبً لذلك فٌكفٌها‬

‫ما رأته فً حٌاتها من ذلك ولكنً لن أؼفر لها ولن ٌسامحها قلبً‬
‫المجروح فلو كانت‬

‫رفضتنً حٌن خطبتها لكان األمر أهون فهً تعرؾ من أكون لكن أن‬
‫توافق علً رؼم‬

‫علمها أنً من جرحته وخدعته فهذا ٌعنً استمرارها فً التبلعب بً كما‬


‫ترٌد وهذا‬

‫ما لن أسمح به ‪ ,‬كان علٌا جلبها منهم كً ال تهرب منً مجدداً وال‬
‫أجدها فكما توقعت‬

‫استقرار عمتها هنا أمر مستبعد وهذا ما فهمته من زوجها أي أنهم كانوا‬
‫سٌسافرون‬
‫بها فً أي لحطة ولن أجدها لسنٌن ولن نتصافى فً حساباتنا ولن أعلم‬
‫منها سبب ما‬

‫فعلته فلن أكون تهورت وال تسرعت فً زواجً بها ألنه الحل الوحٌد‬

‫مرت الساعات وأنا وأسعد وصدٌق لً خارج المدٌنة لتعزٌة صدٌق لنا‬
‫فً والدته وحتى‬

‫بعد عودتنا لم أرجع للمنزل وانتصؾ بً اللٌل وأنا خارجه ال أعلم هربا ً‬
‫منها أم من قراري‬

‫أم من نفسً ‪ ,‬عدت بعدها للمنزل فتحت الباب ودخلت وما أن وصلت‬
‫الصالة حتى وجدتها‬

‫تقؾ عند باب ؼرفة النوم بفستانها القطنً القصٌر جداً شعرها مجموع‬
‫لؤلمام ‪ ,‬تستند بحافة‬

‫الباب وتنظر لً نظرة تفحصٌه قلقة وكؤنها شكت أن حادثا ً حصل معً أو‬
‫أي مكروه‬

‫كان واضحا ً على عٌنٌها أنها بكت كثٌراً ‪ ,‬وشًء آخر فً نظرتها أنها‬
‫ترٌد أن تسؤل‬

‫سإاالً واحداً ( أٌن كنت ؟! ‪ ...‬ولماذا تؤخرت ؟) !‬

‫لكنها كانت تمنع نفسها من سإاله و ُتمسك لسانها ُمرؼمة ‪ٌ ,‬بدوا بسبب‬
‫أوامري لها صباحا ً‬
‫تٌقنت اآلن أن بعض األشٌاء ال ٌمكنك منع عٌنٌك عن النظر لها ‪ ,‬وأن‬
‫بعض المشاعر‬

‫ٌصعب علٌك التحكم بها مهما حاولت فكان أول ما فع ْل ُته أن ِ‬


‫هربت بعٌناي‬
‫عنها وتوجهت‬

‫من فوري لباب ؼرفة المكتب وما أن وضعت ٌدي على مقبضه حتى‬
‫وصلنً صوتها الناعم‬

‫"رابد"‬

‫نظرت باتجاهها فقالت بهدوء " أحدهم اتصل بك بهاتؾ المنزل وقال أن‬
‫هاتفك مقفل"‬

‫وضعت ٌدي على جٌب سترتً باستؽراب ثم أخرجت هاتفً وكان بالفعل‬
‫مقفل ٌبدوا نفذ‬

‫منه الشجن وانطفا ولم أنتبه له ‪ ,‬نظرت لها وقلت " ولما تجٌبٌن على‬
‫هاتؾ المنزل ؟" !‬

‫نظرت لؤلرض ثم لً وقالت بذات هدوءها " ظننته أنت ‪ ...‬لقد قلقت عـ‬
‫" ‪..‬‬

‫قاطعتها بحدة " للجحٌم أنا وحٌاتً ‪ ,‬ال تجٌبً على هاتؾ المنزل ثانٌتا‬
‫مفهوم"‬

‫نظرت لؤلرض فً صمت فقلت بذات الحدة " أرٌد جوابا ً"‬
‫قالت بهمس مخنوق ورأسها الزاال أرضا ً " مفهوم"‬

‫دخلت المكتب وأؼلقته خلفً بقوة أوصلت هاتفً بجهاز الشحن وفتحته‬
‫وما هً إال لحظات‬

‫ورن الهاتؾ وكان حٌدر المتصل فؤجبت علٌه قاببلً " لما ال ترحم هاتفك‬
‫قلٌبل وتضعه من ٌدك"‬

‫ضحك وقال " لم أعلم أنهم ؼٌروا الصوت فً منظومة هواتؾ المنازل‬
‫الثابتة إال الٌوم حٌن‬

‫ردت علٌا قابلة ( عذرا الرقم الذي طلبته ‪ ,‬رابد ؼٌر موجود فً المنزل )‬
‫هههه عقدهم الجدٌد‬

‫هذا ُمربح ‪ ,‬ما هذا الحظ الذي لدٌك ٌا رجل ‪ ,‬نصٌحة ال تدع زوجتك‬
‫تجٌب على الهاتؾ ثانٌتا ً"‬

‫قلت بحدة " حٌدر تصمت أو" ‪........‬‬

‫قاطعنً بضحكته وقال " أو ماذا ؟! تؽلق الهاتؾ فً وجهً ‪ ,‬لن تستطٌع‬
‫ؼٌرها"‬

‫قلت بؽضب " حٌدر أقسم أنً لست فً مزاج لك وزوجتً خط أحمر فبل‬
‫تتخطاه"‬

‫قال بهدوء " مهلك ٌا أخً لم أكن أقصد إؼضابك أردت فقط المباركة لك‬
‫ٌا متحجر فؤنت‬
‫تزوجت باألمس ولم أكن معك ولم أكلمك أم نسٌت"‬

‫تنهدت واكتفٌت بالصمت فقال " لما كان هاتفك مقفبلً لقد قلقت علٌك ؟ !‬
‫"‬

‫قلت ببرود " كنت خارج المنزل وانتهى شحنه دون أن أنتبه له"‬

‫قال بصوت مصدوم " خارج المنزل كل هذا الوقت وأنت متزوج باألمس‬
‫" !!‬

‫قلت بضٌق " هل سؤسجن نفسً ألنً تزوجت ‪ ,‬ذهبت لتعزٌة صدٌق لً‬
‫"‬

‫تنهد وقال " لن أُطٌل معك الكبلم تبدوا فً حالة ٌُرثى لها من العصبٌة‬
‫أعان هللا‬

‫زوجتك علٌك اللٌلة ‪ ,‬تصبح على خٌر"‬

‫وأؼلق الخط دون أن ٌعطٌنً فرصة ألُعلق على كبلمه ‪ ,‬أطباعه السٌبة‬
‫ال تتؽٌر أبداً‬

‫توجهت للكرسً وأخرجت األوراق من درج المكتب ألقضً لٌلتً األخرى‬


‫هنا‬

‫ومرت األٌام بعدها وقد ؼرقت فً مكتبً وأوراقً وبدأت بكتابة كتاب‬
‫جدٌد عن العبلقات‬
‫العاطفٌة تطوراتها مشاكلها عواقب تفككها ‪ ,‬وتشعب بً الموضوع‬
‫وصار الكتاب شؽلً‬

‫الشاؼل ومكتبً مكانً الوحٌد واألرٌكة سرٌري فقد نقلت إحداهم من‬
‫ُّت‬
‫وبت‬ ‫الصالة للمكتب‬

‫ال أرى قمر إال أوقات الطعام والصبلة بالمصادفة وهً فً صمتها التام‬
‫عن تصرفاتً‬

‫لٌصبح هذا روتٌننا الٌومً حتى توقفنا عن الكبلم نهابٌا‬

‫كنت ؼارقا فً كتابً وهموم قلبً وعقلً والمنعطؾ الذي أقحمت فٌه‬
‫نفسً حٌن‬

‫طرقت علً الباب ولو طرق علٌا عشرة ؼٌرها لمٌزت طرقتها الخفٌفة‬
‫فقلت‬

‫"تفضلً"‬

‫فتحت الباب ببطء ودخلت ترتدي فستانا ً قطنٌا ً قصٌراً أخضر اللون بؤزرار‬
‫بٌضاء‬

‫ُتزٌن طرفاه السفلٌٌن وعند الكتؾ وكانت وجنتاها تشوبهما بعض الحمرة‬
‫ال أعلم من‬

‫نظر ْت لؤلرض ممسكة بٌدها جهة من فستانها‬


‫البكاء أم من التوتر ‪َ ,‬‬
‫وقالت‬
‫"هل نتحدث قلٌبل ؟" !‬

‫عدت بنظري لؤلوراق وقلت ببرود " أنا مشؽول اآلن فً وقت آخر"‬

‫نظرت لً وقالت بهدوء " ولكنك مشؽول دابما ً متى سنتحدث"‬

‫تنهدت بضٌق فقالت بهمس حزٌن " آسفة"‬

‫وهمت بالخروج فقلت " قمر"‬

‫التفتت إلً من فورها فقلت " تعالً ادخلً"‬

‫اقتربت من طاولتً وعٌناها أرضا ً فقلت " ماذا كنتً ترٌدٌن قوله ؟" !‬

‫الذت بالصمت مطوالً وكؤنها تستجمع قواها للتحدث وعٌناي كانتا تركزان‬
‫على‬

‫مبلمحها الحزٌنة المتوترة ثم قلت " هل ستتحدثٌن أم ماذا ؟" !‬

‫قالت بعبرة ووجهها أرضا ً وحتى عٌناها تخفٌها ؼرتها عنً‬

‫"رابد هل أخطؤت معك فً شًء ؟" !‬

‫نظرت لها مطوالً محاوالً تركٌب صورة لهذه الفاتنة الرقٌقة على تلك‬
‫ُ‬
‫الخابنة‬

‫ألسجل المحاولة األلؾ الفاشلة لجمع الصورتٌن لها ثم تنهدت وقلت‬

‫"وهل تري نفسك مخطبة ؟" !‬


‫رفعت نظرها لً بعٌنان تلمعان من امتبلءهما بالدموع كجوهرتٌن من‬
‫العسل النقً‬

‫وقالت " لماذا تعاملنً هكذا ‪ ,‬لماذا تزوجتنً ؟" !!‬

‫لعبت بالقلم على أطراؾ الورقة ونظري علٌه وقلت بابتسامة سخرٌة‬

‫ت أنتً بً ورفض ِ‬
‫ت ؼٌري ؟! هل ستجٌبٌننً عن هذا‬ ‫"ولماذا رضٌ ِ‬
‫السإال"‬

‫قالت بعد صمت " ال أستطٌع"‬

‫رمٌت القلم على الطاولة ونظرت لها وقلت ببرود‬

‫"وأنا أٌضا ً ال أستطٌع إجابة سإالك أو ٌمكنك القول أننً أردت الزواج‬
‫فقط"‬

‫نظرت لً بصدمة وقالت " هل تزوجتنً ألخدمك" !!‬

‫قلت ببرود وقد عدت بنظري على األوراق " شًء من هذا القبٌل ثم أنتً‬
‫ال ٌنقصك شًء"‬

‫قالت من فورها " بلى ٌنقصنً"‬

‫نظرت لها وقلت بلهجة حادة‬

‫"بٌت ولدٌك ثٌاب وخزانتك ممتلبة أي شًء تطلبٌنه للمنزل أوفره لك‬
‫فماذا ٌنقصك"‬
‫الذت بالصمت فقلت بلهجة سخرٌة " آه فهمت عبلقة حمٌمة"‬

‫نظرت لً بصدمة توقفت معها حتى عن التنفس ثم قالت " لم أعنً هذا‬
‫"‬

‫قلت بابتسامة جانبٌة " ما عنٌته إذاً ‪ ..‬وما أفهمه من كبلمك ؟" !‬

‫خرجت من فورها راكضة ألن دموعها سبقت خطواتها ‪ ,‬وبقً نطري‬


‫عالقا ً مكان‬

‫شعرها المتطاٌر وهً تخرج ‪ ,‬تنهدت بضٌق وقلت‬

‫"ال تضعؾ ٌا رابد دعها تبكً وتتؤلم كما فعلت بك"‬

‫ثم عدت أشؽل نفسً بالكتاب حتى ابتعدت عن أفكاري وما مرت لحظات‬
‫وعادت تقفز‬

‫أمام عقلً ‪ ,‬تؤففت وخرجت من المكتب ومن المنزل كله ‪ ,‬كان ذاك وقت‬
‫الظهٌرة لففت‬

‫الشوارع زرت المكتبة والجرٌدة وكل مكان حتى حل اللٌل فذهبت لمنزل‬
‫صدٌق لً‬

‫وأمضٌت معه اللٌل حتى مر أكثر من نصفه ‪ ,‬رن حٌنها هاتفً نظرت‬
‫للمتصل فكانت‬

‫قمر ‪ ,‬من المبكر علٌها االنشؽال علً ‪ ....‬حتى هذا الوقت لتتذكرنً!‬
‫كانت هذه المرة األولى منذ زواجنا تتصل بً وأنا خارج المنزل والمرة‬
‫األولى التً‬

‫أتؤخر فٌها هكذا ‪ ,‬ترددت كثٌراً بادئ األمر وقررت أن ال أجٌب علٌها ثم‬
‫استؤذنت من‬

‫صدٌقً خرجت خارج منزله قلٌبل ألجٌب علٌها‬

‫ٌبدوا أن عقاب الصباح لم ٌكفٌها وترٌد المزٌد ‪ ,‬فتحت الخط ووضعت‬


‫الهاتؾ على‬

‫أذنً فً صمت فوصلنً صوتها ناعما ٌذٌب الحجر " رابد"‬

‫أؼمضت عٌناي بقوة فً صمت ‪ ,‬لقد هربت وقت الخطوبة من محادثتها‬


‫عبر الهاتؾ‬

‫كً ال أضعؾ أمام هذا الصوت الذي وهً أمام وجهً عذبا كالماء فكٌؾ‬
‫فً الهاتؾ‬

‫سحقا ً لك ٌا رابد تصبح أمامها ال شًء فً لحظة واحدة‬

‫قلت بهدوء معاكس لقراري فلم تعد لدي أي قوة أتمسك بها " نعم ٌا قمر‬
‫"‬

‫قالت ببكاء " أٌن أنت ٌا رابد هل أنت بخٌر ؟" !‬

‫تنهدت وقلت بذات الهدوء " نعم بخٌر ال تخافً لما كل هذا البكاء"‬
‫اكتفت بالبكاء والصمت فقلت " أنا بخٌر قمر نامً وال تنتظرٌنً لدي‬
‫صدٌق ٌواجه مشكلة‬

‫وقد أتؤخر إن كنتً خابفة فؤؼلقً الباب من الداخل سؤتصل بك حال قررت‬
‫المبٌت خارجا ً"‬

‫قالت بهمس حزٌن " حسنا ً ‪ ,‬تصبح على خٌر"‬

‫قلت من فوري بهمس " قمر"‬

‫شهقت شهقة صؽٌرة وقالت " نعم"‬

‫لذت بالصمت ثم أبعدت الهاتؾ عن أذنً وتنفست بقوة ألنً بدأت أفقد‬
‫زمام األمور على‬

‫ما ٌبدو ثم أعدته ألذنً وقلت " توقفً عن البكاء ‪ ....‬وداعا ً"‬

‫أؼلقت الهاتؾ وعدت للداخل جلست معه حٌث كنا نجلس فً مجلس‬
‫أرضً متكا بمرفقً‬

‫على الوسادة ‪ ,‬كان ٌتحدث وأنا صامت تماما ً عقلً هناك وقلبً ال أعلم‬
‫أٌن ٌكون‬

‫أُقسم أن أسوء قرار اتخذته فً حٌاتً أنً تزوجت بها اعترفت بذلك أم‬
‫أنكرته‬

‫أخرجنً صوته من شرودي قاببلً " رابد هل من مشكلة من الذي اتصل‬


‫بك ؟" !‬
‫مسحت جبٌنً بؤطراؾ أصابعً وتنهدت وقلت " شخص ٌتعبنً كثٌراً"‬

‫قال باستؽراب " من" !!‬

‫ابتسمت بحزن مشٌحا بنظري عنه وقلت " ماض ٌَّا وحاضري"‬

‫قال بتذمر " قل شٌبا ً واضحا ً ٌا رجل"‬

‫نظرت لكوب الشاي أمامً وقلت بهدوء‬

‫"هل جربت أن تحب إنسان وتكرهه وتعطؾ علٌه فً ذات الوقت"‬

‫الذ بالصمت ؼٌر مستوعب لما أقول فنظرت للسقؾ وقلت بحزن‬

‫"شخص ال تعلم إن كان ٌحبك أم ٌتبلعب بك وإن كنت تحبه أم تنتقم منه‬
‫"‬

‫تنهد وقال " تبدوا لً حالتك حرجة جداً وألؽازك المعتادة تزداد تعقٌداً"‬

‫وقفت وحملت هاتفً ومفاتٌحً وقلت‬

‫"تصبح على خٌر واعذرنً على إزعاجً لك كل هذا الوقت"‬

‫ؼادرت من عنده وتوجهت للجسر قضٌت فوقه ساعتٌن مستنداً على‬


‫سٌاجه بمرفقاي‬

‫أشاهد البحر تحته وال شًء سوى السٌارات العابرة وأصوات الموج‬
‫وأفكاري المشتتة‬

‫وحزنً القدٌم وقلبً التابه أدور معهم فً دوامة ال نهاٌة لها حتى‬
‫سرقنً الوقت فركبت‬

‫سٌارتً وعدت للمنزل ‪ ,‬كانت الرابعة فجراً دخلت والحظت النور مضا ًء‬

‫دخلت للداخل فكانت قمر تنام على األرٌكة محتضنة الهاتؾ ‪ ,‬خداها‬
‫متوردان‬

‫ورموش عٌنٌها مبللة بالدموع ‪ ,‬كانت كطفلة ؼلبها النعاس خارج‬


‫سرٌرها‬

‫اقتربت منها ببطء ونزلت عند مستواها أنسخ لمبلمحها الفاتنة الساكنة‬
‫صورة‬

‫بعٌناي ‪ ,‬قربت أصابعً ولعبت بؽرتها الحرٌرٌة بٌنهم وعٌناي تسافر فً‬
‫مبلمحها‬

‫دون توقؾ أو قرار وبدأت ألعب مع صبري لعبة من فٌنا األقوى ‪ ,‬نظرت‬
‫لشفتٌها‬

‫زهرٌة اللون مطوالً ثم أطعت جنون شفتاي دون تردد سامحا ً لهما‬
‫بمبلمسة هذه‬

‫الشفاه الناعمة لمسا ً خفٌفا ً فقط‬

‫اقتربت منها ببطء حتى أصبحت أنفاسها الدافبة الهادبة تداعب وجهً ‪,‬‬
‫اقتربت أكثر‬
‫حتى أعطٌتهما ؼرضهما لتعلقا هناك دون حراك أو تمادي فقط لمسة‬
‫طوٌلة بشفتاي‬

‫عجزت فٌها أن ابتعد أو أتوقؾ عن تنفس أنفاسها ‪ ,‬بقدر ما كان األمر‬


‫أحمقا ً وجنونٌا ً‬

‫كان شعوراً ؼرٌبا ً والذعا ً ‪ ,‬رشفت جرعة أخٌرة من نفسها ثم قبلتهما‬


‫قبلة صؽٌرة‬

‫وؼادرت من فوري لمكتبً وأؼلقت الباب بالمفتاح ثبلث مرات وقد‬


‫عجزت حتى‬‫َ‬

‫أوراقً عن شؽل تفكٌري عنها ونمت على المكتب فً مكانً‬

‫فً الٌوم التالً كنت جالسا ً أشاهد التلفاز حٌن قرع أحدهم جرس الباب‬
‫فوقفت ألنظر‬

‫من ٌكون ‪ ,‬وصلت عنده فتحته فكان حٌدر ابتسمت وقلت " مرحبا ً ‪...‬‬
‫هٌا تفضل"‬

‫ابتعد فظهرت من كان ٌخفً ورابه فضحكت وقلت " أنوار" !!‬

‫ثم نظرت له فضحك وقال " لٌس لنا ؼٌر بعض مهما افترقنا نعود"‬

‫ضحكت وقلت " هذا جٌد ‪ ,‬هٌا تفضبل بالدخول"‬

‫قال هامسا ً " أخبر زوجتك أوالً أم نسٌت أنك متزوج"‬


‫ضحكت وقلت " صدِّ ق أننً نسٌت ‪ ,‬عن إذنكما لحظة"‬

‫دخلت للداخل فكانت مكانها فً ؼرفة النوم ‪ ,‬فتحت علٌها الباب وجدتها‬
‫تجلس أمام المرآة‬

‫تحاول رفع ؼرتها عن جبٌنها بالمشابك ‪ ,‬وهذا هوا حالها تحاول تؽٌٌر‬
‫مظهرها ‪ ,‬ألوان‬

‫لباسها وأشكاله ‪ ,‬شكل شعرها من مفتوح لمرفوع لؤلعلى وكؤنها تتخٌل‬


‫أن شكلها ومظهرها‬

‫ال ٌعجبنً ‪ ,‬حتى أنها ها هً تحاول رفع ؼرتها الحرٌرٌة وال تعلم أنها‬
‫تصهرنً مثلما‬

‫كانت تحؾ حاجبٌها منسدلة لؤلسفل ‪ ,‬انتبهت لوجودي فقلت ببرود‬

‫"شقٌقً حٌدر وزوجته هنا سؤدخلهما فوراً ارتدي شٌبا ً ساتراً وحجابا ً‬
‫الستقبالهم"‬

‫وتركتها وخرجت دون انتظار لسماع ردها وأعلم أنها لن تقول شٌبا ً فهً‬
‫لٌست من‬

‫النوع الذي ٌرد لك الصفعة وقت حاجتك إلٌه ‪ ,‬خرجت لهما أدخلتهما‬
‫لمجلس الضٌوؾ‬

‫وما هً إال لحظات ودخلت قمر بفستان طوٌل مزركش بالخٌوط وحجاب‬
‫أبٌض محٌط‬
‫بكل وجهها ‪ ,‬رؼبت أن أقول لها ‪ ...‬حتى هذا الثوب ما زادك إال فتنة‬
‫فؽٌرٌه لكنً تنهدت‬

‫ولذت بالصمت ‪ ,‬كٌؾ تكون المرأة فاتنة فً كل أحوالها إن لبست‬


‫الحجاب وإن خلعته إن‬

‫ارتدت مبلبس طوٌلة فضفاضة أم قصٌرة ضٌقة هل هً هكذا بالفعل أم‬


‫وحدي أراها كذلك‬

‫ْ‬
‫اقتربت وسلمت على أنوار وحٌت حٌدر دون مصافحته وجلستا هما‬
‫االثنتٌن مبتعدتان‬

‫عنا قلٌبلً وانهمكتا فً الحدٌث ‪ ,‬كان حٌدر كعادته مقاببلً لوجهً وٌخرج‬
‫من موضوع‬

‫لٌدخل لآلخر وأنا أذناي لم تكونا معه أؼلب الوقت محاوالً التقاط شًء‬
‫مما ٌدور هناك‬

‫ولكنً ما كنت أسمع إال صوت زوجته الرنان كزوجها تماما ً وكؤنها‬
‫تتحدث عبر الهاتؾ‬

‫فالطرؾ اآلخر ال وجود له ‪ ,‬كانت قمر تتحدث معها ولكنً عجزت عن‬
‫سماع ما تقول‬

‫من انخفاض صوتها ونعومته ‪ ,‬استؽرب كٌؾ ألنوار أن تسمعها!!‬

‫وكانت تدس شعرها فً حجابها طوال الوقت وكؤنها تتوهم أنه ٌظهر من‬
‫تحته رؼم‬
‫إحكامها للؾ الحجاب ‪ ,‬أحسست بوكزة فً ذراعً وصوت هامس ٌقول‬

‫"هٌه رابد أٌن ذهبت ؟! ٌبدوا أننا جبنا فً وقت ؼٌر مناسب"‬

‫قلت هامسا ً بضٌق " هل جننت ‪ ,‬ال تسمعك زوجتك وتضن أنً متضاٌق‬
‫من وجودكما"‬

‫ضحك ثم قال بهمس " روٌدك ٌا رجل فعٌناك تكادان تلتهمانها ‪ ,‬من ٌراك‬
‫ال ٌصدق‬

‫أنها زوجتك وتنام فً حضنك"‬

‫ٌاال مخٌلتك ٌا حٌدر لو تعلم أنها تنام فً حضن األرٌكة وحضن برودة‬
‫السرٌر وال‬

‫ٌنام فً حضنً سوى كتبً ‪ ,‬تنهدت وقلت " َ‬


‫ش ِردت فً أمر وعٌناي‬
‫علقتا هناك"‬

‫ضحك وقال " كاذب"‬

‫َ‬
‫فالتفت جهتهما وقال‬ ‫أشحت بنظري عنه متجاهبل ما قال‬

‫"قمر ما أمورك مع أخً اشتكٌه إلً دون تراجع"‬

‫ال أعلم لما شعرت بالضٌق حٌن ذكر اسمها وكؤنه قال قمر أي كالقمر أو‬
‫أٌتها القمر‬
‫ولٌس اسما ٌنادٌها به الجمٌع ‪ ,‬قد أنكر كل شًء ولكنً ال استطٌع أن‬
‫أنكر أن اسمها‬

‫ال أحب لرجل أن ٌذكره ‪ٌ ,‬بدوا حب تملك ألنها زوجتً أو ؼٌرة رجل‬
‫على محارمه‬

‫أو ال أدري لما !! جاء حٌنها صوتها العذب قابله بهدوء " وهل تشتكٌك‬
‫زوجتك لرابد ؟" !‬

‫أصابته فً الصمٌم ‪ ,‬نظرت له نظرة شماتة فتجاهلنً وقال‬

‫"ولكنً األكبر كٌؾ تشتكٌنً زوجتً ألصؽر منً"‬

‫قالت بابتسامة صؽٌرة " لٌس فً الرجال كبٌر أو صؽٌر ‪ ,‬هناك فقط‬
‫عاقل وجاهل"‬

‫قال بتذمر " آه منكم تبدٌن لً أسوء من زوجك فً فن الحدٌث لقد‬


‫خسرت الحرب"‬

‫ُ‬
‫ضحكت وقلت " كان علٌك أن ال تدخلها من البداٌة"‬

‫ُ‬
‫نظرت لقمر فكانت تنظر لً نظرة ؼرٌبة ‪ ,‬علمت لما ‪ ...‬هً ترانً‬
‫أضحك للمرة‬

‫األولى منذ تزوجتها فبل شًء بٌننا سوى البرود والصمت ‪ ,‬قالت حٌنها‬
‫أنوار بضٌق‬

‫"لما تتبجح علً إذاً وتنفخ رأسً ما دمت تعلن هزٌمتك هنا من جملتٌن‬
‫لها فقط"‬
‫ضحكت مجدداً وقلت " هذا ٌوم سعدك ٌا حٌدر"‬
‫ُ‬

‫نظر لها بنصؾ عٌن وقال " أنا الرجل وأنا من كلمته النافذة ورأٌه‬
‫صحٌح"‬

‫تجاهلته ونظرت جهة قمر وقالت‬

‫"ال أحسدك على زوجك إن كان حٌدر البعٌد عن األدب ٌصرعنً‬


‫بشعاراته فكٌؾ معك"‬

‫قالت بهمسها الهادئ ذاته ولكنً التقطته لتركٌزي على شفتٌها "‬
‫متفاهمان فً كل شًء"‬

‫قالتها بابتسامة عذبة وكؤنها صادقة وصادرة من القلب ‪ ,‬علمت أنها من‬
‫هذا النوع ما ٌحدث‬

‫داخل المنزل ال ٌخرج منه ‪ ,‬قال حٌدر " ما رأٌكم فً الخروج والؽداء‬
‫عند البحر"‬

‫قالت أنوار من فورها " لماذا البحر الحدٌقة أفضل"‬

‫تجاهلها ونظر جهة قمر وقال‬

‫"الطلعة لٌست من أجلك بل من اجل العروسان فما رأي الجنس الناعم‬


‫اآلخر"‬

‫نظر ْت حٌنها قمر جهتً وكؤنها ترٌد أخذ الجواب منً هل أوافق أم ال‬
‫َ‬
‫فنظرت لها‬
‫بجمود دون أي تعبٌر فقالت ونظرها أرضا ً " إن وافق رابد"‬

‫نظر حٌدر ألنوار بنصؾ عٌن وقال‬

‫" َتعلَّمً منها تضع القرار لزوجها ولٌس مثلك تعارضٌنً حتى فً‬
‫المكان"‬

‫ضحكت وقالت " هذا ألنهما حدٌثا زواج بعد عامان سٌتضاربان على‬
‫إثبات الرأي"‬

‫قال حٌدر بضٌق " صدق المثل حٌن قال إن أردت طوٌلة لسان فتزوج‬
‫واحدة اسمها أنوار"‬

‫ضحكت حٌنها قمر ضحكة صؽٌرة رنت فً قلبً ‪ ,‬كانت المرة األول التً‬
‫أرى وأسمع‬

‫فٌها ضحكتها ‪ ,‬لو كان األمر بٌدي لوبختها على ضحكها أمام حٌدر بهذه‬
‫الضحكة لكن‬

‫ما موقفً حٌنها فالضحك لم ٌكن ممنوعا ً ٌوما ً وهً كانت ضحكة عفوٌة‬
‫وطبٌعٌة ولكنها‬

‫قاتلة كما سمعتها ‪ ,‬قال حٌدر لً حٌنها بهدوء وصوت منخفض‬

‫"هل كلمتك مرٌم ‪ ...‬؟" !‬

‫قلت بذات الهدوء والنبرة " ال وأستؽرب ذلك منها"‬


‫قال مبتسما " ٌبدوا أنها تنتظر مكالمتك المنسٌة إنها تحبك بجنون ٌا‬
‫رجل فؤرفق بها"‬

‫الحظت حٌنها تركٌز عٌنا قمر على حدٌثنا فهً ال تعرؾ أسماء أشقابً‬
‫وال حتى‬

‫عددهم فقلت مشعبلً لفضولها أكثر " وأنا أٌضا ً أحبها"‬

‫قال بسخرٌة " ال ٌبدوا ذلك"‬

‫قلت بابتسامة لم استطع إمساكها من حال الجالسة هناك‬

‫"ولكنً تزوجت وهً تعلم لقد انتهى األمر"‬

‫قال حٌدر بؽبابه متجاهبلً خلطً لؤلمور ألنه ٌضنه أحد ألؽازي كما ٌقول‬
‫دابما ً‬

‫"وهل زواجك ٌنسٌك بها وٌنسٌها بك"‬

‫أفضت حٌنها قمر رأسها لؤلسفل فٌبدوا أنه وصل الحد بها وستبكً أمام‬
‫الجمٌع‬

‫فقلت بصوت مرتفع قلٌبل " مرٌم شقٌقتً كما هً شقٌقتك ولن تشعر بها‬
‫أكثر منً"‬

‫رفعت حٌنها عٌناها بصدمة ثم عادت برأسها لؤلرض وأخفت عنً‬


‫مبلمحها وما رد‬

‫فعلها على الموضوع ‪ ,‬شعرت بالضٌق ألن خطتً لم أجنً منها التمرة‬
‫األخٌرة واألهم‬

‫قال حٌنها حٌدر " المهم ماذا بشؤن الرحلة ؟" !‬

‫ضحكت وقلت " كانت ؼداء متى تحولت لرحلة"‬

‫قال مبتسما " بل ولحم وشواء أٌضا ً"‬

‫رفعت حٌنها قمر رأسها بقوة وقالت دون شعور " ال شواء ال"‬

‫نظر لها الجمٌع باستؽراب حتى أنا رؼم علمً من ورق مذكراتها ما عناه‬
‫لها ذلك‬

‫ْ‬
‫فتداركت‬ ‫لكنً تفاجبت من تؤثٌر ذاك األمر علٌها رؼم كل هذه السنٌن ‪,‬‬
‫حٌنها األمر‬

‫وقالت بهدوء " بدون شواء أرجوكم"‬

‫بقً االستؽراب واضحا ً على مبلمح حٌدر وأنوار فقلت منقذاً للوضع "‬
‫ماذا تشربان ؟" !‬

‫وقفت حٌنها قمر وكؤنها وجدت مسلكا ً للهروب فقد كنت أرى بوضوح‬
‫لمعان عٌنٌها‬

‫وهً تمسك دموعها وقالت مؽادرة " أعذرانً فقد أخذنً الحدٌث ونسٌت‬
‫الضٌافة"‬

‫ُ‬
‫وؼادرت خلفها مباشرة ‪ ,‬دخلت المطبخ‬ ‫ُ‬
‫فوقفت‬ ‫ْ‬
‫ؼادرت من فورها‬ ‫ثم‬
‫ووجدتها تمسح‬
‫ُ‬
‫أبعدت ٌدها عن وجهها ورفعته لً وقلت ماسحا‬ ‫دموعها ‪ ,‬اقتربت منها‬
‫دمعتها بإبهامً‬

‫"ما بك ٌا قمر ؟" !‬

‫قالت والدموع تترقرق فً عٌنٌها وهما تنظران لعٌناي‬

‫"ال أرٌد شواء وشواٌة أرجوك رابد"‬

‫مسحت على خدها وقلت بابتسامة " وال حتى رحلة إن أردتً"‬

‫قالت هازة رأسها ببل " ال ‪ ,‬ال تخذل شقٌقك فً طلبه األول لنا ولكن دون‬
‫شواء"‬

‫قلت بذات االبتسامة " حسنا ً ال شواء أو ال رحلة"‬

‫ثم لففت مؽادراً حٌن استوقفنً صوتها قابله " رابد"‬

‫التفتت لها فقالت بهدوء وعٌناها أرضا ً " شكراً لك"‬

‫ابتسمت وأؼمضت عٌناي ‪ ,‬ال تشكرٌنً ٌا قمر فقد أبكٌك بعد قلٌل ‪ ,‬ثم‬
‫خرجت‬

‫من فوري وعدت لهم ‪ ,‬جلست بجانب حٌدر كما كنت فقال مبتسما بهمس‬

‫"هل بردت على قلبك"‬

‫قلت بؽٌض من بٌن أسنانً " استحً فلسنا وحدنا هنا"‬


‫ضحك واكتفى بالصمت وما هً إال لحظات ودخلت قمر بصٌنٌة العصٌر‬
‫والكعك‬

‫قدمت ألنوار ثم وضعتها أمامنا على الطاولة وقالت بهدوء " تفضبل هنٌبا ً‬
‫"‬

‫حمل حٌدر كوب العصٌر دون انتباه أنها لم تقدم له ولً وشرب وأكل‬
‫الحلوى وأنا لم‬

‫ُ‬
‫وبقٌت انظر لقمر وهً‬ ‫أقربها ‪ ,‬ورد بعدها اتصال لحٌدر فخرج خارجا ً‬
‫تستمع لحدٌث‬

‫أنوار ‪ ,‬كانت تحدثها عن أقنعة الشعر والوجه والكثٌر من التفاهات التً‬


‫قمر آخر من‬

‫ٌحتاجها وهً تحاول مجاملتها وٌبدوا علٌها أنها ال تفهم مما تقول شٌبا ً‬
‫أو ال تفهم فٌه‬

‫ْ‬
‫نظرت باتجاهً فحولت‬ ‫وما الذي ٌجعلها تفهم شٌبا ً لم تحتجه ٌوما ً ‪,‬‬
‫نظري بسرعة‬

‫ْ‬
‫فكسرت نظرتها وأصبحت تعدل حجابها وفستانها وطرٌقة جلوسها‬ ‫للبرود‬
‫‪ٌ ,‬بدوا‬

‫أنها شكت أنً متضاٌق من خطؤ ما فٌها ‪ ,‬ابتسمت بعفوٌة واستحلٌت‬


‫اللعبة‬

‫دخل حٌنها حٌدر وجلس مكانه فنظرت لفستانها وتنهدت بضٌق فهمست‬
‫شٌبا ً ألنوار‬

‫وخرجتا معا ً ‪ ,‬لم استطع إمساك نفسً عن الضحك ما أن ابتعدتا فنظر لً‬
‫حٌدر‬

‫وقال باستؽراب " ما ٌضحكك هكذا بدون سبب" !!‬

‫قلت بضحكة " ال شؤن لك"‬

‫نظر لً بضٌق وقال " لما خرجتا فجؤة وأنت ضحكت ؟! ٌبدوا أنكما‬
‫تدبران أمراً"‬

‫ضحكت كثٌراً ثم قلت " ما أوسع مخٌلتك الصؽٌرة"‬

‫قال بضٌق أكبر " وكٌؾ تكون واسعة وصؽٌرة ؟" !‬

‫قلت مؽٌراً مجرى الحدٌث " كٌؾ شبونك وأنوار"‬

‫تنهد وقال " كما تعرفنا ‪ ,‬إن كنا مع بعض مشاكل وتناقض فً اآلراء‬
‫وعناد ومن‬

‫ٌكسر رأس اآلخر وإن ابتعدنا افتقدنا بعضنا"‬

‫ضحكت فً صمت فقال بضٌق‬

‫"ما الذي ٌضحكك ؟! لٌس ألن زوجتك أمٌرة زمانها ومطٌعة لك تسخر‬
‫من حالً"‬

‫نظرت له ببرود وقلت " الثانٌة مقبولة األولى اسحبها وال تكررها"‬
‫ضحك وقال " سحقا ً للؽٌرة وسنٌنها"‬

‫قلت ببرود أكبر " لٌست ؼٌرة"‬

‫قال " وبما تسمٌها إذاً ؟" !‬

‫قلت بحدة " احترام لممتلكات شقٌقك ٌا نبٌه فاحترمنً إنها زوجتً وهذه‬
‫المرة‬

‫الثانٌة تخطا معً فً نفس األمر وأنبهك أم نسٌت"‬

‫قال بعد صمت " آسؾ لم أقصد ذلك ولكن هذا سٌكون رأي كل‬

‫من ٌراها ‪ ,‬علٌك أن تعتد ذلك ٌا رابد"‬

‫نظرت له بحدة وقلت " قطعت حٌنها لسان من ٌتؽزل فٌها أمامً"‬

‫صدم من كبلمً ثم قال‬


‫نظر لً نظرة ؼرٌبة وكؤنه ُ‬

‫"مهلك ٌا رابد ال تجعل أمراً تافها ً ٌفسد حٌاتك وزوجتك"‬

‫اكتفٌت بالصمت فوقؾ وقال " علٌنا المؽادرة وسنتفق بشؤن الرحلة"‬

‫نظرت له وقلت " ولما االستعجال الوقت مبكر" !!‬

‫ضحك وقال " كً ال َت َمبل منا والزٌارة القادمة علٌكما"‬

‫ْ‬
‫وقفت من فورها‬ ‫وقفت معه وخرجنا ‪ ,‬كانت أنوار فً الصالة وحدها ‪,‬‬
‫فنظرت من حولنا وقُلت " أٌن قمر تتركك وحدك ؟" !‬
‫ُ‬

‫قالت بابتسامة " استؤذنت قلٌبل"‬

‫ْ‬
‫نظرت باتجاه حٌدر وقالت " هل سنؽادر ؟" !‬ ‫ثم‬

‫قال مبتسما " نعم ٌكفٌهما منا"‬

‫قالت " علٌا تودٌع قمر أوالً"‬

‫أحسست بإحراج كبٌر من الموقؾ لكن ما أنقده أنها خرجت من الؽرفة‬


‫فور إنهاء‬

‫أنوار كبلمها وكانت ترتدي فستانا ً ؼٌر السابق ‪ ,‬أسود اللون بنقوش‬
‫بسٌطة عند‬

‫أكمامه واألطراؾ وقالت بصدمة " هل ستؽادران" !!‬

‫قال حٌدر " نعم ‪ ,‬مرة أخرى نزوركم زٌارة طوٌلة"‬

‫نظرت لً ثم قالت " كنت سؤسؤلكم ماذا ترٌدون على العشاء"‬

‫وكؤنها تخبرنً أن أصر علٌهما ولكننً تبلدت ولم أتكلم عمداً فقالت أنوار‬

‫"سٌكون القادم أكثر وسوؾ تشبعون منا"‬

‫ْ‬
‫سلمت علٌها وخرجا ورافقتهما عند الباب ثم عدت للداخل كانت قمر فاكه‬
‫حجابها‬

‫وتجمع األطباق من على طاولة الصالة حٌث كانتا تجلسان ‪ ,‬كتفت ٌداي‬
‫لصدري‬

‫وقلت ببرود " قمر"‬

‫وقفت ونظرت باتجاهً فقلت بحزم " هناك عدة مبلحظات علٌك إٌجاد حل‬
‫لها"‬

‫اكتفت بالصمت والذهول فتابعت‬

‫"أوالً لما لم تقدمً الضٌافة لً ولحٌدر هل تعً كم أحرجنً ذلك"‬

‫قالت بصوت منخفض " ال استطٌع كٌؾ أضٌفه وٌقترب وجهً من‬
‫وجهه ‪ ...‬ال ٌجوز"‬

‫قلت بحدة " وأنا ال ٌجوز أن ٌقترب وجهك من وجهً ؟" !‬

‫نظرت لؤلرض وقالت بذات الصوت المنخفض‬

‫"كٌؾ أضٌفك أنت وأتركه هوا ‪ ,‬لقد احترت ووجدت ذلك الخٌار األفضل‬
‫"‬

‫قلت بؽضب " نعم ناقشً أكثر ‪ ,‬هل هذا ما علموه لك رد الكبلم على‬
‫زوجك"‬

‫نظرت لً بصدمة فقلت " وشًء آخر كٌؾ تتركً ضٌفتك هنا وتدخلً‬
‫الؽرفة ‪ ,‬أي‬
‫موقؾ هذا الذي وضعتنً به وهً تقول علٌا أن أودعها وتقؾ تنتظرك ‪,‬‬
‫وآخر تلك‬

‫الضحكة ال داعً لها أمام الرجال"‬

‫كانت تنظر لً بتوجم وصدمة والكثٌر من المعانً ثم أخفضت بصرها‬


‫وقالت بهدوء‬

‫"آسفة على إحراجً لك فً تلك المواقؾ لكن كٌؾ سؤمنع نفسً من‬
‫الضحك"‬

‫صرخت بها " قلت ال تناقشٌنً هل سؤكرر ذلك دابما ً"‬

‫الذت بالصمت ‪ ,‬كنت أتوقع أن تثور وندخل فً مشادة كبلمٌة لكنها خانت‬
‫توقعاتً‬

‫كٌؾ هاجمت بمقاالت نقدٌة وتسكت أمامً اآلن !! لماذا ال تدافع عن‬
‫نفسها فهً على‬

‫حق فً كل تلك األمور وهً من الذكاء أن تعً جٌداً أنها لم تخطا‬

‫تركتها ودخلت المكتب وأؼلقته خلفً بقوة ‪ ,‬أخرجت األوراق وانهمكت‬


‫فً كتابة‬

‫المقالة الجدٌدة ‪ ,‬بعد وقت طرقت الباب ‪ ,‬خللت أصابعً فً شعري وقلت‬
‫"أدخلً ٌا قمر"‬

‫دخلت ببطء كانت ترتدي بٌجامة حرٌرٌة بٌضاء اللون طوٌلة بؤكمام ‪,‬‬
‫ُتظهر من‬

‫تفاصٌل جسدها أكثر مما تخفً ‪ ,‬لو نحتوه نحتا ما خرجوا به هكذا ُمش َبع‬
‫ومتناسق‬

‫ال أعلم ما الذي ستلبسه هذه الفتنة ٌوما ً ولن ٌلٌق بها ولن ٌزٌدها جماال‬
‫كً ال أقول‬

‫كل مرة هذا أجمل ما ارتدت‬

‫اقتربت وعٌناها فً عٌناي بنظرة هادبة ساكنة برٌبة ولمعان من العسل‬


‫فً حدقتٌها‬

‫الكبٌرتان ‪ ...‬آه أي مصٌبة هذه التً جلبتها لنفسك ٌا رابد‬

‫وقفت بالمقربة من مكتبً وقالت بهدوء " أمازلت ؼاضب منً ؟" !‬

‫ُ‬
‫فابتسمت بعفوٌة‬ ‫بقٌت أسبح فً عٌنٌها بصمت فسافرت بنظرها لؤلرض‬
‫ثم قلت‬

‫"اسمعً ٌا قمر هناك أمور قد تكونٌن ؼافلة عنها أو أن عادات الؽرب‬


‫حٌث كنتً‬

‫تعٌشٌن تخلوا منها لكنها ُتعد كوارث لدٌنا هنا"‬


‫نظرت لً باستؽراب فوقفت وتوجهت نحوها وقفت أمامها و ٌداي فً‬
‫جٌوبً وقلت‬

‫"لٌست الزوجة جماالً فاتنا ً وجسد متناسق وأنوثة فرٌدة من نوعها فقط‬
‫‪ ,‬ال الزوجة‬

‫صورة لك أمام الناس احترامها لهم من احترامها لك"‬

‫بقٌت تحدق فً بصدمة ثم قالت " ما تعنً بهذا" !!‬

‫نظرت للجدار خلفها وقلت بابتسامة سخرٌة‬

‫"أعنً ال أرٌد زوجة أتباهى بجمالها وفتنتها أمام الناس"‬

‫قالت بهمس " وفٌما أخطؤت لهذا الحد" !!‬

‫نظرت لها ثم أمسكت ٌاقة قمٌص بٌجامتها العب به بؤصابعً وعٌناي‬


‫على عنقها‬

‫وقلت " أخطؤت أنا ما رأٌك ؟" !‬

‫أمسكت ٌدي بٌدها أبعدتها وقالت بحزن " جبت لنصلح األمر ال لتجرحنً‬
‫من جدٌد"‬

‫ابتعدت عنها متوجها لرفوؾ المكتبة وقلت ببرود وأنا أحرك الكتب‬

‫"ال بؤس انتهى األمر وال تكرري ذلك ثانٌتا"‬

‫ُ‬
‫نظرت جهة الباب وقلت‬ ‫خرجت من فورها دون أي كلمة أخرى ‪,‬‬
‫بابتسامة‬

‫"أقسم أنً أمسكت نفسً عنك بؤعجوبة ‪ ,‬ال أعلم كٌؾ تكون تلك المرأة‬
‫التً أنجبتك"‬

‫تم ضحكت ضحكة صؽٌرة وعدت لمكتبً طرقت على الطاولة بؤصابعً‬
‫عدة طرقات بتفكٌر‬

‫مشوش ثم ؼادرت المكتب متوجها ً للؽرفة ‪ ,‬وضعت ٌدي على مقبض‬


‫الباب وأدرته ببطء‬

‫وعند هنا كانت نهاٌة الفصل الثامن‬

‫ما الذي ٌنتظر بطلٌنا من أحداث أكثر وكٌؾ سٌتصرؾ كل منهما ؟!‬

‫فً الفصل القادم حدث كان سٌؽٌر كل مجرى األمور لكنه سٌزٌدها تعقٌدا‬

‫فما هوا وما سٌنتج عنه ولما سٌؤتً بالسلب بدل اإلٌجاب وكٌؾ ستكون‬
‫رحلة البحر‬

‫الفصل القادم لبطلتنا قمر فكونوا بانتظارها ‪ ....‬دمتم بكل الود‬

‫الفصل التاسع‬
‫ال أعلم لما ٌفعل هذا بً لما ٌكرهنً دون سبب هل علم أنً ضوء القمر‬
‫ٌا ترى!!‬

‫ولكن مستحٌل من أٌن سٌعلم ‪ ,‬إذاً ما به هل أكرهته ضوء القمر فً‬


‫النساء ؟!‬

‫ال أستبعد ذلك ولكن لما تزوجنً إذا ‪ٌ ,‬بدوا كما قال ألخدمه!!‬

‫هل أخبره الحقٌقة ٌا ترى ؟! لكن ماذا لو كان ال ٌعلم وأنا من ستفتح‬
‫عٌناه على‬

‫األمر وٌكرهنً حٌنها أكثر وأزٌد الطٌن بله ‪ ,‬ال أعلم كٌؾ أتصرؾ وال‬
‫أفهم‬

‫شٌبا ً ‪ ,‬أنا فً حٌرة من أمري إن تركته فلن أعٌش سعٌدة ومعه لم تتبدد‬
‫تعاستً‬

‫ولكنً على األقل بقربه وهذا ما أشعر به هنا فهناك ال ٌوجد وهذا أكثر ما‬
‫سٌتعبنً‬

‫ال أعلم كٌؾ أتصرؾ جربت إصبلح األمر بٌننا بعد زٌارة شقٌقه وزوجته‬
‫الٌوم‬

‫وها أنا لم أزد األمور إال سو ًء ولم أجنً سوى جرح كرامتً بسبب‬
‫كلماته‬

‫مسحت دموعً وتنهدت بحزن ‪ ,‬شعرت حٌنها بمقبض الباب ٌدور ببطء‬
‫‪ ,‬هل جاء‬

‫لٌكمل باقً تجرٌحه لً أُقسم أننً اكتفٌت ‪ ,‬نزلت دموعً مجدداً‬


‫فمسحتها بسرعة‬

‫ُ‬
‫فعدت بوجهً جهة‬ ‫على لحظة دخوله الؽرفة ‪ ,‬نظر لً مطوالً بصمت‬
‫المرآة‬

‫وسافرت بنظري لؤلرض ‪ ,‬وقؾ مكانه لوقت ثم توجه جهة الخزانة‬


‫فتحها ثم‬

‫أؼلقها ووقؾ مستنداً علٌها مكتفا ٌدٌه لصدره وقال‬

‫"كل ما أردته توضٌح فكرتً لك فلما البكاء اآلن"‬

‫اكتفٌت بالصمت فقال " قمر حٌن أتحدث معك تجٌبٌن علً"‬

‫قلت بهدوء " ف ِْكرت َك أصبحت واضحة لً لٌس لدي ما أقول"‬

‫اقترب منً ووقؾ أمامً تقرٌبا ً مستنداً بجسمه على الطاولة المخصصة‬
‫بالتزٌٌن‬

‫واستند بكفٌه علٌها حٌث كنت أجلس أمامها وقال " قمر انظري إلً"‬

‫رفعت نظري له فً صمت فقال " هل تري أنك مخطبة فً شًء مما‬
‫حدث ؟" !‬

‫اكتفٌت بالنظر لعٌنٌه فً صمت فقال بجدٌة " قمر أجٌبً"‬

‫نظرت لؤلسفل وقلت بحزن " إن كنت ترانً مخطبة فقد أخطؤت"‬

‫قال بنبرة هادبة " حتى إن كنتً ؼٌر ذلك ؟" !‬

‫قلت بابتسامة حزٌنة ونظري على ٌداي فً حجري‬


‫"أكبر مشاكل البشر وصلت لذاك الحجم ألن كل واحد منهم ٌرى أنه على‬
‫صواب"‬

‫مد ٌده رفع وجهً إلٌه ممسكا لذقنً بؤصابعه وعٌناه فً عٌناي بنظرة‬
‫ؼرٌبة وؼامضة‬

‫ثم حرك إبهامه على شفتً السفلى ٌتلمسها به برفق وكانت عٌناي‬
‫معلقتان فً عٌنٌه‬

‫أتنفس بهدوء وصمت ‪ ,‬ضؽط بإبهامه على شفتً وعٌنانا معلقتان ببعض‬
‫دون كبلم‬

‫كان ٌضؽط به علٌها بقوة شٌبا ً فشٌبا ً حتى شعرت بطعم الدماء فً فمً‬
‫ثم أبعد ٌده‬

‫ق ّبل إبهامه قبلة صؽٌرة وقال " إنسً كل ما حدث الٌوم"‬

‫ثم خرج من فوره تاركا ً عٌناي معلقتان مكان خروجه أنظر للفراغ بضٌاع‬

‫هل ٌُتعب لً نفس ٌَتً ٌوما ً كامبلً بمشاكل ال تستحق ثم ٌقول بكل بساطة‬
‫إنسً ما حدث!!‬

‫ٌُسمعنً كبلما ً كال ُ‬


‫سم وكل ما ٌقدر علٌه إلصبلح األمر قبلة إلبهامه بعدما‬
‫المنً به وكؤنه‬

‫ٌشكره على تؤلمً منه ‪ ,‬تنهدت بحزن أخذت مندٌبلً ومسحت الجرح فً‬
‫شفتً من الداخل‬

‫ودخلت السرٌر مبلذي الوحٌد وكاتم أسراري ومإنس وحدتً وماسح‬


‫دموعً‬

‫بعد عدة أٌام مرت ونحن على حالنا انفتح باب الؽرفة ودخل وأنا جالسة‬
‫أمشط شعري منذ‬

‫زمن وذهنً فً ببلد آخر ‪ ,‬جلس على السرٌر خلفً مقاببلً لً فً المرآة‬
‫وقال‬

‫" حٌدر اتصل بً سنخرج للبحر خبلل األسبوع القادم لقد دعا صدٌقه‬
‫وعابلته وقال‬

‫انه بإمكاننا دعوة من نرٌد ‪ ,‬سؤتحدث مع أسعد لٌكون معنا وعابلته"‬

‫قلت وأنا أنظر لصورته فً المرآة " هل ٌمكننً دعوة عمتً وعابلتها ؟ !‬
‫"‬

‫وقؾ وقال " كما ترٌدٌن"‬

‫وصل عند الباب فقلت " رابد"‬

‫التفت لً فقلت " خدنً إلٌهم الٌوم أنا مشتاقة لهم"‬

‫قال مؽادراً " عند المساء سؤزور صدٌق لً سؤصطحبك فً طرٌقً"‬

‫وخرج من فوره كما دخل ولكنه حمل معه عٌناي وقلبً ‪ ,‬ال استطٌع‬
‫االبتعاد عنه‬
‫ال ٌمكننً ذلك وال حتى فً خٌالً رؼم انشؽاله الدابم عنً وسجنه لنفسه‬
‫مع الكتب‬

‫ومكتبه رؼم نومه كل لٌلة هناك تاركا ً لً وحدي هنا ورؼم خروجه كل‬
‫لٌلة حتى‬

‫وقت متؤخر ‪ ,‬أشعر باألمان بقربة أشعر بالحٌاة فً وجودي معه‬

‫كم أتمنى أن ٌتؽٌر اتجاهً أن ٌحبنً كما أحبه أن ٌعاملنً كزوجة وحبٌبة‬
‫أن ٌنكسر‬

‫كل هذا الجمود ‪ ,‬أنا حقا ال أفهمه ال أفهم بروده وهروبه ال أفهم قبلته‬
‫الصؽٌرة‬

‫لشفتاي كل لٌلة حٌن ٌعود بعد منتصؾ اللٌل وٌدخل لٌؤخذ ثٌابه وأنا‬
‫نابمة‬

‫حتى أنً أصبحت أُرؼم نفسً على السهر وأتظاهر بالنوم ما أن ٌعود‬
‫ألستشعر‬

‫شفتاه وهً تقبلنً ‪ ,‬آه لقد جننتً ٌا قمر جنونا ً اسمه رابد ‪ ,‬وكٌؾ ال‬
‫أجن إنه‬

‫رابد إنه المعنى الجمٌل الوحٌد لطفولتً وهوا الشخص الذي أحبنً بقوة‬
‫وعنفوان‬

‫وكسرت قلبه سؤستحمل علً أكفر عن خطبً فً حقه ‪ ,‬أحبك رابد‬


‫وسؤتحمل من‬
‫أجلك حتى تحبنً حٌنها سؤخبرك من أكون قمر الطفلة وضوء القمر‬
‫الشابة وكل‬

‫ما حدث حٌنها ‪ ,‬فإن أحبنً سٌصدقنً أما على هذا الحال فلن ٌصدقنً‬
‫بالتؤكٌد‬

‫فتحت الدرج أخرجت قوسا ً كرٌستالً رفعت به ؼرتً لؤلعلى وما أن‬
‫أبعدت ٌداي‬

‫حتى سقطت وهوا معها ‪ ,‬أمسكته ورمٌته بقوة على الباب وقلت بؽٌض‬

‫"سحقا ً لك ال شًء ٌمسكك أبداً"‬

‫فتح حٌنها رابد باب الؽرفة بقوة ونظر لً بنظرة أُقسم أنها نظرة خوؾ‬

‫ثم قال " قمر ما بك ؟" !‬

‫شعرت بالخجل من نفسً أتصرؾ كاألطفال فقلت‬

‫"ال شًء إنه قوس الشعر رمٌته فضرب الباب دون قصد"‬

‫أؼلق الباب قلٌبلً ونظر خلفه ثم نظر لً وقال " ولما رمٌته" !!‬

‫نظرت أرضا ً ألعب بطرؾ الفستان القصٌر بٌن أصابعً وقلت‬

‫"أمسكت به ؼرتً فسقطا معا ً شعرت بالضٌق فرمٌته ‪ ,‬هذا فقط ما حدث‬
‫"‬
‫أخذه من خلؾ الباب اقترب منً وقؾ خلفً أمسكه بكلى ٌداه وؼرسه‬
‫فً‬

‫شعري فوق الؽرة تماما ً وقال ونظره على عٌناي فً المرآة " هكذا أجمل‬
‫"‬

‫رفعت رأسً لؤلعلى ورفعت نظري له ألرى وجهه كنت أرٌد روٌته هكذا‬
‫دون قٌود‬

‫فؤنزل رأسه ونظر لً ولعب بؽرتً بؤصابعه وقال مبتسما ً " اتركٌها أسفل‬
‫فهكذا تعجبنً"‬

‫ثم خرج من فوره وعٌناي ٌتبعانه بذهول ‪ ,‬أقسم أنً أعجز عن فهمك ٌا‬
‫رجل حٌاتً‬

‫ٌا ماضٌا وحاضري ومستقبلً ‪ ,‬أعلم أنه سٌقسو علٌا بعد قلٌل وٌعود‬
‫لطبٌعته لكن‬

‫دموعً نزلت فرحا ً بكلماته فلن أفكر بعد الٌوم فً رفع ؼرتً ألنً‬
‫ظننتها ال تعجبه‬

‫ؼادرت الؽرفة فكان سجٌن مكتبه ‪ ,‬أُقسم أننً صرت أكره الكتب‬
‫والمكتبات والتؤلٌؾ‬

‫وكل هذه األمور التً ٌشؽل نفسه بها عنً‬


‫توجهت للمطبخ أعددت العشاء ‪ ,‬الوقت الزال مبكراً علٌه ولكن لٌس لدي‬
‫ما أفعله‬

‫ما أن أذهب الٌوم لبٌت عمتً سؤجلب معً مفكرتً وأكتب فٌها بدل هذا‬
‫الملل و‬

‫الفراغ الكبٌرٌن ‪ ,‬شؽلّت التلفاز وجلست أتابع برنامجا ً عن الطبخ ومر‬


‫بً الوقت‬

‫عند أول المساء طرقت علٌه باب صومعته ‪ ,‬لو كان راهبا ً فً زمن‬
‫الرهبان لدخل‬

‫الجنة دون حساب ‪ ,‬جاءنً صوته قاببل " تعشً ٌا قمر سآكل فٌما بعد"‬

‫ٌبدوا لً نسً بؤنه سٌؤخذنً لبٌت عمتً ٌاال خٌبة األمل ‪ ,‬دخلت ؼرفتً‬
‫وأؼلقتها‬

‫ارتمٌت على السرٌر وؼرقت فً همومً ‪ ,‬بعد ساعة فتح باب الؽرفة‬
‫وقال‬

‫"هل نم ِ‬
‫ت ؟" !‬

‫جلست وقلت " ال ومن ٌنام فً هذا الوقت"‬

‫قال ببرود مؽادراً " جهزي نفسك آلخذك أم ؼٌرتً رأٌك"‬

‫قلت بهمس " بل ظننتك نسٌت"‬


‫قلتها وأعلم أنه لن ٌسمعها ألنه ؼادر قبل حتى أن ٌنهً كبلمه فكٌؾ‬
‫سٌستمع لكبلمً‬

‫تنهدت وؼادرت السرٌر ؼٌرت ثٌابً وارتدٌت فستانا ً جمٌبلً وممٌزاً‬


‫ووضعت بعض‬

‫الماكٌاج سرحت شعري وتركته مفتوحا ً ووضعت به مشبك على شكل‬


‫وردة زهرٌة‬

‫اللون كلون الفستان ‪ ,‬تبتها خلؾ أذنً وفتشت عن حدابً الزهري ولم‬
‫أجده ‪ٌ ,‬بدوا‬

‫فً الخارج !! خرجت وتقابلت ورابد خارجا ً من المطبخ حتى كدت‬


‫أصطدم به‬

‫نظر لً مطوالً فنظرت لؤلرض وقلت بتوتر " حدابً الزهري هل رأٌته‬
‫؟" !‬

‫كان ٌنظر لً بصمت وال ٌفصلنا عن بعض سوى خطوة صؽٌرة ‪ ,‬كم‬
‫تقتلنً هذه‬

‫العٌنان السوداء الؽامقة الؽامضة حٌن تفترسنً هكذا بنظراتها وكم‬


‫تحرقنً هذه‬

‫األنفاس الدافبة حٌن تلفح وجهً القترابها ‪ ,‬شددت الفستان لؤلسفل‬


‫بتوتر فقلص‬

‫تلك الخطوة الفاصلة بٌننا باقترابه منً أكثر ثم مد أصابعه لوجهً ‪ ,‬أبعد‬
‫شعري‬
‫عن طرؾ خدي مبعداً إٌاه خلؾ عنقً مخلبل أصابعه فٌه ‪ ,‬أمسك عنقً‬
‫وقرب‬

‫وجهً من وجهه لٌلفح نفسً فكه األٌسر وعلق عند خدي وبدأ ٌستنشقه‬
‫بخدر‬

‫لٌلعب بؤعصابً لعبته الدابمة ثم تمتم بكلمات لم أفهمها ‪ ,‬انتقل بعدها‬


‫لعنقً قبله‬

‫قبلة طوٌلة حتى أفقدنً حواسً فقلت بهمس " الحداء هل رأٌته ؟" !‬

‫كان كل مناٌا حٌنها الهرب منه ألنً سؤطاوع جنونً وأتعلق بعنقه أو‬
‫سٌؽمى‬

‫علً فوراً ‪ ,‬ابتعد قلٌبل وأبعد شعري عن أذنً وهمس فٌها‬

‫"حتى لو كنت رأٌته فلقد نسٌته اآلن"‬

‫كانت دقات قلبً كالطبول وأنفاسً تعصؾ كموج البحر من شدة توتري‬

‫ُ‬
‫توقفت منذ مدة عن التزٌن ولبس الفساتٌن القصٌرة ألنه ؼٌر مهتم‬ ‫لقد‬
‫ولم‬

‫أتخٌل أن تإثر فٌه ‪ ,‬لكنه الٌوم على ؼٌر طبٌعته أبداً ومنذ الصباح‬

‫اكتفٌت بالصمت وعٌناي فً عٌنٌه أبحث فً هذا البحر األسود عن شًء‬


‫أفهمه فٌهما ‪ ,‬فؤمسك وجهً بٌدٌه ووضع أنفه على أنفً وقال هامسا ً‬
‫بابتسامة‬

‫"لن نتؤخر فً السهر اللٌلة فسهرتنا هنا"‬

‫ثم ابتعد عنً وخرج للسٌارة وتركنً كقطعة القماش المبلولة فً الرٌح ‪,‬‬
‫كنسمة‬

‫شتاء باردة أطلقوها لتتسلل عبر حرارة الصٌؾ‬

‫بعد قلٌل عاد ووجدنً واقفة مكانً فقال بابتسامة جانبٌة " ما بك سوؾ‬
‫نتؤخر"‬

‫تحركت حٌنها بسرعة وأنا أتمتم " ٌالً من بلهاء" !!‬

‫لبست الحداء األسود فلم أعد أحتاج ذاك ولن أراه ثم لبست عباءتً‬
‫وحجابً‬

‫وركبت معه السٌارة فً صمت قاتل حتى وصلنا ‪ ,‬نزلت فقال‬

‫"كما أخبرتك سوؾ آتٌك مبكراً"‬

‫قلت مؽادرة دون أن أنظر إلٌه " حسنا ً"‬

‫دخلت منزل عمتً وقابلتنً باألحضان هً ونوران فهذه أول زٌارة لً‬
‫منذ‬
‫زواجً ‪ ,‬حاولت أن أكون سعٌدة أمامهم قدر اإلمكان كً ال أُؼرقهم فً‬
‫مشاكلً‬

‫التً ال تنتهً ‪ ,‬بعد وقت نظرت نوران لحدابً ثم نظرت لً نظرة ماكرة‬
‫وقالت‬

‫"عجٌب !! قمر ترتدي حداء اسود مع فستان لٌس أسود اللون"‬

‫ُ‬
‫فنظرت‬ ‫نظرت لها بتهدٌد ثم نظرت جهة عمتً التً كانت تنظر لً‬
‫لؤلرض بخجل‬

‫ُ‬
‫فؤمسكت الوسادة ورمٌت نوران بها وقلت‬ ‫خرجت عمتً من فورها‬
‫بضٌق‬

‫"وقحة أي موقؾ هذا الذي وضعتنً به"‬

‫ضحكت وقالت " كان سإاالً عفوٌا ً"‬

‫ثم ؼمزت بعٌنها وقالت " ما القصة ها"‬

‫نظرت لؤلرض وؼلبتنً ابتسامتً حٌن تذكرت ما حدث فجلست نوران‬


‫بجواري‬

‫وقالت هامسة " ماذا حدث معك هل أخبرته ؟" !‬

‫نظرت لها مطوال بصمت بادئ األمر وما كان أمامً من خٌار فقلت‬
‫بابتسامة‬

‫" نعم وكل شًء وأخبرنً أنه ٌذكر قمر وفهم أسبابً وتصافٌنا"‬
‫حضنتنً وقالت بحب " حمداً هلل لقد انشؽل بالً كثٌراً بسبب هذا األمر"‬

‫نظرت لها باستؽراب وفً بالً سإال ولكن عمتً دخلت وؼرقنا فً‬
‫األحادٌث حتى‬

‫رن هاتفً وكان المتصل رابد نظرت للساعة وقلت " ٌآه أخذنا الوقت ولم‬
‫أشعر به"‬

‫قالت نوران بضٌق " الزال الوقت مبكراً ما به مستعجل هكذا" !!‬

‫اكتفٌت باالبتسامة وأجبت فقال مباشرة " هٌا ٌا قمر أنا فً الخارج"‬

‫قلت بشبه همس " حسنا ً"‬

‫ودعت عابلة عمتً وأصررت علٌهم مرافقتنا للرحلة فرفضت نوران‬


‫متحججة‬

‫ال أعلم لما أشعر أنها تتعمد عدم الذهاب !! أما من طار فرحا ً هوا مإمن‬
‫وقال أنه‬

‫سٌذهب معنا ولو لوحده ‪ ,‬وصلنا المنزل فً ذات الصمت سبقته ودخلت‬
‫الؽرفة‬

‫وما هً إال لحظات ودخل ‪ ,‬ضننت أنه كان ٌمزح أو سٌؽٌر رأٌه بالقسوة‬
‫ككل حٌن‬

‫شؽلت نفسً عنه بخلع األقراط من أذناي واقفة أمام ألمرآة فوقؾ خلفً‬
‫وأبعد شعري‬
‫عن ظهري جمعه كله ورماه لؤلمام ثم قرب أصابعه لتبلمس رقبتً‬
‫فشعرت بالرجفة‬

‫تسري فً كل عظامً وسافرت بنظري لؤلرض وأنا أشعر به ٌخلع العقد‬


‫من رقبتً‬

‫ثم شعرت بشفتٌه تقبل عنقً من الخلؾ كدت أفقد وعًٌ لوال أن تسللت‬
‫ٌداه لخصري‬

‫وشدنً له برفق وهمس فً أذنً " قمر حقا ً ٌا قمر"‬

‫بدأت بالتنفس بقوة محاولة التخفٌؾ من حدة توتري قبل عنقً فلم‬
‫أستطع إال الذوبان‬

‫بٌن ٌدٌه ‪ ,‬حملنً للسرٌر وضعنً علٌه برفق ثم انحنى لشفتاي وقال‬
‫هامسا ً فوقهما‬

‫"اللٌلة لٌلتنا ٌا قمر"‬

‫قبلنً مطوالً ثم تسلل للسرٌر ألذوب كقطعة جلٌد بٌن أحضانه وقببلته‬
‫كحبٌبة‬

‫تاهت بٌن ذراعً حبٌبها كزوجة فً حضن زوج ٌعشقها بجنون وكله‬
‫كان فً‬

‫خٌالً وحدي بالتؤكٌد ‪ ,‬استٌقظت بعد وقت ألجد نفسً فً حضنه ‪,‬‬
‫مررت إصبعً‬
‫على الشًء الؽرٌب الموجود بٌن عنقه وصدره ومن كتفه حتى وسط‬
‫ذراعه مع أثار‬

‫ل ُندب صؽٌرة ومتفرقة ‪ ,‬تبدوا وكؤنها أثار جراح قدٌمة وعمٌقة‬

‫هل تعرض لحادث من قبل ٌا ترى ؟؟ ‪ ,‬أم أنها ‪ ...........‬أثار تعذٌب!!!‬

‫أؼمضت عٌناي بشدة وتؤلم ‪ ,‬ما الذي تخفٌه ٌا رابد ما الذي حدث معك‬
‫فً الماضً ؟!‬

‫نظرت لوجهه النابم بهدوء قبلت جرحه وؼصت فً حضنه أكثر استشعر‬
‫رابحته‬

‫وجسده ووجوده ‪ ,‬وتبدد الحلم حٌن استٌقظت بعدها ألجده ؼٌر موجود ال‬
‫فً السرٌر‬

‫سرقت منً‬
‫وال الؽرفة وال أي شًء مما كان ‪ ,‬كلها كانت لحظات و ُ‬

‫قمت من سرٌري استحممت وصلٌت الفجر وخرجت من الؽرفة ألصدم‬


‫بضوء حجرة‬

‫المكتب مضاء ‪ ,‬وها قد عاد لسجن نفسه هناك لقد ضحك علٌك ٌا قمر ‪,‬‬
‫ال بل أنتً من‬

‫ت على نفسك ‪ ,‬كان علٌك طرده ببرود كما طردك سابقا ً كان علٌك‬
‫ضحك ِ‬
‫رفضه فلٌست‬

‫العبلقة الحمٌمة ما ترٌدٌنه منه كما قال ‪ ,‬لقد أتبتً صحة مقاله أتبتً‬
‫صحة اتهامه لك‬
‫ؼبٌة وخدعتك مشاعرك الصادقة اتجاهه‬

‫وصلت المطبخ بخطوات ثقٌلة وكل ما حدت ٌعود لمخٌلتً وكل ما قاله‬
‫ٌومها ٌدوي فً‬

‫رأسً كالبركان فلم أشعر بنفسً إال وأنا أرمً المبلعق والسكاكٌن بكل‬
‫قواي على‬

‫األرض وأصرخ ببكاء ‪ ,‬انفتح حٌنها باب مكتبه وخرج منه راكضا ً‬
‫اتجاهً ‪ ,‬وقؾ عند‬

‫الباب بجمود ٌنظر لً بصدمة وأنا أرمً كل شًء على األرض وأبكً‬
‫بحرقة‬

‫توجه ناحٌتً أمسكنً من ذراعاي وبدأ ٌهزنً بقوة وٌقول " قمر ما بك‬
‫هل جننتً"‬

‫ضربته بقبضة ٌداي على صدره وقلت بصراخ " ابتعد عنً ال تقترب‬
‫منً ابتعد"‬

‫أمسك ٌداي من معصمٌهما موقفا إٌاهما من ضربه وقال بؽضب‬

‫"كل هذا من أجل ما حدث البارحة ‪ ,‬هل تكرهٌننً لهذا الحد أنتً‬

‫ببل مشاعر ٌا قمر أنتً حجر"‬


‫نظرت له بصدمة وقد توقفت عن البكاء وعن الكبلم فقال بصراخ‬

‫"أنتً ال تعرفٌن الحب ‪ ...‬متحجرة"‬

‫تٌبس لسانً وشفتاي وأبت الحروؾ أن تخرج منهما ترجٌتها أن تفعل‬


‫فرفضت‬

‫قولً ٌا قمر ‪ ...‬قولً كم أحببته وكم بكٌتً ألجله وما فعلتً من أجله ‪,‬‬
‫ذكرٌه أنه‬

‫هوا الحجر الذي ال ٌشعر بكل ما فً قلبك له ‪ ,‬ذكرٌه بؤنه لو أحبك حبا ً‬
‫بحجم‬

‫الكون فلن ٌكون شٌبا ً أمام حبك وتضحٌتك ‪ ,‬تكلمً ‪ ..‬تكلمً ٌا قمر‬

‫وعبثا حاولت كنت أحملق فٌه بصدمة فتركنً وؼادر وضرب باب المنزل‬
‫بكل قواه‬

‫ولم ٌعد ٌومها حتى آخر اللٌل ‪ ,‬وأصبحت أنا مثله سجٌنة ؼرفة النوم ال‬
‫شًء سوى‬

‫البكاء والحزن والكتابة فً مفكرتً ‪ ,‬ال شًء سوى الوحدة والعذاب‬


‫واأللم وقد توقفنا‬

‫حتى عن الكبلم ولم نعد نتناول الطعام معا لٌتحول المنزل لشبه خالً‬
‫سوى من أحدنا‬

‫وكؤن اآلخر لٌس معه فٌه‬


‫بعد عدة أٌام استٌقظت صباحا ً فوجدت ورقة على الطاولة فً المطبخ‬
‫مكتوب فٌها‬

‫(الرحلة للبحر فً الؽد)‬

‫تنهدت بضٌق وقلت " هل وصلنا لهذا الحد كتابة فً الورق"‬

‫عدت لؽرفتً اتصلت بعمتً فاعتذروا جمٌعهم النشؽالهم خصوصا ً أننا لن‬
‫نرجع‬

‫فً نفس الٌوم ‪ ,‬فٌما عدا مإمن الذي أخبرتنً أنه متحمس وأخذ اإلذن‬
‫من والده‬

‫ووافق مادام سٌرافقنا ‪ ,‬وهنا المشكلة كٌؾ سؤخبر رابد وهوا ٌؽلق حتى‬
‫باب‬

‫الحدٌث ‪ ,‬عدت للورقة كتبت تحت كتابته‬

‫(مإمن استؤذن من عمً وسمح له بمرافقتنا والذهاب معنا ألنهم‬


‫اعتذروا عن الذهاب)‬

‫طوٌت الورقة وتمنٌت من قلبً أن ال ٌخذلنً وٌحرجنً أمامهم ‪ ,‬أُقسم‬


‫إن رفض‬

‫اصطحابه فلن أذهب معه ولٌفعل ما ٌشاء ولٌضربنً حتى ‪ ,‬ولكن لن‬
‫أذهب بدونه‬
‫فلٌس لدي عذر أقوله لهم ‪ ,‬دخلت المكتب ووضعتها هناك فهوا فً‬
‫الخارج وأؼلقته‬

‫وؼادرت ‪ ,‬عند المساء كنت جالسة أشاهد التلفاز حٌن مر بجانبً ووضع‬
‫الورقة على‬

‫الطاولة ‪ ,‬انتظرته حتى عاد لمكتبه وفتحتها وكان فٌها‬

‫(أخبرٌه أننا سنمر به عند الفجر)‬

‫تنهدت براحة ‪ ,‬حمداً هلل خان توقعاتً ولم ٌنتقم منً بإحراجً أمامهم ‪,‬‬
‫لم استطع‬

‫سإاله كم سنبقى وإن كنا سنؤخذ معنا شٌبا ً ‪ ,‬نمت مبكراً واستٌقظت قبل‬
‫األذان‬

‫بوقت ‪ ,‬أعددت قالبٌن من الحلوى لنؤخذهم معنا وقطعتها ووضعتها فً‬


‫حافظة‬

‫طعام كبٌرة وصلٌت الفجر وجهزت نفسً ‪ ,‬اتصلت بمنزل عمتً فؤجاب‬
‫مإمن‬

‫كما توقعت فضحكت وقلت " منذ متى وأنت مستٌقظ"‬

‫قال ضاحكا ً " منذ وقت ‪ ,‬هل ستؤتون اآلن ؟" !‬

‫قلت " رابد ٌستحم ما أن ٌُجهز نفسه سنمر بك"‬


‫قال بحماس " جاهز ٌا قمري ٌا أحلى قمر ‪ ,‬عرف ِ‬
‫ت بمن تتزوجً"‬

‫لم أُعلق على جملته ‪ ,‬لو تعرؾ أنت من تزوجت لؽٌرت رأٌك ‪ ,‬خرجت‬
‫بعد قلٌل‬

‫ووجدته ٌحمل الحافظة خارجا ً بها ‪ ,‬جٌد لن أطر إلخباره ‪ ,‬أخذت معً‬
‫بعض‬

‫الثٌاب وشٌبا ً سمٌكا فقد ٌبرد الجو لٌبلً ‪ ,‬كم أتمنى أن تنتهً هذه الرحلة‬
‫على خٌر‬

‫كنت ارتدي تنوره سوداء طوٌلة وواسعة وقمٌص أحمر وحجاب ‪ ,‬مر‬
‫بجانبً دخل‬

‫الؽرفة وخرج حامبلً عباءتً فً ٌده ووضعها أمامً على الطاولة وؼادر‬
‫‪ٌ ,‬ا عٌنً‬

‫أوامر على الصامت ‪ ,‬لباسً ساتر ما به !! ولكن ما سؤقول ؼٌر أمري‬


‫هلل‬

‫أخذت العباءة ولبستها فلست بمزاج مشاكل مع أحد خصوصا ً رابد‬

‫ركبت السٌارة فً صمت وصلنا منزل عمتً ووجدنا مإمن ٌقؾ فً‬
‫الخارج‬

‫أمسكت نفسً بصعوبة عن الضحك ففتح الباب الخلفً وركب وقال "‬
‫تؤخرتم"‬

‫فضحكت من فوري فقد فاض بً من إمساك ضحكتً فقال مإمن بضٌق‬


‫"أعجبتك النكتة سٌدة قمر"‬

‫ضحكت أكثر ولم اكترث بؤحد ثم قلت " علمتك نوران أسوء عاداتها"‬

‫تجاهلنً وقال " مرحبا ً رابد"‬

‫نطق حٌنها الحجر الذي لم أسمع صوته منذ أٌام وقال وهوا ٌنطلق‬

‫"مرحبا ً اآلن كنت قلتها عند صعودك ‪ٌ ,‬اال المدارس الفاشلة والمعلمٌن‬
‫الفاشلٌن"‬

‫ثم نظر للخلؾ حٌث مإمن وؼمز له بعٌنه وضحك اآلخر ‪ ,‬ما ٌعنٌان‬
‫بذلك!!‬

‫المدرسة ال تدرس هذا إنه ٌقصدنً أنا بالتؤكٌد لكن من الذي أخبره أننً‬
‫أُعلم‬

‫مإمن أذاب التعامل ‪ ,‬نظرت بنظرة شك للخلؾ حٌث مإمن فنظر للنافذة‬
‫من‬

‫فوره وبدأ ٌصفر ‪ ,‬الخبٌث هوا من أخبره إذاً وهذا ٌسخر منً‬

‫تجاهلتهما كلٌهما وسافرت بنظري للطرٌق ‪ ,‬بعد وقت قال مإمن بضٌق‬

‫"ما بكما صامتان الرحلة مملة هكذا ‪ ,‬قمري دابما ً حزٌنة‬

‫وصامتة لكن أنت ٌبدوا أنها عدتك"‬


‫ضحكت حٌنها الصخرة بجانبً ‪ ,‬جٌد ضننت أنه لم ٌعد ٌعرؾ الضحك‬

‫قلت بضٌق متجاهلة حاجز الصمت بٌننا " أعجبتك النكتة سٌد مإمن ؟ !‬
‫"‬

‫لٌفهم رابد أنه المعنً بالكبلم دون أن أتحدث معه فضحك مجدداً وقال‬
‫موجها ً‬

‫حدٌثه لمإمن " أخبرنً عن أمور الدراسة"‬

‫اقترب حٌنها حتى أصبح وجهه بٌننا وقال بحماس‬

‫"لدٌنا لعبة كرة قدم األسبوع القادم سوؾ نهزم فرٌق الرقعة شر هزٌمة‬
‫لقد‬

‫هزمناهم المرة الماضٌة لكنهم احتجوا وسنعٌد المباراة" ‪....‬‬

‫واشتؽل كالمذٌاع فضحك رابد وقال " سؤلتك عن المدرسة ولٌس نشاطك‬
‫فٌها"‬

‫عاد جالسا ً فً الخلؾ وقال " منذ سرقت منا قمري وأنا ال أدرس"‬

‫نظر رابد باتجاهً وأنا عٌناي على الطرٌق أمامنا وقال " ولما"‬

‫فرقع بؤصابعه وضحك وقال‬

‫"كانت تقؾ على رأسً لتدرسنً جمٌع المواد أما اآلن أعٌش حٌاتً‬
‫طوالً وعرضا ً"‬
‫ضحك رابد وقال " البد وأن مستواك تحسن عن السابق"‬

‫ما به هذا ؟! من أٌام ال ٌكلمنً وال ٌؤكل معً وقد أفرغ كرهه بً ٌومها‬
‫واآلن‬

‫ٌستفزنً بإهانتً ‪ ,‬بقٌت على حالً متجاهلة كبلمه ونظري للطرٌق‬


‫أمامنا‬

‫قال مإمن بضٌق " لقد تراجعت درجاتً وأصبحت نوران من ٌدرسنً‬
‫بؤوامر‬

‫من والدي وهً تضربنً على رأسً كلما تعقدت األمور عندي فً الفهم‬
‫وما‬

‫أكثر ما تتعقد عندي ‪ ,‬متى س ُترجع لنا قمري لتدرسنً ؟" !‬

‫نظر لوجهً بتركٌز وقال " اسؤلها هً إن كانت ترٌد العودة"‬

‫نظرت له بصدمة ‪ ,‬ما ٌعنً بهذا ؟! هل ٌضع القرار فً ٌدي !! هل ٌقول‬


‫لً‬

‫إن كنتً ترٌدي الرحٌل فلست أجبرك على البقاء ‪ ,‬كنت أنظر لعٌنٌه‬
‫بضٌاع‬

‫وحٌرة فقال وعٌناه عادتا للطرٌق " بالنسبة لً لن أعٌدها"‬

‫نظرت جهة النافدة بضٌق ‪ ,‬سحقا ً له ٌستفزنً وٌختبر ردود فعلً‬


‫ٌمارس علٌا‬
‫ذكابه ‪ ,‬قلت بضٌق " مإمن ركز على الطرق أمامك ال زلنا نرٌد الحٌاة"‬

‫نظر حٌنها فً المرآة أمامه حٌث المقعد الخلفً وقال‬

‫"مإمن أخبر قمرك أن الؽضب لٌس من حقها هً"‬

‫قلت بحدة فقد ضقت ذرعا ً منه‬

‫"مإمن عدٌمة المشاعر المتحجرة ٌحق لها أن تؽضب أٌضا ً"‬

‫رجاء"‬
‫ً‬ ‫قال مإمن بهدوء " أنا ال افهم منكما شٌبا ً عودا للصمت‬

‫ضحك رابد وقال " متى مباراتكم القادمة"‬

‫قفز مإمن بٌننا من جدٌد وبدأ فً حدٌثه الذي ال ٌنتهً عن الكرة‬


‫وسافرت أنا بنظري‬

‫للطرٌق متكبة على زجاج النافذة حتى وصلنا ‪ ,‬كان حٌدر فً استقبالنا‬
‫فهوا من اختار‬

‫المكان وقد حجز لكل عابلة منا شالٌها خاصا ً بها ‪ ,‬دخلت شالٌهنا كان‬
‫مكونا ً من ؼرفتً‬

‫نوم وردهة صؽٌرة ‪ُ ,‬مشكلة سوؾ ٌنام مإمن فً ؼرفة ولن تبقى سوى‬
‫ؼرفة واحدة‬

‫ال ٌمكننً النوم عنده وال حتى رابد ألنه سٌثرثر بكل شًء حٌن ٌعود‬
‫ورابد لن تفوته‬
‫هذه النقطة إال إن فعلها عمداً إلحراجً مع عابلة عمتً ‪ ,‬ال دخل لً به‬
‫سؤنام قبله‬

‫ولٌجد لنفسه حبلً ‪ ,‬رتبت أؼراضً فً الؽرفة ترددت كثٌراً ثم أخذت‬


‫أؼراض رابد‬

‫ورتبتها فً ذات الؽرفة ورتبت لمإمن أؼراضه فً الؽرفة األخرى وكل‬


‫هذا بمساعدة‬

‫مإمن طبعا ً فهوا ٌقفز على رأسً لنخرج للبحر‬

‫طرق حٌنها أحدهم باب الشالٌه فتحته فكانت أنوار سلمت علً وأخبرتنً‬
‫أن‬

‫اآلخرٌن عند الشاطا ‪ ,‬لو لً زوجا ً ٌشعر بً النتظر حتى ٌؤخذنً معه‬

‫تنهدت وخرجت ‪ ,‬أمري هلل أحبه رؼم كل شًء وأحب كل شًء فٌه‬

‫خرجنا حٌث البقٌة ‪ُ ,‬كنَّ النساء ٌجلسن سوٌا ً بالمقربة من الرجال بعض‬
‫الشًء‬

‫جلست معهن وانطلق مإمن للعب مع أبنابهم ‪ُ ,‬كنا أربعة نساء أنا وأنوار‬
‫وزوجة‬

‫صدٌق حٌدر ( أسماء ) وزوجة صدٌق رابد ( عابشة ) تبادلنا األحادٌث‬


‫مطوالً‬

‫رؼم أننا ال نسمع شٌبا ً من صراخ الرجال بجانبنا وكؤنهم فً مباراة لكرة‬
‫قدم‬

‫ولٌس أحادٌث عابرة ورابد منسجم تماما ً معهم ‪ٌ ,‬بدوا لً شخصا ً مختلفا ً‬
‫وكؤنه‬

‫لٌس هوا ‪ٌ ,‬ضحك بصوت مرتفع وٌضرب من جانبه بٌده ومن أمامه‬
‫بقدمه‬

‫وهوا مضجع على البساط ‪ ,‬سمعنا صوت صراخ نظرت جهة األطفال‬
‫فكان‬

‫مإمن ٌتشاجر مع أحدهم وقفت من فوري وتوجهت مسرعة اتجاههم‬


‫أمسكت‬

‫مإمن من ٌده وسحبته وقلت بحدة " مإمن ماذا تفعل لما تتشاجران ؟" !‬

‫قال وهوا ٌقفز وٌصرخ ناظرا للفتى اآلخر " لقد ضربنً لٌؤخذ ُكرتً هل‬
‫أسكت له"‬

‫جاء حٌنها والد الفتى اآلخر فقلت بحدة‬

‫"مإمن جبنا لتلعبوا وتتسلوا ولٌس لتتشاجر مع األوالد"‬

‫قال بضٌق " ولكن" ‪....‬‬

‫قاطعته بؽضب " أصمت ال ترد كبلمً أنا أكبر منك"‬

‫قال والد الطفل " حصل خٌراً نحن آسفون"‬


‫قلت مؽادرة به " آسفة الخطؤ كان من مإمن"‬

‫سحبته متوجهة به بعٌداً نظرت جهة رابد فكان ٌنظر لً ‪ ,‬البد وانه‬
‫سٌوبخنً‬

‫وقفت مع رجل وصرخت أمام الرجال ‪ ,‬إن كانت ضحكة لم تعجبه فكٌؾ‬
‫اآلن‬

‫ابتعدت بمإمن بعٌداً فقال بضٌق " هوا المخطا لما وبختنً أمامه"‬

‫قلت بؽضب " مإمن هذا ال ٌجوز ما مظهرك ورابد الذي جلبك معه‬
‫أمامهم"‬

‫قال بؤسى " ما بك قمري لم تكونً تصرخً بً سابقا ً لقد أصبحتً‬


‫كنوران تماما ً"‬

‫"ٌبدوا أنها تفرغ ؼضبها من أحدهم بك"‬

‫ُ‬
‫نظرت جهة مإمن بضٌق ولم أعلق‬ ‫التفتت لمصدر الصوت فكان رابد ‪,‬‬
‫على كبلمه‬

‫فقال مإمن " هوا المخطا وقمر قالت لوالده أن الخطؤ منً أنا ‪ ...‬لماذا‬
‫" !!‬

‫صرخت به " احتراما ً له كم مرة سؤعلمك ذلك ‪ ,‬علٌنا أن نحترم اعتذاره‬


‫منا"‬

‫قال رابد بسخرٌة " إن كنتً ستعاملٌن أبناءنا هكذا فلن ننجبهم"‬
‫نظرت له بصدمة ثم تنفست بضٌق وامتؤلت عٌناي بالدموع وقلت بعبرة‬

‫"رابد حلفتك باهلل أن ترحمنً أقسم أننً أكاد أختنق"‬

‫وانخرطت فً نوبة بكاء شدٌدة أخفً وجهً بذراعً وأفرغ كل ما كنت‬


‫أكبته منذ‬

‫أٌام من ضٌق وألم وشعور بالنقص والتجاهل ‪ ,‬ولم أشعر إال بٌداه‬
‫تطوقاننً وإن لم‬

‫أكن أحلم فقد احتضننً ثم مسح على كتفً وقال بهدوء‬

‫"ٌكفً ٌا قمر أنتً بحالة نفسٌة سٌبة عودي للداخل وسؤعتذر منهم"‬

‫ابتعدت عنه ورجعت للخلؾ عدة خطوات وقلت بهدوء وعٌناي فً عٌنٌه‬

‫"أنا لست مجنونة"‬

‫صدم بادئ األمر بكبلمً ثم قال " ومن قال أنك مجنونة" !!‬
‫ُ‬

‫قلت بحدة " أنت قلت"‬

‫قال بصراخ ؼاضب‬

‫"قمر ما بك منذ ذاك الٌوم ‪ ,‬لقد كان كل شًء برضاك وإال ما كنت فعلت‬
‫شٌبا ً"‬

‫قلت ببكاء " نعم قلها قل أنً من سحبتك للؽرفة ‪ ,‬قل أنً من قالت أن‬
‫ذاك ما كان‬
‫ٌنقصنً معك ‪ ....‬قل ذلك اآلن"‬

‫تنهد بضٌق محاوالً تهدبة نفسه ثم قال مشٌراً بؤصبعه جهة الشالٌه‬

‫"قمر عودي للداخل"‬

‫ابتعدت عنهما بؽضب وجلست وحدي بعٌداً أبكً وأمسح دموعً كل فترة‬

‫بعد وقت اقترب منً مإمن جلس بجواري وقال بهدوء‬

‫"قمري أنا آسؾ لم أقصد إؼضابك وسوؾ أعتذر من الولد ووالده أٌضا ً‬
‫"‬

‫لذت بالصمت فقال برجاء‬

‫"قمر أرجوك لقد اشترط علٌا رابد أن أُراضٌك لنبقى أو سنعود اآلن"‬

‫نظرت لمكان وقوفنا السابق فكان رابد الزال واقفا هناك واضعا ً ٌدٌه فً‬

‫جٌوب بنطاله وٌنظر ناحٌتنا ‪ ,‬عدت بنظري للرمال تحتً وقلت بضٌق‬

‫"لست ؼاضبة أرٌد فقط البقاء وحدي"‬

‫قال " وأن تتوقفً عن البكاء أٌضا ً ‪ ,‬هكذا اشترط"‬

‫تنهدت وقلت " حسنا ً ولن أبكً"‬

‫قال مبتسما ً " إذا سؤلعب هنا بالقرب منك"‬


‫لذت بالصمت وسافرت بنظري للبحر ممسكة نفسً قدر اإلمكان عن‬
‫البكاء‬

‫من أجل مإمن ولٌس من أجل شًء آخر لكنت بكٌت حتى جفت دموعً‬
‫ؼٌر‬

‫مكترثة بؤحد ‪ ,‬بعد وقت اقترب رابد وجلس بجواري فً صمت ثم قال‬
‫بهدوء‬

‫"هل لً أن اعلم ما أؼضبك فٌما حدث ٌومها"‬

‫لذت بالصمت وكل ما أتمناه أن ٌؽادر حتى ؼاضبا ً ولكنه قال‬

‫"قمر هل ُتعلمً مإمن أذاب التعامل وال تجٌبٌن على من ٌحدثك اآلن"‬

‫قلت بسخرٌة " أجل معلم فاشل ما ستتوقع منه"‬

‫قال مجدداً " ما الذي أؼضبك فٌما حدث ؟" !‬

‫قلت بعبرة " كبلمك السابق"‬

‫الذ بالصمت طوٌبلً ثم قال " فقط"‬

‫قلت بحدة وأنا أحضن ساقاي " أال ٌكفً ذلك أال تكفً تلك اإلهانة ولكنً‬
‫الؽبٌة ‪ ,‬أنا‬

‫أطعتك ألتلقى إهانة أكبر وتنعتنً بالمتحجرة عدٌمة المشاعر وأنً ال‬
‫أعرؾ الحب"‬
‫قال بحدة مماثلة وهوا ٌنظر جهتً " وهل أنا حجر ال أشعر باإلهانة ‪ ,‬ما‬
‫معنى بكابك‬

‫وصراخك وتحطٌمك كل شًء ذاك الصباح ‪ ,‬أنتً ال تعلمً أي طعنة‬


‫وجهتها لً ٌومها"‬

‫رفعت وجهً ونظرت للبحر وقلت بحزن‬

‫"مشكلتك ٌا رابد أنك تبرئ نفسك على حساب اآلخرٌن"‬

‫قال بحزم " أنا لم أخطؤ"‬

‫قلت بتحدي " وال أنا"‬

‫اقترب حٌنها حٌدر وقال مبتسما ً‬

‫"هٌا أٌها العصفوران أجبل الحب قلٌبل وتعالٌا لتناول الطعام معنا"‬

‫وقؾ رابد وقال " معك أنت ال ٌوجد عصافٌر وال حب"‬

‫وؼادر ٌتبعه ومإمن كذلك ‪ ,‬ال أعلم حتى متى سنبقى نخدع اآلخرٌن ‪,‬‬
‫مشكلتً أنً‬

‫لم أكرهه وال حتى ذرة واحدة ‪ُ ,‬ترى هل سٌزول كل هذا الحب ٌوما ً !!‬
‫هل ستحدث‬

‫معجزة ما تمحوه من قلبً فً لمح البصر ‪ ,‬عدت للشالٌه وسجنت نفسً‬


‫فٌه حتى‬
‫المساء حٌن طرق رابد باب الؽرفة ودخل ‪ ,‬كنت جالسة على طرؾ‬
‫السرٌر‬

‫ونظري لؤلرض حٌث قدماي ‪ ,‬وقؾ عند الباب وقال‬

‫"الكل ٌسؤل عنك فً الخارج ‪ ,‬هٌا أخرجً للجلوس معنا"‬

‫قلت بهدوء " ال أرٌد"‬

‫تنهد وقال " قمر نحن جبنا لنشاركهم الرحلة ال لنسجن أنفسنا"‬

‫نظرت له وابتسمت بسخرٌة وقلت " جٌد أنه ال مكتب هنا لسجنت أنت‬
‫نفسك فٌه"‬

‫قال بضٌق " قمر لما ترٌدٌن افتعال مشكلة معً بؤي شكل" !!‬

‫وقفت وأخذت وشاحً الصوفً وضعته على كتفاي وخرجت أمامه فً‬
‫صمت‬

‫وهوا ٌتبعنً حتى وصلنا عند الجمٌع ‪ ,‬كانوا ٌجلسون حول نار كبٌرة ‪,‬‬
‫الرجال‬

‫نصؾ دابرة فً جانب والنساء فً الجانب اآلخر واألطفال طبعا ً كلهم نٌام‬
‫بسبب‬

‫كثرة اللعب واالستٌقاظ مبكراً الٌوم ‪ ,‬وصلنا فقالت أنوار‬

‫"أٌن أنتً ٌا قمر لقد افتقدناك ؟" !‬


‫قلت بابتسامة وأنا أجلس بجوارها‬

‫"أحسست ببعض التعب فذهبت للراحة والنوم ‪ ,‬شكراً الهتمامكم"‬

‫ضحك أسعد وقال " ضننا أن زوجك ٌخببك عن الناس هنا"‬

‫جلس رابد وقال بضٌق " أصمت أو رمٌتك فً هذه النار"‬

‫شهقت زوجته بقوة ال إرادٌا ً وضحك علٌها الجمٌع عداي أنا ‪ ,‬نظرت‬
‫جهة‬

‫رابد فوجدته ٌنظر لً فنظرت جهة البحر ‪ ,‬ساد الصمت قلٌبل وعم‬
‫السكون‬

‫األجواء وكلما وقع نظري على عٌنً رابد هرب كل واحد منا من عٌنا‬
‫اآلخر‬

‫قال حٌنها حٌدر " ما رأٌكم أن نلعب لعبة (قل لمن تفكر" )‬

‫صفق بعدها بٌدٌه وقال بحماس‬

‫" انتهى عند هنا بدأنا كل واحد فً من كان ٌفكر اآلن واللعبة ما ٌقول له‬
‫"‬

‫ثم قال " أنوار األولى"‬

‫قالت بتذمر " ولما أنا ؟" !‬


‫قال " هكذا ‪ ,‬أنا صاحب الفكرة وأنا أختار"‬

‫تنهدت بضٌق وقالت " أقول لمن كنت أفكر فٌه أرجوا أن ال تخصِ م من‬

‫راتبً ألنً صنعت شٌبا ً ال ٌُؽتفر"‬

‫ضحك الجمٌع ما عدا قلبً المكسور طبعا ً ثم قال حٌدر‬

‫"دور زوجة أسعد"‬

‫قالت بعد ضحكة " أقول لمن كنت أفكر فٌه أرجوا أن تكون ؼسلت‬
‫أسنانك‬

‫قبل أن تنام ولست تكذب علً"‬

‫وقد عاد الجمٌع للضحك ‪ ,‬كم هً لعبة جمٌلة ومسلٌة ولكنها فً ؼٌر‬
‫وقتها‬

‫بالنسبة لً فلو كانت فً وقت آخر لسعدت وضحكت مثلهم‬

‫سمعت حٌدر ٌقول " قمر"‬

‫نظرت له فقال " أٌن أنتً أنادٌك من مدة ؟" !‬

‫قلت بخجل " لقد شردت قلٌبل عذراً منك"‬

‫قال مبتسما ً " إذا دورك"‬


‫وعند هنا انتهى بنا الفصل التاسع‬

‫كٌؾ سٌجتاز بطلٌنا هذه العقبة ومن سٌجبر هذا الكسر وكٌؾ ؟!‬

‫أحداث أخرى كثٌرة ستكون فً هذه الرحلة ومواجهات باألقوال واألفعال‬

‫انتظرونً فرحلتهم لن تنتهً بسهولة وستنتهً لعالم آخر ملًء‬


‫باألحداث‬

‫الفصل العاشر‬
‫سمعت حٌدر ٌقول‬

‫"قمر"‬

‫نظرت له فقال " أٌن أنتً أنادٌك من مدة"‬

‫قلت بخجل " لقد شردت قلٌبل عذراً منك"‬

‫قال مبتسما ً " إذا دورك"‬

‫ُجلت بنظري بٌنهم جمٌعا ً حتى وقع على رابد فنظرت لؤلرض وقلت‬

‫"أقول له ال تقتل الورد"‬

‫الذ الجمٌع بالصمت وكؤن كلماتً فاجؤتهم أو عجزوا عن تفسٌرها‬

‫قال حٌدر حٌنها " دورك أسماء"‬


‫ضحكت وقالت " ال أتذكر فٌما فكرت"‬

‫قال معترضا " علٌك التذكر بسرعة"‬

‫قالت ضاحكة " أنا حقا ال أذكر هل أكذب علٌكم"‬

‫قال بحماس " أفسدت علٌكم ‪ ,‬دورك ٌا رابد"‬

‫رفعت نظري له فكان ٌنظر لً ثم نظر جهة البحر وقال‬

‫"أقول له أنت ببل مشاعر"‬

‫أحسست حٌنها بالعبرة تخنقنً حتى كدت أنهار أمامهم ولم أعد أسمع‬
‫شٌبا ً مما ٌقولونه‬

‫وقفت بعدها وتوجهت للشاطا أتمشى عند حواؾ أمواجه فً صمت حٌث‬
‫الضوء الخافت‬

‫والقمر والسكون ‪ ,‬محتضنة ذراعاي ألتمس الدؾء من الوشاح الصوفً‬


‫الملفوؾ حولهما‬

‫وأنظر ألثار قدماي وهما تؽوصان فً الرمال الرطبة ‪ ,‬أبث حزنً للموج‬
‫وللرمال واشتكً‬

‫لهما من مالك قلبً وجوارحً الجالس هناك ‪ ,‬من قسوته وجبروته على‬
‫قلبً المسكٌن‬
‫شعرت حٌنها بٌد تلتؾ حول كتفً ‪ ,‬نظرت لصاحبها فكان رابد فابتسمت‬
‫له من بٌن‬

‫دموعً وحزنً وعتابً وألمً فضمنً له وقال " أنتً هنا مكانك القلب‬
‫ٌا قمر"‬

‫نظرت هنا وهناك ولم أجد أحداً ‪ ,‬نزلت دموعً رؼما ً عنً حٌن نظرت‬
‫للبعٌد فكان‬

‫جالسا مكانه ‪ ,‬نعم كنت أتوهم ما حدث كما أتوهم اآلن أنه ٌنظر إلً ‪ ,‬كما‬
‫أتوهم نظرات‬

‫الحزن والحٌرة اآلن فً عٌنٌه ‪ ,‬ابتسمت بحزن وعدت بنظري لقدماي‬


‫وتابعت سٌري‬

‫فشعرت حٌنها بشًء ٌصطدم بً بقوة حتى وقعت أرضا ً ‪ ,‬رفعت نظري‬
‫فكان ثمة‬

‫شابان ٌبدوا أنهما كانا ٌركضان وصدمنً أحدهما ‪ ,‬وما هً إال لحظات‬
‫وكان‬

‫رابد عندنا أوقفنً وقال صارخا ً فً أحدهما بحدة‬

‫" أال ترى أمامك قل أن الظبلم حالك وال أنوار وال قمر مكتمل وأنك لم‬
‫تراها"‬

‫قال الشاب بهدوء " آسؾ أنا لم أنتبه لها"‬


‫قال بؽضب أكبر " ُرش أسفك بالملح و ُك ْله ال أحتاجه"‬

‫قال الشاب بحدة " قلت لم أنتبه لها ثم هً لم تنكسر وال تتمزق ها هً‬
‫أمامك كاملة"‬

‫اقترب منه رابد وقال بصراخ ؼاضب‬

‫"أعرؾ حركاتكم هذه جٌداً ‪ ,‬لم أرى ولم أنتبه ‪ ,‬لست أحمقا ً لتضحك‬
‫علً"‬

‫سحب الشاب اآلخر رفٌقه قبل أن ٌتكلم وتكبر المشكلة وأمسك رابد بٌدي‬
‫وسحبنً‬

‫معه للشالٌه دخل بً للؽرفة أؼلقها وقال بؽضب‬

‫"هل كان علٌك االبتعاد عنا هكذا هل استحلٌ ِ‬


‫ت التنزه فً اللٌل"‬

‫قلت بحدة " ما تقصد !! تعمدت فعل ذلك"‬

‫قال بؽضب أكبر " ما كان علٌك الذهاب وحدك لقد فعل ذاك الحقٌر ما‬

‫فعله ألنه ٌضنك وحدك هناك"‬

‫قلت بدمعة سقطت متدحرجة من عٌنً " لم أكن وحدي"‬

‫نظر لً بصدمة فتابعت بؤسى " أجل كنت أنت معً كنت تمشً بجانبً‬
‫وترافقنً‬

‫فً وحدتً كنت أراك معً ألكتشؾ أننً كنت أتوهم فذاك ال ٌمكن أن‬
‫ٌكون أنت‬

‫أنت هذا الواقؾ ٌصرخ بً بكل صوته"‬

‫ثم شهقت بعبرة وسحبت الوشاح من على كتفاي ورمٌته بقوة على‬
‫األرض وقلت‬

‫ببكاء ماره من أمامه " مؽفل ٌا رابد وستكتشؾ ذلك ٌوما ً"‬

‫ثم خرجت من الؽرفة وتوجهت لؽرفة مإمن دخلت وأؼلقت الباب ‪ ,‬كان‬
‫نابما ً‬

‫بعمق ‪ ,‬جلست على الكرسً فً ؼرفته أبكً بصمت وما هً إال لحظات‬
‫و َفتح‬

‫رابد الباب وقال " كم مرة سنصنع مشاكل كثٌرة من مشكلة واحدة"‬

‫قلت بحزن ونظري على مإمن النابم بهدوء‬

‫"لو كنت أعلم أننً أخطؤت لكنت اعتذرت"‬

‫قال ببرود " ٌبدوا أنك نسٌتً كبلمك سابقا ً عن عناد الطرفٌن على‬

‫أن كل واحد منهما على صواب"‬

‫ضممت ذراعاي بٌداي ونظري لؤلرض وقلت بهدوء حزٌن‬

‫"هذه المعادلة تحتاج لطرفٌن ٌطبقانها لتنجح"‬


‫توجه ناحٌتً وضع الوشاح على كتفاي وقال مؽادراً " عودي للؽرفة فبل‬
‫داعً لبقابك‬

‫هنا سؤخرج ألكمل السهر مع حٌدر فلم ٌعد هناك أحد فً الؽرفة تهربً‬
‫منه"‬

‫ثم ؼادر وتركنً ككل مرة مجرد بقاٌا امرأة بعد مشكلة فجرت كل‬
‫مشاعرنا المكبوتة‬

‫الكره والؽضب منه والحزن واألسى منً ‪ ,‬وفً النهاٌة هذا ما ٌفلح فٌه‬
‫ٌضع اللوم علً‬

‫وكؤننً أنا المخطبة ‪ ,‬كنت أعلم أن هذه الرحلة ستكون تعٌسة هكذا ‪ ,‬لم‬
‫أعد للؽرفة ونمت‬

‫على الكرسً هناك ولم استٌقظ إال على صوت مإمن وهوا ٌقول‬

‫"قمر قومً هٌا"‬

‫فتحت عٌناي بصعوبة فلقد أنهكهما البكاء وقلت بصوت مبحوح‬

‫"متى استٌقظت" !!‬

‫قال " استٌقظت اآلن ‪ ,‬ما تفعلٌن هنا !! ولما تنامٌن على الكرسً"‬

‫أخفضت رأسً مسحت وجهً وقلت‬

‫"لقد جبت ألطمبن علٌك خفت أن تسخن بسبب تبلل مبلبسك باألمس‬
‫وؼلبنً النوم هنا"‬

‫وصلنً صوته قاببل بحٌرة‬

‫"ورابد نابم على األرٌكة فً الردهة ٌبدوا أنه كان ٌنتظرك حتى ؼلبه‬
‫النوم"‬

‫لم استطع إمساك نفسً عن الضحك ‪ٌ ,‬ا ال مخٌلة األطفال ‪ ,‬نظرت‬


‫للساعة فً ٌدي‬

‫ووقفت مصدومة وقلت " لقد فآتتنً الصبلة ٌالً من مستهترة"‬

‫خرجت مسرعة فكان رابد كما قال مإمن فً نوم عمٌق على األرٌكة ‪,‬‬
‫أدفع عمري‬

‫كله ثمنا ً لفهم هذا الرجل ‪ ,‬دخلت الؽرفة ثم دخلت الحمام توضؤت ألصلً‬
‫الفجر‬

‫والصبح ‪ُ ,‬ترى هل صلى أم فاتته الصبلة هل علٌا إٌقاظه ألسؤله !! علٌا‬


‫أن أوقظه‬

‫فً كل األحوال فبلبد لعقل مإمن الصؽٌر أن ٌشتؽل فً أي لحظة وٌبلحظ‬


‫الوضع‬

‫خرجت بهدوء وصلت عنده ونزلت لمستواه ثم سندت ذقنً بٌدي وتاهت‬
‫عٌناي‬

‫تراقبان مبلمحه ‪ ,‬ما أجمله وهوا نابم وما أجمله وهوا مستٌقظ وما‬
‫أجمله حتى‬
‫وهوا ٌصرخ ؼاضبا ً ‪ُ ,‬تهت فً تلك المبلمح فقادنً جنونً ألن أالمس‬
‫شفتٌه‬

‫بشفتاي بقبلة صؽٌرة كما ٌفعل كل لٌلة ‪ ,‬أرٌد أن أعلم ما شعوره ولما‬
‫ٌفعل ذلك‬

‫ُ‬
‫المست شفتاه فشعرت بشًء كالكهرباء فً كل جسمً‬ ‫اقتربت ببطء حتى‬

‫وشعرت وكؤن ثمة مؽناطٌس ٌجذبنً كً ال أبتعد فبل قبلتهما وال أبعدت‬

‫شفتاي بقٌت استنشق أنفاسه حد الخدر ثم وقفت متسمرة حٌن شعرت‬


‫بشفتٌه‬

‫قبلتنً ‪ ,‬نظرت له بصدمة ‪ ...‬هل ٌحلم !! قل أنك نابم وتحلم‬

‫بقٌت أحملق فٌه مصدومة فارتسمت ابتسامة صؽٌرة على شفتٌه ‪ ,‬من‬
‫صدمتً‬

‫عدت بخطواتً للوراء متمنٌة أن أخترق الجدران وأهرب أو أن تعود بً‬

‫ساعة الزمن للوراء وال أرتكب هذه الحماقة ‪ ,‬انقلب حٌنها معطٌا ظهره‬

‫لً وقال " لقد صلٌت الفجر شكراً لك"‬

‫لم أشعر حٌنها بشًء سوى دوران المكان وكاد ٌؽمى علً ‪ٌ ,‬الً من‬
‫ؼبٌة ما‬

‫سٌفكر فٌه اآلن ‪ ,‬ها أنتً أتبتً نظرٌته بك من جدٌد سحقا ً لك ٌا قمر‬
‫ولجنونك‬

‫دخلت الؽرفة من فوري وأؼلقت الباب خلفً ودخلت السرٌر وتؽطٌت‬


‫باللحاؾ‬

‫حتى رأسً وخصوصا ً وجهً ‪ ,‬بعد وقت طوٌل سمعت الباب ٌُفتح دخل‬
‫وأخذ‬

‫أؼراضه وخرج فً صمت وأنا على حالً أختبا منه ومن نفسً‬

‫بعد قلٌل فتح الباب وقال‬

‫"مإمن ٌسلم علٌك وٌقول لك ال تحرجٌنً معهم الٌوم أٌضا ً بسجنك‬


‫لنفسك"‬

‫وأؼلق الباب تؤففت ورمٌت الؽطاء عن وجهً فوجدته فً الؽرفة مكتفا‬


‫ٌدٌه لصدره‬

‫ومستندا بالباب وٌنظر لً ‪ ,‬أخذت اللحاؾ بقوة وعدت كما كنت ‪ ,‬أبدوا‬
‫كاألطفال‬

‫بتصرفً ولكن ما كان من خٌار أمامً وأنا أشعر بنفسً مجردة من كل‬
‫شًء أمامه‬

‫بعد ارتكابً تلك الجرٌمة التً ال تفكر حتى المراهقات بفعلها‬

‫سمعته ٌضحك ثم قال " ال داعً لبلختباء لن نتحدث فٌما حدث"‬

‫هذا كله ولن نتحدث ‪ ,‬تبا لك ٌا قمر أنظري فٌما وضعت نفسك‬
‫قلت بضٌق من تحت اللحاؾ " ال تفهم األمر كما ٌحلوا لك"‬

‫قال بصوت مبتسم " أنا لم اقل شٌبا ً"‬

‫قلت " أردت أن أعلم السبب وراء فعلك لهذا كل لٌلة"‬

‫كان علٌا إخراج هذا السبلح لتخفٌؾ إحراجً حٌن ٌعلم أننً أعلم ما‬
‫ٌفعل‬

‫سكت مطوالً ال اعلم من الصدمة أم أنه ال ٌرٌد التحدث ثم قال‬

‫"وأنا كنت أرٌد اختبار شًء ما"‬

‫اختبار كل لٌلة ٌا كاذب ‪ ,‬سمعت بعدها صوت الباب ٌؽلق خلفه فتحت‬
‫فتحة صؽٌرة‬

‫ألراه فكان ؼٌر موجود ‪ ,‬بعد وقت طوٌل ؼادرت السرٌر ثم استحممت‬
‫وخرجت آلفة‬

‫جسدي بمنشفة الحمام البٌضاء اللون وقفت عند طاولة التسرٌحة فتشت‬
‫كثٌراً عن المشط‬

‫ولم أجده ‪ ,‬آه كٌؾ سؤجفؾ شعري اآلن ال ٌمكننً ارتداء مبلبسً وهوا‬
‫هكذا ألنً سؤخرج‬

‫للخارج ‪ ,‬كم من مساوئ للشعر الطوٌل ‪ ,‬أُجزم أنه مإمن من فعلها‬

‫خرجت بمنشفتً لؽرفة مإمن دخلتها وكما توقعت كان المشط فً ؼرفته‬
‫أخذته وعدت‬

‫ركضا ً مسرعة وعٌناي لؤلرض كً ال أصطدم بشًء فاصطدمت بحاجز‬


‫لٌس فً األرض‬

‫بل أمامً ولٌس جماداً بل كابن بشري ‪ ,‬عدت خطوتٌن للخلؾ بشهقة‬
‫مفزوعة فكان رابد أمامً‬

‫تنفست بقوة ممسكة المنشفة كً ال تقع وقلت بخوؾ " لقد أفزعتنً"‬

‫نظر لً مطوالً ثم قال " ماذا كنتً تفعلٌن هناك ؟" !‬

‫شتت نظري على كل شًء حوله وٌدي تمسك المنشفة بقوة والٌد‬
‫األخرى ممسكة‬

‫بالمشط وقلت " إنـ إنه المشط كان لدى مإمن"‬

‫اقترب بخطواته حتى وقؾ أمامً فتراجعت خطوتٌن للوراء ‪ ,‬مد ٌده‬
‫لذراي امسكه‬

‫وسحبنً لصدره بقوة وألصق جسدي به مثبتا لً بذراعه المحكمة‬


‫سٌطرتها على كتفاي‬

‫لعب بٌده األخرى بشعري المبلول لتتطاٌر منه قطرات الماء فً كل اتجاه‬
‫‪ ,‬مسح بؤصابعه‬

‫على كتفً ٌطارد القطرات النابمة علٌه وأنا كمن ال حٌلة له وجهً فً‬
‫عنقه جامدة دون‬
‫حراك من الخارج وكل خبلٌا جسدي ترتعش من الداخل وتنفسً لحظات‬
‫وٌتوقؾ‬

‫تسللت ٌده األخرى لذقنً رفع وجهً له ودون مقدمات قبلنً بقوة حتى‬
‫كاد ٌنهً األكسجٌن‬

‫من ربتً ثم تركنً أتنفس بقوة كالؽرٌق وقال مؽادراً " أعدِّ ٌها رد دٌن‬
‫الصباح"‬

‫ثم ضحك وقال مبتعدا " هكذا أنا من أسدى لً معروفا ً فً نظره كافؤته‬
‫بؤفضل منه"‬

‫فتحت فمً مصدومة ونظري علٌه بعٌنان متسعتان من الصدمة وقلت‬


‫بدفاع وهوا ٌصل‬

‫عند الباب " حمداً هلل أنً ال أتعامل مع المعروؾ مثلك لكان النهار بطوله‬
‫ال ٌكفٌنً"‬

‫أبعد ٌده عن مقبض الباب الذي كان ٌفتحه للتو ثم التفت لً تاركا له شبه‬
‫مفتوح وعاد ناحٌتً‬

‫تراجعت للوراء وأنا أرى نظرة التحدي فً عٌنٌه ‪ٌ ,‬ا إلهً لقد جنٌت‬
‫على نفسً‬

‫اقترب أكثر فقلت وأنا أشد المنشفة على جسدي بكلى ٌداي " رابد ابتعد‬
‫عنً"‬

‫اتجه نحوي بخطوات شبه راكض أمسكنً من خصري ورفعنً إلٌه‬


‫لٌصٌر وجهً عند‬
‫وجهه وقال بابتسامة جانبٌة " هٌا ردي الدٌن البد وأنك تعلمٌن عددهم‬
‫أٌضا ً"‬

‫حاولت إبعاد وجهً عن وجهه ألن ٌداي مكبلتان مع جسدي بٌن ٌدٌه‬
‫وقلت بضٌق‬

‫"رابد اتركنً وأنزلنً حاالً"‬

‫قرب وجهه أكثر دار به جانبا ق ّبل عنقً وقال " هل تدعٌننً إلٌك‬
‫وتتراجعً"‬

‫قلت بضٌق وأنا أحرك كتفً لٌبتعد عن عنقً " واهم أنا لم أدعوك‬
‫أنزلنً حاالً"‬

‫قال بمكر وعٌناه فً عٌناي " وما أعتبر كبلمك ألٌس دعوة تحدي"‬

‫قلت بؽٌض " ال"‬

‫قبل ذقنً وقال " بلى ٌا ذكٌة"‬

‫انفتح حٌنها الباب ودخل مإمن ونظر لنا بصدمة فخبؤت وجهً فً وجهه‬
‫ألنً كنت‬

‫أنا المقابلة له لٌصبح وجهً ملتصق به فقال مإمن مبتسما ً‬

‫"آه أوووه آسؾ أحدهم أرسلنً لك ‪ ,‬حسنا ً ال بؤس خد وقتك"‬

‫ثم أؼلق الباب وؼادر ووزع رابد قببلته على وجهً فؤبعدته عنه وقلت‬
‫بؽضب‬

‫"هل ارتحت اآلن ما هذا الموقؾ السخٌؾ الذي وضعتنا فٌه أنزلنً ٌا‬
‫رابد قلت لك"‬

‫أنزلنً ولعب بؽرتً المبلولة بٌن أصابعه وقال‬

‫"دعٌه ٌسجل شٌبا ً جٌداً عنا بدالً من الفكرة التً أخدها"‬

‫أشحت بنظري عنه وأنا أتبت المنشفة على جسدي بؽٌض وقلت بضٌق‬

‫"بل قل شٌبا ً وقحا سخٌفا"‬

‫قال مؽادراً " اللوم علٌك لما تتحدٌننً بدعوتً إلٌك فً هذا الوقت‬
‫والمكان"‬

‫قلت صارخة بؽضب " لم أتحداك ولم أدعوك فبل تلصقها بً"‬

‫عاد ناحٌتً مسرعا ً فصرخت ودخلت الؽرفة هاربة منه ثم دخلت الحمام‬
‫وأؼلقته خلفً‬

‫ألن باب الؽرفة ببل مفتاح ‪ ,‬وقؾ عند الباب وقال " أنا أعتبرها دعوة‬
‫جدٌدة"‬

‫قلت بؽضب " واهم وؼبً لن أدعوك لذلك وال على جثمانً"‬

‫ضحك وقال " نعم زٌدي من دعوتً أكثر"‬

‫ضحكت بسخرٌة وقلت " ٌاال ؼرورك الؽٌر طبٌعً"‬


‫كنت محتمٌة عنه بالباب ولم أفكر أنه ٌُفتح من الجانبٌن حتى دار مقبضه‬
‫الدابري فشهقت‬

‫مبتعدة عنه ففتحه ودخل بسرعة اقترب منً بابتسامة انتصار سحبنً‬
‫من ذراعً وأنا أصرخ‬

‫به وهوا ال ٌكترث وال ٌتحدث ‪ ,‬خرج بً للؽرفة رمانً على السرٌر تبت‬
‫ٌداي علٌه بٌداه وقال‬

‫وهو ٌقرب جسده لجسدي " دعوة لثبلث مرات دفعة واحدة كثٌر"‬

‫قلت بحدة وعٌناي فً عٌنٌه " واهم ‪ ..‬اخرس وأصمت اآلن"‬

‫ابتسم بمكر وقال وهوا ٌمسك طرؾ المنشفة‬

‫"التحدي فً قاموس الرجل دعوة وأضنك تعلمٌن ذلك مسبقا"‬

‫أؼمضت عٌناي بشدة ألنً إن تكلمت أكثر فلن تزداد األمور إال سو ًء‬
‫فسمعنا حٌنها‬

‫صوت حٌدر فً الخارج ٌنادي رابد فتركنً مبتعداً عنً وقال مؽادراً‬

‫"قولً اآلن ؼٌر ما قلت وسؤصرفه وأعود إلٌك فوراً"‬

‫اكتفٌت بالصمت مؽتاظة ألعن اللحظة التً فكرت فٌها أن أقبله ‪ ,‬سمعت‬
‫حٌدر ٌقول له ضاحكا ً‬

‫"أرسلت لك مإمن ولم تؤتً فقلت ألفسد علٌه بنفسً هل نسٌت أنك‬
‫تركتنً انتظرك"‬

‫قال بصوت مرتفع متعمداً ألسمعه‬

‫"آسؾ جاءتنً دعوة مستعجلة من والد مإمن فخجلت أن أرده خاببا"‬

‫قال حٌدر وصوته ٌبتعد " دعوة على الهاتؾ أم ماذا أنا ال أفهمك"‬

‫وكان هوا خارجا ً خلفه ٌضحك ‪ ,‬مؽفل وأحمق وواهم واستحق كل ما‬
‫أتانً منه‬

‫جلست أتنفس بقوة وكؤنً كنت أركض هاربة من كلب مسعور ‪ ,‬ؼٌرت‬
‫ثٌابً وخرجت‬

‫تناولت شٌبا ً خفٌفا ً وسرٌعا ً وقضٌت بعض الوقت عند باب الشالٌه أراقب‬
‫البحر ثم خرجت‬

‫للخارج مشٌت بعض المسافة ووجدت رابد ومإمن ٌلعبان الكرة معا ً ‪,‬‬
‫حقا ً ٌالً من مهملة‬

‫جلبت ابن عمتً معنا ولم أهتم حتى لطعامه وإن كان ٌرٌد شٌبا ً ‪ ,‬جلست‬
‫بعٌداً عنهما أراقبهم‬

‫فً صمت وهم لم ٌنتبهوا لوجودي ‪ ,‬بعد وقت سقط رابد أرضا ً وضحك‬
‫مإمن علٌه ولم أستطع‬

‫حٌنها إمساك نفسً عن الضحك ‪ ,‬دار مإمن برأسه ورآنً فجؤة فلوح‬
‫بٌده اتجاهً ضاحكا ً‬
‫نظر حٌنها رابد جهتً فلم استطع إال الضحك أكثر فوقؾ واضعا ٌدٌه‬
‫وسط جسده ٌنظر‬

‫لً بضٌق فتوقفت عن الضحك فضحك هوا حٌنها ناظراً لؤلعلى ثم عادا‬
‫للعب مجدداً‬

‫كم ٌتعسر علٌا فهم رموزك ٌا رابد ‪ ,‬تعاملنً بلطؾ للحظة حتى أضن أنك‬
‫تؽٌرت‬

‫اتجاهً ثم سرعان ما تطعننً ببل رحمة ‪ ,‬شعرت حٌنها بٌد على رأسً‬
‫نظرت لؤلعلى‬

‫فكانت أنوار تنظر لً بابتسامة ثم جلست وقالت " كٌؾ أنتً الٌوم ؟" !‬

‫قلت ونظري علٌهما " بخٌر شكراً لك"‬

‫قالت بعد صمت " ٌبدوا لً تعانٌن مشكلة مع رابد"‬

‫نظرت لها بصدمة فؽادرت بنظرها للبحر وقالت‬

‫"الكبلم البارحة فً اللعبة كل واحد منكما كان ٌوجهه لآلخر ألٌس كذلك‬
‫"‬

‫لذت بالصمت فتابعت " حٌدر قال لً أن رابد تؽٌر كثٌراً هذه الفترة"‬

‫نظرت لها بحٌرة وقلت " فً ماذا" !!‬

‫نظرت لً وقالت " قال ٌبدوا ضابعا ً ومحتاراً فً أمر ما"‬


‫لذت بالصمت فعادت بنظرها للبحر وقالت‬

‫"قال أنه حتى فً مشكلته مع عابلته التً جعلته ٌهجرهم لم تجعله هكذا‬
‫"‬

‫قلت بهدوء " ما الذي حدث بٌنه وبٌنهم"‬

‫قالت " دعٌه هوا ٌحكً لك مادام لم ٌتحدث معك فً األمر قد ٌكون ال‬
‫ٌرٌدك أن‬

‫تعرفً أمر ما أو ٌرٌد إخبارك من وجهة نظره هوا"‬

‫عدنا للصمت ثم قالت " الؽرٌب أن انفصاله عن عابلته لم ٌؽٌر فً رابد‬


‫الكثٌر‬

‫لكن ما حدث بعد ذلك بثبلثة أعوام هوا ما ؼٌره جذرٌا ً لٌصبح أكثر عزلة‬

‫وانفراداً وتوقؾ حتى عن الكتابة وحتى ذاك الوقت لم ٌقل حٌدر هذه‬
‫المبلحظة‬

‫عنه ‪ ,‬لم ٌتحدث بما تحدث به اآلن"‬

‫قلت بحزن " كل زوجان ٌمران بادئ حٌاتهما بعقبات وٌحتاجان لوقت‬
‫لٌجتازاها"‬

‫نظرت لً وقالت " هذا فقط"‬

‫هززت رأسً بنعم دون كبلم فقالت‬


‫"حقٌقتا ً حٌدر من طلب منً سإالك حتى أنه هوا من الحظ كبلمكما‬
‫البارحة"‬

‫نظرت لها بصدمة فقالت " لم أره قلقا ً على شقٌقه كاآلن"‬

‫هربت من عٌنٌها وعدت بنظري إلٌه ‪ ,‬ما حدث بعد ثبلث سنوات كان‬
‫وقت‬

‫انتهاء عبلقتنا عبر االنترنت وذاك األمر هوا السبب حٌنها لكن اآلن ما‬
‫ٌكون‬

‫السبب وراء ما قالته‬

‫نظرت جانبا ً فلم أجدها ‪ٌ ,‬بدوا أنها احترمت صمتً وؼادرت‬

‫ضممت ساقاي بذراعاي ودسست رأسً بٌنهم لوقت حتى سمعت أنفاسا ً‬
‫تلهث بجانبً‬

‫رفعت رأسً ونظرت فكان رابد ٌجلس على ٌمٌنً ومإمن على ٌساري‬

‫ضحك مإمن وقال " لقد هزمت زوجك شر هزٌمة"‬

‫قال رابد ضاحكا ً " كاذب"‬

‫نظرت جهة مإمن وقلت " هل أكلت ؟" !‬

‫قال " نعم أنا ورابد"‬

‫قلت " اذهب وؼٌر مبلبسك إنها مبتلة والهواء متحرك ستمرض"‬
‫قال " ولكنً سؤلعب قلٌبل بعد"‬

‫قلت بحدة " وإن ٌكن ارتدي ؼٌرها حتى تجؾ والعب باألخرى"‬

‫تؤفؾ وؼادر عابداً للشالٌه فقال رابد " ال تفرؼً ؼضبك منً به"‬

‫قلت بضٌق " رابد لننهً الكبلم فً األمر أرجوك أنا آسفة إن جرحتك‬
‫لنعتبر شٌبا ً لم ٌحدث"‬

‫قال بهدوء وعٌناه على بحر " قمر أنا ال أفهمك حقا ً"‬

‫نظرت له بصدمة مطوالً وهوا على حاله عٌناه هناك ثم نظرت للرمال‬
‫تحتً وقلت‬

‫"وما الذي ال تفهمه بً أجبنً وارحمنً"‬

‫أخذ حفنة من الرمال بٌده ورماها أمامه وقال‬

‫"هل تعلمً معنى أن تجرح المرأة رجبل فً رجولته"‬

‫قلت ونظري للبحر " أعلم وأعلم معنى جرح الرجل أنوثة المرأة‬
‫باستمرار"‬

‫ثم نظرت له وقلت بؤسى‬

‫"رابد أنا لم أقصد جرحك ألنً عن نفسً كنت مجروحة حٌنها حد‬
‫الوجع"‬
‫نظر لً وقال " وما الذي جرحك وأنتً كنتً" ‪...‬‬

‫بتر جملته فنظرت للبحر وقلت بعٌنان تمتلا دموعا " أنا ماذا ؟! آه أنا‬
‫من طلبت ذلك"‬

‫قال بضٌق " لٌس هذا ما أعنً"‬

‫قلت بابتسامة سخرٌة " ماذا تعنً إذاً ؟" !‬

‫قال بحدة " ال مجال للتفاهم معك أبداً ٌا قمر هبل شرح ِ‬
‫ت لً لما انزعج ِ‬
‫ت‬
‫إذاً ذاك الوقت"‬

‫قبضت بٌدي على صدري اكتم عبرتً وقلت ببحة " لن تفهم ألنك ال‬
‫تشعر كما اشعر"‬

‫قال بهدوء " أخبرتك أنً ال أفهمك أنتً معقدة جداً"‬

‫قلت بابتسامة حزٌنة " مشكلتنا األخرى أن كل واحد منا ٌرى اآلخر بعٌن‬
‫طبعه"‬

‫قال بجمود " قمر توقفً عن إهانتً كً ال أجرحك أكثر"‬

‫اقترب منا مإمن حٌنها وقال " ها أنظري قمري لقد ؼٌرتها"‬

‫وابتعد ٌلعب بمفرده فقال رابد‬

‫"وحتى متى سٌبقى ٌنادٌك بقمري ‪ ,‬ال هوا شقٌقك وال ابنك"‬

‫نظرت له مطوالً بحٌرة ثم قلت " إنه طفل"‬


‫قال ببرود " الطفل ٌكبر"‬

‫قلت بجدٌة " أنت ال تعلم ما تعنٌه لً تلك العابلة وما فعلته ألجلً"‬

‫نظر لً وقال " أفهم من كبلمك أن من فعل شٌبا ً ألجلك تستحملٌن حتى‬

‫األمور الخاطبة التً تخصه"‬

‫بقٌت أنظر له بحٌرة فنظر جهة مإمن وقال‬

‫" ٌعنً أنه ال شًء لً عندك ٌبرر الخطؤ لذلك تحاسبٌننً"‬

‫قلت بصدمة " رابد اصمت"‬

‫قال بابتسامة سخرٌة " ولما أصمت هل الحقٌقة مإلمة لهذا الحد"‬

‫ووقؾ حٌنها وؼادر ‪ ,‬ما أفعله مع هذا الرجل كٌؾ أتصرؾ معه هل كل‬
‫هذا وال أستحمل‬

‫أخطابه ‪ ,‬هوا ال ٌعلم أن ما أحمله له من فضل تجاوز عابلة عمتً بكثٌر‬


‫‪ ,‬لما ٌحب جرحً‬

‫لما تعذبنً ٌا رابد لما !! بقٌت مكانً لوقت أبث همومً حتى لؤلقدام‬
‫المارة أمامً ولو أنه‬

‫كان للقلوب القدرة على طرح حملها على األرض لكفى ما فً قلبً الكون‬
‫كله ولن ٌستوعبه‬
‫فما الذي تبقى لً اآلن ؼٌر الحسرة واأللم ‪ ,‬إن كان هوا ال ٌفهمنً فما‬
‫سؤقوله أنا التً بث‬

‫أعجز حتى عن تفسٌر أنفاسه ‪ ,‬كم تمنٌت الحٌاة معه لكنً لم أتمناها‬
‫هكذا أبداً فما أقساها من‬

‫جراح هذه التً تكون بسببه فقد أصبح الماضً أمامها شًء ال ٌذكر‬
‫رؼم أنه كان عنوانا‬

‫للضرب والسب والعذاب والسجن‬

‫رفعت رأسً ولم أجد مإمن الذي كان ٌلعب بالمقربة منً التفتت ٌمٌنا ً‬
‫وٌساراً وكان‬

‫ال وجود له فً كل مكان ‪ ,‬تري هل اقترب من تجمع الناس هناك عند‬


‫الشاطا!!‬

‫ولكن ذلك مستحٌل فرابد حذره من الذهاب هناك وحده ‪ ,‬وقفت وعدت‬
‫جهة الشالٌه‬

‫لقد أهملته كثٌرا وبما فٌه الكفاٌة ‪ ,‬ؼرقت فً همومً ومشاكلً ونسٌت‬
‫أنه صؽٌر‬

‫وٌحتاج لعناٌة واهتمام هل سٌبقى رابد رافعا مسبولٌته طوال الوقت وأنا‬
‫ابنة خاله‬

‫ومن احضره ولٌس هوا‬

‫وصلت الشالٌه وسمعت ضحكات مرتفعة إن كان رابد فسٌكون عجبا ً‬


‫ُعجاب وهوا‬

‫ؼادر من جواري قبل قلٌل ٌكاد ٌُحرق الدنٌا بما فٌها من الؽٌظ ‪ ,‬اقتربت‬
‫أكثر فكانا‬

‫بالفعل هما االثنان ٌنظران من ثقب فً الفاصل بٌن شالٌهنا والمجاور له‬
‫وٌضحكان‬

‫اقتربت منهما أكثر حتى أصبحت خلفهما ‪ ,‬كان رابد ٌقول‬

‫"انظر انظر للقوام آه كم هً مهلكة ‪ ,‬اسمع حٌنما تكبر أتركنً أنا أختار‬

‫لك واحدة كهذه ال تقع فً اختٌار سًء مثلً"‬

‫ضحك مإمن وقال " أرٌد واحدة كقمر ابحث لً"‬

‫ضحك رابد وقال " قلت لك ال تقع فً مطب مثلً ٌا ؼبً"‬

‫ثم صفر تصفٌره طوٌلة وقال " هل رأٌت تلك التً خلفها سحقا ً لحظً"‬

‫كل هذا كان ٌحدث أمامً وأنا اشتعل كالبركان ما ٌعنٌه بما ٌقول هل أنا‬
‫فً نظره هكذا‬

‫كنت أشعر بالدنٌا تضٌق وتضٌق والكون بؤسره ٌنطبق على ضلوعً ‪,‬‬
‫أي إهانة هذه لقد‬

‫فاقت كل سابقاتها ‪ ,‬لو أنه أوسعنً ضربا كان سٌكون أرحم من سماعً‬
‫هذا الكبلم منه‬
‫ضحك وقال " ما رأٌك باألخرى"‬

‫تجمعت الدماء فً رأسً فصرخت به " رااااابد"‬

‫لكنه تجاهلنً ولم ٌلتفت إلً ولم ٌنظر إلً أي منهما فقلت بحرقة‬

‫"رابد أنا أكلمك"‬

‫لم ٌُعرنً أي اهتمام واستمر فً وصفه ومإمن ٌصفر وٌضحك ‪ ,‬توجهت‬


‫جهة اإلناء‬

‫الحدٌدي الملًء بالرمال حملته وسكبته علً رأسٌهما وتوجهت للشالٌه‬


‫دموعً وعبراتً‬

‫كل واحدة منهما أقوي من األخرى ‪ ,‬دخلت وأؼلقت الباب الزجاجً‬


‫بالمفتاح‬

‫لنرى أٌن سٌستحمان ‪ ,‬أؼلقت الباب الربٌسً أٌضا وجلست فً الؽرفة‬


‫أبكً بحرقة إهانته‬

‫الجارحة ‪ ,‬اإلهانة األعنؾ فً عالم النساء والجرح الذي ال ٌوازٌه شًء‬


‫‪ ,‬بعد وقت سمعت‬

‫باب الشالٌه ٌُفتح ثم باب الؽرفة ودخل رابد وتوجه إلً من فوره أمسكنً‬
‫من ذراعً وسحبنً‬

‫منها بقوة ‪ ,‬كنت أقاوم ٌده لكنه سحبنً بالقوة للخارج وخرج بً من‬
‫الشالٌه‬
‫وعند هنا كانت نهاٌة الفصل الجدٌد‬

‫ما سٌكون عقاب رابد لها وما قصده بما فعل وهل كان متعمداً‬

‫ما سر قتل الورد الذي تحدثت عنه قمر فً اللعب ة وما عنت به‬

‫فً الفصل القادم سٌخرج بطلٌنا من هذه المشكلة فكٌؾ سٌوضح كل‬
‫واحد منهما فكرته لآلخر‬

‫وفً الفصل القادم سنتعرؾ على وجهة نظر بطل رواٌتنا فً األمر فدفة‬
‫الحدٌث ستكون لرابد‬

‫دمتم فً حفظ الرحمن‬

‫الفصل الحادي عشر‬

‫سحبتها جهة الحاجز الفاصل حٌث‬


‫كنا ننظر وقلت " أنظري"‬

‫قالت ببكاء وهً تقاومنً " ال أرٌد‬


‫أتركنً"‬

‫صرخت بها " بل تنظري اآلن‬


‫لتتؤكدي أن المكان فارغ وال أحد فٌه‬
‫وؼٌر مستؤجر أٌضا ً‬

‫ت‬‫ت شعوري اآلن هل علم ِ‬ ‫هل جرب ِ‬


‫معنى أن ُتجرح أنوثتك بعنؾ ‪ ,‬هذا‬
‫ال شًء أمام‬

‫شعوري ذاك الٌوم ٌا قمر ‪ ,‬وال‬


‫حتى ذرة فلك أن تتخٌلً"‬

‫لم تجب بؤي كلمة كانت تبكً بشدة‬


‫متكبة على الحاجز ثم نزلت لؤلرض‬
‫تخفً وجهها فً‬

‫ذراعها وتبكً بطرٌقة تذٌب الحجر‬


‫‪ ,‬قاومت كل مشاعري ودخلت‬
‫وتركتها توجهت للؽرفة‬

‫وضربت بابها بقوة وبقٌت واقفا فً‬


‫وسطها وٌداي وسط جسدي أتنفس‬
‫بقوة وؼٌض ثم بدأت‬

‫بالدوران فٌها محاوالً تشتٌت‬


‫أفكاري ومشاعري كً ال أخرج‬
‫إلٌها‬

‫بعد قلٌل توجهت عنوة للباب‬


‫وأمسكت ٌدي بمقبضه دون وعً‬
‫وخرجت للخارج‬
‫كانت قمر مكانها تجلس علً الرمال‬
‫تحضن ساقٌها وتخفً وجهها فٌهما‬
‫وتبكً بذات‬

‫بكابها الذي لم ٌخِؾ عن السابق ‪,‬‬


‫كانت تشهق وتبكً بعبرة وتصرخ‬
‫بحرقة كله فً آن‬

‫واحد ومإمن ٌحاول تهدبتها‬


‫والتحدث إلٌها‬

‫مسحت وجهً بٌدي وتنهدت بضٌق‬


‫عدة مرات ثم توجهت ناحٌتهما ‪,‬‬
‫وصلت عندهما‬

‫وأشرت لمإمن أن ٌدخل وجلست‬


‫بجوارها ثم سحبتها لحظنً‬
‫فاستسلمت لً من شدة‬

‫تعبها بسبب هذا البكاء المخٌؾ ‪,‬‬


‫كنت أحضنها برفق وأقول "‬
‫أشششش ٌكفً ٌا قمر"‬

‫لكنها كانت علً حالها تمسك‬


‫قمٌصً وتدفن وجهها فً صدري‬
‫وتبكً بحرقة فقلت‬

‫بضٌق " قمر ٌكفً أنا آسؾ"‬


‫أمسكت قمٌصً بقوة أكبر وقالت‬
‫بؤلم " أرٌد والداي لما ذهبا‬
‫وتركانً لكم لماذا"‬

‫شددتها لحظنً بقوة وقلت بهدوء "‬


‫قمر ال نفع من هذا الكبلم اآلن هٌا‬
‫اهدبً"‬

‫بقٌت محتضنا لها أمسح علً‬


‫ظهرها وكتفها برفق حتى هدأت‬
‫قلٌبل ثم ابتعدت‬

‫عنً وجلست على الرمال وحدها‬


‫ونظرت لً بعٌنان حمراوان وأنؾ‬
‫محمر من‬

‫البكاء وقالت بحسرة " هل تعلم ما‬


‫كان شعوري أنا ذاك الصباح حٌن‬
‫استٌقظت ووجدك‬

‫تسجن نفسك فً مكتبك ووجدت‬


‫نفسً أضحوكة لك ولمشاعري‬
‫وحتى للجدران حولً"‬

‫عدلت طرؾ وشاحها بقوة وتابعت‬


‫بدموع تتدحرج من عٌنٌها‬

‫"كان شعوراً ٌفوق شعوري اآلن‬


‫بمبلٌٌن المرات بل‬

‫وٌفوق شعورك ٌومها بؤكثر منه‬


‫بكثٌر"‬

‫قلت بحرقة " ال لٌس كذلك أنا كنت‬


‫" ‪........‬‬

‫ثم تؤففت ووقفت ودخلت للداخل‬


‫عابداً للؽرفة من جدٌد وارتمٌت‬
‫علً السرٌر أتؤفؾ‬

‫وكؤنً افرغ بذلك ما أكبته ‪ ,‬ال‬


‫أفهمك ٌا قمر أبداً ‪ ,‬ال أفهم سبب‬
‫موافقتها علً رؼم ما‬

‫فعلته بً ال أفهم مشاعرها اتجاهً‬


‫وال حتى مشاعري اتجاها ففً تلك‬
‫اللٌلة شعرت أنً‬

‫فً عالم خاص معها ‪ ,‬أشٌاء لم‬


‫أشعر بها فً عالمً الفارغ سابقا ً‬
‫أحسست وهً بٌن‬

‫أحضانً أنً لم أكن موجوداً فً‬


‫هذا العالم فهربت منها مجدداً‬
‫وسجنت نفسً فً‬

‫المكتب أعٌد خلط أوراق تفكٌري‬


‫وترتٌبها ألخرج بقرار واحد إما أنً‬
‫أحبها أو أنً‬

‫أكرهها وعلٌا إبعادها عنً كً ال‬


‫أإذٌها ولم أصل لنتٌجة ولم‬
‫ٌخرجنً من عالمً‬

‫ذاك إال صوت أدوات المطبخ تتطاٌر‬


‫على األرض ألصدم بحالتها وأكثر‬
‫بكلماتها‬

‫وهً تطلب منً االبتعاد عنها‬

‫لقد جرحتنً حٌنها جرحا ً لم ٌوازٌه‬


‫سوى خذالنها لً وخٌانتها سابقا ً ‪,‬‬
‫لقد أهانتنً‬

‫فً رجولتً قبل مشاعري فؤن‬


‫تتذمر المرأة فقط من العبلقة‬
‫الحمٌمة مع زوجها‬

‫ذلك كفٌل بطعنه بعنؾ فكٌؾ بها‬


‫وهً تصرخ ندما ً على ما حدث بٌننا‬

‫بقٌت مكانً لوقت لم أرحم شٌبا ً من‬


‫ٌداي الؽاضبتان ال الوسابد وال‬
‫األؼطٌة‬
‫وال أفهم سبب ما أفعل وما ٌحدث ‪,‬‬
‫بعد وقت طرقت قمر الباب ودخلت‬
‫أؼلقته‬

‫خلفها ووقفت مستندة على الجدار‬


‫بجانبه تنظر لؤلرض بحزن ثم قالت‬

‫"هل ٌمكننا حل تلك المشكلة كً ال‬


‫نعٌش فً دوامتها كل الوقت"‬

‫بقٌت أنظر لها بصمت كانت تمسك‬


‫حجابها فً ٌدها وتمسح بٌدها‬
‫األخرى الدموع‬

‫التً ال تتوقؾ أبداً وعٌناها لؤلرض‬


‫‪ ,‬شهقت شهقة صؽٌرة ثم نظرت لً‬
‫بؤكثر‬

‫مبلمح على وجه األرض تحمل‬


‫حزنا وقالت‬

‫"ال أحد من البشر ال ٌخطا لكن‬


‫الكارثة أن ٌبقى كل واحد منا ٌفهم‬
‫اآلخر خطؤ"‬

‫ؼادرت السرٌر توجهت نحوها‬


‫جمعت شعرها المبعثر حول كثفٌها‬
‫ولممته خلؾ‬
‫ظهرها وأنا أقول " ٌكفً بكاء‬
‫فلننسى كل ما حدث ٌومها ولن‬
‫نتناقش فٌه أٌضا ً"‬

‫نظرت لً بضٌاع فقبلت خدها‬


‫وؼادرت ‪ ,‬كل واحد منا جرح اآلخر‬
‫بما فٌه الكفاٌة‬

‫وبث أفهم موقفها منً ذاك الٌوم ‪,‬‬


‫خرجت من الشالٌه وتوجهت لحٌت‬
‫كان ٌجلس‬

‫أسعد وحٌدر ٌشربان الشاي‬


‫وٌتبادالن الضحكات ‪ ,‬عدلت‬
‫قمٌصً المبعثر وجلست‬

‫فقال أسعد ضاحكا ً " ٌبدوا أنه كان‬


‫علٌك المجًء وزوجتك وحدكما"‬
‫ضحكت وألمً فً داخلً ٌبكً ٌا‬
‫لك من واهم ٌا أسعد وٌالً من‬
‫مدعاة للشفقة‬

‫وال ٌعلم بً أحد ‪ ,‬جلست مكتفٌا‬


‫بالصمت والنظر لصدٌق حٌدر‬
‫وأطفاله ٌلعبون‬

‫عند الشاطا وكان مإمن ٌلعب‬


‫وحده ‪ٌ ,‬بدوا لً ٌحبها لدرجة‬
‫خوفه من ؼضبها‬

‫منه حتى أنه حرم اللعب مع البقٌة‬

‫باألمس ظهرت قمر المهاجمة‬


‫بالمقاالت النقدٌة فً الصحٌفة ‪,‬‬
‫علمت اآلن لِما مإكد‬

‫أنها كانت ؼاضبة ومستاءة حٌن‬


‫كتبتها ‪ ,‬وقد ظهرت الٌوم قمر‬
‫المجروحة الكابتة لكل‬

‫أآلم الماضً وفقدها لوالدٌها ‪ ,‬وما‬


‫لم ٌخرج منها حتى اآلن ضوء‬
‫القمر الخابنة لتفصح‬

‫عن خباٌا ما حدث ‪ ,‬وقؾ أسعد‬


‫مؽادراً فقال حٌدر بهدوء ونظره‬
‫للبحر " ما بك ٌا رابد"‬

‫قلت بذات الهدوء " ال شًء ‪ ,‬ما‬


‫ترى بً أنت" !!‬

‫تنهد وقال وهوا ٌلعب بعود قش بٌن‬


‫أصابعه وٌنظر إلٌه‬

‫"أراك لست رابد الذي أعرفه رؼم‬


‫العالم المنعزل الذي كنت تعٌشه لم‬
‫تكن كما اآلن"‬
‫نظرت له بحٌرة فنظر لً وقال "‬
‫أنت ضابع ‪ ,‬ضابع ٌا رابد صارحنً‬
‫ألساعدك"‬

‫نظرت للبحر وقلت بسخرٌة‬

‫"ٌبدوا لً ال ٌوجد لدٌك شًء‬


‫ؼٌري تقٌم علٌه دراساتك كل حٌن‬
‫"‬

‫رمى بالقشة على صدري وقال‬


‫بجدٌة " تكذب لو قلت أنً مخطؤ‬
‫فٌما قلته"‬

‫رفعتها من على البساط ولعبت بها‬


‫بٌدي وتنهدت وقلت " دعك منً‬
‫أزمة وستمر"‬

‫كان ٌرٌد قول شًء ما لوال اقتراب‬


‫أسعد منا ‪ ,‬ما سؤقول لك ٌا أخً‬
‫أحب وال أحب‬

‫أكره وال أستطٌع أن أضر أعقل‬


‫وأجن فً نفس اللحظة ‪ ,‬بما أخبرك‬
‫بجرحً منها‬

‫وزواجً بها رؼم خٌانتها أم‬


‫بطفولتً معها وقسوتً ناحٌتها‬
‫رؼم ما اعلمه عن تلك‬

‫الطفولة ‪ ,‬ما أقول لك ولنفسً‬


‫ولؽٌرنا ‪ ,‬لما خرج ِ‬
‫ت فً حٌاتً ٌا‬
‫قمر لما عد ِ‬
‫ت من‬

‫الماضً لما التقٌت بك مجدداً‬

‫اقتربت قمر حٌنها من مإمن ٌبدوا‬


‫لتشاركه اللعب ‪ ,‬قاما بتؽٌٌر الكرة‬
‫بكرة بحر وبدأ‬

‫بتبادل قذفها لبعض ‪ ,‬مإكد لن تلعب‬


‫معه كرة القدم وال أتخٌل أنثى كقمر‬
‫تفعلها‬

‫كنت أراقبها بصمت فً كل حركة‬


‫تتحركها وكل ابتسامة تحاول بها‬
‫كتم حزنها‬

‫عن ابن عمتها ‪ ,‬أنثى أتحدى نفسً‬


‫قبل الجمٌع أن تتوقؾ عن تؤملها‬
‫حٌن تضحك‬

‫وتبتسم ‪ ,‬مر حٌنها ذات الشابان‬


‫البارحة بجوارهما ونظر لها ذاك‬
‫الذي اصطدم بها‬
‫نظرة متفحصة بكل وقاحة حتى‬
‫ابتعد وهً أخفضت رأسها أرضا ً ما‬
‫أن رأته‬

‫هممت بالوقوؾ وعٌناي ٌقدح منها‬


‫الشرر وجوفً ٌحترق كالنار‬
‫فؤمسكتنً ٌد‬

‫حٌدر وهو ٌقول " رابد ال تفتعل‬


‫المشاكل إنه ٌستفزك"‬

‫قلت بؽٌض " ال لٌس استفزاز وهوا‬


‫لم ٌلحظ وجودي أنا أراهما منذ‬
‫اقتربا"‬

‫قال بجدٌة " علٌك أن تعتد مثل هذه‬


‫المواقؾ ٌا رابد"‬

‫رمٌت ٌده عن ٌدي وقلت بؽضب "‬


‫هل ترضى أنت لزوجتك هذا ‪ ,‬هل‬
‫رأٌته‬

‫كٌؾ كان ٌنظر لها بكل جرأة‬


‫ووقاحة وكؤنها شًء ٌخصه"‬
‫قال أسعد مهدأً للوضع " رابد هذا‬
‫أمر ٌحدث مع كل النساء وزوجتك‬
‫أنت تعلم‬
‫ال أرٌد إؼضابك منً ولكنها أنثى‬
‫مختلفة ولها سحراً ممٌزاً"‬

‫قلت بصراخ " أصمت ٌا أسعد وال‬


‫حرؾ آخر"‬

‫نظرت لمن كانوا حولنا ووجدتهم‬


‫جمٌعا ً ٌنظرون لً بصدمة من‬
‫صراخً‬

‫وقفت انفض ثٌابً بؽٌض وتوجهت‬


‫ناحٌة قمر ومإمن وقلت بهدوء‬
‫ممزوج‬

‫بالضٌق " العبا بالمقربة منا هناك‬


‫"‬

‫قالت قمر من فورها " هٌا ٌا مإمن‬


‫لننتقل حٌث قال"‬

‫أخذ الكرة وتبعانً ‪ ,‬جٌد أنها لم‬


‫تعاند لكنت فجرت الشاطا ومن فٌه‬

‫هً تعً ما فعل ذاك الوؼد وتعلم‬


‫أنً رأٌته‬

‫عدت للجلوس معهم وجلبا قمر‬


‫ومإمن أدوات الحفر وتركا الكرة‬
‫وبدءا بصنع قلعة‬
‫كنا نتبادل األحادٌث وعٌناي‬
‫تتجوالن فً الشاطا راصدا لحركة‬
‫الشابان‬

‫أقسم إن اقترب ناحٌتها مجدداً‬


‫قطعته بؤسنانً ‪ ,‬أبدوا مجنونا‬
‫ولكنه شعور ٌؽلبنً وال‬

‫أنكر أنً أرٌد إخفابها عن الجمٌع ‪,‬‬


‫لما هً فقط حٌن تعبر أمام الرجال‬
‫ٌنظرون إلٌها‬

‫عنوة دون الباقٌات ‪ ,‬لما حٌن‬


‫تضحك ٌنظر الجمٌع لمصدر تلك‬
‫الضحكة ‪ ,‬فما كان‬

‫ألي زوج أن ٌحتمل هذا حتى إن‬


‫كان ٌكرهها بجنون ‪ ,‬بعد قلٌل قررا‬
‫حٌدر وأسعد‬

‫الدخول للبحر للسباحة ولم أحبذ‬


‫الفكرة وبقٌت وحدي جالسا ً مكانً‬
‫وبدأ صوت قمر‬

‫ومإمن ٌصلنً بوضوح وهما‬


‫ٌلعبان بالمقربة منً‬

‫كان ٌضحك وٌقول لها " لن تدخلً‬


‫قلعتً أبداً لدٌك منزلك ورابد"‬

‫ضحكت وقالت " ولكنً ساعدتك‬


‫فً بنابها ٌا أنانً"‬

‫ضحك وقال " لقد خدعتك ولن‬


‫تدخلٌها أبداً"‬

‫التفتت للخلؾ ونظرت جهتهما‬


‫ورفعت حجراً كبٌراً وضربت به‬
‫جزء من‬‫ً‬

‫قلعته فً رمٌة واحدة فصرخ من‬


‫صدمته ونظر لً بؽٌض وقال‬

‫"لماذا ؟! إنها قلعتً لقد أفسدتها"‬

‫قلت ببرود " ألنك منعت قمر من‬


‫دخولها"‬

‫نظر لقمر وقال بؽٌض رامٌا ً بٌده‬


‫فً وجهها‬

‫"لن تدخلٌها أنتً وزوجك هذا‬


‫وستبقٌان عند الباب"‬

‫ضحكت قمر ورفعت الحجر ورمته‬


‫على الجزء السلٌم منها فوقؾ‬
‫وأمسك حفنة‬
‫من رمال ورماها بها وؼادر راكضا ً‬
‫وبقت هً مكانها تنفض الرمال‬
‫عنها وتتمتم‬

‫بؽٌض فنظرت جهة البحر وقلت‬


‫بهدوء " لقد وجه لً مإمن سإاالً‬
‫لم أعرؾ بما‬

‫أُعلق علٌه وبقٌت أحملق فٌه‬


‫بصدمة وال أعرؾ من أٌن جاء به‬
‫"‬
‫ثم نظرت جهتها بابتسامة جانبٌة‬
‫وهً تنظر لً بحٌرة وقلت " قال‬
‫لما لم‬

‫تنتظرها تلبس ثٌابها أوالً ثم لعبت‬


‫معها لعبة الرفع لؤلعلى والدوران‬
‫بها ألن‬

‫منشفة الحمام كانت ستسقط منها"‬

‫كانت ردة فعلها ضحكة بهستٌرٌة‬


‫حتى كادت تسقط أرضا ً وهً تستند‬
‫على الرمال‬

‫بٌدها ووجهها لؤلسفل ‪ ,‬ضحكت‬


‫كثٌراً ثم هدأت تتنفس بقوة‬
‫لتصدمنً دموعها التً‬
‫بدأت تتساقط على الرمال مباشرة‬
‫وكؤنها لٌست من كانت تضحك قبل‬
‫قلٌل‬

‫وقفت بعدها تمسح دموعها‬


‫وؼادرت جهة الشالٌه وأنا أنظر‬
‫ناحٌتها باستؽراب‬

‫ُ‬
‫علمت لما كانت تضحك فلما كانت‬
‫تبكً هل لنفس السبب !! ‪ ,‬اقترب‬
‫حٌنها‬

‫صدٌق حٌدر ٌجر ابنه وجلس‬


‫وأجلسه معه وهوا ٌقول بحدة‬

‫"كم مرة حذرتك من السباحة بعٌداً‬


‫عنا وها قد كدت تؽرق ٌا ؼبً"‬

‫كان ابنه ٌسعل دون توقؾ عدلت‬


‫جلستً وضربته على ظهره‬
‫بقبضتً ساداً‬

‫أنفه بؤصابعً فخرجت المٌاه من‬


‫فمه وهدأ سعاله وؼادر جهة والدته‬
‫وبقٌنا أنا‬

‫ووالده نتبادل األحادٌث حتى عاد‬


‫حٌدر وأسعد وانظما إلٌنا ومر باقً‬
‫الٌوم نحن‬

‫الرجال نتحدث ونلعب الشطرنج‬


‫والنساء بٌن األطفال وإعداد الطعام‬
‫وعند منتصؾ‬

‫اللٌل اقترحوا أن نجلس مجدداً‬


‫كالبارحة حول النار جلسنا كما فً‬
‫اللٌلة السابقة‬

‫الرجال فً جانب والنساء فً جانب‬


‫‪ ,‬كانت قمر تكتؾ ٌدٌها وتنظر للنار‬

‫بشرود وحزن وعٌناها تلمعان من‬


‫اللهب وكؤنها تحبس دموعها فٌهما‬
‫لٌعكسا‬

‫صورة النار ببرٌق أحمر ملتهب ‪,‬‬


‫تنهدت وأبعدت نظري عنها محاوالً‬
‫التركٌز‬

‫مع البقٌة ‪ ,‬حٌدر ٌبدوا الحظ شٌبا ً‬


‫علٌنا لذلك قال ما قال فكان علٌا‬
‫تؽٌٌر تلك‬

‫الصورة فؤنا أكثر من ٌكره تدخل‬


‫الؽٌر فً خصوصٌاتً مهما كان‬
‫قربه منً‬
‫قلت بصوت مرتفع لٌسمعه الجمٌع‬

‫"أرى أن ٌجلس كل واحد منا‬


‫بجوار زوجته لما تضعوننً بٌن‬
‫الرجال سوؾ أتقًء"‬

‫ضحك الجمٌع عدا قمر التً كانت‬


‫تنظر إلٌا بصدمة ضربنً حٌدر على‬
‫كتفً وقال‬

‫"وما أقول أنا وأنا أستنشق رابحة‬


‫السجابر من ثٌابك قم هٌا ولتؤتً‬
‫زوجتً بجواري"‬

‫وقفت ضاحكا ً وتبادلنا جمٌعنا‬


‫األمكنة وأصبحت أجلس مبلصقا‬
‫لقمر مررت ٌدي‬

‫خلؾ ظهرها وأمسكت خصرها‬


‫فشعرت حٌنها بجسمها كله أرتجؾ‬
‫همست فً أذنها‬

‫"أعلم مدى كرهك لمسً لك ولكن‬


‫استحملً فقد أصبحنا حدٌث الجمٌع‬
‫"‬

‫رأٌت حٌنها ٌدها تنقبض وأنزلت‬


‫رأسها لؤلسفل مإكد لتخفً عٌناها ‪,‬‬
‫لما تبكً‬
‫من شًء هً تعلم أنه حقٌقً ولم‬
‫أكذب فٌه !! ضممتها ودسست‬
‫وجهها فً حضنً‬

‫ألخفٌه عنهم ألنً سؤفسد الوضع‬


‫بدل إصبلحه ‪ ,‬نظر حٌنها حٌدر‬
‫وأنوار لبعضهما‬

‫وابتسما وكما توقعت هما ٌُشؽبلن‬


‫ذكابهما بنا ‪ ,‬همست لها مجدداً‬
‫وهً فً حضنً‬

‫"ٌكفً ٌا قمر أنا آسؾ حسنا ً"‬

‫ابتعدت عنً ورأسها الزال أرضا ً‬


‫فؽمز لً أسعد وكؤنه ٌقول لً‬
‫أحرجتها ٌا رجل‬

‫ابتسمت له ولذت بالصمت قال‬


‫حٌنها حٌدر‬

‫"ما رأٌكم لو نلعب مادمنا أفرقة‬


‫كلن وزوجته"‬

‫ضحك أسعد وقال " إن كانت أسبلة‬


‫ذكاء أخرجوا رابد وزوجته ألنهما‬
‫سٌؽلباننا"‬
‫ضحك الجمٌع وقال حٌدر " ال تخؾ‬
‫فلم ٌفوتنً ذلك"‬

‫قلت بضٌق " مخادع"‬

‫ضحك وقال " اصنع ما شبت أنا من‬


‫اقترح األمر وأنا من ٌحكم"‬

‫ثم وضع ٌده على كتؾ زوجته وقال‬

‫"حسنا ً سنلعب لعبة الذكاء فقط‬


‫ألثبت لك أننا نستطٌع هزمكما"‬

‫وضعت ٌدي على كتؾ قمر وقلت‬


‫بتحدي " سنري ‪ ,‬وما ستكون‬
‫الجابزة ؟" !‬

‫ضحك وقال " أي شًء تشترطه‬


‫الزوجة على الجمٌع"‬

‫قلت بضٌق " أقسم أنك أكبر محتال‬


‫حسنا ً نحن مستعدان"‬

‫بدأ كل فرٌق ٌطرح سإاالً ذكٌا ً على‬


‫الفرٌق الذي بجانبه وكل واحد ٌرٌد‬
‫أن ٌخسر‬

‫اآلخر ‪ ,‬كنت أجٌب مباشرة فؤؼلب‬


‫األسبلة أعرفها لحبً للمطالعة حتى‬
‫سؤالنا عن‬

‫سإال خاص بالنساء ‪ ...‬إنه فخ‬


‫أعلم ‪ ,‬رفعت حٌنها قمر وجهها‬
‫ألذنً فقربتها منها‬

‫فهمست لً " إنه خرز العقد"‬

‫قبلت خدها وقلتها من فوري فتذمر‬


‫الجمٌع ألن الجواب صحٌح فقلت‬
‫بؽٌض‬

‫"لما هذا أنتم متفقون ضدي وقمر‬


‫هذا ال ٌجوز"‬

‫قال حٌنها أسعد بضحكة " لما ال‬


‫نتبادل أنا وأنت فزوجتً ستكون‬
‫سبب خسارتنا"‬

‫شعرت بالرؼبة فً ركله بعٌداً كٌؾ‬


‫سمح له خٌاله أن ٌفكر فً هذا‬
‫فانقدت زوجته‬

‫الموقؾ قابلة " ومن هذا الذي‬


‫حرمنً هوا وأبنابه من أن أنهً‬
‫تعلٌمً ألعلم أجوبة‬

‫كل هذا ثم أنا لم أراك تجٌب أجوبة‬


‫صحٌحة"‬
‫ضحكت بقوة وشددت كتؾ قمر لً‬
‫أكثر وقلت‬

‫"وأضؾ لمعلوماتك زوجتً لن‬


‫استبدلها ألحد وإن كانت ال تجٌب‬
‫بشًء"‬

‫نظرت له زوجته حٌنها بضٌق‬


‫فضحك وقال " أعلم ‪ ...‬علٌا أن‬
‫أتعلم منه"‬

‫قال حٌدر رافعا ٌده " انتهى ألؽٌنا‬


‫اللعبة"‬

‫قلت معترضا " هٌه ال تؽش نحن‬


‫فزنا وقمر ستشترط علٌكم جمٌعا ً"‬

‫تؤفؾ وقال " أمرنا هلل وحمدا هلل‬


‫أنً تداركت األمر واشترطت‬
‫الزوجة ولٌس الزوج"‬

‫ضحكت وقلت وأنا أنظر لها " قمر‬


‫علٌك بهم"‬

‫نظرت لً ثم لهم وقالت‬

‫"تجمعون أؼراضنا عند المؽادرة‬


‫ونحن لن نفعل شٌبا ً سوى الركوب‬
‫فً السٌارة"‬

‫صرخوا حٌنها معترضٌن وأنا وقمر‬


‫فً ضحكة واحدة ثم قال حٌدر‬
‫بؽضب‬

‫"اقسم أنكِ فق ِ‬
‫ت زوجك"‬

‫واستمرت السهرة فً أحادٌث‬


‫عابرة وكانت قمر تلوذ بالصمت‬
‫أؼلب الوقت وعٌناها‬

‫على ٌدٌها فً حجرها تلعب‬


‫بؤصابعها بخٌوط الوشاح الصوفً‬
‫الذي تضعه على كتفٌها‬

‫وال تشارك بشًء حتى قال أسعد "‬


‫رابد أسمعنا قصٌدة من قصابدك‬
‫المنسٌة"‬

‫نظرت لً قمر حٌنها بصدمة فبل‬


‫أحد ٌعلم أنً اكتب القصابد سوى‬
‫أسعد وقٌس‬

‫فشجع البقٌة الفكرة وسكتوا‬


‫جمٌعهم ٌنتظروننً فقلت بعد صمت‬
‫وأنا أشد على‬

‫كتؾ قمر " ما أطول اللٌل ‪ ....‬وما‬


‫أصعب الذكرى‬

‫حٌن تنطفا أنوار أرصفة المدٌنة‬

‫وترقص جراحً بدالً عن تلك‬


‫األضواء‬

‫لٌبدأ العناء‪....‬‬

‫فتبكً المنازل والشوارع ظلم‬


‫حبٌبتً القدٌمة‬

‫وتختنق األرض وٌصل صوت‬


‫نحٌبها حتى السماء‬

‫تحٌة ٌا أمٌرة المساء‪...‬‬

‫ٌا من كسرتً القلب والذكرى‬


‫الجمٌلة‬

‫ٌا من جعل ِ‬
‫ت الصٌؾ فً قلبً شتاء‬

‫أجل تحٌة ٌا أمٌرة المساء‬

‫منً إلٌك لؽدرك لتارٌخك فً‬


‫قصصً الحزٌنة‬

‫للحب للشوق لكل األمانً التً‬


‫حولتها لهباء‬
‫وٌؤتً المساء‬

‫و" ‪.......‬‬

‫توقفت حٌنها وأنا أرى دموع قمر‬


‫تسقط فً حجرها دون أن تمسحها‬
‫مطؤطبة‬

‫برأسها ودموعها تلمع وسط لهٌب‬


‫النار وهً تسقط من عٌنٌها مباشرة‬
‫وتقبض‬

‫بٌداها على طرؾ الوشاح بقوة‬

‫قال حٌنها أحدهم وال أعلم أو أعً‬


‫من كان " تابع ما بك توقفت"‬

‫قلت بهدوء حزٌن " نسٌت الباقً"‬

‫وقفت حٌنها قمر واعتذرت مؽادرة‬


‫ووقفت بعدها فقالت أنوار‬

‫"ما بها قمر ؟" !‬

‫قلت مؽادراً " هً معتادة على النوم‬


‫مبكراً تصبحون على خٌر"‬

‫ضحك حٌدر وقال " أنت أعرفك‬


‫تحب السهر فلما وقفت"‬

‫قلت مولٌا ظهري لهم " سؤذهب‬


‫لزوجتً ما أصنعه بك أنت"‬

‫تابعت سٌري وسط ضحك الجمٌع‬


‫وصلت هناك دخلت الؽرفة فكانت‬
‫تجلس‬

‫على الكرسً أمام المرآة رأسها‬


‫أرضا ً وشعرها مفتوح ٌؽطً جسدها‬

‫أمسكت مقبض الباب ووقفت عنده‬


‫وقلت بهدوء " قمر"‬

‫قالت بهدوء حزٌن دون أن تنظر‬


‫إلً‬

‫"ال داعً لشكري على التمثٌلٌة أنا‬


‫مثلك ال أرٌد أن نصبح حدٌث‬
‫الجمٌع"‬

‫فتحت فمً ألتحدث ثم أؼلقته ‪,‬‬


‫لٌس هذا ما كنت أرٌد قوله كنت‬
‫أرٌد أن أسؤلك‬

‫لما تقتلٌن القتٌل وتبكً علٌه !! لما‬


‫بكٌتً من القصٌدة التً أنتً أدرى‬
‫البشر أنك‬
‫المقصودة بها حٌن كتبتها ‪ ,‬هل‬
‫تشعرٌن بالذنب هل تكفرٌن عن‬
‫ذنبك بزواجك بً‬

‫أم لتستمري فً لعبة خداعً ‪ ,‬ومن‬


‫الجٌد أنها أسكتتنً عن الكبلم فً‬
‫األمر فلٌس‬

‫علٌا أن أفتحه مادامت تنكره وتدعً‬


‫أنها برٌبة من كل ذلك‬

‫هممت بالخروج حٌن استوقفنً‬


‫صوتها قابلة‬

‫"ال تنم فً الردهة مإمن رآك‬


‫باألمس ال تستهن به فلسانه ٌلتؾ‬
‫حول عنقه"‬

‫كدت أضحك فً وقت الضحك آخر‬


‫ما أفكر فٌه وقلت ببرود‬

‫"أٌن سؤنام إذا فً السطح" !!‬

‫وقع المشط حٌنها من ٌدها التً‬


‫ارتجفت بقوة ‪ ,‬ألم تذكر فً المذكرة‬
‫أنها تلقت‬

‫العبلج لعامان كامبلن ‪ ,‬لما تإثر بها‬


‫كل تلك األمور حتى اآلن أم أنً أنا‬
‫من‬

‫ٌربطها بها ‪ ,‬أؼلقت الباب ودخلت‬


‫جلست على الطرؾ اآلخر للسرٌر‬
‫مولٌا‬

‫ظهري لها وال أستمع سوى‬


‫لحركتها فً الؽرفة ‪ ,‬بعد وقت‬
‫شعرت بها تدخل‬

‫بقٌت جالسا ً لوقت طوٌل ثم‬


‫ُ‬ ‫السرٌر‬
‫رفعت اللحاؾ ونمت أنا وهً على‬
‫نفس‬

‫السرٌر نتؽطى بنفس اللحاؾ أسمع‬


‫أنفاسها وكؤنها داخل أذنً ‪ ,‬كنا‬
‫كلٌنا ننظر‬

‫للسقؾ فً صمت فقالت بهدوء "‬


‫رابد لما تزوجتنً وأنت ال ترٌدنً"‬

‫قلت بذات الهدوء " لن أجٌب على‬


‫سإالك قبل أن تجٌبنً على سإالً‬
‫"‬

‫قالت بحزن " قد نندم كلٌنا على‬


‫نبش إجابة سإالك"‬
‫قلت " وقد نندم أكثر لو أجبت أنا‬
‫عن سإالك"‬

‫طال الصمت كثٌراً سوى من أنفاسنا‬


‫ثم قالت‬

‫"هل ثمة أمل أن ٌتؽٌر كل هذا‬


‫ٌوما ً"‬

‫كان سإالها داء أكثر من كونه دواء‬


‫كان ظبلما ً حالكا ً رؼم النور فً‬
‫معانٌه‬

‫ت ُتؽطٌن على فعلتك باألوهام‬‫مازل ِ‬


‫ت ترٌدٌن منً‬‫ٌا قمر ‪ ,‬الزل ِ‬
‫مسامحتك‬

‫على ما تخفٌه عنً لتعٌشً معً‬


‫على الكذب‬

‫قالت عندما الحظت صمتً " إذا‬


‫الجواب ال"‬

‫قلت مؽمضا عٌناي " ال أعلم"‬

‫قالت بحزن " إذا جوابك ٌومها هوا‬


‫الجواب على ذاك السإال مجرد‬
‫خادمة ال ؼٌر"‬
‫لم أجب وعدنا للصمت من جدٌد ‪,‬‬
‫بعد وقت ؼٌرت من وضع نومها‬
‫وأصبحت مقابلة‬

‫لً وأنا نظري للسقؾ نابما ً على‬


‫ظهري كما كنت وكنت أشعر‬
‫بؤنفاسها تلفح وجهً‬

‫بهدوء ال أعلم إن كنت أتوهم أم‬


‫حقٌقة هً وصلت إلً ‪ ,‬نظرت‬
‫جهتها فكانت تجمع‬

‫كفٌها تحت خدها وتنام علٌهما‬


‫وعٌناها مؽمضتان ولست اعلم إن‬
‫كانت نابمة أم ال‬

‫فؽٌرت أنا أٌضا ً من نومتً وقابلتها‬


‫أتفحص مبلمحها الطفولٌة الفاتنة‬
‫بصمت وهً‬

‫مؽمضة العٌنٌن ثم بدأت أمرر‬


‫أصابعً فً شعرها رافعا ٌدي‬
‫لؤلعلى حتى نهاٌته‬

‫لٌسقط على وجهها وأعٌد رفعه من‬


‫جدٌد حتى فتحت عٌناها فقلت‬
‫وعٌناي على‬

‫أصابعً فً شعرها " شعرك جمٌل‬


‫ٌا قمر"‬

‫عادت إلؼماض عٌنٌها وقالت‬


‫بهدوء " ولكنً ال أشعر به"‬

‫نظرت لها بصدمة وقلت بهمس "‬


‫لماذا ؟" !‬

‫قالت بحزن " أشعر أنه ؼٌر موجود‬


‫وال ٌراه أحد ال أنا وال ؼٌري"‬

‫كلماتها تلك ٌبست ٌدي فً مكانها‬


‫عالقة فً األعلى ‪ ,‬لم تتخطً شًء‬
‫من‬

‫الماضً ٌا قمر أقسم أنه الزال‬


‫ٌعٌش فً داخلك ولٌس ألي طبٌب‬
‫على هذه‬

‫األرض أن ٌخرجه ‪ ,‬أنزلت ٌدي‬


‫وأبعدت شعرها عن وجهها وقلت‬

‫"ولكننً أراه"‬

‫قالت بابتسامة حزٌنة ودمعة تتسلل‬


‫من بٌن رموشها " لن أصدق ذلك‬
‫مهما قلت"‬

‫شعرت حٌنها بالخدر فً أطرافً‬


‫ووددت أن أحضنها بقوة وأخفؾ‬
‫عنها هذا الحزن‬

‫واأللم ولكن كٌؾ وخٌانتها ستقفز‬


‫فً مخٌلتً لتجعلنً أقسو علٌها‬

‫مددت ٌدي ومسحت بإبهامً الدمعة‬


‫العالقة فً رموشها وهً على‬
‫حالها لم تفتح‬

‫عٌناها ‪ ,‬قربت إبهامً من شفتاي‬


‫وقبلته بهدوء ‪ ,‬اعذرٌنً ٌا قمر‬
‫فهذا فقط ما اقدر علٌه‬

‫ولٌتها ظهري وكل حدٌثنا ٌدور فً‬


‫رأسً كالطاحونة فً الرٌح ‪ ,‬لما ال‬
‫ترٌد الجواب‬

‫على سإالً لما ال ترٌد أن تقول‬


‫عن السبب الذي جعلها توافق علً‬
‫لما ال تجٌب إن‬

‫كان السبب حبها القدٌم لً هوا‬


‫السبب أم هً خٌانة جدٌدة فقط ‪,‬‬
‫لما ال أفهم!!‬

‫تنهدت بضٌق عدة مرات فجاءنً‬


‫صوتها قابله‬

‫"إن كنت متضاٌق منً نمت على‬


‫األرض ولن اؼضب قل بصراحة"‬

‫قلت بعد ما استوعبت ما قالت "‬


‫كٌؾ تنامٌن على األرض" !!‬

‫قالت بحزن " ال تقلق بشؤن ذلك أنا‬


‫أكثر من أعتاد تلك النومة"‬

‫طارت حٌنها الحروؾ من لسانً‬


‫ولم استطع قول شًء ولم أشعر‬
‫بنفسً‬

‫إال وأنا ألتفت ناحٌتها وأشدها‬


‫لحظنً بقوة‬

‫وهذه كانت نهاٌة الفصل الحادي‬


‫عشر‬

‫فً الفصل القادم ستنتهً رحلة‬


‫بطلٌنا ولكن لٌس لمنزلهما ‪ ....‬فإلى‬
‫أٌن ٌا ترى‬

‫وأٌضا ً حدث فً نهاٌة الفصل سٌؽٌر‬


‫الكثٌر من مجرٌات األحداث فما هوا‬
‫ومن‬

‫ٌخص منهما ‪ ,‬كونوا من متابعً‬


‫بقاٌا الرحلة وبداٌة النقلة جدٌدة فً‬
‫الرواٌة‬

‫دمتم فً رعاٌة هللا جمٌعا‬

‫الفصل الثانً عشر‬

‫طارت الحروؾ من لسانً ولم‬


‫استطع قول شًء ولم أشعر بنفسً‬
‫إال وأنا ألتفت‬

‫ناحٌتها وأشدها لحظنً بقوة وأقول‬


‫" قمر ال تعترضً نامً فً حضنً‬
‫وسننسى‬

‫كل هذا ؼدا اآلن أرٌدك هنا"‬

‫ابتعدت وجلست على طرؾ السرٌر‬


‫وقالت بعبرة‬

‫"لٌتك لم تقل هذه الجملة لٌتك‬


‫اكتفٌت باحتضانً فً صمت"‬

‫مددت ٌدي لها وقلت بهدوء "‬


‫حسنا ً تعالً لن أتكلم أبداً"‬

‫قالت " ال أرٌد جرح كرامتك ٌا رابد‬


‫وال أرٌدك أن تجرحنً مجدداً‬
‫أرجوك فابتعادنا أفضل"‬

‫انقلبت للجانب اآلخر مولٌا ظهري‬


‫لها وقلت ببرود " لن ٌحدث شًء‬
‫مما حدث سابقا ً وأنتً‬

‫ؼٌر راضٌة تؤكدي من ذلك فلن‬


‫أقربك إال بموافقتك ورضاك"‬

‫لذنا بالصمت كلٌنا وبعد قلٌل نمت‬


‫ولم أستفق إال عند الفجر وهً ؼٌر‬
‫موجودة فً السرٌر‬

‫كل ما أردته البارحة أن أحضنها‬


‫وامسح على شعرها وهً فً‬
‫مخٌلتً قمر الطفلة وسؤتجاهل‬

‫ضوء القمر للبارحة فقط لكنها‬


‫ترفض حتى عطفً علٌها ترفض‬
‫حتى اقترابً منها ترفضنً‬

‫بكل بساطة ‪ ,‬ؼادرت السرٌر متؤففا ً‬


‫دخلت الحمام وتوضؤت وصلٌت‬
‫وعدت للنوم وكؤنً أرٌد‬
‫الهروب من كل واقعً ‪ ,‬بعد وقت‬
‫طوٌل طرق أحدهم باب الؽرفة لم‬
‫تكن الطرقة لقمر قطعا‬

‫فجلست بسرعة ‪ ,‬هل حدث لها‬


‫مكروه ٌا ترى !!عاد الطرق مجدداً‬
‫فقلت بتوجس " من ؟" !‬

‫فتح عندها مإمن الباب ودخل‬


‫ٌسحب قمر معه فً ٌده وقال‬
‫مبتسما ً‬

‫"هٌا لنخرج معا ً سوؾ نؽادر ولم‬


‫نتمشى معا ً هٌا صباح الخٌر"‬

‫ضحكت وهززت رأسً بٌؤس وقلت‬

‫"آمنت اآلن أنه لٌس المعلم فاشل‬


‫أنت من ال أمل فٌك"‬

‫ثم أبعدت اللحاؾ عن جسدي‬


‫ووقفت وقلت " حسنا ً أستحم‬
‫ونخرج"‬

‫خرجنا بعد وقت قصٌر ‪ ,‬ص َدق‬


‫مإمن لم نتمشى معا ً حتى أنا وقمر‬
‫الزوجان لم نتمشى‬

‫وال لخطوتٌن ‪ ,‬كنت طوال الوقت‬


‫أجلس مع البقٌة مبتعداً عن الشاطا‬
‫فً مكان بعٌد‬

‫ومنعزل وهً مع النساء األخرٌات‬


‫أو تسجن نفسها فً الشالٌه وإن‬
‫تقابلنا نتشاجر فوراً‬

‫خرجنا نتمشى قرب الشاطا ثبلثتنا‬


‫أنا وبجانبً قمر وبجانبها مإمن‬
‫ممسكا ٌدها‬

‫كنا نمشً فً صمت وال شًء‬


‫سوى أصوات الناس بقربنا فً كل‬
‫مكان حتى قال‬

‫مإمن بسرور " كل من ٌرانً ٌضن‬


‫أنً ابنكما هههه وقلت نعم أنا ابنهم‬
‫"‬

‫قالت قمر " ابنً فً التاسعة كٌؾ‬


‫ٌكون ذلك"‬

‫قال مستاء " قالت لً تلك المرأة‬


‫الوقحة كٌؾ ابنهما وال تشبه‬
‫والدتك‬

‫الفاتنة وال والدك الوسٌم ‪ ....‬هل أنا‬


‫قبٌح" !!‬
‫ضحكت وقلت " كنت قلت لهم أنك‬
‫طفرة وراثٌة"‬

‫قالت قمر بضٌق " مإمن ال تقل‬


‫عنها وقحة هً أكبر منك"‬

‫تؤفؾ وقال " لما رابد لم ٌتضاٌق‬


‫من كبلمً هل هوا سًء أٌضا ً"‬

‫تجاهلته ناظرة جهة البحر فقلت‬


‫بابتسامة " سننجب فتاة ونزوجها‬
‫لك ما رأٌك"‬

‫ضحك وقال " إن كانت كقمري‬


‫حسنا ً ولكن أرٌد منزال وسٌارة أٌضا ً‬
‫معها"‬

‫ضحكت كثٌراً ثم قلت ونظري على‬


‫وجه قمر التً كانت تنظر لخطواتها‬
‫فً الرمال‬

‫"فتاة كقمر ومنزل وسٌارة هذا‬


‫كثٌر وحدها كانت ستكفٌك"‬

‫قال بضٌق " أٌن سنسكن إذاً وكٌؾ‬


‫سنتنزه بدون سٌارة"‬

‫ضحكت قمر ضحكة صؽٌرة وقالت‬


‫" نزوجها لوالدك ما رأٌك"‬
‫قال ضاحكا ً " نعم وخذا منه منزل‬
‫وسٌارة مقابل لها وزوجونً‬
‫األخرى وأعطوهم لً"‬

‫ضحكت كثٌراً حتى تعبت ثم قلت "‬


‫ولما نؤخذ منه هوا ونعطٌك أنت"‬

‫لوح بٌده فً الهواء وقال " أنا‬


‫وحدي ولكن والدي لدٌه أمً وابنته‬
‫سلٌطة اللسان طوٌلة الٌد"‬

‫أوقفتنا حٌنها فتاتان وقالت إحداهما‬


‫لً بصدمة " أنت رابد المنذر ألٌس‬
‫كذلك ؟" !‬

‫قلت " نعم"‬

‫صرخت ومن الصدمة بقٌت أنظر‬


‫لها دون أن أرمش ثم أخرجت‬
‫األخرى دفتراً وقالت‬

‫"وقع لنا أرجوك وأكتب لً شٌبا ً‬


‫هنا"‬

‫أمسكت منها القلم والدفتر ووقفت‬


‫هً ملتصقة بً تنظر لما أكتب ‪,‬‬
‫شعرت حٌنها بٌد‬
‫تسحبنً وصوت قمر وهً تقول "‬
‫عذرا ٌا آنسة زوجً مشؽول وعلٌنا‬
‫الذهاب"‬

‫قالت الفتاة بدهشة " الكاتب رابد‬


‫المنذر تزوج"‬

‫قالت قمر بؽٌض وهً تسحبنً‬


‫وتسٌر " نعم وعلٌه المؽادرة أٌضا ً‬
‫"‬

‫ابتعدنا عنهما بخطوات فوقفت وقلت‬


‫" قمر ما بك" !!‬

‫قالت بضٌق ملوحة بٌدها فً الهواء‬


‫" ألم ترها كٌؾ كانت تلتصق بك‬
‫وأنت تكتب‬

‫هل ضاقت األرض بها أال تستطٌع‬


‫أن تصبر حتى تكتب ثم تقرأها"‬

‫قلت بهدوء " قمر األمر ال ٌستحق‬


‫كل هذا الضٌق"‬

‫قالت بؽضب متجاهلة أٌن نحن اآلن‬

‫"بلى ٌستحق ألم ٌكن اصطدام‬


‫الشاب بً ٌستحق هذا مثله وأكثر"‬
‫هكذا إذا تردٌن لً الصفعة ‪ ,‬كتفت‬
‫ٌداي لصدري وابتسمت بسخرٌة‬
‫وقلت‬

‫"ضننت لك مشاعر تعرؾ الؽٌرة‬


‫على زوجك لم أتوقعك تنتهزي‬
‫الفرص لتنتقمً"‬

‫نظرت لً بصدمة ثم قالت مؽادرة‬


‫من أمامً " ؼبٌة أقسم أننً أكبر‬
‫ؼبٌة فً الوجود"‬

‫وابتعدت عابدة من حٌث أتٌنا نظرت‬


‫جهة مإمن وقلت " هل هً تؽضب‬
‫هكذا دابما ً"‬

‫هز رأسه ببل وقال " كانت هادبة‬


‫وحزٌنة دابما ً أمً كانت تقول‬
‫لنوران دابما ً لٌتك مثل قمر‬

‫تتحدث بهدوء وتتحرك بهدوء حتى‬


‫أنها ال تضربنً عندما تدرسنً وال‬
‫تؽضب حٌن ال أفهم"‬

‫لما هً مشدودة األعصاب هذه‬


‫األٌام إذاً ولما تؽضب منً وتستاء‬
‫من كل شًء أفعله إن‬
‫كانت لسنٌن معهم هادبة طوال‬
‫الوقت لما معً ال ولما كانت ستقبل‬
‫شفتاي صباح األمس‬

‫ولما تضاٌقت من الفتاة !! الزالت‬


‫تحبنً ‪ ...‬ال مستحٌل لو كانت‬
‫تحبنً ما فعلت ما فعلته‬

‫وخانتنً ولم توضح لً حتى اآلن‬


‫سبب خٌانتها لً ‪ ,‬ثم إن كنت‬
‫سؤفسر الشبه قبلة تلك حبا ً‬

‫فقبلتً لها كل لٌلة ستكون حبا ً وإن‬


‫فسرت تضاٌقها من الفتاة ؼٌرة‬
‫فسؤفسر تضاٌقً حتى‬

‫من أخً جنون الؽٌرة حتى أننً‬


‫كدت أرمً الكعكة التً أعدتها فً‬
‫الرمال لمدحهم لطعمها‬

‫من ثم انتقلوا لمدحها هً ‪ ,‬إذا هوا‬


‫لٌس حب وال ؼٌرة ما ٌكون إذاً ‪,‬‬
‫فسر شعورك نحوها ٌا‬

‫رابد لتفسر شعورها ‪ ,‬نظرت لمإمن‬


‫ثم نزلت لمستواه وقلت‬

‫"سنفعل شٌبا ً لنعلم إن كانت قمر‬


‫ؼاضبة منا حسنا ً"‬

‫هز رأسه بنعم فقلت له ما سنفعله‬


‫وعدنا للشالٌه كان الجمٌع ٌقومون‬
‫بجمع أؼراضهم‬

‫وطبعا ً نحن لم نفعل شٌبا ً سوى‬


‫الركوب فً السٌارة ‪ٌ ,‬الك من‬
‫نابؽة ٌا قمر خلصتنا‬

‫من أصعب مهمة ‪ ,‬ركبت السٌارة‬


‫وقمر كانت فٌها منذ وقت طوٌل‬
‫وعلى حالها متكبة‬

‫على زجاج النافذة قبل حتى أن‬


‫ننطلق ‪ ,‬ركب مإمن وؼادرنا‬
‫عابدٌن‬

‫فً الطرٌق تحدث مإمن حسب‬


‫االتفاق طبعا ً وقال موجها ً حدٌثه‬
‫لقمر‬

‫"قمري متى ستعودٌن إلٌنا ؟َ" !‬

‫قالت وهً متكبة على زجاج النافذة‬


‫وعٌناها مؽمضتان " لن أعود لكم‬
‫"‬

‫قال بتذمر " هل أحببته أكثر منا‬


‫ونسٌتنا"‬

‫ؼلبتنً ابتسامتً ولم استطع أن‬


‫امسكها ‪ ,‬صدقت قمر حٌن قالت ال‬
‫تستهن به‬

‫قالت مجٌبة علٌه " نعم"‬

‫قال " كنتً معنا لسنٌن كٌؾ تحبٌنه‬


‫أكثر منا"‬

‫قالت " عندما تكبر وتتزوج ستحب‬


‫زوجتك أكثر من أي أحد"‬

‫أشرت له بٌدي أن ٌتابع فقال " لن‬


‫أحبها أكثر منكم"‬

‫قالت " ال تقلق فقد ٌعٌدنً رابد‬


‫إلٌكم قرٌبا ً"‬

‫قال " لما" !!‬

‫قالت " نعم ٌعٌدنً ‪ ...‬نعم ٌكرهنً‬


‫"‬

‫أشرت له بٌدي لٌسكت وركزت‬


‫نظري على أنفاسها كانت تتنفس‬

‫بقوة وصعوبة ‪ ,‬قلت بهدوء " قمر‬


‫"‬

‫قالت " عٌنا التنٌن اخرجً من‬


‫رأسً"‬

‫قلت بصوت أعلى " قمر"‬

‫قالت بهذٌان " أصابعً أشعر بالبرد‬


‫أمً افتحً لً الباب"‬

‫أمسكت ٌدها فكانت ساخنة جداً‬


‫أوقفت السٌارة جانبا أمسكت وجهها‬
‫ورفعت‬

‫رأسها للكرسً ‪ ,‬كانت خداها‬


‫مشتعلتان من االحمرار وشفتاها‬
‫ترتعش‬

‫ضربت خدٌها وأنا أقول " قمر هل‬


‫تسمعٌنً قمر استٌقظً"‬

‫لكنها لم تفتح عٌنٌها ولم تجب كانت‬


‫ساخنة كالنار وعادت للهذٌان مجدداً‬

‫وكانت تقول " ال شعري ال البرد ‪...‬‬


‫رابد رابد"‬

‫أمسكت ٌداها بقوة وقلت " أنا رابد‬


‫ٌا قمر أفٌقً أنا هنا ال عٌنا التنٌن‬
‫وال السطح‬

‫وال برد وال أي شًء أنا وحدي هنا‬


‫‪ ,‬أنا رابد قمر استفٌقً"‬

‫ولكن عبثا حاولت شؽلت السٌارة‬


‫وطرت بسرعة جنونٌة ٌد على‬
‫المقود واألخرى‬

‫تمسك ٌدها ولٌس على لسانها‬


‫سوى الماضً ‪ ,‬ذهبت بها‬
‫للمستشفى من فوري‬

‫نزلت وأنزلتها بٌن ذراعاي وقلت‬


‫لمإمن " أؼلق السٌارة وابق فٌها‬
‫إٌاك أن تنزل منها"‬

‫قال وهوا ٌؽلق الباب " حسنا ً"‬

‫دخلت بها ركضا ً لتستلمها منً‬


‫الممرضات فً قسم الطوارئ رجعت‬
‫لمإمن وأنزلته معً‬

‫كً أضمن أنه لن ٌنزل لو تؤخرت‬


‫فٌضٌع منً ‪ ,‬جلست أنا وهوا‬
‫ننتظر فً صمت حتى‬

‫خرج الطبٌب فوقفت من فوري‬


‫وقلت " كٌؾ هً اآلن"‬
‫قال " حمى بسٌطة ال تقلق‬
‫أعطٌناها خافض للحرارة وحقناها‬
‫بالمؽذي ستنام لوقت"‬

‫اتصلت بعدها بؤهل مإمن وأخبرتهم‬


‫أنً سؤحضره بعد قلٌل كً ال‬
‫ٌنشؽلوا وما أن‬

‫أؼلقت الخط حتى اتصل بً حٌدر‬


‫فؤجبت فقال من فوره " مرحبا ً رابد‬
‫هل وصلتم"‬

‫قلت " ال نحن فً المستشفى"‬

‫قال بصدمة " المستشفى ماذا حدث‬


‫هل تعرضتم لحادث سٌر"‬

‫قلت بهدوء " ال ‪ ...‬قمر تعبت‬


‫وجلبتها هنا"‬

‫قال بعد صمت " تعبت من ماذا هل‬


‫هً حامل هل نقول مبروك"‬

‫قلت بتذمر " حٌدر أنا لست بمزاج‬


‫سخافاتك أخبرتك سابقا ً أن‬

‫هذا مإجل لقد أصٌبت بالحمى"‬


‫كانت أنوار تتحدث بجانبه فقال "‬
‫هكذا إذا كٌؾ تفعل ذلك"‬

‫قلت بتوجس " حٌدر ماذا هناك ؟ !‬


‫"‬

‫قال " أنوار قالت أن قمر قضت لٌلة‬


‫البارحة كلها جالسة عند‬

‫الشاطا والموج ٌضرب قدمٌها"‬

‫لهذا إذا لم أجدها حٌن استٌقظت ‪,‬‬


‫مجنونة كٌؾ تقضً كل ذاك الوقت‬
‫هناك‬

‫وصلنً صوت حٌدر قاببلً " رابد‬


‫تسمعنً !!‪ ...‬لما قضت اللٌل‬
‫خارجا ً ؟"‬

‫قلت " سنتحدث الحقا ً وداعا ً اآلن"‬

‫أؼلقت الخط وما هً إال لحظات‬


‫وكانت عمتها وزوجها داخبلن‬
‫ركضا ً وصبل‬

‫عندي أمسكت ٌدي وقالت بخوؾ "‬


‫ما بها قمر ٌا رابد ماذا حدث لها ؟ !‬
‫"‬
‫قلت مطمبنا " حمى بسٌطة ألنها‬
‫تبللت قلٌبلً البارحة لقد طمؤننً‬
‫الطبٌب قبل قلٌل"‬

‫تركت ٌدي أمسكت ٌد زوجها وقالت‬


‫" هٌا لنتحدث معه تعلم أن قلبها فً‬
‫فترة نقاهة‬

‫وتعلم ما حدث حٌن أصٌبت بالحمى‬


‫سابقا ً"‬

‫نظرت لهما بصدمة وقلت " ماذا‬


‫حدث" !!‬

‫قال السٌد شاهد " هل أخبرت‬


‫الطبٌب عن قلبها"‬

‫قلت " ال"‬

‫تؽٌر لون وجهه وكؤن الموت دخلته‬


‫فقلت بحدة " ماذا هناك أخبرانً ما‬
‫بها"‬

‫ؼادر مسرعا ومتجاهبل كبلمً‬


‫لحقت به ركضا ً ودخلت خلفه‬
‫لحجرة الطبٌب فقال‬

‫"عذرا أٌها الطبٌب أنا قرٌب‬


‫السٌدة التً جاءتكم منذ قلٌل لقسم‬

‫الطوارئ هل حقنتموها بمهدئ"‬

‫قال بصدمة " ال كنا سنفعل للتو"‬

‫قال بحدة " ال أوقفهم"‬

‫خرجت ركضا ً من عندهم وعدت‬


‫لحجرتها كالبرق فتحت الباب بقوة‬
‫وجدت الممرضة‬

‫تضع اإلبرة فً المؽذي أخذتها منها‬


‫ورمٌتها بعٌداً وقلت بؽضب " هل‬
‫انسكب منها شًء"‬

‫نظرت لً بصدمة فصرخت بها "‬


‫تكلمً هل انسكب من المهدئ شًء‬
‫"‬

‫قالت " ال"‬

‫تنهدت براحة وقلت " ال تعطٌها إٌاه‬


‫"‬

‫قالت بضٌق " هل أنا الممرضة هنا‬


‫أم أنت ؟! ثم أنت ترى حالتها تهدي‬
‫دون توقؾ"‬
‫صرخت بها " إن حدث لها شًء‬
‫قاضٌتك فهمتً المهدئ ممنوع‬
‫عنها"‬

‫بقٌت تنظر لً بصدمة فدخل حٌنها‬


‫الطبٌب والسٌد شاهد وقال الطبٌب‬

‫"ال تحقنوها بالمهدءات مفهوم"‬

‫قالت بضٌق ونظرها علً " مفهوم‬


‫"‬

‫طلب منا الخروج وتركها ولكنً‬


‫رفضت ‪ ,‬بقٌت جالسا بجانبها‬
‫أستمع لهذٌانها المتكرر‬

‫عٌنا التنٌن البرد والسطح شعرها‬


‫ورابد ‪ ,‬كانت تترجى الباب أن ٌفتح‬
‫وتترجى والدتها‬

‫أن تؤتً وتؤخذها وذكرت حتى‬


‫الشواء وكل شًء وكنت أشعر‬
‫بالسكاكٌن ُتؽرس فً قلبً‬

‫مع كل كلمة تقولها ‪ ,‬سحقا ً لك ٌا‬


‫رابد كنت طفبلً لكن لٌس لدرجة أن‬
‫تعجز عن فهم‬
‫معاناتها وإٌجاد حل لها ولو تهرٌبها‬
‫من ذاك السطح وأخذها لدار األٌتام‬
‫فهً أرحم مبة‬

‫مرة من الذي عاشته ‪ ,‬قد أسامحك‬


‫على أي شًء تفعله لها اآلن‬
‫لخٌانتها لك لكن طفولتها‬

‫ال أسامحك علٌها أبداً ‪ ,‬بعد ساعات‬


‫انخفضت حرارتها وتوقفت عن‬
‫الهذٌان ونامت نوما ً‬

‫طبٌعٌا ً دون مهدءات وبقٌت‬


‫بجوارها حتى الصباح‬

‫فً الٌوم التالً أذن لها الطبٌب‬


‫بالخروج ‪ ,‬حمدا هلل أنهم لم ٌحقنوا‬
‫المهدئ ‪ ,‬لكنّ‬

‫الخطؤ على عمتها وزوجها كٌؾ لم‬


‫ٌنبهونً لهذه النقطة كل ما همهم‬
‫حٌنها اإلنجاب‬

‫دخلت الممرضة لتنزع منها إبرة‬


‫المؽذي وجهاز قٌاس النبض‬
‫ونظرت باتجاهً وقالت‬

‫"ألن تكتب لنا شٌبا ً جدٌداً أستاذ‬


‫رابد معجبٌك ٌنتظرون منذ زمن"‬
‫نظرت لها باستؽراب ‪ٌ ,‬بدوا لً‬
‫ذاكرة الفتٌات كالصاروخ حتى أنهن‬

‫ٌعرفننً من الصور فً الجرابد ‪,‬‬


‫قلت مجامبل بابتسامة‬

‫"كتبت بعض المقاالت ثم هناك‬


‫ؼٌري كثر وأفضل منً"‬

‫قالت مبتسمة " لم تستهونً أي‬


‫مقالة بعد مقاالتك"‬

‫بدأت أذكرها ببعض ال ُكتاب الجٌدٌن‬


‫وهً تضع مبلحظة سٌبة على كل‬
‫واحد منهم‬

‫وتنظر اتجاهً كل حٌن فقالت قمر‬


‫بضٌق " هٌه أنتً إنك تخرجٌنه‬
‫بشكل خاطا‬

‫انتبهً لعملك واتركً عنك المقاالت‬


‫"‬

‫نظرت لها وقالت " عذراً ٌا آنسة‬


‫هذا عملً وأتقنه وعٌناي مؽمضتان‬
‫"‬

‫قالت قمر بسخرٌة " المؽذي الزال‬


‫مفتوحا ً ٌا متقنة هل ستنزعٌنه هكذا‬
‫ثم‬

‫أنا لست آنسة وهذا زوجً"‬

‫أؼلقت المؽذي ونظرت لً وقالت "‬


‫لم تتحدث الجرابد عن أنك تزوجت‬
‫" !!‬

‫قلت ونظري على قمر " حدث األمر‬


‫سرٌعا ً وحدٌثا ً"‬

‫أبعدت نظرها عنً متضاٌقة ثم قالت‬


‫وهً تبعد ٌد الممرضة عنها‬

‫"اتركٌنً أنزعه وحدي فقد عشت‬


‫به ألشهر"‬

‫خرجت الممرضة ووجهها ٌتلون‬


‫من الؽضب ونظرت قمر لٌدها وهً‬
‫تمسح الدم‬

‫منها بواسطة القطنه وقالت بضٌق‬


‫" قل أنً أخطؤت وتسرعت هذه‬
‫المرة أٌضا ً‬

‫ٌالها من مستهترة عٌناها فً جانب‬


‫وٌداها تلعبان فً جانب تضننً‬
‫ؼبٌة ‪ ,‬أجل‬
‫فهً صحتً ولٌست صحتها وال‬
‫صحتك"‬

‫قلت بضٌق " قمر لما هذا الموقؾ‬


‫منها لقد نبهتها وانتهى"‬

‫نظرت لً وقالت بسخرٌة " ال تخؾ‬


‫كثٌراً على مشاعرها"‬

‫قلت بحدة " قمر لما هذا الكبلم اآلن‬


‫كانت تتحدث عن ال ُكتاب الجدد ٌعنً‬

‫حدٌث عادي فسري لً سبب‬


‫تضاٌقك منها بهذا الشكل"‬

‫قالت بابتسامة حزٌنة " رد صفعة‬


‫كالسابقة هذا ما تفكر به ألٌس كذلك‬
‫"‬

‫نظرت لعٌنٌها شبه الدامعتان وقلت‬


‫بهدوء ممزوج بالضٌق‬

‫"تتصرفٌن كاألطفال تماما ً"‬

‫خببت وجهها فً ذراعها وبدأت‬


‫بالبكاء دون كبلم فتنهدت وقلت‬
‫بهدوء‬
‫"قمر لٌس هذا مكانا ً مناسبا ً‬
‫لنتشاجر وال لتبكً"‬

‫نظرت لً وقالت بعبرة " لما ٌحق‬


‫لك أنت أن تتضاٌق من اقتراب أحد‬
‫من زوجتك ألنها‬

‫ملكك وأنا ال ٌحق لً ‪ ,‬لما‬


‫تتجاهلنً وتهمشنً دابما ً ‪ ,‬أنا فً‬
‫النهاٌة بشر وال أحب أن‬

‫تتكلم أحداهن مع زوجً هكذا أنت‬


‫تضعنً أمامهم موضع المنبوذة‬
‫المهملة التً ال تعنٌك"‬

‫اقتربت منها جلست بجوارها‬


‫ضممتها من كتفٌها وقلت بهدوء‬

‫"حسنا ً لن ٌتكرر ذلك توقفً عن‬


‫البكاء اآلن"‬

‫هدأت بعد وقت فهً إن بكت ال‬


‫تتوقؾ إال حٌن ترؼب هً بذلك‬
‫وبعد أن تفرغ‬

‫كل ما فً جوفها من مٌاه ‪ ,‬مسحت‬


‫على خدها وقلت‬

‫"كانت تسؤلنً وأنا أجٌب هل كان‬


‫علٌنا صنع مشكلة من هذا"‬

‫قالت ونظرها لؤلسفل وشهقاتها‬


‫الصؽٌرة الزالت تتالى‬

‫"أرٌد الخروج من هنا اآلن وحاالً‬


‫"‬

‫ابتسمت بعفوٌة وأوقفتها عدلت لها‬


‫حجابها وخرجت بها من هناك‬
‫للمنزل فطلبت منً‬

‫أخذها لمنزل عمتها فوضعتها هناك‬


‫فٌبدوا لً هً بحاجة لبلبتعاد عنً‬
‫ألرحمها منً‬

‫إن بقٌت أمامً فلن أعاملها إال‬


‫بالقسوة أؼلب األحٌان ‪ ,‬بعد ٌومٌن‬
‫تلقٌت اتصال هاتفً‬

‫من حٌدر فؤجبت قاببل " ما بك‬


‫تتصل فً هذا الوقت هل بكم مكروه‬
‫؟" !‬

‫الذ بالصمت فقلت بحدة " حٌدر‬


‫تكلم ماذا هناك"‬

‫قال بهدوء " والدك توفً باألمس"‬


‫من صدمتً لم أستطع حتى الكبلم‬
‫فقال " رابد هل أنت معً"‬

‫قلت " نعم ‪ ...‬كٌؾ حدث ذلك ؟" !‬

‫قال " أزمة قلبٌة ‪ ,‬أنا هناك هل‬


‫ستؤتً ؟" !‬

‫قلت " ال أعلم"‬

‫قال بؽضب " رابد ما بك ٌا رجل‬


‫الكل ٌسؤل عنك هنا أنت ابنه الوحٌد‬
‫"‬

‫تنهدت وقلت " سؤرى"‬

‫أؼلقت الخط وسندت رأسً على‬


‫ٌداي على طاولة المكتب أمامً‬
‫فهذا حالً منذ عدت‬

‫من الرحلة فلم تعتب قدمً ؼرفة‬


‫نومنا خوفا ً من أن تنجرؾ‬
‫مشاعري للؽاببة عنها وأنا‬

‫أرى أشٌابها وأشم عطرها ‪ ,‬تنهدت‬


‫بضٌق ومسحت وجهً ‪ُ ,‬‬
‫ست أعوام‬
‫مرت لم أره‬

‫فٌها منذ ذاك الٌوم حٌن طردنً من‬


‫المنزل بدم بارد ورؼم أنه ٌعلم‬
‫ببراءتً من التهمة‬

‫لم ٌكلؾ نفسه عناء التكلم معً‬


‫واالعتذار أو حتى طلب أن أعود‬
‫للمنزل دون أن ٌعتذر‬

‫لم أنسى ٌوما ً ولن أنسى ذاك الٌوم‬


‫الذي نظروا لً فٌه بنظرات كالجلٌد‬
‫وهوا ٌطردنً‬

‫وكؤنهم لٌسوا عابلتً ‪ ,‬مرٌم‬


‫الوحٌدة التً كانت تمسك ٌد والدي‬
‫وتبكً بحسرة وتترجاه‬

‫أن ال ٌفعل ذلك ‪ ,‬آه لم ٌخرجنً من‬


‫تلك النكبة سوى ضوء القمر ال‬
‫الكتابات وال الشهرة‬

‫وال شًء و وحدها انتشلتنً من‬


‫ذاك الحزن دون علم منها لتعود‬
‫وتطعننً لتقتلنً تماما ً‬

‫ودون رحمة فكٌؾ أؼفر لها اآلن‬


‫كٌؾ‬

‫تنهدت بضٌق وؼادرت ؼرفة‬


‫المكتب ودخلت ؼرفة نومنا ما أن‬
‫فتحت الباب حتى‬
‫ؼمرت أنفاسً رابحة عطرها التً‬
‫لم تؽب لحظة عن خبلٌا صدري‬
‫فتحت الخزانة‬

‫آلخذ أؼراضً فقادتنً ٌدي‬


‫لفساتٌنها المعلقة وأمسكت الفستان‬
‫الزهري الذي ارتدته‬

‫تلك اللٌلة أخرجته ورمٌته على‬


‫وجهً وأؼمضت عٌناي أستنشق‬
‫عبٌره ال بل عبٌرها‬

‫فٌه لتظهر صورتها ذاك الٌوم‬


‫أمامً وهً تلبسه لٌكشؾ انحناء‬
‫خصرها وتقاسٌم جسدها‬

‫وساقٌها البٌضاء الناعمة وكؤنها‬


‫أمٌرة من الخٌال ‪ ,‬تنهدت وأبعدته‬
‫عن وجهً ورمٌته‬

‫فً الخزانة وطردت تلك األفكار‬


‫الؽبٌة من دماؼً وأؼلقت بابها‬
‫وخرجت من الؽرفة‬

‫فً الٌوم التالً ذهبت لمنزل عمتها‬


‫وأخبرتهم أننً أرٌد مقابلتها وبقٌت‬
‫انتظرها فً ؼرفة‬
‫الجلوس حتى دخلت علً بفستانها‬
‫الزهري اللون القصٌر وخدان‬
‫متوردان ٌعكسان لونه‬

‫والعٌنان العسلٌة الواسعة والشفاه‬


‫الوردٌة ‪ ,‬كانت كفتٌات القصص‬
‫الخٌالٌة تماما ً‬

‫اقتربت وقالت " مرحبا ً رابد"‬

‫بقٌت أنظر لمبلمحها فً صمت‬


‫فتنقلت عٌناها فً مبلمحً بحٌرة‬
‫وقالت " ما بك ؟" !‬

‫ال اعلم كٌؾ علمت أن ثمة أمر‬


‫حدث رؼم أن مبلمحً كانت جامدة‬
‫تماما ً عن أي تعبٌر‬

‫نظرت لؤلرض وقلت " والدي توفً‬


‫منذ ٌومٌن"‬

‫شهقت بصدمة وكؤنها تعرفه ثم‬


‫قالت " كٌؾ ؟" !‬

‫نظرت لها وقلت " أزمة قلبٌة"‬

‫قالت بحزن " ٌرحمه هللا وٌخلفكم‬


‫فٌه خٌراً"‬
‫قلت بهدوء " شكراً لك"‬

‫رفعت شعرها خلؾ أذنها وقالت "‬


‫ماذا ستفعل اآلن ؟" !‬

‫نظرت لمفاتٌحً بٌن ٌدي أشتت‬


‫نظري علٌهم ثم نظرت لها وقلت‬

‫"سؤذهب لهم الٌوم إن كنتً ترٌدي‬


‫البقاء ابقً هنا فلن أتؤخر"‬

‫هزت رأسها بقوة حتى تحركت‬


‫ؼرتها الناعمة وقالت‬

‫"ال سؤذهب معك ٌجب أن أكون‬


‫معك هناك"‬

‫قلت معترضا " قد تتعبك الرحلة‬


‫البد وأنك الزلت متعبة أنظري‬
‫لخداك كٌؾ لونهما"‬

‫قالت بإصرار " بل سؤذهب وخداي‬


‫لٌسا من المرض متوردان‬

‫هذا ألنً استٌقظت من النوم اآلن"‬

‫نظرت لها بحٌرة ‪ ,‬إذاً أنا لم أرها‬


‫مستٌقظة من النوم قببل لكن كٌؾ‬
‫ألم تكن تنام!!‬
‫تنهدت وقلت " حسنا ً جهزي نفسك‬
‫لنعود للمنزل وسنؽادر بعد قلٌل"‬

‫ؼادرت من فورها مسرعة وما هً‬


‫إال لحظات ودخلت لتخبرنً أنها‬
‫جاهزة عدنا للمنزل‬

‫جمع ْت أؼراضا ً لها ولً‬


‫فً صمت َ‬
‫فً حقٌبة وؼادرنا المدٌنة متوجها ً‬
‫للمدٌنة التً لم‬

‫أزرها منذ ذاك الٌوم ‪ ,‬ساد الصمت‬


‫كسرته قمر‬
‫َ‬ ‫مطوالً فً الطرٌق ثم‬
‫قابلة‬

‫"كم عدد إخوتك وما أسمابهم"‬

‫نعم كٌؾ فآتنً هذا علٌها أن‬


‫تعرفهم لتسؤل عنهم ‪ ,‬قلت " مرٌم‬
‫و ؼٌداء و نور"‬

‫عادت للصمت فقلت " هناك ما‬


‫علٌك معرفته قبل الوصول هناك"‬

‫نظرت لً بحٌرة فقلت " أنتً‬


‫تعلمً أنً أعٌش وحٌداً فؤي شًء‬
‫ستتوقعٌنه منهم‬
‫ال أرٌد مشكبلت ٌا قمر كلها أٌام‬
‫قلٌلة ونعود"‬

‫قالت " بالتؤكٌد ولكن أال أخ لهم‬


‫ؼٌرك"‬

‫قلت " ال"‬

‫قالت " كٌؾ سٌبقون وحدهم"‬

‫قلت بسخرٌة " هم لم ٌحتاجونً‬


‫ٌوما ً"‬

‫قالت " ولكن الوضع تؽٌر اآلن من‬


‫ٌحمٌهم من الناس والمجهول هم‬
‫نساء وحدهم"‬

‫قلت بحدة " قمر هذا الموضوع‬


‫منتهً الكبلم فٌه هم طردونً ولم‬
‫ٌرٌدونً ٌوما ً"‬

‫ثم تؤففت بضٌق وقلت " لننهً‬


‫الحدٌث فً األمر"‬

‫قالت بهدوء وعٌناها على ٌدٌها فً‬


‫حجرها‬

‫"تخٌل أن إحداهن أصابها مكروه‬


‫على من ستلقً الناس اللوم حٌنها‬
‫"‬

‫قلت بصراخ زلزل السٌارة " قمر‬


‫كم مرة سؤعٌدها"‬

‫ارتجفت خوفا وهً تنظر لً ثم‬


‫الذت بالصمت ولم تتحدث حتى‬
‫وصلنا عبرت الشوارع‬

‫لم تتؽٌر كثٌراً ‪ ,‬وصلنا المنزل‬


‫والحظت قمر تفرك ٌداها بتوتر‬
‫نظرت لها فكانت عٌناها‬

‫على المنزل المجاور لمنزلنا فتحت‬


‫باب السٌارة وهً على حالها لم‬
‫تتحرك توجهت ناحٌتها‬

‫فتحت الباب وقلت " قمر هٌا لقد‬


‫وصلنا"‬

‫نظرت لً بصمت ثم نزلت تتبعنً‬


‫حتى دخلت وتوجهت أنا لمجلس‬
‫الرجال حٌث وقؾ‬

‫الجمٌع لتعزٌتً ‪ ,‬منهم من أعرفه‬


‫وتعرفت علٌه رؼم مرور السنٌن‬
‫ومنهم من ال أذكره‬

‫وأمضٌت الٌوم هكذا فً استقبال‬


‫التعازي وكل مخاوفً أن تقابل قمر‬
‫عٌنا التنٌن هنا‬

‫ولكن هذا اختٌارها ‪ ,‬هً أرادت‬


‫المجًء وعلٌها أن تستحمل‬

‫اتصلت بمرٌم قبل وقت وطلبت منها‬


‫أن تخبرنً لو حدث شًء مع قمر ‪,‬‬
‫كان كل‬

‫خوفً من أن تكون الحمى لم تزل‬


‫معها بعد‬

‫عند المساء وبعد أن ؼادر الجمٌع‬


‫وقفت ودخلت للمنزل ‪ ,‬ال أنكر أنً‬
‫أكابر على‬

‫نفسً ألدخل لهم ولوال الحٌاء كنت‬


‫بقٌت فً المجلس حتى ؼادرت من‬
‫هنا‬

‫وعند هنا انتهى بكم و بً الفصل‬


‫الجدٌد‬

‫كٌؾ سٌكون استقبال عابلة رابد له‬


‫بعد هذه السنٌن‬
‫ماذا حدث مع قمر بعد دخولها هناك‬
‫وما ٌنتظر بطلٌنا من‬

‫مفاجؤات وهل ستواجه قمر ماضٌها‬


‫وخالها وزوجته مجددا‬

‫أحداث كثٌرة فً انتظاركم فكونوا‬


‫فً انتظارها‬

‫الفصل القادم لبطلتنا قمر لتحكً‬


‫تفاصٌل ما حدث وسٌحدث معهما‬

‫دمتم فً رعاٌة هللا وحفظه‬

‫الفصل الثالث عشر‬

‫دخلت بخطوات بطٌبة فقد أثار‬


‫مخاوفً كبلم رابد الؽٌر مفهوم‬
‫ولكن كان علٌا المجًء‬

‫لٌس من أجل مظهري أمامهم فقط‬


‫بل ومن أجل مظهري أمام عابلة‬
‫عمتً أٌضا ً‬

‫وصلت منتصؾ المنزل كانت صالة‬


‫واسعة بها صالونا ً كبٌراً ومجموعة‬
‫من النسوة‬

‫اآلتً ال أعرؾ منهن أحداً ‪ ,‬كانت‬


‫األنظار كلها موجهة إلً ‪ ,‬اقتربت‬
‫منهم وألقٌت‬

‫التحٌة ‪ ,‬كان علٌا الخروج من هذا‬


‫الموقؾ سرٌعا ً زوجة ابنهم وال‬
‫تعرؾ منهم أحداً‬

‫ُ‬
‫نظرت للجمٌع وعلمت من ستكون‬
‫زوجة والده من حالها وحزنها‬
‫وحدادها وبتقدٌري‬

‫لسنها ‪ ,‬اقتربت منها فوقفت من‬


‫فورها فقلت " عمتً أحسن هللا‬
‫عزابكم أنا زوجة ابن زوجك "‬

‫نظرت لً بادئ األمر بصدمة ثم‬


‫تجاوزتها وسلمت علً فقلت‬
‫هامسة " أٌن هً مرٌم ؟" !‬

‫قالت بذات الهمس " التً تمسك‬


‫الطفلة هناك"‬

‫توجهت لها من فوري وصلت‬


‫عندها فوقفت من فورها فاحتضنتها‬
‫وقلت‬
‫"أحسن هللا عزابك ٌا مرٌم أنا قمر‬
‫"‬

‫احتضنتنً بقوة وقالت ببكاء‬


‫وهمس " قمر زوجة رابد هل هوا‬
‫هنا"‬

‫قلت " نعم"‬

‫ثم همست لها " أٌن ؼٌداء ؟" !‬

‫نظرت لً وقالت " التً بجوار‬


‫والدتها ونور الجالسة بمفردها‬
‫هناك"‬

‫توجهت نحو األولى وما أن وصلت‬


‫عندها حتى وقفت ونظرت لً بكره‬

‫وقالت بضٌق وصوت مكتوم " ما‬


‫جاء بك وبه هنا"‬

‫نظرت لها مطوالً بصدمة ثم قلت "‬


‫أحسن هللا عزابك"‬

‫وؼادرت تاركة لها واقفة توجهت‬


‫حٌث الثالثة فوقفت وصافحتنً‬
‫ببرود دون أن تجٌب‬

‫على تعزٌتً لها ‪ ,‬عدت حٌث البقٌة‬


‫فوقفوا وبدبوا ٌعزوننً ‪ٌ ,‬بدوا‬
‫علموا من مرٌم أو‬

‫زوجة والدها أننً زوجة ابنه ‪,‬‬


‫توجهت بعدها من فوري للجلوس‬
‫بجوار مرٌم ‪ٌ ,‬بدوا‬

‫لً هذا الخٌار األفضل ‪ ,‬كان‬


‫ْ‬
‫نظرت لً‬ ‫الصمت ٌسود المكان‬
‫مرٌم وقالت بصوت‬

‫منخفض " ال تكترثً لكل ما ٌقال‬


‫لك هنا "‬

‫ابتسمت لها وقلت " إن لم تستحمل‬


‫زوجة ابنهم من سٌستحمل"‬

‫نظرت لً مطوالً ثم قالت " أحسن‬


‫رابد فً اختٌارك قلبا ً وقالبا ً"‬

‫ابتسمت لها وعدنا للصمت ‪ ,‬بعد‬


‫وقت جاءت طفلة تبدوا فً السادسة‬
‫توجهت‬

‫لً من فورها وقالت بمرح " أنتً‬


‫زوجة خالً رابد ؟" !‬

‫قلت بابتسامة حنونة " نعم"‬


‫صعدت على األرٌكة بجواري‬
‫واحتضنتنً قابلة‬

‫"لقد عرفتك ‪ ,‬أنا ذكٌة سؤذهب‬


‫ألخبره"‬

‫قالت مرٌم هامسة لها بضٌق " صبا‬


‫ابتعدي من هنا والعبً فً الخارج‬
‫"‬

‫قلت ماسحة على شعرها " هل هذه‬


‫ابنتك ؟" !‬

‫قالت " نعم متعبتً ولٌست ابنتً"‬

‫تركت حضنً ووقفت بٌنً وبٌن‬


‫والدتها وقالت " لقد رأٌت خالً‬
‫رابد وسلمت علٌه"‬

‫قالت حٌنها ؼٌداء بسخرٌة " خالها‬


‫ولم تره إال اآلن ٌاال السخافة"‬

‫ُ‬
‫نظرت لمرٌم فؤومؤت لً بعٌناها‬
‫مؽمضة لهما فابتسمت لها ابتسامة‬
‫صؽٌرة بمعنى ال‬

‫تخافً لن أتحدث ثم عادت ؼٌداء‬


‫للحدٌث مجدداً وقالت بؤسى‬
‫"حتى مات وابنه ال ٌعرؾ له‬
‫طرٌقا ً وكؤنه لٌس والده الذي أنجبه‬
‫ورباه كل‬

‫ما فعله أنه أحنى رأسه بٌن الناس‬


‫"‬

‫قالت حٌنها والدتها بحدة " ؼٌداء‬


‫اسكتً"‬

‫قالت ببكاء " لما أسكت الكل هنا‬


‫ٌعلم ذلك ٌاله من ابن عاق ال ٌذكر‬
‫والده إال بعد موته"‬

‫لم أنطق بحرؾ فسك َت ْت حٌنها فقد‬


‫وضعتها فً موقؾ دفاعً الصمت‬
‫فٌه هوا الحل‬

‫األنسب ‪ ,‬ومر بعدها الوقت ال شًء‬


‫سوى استقبال المعزٌات وتودٌعهن‬
‫حتى اقترب‬

‫وقت المؽٌب ولم ٌبقى بالبٌت أحد‬


‫ؼٌري وعابلة رابد ‪ ,‬كنت طوال‬
‫الوقت جالسة مكانً‬

‫ال أفارقه إال للصبلة ‪ ,‬بعد وقت‬


‫طوٌل دخل رابد علٌنا‬
‫كانت تلك اللحظة األصعب على‬
‫الجمٌع ومإكد على رابد أكثر رؼم‬
‫جهلً ما حدث هنا‬

‫فً الماضً ‪ ,‬اقترب بخطوات ثابتة‬


‫فكان أول من استقبله مرٌم ‪,‬‬
‫احتضنته مطوالً ببكاء‬

‫وهوا ٌمسح على ظهرها فً صمت‬


‫‪ ,‬توجه بعدها لزوجة والده وعزاها‬
‫فعاملته بجدٌة‬

‫ال برود وال ترحاب كما استقبلتنً‬


‫تماما ً ‪ ,‬وقفت حٌنها ؼٌداء وؼادرت‬
‫المكان ؼاضبة‬

‫دون كبلم ‪ ,‬نظر لها حتى اختفت ثم‬


‫التفت جهة نور التً اقتربت منه‬
‫ومدت له بٌدها‬

‫فً صمت ‪ ,‬نظر لٌدها مطوالً ثم‬


‫صافحها فاستلت ٌدها من ٌده‬
‫بسرعة وجلست مكانها‬

‫توجه ناحٌتً ومرٌم وجلس‬


‫بجوارنا على ذات األرٌكة‬

‫بدأ بسإال مرٌم عن أحوالها وعن‬


‫أبنابها وؼادرت حٌنها نور ولم‬
‫ٌبقى ؼٌرنا ثبلثتنا‬

‫وزوجة والده ‪ ,‬بعد قلٌل نادت‬


‫ؼٌداء والدتها من بعٌد حٌث نسمع‬
‫صوتها وال نراها‬

‫فؽادرت باتجاهها مختفٌة عنا أٌضا ً‬


‫‪ ,‬كانت تتكلم مع ابنتها بحدة بصوت‬
‫ؼٌر مفهوم‬

‫ثم سمعنا صوت ؼٌداء الصارخ‬


‫وكؤنها تتعمد إسماع أحدهم وهً‬
‫تقول‬

‫"ال نرٌده ٌا أمً هل تذكرنا اآلن ‪,‬‬


‫لقد قتل والدي هو سبب موته‬
‫اطردٌه"‬

‫ُ‬
‫أنزلت حٌنها ٌدي وأمسكت ٌد رابد‬
‫بقوة أرٌده أن ٌفهم معنى ما عنٌت‬
‫ال تتحدث‬

‫وكانت ٌده على حالها دون أي ردة‬


‫فعل ‪ ,‬بعد قلٌل عادت والدتهم‬
‫وجلست معنا‬

‫وبدأ الوقت ٌمضً وال شًء سوى‬


‫الصمت ‪ ,‬ادعٌت أننً أرتب لمرٌم‬
‫طرؾ‬
‫وشاحها وقلت لها هامسة " رابد‬
‫ٌنتظر أن ٌخبروه على األقل أٌن‬
‫سٌنام"‬

‫لم تجب أمسكت هاتفها جانبا ً وٌبدوا‬


‫أنها أرسلت لزوجة والدها رسالة‬
‫من‬

‫صوت هاتفها ‪ ,‬بعد قلٌل قالت تلك‬

‫"رابد ؼرفتك السابقة كما هً‬


‫ٌمكنكما استخدامها البد وأنكما‬
‫متعبان"‬

‫وقؾ فً صمت ثم ابتعد قلٌبل ووقؾ‬


‫وقال " قمر اتبعٌنً"‬

‫نظرت لهما ثم وقفت وسرت خلفه‬


‫دخلنا حجرة بخزانة وسرٌر فردي ‪,‬‬
‫كان واضحا ً‬

‫علٌها أنها لم تفتح لسنوات وال‬


‫ُ‬
‫توجهت من فوري‬ ‫أعرؾ لما ‪,‬‬
‫للنافذة فتحتها ومن ثم‬

‫للسرٌر فً صمت أزلت األؼطٌة‬


‫عنه ألنها مؽبرة فتحت الخزانة كان‬
‫بها أخرى جدٌدة‬
‫وضعتها بدل األولى وقلت بهدوء "‬
‫ٌمكنك النوم سؤقوم بتنظٌؾ باقً‬
‫الؽرفة دون صوت"‬

‫كان واقفا مكانه عند الباب ونظره‬


‫لؤلسفل ٌتنفس بهدوء ثم اقترب‬
‫منً ورأسه الزال‬

‫أرضا ً حتى وقؾ أمامً مباشرة ثم‬


‫احتضننً بقوة دون كبلم وأنا لم‬
‫أتحرك من الصدمة‬

‫شدنً لحضنه أكثر وقال بهمس‬


‫حزٌن " أحتاجك ٌا قمر"‬

‫شعرت حٌنها بكل خلٌة من خبلٌا‬


‫جسمً تتهتك وكؤنه ٌحضننً للمرة‬
‫األولى وكؤنً‬

‫لم أعرفه إال اآلن فلحظتها فقط‬


‫علمت معنى أن تحطم الهموم قلوب‬
‫الرجال‬

‫رفعت ٌداي وطوقت خصره بهما‬


‫أحضنه أكثر من حضنه لً ‪ ,‬ؼبٌة‬
‫أعلم‬

‫وسٌقسو علٌا بعد قلٌل أعلم أٌضا ً‬


‫ولكن ما كنت ألستحمل حزنه وما‬
‫لقً الٌوم‬

‫ممن هم عابلته ‪ ,‬بقٌت أحضنه فً‬


‫صمت حتى شعرت بٌداه ترتخٌان‬
‫شٌبا ً فشٌبا ً‬

‫حتى ابتعدتا عنً وقال هامسا ً "‬


‫ابتعدي "‬

‫ابتعدت عنه مصدومة أكثر من‬


‫كونً مجروحة منه انظر لعٌنٌه‬
‫بضٌاع‬

‫فدار بظهره سرٌعا ً وابتعد عنً‬


‫بضع خطوات فقلت بهدوء " رابد"‬

‫ولكنه لم ٌلتفت إلً ولم ٌجب فقلت‬


‫بصوت أعلى " رااابد"‬

‫وال حٌاة لمن تنادي كل ما فعله أنه‬


‫خرج ‪ ...‬نعم خرج ولم ٌؽلق حتى‬
‫باب الؽرفة‬

‫خرج وتركنً بعدما نقل جرحه منه‬


‫لً وكؤنه ٌقول لً تؤلمً مثلً‬
‫شاركٌنً األلم‬

‫بتؤلمك أٌضا ً ‪ ,‬أحسست حٌنها بحجم‬


‫ؼبابً الذي ال أتعلم منه أبداً ‪,‬‬
‫جلست على طرؾ‬

‫السرٌر ابكً بحرقة وبعد وقت‬


‫طوٌل وقفت وبدأت بتنظٌؾ الؽرفة‬
‫من الؽبار وكؤننً‬

‫أفرغ ؼضبً فً التنظٌؾ حتى‬


‫أصبحت نظٌفة تماما ً ‪ ,‬نظرت‬
‫للساعة فكانت الثانٌة بعد‬

‫منتصؾ اللٌل ولم ٌعد وأصبحت‬


‫الثالث والرابعة ‪ ,‬أٌن ذهب وهوا ال‬
‫ٌعرؾ أحد هنا بالتؤكٌد!!‬

‫فلٌذهب حٌث شاء ما دخلً أنا به ‪,‬‬


‫بعد قلٌل تسللت ٌدي للهاتؾ‬
‫واتصلت به فكان‬

‫رقمه مقفبل ‪ ,‬خرجت للصالة‬


‫وجلست هناك ‪ ...‬كم أتمنى أن أنام‬
‫دون أن أكثرت له‬

‫كم أتمنى أن أتجاهله وأجرحه كما‬


‫ٌجرحنً كل حٌن ولكن هٌهات كٌؾ‬
‫اقنع قلبً‬

‫الؽبً هذا ‪ ,‬كٌؾ ٌهنؤ بالنوم دون‬


‫أن ٌطمبن علٌه‬
‫سمعت بعد قلٌل صوت خطوات‬
‫تقترب منً فكانت والدتهم اقتربت‬
‫وقالت باستؽراب‬

‫"قمر ماذا تفعلٌن هنا" !!‬

‫نظرت لها ثم لؤلرض وقلت " رابد‬


‫خرج منذ ساعات ولم ٌعد حتى اآلن‬
‫وهاتفه مقفل"‬

‫الذت بالصمت فنظرت لها وقلت "‬


‫أٌن مرٌم لتتحدث مع حٌدر وتسؤله‬
‫عنه"‬

‫قالت " عادت لمنزلها منذ وقت‬


‫وستكون هنا صباحا ً وحٌدر ؼادر‬
‫منذ األمس"‬

‫قلت بهدوء " هل هوا وقت الفجر‬


‫؟" !‬

‫قالت مؽادرة " بعد عشرٌن دقٌقة "‬

‫صلٌت الفجر عند وقته ثم دخلت‬


‫الؽرفة محاولة النوم ولم انم إال بعد‬
‫وقت ولم‬
‫انم إال قلٌبل واستٌقظت ‪ ,‬ارتدٌت‬
‫فستانا ً طوٌبلً بؤكمام وسرحت‬
‫شعري وربطته‬

‫جانبا ً فبل رجال هنا ؼٌر رابد ثم‬


‫خرجت من الؽرفة وأول من قابلنً‬
‫هً مرٌم‬

‫فقلت من فوري " هل رجع رابد ؟ !‬


‫"‬

‫نظرت لً مطوالً بحٌرة ثم قالت "‬


‫وأٌن ذهب لٌرجع" !!‬

‫قلت " خرج البارحة ولم ٌعد"‬

‫قالت بابتسامة " وجدته نابما ً فً‬


‫مجلس الرجال حٌن وصلت ‪ ,‬ضننت‬
‫أنه‬

‫نام هناك ألن السرٌر ال ٌتسع‬


‫لكلٌكما"‬

‫قلت بارتباك " ٌبدوا ذلك لقد كان‬


‫مستاء من ٌوم أمس"‬
‫ً‬

‫تنهدت وقالت " أنا أكثر من ٌعرؾ‬


‫رابد هوا حساس جدا وإن جرحه‬
‫أحدهم‬
‫ال ٌمكنه مسامحته بسهولة هوا ال‬
‫ٌنسى األلم أبداً"‬

‫تركتها وعدت للؽرفة أؼلقت الباب‬


‫واتكؤت علٌه ونزلت دموعً من‬
‫فورها‬

‫هرب منً إذاً ‪ ,‬نام هناك كً ال ٌنام‬


‫معً هنا وأنا التً لم تنم طوال اللٌل‬
‫منشؽلة‬

‫ألمره وهوا ٌنام هنا وٌؽلق هاتفه‬


‫كً ال اتصل به ‪ ,‬ما الذي تركته ولم‬
‫تجرحنً‬

‫به ٌا رابد ‪ ,‬هذا ولم ٌعلم بؤنً من‬


‫خذلته وتركته وها هً شقٌقته تقول‬
‫بلسانها‬

‫أنه ال ٌنسى الجرح بسهولة فماذا‬


‫لو علم فلن ٌنساها لً ما حٌٌت‬
‫وسٌدفعنً ثمن‬

‫ذلك أقسى من هذا ‪ ,‬آه وهل ٌوجد‬


‫ما هوا أقسى مما أنا فٌه بسببه ‪,‬‬
‫حقا أنه بحجم‬

‫الحب ٌكون الجرح وبحجم حبً له‬


‫أشعر بجراحً منه ‪ ,‬لما ال أكرهك‬
‫أخبرنً لما‬

‫توجهت للسرٌر ارتمٌت علٌه‬


‫محاولة تبدٌد حزنً ثم جلست‬
‫متذمرة وخرجت بعد‬

‫وقت الستقبال النساء معهم ‪ ,‬كان‬


‫الٌوم هوا الٌوم الرابع للعزاء‬
‫وٌبدوا لً عدد النساء‬

‫أكثر من األمس وكل من تدخل تقول‬


‫‪ /‬أٌن هً زوجة ابنه ؟ فهمت اآلن‬
‫رجع الجمٌع‬

‫لٌروا مفاجؤة الموسم زوجة االبن‬


‫المهاجر‬

‫كان أؼلب الحاضرات من الجٌران‬


‫على ما ٌبدوا وحمدت هللا أن عٌنا‬
‫التنٌن لٌست‬

‫منهم ‪ ,‬كنت أعلم أنها لن تؤتً ألنها‬


‫لم تكن تحتك بالجٌران أبداً وال أحد‬
‫ٌحبها‬

‫عند العصر كانت هناك اثنتان فقط‬


‫نظرت لً إحداهما وقالت " منذ‬
‫متى تزوجتما ؟" !‬

‫قلت ببرود " ثبلثة أشهر"‬

‫قالت األخرى " وكٌؾ تعرؾ علٌك‬


‫؟" !‬

‫ٌاال سخافة النساء وفضولهن قلت‬


‫بذات البرود‬

‫"الزواج كالموت ال ٌهم السبب فٌه‬


‫والنتٌجة واحدة"‬

‫الذت بالصمت أخٌراً فوقفت مؽادرة‬


‫للمطبخ حٌث مرٌم ألنهما على ما‬
‫ٌبدوا‬

‫بقٌتا للتحقٌق معً ‪ ,‬دخلت‬


‫ووجدتها تطهوا الخبز فقلت بهدوء‬
‫" هل أساعدك ؟" !‬

‫التفتت إلٌا وقالت بابتسامة "‬


‫سؤنتهً قرٌبا ً ال تتعبً نفسك"‬

‫اقتربت منها قابلة " لما أتعب نفسً‬


‫أنا ال أفعل شٌبا ً هنا "‬

‫سمعنا حٌنها صوت رابد ٌنادي‬


‫مرٌم من الباب الخارجً للمطبخ‬
‫فقالت بابتسامة‬

‫"أدخل ٌا رابد ال أحد ؼرٌب هنا"‬

‫شؽلت نفسً بتقطٌع الخبز فً‬


‫الطبق أمامً كً ال أنظر إلٌه ‪ ,‬دخل‬
‫وقال‬

‫"حضروا المزٌد من الشاي"‬

‫قالت مرٌم " جاهز سؤسكبه لك‬


‫فوراً"‬

‫سحب الكرسً وجلس وقال " قمر‬


‫ناولٌنً كوب ماء"‬

‫أال ٌوجد الماء هناك لدٌهم أم هً‬


‫تعمد لٌجد فرصة إلهانتً من جدٌد‬
‫‪ ,‬سكبت الماء‬

‫فً كوب ووضعته أمامه فً صمت‬


‫دون أن انظر إلٌه وخرجت فوراً من‬
‫المطبخ‬

‫سؤعود لتلك الفضولٌتان أرحم لً‬


‫من تجرٌحه ‪ ,‬جلست معهم ومضى‬
‫الوقت حتى ؼادر‬
‫الجمٌع صلٌنا العشاء وجلست أنا‬
‫ْ‬
‫نظرت‬ ‫ومرٌم فً الصالة وحدنا ‪,‬‬
‫لً وقالت بابتسامة‬

‫"كم تمنٌت رإٌتك ‪ ,‬لٌس فً مثل‬


‫هذه الظروؾ لكنً تمنٌت هذا "‬

‫قلت بابتسامة مماثلة " وأنا كذلك‬


‫وسررت بلقابك"‬

‫تنهدت وقالت " أطلبً من رابد أن‬


‫تزورانً أنتً عروس ولن ٌرفض‬
‫لك طلبا ً"‬

‫آه ٌاال جهلك للحقٌقة ‪ ,‬قلت بهدوء‬


‫" هل تسكنٌن هنا فً ذات المدٌنة‬
‫؟"!‬

‫قالت بابتسامة " أسكن فً مدٌنة‬


‫جبلٌة مجاورة لها إنها جمٌلة ‪,‬‬
‫المناظر خبلبة‬

‫والخضرة قومً بزٌارتً‬


‫ستستمتعان كثٌراً"‬

‫ها قد عادت لذات النقطة ‪ ,‬قلت "‬


‫إن شاء هللا"‬

‫قالت " متى قال لك رابد ستؽادران‬


‫؟" !‬

‫قلت بهدوء " لم ٌقل لً متى ولكنه‬


‫قال لن نبقى طوٌبلً"‬

‫تنهدت وقالت " حتى بعد وفاة والده‬


‫لن ٌبقى معهم"‬

‫قلت " حاولت التحدث معه فً األمر‬


‫لكنه رفض الحدٌث فٌه"‬

‫قالت بؤسى " معه حق لكن هذا ال‬


‫ٌجوز"‬

‫دخل حٌنها ٌمسك صبا فً ٌده‬


‫فقالت مرٌم " وأٌن الجنً اآلخر ؟ !‬
‫"‬

‫ضحك وقال " نابم هناك وٌحلم‬


‫أٌضا ً"‬

‫وقفت حٌنها وؼادرت للؽرفة ‪ ,‬بعد‬


‫قلٌل لحق بً دخل الؽرفة وأؼلق‬
‫الباب وقال‬

‫"ال داعً ألن نلفت انتباه الجمٌع‬


‫بحركاتنا الصبٌانٌة"‬

‫لم أجب ولم ألتفت إلٌه فقال بحدة "‬


‫قمر أنا أتكلم معك"‬

‫قلت بؤسى " ماذا ترٌد منً ٌا رابد‬


‫؟! لما ال ترحمنً فٌما أخطؤت أنا"‬

‫قال بؽٌض مكتوم " أرٌد منك‬


‫احترامً كزوج على األقل"‬

‫التفتت إلٌه وقلت " ولما ال تعاملنً‬


‫بلطؾ كزوجة على األقل"‬

‫قال بحدة " قمر كم مرة سؤحذرك‬


‫من مناقشتً"‬

‫قلت بؽضب وأنا أعد بؤصابعً "‬


‫حٌن أسكت ال ٌعجبك فؤتحدث ال‬
‫ٌعجبك "‬

‫ثم رفعت ٌداي وقلت بضٌق "‬


‫اخبرنً ماذا افعل ؟ حاضر ٌا سٌدي‬
‫أوامرك‬

‫موالي لن تتكرر األخطاء ثانٌتا"‬

‫قال بحدة مشٌرا بؤصبعه للخارج "‬


‫تخرجً معً اآلن مرٌم الحظت‬
‫تصرفاتك‬

‫أعلم أنك ال تطٌقٌننً تحملً قلٌبل‬


‫أمامهم"‬

‫هززت رأسً بٌؤس وقلت " ال أعلم‬


‫متى ستتوقؾ عن إلصاق ما تشعر‬
‫به بً وتتهمنً به"‬

‫ثم سرت من أمامه وخرجت من‬


‫الؽرفة وعدت حٌث كنا ‪ ,‬جلست‬
‫هناك وخرج رابد‬

‫وجلس بجواري ‪ ,‬هذه عادته‬


‫تمثٌلٌاته ال تبدأ دابما ً إال بااللتصاق‬
‫بً‬

‫قفزت حٌنها صبا أمامه وقالت‬

‫"لقد وعدتنً إن عرفتها تزورنا‬


‫فً منزلنا اسؤل أمً لقد عرفتها‬
‫وحدي"‬

‫نظرت لهما بحٌرة فقال مبتسما ً‬


‫ُ‬
‫وهوا ٌنظر لً " أجل وعدتك "‬

‫أشحت بنظري عنه بسرعة ‪ ,‬ممثل‬


‫بارع لكنً لم أعد استطع تمثٌل‬
‫دوره‬

‫قالت مرٌم " أي وعد هذا ؟" !‬


‫قالت صبا بمرح " سؤلت خالً عن‬
‫زوجته فقال فً الداخل أجمل‬
‫الموجودات‬

‫إن تعرف ِ‬
‫ت علٌها وحدك زرتكم كما‬
‫طلبتً منً"‬

‫ضحكت مرٌم وقالت " لقد أعطٌتها‬


‫الجواب كنت صعبته قلٌبلً لتهرب‬
‫من زٌارتً "‬

‫ضحك وقال " أردت أن اختبر ذكاء‬


‫ابنتك ودوقها ثم ما أدرانً أنه ال‬
‫جمٌبلت فً الداخل "‬

‫كنت فً صمت تام مع بعض‬


‫االبتسامات الصؽٌرة المجاملة ‪,‬‬
‫تمثلٌة صؽٌرة جداً ولكن‬

‫هذا ما قدرت علٌه ‪ ,‬نظرت مرٌم‬


‫باتجاهً وقالت مبتسمة‬

‫"ال تحتاج للذوق لتمٌزها من بٌن‬


‫الجمٌع كنت حابرة من تكون هذه‬
‫التً جعلت رابد‬

‫ٌتزوج وحٌن رأٌتها علمت لكنً لو‬


‫كنت مكان زوجتك لؽضبت منك‬
‫أسبوعا ً كامبلً "‬
‫ضحك وشد كتفً وقال " أسبوع ٌا‬
‫ظالمة ذلك كثٌر علً "‬

‫قالت بضٌق " كٌؾ تسؤل طفلة هكذا‬


‫سإال هل كنت ترٌد معرفة من‬
‫األجمل فً الداخل‬

‫لو كنت مكان قمر لحاسبتك على‬


‫هذا "‬

‫نفخ على ؼرتً حتى طار جزء منها‬


‫ثم قبل رأسً وقال " جٌد أن قمر‬
‫لٌست مثلك "‬

‫نظرت له ومررت إصبعً تحت‬ ‫ُ‬


‫ؼرتً سرٌعا ً ألعٌدها كما كانت‬
‫وقلت بنظرة تحدي‬

‫"لم ٌإثر بً ذلك أبداً ألنً أتق‬


‫بنفسً "‬

‫ثم ابتسمت وقلت " وبك "‬

‫قرب شفتٌه من أذنً وقال هامسا ً "‬


‫هل هذا جزء من التمثلٌة ؟ " !‬

‫ابتسمت ابتسامة سخرٌة ولم اعلق‬


‫فهمس لً مجدداً " أنا لم أمثل بعد‬
‫"‬

‫بقٌت أنظر لعٌنٌه بحٌرة حتى قالت‬


‫مرٌم " ٌبدوا أنكما نسٌتما وجودي‬
‫هنا"‬

‫ضحك رابد ثم رفع قدمه واضعا ً لها‬


‫على طرؾ األرٌكة تحته وقال " ال‬
‫لم ننسى "‬

‫قالت " كٌؾ كانت الرحلة للبحر ؟ !‬


‫"‬

‫قال بابتسامة " حٌدر ال ٌخفً عنك‬


‫شٌبا ً "‬

‫قالت بضٌق وهً تعدل مبلبس‬


‫ابنتها‬

‫"طبعا ً هل ترٌده مثلك حتى‬


‫اتصاالتً ال تجٌب علٌها "‬

‫قال متجاهبل األمر " كانت رحلة‬


‫رابعة وجنونٌة ورومانسٌة لم‬
‫أعشها فً حٌاتً "‬

‫نعم ذكِر نفسك بذلك قبلً رحلة لم‬


‫نتوقؾ فٌها عن الشجار‬
‫قلت ببرود " رابعة لدرجة أنً‬
‫اكتشفت أن شقٌقك مشهور جداً‬
‫وتعشقه الفتٌات"‬

‫ضحك وضرب طرؾ جبٌنً بجبهته‬


‫وقال " وٌصطدم بً الرجال عمداً‬
‫وأهدي‬

‫ومساء أؼانً رابعة‬


‫ً‬ ‫زوجتً صباحا ً‬
‫عن المشاكل "‬

‫تؤففت فً صمت فضحك وأخذ‬


‫جدٌلتً من حجري لعب بها وقال‬

‫"مرٌم ال تؽضبً هكذا تصبحٌن‬


‫أقل جماال وأنتً ؼاضبة"‬

‫ما به هذا !! البارحة كان ٌطبق‬


‫علً فنون القسوة فما تؽٌر الٌوم ‪,‬‬
‫سحبت‬

‫شعري منه وقلت ببرود " بل ٌبدوا‬


‫لً أنك تراها أجمل وهً ؼاضبة"‬

‫قالت مرٌم بامتعاض " ما بكما أنتما‬


‫أف ِهمانً شٌبا ً"‬

‫ضحك وقال " أدلل زوجتً هل هذا‬


‫ممنوع"‬
‫ضربت مرٌم ابنتها على رأسها‬
‫وقالت " اذهبً وأٌقظً شقٌقك‬
‫سنؽادر قرٌبا ً‬

‫ٌكفٌك من مشاهدة األفبلم‬


‫الرومانسٌة "‬

‫بقٌت ابنتها مكانها تمسك رأسها‬


‫بتؤلم فلم أستطع إمساك نفسً‬
‫فضحكت من قلبً‬

‫رؼم األلم المتراكم داخله فقال رابد‬


‫" سمعتً هذه الضحكة ٌا مرٌم‬
‫وٌلومنً أحدهم‬

‫ألنً ال أرٌد أن ٌسمعها الرجال "‬

‫تنهدت وقالت " رابد هذه التفاهات‬


‫ال تجلب إال المشاكل "‬

‫قال متجاهبل كبلمها وما أكثر ما‬


‫ٌفلح فً هذا " صبا كٌؾ حالك ؟ !‬
‫"‬

‫ضحكت مرٌم وقالت " أعان هللا‬


‫زوجتك علٌك "‬

‫رن حٌنها هاتفها فوقفت قابلة "‬


‫أٌوب وصل سؤؼادر اآلن "‬

‫قال رابدة بضٌق " ألن ٌودعوك‬


‫على األقل هل سكان هذا المنزل‬

‫ٌحبون النوم مبكراً أم ٌهربون منا‬


‫"‬

‫قالت مرٌم وهً تتوجه للمجلس‬


‫لتوقظ ابنها " ال تدقق على كل‬
‫شًء كً ال تتعب "‬

‫ودعتها وتوجهت من فوري للؽرفة‬


‫مإكد سٌنام فً صومعته الجدٌدة ‪,‬‬
‫ؼٌرت ثٌابً‬

‫ودخلت السرٌر ‪ ,‬الوقت مبكر ولكن‬


‫ال شًء لدي هنا ؼٌر النوم ‪ ,‬بعد‬
‫قلٌل دخل‬

‫الؽرفة ‪ ,‬كنت مخببة وجهً بذراعً‬


‫ونابمة على جانبً األٌمن ظننته‬
‫سٌؤخذ شٌبا ً‬

‫وٌؽادر لكنه جلس على طرؾ‬


‫السرٌر فتح الدرج أخد شٌبا ً ثم‬
‫أؼلقه ثم نام معً على‬

‫السرٌر ‪ ,‬عجٌب ما به هذا !! وهل‬


‫ٌرى السرٌر ٌتسع لكلٌنا ‪ ,‬كان‬
‫ملتصقا بً تماما ً‬

‫وأنا معطٌة ظهري له ‪ ,‬لؾ ذراعه‬


‫حول خصري وهمس فً أذنً قاببل‬
‫" قمر"‬

‫ولكنً لم أجب ولم أتحرك ‪ ,‬سرت‬


‫رجفة فً كل جسمً حٌن شعرت‬
‫بشفتٌه‬

‫تقبل عنقً ثم همس مجدداً "‬


‫ؼاضبة منً ؟ " !‬

‫لم أجب أٌضا ً فقبل عنقً مجدداً ‪ ,‬ما‬


‫ٌرٌد بً هذا قبلة أخرى بعد‬
‫وسٌؽمى علً وأنا‬

‫نابمة على السرٌر ‪ ,‬مرر ٌده‬


‫األخرى من تحتً وشدنً بذراعٌه‬
‫برفق لحظنه فقلت‬

‫بهدوء " ال ‪ ....‬ال أرٌد "‬

‫ارتخت ٌداه حٌنها ثم ابتعد جالسا‬


‫على طرؾ السرٌر وقال ببرود‬

‫"تذكري هذا وال تلومٌنً مجدداً‬


‫على نعتك بعدٌمة المشاعر "‬
‫نعم هذا ما تفلح فٌه جرحً وجرح‬
‫مشاعري ‪ ,‬ما كنت ألسمح لك أن‬
‫تكرر ما فعلته‬

‫سابقا ً لتنام معً اللٌلة وتتجاهلنً‬


‫قبل حتى الؽد ‪ ,‬صحٌح أن عٌنا‬
‫التنٌن وزوجها جعبل‬

‫منً إنسانة ال تعرؾ الدفاع عن‬


‫نفسها ُتضرب و ُتهان وال تدافع حتى‬
‫دمرا شخصٌتً‬

‫نهابٌا ولكن الشخصٌة الدفاعٌة بً‬


‫تظهر أحٌانا عندما ٌكون الجرح‬
‫بحجم ٌفوق كل‬

‫الماضً وال جرح أتلقاه أقسى من‬


‫جرح رابد‬

‫خرج وضرب باب الؽرفة بقوة ولم‬


‫أره طٌلة تلك اللٌلة ‪ ,‬مإكد ٌسجن‬
‫نفسه فً سجنه‬

‫الجدٌد ‪ ,‬بكٌت كثٌراً وبكٌت مطوالً‬


‫حتى نمت دون شعور منً‬
‫فً الصباح خرجت من الؽرفة‬
‫وجدت والدتهم تجلس وبناتها فقلت‬
‫بهدوء‬

‫"صباح الخٌر"‬

‫أجابت والدتهم بهدوء ونور بهمس‬


‫ال ٌكاد ٌسمع أما ؼٌداء فتمثال‬
‫حجري ومتضاٌق‬

‫أٌضا ً ‪ ,‬جلست مبتعدة عنهم ‪ ...‬ترى‬


‫من منهما التً تحدثت معً سابقا ً‬
‫ؼٌداء أم نور‬

‫وهل تذكرنً وتعرفت على شكلً‬


‫رؼم أنها لم ترنً فلم تتحدث أي‬
‫منهما عن األمر‬

‫سنٌن مرت قد تكون نسٌت ذلك ‪ ,‬ما‬


‫ٌحٌرنً كٌؾ عرفتنً وقتها‬
‫وعرفت اسمً أٌضا ً‬

‫إن كان حتى رابد حٌنها ال ٌعرفه‬


‫ولما لم ٌحدث شًء مما قالت‬

‫دخل البٌت سٌدتان واحدة متشحة‬


‫بالسواد وال ٌظهر منها شًء سلموا‬
‫على البقٌة ثم‬

‫اقتربت ذات اللباس األسود منً‬


‫لتسلم علٌا فهمست فً أذنً قابلة "‬
‫أنتً قمر ؟" !‬

‫شعرت أن كل خلٌة فً جسدي‬


‫تٌبست ‪ ,‬الصوت الرنان النبرة ذاتها‬
‫‪ ....‬سلوى عٌنا‬

‫التنٌن ‪ ,‬ابتعدت عنها نظرت لها‬


‫بتركٌز ألتؤكد ‪ ,‬كان ؼطاء وجهها‬
‫متوسط السمك‬

‫ولكنً رأٌت عٌنها من خبلله كانت‬


‫عٌن واحدة ‪ ,‬شعرت بمشاعر لم‬
‫أشعر بها من‬

‫سنوات وهً الخوؾ الشدٌد ‪,‬‬


‫رجعت خطوتٌن للوراء حتى‬
‫اصطدمت بطرؾ األرٌكة‬

‫ْ‬
‫ابتعدت‬ ‫ووقعت جالسة علٌها ‪,‬‬
‫وجلست مقابلة لً ونظرها مرتكز‬
‫علً ‪ ,‬كنت أشعر‬

‫بالمكان ٌضٌق وٌضٌق حتى اختنقت‬


‫أنفاسً وعٌناي تعلقتا بها ولم‬
‫تتحركا ومر شرٌط‬
‫طفولتً حٌنها أمام عٌناي وكؤنه‬
‫الٌوم ‪ ,‬دخلت حٌنها مرٌم سلمت‬
‫علٌهم ومرت بجواري‬

‫فؤمسكت بٌدها فنظرت لً بحٌرة‬


‫وقالت بهمس " قمر ما بك لونك‬
‫مخطوؾ ؟" !‬

‫قلت بصوت مختنق " لنذهب‬


‫للمطبخ خذٌنً ال استطٌع الوقوؾ‬
‫"‬

‫قالت بخوؾ " قمر ما بك ما حدث‬


‫؟" !‬

‫ضؽطت على ٌدها بقوة وقلت برجاء‬


‫" خذٌنً من هنا أرجوك "‬

‫أوقفتنً وسارت بً للمطبخ‬


‫أجلستنً على الكرسً فسقطت على‬
‫الطاولة أتنفس‬

‫بقوة فقالت بذعر " قمر هل تشتكً‬


‫من شًء ؟ " !‬

‫قلت بصعوبة " آآآآآآآآآآآآآآآه "‬

‫خرجت مسرعة من المطبخ ثم‬


‫عادت وما هً إال لحظات ودخل‬
‫رابد من بابه‬

‫الخارجً قاببلً " ما بها ماذا حدث‬


‫؟" !‬

‫قالت مرٌم " ال اعلم دخلت المنزل‬


‫فؤمسكت بً وطلبت منً جلبها هنا‬
‫"‬

‫اقترب منً ووضع ٌداه على كتفاي‬


‫ورفعنً عن الطاولة وقال ضاربا‬
‫لخدي برفق‬

‫"قمر أجٌبً هل تسمعٌننً ؟" !‬

‫أمسكت ذراعه بٌدي الٌمنى و‬


‫الٌسره كانت مرمٌة على الطاولة‬
‫وقلت بتؤلم " ٌدي"‬

‫أمسك ٌدي الٌسره وقال " ما بها ما‬


‫بك ٌا قمر ؟" !‬

‫قلت بصعوبة " ال أشعر بها "‬

‫قالت مرٌم بخوؾ " خذها‬


‫للمستشفى بسرعة ٌا رابد "‬

‫تمسكت بقمٌصه ودسست وجهً‬


‫فً حضنه وقلت " ال "‬

‫ضمنً لصدره بقوة وقال " إنها‬


‫تسمعنا قمر أجٌبً"‬

‫قلت بتعب " الملح"‬

‫قال صارخا ً " الملح ٌا مرٌم هاتً‬


‫ملحا ً"‬

‫أبعدنً عن حضنه وقال " ما نفعل‬


‫به ٌا قمر ؟" !‬

‫قلت " فمً"‬

‫وضع قٌبل منه فً فمً وحضننً‬


‫مجدداً ٌمسح على ظهري برفق ‪,‬‬
‫بعد قلٌل تحركت‬

‫ٌدي قلٌبل وعاد تنفسً لطبٌعته ‪,‬‬


‫فشل ُ ٌدي الٌسره بداٌة المإشر‬
‫الخطٌر ولكن لن ٌعلم‬

‫أحد فبل حٌاة لً بدون رابد وال حٌاة‬


‫معه على ما ٌبدوا فالموت أرحم لً‬
‫من الخٌارٌن‬

‫خصوصا ً األول ‪ ,‬األطباء قالوا أن‬


‫هذه الحالة لن تحدث إال فً تراكم‬
‫الضؽوط النفسٌة‬

‫فهذه هً المرحلة األولى منها‬


‫وتعنً أنها ‪ ........‬بداٌة نهاٌة قلبً‬

‫وعند هنا انتهى الفصل الجدٌد‬

‫كٌؾ اختارت قمر الموت على رابد‬


‫وهل هذا هوا موت الورد‬

‫هل سٌرٌحها هذا حقا وهل ستصل‬


‫لمرحلة أن تموت‬

‫ما قصة زوجة خالها وهل سٌكون‬


‫لها ظهور آخر فً حٌاة قمر‬

‫أحداث كثٌرة تنتظركم وستشهدونها‬


‫معهم‬

‫الفصل القادم لرابد فكونوا فً‬


‫انتظاره‬

‫ودمتم فً حفظ هللا ورعاٌته‬

‫الفصل الرابع عشر‬


‫خرجت من المنزل أتجول فً‬
‫طرقات مدٌنة طفولتً لٌس التجوال‬
‫أقصد إنما الهرب‬

‫نعم أهرب من ضعفً أمام قمر وأنا‬


‫أراها ضعٌفة ومنهارة ‪ ,‬ال أرٌد‬
‫التهور أكثر‬

‫تزوجتها ألعلمها أن ال تتبلعب‬


‫بمشاعر اآلخرٌن ‪ ,‬أن ال تجرح‬
‫وتطعن قلبا أحبها‬

‫بصدق فهربت من تعاطفً معها‬


‫واكتفٌت باالتصال بمرٌم ألطمبن إن‬
‫لم تكن تحتاج‬

‫للطبٌب فقالت أنها تصر على عدم‬


‫الذهاب وأن حالتها تحسنت وقالت‬
‫أنها حالة تتكرر‬

‫لدٌها بسبب انخفاض ضؽط الدم‬


‫وألن قلبها فً فترة نقاهة ٌتؤثر من‬
‫االنخفاض‬

‫المفاجا وتفشل حركة ٌدها لكن ٌا‬


‫ترى ما سبب انخفاضه هكذا فجؤة‬

‫عدت متؤخراً للمنزل ونمت من‬


‫فوري فً مجلس الرجال وؼادرت‬
‫صباحا ً إلى أٌن‬

‫ال أعلم طبعا ً ‪ ,‬رفعت عٌناي‬


‫ووجدت نفسً فً شارع ضننت أن‬
‫السنٌن مسحته من‬

‫ذاكرتً ولكن ذلك لم ٌحدث ‪ ,‬أوقفت‬


‫سٌارتً ونزلت وقفت عند الباب‬
‫متردداً‬

‫ترى هل ما ٌزال ٌعٌش هنا ؟!‬


‫طرقت الباب عدة طرقات ففتحه ‪,‬‬
‫نظرت له بابتسامة‬

‫لم ٌتؽٌر أبداً كما هوا ‪ ,‬نظر لً‬


‫مطوالً بحٌرة ثم ابتسم وقال " رابد‬
‫"‬

‫تعانقنا عناقا طوٌبل وقال ضاحكا ً "‬


‫ٌالها من مفاجؤة أٌن أنت ٌا رجل"‬

‫ابتعدت عنه وشددت كثفه وقلت‬


‫بضحكة " تشاءمت منك "‬

‫ضحك وقال " ادخل هٌا "‬

‫دخلنا المجلس فجلست وقلت‬


‫مبتسما ً‬
‫"قادتنً سٌارتً إلى هنا ففكرت‬
‫فً زٌارتك ‪ ,‬ما أخبارك ٌا أنور"‬

‫جلس وقال " إذا السٌارة من قادتك‬


‫ولٌس الحنٌن للماضً"‬

‫قلت بابتسامة سخرٌة " لو كان‬


‫الحنٌن للماضً ما أتٌت"‬

‫قال بهدوء " علٌك أن تنسى أنظر‬


‫أنا أعٌش هنا منذ ذاك الوقت"‬

‫لذت بالصمت فقال " أحسن هللا‬


‫عزابك فً والدك لم أعلم أنك هنا‬
‫لذهبت لتعزٌتك"‬

‫نظرت له بمكر وقلت " سؤردها لك‬


‫حٌن ٌموت والدك"‬

‫ضحكنا سوٌا ً ثم قال " ما أخبارك‬


‫وأٌن صرت كنت أتابع كل‬

‫كتبك وكتاباتك حتى توقفت فجؤة"‬

‫قلت بسخرٌة " هكذا هً الحٌاة‬


‫مؽامرة معك ومؽامرة علٌك"‬

‫قال مبتسما ً " هل تزوجت هل لدٌك‬


‫أبناء ؟" !‬

‫قلت " تزوجت حدٌثا ً وأبناء لٌس‬


‫بعد"‬

‫قال وهوا ٌسكب القهوة " جٌد‬


‫الخطوة األولى تؤتً بالثانٌة "‬

‫نظرت للمكان وقلت " تبدوا لً‬


‫تسٌر فً مكانك لم تترك المنزل بعد‬
‫"‬

‫ضحك وقال " هربا ً مثلك أم استقبلالً‬


‫"‬

‫قلت بحزن " ما كان هناك ما ٌطرك‬


‫للهرب مثلً عابلتك استقبلتك‬
‫بترحاب وكؤن‬

‫شًء لم ٌتؽٌر ‪ ,‬الوضع معً كان‬


‫مختلفا ً تماما ً"‬

‫وضع القهوة أمامً وقال "‬


‫المشكلة أنهم أخرجونا من السجن‬
‫فً نفس وقت العفو‬

‫لذلك شملتنا الناس من المعفٌن‬


‫عنهم ولٌس البرٌبان مما نسب لهما‬
‫"‬
‫قلت بضٌق " لكن عابلتا كلٌنا‬
‫تعلمان أننا برٌبان ولٌس العفو من‬
‫أخرجنا"‬

‫تنهد وقال " معك حق لكنً عانٌت‬


‫من الناس طوٌبل الخابن الجاسوس‬
‫العامل لحساب الؽرب‬

‫وقد جرٌتك معً وكل ذنبك أنك‬


‫صدٌقً المقرب لن أنسى التعذٌب‬
‫الذي لقٌته معً حٌنها"‬

‫ابتسمت بؤلم وقلت " ٌجعلونك‬


‫تعترؾ بجرم لم ترتكبه هم ال‬
‫ٌستلون االعتراؾ منك بل‬

‫ٌجبرونك على الموافقة علٌه كما‬


‫صوروه هم"‬

‫ضحك وقال " عدٌمو الذوق حتى‬


‫أنهم لم ٌعتذروا منا على ظلمهم لنا‬
‫"‬

‫قلت بابتسامة سخرٌة " لو تركوا‬


‫لنا المستقبل ‪ ,‬كل التعذٌب كنا‬
‫سننساه لكن تحطٌم‬

‫مستقبلك أمر لن تنساه ألنه لن‬


‫ٌفارقك"‬

‫تنهد وقال بحزن " على األقل أنت‬


‫الشهرة ؼطت على الفضٌحة أنا لم‬
‫ٌرحمنً أحد"‬

‫نظرت للسقؾ وقلت بحزن " لٌثنً‬


‫تجرعت أسى الشبهة ولم أصدم فً‬
‫أقرب الناس إلً"‬

‫ثم نظرت له وقلت " لما ال تدعنا‬


‫من كل هذا وأخبرنً عنك أنت"‬

‫ضحك وقال " كما ترانً ابن‬


‫والداي ‪ ,‬خطبت منذ عامان وحتى‬
‫اآلن لم ٌنتهً عش‬

‫الزوجٌة فؤنت تعلم فقدت وضٌفتً‬


‫بسبب ما شاع عنً وعملت خارج‬
‫نطاق شهادتً "‬

‫ضحكت وقلت " ومن تعٌسة الحظ‬


‫هذه التً تنتظرك حتى اآلن"‬

‫ضحك وقال " أبرار تذكرها مإكد"‬

‫قلت بصدمة " أبرار ما ؼٌرها"‬

‫قال ضاحكا ً " نعم هً ما ؼٌرها‬


‫ابنة خالتً وحدها من وقؾ معً‬
‫فً تلك المحنة"‬

‫قلت بؤلم " على األقل أخرجتك من‬


‫المحنة ووقفت معك للنهاٌة خٌر من‬

‫أن تخرجك منها لتطعنك فٌما بعد"‬

‫قال باستؽراب " لما تقول ذلك" !!‬

‫قلت بابتسامة " دعك من هذا‬


‫وأخبرنً عن باقً الشلة "‬

‫وأمضٌنا بعض الوقت على حالنا‬


‫من موضوع آلخر وتشعبت بنا‬
‫األحادٌث حتى وردنً‬

‫اتصال من مرٌم استؤذنت وخرجت‬


‫مجٌبا من فوري " نعم ٌا مرٌم هل‬
‫من مكروه"‬

‫قالت ضاحكة " إن كانت تشؽل بالك‬


‫لما لم تبقى بجانبها"‬

‫قلت بضٌق " مرٌم ال تجعلٌنً‬


‫أؼلق الهاتؾ فً وجهك"‬

‫ضحكت وقالت " ال ال كل شًء إال‬


‫إؼبلق الهاتؾ أطال هللا فً عمر‬
‫قمر التً‬

‫جعلتك تجٌب علٌا من فورك"‬

‫تنهدت بضٌق وقلت " مرٌم هاتً‬


‫ما لدٌك من اآلخر"‬

‫قالت " أرٌدكما أن ترافقانً لمنزلً‬


‫وتقضٌان الٌوم معً لترتاح قمر‬
‫ؼٌداء ال ترحمها‬

‫من همزها لها وكؤنها تتعمد أن‬


‫توصل كبلمها لك عن طرٌقها"‬

‫قلت " ولكنها ال تخبرنً بشًء"‬

‫قالت من فورها " كنت أعلم أنها لن‬


‫تفعلها لذلك اقضٌا معً هذا الٌوم‬
‫ستسعد كثٌراً‬

‫بذلك ثم أنت وعدت صبا أم نسٌت‬


‫وها هً ترٌب ؼرفتها كل حٌن‬
‫لتؤتً وتراها نظٌفة"‬

‫ضحكت وقلت " ابنتك هذه مثلك‬


‫تماما ً ال تعرؾ أٌن توزع عواطفها‬
‫من كثرة ما لدٌها"‬
‫قالت بضٌق " رابد ال تخطؤ فً حق‬
‫ابنتً فلن أرحم ابنتك مستقببلً"‬

‫ضحكت وقلت " حسنا ً ولكن هل‬


‫صحة قمر تساعدها"‬

‫قالت " إنها أفضل اآلن وقد سعدت‬


‫بالفكرة ولكنها اشترطت موافقتك‬
‫وأن أكلمك‬

‫بنفسً رؼم أن المهمة علٌها‬


‫ستكون أسهل"‬

‫قلت منهٌا للموضوع " حسنا ً‬


‫سؤستؤذن من صدٌقً وأعود لنؽادر‬
‫معا ً "‬

‫قالت بسرور " سؤخبرها ل ُتجهز‬


‫نفسها وداعا ً اآلن"‬

‫أؼلقت الهاتؾ وقلت ضاحكا ً " ألول‬


‫مرة هً من تقول لً وداعا ً"‬

‫دخلت واستؤذنت من أنور وعدت‬


‫للمنزل وبقٌت خارجا ً انتظرهما‬

‫بعد قلٌل ركبتا السٌارة وركبت مرٌم‬


‫بجانبً تحت إصرار من قمر ال أعلم‬
‫فعلتها احتراما ً‬
‫لها أم تهربا ً من الجلوس بجانبً ‪,‬‬
‫انطلقنا وقلت " أٌن قنافذك لٌسوا‬
‫معك الٌوم ؟ " !‬

‫قالت مرٌم بضٌق " قنافذ ‪...‬‬


‫سامحك هللا لقد تركتهم مع الخادمة‬
‫ولم أجلب سوى‬

‫أروى إنهم متعبٌن وبقابهم هناك‬


‫أفضل "‬

‫عدنا للصمت فكسرته قمر قابلة‬


‫فجؤة " رابد توقؾ "‬

‫توقفت وكنا حٌنها أمام مدرسة ‪...‬‬


‫نعم أذكرها جٌداً مدرستً سابقا ً‬
‫أسمها كما هوا لم‬

‫ٌتؽٌر ‪ ,‬فتحت قمر الباب ونزلت‬


‫ُ‬
‫فنزلت خلفها وقلت "‬ ‫دون مقدمات‬
‫قمر ما بك ؟" !‬

‫قالت وهً تشٌر للمدرسة وعٌناها‬


‫علٌها " هناك"‬

‫بقٌت أنظر لها مطوالً بحٌرة فعبرت‬


‫الشارع دون حتى أن تلتفت إلً ‪,‬‬
‫تبعتها مسرعا ً‬
‫كان وقت الفسحة وجمٌع الطبلب‬
‫فً فناء المدرسة ‪ ,‬دخلت وأنا‬
‫أتبعها كان األمر عادٌا ً‬

‫ولم نلفت انتباه أحد ألنها مدرسة‬


‫حكومٌة وٌدخلها أولٌاء األمور‬
‫دابما ً‬

‫اجتازت قمر الممرات وكؤنها‬


‫تحفظها ثم وقفت عند فصل معٌن ‪,‬‬
‫ُ‬
‫نظرت له بحٌرة‬

‫هذا فصلً فً أحدى السنوات أٌها‬


‫ال أذكر ولكنً أعرؾ الفصول التً‬
‫درست فٌها‬

‫جٌداً ‪ ,‬دخلت قمر الفصل فً صمت‬


‫وعبرت صفا المقاعد لتقؾ أمام‬
‫الصؾ الثالث‬

‫فٌهم ونظرت من فورها للمقعد‬


‫الثانً بتركٌز وكؤنها تبحث عن‬
‫شًء ثم نظرت لطاولة‬

‫المقعد وكان مكتوب علٌها كلمة قمر‬


‫‪ ,‬كانت تكاد تختفً بسبب الزمن‬
‫ولكن من ٌعرؾ‬
‫أنها كانت هنا سٌمٌزها بسهولة ‪,‬‬
‫نعم تذكرت اآلن أنا من كان ٌحكً‬
‫لها عن كل شًء‬

‫هنا حتى تقسٌم الممرات وفصولً‬


‫وأخبرتها ذات مرة أنً سؤكتب‬
‫اسمها على المقعد‬

‫لتحظر الحصص معنا ‪ٌ ....‬ااااه‬


‫كٌؾ تذكر كل هذا وهً كانت طفلة‬
‫!!‬

‫ُترى لما جاءت هنا هل لتتؤكد أنً‬


‫كتبت اسمها كما أخبرتها أم ألنها‬
‫تتؤمل أن تجد رابد‬

‫الفتى الذي عرفته فً الماضً‬


‫ٌجلس مكانه ‪ ,‬نظرت لها فكانت‬
‫على حالها تنظر للمقعد‬

‫من كل جوانبه بعٌنان ممتلبة‬


‫بالدموع ثم نظرت لؤلرض بحزن‬
‫وقالت بهمس حزٌن‬

‫وكؤنها ال ترٌدنً أن أسمعه " لٌس‬


‫هنا أٌضا ً أٌن ذهب ؟؟"‬

‫بقٌت أنظر لها بصدمة ‪,‬أٌن بحثت‬


‫عنه أٌضا ً ولما تفعل ذلك !! هً‬
‫تعً جٌداً أنه ٌقؾ‬

‫معها اآلن فلما تبحث عنه ولما ال‬


‫تخبرنً أنها تعرفنً لما ؟!‬

‫أمسكت ٌدها وقلت بهدوء " قمر‬


‫هٌا لنؽادر"‬

‫سحبت ٌدها من ٌدي وخرجت‬


‫أمامً ولم تتوقؾ أو تلتفت حتى‬
‫وصلت السٌارة وفتحت‬

‫الباب وركبتها ‪ ,‬ركبت أنا أٌضا ً‬


‫فقالت مرٌم من فورها " أٌن كنتما‬
‫قمر ما أنزلك هنا ؟" !‬

‫قالت ونظرها على المدرسة " إنها‬


‫مدرستً ولكن معلمً لم ٌكن فٌها‬
‫لقد رحل لؤلبد"‬

‫لذت بالصمت فلٌس لدي ما أقول‬


‫ولن أتحدث مادامت ترفض الحدٌث‬
‫فً األمر ألرى أٌن‬

‫ستصل من كل هذا ‪ ,‬لما تتجاهلٌننً‬


‫تماما ً ٌا قمر ! ال وتنهٌننً من‬
‫ماضٌك وأنا أقؾ أمامك‬

‫لما تستمرٌن فً جرحً دابما ً ؟‬


‫وصلنا منزل مرٌم الزلت أذكر‬
‫طرٌقه جٌداً رؼم أنً ؼادرت بعد‬
‫زواجها بعام واحد فقط‬

‫هذه المدٌنة كما هً خضراء‬


‫وجمٌلة وكؤنك تعٌش على سفح‬
‫جبل هً جبلٌة منخفضة بعض‬

‫الشًء إنها مدٌنة أٌوب زوجها‬


‫وهنا عابلته وأقاربه جمٌعهم‬

‫دخلنا المنزل فقلت وعٌناي تتجوالن‬


‫فٌه " تؽٌر منزلك كثٌراً"‬

‫قالت بابتسامة " نعم لقد أجرٌنا فٌه‬


‫بعض التعدٌبلت وأضفنا حجرة‬
‫لوابل وؼٌرنا مكان المطبخ"‬

‫خرجت حٌنها صبا تصرخ بفرح‬


‫وتقفز وال تعرؾ بما تعبر عن‬
‫شعورها واحتضنت ساقاي‬

‫أقسم أنها كوالدتها تماما ً هذا كله‬


‫وهً لم ترنً إال هذه األٌام فكٌؾ‬
‫لو كانت تعرفنً لسنوات‬

‫ٌبدوا أن مرٌم جعلتنً بطل قصصها‬


‫اللٌلٌة لهم ‪ ,‬احتضنت ساقاي مطوالً‬
‫ثم انتقلت لقمر التً‬

‫نزلت لمستواها واحتضنتها ثم‬


‫سحبتها معها وهً تقول‬

‫"تعالً لتري األزهار التً أخبرتك‬


‫عنها إنها فً الخارج"‬

‫خرجت الخادمة حٌنها فقالت مرٌم‬


‫" هل نام وابل ؟" !‬

‫قالت الخادمة " نعم"‬

‫ناولتها ابنتها وقالت " ضعٌها فً‬


‫سرٌرها وأحضري لنا الشاي فً‬
‫الخارج"‬

‫ؼادرت الخادمة وقالت مرٌم لً‬


‫بابتسامة " ألم تشتق لمنظر الجبل‬
‫من منزلً ؟" !‬

‫قلت مبادال لها االبتسامة " بالتؤكٌد‬


‫"‬

‫خرجنا معا ً ‪ ,‬كما عرفته مكان رابع‬


‫ومنظر ٌبعث فً نفسك االسترخاء ‪,‬‬
‫نظرت للجانب‬

‫اآلخر حٌث قمر وصبا تسحبها من‬


‫ٌدها بعدما نزعت حجابها وتركت‬
‫شعرها البنً مفتوحا ً‬

‫تلعب به الرٌح جلستا على بساط‬


‫األرض األخضر تجمعان بعض‬
‫الزهور كانت صبا تبحث‬

‫بٌن أزهار األرض عن النوع الذي‬


‫ترٌده بٌنما قمر تهٌم بنظرها للبعٌد‬
‫وٌدها تبعد شعرها‬

‫الطوٌل المتطاٌر من الخلؾ على‬


‫وجهها ثم جمعته كله فً جانب‬
‫واحد ولم ٌبقى للرٌح سوى‬

‫ؼرتها ٌحركها ببطء ‪ ,‬لو كان ثمة‬


‫رسام هنا لما جعل هذا المنظر‬
‫ٌفوته ولكنت كسرت له‬

‫رٌشته بالتؤكٌد ‪ ,‬لما هً حزٌنة‬


‫هكذا !! البد ألنها لم تجد رابد فً‬
‫مقعده وال فً بٌته وقد‬

‫تكون بحثت عنه فً السطح أٌضا ً‬


‫فهً ال ترانً وال تعتبر أنً ذاك‬
‫الفتى ما أقسى قلبك ٌا قمر‬

‫"ما دمت تشتاق لها هكذا لما‬


‫تصرفت معها بتلك القسوة"‬
‫نظرت لمرٌم الواقفة بجانبً وتنظر‬
‫جهة قمر وقلت " من تعنً بهذا !!‬
‫"‬

‫نظرت لً وقالت " أنت طبعا ً "‬

‫بقٌت أنظر لها بحٌرة فنظرت للبعٌد‬


‫أمامها وقالت بهدوء‬

‫"رابد ما المشكلة التً بٌنك وبٌن‬


‫قمر ؟" !‬

‫طال صمتً فنظرت لً وقالت "حتى‬


‫حٌدر الحظ ذلك"‬

‫نظرت بعٌداً وقلت بضٌق " أال‬


‫ٌوجد لدٌكما شٌبا ً ؼٌري تنشؽبلن‬
‫به ‪ ,‬لما كل هذا التدخل‬

‫فً حٌاتً تعلمان جٌداً أنً ال أحب‬


‫ذلك "‬

‫تنهدت وقالت " رابد لما ؼادرت‬


‫ولم تبقى بجوارها ‪ٌ ...‬وما ً كامبلً‬
‫ولم تزرها ‪ ,‬كل لٌلة‬

‫تنام فً المجلس وتتركها ‪ ,‬لٌلتكم‬


‫األولى هناك قضتها قمر تجلس فً‬
‫الصالة تنتظرك‬

‫وأنت لم تخبرها انك فً المنزل ‪,‬‬


‫تبدوا لً قمر حزٌنة دابما ً وشدٌدة‬
‫الصمت وأنت تابه‬

‫كثٌراً وشدٌد البرود"‬

‫قلت بضٌق " هل انتهٌ ِ‬


‫ت من تحلٌل‬
‫شخصٌتً ؟! هل اشتكت لك قمر من‬
‫كل ذلك"‬

‫قالت بضٌق أكبر " ال هً ال تعرؾ‬


‫الشكوى وال الكبلم ‪ ,‬حتى أنها لم‬
‫تتحدث معً‬

‫إال قلٌبل ‪ ,‬تسمع الكبلم المسموم‬


‫هناك وتصمت وتعاملها بجفاؾ وال‬
‫تتحدث لو هبط‬

‫ضؽطها من شًء فمنك ومن‬


‫شقٌقتك"‬

‫نظرت لها وقلت بحدة "هل أنا‬


‫وحدي المجرم ‪ ,‬هً من قست علً‬
‫ورفضتنً مراراً‬

‫بقلب بارد ‪ ,‬هً من خانتنً منذ‬


‫سنوات وتركتنً من أجل آخر ‪ ,‬هً‬
‫من نفتنً من‬

‫حاضرها وذهبت تبحث عنً فً‬


‫ركام الماضً وكؤننً شًء ؼٌر‬
‫موجود"‬

‫نظرت لً بصدمة فنظرت للجانب‬


‫اآلخر وتؤففت ‪ ,‬ما كان علٌا أن أفقد‬
‫أعصابً‬

‫ماذا حل بً !! لم أكن هكذا من قبل‬

‫تنهدت وقالت " إذاً هذا السبب‬


‫علمت أن ثمة أمر ورابكما"‬

‫قلت بجدٌة " مرٌم ال تسمع قمر‬


‫بشًء مما قلته لك"‬

‫نظرت لً بحٌرة فقلت بحزم " مرٌم‬


‫إن أردتً أن تخسرٌنً لؤلبد‬
‫فؤخبرٌها بما قلت"‬

‫قالت بصدمة " ولكن لما ألٌست‬


‫تعلم" !!‬

‫قلت بابتسامة سخرٌة " بلى تعلم‬


‫ولكنها ال تعرؾ أنً أعلم"‬

‫قالت بهدوء " تكلم ٌا رابد"‬


‫نظرت لؤلسفل وٌداي فً جٌوب‬
‫بنطالً وقلت بحزن‬

‫"أنا وقمر نعرؾ بعضنا منذ كنا‬


‫صؽاراً"‬

‫قالت بصوت مصدوم " منذ ماذا ؟ !‬


‫"‬

‫قلت " كانت تسكن مجاورة لنا ثم‬


‫بعد سنٌن اختفت ثم تعرفت علً‬
‫عبر االنترنت‬

‫فً السنة التً ؼادرت فٌها المنزل‬


‫ولم تخبرنً من تكون لقد أحببتها‬
‫بقوة وهً من‬

‫ساعدتنً لتجاوز محنتً ثم قالت لً‬


‫أنها ترٌد الزواج من آخر أحبته‬
‫وأنً لم أكن‬

‫سوى اختبار لمشاعرها"‬

‫أمسكت كتفً ووجهتنً نحوها‬


‫ونظرت لعٌناي وقالت بصدمة‬

‫"وتزوجتها وهً ال تعرؾ أنك‬


‫علمت بكل هذا !! هل تنتقم منها ٌا‬
‫رابد ؟" !‬

‫عدت بنظري للبعٌد وقلت " للنهً‬


‫الحدٌث فً األمر"‬

‫قالت بحزم " رابد هل تنتقم منها ؟ !‬


‫"‬

‫نظرت لها وقلت بؽضب " مرٌم قلت‬


‫ٌكفً"‬

‫هزت رأسها بٌؤس وقالت " أخشى‬


‫أنك تنتقم من نفسك ولٌس منها"‬

‫لذت بالصمت فنظرت لً وقالت‬


‫بجدٌة " أنت تحبها ٌا رابد وأكثر‬
‫من السابق أٌضا ً"‬

‫ضحكت بسخرٌة وقلت " لقد فقد ِ‬


‫ت‬
‫ذكاءك فجؤة ٌالك من واهمة"‬

‫قالت بجدٌة " بل تعرؾ ذلك ولكنك‬


‫ال ترٌد تصدٌقه ‪ ,‬كنت أرى نظراتك‬
‫لها منذ‬

‫قلٌل وال أرٌدك أن تندم ٌوما ً ‪ ,‬رابد‬


‫أنت أذكى من أن ٌفوتك ذلك ولكنك‬
‫ال ترٌد‬
‫االعتراؾ بذلك حتى لنفسك"‬

‫قلت ببرود " كٌؾ أحب من خانتنً‬


‫وتخلت عنً ؟" !‬

‫قالت بحزم " لما تزوجتها إذا ؟!‬


‫هل ترٌد إقناعً أن ال سبب لذلك أو‬
‫أنه االنتقام ولما‬

‫تزوجتك هً هل لتنتقم منك أٌضا ً ؟!‬


‫ولما سهرت اللٌل تنتظرك ‪ ,‬رابد ال‬
‫تؽلق على‬

‫دماؼك كً تكذب على نفسك ‪ ,‬قمر‬


‫تحبك وأنت كذلك ومهما أنكر كبلكما‬
‫لن أصدق"‬

‫ابتسمت بسخرٌة وقلت " استنتاجك‬


‫الثانً أسوء من األول"‬

‫تنهدت وقالت " سوؾ تعلم ٌوما ً ٌا‬


‫رابد وأخشى أن ٌكون حٌنها قد فات‬
‫األوان"‬

‫قلت ببرود " مرٌم أقسم إن لم تنهً‬


‫الكبلم فً األمر تركت منزلك اآلن"‬

‫قالت وهً تتوجه للطاولة لتجلس‬


‫"هذا ما تفلح فٌه تهدٌدي ‪ ...‬تعلم‬
‫أننً أحبك وال أرٌد إؼضابك "‬

‫جلست هً هناك وابتعدت أنا‬


‫متمشٌا بخطوات بطٌبة حتى اختفٌت‬
‫عنهم‬

‫قال أحبها قال ‪ ...‬لما على خٌانتها‬


‫على رفضها لً وتجاهلها لوجودي‬
‫أم على ماذا‬

‫هه وتحبنً ‪ ...‬تحبنً كٌؾ من‬


‫ٌحب ال ٌفعل ما فعلت وما تفعل اآلن‬
‫‪ ,‬آآه هل تضحك‬

‫على نفسك ٌا رابد ‪ ,‬ال لم أضحك‬


‫على نفسً وال أحبها ‪ ,‬نعم ردد ذلك‬
‫كثٌراً ال ولن تحبها‬

‫شعرت أننً ابتعدت كثٌراً فعدت‬


‫أدراجً حتى صرت استمع لصوت‬
‫ضحك صبا ووابل‬

‫الذي ٌبدوا أنه استٌقظ وانظم لهم ‪,‬‬


‫اقتربت منهم فكانت قمر معهم‬
‫ومرٌم تبدوا فً الداخل‬

‫كانت قمر منشؽلة مع صبا فً صنع‬


‫طوق من األزهار وتفرك ذراعها‬
‫األٌسر كل حٌن‬

‫ٌبدوا أنها الزالت تشعر بالخدر فٌه‬


‫لقد دمرها خالها وزوجته تماما ً ‪,‬‬
‫كلما رأٌت معاناتها‬

‫بسبب طفولتها أشعر بالجرم حٌالها‬


‫وقت طفولتً ‪ ,‬لو كنت على األقل‬
‫جلبت لها بطانٌة‬

‫تقٌها برد ذاك السطح لٌبلً كان أمراً‬


‫سهبلً وٌمكننً فعله وإن كنت فً‬
‫السادسة ولٌس‬

‫متجاوزاً العاشرة كانت تنام جابعة‬


‫والطعام لدٌنا نرمٌه فً القمامة‬
‫لكنت أعطٌتها شٌبا ً فً‬

‫تلك اللٌالً التً تباتها فً األعلى‬


‫دون طعام وهللا وحده ٌعلم إن كانت‬
‫فً األسفل تؤكل أكثر‬

‫من وجبة ‪ ,‬آآآآه حتى متى سؤعٌش‬


‫فً النقٌضان متى سؤرسى لً على‬
‫بر ‪ ,‬قد أبرد على‬

‫قلبً ٌوما ً وأتركها تعٌش حٌاتها‬


‫بعٌداً عنً‬
‫اقتربت منهم وجلست معهم نظرت‬
‫قمر باتجاهً ثم عادت بنظرها على‬
‫األزهار‬

‫نظرت لوجهها بتفحص ‪ ,‬هذا ما‬


‫كان ٌنقص هذه الطبٌعة أنتً ‪ ...‬فبل‬
‫أعلم من منكما الجمال‬

‫رفعت نظري من علٌها ونظرت‬


‫للسماء وابتسمت بؤلم ‪ ....‬ها قد‬
‫عدت للهذٌان بها ‪ ,‬لم أعد‬

‫أفهم نفسً فحٌن ابتعدت عنها أكون‬


‫برأي وما أن أقترب منها حتى‬
‫تنقلب كل موازٌن عقلً‬

‫عدت بنظري لؤلرض ثم نظرت‬


‫لٌدٌها أخذت الطوق منهما وربطته‬
‫لٌصبح دابرٌا‬

‫ووضعته على رأسها وقلت بهدوء‬


‫ونظري على الطوق فوق شعرها "‬
‫أمٌرة الورد"‬

‫أخذت الطوق من فوق رأسها‬


‫ووضعته فً حجرها وقالت ونظرها‬
‫علٌه‬
‫"ولكن الورد بدأ ٌموت ‪ ,‬أخبرتك‬
‫أن ال تقتله ٌا رابد"‬

‫نظرت لها فً حٌرة فنظرت لً‬


‫وقالت " ال أرٌد منك أي شفقة"‬

‫بقٌت أنظر لها لوقت ثم وقفت وقلت‬


‫مؽادراً " لوال الشفقة لكنت" ‪....‬‬

‫لم أنهً جملتً وتابعت سٌري‬


‫فقالت بصوت مرتفع وخطواتً‬
‫تبتعد‬

‫"لكنت ماذا ؟! لكنت طردتنً من‬


‫حٌاتك ألٌس كذلك "‬

‫ال ‪ ...‬لكنت فسرت مشاعري بشًء‬


‫آخر ٌا ؼبٌة ‪ ,‬التفتت لها ثم‬
‫ابتسمت وأشرت‬

‫بدابرة على رأسها ثم للطوق فً‬


‫حجرها وقلت "هنالك مكانه الوحٌد‬
‫أمٌرة الورد"‬

‫وؼادرت عابداً للمنزل دخلت‬


‫ووجدت مرٌم قد أعدت أطباقا ً كثٌرة‬
‫ال أعرؾ من‬
‫سٌؤكلها كلها ‪ ,‬قلت بابتسامة " من‬
‫سٌؤكل كل هذا ؟" !‬

‫ضحكت وقالت " أنت وزوجتك طبعا ً‬


‫"‬

‫قلت ببرود وأنا أجلس " قمر أكلها‬


‫كالعصافٌر وأنا تعرفٌننً ال آكل إال‬
‫صنفا ً‬

‫وأحداً حتى أشبع فلما كل هذا"‬

‫نظرت لعٌناي وقالت بهدوء " رابد‬


‫أود التحدث معك عن موضوعنا‬
‫السابق"‬

‫تنهدت وقلت " مرٌم ماذا قلت لك ال‬


‫تنسً أننً أقسمت "‬

‫تنهدت والذت بالصمت ثم خرجت‬


‫لمناداة البقٌة ودخلت ‪ ,‬بعد قلٌل‬
‫دخل وابل وصبا‬

‫وقاال أن قمر قالت ال ترٌد الطعام‬


‫وستبقى فً الخارج بعض الوقت ‪,‬‬
‫نظرت لً مرٌم‬

‫من فورها فقلت ببرود ونظري على‬


‫الطبق " إن كانت جابعة لدخلت‬
‫وحدها لتؤكل"‬

‫هزت رأسها بٌؤس وقالت " سؤذهب‬


‫أنا إلٌها"‬

‫ؼابت للحظة ثم عادت نظرت لها‬


‫بتشكك فقالت‬

‫"لما تسجنها فً نفسك قل ما بها‬


‫ولما عد ِ‬
‫ت بسرعة"‬

‫قلت بحدة " مرٌم"‬

‫قالت بضٌق وهً تسحب الكرسً‬


‫وتجلس " لم أقترب منها ‪ ...‬تعلم‬
‫لما ؟ ألنها تبكً هناك‬

‫وحدها لهذا لم تدخل وال ترٌد‬


‫الدخول ‪ ....‬رابد ما أقسى قلبك"‬

‫وقفت وقلت " بعد كل ما علم ِ‬


‫ت منً‬
‫تقولٌن هذا ‪ ,‬ضننت أنك تحبٌننً‬
‫حقا ً ٌا مرٌم"‬

‫وؼادرت المنزل دون أن آكل شٌبا ً‬


‫ولم أرجع حتى المساء ‪ ,‬دخلت‬
‫ووجدت أٌوب ومرٌم‬

‫ٌجلسان وحدهما ألقٌت التحٌة‬


‫وجلست فقالت مرٌم مبتسمة "هل‬
‫أضع لك العشاء ؟" !‬

‫هكذا هً مرٌم ال تتؽٌر أبداً تؽضب‬


‫ثم سرعان ما تنسى كل شًء وهذا‬
‫ما ٌجعلنً ال‬

‫أؼضب منها أبداً ‪ ,‬قلت بابتسامة "‬


‫لقد تعشٌت أرٌد النوم فقط"‬

‫قالت " ستنام أنت وأٌوب فً ؼرفة‬


‫الضٌوؾ األرابك معدة‬

‫لتتحول ألسره أنا وقمر سننام معا"‬

‫ضحكت وقلت " هل تحتاطان‬


‫لؽضب أحدكما من اآلخر ؟" !‬

‫ضحك أٌوب وقال " أنا لم‬


‫أستخدمها ٌوما ً والحمد هلل"‬

‫ثم نظر لمرٌم بنصؾ عٌن وقال "‬


‫ولكن هناك من استخدمها قلٌبل"‬

‫قالت مرٌم بضٌق وٌداها وسطها "‬


‫وأنت السبب طبعا ً أم نسٌت "‬

‫قرص خدها وقال " ولكنك تنسً‬


‫كل شًء صباحا ً من كلمة جمٌلة‬
‫منً"‬

‫ضحكت وقلت "هٌه ال تنسٌا‬


‫وجودي"‬

‫ضحكا وؼادرت أنا لؽرفة الضٌوؾ‬


‫ونمت هناك ‪ ,‬لقد صنعت مرٌم‬
‫معروفا ً هً تعلم‬

‫أن نومنا معا سٌكون خٌاراً سٌبا ً ‪,‬‬


‫تقلبت كثٌراً ولم أنم إال بعد صبلة‬
‫الفجر واستٌقظت‬

‫على صوت صراخ األطفال ‪ ,‬ما كل‬


‫هذا اإلزعاج كٌؾ ٌنامون هنا !‬
‫حمداً هلل أنه ال أبناء‬

‫لً حتى اآلن ‪ ,‬نهضت من مكانً‬


‫دخلت الحمام المجاور لؽرفة‬
‫الضٌوؾ ثم خرجت لهم‬

‫كانوا صبا ووابل ٌركضان فً‬


‫الصالة وٌصرخان لعبا وأروى فً‬
‫صٌحة واحدة والخادمة‬

‫تلؾ بها المنزل ‪ ,‬جلت بنظري فً‬


‫األرجاء فوقفت مرٌم عند باب‬
‫المطبخ وقالت بابتسامة‬
‫جانبٌة " إنها فً الخارج"‬

‫نظرت لها بضٌق وقلت " مرٌم‬


‫اتركً عنك حركات المراهقٌن"‬

‫رفعت كتفٌها ببلمباالة وقالت "‬


‫أجبت فقط عن سإالك قبل أن تسؤله‬
‫ففٌما أخطؤت"‬

‫ثم دخلت المطبخ مجدداً ‪ ,‬خرجت‬


‫للخارج المكان ٌفتح علٌه الباب‬
‫الخلفً للمنزل حٌث‬

‫ال حدود للماسحة خلفه فبل أسوار‬


‫إال فً األمام هكذا هً المنازل هنا ‪,‬‬
‫كانت قمر تقؾ‬

‫ضامه لذراعٌها وتشاهد الطبٌعة ‪,‬‬


‫شعرها مربوط للخلؾ كعادتها‬
‫والنسٌم ٌلعب ببعض‬

‫الشعرات الطوٌلة ‪ ,‬وقفت جانبها‬


‫وقلت بهدوء‬

‫"من الذي كنتً تبحثٌن عنه فً‬


‫المدرسة أمس ؟" !‬

‫قالت وعٌناها مكانهما " معلمً‬


‫أخبرتكم بذلك"‬
‫نظرت لها وقلت " والمعلم ٌبحثون‬
‫عنه فً الفصول أم فً حجرة‬
‫المعلمٌن ؟" !‬

‫أدخلت خصلة من شعرها خلؾ‬


‫أذنها بعدما طارت على وجهها‬
‫ونظرت لؤلسفل بحزن‬

‫وقالت " لقد وعدنً ‪ ...‬قمر‬


‫سؤصبح شرطٌا ً وأسجن من‬
‫ٌسجنوك لقد كان ٌكذب علً"‬

‫كنت أنظر لها بصدمة فتابعت قابلة‬


‫وقد عادت عٌناها للبعٌد ودموعها‬
‫بدأت بالنزول‬

‫"كان المعنى الجمٌل الوحٌد‬


‫لطفولتً هل جربت أن تتمنى أن‬
‫تعود للبإس ألجل شًء‬

‫جمٌل واحد فقط ‪ ,‬لن تشعر بذلك‬


‫أبداً أقتل الورد أكثر ٌا رابد أقتله لقد‬
‫أخبرتك أال تفعل"‬

‫قلت ونظري المصدوم لم ٌفارقها "‬


‫قمر ما تعنً بهذا ؟" !‬

‫مسحت دموعها وقالت بحزن " لن‬


‫تفهم أبداً ألن الشفقة لن تدعك تفعل‬
‫ذلك"‬

‫أمسكت رأسها وضممته لكتفً ثم‬


‫لحضنً فبكت دون توقؾ ودون‬
‫كبلم وكؤنها تفرغ‬

‫حزن األمس فٌه ‪ ,‬كنت أشعر‬


‫بدموعها تصل لصدري مجتازة‬
‫قمٌصً وصوت شهقاتها‬

‫ٌدوي فً قلبً ‪ ,‬لم أخذل والدي‬


‫فقط حٌن لم أدخل كلٌة الشرطة كما‬
‫أراد بل وقمر الطفلة‬

‫التً كانت تنتظر أن أفً بوعدي لها‬


‫بؤن أسجن من سجنوها ‪ ,‬بقٌنا كذلك‬
‫لوقت ثم ابتعدت‬

‫عنً وقالت " ال أرٌد منك أي شفقة‬


‫أخبرتك سابقا ً "‬

‫نظرت لوجهها وقلت بضٌق‬

‫"لما تلقٌن باللوم علٌا دابما ً كم‬


‫مرة صددتنً دون سبب وال مشاعر‬
‫"‬

‫نظرت لً وقالت ببكاء " ألم‬


‫تتزوجنً خادمة وها هً الخادمة‬
‫تخدمك أم قررت‬

‫أن تجعلها جارٌة ‪ ,‬حسنا ً لن أمنعك‬


‫من نفسً ثانٌتا لتكتمل مهمتً لدٌك‬
‫"‬

‫هززت رأسً وقلت " ببل مشاعر‬


‫‪ ...‬ببل مشاعر أنتً ٌا قمر"‬

‫ثم توجهت للداخل حٌن استوقفنً‬


‫صوتها قابلة‬

‫"أعدنً لمنزل عمتً ما دمت ال‬


‫ترٌدنً ولن ترٌدنً ٌوما ً"‬

‫كانت الكلمة أقوى من أن أسمعها‬


‫أو أتوقعها منها فابتعدت وقلت‬
‫مختصراً " ال "‬

‫ثم دخلت وتركتها ‪ ,‬أرجعك هناك‬


‫ولم أعلم لما تخببً الماضً عنً‬
‫أرجعك قبل أن‬

‫تقاسً تحطم المشاعر مثلً ‪,‬‬


‫أرجعك قبل أن تعترفً لً لما فعلتً‬
‫ذلك ‪ ,‬ال أبداً لن‬

‫ٌحدث لن ترحلً قبل أن تتحدثً‬


‫جلست بالداخل أضرب بقدمً على‬
‫األرض فخرجت مرٌم وقالت‬

‫"هل أعد لك اإلفطار ؟" !‬

‫قلت بابتسامة سخرٌة " ٌفترض‬


‫بزوجتً أن تكون من ٌسؤلنً هذا‬
‫السإال ولٌس أنتً"‬

‫تنهدت بضٌق وقالت " ولكن قمر‬


‫من أعدته لك قالت أنك تستٌقظ‬
‫عاد ًة عند التاسعة"‬

‫قلت بضٌق " ال رؼبة لً فً الطعام‬


‫"‬

‫قالت بهدوء " هل تشاجرتما ؟" !‬

‫قلت بحدة ونظري لؤلرض " مرٌم‬


‫ٌكفً إنك تخنقٌننً"‬

‫قالت وهً تدخل المطبخ " لست‬


‫سبب اختناقك فبل تلصقه بً "‬

‫تؤففت وذهبت لؽرفة الجلوس شؽلت‬


‫التلفاز ألتابع األخبار فدخل وابل‬
‫وصبا تركض‬
‫خلفه فصرخت بهما قاببل " توقفا‬
‫عن الصراخ أرٌد أن أسمع"‬

‫سكتا ونظرا لبعضهما ثم خرجا‬


‫فوقفت وؼادرت المنزل توجهت‬
‫لساحة الخٌول هنا‬

‫جٌد لم ٌزٌلوها لقد طوروها كثٌراً ‪,‬‬


‫قضٌت بعض الوقت هناك ثم ذهبت‬
‫لصالة البلٌاردوا‬

‫األماكن هنا كما هً لم تتؽٌر ‪...‬‬


‫ست سنوات لٌست كافٌة لتطوٌرنا‬
‫نحن ألننا نتقدم ببطء‬

‫ونتراجع بسرعة ‪ ,‬رن هاتفً فكانت‬


‫مرٌم المتصل فؤجبت بعد وقت قاببل‬
‫" نعم ٌا مرٌم"‬

‫قالت من فورها " أٌن أنت ٌا رابد‬


‫الؽداء جاهز وأٌوب ٌنتظرك"‬

‫قلت " حسنا ً قادم"‬

‫عدت للمنزل تناولت وأٌوب الؽداء‬


‫وقضٌنا باقً الوقت فً األحادٌث‬
‫بعد أن نام‬

‫أطفاله المزعجٌن فلن ٌسمع معهم‬


‫أحد اآلخر وبعد العصر خرجنا سوٌا‬
‫وتنزهنا‬

‫كثٌراً وعند المساء عدنا للمنزل‬


‫تناولنا العشاء وعند الحادٌة عشرة‬
‫ؼادرنا عابدان‬

‫لمنزل والدي ‪ ,‬كان الصمت موحشا‬


‫فً السٌارة حتى اقتربنا من المنزل‬
‫فقلت‬

‫"جهزي أؼراضنا سنؽادر صباحا ً‬


‫"‬

‫نزلت قمر متوجهة للداخل وهممت‬


‫أنا بدخول مجلس الرجال حٌن‬
‫استوقفنً‬

‫صوت باب المنزل ٌفتح وٌؽلق ‪,‬‬


‫عدت للخلؾ فوجدت ؼٌداء تدخل ‪,‬‬
‫نظرت‬

‫لها بصدمة وقلت " أٌن كنتً وحدك‬


‫هذا الوقت ؟" !‬

‫تجاهلتنً ودخلت فلحقت بها عند‬


‫صالة المنزل وأمسكت ذراعها‬
‫وقلت بحدة‬
‫"سؤلتك فتجٌبً أٌن كنتً ومع من‬
‫؟" !‬

‫خلصت ذراعها من ٌدي بقوة وقالت‬


‫بؽضب " وما شؤنك أنت"‬

‫قلت بصراخ " أٌن كنتً ٌا ؼٌداء"‬

‫قالت برود " مع خطٌبً"‬

‫نظرت لها بصدمة ثم قلت " ماذا‬


‫!!! خطٌبك ‪ ,‬وأي خطٌب هذا الذي‬
‫تخرجٌن‬

‫معه وحدك وتعودي منتصؾ اللٌل"‬

‫صرخت قابلة " ال شؤن لك بً أنت‬


‫لست مسبوالً عنً أنا ال أعترؾ‬

‫بك خذ زوجتك وؼادر منزلنا"‬

‫صفعتها صفعة قوٌة أوقعتها أرضا ً‬


‫فخرجت حٌنها والدتها تتبعها نور‬
‫واقتربت‬

‫والدتها وقالت " التفاهم لٌس‬


‫بالضرب ٌا رابد ما بكما"‬

‫قلت بؽضب " كٌؾ تخرج مع رجل‬


‫بصفة أنه خطٌبها فقط‬

‫ولوحدها ولٌس معها وال حتى أنتً‬


‫"‬

‫نظرت لها بصدمة وقالت " لما لم‬


‫تخبرٌنً بخروجك ؟" !‬

‫قالت ؼٌداء ببكاء " وماذا فً ذلك‬


‫أنا لم أفعل جرما ً هل ٌعتقد الجمٌع‬
‫سٌبٌن مثله "‬

‫قلت بؽضب " ؼٌداء أقسم إن لم‬


‫تحترمٌنً حطمت عظامك وهذا لن‬
‫تخرجً معه ثانٌتا مفهوم "‬

‫وقفت وقالت بؽضب أكبر " لن‬


‫ُتفرق بٌنً وبٌنه ٌا رابد لن تحطم‬
‫قلبً مجدداً ألنً سؤنتقم‬

‫منك كما فعلت سابقا ً وستتجرع‬


‫نفس الكؤس التً تسقٌنً "‬

‫قلت بحدة " صعلوك خلصتك منه‬


‫كان علٌك شكري وقتها ألنً خفت‬
‫على مصلحتك "‬

‫قالت ببكاء " هل دخلت قلبً‬


‫وسؤلته ما ٌرٌد كل ما فعلته أنك‬
‫حطمته ‪ ,‬أخبرنً ما رأٌك‬

‫بتحطم القلب ‪ ....‬قاسً ألٌس كذلك‬


‫"‬

‫قلت بصراخ ؼاضب " خذي ابنتك‬


‫من أمامً قبل أن أقتلها"‬

‫ابتعدت بها جهة ؼرؾ النوم‬


‫تتبعهما نور ‪ ,‬جلست مكانً على‬
‫األرٌكة أزفر بضٌق‬

‫تخرج معه منتصؾ اللٌل فً‬


‫وجودي فبعد مؽادرتً ما ستفعل‬
‫وكما قالت قمر الناس‬

‫لن تلوم ؼٌري فٌما بعد ‪ ,‬هل هذا‬


‫ثمن تخلٌصً لها من ذاك الحقٌر ‪,‬‬
‫لكن ما عنت‬

‫بانتقامها وبتحطم القلب أنا منقطع‬


‫عنهم تماما ً منذ سنوات ما عنته‬
‫بذلك !! لو لم أكن‬

‫متؤكدا أن قمر هً ضوء القمر لقلت‬


‫أنها ؼٌداء لعبت بً ‪ ,‬ثم من أٌن‬
‫لؽٌداء ذاك‬

‫األسلوب والكتابات ‪ ,‬هل اتفقت‬


‫معها علٌا ‪ ...‬ال ال أعتقد البد وأنها‬
‫كانت ترى‬

‫المنتدى األدبً ألنً كنت أشارك فٌه‬


‫باسمً وقد تكون الحظت ما بٌنً‬
‫وبٌن قمر‬

‫ثم اختفابها وتركً للكتابة وقصة‬


‫االنتقام لفقتها لتشعرنً أنها انتقمت‬
‫منً‬

‫توجهت لؽرفتً دخلت فكانت قمر‬


‫واقفة فً نهاٌتها دون حراك ٌبدوا‬
‫أنها لم ترد‬

‫التدخل فً شبوننا وال حتى سماع‬


‫ما ٌدور ‪ ,‬نظرت لها مطوالً ثم قلت‬

‫"فً الؽد سنجلب باقً أؼراضنا‬


‫ونقٌم هنا"‬

‫وعند هنا انتهى الفصل الرابع‬


‫عشر‬

‫كٌؾ ستكون حٌاتهم مع عابلته وما‬


‫ٌنتظرهم‬
‫فً الفصل القادم انجبلء أكبر‬
‫لحقٌقة ما حدث مع رابد فً‬
‫الماضً‬

‫وحقٌقة مخفٌة تخص ماضً قمر‬


‫ستنكشؾ لها على لسان رابد‬

‫وأمر ٌقرره رابد س ُتحاصر به قمر‬


‫فكٌؾ ستتمكن من التخلص منه‬

‫مشاحنات ومفارقات كثٌرة تنتظركم‬


‫فً الفصل القادم فكونوا بانتظارها‬

‫الفصل الخامس عشر‬

‫ؼادرنا منزل والده لٌس لتركه‬


‫نهابٌا كما كان مقرر ولكن لنعود‬
‫لؤلبد وها قد تركت‬

‫مكانا سجلت فٌه ذكرٌات سٌبة‬


‫جدٌدة وسؤعود إلٌه مجدداً ‪ ,‬كٌؾ‬
‫سنقٌم هنا فً ؼرفة‬

‫واحدة !! حتى إن ؼٌر الؽرفة بؤكبر‬


‫فهوا ٌحسب حساب هروبه منً‬
‫بالتؤكٌد ولن ٌنام‬
‫فً مجلس الرجال دابما ً ثم ومكتبه‬
‫وكتبه ‪ ,‬ال أعرؾ كٌؾ ٌفكر كٌؾ‬
‫سٌعٌش معهم‬

‫وشقٌقتاه ٌكرهانه كل هذا الكره‬


‫وكٌؾ سؤستحملهما أنا ‪ ,‬هذا األمر‬
‫أشبه بالمستحٌل‬

‫اتكؤت على زجاج النافذة ونمت‬


‫كثٌراً ثم استٌقظت بعد وقت ‪ ,‬فً‬
‫اللٌلتٌن الماضٌتٌن‬

‫لم أنم مطلقا ً وال دقٌقة بعد تلك‬


‫اللٌلة ٌوم زارتنا عٌنا التنٌن ‪ ,‬كانت‬
‫لٌلة سٌبة للؽاٌة‬

‫ولم تتوقؾ الكوابٌس فٌها أبداً فلم‬


‫أنم بعدها رؼم كل محاوالتً وكؤن‬
‫عقلً ٌرفض‬

‫النوم خوفا ً من تلك الكوابٌس حٌث‬


‫أنها تؤتٌنً حتى نهاراً ‪ ,‬ؼرٌب أنً‬
‫اآلن نمت‬

‫نوما ً هادبا دونها رؼم جلوسً على‬


‫مقعد السٌارة ‪ ....‬إنه رابد أجل هوا‬
‫‪ ,‬وجوده‬

‫بقربً ٌطرد تلك الكوابٌس من‬


‫عقلً ٌالك من قاسً ٌا رابد‬
‫تحرمنً حتى من‬

‫وجودك معً ألنام نوما ً هادبا ً كباقً‬


‫البشر فكل أٌامً فً منزلنا هناك‬
‫كنت أستٌقظ‬

‫مفزوعة قبل الفجر بكثٌر بسبب‬


‫الكوابٌس وال أنام حتى الٌوم التالً‬

‫كٌؾ ستتركٌنه ٌا قمر وكٌؾ‬


‫تخرجٌنه من حٌاتك هل تتصوري‬
‫كبر حجم هذا األمر‬

‫هل سٌطٌعك قلبك ‪ ,‬ولكن إن‬


‫أرجعنً فلن أتمسك به لحظة وقلت‬
‫ما قلت بؤن ٌعٌدنً‬

‫لمنزل عمتً وسؤقولها دابما ً كً ال‬


‫ٌضن أنً أتمسك به رؼم ما ٌفعله ‪,‬‬
‫أما رأي قلبً‬

‫الؽبً هذا فعكس ذلك تماما ً ولكن‬


‫لٌؤخذ راحته فً جنونه به فسٌنتهً‬
‫قرٌبا ً على ٌدٌه‬

‫شعرت حٌنها بالخدر عاد ٌسري‬


‫لٌدي ‪ ,‬فً المستقبل سٌتحول‬
‫ألوجاع فٌها ثم فً قلبً‬
‫علٌا االحتمال لن أدعه ٌؤخذنً‬
‫للمستشفى لن أعٌش بدونه وال‬
‫بعده فقد ٌرتاح هوا وٌرتاح‬

‫ضمٌري حٌن أموت على ٌدٌه‬

‫كنت أفرك ٌدي ببطء كً ال‬


‫ٌبلحظنً لكنه نظر جهتً وقال "‬
‫قمر ما بك ؟" !‬

‫قلت بهدوء وعٌناي مؽمضتان " ال‬


‫شًء"‬

‫عاد للصمت ووقؾ بعد مسافة قلٌلة‬


‫نزل من السٌارة ثم عاد حامبلً معه‬
‫برطمان زٌتون‬

‫أخضر فتحه وناولنً منه واحدة‬


‫وقال " خذي هذه كلٌها"‬

‫أخذتها منه وتركتها فً ٌدي فقال‬


‫بؤمر " قمر كلٌها "‬

‫وضعتها فً فمً وأؼلقته علٌها ‪,‬‬


‫وضع البرطمان فً حجري بعدما‬
‫أؼلقه وانطلق بالسٌارة‬

‫ؼٌرت مكان حبة الزٌتون خارج‬


‫فكً جهة الخد ألرمٌها فٌما بعد لن‬
‫ٌنتبه بؤنً لم آكلها ألنه‬

‫ٌقود السٌارة ‪ ,‬توقؾ جانب الطرٌق‬


‫ثم نظر لً وقال " قمر انظري إلً‬
‫"‬

‫فتحت عٌناي ورفعت رأسً ونظرت‬


‫له فقال " أفتحً فمك ألرى"‬

‫هززت رأسً ببل فقال بحدة " قمر‬


‫افتحٌه أو فتحته لك مرؼمة "‬

‫فتحت فمً بسرعة وأؼلقته فقال‬


‫بؽضب " لما لم تؤكلٌها هبل شرحت‬
‫لً ألفهم"‬

‫مضؽتها بقوة وقلت بضٌق " ها قد‬


‫أكلتها "‬

‫قال بؽضب " ما هذا الذي تفعلٌنه‬


‫هل تكرهٌننً حد أن ال تقبلً منً‬
‫شًء‬

‫ألجل صحتك ‪ ,‬قمر لما كل هذا"‬

‫قلت بدمعة محبوسة " فسر األمور‬


‫كما ترٌد أجل هذا ما تفلح فٌه"‬
‫ضرب بٌده على المقود ونظره علً‬
‫وقال بحدة " وبما أفسرها إذا قولً‬
‫أنتً"‬

‫نظرت للنافذة وقلت بحزن " علٌه‬


‫أن ٌموت نعم سٌموت الورد ٌا رابد‬
‫"‬

‫قال بهدوء " لما تكررٌن هذه‬


‫الجملة دابما ً ما تعنٌنه بها"‬

‫قلت بذات الحزن " فسرها أنت كما‬


‫تفعل دابما ً ما حاجتك بتوضٌحً لك‬
‫"‬

‫تؤفؾ بؽضب ثم شؽل السٌارة‬


‫وانطلق ‪ ,‬لما ال ٌفهمنً ‪ ..‬لما ال‬
‫ٌتذكرنً حتى التذكر‬

‫أخذته حتى لمدرسته لم أبحث عن‬


‫رابد حٌنها فً المدرسة وال فً‬
‫المقعد بل بحث عنه‬

‫فٌه هوا لعله ٌستفٌق وٌتذكرنً‬


‫ألحكً له كل ما حدث لماذا نسٌتً‬
‫ٌا رابد ولم أنسك أنا‬

‫نعم أعلم لما ألنً ال أهمك فً شًء‬


‫وال أي شًء لذلك لن تعلم منً عن‬
‫أي شًء حتى‬

‫أموت وتنتهً قمر بؤسرارها‬


‫وماضٌها تحت التراب‬

‫عدت للنوم مجدداً وكؤننً أعوض‬


‫ما فآتنً من نوم ولم أستٌقظ إال‬
‫على صوته ٌوقظنً‬

‫فتحت عٌناي ثم نزلت من السٌارة‬


‫ودخلنا المنزل نظرت حولً وقلت‬
‫بتذمر‬

‫"لم نتركه إال بضعة أٌام والؽبار‬


‫فً كل مكان سٌكون علٌا تنظٌفه"‬

‫جاء حٌنها صوت رابد من خلفً‬


‫وهوا ٌجتازنً قاببل‬

‫"ال داعً لذلك سنؽطً األثاث‬


‫ونجمع أؼراضنا ونؽادر"‬

‫قلت من فوري " رابد"‬

‫وقؾ والتفت إلً فقلت " كٌؾ‬


‫سنعٌش معهم ‪ ,‬أعنً ؼرفة واحدة‬
‫وصؽٌرة‬

‫وال مكتب وهم ال ٌرؼبون بنا"‬


‫تنهد بضٌق وقال " قد أستؤجر‬
‫منزالً مبلصق لهم المنزل المجاور‬
‫شاؼراً وهوا لئلٌجار"‬

‫نظرت له بصدمة وقد توقفت‬


‫أنفاسً ‪ ...‬منزل خالً ال ال ٌمكن ‪,‬‬
‫قلت معترضة‬

‫"لما ال تبحث عن ؼٌره ؟" !‬

‫قال وهوا ٌدخل ؼرفة النوم " ال‬


‫ٌوجد ؼٌره وسؤبحث مجدداً هوا‬
‫خٌاري‬

‫الوحٌد أم أنك ترٌدٌن تحمل ؼٌداء‬


‫ونور كل حٌاتك"‬

‫قلت وأنا أتبعه " ولكن" ‪......‬‬

‫التفت إلً وقال " ولكن ماذا قولً‬


‫ماذا ٌا قمر لما تعترضً على‬
‫المنزل ؟" !‬

‫أخفضت بصري وقلت بهدوء "‬


‫حسنا ً كما ترٌد"‬

‫ثم خرجت وتوجهت للمطبخ أعددت‬


‫الطعام وبدأت به أوالً لترتٌب‬
‫الحاجٌات فً‬

‫الخِزانات لٌكون فارؼا تماما ً ‪ ,‬أخد‬


‫رابد كرتونا كبٌراً وبدأ بجمع كتبه‬
‫المهمة فٌه‬

‫لنقلها هناك ‪ ,‬علٌا تنظٌؾ المنزل‬


‫قبل ذهابنا ‪ ,‬وضعت العلبة على‬
‫الطاولة ألن‬

‫ٌداي تعجز عن تحرٌك أي شًء من‬


‫رجفتهما ‪ ...‬ما هذا الذي ستفعله بً‬
‫ٌا رابد‬

‫كٌؾ تؤخذنً لمنزلها وكٌؾ سؤوقؾ‬


‫هذا ٌا رب أمنع ذلك من الحدوث فبل‬
‫حٌلة لدي‬

‫أنهٌت العمل بعد جهد ووقت ثم‬


‫توجهت حٌت رابد وقلت " أرٌد‬
‫زٌارة عمتً"‬

‫استقام فً وقفته ونظر لً مطوالً‬


‫ثم قال " لتبقً هناك كما طلبتً ؟ !‬
‫"‬

‫نظرت له بصدمة وصمت فقال‬


‫ببرود وهوا ٌعود لترتٌب الكتب‬
‫"لن أتركك هنا ٌا قمر ولن ننفصل‬
‫فهمتً"‬

‫قلت " أرٌد رإٌتهم هم عابلتً ‪,‬‬


‫دعنً أودعهم على األقل قد ال‬
‫أراهم مجدداً"‬

‫وقؾ ونظر لً بحٌرة ثم قال " ولما‬


‫ال ترٌهم ؟" !‬

‫أشحت بنظري عنه وقلت " مدٌنة‬


‫والدك بعٌدة عن هنا من ٌعلم قد ال‬
‫أراهم"‬

‫تنهد وقال " سوؾ آخذك صباح‬


‫الؽد وسؤكون معك حتى نؽادر"‬

‫خرجت وتركته ‪ ,‬لما ٌتمسك بً‬


‫هكذا !! من ٌسمعه ٌضن أنه ٌحبنً‬
‫حد الجنون‬

‫ألم ٌشبع من جرحً بعد ‪ ,‬أنهٌت‬


‫أعمال المنزل وؼطٌت األثاث ولم‬
‫ٌبقى سوى‬

‫ؼرفة النوم ألننً سؤنام فٌها ورابد‬


‫نام مع كتبه كعادته طبعا ً ‪ ,‬كنت أحلم‬
‫طوال اللٌل‬
‫بمنزل خالً وعٌنا التنٌن تطاردنً‬
‫فٌه وتضحك ولم أنم إال قلٌبلً‬

‫عند الصباح ذهبنا لمنزل عمتً‬


‫ونزل معً طبعا ً ‪ ,‬لو أفهمه فقط‬
‫ولو لمرة واحدة‬

‫طرقنا الباب ففتح لنا مإمن وقال‬


‫مبتسما ً " مرحبا ً " ‪....‬‬

‫ثم أؼلق فمه وضحك فضحكنا كلٌنا‬


‫وقال رابد " مرحبا ً ٌا مإمن"‬

‫قال مبتسما ً " مرحبا ً بكما هٌا‬


‫تفضبل "‬

‫دخلنا للداخل متوجهٌن لمجلس‬


‫الضٌوؾ فقابلتنا عمتً محتضنة لً‬
‫بحب ثم‬

‫دخلنا وانظم إلٌنا زوج عمتً وقال‬


‫رابد‬

‫"جبنا لنراكم ألننا سننتقل للعٌش‬


‫فً مدٌنة والدي حتى متى هللا أعلم‬
‫"‬

‫نظرا لبعضهما باستؽراب ثم لنا‬


‫وقال زوج عمتً " قلت والدك" !!‬
‫قال رابد " نعم سؤبقى مع شقٌقتاي‬
‫ووالدتهم أنتم تعلمون ال أحد لهم‬
‫ؼٌري اآلن بعد والدي"‬

‫قال زوج عمتً " ولكنك" ‪.....‬‬

‫سكت فقال رابد " نعم لكنً قلت أنه‬


‫ال صلة لً بهم ولكن هكذا شاءت‬
‫الظروؾ"‬

‫تنهد زوج عمتً وقال " رابد علٌك‬


‫أن توضح لنا ولو قلٌبلً"‬

‫قال بعد صمت " قبل ست سنوات‬


‫من اآلن كان لدي صدٌق مقرب‬
‫منً لن أطٌل الشرح فما‬

‫أرٌد قوله أنه ثم االشتباه به فً‬


‫التورط مع المخابرات الؽربٌة أي‬
‫جاسوس ضد الببلد وقد‬

‫سجنا ألشهر وعذبونا‬ ‫أخذونا كبلنا و ُ‬


‫كثٌراً حتى اعترفنا مرؼمٌن ثم‬
‫ظهرت براءتنا ولكن‬

‫كان ذاك وقت العفو عن بعض‬


‫المساجٌن السٌاسٌٌن فضن الجمٌع‬
‫أنه ثم العفو عنا معهم‬
‫وحدثت شوشرة كبٌرة منذ دخلنا‬
‫السجن وعند خروجً استقبلنً‬
‫والدي استقباال لم أتوقعه‬

‫أبداً رؼم علمه بقرار براءتً وقال‬


‫أنً جلبت له العار فهوا رفض منذ‬
‫دخولً الجامعة‬

‫القسم الذي اخترته وكان ٌرٌدنً‬


‫شرطٌا ً منذ صؽري فبدأ منذ ذاك‬
‫الوقت بانتقادي على‬

‫كل ما أفعل أو أقرر وحتى صداقتً‬


‫ألنور لم تكن تعجبه لذلك طردنً‬
‫من البٌت فهجرت‬

‫المدٌنة كلها ولم ٌسؤل عنً ولم‬


‫ٌطلب عودتً رؼم زٌارة أفراد‬
‫المخابرات لهم إلخبارهم‬

‫ببراءتً وهذا كل شًء"‬

‫كان الجمٌع ٌنظر له بصدمة ‪ ,‬لذلك‬


‫كانت بجسده أثار نذب وكؤنها‬
‫جروح عمٌقة هً‬

‫أثار التعذٌب إذا ‪ ,‬قال زوج عمتً‬


‫"ٌالها من حكاٌة كٌؾ تصرؾ معك‬
‫هكذا وأنت بريء وهوا ٌعلم"‬

‫قال رابد بضٌق " لم ٌهتم وقتها إال‬


‫بنظرة الناس لً وكان علٌه بتري‬
‫من العابلة لٌكبر‬

‫بؤعٌنهم فقد كنت بنظر الجمٌع‬


‫الخابن الذي باع وطنه "‬

‫قال زوج عمتً بعد صمت "‬


‫اسمعنً ٌا رابد قمر أمانتك وأنت‬
‫جربت الظلم وهً جربت‬

‫ما لم ٌجربه أحد حافظ علٌها ألننا‬


‫مسافرون بعد شهر"‬

‫قلت بصدمة " ماذا تسافرون" !!‬

‫قال " نعم عمتك جاءتها بعثة‬


‫إلكمال رسالة الدكتوراه وأنا‬
‫سؤدرس من جدٌد من أجل‬

‫الترقٌة فهً فرصتً وسنسافر‬


‫مطلع الشهر القادم"‬

‫نظرت لهما وقلت بدموع "‬


‫وتتركوننً" !!‬
‫قالت عمتً " قمر لما البكاء أنتً‬
‫مع زوجك وهوا ٌحبك لقد‬

‫أصبح لدٌك عابلة علٌك البقاء‬


‫بقربه"‬

‫قال زوج عمتً " رابد أرجوك أن‬


‫تعتنً بها فً ؼٌابنا"‬

‫ضم كتفً وقبل رأسً وقال " قمر‬


‫فً عٌناي ال تخافا "‬

‫ٌالك من ممثل ٌا رابد حتى أمام من‬


‫هم لٌسوا عابلتك قلت بعبرة " ال‬
‫ٌمكن ال تذهبوا"‬

‫قال زوج عمتً " قمر ٌا ابنتً‬


‫سوؾ نعود فبل تقلقً ونحن‬
‫مطمبنون مادمت مع زوجك "‬

‫هززت رأسً وقلت " ال ال تتركونً‬


‫اآلن أبقوا قلٌبلً ثم سافروا كما‬
‫ترٌدون"‬

‫قالت عمتً " قمر ما بك أنا ال‬


‫أفهمك" !!‬

‫مسح رابد على كتفً وقبل رأسً‬


‫مجدداً وقال‬
‫"ما بك حبٌبتً هم سٌسافرون‬
‫وٌعودوا لما كل هذا الخوؾ"‬

‫كلمة حبٌبتً المزٌفة هذه لم تزدنً‬


‫إال بكاء كم تمنٌتها ولكن لٌس هكذا‬
‫‪ ,‬بقوا ٌهدبونً‬

‫لوقت حتى توقفت عن البكاء فقال‬


‫زوج عمتً‬

‫"سنتصل بكما دابما ً وال تنسى ٌا‬


‫رابد ما أوصٌتك به ووقت عملٌتها‬
‫سنؤتً لنسافر بها"‬

‫قال رابد " ولما وما أفعله أنا ؟!‬


‫هً زوجتً اآلن وأنا المسبول عنها‬
‫"‬

‫قال معترضا ً " إنها عملٌة مكلفة‬


‫وتذاكر السفر كذلك ‪ ,‬لن تقدر علٌها‬
‫وحدك"‬

‫قال " سؤدخر المال من اآلن‬


‫وسؤبٌع المنزل والسٌارة إن اطر‬
‫األمر كما أنً سؤنشر‬

‫كتابً قرٌبا ً وسؤترك كل ثمن طبعاته‬


‫‪ ...‬ال تخؾ"‬
‫قال زوج عمتً " سؤكون هنا‬
‫وأسافر معكما على أٌة حال "‬

‫تنهدت بقلة حٌلة ٌتناقشان فً أمر‬


‫لن ٌفعبله أبداً ال تخافا لن أكلؾ أي‬
‫منكما شٌبا ً كما‬

‫أشك أن رابد بكرهه لً هكذا سٌدفع‬


‫ملٌما ألجلً أم هً الشفقة ككل مرة‬
‫‪ ,‬ال لن أدعك‬

‫تشفق علً ٌا رابد فلٌست الشفقة‬


‫ما أرٌد منك لٌست هً فهذا ٌقتلنً‬
‫أكثر‬

‫وقفت وقلت " سؤصعد لرإٌة نوران‬


‫"‬

‫وقؾ رابد قاببل " لٌستدعوها هنا‬


‫لتودعٌهم فقد ال نتمكن من رإٌتهم‬
‫قبل سفرهم"‬

‫نظرت له بصدمة وقلت " ماذا ؟!‬


‫لن أراهم مجدداً هذه األخٌرة"‬

‫قال بحٌرة " قمر ما بك هم‬


‫سٌرجعون هنا " !!‬
‫خرجت فً صمت وصعدت لؽرفة‬
‫نوران دخلت علٌها فاستقبلتنً‬
‫باألحضان فبكٌت‬

‫فً حضنها حتى تعبت وهً تحاول‬


‫تهدبتً ثم أجلستنً على السرٌر‬
‫وقالت‬

‫"قمر ما بك لما كل هذا البكاء ؟" !‬

‫قلت بعبرة " سؤشتاق لكم كٌؾ‬


‫تذهبوا هكذا وتتركونً"‬

‫ضربتنً بخفة وقالت " لقد‬


‫أفزعتنً ضننت أن رابدك قد مات"‬

‫ابتسمت بحزن وقلت " ال تفاولً‬


‫علٌه هل ترٌدٌن أن أموت مجنونة‬
‫"‬

‫ضحكت وقالت " ولما ال تموتً‬


‫فوراً لما س ُتجنٌن أوالً"‬

‫مسحت دموعً وقلت " سؤشتاق‬


‫لكم"‬

‫ضمتنً وقالت " ونحن كذلك ما‬


‫نفعل لك لوال زوجك ذاك ألخذناك‬
‫معنا"‬
‫ثم ابتعدت عنً وقالت " قمر‬
‫أخبرٌنً هل أنتً سعٌدة معه ؟" !‬

‫هززت رأسً بنعم فقالت " كٌؾ‬


‫أخبرك عن معرفته لك وما قال"‬

‫قلت متجنبة الحدٌث فً األمر "‬


‫دعٌنا من هذا فالموضوع معقد‬
‫وشرح لً ولم أفهم كثٌراً"‬

‫تنهدت براحة وقالت " كم أنا سعٌدة‬


‫ألجلك قمر"‬

‫دخلت حٌنها عمتً وقالت " قمر‬


‫رابد ٌنتظرك فً األسفل"‬

‫ثم ضحكت وقالت " لو رأٌ ِ‬


‫ت‬
‫إصراره ومبلمحه وكؤنه ٌخاؾ أن ال‬
‫تنزلً"‬

‫تنهدت ولم أعلق على األمر‬


‫وودعتهم ببكاء طوٌل فلن ٌكون‬
‫لدي بعد اآلن حتى‬

‫منزل عمة أهدده به وقد ال أراهم‬


‫مجدداً بل لن أراهم ‪ ,‬نزلت لؤلسفل‬
‫ووجدت‬
‫زوج عمتً ورابد ‪ ,‬وقفت بجانبه‬
‫فوضع ٌده على كتفً وقال زوج‬
‫عمتً مبتسما ً‬

‫ت لحظات لكان رابد‬‫"لو تؤخر ِ‬


‫سٌصعد لٌنزلك بنفسه ‪ ,‬ها هوا ال‬
‫ٌرٌد‬

‫البقاء دونك فلما تجرحٌنه بتمسكك‬


‫بنا"‬

‫قلت بهدوء وعٌنٌا أرضا ً " وال أنا‬


‫استطٌع البقاء دونه ولكنكم عابلتً‬
‫"‬

‫مإكد ٌضنه تمثٌل ولكنها حقٌقة‬


‫خرجت من أعماق قلبً فلٌت ذكاءه‬
‫ٌتحرك فً هذه‬

‫اللحظة ولكنً أعلم أن ال أمل من‬


‫ذلك ‪ ,‬ؼادرنا بعدها منزل عمتً ولم‬
‫أتوقؾ عن‬

‫البكاء حتى وصلنا ودخلت ؼرفة‬


‫النوم وأكملت هناك باقً بكابً الذي‬
‫ال ٌنتهً‬

‫بعد وقت دخل رابد جلس بجواري‬


‫وقال‬
‫"قمر ٌكفٌك بكاء من أٌن لك بكل‬
‫هذه الدموع هم لن ٌموتوا"‬

‫قلت بنحٌب " أنا من ستموت ‪ ....‬ال‬


‫أرٌدهم أن ٌرحلوا ال أرٌد"‬

‫أبعد ٌداي عن وجهً وقال بحدة "‬


‫قمر ما تعنٌه بكبلمك الٌوم لما‬
‫تذكرٌن الموت كثٌراً‬

‫وأنك لن ترٌهم مجدداً ‪ ...‬ما تخببً‬


‫عنً ؟" !‬

‫أجل ٌا رابد ذكاءك ال ٌنام إال فً‬


‫فهم مشاعري وذكرٌات طفولتً‬
‫فقط ‪ ,‬سحبت ٌداي من‬

‫قبضة ٌدٌه وضعتهما فً حجري‬


‫وقلت بهدوء ونظري علٌهما‬

‫"قد ال تنجح عملٌتً وأموت وهم‬


‫بعٌدٌن عنً وتكون هذه المرة‬
‫األخٌرة التً أراهم فٌها"‬

‫أمسك ذقنً بإصبعٌه ورفع وجهً‬


‫له وقال بحدة‬

‫"قمر توقفً عن قول هذا هً‬


‫عملٌة بسٌطة لما كل هذا التشاإم"‬

‫أبعدت وجهً وقلت بؽضب " ال‬


‫تشفق علً ٌا رابد ال أرٌد شفقتك‬
‫فهمت"‬

‫وقؾ وقال ؼضبا ً " قمر لما‬


‫تعاملٌنً هكذا لما تؽضبٌن منً فً‬
‫هذا األمر دابما ً"‬

‫لم أتحدث فؽادر ؼاضبا ً وقلت‬


‫بهمس حزٌن " ألنً أرٌد حبك‬
‫ولٌس شفقتك هً تذكرنً‬

‫أنك ال تحبنً لهذا أكره ذلك منك‬


‫‪ ....‬هل فهمت هل فهمت "‬

‫بقٌت جالسة مكانً لوقت ضامه‬


‫ساقاي لحظنً وال شًء سوى‬
‫الشرود والحزن وكل‬

‫فترة واألخرى ٌفتح رابد الباب‬


‫وٌرانً وٌؽادر ‪ ,‬هل ٌخشى أن أفعل‬
‫لنفسً شًء أم‬

‫ٌخشى أن ٌحدث لً شًء وفً كبل‬


‫الحالتٌن هوا ٌشفق علً ‪ ,‬خببت‬
‫وجهً بٌن ذراعاي‬
‫كً ال أراه وكم تمنٌت لو أصم كً‬
‫ال أسمع صوت الباب وهوا ٌفتحه‬
‫وٌدعً أحٌانا أنه‬

‫ٌرٌد أخذ شًء ولكن لٌست هذه‬


‫عادته فهل تؽٌر اآلن‬

‫سمعت صوت الباب مجدداً فنزلت‬


‫دموعً رؼما ً عنً ‪ ,‬خبؤت وجهً‬
‫أكثر فشعرت‬

‫به ٌجلس بجواري على السرٌر ثم‬


‫وصلنً صوته قاببل‬

‫"قمر ارفعً رأسك"‬

‫لم أتحرك ولم أتحدث فقال بؤمر "‬


‫قمر قلت ارفعً رأسك"‬

‫قلت ببكاء وحالً كما هوا علٌه "‬


‫رابد اتركنً وحدي أرجوك"‬

‫قال بؽضب " قلت أرفعً رأسك‬


‫اآلن ٌعنً ترفعٌنه"‬

‫رفعت رأسً ونظرت للجانب اآلخر‬


‫وقلت بضٌق " ها قد رفعته ما ترٌد‬
‫به"‬
‫تنفس بقوة عدة مرات ثم قال " هل‬
‫لً أن أعرؾ سبب هذا ؟ " !‬

‫نظرت له وقلت ودموعً تدحرج‬


‫من عٌناي تدحرجا " ولما ترٌد‬
‫معرفة السبب‬

‫كم كنت هنا سجٌنة الؽرفة أبكً‬


‫وحدي ولم تكن تهتم ألمري فما‬
‫تؽٌر اآلن ولكن‬

‫ال ُتجب أعلم الجواب وحدي"‬

‫وقؾ وقال بحدة " لما ٌجب أن‬


‫تكون شفقة هل هناك من ٌكره أن‬
‫ٌعتنً الناس‬

‫بصحته لما كل هذه القسوة ٌا قمر‬


‫"‬

‫بقٌت أنظر له بصدمة ثم قلت بحٌرة‬


‫" قسوة " !!‬

‫قال بؽضب " نعم قسوة وتحجر‬


‫أٌضا ً"‬

‫نزلت من السرٌر وقفت فً الجانب‬


‫اآلخر وقلت بؽضب " نعم ألصق ما‬
‫بك بً قاسٌة‬

‫ومتحجرة وببل مشاعر كلها بك‬


‫وتلصقها بً ‪ ,‬لما تكلؾ نفسك‬
‫عناء تحملً خدنً‬

‫لعمتً قبل أن تسافر لتؤخذنً معها‬


‫وترتاح منً"‬

‫قال بصراخ ؼاضب " نعم هذا ما‬


‫ترٌدٌنه أن ترحلً معهم ال ٌا قمر‬
‫لن تذهبً ألي‬

‫مكان إال معً فهمتً لٌس بعد ٌا‬


‫قمر لٌس بعد"‬

‫بقٌت أنظر له بحٌرة فخرج ؼاضبا‬


‫ٌتؤفؾ ‪ ,‬إذا لؽرض ما ٌبقٌنً هنا‬
‫لما ٌا ترى ؟ !‬

‫ارتمٌت على السرٌر أبكً أسوء من‬


‫بكابً السابق ‪ ,‬بعد قلٌل رن هاتفً‬
‫وكانت أنوار‬

‫مسحت دموعً وأجبت فطلبت منً‬


‫التحدث مع رابد لزٌارتهم قبل أن‬
‫نؽادر ‪ ,‬كم هم‬

‫واهمون وٌضنون أننً أتحكم‬


‫بقراراته وأنه ٌنفذ كل ما أطلبه ‪,‬‬
‫كٌؾ سؤعتذر منها أو‬

‫أطلب أن ٌكلمه حٌدر ستكون حركة‬


‫ؼبٌة ومكشوفة‬

‫ؼادرت الؽرفة بحثا عنه أعلم أنه‬


‫سٌرفض لكن ال خٌار أمامً ‪,‬‬
‫أنظروا لحالً‬

‫تشاجرت معه للتو وسؤطلب منه‬


‫طلبا ً أعلم جوابه ‪ ,‬وجدته فً‬
‫المطبخ ٌجلس على‬

‫الطاولة وٌنظر لورقة أمامه ‪ ..‬كم‬


‫أعشق هذا التمثال الحجري لو فقط‬
‫ٌعلم‬

‫وقفت عند الباب وقلت بهدوء‬


‫ممزوج بالحزن‬

‫"أنوار اتصلت تطلب أن نزورهم‬


‫قبل أن نسافر "‬

‫لم ٌجب ولم ٌنظر إلً فقلت " رابد‬


‫"‬

‫قال بضٌق " سمعتك "‬


‫تنهدت وقلت " بما أجٌبها"‬

‫وقؾ وقال مؽادراً " تحدث معً‬


‫حٌدر سنمر بهم قبل مؽادرتنا "‬

‫قلت وأنا أتبعه " أنزل البٌض‬


‫والحلٌب من السٌارة إذاً ‪ ,‬سؤعد‬
‫كعكا لنؤخذه"‬

‫قال وهوا ٌدخل المكتب " كالكعك‬


‫السابق فً الرحلة ال "‬

‫وقفت عند الباب وقلت بصدمة "‬


‫ولما" !!‬

‫التفت إلٌا وقال بحدة " من ؼٌر‬


‫نقاش "‬

‫أمسكت طرؾ الباب بٌدي وقلت‬


‫بضٌق‬

‫"علٌنا أن نتناقش كٌؾ تكون‬


‫الحٌاة هكذا من طرؾ واحد فقط "‬

‫قال بؽضب " الكعك لن ٌؤكله أحد‬


‫منك سمعتً "‬

‫قلت بضٌق " لما هل هوا سًء ؟ !‬


‫"‬
‫نظر لً ببرود وقال " نعم "‬

‫قلت باستؽراب " لما !! أنا أعده من‬


‫سنوات وأحب إعداده "‬

‫بدأ بترتٌب كتب المكتبة وقال " لنا‬


‫ال بؤس ؼٌره ال "‬

‫اتكؤت على حافة الباب ونظري علٌه‬


‫وقلت بحزن " رابد لما تفعل هذا ؟ !‬
‫"‬

‫نظر لً مطوالً ثم قال " ألنً أشفق‬


‫علٌك ألٌس كذلك"‬

‫نظرت لؤلرض ثم قلت مؽادرة "‬


‫اشتري شٌبا ً نؤخذه معنا إذاً "‬

‫عدت لؽرفتً كما كنت قبل قلٌل‬


‫ولكن الجدٌد ٌدي عادت للخدر‬
‫وصلت السرٌر‬

‫وارتمٌت علٌه ‪ ,‬جسدي فً جهة‬


‫وٌدي فً الجهة األخرى متى‬
‫سؤموت وأرتاح متى‬

‫سحبت ٌدي الٌسره بالٌمنى‬


‫ودسستها تحتً كً ال ٌلحظها ‪ ,‬ال‬
‫أرٌد تلك الشفقة ال أرٌد‬

‫فلٌبقى قاسٌا هكذا حتى ٌنهٌنً ‪,‬‬


‫بعد وقت تحول الخدر لتنمل فً كل‬
‫ٌدي وقفت بصعوبة‬

‫أخرجت كٌس بطاطا مملحة من‬


‫الدرج وأخذت القلٌل منه وعدت‬
‫مرتمٌة على السرٌر‬

‫فً الٌوم التالً كان علٌنا مؽادرة‬


‫المنزل لنزور حٌدر فً المدٌنة‬
‫المجاورة ثم إلى قدري‬

‫المحتوم فً تلك المدٌنة وذاك‬


‫المنزل فلم ٌعد لً حتى أهل أزورهم‬
‫من حٌن آلخر‬

‫ركبنا السٌارة فً صمت إال من كبلم‬


‫رابد فً الهاتؾ وحٌدر ٌدله المنزل‬
‫‪ ,‬ؼرٌب أمره‬

‫حقا ً أخوه وال ٌعرؾ منزله ‪ ,‬ما‬


‫ذنبه وذنب مرٌم لٌشمله مع البقٌة ‪,‬‬
‫إن قلنا مرٌم تسكن‬

‫هناك بجوارهم فماذا عن حٌدر أو‬


‫لٌجٌب على اتصاالتها ‪ٌ ,‬بدوا لً‬
‫كما قالت مرٌم وأكثر‬
‫ال ٌنسى الجرح بسهولة بل ٌتسع‬
‫نطاقه عنده لٌشمل كل شًء‬

‫وتتوهمً أن تحكً له ٌا قمر ! ما‬


‫ستقولٌن له أنا الفتاة التً أحببتها‬
‫وتركتك ‪ ,‬إن كنت اآلن‬

‫فً نظره ببل مشاعر فكٌؾ حٌنها‬


‫فحتى قمر الطفلة لن تشفع لً لدٌه‬
‫فهوا ال ٌتذكرها حتى‬

‫التذكر ‪ ,‬وصلنا المنزل ونزلنا هناك‬


‫فتح لنا حٌدر الباب واستقبلنا قاببل‬

‫"جٌد أنها ؼٌرت رأٌك فكرة أنوار‬


‫كانت صاببة "‬

‫لم ٌعلق أي منا أوصلنا لؽرفة‬


‫الضٌوؾ وخرج فقال رابد ببرود‬
‫وهوا ٌنظر جهة‬

‫الباب " لن أقول ما أقوله دابما ً"‬

‫ابتسمت بسخرٌة وقلت " أعلم ولن‬


‫ٌبلحظا شٌبا ً ال تخؾ "‬

‫بعد قلٌل دخلت أنوار ٌتبعها حٌدر‬


‫سلمت علٌنا ولحسن الحظ قالت من‬
‫فورها‬

‫"تعالً ٌا قمر لدي شًء أرٌه لك‬


‫ودعً المزعجان وحدهما"‬

‫قال حٌدر بضٌق " ضعً فً‬


‫حساباتك ستؽادر ولن ٌبقى لك‬
‫سوى هذا المزعج"‬

‫ضحكت وقالت " هٌا تعالً فلوالك‬


‫ما جاء رابد ٌاال سحر النساء "‬

‫خرجت برفقتها أدخلتنً لؽرفة ملٌبة‬


‫باللوحات القماشٌة منها المرسومة‬
‫ومنها البٌضاء‬

‫نظرت بدهشة وقلت " هل ترسمٌن‬


‫ٌا أنوار هل أنتً رسامة"‬

‫قالت بضحكة " بعض الشًء"‬

‫تجولت بٌن اللوحات وأنا أقول "‬


‫كٌؾ بعض الشًء إنك مبدعة"‬

‫وقفت عند لوحة لفتاة صؽٌرة‬


‫تجلس على األرض وتكتب فً‬
‫كراسة فقلت " رابعة إنها" ‪.....‬‬

‫كنت سؤبكً لوال تداركت نفسً فقد‬


‫ذكرتنً اللوحة بطفولتً وأنا أكتب‬
‫فً كراسة رابد‬

‫فوق ذاك السطح ‪ ,‬وضعت أنوار‬


‫ٌدها على كتفً وقالت " إن أعجبتك‬
‫فخدٌها"‬

‫نظرت لها بصدمة فقالت ضاحكة "‬


‫لن تخرجً دون هدٌة منهم ٌكفً‬
‫إعجابك بلوحاتً"‬

‫قلت بابتسامة " أقسم أنك فنانة هل‬


‫تعرضٌنها فً معرض"‬

‫قالت " ال لٌس بعد هذه السنة‬


‫ممكن لقد تبنى أحد الرسامٌن‬
‫بعض‬

‫لوحاتً وسٌقدمها فً معرضه"‬

‫قلت بسرور " ستصبحٌن مشهورة‬


‫إذا"‬

‫ضحكت وقالت " إذاً خذي اللوحة‬


‫اآلن ألنً إن صرت مشهورة فلن‬
‫ترٌها منً"‬

‫ضحكنا كثٌراً ثم قلت " لن آخذها‬


‫ولكن لً طلب أرجوك أن ال تردٌنً‬
‫"‬

‫نظرت لً بحٌرة ففتحت حقٌبة ٌدي‬


‫وأخرجت صورتً عند الطفولة‬
‫وقلت‬

‫"هل ترسمً هذه الطفلة بدل تلك‬


‫نفس الوضعٌة بوجه هذه واألرضٌة‬
‫كسطح‬

‫البٌوت هل تفعلٌها ألجلً"‬

‫أخذت الصورة نظرت لها بتمعن ثم‬


‫لً وقالت " هل هذه أنتً ٌا قمر ؟ !‬
‫"‬

‫قلت " نعم حٌن كنت فً الخامسة‬


‫هً الصورة الوحٌدة لً عند‬
‫طفولتً"‬

‫قالت بابتسامة " لم ٌتؽٌر شكلك‬


‫العٌنٌن ٌمٌزانك والشعر أٌضا ً كنتً‬
‫طفلة جمٌلة جداً"‬

‫قلت " هل سترسمٌنها ؟" !‬

‫قالت وهً تنظر للصورة " ستؤخذ‬


‫وقتا فصورتك من الوجه األمامً‬
‫واللوحة ستكون للوجه الجانبً"‬

‫قلت بحزن " إذا لن ٌنجح األمر"‬

‫قالت مبتسمة " سؤعتبرها تحدي‬


‫لقدراتً وأنتً ستكونٌن الحكم"‬

‫قلت بحزن " قد ال أراها ولكن علٌك‬


‫إعطابها أحدهم وكتابة ما أرٌد‬
‫علٌها"‬

‫قالت بحٌرة " ال أفهمك" !!‬

‫قلت مبتسمة " سؤفهمك كل شًء‬


‫الحقا ً ابدبً بها أنتً اآلن"‬

‫تنقلنا بعدها فً الؽرفة تحكً لً‬


‫حكاٌة كل لوحة ومتى رسمتها ثم‬
‫ذهبنا للمطبخ‬

‫أعددنا العصٌر والضٌافة وعدنا‬


‫لؽرفة الضٌوؾ جلست هً بجوار‬
‫زوجها ولم ٌعد‬

‫بإمكانً الجلوس بجوارها فلم أجد‬


‫مفراً من الجلوس بجانب رابد ‪,‬‬
‫سؤبدأ أنا التمثٌلٌة‬

‫هذه المرة بااللتصاق به ‪ ,‬قالت‬


‫أنوار بابتسامة " لقد وجدت معجبا ً‬
‫جدٌداً بموهبتً "‬

‫ضحك حٌدر وقال " وماذا كانت‬


‫ستقول لك ؼٌر رابع"‬

‫قلت بجدٌة " بلى لوحاتها رابعة‬


‫ومخطا من ٌقول ؼٌر ذلك"‬

‫ْ‬
‫نظرت له بشماتة فضحك وقال "‬
‫وأٌها أعجبتك ؟" !‬

‫قالت أنوار " اللوحة التً أعجبت‬


‫زوجها قبل عام الطفلة التً تكتب‬
‫فً الكراس"‬

‫نظرت جهة رابد فكان على حاله‬


‫ٌنظر للفراغ ببرود ‪ ,‬اعتقدت أنه‬
‫ٌتذكرنً ولكن‬

‫ال جدوى ‪ ,‬قال حٌدر " تلك اللوحة‬


‫جدبت الجمٌع"‬

‫قال رابد " تمثل البراءة فما أن ٌكبر‬


‫الطفل حتى ٌتحول لوحش جارح"‬

‫ال أعلم لما شعرت وكؤنه ٌقصدنً‬


‫بما قال قد أكون واهمة ولكن هكذا‬
‫شعرت من‬
‫برودة كلماته ونبرته ذاتها عندما‬
‫ٌطعننً بكلماته‬

‫قلت بهدوء حزٌن " ٌنقصها الحزن‬


‫"‬

‫نظرا لً باستؽراب وقالت أنوار "‬


‫لما فؤجمل ما فٌها ابتسامتها" !!‬

‫نظرت لعٌنٌها بتركٌز وقلت " بل لو‬


‫كانت حزٌنة لكانت أجمل"‬

‫ْ‬
‫ابتسمت وفهمت أنً هكذا أرٌد‬
‫لوحتً حزٌنة ‪ ,‬قالت أنوار‬

‫"قمر ٌدي على كتفك ساعدٌنً فً‬


‫أمر"‬

‫قلت بابتسامة " لو كان باستطاعتً‬


‫فلما ال "‬

‫قالت مبتسمة " لقد تراهنت وحٌدر‬


‫إن أعددت كعكة ككعكتك فً الرحلة‬

‫ٌشتري لً الطقم الذهبً الذي‬


‫أعجبنً "‬

‫نظرت لرابد ثم لهم وقلت بهدوء "‬


‫ولما كعكتً تحدٌداً ظننتها سٌبة ولم‬
‫تعجبكم ؟" !‬

‫قالت بصدمة " سٌبة قمر ما تقولً‬


‫" !!‬

‫ثم ضحكت وقالت " آخر قطعتٌن‬


‫تشاجر األطفال علٌهما وقرٌبك‬
‫الصؽٌر ذاك‬

‫أكل خمس قطع وحده وقال ‪ /‬قمري‬


‫من أعدتها فهً لً"‬

‫قال حٌدر " من ٌومها وأنا أتحدث‬


‫عنها فقالت أنوار أستطٌع فعل‬
‫مثلها‬

‫لو كانت لدي الطرٌقة فتراهنا"‬

‫قلت " إنها طرٌقة ٌونانٌة تعلمتها‬


‫فً الخارج ودمجتها مع الطرٌقة‬
‫العربٌة"‬

‫قال حٌدر " ما رأٌكما أن تعدوها لنا‬


‫اآلن"‬

‫تحمحم رابد ألفهم رفضه األمر ‪,‬‬


‫هل سٌتحكم بً أٌضا ً هل ٌرٌد قتل‬
‫شخصٌتً‬
‫وقفت وقلت " ال بؤس"‬

‫وقؾ رابد وقال " علٌنا المؽادرة"‬

‫وقؾ حٌدر وبعده أنوار وقال " لما‬


‫كل هذه العجلة" !!‬

‫قال رابد " الرحلة والترتٌبات هناك‬


‫تؤخذ وقتا ً وعلٌنا المؽادرة"‬

‫قال حٌدر " ما قررت بشؤن المنزل‬


‫؟" !‬

‫قال " ال جدٌد وال خٌار لدي ؼٌره‬


‫سؤستؤجره مإقتا ً حتى حٌن"‬

‫قال حٌدر " وأٌن مالك المنزل أذكره‬


‫جٌداً"‬

‫قال رابد " ما علمته من الجٌران‬


‫أنه تعرض لحادثة منذ سنتٌن‬
‫فؤصٌب بشلل نصفً‬

‫وزوجته بحروق عمٌقة شوهتها‬


‫كلٌا فتركوا المنزل وعاشوا فً‬
‫مدٌنة أهل زوجته "‬

‫شعرت بالرجفة تسري فً كل‬


‫جسدي وكدت أقع ‪ٌ ,‬ا إلهً كٌؾ‬
‫ٌحدث كل هذا‬

‫لهذا هً كانت متشحة بالسواد ولم‬


‫أرى من عٌنٌها سوى واحدة‬

‫قالت أنوار " أي جرم هذا الذي‬


‫اقترفاه فً حٌاتهما لٌنتهٌا هكذا !!‬
‫"‬

‫قال رابد " ال اعلم عنهما شٌبا ً‬


‫وشبه ال أذكرهما"‬

‫شعرت اآلن بطعنة قوٌة وجهت‬


‫لقلبً ‪ ...‬لو كان ال ٌذكرهما فبل‬
‫ٌذكرنً أبداً فؤنا اختفٌت‬

‫قبلهما ‪ ....‬لماذا ٌا رابد لما ال‬


‫ترحمنً ؟ !‬

‫خرجنا من منزلهما وأنوار تصر‬


‫علٌا أن أرسل لها الطرٌقة التً‬
‫أعددتها بها ‪ ,‬ركبنا السٌارة‬

‫ولم ٌفتح رابد موضوع تجاهلً له‬


‫فً موضوع الكعكة ٌبدوا لكً ال‬
‫أساله لما قال أنها كانت‬
‫سٌبة فلما فعل ذلك ٌا ترى !! بعد‬
‫السٌر لمسافة طوٌلة اقتربنا من‬
‫مدٌنة والده ومن قدري‬

‫المحتوم فً ذاك المنزل فقلت "‬


‫رابد توقؾ "‬

‫نهاٌة الفصل ‪ .....‬قراءة ممتعة‬


‫للجمٌع‬

‫بنات شدوا همتكم فً التعلٌق على‬


‫الفصل عشان أنزل لكم فصل الجمعة‬
‫إن شاء هللا‬

‫‪........‬أحبكم فً هللا‬

‫الفصل السادس عشر‬

‫آخر ما كنت أرٌده وأتمناه العودة‬


‫لمنزل والدي ولكن ال خٌار أمامً‬
‫منزل الجٌران‬

‫فكرة جٌدة من كل النواحً مستقل‬


‫وقرٌب منهم وقد ٌجعل الجالسة‬
‫هناك تنطق رؼم‬
‫اعتراضها ال ترٌد ذكر السبب ولكن‬
‫علٌها أن تقول ولوحدها لما فعلت‬
‫بً ذلك ولما‬

‫تستمر فً كذبها وكؤن شًء لم‬


‫ٌكن‬

‫نزلت من السٌارة وتوجهت لها‬


‫وهً تجلس على الصخرة تحضن‬
‫ساقٌها تشاهد أضواء‬

‫المدٌنة من األعلى وقفت بجانبها‬


‫وقلت " هل نؽادر ؟" !‬

‫نظرت لً وقالت بهدوء " قلٌبلً بعد‬


‫نكاد نصل لنبقى قلٌبلً رابد"‬

‫جلست بجانبها فً صمت فقالت بعد‬


‫وقت " كم هً جمٌلة من هنا "‬

‫قلت بهدوء " نعم كنت فً الماضً‬


‫أحب زٌارة هذا المكان كثٌراً "‬

‫سكتت قلٌبلً ثم وضعت ذقنها على‬


‫ٌدٌها المحتضنتٌن ساقٌها وقالت‬
‫بذات‬

‫الهدوء " رابد هل لً بطلب ؟ " !‬


‫قلت ونظري حٌث تنظر " ماذا ؟ "‬

‫قالت بشبه همس " ال أرٌد العٌش‬


‫بذاك المنزل "‬

‫نظرت لوجهها بصمت وهً تنظر‬


‫للمدٌنة ثم قلت " والسبب "‬

‫ؼمرت وجهها بٌن ذراعٌها‬


‫وساقٌها وقالت‬

‫"أرجوك رابد أفعل ذلك من أجلً‬


‫هذه المرة فقط"‬

‫قلت ببرود " وإن كانت شفقة ؟؟ "‬

‫رفعت رأسها ونظرت للبعٌد وقالت‬


‫" إذاً نسكن فٌه "‬

‫قلت بحزم " قمر لما تفسري‬


‫اعتنابً بصحتك شفقة" !!‬

‫قالت بحزن " ألنها ال شًء ؼٌر‬


‫ذلك ال أرٌدها هً"‬

‫رمٌت حجراً بؽٌض وقلت بحدة "‬


‫لو أفهمك ٌا قمر لو أفهمك "‬
‫قالت بحزنها ذاته " لن ٌحدث ذلك‬
‫ألنك ال ترٌد"‬

‫نظرت للجانب اآلخر وتنهدت بضٌق‬


‫ثم نظرت لها وقلت " وماذا لو لم‬
‫تكن كذلك"‬

‫نظرت لً وقالت " وما ستكون إذا‬


‫اشرح لً"‬

‫وقفت وقلت " شًء لن تعرفٌه دفن‬


‫مع الكثٌر قبله ‪ ,‬هٌا فؤمامنا عمل‬
‫كثٌر هناك‬

‫وعلٌنا شراء ؼرفة أكبر من ؼرفتً‬


‫السابقة ومكتب صؽٌر أٌضا ً لنضعه‬
‫فٌها"‬

‫ثم ؼادرت جهة السٌارة وركبتها‬


‫فلحقت بً وركبت وقالت من‬
‫فورها‬

‫"لن نعٌش فً ذاك المنزل ؟" !‬

‫قلت " نعم حتى نبحث عن ؼٌره"‬

‫الذت بالصمت ولكن ال بؤس‬


‫ستطلبٌن بنفسك أن ننتقل إلٌه ٌا‬
‫قمر فلن ٌعجبك الوضع‬
‫هناك أبداً ‪ ,‬وصلنا منزل والدي‬
‫دخلت قمر قبلً وأنا أنزلت‬
‫األؼراض ‪ ,‬بقً المزٌد‬

‫هناك علٌا العودة من أجلهم قرٌبا ً ‪,‬‬


‫دخلت المنزل ووجدت زوجة والدي‬
‫وقمر ‪ ,‬ألقٌت‬

‫التحٌة ودخلت ‪ ,‬هً تعلم مسبقا‬


‫بقدومنا فلقد أخبرتها قبل مؽادرتنا‬

‫نظرت لها وقلت " أٌن الفتاتان ؟ !‬


‫"‬

‫قالت " فً ؼرفتٌهما"‬

‫قلت ببرود " هل خرجت معه مجدداً‬


‫؟" !‬

‫نظرت لً بصمت فقلت بجدٌة "‬


‫خالتً هل خرجت معه ؟" !‬

‫قالت " نعم وشقٌقه األصؽر معهم"‬

‫قلت بضٌق " شقٌقه األصؽر !!‬


‫كٌؾ توافقٌن ذلك لن تخرج معه إال‬

‫برفقتك أو رفقتً حتى نور ال"‬


‫قالت معترضة " ولكن" ‪......‬‬

‫قلت بؽضب " لن تخرج معه بعد‬


‫الٌوم فلٌؤتً وٌقدم اعتراضه ألطرده‬
‫نهابٌا"‬

‫خرجت حٌنها ؼٌداء قابلة بحدة "‬


‫خطٌبً وسؤخرج معه رضٌت أم ال‬
‫"‬

‫توجهت ناحٌتها وؼضب العالم كله‬


‫ٌعترٌنً فؤمسكتنً والدتها وقالت‬

‫"رابد أرجوك لٌس بالضرب"‬

‫قلت بصراخ ؼاضب " بماذا إذاً أال‬


‫تسمعٌنها كٌؾ تتواقح علً"‬

‫قالت ؼٌداء " لٌس من حقك منعً‬


‫ها هً ذي زوجتك من سؤلك من أي‬
‫شارع أتٌت بها"‬

‫أبعدت والدتها ووصلت لها أمسكتها‬


‫من شعرها وقلت صارخا ً فً‬
‫وجهها‬

‫"أقسم ٌا ؼٌداء قسما ً بربً وربك‬


‫إن تطاول ِ‬
‫ت علٌا بكلمة ثانٌتا كان‬
‫مصٌرك الضرب‬

‫ولن تخرجً معه قلتها ولن أعٌدها‬


‫"‬

‫كانت تبكً وتتؤلم بٌن ٌدي ففككتها‬


‫فدخلت ؼرفتها وضربت الباب‬
‫بؽضب ‪ ,‬نظرت‬

‫لوالدتها وقلت " لن ٌخرج أحد دون‬


‫إذنً ولن ٌخرج إال معً ونور أنا‬
‫من سٌؤخذها‬

‫لجامعتها وأنا من سٌتكفل‬


‫بمصارٌؾ البٌت وحاجٌاته من الٌوم‬
‫فصاعداً"‬

‫تنهدت وقالت " تفاهم معهما باللٌن‬


‫ٌا رابد ال أرٌد مشاكل أنت‬

‫شقٌقهم وولٌهم ولكن لٌس هكذا"‬

‫التفتت جهة قمر الواقفة بعٌداً‬


‫ْ‬ ‫ثم‬
‫وقالت " سامحٌنا ٌا ابنتً ما كان‬
‫علٌها قول ذلك عنك"‬

‫نظرت لً ثم لها وقالت " أنا وهً‬


‫امرأتان ونتفاهم ولكن كان علٌها‬
‫احترام شقٌقها بما أن‬
‫من رباه رباها فالمفترض أن تكون‬
‫النتٌجة تربٌة واحدة"‬

‫هنا سكتت خالتً ولم تعلق لقد‬


‫أصابتها إصابة مباشرة ال اعلم‬
‫انتقاما ً لنفسها أم لً والمإكد‬

‫نفسها ؼرٌبة حقا هذه الفتاة أحٌانا ً‬


‫تكون ودٌعة وحقها ٌضٌع أمام‬
‫عٌنٌها وأحٌاننا تهاجم بشراسة‬

‫مؽلفة بالهدوء والرقة ‪ ,‬قلت ببرود‬


‫" ما لدي قلته وال أعتقد أننً مخطؤ‬
‫وٌوم ٌقرر الزواج بها‬

‫لٌؤتٌنً وٌتفاهم معً وإن خرجت‬


‫معه دون علمً ستلقى منً ماال‬
‫تحب"‬

‫توجهت حٌنها قمر للحاجٌات وبدأت‬


‫بحملها للؽرفة وجلست أنا فً‬
‫الصالة وجلست‬

‫خالتً بجواري وقالت " رابد أعلم‬


‫أنها أخطؤت فً حقك ولكن سجنهما‬
‫هنا لٌس بحل"‬
‫قلت ونظري على قمر مارة‬
‫بالصندوق فً صمت‬

‫"أنا لن أسجنهما سٌخرجان معً‬


‫أٌن ما أرادتا"‬

‫تنهدت وقالت " وماذا بشؤن الؽرفة‬


‫لن تتسع لكل هذا ثم هً بسرٌر‬
‫فردي"‬

‫قلت " سؤستؤجر منزل الجٌران‬


‫ولكنً سؤقٌم هنا مإقتا وسؤحضر‬

‫ؼرفة أكبر وسؤنام مإقتا فً‬


‫المجلس"‬

‫وقفت فً صمت مؽادرة وخرجت أنا‬


‫للخارج دخنت سٌجارتً متكؤ على‬
‫عمود الكهرباء‬

‫ثم نظرت جهة منزل خال قمر‬


‫فطارت عٌناي ال إرادٌا لسطح‬
‫المنزل تؤملته مطوالً ثم‬

‫ابتسمت وقلت " فتاة السطح ‪...‬‬


‫ٌفترض أن تكون بطلة حكاٌات‬
‫كالبقٌة "‬

‫ثم ركبت سٌارتً وزرت أنور‬


‫وتنقلت من مكان آلخر برفقته حتى‬
‫مر أؼلب اللٌل‬

‫عدت بعدها للمنزل دخلت ؼرفتً‬


‫ألخذ ثٌابً فوجدت الحاجٌات مرتبة‬
‫والصنادٌق جانبا‬

‫وقمر تفترش األرض وقد تركت لً‬


‫السرٌر ‪ ,‬ابتسمت واقتربت منها‬
‫جلست أمامها وعادت‬

‫لً تلك األفكار المجنونة ‪ ,‬اقتربت‬


‫من عنقها استنشقت عبٌر عطرها‬
‫القاتل وانتقلت لوجهها‬

‫وقبلت شفتٌها قد تكون مستٌقظة‬


‫ولكن ال ٌهم لن أمنع نفسً ‪ ,‬فتحت‬
‫عٌنٌها ونظرت لً فً‬

‫صمت فوقفت وقلت " ٌمكنك النوم‬


‫على السرٌر سؤنام فً المجلس "‬

‫جلست وقالت " وحتى متى ستنام‬


‫هناك ؟" !‬

‫وضعت ٌداي فً جٌوبً وقلت " ال‬


‫أعلم"‬

‫جمعت شعرها ورمته خلؾ ظهرها‬


‫وقالت ناظرة لً‬

‫"نام على السرٌر سؤنام هنا ال‬


‫تقلق بشؤنً"‬

‫هززت رأسً ببل دون كبلم فقالت "‬


‫حسنا ً والحل ؟"‬

‫أشرت بنظري جهة السرٌر وقلت "‬


‫ننام كبلنا هناك"‬

‫أنزلت رأسها والذت بالصمت‬


‫فؤمسكت مقبض الباب وقلت "‬
‫تصبحٌن على خٌر"‬

‫هممت بالخروج حٌن استوقفنً‬


‫صوتها قابلة " رابد"‬

‫التفتت لها فرفعت شعرها خلؾ‬


‫أذنها مع احمرار وجنتٌها ثم نظرت‬
‫لؤلسفل وقالت " حسنا ً"‬

‫دخلت فً صمت أخذت ثٌابً‬


‫واستحممت وحٌن عدت للؽرفة‬
‫كانت نابمة على السرٌر‬

‫تعطٌنً ظهرها وتؤخذ طرفا ً وتركت‬


‫لً طرفا ً وكله بالكاد ٌكون طرفا ً‬
‫وأحداً ‪ ,‬دخلت‬
‫السرٌر فالتصق جسدي بها بسبب‬
‫المساحة ووضعت ٌدي على‬
‫خصرها وقلت هامسا ً‬

‫"علٌك تحملً فالسرٌر ال ٌتسع‬


‫لكلٌنا "‬

‫قالت بهمس " للضرورة أحكام "‬

‫ابتسمت ولذت بالصمت ‪ ,‬كانت‬


‫جامدة تماما ً طوال الوقت ال اعلم‬
‫نابمة أم ال وقد فارق‬

‫النوم عٌنً رؼم أنً كنت أكاد أنام‬


‫واقفا ً وكٌؾ أنام وهذا الجسد‬
‫ملتصق بً ‪ ,‬أمضٌت‬

‫وقتا طوٌبلً وأنا ألعب بشعرها‬


‫الطوٌل بؤصابعً تارة وأرمٌه على‬
‫وجهً أستنشق عبٌره‬

‫تارة أخرى حتى قالت " رابد متى‬


‫ستترك شعري أرٌد أن أنام "‬

‫رفعت جسمً قلٌبلً قربت شفتاي من‬


‫أذنها وهمست فٌها قاببل " ومتى‬
‫أنتً ستتركٌننً أنام"‬
‫قالت بهدوء " لما !!! ما فعلته أنا‬
‫"‬

‫وزعت قببلتً على عنقها الناعم‬


‫الناصع البٌاض وقلت " أنا رجل ٌا‬
‫قمر وهذا فوق طاقتً "‬

‫شدت اللحاؾ على جسدها بقوة‬


‫وقالت بعد صمت " أنت اخترت هذا‬
‫"‬

‫جلست وؼادرت السرٌر والؽرفة‬


‫وجلست على األرٌكة فً الخارج ال‬
‫أحاول طرد النوم‬

‫بل أن أطرد من دماؼً ما كنت فٌه‬


‫‪ ...‬جسدها أو عنقها أو رابحتها أو‬
‫ْ‬
‫فخرجت‬ ‫أي شًء‬

‫ْ‬
‫ووقفت مستندة بالجدار‬ ‫بعد لحظات‬
‫بكتفها بفستانها القطنً القصٌر جداً‬
‫ٌؽطً حوافه شعرها‬

‫الحرٌري الطوٌل حافٌة القدمٌن ‪,‬‬


‫وقفت فً صمت قلٌبلً ثم قالت‬

‫"ما الذي أؼضبك فٌما قلت ؟! لما‬


‫تشعرنً دابما ً أنً المخطبة"‬
‫سافرت بنظري بعٌداً عنها ولذت‬
‫بالصمت ولم أجبها فقالت بهدوء‬

‫"رابد دعنا نتصرؾ مرة كزوجٌن‬


‫عاقلٌن"‬

‫قلت ونظري لؤلرض " وهل ثمة‬


‫زوجٌن عاقلٌن كل منهما ٌنام فً‬
‫مكان وإذا اقترب‬

‫أحدهما من اآلخر أبعده عنه كالوباء‬


‫"‬

‫ابتعدت عن الجدار وقالت " أنت من‬


‫ٌفعل ذلك دابما ً ٌا رابد فبل تلقً‬
‫باللوم علً"‬

‫قلت ببرود " وأنتً السبب أم‬


‫نسٌتً "‬

‫اقتربت منً أمسكت ٌدي وسحبتنً‬


‫معها فً صمت دخلت بً الؽرفة ثم‬
‫تركت ٌدي‬

‫ودخلت السرٌر وقالت " لست ببل‬


‫مشاعر ال تنسى هذا "‬

‫لم أعلق على كبلمها ونمت معها‬


‫هذه اللٌلة قد نكون تجاهلنا كل‬
‫شًء حتى الصباح‬

‫أو تناسٌنا بعضه ولكن ما حدث‬


‫حدث وما كنت ألقاوم امرأة ٌفتننً‬
‫كل شًء فٌها‬

‫حتى ضحكتها ‪ ,‬عند الصباح‬


‫استٌقظت وكنت وحدي فً السرٌر‬
‫جلست بتعب نظرت‬

‫للساعة ووقفت مفجوعا ً ‪ ...‬لقد‬


‫فآتتنً الصبلة كٌؾ لم توقظنً !!‬
‫قمر ٌا مهملة‬

‫اقتربت من باب الؽرفة وسمعت‬


‫صوتا ً أعرفه جٌداً من أمٌال صراخ‬
‫أطفال مرٌم‬

‫هذه من ٌخبرها عنا حتى أنها لم‬


‫تنتظر المساء ‪ ,‬فتحت الباب‬
‫وخرجت قبل أن أدخل‬

‫الحمام وقفت عندهما واضعا ٌداي‬


‫وسط جسدي وقلت بحدة ونظري‬
‫على قمر‬

‫"هل لك أن تخبرٌنً ٌا سٌدة‬


‫الحسن والجمال لما لم توقظٌنً‬
‫ألصلً"‬
‫نظرت لً باستؽراب فقلت بؽضب "‬
‫قمررر "‬

‫ارتجفت بفزع ثم قالت " أٌقظتك "‬

‫قلت بحدة " ولم أصلً "‬

‫قالت بصدمة " صلٌت"‬

‫نظرت لها باستؽراب وقلت " هل‬


‫صلٌت ؟؟ "‬

‫هزت رأسها بنعم دون كبلم فقلت "‬


‫كٌؾ ال أذكر " !!‬

‫كانت هً ومرٌم تكتمان ضحكتهما‬


‫فقلت بؽضب " هل بً ما ٌضحك ؟ !‬
‫"‬

‫نظرتا لبعضهما وانفجرتا ضاحكتٌن‬


‫فقلت بؽضب أكبر " قمر ما‬
‫المضحك بً"‬

‫قالت بٌن ضحكاتها مشٌرة لمرٌم‬


‫بإصبعها " هً أضحكتنً ال دخل‬
‫لً "‬

‫نظرت جهة مرٌم فازدادت ضحكا ً‬


‫عدت بنظري لها وقلت بحدة‬

‫"تتركٌنً ببل صبلة ثم تضحكً‬


‫علً "‬

‫نظرت لمرٌم ثم لً وقالت " أقسم‬


‫أٌقظتك وأنك صلٌت "‬

‫قالت مرٌم ضاحكة " علٌك إعادتها‬


‫ٌبدوا لً لم تقرأ فٌها شٌبا ً هذا إن‬
‫توضؤت "‬

‫نظرت جهتها بضٌق فعادت للضحك‬


‫بهستٌرٌة فقلت‬

‫"هل لً أن أعلم ما المضحك بً‬


‫"‬

‫دخلت حٌنها صبا راكضة من جهة‬


‫الباب وما أن رأتنً حتى أشارت لً‬
‫بإصبعها‬

‫وبدأت بالضحك فمسحت وجهً‬


‫بؤصابعً ألرى إن كان علٌه شًء‬
‫ثم عدت للؽرفة‬

‫نظرت للمرآة بؽٌض وما أن وقع‬


‫نظري على شعري حتى انفجرت‬
‫ضاحكا ً وقلت‬
‫"سؤرٌكما "‬

‫صلٌت وؼٌرت ثٌابً وخرجت لهم‬


‫جلست على الكرسً الفردي وهما‬
‫ؼٌرتا مكانهما‬

‫جالستان معا ً ‪ ,‬نظرتا لً والضحكة‬


‫تكاد تخرج منهما فنظرت لقمر‬
‫وقلت بضٌق‬

‫"تضحكٌن إذاً هذا بدل أن تنبهٌنً‬


‫تتركً الجمٌع ٌضحك منً "‬

‫ثم ابتسمت بمكر وقلت " وهل‬


‫أخبرتها أنك من فعل هذا "‬

‫نظرت لً بصدمة ثم شهقت بقوة‬


‫وتحول خداها للون الزهري وشتت‬
‫نظرها لؤلرض‬

‫جٌد تلقت العقاب ‪ ,‬نظرت مرٌم‬


‫البنتها وقالت بحدة " العبً فً‬
‫الخارج هٌا ٌبدوا لً‬

‫أحدهم فقد السٌطرة على لسانه"‬

‫ضحكت ووضعت ساق على األخرى‬


‫وقلت‬
‫"مرٌم هل تذكري حٌن زرتك‬
‫صباحا ً فً الماضً و كنتً " ‪....‬‬

‫وقفت وسحبت ابنتها خارجة بها‬


‫بؽٌض فضحكت وقلت منادٌا ً "‬
‫تعالً لتسمعً باقً القصة "‬

‫نظرت جهة قمر نظرة جامدة فقالت‬


‫ضاحكة دون وعً " أقسم أنً‬
‫أٌقظتك وأنك صلٌت "‬

‫قلت بحدة " لٌس هذا ما أعنً"‬

‫قالت بهدوء " حسنا ً وما ذنبً أنا‬


‫"‬

‫قلت " لو لم تتركً زوجك وحده فً‬


‫الؽرفة وكؤنه ؼٌر متزوج لما حدث‬
‫ما حدث "‬

‫نظرت لً بصدمة فقلت " نعم قولً‬


‫ما لدٌك"‬

‫هزت رأسها وقالت " أدفع عمري‬


‫ثمنا ً لفهمك ٌا رابد "‬

‫دخلت حٌنها مرٌم وعادت للجلوس‬


‫بجوار قمر ثم قالت‬
‫"ماذا بشؤن إقامتكما هل قررتما‬
‫البقاء هنا فً المنزل ؟ " !‬

‫قلت ببرود " نعم "‬

‫ضحكت وقالت " مهلك علٌنا األمر‬


‫ال ٌستحق "‬

‫ثم أشارت بعٌنٌها على قمر وقالت‬


‫" أم أنك متضاٌق من رإٌة أحدهم‬
‫لك بذاك المظهر"‬

‫نظرت لها بحدة فضحكت وهمست‬


‫لقمر شٌبا ً فً أذنها فاحمرت خجبل‬
‫ولم تجبها فضحكت‬

‫مرٌم من فورها فقلت " فٌما‬


‫تتهامسان"‬

‫قالت مرٌم ببرود " فً أمر ال‬


‫ٌخصك "‬

‫قلت بضٌق " ٌا سبلم عنً وال‬


‫ٌخصنً"‬

‫قالت " لٌس عنك أمور تخص‬


‫النساء ارتحت"‬
‫نظرت لقمر وقلت " ماذا قالت لك ؟‬
‫"‬

‫هزت رأسها ببل دون كبلم فقلت "‬


‫ماذا تعنً لن أقول أم ال أستطٌع أم‬
‫ال شًء"‬

‫نظرت لؤلرض وقالت بهمس " ال‬


‫أعلم أٌها "‬

‫قلت بؽضب " قمررررر "‬

‫نظرت لً وقالت بارتباك " ال ال‬


‫أستطٌع"‬

‫قلت ببرود " علٌكما إخباري أو‬


‫سترٌان ماال ٌعجبكما "‬

‫قالت مرٌم بحدة " ما هذه الحشرٌة‬


‫رابد لم تكن هكذا ٌوما ً "‬

‫قلت ببرود " اآلن تتكلم إحداكما أو‬


‫نمتما اللٌلة فً الخارج "‬

‫قالت مرٌم بابتسامة " سؤتصل‬


‫بزوجً ألخذي من هنا زوجتك من‬

‫ستنام خارجا ً وأرنً كٌؾ ستنام‬


‫بدونها "‬
‫وكزتها قمر بمرفقها فضحكت مرٌم‬
‫وقلت بؽٌض " سترٌان "‬

‫قالت مرٌم بحدة " إنها أمور خاصة‬


‫ما بك أنت"‬

‫قلت ببرود " هٌا بسرعة ال خاص‬


‫معً"‬

‫تؤففت مرٌم وقالت " سؤلتها عنكما‬


‫"‬

‫قلت بهدوء " كاذبة "‬

‫قالت بضٌق " فً وجهً تقولها"‬

‫قلت بؤمر " قمر تكلمً بسرعة "‬

‫قالت هاربة جهة الؽرفة " لن أتكلم‬


‫ولو شنقتنً"‬

‫ضحكت ونظرت لمرٌم فقالت بضٌق‬


‫" رابد لما هكذا ؟ " !‬

‫قلت " هذا عقابها بقً عقابك أنتً‬


‫"‬

‫قالت " ٌا عٌنً وبما ستعاقبنً"‬


‫قلت " ستري بنفسك إن لم تتكلمً‬
‫"‬

‫قالت بحدة " رابد لقد أحرجتها كنت‬


‫أسؤلها كٌؾ نمتما على‬

‫ذاك السرٌر معا ً هل ارتحت اآلن"‬

‫ضحكت وقلت " وهل ستخجل منً‬


‫وأنا من نامت معه"‬

‫قالت بحدة " بل منً أنا ٌا ذكً"‬

‫قلت ببرود " ولما أنتً تقولٌنها لً‬


‫ولم ُتحرجً منً "‬

‫قالت بؽضب " ألنك نفخت لً رأسً‬


‫"‬

‫ثم قالت بابتسامة جانبٌة " ولما‬


‫كنت تصر على معرفة األمر ؟" !‬

‫قلت ببرود " هكذا فضول "‬

‫قالت بذات االبتسامة " أُقسم أنك‬


‫تحبها"‬

‫نظرت لها ببرود وقلت " طرٌقة‬


‫فاشلة للنٌل منً"‬

‫نظرت للجانب اآلخر وقالت "‬


‫افهمها كما ترٌد ولكنها الحقٌقة"‬

‫خرجت حٌنها زوجة والدي‬


‫وانضمت إلٌنا وقلت بعد وقت‬

‫"ماذا عن جامعة نور أال‬


‫محاضرات لدٌها ؟" !‬

‫قالت بعد صمت " ال ترٌد الذهاب‬


‫الٌوم"‬

‫قلت ببرود " إن كان ألنً سؤوصلها‬


‫فؤخبرٌها أنها ستخسر محاضراتها‬
‫على هذا الحال"‬

‫قالت بهدوء ممزوج بالضٌق " رابد‬


‫للفتاتٌن روتٌن تعودتا علٌه كل‬
‫حٌاتهم"‬

‫قلت بحدة " هل الخروج مع الؽرباء‬


‫من ضمنهم"‬

‫قالت بضٌق " كانت ؼلطة واألولى‬


‫أٌضا ً"‬

‫مرت حٌنها نور متجهة للمطبخ ‪,‬‬


‫تنفست بقوة وقلت بهدوء " نور"‬

‫وقفت ونظرت باتجاهً فقلت‬

‫"جهزي نفسك آلخذك لجامعتك‬


‫أقسم أنً أخاؾ علٌكما وأرٌد‬
‫مصلحتك"‬

‫أعرؾ نور جٌداً ؼٌداء تإثر علٌها‬


‫ولكنها لٌست مثلها ‪ ,‬هزت رأسها‬
‫بنعم وعادت جهة‬

‫ؼرفتها فوقفت وتوجهت لؽرفتً‬


‫ألخذ مفاتٌحً دخلت وكانت قمر‬
‫تجلس على السرٌر‬

‫تلعب بطرؾ اللحاؾ بٌن أصابعها‬


‫ْ‬
‫فوقفت ما أن رأتنً ‪ ,‬توجهت‬
‫ناحٌتها واضعا ً ٌداي‬

‫فً جٌوب بنطالً وقلت " لما لم‬


‫تخبرٌنً ما قالت لك ؟" !‬

‫نظرت لؤلرض وقالت " هل أخبرتك‬


‫؟" !‬

‫قلت " نعم"‬

‫عادت بنظرها لؤلرض وأنا أتؤمل‬


‫مبلمحها بتركٌز عمٌق ودقٌق‬

‫أنكست رأسها أرضا ً ٌبدوا هربا ً من‬


‫نظراتً لها فؤخرجت ٌدي من جٌبً‬
‫وقربتها من‬

‫وجهها وما أن المست أطراؾ‬


‫أصابعً خدها حتى عادت للوراء‬
‫مرتعبة وسقطت جالسة‬

‫على السرٌر ‪ ,‬بقٌت ٌدي معلقة كما‬


‫هً فً الهواء أنظر لها بصدمة ثم‬
‫دسستها فً جٌبً‬

‫ونظرت لها وقلت " قمر أنظري إلً‬


‫"‬

‫رفعت رأسها وعٌناها لعٌناي فقلت‬


‫بهدوء وحٌرة " هل تخافٌن من أن‬
‫أضربك ٌا قمر ؟" !‬

‫عادت برأسها لؤلسفل ولم تتكلم‬


‫فقلت بذات الهدوء " لما خفتً منً‬
‫؟" !‬

‫قالت بتوتر " لم أخؾ "‬

‫قلت بجدٌة " ماذا إذا ؟ " !‬


‫قالت بدموع تساقطت من عٌنٌها "‬
‫بلى خفت منك ولٌس منك وحدك بل‬
‫من كل ٌد تمتد لوجهً "‬

‫نعم الماضً هكذا إذاً ‪ ,‬قلت بهدوء‬


‫" ولكنً ما كنت سؤضربك ولن‬
‫أفعلها "‬

‫قالت بشهقات متواصلة " ذاك فوق‬


‫إرادتً ال أستطٌع منعه "‬

‫قلت بجدٌة " لماذا ؟ " !‬

‫الذت بالصمت فقلت بؤمر " لماذا ٌا‬


‫قمر ؟" !‬

‫أمسكت الوسادة حضنتها وقالت‬


‫بؤسى " من الماضً من أشٌاء‬
‫منؽرسة فً قلبً وتتحكم به "‬

‫قلت بتوجس " لم أفهم"‬

‫نظرت لً بعٌناها الممتلبتان‬


‫بالدموع وقالت برجاء " رابد ٌكفً‬
‫أرجوك"‬

‫تنهدت بضٌق أخذت المفاتٌح‬


‫وخرجت كنت أنوي استجوابها‬
‫والضؽط علٌها أكثر لتتكلم فهً‬
‫فرصتً ولكنً ضعفت ‪ ...‬أجل‬
‫أعترؾ ضعفت أمام عٌناها‬
‫الدامعتان ورجابها الباكً‬

‫ولكن ال بؤس لن تكون األخٌرة ‪,‬‬


‫خرجت لسٌارتً وبعد وقت لحقت‬
‫بً نور ركبت‬

‫السٌارة فً صمت فانطلقت وقلت‬

‫"أعطنً جدول محاضراتك أو‬


‫أخبرٌنً كل ٌوم متى تذهبً ومتى‬
‫ترٌدي العودة"‬

‫قالت بشبه همس " حسنا ً"‬

‫عدنا للصمت مجدداً حتى قالت‬


‫ورأسها لؤلسفل ونظرها على ٌدٌها‬

‫"أستاذ لً فً الجامعة تحدث معً‬


‫ٌرٌد مقابلتك"‬

‫نظرت لها مطوالً باستؽراب ثم قلت‬


‫" كٌؾ تحدث معك ؟" !‬

‫قالت " قال ٌرٌد خطبتً وأنا‬


‫أخبرته أن ٌؤتً لمنزلً مباشرة ببل‬
‫لؾ وال دوران"‬
‫قلت بعد صمت " كنت أعلم دابما ً‬
‫أنك أعقل من سنك وممن هً أكبر‬
‫منك ‪ ,‬أخبرٌه‬

‫لٌؤتً إلً وأنا من سؤسؤل عنه‬


‫بنفسً وأوقفٌه عند حده كلما حاول‬
‫التجاوز معك"‬

‫قالت بهدوء " حسنا ً"‬

‫قلت " وما رأٌك أنتً به ٌا نور ؟ !‬


‫"‬

‫أحمرت وجنتاها خجبل وقالت‬


‫مطؤطبة برأسها " هوا أستاذ جٌد‬
‫والكل ٌحبه ومحترم جداً"‬

‫ابتسمت وقلت " لو كان كذلك فلن‬


‫تكونً إال راضٌة أما إن كان العكس‬
‫فلن ٌرى ظفرك‬

‫ما حٌٌت والكبلم عن ؼٌداء أٌضا ً‬


‫فسؤتقصى عن خطٌبها بنفسً إن‬
‫وجدت ما ٌعٌبه فلن‬

‫تتزوجه إال على جثمانً"‬

‫نظرت لً وقالت بقلق " رابد ؼٌداء‬


‫ال ترد اإلساءة إال باالنتقام فحاذر‬
‫من انتقاماتها"‬

‫قلت " لن أخشى من شقٌقتً ‪ ,‬لو‬


‫كان شاب جٌد فلن أعترض فؤنا ال‬
‫أفعل ذلك كرها لها‬

‫ولكنً ال أرٌد لكما التعاسة "‬

‫قالت ونحن نقؾ عند الجامعة " ما‬


‫اسم كتابك الجدٌد ؟" !‬

‫قلت بحٌرة " لما" !!‬

‫قالت مبتسمة " صدٌقاتً ٌزعجننً‬


‫كل ٌوم ٌضنون أننً أقرأه‬

‫أعطنً العنوان على األقل ألرتاح‬


‫منهن"‬

‫ضحكت ثم قلت " عنوانه اكتمال‬


‫القمر وٌتحدث عن العبلقات‬
‫العاطفٌة"‬

‫قالت مبتسمة " سؤخبرهم أننً‬


‫قرأته ألتبجح علٌهن"‬

‫ضحكنا معا ً ونزلت متوجهة لبوابة‬


‫الجامعة ‪ ,‬نور لو تبتعد عنها ؼٌداء‬
‫تكون بخٌر فكم‬

‫أخشى علٌها منها ‪ ,‬جلت محبلت‬


‫بٌع األثاث مررت بجوار ؼرؾ‬
‫النوم وقلت بابتسامة‬

‫"ال نحتاجها"‬

‫اخترت مكتبا ً صؽٌراً قد أضعه فً‬


‫ؼرفة الضٌوؾ بدالً عن ؼرفتنا‬
‫ألنً أسهر كثٌراً على‬

‫الكتب ‪ ,‬دفعت لهم عربونا ً واتفقنا‬


‫على إٌصاله للمنزل ‪ ,‬زرت بعدها‬
‫المكتبة سرٌعا ً ثم عدت‬

‫للبٌت وجدت مرٌم وأنا داخل فقالت‬


‫" تؤخرت"‬

‫نظرت لها باستنكار فضحكت‬


‫وقالت‬

‫"لو كنتً مكان زوجتً ما‬


‫ستقولٌن أعلم هذا الجواب"‬

‫قلت بضٌق " إن كانت زوجتً ال‬


‫تسؤلنً فما سؤقول عنك"‬

‫ابتسمت ابتسامة جانبٌة وقالت " لو‬


‫كانت تحبك الهتمت لؤلمر"‬

‫أعلم أنها تتعمد قول ذلك ولكن‬


‫كلمتها ضاٌقتنً فقلت ببرود‬

‫"لم ٌكن هذا كبلمك حٌن كنت فً‬


‫منزلك"‬

‫قالت بابتسامة " لم أتكلم عنها‬


‫وحدها بل وعنك أٌضا ً فحاسبنً‬
‫على االثنٌن"‬

‫قلت بحدة " مرٌم أنا لست فً مزاج‬


‫رجاء"‬
‫ً‬ ‫لك وال تتدخلً فً حٌاتً‬

‫قالت ببرود " هل ستشتري ؼرفة‬


‫نوم ما هذه الؽرفة التً تعٌش فٌها‬
‫"‬

‫قلت بضٌق " هل اشتكٌت لك ؟" !‬

‫قالت بخبث " أنت ال ‪ ,‬ؼٌرك نعم"‬

‫نظرت لها بصدمة وقلت " قمر‬


‫قالت لك ذلك ؟" !‬

‫ضحكت وقالت " أقسم أنك تحـبــ‬


‫" ‪.......‬‬
‫قلت بحدة " مرٌم أقسم أن أؼضب‬
‫منك"‬

‫نظرت للجانب اآلخر وقالت "‬


‫زوجتك لم تخرج منذ دخلت الؽرفة‬
‫وأنت هنا تفقدها "‬

‫قلت بضٌق " أنتً من أخبرك أنً‬


‫هنا وما هذه الزٌارة الطوٌلة "‬

‫نظرت لً وقالت بصدمة " وهل‬


‫ستطردنً من منزل والدي "‬

‫توجهت لؽرفتً دون كبلم دخلت‬


‫وكانت قمر مرتمٌة على السرٌر‬
‫وتمسك ٌدها الٌسار‬

‫بقوة وتخفً وجهها فً الوسادة‬


‫ركضت اتجاهها أجلستها وقلت "‬
‫قمر ما بك ؟" !‬

‫قالت بتؤلم " ٌدي ‪ ....‬تإلمنً"‬

‫ركضت خارج الؽرفة وتبعتنً مرٌم‬


‫للمطبخ وهً تقول بخوؾ‬

‫"ما بك ما بها زوجتك ؟" !‬

‫لم أجبها أخذت صحن الزٌتون من‬


‫الطاولة أمام ؼٌداء وخرجت ركضا ً‬
‫وعدت‬

‫للؽرفة ومرٌم تتبعنً ‪ ,‬وجدتها‬


‫عادت لتتكور على السرٌر وضعت‬
‫الصحن ثم‬

‫أجلستها مجدداً وقلت " قمر كلً‬


‫الزٌتون هٌا"‬

‫هزت رأسها ببل دون كبلم فقلت‬


‫بؽضب " قمر لما العناد ستؤكلٌنه‬
‫اآلن رؼما ً عنك"‬

‫قالت بتؤلم ورأسها ٌتكؤ على كتفً "‬


‫لن ٌفٌد"‬

‫قلت " إذا آخذك للمستشفى حاالً"‬

‫قالت " ال سؤكون بخٌر"‬

‫قالت مرٌم " هٌا سؤرافقكما"‬

‫سقطت على السرٌر وتمسكت‬


‫باللحاؾ وقالت " ال أرٌد لن أذهب‬
‫لن ٌفعلوا لً شٌبا ً"‬

‫قلت " هل هذا ٌحدث معك سابقا ً‬


‫أخبرٌنً ؟" !‬
‫قالت ووجهها مؽمور فً اللحاؾ "‬
‫نعم وقد اتصلت بطبٌبً فً ألمانٌا‬
‫وقال أنه طبٌعً"‬

‫قالت مرٌم " وهل ستبقً تتؤلمً‬


‫هكذا لنذهب لٌعطوك المسكن فقط"‬

‫رفعتها من كتفٌها مسحت وجهها‬


‫ألبعد شعرها عنه وقلت‬

‫"هٌا سوؾ آخذك لٌحقنوك‬


‫بالمسكن فقط حسنا ً "‬

‫أمسكت بقمٌصً وقالت " أحضر‬


‫حبوبا مسكنة ال أرٌد الذهاب رابد‬
‫أرجوك"‬

‫نومتها على السرٌر وقلت " حسنا ً‬


‫سؤجلبها حاالً"‬

‫ثم وقفت وقلت " مرٌم ابقً‬


‫بجوارها حتى أعود إن حدث شًء‬
‫اتصلً بً"‬

‫خرجت ألقرب صٌدلٌة وأحضرت‬


‫مسكنا ً قوٌا ً وعدت للمنزل دخلت‬
‫الؽرفة أجلستها‬
‫ْ‬
‫وأحضرت مرٌم‬ ‫لتتكا على كتفً‬
‫ُ‬
‫وضعت الحبة فً فمها‬ ‫الماء‬
‫وأشربتها الماء ثم‬

‫أعدتها للسرٌر ؼطٌتها باللحاؾ‬


‫وقلت " المسكن قوي سوؾ تنام‬
‫اآلن هٌا لنخرج"‬

‫خرجنا وتركناها وجلسنا فً الخارج‬


‫قالت مرٌم " ما بها مما تعانً ؟" !‬

‫قلت بهدوء ونظري لؤلرض " لقد‬


‫أجرٌت لها جراحة خطٌرة على‬
‫القلب منذ ثبلثة‬

‫أعوام وهً فً فترة نقاهة إلجراء‬


‫أخرى"‬

‫قالت بصدمة " نقاهة كل هذه‬


‫السنوات" !!‬

‫نظرت لها وقلت " ال لقد كانت‬


‫تتلقى العبلج المكثؾ خبلل األعوام‬
‫الماضٌة النقاهة هذان‬

‫العامان فقط ومنعوا عنها الرٌاضة‬


‫واإلنجاب والمهدءات حتى نهاٌة‬
‫العام القادم وقت العملٌة"‬
‫تنهدت بؤسى وقالت " مسكٌنة كٌؾ‬
‫لكل هذا الجمال والرقة أن تكون‬
‫صاحبته بقلب معطل"‬

‫نظرت لؤلسفل وقلت بهدوء " ما‬


‫كان لٌستحمل ما مر به"‬

‫نظرت لً مطوالً بصمت ثم قالت "‬


‫وأنت ترٌد فعل المزٌد أي قلب هذا‬
‫الذي تحمله ٌا رابد"‬

‫نظرت لها وقلت بحدة " ذاك شًء‬


‫وهذا شًء"‬

‫قالت بحدة مماثلة " رابد الفتاة‬


‫تحبك وأنت تضٌعها من ٌدك من قال‬
‫أن االضطرابات النفسٌة‬

‫وسوء المعاملة ال تسبب ما ٌحدث‬


‫لها"‬

‫لذت بالصمت مشٌحا بنظري عنها‬


‫فقالت بؽضب " أتعلم ما قالت لً‬
‫صباحا ً حٌن سؤلتها‬

‫عن مشكلتك وؼٌداء أمس ‪ ,‬قالت‬


‫لم تإلمنً إهانتها لً بحجم ما‬
‫ألمتنً إهانتها لشقٌقها"‬
‫نظرت لها فً صمت فقالت " لما‬
‫ترٌد إؼماض عٌنٌك عن الحقٌقة ٌا‬
‫رابد"‬

‫قلت ببرود " لن أصدق أن من‬


‫خانتنً وخذلتنً تحبنً أقنعٌنً‬
‫بهذا"‬

‫قالت بحدة " بلى تحبك وأنت كذلك‬


‫"‬

‫نظرت لها بضٌق فقالت ببرود " ال‬


‫تحاول معً حاول مع قلبك إن‬
‫استطعت فهوا من‬

‫جعل وجهك ٌنقلب وٌتلون حٌن‬


‫رأٌتها تتؤلم"‬

‫وقفت وقلت " الكبلم معك ال ٌؤتً‬


‫بنتٌجة أبداً ٌبدوا لً مخٌلتك أوسع‬
‫مما تخٌلت "‬

‫خرجت من عندها فتقابلت وزوجة‬


‫والدي فقالت بهدوء " ما بها‬
‫زوجتك سبلمتها ؟" !‬

‫قلت " سلمك هللا مجرد تعب بسٌط‬


‫"‬
‫تخطٌتها خارجا ً فؤوقفنً صوتها‬
‫قابلة " سؤخرج و ؼٌداء وخطٌبها‬
‫اللٌلة"‬

‫قلت ببرود " ال فعلٌا السإال عنه‬


‫أوالً قبل أن أعترؾ به خطٌبا ً لها "‬

‫قالت " ولكن والدك وافق علٌه "‬

‫قلت مؽادراً المنزل " أنا لم أوافق‬


‫بعد"‬

‫ثم خرجت من المنزل ولم أرجع إال‬


‫مسا ًء ‪ ,‬دخلت الؽرفة فجلست قمر‬
‫التً كانت نابمة‬

‫على السرٌر وقالت " هل أعد لك‬


‫العشاء ؟" !‬

‫قلت وأنا أنزع قمٌصً " شكراً لقد‬


‫تعشٌت ‪ ...‬كٌؾ تشعرٌن اآلن ؟" !‬

‫قالت بعد صمت " بخٌر شكراً لك"‬

‫توجهت للحمام من فوري دون كبلم‬


‫‪ ,‬ألول مرة تشكر سإالً عن حالها‬
‫دون أن تعتبره‬

‫شفقة ‪ ,‬استحممت طوٌبلً ثم خرجت‬


‫الفا المنشفة على خصري توجهت‬
‫للمرآة مشطت‬

‫شعري ورششت العطر على جسدي‬


‫ثم توجهت للسرٌر جلست وهً‬
‫مضجعة وتعطٌنً‬

‫ظهرها دخلت تحت اللحاؾ وقلت‬


‫هامسا ً فً أذنها " هل تؤخذٌن‬
‫الحبوب ؟" !‬

‫قالت بهمس " نعم "‬

‫ومرت األٌام بعدها على ذات‬


‫الوتٌرة أقضً جل ٌومً فً ؼرفة‬
‫الضٌوؾ عند مكتبً‬

‫الصؽٌر والكتب حٌث ٌوجد مكتبة‬


‫هناك وأنام لٌبلً نوم ِ‬
‫ت المعتادة وقمر‬
‫فً حضنً على‬

‫ذاك السرٌر الضٌق وكؤننا عاشقان‬


‫لٌبل ٌنسٌان كل شًء بطلوع شمس‬
‫النهار فلم أعد‬

‫أراها إال ناذرا ‪ ,‬كنت جالسا على‬


‫المكتب حٌن طرقت قمر الباب فقلت‬
‫من فوري‬
‫"تفضلً"‬

‫هً لم تزرنً سابقا ً ؼرٌب لما أتت‬


‫اآلن !! اقتربت منً ببطء ثم قالت‬

‫"أرٌد شراء بعض األؼراض هل‬


‫تؤخذنً عند الؽد"‬

‫قلت وعٌناي على الورق " سوؾ‬


‫آخذ نور ؼدا لتشتري فستان‬
‫الخطوبة ٌمكنك مرافقتنا"‬

‫قالت بعد قلٌل " وأرٌد زٌارة مرٌم‬


‫هل تؤخذنً بعدها"‬

‫قلت " حسنا ً "‬

‫قالت " هل هذا كتابك الجدٌد ؟" !‬

‫نظرت لها مطوالً بصمت حتى‬


‫أخفضت بصرها فقلت " نعم أكاد‬
‫أنهً مسودته األولى"‬

‫رفعت عٌناها لً وقالت بابتسامة "‬


‫هل أطلع علٌه ؟" !‬

‫قلت مشٌراً للكرسً " أجلسً‬


‫سؤرٌك بعضا ً منه"‬
‫جلست وأعطٌتها بعض األوراق‬
‫وبدأت بقراءتها بتركٌز وانسجام ‪,‬‬
‫ٌبدوا لً لم تحتج‬

‫لتطلب منً أخذها ؼداً بل تشعر‬


‫بالوحدة والملل ‪ُ ,‬عدت ألوراقً ولم‬
‫أستطع التركٌز‬

‫فً شًء أكتبه منهم رؼم أنها‬


‫تجلس بهدوء ودون صوت إال من‬
‫أنفاسها وتحرٌك‬

‫الورقة بعد انتهابها من قراءتها ‪,‬‬


‫أنهت جمٌع األوراق ثم نظرت لً‬
‫وقالت‬

‫"رابع وموضعه مهم هل أخذت هذا‬


‫من تجارب الواقع أم من إحصابٌات‬
‫لآلخرٌن"‬

‫قلت وعٌناي على الورق أمامً "‬


‫بل من تجاربً"‬

‫قالت بعد صمت " وكم تجربة كانت‬


‫؟"!‬

‫نظرت لها وقلت بجمود " ما معنى‬


‫هذا السإال هل تحاسبٌننً ؟ " !‬
‫قالت بارتباك " ال لم أقصد ذلك"‬

‫عدت بنظري للورق وقلت ببرود "‬


‫كانت واحدة وفاشلة أٌضا ً"‬

‫سكتت مطوالً ثم قالت بهمس حزٌن‬


‫" لما فشلت ؟" !‬

‫شتت نظري المصدوم على األوراق‬


‫كً ال تبلحظه ‪ ,‬تفعلٌنها وتسؤلٌن ٌا‬
‫قمر‬

‫مزقت الورقة أمامً وقلت " ألنها‬


‫ال تستحق ولم تستحق ٌوما ً"‬

‫وقفت من فورها فنظرت لها وقلت‬


‫" وأنتً كم تجربة كانت ؟ " !‬

‫نظرت لً مطوالً ثم قالت " واحدة‬


‫أٌضا ً وفشلت "‬

‫قلت " لما ؟" !‬

‫نظرت لؤلرض وقالت بحزن " هكذا‬


‫شؤت الظروؾ وٌبدوا ألننً ال‬
‫أستحقه"‬

‫ثم أمسكت قلبها وقالت بدمعة‬


‫محبوسة‬
‫"لٌت الظروؾ كانت ؼٌر الظروؾ‬
‫ولكن هكذا شاء قدري"‬

‫وصلت الباب مؽادرة فوقفت‬


‫وأمسكت ذراعها وأدرتها ناحٌتً‬
‫كانت دموعها بدأت بالنزول‬

‫مسحتها بؤصابعً وقلت " هل هناك‬


‫من تقول هذا الكبلم لزوجها وتبكً‬
‫على ماضٌها أمامه"‬

‫انخرطت فً نوبة بكاء وارتمت فً‬


‫حضنً شددتها بذراعاي وقبلت‬
‫رأسها ‪ ,‬لٌتك تتكلمً‬

‫وترحمٌنً ٌا قمر ‪ ,‬قولً الحقٌقة‬


‫مهما كانت قاسٌة وموجعة هً‬
‫أرحم لً من هذا الصمت‬

‫والعذاب ‪ ,‬بعد بكاءها الطوٌل‬


‫ابتعدت عنً وقالت " رابد هل لً‬
‫بطلب ؟" !‬

‫قلت بحٌرة " بخصوص ماذا" !!‬

‫قالت " بخصوص الكتاب"‬

‫قلت " الكتاب" !!!‬


‫هزت رأسها بنعم ثم قالت " أتركنً‬
‫أنا أكتب الخاتمة سؤعطٌك إٌاها فً‬
‫ظرؾ ورقً‬

‫وال تفتحها حتى تنتهً من صٌاؼته‬


‫النهابٌة"‬

‫بقٌت أنظر لها بصمت فخرجت منها‬


‫شهقة بسبب تؤثٌر بكابها السابق‬
‫فابتسمت وقبلت‬

‫شفتٌها وقلت " حسنا ً"‬

‫ثم عدت للجلوس على المكتب‬


‫وؼادرت هً فً صمت ومرت بً‬
‫هذه اللٌلة دون نوم‬

‫وال دقٌقة ولم أؼادر المكتب ‪ ,‬كانت‬


‫اللٌلة األولى بعد انتقالنا هنا التً ال‬
‫أنام فٌها معها‬

‫علٌا التحدث معها علٌا مصارحتها‬


‫وفهم ما تخفٌه وسبب تركها لً ‪,‬‬
‫علٌا فهم معنى‬

‫كلماتها البارحة ومنها هً تحدٌداً ‪,‬‬


‫بعد وقت سمعت صوت وكؤنه شجار‬
‫بؤصوات‬
‫ؼٌر مرتفعة فخرجت من الؽرفة‬
‫وكان الصوت من المطبخ توجهت‬
‫هناك واقتربت‬

‫من الباب وبدأت أسمع فارتفع‬


‫صوت ؼٌداء وهً تقول لقمر‬

‫"نعم نعم أخفً حقٌقتك عن زوجك‬


‫ولكن عنً ال ‪ ,‬أعرفك جٌداً حٌن‬
‫كنتً تعٌشٌن مع‬

‫عمتك هنا وأعرؾ ماضٌك األسود‬


‫وبالدالبل أٌضا ً هه ٌا ‪ ....‬هل أقول‬
‫عن مؽامراتك‬

‫العدٌدة أو لما فؤنتً أدرى منً بذلك‬


‫"‬

‫لم تجبها قمر خرجت بعدها ؼٌداء‬


‫ونظرت لً ببرود ثم ؼادرت فعدت‬
‫أدراجً للمكتب‬

‫قبل أن ترانً وارتمٌت على‬


‫الكرسً بصدمة ‪ ...‬أنتً ٌا قمر‬
‫لهذا إذاً كانت كل تلك‬

‫المسرحٌة لٌلة البارحة لتعودي‬


‫لخداعً مجدداً ٌالً من ساذج‬
‫وواهم كٌؾ صدقتها‬

‫وقررت التحدث معها كانت ستكذب‬


‫علٌا إحدى أكاذٌبها وكنت سؤصدق‬
‫طبعا ً ألنً‬

‫قتلت عقلً بقلبً لكن الحل لدي فؤنا‬


‫من سٌجعلك تنطقٌن ٌا قمر ولٌس‬
‫بؤي شًء بل‬

‫بالحقٌقة كاملة ‪ ,‬بعد وقت خرجت‬


‫متوجها لؽرفتنا فتحت الباب نظرت‬
‫لها وقلت‬

‫"منذ الؽد سننتقل لمنزل الجٌران"‬

‫وعند هنا كانت نهاٌة الفصل‬


‫السادس عشر‬

‫كٌؾ ستواجه قمر ماضٌها وهوا‬


‫ٌظهر أمامها من جدٌد‬

‫كٌؾ ستحتضنها تلك الجدران مجددا‬


‫بعدما عادت إلٌها وهً لم تخرج‬

‫منها حتى اآلن وما موقؾ رابد من‬


‫كل ما سٌحدث‬

‫وهل سٌكون ذاك المنزل سببا فً‬


‫تؽٌٌر مجرى األحداث بٌنهم‬

‫ستعرفون كل هذا وأكثر فً الفصول‬


‫القلٌلة القادمة فكونوا بقربً‬

‫دابما أختكم ‪ .........‬برد المشاعر‬

‫الفصل السابع عشر‬

‫منذ انتقلنا إلى هنا تحول أؼلب وقتً لجحٌم فبل شًء سوى سجن نفسً‬
‫فً هذه‬

‫الؽرفة حتى أننً أصبحت آكل وجبة طعام واحدة ولٌس ٌومٌا ً ‪ ,‬رابد فً‬
‫صومعته‬

‫الجدٌدة وشقٌقتاه لم تتقبل أي منهما إٌاي وال أنا كذلك فسجنت نفسً وال‬
‫شًء سوى‬

‫الوحدة واآلالم ‪ ,‬لم ٌنم رابد لٌلة البارحة معً ٌبدوا لً عاد لسجن نفسه‬
‫بعٌداً عنً‬

‫ولم أنم أنا أٌضا ً ألن الكوابٌس لم تتركنً ‪ ,‬لما ال ٌفهم أنه أمانً الوحٌد‬
‫أن قربه‬

‫ٌجعلنً أنام فً سبلم‬


‫خرجت فجرا للمطبخ لشرب بعض الماء وما أن فتحت الثبلجة حتى دخلت‬
‫ؼٌداء‬

‫ؼرٌب وجودها هنا فً هذا الوقت والمكان تحدٌداً !! نظرت لً ببرود‬


‫وقالت بهمس‬

‫وكؤنها تحدث نفسها " سؤدمره كما ٌدمرنً "‬

‫نظرت لها بصدمة وقلت " من تعنً" !!‬

‫قالت بابتسامة سخرٌة " ستعلمٌن قرٌبا ً ولٌس قرٌبا ً بل قرٌبا ً جداً"‬

‫ثم بدأت برفع صوتها قلٌبلً ونعتً بؤلفاظ وأمور لم أفعلها أو أرها حٌاتً‬
‫ولم تعطنً‬

‫المجال حتى للرد علٌها والدفاع عن نفسً وخرجت من فورها ‪ ,‬بما‬


‫تهدي هذه‬

‫المتعجرفة تبدوا لً فقدت عقلها بعدما رفض رابد خطٌبها وطرده‬

‫بعد ذلك بساعة دخل علٌا رابد الؽرفة وقال أننا سننتقل لمنزل الجٌران ‪,‬‬
‫شلت أطرافً‬‫ُ‬

‫للخبر لكن علٌا االستحمال هوا خٌر لً من البقاء مع شقٌقتاه هنا ‪,‬‬
‫ؼرٌب أمره لما‬

‫تؽٌر بعد لٌلة البارحة ٌبدوا نومه هناك قرر فٌه هذا القرار القاسً وحتى‬
‫مبلمحه‬
‫تؽٌرت للخشونة ‪ ,‬آه من قلبك ٌا قمر حتى متى سٌحب هذا المتحجر لما‬
‫ال أكرهه لماذا‬

‫جلست على السرٌر وضممت ساقاي لحظنً وذهبت فً رحلة بكاء‬


‫طوٌلة ومرٌرة‬

‫انفتح حٌنها الباب وقؾ رابد أمامه وقال بصوت حازم‬

‫"هل لً أن أعرؾ سبب هذا البكاء ؟ " !‬

‫خببت وجهً أكثر وقلت " هل ممنوع أن أبكً"‬

‫دخل وأؼلق الباب بقوة وقال بحدة " ال أحد ٌبكً بؽٌر سبب حسب‬
‫اعتقادي"‬

‫قلت " بلى أنا"‬

‫قال بؽضب " قمر كم مرة نبهتك على طول لسانك معً"‬

‫رفعت رأسً ونظرت له نظرة تحدي وقلت " ال أذكر"‬

‫اقترب منً أمسكنً من ذراعً ورفعنً إلٌه وقبض ٌده األخرى وضؽط‬
‫بها على‬

‫خدي وقال بؽٌض ومن بٌن أسنانه " قمر ال أرٌد أن أضربك ال أرٌد فبل‬
‫تستفزٌنً"‬

‫قلت ودموعً تجري على خداي‬


‫" افعلها ٌا رابد افعلها فقد ترحمنً بها هً أهون علً من جرح كرامتً‬
‫بسببك"‬

‫ضؽط عل خدي بقبضته أكثر وهوا ٌضؽط فكاه حتى كادت أسنانه تتحطم‬
‫فؤؼمضت‬

‫عٌناي بشدة أنتظر مصٌري بٌن ٌدٌه الؽاضبتان فؤفلت ذراعً وخرج‬
‫وتركنً أصارع‬

‫آالم ٌدي التً عادت تمزقها بقوة ولم أره بعدها ٌومان كامبلن ال أنا‬
‫خرجت من الؽرفة‬

‫وال هوا دخلها ولست أعلم حتى إن كان فً المنزل أم ال‬

‫استٌقظت الٌوم مبكراً ارتدٌت تنوره قصٌرة واسعة بٌضاء اللون بنقوش‬
‫بنفسجٌة على‬

‫أطرافها وقمٌص بنفسجً بؤكمام قصٌر ٌصل طولها لنهاٌة الذراع به‬
‫أزرار بٌضاء من‬

‫األمام وٌاقته من الداخل بٌضاء أٌضا ً ‪ ,‬خرجت للمطبخ والجمٌع منهمك‬


‫للتحضٌر لحفل‬

‫ْ‬
‫نظرت لً مرٌم بابتسامة وقالت‬ ‫خطوبة نور ‪,‬‬

‫"مرحبا ً قمر أخبرونً أنك متعبة ولم تخرجً من ؼرفتك"‬

‫توجهت ناحٌتها سلمت علٌها وقلت " متى الحفل ؟" !‬


‫ضحكت وقالت " حقا أنك ال تعلمٌن شٌبا ً اللٌلة سٌحظر أهل خطٌبها‬
‫سٌكون حفبلً عابلٌا"‬

‫قالت ؼٌداء بسخرٌة " كٌؾ لم ٌخبرك زوجك أم أنكما متخاصمان" !!‬

‫نظرت لها ببرود وقلت " بل ال ٌخبرنً باألمور التً ال تهمه "‬

‫خرجت حٌنها مرٌم لسماعها بكاء ابنتها ونظرت أنا لؽٌداء وقلت‬

‫"هل لً أن أعلم ما قلته ٌومها ومن أٌن أتٌ ِ‬


‫ت بكل تلك األكاذٌب"‬

‫ضحكت كثٌراً ثم قالت " ال تهتمً لؤلمر وانسً ما حدث"‬

‫ثم ؼادرت ضاحكة دخلت مرٌم وقالت " ما بها" !!‬

‫تنهدت وقلت بضٌق " تمارس ؼطرستها علً كما الجمٌع"‬

‫وضعت ٌدها على كتفً وكانت تود قول شًء لوال دخول من لم أره منذ‬
‫أٌام‬

‫وقؾ عند الباب نظر لً نظرة تفحصٌه شاملة ثم نظر لمرٌم وقال ببرود‬

‫"مرحبا ً مرٌم "‬

‫قالت بابتسامة " سلمت علٌا منذ قلٌل أم أنك نسٌت"‬

‫قال ببروده ذاته " ال لم أنسى ولكن أحببت أن أسلم علٌك ثانٌتا هل من‬
‫مانع ؟ " !‬
‫ضحكت وقالت " ال أمانع طبعا ً ولكن أستؽرب لما"‬

‫قلت أنا ببرود كبروده " لكً ٌشعر الجدار أنه ال أهمٌة له لدٌه وال ٌراه‬
‫أٌضا ً"‬

‫نظرت مرٌم حولها وقالت " أي جدار " !!‬

‫لم استطع إمساك نفسً عن الضحك رؼم ألمً وحزنً فضحكت‬


‫وانهمرت دموعً مع‬

‫ضحكاتً فلم أعلم هل أضحك أم أبكً فؽادرت المطبخ مسرعة أمسح‬


‫دموعً ومررت‬

‫بجانبه وهوا كالتمثال لم ٌحرك ساكنا ‪ ,‬عدت للؽرفة ولم أؼادرها وبعد‬
‫وقت طرقت مرٌم‬

‫علٌا الباب ودخلت ووجدتنً جالسة على السرٌر جلست بجواري وقالت‬

‫"ألن تجهزي نفسك سٌصل الضٌوؾ قرٌبا ً"‬

‫لذت بالصمت فقالت " ماذا اشترٌ ِ‬


‫ت من أجل الٌوم ؟" !‬

‫ابتسمت بؤلم وقلت " شقٌقك لم ٌجد لً وقتا لٌؤخذنً اشتري شٌبا ً "‬

‫تنهدت ولم تعلق على األمر ثم وقفت وقالت " هٌا أرنً فساتٌنك لنختار‬
‫وأحداً "‬

‫قلت ببرود ونظري أسفل " ال أرٌد الحضور"‬


‫جلست وقالت " قمر ما بك صارحٌنً ؟" !‬

‫قلت ببكاء " مرٌم ال أرٌد التحدث أرجوك"‬

‫تنهدت وقالت " حسنا ً لن نتحدث ولكنك سترتدٌن أجمل ما لدٌك‬


‫وتخرجٌن معً‬

‫ال تكونً ضعٌفة أمام أحد ٌا قمر أرٌهم أنك ال تكترثً ألي شًء "‬

‫لم أتحرك أو أتكلم فشدتنً من ٌدي وقالت " هٌا قفً ٌا قمر"‬

‫وقفت وفتحنا الخزانة فتشت فً فساتٌنً وقالت‬

‫"رابع كلها جمٌلة وتنفع لهذه اللٌلة وهذا أجملها"‬

‫أخرجت فستانا ً دمً اللون بطبقة مبطنة من النقوش السوداء ومشبك‬


‫كرٌستالً عند‬

‫طرؾ الخصر تتدلى منه مجموعة سبلسل بحماالت من الكرٌستال وضعته‬


‫على‬

‫السرٌر وقالت " سؤخرج اآلن وأعود بعد قلٌل أرٌد رإٌته علٌك "‬

‫خرجت وتركتنً وقفت أمامه قلٌبلً ثم لبسته وضعت بعض الماكٌاج‬


‫بحركات بطٌبة‬

‫وبدون رؼبة ‪ ,‬بعد ذلك دخلت مرٌم فوقفت لها فنظرت لً مطوالً ثم‬
‫قالت‬
‫"ٌا هللا ما أجملك ٌا قمر أقسم أنك قمر حقا ً"‬

‫قلت بابتسامة باهتة " شكراً لك"‬

‫ُ‬
‫رفعت ؼرتً بٌدي لؤلعلى وقلت‬ ‫ثم‬

‫"ولكن هذه ال ترتفع لؤلعلى وال تلٌق بالفستان وهً هكذا"‬

‫قالت بحماس " لدي الحل"‬

‫ثم خرجت وعادت تحمل فً ٌدها علبة مثبت شعر وقالت‬

‫"هٌا أجلسً واتركً األمر لً"‬

‫ضحكت وقلت " لن ٌنجح هذا صدقٌنً"‬

‫قالت بابتسامة " ستري إما أنا أو هً اللٌلة"‬

‫جلست وظهري للمرآة وبدأت بتثبٌت ؼرتً خصلة خصلة وشدتها‬


‫بمشابك كرٌستالٌة‬

‫وقد أفرؼت كل عبوة المثبت علٌها وبعد جهد كبٌر أنزلت بضع خصبلت‬
‫على جبٌنً‬

‫وقالت " رابع انتهٌنا"‬

‫نظرت للمرآة فكانت بالفعل تبثثها لؤلعلى وؼٌرت فً شكلً كثٌراً‬


‫فحضنتها بحب وقلت‬
‫"شكراً لك ٌا مرٌم أنتً رابعة حقا"‬

‫أبعدتنً عنها وقالت " تعالً معً هناك من علٌه رإٌتك هكذا"‬

‫جمدت مكانً وقلت " ال ال أرٌد"‬

‫قالت وهً تسحبنً من ٌدي " بلى علٌه رإٌة هذا المشهد أقسم أن ٌؽمى‬
‫علٌه"‬

‫سمعنا حٌنها صوت استقبال لضٌوفهم فقالت مرٌم بضٌق‬

‫"ها قد جاء من أفسد كل شًء ولكن ال بؤس هٌا لنخرج لهم "‬

‫خرجنا معا ً واستقبلنا الضٌوؾ معهم كانوا امرأتان وثبلث فتٌات شابات‬
‫وطفلٌن‬

‫كنت طوال الوقت أرافق مرٌم حٌث ذهبت وأتجنب الجمٌع ‪ ,‬بعد وقت‬
‫سمعنا صوت‬

‫رابد ٌنادي مرٌم فوكزتنً وقالت بهمس " أخرجً إلٌه"‬

‫لم أتحرك من مكانً فقالت بصوت مرتفع قلٌبلً‬

‫"علٌا الذهاب للمطبخ قومً ٌا قمر وانظري ما ٌرٌد زوجك "‬

‫لقد وضعتنً فً موقؾ محرج أمامهم ولم ٌكن أمامً سوى الخروج له‬
‫فهً ؼادرت‬

‫من فورها جهة المطبخ ‪ ,‬خرجت وما أن وقفت أمام الباب حتى نظر لً‬
‫مطوالً بصمت‬

‫وكؤنه ٌرسم تفاصٌل وجهً لٌنتقل بعده لجسدي فحركت قدمً وقلت‬
‫وعٌناي أرضا ً‬

‫"هل ترٌد شٌبا ً ؟" !‬

‫أدخل ٌدٌه فً جٌوبه وقال بعدما شبع من تفحصً " قلت مرٌم فلما لم‬
‫تؤتً"‬

‫كتمت دموعً ووجعً وكل شًء وقلت ببلمباالة‬

‫"مشؽولة فً المطبخ وطلبت منً رإٌة ما ترٌد"‬

‫ؼٌر من وقفته وثنى ساق أمام األخرى متكؤ على حافة الباب وقال‬

‫"ولما تحدثٌننً هكذا"‬

‫أشحت بنظري جانبا ولم أُجٌب أعلم أنه ٌستفزنً ألتكلم ثم ٌصرخ بً‬
‫كعادته‬

‫كتؾ ٌدٌه لصدره وقال" منذ متى تملكٌن هذا الفستان ؟" !‬

‫قلت ونظري بعٌد عنه " منذ تزوجتك"‬

‫قال " ها منذ تزوجتنً ولما لم تلبسٌه سابقا ً"‬

‫نظرت له مطوالً بجمود ثم قلت " لم تحدث مناسبة ألحد"‬


‫ابتسم ابتسامة جانبٌة وقال ببرود‬

‫"وهل ٌحتاج األمر مناسبة لترتدي الزوجة فستانا ً كهذا لزوجها"‬

‫قلت بسخرٌة " زوجها" !!!‬

‫قال بحدة " أخبرتك أن ال تتحدثً معً بهذه الطرٌقة"‬

‫نظرت جانبا ً وقلت ببرود " وكٌؾ أحدثك "‬

‫قال ببرود أشد " كما تحدث الزوجة زوجها"‬

‫نظرت له وكتفت ٌداي لصدري وقلت " وكٌؾ ؟" !‬

‫عدل وقفته ووضع ٌده على حافة الباب وقال بهمس " حبٌبً حٌاتً‬
‫عٌناي ماذا ترٌد"‬

‫ضحكت رؼما ً عنً ثم قلت " هذا ال ٌلٌق بنا أبداً"‬

‫قال بمبلمح جامدة " ولما "‬

‫قلت بؤسى " ألنه ال المكان وال الزمان والظروؾ وال حتى األشخاص‬
‫مناسبٌن"‬

‫قال بسخرٌة " تعترفٌن للمرة الثانٌة أنك جدار"‬

‫قلت بؤلم " أنت من جعلتنً هكذا "‬

‫قال ببرود " تدخلً اآلن وتؽٌري هذا الفستان"‬


‫نظرت له وقلت بحدة " لن تتحكم فً مبلبسً ال أسمح لك ثم ال رجال هنا‬
‫"‬

‫قال بؽضب " رابع ما الذي لم تقولٌه بعد"‬

‫قلت " رابد ماذا ترٌد علٌا الدخول فوراً"‬

‫قال باستهزاء " أنا لم أطلب منك البقاء أنتً من بقٌتً هنا‬

‫ٌبدوا لً تنتظرٌن شٌبا ً آخر ؼٌري "‬

‫نظرت له بصدمة ثم ابتسمت بؤلم وقلت‬

‫"مشكلة عندما ٌفوق الذكاء حده عند أحدهم حتى ٌتحول لؽباء"‬

‫قال بابتسامة جانبٌة " ومشكلة حٌن ٌفوق الجمال عند‬

‫إحداهن حده حتى ٌتحول لبشاعة فً داخلها"‬

‫كان سكٌنه هذا قاسً علٌا جداً ‪ ,‬امتؤلت عٌناي بالدموع وقلت بؤسى‬

‫"لماذا ٌا رابد ؟" !‬

‫قال " هل تعلمً ما أسوء ثبلث أشٌاء لدي"‬

‫قلت وأنا أجاهد دموعً كً ال تسقط " أعلم أنا والباقً ال ٌهم "‬

‫ثم ؼادرت للداخل وتركته توجهت من فوري للمطبخ كانت مرٌم وحدها‬
‫هناك‬

‫ما أن رأٌتها حتى انسكبت دموعً بؽزارة فاحتضنتنً من فورها وقالت‬

‫"ماذا قال لك ذاك الؽبً المتوحش"‬

‫قلت ببكاء " أحبه ٌا مرٌم لما ٌفعل بً هذا"‬

‫قالت ماسحة على ظهري " دعك منه ستري ما سنفعله به"‬

‫ثم طبطبت على ظهري وقالت‬

‫"توقفً عن البكاء ٌا قمر هوا ال ٌستحق دمعة من عٌنٌك وسٌندم ٌوما ً‬


‫"‬

‫قلت ببكاء أشد " لٌته بإمكانً أن أكرهه كٌؾ أكرهه ٌا مرٌم"‬

‫تنهدت وقالت " من ٌحب ال ٌكره ٌا قمر علٌك أن ال تنسً‬

‫هذا لن تكرهٌه ما دم ِ‬
‫ت تحبٌنه وهوا كذلك"‬

‫ابتعدت عنها ونظرت لها فً حٌرة فمسحت دموعً وقالت‬

‫"هٌا ٌكفٌك بكاء ودعً أمره لً"‬

‫اتصلت بزوجها وطلبت منه مقابلتها عند الباب خرجت قلٌبلً ثم عادت‬
‫وسحبتنً‬

‫من ٌدي خارجا ً وهً تقول " هٌا تعالً أخرجً واحتفلً ودعً أمره‬
‫ٌومٌن‬

‫وستري ما سنفعل أنا وأنتً به"‬

‫خرجت خلفها وؼادر الضٌوؾ بعد وقت قصٌر ‪ ,‬كانوا منشؽلٌن بالحدٌث‬
‫عن عابلة‬

‫خطٌب نور حٌن دخل رابد ‪ ,‬كنت أود مؽادرة المكان ولكن لن أجنً سوى‬
‫التوبٌخ‬

‫كالمرة السابقة ‪ ,‬اقترب منا فوقفت ؼٌداء مؽادرة من فورها ثم تعذرت‬


‫نور محرجة‬

‫وؼادرت جلس رابد بجوار زوجة والده حٌث كانا فً األرٌكة المقابلة لنا‬
‫وبدءوا‬

‫ٌتناقشون فً أمور عدة تحدثوا فٌها مع أهل خطٌبها وأنا لذت بالصمت‬
‫حتى شعرت‬

‫بوكزة من مرفق مرٌم ثم ضحكت وقالت‬

‫"كل واحدة من عابلتهم سؤلت عن قمر على حدا ٌضنونها ابنتكم‬


‫هههههه كنتً ستخرجٌن‬

‫بعرٌس اللٌلة ٌا قمر لوال هذا الذي ربطك به"‬

‫قال رابد ببرود " قد ٌرؼبوا بمطلقة"‬

‫رمشت مرٌم فٌه بصدمة ثم قالت " تطلقها" !!‬


‫ضحك ووضع ساق على األخرى وقال " بل أنتً ولٌس هً"‬

‫شهقت مرٌم بقوة فضحكوا علٌها وأبت الضحكة أن تخرج من قلبً‬


‫المكسور ‪ ,‬كنت‬

‫أعلم أنها لن تتؽلب علٌه إنه داهٌة فً إنقاذ نفسه تململت فً جلستها‬
‫قلٌبلً ثم قالت‬

‫"أنا لن ٌصنعوا بً شٌبا ً أما قمر إن طلقتها ستختفً فً طرفة عٌن"‬

‫رفع حاجبٌه وقال " إال إن كنتً ستزوجٌنها بؤٌوب"‬

‫توقعتها ستثور ولكنها قالت بهدوء " أقسم إن فعلتها زوجتها بنفسً"‬

‫نظر لها بجمود مطوالً فضحكت وقالت " ولٌس أٌوب طبعا ً بل أحد إخوته‬
‫"‬

‫نظر لها نظرة سخرٌة لتفهم من سٌقبل بمطلقة فقالت بتحدي‬

‫"هل تعلم ما قال حسام شقٌق أٌوب عندما تحدثت صبا أمامه عن‬
‫زوجتك"‬

‫تؽٌرت مبلمح رابد وال أفهم لما أو كٌؾ أصفها فتابعت مرٌم‬

‫"قال هل ٌفكر شقٌقك فً أن ٌطلقها"‬

‫سوء حتى شعرت بالخوؾ منه ثم قال بحدة‬


‫ً‬ ‫ازدادت مبلمحه‬
‫"وما تفعلٌه أنتً وهوا ٌخوض فً عرض أخٌك أمامك"‬

‫قالت ببلمباالة " لم أفعل شٌبا ً هل كنت سؤضربه على مزحة مزحها"‬

‫نظر للجانب اآلخر بضٌق وكؤنه ٌحاول كبت كلماته فقالت مرٌم‬

‫"قمر هٌا متى سآخذ لك الصورة قبل أن ننسى وتؽٌري الفستان"‬

‫نظر حٌنها رابد لها نظرة كالسهم الناري ‪ ,‬مرٌم المخادعة نحن لم نتحدث‬
‫فً‬

‫هذا مطلقا ٌبدوا أن كل ما قالته مسرحٌة منها ‪ ,‬أمسكت ٌدي وقالت وهً‬
‫تقؾ‬

‫"هٌا تعالً سنلتقط واحدة فً الحدٌقة"‬

‫قال حٌنها رابد بحزم " ومن قال أنً موافق على هذه المسخرة"‬

‫قالت مرٌم " وما فً ذلك الجمٌع ٌفعل هذا إنه أمر عادي"‬

‫وقؾ وقال " عادي بالنسبة إلٌك"‬

‫قالت بضٌق " هاتفً ملًء بصور لرفٌقاتً وقرٌبات أٌوب فؤرٌد‬

‫أن أرٌهم زوجة أخً هل هذا خطؤ"‬

‫قال بؽضب " رابع كً تصبح ملهى لحدٌث إخوته وأقاربه أقسم إن‬

‫التقط ِ‬
‫ت لها واحدة حطمت لك هاتفك"‬
‫قالت بحدة " رابد ما بك هل جننت"‬

‫اقترب منا وسحبنً من ٌدي فً ؼضب ودخل بً الؽرفة وأؼلق الباب‬

‫هذه نتٌجة أفكارك ٌا مرٌم أنا من ستدفع الثمن اآلن‬

‫كتؾ ٌدٌه لصدره وقال " أراك لم تمانعً تصوٌرها لك ٌبدوا حكاٌة شقٌق‬
‫" ‪.....‬‬

‫قاطعته بصراخ " أصمت لن أسمح لك أن تتهمنً ٌا رابد"‬

‫قال بسخرٌة " وما تفسٌر ما حدث ؟" !‬

‫قلت بؽضب " ما كنت ألوافق ذلك وأنت لم تترك مجاالً ألبدي وجهة‬
‫نظري"‬

‫فتح الخزانة بقوة أخرج عباءتً رماها على السرٌر وقال‬

‫"من الٌوم فصاعداً سترتدٌن هذه أمام الجمٌع وحتى النساء "‬

‫قلت بحدة " ما هذا الجنون كٌؾ سؤرتدي عباءة الخروج أمام الضٌوؾ"‬

‫رمى بؤصبعه فً الهواء وقال بصراخ " هذا آخر ما لدي"‬

‫قلت بؽضب " طلقنً اآلن ٌا رابد"‬

‫ٌ‬
‫صمت ؼرٌب وكؤن الكون قد مات ‪ ,‬نظر لً بصدمة بل أنا من‬ ‫عم الؽرفة‬
‫صدمت‬‫ُ‬
‫كل أحشابً وأولها قلبً مما قال لسانً فابتسم بسخرٌة وقال " ٌبدوا لً‬
‫صدقتً نفسك"‬

‫قلت ببكاء " لن أتزوج ما حٌٌت لقد عفت هذا"‬

‫اقترب منً أمسك ذراعاي بقوة وعصرهما بؤصابعه حتى كادت عظامً‬
‫تتحطم‬

‫بٌن أصابعه ‪ ,‬سٌضربنً اآلن بالتؤكٌد سٌفرغ بً ؼضبه على ما قلت ‪,‬‬
‫هذا ما‬

‫كنت أنتظره فً تلك اللحظة ولكنه فعل شٌبا ً ال ٌمد للؽضب بصِ لة ‪ ,‬قربنً‬
‫لصدره‬

‫بقوة وكبلنً بٌدٌه ثم قبلنً بقوة وعنؾ أمسك رأسً وكاد ٌمزق شفتاي‬
‫وكؤنه ٌفرغ‬

‫ؼضبه أو ال أعلم ماذا فً قبلته تلك ثم تركنً وخرج‬

‫انهرت على السرٌر خلفً جالسة ودخلت مرٌم بعده فوراً اقتربت منً‬
‫وقالت‬

‫"ماذا حدث ما كل هذا الصراخ ؟" !‬

‫قلت ببكاء وأنا أمسح الدم عن شفتً‬

‫"ال شًء ٌجدي معه ٌا مرٌم وأنا من تدفع الثمن لما قلتً ذلك"‬
‫اقتربت منً مصدومة وقالت وهً تمسك ذقنً " هل ضربك ؟" !‬

‫هززت رأسً ببل فقالت " ما سبب هذه الدماء إذا ؟" !‬

‫قلت بابتسامة سخرٌة " قبلنً"‬

‫ضحكت بصوت مرتفع وبهستٌرٌة فقلت بضٌق‬

‫"هل تري حالً ٌجلب الضحك"‬

‫قالت من بٌن ضحكاتها " كنت أعلم أنه لن ٌقاومك اللٌلة"‬

‫قلت بؤلم وأنا أمسح شفتً بالمندٌل " ٌالك من واهمة لم تكن إال عقابا"‬

‫جلست بجواري وقالت " ؼبٌة أي عقاب هذا الذي هكذا"‬

‫ثم رفعت العباءة من تحتها وقالت " ما هذا هل كنتم تنوون الخروج"‬

‫ضحكت من بٌن دموعً وقلت " نعم سٌؤخذنً فً نزهة كمكافؤة لً على‬
‫اللٌلة الرابعة"‬

‫ضحكت وقالت " ما قصتها أخبرٌنً"‬

‫قلت بحسرة " أوامر شقٌقك أن ال ارتدي ؼٌرها أمام النساء"‬

‫عادت لضحكها المجنون وقالت " اقسم أنه مؽرم بك"‬

‫قلت بحزن " ٌا ال مخٌلتك ٌا مرٌم من ٌحب ال ٌفعل ما ٌفعله"‬


‫وضعت ٌدها على كتفً وقالت بجدٌة " ستري إن لم نصبه بالجنون‬
‫صبرك معً‬

‫فقط وال تؤخذي كل األمور بهذه الحساسٌة بل استمتعً بإؼاظته"‬

‫قلت بؤسى " من ٌده فً النار لٌس كمن ٌده فً الماء"‬

‫قالت " ؼدا قال رابد ستنتقلون لمنزل الجٌران سؤكون عندكم بعد ٌومٌن‬
‫ستستضٌفوننً‬

‫ألٌام وستري ما سنفعل"‬

‫قلت بسرور " حقا ستكونٌن معنا قولً قسما سؤبقى معكم"‬

‫ضحكت وقالت " لم أرى من تفرح بوجود شقٌقة زوجها معها"‬

‫تنهدت وقلت بحزن " ال أرٌد أن أكون وحدي هناك"‬

‫قالت بجدٌة " ال تخبري رابد ألنه ثمة مخطط بٌنً وأٌوب لفعل ذلك‬
‫حسنا ً"‬

‫قلت باستؽراب " أنا ال أفهم شٌبا ً"‬

‫قالت بابتسامة " ستفهمٌن الحقا ً فقط ال تخبرٌه"‬

‫قلت بؤسى " وهل أراه أنا ألخبره"‬

‫ضحكت وقالت " ورابه ورابه إما أن نصلحه أو نقتله"‬


‫قلت بذعر " ماذا !!! تقتلٌنه ‪ ....‬ال"‬

‫ضحكت وقالت " ما كل هذا الحب هذا وهوا ٌسًء لك كٌؾ لو ٌحسن‬
‫معاملتك"‬

‫تنهدت وقلت " مشاعري ستكون واحدة فً كل األحوال "‬

‫قالت بهدوء " لما ال تتحدثً معه عن هذا وترٌا ما سبب خبلفاتكم"‬

‫سوء صدقٌنً "‬


‫ً‬ ‫تنهدت وقلت بحزن " لن ٌنفع ذلك وستزداد األمور‬

‫قالت بجدٌة " رابد إن لم ٌجد سببا ً للؽفران ال ٌؽفر أبداً ٌا قمر هذا طبعه‬
‫دابما ً"‬

‫نظرت لها بحٌرة وقلت " ما الذي تعنٌه ٌا مرٌم وما الذي تعلمٌنه"‬

‫تنهدت وقالت " لٌثه بإمكانً فعل أو قول شًء ‪ ,‬أرٌد فقط أن تصبل لحل‬
‫لما بٌنكما "‬

‫نظرت لؤلسفل بشرود ثم لها وقلت بحزن وعٌناي تمتلا بالدموع " إن أنا‬
‫ؼبت عنكم‬

‫اعتنً برابد جٌداً ‪ ,‬ابحثً له عن واحدة ٌحبها وٌعٌش معها سعٌداً ال‬
‫تتركوه وحده كما‬

‫فً السابق ‪ ...‬مرٌم أرجوك"‬

‫نزلت الدموع من عٌناي تباعا ً فنظرت لً مطوالً بصدمة ثم أمسكت‬


‫كتفاي وقالت‬
‫"قمر ما تعنً بؤنك تؽٌبً عنا ماذا هناك ؟" !‬

‫قلت ببكاء " ال شًء فقط عدٌنً بذلك"‬

‫احتضنتنً وقالت " لٌثه ٌُقدر هذا الحب النقً ذاك المؽفل المعتوه‬
‫المؽرور‬

‫سحقا ً لك من رجل ٌا رابد"‬

‫تمسكت بحضنها أكثر وقلت من بٌن شهقاتً " ال تدعً علٌه ال ٌا مرٌم‬
‫"‬

‫قالت وهً تربت على كتفً " ال تخافً فالرجال كالجبال ال ٌضرهم شًء‬
‫"‬

‫وؼادرت بعدها على الفور عابدة لمنزلها وتركتنً مع حزنً وهمومً‬

‫بعد وقت دخل رابد توجه من فوره للخزانة أخذ شٌبا ً ثم ضرب بابها بكل‬

‫قوته وخرج أقسم أنها مصنوعة من أجود أنواع الخشب لٌستحمل بابها‬
‫كل‬

‫هذا الضرب الدابم منه ‪ ,‬دخل بعدها بقلٌل فتح الخزانة مجدداً فتش قلٌبلً‬
‫ثم‬

‫تركها مفتوحة وؼادر ما به هل جن أم ماذا !! هوا شبه تارك للؽرفة منذ‬

‫وقت ما سر هذه الزٌارات هل الفستان حقا ً السبب ‪ ,‬ضحكت فً داخلً‬


‫على هذه الفكرة الساذجة ووقفت ألؼٌر ثٌابً استحممت وارتدٌت ثٌاب‬

‫النوم وخرجت ‪ ,‬جلست على السرٌر ووضعت الكرٌم المرطب على ٌداي‬

‫فدخل وتوجه من فوره للخزانة السحرٌة أجزم أنه سٌخرج لً مارداً‬


‫منها‬

‫بعد قلٌل لكن المفاجبة ؼٌر ذلك فقد أخرج الفستان الذي كنت أرتدي‬
‫وأخذه معه‬

‫رابع لما لم ٌؤخذ البقٌة فقد أرتدي وأحداً منهم فً ؼٌابه آآآآه منك ومنً‬
‫ٌا رابد‬

‫لما لم تتؽٌر مشاعري اتجاهك وال ذرة لما ال أكرهك وتصرفاتك كفٌلة بؤن‬
‫تجعل‬

‫والدتك التً أنجبتك تكرهك بجنون بعد قلٌل جاءتنً رسالة على هاتفً‬
‫وكانت منه‬

‫وفٌها ( جهزي كل أؼراضك ‪ ,‬صباح الؽد سننتقل من هنا )‬

‫تنهدت بضٌق ورمٌت بالهاتؾ بعٌداً عنً ها قد عدنا للرسابل من جدٌد ‪,‬‬
‫بعد‬

‫وقت سمعت صوت رسالة فتحتها فكان فٌها‬

‫(ال ترفعً ؼرتك لؤلعلى ثانٌتا ال تعجبنً هكذا )‬


‫رمٌت الهاتؾ بعٌداً عنً مجدداً ‪ ,‬أقسم أنك عذابً فً الدنٌا قبل اآلخرة ٌا‬
‫رابد‬

‫فً الصباح وبعد تلك اللٌلة التً لم أتذوق فٌها طعم النوم بسبب كوابٌسً‬
‫فً ذاك‬

‫المنزل الذي سؤدخله الٌوم جمعت ثٌابً وأؼراضً وكل شًء ‪ ,‬على‬
‫األقل سؤتخلص‬

‫من ؼٌداء رؼم األسى الذي سؤذهب إلٌه ‪ ,‬دخل رابد فً صمت وبدأ‬
‫بإخراج األؼراض‬

‫ونقلها فخرجت بحثا عن والدتهم ‪ ,‬هً كانت طٌبة معً رؼم أنها ال‬
‫تفرض شخصٌتها‬

‫على ابنتٌها وتنهاهما عن الخطؤ فً حقً لكنها عاملتنً بلطؾ ‪ ,‬ودعتها‬


‫وشكرتها رؼم‬

‫أنً سؤكون جارة لهم لكنً ال أعد أحداً بزٌارتهم هنا إال إن أصر هذا‬
‫التمثال الصامت‬

‫على ذلك من أجل إؼاظتً‬

‫بعد أن انتهى رابد من نقل األؼراض خرجت من المنزل ألخرج من باب‬


‫وأدخل‬

‫ألقرب باب إلٌه ‪ ,‬دخلت وهوا خلفً وقفت فً فناء المنزل بتردد وكؤنً‬
‫أشعر بقمر‬
‫الطفلة تخرج من أحشابً وتركض بعٌداً عن هنا ‪ ,‬كم أتمنى أن أجدها فً‬
‫الداخل‬

‫وأخرجها معً من عذابها هنا ومن أول ٌوم جاءت فٌه وال ترى ما رأت‬
‫من عذاب‬

‫طٌلة تلك السنوات " هل سٌطول وقوفك هنا"‬

‫ما به هذا لما ال ٌدخل وٌدعنً وشؤنً ‪ ,‬تقدمت بخطوات بطٌبة حتى‬
‫وصلت الباب‬

‫ثم تنحٌت جانبا ً لٌفتح الباب وٌدخل ولكنه وقؾ جامداً مكانه فوضعت ٌدي‬
‫على‬

‫المقبض وحركته ببطء ‪ ...‬المقبض الذي لم أفتحه ٌوما ً ولم أره فً‬
‫حٌاتً سوى مرتٌن‬

‫حٌن دخلت هذا المنزل للمرة األولى وٌوم خرجت منه‬

‫دخلت للداخل تؽٌر لون طبلء الجدران وبعض األبواب ‪ ,‬نظرت من حولً‬
‫هناك كانت‬

‫األرٌكة التً نمت علٌها نومتً األولى هنا ‪ ,‬هناك كانت تحلق لً شعري‬
‫كل شهر كً‬

‫أبقى صلعاء ‪ ,‬هنا كانت تجرنً من شعري لــ‪ ....‬رجعت خطوة للوراء‬
‫فاصطدمت بجسده‬

‫خلفً وضع ٌداه على كتفاي فً صمت فمددت ٌدي ببطء لؤلمام وقلت‬
‫بحركة شفتاي‬

‫وهمس خافت " قمر"‬

‫إنها هناك فً المطبخ أرها أجل وعلٌا إخراجها ‪ ,‬توجهت هناك من فوري‬
‫وخطواته‬

‫تتبعنً ‪ ,‬دخلت وال أحد هناك نظرت جهة المؽسلة ‪ ...‬كان هنا الكرسً‬
‫الصؽٌر الذي‬

‫أقؾ علٌه ألؼسل األوانً وأؼنً تلك األؼنٌة ( نحلة تقفز فً األزهار‬
‫نحلة تعمل لٌل نهار )‬

‫لتنزل تلك الٌد على عنقً وهً تصرخ ( أصمتً وأعملً بسرعة )‬

‫لم تكن أؼنٌة بل كانت النشٌد الذي علمنً إٌاه رابد فً ذاك السطح ‪,‬‬
‫ارتجؾ كل جسدي‬

‫ضممته بٌداي أشد ذراعاي بقوة ودموعً تنزل من عٌناي مباشرة‬


‫لؤلرض ‪ ,‬توجهت للمخزن‬

‫الصؽٌر فً ذاك المطبخ ال بل لؽرفتً التً لم أخرج منها حتى الٌوم ‪,‬‬
‫كانت رفوفه فارؼة‬

‫تماما ً ‪ ,‬وقفت عند الباب واتكؤت بٌدي على حافته ‪ ...‬ذات المخزن‬
‫الصؽٌر المظلم الكبٌب‬

‫أخفٌت عٌناي فً ظهر ٌدي الموضوعة على حافة بابه والتً كنت أتكا‬
‫بها علٌه وقلت‬
‫بحزن ودموع " أخرجً من هنا ٌا قمر أخرجً أرجوك"‬

‫أحسست بٌد تمسك كتفً هً لرابد بالتؤكٌد فابتعدت عنه وعن ٌده ودخلت‬
‫المخزن‬

‫نظرت ألعلى رؾ فكان هناك ‪ ....‬دمٌتً نعم هً دمٌة أمً التً صنعتها‬
‫لً ‪ ,‬الدمٌة التً‬

‫كانت تنام فً حضنً كل لٌلة وأتحدث معها عن معاناتً ‪ ,‬سحبتها من‬


‫هناك بسرعة وكؤننً‬

‫أختطفها وضممتها لصدري بقوة وانهرت أرضا ً على ركبتاي أبكً‬


‫بمرارة فبل مجال للتماسك‬

‫أكثر ولم تعد لدي وال ذرة قوة بعد هذا فبكٌت كثٌراً وأنا أحضن الدمٌة‬
‫بقوة وكؤنً سؤدخلها‬

‫لجوفً ‪ ,‬أحضن معها والدتً ووالدي وطفولتً أحضن الذكرٌات التً‬


‫رحلت وتركتنً‬

‫بعد وقت شعرت بٌدا رابد توقفاننً حتى وقفت على طولً ابتعدت عنه‬
‫خارجة من المطبخ‬

‫فوصلنً صوته قاببل " قمر انتظري "‬

‫نهاٌة الفصل قراءة ممتعة‬


‫الفصل الثامن عشر‬

‫بعد وقت شعرت بٌدا رابد توقفاننً حتى وقفت على طولً ابتعدت عنه‬
‫خارجة‬

‫من المطبخ فوصلنً صوته قاببل " قمر انتظري "‬

‫قلت وأنا أخرج دون أن التفت إلٌه " ال تسؤلنً عن شًء"‬

‫قال بحزم " هل سبق وعش ِ‬


‫ت فً هذا المكان هل تعرفٌنه ؟" !‬

‫وقفت وقلت وظهري له " بل مت هنا وسؤموت مجدداً"‬

‫ثم تابعت وأنا ابتعد " حتما سؤموت هنا موت ِ‬


‫ت األخٌرة ‪ ...‬لماذا ٌا رابد‬
‫لماذا "‬

‫لم ٌتبعنً ولم ٌجب أو ٌبدوا لً لم ٌهتم ‪ ,‬وصلت إحدى الؽرؾ فتحتها‬
‫ودخلت وأؼلقتها‬

‫خلفً بالمفتاح ‪ ,‬كانت مجهزة لتكون ؼرفة ضٌوؾ على ما ٌبدوا لً ‪,‬‬
‫توجهت‬

‫لؤلرٌكة ونمت علٌها محتضنة دمٌتً ودموعً ال تتوقؾ عن النزول‬

‫نمت قلٌبلً مكانً ولكن الكوابٌس لم تتركنً أنام سمعت بعدها صوت‬
‫طرقات على‬

‫الباب ثم جاء صوت رابد قاببل " قمر افتحً الباب"‬


‫لم أجب فقال مجدداً " قمر قلت افتحٌه اآلن لما تسجنٌن نفسك"‬

‫لم أهتم له أولٌت الباب ظهري وعدت للنوم بل عدت لكابوسً الدابم‬
‫الهوة الكبٌر‬

‫التً أسقط فٌها وأمد ٌدي لؤلعلى وأصرخ وعٌنا التنٌن هناك فً األعلى‬
‫تنظر لً‬

‫وتضحك ضحكتها الرنانة تلك وخالً ٌقؾ فوقها وٌضحك دون صوت‬
‫لكن‬

‫االختبلؾ هذه المرة أنً رأٌت رابد ٌقؾ معهما هناك وٌنظر لً فً‬
‫صمت‬

‫فصرخت باسمه كثٌراً لٌنقذنً فمد ٌده وأمسكت بٌدي ثم شعرت بجسدي‬
‫ٌتحرك‬

‫فتحت عٌناي ووقفت مفزوعة أتنفس بقوة وكان رابد ٌجلس بجواري‬
‫على األرٌكة‬

‫نظرت له وصدري ٌعلوا وٌهبط من شدة تنفسً وهوا جالس مكانه ٌنظر‬
‫إلً‬

‫ثم قال " ماذا كنتً ترٌن فً منامك ظننت أنها الحمى مجدداً لما كنتً‬
‫تنادٌنً"‬

‫أشحت بنظري عنه دون جواب ونظرت جهة الباب ‪ٌ ,‬بدوا أنه فتح الباب‬
‫بمفتاح آخر‬
‫وقؾ وتوجه ناحٌتً أمسكنً من ذراعاي وأجلسنً على األرٌكة وجلس‬
‫بجواري‬

‫سكت لوقت ثم قال " هل لً أن أفهم ما ٌجري ؟" !‬

‫كنت على حالً أحضن دمٌتً ونفسً ٌخرج قوٌا ثم قلت‬

‫"لقد عشت هنا بعضا من طفولتً"‬

‫قال ونظره لؤلرض متكؤ بمرفقٌه على ركبتٌه " ولما لم تخبرٌنً سابقا ً ؟!‬
‫"‬

‫قلت بهدوء " لم ٌكن األمر مهما ً"‬

‫نظر باتجاهً وقال " لٌس مهما ً مع كل هذا البكاء والفزع والكوابٌس !!‬
‫"‬

‫أشحت بنظري بعٌداً عنه فً صمت فقال " مع من عش ِ‬


‫ت هنا ؟" !‬

‫نزلت الدموع من عٌناي فوراً ‪ ...‬أنت ال تذكر ٌا رابد نعم نسٌت كل‬
‫شًء‬

‫وصلنً صوته قاببل " قمر ما الذي تخفٌنه عنً ؟" !‬

‫قلت ببحة " ال شًء"‬

‫وقؾ وقال " من أٌن تعرفك ؼٌداء سابقا ً ؟" !‬


‫رفعت رأسً ونظرت له بصدمة ‪ ...‬إذا سمع ما دار بٌننا ٌومها لذلك‬
‫تؽٌر‬

‫تصرفه معً ‪ ,‬هززت رأسً ببل وقلت " ال أعرفها أقسم لك"‬

‫قال بحزم " ولكنك لم تتكلمً كانت تسرد ماضٌك وأنتً صامتة تماما ً"‬

‫قلت " ألنها فاجؤتنً هً ال تتحدث معً ‪ ,‬دخلت فجؤة للمطبخ فً ؼٌر‬
‫أوقاتها‬

‫المعتادة ألجمتنً الصدمة من اتهامها لً وحٌن سؤلتها ٌوم حفل الخطوبة‬


‫ضحكت‬

‫وقالت أن أنسى األمر"‬

‫نظر لً فً حٌرة مطوالً ثم قال " عن ماذا تحدثتما قبلها وما قالت لك"‬

‫نظرت لؤلرض وقلت‬

‫"قالت سؤنتقم منه أو شًء كهذا كانت تحدث نفسها ولم أفهم جٌداً"‬

‫قبض ٌداه بقوة وقال من بٌن أسنانه " ألجل هذا إذاً"‬

‫نظرت له فً حٌرة فقال " ماذا عن ماضٌك هل ما قالته صحٌح ؟" !‬

‫بقٌت أنظر له بصدمة فقال بحدة " تكلمً "‬

‫قلت " وما شؤننا بالماضً نحن فً الحاضر ونمضً للمستقبل"‬


‫قال بؽضب " قمر سؤلتك سإاال وعلٌك الجواب عنه"‬

‫وقفت وقلت بحدة " ال لٌس لك الحق فً محاسبتً عن شًء"‬

‫قال بسخرٌة " إذا فً ماضٌك ما تخفٌه ‪ ,‬كم خدعتً من رجال"‬

‫قلت ببكاء وكلمات مكتومة " وكم كان لدٌك أنت من نساء"‬

‫ابتسم بؤلم وقال " سبق وأجبتك عنه"‬

‫مسحت دموعً وقلت " وأنا كذلك "‬

‫قال وهوا ٌؽادر الؽرفة " أسوأ ما فً المرأة أنها ال تجٌد إال الكذب "‬

‫انهرت على األرٌكة أبكً بمرارة ‪ ,‬لما ال ٌرحمنً لماذا ٌتصرؾ معً‬
‫هكذا ؟!‬

‫بدأت اآلالم تتسرب لذراعً األٌسر أمسكته بٌمٌنً بقوة محاولة كتم‬
‫تؤلمً وصرخاتً‬

‫كً ال ٌسمعنً واتكؤت على األرٌكة أتلوى بؤلم ‪ ,‬بعد وقت ارتخت جمٌع‬
‫مفاصلً‬

‫واستسلمت للبكاء من جدٌد كنت أجلس على األرض وأتكا بذراعً على‬
‫األرٌكة‬

‫وكل دمعة تلحقها األخرى دون توقؾ ‪ ,‬بعد وقت وصلنً صوته وهوا‬
‫ٌقؾ عند‬
‫الباب " ألن ٌتوقؾ هذا البكاء إن لم تشعري بالجوع من كثرة بكاءك فؤنا‬

‫جابع من كثرة نقلً لؤلؼراض"‬

‫وقفت كالدمٌة تتحرك ببرمجة وعبرت الباب ونظري لؤلرض ‪ ,‬توجهت‬


‫للمطبخ فً‬

‫صمت محاولة قدر اإلمكان تجنب النظر لذاك المخزن ‪ ,‬بدأت بإعداد بعض‬
‫األرز‬

‫بالخضار واللحم ‪ ,‬جهزت السلطة وضعت األطباق على الطاولة والعصٌر‬


‫وخرجت‬

‫ذهبت للؽرفة التً ٌرتب فٌها كتبه ‪ ,‬وقفت عند الباب وقلت " الؽداء‬
‫جاهز"‬

‫وؼادرت من فوري ودخلت ؼرفة النوم وبدأت بترتٌب أؼراضً فٌها ‪,‬‬
‫حمدا هلل أنه‬

‫لم ٌجعل عرفة عٌنا التنٌن سابقا ً ؼرفة نومنا ‪ ,‬الحظت أن بابها مؽلق‬
‫تبدوا خارج‬

‫حدود اإلٌجار ‪ ,‬فتح رابد الباب وقال " ألن تتناولً الطعام ؟ "‬

‫ماذا أفعل مع هذا الرجل منذ متى ٌهتم إن أكلت أم ال ‪ ,‬قلت باختصار " ال‬
‫"‬

‫قال " لماذا ؟ " !‬


‫تنهدت وقلت " بدأ وزنً ٌزداد بسبب الحبوب لذلك أقلل تناول الطعام "‬

‫سكت مطوالً حتى ضننت أنه ؼادر ثم قال " قولً أنك لم تعودي ترٌدي‬
‫تناولها"‬

‫قلت ببرود وأنا أرتب فً الخزانة " ال ٌحتاج األمر أن أتحجج إن لم‬
‫أرؼب بك "‬

‫وضع ٌده على حافة الباب وقال بحزم‬

‫"قمر كؾ الٌد إن أراد شٌبا ً ال شًء ٌمنعه تذكري هذا جٌداً"‬

‫نظرت له وقلت " وباطن القدم كذلك ٌا رابد فبل تنسى "‬

‫قبض ٌده بقوة وضرب بها على حافة الباب وقال‬

‫ت من هنا فلن أطلقك ولن أرحمك أبداً"‬


‫"ال تهددٌنً ٌا قمر إن خرج ِ‬

‫نظرت لؤلرض وقلت بابتسامة سخرٌة " أجل فؤنت ترحمنً كثٌراً اآلن "‬

‫ثم تابعت بحزن " الشك والجفاء وتخالؾ الرأي أمور تكون معها الحٌاة‬

‫مستحٌلة بٌن الزوجٌن وكلها لدٌنا لذلك لن ٌنجح األمر "‬

‫قال ببرود " صدق من قال أنكن تتبطرن على النعٌم "‬

‫خٌر لك‬
‫نظرت له وقلت " ال تتبجح بؤنك ال تضربنً وافعلها فً أي وقت ٌ‬

‫من تذكٌري بشهامتك كل حٌن ‪ ,‬افعلها لترتاح أما أنا فلن تإثر بً قٌد‬
‫أنملة "‬

‫قال ببرود " ال أفكر فً فعلها ولن أفعلها أبداً لكن إن‬

‫حدث ذلك فؤعلمً من اآلن أنك السبب"‬

‫ثم ؼادر من فوره وتركنً أنظر لمكان وقوفه الخالً سوى من كلماته‬
‫الجارحة‬

‫التً لم تؽادر خلفه وبقٌت مكانها ‪ ,‬تنهدت بضٌق وعدت لعملً أنهٌت‬
‫ترتٌب‬

‫األؼراض والثٌاب ثم استحممت وارتدٌت بٌجامة صفراء اللون ببنطلون‬


‫قصٌر‬

‫حتى الركبة وقمٌص قصٌر وحماالت عرٌضة ‪ ,‬سرحت شعري وجعلته‬


‫ضفٌرة‬

‫على الجانب األٌمن ‪ ,‬لقد ازداد طوله وأصبح ٌقارب نصؾ الفخذ ‪ ,‬ربطت‬
‫نهاٌة‬

‫الضفٌرة عند منتصؾ الشعر بشرٌطه صفراء وخرجت للمطبخ‬

‫كان المساء قد اقترب دخلت هناك فوجدت الطعام على حاله لم ٌؤكل منه‬
‫شٌبا ً‬

‫تنهدت بضٌق وجمعت األطباق ورتبت كل شًء ولم أره مطلقا ‪ ,‬صلٌت‬
‫العشاء ثم‬
‫أخذت الصنادٌق الفارؼة لوضعها عند الباب الخلفً وصلت هناك فسقطت‬
‫جمٌعها‬

‫من ٌدي حٌن وقع نظري على الباب المإذي لسطح المنزل ‪ ,‬كانت فتحة‬
‫بدون باب‬

‫ألن الباب فً األعلى ‪ ,‬شعرت حٌنها بكتمه فً صدري أؼمضت عٌناي‬


‫بشدة والدموع‬

‫تتساقط منهما بؽزارة بعدما ظننت أننً جففت من الدموع ولن ٌبكٌنً‬
‫شًء ‪ ,‬بدأت‬

‫الشهقات تخرج من صدري الواحدة بعد األخرى وشعرت باألرض تدور‬


‫تحت قدماي‬

‫فاستندت بحافة فتحة الباب ‪ ,‬كانت عٌناي مؽمضتان لكنً كنت أرى قمر‬
‫الطفلة تصعد‬

‫الدرجات بمرح كما كانت دابما ً تقفز بٌن كل درجة واألخرى وتؽنً نشٌد‬
‫رابد‬

‫أؼمضت عٌناي بشدة أكبر لتختفً تلك الصورة ولكن دون جدوى ‪,‬‬
‫تمسكت بالجدار‬

‫بقوة وقلت بؤلم " أخرجً من هنا ٌا قمر أخرجً أرجوك "‬

‫ثم شهقت وقلت ببكاء ونحٌب " أخرجً أو موتً لؤلبد ٌا قمر أرجوك أن‬
‫تفعلً إحداهما "‬
‫ثم نزلت على الجدار ألصل لؤلرض فً بكابً المستر فشعرت بٌدٌن‬
‫تبعداننً عنه‬

‫وتحضنانً بقوة فبقٌت فً حضنه أبكً بمرارة استنشق رابحة عطره‬


‫وأمسح دموعً‬

‫فً ثٌابه وال شًء ٌُسمع سوى شهقاتً المتتالٌة ‪ ,‬بقٌنا على حالنا لوقت‬
‫حتى نمت‬

‫على صدره وفً حضنه دون شعور ولم استٌقظ إال بعد وقت طوٌل ألجد‬
‫نفسً‬

‫على السرٌر وحدي فً الؽرفة ‪ ,‬جلست فوجدت دمٌتً بجواري وفوقها‬


‫ورقة‬

‫ومكتوب فٌها ( ال تطلبً الموت أال تعلمً أن هذا ٌؽضب هللا منك )‬

‫تنهدت وؼادرت السرٌر خرجت من الؽرفة وكان رابد ٌجلس ٌشاهد‬


‫التلفاز‬

‫قلت بهدوء " هل أعد لك العشاء ؟" !‬

‫نظر لً ثم للتلفاز وقال " إن كنت سآكل وحدي فبل"‬

‫توجهت للمطبخ فً صمت سخنت األرز الذي لم ٌؤكله سابقا ً وأعددت‬


‫طبقا خفٌفا ً‬

‫آخر ‪ ,‬جهزت الطاولة فدخل المطبخ وجلس بصمت ‪ ,‬لففت حول الطاولة‬
‫وجلست‬
‫فً الكرسً المقابل للمؽسلة حٌث ٌكون المخزن خلؾ ظهري ‪ ,‬أكلت‬
‫لقمتٌن ثم‬

‫وضعت الملعقة فقال رابد وعٌناه على الصحن أمامه‬

‫"ما قصتك مع هذا المخزن وذاك الباب ؟ " !‬

‫لذت بالصمت فنظر لً وقال " ما ٌربطك بهما ٌا قمر ؟ " !‬

‫نظرت لٌدي على الطاولة وقلت بحزن " طفولتً "‬

‫عاد بنظره لصحنه وقال " وما فً تلك الطفولة ٌبكٌك هكذا"‬

‫قلت ودموعً تمؤل عٌناي ونظري على الطاولة " إنه األلم والشوق"‬

‫نظر لً مطوالً ثم قال " ؼرٌب كٌؾ تتؤلمٌن منها وتشتاقً لها ذات‬
‫الوقت" !!‬

‫رفعت رأسً ونظرت لعٌنٌه مطوالً ثم أبعدت نظري عنه وقلت‬

‫"أتؤلم من أشٌاء مإلمة كانت فٌها وأشتاق ألخرى كانت تعنً لً الكثٌر‬
‫"‬

‫قال بشبه همس ونبرة ؼرٌبة " لمن تشتاقً " !!‬

‫رفعت رأسً لؤلعلى ونظري للسقؾ وقلت بدموع تجري على خداي‬

‫"نحلة تفز فً األزهار ‪ ,‬تعـ‪ ....‬تعمل تعمل لٌل نهار ‪ ,‬تحضن زهرة تو‬
‫" ‪...‬‬

‫أخفضت رأسً ومسحت دموعً وقلت " لهذا أشتاق "‬

‫ثم وقفت مؽادرة وعدت للؽرفة ارتمٌت على السرٌر أواصل بكابً ‪ ,‬لم‬
‫تتذكر ولن‬

‫تتذكر أبداً ٌا رابد ‪ ,‬لماذا أنا أذكره وهوا ٌنسى وأنا كنت اصؽر منه سنا ً‬
‫نعم ألنً لم‬

‫أكن أهمه ومإكد ٌتذكر ضوء القمر ألنه قاسى بسببها كما أتذكر أنا‬
‫معاناتً ونسً‬

‫هوا تلك األٌام ألنه لم ٌقاسً مثلً ‪ ,‬بكٌت لوقت طوٌل ثم نمت‬
‫واستٌقظت بعد وقت‬

‫مفزوعة من كوابٌسً ‪ ...‬مسحت على وجهً وتنهدت بضٌق ثم وقفت‬


‫فسمعت صوت‬

‫أذان الفجر ٌعلوا فً األجواء فصلٌت الفجر ثم جلست أقرأ كتاب هللا لوقت‬
‫حتى ؼلبنً‬

‫النعاس مجدداً ونمت والمصحؾ فً حضنً واستٌقظت بعد وقت خرجت‬


‫من الؽرفة‬

‫وكان رابد فً سجنه الجدٌد ‪ ...‬المكتب ‪ ,‬تنهدت بضٌق واقتربت من‬


‫الباب ألساله‬

‫إن كان ٌرٌد اإلفطار فسمعت جرس الباب ٌقرع بقرعات متتالٌة فخرج‬
‫من المكتب‬

‫ونظر لً فً صمت ثم خرج لٌرى من هناك ‪ ,‬كان صوته ٌتحدث مع‬


‫أحدهم ثم‬

‫دخلت مرٌم وهوا ٌتبعها ‪ ,‬كنت أعلم بقدومها فً أي لحظة لكننً تفاجؤت‬
‫بها وهً‬

‫تسرع نحوي واحتضنتنً تبكً ‪ ,‬من صدمتً نسٌت كل ما قالته سابقا ً‬


‫عن اتفاقها‬

‫مع زوجها ‪ ,‬أبعدتها عن حضنً وقلت بخوؾ‬

‫"مرٌم ما بك هل أٌوب به مكروه أم أحد أبنابك ؟! تكلمً"‬

‫عادت الحتضانً وكانت تضحك أو تبكً ال افهم !! نظرت جهة رابد فكان‬
‫ٌنظر‬

‫لنا بحٌرة وضٌاع ‪ ,‬أدخلتها معً للؽرفة وأؼلقت الباب خلفً فجلست‬
‫على السرٌر‬
‫وقالت بضحكة منخفضة " ٌالك من ممثلة بارعة ٌا قمر"‬

‫أخذت زجاجة العطر ورمٌتها بها وقلت بؽضب‬

‫"لقد صدقتك فعبلً ٌا حمقاء لقد أفزعتنً"‬

‫سمعنا طرقا على الباب الؽرفة فقالت " أخرجً له هٌا"‬

‫قلت " ما سؤقول له"‬


‫قالت " قولً أنً وأٌوب متشاجران والمشكلة تبدوا كبٌرة جداً هٌا‬
‫بسرعة"‬

‫خرجت وأؼلقت الباب خلفً كان ٌنظر لً بتوجس وخوؾ ‪ ,‬مرٌم ٌالك‬
‫من محتالة ‪ ,‬قال من فوره " ما بها ‪ ...‬ما قالت لك ؟" !‬

‫تنهدت وقلت " ٌبدوا تشاجرت مع زوجها واألمر معقد جداً"‬

‫قال " ماذا حدث بٌنهما ؟" !‬

‫رفعت كتفاي وقلت " ال أعلم لم تخبرنً"‬

‫قال " سؤتصل بؤٌوب ألفهم منه"‬

‫قلت من فوري " دعنا نفهم منها أوالً "‬

‫عدت للؽرفة وقلت لها " قال سٌتصل بؤٌوب"‬

‫قالت بابتسامة " ال بؤس فنحن متفقان على األمر"‬

‫قلت " مرٌم ما الذي تخططٌن له وكٌؾ تتركٌن أبنابك وحدهم"‬

‫قالت بابتسامة جانبٌة " كما أخبرتك إما أن نصلحه أو نقتله"‬

‫هززت رأسً بٌؤس وقلت " لن تنجحً فً هذا ولن أجنً سوى المشاكل‬
‫" قالت بابتسامة " لنجرب ولن نخسر شٌبا ً"‬

‫قلت مؽادرة جهة الباب " أصلحٌه إن استطع ِ‬


‫ت أما تقتلٌه فارفعٌها من‬
‫رأسك"‬

‫خرجت فوجدته ٌقؾ مكانه ‪ ,‬لو ٌعلم فقط أنها تخدعه لقتلها وقتلنً دون‬
‫رحمة‬

‫ت منها شٌبا ً"‬


‫قال بحٌرة " هل فهم ِ‬

‫هززت رأسً ببل وقلت " اتصل بزوجها وأفهم منه"‬

‫قال مؽادراً " حسنا ً وابقً بقربها "‬

‫ثم التفت نحوي نظر لثٌابً وقال " ؼٌري هذه ال تبقً بها أمامها"‬

‫فتحت ذراعاي وقلت بتذمر " رابد ما هذا بحق هللا ‪ ,‬ثم هً امرأة مثلً‬
‫وشقٌقتك فما فً األمر"‬

‫قال بضٌق " قلت تؽٌرٌها ٌعنً تؽٌرٌها فٌبدوا لً ال أخطر على حٌاتً‬
‫من شقٌقتً "‬

‫عدت للؽرفة وأؼلقت الباب خلفً بقوة ووقفت واضعة ٌداي وسط جسدي‬
‫بضٌق‬

‫فضحكت وقالت " ما بك ؟" !‬

‫توجهت للخزانة أخرجت فستانا ً طوٌبلً أبٌض اللون ومشجر األطراؾ‬


‫بكمان‬

‫ٌصبلن حد المرفقٌن ثم ٌتسعان بنصؾ دابرة ‪ ,‬رمٌته على األرض بقوة‬


‫وقلت‬
‫"أوامر شقٌقك الجدٌدة "‬

‫أؼلقت فمها بٌدها وضحكت كثٌراً فقلت بضٌق " مرٌم ٌبدوا لً حالً‬
‫ٌعجبك "‬

‫وقفت وتوجهت نحوي وقالت " أقسم أن شقٌقً ذاك قد فقد عقله " ثم‬
‫رفعت الفستان عن األرض وقالت " البسٌه هٌا وستري ما سنفعله "‬

‫أخذته منها لبسته وعدت لها فقالت‬

‫"أقسم أن ٌمزقه من علٌك هذا أجمل من السابقة التً كنتً ترتدي"‬

‫ثم أمسكت ٌدي وقالت " تعالً لنرى "‬

‫أجلستنً على الكرسً فتحت ضفٌرة شعري ومشطته وجمعته كله لؤلمام‬
‫وربطته‬

‫بشرٌطه خضراء أماما ً ثم رفعت وجهً بؤصابع ٌدها وقالت‬

‫"ال تحتاجٌن لشًء ما شاء هللا بعض الحمرة عند الخدٌن وكحل بسٌط‬
‫للعٌنٌن الجمٌلتٌن "‬

‫تنهدت وقلت " مرٌم ما سٌقول شقٌقك وأنتً تبكً عندي وأنا أتزٌن"‬

‫ضحكت وقالت " لن ٌقول شٌبا ً هٌا قفً وانظري لنفسك"‬

‫وقفت أمام المرآة كان الفستان منسابا على جسدي ٌرسمه رسما ومفتوح‬
‫عند األطراؾ‬
‫السفلٌة ‪ ,‬خداي كانا وكؤنً مستٌقظة من النوم اآلن والكحل خفٌفا ً أبرز‬
‫عٌناي أكثر دون أن ٌظهر أنهما مكتحلتان ‪ ,‬ألبستنً سواراً خفٌفا ً من‬
‫الكرٌستال األخضر اللون‬

‫تتدلى منه عقٌقتان بٌضاوان ثم دفعتنً جهة الباب وقالت‬

‫"هٌا أخرجً له وقولً أننً أصبحت بخٌر وأضحك معك أٌضا ً"‬

‫خرجت بقلة حٌلة تاركة مصٌري بٌن ٌدٌها ‪ ,‬لو هناك من سٌدمر ما تبقى‬
‫من هذا‬

‫الزواج فسٌكون مرٌم ‪ ,‬لم ٌكن رابد موجوداً فً الخارج سمعت صوته‬
‫ٌتحدث عبر‬

‫الهاتؾ فً مكتبه والباب مفتوح فتوجهت إلى هناك ودخلت ‪ ,‬كان ٌقؾ‬
‫جهة رفوؾ‬

‫المكتبة وما أن دخلت حتى نظر باتجاهً وبقت عٌناه معلقتان بً تتنقل‬
‫بٌن وجهً‬

‫فشتتت نظري بعٌداً عنه ‪ ,‬أنهى مكالمته فقلت من فوري‬


‫ُ‬ ‫وفستانً‬
‫وعٌناي أرضا ً‬

‫"لقد أصبحت أفضل اآلن هل أخبرك أٌوب ما حدث بٌنهما "‬

‫عم الصمت وطال ولم ٌجب فرفعت عٌناي له فكان على حاله ثم توجه من‬
‫حٌنها‬
‫للمكتب وقال مولٌا ظهره لً " قال تشاجرا وخرجت من البٌت وٌبدوا‬
‫هوا ؼاضب‬

‫منها أٌضا ً وهذا ما سٌعقد األمر أكثر "‬

‫تنهدت وقلت " أتمنى أن ال ٌتهورا فً األمر فبٌنهما أطفال "‬

‫التفت ناحٌتً ٌود قول شًء فعلق نظره على السوار فً ٌدي ألنً كنت‬
‫أبعد شعري‬

‫خلؾ أذنً قبل أن ٌلتفت فاقترب منً حتى وقؾ أمامً ولعب بالعقٌقتٌن‬
‫فٌه بؤصبعه وقال بهمس " قلت ؼٌري مبلبسك ولٌس تزٌنً أكثر "‬

‫أنزلت ٌدي لؤلسفل وقلت وعٌناي فً عٌنٌه " فستان وطوٌل وبؤكمام‬
‫أٌضا ً فما الخطؤ بً "‬

‫اقترب حتى صارت أنفاسه تلفح وجهً بقوة ومرر أصابعه على خدي‬
‫وقال‬

‫"وخدان متوردان وعٌنان سوداوان أكثر وشعر حرٌري ٌبلمس نصؾ‬


‫الفخذٌن "‬

‫ثم نظر لشفتاي مطوالً ومرر أصبعه علٌهما وقال هامسا ً‬

‫"وشفتان زهرٌتان فما بقً بعد "‬

‫كنت أنصهر انصهاراً من لمسته وكؤنً تمثال جلٌدي أشعلوا فً وسطه‬


‫ناراً ‪ ,‬خلل‬
‫أصابعه فً شعري وقرب وجهً إلٌه حتى تبلمست شفتٌنا فؤؼمضت‬
‫عٌناي من‬

‫شدة ما اعترانً فسمعنا صوت باب ؼرفة النوم ٌفتح ‪ ,‬ابتعدت عنه‬
‫فكانت‬

‫مرٌم أسرع منا وقفت عند الباب وقالت‬

‫"عذرا ٌبدوا أنً جبت فً وقت سًء جداً آسفة الباب كان مفتوحا ً هوا‬
‫خطؤكما إذا "‬

‫نظر للسقؾ ثم أدار رأسه وتوجه ناحٌة رؾ المكتبة وهوا ٌقول‬

‫"ولما كل هذا الموشح من المبررات النتٌجة واحدة أنك أفسد ِ‬


‫ت األمر "‬

‫ضحكت مرٌم وقالت " علٌكما استحمال وجودي قلٌبلً "‬

‫أخذ كتابا من الرؾ ثم خرج واقتربت هً منً وقفت بجانبًٌ وضربتنً‬


‫على‬

‫ظهري بخفة وقالت " ها ما رأٌك فً النتٌجة"‬

‫تنهدت وقلت " نتٌجة معذبة للؽاٌة هل جب ِ‬


‫ت لتصلحٌه أم لتقتلٌنً ٌا مرٌم‬
‫"‬

‫ضحكت وقالت " لم نفعل شًء حتى اآلن "‬

‫خرجت وهً تتبعنً وأنا أقول " ما فعلته ٌكفً أنتً ال تعلمً ما صنعته‬
‫بً "‬
‫عدنا لؽرفتً التفتت ناحٌتها وقلت " لما لم ٌتحدث رابد معك بشؤن‬
‫خبلفكم الوهمً"‬

‫ضحكت وقالت " اتصل بً أٌوب قبل قلٌل وقال أن رابد اتصل به فؤخبره‬
‫أن‬

‫ال ٌتحدث معً وأن ٌؤخذ كل واحد منا وقتا لتجمٌع أفكارنا هههه ومثل‬
‫علٌه‬

‫أنه ؼاضب منً أٌضا ً"‬

‫نظرت لها بنصؾ عٌن وقلت بضٌق " أخبرنً رابد أنه ؼاضب منك كان‬
‫قلقا جداً من األمر ‪ ,‬مرٌم ال تنسً أنه شقٌقك وال ٌحتمل فٌك شٌبا ً "‬

‫ضحكت وقالت " ٌبدوا أنتً التً ال تحتمل فٌه شٌبا ً"‬

‫تنهدت وقلت " هٌا دعٌنا نعد شٌبا ً لنؤكله"‬

‫خرجنا للمطبخ ومر بنا الٌوم نتحدث ونضحك ولم ٌعد رابد للمنزل واتصل‬
‫بمرٌم لٌخبرها‬

‫أنه سٌتناول الؽذاء فً الخارج ولم ٌكلؾ نفسه عناء أن ٌتصل بً أنا‬
‫لٌخبرنً بدالً منها‬

‫كنا جالستان فً الصالة نشاهد التلفاز لكن عٌناي لم تكونا معلقتان به بل‬
‫فً األرض وفكري‬

‫فً ببلد أخرى حتى أٌقظنً صوت مرٌم قابلة " هٌه قمر أٌن وصلت بك‬
‫األفكار ؟" !‬

‫تنهدت وقلت " ال اعلم أٌن "‬

‫قالت بضحكة " َمن تعنً ‪ ...‬رابد عند صدٌقه "‬

‫قلت بضٌق " مرٌم ال تمضً الوقت بالتسلً بً"‬

‫قالت بنصؾ عٌن " أنكري اآلن أنك كنتً تفكرٌن به"‬

‫قلت بحزن ونظري لؤلرض " ال أعلم لما ٌحب الهروب منً ‪ٌ ,‬سجن‬
‫نفسه دابما ً‬

‫بعٌداً عنً وٌخرج وال ٌعود وإن تقابلنا تشاجرنا فوراً"‬

‫قالت " هكذا هوا رابد ٌهرب دابما ً ‪ ,‬إن أحس بالضٌاع هرب وإن كره‬
‫هرب‬

‫وإن حزن أو ؼضب هرب"‬

‫وضعت ٌدي على خدي وقلت بضٌق " ولما نصٌبً أنا هكذا أحب رجبل‬
‫إن ؼضب من أحد الم الجمٌع وإن ُجرح ال ٌنسى جرحه أبداً وال ٌؽفر‬
‫دون أسباب وإن تعقدت‬

‫لدٌه األمور الذ بالفرار "‬

‫ثم تنهدت وقلت بحزن " ولما هرب اآلن إذاً البد كرها "‬

‫قالت بابتسامة " بل هروبا منك تحدٌداً"‬


‫هززت رأسً ببل وقلت " ٌبدوا لً ال تفهمٌن شقٌقك أبداً "‬

‫تجاهلت ما قلت وقالت بحماس " هٌا أذهبً وؼٌري مبلبسك وال تنسً‬
‫ما اتفقنا علٌه"‬

‫قلت معترضة " ال ‪ ...‬أنا لست مقتنعة بهذا ما سٌفكر بً"‬

‫قالت بتذمر " قمر ٌا بلهاء أنتً زوجته كٌؾ تفكرٌن هكذا"‬

‫أشحت بنظري عنها فً صمت فوقفت وسحبتنً من ٌدي قابلة‬

‫"قومً هٌا بسرعة فقد ٌؤتً فً أي لحظة"‬

‫تؤففت ووقفت دخلت الؽرفة ورفعت القمٌص من على السرٌر ‪ ,‬كٌؾ‬


‫ترٌدنً أن ألبس‬

‫هذا حتى بنات اللٌل ٌخجلن منه أي قمٌص نوم هذا ‪ ,‬تنهدت ولبسته‬
‫ووضعت كمٌة‬

‫كبٌرة من العطر وأحمر شفاه دمً قاتم ورسمت عٌناي باألسود الثقٌل‬
‫ووضعت ظبل‬

‫بسٌطا أسود اللون فوق العٌن كما طلبت ‪ ,‬وقفت أمام المرآة ونظرت‬
‫لجسدي الشبه‬

‫عاري تماما ً ‪ ,‬كان قمٌصا أسوداً شفافا ً وقصٌراً جداً ال ٌستر شًء من‬
‫شًء لكنه‬
‫مبهر على جسدي ‪ ,‬فردت شعري لؤلمام فؤخفى أؼلب جسدي ‪ ,‬هكذا‬
‫أفضل ولكن‬

‫مرٌم الخبٌثة فكرت حتى فً هذه وسترفع لً شعري ‪ ,‬ال أعلم أي لٌلة‬
‫تنتظرنً‬

‫اللٌلة ‪ ...‬أجزم أنها ستكون األخٌرة لً هنا بمشكلة كبٌرة معه ‪ ,‬ارتدٌت‬
‫قمٌصا‬

‫حرٌرٌا طوٌبلً لٌستر جسدي أمامها كما خططت وربطت حزامه من األمام‬
‫وخرجت‬

‫لها فسحبتنً من ٌدي عابدة بً للؽرفة أجلستنً على الكرسً ومشطت‬


‫شعري لؤلعلى‬

‫وجمعت جزء منه بلفات متداخلة وثبتتها بمشابك الشعر وأنزلت منه‬
‫خصبلت بسٌطة‬

‫قامت بلفها بشكل لفات كما مع باقً الشعر المجموع لؤلعلى لتتدلى‬
‫اللفات على كتفً‬

‫وجمعت ؼرتً جانبا لتمسكها فقلت " هذه ال " قالت بحٌرة " ولما !!‬
‫ستكون بعٌدة أفضل"‬

‫قلت بابتسامة سخرٌة " أحد أوامر شقٌقك"‬

‫ضحكت وقالت " أنا أعرؾ رابد جٌداً منذ صؽره ٌحب الؽرة المقصوصة‬
‫هكذا مثلك"‬
‫رفعت رأسً ونظرت لها وقلت " لماذا ٌحبها فً صؽره"‬

‫رفعت كتفٌها وقالت " أذكر أنه كان ٌقول صدٌقتً الصؽٌرة ؼرتها هكذا‬
‫وكان ٌتحدث‬

‫عنها كثٌراً ٌبدوا لً ال توجد إال فً مخٌلته فؤنا لم أره ٌلعب ٌوما ً فً‬
‫الشارع مع فتاة‬

‫ولم ٌكن ٌخرج كثٌراً وأؼلب وقته ٌقضٌه فً سطح المنزل مع منظاره‬
‫وعش الحمام "‬

‫نزلت من عٌناي دمعتان فؤنزلت راسً كً ال تراهما وقلت‬

‫"إن كان حٌن كبر توقؾ عن الحدٌث عنها تكون من خٌاله فقط"‬

‫قالت بعد صمت " نعم لم ٌعد ٌتحدث عنها الحقا ً"‬

‫أجل نسٌنً تماما ً لماذا إن كان ٌتحدث عنً دابما ً فً صؽره لماذا نسٌتنً‬
‫ٌا رابد ؟!‬

‫ٌبدوا لً عقله مسح كل شًء ٌخص هذا المكان بعد تلك الحادثة التً‬
‫طردوه فٌها‬

‫أنهت تجهٌز شعري وأمسكت ؼرتً جانبا ً بمشبك كرٌستالً أحمر اللون‬
‫كما أرادت‬

‫وخرجنا لنجلس حٌث كنا نشاهد التلفاز وأطفؤنا األنوار فلم ٌبقى سوى‬
‫ضوءه فقط‬
‫بعد وقت فتح رابد الباب ودخل نظر لنا مطوالً فً صمت ثم قال " مساء‬
‫الخٌر"‬

‫تنهدت مرٌم بضٌق وقالت " مساء الخٌر"‬

‫ٌالك من ممثلة ٌا مرٌم ال تختلفٌن عن شقٌقك أبداً ‪ ,‬اقترب منا جلس‬


‫على الكرسً‬

‫فقالت مرٌم " هل تناولت عشابك ؟" !‬

‫ولم أتحدث أنا طبعا ً ونظري على التلفاز دون حراك حسب مخططها ‪,‬‬
‫نظر باتجاهً‬

‫مطوالً ثم قال " ال رؼبة لً فً األكل"‬

‫انتقل نظره من وجهً لساقً التً كانت تظهر من بٌن أطراؾ القمٌص‬
‫الحرٌري وأنا‬

‫أراقبه خلسة ‪ ,‬رفع نظره لمرٌم وقال " ألن تتحدثً وزوجك فً األمر ما‬
‫الذي أؼضبه منك"‬

‫ْ‬
‫نظرت للتلفاز وقالت ببرود " قل ما أؼضبنً أنا أم أنك فً صفه"‬
‫لعب بمفاتٌحه قلٌبل بٌن ٌدٌه ثم قال " لست فً صؾ أي منكما مادمت لم‬
‫أعلم ما حدث "‬
‫ُ‬
‫حركت حٌنها ساقً لتظهر بوضوح أكبر فنظر لها مباشرة ثم وقؾ وقال‬

‫"قمر اتبعٌنً"‬

‫دخل ؼرفة النوم ونظرت جهة مرٌم فؽمزت لً وقالت هامسة‬


‫"ال تنسً ما اتفقنا علٌه"‬

‫تنهدت بقلة حٌلة ووقفت ‪ ,‬قد تنجح مرٌم وتصلح األمور وأعٌش معه‬
‫ولو ٌوما ً‬

‫سعٌدا وأحداً قبل أن أموت ‪ ,‬دخلت الؽرفة وأؼلقت الباب ‪ ,‬نظر لً من‬
‫أعلى‬

‫ألسفل ثم قال " ما ترتدٌن تحت القمٌص ؟" !‬

‫قلت ببرود " قمٌص نوم"‬

‫بقً ٌنظر لً مطوالً باستؽراب فقلت " شقٌقتك الحظت قمصان النوم لدي‬
‫كلها جدٌدة وبدأت بطرح أسبلة لم أجد لها جوابا ً فارتدٌت وأحداً وأخفٌته‬
‫بهذا القمٌص الحرٌري "‬

‫قال بعد صمت " دعٌنً أراه"‬

‫قلت بحدة " هل تضننً أكذب علٌك لتتؤكد أم ماذا"‬

‫قال بؽٌض " ومن قال أنً أشك فً صدقك"‬

‫قلت بحدة أكبر " ما معنى ما طلبته إذا"‬

‫خرج من الؽرفة مؽتاظا ً ودخل مكتبه وضرب بابه بقوة ‪ ,‬عدت حٌث مرٌم‬
‫وجلست أتؤفؾ بضٌق فضحكت وقالت بهمس " ماذا حدث معك ٌبدوا‬
‫بركانا سٌتفجر " احتضنت وسادة األرٌكة بؽٌض وقلت " ال اعلم كٌؾ ال‬
‫أكرهه " قالت‪ :‬هل تشاجرتما"‬
‫قلت بضٌق " طلب أن ٌرى القمٌص علً"‬

‫ضحكت وقالت " وهل رآه"‬

‫قلت " ال كما اتفقنا"‬

‫قالت " جٌد سٌعود بعد قلٌل"‬

‫قلت بسخرٌة " ٌالك من واهمة إن ؼادر صومعته قبل الصباح فواجهٌنً‬
‫"‬

‫قالت بابتسامة " لن ٌكون طبٌعٌا ً إن لم ٌفعل ما قلت وستري بعٌنٌك"‬

‫قامت بتؽٌٌر المحطة لمسرحٌة وقالت " سنضحك علٌها ولو مرؼمتٌن"‬

‫ضحكت وقلت " مرٌم من أٌن لك كل هذا الجنون"‬

‫قالت بتذمر " علٌه أن ٌعلم أنك لم تبالً له ٌجب أن ٌصله صوت‬
‫ضحكاتك هناك"‬

‫قلت بهدوء " أمري هلل سؤضحك كاذبة أٌضا ً"‬


‫ولكننا فعبلً انسجمنا مع المسرحٌة وأصبحت ضحكاتنا تعلوا ال إرادٌا ً ‪,‬‬
‫بعد وقت‬

‫خرج رابد نظر لنا مطوالً ثم للتلفاز ثم توجه لؽرفة النوم وقال عند دخوله‬
‫لها‬

‫"قمر"‬
‫ثم دخل فضحكت مرٌم ووكزتنً ألذهب له ‪ ,‬دخلت الؽرفة وأؼلقت الباب‬
‫خلفً‬

‫فاقترب منً فً صمت وأمسك حزام القمٌص وفتحه ببطء لٌنكشؾ كل‬
‫شًء ٌخفٌه تحته وقد تاهت عٌناه فٌما ظهر من جسدي ثم رفع ٌدٌه‬
‫ألكتاؾ القمٌص لٌزٌله فقلت وأنا أشده على جسدي " ال"‬
‫ابعد ٌدٌه وتراجع خطوتٌن ثم نظر لً مطوالً وقال‬

‫"مإكد تعلمً أنك ستباتٌن اللٌلة ملعونة لرفضك لً"‬

‫أشحت بنظري عنه وأنا أمسك القمٌص حول جسدي بقوة ألستره به‬
‫وقلت " ومإكد لم تنسى أنك قلت لن ٌحدث شًء بٌننا إال بموافقتً"‬

‫قال بحدة " وتتبعٌن كبلمً أم كبلم هللا ورسوله"‬

‫نظرت له وقلت بحدة " وال تنسى أنه قال وعاشروهن بالمعروؾ"‬

‫قال بؽٌض " قمر أنا ال أرٌد أن أجبرك على هذا وآخذ حقً وكؤنً‬
‫أؼتصبك"‬

‫أشحت بنظري عنه وقلت " وأنا ال ٌمكننً أن أكون جارٌة فً اللٌل‬
‫وخادمة فً النهار عاشقة بٌن أحضانك لٌبل ومتنفسا لؽضبك باقً‬
‫األوقات ‪ ,‬أنا بشر ولست آلة "‬

‫خرج وضرب باب الؽرفة خلفه بقوة ‪ ,‬تنهدت بضٌق وجلست على‬
‫السرٌر ‪ ,‬أعلم‬

‫أن هذه اللٌلة لن ترى شمس الصباح وأستؽرب أنه لم ٌضربنً حتى اآلن‬
‫وأستؽرب حتى أنه عاد للؽرفة مجدداً ‪ ,‬عدت للخرج ووقفت عند مرٌم‬
‫فقالت‬

‫"فً المرة القادمة ال تمنعٌه عنك"‬

‫قلت بضٌق " لن تكون هناك قادمة ثم أنا ال أرٌد حقا ً"‬

‫قالت " قمر هذا حقه وستحاسبٌن علٌه فهمتً"‬

‫لذت بالصمت متضاٌقة فقالت‬

‫"كنت أخشى أن ٌترك المنزل لٌرجع بعدها مكتفٌا ولن ٌؤبه بك"‬
‫نظرت لها بصدمة وقلت " ما تعنً بهذا ؟ " !‬

‫قالت " أعنً ما فهمته جٌداً فالرجل إن رفضته المرأة أفرغ ما ٌكبته عند‬
‫ؼٌرها‬

‫بالحبلل أو الحرام والشٌطان سٌستؽل ضعفه حٌنها لذلك أمرنا هللا أن ال‬
‫نرفضهم‬

‫تحت أي ظرؾ كان فبل تسلمً زوجك لؽٌرك ٌا قمر وأعطه حقه متى‬
‫طلبه "‬

‫جلست أتنهد بضٌق ‪ ,‬ال استطٌع أن أقول أن هللا ظلمنا فً هذا ألنه ال‬
‫ٌظلم أبداً بعد وقت خرج ووقؾ عندنا وقال موجها ً حدٌثه لمرٌم " أراك‬
‫تضحكٌن كثٌراً‬

‫وكؤنك استحلٌ ِ‬
‫ت شجارك مع زوجك وبعد أبنابك عنك ‪ ,‬هذه لٌست عادتك‬
‫"‬
‫قالت ببلمباالة " ولما أؼتم وهوا المخطا وٌرى أنً على خطؤ ‪ ,‬لن أبكً‬
‫علٌه‬

‫ألنه سٌرجع من تلقاء نفسه ‪ ,‬أنتم الرجال ال ٌعطى لكم وجه فما أن‬
‫تشعرون‬

‫بضعؾ المرأة حتى تتجبرون علٌها "‬

‫قال بسخرٌة " كم أخشى من احتكاك زوجتً الدابم بك "‬

‫قالت بعد ضحكة " اعزلها عنً إذاً"‬

‫قال ببرود " هل تعلمً ما أسوء ثبلث أشاء دخلت حٌاتً مإخراً"‬

‫قالت بابتسامة " أعلم ‪ ....‬أنا وقمر وؼٌداء"‬

‫قال مؽادراً " الثالثة أخطاتً فٌها"‬

‫ثم توجه جهة ؼرفة النوم ودخلها وترك بابها مفتوحا ثم قال بصوت‬
‫مرتفع‬

‫"قمر تعالً"‬

‫نظرت لها فضحكت بصمت ثم قالت " هٌا اذهبً إلٌه"‬

‫تنهدت بضٌق ثم قلت " وما قصة الثبلث أشٌاء هذه التً ٌذكرها دابما ً "‬
‫قالت بابتسامة " هً مقولة رابد المشهورة ٌضع ابؽض وأسوء األشٌاء‬
‫لدٌه فً‬
‫ثبلث أمور أحدها شًء ثابت دابما ً وسإاله هذه المرة أوقعه ألنه ؼفل‬
‫أنً أعلم‬

‫ما ٌكون الشًء الثالث "‬

‫ُ‬
‫تنهدت بضٌق فقالت " هٌا اذهبً إلٌه فبل نرٌد اختبار صبره"‬

‫وقفت وتوجهت للؽرفة دخلت وأؼلقت الباب خلفً كان واقفا ً وٌدٌه فً‬
‫جٌوبه‬

‫نظر لً مطوالً ونظري لؤلرض ثم قال " ما الذي ٌؽضبك منً ؟ " !‬

‫نظرت له وقلت " انظر كم مرة تشاجرنا فعن أٌها تسؤل"‬

‫اقترب ووقؾ أمامً وقال‬

‫"كنا نتشاجر دابما ً بدون هذا الموقؾ السلبً منً لٌبلً فما األمر"‬

‫أشحت بنظري عنه فً صمت فقال " لم َتردي علٌا التحٌة وقت دخولً‬
‫ولم تسؤلٌنً‬

‫حتى إن كنت أحتاج عشاء هل تبلحظ مرٌم فقط لباسك وتلك األمور ال "‬

‫نعم ذكابك ٌعرؾ متى ٌتحرك ‪ ,‬مسحت على خدي بظهر أصابعً وقلت‬

‫"واتصالك بها هً لتخبرها أنك لن تكون موجوداً على‬

‫ؼداء متجاهبلً لً ألٌس أمراً تلحظه أٌضا ً "‬


‫أمسك ٌدي أبعدها عن خدي وقال " ألجل هذا إذا "‬

‫نظرت لعٌنٌه وقلت " أنا زوجتك وأنا من كان ٌفترض بك أن تتصل بً‬
‫لتخبرنً‬

‫أنت ال تعلم كم أهنتنً أمام شقٌقتك ‪ ,‬لما تتجاهلنً ٌا رابد لماذا ؟ " !‬

‫قال وٌده على خدي ٌمسحه بإبهامه " ألنً لم أكن أرٌد حٌنها أن أسمع‬
‫صوتك "‬

‫قلت ودموعً نزلت من عٌناي مارة على إبهام ٌده‬

‫"ألهذا الحد تكرهنً وال ترٌد سماع صوتً "‬

‫رفع رأسه لؤلعلى وٌده تمسح الدموع من خدي ونظره للسقؾ وقال‬

‫"فهمك خاطا ‪ ...‬خاطا ٌا قمر "‬

‫قلت ونظري علٌه " ولما إذاً فسر لً األمر ؟ " !‬

‫عاد بنظره لوجهً أمسك بالمشبك الممسك لؽرتً نزعه دون أن ٌفتحه‬
‫ورماه لٌسقط‬

‫على الطاولة وقال وهو ٌعٌد ؼرتً لجبٌنً بؤصابعه " ألم أقل لك أنً‬
‫أحبها هكذا "‬

‫بقً نظري معلق به دون كبلم فؤمسك وجهً بٌده وقال‬

‫"أنا آسؾ ألنً لم أتصل بك ولن ٌتكرر ذلك حسنا ً "‬


‫نظرت لؤلرض فً صمت فقال " قمر أنا لم أعتذر احتٌاالً علٌك آلخذ منك‬
‫ما أرٌد‬

‫تؤكدي من ذلك وأخبرتك أنً ال أرٌد إجبارك على هذا مكرهة و" ‪....‬‬

‫بتر كلماته حٌن فتحت حزام القمٌص وأزلته عن جسدي ببطء لٌسقط‬
‫أرضا ً ثم أمسكت‬

‫ذراعً األٌمن بٌدي الٌسره ورأسً لؤلسفل ‪ ,‬بقً صامتا ً لوقت دون‬
‫حراك وٌبدوا كله‬

‫من أجل تؤملً ألنً لم أكن أرى وجهه ثم رفع وجهً بؤصابعه من ذقنً‬
‫ودون مقدمات‬

‫بؤي كلمة قبلنً تلك القبلة المجنونة كالتً منذ أٌام فً منزل والده ‪,‬‬
‫القبلة التً أدمت شفتاي وظننت أنها عقابا ً منه فهذه ما ستكون إذاً !!‬
‫سحبنً بعدها للسرٌر لننام معا ً‬

‫اللٌلة األولى لنا هنا ‪ ,‬عند الصباح تسللت من السرٌر بهدوء على‬
‫رإوس أصابعً‬

‫ونظرت لقمٌصً النوم المرمٌان على األرض ثم للقمٌص األحمر الذي‬


‫كنت أرتدي‬

‫ثم نظرت له فكانت عٌناه مؽمضتان ‪ ,‬تسحبت ببطء ألتوجه للحمام ففتح‬
‫عٌنا ً واحدة‬

‫نظر لً ثم أؼمضها ومد ٌده وقال " تعالً "‬


‫ضربت بقدمً على األرض عدة مرات ؼضبا ً ودون صوت ثم عدت‬
‫للسرٌر فسحبنً‬

‫لحظنه فً صمت وبعدما عاد للنوم توجهت فوراً للحمام استحممت‬


‫وخرجت‬

‫ارتدٌت فستانا ً أسود اللون ٌصل لنصؾ الساق بؤكمام قصٌرة وشرابط‬
‫وردٌة‬

‫مربوطة عند األكمام واألطراؾ السفلٌة له ‪ ,‬مشطت شعري دون تجفٌفه‬


‫خشٌة‬

‫أن ٌستٌقظ هذا الجبل على صوت مجفؾ الشعر وأجد نفسً بقمٌص نوم‬
‫رابع‬

‫وحمام جدٌد ‪ ,‬خرجت بعدها من الؽرفة ووجدت مرٌم خارجة من ؼرفتها‬


‫ْ‬
‫ضحكت ما أن رأتنً وقالت " مساء الخٌر ما كل هذا النوم "‬

‫نظرت لجهة المطبخ بضٌق ولم أتحدث فعادت للضحك من جدٌد فقلت‬

‫ت فعبلً لتصلحً األمور بٌننا أم لتتسلً بً ٌا‬


‫"مرٌم هل جب ِ‬

‫حمقاء ‪ ....‬كاد ٌقتلنً بسببك "‬

‫قالت ضاحكة " ال نتابج مرضٌة على ما ٌبدوا"‬

‫قلت متوجهة جهة المطبخ " اعتذر منً عن أحد أخطابه وللمرة األولى‬
‫"‬
‫قالت وهً تدخل خلفً " جٌد رأٌت بعٌنك اآلن وسننتقل للجزء الثانً من‬
‫الخطة "‬

‫نظرت لها وقلت بتهدٌد " من دون قمصان نوم هذه المرة "‬
‫ضحكت وقالت " لن تتخلصً منها بعد الٌوم لقد فتحنا عٌنه علٌها ‪ ,‬هٌا‬
‫لنجهز فطورنا المتؤخر "‬

‫كنا داخلتٌن فؤوقفنً صوت اتصال بنؽمة أعرفها جٌداً‬


‫وعند هنا انتهى فصلنا الجدٌد‬
‫الفصل القادم لرابد وٌخبا له مفاجبة كبٌرة‬
‫كونوا على الموعد ودمتم بحفظ الواحد األحد‬

‫الفصل التاسع عشر‬

‫استٌقظت وجلست أحرك رقبتً ٌمٌنا وٌسارا ثم نظرت جانبا ً ‪ ,‬لقد خرجت‬
‫من‬

‫الؽرفة ٌبدوا أنها تنتظر الصباح بفارغ الصبر لتهرب منً ‪ ,‬وقفت أتكاسل‬
‫ثم‬

‫توجهت جهة الحمام ثم ؼٌرت رأًٌ وعدت جهة المرآة نظرت لوجهً‬
‫وعدلت‬

‫شعري بؤصابعً ‪ ,‬شعري لٌس أجعدا ولكنه ٌصبح حكاٌة إن نمت كثٌراً‬

‫خرجت من الؽرفة وتوجهت حٌث كانت تصدر أصواتهم من المطبخ ‪,‬‬


‫سمعت‬
‫بكاء قمر ومرٌم تهدبها محاولة إسكاتها ‪ٌ ,‬بدوا ٌضنان أننً فً الحمام‬
‫اآلن ولن‬

‫أخرج هذا الوقت ‪ ,‬اقتربت من الباب وقفت أمامه وقلت‬

‫"من المفترض أن مرٌم من ٌبكً وأنتً تواسٌنها ولٌس العكس "‬

‫نظرت مرٌم باتجاهً وقالت بضٌق " هذا عوض أن تؤتً أنت إلسكاتها‬
‫"‬

‫قلت بضٌق أكبر " بقً أن تحطم أدوات المطبخ أٌضا ً فهً تندم على ذلك‬
‫دابما ً "‬

‫وقفت قمر ودخلت المخزن ولم نعد نستمع سوى لصوت شهقاتها‬
‫وعبراتها المكتومة‬

‫أمسكت مرٌم بٌدي وسحبتنً معها خارج المطبخ ثم قالت هامسة بؽٌض‬

‫"رابد هل جننت أال مشاعر لدٌك تراها تبكً بشدة أمامك وتزٌدها بكاء‬
‫على بكابها "‬

‫قلت بحدة " هل لك أن تخبرٌنً ما ٌبكٌها بعد خروجها من عندي"‬

‫قالت بؽٌض " أحمق ومعتوه ولست تقدر قٌمة ما لدٌك وسؤذكرك بهذا‬
‫ٌوما ً"‬

‫قلت بؽضب " نعم هذا ما تفلحٌن فٌه إلقاء اللوم علً ‪ ,‬قولً ما‬

‫أبكاها إن كنتً تتجربٌن على قوله"‬


‫قالت بصراخ ؼاضب " كانت تــ " ‪......‬‬

‫خرجت حٌنها قمر قابلة " توقفً ٌا مرٌم "‬

‫بترت مرٌم كلمتها والتفتت لقمر التً تخطتنا ودخلت الؽرفة وأؼلقت‬
‫بابها خلفها‬

‫نظرت لمرٌم وقلت " ماذا هناك ؟! ما الذي كنتً ستقولٌنه"‬

‫أشاحت بنظرها عنً ؼاضبة وقالت‬


‫"لن أقول مادامت ال ترٌد اذهب إلٌها واسؤلها بنفسك "‬

‫تركتها ودخلت الؽرفة وجدتها جالسة على األرض متكبة على حافة‬
‫السرٌر وتمسك‬

‫ٌدها الٌسرى وتضربها على خشب السرٌر من األلم وتكتم صرخاتها ‪,‬‬
‫ركضت مسرعا ً‬

‫باتجاهها أمسكت كتفٌها لتبتعد وقلت‬

‫"قمر ما بك !! ما كل هذا األلم لما تضربٌن ٌدك ‪ ....‬قمر توقفً عن هذا‬


‫"‬

‫لكنها لم تجب بل ابتعدت عنً واقفة تمسك ٌدها وقالت ببكاء‬

‫"ابتعد عنً ما ترٌد بً بعد "‬

‫بقٌت أنظر لها فً صمت فؤولتنً ظهرها واقتربت من الجدار اتكؤت‬


‫بجبٌنها علٌه‬

‫تضؽط بٌمٌنها على ذراعها األٌسر بقوة وتخرج منها آهة مكتومة دلٌل‬
‫األلم الشدٌد‬

‫اقتربت منها فقالت " اتركنً وشؤنً ٌا رابد ال تلمسنً أتــ آآآآآآآآآآآآآآآآه‬
‫"‬

‫ثم نزلت على األرض واآلالم تزداد معها أكثر ركضت لها فً خطوة‬
‫واحدة نزلت‬

‫عندها ‪ ,‬حملتها بٌن ذراعاي ووضعتها على السرٌر أخرجت عباءتها من‬
‫الخزانة‬

‫وتوجهت ناحٌتها وجلست على السرٌر وقلت‬

‫"سوؾ آخذك للمستشفى هٌا لترتدي عباءتك "‬

‫قالت بتؤلم " ال ‪ ...‬ال أرٌد سٌخؾ األلم بعد قلٌل "‬

‫قلت بحدة ممسكا ٌدها وأسحبها نحوي " أنا ال آخذ رأٌك لن تبقً تتؤلمً‬
‫هكذا "‬

‫سحبت ٌدها من ٌدي وابتعدت حتى طرؾ السرٌر خبؤت وجهها فً‬
‫الوسادة وقالت‬

‫"لقد زال األلم ال أرٌد الذهاب لن ٌفعلوا لً شٌبا ً وأخبرتك مرارا ال‬
‫أحتاج لشفقتك "‬
‫وقفت وقلت بؽضب " الحق علً ال أرٌدك أن تتؤلمً هكذا لن أفعلها‬
‫ثانٌتا آسؾ موالتً"‬

‫ثم خرجت من الؽرفة فقابلتنً مرٌم قابلة بخوؾ " ما بكما ما كل هذا‬
‫الصراخ"‬

‫تركتها وخرجت من المنزل وقفت فً الخارج أتؤفؾ بضٌق ثم أخرجت‬


‫هاتفً واتصلت‬

‫بمرٌم فؤجابت من فورها فقلت " مرٌم أٌن أنتً اآلن ؟" !‬

‫قالت " فً منزلك أٌن سؤكون"‬

‫قلت بضٌق " أعلم أنك فً منزلً فً أي مكان منه اآلن"‬

‫قالت " فً الصالة ماذا بك " !!‬

‫قلت " هل خرجت قمر ؟! هل رأٌتها"‬

‫قالت بقلق " ال ولم ادخل لها للؽرفة"‬

‫قلت " ادخلً وكونً بجانبها واتصلً بً إن حدث شًء‬

‫وال تخبرٌها أنً من طلب هذا"‬

‫قالت باختصار " حسنا ً "‬

‫وأؼلقت الخط ‪ ,‬ؼادرت بالسٌارة وقضٌت وقتا طوٌبلً فً الخارج جربت‬


‫االتصال‬
‫بمرٌم ولكنها ال تجٌب فكرت أن اتصل بقمر لكنً تراجعت أعلم كم اضعؾ‬
‫أمام‬

‫صوتها فً الهاتؾ ثم هً ستلقً علٌا سهامها المسمومة فعدت للمنزل‬


‫دخلت وتوجهت‬

‫لؽرفة الجلوس حٌث كانتا هناك وقفت عند الباب فكانت قمر تخفً وجهها‬
‫وتبكً‬

‫وهاتفها فً حجرها ومرٌم تجلس بجانبها وتقول " ٌكفً ٌا قمر من أٌن‬
‫تجدٌن كل‬

‫هذه الدموع لو كنتً بحراً لجؾ منذ وقت أحمدي هللا أنه لم ٌمت"‬

‫قلت بهدوء " مرٌم"‬

‫التفتت إلٌا بسرعة وقالت " متى عدت" !!‬

‫خرجت من الؽرفة قاببل " تعالً "‬

‫ْ‬
‫خرجت خلفً واقتربت منً فقلت " ماذا هناك ما بها ؟" !‬

‫قالت ببرود " لما ال تسؤلها بنفسك أم ال لسان لدٌك"‬

‫قلت بضٌق " مرٌم سؤلت سإاال تجٌبٌن عنه "‬

‫قالت بضٌق أكبر " أقسم إن كان األمر بٌدي ألخذتها من هنا وتركتك‬
‫تعٌش‬
‫وحٌداً فؤنت ال تعرؾ كٌؾ تعٌش إال وحدك ٌا رابد"‬

‫بقٌت انظر لها فً صمت فخفضت بصرها لؤلرض وقالت بهدوء‬

‫"آسفة لم أقصد "‬

‫ثم قالت ونظرها جانبا ً " ابن عمتها الصؽٌر صدمته سٌارة وحالته‬
‫حرجة‬

‫وأنت تعلم هم فً الخارج وهً قلقة علٌه "‬

‫قلت بهدوء " من أخبرها ومتى ؟ " !‬

‫قالت " ابنة عمتها اتصلت بها فً نوبة بكاء صباح الٌوم عندما‬

‫خرجت من ؼرفتكما وأخبرتها "‬

‫قلت بحدة " ولما ٌخبروها أال ٌعلمون بحالتها "‬

‫نظرت لً وقالت بذات الحدة " أراك تخاؾ على نفسٌتها كثٌراً ذكر نفسك‬
‫قبلهم‬

‫بذلك هً سمعت الخبر قبل خروجك بوقت ولم تتؤلم إال بعد كلماتك‬
‫المسمومة تلك"‬

‫ؼادرتها مؽتاظا فؤمسكت بٌدي وقالت بؽضب " أٌن تذهب عد لزوجتك‬
‫فوراً وكن معها "‬
‫نظرت لها باستنكار فقالت بحدة " رابد هً تحتاجك اآلن أكثر من أي‬
‫وقت "‬

‫سوء فدعٌنً‬
‫ً‬ ‫نظرت للجانب اآلخر وقلت ببرود " لن ٌزداد األمر إال‬
‫أذهب أفضل لها "‬

‫قالت بؤمر " تدخل لها حاالً ثم األمر بٌدك تفسده أكثر أو تصلحه "‬

‫ثم سحبتنً حتى الباب ودفعتنً لداخل الؽرفة وؼادرت ‪ ,‬كانت قمر على‬
‫حالها تخفً‬

‫وجهها بذراعها متكبة بمسند األرٌكة وتبكً دون توقؾ ‪ ,‬اقتربت منها‬
‫جلست‬

‫بجوارها وقلت بهدوء " كٌؾ حالته اآلن هل اتصل ِ‬


‫ت بهم ؟ " !‬

‫لم تجب ولم توقؾ بكابها ولم تتحرك ‪ ,‬أخرجت هاتفً واتصلت بزوج‬
‫عمتها‬

‫فؤجاب بعد وقت قاببلً " مرحبا ً ٌا رابد"‬

‫قلت " مرحبا ً سٌد شاهد وحمداً هلل لسبلمة مإمن كٌؾ هوا اآلن"‬

‫قال بصوت حزٌن " أفضل من الصباح وقد أدخلوه ؼرفة‬

‫العملٌات مجدداً وها نحن ننتظر"‬

‫تنهدت بحزن وقلت " أسؤل هللا له العافٌة ٌبدوا الحادث قوٌا"‬
‫قال " كانت شاحنة صؽٌرة ولكنها ؼٌر مسرعة لكان‬

‫مات من فوره ‪ ....‬كٌؾ هً قمر ؟" !‬

‫نظرت جهتها وقلت " تبكً منذ الصباح ما كان علٌكم إخبارها حتى‬

‫تتحسن حالته تعلم أنها" ‪.....‬‬

‫وقفت حٌنها قمر لتؽادر فؤمسكت ٌدها موقفا لها وعٌناي أرضا ً فقال‬

‫"نوران فعلت ذلك دون علمنا ‪ ,‬كانت مع مإمن وقت الحادث ولم‬
‫تستطع‬

‫االتصال بنا فاتصلت بقمر لتتصل بنا وما كنا لنخبرها ونحن نعلم أننا‬
‫بعٌدون‬

‫عنها وستقلق علٌه وقد تمرض "‬

‫تنهدت وقلت " حمدا هلل أنه على قٌد الحٌاة سؤكون على اتصال بك‬
‫الطمؤن علٌه "‬

‫قال " شكراً لك ٌا رابدة واعتنً بقمر جٌداً أرجوك"‬

‫قلت بهدوء " كن مطمبنا ً"‬

‫قال بقلق " هً أمانتك ٌا رابد عمتها منشؽل بالها علٌها كثٌراً لتكن فً‬
‫عٌنك "‬

‫نظرت لها وهً مشٌحة بوجهها عنً وٌدها فً ٌدي ثم نظرت للفراغ‬
‫وقلت‬

‫"ال تخؾ علٌها وداعا ً اآلن "‬

‫أؼلقت الخط وأعدت الهاتؾ لجٌبً سحبتها لتجلس بجواري ودسست‬


‫وجهها‬

‫فً حضنً أمسح على شعرها وقلت " سٌكون بخٌر قال أنه أفضل اآلن‬
‫"‬

‫لم تجب وبقٌت على بكاءها وعبراتها ‪ ,‬ال اعلم من أٌن لها بكل هذه‬
‫الدموع !!‬

‫بعد وقت أبعدت وجهها قلٌبلً عن حضنً ورفعت هاتفها لتتصل بهم‬
‫فؤمسكته‬

‫وقلت " قمر هم منشؽلون علٌك ال تزٌدٌهم فوق انشؽالهم على ابنهم"‬

‫تركت الهاتؾ وجلست مبتعدة عنً ‪ ,‬دخلت حٌنها مرٌم وقالت‬

‫"هل اتصلتم بهم كٌؾ هوا اآلن ؟" !‬

‫قلت بهدوء " هوا أفضل اآلن"‬

‫جلسنا فً صمت وانتظار بعد وقت رن هاتؾ قمر وأجابت من فورها‬


‫قابلة‬

‫"نعم عمتً ما" ‪.....‬‬


‫ثم قالت " حمدا هلل ال تكذبً علٌا أرجوك"‬

‫بقٌت تستمع لوقت ثم أؼلقت الهاتؾ وقالت مرٌم من فورها "ماذا قالت‬
‫لك ؟" !‬

‫قالت بهدوء " حالته مستقرة ‪ ,‬الكسور فً جسده كثٌرة فقط وال نزٌؾ‬
‫داخلً"‬

‫قالت مرٌم بارتٌاح " حمداً هلل علها دمعتك تنشؾ ها هوا بخٌر"‬

‫ثم نظرت لً وقالت " حسام شقٌق أٌوب قال أنه قادم هنا مساء الٌوم‬
‫علٌك استقباله"‬

‫نظرت لها بصدمة وقلت " من قلتً" !!!‬

‫قالت ببرود " قلت حسام أال تسمع جٌداً"‬

‫قلت " ولما ٌؤتً"‬

‫قالت رافعة كتفٌها ببلمباالة " ٌبدوا علم من أٌوب وٌود التحدث معك‬
‫ومعً"‬

‫شعرت بالؽلٌان فً رأسً من مجرد ذكرها له وقلت مؽتاظا‬

‫"ولما هوا ولٌس أٌوب ولما ٌؤتً هوا دون الجمٌع من أٌن له كل هذه‬
‫الشهامة"‬

‫قالت بحدة " رابد ما حل بك هوا شقٌقه وٌرٌد حل الخبلؾ هل نطرده"‬


‫قلت ببرود " بل تعتذري منه"‬

‫وقفت وقالت " ما تعنً بذلك ٌا رابد وما فعله لك لتؤخذ منه هذا الموقؾ‬
‫ثم أنت‬

‫ال تعرفه سابقا ً وهوا ضٌفك وشقٌق نسٌبك فعلٌك استقباله "‬

‫قلت بؽضب " فسري لً سبب قدومه هوا تحدٌداً"‬

‫قالت بؽضب أكبر " فسر لً أنت سبب انزعاجك أم أقول أنا تفسٌري‬
‫لؤلمر"‬

‫قلت بحدة " ماذا تعنً"‬

‫نظرت جهة قمر ثم لً وقالت " أعنً ما فهمت"‬

‫قلت بضٌق " ال لم أفهم واشرحً لً"‬

‫تنهدت وقالت بهدوء " رابد دع عنك هذا الجنون قد تكون نواٌاه حسنة‬
‫حقا ً"‬

‫وقفت حٌنها قمر وقالت ونظرها على مرٌم " سؤعد الؽداء هل ترؼبون‬
‫شٌبا ً معٌننا ؟" !‬

‫قالت " سؤلحق بك لنعده معا"‬

‫خرجت قمر ونظرت مرٌم لً وقالت‬

‫"ص َدق حٌدر حٌن قال أنك مصاب بجنون الؽٌرة ‪ ,‬أتحبها لهذا الحد"‬
‫وقفت وقلت بؽضب " بما تهدي أنتً وشقٌقك"‬

‫ابتسمت بسخرٌة ثم قالت " وبما تفسر ؼضبك من مجرد ذكري لقدوم‬
‫حسام"‬

‫قلت بؽضب " ألنً على حق ‪ ,‬ابنتك زرعت صورة فً دماؼه وهوا قادم‬
‫لمعاٌنة‬

‫الخٌال مع الحقٌقة أم ستنكرٌن ذلك "‬

‫هزت رأسها وقالت بٌؤس " حالتك تبدوا متطورة جداً"‬

‫هممت بالخروج من ؼضبً منها فؤوقفنً صوتها قابلة " لما ال تتركها‬
‫إن كنت ال ترٌدها "‬

‫نظرت لها بصدمة فقالت ببرود " إما عاملها بالحسنى أو فارقها بالحسنى‬
‫مادمت ال تحبها"‬

‫قلت بجمود " مرٌم ما ترٌدٌن الوصول إلٌه"‬

‫قالت بهدوء " أرٌد أن ترتاح وترتاح الفتاة قبل أن تفقد حٌاتها بسببنا‬
‫فؤتركها تذهب‬

‫بحال سبٌلها ما دمـ " ‪.....‬‬

‫قاطعتها بحدة " وهذا كبلمك أم كبلمها"‬

‫قالت بؽضب " وهل تتكلم هً لو كانت تقول هذا ما كنت تعاملها هكذا"‬
‫ابتسمت بسخرٌة وقلت مؽادراً‬

‫" ال تخافً علٌها تذكرها أكثر منك وطبلق لن أطلقها وافهمٌها كما‬
‫ترٌدي"‬

‫ؼادرت جهة باب المنزل فلحقت بً قابلة‬

‫"سؤستقبله وحدي إن لم تبقى وال تؽضب ألنك السبب "‬

‫التفتت لها وقلت بؽضب " ما الذي أصاب عقلك ٌا مرٌم "‬

‫قالت ببرود " لن أطرد شقٌق زوجً وهوا كل ؼرضه مصلحتً ثم هوا‬
‫المقرب‬

‫لً من أشقابه وأصؽر منً ومنك وأعده شقٌقً "‬

‫تنفست بقوة وقلت " اعتذري منه إذاً"‬

‫قالت بضٌق " كٌؾ أعتذر منه اشرح لً أنت "‬

‫لوحت بٌدي فً الهواء وقلت بضٌق أكبر " قولً له أي عذر هل‬
‫سؤعلمك"‬

‫قالت ببرود متوجهة للداخل " لٌس لدي عذر ولٌس هوا بالؽبً لتفوته‬
‫أنها‬

‫تصرٌفه وقمر لن ٌراها فً كل األحوال "‬


‫ْ‬
‫دخلت ووقفت حٌث قمر التً تقطع‬ ‫لحقت بها وهً تتوجه للمطبخ‬
‫الخضروات‬

‫معطٌة ظهرها للباب ووقفت أنا عند الباب وقلت‬

‫"مرٌم لم ننهً كبلمنا بعد تعالً للمجلس "‬

‫جلست على الطاولة وقالت ببرود " قل ما لدٌك أنا أسمعك "‬

‫بقٌت أنظر لها بصمت فقالت " رابد قل ما لدٌك أمام زوجتك هنا هل تشك‬
‫بها ؟ " !‬

‫نظرت لها بصدمة وقلت " بما تهدٌن أنتً "‬

‫قالت بحدة " وبما ستفسر أفعالك وكبلمك وأنت ترفض قدومه بشدة بعدما‬
‫أخبرتك عن‬

‫كبلم صبا أمامه ‪ ,‬ال أرٌد أن تفكر قمر أنك تشك بها وال أرٌد أن تعتقد‬
‫أنت أن زوجتك‬

‫ترضى بذلك ‪ ,‬ال أرٌد أن أكون سببا ً فً فجوة بٌنكما قد تستمر آلخر‬
‫العمر "‬

‫كتفت ٌداي لصدري وقلت " أنا لم أشك بها وها أنا أقولها أمامها كما‬
‫ترٌدي "‬

‫قالت ببرود " لما أنت متضاٌق إذا ستكون تكذب فً إحدى األمرٌن "‬

‫قلت بؽٌض " مرٌم ما الذي ترٌدٌن الوصول إلٌه "‬


‫ضربت بٌدها على الطاولة وقالت بؽضب " أجبنً عن سإالً إذا "‬

‫قلت بؽضب أكبر " مجنون ‪ ...‬جننت هذا هوا السبب والجواب أٌضا ً هل‬
‫ٌرضٌك "‬

‫قالت بحدة " بل تؽار "‬

‫قلت صارخا ً " نعم أؼار "‬

‫توقفت حٌنها قمر عن التقطٌع من توقؾ صوت السكٌن مع توقفنا عن‬


‫الحدٌث وأنا ومرٌم‬

‫صدم بما قال ونظرتها‬


‫ننظر لبعضنا بصمت ‪ ,‬كانت نظرتً لها نظرة من ُ‬
‫لم أفهم مؽزاها‬

‫وكؤنها نظرة انتصار ‪ ,‬تؤففت وؼادرت من عندهما وخرجت جهة باب‬


‫المنزل مجدداً‬

‫فتحته ناوٌا ً الخروج قبل أن ٌتفاقم الوضع على تفاقمه فٌبدوا أنً بت أفقد‬
‫السٌطرة على‬

‫لسانً وٌقول ما ال أستوعبه ثم تذكرت كتاب أنور فؤؼلقت الباب وعدت‬


‫متوجها ً جهة‬

‫ؼرفة المكتب فشدنً صوتهما فً المطبخ ‪ ,‬مإكد ٌعتقدان أننً خرجت‬


‫بؽلقً للباب‬

‫اقتربت أكثر فسمعت مرٌم تقول " قمر لما تفعلٌن فً نفسك هكذا تحدثً‬
‫معه وتصارحا‬

‫فقد تعلمً سبب تصرفاته معك"‬

‫تنهدت قمر وقالت " لن ٌجدي األمر ٌا مرٌم ال ٌمكننً قول هذا وال ذاك‬
‫"‬

‫قالت مرٌم " ما تعنٌه بهذا وذاك"‬

‫قالت قمر بنبرة حزٌنة " أنً أحببته دابما ً ٌا مرٌم"‬

‫قالت مرٌم "حسنا ً هذا علمناه وما هوا ذاك"‬

‫سكتت قمر طوٌبلً ثم قالت " ال ٌمكننً فتح ذاك الجرح ألنه لن ٌتفهمنً‬
‫أبداً وأنتً قلتً‬

‫بنفسك ال ٌؽفر إن لم ٌجد سببا ً للؽفران وال ٌنسى اإلساءة بسهولة"‬

‫قالت مرٌم " لو تفتحً قلبك لً ٌا قمر علً أساعدك"‬

‫قالت قمر بنبرة باكٌة " لٌته بإمكانً تؽٌٌر الماضً أو حتى نسٌانه كم أنا‬
‫مستاءة ٌا‬

‫مرٌم ومحتاجة له ومجروحة منه ‪ ,‬ال أرٌد أن أترك الحٌاة وهوا ٌكرهنً‬
‫"‬

‫ثم انخرطت فً نوبة بكاء فقالت مرٌم وهً تحضنها " قمر ما بك لما كل‬
‫هذا‬
‫البكاء تبا لك ٌا رابد لٌتك ُتقدر كل هذا الحب لكنكم هكذا أنتم الرجال‬
‫حمقى "‬

‫كنت واقفا كالصخرة مما أسمع ‪ ,‬تحبنً !!! كٌؾ كٌؾ ٌا قمر وما فعلته‬
‫بً ما‬

‫معناه وكبلمك اآلن ٌإكده لماذا ترٌدي إخفاء األمر وتري أنً لن أسامحك‬
‫علٌه‬

‫كنت كمن تاه فً البحر ٌركب قطعة خشب تاركا مصٌره للرٌح ‪ ,‬فلو‬
‫سمعت‬

‫منها كلمة أنها تكرهنً لكانت صدمتً أخؾ لكن أن تكون‪........‬‬

‫قالت مرٌم بجدٌة " اسمعً ٌا قمر علٌك أن تكرهٌه هوا حلك الوحٌد ‪,‬‬
‫أفضل‬

‫عبلج لك هوا تركه ونسٌانه"‬

‫قالت قمر بحزن " كٌؾ ذلك فلٌس بإمكانً حتى التفكٌر فً أن أكرهه "‬

‫قالت مرٌم بحدة " قمر أمجنونة أنتً !! هذا هوا سبب تجبره علٌك"‬

‫عدت لباب المنزل فتحته وأؼلقته بقوة ‪ ,‬مرٌم هذه تبدوا خطراً على‬
‫البشرٌة أجمع‬

‫دخلت وعدت عند باب المطبخ فكانت قمر عادت مولٌة ظهرها للباب‬
‫منشؽلة بشًء‬
‫ما ومرٌم تجلس على الطاولة مكانها ‪ ,‬نظرت لها مطوالً ثم قلت‬

‫"مرٌم أرٌدك فً أمر"‬

‫ُ‬
‫وجلست وجلست هً‬ ‫وؼادرت جهة ؼرفة الضٌوؾ وهً خلفً دخلت‬
‫أمامً‬

‫نظرت لها وقلت " ما المشكلة بٌنك وبٌن أٌوب ؟! ستتكلمٌن اآلن"‬

‫قالت بابتسامة " هل ترٌد حل المشكلة دون مساعدة أحد من طرفه"‬

‫تنهدت بضٌق وقلت " مرٌم دعً عنك هذه السخافات علٌنا إٌجاد حل‬

‫لمشكلتكما حتى متى سنقؾ نتفرج"‬

‫قالت ببرود " ٌؤتً وٌعتذر منً"‬

‫قلت بضٌق " مرٌم ما سبب الخبلؾ ألتفاهم معه"‬

‫قالت " كلمة قالها لً ما كان ٌفترض به قولها أبداً وال التفكٌر بها"‬

‫نظرت لها باستؽراب وقلت " وما تكون هذه ؟" !‬

‫قالت بحزن ودمعة محبوسة " لقد أهاننً ولن أسامحه حتى ٌعترؾ‬

‫بخطبه ‪ ,‬تشاجرنا وقال ما ال ٌفترض به قوله"‬

‫قلت بؽضب " ما تعنً بؤنه أهانك ماذا قال "‬


‫قالت " ال ٌا رابد ال تتشاجر معه دع األمر بٌنً وبٌنه وإن كنت‬

‫متضاٌق من وجودي ذهبت لمنزل والدي"‬

‫وقفت وقلت " مرٌم ما هذا الذي تقولٌنه كٌؾ أتضاٌق من وجودك‬

‫أردت فقط أن أرى حبل لؤلمر"‬

‫قالت بهدوء " دع األمر لً"‬

‫قلت " وشقٌقه لما ٌتدخل وأنا ال"‬

‫قالت ببرود " لقد طلبت منه أن ٌإجل قدومه "‬

‫ؼرٌب متى !! أنا كنت هنا وأسمعهما ٌتحدثان متى طلبت منه ذلك ؟!‬
‫تركتها‬

‫وخرجت وصلت عند الباب ووقفت وقلت " كبلمك السابق ال تسممً به‬
‫أفكار قمر"‬

‫قالت بصدمة " أي كبلم" !!‬

‫قلت مؽادراً " ما قلته لً عندما كنا فً ؼرفة الجلوس "‬

‫خرجت من عندها وتوجهت للمطبخ كانت قمر تقؾ عند المؽسلة ‪,‬‬
‫توجهت نحوها‬

‫ووقفت بجانبها أنظر للجانب المقابل لً من وجهها وكؤنً أراها للمرة‬


‫األولى ثم قلت‬
‫"هل حقا ً تضنٌن أننً أشك بك "‬

‫الذت بالصمت ولم تتحدث فملت قلٌبلً خلؾ ظهرها ومددت ٌدي من خلفها‬
‫ألؼلق بها‬

‫صنبور المٌاه المفتوح فوق الطبق فً ٌدٌها دون حراك فؤؼلقته وأنا‬
‫ملتصق بها تماما ً‬

‫وهمست فً أذنها وأنا أمسك الصحن معها " ال تسمم مرٌم أفكارك كثٌراً‬
‫بما تقول "‬

‫لم تتحدث ولم تتحرك فقبلت عنقها فوقع الصحن من ٌدٌها فً ٌداي‬
‫فؤمسكته وقبلت‬

‫خدها مبتسما ً فقطع علٌنا تلك اللحظات صوت مرٌم وهً تقول‬

‫"قمر هلــ ‪ ........‬أحم أحم آسفة "‬

‫ابتعدت عنها وخرجت من المطبخ ماراً بمرٌم وهً عند الباب ‪ ,‬وضعت‬
‫الصحن فً‬

‫ٌدٌها وؼادرت قاببل " من أٌن تخرجٌن لنا أنتً ؟" !‬

‫خرجت بعدها من المنزل بل ومن المدٌنة كلها وتوجهت لمدٌنة أٌوب ‪,‬‬
‫وصلت‬

‫لمنزله نزلت وقرعت الجرس كثٌراً حتى فتح لً ‪ ,‬نظر لً بصدمة وقال‬
‫"رابد لما لم تتصل ؟ " !‬

‫قلت متوجها للداخل " هبل دخلنا وتحدثنا "‬

‫أدخلنً قاببل " بالطبع تفضل "‬

‫وصلت للداخل نظرت حولً وقلت " أٌن أبناءك ألٌسوا هنا ؟ " !‬

‫جلس وقال " عند والدتً ‪ ,‬هٌا تفضل بالجلوس "‬

‫جلست وقلت " ٌبدوا خبلفكم سٌطول حتى أنك فكرت فً إخراجهم من‬
‫المنزل "‬

‫الذ بالصمت فقلت " أٌوب ما الذي حدث ؟! ما قلته لمرٌم أؼضبها هكذا‬
‫"‬

‫قال ببرود " لم أقل شٌبا ً ٌستحق هً من هولت األمر "‬

‫قلت " أنتما متزوجان منذ سنوات ما الذي جعل عقلٌكما ٌصؽران فجؤة ؟ !‬
‫"‬

‫قال بابتسامة " كلما كبرت فً العمر صؽر عقلك أال معلومات لدٌك عن‬
‫هذه "‬

‫نظرت له بتشكك وقلت‬

‫"ما ٌحٌرنً أنه كبلكما ال ٌبدوا على مبلمحكم أي معنى للضٌق "‬

‫نظر لً بحٌرة مطوالً ثم قال بارتباك " ما تعنً بكبلمك ؟" !‬


‫وضعت ساق على األخرى وقلت " أعنً قل الحقٌقة ٌا أٌوب ما بٌنكما "‬

‫تنهد وقال " مشكلتً ال أجٌد التمثٌل ولم أتوقع أن تزورنً بنفسك"‬

‫نظرت له باستؽراب ثم قلت " ما قصدك بالتمثٌل " !!‬

‫حك شعره وقال " هل فٌك ما ٌكتم السر وال تفضحنً ألن مرٌم لن‬
‫تسامحنً أبداً"‬

‫قلت بسخرٌة " تمثلٌة إذا "‬

‫قال مندفعا " رابد ال تورطنً مع شقٌقتك كانت فكرتها هً وال دخل لً‬
‫"‬

‫هكذا إذاً كل ذلك كان مخططا له سترٌان ‪ٌ ,‬طبقان كٌدهما علً إذاً‬
‫وٌضنان أننً‬

‫ؼبً لهذه الدرجة ‪ ,‬أٌقضنً صوت أٌوب من أفكاري قاببل‬

‫"رابد أكتم السر وال تخبرها "‬

‫قلت " لن أخبرها وال تخبرها أنت أنً علمت مهما طال الوقت "‬

‫قال " اتفقنا "‬

‫وقفت وقلت " وما هوا باقً المخطط"‬

‫نظر لً وقال " ال علم لً لٌس علٌا سوى أخذها من منزلك حٌن تتصل‬
‫بً"‬

‫أبعدت أطراؾ سترتً ووضعت ٌداي فً جٌوبً وقلت‬

‫"أؼلق هاتفك إذا وال تفتحه حتى آتً إلٌك"‬

‫وقؾ وقال " ولما !! قد أحتاجه"‬

‫قلت بمكر " تفعل أو اخبرها"‬

‫قال بتذمر " رابد ال تستؽل هذا لتهدٌدي "‬

‫رفعت كتفاي وقلت " لك الخٌار أو افتحه متى احتجت فقط وأؼلقه فوراً‬
‫ومرٌم ال تكلمها"‬

‫تنهد وقال " أمري هلل فمصري أصبح بٌن ٌدٌك لكن ال توقعنً فً مشكلة‬
‫معها الزلت‬

‫أحب زوجتً وال أرٌد أن أخسرها "‬

‫ضحكت وقلت " ال تخؾ فؤنا أٌضا ً ال أرٌد أن ترجعها لً ستفسد‬

‫علٌا زوجتً بجنونها وأفكارها "‬

‫خرجت من عنده وفً رأسً ألؾ شٌطان ٌتقاذفون األفكار ألنتقم منهما‬
‫على ما فعبله‬

‫ولكن حادث مإمن ال ٌمكن أن ٌكون تمثٌلٌة ‪ ,‬ما كانت ستبكً علٌه كل‬
‫ذاك البكاء لو‬
‫كانت خدعة وال مرضها أٌضا ً وال كبلمهما فً المطبخ ‪ ,‬أخرجت هاتفً‬
‫ركبت سٌارتً‬

‫واتصلت بزوج عمتها فؤجاب من فوره فقلت " مرحبا ً سٌد شاهد كٌؾ‬
‫أصبح مإمن اآلن"‬

‫قال " الكسور كثٌرة وسٌستلزم وقتا لٌشفى تماما ً ولكن حمداً هلل‬

‫سٌخرج من ؼرفة العناٌة قرٌبا ً "‬

‫قلت بهدوء " حمداً هلل على سبلمته ‪ ,‬سٌد شاهد هل لً بسإال ؟" !‬

‫قال من فوره " تفضل "‬

‫قلت " عملٌة قمر هل ستكون خطٌرة ؟! ما احتمالٌة نجاحها "‬

‫قال " ال لٌست خطٌرة أبداً سٌنزعون الجزء الببلستٌكً لٌؤخذ الصمام‬
‫عمله مجدداً ال‬

‫ٌوجد أخطر من العملٌة األولى التً خضعت لها إال أن تفشل لؤلسباب‬
‫ُ‬
‫ذكرت لك "‬ ‫التً‬

‫لماذا إذا تذكر دابما ً رحٌلها عن الحٌاة !! لما تعتقد دابما ً أن عملٌتها‬
‫ستنتهً بموتها!!‬

‫قلت بهدوء " وداعا ً اآلن وطمبنً عنه دابما ً "‬

‫قال " شكراً الهتمامك ٌا رابد أعتنً بنفسك وبقمر جٌداً وداعا ً "‬
‫أنهٌت المكالمة معه وانطلقت للعاصمة حٌث ال تبعد عن المدٌنة كثٌراً‬
‫والٌوم ٌكون الٌوم‬

‫األول لمعرض الكتاب فقضٌت النهار هناك حٌث التقٌت مجموعة كبٌرة‬
‫من أصدقابً‬

‫ال ُكتاب والمحررٌن وتحصلت على عقد جدٌد مع جرٌدة هنا للكتابة فً‬
‫عمود تابت فً‬

‫جرٌدتهم ‪ ,‬التقٌت أسعد هنا ومر بً أؼلب اللٌل برفقته وبعدما تجاوزت‬
‫نصؾ اللٌل بكثٌر‬

‫اتصلت قمر ‪ ...‬جٌد تذكرتمانً ‪ ,‬حتى الثالثة لتتذكرا ٌا محتالتان لنرى‬


‫من ستجرٌان علٌه‬

‫خططكم الٌوم سؤرٌكما ‪ ,‬ابتعدت وفتحت الخط ولذت بالصمت‪.......‬‬

‫وعند هنا انتهى فصلنا الجدٌد‪..‬‬


‫ما ٌدبر له رابد وكٌؾ سٌنتقم منهما‬
‫كٌؾ سٌكون تؤثٌر معرفة رابد بحب قمر له أم لن ٌتؽٌر شًء‬

‫الفصل القادم أٌضا ٌخبا لبطلٌنا مفاجؤة وثمة أعاصٌر من الماضً‬

‫ستضرب حاضر قمر فما هً وما سٌكون دور رابد فٌها‬


‫كونوا معً وبقربً دابما أخواتً الؽالٌات ‪ ......‬محبتكم برد المشاعر‬

‫أحب أن أوجه تحٌة لؤلخت الؽالٌة على قلبً ( رماد الشوق ) هللا ٌجزاها‬
‫كل الخٌر‬

‫وتحٌة لؤلمٌرة الضابعة و ‪ LaLa‬شكرا لكم أخواتً تسعدنً كلماتكم‬


‫الجمٌلة‬

‫الفصل الـعشرون‬

‫لم أجب على اتصالها بادئ األمر وبعدما تكرر عدة مرات استؤذنت أسعد‬

‫وابتعدت فتحت الخط ولذت بالصمت فجاء صوتها قلقا قابلة " رابد أٌن‬
‫أنت ؟ " !‬

‫ارتسمت على شفتاي ابتسامة واستمررت فً الصمت فقالت " رابد‬


‫تسمعنً" !!‬

‫قلت " نعم "‬

‫قالت بهدوء " هل أنت بخٌر "‬

‫قلت باختصار " نعم بخٌر "‬

‫قالت " أٌن أنت حتى هذا الوقت "‬


‫قلت بضٌق مصطنع " قمر هل سنعٌد دابما ً نفس الكبلم "‬

‫قالت بهمس " آسفة ولكننا قلقنا علٌك "‬

‫أملت وقفتً مستندا بمرفقً ومررت أصابعً فً شعر عنقً وقلت‬

‫"من منكما ‪ ...‬؟ "‬

‫قالت بعد صمت " أنا ومرٌم "‬

‫قلت بابتسامة ؼلبتنً " ومن منكما اقترحت االتصال بً "‬

‫الذت بالصمت فقلت " هل سإالً صعب لهذه الدرجة "‬

‫قالت بهمس " ال "‬

‫قلت " إذا ما الجواب "‬

‫قالت " أنا "‬

‫نظرت للسماء بابتسامة ثم قلت " وتلك المجرمة لم توافقك هذا ألٌس‬
‫كذلك "‬

‫عادت للصمت مجدداً فقلت " قمر "‬

‫قالت " نعم "‬

‫قلت بهدوء " هل تخافٌن علً "‬


‫طال صمتها فقلت " هل عدنا للصمت مجددا "‬

‫حمحمت وٌبدوا ارتبكت فؤبعدت الهاتؾ عن أذنً ضحكت ضحكة صؽٌرة‬

‫ثم أعدته ألذنً وقلت " ال تقلقً أنا عابد بعد قلٌل"‬

‫قالت بهدوء " حسنا ً وداعا ً"‬

‫أؼلقت الخط وعدت جهة أسعد الذي ضحك وقال‬

‫"أسوء ما فً الزواج كلمة أٌن أنت "‬

‫ضحكت وقلت " ومتى ستعود "‬

‫ضحك كثٌراً فقلت " علٌا المؽادرة اآلن أراك قرٌبا ً "‬

‫ألسعد شقٌق هنا فً العاصمة سٌقضً اللٌلة معه وأنا علٌا العودة‬
‫للمنزل‬

‫تصافحنا وؼادرت للمدٌنة وهً تبعد قرابة الساعة ‪ ,‬وصلت بعد ساعة‬
‫ونصؾ‬

‫ألنً كنت أسٌر ببطء ‪ ,‬دخلت المنزل وكان الهدوء ٌسود المكان ‪ ,‬جٌد‬
‫ٌبدوا نامتا‬

‫توجهت من فوري لؽرفة النوم فتحت بابها ببطء وكانت فارؼة تبدوا‬
‫نابمة مع مرٌم‬

‫ألم تجد ؼٌر هذه اللٌلة لتنام معها ‪ ,‬دخلت الؽرفة استحممت وؼٌرت‬
‫ثٌابً ونمت فً المكتب بعدما صلٌت الفجر وبعد نوم قلٌل ؼادرت المنزل‬
‫مرة أخرى زرت‬

‫المكتبة والمعهد الثقافً ووصلت المنزل بعد العصر مإكد تعتقدان‬


‫سؤقضً الٌوم‬

‫فً الخارج كاألمس ‪ ,‬فتحت الباب بهدوء ودخلت وأؼلقته بدون صوت‬
‫وما أن‬

‫اقتربت من الداخل حتى سمعت صوت موسٌقى إٌقاعٌة صاخبة‬


‫وضحكاتهما‬

‫اقتربت من ؼرفة الجلوس حٌث كانتا ووقفت عند الباب أشاهد المشهد‬
‫الموقؾ‬

‫لجمٌع الحواس ‪ ....‬قمر ترتدي تنوره من الجٌنز األزرق قصٌرة وواسعة‬


‫وقمٌص‬

‫أحمر ضٌق وبدون أكمام تمسك شعرها كله بٌدها الٌمنً مولٌة ظهرها‬
‫لً وتحرك‬

‫خصرها على صوت اإلٌقاع ببطء ونظرها على خصرها ومرٌم جالسة‬
‫تضحك‬

‫وتقول " رابع لم تخبرٌنً أنك ماهرة هكذا"‬

‫كتفت ٌداي لصدري ووقفت أراقبها حتى ظهرت لً مرٌم من خلفها‬


‫فجمدت‬
‫كالتمثال ما أن رأتنً وٌبدوا لفتت انتباه قمر بجمودها وصدمتها حٌث‬
‫أنها دارت‬

‫للوراء فوراً ونظرت لً بصدمة ثم تلون وجهها بكل األلوان وأعطتنً‬


‫ظهرها‬

‫مجدداً وأوقفت مرٌم منظومة الصوت فدخلت وقلت " رابع وما سبب هذا‬
‫االحتفال "‬

‫قالت مرٌم ببرود " من دون سبب كنا نتسلى ‪ ...‬ما جاء بك أنت "‬

‫جلست وقلت " أعتقد أنً فً منزلً وأنك لس ِ‬


‫ت زوجتً لتسؤلٌنً هذا‬
‫السإال"‬

‫ت"‬ ‫ُ‬
‫نظرت جهة قمر وقلت " تابعً لما توقف ِ‬ ‫ثم‬

‫نظرت لً وهزت رأسها ببل دون كبلم فقلت بحدة‬

‫"قمر كم مرة سؤقول ال أرٌد هذا الجواب المبهم"‬

‫قالت بهمس ونظرها لؤلرض " ال أستطٌع "‬

‫قلت بسخرٌة " أمامها تستطٌعً وأمام زوجك ال ٌاال السخافة "‬

‫قالت مرٌم باستٌاء " ال تستطٌع أمامً وأنت موجود هذا شًء‬

‫أسمه حٌاء إن كنت نسٌت "‬

‫نظرت لها ببرود وقلت " أنتً تصمتً أو جعلتك ترقصٌن بدالً عنها "‬
‫ضحكت وقالت " أخاؾ أن أفسد على زوجتك إن رقصت"‬

‫قلت بسخرٌة " مع هذا البطن !! ال أعتقد"‬

‫قالت بضٌق وٌدها وسط جسدها " ما قصدك ؟ ال تنسى أننً أنجبت ثبلث‬
‫أبناء‬

‫بعد أن تنجب زوجتك سٌطٌر كل هذا القوام الممشوق فبل تتبجح علً "‬

‫ضحكت وقلت " إن أصبح جسمها مثلك طلقتها فوراً "‬

‫قالت ببرود " سترزقون بؤبناء وسنرى "‬

‫نظرت جهة قمر فكانت تنظر لؤلرض بحزن وكؤنها تقول لها أي أبناء‬
‫سنرزق‬

‫بهم ‪ ,‬قلت بحزم " هٌا ماذا تنتظرٌن "‬

‫وقفت حٌنها مرٌم مؽادرة وأؼلقت الباب خلفها فنظرت باتجاهها فكانت‬
‫تنظر‬

‫لؤلرض ‪ ,‬فرقعت بؤصبعٌن من أصابعً مرتٌن مشٌرا لها فنظرت لً‬


‫فؤشرت‬

‫لها بؤصبعً على آلة الصوت فقالت بتلعثم " ال ‪ ...‬أي ‪ ...‬أقصد أنا‬
‫رقصً سًء "‬

‫كتفت ٌداي لصدري وقلت " منذ قلٌل رأٌت بعٌنً من أي نوع ٌكون "‬
‫بقٌت على حالها تنظر لؤلرض وأصابعها تلعب بطرؾ ألتنوره فقلت‬
‫ببرود‬

‫"سنبقى على هذا الحال حتى ترقصً "‬

‫نظرت جهة مسجل الصوت تنهدت بضٌق ثم توجهت نحوه شؽلت‬


‫الموسٌقى‬

‫وبدأت الرقص وعٌناها مؽمضتان تحرك خصرها ببراعة وتلؾ بجسدها‬


‫حتى‬

‫ٌتطاٌر شعرها الحرٌري حولها فً كل اتجاه ‪ ,‬سحقا ً ألعاصٌر النساء‬


‫ولواحدة‬

‫مدمرة كهذه أتوجد فتنة ال تتقنها هذه الحورٌة ‪ ,‬لفت ثبلث لفات متتالٌة‬
‫واقتربت‬

‫منً فمددت ساقً لتدخل قدمً بٌن قدمٌها فتعثرت وسقطت فً حضنً‬

‫أمسكتها من خصرها ففتحت عٌناها لتجد وجهها فً وجهً نظرنا لبعضنا‬


‫مطوالً‬

‫ثم باؼتتها بقبلة سرٌعة على شفتٌها وابتسمت ابتسامة جانبٌة فابتعدت‬
‫عنً بسرعة‬

‫ووقفت بعٌداً ‪ ,‬وقفت وأوقفت الموسٌقى ثم عدت للجلوس حٌث كنت‬


‫ونظرت لها من‬
‫أعلى ألسفل ثم قلت " ألم أقل سابقا ً هذه المبلبس ال تلبسٌها أمام أحد أم‬
‫هوا عناد فقط"‬

‫قالت بهدوء ونظرها أرضا ً " هً من أصرت على أن ألبسها"‬

‫قلت بحدة " وأٌن شخصٌتك أنتً لتتحكم بلباسك وتصرفاتك كٌؾ تشاء ‪,‬‬
‫من ٌرى‬

‫كتاباتك ومقاالتك ٌشك أنك صاحبة شخصٌة ضعٌفة هكذا"‬

‫نظرت لً بصدمة وقالت " أنا ببل شخصٌة" !!‬

‫قلت بؽضب " نعم فمن ٌتحكم ؼٌره حتى فً لباسه ٌكون عدٌم شخصٌة‬
‫بل ال‬

‫ٌكسب منها وال درة لٌحركه كٌؾ ٌشاء"‬

‫رمت شعرها بٌدها للخلؾ وقالت بضٌق " نعم وأنت أكبر دلٌل تحكمت فً‬
‫لباسً‬

‫قبلها وحٌن خالفتك لم ٌعجبك فكٌؾ تكون لً شخصٌة مع ؼٌرك ومعك‬


‫أنت ال"‬

‫قلت بؽضب أشد " نعم هذا ما تفلحٌن فٌه طول اللسان معً أقسم إن‬
‫رقصتً أمام‬

‫واحدة ؼٌرها وال حتى طفلة وأي كان ومن ٌكون كان عقابك منً عسٌرا‬
‫وهذه‬
‫المبلبس ال تلبسٌها أمام أحد ؼٌري مفهوم "‬

‫نظرت للجانب اآلخر وعٌناها امتؤلتا بالدموع فقلت بحدة‬

‫"وهذا الشًء الوحٌد ؼٌره الذي تفلحٌن فٌه ‪ ....‬البكاء"‬

‫مسحت عٌناها قبل أن تنزل دموعها ونظرت لً بؽضب وقالت‬

‫"هل لدٌك أوامر أخرى"‬

‫قلت ببرود " أرقصً مجدداً"‬

‫قالت بسخرٌة " لقد أقسمت علٌا أن ال أرقص أمام أحد كان من ٌكون أم‬
‫أنك نسٌت"‬

‫قلت ببرود " وأنا لست أي احد وال كان وال ٌكون "‬

‫قالت بعبرة " لن أرقص مجدداً حٌاتً كلها ولو قطعتنً"‬

‫وقفت وقلت مؽادراً " ؼٌري هذا الثٌاب حاالً"‬

‫ثم خرجت ضاربا ً باب الؽرفة بقوة ‪ ,‬هذه األولى تلقت جز ًء من عقابها‬
‫أقسم لوال‬

‫فت من تهوري لتركتها ترقص حتى تٌبست عظامها كً تنال العقاب‬


‫كامبلً ولكن‬

‫ال بؤس بقً األخرى ‪ ,‬بحثت عنها فكانت فً ؼرفتها ‪ ,‬فتحت الباب‬
‫ووقفت أمامه‬
‫نظرنا لبعضنا بصمت ثم قالت‬

‫"ما بك صوت صراخك سٌزلزل الجدران متى سترحم هذه المسكٌنة"‬

‫قلت ببرود " ال شؤن لك بحٌاتً"‬

‫ابتسمت بسخرٌة وقالت " متسرع طوال حٌاتك ٌا رابد وأخبرتك سابقا ً‬
‫أتركها‬

‫لؽٌرك إن كنت ال ترٌدها بدل معاملتها كنكرة"‬

‫قلت ببرودي ذاته " لم أرى من ترٌد لشقٌقها أن ٌطلق زوجته ٌبدوا لً‬

‫ت لها زوجا ً من اآلن"‬


‫حجز ِ‬

‫قالت بتحدي " طلقها وسترى إن لم تتزوج فوراً وبشاب أٌضا ً"‬

‫قلت بؽضب " شقٌقتً أنتً أم عدو ِ‬


‫ت ؟" !‬

‫قالت بسخرٌة " أقسم بمن خلق هذا الكون كله أنك متٌم بها"‬

‫ضؽطت على أسنانً بقوة ‪ ,‬هل جبت ألنال منها أم لتنال منً‬

‫هدبت نفسً وقلت " ذهبت لزوجك أمس"‬

‫نظرت لً مطوالً بصدمة ثم قالت " قابلته !! هل تحدثتما ؟" !‬

‫ثنٌت ساقً أمام األخرى وقلت " ال لم أجده كان خارج المدٌنة وصدٌق‬
‫لً‬

‫ٌعرؾ صدٌقه المقرب قال أنه فً مشروع زواج سري"‬

‫نظرت لً بصدمة دون كبلم واعتقد أن تنفسها قد توقؾ تماما ً ثم قالت‬

‫"كاذب لن تنال منً بهذه"‬

‫قلت بسخرٌة " اتصلً به واسؤلٌه أٌن هوا اآلن هذا إن أجاب على‬
‫اتصالك‬

‫لهذا كنت طوال ٌوم األمس خارج المدٌنة"‬

‫أمسكت هاتفها واتصلت به ثم قالت بصدمة " هاتفه مقفل !! سؤجرب‬


‫رقمه اآلخر"‬

‫اتصلت كثٌراً ولم ٌجب علٌها فوقفت وقالت " خذنً هناك اآلن"‬

‫قلت " أٌن آخذك ومنزلك ال أحد فٌه"‬

‫قالت بحدة " ألبنابً"‬

‫قلت " أخذهم معه"‬

‫شهقت بصدمة ثم توجهت نحو الخزانة أخرجت عباءتها وحقٌبتها التً‬


‫أحضرتها‬

‫وهً تقول ببكاء " استؽل الفرصة إذا ‪ ,‬ال وأخذ أبنابً معه سترى ٌا‬
‫أٌوب ٌا خابن"‬
‫أمسكت ٌدها وقلت " انتظري أٌن ستذهبٌن ؟" !‬

‫قالت بؽضب " ألحقه حٌث هوا ولو فً سابع أرض"‬

‫قلت مؽادراً بابتسامة ؼلبتنً " أنتظرك فً السٌارة سنذهب لمنزلك قد‬
‫نجده هناك"‬

‫ركبت سٌارتً وما هً إال لحظات وكانت أمامً هههههه لم أتخٌل أن‬
‫أنجح بسهولة‬

‫ركبت السٌارة ومضٌنا أرسلت له رسالة على هاتفه اآلخر كٌؾ نسٌت‬
‫أمره جٌد انه‬

‫لم ٌجب على اتصالها أخبرته أن ٌستقبلها وكؤن شًء لم ٌكن وٌستؽرب‬
‫قدومها وأنا‬

‫ودخلت ؼادرت فوراً وهً تضن أننً فً‬


‫ْ‬ ‫ما أن وضعتها أمام منزلها‬
‫انتظارها فً‬

‫الخارج وما أن ؼادرت بمسافة قلٌلة حتى وردنً اتصال من مرٌم‬


‫فضحكت ولم أجب‬

‫علٌها ثم أرسلت لها ( أردت أن أراضٌك وزوجك ما رأٌك فً الفكرة )‬

‫وما أن وصلت للمنزل حتى وردنً اتصال من زوجة والدي تخبرنً أن‬
‫خطٌب‬

‫نور لدٌهم وٌرٌد مقابلتً فتوجهت لمنزل والدي قبل دخول منزلً‬
‫تناقشت معه‬

‫مطوالً عن أمر الزفاؾ الذي سٌكون نهاٌة الخرٌؾ أي بعد أشهر قلٌلة‬
‫فنحن فً بداٌته ولم ٌؽادر إال بعد العشاء فعدت من فوري للمنزل ‪ ,‬دخلت‬
‫وكان الصمت‬

‫والهدوء ٌعم المكان ذهبت من فوري باتجاه ؼرفة النوم فتحت الباب‬
‫ووقفت فكانت‬

‫قمر جالسة متربعة على السرٌر وتمسك هاتفها فً حجرها ‪ ,‬أجرت‬


‫اتصاال دون أن‬

‫ترفع رأسها وال تنظر إلً ثم وضعت الهاتؾ على أذنها وقالت‬

‫"مرحبا ً مرٌم أٌن أنتً ال فً المنزل وال تجٌبً على اتصاالتً"‬

‫سكتت لوقت ثم قالت " حسنا ً حمدا هلل المهم أنك بخٌر"‬

‫عادت للصمت من جدٌد ثم قالت " أخبرتك منذ البداٌة لكنك لم تكترثً لً‬
‫"‬

‫أنهت بعدها االتصال مودعة لها ثم أجرت اتصال آخر وتحدثت مع عمتها‬
‫ثم أنهت‬

‫االتصال ورمت الهاتؾ ونامت على السرٌر وأخفت وجهها باللحاؾ دون‬
‫أن تنظر‬

‫دخلت الحمام استحممت وخرجت مرتدٌا ً المنشفة ووجدتها على‬


‫ُ‬ ‫اتجاهً ‪,‬‬
‫حالها‬
‫جلست على السرٌر وسحبت اللحاؾ منها مددت ٌدي ومررتها برفق على‬
‫خصرها‬

‫نزوال حتى فخذها فؤرتجؾ جسدها فابتسمت بعفوٌة ‪ ...‬نعم هذا الدلٌل‬
‫كان أمامك‬

‫دابما ً ٌا رابد لكنك لم تكن تنتبه له ‪ ,‬اتكؤت على السرٌر بمرفقً وأحطت‬
‫خصرها‬

‫بذراعً األخرى وسحبتها ناحٌتً ‪ ,‬كان علٌا مسح صورتها من رأسً‬


‫وهً ترقص‬

‫فقد أبت الخروج منه والؽرٌب أنها لم تعترض كعادتها حٌن تكون ؼاضبه‬
‫منً‬

‫بعد وقت وأنا نابم وهً تعطٌنً ظهرها وٌدي على خصرها قلت بهدوء‬

‫"أرٌد طفبل"‬

‫عم الصمت من طرفها مطوالً حتى ظننتها نامت ثم قالت‬

‫"أتقصد أن أنجب لك طفبل أم تتزوج بؤخرى لتنجب لك"‬

‫شددت ٌدي ساحبا ً لها لحظنً وؼمرت وجهً فً شعرها وقلت‬

‫"لم أفكر فً الطرٌقة وتبدوا لً الثانٌة فكرة جٌدة "‬

‫ْ‬
‫تسللت من السرٌر ببطء وخرجت من الؽرفة فً صمت وأؼلقت الباب‬
‫خلفها‬

‫مضاء اقتربت منه ولم‬


‫ً‬ ‫بعد وقت خرجت من الؽرفة كان ضوء المطبخ‬
‫تكن هناك‬

‫كنت سؤؼادر حٌن سمعت صوت بكاء مكتوم فدخلت واقتربت من المخزن‬
‫فكانت هناك تجلس محتضنة ساقٌها ودمٌتها وشعرها ٌؽطً كل جسدها‬
‫وتبكً فً صمت‬

‫بقٌت لوقت أنظر لها بصدمة ثم اقتربت منها نزلت لعندها وقلت " قمر ما‬
‫تفعلٌن هنا ؟" !‬

‫قالت ببكاء ووجها مخفً عنً " أتركنً وحدي ٌا رابد أرجوك"‬

‫وقفت وؼادرت المطبخ استحممت وتوجهت لمكتبً جلست على المكتب‬


‫أمسك‬

‫رأسً بٌداي ‪ ,‬لما أصبحت أرؼب فً أن اقسوا علٌها أكثر بعدما سمعت‬
‫كبلمها‬

‫ومرٌم عن مشاعرها نحوي ؟! لماذا خنتنً ٌا قمر ‪ ,‬لما كنتً جز ًء من‬


‫ماضٌا‬

‫األسود ؟! لماذا ال استطٌع مسامحتك علٌه ولما ال تسمح لً نفسً‬


‫بسإالك عنه‬

‫وصلت عندها رسالة على هاتفً وكانت من مرٌم وفٌها‬

‫(زوجتك ترى كوابٌس كثٌرة فً اللٌل ‪ ,‬الحظت ذلك منذ نامت معً هنا‬
‫فً‬

‫منزلً هً شبه ال تنام جد لذلك حبل )‬

‫تبدوا مرٌم ؼاضبة منً ولكن ما قصة الكوابٌس لقد نمت معها كثٌراً ولم‬
‫ألحض‬

‫استٌقاظها لٌبل مفزوعة سوى ذاك الٌوم فً ؼرفة الضٌوؾ ‪ٌ ,‬بدوا أن‬
‫الماضً لن‬

‫ٌتركها أبداً ‪ ,‬خرجت من المكتب وعدت لها ووجدتها على حالها اقتربت‬
‫منها وقلت‬

‫"قمر توقفً عن البكاء وأخرجً من هنا"‬

‫لم تجب فقلت بحدة " لما كل هذا العناد هل أسحبك سحبا"‬

‫وقفت وقالت ببكاء ؼاضب وهً تلوح بالدمٌة فً ٌدها‬

‫"ماذا ترٌد أٌضا ً أخبرتك أن تتركنً وحدي"‬

‫سحبت الدمٌة من ٌدها رفعتها أمام وجهً وقلت بؽضب أكبر " هل لً أن‬
‫أفهم ما‬

‫ٌجري ‪ ,‬هذه الدمٌة والمخزن والبكاء والكوابٌس ‪ ...‬ما الذي تخفٌه ٌا‬
‫قمر "‬

‫قالت بعبرات متتالٌة " لن تفهم ألنك ال ترٌد ألنً ال أعنٌك فً شًء فلن‬
‫تفهم أبداً"‬
‫ثم ؼادرت وأنا أتبعها ظننتها ستدخل للؽرفة لكنها توجهت حٌث الممر‬
‫المإدي‬

‫للباب الخلفً وصعدت للسطح ‪ ,‬هً لم تجتز هذا المكان بعد ذاك الٌوم‬
‫فلما صعدت اآلن !! فكرت أن الحق بها ولكن لن ٌزٌد األمر إال سو ًء ‪,‬‬
‫البد وأنها صعدت لتبحث‬

‫عن رابد طفولتها هناك فؤنا أصبح نسٌا ً منسٌا ً أمامه ‪ ,‬عدت لمكتبً ثم‬
‫خرجت من‬

‫المنزل برمته ‪ ,‬تجولت كثٌراً فً الشوارع دون وجهة وال دلٌل ولم ارجع‬
‫إال وقت‬

‫الفجر ‪ ,‬دخلت المنزل فكانت الؽرفة على حالها مفتوحة ولٌست فٌها ‪,‬‬
‫بحثت عنها‬

‫فً باقً المنزل ولم تكن هناك ‪ ,‬هل تكون كل هذا الوقت فً السطح ؟!‬
‫الجو ٌبرد‬

‫لٌبل فنحن نقترب من منتصؾ الخرٌؾ والرٌاح تتحرك ومبلبسها خفٌفة‬


‫ستصاب بالحمى من جدٌد هذه الؽبٌة ‪ ,‬توجهت للسطح صعدت وصدمت‬
‫بالباب مؽلقا ً‬

‫لذلك لم تنزل فهوا ٌنفتح من الداخل ‪ ,‬ف َتحته بسرعة ووجدتها جالسة‬
‫على عتبته‬

‫تحضن ساقٌها وتهدي بكلمات منخفضة وؼٌر مفهومة ‪ ,‬نزلت لعندها‬


‫لممت شعرها‬
‫للخلؾ وأبعدت وجهها عن ركبتٌها وقلت " قمر ما بك ؟! قمر أجٌبً"‬

‫لم تكن حرارتها مرتفعة وعٌناها كانتا نصؾ مفتوحتان وتبدوا فً ؼٌر‬
‫وعٌها وتردد‬

‫قابلة " ال رابد ‪ ...‬ال تؽلق الباب ‪ ,‬أمً البرد افتحً لً الباب رابد ال‬
‫تؽلقه"‬

‫حضنتها بقوة وقلت " لست أنا ٌا قمر أقسم لست من أؼلقه إنها الرٌح ‪,‬‬
‫لٌس رابد من‬

‫أؼلقه علٌك قمر توقفً عن قول هذا"‬

‫ولكنها لم تكن تسمعنً أو تعً ما ٌدور حولها والزالت تردد كلماتها‬


‫ذاتها ‪ ,‬أبعدتها‬

‫عن حضنً وضربت خدها عدة مرات وأنا أقول‬

‫"قمر أجٌبً قمر لست من أؼلقه قمر ما بك"‬

‫وقد باءت كل محاوالتً بالفشل ‪ ,‬عدت الحتضانها مجدداً وال أعلم ما‬
‫أفعل ‪ ,‬ال أرٌد أن ٌقوم عقلها الباطن بتصوٌر فكرة عن أنً أؼلق الباب‬
‫علٌها ‪ ,‬بقٌت أحضن ٌدٌها‬

‫وأدسهما فً حضنً كلما قالت أن أصابعها تتجمد وأحاول أن تعً ما‬


‫أقول وببل نتٌجة‬

‫علٌا الدخول لعالمها اآلن لعقلها حٌث ٌكون اللحظة ‪ ,‬شددتها لحضنً‬
‫بقوة وبدأت أؼنً‬

‫نشٌد النحلة الذي كانت تحبه فً صؽرنا ‪ ,‬كان نشٌداً علمنا إٌاه مدرس‬
‫لً فً االبتدابٌة‬

‫ومن حبً لذاك األستاذ لم أنسه باقً السنوات وبقٌت أردده دابما ً‬
‫وحفظتها إٌاه وكنا نؽنٌه‬

‫دابما ً ‪ ,‬بقٌت أردده مرارا حتى هدأت وانخفض صوت هذٌانها تدرٌجٌا‬
‫وأؼمضت عٌناها‬

‫وبدأت تقول بهمس خافت " رابد ‪ ...‬رابد هذا أنت"‬

‫حضنتها بقوة وقلت " نعم رابد اهدبً قمر لٌس هناك برد وال باب وال‬

‫عٌنا تنٌن هذا أنا اهدبً حبٌبتً"‬

‫بعدها لم أعد استمع لصوتها نظرت لها فكانت نابمة بهدوء ‪ ,‬حمدا هلل‬
‫تخلصت‬

‫من كابوس الٌقظة ذاك وستنسى كل شًء ما أن تستفٌق ‪ ,‬حملتها بٌن‬


‫ذراعاي‬

‫وأنزلتها للؽرفة وضعتها على السرٌر مسحت على وجهها وقبلت شفتٌها‬
‫وخرجت‬

‫جلست فً الصالة بعدما صلٌت الفجر وبدأت الساعات تمر وأنا جالس‬
‫مكانً‬
‫علٌا أن ارحمها منً على األقل مادمت ال ٌمكننً تجاوز الماضً وأن‬
‫أرحمها من‬

‫هذا المنزل ‪ ,‬بعد وقت سمعت باب المنزل ٌفتح وأحدهم ٌدخل فوقفت من‬
‫فوري‬

‫من هذا الذي ٌملك المفتاح لٌفتحه !! كنت سؤتحرك ناحٌة الممر المإدي‬
‫إلٌه حٌن‬

‫دخلت امرأة متشحة بالسواد من رأسها حتى قدمٌها ‪ ,‬بقٌت انظر لها‬
‫مطوالً ثم فتحت فمً ألتحدث فسبقتنً قابلة " أٌن قمر ؟ " !‬

‫قلت بصدمة " من أنتً وكٌؾ دخلتً بل كٌؾ فتحتً الباب ؟" !‬

‫قالت " أنا صاحبة المنزل وأملك مفتاحا ً"‬

‫نظرت لها بصدمة أشد ثم قلت " أنتً زوجة خالها"‬

‫قالت " أٌن هً قمر ؟" !‬

‫قلت بحدة " ماذا ترٌدٌن منها"‬

‫قالت " أٌن هً ؟" !‬

‫قلت بؽضب " ال عبلقة لك بها ماذا ترٌدون منها بعد لقد دمرتموها بما‬
‫فٌه‬

‫الكفاٌة ‪ ....‬حزن وكوابٌس وفزع وماضً اسود وبكاء وقلب ضعٌؾ ما‬
‫الذي‬
‫لم تفعلٌه وجب ِ‬
‫ت لفعله"‬

‫انفتح حٌنها باب ؼرفة النوم وخرجت قمر منها وتجمدت مكانها وهً‬
‫تنظر‬

‫للمرأة الواقفة أمامنا‬

‫نـهاٌـة الـفصل‬
‫كٌؾ ستكون المواجهة بٌن قمر وسلوى وما جاءت ترٌد من قمر‬

‫فً الفصل القادم قرار مفاجا ٌقرره رابد وشخصٌات جدٌدة ستتعرفون‬
‫علٌها‬

‫قمر وصدمة قوٌة تؽٌر بها الكثٌر فما ستكون‬

‫الـفصل الواحـد و العـشرون‬

‫استٌقظت واشعر برأسً بحجم األرض وعٌناي تإلماننً بشدة ال أذكر‬


‫إال‬

‫أننً تشاجرت ورابد وصعدت للسطح ‪ .....‬آآآآه رأسً‬

‫بقٌت أفركه بؤصابعً لوقت ثم نظرت لثٌابً فوجدتها ؼٌر التً كنت‬
‫أرتدي‬

‫البارحة ‪ ,‬من ألبسنً هذه !! إنه رابد بالتؤكٌد ولكن لما ؟‬

‫وقفت ونظرت لها جٌداً كنت أرتدي بنطلون من الجٌنز وقمٌص أسود‬
‫بؤكمام‬

‫وأزرار كلها خاطبة وفً ؼٌر مكانها ‪ ,‬ابتسمت وقلت " مإكد هوا من‬
‫البسها لً "‬

‫عدلت أزرار القمٌص ثم بدأت أستمع ألصوات فً الخارج ثم علت‬


‫األصوات‬

‫أكثر ‪ ,‬خرجت وكان رابد ٌنظر باتجاه أحدهم عند باب الصالة نظرت‬
‫هناك‬

‫وتجمدت مكانً وأنا أرى المتشحة بالسواد والواقفة هناك ‪ ....‬سلوى‬


‫عٌنا‬

‫التنٌن بإس طفولتً وحرمانها ‪ ,‬بدأت أنفاسً تضطرب وتعلوا حتى‬


‫ْ‬
‫خرجت‬

‫من صمتها قابلة " قمر أ أنا ‪ ....‬أنظري لحالً أحترق وجهً وجسدي‬
‫وخالك أصبح ببل حراك تلٌَفت كبده وتخلى عنً أهلً وأهله وأصدقابنا‬
‫واستؤجرنا هذا‬

‫المنزل وسكنا فً ؼرفة واحدة متهربة فً سطح منزل ال تمسك عنا البرد‬
‫ونؤكل‬
‫ونشتري الدواء من ثمن إٌجار هذا المنزل ‪ ,‬لقد خسرت كل شًء‬
‫وكسبتً أنتً‬

‫فً النهاٌة ‪ ,‬سامحٌنً ٌا قمر فكل ما أصابنً مما فعلته بك ‪ ,‬لقد كبر ِ‬
‫ت‬
‫وصر ِ‬
‫ت‬

‫شابة من أجمل ما رأت عٌناي وتحولت أنا لمسخ ‪ ,‬شعرك فاق طوله‬
‫نصؾ جسدك‬

‫وتحول رأسً لجلد محروق لٌس به وال شعرة واحدة وحتى من منعتك‬
‫من السطح‬

‫كً ال ترٌه ها قد أصبحت زو" ‪.....‬‬

‫صرخت فٌها بؽضب " أخرجًٌٌٌٌٌ "‬

‫قالت " قمر أر" ‪......‬‬

‫قلت بصراخ أكبر وأنا أشٌر بؤصبعً جهة الباب‬

‫"أخرجً اآلن أخرجً من منزلً اآلآآآآآن"‬

‫وبدأت أحمل كل ما تصل إلٌه ٌداي وأرمٌها به وأصرخ طاردة لها‬


‫فؤمسكنً‬

‫رابد مطبقا ً ٌداه علٌا بقوة وقال " قمر توقفً "‬

‫ثم نظر جهتها وقال بحدة " وأنتً أخرجً من هنا حاالً هذه سٌدة المنزل‬
‫اآلن وال ترٌدك فٌه فؤخرجً فورا أو أخرجتك مرؼمة"‬
‫قالت وهً تتراجع بخطواتها للخلؾ " سامحٌنً ٌا قمر لعل هللا ٌفرج‬
‫همً"‬

‫ثم خرجت وأنا فً بكابً المستمر وال شًء على لسانً سوى كلمة‬
‫أخرجً‬

‫ارددها بصوت خافت حتى سمعت باب المنزل ٌؽلق وارتخت ذراعا رابد‬

‫عنً فنزلت لؤلرض أبكً بمرارة وأردد‬

‫"أخرجً من حٌاتً أخرجً اآلن ‪ ,‬أرحمونً جمٌعكم وأخرجوا من‬


‫رأسً"‬

‫ثم حضنت ٌداي وأنا جالسة على األرض وملت بجسدي لؤلسفل ورأسً‬
‫ٌكاد‬

‫ٌبلمس األرض وقلت ببكاء " أمً خذٌنً إلٌك ‪ ...‬أمً عودي أو خذٌنً‬
‫إلٌك"‬

‫شعرت بٌدا رابد تمسكاننً وترفعانً لؤلعلى وهوا ٌقول بحدة‬

‫"قمر ال تطلبً الموت كم مرة سؤذ ّكرك بهذا ‪ ,‬توقفً عن قولها"‬

‫ثم جلس بجواري على األرض وضمنً لصدره بقوة فقلت ببكاء‬

‫"ال أرٌد أن أموت هنا رابد أرجوك"‬

‫قال بهدوء وهوا ٌمسح على شعري‬


‫"حسنا ً سنخرج من هنا ولن تموتً توقفً عن قول هذا ٌا قمر"‬

‫أخذنً بعدها للؽرفة أجلسنً على السرٌر فوقفت من فوري فؤمسك‬


‫ذراعاي‬

‫وقال " أجلسً ٌا قمر سؤؼٌر قفل الباب ولن ٌدخله أحد "‬

‫نظرت لعٌنٌه بعٌنان دامعتان وقلت " بل نخرج من هنا وال نعود"‬

‫زاد شده لذراعاي وقال " ونخرج ما أن أجد البدٌل أعدك بذلك ولكن‬
‫استلقً وارتاحً"‬

‫هززت رأسً ببل وقلت " أنا لم أصلً الفجر علٌا أن استحم وأصلً "‬

‫مسح بإبهامه دمعة عالقة فً رموشً وقال‬

‫"توضبً وصلً لقد ؼٌرت ثٌابك فقط ألنها كانت متسخة من ؼبار الباب‬
‫"‬

‫هززت رأسً بنعم وتوجهت للحمام توضؤت وصلٌت الفجر بعدما خرج‬
‫وقته‬

‫بكثٌر ثم دخلت السرٌر وؼطٌت جسدي كله باللحاؾ حتى رأسً وأنا‬
‫أحضن‬

‫دمٌة والدتً بقوة ثم سمعت خطوات رابد تؽادر فقلت " رابد ال تخرج"‬

‫توقفت خطواته ووصلنً صوته قاببل‬


‫"لن أخرج من المنزل وسؤؼلق الباب من الداخل ال تخافً"‬

‫قلت بهدوء " وال من الؽرفة"‬

‫سمعت حٌنها خطواته تقترب وشعرت به ٌجلس على السرٌر فقلت‬


‫بهمس‬

‫"ال تخرج بعد أن أنام سوؾ تؤتٌنً الكوابٌس حٌنها"‬

‫قال بعد صمت طوٌل " ألن تؤتٌك وأنا هنا ؟" !‬

‫قلت بهمس خافت " ال"‬

‫قال " سؤجلب كتابا ً وأعود حسنا ً "‬

‫لذت بالصمت فؽادر وعاد فوراً وجلس بجواري على السرٌر ولم ٌتحدث‬

‫أبداً وال صوت ٌسمع سوى تقلٌبه لؤلوراق كل فترة حتى ؼلبنً النوم‬
‫ونمت واستٌقظت بعد وقت طوٌل وجلست من فوري أنظر لمكان جلوسه‬
‫فكان مكانه‬

‫لم ٌؽادر ٌتكؤ برأسه على ظهر السرٌر مؽمضا ً عٌناه ففتحهما مباشرة‬
‫ونظر‬

‫لً وقال " أنا هنا لم أؼادر هل هً الكوابٌس"‬

‫هززت رأسً ببل دون كبلم فقال " حسنا ً عودي للنوم لن أؼادر الؽرفة"‬
‫نظرت له مطوالً ثم أخفضت نظري وقلت " هل سنؽادر حقا"‬

‫قال بهدوء " نعم"‬

‫نظرت له وقلت " متى ؟ " !‬

‫أبعد شعري خلؾ أذنً وقال " خبلل هذه األٌام ‪ ,‬فسؤبحث عن منزل"‬

‫لذت بالصمت فقال " قمر ألن تحكً لً عن ماضٌك لما تخفٌه عنً ؟" !‬

‫نظرت لٌداي فً حجري وقلت " أخبرتك أن طفولتً البابسة عشتها هنا‬
‫"‬

‫قال بهدوء " وما كانت تفعل لك تلك المرأة "‬

‫قلت بحزن وٌدان ٌرتجفان افركهما بقوة " كانت تضربنً بشدة‬
‫وباستمرار و ُتسكننً‬

‫فً ذاك المخزن وتحلق لً شعري وتسجننً فً الـ" ‪....‬‬

‫قال بجٌدة " تسجنك فً ماذا ؟" !‬

‫عدت للصمت سوى من دموعً التً بدأت بالنزول وأنا أمسحها بكؾ‬
‫ٌدي‬

‫فوقؾ وؼادر الؽرفة ولم أره باقً الٌوم ألنه عاد لسجن نفسه فً مكتبه‬
‫ولم‬

‫ٌخرج سوى لتناول الطعام وفً صمت تام وال أعلم ما ضاٌقه فً األمر‬
‫عند حلول اللٌل لم أستطع النوم فإن كانت اللٌالً األخرى ال تتركنً‬
‫الكوابٌس‬

‫مضاء ‪ٌ ,‬بدوا‬
‫ً‬ ‫فكٌؾ باللٌلة ‪ ,‬خرجت من الؽرفة وكان نور مكتب رابد‬
‫مستٌقظا ً اقتربت من الباب بهدوء وجلست أمامه متكبة علٌه ألتمس‬
‫األمان ولو من خلؾ‬

‫الباب ‪ ,‬بعد وقت ؼلبنً النعاس ولم أشعر سوى بالباب ٌفتح وٌد تمسكنً‬
‫عن‬

‫السقوط ثم وصلنً صوت رابد قاببل " قمر لما تنامٌن هنا ؟" !‬

‫فركت عٌنً بٌدي ثم خللت أصابعً فً ؼرتً وقلت " لم أستطع النوم"‬

‫أوقفنً وهوا ٌقول " ولما تنامٌن فً عتبة الباب هنا لما لم تطرقً علٌا‬
‫الباب"‬

‫أدخلنً للؽرفة ونمت فً حضنه ٌمسح على شعري وٌقبل جبٌنً كل حٌن‬
‫‪ ,‬نمنا‬

‫سوٌا ً كل واحد منا أخذ من هذا النوم ؼاٌة ‪ ,‬أنا التمس األمان والنوم‬
‫الهادئ وهوا‬

‫ٌحضا بحقه من زوجة تنام فً حضنه ‪ ,‬عند الصباح أعددت اإلفطار‬


‫فخرج من‬

‫الؽرفة مستعجبلً أخذ رشفة من كوب الشاي وقال أنه مستعجل وعلٌه‬
‫الخروج‬
‫سرٌعا ً فقلت وأنا أتبعه " رابد"‬

‫وقؾ والتفت إلً فقلت " ال تتؤخر لٌبل"‬

‫ابتسم ابتسامة بمعنى أنه فهم أنً أعلم أنه لن ٌعود قبل اللٌل ثم قال‬
‫مؽادراً‬

‫"حسنا ً وأؼلقً الباب من الداخل وال تفتحً ألحد وسؤتصل بك لتفتحً‬


‫لً "‬

‫وبالفعل لم ٌعد قبل المساء بل حتى منتصؾ اللٌل ونام معً فً الؽرفة ‪,‬‬
‫على األقل‬

‫فهم أننً أحتاج له ألنام بهدوء ‪ ,‬ومر قرابة األسبوع من الحال نفسه إما‬
‫فً الخارج‬

‫أو فً مكتبه وال ٌجمعنا سوى طاولة الطعام والسرٌر لٌبل ؼٌر أن ما‬
‫ٌطمبننً أنه بدأ‬

‫فً البحث عن منزل حتى أنه طلب منً أن نعود لمنزل والده لكننً‬
‫رفضت‬

‫كنت جالسة فً ؼرفة النوم ففتح الباب ودخل ‪ ,‬ؼرٌب ؼادر صومعته فً‬
‫ؼٌر وقته!‬

‫نظر لً مطوالً ثم قال " قمر هل تؤخذٌن الحبوب ؟" !‬


‫لذت بالصمت أنظر له باستؽراب فقال بحدة " قمر هل تسمعً أم أصابك‬
‫الصمم"‬

‫نظرت لؤلرض وقلت " لم تسؤلنً قببل لما اآلن تسؤل ؟" !‬

‫قال بؽضب " لما تجٌبٌن على السإال بسإال أخرجً لً علبة الحبوب‬
‫ألراها"‬

‫وقفت وقلت بضٌق " رابد ما ترٌد منً بالتحدٌد"‬

‫قال بصراخ " ألٌس هذا وقتها لن تتؤخر إال إن توقف ِ‬


‫ت عن تناول الحبوب‬
‫منذ أٌام"‬

‫لذت بالصمت فقال بحدة " كبلمً صحٌح إذاً"‬

‫أشحت بوجهً عنه وقلت " نعم صحٌح"‬

‫توجه ناحٌتً امسك ذراعاي هزنً وقال بؽضب " ومنذ متى لم تؤخذٌها‬
‫"‬

‫قلت وراسً أرضا ً " منذ تلك اللٌلة"‬

‫قال بحدة " أي لٌلة تلك ؟" !‬

‫نظرت لعٌنٌه وقلت " اللٌلة التً قلت فٌها أنك ترٌد طفبلً"‬

‫بقً ٌنظر لً بصدمة تم قال " مجنونة أنتً أال تعلمٌن عواقب األمر"‬
‫قلت بهدوء ودموعً مؤلت عٌناي " قد ٌنجح األمر وٌنجوا الطفل "‬

‫قال بهمس " وأنتً"‬

‫أشحت بنظري عنه وقلت " أموت طبعا ً"‬

‫تركنً وتوجه جهة الخزانة أخرج عباءتً وحجابً رماهما على السرٌر‬
‫وقال بؤمر مشٌراً لهما بإصبعه " تلبسٌهما فوراً لنذهب للطبٌبة ونرى‬
‫حبلً لهذه المصٌبة"‬

‫ثم ضرب باب الخزانة بقبضته حتى كاد ٌكسره وقال بصراخ ؼاضب‬

‫"ال اعلم كٌؾ تفكرٌن ٌا قمر كٌؾ ؟" !‬

‫قلت بؽضب " ألم تقل انك ترٌد األطفال هذا هوا الحل الوحٌد لدي"‬

‫أخذ العباءة ورماها على الجدار وقال صارخا ً‬

‫"وهل كل ما أقوله تنفذٌه ‪ ,‬هذه حٌاتك"‬

‫قلت بحزن وأنا أهز رأسً " لم ٌعد لها أي معنى وال خٌار آخر لدي"‬

‫بقً ٌنظر لً مطوالً بصمت ثم قال مؽادراً‬

‫"أنتظرك فً السٌارة إن كان ثمة شًء فسنتخلص منه من حٌنه "‬

‫تنهدت بضٌق وارتدٌت عباءتً وحجابً وخرجت ‪ ,‬توجهنا ألقرب عٌادة‬

‫وكؤنً فً حالة والدة وعلٌا أن أصل سرٌعا ً ‪ ,‬هل كل هذا خوؾ على‬
‫حٌاتً‬

‫أم هً الشفقة ال ؼٌر ‪ ,‬نزلنا وأصر رابد أن ٌدخل معً فقالت الطبٌبة أنه‬
‫لن‬

‫ٌكون هناك حمل ألن مادة الحبوب ستكون الزالت فً دمً وتحتاج وقتا‬
‫لٌنقى‬

‫منها واحمل ولكن رابد أصر أن تجري لً فحوص دم لٌتؤكد فكتبت طلبا ً‬

‫بالتحالٌل وأجرٌناها وتؤكد من أن كبلمها صحٌح وعدنا للمنزل فً صمت‬


‫تام‬

‫من كلٌنا ‪ ,‬دخلت الؽرفة من فوري فلحق بً وفً ٌده كوب ماء وقال‬

‫"أعطنً الحبوب أنا من سٌعطٌك إٌاها ٌومٌا"‬

‫قلت بضٌق " رابد أنا لست طفلة تعاملنً هكذا"‬

‫قال بحدة " قلت تعطٌها لً ودون نقاش"‬

‫أخرجت له علبة الحبوب ورمٌتها على السرٌر وجلست ‪ ,‬أخذها أخرج‬


‫شرٌط‬

‫الحبوب وأخذ منها واحدة وأعطاها لً مع الكوب فؤخذتهما وبلعتها‬


‫بالماء فقال‬

‫فور إبعادي للكوب " افتحً فمك"‬


‫فتحته وأؼلقته متضاٌقة فقال بحدة " قلت افتحٌه ولٌس دعٌنً القً‬
‫نظرة"‬

‫تؤففت وفتحته فقال بؤمر " ارفعً لسانك "‬

‫رفعته لٌتؤكد أنً لم أخفً الحبة تحته فتركنً لٌؽادر الؽرفة آخذاً علبة‬
‫الحبوب‬

‫معه فقلت بهدوء قبل أن ٌخرج " رابد هل ستتزوج بؤخرى ؟" !‬

‫وقؾ مكانه لوقت دون حراك ثم قال دون أن ٌلتفت إلً " ومن قال أننً‬
‫سؤتزوج" !‬

‫قلت بهدوء " أنت"‬

‫تحرك حتى وصل عند الباب ثم ووقؾ وقال " بل أنتً من قالها ‪ ,‬أنا لم‬
‫أقل ولم‬

‫أفكر فً األمر فانسً كل ما قلناه تلك اللٌلة ‪ ....‬كله ٌا قمر"‬

‫ثم خرج فقلت بهمس " ال تفعلها قبل أن أموت ‪ ,‬ال تقتلنً بها ٌا رابد "‬

‫واتكؤت على السرٌر محتضنة الوسادة وذهبت لعالم بكابً وحزنً‬


‫المعتاد‬

‫بعد وقت انفتح باب الؽرفة دخل ووقؾ عند الباب وقال‬

‫"قمر توقفً عن البكاء ما الداعً له اآلن"‬


‫دسست وجهً فً الوسادة ولذت بالصمت فقال " جهزي أؼراضا ً لك‬
‫سنؽادر‬

‫عند صباح الؽد ‪ ,‬ال تؤخذي كل أؼراضك الضروري فقط"‬

‫ثم هم بالخروج فؤبعدت وجهً عن الوسادة وقلت " إلى أٌن ؟" !‬

‫وقؾ وقال " لحٌت أبعدك عن كل شًء "‬

‫جلست وقلت بحٌرة " لم أفهم" !!‬

‫قال وهوا ٌخرج وٌؽلق الباب " علٌك أن تبتعدي عن كل هذا "‬

‫وخرج وتركنً فً حٌرتً ‪ ,‬ما ٌعنً بما ٌقول وأٌن سنذهب ! ولما أجهز‬
‫أؼراضا ً‬

‫لً وحدي ولٌس له أٌضا ً ! تنهدت بعدها ووقفت حضرت ثٌابا فً حقٌبة‬
‫صؽٌرة وبعض األؼراض المهمة وخرجت بها ‪ ,‬وجدته ٌجلس فً الصالة‬
‫ٌشبك ٌداه‬

‫مستندتان بمرفقٌه ورأسه لؤلسفل وكؤنه ٌحمل كل هموم الدنٌا على‬


‫كتفٌه‬

‫وضعت الحقٌبة على األرض فرفع رأسه ونظر لً وقال‬

‫"ارتدي عباءتك وحجابك أنتظرك فً السٌارة"‬

‫ثم وقؾ حامبلً الحقٌبة ومؽادراً فقلت " إلى أٌن تؤخذنً ولما أنت لست‬
‫معً ؟" !‬
‫قال وهوا ٌتابع سٌره " ستعلمٌن كل شًء ما أن نصل"‬

‫أمسكت قلبً بخوؾ ‪ ,‬ترى هل حدث ألحد مكروه ؟ ولكن عمتً لٌست‬
‫هنا‬

‫وال أحد لً ؼٌرها ‪ ,‬هل هم من أهله ؟ ولكنه لم ٌؤخذ ثٌابا ً له ‪ ,‬ما عناه‬
‫بؤنه‬

‫سٌخرجنً من كل هذا وأٌن ٌؤخذنً ؟! عدت للؽرفة أخذت عباءتً‬


‫وؼطٌت شعري وخرجت ‪ ,‬وصلت عند نهاٌة الصالة التفتت للخلؾ نظرت‬
‫للمنزل نظرة‬

‫شاملة ثم تنهدت وقلت " كم أتمنى أن أخرج منك وال أعود وكم أخشً أن‬
‫أموت فٌك "‬

‫ثم نظرت جهة الممر المإدي لباب السطح ثم للمطبخ و شهقت باكٌة‬
‫ومسحت‬

‫دموعً وقلت بؤلم " كم أتمنى أن أحرقك وأفجرك علً أنسى ألمً‬
‫وأنسى‬

‫حلمً وأنساه مع كل شًء فٌك "‬

‫أحسست حٌنها بٌد رابد على كتفً وصوته ٌدخل أذنً مباشرة وهوا‬
‫ٌقول‬

‫"من هذا الذي ترٌدٌن نسٌانه هنا ؟ " !‬


‫قلت وأنا أخرج من المنزل " حلم لم أنسه ٌوما ً ولن أنساه لؤلبد "‬

‫ركبنا السٌارة فً صمت سوى من صوت محركها ‪ ,‬بعد قلٌل وصلنا‬


‫لمدٌنة مرٌم‬

‫ثم لمنزلها تحدٌداً ‪ ,‬نزلنا فكانت فً استقبالنا عند الباب ‪ ,‬ما أن دخلنا‬
‫للمنزل حتى‬

‫استؤذن رابد للخروج قلٌبلً وؼادرت مرٌم جهة المطبخ وما هً إال‬
‫لحظات ورجع‬

‫رابد وقؾ أمامً وعٌناي معلقتان فً عٌناه كانت بهما نظرة ؼرٌبة لم‬
‫أفهمها ولم‬

‫أرها قببل ‪ ,‬تنقلت بنظري بٌن عٌنٌه وقلت بضٌاع‬

‫"رابد ما بك ؟ هل عابلة عمتً بهم مكروه هل حدث معك شًء ؟" !‬

‫أمسك وجهً وبقً على صمته فقلت والدموع تمؤل عٌناي‬

‫"رابد ال تقتلنً بصمتك قــ" ‪...‬‬

‫قطع كلماتً بقبلة طوٌلة وكؤنها األولى أو األخٌرة ثم حضننً وقال‬

‫"ابقً هنا حتى أعود حسنا ً "‬

‫ثم خرج من فوره ولم ٌعطنً حتى مجاالً للسإال وال الكبلم ‪ ,‬جرت‬
‫دموعً على‬
‫خداي من فورها فمسحتها وخرجت خلفه ‪ ,‬وجدت حقٌبتً عند الباب‬
‫وسٌارته ؼٌر‬

‫موجودة ‪ ,‬أحسست أن ثمة من سلخ روحً من جسدي وانتزعها وؼادر‬


‫بها‬

‫عدت للداخل وتقابلت ومرٌم فقلت من فوري " أٌن ذهب ولما أحضرنً‬
‫هنا ؟" !‬

‫نظرت لً باستؽراب مطوالً ثم قالت " ألم ٌخبرك" !!‬

‫قلت بحٌرة " ٌخبرنً بماذا" !!‬

‫قالت " بؤنه سٌتركك معً هنا حتى عودة أٌوب وسٌذهب للعاصمة"‬

‫بقٌت أنظر لها مطوالً بصدمة ثم قلت‬

‫"وأٌن ذهب أٌوب !! ولما ٌذهب للعاصمة ولما أنا هنا ؟" !‬

‫قالت " أٌوب فً دورة تدرٌبٌة لثبلث أشهر ورابد سٌعمل‬

‫فً العاصمة وأخبرنً أنه سٌبقٌك معً "‬

‫كنت أنظر لها بضٌاع ودموعً تنزل دون توقؾ وتنفسً ٌعلو شٌبا ً فشٌبا ً‬
‫‪,‬‬

‫ذهب وتركنً هكذا بكل بساطة ‪ ....‬اسمع ٌا قلبً وانظر ما فعل بً‬

‫أمسكت مرٌم كتفاي وقالت " قمر ما بك ؟ " !‬


‫قلت بصدمة " ذهب وتركنً أخرجنً من حٌاته ال ٌرٌدنً ‪ ...‬لماذا " !!‬

‫احتضنتنً وقالت " قمر البد لسبب ما فعل هذا هوا‬

‫لم ٌخرجك من حٌاته قال لفترة وسٌعود "‬

‫ابتعدت عنها وقلت بصراخ باكً " لماذا ٌرمٌنً وٌرحل ؟! لما ٌجرحنً‬
‫باستمرار ‪ .....‬لماذا ٌا مرٌم"‬

‫ثم قبضت بٌدي عند صدري وقلت بحزن‬

‫"ولكنً أعرؾ حتى متى ‪ ,‬حتى تعود عمتً وٌعٌدنً إلٌهم "‬

‫اقتربت منً أمسكت ٌدي وقالت " ماذا حدث بٌنكما أو ما قال قبل أن‬
‫ٌحضرك"‬

‫سحبت ٌدي من ٌدها ضممتها لصدري وقلت ورأسً أرضا ً ودموعً‬


‫تنزل لها‬

‫مباشرة " قال علٌا إبعادك عن كل هذا ‪ ,‬لم أفهم بادئ األمر ولكن اآلن‬
‫علمت ‪ ,‬ظننته‬

‫ٌرٌد إخراجً من ذاك المنزل بل الجحٌم الذي فٌه ولكنه ٌقصد طردي من‬
‫حٌاته"‬

‫ْ‬
‫أمسكت وجهً ورفعته لوجهها وقالت بهدوء‬

‫"ال بل ٌبدوا لً ٌرٌد إبعادك عن كل ما ٌإذٌك وأولهم هوا"‬


‫ابتعدت عنها أولٌتها ظهري وقلت " كل هذه السنٌن ولم تفهمً شقٌقك‬
‫جٌداً ٌا مرٌم "‬

‫أمسكت كتفً وقالت " أمسحً دموعك وتعالً لنجلس ونرى ما سنفعل‬
‫فً األمر"‬

‫قلت بضٌق " لن نفعل شٌبا ً ما أن ترجع عمتً فً إجازتها سؤرحل معهم‬
‫على الفور "‬

‫سحبتنً معها للداخل قابلة " أدخلً اآلن وسنتحدث الحقا ً"‬

‫قلت وأنا أتوجه ٌسارا " أرٌد الحمام"‬

‫ثم دخلت له من فوري أؼلقت الباب وسندت جسدي بالجدار أمسك‬


‫ذراعً‬

‫التً عاد األلم لٌمزقها أسوء بكثٌر من ذي قبل فلم أستطع إمساك‬
‫صرخاتً‬

‫حتى دخلت علٌا مرٌم مفزوعة ووجدتنً أجلس على األرضٌة‬

‫لم أسمع من كلماتها شًء واضح بسبب األلم الؽٌر معتاد ولم تلتقط أذنً‬
‫سوى‬

‫أسم رابد وهً تقؾ فؤمسكت ٌدها وقلت بصعوبة " ال ال تخبرٌه خذٌنً‬
‫للؽرفة "‬

‫أخرجتنً من الحمام لؽرفة نومها وأعطتنً حبوبا مسكنة خففت األلم‬


‫قلٌبلً ولم‬

‫ٌزل نهابٌا إال بعد وقت ‪ ,‬كانت ترٌد االتصال به لكنً أصررت على أن ال‬
‫تفعل‬

‫وأخبرتها أن هذا عادي فقد شاهدته عدة مرات قببل ؼٌر أن هذه المرة‬
‫زاد األلم قلٌبلً‬

‫كانت ؼٌر مقتنعة بكبلمً لكنً لم أتركها إال بعد أن عاهدتنً أن ال‬
‫تخبره‬

‫فلما سٌهتم ألمري وهوا رمانً لها وؼادر‬

‫وها هوا مر شهران على وجودي هنا لم ٌتصل بً خبللهما ‪ ,‬تخبرنً‬


‫مرٌم‬

‫أنه ٌتصل بها وٌسؤل عنً ولكنً ال أصدقها ولن أصدق ذلك وحتى إن‬
‫اتصل‬

‫بً فلن أجٌب رؼم أنه لن ٌفعلها‬

‫كنت اتكا على زجاج النافذة أشاهد منظر الؽروب من خلؾ الطبٌعة حٌن‬
‫دخلت مرٌم وقالت بصوت مبتسم " أٌن هً القمر الٌوم لم تؽادر الؽرفة ؟‬
‫"‬

‫تنهدت وقلت " وما الفرق بٌن وجودي هنا وخروجً األمران سٌان‬
‫فؤنتً ال‬

‫تتركٌنً افعل معك شٌبا ً وال أسٌلك بشًء"‬

‫جلست أمامً ومسحت على شعري وقالت " اتصل رابد منذ قلٌل"‬

‫ابتسمت بحزن وقلت " ال تكذبً علً"‬

‫قالت بابتسامة " ال أكذب وأنتً تعلمٌن ذلك جٌداً وتسمعٌننً أتحدث معه‬
‫مراراً"‬

‫أدرت وجهً جهة الزجاج أكثر وقلت ودموعً بدأت بالنزول‬

‫"لما ٌفعل معً هذا أال ٌشعر أننً أحتاجه أننً أشتاق إلٌه"‬

‫مسحت على كتفً وقالت بحزن‬

‫"هوا ال ٌتصل إال للسإال عنك فؤنا أعرؾ رابد جٌداً ال ٌتصل بً منذ‬
‫سنوات"‬

‫مسحت دموعً وابتعدت عن النافذة وقلت " وما تخبرٌه أنتً عنً"‬

‫قالت " أخبره أنك ؼاضبة منه ولن تسامحٌه أبداً"‬

‫ثم تنهدت وقالت " لكنه ٌقول لً فً كل مرة كاذبة وال أعلم لما"‬
‫ثم قالت بجدٌة " قمر صحٌح أنه شقٌقً وأنً أحبه ولكن علٌك معاقبته‬
‫على هذا‬

‫بل علٌك نسٌانه لؤلبد إن استطع ِ‬


‫ت"‬

‫قلت بابتسامة حزٌنة " مثلما لٌس هناك أبد فلٌس هناك نسٌان لن أكذب‬
‫علٌك‬

‫وعلى نفسً ولكن اعلم ما سؤفعل"‬

‫عمتً ستصل بعد أسبوعٌن وسؤذهب معهم ولٌصنع ما ٌشاء سؤخلصه‬


‫منً لؤلبد هذا إن عادوا قبل أن أموت وأترك الحٌاة لهم جمٌعهم فقد‬
‫تضاعفت اآلالم لدي وزاد‬

‫عدد مرآتها وأي واحدة ستصٌب قلبً بقوة وستكون القاضٌة‬

‫أخرجنً من أفكاري صوتها تقول " هوا فقط ٌحاول حماٌتك منه كً‬

‫ال ٌقسوا علٌك أكثر أفهمه جٌداً"‬

‫قلت بضٌق " أال ٌعلم أنه بهذا ٌإذٌنً أكثر مما ٌرحمنً أال ٌمكنه تشؽٌل‬

‫ذكابه فً أمر واحد ٌخصنً "‬

‫تنهدت وقالت " لو أعلم من أٌن تجدٌن كل هذا الحب الذي تحبٌنه له"‬

‫عدت متكبة على النافذة وقلت بحزن‬


‫"لن تعلمً كم أحببته وكم أحبه وما عناه لً كل حٌاتً لن ٌفهم أحد ذلك‬
‫"‬

‫تنهدت وقالت " لٌثه بإمكانً فعل شًء ال ٌفسد األمور أكثر وال ٌجعله‬
‫ٌؽضب‬

‫منً طوال العمر ألنً أعرفه جٌداً "‬

‫ضممت جسدي بٌداي وقلت ببكاء " ال أرٌد أن أموت وهوا بعٌد عنً ٌا‬
‫مرٌم ال أرٌد"‬

‫أمسكت ٌدي وسحبتها وحضنتها بٌدٌها وقالت " قمر لما تقولٌن هذا !!‬
‫"‬

‫تنهدت وقلت " ال تكترثً لكل ما أقول"‬

‫قالت بجدٌة " سنذهب لمزرعة جدتً ككل خرٌؾ وستري إن لم ٌؤتً‬

‫ركضا ً ما أن ٌعرؾ أنك هناك"‬

‫نظرت لها بحٌرة وقلت " جدتك" !!‬

‫قالت " نعم ألم ٌخبرك عنها"‬

‫ابتسمت بؤلم وقلت " وما الذي ٌخبرنً عنه حتى أنتً لم أعرفك إال ٌوم‬
‫جبتكم للعزاء"‬

‫تنهدت بضٌق وقالت " ال أفهم ما ٌرٌد بما ٌفعل"‬


‫ثم نظرت لً وقالت " حٌدر وأنوار سٌكونان هناك ‪ ,‬إنها والدة أمً‬
‫ولدٌها مزرعة‬

‫جمٌلة وفً الخرٌؾ تكون عالم خٌالً جداً سوؾ آخذك معً وستري ما‬
‫سٌحدث"‬

‫أشحت بنظري عنها وقلت " رأٌت مخططاتك ونتابجها سابقا ً"‬

‫ضحكت وقالت " هذه المرة لن نخطط سنذهب فقط"‬

‫نظرت لها بحٌرة وقلت " وما سٌجعله ٌلحقنا هناك ؟"‬

‫ضحكت مجدداً وقالت " ستري بعٌنك"‬

‫قلت باستؽراب " أنا ال أفهمك ! ثم أنا ال أرٌد أن ٌلحقنً وال ٌؤتٌنً"‬

‫وقفت وقالت " نحن لن ندعوه لٌؤتً هوا من سٌفعل بمؤل إرادته"‬

‫رفعت نظري لها وقلت " وهل سٌعلم بذهابنا ؟" !‬

‫قالت " ال طبعا ً حتى نكون هناك لو علم لن ٌوافق"‬

‫تنهدت وقلت " مرٌم أنا لست فً مزاج مشاكل معه سٌضع اللوم علٌا‬
‫حٌنها "‬

‫وضعت ٌداها وسط جسدها وقالت " قمر ال تكونً ضعٌفة وانهزامٌة‬
‫هكذا"‬

‫قلت بسخرٌة " كنت قوٌة مرارا وجارٌته فً الكبلم فلم أجنً‬
‫سوى نعته لً بطوٌلة اللسان"‬

‫ضحكت كثٌراً فقلت بضٌق " مرٌم أنا ال أرٌد شٌبا ً ال أن أراه وال شًء"‬

‫قالت بنصؾ عٌن " ومن التً كانت تتحدث عن الشوق إلٌه"‬

‫قلت باستٌاء " ذاك شًء وأن أفرض نفسً على شخص ال ٌرٌدنً شًء‬
‫آخر"‬

‫قالت بهدوء " قمر أنا ال ٌمكننً قول كل ما فً قلبً لكن تؤكدي من أن‬
‫رابد‬

‫ٌشتاق لك اآلن أكثر منك ولو سمعتً صوته فً الهاتؾ ولهفته لتؤكد ِ‬
‫ت‬
‫بنفسك‬

‫ولم ٌتركك هنا إال لٌبعدك عن قسوته"‬

‫قلت بدموع " ال ٌمكننً تصدٌق هذا أنتً لم تعٌشً ما عانٌته معه ‪ ,‬ال‬
‫أرٌد إال‬

‫الموت أن ٌؤتٌنً ‪ ...‬هوا مصٌري الوحٌد فبل راحة لً مع شقٌقك وال‬


‫بدونه "‬

‫أمسكت ٌدي وسحبتنً معها قابلة " هٌا تعالً لنجهز أؼراضنا وأؼراض‬
‫األطفال‬

‫سنذهب إلٌهم فً الؽد برفقة حٌدر وأنوار وستري هناك من سٌجلبه على‬
‫وجهه‬
‫ومن سٌربٌه على أفعاله فؤنتً ال تعرفً خاله وجدته"‬

‫عند الصباح كانت مرٌم وأبناءها فً خلٌة نحل من الركض هذا تلبسه‬
‫وهذه‬

‫تمشط شعرها وأؼراضهم فً كل مكان ‪ ,‬كم األمومة شًء جمٌل ولن‬


‫أحضا‬

‫به أبداً ‪ ,‬ساعدتها قدر اإلمكان وعند الظهٌرة وصل حٌدر ولم ٌدخل بل‬
‫أصر‬

‫أن نخرج له ‪ ,‬خرجنا وركبنا السٌارة وسلمنا على أنوار بعد أن صعدنا‬
‫فقالت‬

‫مرٌم بضٌق " لما لم تنزال قلٌبلً لترتاحا ‪ ,‬الرحلة كانت طوٌلة"‬
‫انطلق بالسٌارة قاببل " أنتً تعرفً الطرٌق إلى المزرعة جبلً ووعر‬

‫وٌؤخذ وقتا ً ‪ ,‬علٌنا الوصول قبل المؽٌب "‬

‫وكانت الطرٌق كما قال وعرة ومخٌفة لكن الطبٌعة ومنظرها ٌنسٌك‬
‫عقبات‬

‫الطرٌق ‪ ,‬كانت صبا تحتضن مسند الرأس لكرسً حٌدر واقفة على‬
‫الكرسً‬

‫الخلفً ووابل ٌقؾ فً المنصؾ وهوا والطفبلن فً ؼناء مستمر طوال‬


‫الطرٌق‬
‫بمرح ووابل ال ٌحفظ مما ٌقولون شٌبا ً ولكنه لم ٌسكت أبداً ‪ ,‬اللحن مثلهم‬
‫والكلمات‬

‫من كل لؽات العالم ‪ ,‬حٌدر مختلؾ تماما ً عن رابد وكؤنهما لٌسوا أشقاء ‪,‬‬
‫من ٌراهما‬

‫ٌضن أن رابد هوا الضابط فً الجٌش وحٌدر هوا األدٌب الكاتب‬

‫تنهدت بضٌق واتكؤت على النافذة أشاهد الطبٌعة حٌن رن هاتؾ حٌدر‬
‫فرفعه قاببل‬

‫"مرحبا ً بالحً المٌت"‬

‫ثم ضحك وقال " ال أعلم متى ستؽٌر عاداتك"‬

‫سكت ثم قال " فً الطرٌق لمزرعة جدتً"‬

‫"نعم فؤنت نسٌت هذا المكان منذ زمن"‬

‫"عامان ! وهل ترى العامان قلٌل ‪ ,‬عموما فالمهم معنا أنت ال نرٌد بك‬
‫شٌبا ً"‬

‫قال بعدها بصوت مصدوم " ما تعنً بلم ٌخبرك أحد" !!‬

‫"نعم معً جمٌعهم"‬

‫"من ترٌد مرٌم أم زوجتك"‬

‫"كٌؾ أي منهما حدد من ترٌد"‬


‫مدت حٌنها مرٌم ٌدها قابلة " هات أعطنً أنا اكلمه"‬

‫أخذت منه الهاتؾ ثم وضعته على أذنها قابلة " نعم ٌا رابد"‬

‫قالت بعدها ببرود " نعم معً هل سؤتركها وحدها هناك"‬

‫سكتت قلٌبلً ثم قالت بحدة " ولما أخبرك ‪ ,‬إن وافقت أو رفضت سآخذها‬

‫معً فلن أتركها وحدها ولن أبقى هناك"‬

‫تؤففت وقالت " نابمة لم تنم البارحة فنامت اآلن"‬

‫ثم قالت بتذمر " وإن ٌكن أوالدي ٌصرخون ونومها خفٌؾ‬

‫نامت ٌا أخً قلت لك متعبة ونامت"‬

‫"ال لم تمرض سهرنا على التلفاز طوال اللٌل هٌا وداعا ً"‬

‫أؼلقت علٌه الخط وأعادت الهاتؾ له ‪ ,‬ال أعلم كم عدد الكذبات التً‬
‫تكذبها‬

‫مرٌم على رابد لهذا ال تنجح مخططاتها دابما ً‬

‫وما هً إال لحظات ورن هاتؾ حٌدر مجدداً ‪ ,‬نظر للمتصل ثم رماه لمرٌم‬
‫قاببل‬

‫"تفاهمً معه ‪ ...‬أقسم أن ٌلحق بنا فوراً إن لم نرجع"‬


‫رفعت مرٌم الهاتؾ وهً تقول " لٌفعل ما ٌحلوا له ‪ ....‬لن نعود"‬

‫ال أعلم لما الجمٌع موقن من أنه سٌلحق بنا وما السبب ! فما فً األمر‬
‫إن‬

‫ذهبت معهم لمزرعة جدته ‪ ,‬أجابت مرٌم من فورها قابلة‬

‫"لن نعود ٌا رابد وزوجتك ال علم لها أنً لم أخبرك"‬

‫سكتت لوقت ثم قالت بضٌق‬

‫"تلك مشكلتك ‪ ,‬تؤتً لتعٌدها شًء ٌخصك لكن أن آتً وأتركها ال"‬

‫"وال أن أبقى ‪ ...‬هذه جدتً وال أزورها إال هذا الوقت من السنة"‬

‫تنهدت بعدها بضٌق وقالت " ومنذ متى لم تكن ؼاضب منً ‪ ,‬دع‬
‫زوجتك‬

‫ترفه عن نفسها قلٌبلً لن ٌؤكلها"‬

‫قالت بعدها بؽٌض " ألنً أعلم فٌما تفكر ولما كل هذا الؽضب من قدومها‬
‫معنا"‬

‫رفعت بعدها الهاتؾ عن أذنها وقالت بصدمة " أؼلق الخط فً وجهً"‬

‫ضحك حٌدر وهوا ٌنظر لها فً المرآة وقال " من المفترض أن ال ُتفاجبً‬
‫باألمر"‬
‫أعادت له هاتفه وقالت " قال سٌلحق بنا "‬

‫ثم انفجروا ضاحكٌن وأنا مجرد مستمع فقط ال أفهم مما ٌجري شٌبا ً لكن‬
‫ما أعلمه أن‬

‫العواقب ستكون وخٌمة وأنا من ستدفع الثمن بالتؤكٌد‬

‫بعد وقت وصلنا لمدٌنة أؼلبها أبواب حدٌدٌة وأسوار عالٌة وشاحنات‬
‫تسٌر فً‬

‫طرقاتها ‪ ,‬التً تحمل بقرة والتً تحمل أحصنة والملٌبة بالفواكه ‪ ,‬عالم‬
‫ؼرٌب‬
‫جداً ! وقفنا بعدها أمام أحد األبواب الحدٌدة الكبٌرة وأجرى حٌدر اتصاالً‬
‫ثم قام‬

‫عامل بفتح الباب لنا ودخلنا بالسٌارة ‪ ,‬سرنا مسافة ثم ظهر لنا رجل فٌما‬
‫ٌقارب‬

‫بداٌة األربعٌن من العمر ٌرتدي مبلبس الفروسٌة وٌمسك فً ٌده دلواً‬

‫ما أن اقتربت سٌارتنا حتى وضع الدلو من ٌده واقترب منا ‪ ,‬نزلنا جمٌعنا‬
‫فتوجه حٌدر ناحٌته وصافحه قاببل " مرحبا ً بالخال العزٌز"‬

‫ضحك اآلخر وقال " مرحبا ً بالحٌدر الؽالً"‬

‫قال حٌدر بضٌق " شاب رأسك والزلت بؤسلوب بارد جداً"‬
‫اقتربت مرٌم وسلمت علٌه ثم اقتربت أنوار وسلمت علٌه أٌضا ً ‪ٌ ,‬بدوا‬
‫لً ٌقرب لها‬

‫فما علمته منها أن ثمة قرابة بعٌدة بٌنها وبٌن حٌدر ‪ ,‬وما أن صافحته‬
‫أنوار حتى‬

‫ضحك قاببلً " مرحبا ً بالجمٌلة زوجة القبٌح "‬

‫فضحك هوا وأنوار ومرٌم وتؤفؾ حٌدر ؼاضبا ً ‪ ,‬ركضت حٌنها صبا‬
‫ناحٌته‬

‫واحتضنته ثم قالت " أٌن جدتً ؟ " !‬

‫قال مبتسما ً " هذه لٌست جدتك ‪ ...‬جدتك تركتٌها فً مدٌنتك "‬

‫ابتعدت عنه مستاءة فقال حٌدر " هٌا ٌا وابل سلم على خالك"‬

‫لكن وابل كان مختبا منه وال أعلم لما فقالت صبا بعدما مدت لسانها له‬

‫"هذا لٌس خاله خاله رابد "‬

‫فضحك الجمٌع وشدت مرٌم ابنتها من أذنها مبعدة لها عنه فنظر بعدها‬
‫ناحٌتً‬

‫فقال حٌدر " هذه قمر زوجة رابد وهذا خالً ثقٌل الظل مروان "‬

‫ضحك خالهم وقال " مرحبا ً بالقمر فً وضح النهار"‬

‫ُ‬
‫نظرت له بصدمة وقالت مرٌم ضاحكة‬
‫"هٌا ندخل قبل أن ٌسقط علٌنا رابد من السماء"‬

‫ضحكوا جمٌعهم وأنا كالبلهاء بٌنهم حتى قال مروان وهوا ٌدخل أمامنا‬
‫ونحن‬

‫خلفه " كٌؾ لرابد أن ترك هذا القمر ٌؤتً بدونه ولم ٌخؾ علٌه من‬
‫قطاع الطرٌق "‬

‫قالت مرٌم ضاحكة " أنت ال تتخلى عن عاداتك أبداً وعلٌا أن‬

‫أنبهك فرابد ٌجن جنونه من هذا "‬

‫ضحك حٌدر من خلفنا وقال‬

‫"ال بل ٌجن جنونه من أقل من هذا فؤمسك لسانك عنها"‬

‫قال مروان ملوحا بٌده " لٌس ذنبً ما كان علٌه أن ٌتزوج واحدة كهذه‬
‫"‬

‫وكزتنً مرٌم وقالت هامسة ونحن نتبعه " ال تكترثً له هذا طبعه "‬

‫قلت بضٌق " ٌاله من طبع سًء "‬

‫ضحكت ثم همست لً " هذا من سٌصٌب رابد بالجنون"‬

‫التفت مروان لنا وقال " فٌما تتهامسان "‬

‫من هذا جاء رابد بهذه الجملة من خاله العزٌز ‪ ,‬قالت مرٌم ببرود‬
‫"شًء ال ٌخص الرجال طبعا ً "‬

‫دخلنا منزال كبٌراً ومكون من طابقٌن كان المنزل واسع والنور ٌدخله من‬
‫كل‬

‫جانب وٌبعث فٌك الراحة والسكٌنة ‪ ,‬تركنا حٌدر وخالهم فً األسفل‬


‫وصعدنا‬

‫نحن لؤلعلى حٌث جدتهم ‪ ,‬وصلنا لؤلعلى كان ٌشبه الطابق األرضً‬
‫تماما ً وقابلنا امرأة كبٌرة فً السن ولكن تبدوا بصحة فوق الجٌدة ترتدي‬
‫فستانا ً طوٌبلً‬

‫بؤكمام وتضع وشاحا على كتفٌها وتبدوا من النظرة األولى صاحبة‬


‫شخصٌة قوٌة‬

‫سلم علٌها الجمٌع ثم كان دوري فقبلت رأسها وٌدها وقلت " سررت‬
‫بلقابك ٌا جدتً "‬

‫ابتسمت وقالت " من أٌن لذاك المؽفل كل هذا الدوق فً االختٌار فلٌست‬
‫عادته "‬

‫ضحكوا جمٌعهم ثم قالت ممسكة بٌدي " تعالوا تفضلوا بالجلوس وخدي‬
‫راحتك‬

‫هنا فالرجال ال ٌصعدون هذا الطابق إال لٌبل "‬

‫فهمت اآلن هذه القوانٌن هنا لهذا لم ٌصعدا معنا ‪ ,‬جلسنا فً مكان ؼرٌب‬
‫تبدوا‬
‫شرفة ولٌست شرفة فً آن واحد ‪ ,‬واسعة وبسٌاج نحاسً وكؤنه مجلس‬
‫ٌفتح على‬

‫المزرعة حٌث األشجار المصفرة اللون بمنظر ٌصعب تخٌله ووصفه ‪ ,‬كم‬
‫هم‬

‫محضوضون بالعٌش فً هذا المكان ‪ ,‬جلس الجمٌع فاستؤذنتهم وأخذتنً‬


‫الخادمة‬

‫لؽرفتً هنا ‪ ,‬خلعت حجابً وعباءتً كنت أرتدي تنوره فً نصؾ السابق‬
‫وقمٌص‬

‫بؤكمام قصٌرة ‪ ,‬خرجت لهم فقالت الجدة " تعالً واجلسً بجواري "‬

‫توجهت ناحٌتها وجلست معها على ذات األرٌكة فؤمسكت خصلة من‬
‫شعري وشدتها‬

‫وقالت " هل هذا حقٌقً"‬

‫ضحكت وقلت بتؤلم " نعم"‬

‫مررت أصبعها على خدي ونظرت له وقالت " وهذه بدون مساحٌق"‬

‫ضحكنا جمٌعا ً وقالت مرٌم " كله طبٌعً ٌا جدتً أعلم كم تكرهٌن‬

‫كل هذا وقمر مثلك ال تحبه"‬

‫نظرت لً مطوالً ثم قالت " اقسم أن هناك من ورطه فً هذا الزواج أما‬
‫أن ٌكون‬

‫هوا من أختارها بمؤل إرادته فلن ٌكون ابن ابنتً "‬

‫قلت بابتسامة " بل هوا من خطبنً بنفسه ودون حتى إعبلمً باألمر"‬

‫هزت رأسها وقالت " لن تقنعٌنً بذلك إن لم ٌكن ثمة سبب ورابه ال‬
‫أكون أنا"‬

‫ومر بنا الوقت من حدٌث آلخر وتناولنا الؽداء ثم استؤذنت أنوار ألنها‬
‫ستقضً‬

‫األسبوع عند أهلها وأعمامها هنا فقد علمت اآلن أنها من هذه المدٌنة‬
‫وأن الجدة‬

‫تكون ابنة خالة جدتها وخالتها من الرضاعة أٌضا ً أي أن مروان ٌكون‬


‫ابن‬

‫خالتها قضٌنا ما بعد الظهٌرة أنا ومرٌم نرتب أؼراض أبنابها وأؼراضنا‬

‫وحممناهم ألنهم قضوا الوقت مع حٌدر وخاله عند إسطببلت الخٌول‬


‫وبعدما‬

‫صلٌنا العصر قالت مرٌم " ما رأٌك بجولة فً المزرعة ونزور الخٌول"‬

‫قلت بضٌق " خالك أٌن ٌكون اآلن"‬


‫ضحكت وقالت " قمر أنتً لم تتعرفً خالً جٌداً صحٌح ٌحب التؽزل‬
‫بالجمٌبلت‬

‫لكنه لٌس سًء كما تضنً ‪ ,‬هوا فقط ٌعٌر لكل شًء جمٌل اهتمامه"‬

‫قلت " ولما لم ٌتزوج حتى اآلن مادام جنونه فً النساء"‬

‫ضحكت وقالت " لٌس جنونه النساء بل لسانه ال ٌخفً ما فً قلبه وكما‬
‫أخبرتك‬

‫ٌحب كل ما هوا جمٌل أما لما لم ٌتزوج سؤحكٌها لك ونحن نتنزه خارجا‬
‫مادام‬

‫أبنابً نٌام اآلن وٌمكننً الخروج براحتً"‬

‫نزلت برفقتها لؤلسفل وخرجنا للمزرعة كانت مقسمة لثبلث أقسام قسم‬
‫عبارة عن‬

‫كروم للعنب وقسم لؤلشجار المثمرة وقسم وهوا األجمل كله أشجار‬
‫أوراقها صفراء‬

‫تتساقط كل حٌن منها الورٌقات ‪ ,‬ال أعلم ما تكون وٌبدوا لً لٌست من‬
‫األشجار‬

‫المثمرة ‪ ,‬كانت مرٌم تحدثنً عن طفولتها هنا قبل وفاة والدتهم وحكت‬
‫لً أشٌاء‬

‫كثٌرة عن رابد حٌن كان صؽٌراً وكم كانت أطباعه صعبة منذ صؽره‬
‫وٌسبب‬
‫المتاعب للجمٌع ثم تطرقت لموضوع خالها وقالت " أما خالً فلم ٌتزوج‬
‫ألمر‬

‫أضن أنه ٌكون هوا السبب وال ؼٌره وهً قصة قدٌمة سؤحكٌها لك ولكن‬
‫ال‬

‫تخبري أحد وخصوصا ً رابد"‬

‫قلت بحٌرة " وما عبلقة رابد باألمر" !!‬

‫تنهدت وقالت " لجدتً شقٌقة تسكن هنا ولها ابنة كان خالً ٌرٌد‬

‫الزواج بها لكنها لم تكن ترٌده هوا"‬

‫وقفت ونظرت جهتها وقلت " من ترٌد إذا ؟" !‬

‫قالت " أضنك فهمتً األمر ‪ ,‬رابد من كانت ترٌده"‬

‫قلت باستؽراب " فارق السن بٌن خالك ورابد أضن كبٌراً جداً فكٌؾ ٌكون‬
‫ذلك" !‬

‫ضحكت وقالت وهً تعود للسٌر وأنا أسٌر بجوارها‬

‫"فكرتً بها بسرعة ‪ ,‬هً أصؽر من رابد بعام واحد فقط "‬

‫قلت بهدوء " وما كانت مشاعر رابد اتجاهها ؟"‬

‫قالت بابتسامة " توقعت منك هذا السإال ‪ ,‬هوا لم ٌكن ٌحبها أبداً "‬
‫قلت بشبه همس " قد ٌكون من أجل خاله فقط"‬

‫قالت " ال أعتقد "‬

‫نظرت جهتها وقلت " وخالك لم ٌتزوج من حٌنها"‬

‫قالت " وال هً"‬

‫قلت بعد صمت ونظري على األوراق تحتنا‬

‫"إذاً هوا ٌنتظرها وهً تنتظر رابد"‬

‫قالت " ال أعلم ؟ خالً ٌقول رفع فكرة الزواج من رأسه بها وبؽٌرها‬
‫وهً‬

‫تقول ذات العبارة حتى سافرت بهم السنٌن "‬

‫قلت " إن كانت أصؽر من رابد بعام فلن تكون كبٌرة جداً "‬

‫الذت بالصمت وكؤنها لم تعد ترٌد الحدٌث فً األمر بل وؼٌرت مجرى‬


‫الحدٌث بآخر فتجولنا كثٌراً وتحدثنا مطوالً ولم نرجع لمنزل المزرعة إال‬
‫مقربة المؽٌب‬

‫وقضٌت باقً الوقت فً ؼرفتً فخالهم سٌصعد عند المساء وٌتجول‬


‫بحرٌة‬

‫فؽرؾ النوم جمٌعها فً األعلى كما فهمت‬


‫فً صباح الٌوم التالً ارتدٌت تنوره من الجٌنز األخضر بنقوش بنٌة‬
‫اللون‬

‫تصل نصؾ الساق وقمٌص بنً بدون أكمام ‪ ,‬أمسكت شعري للخلؾ‬
‫عند‬

‫منتصؾ الظهر وخرجت وتوجهت من فوري لتلك الشرفة العجٌبة‬


‫مجلسهم‬

‫الرابع ‪ ,‬كانت الجدة ومرٌم وأبنابها هناك ألقٌت علٌهم التحٌة وتوجهت‬
‫من‬

‫فوري لسٌاج المجلس أشاهد المزرعة والهواء العلٌل ٌلفح وجهً‬


‫وشعري‬

‫كانت مرٌم وجدتها ٌتحدثان عن أمور شتى والجدة ال تتوقؾ عن التكلم‬


‫معها‬

‫بحدة ناصحة لها فً كل موضوع ولم أكن أنا أشاركهم بشًء فعٌناي‬
‫وفكري‬

‫سافرا مع هذا المنظر الخبلب حتى سمعت صوتا ً ٌضرب قلبً قبل أذناي‬

‫صوت الشخص الوحٌد الذي ٌمكنه الصعود هنا نهاراً ‪ ,‬صوت مخملً ال‬

‫تعرؾ ٌخرج من ربتٌه أم من حنجرته مباشرة قاببل " السبلم علٌكم "‬
‫وعند هنا انتهى الفصل الجدٌد‬

‫كٌؾ سٌكون استقبال قمر لرابد وكٌؾ سٌعاملها هوا‬

‫وما تخبؤه لهم هذه المزرعة من أحداث‬

‫فً الفصل القادم مفاجؤة كبٌرة لكم وللجمٌع فكونوا فً االنتظار‬

‫السبلم علٌكم ورحمة هللا وبركاته‬

‫أسعد هللا مساكم وكل أوقاتكم بكل حب متابعً رواٌتً األعزاء‬

‫فصل الٌوم طبعا نزل فً ؼٌر وقته هدٌة لحبٌبتً وحبٌبتنا‬

‫كلنا ( طالبة هندسة ) لنجاحها الحلو بنسبة ‪ %92‬فً هندسة الدٌكور‬

‫ألؾ مبروك ندوش ومن نجاح لنجاح ٌا رب وعقبال باقً الحلوات فً‬
‫رواٌتً والمتابعٌن‬

‫الفصل الثانً والعشرون‬

‫كانت عٌناي وفكري مسافران مع هذا المنظر الخبلب حتى سمعت صوتا ً‬

‫ٌضرب قلبً قبل أذناي صوت الشخص الوحٌد الذي ٌمكنه الصعود هنا‬
‫نهاراً‬
‫صوت مخملً ال تعرؾ ٌخرج من ربتٌه أم من حنجرته مباشرة قاببل‬

‫"السبلم علٌكم"‬

‫كانت دموعً ترٌد السقوط وبشدة وقلبً ٌرٌد البكاء وبنحٌب ولكن ٌكفً‬
‫حتى هنا‬

‫لم التفت ولم أتكلم ردوا علٌه التحٌة وقبل رأس جدته وسلم على مرٌم ثم‬
‫شعرت‬

‫بخطواته تقترب منً أمسك ذراعاي بٌدٌه وقبل خدي بهدوء فؤؼمضت‬
‫عٌناي‬

‫ببطء وألم أحاول منعهما من استراق نظرة له ‪ ,‬هل كان علٌه فعل هذا !‬
‫لما ٌقتلنً‬

‫ثم ٌكمل األمر بتمثٌلٌاته الدابمة أمامهم ؟ ما أسهل الهجران علٌك ٌا رابد‬
‫وما أقساه‬

‫علٌا أنا وما أهون لقابً عندك وما أصعب لقابك هذا عندي فسحقا ً للحب‬
‫ولً ولهذه‬

‫الؽبٌة المتدحرجة من سماء عٌنً ‪ ,‬مددت أصابعً ومسحت دمعتً قبل‬


‫أن تسقط وبقٌت مسافرة بنظري للبعٌد ‪ ,‬ابتعد وجلس معهم فقالت جدته‬
‫من فورها‬

‫"جٌد تذكرت أن لك أحد هنا "‬

‫قال بهدوء " كٌؾ أنتً وكٌؾ هً صحتك ؟ "‬


‫عدلت من فستانها الخرٌفً المشجر الطوٌل لتضمه تحت ساقٌها وقالت‬
‫ببرود‬

‫"كان ٌفترض بنا تزوٌجك منذ سنٌن لتؤتً "‬

‫قال بهدوبه ذاته والؽرٌب عنه " هكذا كانت الظروؾ وها هم أحفادك‬

‫كلهم ٌزورونك مرة فً العام"‬

‫تنهدت وقالت " المهم أنكم بخٌر وال أحد مجبر على زٌارة أحد "‬

‫ساد الصمت مطوالً وكؤن كل واحد ٌرٌد اختبار سكون المكان ثم وصلنً‬

‫صوت رابد قاببل بهدوء " قمر ابتعدي عن السٌاج "‬

‫ها قد جاء من سٌعكر مزاج الرحلة بؤكملها ‪ ,‬اإلسطببلت فً الجانب‬


‫اآلخر‬

‫والمكان هنا مرتفع ال أفهم سبب هذا ‪ ,‬تنهدت بضٌق وابتعدت كنت أود‬
‫استبذانهم‬

‫والمؽادرة ولكن ستكون فرصته لٌلحق بً للؽرفة وٌفرغ بً ؼضبه‬


‫لقدومً هنا‬

‫دون علمه ‪ ,‬جلست بجوار مرٌم مقابلة لجدته ونظري للخارج لم أرفعه‬
‫جهته أبداً‬

‫ولم أطاوع قلبً لرإٌته ‪ ,‬هل جربتم ٌوما ً أن قتلتم الشوق فً أوجه ؟‬
‫هذه أنا أفعلها‬

‫ْ‬
‫كسرت الجدة‬ ‫اآلن وال أنصحكم بتجربتها فهً أقسى من الشوق ذاته ‪,‬‬
‫السكون الذي‬

‫ؼزى المكان مجدداً قابلة " ما بك تبدٌن متعبة ٌا قمر ؟ كنتً بخٌر أول‬
‫الصباح "‬

‫عدت بنظري من المكان الذي ال أرى منه شٌبا ً ونظرت لؤلرض وقلت‬

‫"ال شًء جدتً "‬

‫حركت شٌبا ً على الطاولة وقالت " أعلم أن رإٌة األزواج تسد النفس‬
‫وتعكر‬

‫الصحة قبل المزاج ولكن هذا قدر النساء وعلٌهم الرضا به "‬

‫قال رابد بضٌق مكتفا ٌدٌه لصدره " جدتً أن تعتبً علً لعدم زٌارتك‬
‫شًء‬

‫وأن تهٌنٌنً شًء آخر"‬

‫عادت لجلستها وقالت ببرود متجاهلة ما قال " كٌؾ هم عابلة والدك ؟ "‬

‫ٌبدوا أن رابد أخذ أسوء الطباع من جمٌع أفراد العابلة ‪ ,‬بل ٌبدوا لً هذه‬
‫العابلة‬

‫تتوارث هذه الصفة أبا ً عن جد ‪ ,‬حمداً هلل أنه لم ٌؤخذ خصلة خاله السٌبة‬
‫تلك‬
‫ساد الصمت مجدداً ‪ ..‬ال أعلم أي تؤثٌر أضافه رابد على المكان جعل‬
‫الجمٌع‬

‫ٌمٌل للسكوت والهدوء ‪ ,‬رفعت نظري إلٌه فكان ٌنظر لً بسكٌنة وهدوء‬
‫ثم‬

‫رفع ٌده ببطء ومدها لً وقال هامسا ً " تعالً "‬

‫شعرت بمساحة األرض تتقلص عند أصابعه الممدودة وبالسماء تطوى‬


‫صفحاتها‬

‫فً عٌنٌه ‪ ,‬نظرت لٌده بتٌه وكل خلٌة فً جسمً تقول ( ال أفهم ما‬
‫ٌجري ) !!‬

‫ُ‬
‫نظرت لمرٌم والجدة فكانتا تنظران لنا ‪ ,‬كم تمنٌت أن دخلت وتركته وٌده‬
‫الممدودة‬

‫كم تمنٌت لو علّمته معنى الخذالن أمام الجمٌع ولكنً بذلك سؤكون أنا‬
‫السٌبة فً‬

‫نظرهم جمٌعا ً ‪ ,‬وقفت وتوجهت نحوه بهدوء ‪ ,‬علٌه إكمال تمثٌلٌته‬


‫وبعدها سٌزول‬

‫كل هذا ‪ ,‬جلست بجواره دون أن أمسك ٌده الممدودة لً فرفعها ولفها‬
‫خلؾ رأسً‬

‫ووضعها على كتفً اآلخر لتؽمرنً رابحة عطره الممٌزة الممزوجة‬


‫برابحة دخان‬
‫السجابر لٌنتج عنهما عطراً جدٌداً ٌمٌزه عن ؼٌرة ‪ ,‬عطراً ٌزٌده سٌطرة‬
‫على‬

‫المكان ‪ ,‬ومن الؽرٌب أنه لم ٌهمس لً بإحدى كلماته المسمومة تلك عن‬
‫أنً ٌجب‬

‫أن أستحمله قلٌبلً أمامهم ‪ ,‬قالت مرٌم مبتسمة‬

‫"حٌدر وأنوار ٌنتظران مولوداً ‪ ,‬البد وأنً أول من نقل لكم الخبر "‬

‫قالت الجدة ببرود " ثبلث أعوام لتحمل زوجته !! ٌا لكم من جٌل "‬

‫ابتسمت مرٌم بعفوٌة وقالت " جدتً ما كان فً عهدكم انتهى ‪ ,‬على‬
‫الزوجان أن‬

‫ٌستقرا قبل أن ٌفكرا فً األطفال "‬

‫قالت بحدة " وهل هم سفن لتستقر ؟ "‬

‫لم استطع إمساك نفسً فضحكت ضحكة صؽٌرة أكتمها بظهر أصابعً‬
‫فؤمسك‬

‫رابد ٌدي من على فمً ووضعها وهً فً ٌده على فخذه فسحبتها من‬
‫ٌده بسرعة‬

‫فقالت الجدة ناظرة لنا " وأنتما هل ستستقران أوالً ؟؟ "‬

‫لذت بالصمت أنظر لؤلرض أضؽط بٌدي على طرؾ قمٌصً بقوة فرأٌت‬
‫أصابعه‬

‫تمتد وٌده تمسك ٌدي مجدداً ثم رفعها إلٌه وقبلها ثم وضعها على ذقنه‬
‫تحت شفتٌه‬

‫وقال " لٌس بعد وال نرٌدهم اآلن فقمر أمامها عملٌة على قلبها ستجرٌها‬
‫أوالً‬

‫أعرفك ستجرحٌنها بكلماتك"‬

‫كانت عٌناي معلقتان به تمؤلهما الحٌرة وٌدي الزالت فً ٌده ٌتحسس بها‬
‫ذقنه‬

‫بحركة بطٌبة ‪ ,‬رفعها لشفتٌه مرة أخرى قبلها وأعادها مكانها فقالت‬
‫الجدة من‬

‫فورها " ٌنقطع لسانً قبل أن ٌجرح واحدة مثلها ‪ّ ,‬‬


‫هبل أخبرتنً‬

‫من أجبرك على الزواج بها ؟"‬

‫ضحك ووضع ساق على األخرى وقال " ولما أجبرونً علٌها" !‬

‫ضربت بطرؾ عكازها على فخذه ضربة خفٌفة وقالت‬

‫"ألنً اعرؾ اختٌاراتك السٌبة جٌداً"‬

‫ابتسم وقبل رأسً وقال " وها أنا قد أتبث لك العكس "‬

‫علمت اآلن معنى أن ٌقتل أحدهم القتٌل وٌعزي أهله فٌه ‪ ,‬أن ٌجرحك‬
‫أحدهم‬

‫بعنؾ ثم ٌمارس فن الطب على جراحك ‪ ,‬أن ٌدوس مشاعرك بقدمٌه ثم‬
‫ٌعود‬

‫لٌمسح ؼبار حدابه عنها ‪ ...‬ما أقساه من شعور وما أصعبه ‪ ,‬بقدر ما‬
‫هوا شعور‬

‫جارح بقدر ما هوا ظالم وجابر ‪ ,‬سحقا ً لذاك الشًء المسمى حب وسحقا ً‬
‫لتمثٌلٌاتك‬

‫أمامهم ٌا رابد فكم هً متطورة جداً وطوٌلة هذه المرة‬

‫أخفضت رأسً لؤلسفل أعض طرؾ شفتً محاولة منع دموعً من‬
‫النزول فقالت‬

‫جدته " لو كنت عرفتها قبلك لزوجتها لمروان"‬

‫أبعد ساقه التً كان ٌضعها على األخرى وأعادها مكانها ضاربا ً بها على‬
‫األرض‬

‫وقال بضٌق " وما بكم مع زوجتً الكل ٌرٌد تزوٌجها"‬

‫ضحكت ووكزته بعكازها عند كتفه وقالت " ألنه ال واحدة ؼٌرها قد تقنعه‬
‫بالزواج "‬

‫رمى العكاز بعٌداً عنه وقال بضٌق " وتزوجٌه بها ولس ِ‬
‫ت تهتمً بً أنا‬
‫ومن أتزوج"‬
‫ضحكت وقالت بسخرٌة " بالتً تنتظرك حتى اآلن"‬

‫أحسست حٌنها بوخزه قوٌة فً قلبً وكؤن أحدهم رماه بسهم من بعٌد‬

‫ال أعرؾ حتى متى ستتحكم فً هذا القلب المرٌض ٌا رابد حتى متى‬
‫سٌموت‬

‫كلما اقتربت ؼٌري منك ولو على لسان الؽٌر ‪ ,‬وقفت من فوري وقلت‬

‫"بعد إذنكم "‬

‫تركتهم هناك ودخلت للداخل ثم للؽرفة ‪ ,‬ارتمٌت على السرٌر أخفً‬


‫وجهً‬

‫تحت ذراعاي أمسح من عن قلبً بقاٌا عطره وحروفه وأسكب من‬


‫عٌناي بقاٌا‬

‫دمعاتً المتحجرة فٌهما ‪ ,‬بعد قلٌل طرق أحدهم باب الؽرفة ودخل فكانت‬

‫مرٌم ‪ ,‬جلست بجانبً ومسحت على ظهري وقالت " قمر ال تؽضبً من‬
‫كبلم‬

‫ت بنفسك كٌؾ توبخنً دابما ً وكؤنً‬


‫جدتً فهً هكذا مع الجمٌع ورأٌ ِ‬
‫طفلة‬

‫أنتً أول من أحبتها وعاملتها بلٌن "‬

‫جلست وقلت ودموعً بدأت بالنزول " لست ؼاضبة منها ال تقلقً "‬
‫قالت وهً تمسح لً دموعً " ولما البكاء إذا وكل هذا الحزن"‬

‫دخل حٌنها رابد ووقؾ مستنداً بالجدار وٌدٌه فً جٌوبه ونظره علٌنا‬
‫دون كبلم‬

‫فزادت دموعً بدل أن تتوقؾ وتبعتها شهقات متفرقة ‪ ,‬أنكست رأسً‬


‫لؤلسفل‬

‫وأنا أمسك فمً بٌدي كً ال تزٌد عبراتً أكثر ‪ ,‬لقد تعبت من كتم هذا‬
‫وخرج‬

‫أمامهم دون اكتراث ‪ ,‬حضنت مرٌم رأسً وقالت‬

‫"قمر ٌكفً نحٌب أقسم أنك فطرتً لً قلبً "‬

‫قال رابد بهدوء " مرٌم اتركٌنا وحدنا قلٌبلً "‬

‫ابتعدت عنً ومسحت بٌدها على شعري وقالت ببلمباالة‬

‫"لن أخرج ولن أتركك توبخها فؤنا من أحضرها إلى هنا "‬

‫قال بضٌق " أنا زوجها أم أنتً ؟ "‬

‫ضربت كؾ ٌدها على ظهر ٌدها األخرى وهما فً حجرها وقالت بضٌق‬

‫"أنت طبعا ً ولكنً اشعر بها أكثر منك"‬

‫ابتعد عن الجدار وقال بحدة " مرٌم ستخرجٌن أم ماذا ؟؟"‬


‫قالت بحدة أكبر " لن تستفرد بها فهمت ‪ ,‬لن أتركك تعاقبها على ما فعلته‬
‫أنا"‬

‫تؤفؾ واقترب منا جلس بجواري على السرٌر ضم كتفً بٌده ورفع‬
‫وجهً بٌده‬

‫األخرى ومسح دموعً بؤصابعه ثم قبل شفتاي قبلتٌن صؽٌرتان ثم ثالثة‬


‫أطول منهما‬

‫فابتعدت وأنزلت رأسً وأشاحت مرٌم بوجهها وقالت بضٌق " ما بك أال‬
‫تستحً قلٌبلً "‬

‫شدنً إلٌه مجدداً ودس وجهً فً حضنه وقال ببرود " أخبرتك أن‬
‫تتركٌنا وحدنا‬

‫ولم تفعلً وأنك لست ِ زوجها بل أنا ولم تكترثً "‬

‫وقفت ونفضت قمٌصها بضٌق وقالت " لٌكن فً علمك قمر ال تعلم أنً‬
‫لم أخبرك"‬

‫ثم خرجت وأؼلقت الباب خلفها فوقفت أنا مبتعدة عنه ونظري للجانب‬
‫اآلخر‬

‫مرر ٌده على صدره العرٌض ونظر لً وقال بهدوء‬

‫"هل تري قدومك هنا دون علمً ٌجوز ؟ "‬

‫مسحت دمعة ما تزال عالقة فً رموشً وقلت بابتسامة حزٌنة " إن كان‬
‫تركك لً‬
‫ورمًٌ ككٌس قمامة وعدم إخباري ٌجوز فهذا ٌجوز أٌضا ً "‬

‫ضرب بقدمه على األرض عدة مرات وهوا جالس مكانه على السرٌر‬
‫وقال بعد‬

‫صمت " أنا الرجل ٌا قمر "‬

‫نظرت له بجمود ورمٌت جدٌلتً خلؾ ظهري لتضرب فخذاي من الخلؾ‬


‫وقلت‬

‫بؤلم " ولما أعاملك كرجل وال تعاملنً كامرأة "‬

‫أخفض رأسه وحك حاجبه ثم تنهد ونظر لً وقال بذات هدوءه‬

‫"وكٌؾ أنا أعاملك فً نظرك ؟؟"‬

‫ضممت ذراعاي بٌداي ونظرت لؤلرض وقلت بابتسامة حزٌنة‬

‫"كنكرة كجدار كقطعة أثاث كجارٌة كمملوكة كـــ " ‪...‬‬

‫قاطعنً قاببل " قمر كونً عادلة فكم عاملتك كزوجة كشرٌكة كمسإولٌة‬
‫"‬

‫نزلت دمعة من عٌنً مسحته وقلت بهمس " ال أذكر "‬

‫وقؾ وقال " سنؽادر فً الؽد"‬

‫وتوجه جهة الباب لٌخرج فنظرت له وقلت بجدٌة " لن أؼادر معك "‬
‫وقؾ مكانه ثم التفت إلً فً صمت فؤشرت بؤصبعً للنافذة جهة مشرق‬
‫الشمس‬

‫حٌث مدٌنة أٌوب وقلت بحزم " جبت مع مرٌم من هناك من منزلها‬
‫وأؼادر معها‬

‫ولمنزلها فهً أصبحت المسبولة عن هذه الجارٌة اآلن "‬

‫توقعت أن ٌخرج من هدوبه الؽرٌب وٌزمجر ؼاضبا ً كعادته ولكنه لم‬


‫تتؽٌر حتى مبلمحه‬

‫وبقت على هدوإها وقال بنبرة هادبة " أنتً لس ِ‬


‫ت جارٌة وال تكررٌها‬
‫أمامً ٌا قمر "‬

‫ثم خرج وأؼلق الباب دون أن ٌضٌؾ حرفا ً آخر لٌتركنً لحزنً وبكابً‬
‫لوحدتً‬

‫وألمً لجراحً الكثٌرة منه ‪ ,‬لما عدت ٌا رابد ؟ لما لم تتركنً آلخر‬
‫العمر لعلً‬

‫هذه المرة أنساك لؤلبد ‪ ,‬نزلت جالسة على األرض ودموعً تتناثر‬
‫وتتكسر‬

‫فوق سطحها األملس وال شًء ٌضاهً شعوري بالفقد والحرمان سوى‬
‫شعور‬

‫هذه الدموع الٌتٌمة وال شًء أقسى من جور قلبه علً سوى هذه‬
‫األرضٌة‬
‫الصماء ‪ ,‬نمت فوقها أحضن برودتها فبلشًء فً حٌاتً تؽٌر سؤبقى‬
‫دابما ً قمر‬

‫الطفلة الٌتٌمة الوحٌدة التً تلتمس الدؾء والحنان من برودة األرض‬


‫واألبواب‬

‫الحدٌدٌة ‪ ,‬بعد العصر سمعت طرقات خفٌفة جداً ومتقطعة على باب‬
‫الؽرفة ثم‬

‫انفتح الباب ودخلت ابنة مرٌم وأنا جالسة على السرٌر احضن ساقاي‬
‫نظرت لً‬

‫وقالت بابتسامة " جدتً تقول تعالً بسرعة"‬

‫ابتسمت وقلت " تعالً ادخلً ٌا صبا"‬

‫اقتربت منً فقلت " من مع جدتك ؟" !‬

‫قالت من فورها " خالً رابد"‬

‫تنهدت وقلت " حسنا ً أخبرٌها أنً قادمة"‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫ؼادرت السرٌر الذي لم أنم علٌه طوال تلك الساعات وتوجهت للخزانة‬
‫ارتدٌت‬
‫سرواال من الجٌنز وقمٌصا ببل أكمام و ٌُربط عند العنق من الخلؾ بؤلوان‬
‫مدموجة‬

‫سرحت شعري للخلؾ وتركته مفتوحا ً فلٌتحدث عن مبلبسً إن استطاع‬


‫فمن الٌوم‬

‫لن ٌتحكم بها ‪ ,‬لبست خاتما فٌروزٌا ً ملونا ً وعقد وخرجت ‪ ,‬كانوا‬
‫ٌجلسون فً‬

‫مجلسهم ذاته أؼلب األوقات ‪ ,‬ألقٌت التحٌة وتوجهت من فوري بجوار‬


‫الجدة دون‬

‫أن انظر إلٌه وحملت طفلة مرٌم من جانبها وأجلستها فً حجري ونظري‬
‫علٌها‬

‫فقالت الجدة " أٌن أنتً ٌا قمر حتى الؽداء لم تتناولٌه معنا ؟ " !‬

‫قلت بهدوء ونظري الزال على الصؽٌرة‬

‫"لم تكن لً رؼبة فً الطعام شكراً لك جدتً "‬

‫تنهدت وقالت بضٌق " إن كان هذا الرابد أؼضبك فبل ٌمسكك إال لسانك‬
‫"‬

‫نظرت له فكان ٌتكؤ على مسند األرٌكة بمرفقه وٌده فً شعره وٌنظر لً‬
‫بهدوء‬

‫فعدت بنظري ألروى وقلت " هكذا هً الحٌاة لكل صباح مساء ٌا جدتً‬
‫"‬

‫ضحكت وقالت " هكذا هم الرجال ٌعرفون كٌؾ ٌجعلون الصباح مساء‬
‫فقط"‬

‫ابتسمت ابتسامة صؽٌرة وأنا ألعب بشعر أروى بؤصابعً ونظري علٌها ‪,‬‬
‫ضننت‬

‫أن رابد وحده من سٌفهمنً لكن جدته لٌست بالهٌنة ‪ ,‬دخلت حٌنها مرٌم‬
‫وقالت‬

‫"ما رأٌكم لو زرنا اإلسطببلت جمٌعنا ألستم ترٌدون رإٌة الفرس التً‬
‫ولدت حدٌثا"‬

‫قالت الجدة " نعم فمروان لن ٌؽادرها إال إن شددناه من قمٌصه وأعدناه‬
‫معنا"‬

‫ضحكت مرٌم وقالت " ٌنام معها ووالدتها منذ البارحة ال أعلم ما ٌصنعه‬
‫هناك الٌوم"‬

‫وقفت الجدة فقال رابد " أنا وقمر سنتمشى جهة األشجار قلٌبلً"‬

‫قالت الجدة مؽادرة " كما ترٌدان "‬

‫وقالت مرٌم مبتسمة " إذاً أروى أمانتكما هً تحب التنزه أكثر من‬
‫الخٌول"‬

‫وهربت مسرعة كً ال نعترض ووقؾ بعدها رابد وقال‬


‫"ال تنزلً للطابق األرضً أبداً "‬

‫ثم توجه جهة الباب ووقؾ عنده واضعا ً ٌدٌه فً جٌوبه ملتفت إلً‬
‫بنصؾ جسده‬

‫وقال " لم أتخٌل أبداً أن أكون أصبحت بالنسبة إلٌك رمزاً للمساء ٌا قمر‬
‫"‬

‫وتركنً ودخل جهة المجلس الداخلً حٌث التلفاز هناك ‪ ,‬تنهدت بضٌق‬
‫‪ٌ ...‬الها من نزهة جمٌلة ‪ ,‬جٌد أنه ألؽاها من نفسه ألنً كنت سؤرفض ‪,‬‬
‫أكملت جلوسً مكانً‬

‫أالعب الصؽٌرة حتى عادت مرٌم فوقفت عند الباب ونظرت لً وقالت‬

‫"عدتما سرٌعا ً " !!‬

‫ضحكت وأنا أداعب ٌد صؽٌرتها وقلت " نعم فقد تعبنا من كثرة السٌر‬
‫والكبلم العذب"‬

‫ثم امتؤلت عٌناي بالدموع من فورها فتنهدت وقالت بضٌق‬

‫"ٌاله من متحجر ‪ ,‬هكذا إذاً لم ٌكن ٌرٌد أن تذهبً"‬

‫مسحت عٌناي وقلت ببرود " ال ٌهم ذلك فلم أرؼب فً الذهاب وكنت‬
‫سؤعتذر منكما "‬

‫اقتربت منً وأخذت الطفلة فوقفت من فوري فقالت‬

‫"أٌن ٌا قمر ! هل ستعودٌن لسجن نفسك ؟"‬


‫قلت مؽادرة " هوا أفضل لً فلما أبحث عن سبل التعب "‬

‫ثم دخلت وعدت للؽرفة ؼٌرت ثٌابً وأخرجت كتابا ً ونسٌت نفسً بٌن‬
‫صفحاته‬

‫حتى المؽٌب وعند العشاء اعتذرت متحججة أن معدتً تإلمنً فهم‬


‫سٌتناولون العشاء‬

‫معا ً فً األسفل وبعدها سٌصعد حٌدر وخالهم ككل ٌوم فاألفضل لً البقاء‬
‫هنا من‬

‫سماع الكبلم المسموم منه ‪ ,‬بعدما صلٌت العشاء عدت لكتابً وسمعت‬
‫حٌنها طرقات‬

‫على الباب ‪ ,‬فتحته فكانت الخادمة تحمل لً العشاء فقلت من فوري‬

‫"الجدة طلبت منك هذا ؟" !‬

‫هزت رأسها ببل وقالت " لٌست السٌدة الكبٌرة"‬

‫قلت " من إذا ؟" !‬

‫قالت " السٌد رابد ‪ ...‬الصٌنٌة تقٌله سٌدتً"‬

‫ابتسمت وقلت " آسفة خذٌه معك ال أرٌده وشكراً لك"‬

‫ؼادرت من فورها فؤؼلقت الباب وعدت لسرٌري وكتابً ‪ ,‬بعد وقت‬


‫دخلت‬
‫السرٌر وأطفؤت النور ‪ ,‬الوقت مبكر ولكن ما لدي ؼٌر النوم لقد أفسد‬
‫علٌا‬

‫بقدومه ‪ ,‬لم أتوقع أن ال أسعد برإٌته لقد أصبحت جراحً تزداد منه على‬
‫ما‬

‫ٌبدوا لً وكثرة حزنً تقتل مشاعري روٌداً روٌداً ‪ ,‬ترى هل ٌؤتً الٌوم‬
‫الذي أكرهه فٌه ؟ شعرت حٌنها وكؤن أحدهم استل عرقا ً من قلبً وتوقؾ‬
‫تنفسً‬

‫فجؤة فقلت بهمس " آآآآآآآه"‬

‫ثم اضطربت أنفاسً كثٌراً فدسست وجهً فً الوسادة وابتسمت بحزن‬

‫ال ٌبدوا لً سؤجد عمراً ألكرهه فٌه فحتى العمر سٌتخلى عنً قبل أن‬
‫ٌحدث‬

‫وأنساه ‪ ,‬بعد وقت فتح رابد باب الؽرفة ودخل ‪ ,‬ال أعلم لما ٌنام معً هل‬
‫ضاق به‬

‫المنزل بطابقٌه أم علٌه إكمال تمثٌلٌته أمامهم ‪ ,‬كنت معطٌة ظهري له‬
‫فجلس على‬

‫طرؾ السرٌر اآلخر لوقت طوٌل فً صمت ثم قال " قمر هل أنتً نابمة‬
‫"‬

‫لم اجبه ولم أتحرك فقال " ألس ِ‬


‫ت من طلب الخروج من المنزل فلما‬
‫الؽضب اآلن"‬
‫قلت بعد صمت " أن تخرجنً من المنزل شًء وأن تخرجنً من حٌاتك‬
‫شًء آخر‬

‫وعموما ً شكراً لك فالشعور بات متبادالً "‬

‫قال بهدوء " متبادل فً ماذا تحدٌداً ؟ " !‬

‫قلت بهمس حزٌن " أنت أعلم بذلك"‬

‫اقترب منً ووضع ٌده على ذراعً وهمس فً أذنً " بالنسبة لً بات‬
‫متبادالً "‬

‫لم أكن افهم ما ٌقصد ولم أساله ‪ ,‬تسللت ٌده أمام وجهً و أزال شعري‬
‫ألنه كان‬

‫مجموعا ً لؤلمام فً حضنً ‪ ,‬أبعده للخلؾ وقبل خدي وقال بهمس خافت‬

‫"اشتقت إلٌك "‬

‫ٌبدوا لً قال ذلك أو قال شٌبا فهمته كذلك ألن عقلً لن ٌستوعب أن‬
‫ٌكون هذا‬

‫ما سمعت ومإكد هٌا لً ‪ ,‬ق ّبل بعدها عنقً ثم أبعد ٌاقة القمٌص وق ّبل‬
‫كتفً قبلة‬

‫طوٌلة فبدأت بالبكاء فً صمت سوى من شهقات صؽٌرة فؤعاد شعري‬


‫حٌث كان‬
‫وؼادر السرٌر للشرفة الصؽٌرة الموجودة هنا وال شًء سوى رابحة‬
‫سجابره‬

‫تصلنً للداخل وبعد وقت ؼادر من الؽرفة بؤكملها ولم ٌرجع إلٌها‬

‫ٌطلب منً أن ال أنادي نفسً بالجارٌة وهوا ال ٌعاملنً إال كجارٌة ‪ ,‬كٌؾ‬
‫ٌزٌل‬

‫الشعار وٌنسى إلؽاء تطبٌقه ‪ ,‬كٌؾ ٌظلمنً لهذا الحد لٌقول أن الشعور‬
‫بات متبادالً‬

‫ال لن تبادلنً الحب ٌا رابد وال الشوق والجنون ‪ ,‬لٌس لدٌك ما تبادلنً‬
‫به ألنك أجوؾ‬

‫من الداخل وٌجب أن أصبح مثلك ‪ ,‬انقلبت على الجانب اآلخر وتنهدت‬
‫بؤلم ‪ ...‬هدوبه‬

‫ؼرٌب هذه المرة والبد ٌخفً خلفه إعصاراً سٌضربنً به بالتؤكٌد ‪,‬‬
‫تقلبت كثٌراً ولم‬

‫أنم إال بعد الفجر ثم استٌقظت بعد وقت دخلت الحمام استحممت وخرجت‬
‫ثم اتصلت‬

‫بعمتً فؤجابت من فورها " مرحبا ً قمر كٌؾ أنتً ؟"‬

‫قلت بابتسامة حزٌنة " مرحبا ً عمتً كٌؾ حالك والجمٌع ؟"‬

‫قالت بهدوء " قمر ما بك حبٌبتً صوتك ال ٌعجبنً" !‬


‫كتمت دموعً وقلت " ال شًء عمتً فقط مشتاقة لكم"‬

‫قالت بقلق " قمر ال تخفً عنً شًء ٌا ابنتً"‬

‫نزلت دموعً رؼما ً عنً وقلت بعبرة " مشتاقة لكم عمتً لما ال تؤتون‬
‫اآلن"‬

‫قالت " قمر حبٌبتً لما البكاء نحن فقط ننتظر أن ٌنزع مإمن آخر‬
‫جبٌرة‬

‫قولً أنك لست بخٌر فنكون عندك فً أقرب رحلة"‬

‫قلت " ال عمتً أنا بخٌر ال تقلقً أرٌد أن أراكم سرٌعا ً أرجوك اقسم أنً‬
‫أموت‬

‫شوقا ً لكم وكم أخشى أن" ‪...‬‬

‫قالت من فورها " تخشٌن ماذا ٌا قمر ما بك ؟" !‬

‫قلت بهدوء " ال شًء"‬

‫تنهدت وقالت " أٌن أنتً اآلن أمازلت فً مدٌنة والد رابد"‬

‫قلت " ال نحن اآلن فً مزرعة جدته جبنا لزٌارتها"‬

‫قالت بصوت مبتسم " جٌد ٌبدوا لً عابلته كبٌرة"‬

‫قلت بابتسامة حزن " أجل"‬


‫قالت " قمر إن كنتً ؼٌر مرتاحة أخبرٌنً بنٌتً وسؤتحدث مع زوجك‬
‫من‬

‫فوري وسؤوبخه شر توبٌخ إن لزم األمر"‬

‫قلت " ال عمتً أنا بخٌر ال تقلقً سلمً لً على الجمٌع ‪ ,‬وداعا ً اآلن‬
‫وعودوا قرٌبا ً"‬

‫أنهٌت االتصال وحضنت الهاتؾ وقلت بعبرة " نعم لست بخٌر عمتً‬
‫لست بخٌر أبداً"‬

‫سمعت حٌنها حركة عند باب الشرفة فالتفتت من فوري فكان رابد ٌقؾ‬
‫هناك ٌنظر لً‬

‫نظرت له مطوالً ثم عدت برأسً لؤلمام ومسحت‬


‫ُ‬ ‫ذات النظرة الهادبة ‪,‬‬
‫دموعً وقلت‬

‫"ما أن تعود عمتً فسؤذهب معها ‪ ,‬سؤخرج من هنا لمنزل‬

‫مرٌم ومن هناك لمنزل عمتً "‬

‫وصلنً صوته قاببلً " هل تكرهٌننً لهذا الحد ؟؟"‬

‫أنزلت الهاتؾ من ٌدي وقلت بسخرٌة " بل علمت اآلن كم تكرهنً أنت‬
‫"‬

‫قال " لم أتركك عند مرٌم كرها ً لك وكل ما ترٌدٌنه سٌحدث"‬

‫تم خرج مؽادراً الؽرفة ونمت أنا على السرٌر أشد اللحاؾ وأبكً بمرارة‬
‫وقد‬

‫عاد ذاك األلم لقلبً المجروح ‪ ,‬متى ستتوقؾ وترٌحنً ؟ متى ستموت‬
‫لقد تعبت‬

‫من ألمك ومن جراحه ‪ ,‬بعد وقت طرق أحدهم الباب ودخلت مرٌم ثم‬
‫ركضت‬

‫مسرعة نحوي وجلست على السرٌر وقالت " قمر ما بك " !!‬

‫دسست وجهً فً الوسادة وقلت " ال شًء"‬

‫تنهدت بضٌق وقالت " لو كنت أعلم أن هذا ما سٌحدث ما جبنا من‬
‫أساسه "‬

‫قلت ببكاء من تحت الوسادة‬

‫"أخبرتك منذ البداٌة لن ٌنجح األمر فلم ٌعد ٌرٌدنً ٌا مرٌم "‬

‫مسحت على ذراعً وقالت‬

‫"هٌا توقفً عن البكاء أال ٌوجد رجال ؼٌره على وجه األرض ‪ ....‬هوا‬
‫الخاسر "‬

‫بعد محاوالت منها لتهدبتً وإصرار كبٌر خرجت معها لنتناول الفطور‬
‫سوٌا ً ألنً‬

‫لم أتناول باألمس سوى اإلفطار ثم انتقلنا بعدها للمجلس بجوار الجدة‬
‫فقالت‬
‫"شقٌقتً قادمة الٌوم"‬

‫قالت مرٌم بضٌق " وابنتها معها"‬

‫قالت الجدة بابتسامة جانبٌة " بالتؤكٌد فالزٌارة كلها من أجلها "‬

‫قالت مرٌم من بٌن أسنانها " رابد معه حق حٌن قال أنه ال ٌرٌد قدوم‬
‫قمر بسببها "‬

‫نظرت لها بحٌرة فقالت " كدنا نتشاجر أنا وهوا منذ قلٌل وٌبدوا لً‬
‫وجهة نظره‬

‫صحٌحة ‪ ,‬قمر ال تقابلٌها أو ال قابلٌها لتراك وتعلم أن منافستها لٌست‬


‫بالسهلة "‬

‫أبعدت نظري عنها وقلت بابتسامة حزٌنة " لن تؤتً لمقابلتً أنا فاتركٌها‬
‫فٌبدوا‬

‫لً ستنتصر فً النهاٌة ولن أدخل حربا ً خاسرة "‬

‫بعد الؽداء عدت لؽرفتً وبعد العصر كانت ضٌفتاهم هنا ولم أخرج رؼم‬
‫زعمهم‬

‫أنهم ٌرؼبون برإٌتً فلست بمزاج لؽٌداء جدٌدة فلتشبع به فهوا‬


‫سٌتركنً على أٌة‬

‫حال ‪ ,‬نزلت منً دمعة فمسحتها بسرعة وقلت‬


‫"ٌكفٌك جنون ٌا قمر ٌكفٌك تعلقا ً به "‬

‫ولكن دموعً لم تزدد إال انهماراً دون توقؾ ‪ ,‬كنت أشعر بالنٌران تؤكل‬
‫أحشابً‬

‫كلما فكرت أنها قد تقابله ‪ ,‬بعد وقت فتحت باب الشرفة استنشق الهواء‬
‫لٌخفؾ‬

‫اختناقً فرأٌت رابد ٌقؾ عند سٌاج ساحة الخٌول ثم اقتربت منه فتاة‬
‫بخطوات‬

‫بطٌبة هذه هً بالتؤكٌد ‪ ,‬وقفت بجانبه فنظر جهتها ووقفا لوقت ٌتحدثان‬
‫سوٌا ً ثم‬

‫ضحك رابد وؼادر ونظر من فوره حٌث شرفتً ووقعت عٌنً فً عٌنه‬
‫فدخلت‬

‫وأؼلقت الباب ولم أصل السرٌر إال بصعوبة فؤلم قلبً بدأ ٌزداد عن‬
‫األمس‬

‫هنٌبا ً لك ٌا قلبً فها قد بدأت بعزؾ المقطع األخٌر وهنٌبا ً لك ٌا رابد فها‬
‫قد كتبت‬

‫معزوفة النهاٌة الحزٌنة ‪ ,‬لم تؽادر ضٌفتاهم إال بعد العشاء وأنا سجٌنة‬
‫الؽرفة طبعا ً‬

‫فلن أخرج ألراه ٌضحك معها وٌتبادالن ذكرٌاتهم هنا ‪ ,‬فستفعل هً ذلك‬
‫ولو متعمدة‬
‫وسٌسعد رابد بذلك ولو من أجل االنتقام منً‬

‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫بعدها بقلٌل سمعت أصوات صراخ وكؤنه شجار بٌن اثنٌن فخرجت من‬
‫الؽرفة‬

‫واقتربت من السبللم المإدٌة لؤلسفل وسمعت رابد ٌقول بصراخ ؼاضب‬

‫"إن صعدت لؤلعلى اآلن ؼادرنا المزرعة من فورنا ولن ترانً ما حٌٌت‬
‫"‬

‫جاء حٌنها صوت خاله مزمجراً بؽضب‬

‫"لست اصؽر أبناءك لتؤمرنً وسؤنام فً ؼرفتً شبت أم أبٌت"‬

‫قال حٌدر " تعودا من الشٌطان أنتم لستم صؽارا "‬

‫قال رابد بؽضب " وهل تراه ؼٌر ذلك وهوا ٌتؽزل فً زوجة ابن شقٌقته‬
‫علنا ً‬

‫وبوقاحة ولٌس أي ؼزل ‪ ,‬أقسم لوال الحٌاء ألخجلتك أمامهم"‬

‫قال مروان " وما فً األمر إن أثنٌت علٌها أمام الجمٌع ولما تمنعنً من‬

‫الصعود لؤلعلى ٌا مجنون "‬


‫قال رابد صارخا ً " ال تهٌننً ٌا مروان خٌ ٌر لك"‬

‫صرخ به " خالك مروان ٌا طفل "‬

‫صرخت حٌنها الجدة قابلة " ماذا ٌحدث هنا هل جننتم أم ماذا" !!‬

‫قال رابد " إن صعد ابنك لؤلعلى فلن أبقى وزوجتً دقٌقة أخرى"‬

‫ثم سمعت خطواته الؽاضبة تقترب فعدت للؽرفة وأؼلقت الباب ودخلت‬
‫الحمام‬

‫وأؼلقته وبعد وقت خرجت فكان رابد ٌجلس على السرٌر ٌتنفس بقوة‬
‫والؽضب‬

‫الزال جلٌا على مبلمحه فقلت بهدوء " دعنا نؽادر صباح الؽد"‬

‫نظر لً مطوالً ثم قال " وما ؼٌر رأٌك باألمر " !!‬

‫ثم نظر لؤلرض وقال " سوزان كانت ترٌد أن تسلم علٌا فقط"‬

‫قلت ببرود " ال ٌهم ‪ ...‬ال أرٌد أن تتشاجر وخالك أكثر بسببً"‬

‫نظر لً فً صمت ثم أبعد نظره عنً فدخلت السرٌر ونمت مولٌه ظهري‬
‫له‬

‫مر وقت وهوا جالس فً صمت ودون حراك ثم قال‬

‫"أراك تراجع ِ‬
‫ت عن الذهاب مع مرٌم فما بشؤن عمتك"‬
‫قلت ودمعتً نزلت من عٌنً لتسافر لعٌنً األخرى " اآلن الضرورة‬
‫حكمت "‬

‫قال بهدوء " واألخرى ألن تحكمها الضرورة "‬

‫قلت بحزن " استحملت كل شًء منك لكن أن ترمٌنً لشقٌقتك وتذهب‬

‫لم أجد لها أي طاقة "‬

‫قال بعد صمت " أردت أن أحمٌك من قسوتً"‬

‫قلت بؤلم " ولما تقسو علً ؟ لماذا" !!‬

‫قال بصوت مكسور وحزٌن " هذا أنتظر جوابه منك"‬

‫شددت اللحاؾ بقبضتً بقوة وأنا أضمها لصدري وقلت بؤسى‬

‫"لٌث لدي ما ٌرحمنً وٌرٌحك ٌا رابد أقسم أننً تعبت "‬

‫الذ بالصمت طوٌبلً ثم قال " ال داعً ألن تعودي إلٌهم لن أتركك مع مرٌم‬
‫ثانٌتا ً "‬

‫قلت بؤلم " لن ٌمنع ذلك إال موتً ٌا رابد"‬

‫رمى شٌبا ً على الطاولة وقال بضٌق‬

‫"ال أعلم لما تعشقٌن الحدٌث عن الموت ٌا قمر"‬


‫قلت بؤسى " ألنه وحده ٌعشقنً "‬

‫ثم تابعت "سمعتك تقول لمرٌم سابقا ً أنك ستعٌدنً من حٌث‬

‫أخذتنً فلما تؽٌر كبلمك اآلن "‬

‫اقترب منً وهمس فً أذنً قاببل " قلت ولكنً َج ُبنت"‬

‫ثم قبل خدي وؼادر الؽرفة فً صمت وسافرت أنا لبكابً حتى ؼلبنً‬
‫النوم وعند‬

‫الصباح ؼادرنا المزرعة عابدان من حٌث أتٌنا ‪ٌ ,‬بدوا لً مخطط مرٌم‬


‫نجح نصؾ‬

‫نجاح هذه المرة ‪ ,‬نمت طوال الطرٌق وكؤنً أعوض ما فآتنً من نوم‬
‫ولم أستٌقظ‬

‫إال ونحن على وشك الوصول ‪ ,‬دخلنا المدٌنة فقال‬

‫"نذهب لمنزل والدي أم منزل الجٌران"‬

‫قلت ونظري على ٌداي " أال خٌار ثالث ؟" !‬

‫قال بعد صمت " لم أجد منزالً قرٌبا ً "‬


‫نظرت لوجهه وقلت " وكٌؾ تركتهم المدة الماضٌة ؟" !‬

‫قال ونظره على الطرٌق " كنت هنا أؼلب الوقت"‬

‫اتكؤت على النافذة بحزن ومسحت دمعة نزلت من عٌنً فقال بهدوء‬
‫"قد ٌؤتً وقت أشرح لك فٌه سبب كل هذا حٌن تتسامحٌن مع نفسك ٌا‬
‫قمر "‬

‫قلت بحزن " لن ٌكون ذلك فبل وقت وقد مات الورد وانتهى "‬

‫هز رأسه وقال بشبه همس " لو اعلم حكاٌتك مع الموت الذي تنادٌنه كل‬
‫لحظة"‬

‫لٌث لً ؼٌره أنادٌه وٌؤتٌنً على الفور ٌعشقنً وٌتربص بً كل حٌن ‪,‬‬
‫أنادٌه‬

‫فبل ٌتردد وأطلبه وال ٌبخل أبداً ‪ ,‬لٌتك مثله ولٌته مثلك ٌا رابد‬

‫ضممت ٌداي لبعضهما ودسستهما فً صدري أبكً بحرقة متجاهلة كل‬


‫شًء‬

‫وكؤنً أقول لكل ما فً قلبً وداعا ً لؤلبد ‪ ...‬وداعا ً ٌا عشقً الجنونً‬


‫وداعا ً ٌا‬

‫حزنً وداعا ً ٌا دموعً وألمً ووداعا ً ٌا بقاٌا أهلً ‪ ,‬أوقؾ السٌارة‬


‫جانبا ً وشدنً‬

‫لحظنه فً صمت وكؤنه ٌرٌدنً أن أودع حضنه أٌضا ً ‪ ,‬لم أتخٌل ٌوما ً أن‬
‫القبر‬

‫سٌكون أرحم منه وسؤختاره علٌه ‪ ,‬ابتعدت عن حضنه فمسح على خدي‬
‫وقال‬
‫بهدوء " هل أنتً بخٌر هل نتابع سٌرنا ؟ كدنا نصل"‬

‫هززت رأسً بنعم دون كبلم فشؽل السٌارة وتابع سٌره ‪ ,‬بعد قلٌل‬
‫وصلنا‬

‫لمنزل والده ولكنً نزلت وتوجهت لمنزل خالً ووقفت أمام بابه فلم‬
‫تترك‬

‫لً خٌار آخر ٌا رابد فهذا الجحٌم أهون عندي من شقٌقتاك‬

‫على األقل سؤستحملك أنت وحدك ولٌس ثبلثتكم معا ً ‪ ,‬لقد علمتنً أن ما‬
‫قاسٌته‬

‫من خالً وزوجته ال شًء ٌذكر فجرح من تحب أقسى ألؾ مرة من جرح‬
‫من‬

‫تكره ‪ ,‬اقترب منً فتح باب المنزل ودخلت ‪ ,‬نظرت لكل شًء وتنهدت‬
‫بحزن‬

‫ها قد عدت وٌبدوا أننً لن أخرج من هنا إال جثة ‪ ,‬دخل رابد ومعه‬
‫حقٌبتً توجه‬

‫لؽرفة النوم وأدخلها هناك فدخلت بعد خروجه منها ولم أخرج من هناك‬
‫وال إلعداد‬

‫الطعام وال تناول شًء وألم قلبً فً استمرار وكؤن ثمة من ٌعصره بٌن‬
‫ٌدٌه وٌستل‬

‫أوردته ‪ ,‬فً صباح الٌوم التالً خرجت من الؽرفة كان التلفاز مفتوحا ً‬
‫وهاتؾ رابد‬

‫ومفاتٌحه على الطاولة وهوا ؼٌر موجود ‪ ,‬رن هاتفه مطوالً ثم رنت‬
‫رسالة ‪ ,‬اقتربت‬

‫منه فكان رقما ً ؼرٌبا ً ‪ ,‬فتحت الرسالة فكان فٌها ( اتصل بك وال تجٌب‬
‫‪ ....‬سوزان )‬

‫ثم مجموعة حروؾ كل حرؾ منها فً سطر وهً ( أ ح ب ك )‬

‫كنت أنظر لكلماتها وأحرفها بصدمة وكؤنها لكمات تضرب قلبً المنتهً‬
‫بل تضرب‬

‫بقاٌاه المتؤلمة ‪ ,‬دخل حٌنها رابد من الخارج نظرت له بعٌنان تمتلبان‬


‫بالدموع وقلت‬

‫"كنت انتظرت حتى أعدتنً لمنزل عمتً أو حتى مت ثم فعلت هذا "‬

‫ثم رمٌت بهاتفه على األرٌكة ودخلت الؽرفة وأؼلقتها بالمفتاح ‪ ,‬كانت‬
‫اآلالم فً قلبً تزداد وتزداد ‪ ...‬زحفت على السرٌر حتى وصلت لهاتفً‬
‫واتصلت بعمتً فؤجابت‬

‫من فورها قابلة " قمر ما بك لما البكاء " !!‬

‫قلت بنحٌب " عمتً تعالً وخذٌنً معك اآلن ‪ ,‬عمتً أنا لست بخٌر‬

‫وأتعذب تعالً وخذٌنً "‬

‫قالت بصوت مرتفع " قمر ما بك !! كنت أعلم أن صوتك لٌس بخٌر كنا‬
‫سنعود على‬

‫رحلة الٌوم ‪ ,‬بنٌتً اهدبً وال تبكً"‬

‫قلت بعبرات متتالٌة " ال تتؤخري عمتً أرجوك تعالً بسرعة ال أرٌد‬
‫البقاء هنا "‬

‫قالت " مفتاح منزلنا هناك مع المفاتٌح التً تركناها لدٌك اذهبً إلٌه‬
‫ونحن قادمون سرٌعا ً ‪ ,‬قمر هل تشعرٌن بفشل ٌدك "‬

‫قلت بعبرة " بل وباأللم فً قلبً أٌضا ً "‬

‫ْ‬
‫شهقت بصدمة فقلت بحزن " أحبك عمتً ‪ ...‬سامحٌنً"‬

‫ثم أؼلقت علٌها الخط ولم أجب على جمٌع اتصاالتها فسمعت حٌنها‬
‫طرقا ً‬

‫قوٌا ً على الباب وصوت رابد ٌقول " قمر افتحً الباب "‬

‫وقفت بصعوبة أصارع آالمً وقلت بصراخ باكً وأنا أشد على قلبً‬
‫بٌدي بقوة‬

‫"لن أفتح ‪ ...‬أتركنً أموت هنا وحدي"‬

‫قال وهوا ٌضربه بقوة " قمر افتحً الباب بسرعة"‬

‫لم أجبه ولم أفتح ‪ ,‬تساندت بطرؾ السرٌر من شدة األلم كً ال أقع فؽادر‬
‫لوقت‬
‫ثم عاد وفتح الباب ودخل فؤبعدت ٌدي ووقفت بتبات أكتم ألمً قدر‬
‫اإلمكان فاقترب‬

‫منً أمسك ذراعاي وقال " ماذا تعنً عمتك بؤن ألحقك ألنك تموتٌن !!‬
‫قمر ما بك "‬

‫دفعته من صدره وقلت بحدة " اتركنً وشؤنً واذهب لها "‬

‫هزنً وقال " قمر ال تستعجلً الحكم وأخبرٌنً ما به قلبك"‬

‫رمٌت بٌدٌه بعٌداً عنً وقلت بؤسى " ٌموت ‪ٌ ...‬موت ٌا رابد ‪ ,‬أقسم إن‬
‫أحبتك‬

‫بحجم الكون لن تحبك مثلً وال أي امرأة فً الوجود وال حتى والدتك‬
‫التً أنجبتك"‬

‫ثم قلت وأنا أضرب على قلبً بقبضة ٌدي‬

‫"موتً ٌا قمر موتً اآلن ما الذي ترٌدٌنه من الحٌاة بعد هذا"‬

‫حضننً بقوة وفتح باب الخزانة بٌده األخرى لٌخرج عباءتً وحجابً‬
‫فقلت بصوت‬

‫مخنوق " فات ‪ .....‬فات األوان"‬

‫وعند هنا كانت نهاٌة فصل الٌوم‬


‫ما مصٌر قمر التً وصلت بها اآلالم للنهاٌة‬

‫أحداث ؼرٌبة فً انتظاركم وطوفان كبٌر فً انتظار رابد‬

‫شخصٌة جدٌدة تتعرفون علٌها فً الفصل القادم‬

‫فصل عاصؾ ٌحمل فً خباٌاه الكثٌر والكثٌر من المفاجؤات‬

‫الفصل القادم لرابد فكونوا بانتظاره ودمتم فً حفظ هللا ‪ ......‬برد‬


‫المشاعر‬

‫الـفصل الثـالث و العشرون‬

‫كدت أصاب بالجنون حٌن اتصلت بً عمتها وقالت لً أن ألحقها ألنها‬


‫تموت‬

‫فتحت علٌها الباب ودخلت فكان األلم واضحا على وجهها رؼم ادعابها‬
‫الصمود‬

‫أخرجت عباءتها من الخزانة ممسكا لها فً حضنً وال أفهم مما ٌجري‬
‫شٌبا ً‬

‫كانت تتؤلم بٌن ذراعً ثم أمسكت قلبها بقوة وقالت بصوت متؤلم‬

‫"قلبً ‪ .....‬قلبٌـــ آآآآآآآآآآآآآآآآه "‬

‫وسقطت من ٌدي أرضا ً نزلت عندها أجلستها متكبة على كتفً وقلت‬
‫"تماسكً ٌا قمر تماسكً"‬

‫أمسكت قمٌصً ونظرها لسقؾ الؽرفة ثم مدت ٌدها للسقؾ وقالت‬


‫مبتسمة بحزن‬

‫ودموع " أراها ‪ ...‬أرى قدمٌها تقفزان هناك وأسمع صوت ضحكاتها "‬

‫مدت ٌدها لؤلعلى أكثر وقالت بؤلم " قمر خذٌنً إلٌك"‬

‫شعرت بؤحشابً تتمزق وقلبً ٌرتجؾ وعجز لسانً عن الكبلم‬


‫فحضنتها‬

‫بقوة أدسها فً حضنً كً ال ترى المزٌد وال تطلب الذهاب لها وتتركنً‬

‫شعرت بٌدها تمسك قمٌصً بقوة ثم قالت‬

‫"لما نسٌت السطح وفتاة السطح ٌا رابد لما نسٌت قمر الطفلة تلمٌذتك‬
‫الوحٌدة "‬

‫أبعدتها عن حضنً ومسحت بٌدي على وجهها وقال بهمس حزٌن‬

‫"لماذا ٌا قمر لماذا خنتنً "‬

‫نظرت لعٌناي نظرة ال أنساها ما حٌٌت ‪ ...‬نظرة تحمل كل معانً الحزن‬


‫واأللم‬

‫والحب وقالت بابتسامة حزٌنة " ألنً أحببتك "‬

‫ثم أمسكت قلبها بتؤلم ودست وجهها فً حضنً وقالت بصعوبة‬


‫"أخبرتك أنً ال أرٌد أن أموت هنا لٌثنً أكرهك كما تكرهنً ٌا رابد "‬

‫ثم شهقت بقوة وارتخى جسدها بً ذراعاي وسقطت ٌدها أرضا ً أبعدتها‬
‫عن حضنً‬

‫أنظر لها بضٌاع كانت بٌن ٌداي كقطعة القماش ‪ ,‬كورقة خرٌؾ فارقت‬
‫شجرتها‬

‫كنت انظر لها بصدمة فقدت معها جمٌع حواسً ‪ ,‬أحسست اآلن بشعور‬
‫من ٌقول‬

‫شعرت بقلبً ٌنشطر نصفان ‪ ,‬أمسكت ٌدها برجفة فكانت باردة كالجلٌد‬
‫فضؽطت‬

‫علٌها بقوة وقلت بهمس " قمر حبٌبتً"‬

‫لكنها لم تتحرك ‪ ...‬لم تفتح عٌنٌها ولم تجب ‪ ,‬حضنتها بقوة وقلت‬
‫بصوت مخنوق‬

‫"ال ٌا قمر ال تفعلٌها بً ‪ ...‬قمر أرجوك"‬

‫كنت أحضنها وأحضنها وأدسها بٌن ضلوعً وأترجاها أن تجٌب أن تنظر‬


‫إلً‬

‫ودون فابدة ‪ ,‬أبعدتها عن حضنً أتلمس ٌدٌها ووجهها ‪ ...‬كل شًء بارد‬
‫كل شًء‬

‫كالجلٌد ‪ ,‬ضؽطت بٌدي على قلبها بقوة وال أشعر بؤي نبض كان عقلً‬
‫ٌرفض‬

‫فكرة أن ألمس عرق رقبتها وكؤنً أخشى من حقٌقة أنا متؤكد منها ثم‬
‫جمعت‬

‫األجزاء المتبقٌة من قواي المنهارة أؼمضت عٌناي بشدة وألم ومررت‬


‫أصابعً‬

‫ببطء على عنقها فؤحسست بنبض ضعٌؾ ‪ ,‬من مفاجبتً حملتها بٌن‬
‫ٌداي وانطلقت‬

‫بها للسٌارة وؼادرت بسرعة جنونٌة للمستشفى ‪ٌ ,‬د تحرك المقود وٌد‬
‫تحضنها‬

‫لصدري بقوة ‪ ,‬كم شعرت الٌوم أن الطرٌق طوٌل وأن السٌارات تسٌر‬
‫بسرعة‬

‫السلحفاة بل أبطؤ منها بكثٌر ‪ ,‬وصلت المستشفى ونزلت احملها بٌن‬


‫ذراعاي‬

‫وأركض بها الممرات ال عباءة ال حجاب وبفستانها القطنً القصٌر‬


‫شعرها متناثر‬

‫حولها ٌبلمس ركبتاي وكل من مررت به نظر لها ووكز من بجانبه إن‬
‫كان ال ٌرى فضممت وجهها لحضنً وصرخت راكضا ً‬

‫"إلى ما تنظرون هً امرأة متحجبة ؼضوا أبصاركم عنها "‬

‫وصلت نصؾ الممر وصرخت بكل صوتً " ممرضااااات لٌؤتً أي أحد ٌا‬
‫مؽفلٌن"‬

‫خرجت اثنتان تركضان نحوي ألخذها منً فقلت " لٌس هنا ‪ ...‬العناٌة‬
‫أي‬

‫شًء ؼٌر الطوارئ استدعوا الدكتور منصور دكتور القلب ملفها لدٌه‬

‫(قمر بشٌر) بسرعة أرجوكم"‬

‫أحضروا سرٌراً ووضعوها فٌه وركضوا بها جهة المصعد وأنا خلفهم‬
‫أدخلوها‬

‫العناٌة وتركونً فً الخارج أجلس دقٌقة وأجوب الممر دقابق أهدأ لحظة‬
‫وأضرب‬

‫الجدار بقبضتً لحظات ومرت الساعة والساعتٌن والثبلث وال أحد ٌخرج‬
‫سوى‬

‫ركضا ً وٌجرون مكالمات بمن ال أدري ومإكد بطبٌبها فً ألمانٌا ‪ ,‬ال أفهم‬
‫شٌبا ً!‬

‫لما قالت عمتها هذا وكٌؾ علمت ؟ هل هذا ما تعنٌه قمر بموت الورد هل‬
‫كانت‬

‫تعلم أنها ستموت ! كنت أحك جسدي كمدمن المخدرات الذي نقصت علٌه‬
‫الجرعة‬

‫ثم أحضن رأسً بٌداي جالسا ً على كرسً االنتظار‬


‫قررت إبعادها عنً ألرحمها منً فلم أقدر ‪ ,‬جربت نسٌان كل ما فعلت بً‬
‫ولم أنجح‬

‫قررت أن أعٌدها لعمتها وانفصل عنها ولم أستطع حتى اتخاذ قرار نهابً‬
‫حٌال األمر‬

‫تبعتها للمزرعة ال أعلم ؼٌرة علٌها من خالً أم خوفا ً علٌها من سوزان‬


‫أم شوقا ً ؼلبنً‬

‫وانتهز الفرصة وما أن رأٌتها هناك حتى اكتشفت أننً عبثا أحاول وأنً‬
‫لن أتخلص‬

‫من وجودها فً قلبً ال قمر الطفلة وال ضوء القمر وال قمر الحاضر‬
‫فقررت بعد‬

‫عودتنا هنا أن نتحدث بروٌة واعلم لما خانتنً ولما تسكت عن األمر‬
‫لكنها سجنت‬

‫نفسها ولم أحب إرؼامها على الخروج كً ال نتشاجر فلم تخرج إال على‬
‫رسالة‬

‫سوزان التً ال اعلم من أٌن تحصلت على رقم هاتفً وانتهى بنا األمر أن‬
‫تحدثنا‬

‫عن ما نكتم وهً تموت بٌن ٌداي ‪ٌ ,‬اال سخافتك ٌا رابد كانت طوال‬
‫الوقت تنتظر‬

‫أن أتذكرها وأنا أنتظر أن تتحدث من تلقاء نفسها وكل واحد منا ٌسٌر فً‬
‫اتجاه حتى‬
‫انتهى كل شًء ‪ ,‬تبا ً لؽرورك وكبرٌاءك كنت تحدثت معها قبل أن ٌفوت‬
‫األوان‬

‫اتكؤت برأسً على الجدار فسمعت أصوات خطوات تركض نحوي فنظرت‬
‫ٌمٌنا ً‬

‫فكانت عمتها وزوجها ‪ ,‬وقفت وقلت بتساإل " متى وصلتم وكٌؾ علمتم‬
‫أننا هنا" !!‬

‫اقتربت عمتها منً أمسكت قمٌصً بقوة وقالت وهً تهزنً‬

‫"ماذا فعلت لقمر ماذا حدث لها تكلم ؟؟"‬

‫بقٌت أنظر لها بصدمة فقالت ببكاء " قتلتها ٌا رابد ‪ ,‬علمت أن صوتها‬
‫مإخراً ال‬

‫ٌبشر بخٌر كانت تموت أماك وأنت تتفرج علٌها"‬

‫أمسكها زوجها وأبعدها عنً فقالت ببكاء مرٌر وهً تصرخ بً "‬
‫تركناها أمانة لدٌك‬

‫لوال حبها لك ما وافقنا زواجك بها لقد أضعتها منا لقد أكملت باقً مسٌرة‬
‫عذابها سحقا ً‬

‫لك ٌا رابد اسؤل هللا أن تتجرع ما جرعتها إٌاه فلم تصل قمر لهذه‬
‫المرحلة إال بعد‬

‫عذاب طوٌل بعد ألم نفسً وروحً"‬


‫بقٌت أنظر لها بصمت وكؤن لسانً مات كانت تسرد مؤساتها التً كانت‬
‫أمام‬

‫عٌنً وال أراها ‪ ,‬كانت تصرخ بحرقة وزوجها ٌبعدها بقوة حتى خرج‬
‫الطبٌب‬

‫منصور فركضا كلٌهما باتجاهه وقاال معا ً " هل ماتت ؟"‬

‫كنت أنظر لهم بصدمة ‪ ,‬لما هم موقنون من موتها !! ما الذي ٌجري وأنا‬
‫آخر‬

‫من ٌعلم به ‪ ,‬تنهد بضٌق وقال " قلبها ضعٌؾ جداً ‪ ,‬تلفت القطعة‬
‫االصطناعٌة‬

‫وعمل الصمام فً تباطإ "‬

‫ثم هز رأسه وقال بٌؤس " مسؤلة وقت فقط وٌتوقؾ قلبها "‬

‫أمسكت عمتها ٌداه وقالت برجاء " انقدوا ابنتً ٌا دكتور منصور‬
‫أرجوكم "‬

‫قال بحزن " ما كان علٌكم تركها حتى تصل لهذه المرحلة كنتم‬
‫أحظرتموها منذ‬

‫تخدرت ٌدها الٌسرى لقد قتلتموها بالبطًء فكم تحملت من ألم ‪ ,‬أخبرناكم‬
‫أن‬

‫الضؽوط النفسٌة سٌبة علٌها وأن تحضروها ما أن تشعر بالخدر فً ٌدها‬


‫"‬

‫كنت مٌت نعم حواسً ماتت وأنا أستمع لما ٌقول ‪ ,‬تخدر ٌدها كان منذ‬
‫وفاة والدي‬

‫كنت أقتلها نعم أنا اقتلها وهً تقول أن ذلك طبٌعً ‪ ,‬لماذا كانت ترٌد‬
‫الموت على‬

‫ٌدي !! ؼادر الطبٌب وخرجوا جمٌعهم من حجرتها وتركوها تموت‬


‫وحدها هناك‬

‫تركوا قلبها ٌضعؾ وٌضعؾ حتى تختفً دقاته وتختفً هً معه‬

‫نظرت لً عمتها بحقد وقالت " لن ننسى لك هذا ٌا رابد أقسم أن تدفع‬
‫ثمن قتلك‬

‫لها ٌا ابن المنذر ٌا متحجر ٌا من ال تملك ذرة مشاعر وإنسانٌة تراها‬


‫تتؤلم أمامك‬

‫منذ أشهر وتقؾ تتفرج "‬

‫قلت بصوت منخفض ضعٌؾ وتابه " قالت أن ذلك طبٌعً هً أرادت أن‬
‫تموت"‬

‫قالت بصراخ ؼاضب " ومن أوصلها لكل تلك المراحل ؼٌرك أنت ‪ ,‬ثبلث‬
‫مراحل‬

‫مرت بها أمامك من خدر ٌدها أللمها أللم قلبها وأنت تتفرج"‬
‫بقٌت أنظر لها دون كبلم فما لدي ألقوله ؼٌر الصمت ‪ ,‬كنت بالفعل من‬
‫أوصلها لتلك‬

‫المراحل أنا وشقٌقتاي ال بل أنا وحدي ‪ ,‬كنا ثبلثتنا ننظر لبعض كالتابهٌن‬
‫فً الصحراء‬

‫حتى دخل على صمتنا ذاك الصوت الؽلٌظ الثقٌل القادم من خلفً قاببل‬

‫"أٌن هً ابنتً ؟؟"‬

‫نظرنا لصاحب الصوت ثبلثتنا فكان رجل فً منتصؾ الخمسٌن تقرٌبا ً‬


‫ٌرتدي‬

‫معطفا ً خرٌفٌا ً حتى نهاٌة ساقٌه له منكبان أعرض حتى من منكباي‬


‫ونظرة حادة‬

‫تنم عن شخصٌة ذات قوة ؼٌر معهودة ‪ٌ ,‬ضع ٌدٌه فً جٌوبه وٌنظر لنا‬
‫بضٌاع‬

‫ركضت عمة قمر نحوه وحضنته بقوة وهً تقبل وجهه وتبكً وتقول‬

‫"بشٌر عدت ٌا أخً عدت أخٌراً"‬

‫كان جامداً مكانه ونظره علً ثم ارتجؾ فكه وقال‬

‫" أٌن ابنتً ؟ أٌن قمر ٌا هذا ؟ أٌن قمر ٌا صباح ؟ أٌن ابنتً ٌا هاشم "‬

‫لم ٌجبه أحد ولم ٌجرإ أي منا على الكبلم ‪ ,‬ؼرٌب أٌن كان والدها طوال‬
‫هذه‬
‫السنوات وكٌؾ علم بمكاننا ‪ ,‬ابعد شقٌقته عنه وتوجه ناحٌتً لكمنً‬
‫على وجهً‬

‫بقوة حتى كاد ٌوقعنً أرضا ً وقال " ابنتً ٌا ابن المنذر قتلتها ٌا فاشل ‪,‬‬
‫اقسم أن‬

‫تدفع ثمن كل ثانٌة أبكٌتها فٌها أنت وؼٌرك ‪ ,‬لقد دخلت السجن من اجلها‬
‫وسؤدخله‬

‫ثانٌتا ً ‪ ,‬أقسم أن أدمركم كما دمرتموها ٌا حثالة البشر "‬

‫تقدم ناحٌتً ٌرٌد ضربً مجدداً فتدخل الممرضون والناس وجاء األمن‬
‫الخاص‬

‫بالمستشفى وأخرجونً أنا من هناك وكؤنً من هجم علٌه ولٌس هوا من‬
‫ضربنً‬

‫طردونً بكل بساطة وتركوهم هم فً الداخل ‪ ,‬نمت لٌلتً تلك فً‬


‫سٌارتً عند‬

‫سور المستشفى ولم ٌسمحوا لً بالدخول أبداً ولم ٌجب أحد منهم على‬
‫اتصاالتً‬

‫حاولت معهم فً الٌوم التالً ترجٌتهم أن ٌخبرونً فقط إن كانت ال تزال‬


‫على‬

‫قٌد الحٌاة ولكن كل ما كنت أسمع منهم ( األوامر هكذا ) ال أفهم أي‬
‫أوامر هذه‬
‫ومن أعطاها لهم ‪ ,‬بقٌت مرابطا ً عندهم حتى اقترب المؽٌب ولم ٌرأؾ‬
‫احد منهم‬

‫لحالً ولم ٌتركونً أدخل ‪ ,‬اتصلت بؤنور وطلبت منه الدخول والسإال‬
‫عنها‬

‫فرفضوا قول أي شًء له فً الداخل ‪ ,‬ما ٌعنوه بما ٌفعلونه اآلن ومن‬
‫هذا الذي‬

‫ٌتحكم بكل من فً المستشفى !! ذهبت أبحث كالتابه وكالمجنون عن‬


‫سٌارة زوج‬

‫عمتها فً الخارج ‪ ,‬كلما قلت أن هذه له خرج أحدهم وركبها وقتل فً‬
‫داخلً أي‬

‫أمل أن ٌكون الزال فً الداخل فإن ؼادر فلٌس ثمة جواب عن سإالً‬
‫سوى أنها‬

‫رحلت لؤلبد ‪ ,‬وعلى أي أمل أعٌش اآلن والطبٌب قال بلسانه مسؤلة وقت‬
‫وٌنتهً‬

‫قلبها تماما ً ‪ ,‬خرجت من ذاك المستشفى قبل أن أفقد عقلً عند عتباته‬
‫وقبل أن‬

‫اسكب دموعً على أطراؾ أتواب زابرٌه ‪ ,‬خرجت أتخبط بالناس بؽٌر‬
‫هدى ولم‬

‫أركب حتى سٌارتً وكل ما أحاول فعله منع رأسً من التفكٌر ‪ ,‬ما أقسى‬
‫ٌوم األمس‬

‫وما أقسى كل ما حدث فٌه ‪ ,‬كٌؾ أمحو صورتها وهً تترجى طفولتها‬
‫فً ذاك‬

‫السطح أن تؤخذها معها ‪ ,‬كٌؾ أنسى ابتسامتها الحزٌنة وهً تقول (‬


‫ألننً أحببتك )‬

‫أطهر جواب عن أخبث سإال سؤلته لها ( لما خنتنً ٌا قمر )‬

‫وصلت بً قدماي لعتبة مسجد كبٌر فدخلته دون أدنى تردد أو تفكٌر‬
‫وجلست فً‬

‫زاوٌته بعد أن عجز دماؼً عن اتخاذ أي قرار ‪ ,‬هل أسجد وأدعوا هللا أن‬
‫تعٌش‬

‫وأنا ال اعرؾ إن كانت على قٌد الحٌاة ‪ ,‬هل أدعوا لها بالرحمة ولسانً‬
‫ٌؤبى قولها‬

‫وعقلً ٌرفض التصدٌق ‪ ,‬هل أصلً هل أبكً على عتبات الباب أتوسل‬
‫الرحمة من‬

‫رب هذا الكون ؟ فجلست فً أحد الزواٌا أخفً وجهً فً ذراعً متكؤ‬
‫بها على‬

‫ركبتً المنصوبة أمامً جالسا ً على األرض لتنزل دموعً تبكً ضحكاتها‬
‫الصؽٌرة‬

‫وضحكاتها األخٌرة التً قتلتها بقسوتً ‪ ,‬لما ظهر ِ‬


‫ت فً حٌاتً ٌا قمر‬
‫وكٌؾ خنتنً‬

‫ألنك أحببتنً ‪ ,‬لماذا رحلتً قبل أن تجٌبٌنً إجابة واضحة عن هذا‬


‫السإال‬

‫لماذا تركتنً أقتلك ببل رحمة لماذا ؟؟!!‬

‫"تعوذ باهلل من الشٌطان ٌا بنً"‬

‫رفعت رأسً فكان ٌجلس أمامً شٌخ كبٌر فً السن بلحٌة كثٌفة مخضبة‬
‫بالحناء‬

‫ٌتجلى على وجهه الوقار ٌمسك مسبحة فً ٌدٌه ‪ ,‬وضع ٌده على ذراعً‬
‫وقال‬

‫"بث همك للجبار وهو ٌفرج الهموم ‪ ,‬كل ما أعلمه أن بكاء الرجل ٌعنً‬
‫أن همه‬

‫قد هد ظهره وكسره فتعود من الشٌطان وعد برجابك لئلله"‬

‫نظرت للسقؾ المزخرؾ بآٌات كتاب هللا وقلت بؤلم‬

‫" فقد األحٌاء لٌس باألمر الهٌن فكٌؾ إن كنت أنت من أفقدهم حٌاتهم "‬

‫نظر للمسبحة فً ٌده وهوا ٌحركها وقال " كل نفس ذابقة الموت"‬

‫طؤطؤت برأسً ودموعً تسقط على سجادة المسجد وكؤنها تروي لها‬
‫باقً‬
‫الحكاٌة ثم تنهدت بؤسى وقلت " موت من هوا قلبك بٌن ٌدٌك شًء ٌدمر‬
‫النفس‬

‫فكٌؾ وهوا ٌتمنى أن ٌكرهك كما تكرهه ‪ ,‬كٌؾ وهوا ٌخبرك أنه كان‬
‫ٌنتظر منك‬

‫شٌبا ً لم تهبه له رؼم امتبلكك إٌاه ! كٌؾ وهوا ٌترجى الموت أن ٌؤخذه‬
‫منك وهوا‬

‫بٌن ٌدٌك ‪ ,‬ما أقسى أن ٌفارقك شخص وفً قلبه موقن من أنك تكرهه‬
‫وأنك نسٌت‬

‫طفولته وأنك قتلته والحقٌقة هً العكس كٌؾ ستوصل له حقٌقة ما فً‬


‫قلبك كٌؾ ؟"‬

‫تنهد وقال " ال تجعل الندم ٌقتلك فما ضاع ال ٌمكن إرجاعه مادام‬

‫متعلق بشخص قد فارق الحٌاة"‬

‫وقفت على قدماي بصعوبة وخرجت من عنده أسٌر خطوتٌن وأقؾ دهراً‬
‫وحارت‬

‫قدماي أٌن تؤخذانً ‪ ,‬قضٌت ٌومان أنام عند سور المستشفى وأجوب‬
‫الشوارع نهاراً‬

‫أبحث عن منزل عمتها هنا لعلً أجد ولو من ٌشرح لً ما حدث بعدي‬

‫وبعد ٌومٌن آخران اتصلت بحٌدر ففتح الخط قاببل‬


‫"مرحبا ً بمن اختطؾ زوجته وهرب بها"‬

‫قلت ببحة " حٌدر تعالى حاالً"‬

‫قال بصوت مصدوم " لما ماذا حدث !! رابد ما به صوتك هكذا ؟؟"‬

‫قلت " تعالى اآلن وسنتحدث اركب سٌارتك فوراً وتعال "‬

‫قال باستعجال " على الفور مسافة الطرٌق من المزرعة ‪ ,‬أٌن أنت ؟"‬

‫قلت " حٌن تصل أخبرك "‬

‫توجهت بعدها للجسر وقفت عند حافته أبث حزنً لموج البحر لعله‬
‫ٌجٌبنً هوا‬

‫عن أي سإال ‪ ,‬سمعت حٌنها خطوات لكعب حداء امرأة فالتفتت جهتها‬
‫فكانت‬

‫‪............‬البابعة المتجولة‬

‫نظرت لها مطوالً أبحث فً عٌنٌها عن أجوبة لتساإالتً ‪ ,‬لم أفكر أن‬
‫اسؤلها من‬

‫أنتً ومن أٌن تؤتٌن ‪ ,‬فقط تمنٌت أن أجد جوابا ً عن سإال واحد قد تكون‬
‫تملكه‬

‫كانت عٌناها حمراوان ال أعلم من البكاء أم من الؽضب ألن كره العالم‬


‫كله كان‬
‫ْ‬
‫تنفست بؽٌض ثم قالت " قتلتها ٌا رابد لقد ماتت وأنت‬ ‫مجتمع فٌهما ‪,‬‬
‫السبب"‬

‫ثم قالت ودموعها تجري على خدٌها " ال بل أنا السبب مثلك فقد شاركتك‬
‫جرٌمة قتلها"‬

‫قلت بهمس وكؤنً أرٌد جوابا ً ؼٌر ما سمعت " أٌن قمر ‪ ...‬؟؟"‬

‫رمت علٌا بمفكرة كانت فً ٌدها بؤوراق قلٌلة سقطت من صدري الذي‬
‫ارتطمت‬

‫به لؤلرض وبعثرت الرٌح أوراقها ثم قالت بحقد " هذا باقً منازل القمر‬
‫الجزء الذي‬

‫عجزت أنا عن إٌصاله إلٌك وعجزت أنت أن تراه فً حبها لك فً عٌناها‬


‫البرٌبتان وفً‬

‫ضحكتها الحزٌنة ‪ ,‬منذ أربع سنٌن تقربت إلٌا فتاة عبر االنترنت لتصل‬
‫لشخصٌتً‬

‫الحقٌقٌة بل لتصل عن طرٌقً لشخصٌة قمر ثم تحصلت على رقم هاتفها‬


‫واتصلت بها‬

‫لتخٌرها بٌن أن تستمر معك وبٌن أن تعود لعابلتك ووالدك فما كانت‬
‫ستكون قمر لو لم‬

‫تختر البعد عنك كً ال تخسر أنت وفً ذلك الٌوم الذي راسلتك فٌه لتنهً‬
‫عبلقتها بك‬
‫سقطت قمر طرٌحة األرض قبل الفراش لتخضع لتلك الجراحة التً كادت‬
‫أن تفقد‬

‫حٌاتها خبللها ‪ ,‬هل تعلم لما ‪ ...‬ألنها كسرت قلبك وابتعدت عنك ألنها‬
‫ضحت ألجلك‬

‫تركت جرٌدة الفجر ألن ربٌس تحرٌرها طلب أن تكتب مقاالً نقدٌا ً تهاجمك‬
‫به وكتبت‬

‫فً جرٌدة الرواسً لتكتب أنت ولو مقاالً تهاجمها به ‪ ,‬هاجمت المدعو‬
‫عاصم‬

‫بمقاالتها ألنه تحدث عنك بالسوء فً إحدى الصحؾ ‪ ,‬اختارت الموت‬


‫علٌنا ألنها‬

‫لن تعٌش إال معك وأنت رفضت "‬

‫رمت بعدها علٌا بمذكرة أخرى لتسقط أرضا ً وتطاٌرت أوراقها التً كانت‬
‫ملٌبة‬

‫بقصاصات لمقاالت ثم أشارت لً بؤصبعها وقالت " أنت قتلتها ٌا رابد‬


‫ولن ٌرحمك‬

‫أحد ووالدها أولهم كما لم ٌرحم خالها وزوجته قبلك حتى دمرهما شر‬
‫تدمٌر "‬

‫ثم أشارت للمذكرة تحتً وقالت " تلك مقاالتك كانت تجمعها فٌها‬
‫بالترتٌب من أولها‬
‫آلخرها ‪ ,‬كانت تحبك بعنؾ ٌا من لم تعرؾ الحب ٌوما ً ‪ ,‬كذبت علً‬
‫وقالت أنكم‬

‫حللتم المشكلة فصدقتها ولم أتحدث معك فً األمر ‪ ,‬قالت إن تذكر‬


‫طفولتً حكٌت‬

‫له كل ما حدث لٌصدقنً وٌؽفر لً لكنك بخلت علٌها حتى بالذكرٌات‬

‫أردت أن أصلح خطبً ألنً دللت تلك البؽٌضة علٌها ولكنً دمرت ما‬
‫تبقى منها‬

‫أردتك أن تنتشلها من حزنها ألنك وحدك من ٌمكنه فعل ذلك ‪ ...‬عجز‬


‫الطب النفسً‬

‫وعجنا نحن وتمنعت أنت بؽرورك وقسوتك حتى خسرناها لؤلبد ‪ ,‬نم‬
‫مطمبن البال‬

‫اآلن بعد أن انتقمت منها وبعد أن انتصرت لنفسك "‬


‫ثم ؼادرت وهً تقول " هناك ثالثة ؼٌرهما ستعلم ما تحوي عما قرٌب‬
‫فؤنت‬

‫ال تستحق أن أعطٌها لك"‬

‫ثم ؼادرت مبتعدة وتركتنً تقلبنً الرٌح مثلما تقلب الصفحات التً تحت‬
‫قدماي‬

‫لٌتك لم تظهري الٌوم وال األمس وال أي ٌوم ‪ ,‬أنتً ال تؤتٌن إال بالفواجع‬
‫ومهلكات‬
‫القلوب ‪ ,‬تهاوٌت على األرض وعٌناي على األوراق المتطاٌرة تحتً‬
‫لتقع على‬

‫تلك األسطر ( قالت لً بكل برود أنا شقٌقة رابد وعلٌك االبتعاد عنه كً‬
‫ال تدمري‬

‫حٌاته ‪ ,‬أتركً لنا شقٌقنا ٌا قمر إن كان لك شقٌق هل كنتً ترضٌن أن‬
‫ٌفرقك عنه‬

‫أحد ‪ ,‬اجعلٌه ٌنساك لؤلبد إن كنتً تحبٌنه )‬

‫قلبت الرٌح الصفحات من جدٌد لترمٌنً بفواجع جدٌدة ( وأنهٌت الٌوم‬


‫آخر سطر لً‬

‫فً حٌاة رابد حبٌب طفولتً وصباي ألوقن أنه لٌس للتعاسة عنوان‬
‫ؼٌري وانه حٌن‬

‫رحل منذ سنٌن عن عالمً قد رحل لؤلبد ‪ ,‬ألجلك سؤرحل وأتركك ألجلك‬
‫سؤجرح‬

‫مشاعرك ألجلك فقط سؤقتل نفسً لتعٌش وداعا ً ٌا معنى الجمال فً‬
‫طفولتً وداعا ً ٌا رابد)‬

‫أمسكت الورقة بقبضتً وقلت بصراخ ؼاضب " ؼٌداااااء فعبلً انتقم ِ‬
‫ت‬
‫منً شر انتقام "‬

‫جلست بعدها على األرض أقلب األوراق كالمجانٌن كطالب أعطوه فرصة‬
‫صؽٌرة‬

‫لٌؽش فً أصعب امتحان لدٌه ‪ ,‬أبحث عن شًء لو أخبرتكم عنه لبكٌتم‬


‫على حالً‬

‫رن حٌنها هاتفً وكان حٌدر فؤجبت فقال " رابد أٌن أنت ؟ لقد وصلت‬
‫المدٌنة"‬

‫قلت بؤلم " مِت ٌا حٌدر لقد مِت ٌا شقٌقً "‬

‫قال بقلق " رابد ما بك بما تهدي !! أٌن أنت اآلن ؟"‬

‫أؼلقت الهاتؾ وجلست مستنداً بسٌاج الجسر أحضن مذكراتها أتحسس‬


‫شٌبا ً مٌت‬

‫لشخص كان حٌا ً ٌوما ً وقتلته بإهمالً قبل قسوتً وبعٌناي قبل كلماتً ‪,‬‬
‫ثم اتكؤت‬

‫برأسً لؤلعلى وأؼمضت عٌناي ولم أشعر إال بٌد تهزنً وصوت ٌقول "‬
‫رابد"‬

‫فتحت عٌناي فكان حٌدر فقلت بصوت مخنوق " ماتت قمر ٌا حٌدر ماتت‬
‫"‬

‫نظر لً بصدمة مطوالً ثم قال " كذب لن أصدقك"‬

‫ضربت برأسً للخلؾ على السٌاج وقلت بحزن " لٌثنً أنا من ٌمكنه‬
‫تصدٌقك ٌا لٌث"‬
‫نزل عندي وضع ٌده على كتفً وقال والزالت الصدمة تقتله " كٌؾ‬
‫ومتى ؟؟ "‬

‫هززت راسً وقلت " ال أعلم لم ٌتركونً أعلم حرمونً من معرفة ذلك‬
‫مثلما حرمتهم‬

‫منها مثلما حرمتها هً من حٌاتها "‬

‫قال وهوا ٌهزنً بقوة " رابد هل جننت ما هذا الذي تقوله "‬

‫وقفت وقلت بصراخ ؼاضب " نعم صدق هذا ٌا حٌدر أنا من قتلها‬
‫وبالبطًء أٌضا ً‬

‫أنا من قتل تلك االبتسامة ذاك الوجه الفاتن وذاك القلب النقً المرٌض "‬

‫قال بهدوء محاوالً تهدبتً وٌده تقترب منً‬

‫"رابد هون علٌك ودعنا نفهم األمر قد تكون أخطؤت "‬

‫قلت بحزن وأنا أمد كفاي له وأنظر لهما " سقطت بٌن ٌداي فما الذي‬

‫ستتؤكد منه ‪ ,‬انتهى كل شًء ٌا حٌدر لقد تؤخرت "‬

‫ثم نظرت له وضربت بٌدي على صدري وقلت بؤسى " كنت قتلتنً‬
‫بسبلحك‬

‫منذ سنٌن ‪ ,‬لٌتهم قتلونً فً السجن ذاك الوقت ‪ ,‬لٌثنً مت قبل أن‬
‫أتزوجها وأدوس قلبها تحت قدماي"‬
‫ثم قلت بابتسامة حزٌنة ونظري على البحر " كانت تحبنً ٌا حٌدر‬
‫والمإسؾ‬

‫فً األمر أنً كنت أعلم ولم استمر إال فً طعنها وتحطٌم حلمها البريء‬
‫أن‬

‫تعٌش معً بؤمان وأنسٌها تلك السنٌن وذاك البإس "‬

‫ثم نظرت له وأنا أعود بخطواتً للوراء وأرفع ذراعاي على حدهما‬
‫وأقول‬

‫"قتلتها نعم كما قالوا جمٌعهم أنا من قتلها"‬

‫تم ؼادرت وهوا ٌحاول اللحاق بً ولكنً ركبت سٌارتً وابتعدت‬


‫وتوجهت لمنزل‬

‫خالها المنزل الذي لم استطع زٌارته خبلل األٌام الماضٌة وأول ما خطت‬
‫قدماي‬

‫داخله بدأت بتحطٌم كل ما طالته ٌداي ‪ ,‬أرفع كل شًء وأرمٌه أرضا ً‬


‫حتى النوافذ‬

‫حطمت زجاجها حتى وصلت للمخزن فؤحرقته بما فٌه رؼم خلوه سوى‬
‫من الرفوؾ‬

‫الحدٌدٌة فتحت باب ؼرفة النوم وتسمرت قدماي عن الدخول هناك‬


‫ورأٌت ما كانت‬

‫تراه قمر دابما ً فً هذا المنزل ‪ ....‬الذكرٌات المإلمة ‪ ,‬علمت اآلن كم‬
‫كانت تعانً هنا‬

‫كم قسوت علٌك ٌا قمر وحطمتك كم كنت مجرما ً فً حقك وأفتخر‬


‫بإجرامً‬

‫دخلت الؽرفة بعد صراع نفسً طوٌل ووجدت خزانتها فارؼة تماما ً ‪,‬‬
‫ثٌابها وأؼراضها‬

‫وحلٌها وكل شًء جاءوا ألخذه ألنً تركت المنزل مفتوحا ً حٌن أخذتها‬
‫للمستشفى‬

‫لقد حرمونً حتى من أشٌاءها من أي بقاٌا متبقٌة منها ‪ ,‬نمت تلك اللٌلة‬
‫على سرٌر‬

‫الؽرفة أحتضن الشًء الوحٌد الذي تركوه لً منها ‪ ....‬دمٌة والدتها ‪,‬‬
‫نمت استنشق‬

‫عبٌرها فً الوسابد وأؼطٌة السرٌر وكل ذكرى جمعتنً بها هنا تعود إلٌا‬
‫من جدٌد‬

‫جلست هنا تبكً وتحتضن برودة الوسابد وأنا أسجن نفسً بعٌداً‬
‫ْ‬ ‫كم‬
‫عنها فً تلك‬

‫الؽرفة ‪ ,‬كم أبكٌتها هنا وكم تحدث معها بحدة وقسوة هنا ‪ ,‬كم مرة‬
‫طعنتها وأنا‬

‫أنادٌها بعدٌمة المشاعر من ال تعرؾ الحب وكنت كما قالت أتهمها بؤشٌاء‬
‫بً أنا‬
‫أللصقها بها ‪ ,‬بعد وقت الفجر خرجت من هنا ال أحمل معً سوى دمٌتها‬
‫القماشٌة‬

‫وقفت عند الباب ونظرت للمنزل بل لحطامه نظرة شاملة وقلت " كما‬
‫تمنٌتً ٌا قمر‬

‫ها قد تحطم واحترق ذاك المخزن ولكن ما خذلتك فٌه أنً جلبتك لتموتً‬
‫هنا رؼم رجاءك لً أن ال أفعل "‬

‫خرجت من منزل الجٌران متوجها ً لمنزل والدي وما أن دخلت حتى‬


‫صدموا لمظهري‬

‫لحٌتً التً لم أحلقها منذ ذاك الٌوم وثٌابً المبهدلة من تحطٌم المنزل‬
‫والهاالت السوداء‬

‫تحت عٌناي من قلة النوم ‪ ,‬نظرت جهة ؼٌداء نظرة حقد وقلت‬

‫"أقسم أن تدفعً الثمن ٌا ؼٌداء"‬

‫أمسكت نفسً بشق األنفس عن ضربها وإفراغ ؼضبً فٌها لكً ال‬
‫نصبح فً جثتٌن‬

‫ألنها لن تخرج من تحت ٌداي إال مٌتة ‪ ,‬ثم نظرت جهة والدتها فوحدهما‬
‫هنا فنور‬

‫تزوجت منذ شهر بعقد قران فقط وأخذها معه ‪ ,‬نظرت لها بحدة وقلت‬
‫بؽضب‬

‫"خذي ابنتك وأبعدٌها عنً ألنً لن أرحمها لتدمٌرها حٌاة إنسانة ال‬
‫دخل لها فٌما‬

‫بٌننا ‪ ,‬فً الؽد تنتقلً وهً كما أردتم لعابلتك وحسابً معها عسٌر وال‬
‫تزوجوها من‬

‫دون علمً ألنً لن أرحمكم حٌنها ولن تستطٌعوا فوحدي ولٌها والقانون‬
‫لن ٌزوجها"‬

‫ثم خرجت من المنزل ومن المدٌنة وذهبت من فوري لمنزلً فً مدٌنتً‬


‫تلك ألواجه‬

‫عالم جدٌد من الذكرٌات المإلمة ‪ ,‬دخلت المنزل لٌضربنً طوفان األلم‬


‫من جدٌد‬

‫وقفت أنظر للمنزل بحسرة تمؤل الكون وتزٌد ‪ ,‬كانت هنا ٌا رابد كانت بٌن‬
‫ٌدٌك فتاة‬

‫طفولتك وحبك الوحٌد كانت معك ولست معها كانت لك ولست لها فلست‬
‫سوى للقسوة‬

‫للصراخ للبرود والجفاؾ ‪ ,‬رمٌت الحقٌبة على األرض وخرجت فلم‬


‫تطاوعنً قدماي‬

‫دخول الؽرؾ ألنً قد أجن وأحرق كل شًء‬

‫ؼادرت المنزل وسرت فً الشارع ببل دلٌل وال وجهة أدس ٌداي فً‬
‫جٌوبً ونظري‬

‫على قدماي أستمع لضحكات الناس وأتساءل لما ال ٌبكً الجمٌع لما‬
‫ٌضحكون من‬

‫المفترض أن ٌبكً العالم كله فقدها ماتت قمر ماتت ٌا بشر إن كنتم ال‬
‫تسمعون إن لم‬

‫ٌصلكم أسوء خبر عرفته البشرٌة ‪ ,‬وقفت عند شابان دفعت أحدهما بقوة‬
‫وقلت بصراخ‬

‫"توقؾ عن الضحك توقؾ"‬

‫نظر لً بصدمة ثم باستهجان ونظر لرفٌقه وأشار له بٌده بمعنى مجنون‬


‫فدفعته من أمامً وؼادرت وصلت شارعا ً طوٌبلً نظرت فً آخره كانت‬
‫المكتبة توجهت‬

‫لها دون شعور ودخلتها ‪ ....‬دخلت المكان الذي قابلتها فٌه أول مرة ‪,‬‬
‫وقفت عند‬

‫رؾ الكتب متكا علٌه بكتفً أحرك الكتب على بعضها وأحداً وأحداً‬
‫وأقول‬

‫"هل لمستك أنت ال قد ٌكون أنت لقد ماتت قمر هل سمعتم ماتت لقد‬
‫قتلتها نعم أنا‬

‫هل ستبكون فقدها أم أنكم مثلهم تماما ً "‬

‫كنت أمرر ٌدي علٌهم وأخاطبهم كالمجانٌن ولو كان لهم ذرة واحدة فقط‬
‫من‬

‫اإلحساس البشري لبكوا على حالً حتى آخر العمر ‪ ,‬خرجت بعدها من‬
‫هناك‬

‫وعدت لمنزلً للمكان الذي ال مهرب لً منه كان علٌا مواجهة ما صنعته‬
‫ٌداي‬

‫وال دخل ألحد فٌه فكم نصحونً ولم أكترث ولم أرى سوى أنه تدخل فً‬
‫حٌاتً‬

‫التً كنت أدمرها بٌدي‬

‫ومرت بً األٌام ال شًء سوى الذكرٌات واأللم والحسرة اسجن نفسً‬


‫فً هذا‬

‫المنزل وال أخرج سوى لشراء القلٌل من الطعام والمعلبات والسجابر ‪ ,‬ال‬
‫اذهب‬

‫ألحد وال أستقبل أحد وال شًء سوى الذكرى األلٌمة ومذكرة قمر التً‬
‫ُ‬
‫أصبحت‬

‫أحفظ كل سطر فٌها من كثرة ما قرأتها ودمٌتها التً تنام معً كل لٌلة‬
‫وفستانها‬

‫الذي ارتدته لٌلة حفل خطوبة نور وأخذته من الخزانة تلك اللٌلة ونمت‬
‫وهوا على‬

‫وسادتً ‪ ,‬هذا فقط ما بقً لً منها أو ما تركوه لً من بقاٌاها فهم‬


‫استخسروا بً‬
‫حتى شًء ٌحمل رابحتها ٌبقونه لً‬

‫مرٌم دخلت المستشفى ألٌام فور سماعها بالخبر وهً ؼاضبة منً حتى‬
‫أنها لم‬

‫تعد تتصل بً باستمرار كعادتها وإن كنت ال أجٌب ‪ ,‬وأصبحت هكذا نكرة‬
‫حتى‬

‫أمام نفسً وكرهت رإٌة وجهً حتى فً المرآة‬

‫نظرت للطبق أمامً ‪ ...‬قطعة لحم صؽٌرة ومعكرونة بٌضاء مسلوقة ‪,‬‬
‫نظرت‬

‫للجالسة معً على الطاولة وقلت " نفس ؼدابنا باألمس أعرؾ أنك‬
‫سبم ِ‬
‫ت‬

‫من هذا ولكن ال رؼبة لً فً الخروج كرهت الخروج اذهبً أنتً‬


‫وأحضري‬

‫الطعام إن لم ٌعجبك هذا "‬

‫ثم لوحت لها بالملعقة وقلت " ال مفر لك منً أصمتً وال تعترضً "‬

‫رمٌت بالملعقة ووقفت سحبتها معً للؽرفة ألنً ال أنام بدونها دمٌة قمر‬
‫رفٌقة‬

‫وحدتً الوحٌدة ال أكون فً مكان إال وهً معً حتى أنً بت أتحدث معها‬
‫عن‬
‫كل شًء ‪ ,‬سمعت طرقات على الباب ولم آبه كعادتً تكرر األمر مرارا‬
‫وتكرارا‬

‫والطرقات تعلو وتحتد بالتدرٌج حتى أصبحت ضربا ً ٌكاد ٌحطم الباب ‪,‬‬
‫خرجت‬

‫من الؽرفة وتوجهت نحوه وفتحته فكان حٌدر فقلت بضٌق‬

‫"ما بك مع الباب كنت ستكسره"‬

‫دفعنً ودخل قاببل " طرقت كباقً البشر ولكنك كالمٌت بل األموات خٌر‬
‫منك"‬

‫أؼلقت الباب خلفه ودخلت قاببل " ما لدٌك"‬

‫التفتت نحوي وصرخ بؽضب " هل تضن أنك هكذا ستعٌدها للحٌاة أم‬
‫ستموت وتلحق‬

‫بها ‪ ,‬توقؾ عن الجنون ٌا رابد"‬

‫جلست وقلت ببرود " إن كان هذا ما جبت ألجله فرافقتك السبلمة "‬

‫جلس وقال بضٌق " آخر ما أوصت به قمر مرٌم أن ال نتركك وحٌداً كما‬

‫كنت وان تتزوج بامرأة تحبها ‪ ,‬أعمل بوصٌتها على األقل"‬

‫أشحت بوجهً عنه وقلت بحزن " توقفوا عن قتلً أكثر ٌكفٌنً ما لدي‬
‫منها‬
‫وكما أخبرتك إن جبت من أجل هذا األمر فبل تتعب نفسك "‬

‫رمى بجرٌدة على الطاولة وقال‬

‫"بل جبت من أجل هذه وشًء آخر أهم منها "‬


‫‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫وعند هنا كانت نهاٌة فصلنا الجدٌد‬

‫ماذا فً الجرٌدة وما الشًء اآلخر الذي جاء لٌخبره به‬

‫ما قصة والد قمر وأٌن كان كل هذه السنٌن وهل قضاها‬

‫كلها فً السجن ولما‬

‫مواجهات شدٌدة بٌن رابد وماضٌه فً الفصل القادم‬

‫حقابق عن الشخصٌة الجدٌدة التً زارت رواٌتنا ستعرفونها أٌضا‬

‫الفصل الرابع والعشـرون‬

‫رمى بجرٌدة على الطاولة وقال " بل جبت من أجل هذه وشًء آخر أهم‬
‫منها "‬
‫نظرت له بحٌرة فتابع " ال شهادة وفاة لقمر فً ذاك المستشفى"‬

‫وقفت على طولً ونظرت له بصدمة عجزت أن أخرج منها إال بعد‬

‫جهد ووقت وقلت " ماذا تعنً" !!‬

‫قال بجدٌة " أعنً ثمة حلقة مفقودة فً الموضوع فهم ٌتكتمون عن‬
‫أمرها ‪ ,‬لقد تعبت‬

‫كثٌراً ولم اعرؾ سوى أنها لم تمت لٌومٌن هناك ثم قاموا بإخراجها‬
‫خارج الببلد وبعد‬

‫ذلك ال علم لً أٌن ذهبوا بها وعاشت أم ال"‬

‫قلت بابتسامة ترتسم على شفتاي ببطء " قل أنها حقٌقة ٌا حٌدر"‬

‫قال بهدوء " لن نتؤمل كثٌراً ٌا رابد حتى نتؤكد أنها لم تمت بعد خروجها‬
‫من هنا"‬

‫جلست أمامه و هززت رأسً وقلت " ال ٌهم‪ ....‬قل قسما لم تمت هنا "‬

‫قال بهدوء " المعلومات أكٌدة"‬

‫قلت من فوري " وكٌؾ سنجدها ؟؟"‬

‫قال رافعا كتفٌه " قل كٌؾ سنعلم أنها على قٌد الحٌاة أوالً"‬

‫قلت بهدوء " أٌن أخذوها ؟ أللمانٌا بالتؤكٌد"‬


‫هز رأسه ببل وقال " ال لم ٌفتنً ذلك ولكنها لٌست بمستشفى القلب هناك‬
‫"‬

‫نظرت له مطوالً وقلت " ال أفهم لما ٌخفون أمرها كل هذا الحد"‬

‫شتت نظره على األرض وقال " ٌبدوا ثمة حكاٌة وراء والدها ‪ ,‬لدي‬
‫صدٌق مقرب‬

‫ٌعمل فً المخابرات سوؾ ٌفٌنً بكل المعلومات قرٌبا ً"‬

‫وقفت وقلت " سؤبحث عنها"‬

‫وقؾ وقال بضٌق " أٌن تبحث عنها ؟ فً أي دولة وفً أي شارع من‬
‫شوارعها‬

‫رابد توقؾ عن الجنون وكما أخبرتك ضع جمٌع االحتماالت نصب عٌنٌك‬


‫"‬

‫قلت بؽضب " ال ‪ ...‬إال أن تكون مٌتة لن أضعه أبداً ال نصب عٌنً وال‬
‫شًء‬

‫وإن عشت على األمل حتى أبلػ التسعٌن"‬

‫قال بصراخ " رابد فكر بعقل كباقً البشر أٌن كان كل هذا وأنت‬

‫تقسوا علٌها وهً بٌن ٌدٌك"‬

‫قلت بحدة ملوحا بٌدي " توقفوا عن لومً ٌكفٌنً ما بً لما ال ٌرحمنً‬
‫أحد"‬

‫تنهد بضٌق وقال " اقرأ ما فً الجرٌدة وسنتحدث فٌه فٌما بعد ‪ ,‬ولدي‬
‫شًء‬

‫آخر لك من أنوار تركته لك قمر قبل أن تموت"‬

‫قلت ببرود " ال تقل تموت قل تختفً"‬

‫هز رأسه بٌؤس وقال " ال أعرؾ ما أسمً هذا إال بالجنون وأنا أكثر منك‬
‫جنونا ً‬

‫ٌوم قررت أن أخبرك بما علمت"‬

‫تجاهلت كل ما قال وجلست على األرٌكة وأخرجت سٌجارة وأشعلتها‬


‫فخرج وعاد بشًء‬

‫مؽلؾ باألبٌض ٌبدوا كلوحة وضعها على الكرسً ووضع معها ظرفا ً‬
‫ورقٌا ً صؽٌراً وقال‬

‫"كنت رافضا ً أن تعطٌهم لك ولكنً جلبتهم بسبب إصرار أنوار ألنها‬


‫أوصتها بهذا"‬

‫قلت ونظري لؤلرض والعب بالسٌجارة المشتعلة بٌن أصابعً‬

‫"ولما ترفض إعطابهم لً ألٌسوا من حقً"‬

‫قال بضٌق " ألنه ٌكفٌك جنون وهروب وسجن علٌك أن تعود للحٌاة كما‬
‫أرادت‬
‫هً إن كنت تحبها وتحترم ذكراها"‬

‫ثم قال مؽادراً " زر مرٌم هً لم تنشؾ دموعها حتى اآلن وتقول أنها‬
‫مبلمة مثلك‬

‫وال أفهم لما ‪ ,‬زرها ولو من أجل قمر"‬

‫ثم خرج وأؼلق الباب ‪ ,‬رمٌت السٌجارة على األرضٌة ودستها بقدمً‬
‫وأنا لم أرشؾ‬

‫منها سوى رشفتٌن ‪ ,‬أمسكت بعدها اللوحة وتلمستها من الخارج كم‬


‫أخشى مما فٌها‬

‫ارحمٌنً من عذابً ٌا قمر ‪ ,‬أمسكت طرفها بٌدي ومزقت الورق من‬


‫علٌها فظهر‬

‫لً وجه قمر الطفلة لتتوقؾ أنفاسً عن الخروج ‪ ,‬مزقت باقً الورق‬
‫لتظهر اللوحة‬

‫بكاملها ‪ ,‬قمر تجلس على أرضٌة سطح المنزل تكتب فً كراسة على‬
‫األرض‬

‫هً قمر الطفلة وكؤنها أمامً اآلن لكن دون ابتسامتها تلك بل بحزن لم‬
‫أره فٌها طوال‬

‫طفولتها ‪ ,‬قرأت بعدها األسطر المكتوبة فً الطرؾ السفلً للوحة‬

‫(كم تقتل الورد ٌا من زرعته فً قلب طفولتً كم تقتل البسمة وأنت‬


‫وحدك من زرعها‬

‫فً بإس تلك السنٌن كم أخشى أن تقتل حبا ً فً قلب نبضاته تموت كل‬
‫ٌوم )‬

‫ثم تحتها بخط دقٌق جداً ( أحببتك دابما ً ٌا رابد )‬

‫كلها كانت بخط ٌدها ‪ ,‬تلمست الكتابة بؤصابعً وؼصة تكاد تخنقنً‬
‫وسكٌن‬

‫ٌمزق قلبً تمزٌقا فلٌته ٌموت كما قتلها ولٌته ٌعانً كما عانت ‪ ,‬نظرت‬
‫لصورتها‬

‫مطوالً كمن تاه فً معالم األرض جمٌعها ثم مررت أصبعً على شفتٌها‬
‫الحزٌنة وقلت‬

‫بؽصة وعبرة " لٌثنً لم أقتل تلك االبتسامة لٌت الزمن ٌعود ‪ ,‬كونً‬
‫على قٌد الحٌاة‬

‫من أجلً ٌا قمر ألنً بدونك أموت شٌبا ً فشٌبا ً كونً على قٌد الحٌاة ولو‬
‫لٌوم واحد فقط"‬

‫حضنت بعدها الصورة أبكً بمرارة وألم ‪ ,‬أقسى ما فً الوجود أن تعجز‬


‫عن إٌصال‬

‫ما فً قلبك لشخص ؼادرك لؤلبد ‪ ,‬أي عقاب لً أنتً ٌا قمر أي ألم‬
‫تركته بً قبل‬

‫أن ترحلً ‪ ,‬نظرت بعدها باتجاه الظرؾ مددت ٌدي وأخرجت ما كان فٌه‬
‫فظهر‬

‫طرؾ أوراق مكتوب فً أعبلها كلمة ( الخاتمة ) فدسست الورق فٌه من‬
‫جدٌد دون‬

‫أن أراه ‪ ,‬هذه خاتمة كتابً الجدٌد الذي طلبت منً أن تكتب هً خاتمته ‪,‬‬
‫لٌس لدي‬

‫أي طاقة بعد لقراءتها ‪ ,‬قد ٌخرج الكتاب للنور ٌوما ً وتخرج هذه األوراق‬
‫معه ولكن‬

‫لٌس قبل سنٌن طوٌلة ‪ ,‬وقفت ألعلق لوحتها فً صدر المنزل لتبقى‬
‫نصب عٌناي فقد‬

‫أنسى ٌوما ً أنً قتلت ابتسامتها البرٌبة فتذكرنً هذه بجرٌمتً ‪ ,‬علقت‬
‫اللوحة بعد أن‬

‫أزلت ساعة الحابط ووضعتها مكانها وعدت لجمع الورق الممزق فلمحت‬
‫حٌنها ورقة‬

‫مطوٌة على األرض ٌبدوا سقطت من اللوحة حٌنما كنت أمزق الورق من‬
‫علٌها‬

‫رفعتها وفتحتها فكان مكتوب فٌها ( أعذرنً ٌا رابد لم أرد زٌادة حزنك‬
‫وذكرٌاتك‬

‫ولكن قمر أصرت علٌا ٌوم زرتمانا فً منزلنا أن أرسم هذه اللوحة وحٌن‬
‫التقٌت بها‬
‫آخر مرة فً المزرعة أخذتها معً لها فكتبت علٌها هذه الكلمات‬
‫وأوصتنً أن أرسلها‬

‫لك مع الظرؾ فً ٌوم سؤعرفه لوحدي ولم ٌخطر فً بالً أن ٌكون ذاك‬
‫الٌوم هوا ٌوم‬

‫موتها ‪ ,‬لقد رفض حٌدر بشدة أن أعطٌها لك ولكنها وصٌتها لً ولم‬


‫أستطع ؼٌر‬

‫تنفٌذها ‪ ,‬كن قوٌا ٌا رابد فهذه هً سنة الحٌاة ‪ .......‬أنوار )‬

‫طوٌت الورقة مجدداً ووضعتها مع األوراق فً الظرؾ وعدت لؽرفتً‬


‫بل‬

‫لسجن ذكرٌاتً الدابم وعند المساء خرجت فلمحت الجرٌدة التً تركها‬
‫لً حٌدر‬

‫مكانها ‪ ,‬لقد نسٌت أمرها تماما ً ترى ما قصتها !! قلبت أوراقها حتى‬
‫وقعت عٌناي‬

‫على مقال تحت عنوان ( مذكرات زوجة كاتب ) وأسم الناشر مجهول‬
‫فنظرت من‬

‫فوري ألعبلها أنظر ما تكون هذه الجرٌدة فكانت جرٌدة العوسج ‪ ,‬عدت‬
‫بنظري‬

‫مباشرة للمقالة وقرأت (( الجزء الخامس ـ مر الٌوم كباقً أٌامً أشرقت‬


‫فٌه الشمس‬
‫فوق منزل جمعنً ورابد لتؽرب على دموع مؤلت وسادتً ‪ ,‬كٌؾ‬
‫سؤقضً من دونه‬

‫مسابً كٌؾ وحضنه دؾء سكنات شتابً وعبق عطره مبلذ أشٌاء قلبً‬
‫وفوق ضلوعه‬

‫تؽفوا وتنام تلك األشٌاء ‪ ,‬كٌؾ الموت بعٌداً عنه وكٌؾ من دونه ٌكون‬
‫البقاء‬

‫حاولت أن ألتمس وجوده فً أشٌاء كثٌرة ؼبٌة جداً ‪ ,‬أتحسس صوت‬


‫خطواته فً األرض‬

‫القرٌبة منً فً ؼرفة ال ٌفصلنً عنه فٌها سوى جدار وكم تفعل الجدران‬
‫وكم تقتل من‬

‫مشاعر وتوقد من أشواق ‪ ,‬بت التمس وجوده حتى فً رابحة دخان‬


‫سٌجارته اللٌلٌة‬

‫وهوا ٌصلنً ضعٌفا ً خفٌفا ً لست أدري لبعد المسافة أم أنً أنا استنشقته‬
‫قبل أن ٌخرج‬

‫من هناك ‪ ,‬كم كنت أتمنى أن أفتح األبواب لٌصلنً ولو رابحة هذا الدخان‬
‫القاتل ألشعر‬

‫بوجوده معً ولست من دونه فً هذا العالم الكبٌب وهكذا مر المساء‬


‫تموت فٌه جمٌع‬

‫أشٌابً وتتبلشى على عتبات تلك الؽرفة التً تحتضنه بدالً عنً كل‬
‫مساء‪ ,‬تسرق دؾء‬
‫أنفاسه ببرودتها وبرد أجفانً ٌحتاج لكل ذاك الدؾء فً تلك األنفاس‬

‫وهكذا نعم هكذا مر مساء آخر وٌبدوا لً لٌس آخر مساء ‪ ,‬وها قد حمل‬
‫قلبً من هذا‬

‫النهار كلمة ما أقساها من شفتٌه كلمة تنفً كل هذا الحب الذي أحمله‬
‫إلٌه وتقتل العشق‬

‫فٌنً وتتهمنً بكل قسوة بؤننً ببل مشاعر ‪ ,‬كٌؾ تكون المشاعر ٌا رابد‬
‫إن كانت هذه‬

‫لٌست مشاعر كٌؾ ٌكون الحب إن لم أكن أنا أحبك بل كٌؾ ٌكون العشق‬
‫جنونٌا وأنا‬

‫ال أعرؾ كٌؾ أعشقك بل كٌؾ تصفنً بؤقل األشٌاء لقد قتلتنً على‬
‫مشارؾ هذا المساء‬

‫ومر ها قد مر مساء آخر ولٌس بالطبع آخر مساء ))‬

‫كانت هذه نهاٌة المقالة قلبت الجرٌدة مجدداً وكؤنً ابحث عن ؼٌره أو‬
‫عن شًء‬

‫ٌمد له بؤي صلة ‪ ,‬إذاً هذه هً المذكرة التً تكلمت عنها تلك الفتاة وقالت‬
‫أنً ال‬

‫استحق االحتفاظ بها وانً سؤعلم عنها قرٌبا ً ‪ ,‬إذاً هنالك أربع أجزاء قبل‬
‫هذه وال‬
‫أعلم كم سٌكون بعدها ‪ ,‬من ٌفعل هذا هل هً تلك البابعة أم هو شخص‬
‫آخر ولكن من سٌكون ! عمتها أم زوجها أم والدها ؟ رفعت هاتفً‬
‫واتصلت بحٌدر‬

‫فؤجاب من فوره قاببل " هل قرأتها"‬

‫قلت " نعم ‪ ...‬من وراء هذا ؟"‬

‫قال " ال أعلم األمر مبهم للؽاٌة سؤتقصى عن كل شًء ونلتقً عند‬

‫مرٌم بعد أسبوعان من الٌوم"‬

‫قلت " ولما لٌس هنا"‬

‫قال بحدة " بل عند مرٌم علٌك رإٌتها قبل أن تصبح نسخة أخرى عنك‬

‫وأفهمها أنها لٌست وراء موت قمر كما تقول"‬

‫قلت " وهل ستحظر ما سٌفٌدنا"‬

‫قال ببرود " كل ما سؤستطٌع الحصول علٌه"‬

‫قلت " حسنا ً ولكن أٌن باقً أجزاء المذكرة ‪ ,‬أي هل تملك‬

‫األعداد السابقة من الصحٌفة "‬

‫قال بضٌق " رابد ال تدمنها لتنهٌك أكثر مما أنت منتهً لن تكون‬

‫قمر من ٌرسلها أبداً لن تفعلها "‬


‫قلت ببرود " لم أفكر بها ولكنً أرٌد قراءتها "‬

‫قال بهدوء " رابد أحلفك باهلل أن ترحم نفسك ‪ ,‬كل ؼرضً من‬

‫األمر أن تتدارك الموضوع سرٌعا ً"‬

‫قلت مختصرا " سنتحدث ما أن نلتقً ‪ ......‬وداعا ً "‬

‫وما أن أشرقت شمس الصباح حتى خرجت أبحث عن باقً األعداد‬


‫السابقة فً‬

‫المحال الخاصة ببٌع الصحؾ ألصبح أنا اآلن من ٌجمع قصاصات‬


‫المقاالت‬

‫وٌلصقها لٌس فً مذكرة بل على حابط ؼرفة النوم ‪ ,‬خمس مقاالت‬


‫وأنتظر‬

‫البقٌة وكؤنً لست من عاش األحداث كلها معها بل وكؤنً لست أحد‬
‫أبطال‬

‫كل هذا البإس فالجزء المظلم من الحكاٌة ٌنحصر فً شخصً أنا‬

‫كنت ألتصق بالحابط كل صباح واقرأ كل كلمة فٌها بصوت مرتفع‬


‫وحزٌن‬

‫ألذكر نفسً بجرمً وألرى نظرتها لً تلك األوقات ‪ ,‬وال أنام لٌبل قبل أن‬

‫أقرأها مجدداً ‪ ,‬فؤصبحت كما قال حٌدر مدمنا ً علٌها بل مدمن على‬
‫الموجود‬

‫منها قبل المجهول ‪ ,‬بعد أسبوعٌن ذهبت لزٌارة مرٌم ألعود فً ذات‬
‫الٌوم‬

‫كم كانت الرحلة مإلمة لً فحتى هذا الطرٌق حمل ذكرٌات حزنها معً‬
‫وما‬

‫ُ‬
‫وجلست حٌث‬ ‫أن اقتربت من المدٌنة وقفت حٌث أوقفتنً هنا من شهور‬
‫جلست‬

‫تشاهد أنوار المدٌنة من األعلى وتذكرت حٌن ترجتنً وهً مكانً اآلن‬
‫أن ال‬

‫آخذها لمنزل خالها وال تعٌش فٌه ولكنً كنت كهذه الصخرة أو أقسى‬
‫بكثٌر فلم‬

‫أترك طرٌقة لم أعذبها بها ولم أترك لحظة لم انزل فٌها دموع عٌنٌها‬

‫كنت أتوهم أنها دموع ضعؾ لكنها كانت كل كبلمها المكبوت وجرحها‬
‫الؽابر‬

‫منً والحب الذي تخفٌه وسط ذاك القلب الضعٌؾ ‪ ,‬وقفت بعدها وعدت‬
‫لسٌارتً‬

‫ودخلت المدٌنة متوجها ً لمنفى ذكرٌات جدٌد سٌعذبنً فوق عذابً ‪,‬‬
‫توجهت من‬

‫فوري لمنزل مرٌم طرقت الباب ففتحته هً لً ‪ ,‬نظرت لً بصدمة مطوالً‬


‫بادئ‬

‫األمر ثم امتؤلت عٌناها بالدموع وقالت بعبرة " قتلناها ٌا رابد "‬

‫ثم دخلت باكٌة وأنا اتبعها وهً تقول " لٌثنً لم آبه لقسمك وحكٌت لها‬
‫كل ما قلته لً هنا"‬

‫كانت تسٌر فً منزلها بؽٌر هدى كالمجانٌن وهً تردد " لٌثنً لم آخذها‬
‫للمزرعة‬

‫ألسلمها لك لتقتلها ‪ ,‬لٌثنً لم أعرفها ٌوما ً لٌتك بقٌت مهاجراً عنا ولم‬
‫تجلبها لنا‬

‫لٌتك لم تتركها لدي شهران كامبلن وأنا أراها تتعذب شوقا ً لك أمامً "‬

‫ثم وقفت ونظرت لً وقالت وهً تضرب ٌداها تقبضهما لبعض وتضمهما‬
‫لصدرها‬

‫"قالت أحتاجه وأشتاق له ٌا مرٌم ‪ ,‬ال تتركوا رابد ٌعٌش وحٌداً بعدي ٌا‬
‫مرٌم‬

‫ال حٌاة لً معه وال بدونه ٌا مرٌم ‪ ,‬ال أرٌد أن أموت وهوا بعٌد عنً ٌا‬
‫مرٌم "‬

‫كنت أنظر لها بجمود ودموعً تعبر خداي الواحدة تلو األخرى دون أن‬
‫أمسحها‬

‫فتوجهت نحوي وأمسكت معطفً بقوة وقالت بحدة " أخبرتك مرارا أنها‬
‫تحبك‬
‫تحبك ٌا متحجر ٌا رابد ‪ ,‬لما جعلتنً أشاركك جرٌمتك لماذا ؟؟"‬

‫أمسكتها من ذراعٌها وأبعدتها عنً وقلت " ٌكفٌنً ما بً ٌا مرٌم ٌكفً‬


‫"‬
‫قالت ببكاء حزٌن وهً تنظر لعٌناي " ماتت قمر ٌا رابد ماتت"‬

‫حضنتها بقوة نتشارك حزننا ودموعنا كما تشاركنا ذكرٌاتنا معها‬


‫ومؤساتها‬

‫نبكً بمرارة ونحٌب فخرجا ابنٌها وبدبا بالبكاء مثلنا جاهلٌن حتى لما‬
‫نحن نبكً‬

‫اآلن لٌتحول المنزل لمناحة تكسر قلب أقسى الحجر ‪ ,‬وبعد وقت طوٌل‬
‫من البكاء‬

‫محتضننا لها وطفبلها ٌحتضنان ساقٌنا وٌبكٌان أبعدتها عنً وقبلتها بٌن‬
‫عٌنٌها وقلت‬

‫"ال تؽضبً منً ٌا مرٌم فٌكفٌنً من رحلوا وهم ؼاضبون بسبب‬


‫وبدونه "‬

‫أمسكت ٌدي قبلت كفها من الداخل وحضنتنً وقالت‬

‫"كٌؾ لنا أن نطلب منها السماح ٌا رابد"‬

‫قلت وأنا أمسح على ظهرها " أنا المذنب الوحٌد فما ذنبك أنتً"‬

‫قالت وقد عادت للبكاء " لو كنت حكٌت لها ما قلته لً عن ماضٌكما‬
‫لعلمت‬

‫وأصلحت األمر لم أندم على شًء لم أفعله فً حٌاتً كما ندمت على هذه‬
‫"‬

‫قبلت رأسها وأبعدتها عنً وقلت‬

‫"قد تكون على قٌد الحٌاة ٌا مرٌم ونكفر عن كل ذلك"‬

‫نظرت لً مطوالً بصدمة ثم قالت " عـ على مــ ماذا "‬

‫مسحت وجهها وقلت بابتسامة حزٌنة " لم تمت هنا وخرجوا بها من‬
‫الببلد‬

‫وهً على قٌد الحٌاة فاحتمال حٌاتها أصبح كاحتمال موتها"‬

‫هزت رأسها بحٌرة وهً تقول " ال تعلقنً باألمل الكاذب ٌا رابد أرجوك‬
‫"‬

‫نظرت للسقؾ وقلت بحزن " وهل لً ؼٌره أعٌش علٌه"‬

‫سحبتنً من ٌدي وهً تقول " تعال اجلس وارتاح وسؤعد لك الؽداء حاالً‬
‫"‬

‫هذه هً مرٌم ال تتؽٌر أبداً ال أنقى من قلبها سوى القلب الذي قتلته ‪ ...‬آه‬
‫سامحٌنً‬

‫ٌا قمر أرجوك ‪ ,‬جلسنا بعد الؽداء أنا فً صمتً ومرٌم تتحدث عن أمور‬
‫كثٌرة‬
‫تواسٌنً أكثر مما تسلٌنً فلم تترك شًء لم تتحدث عنه سوى ماضٌها‬
‫مع قمر طبعا ً‬

‫نظرت لً بحنان وقالت " رابد نم قلٌبلً وارتاح الرحلة كانت طوٌلة"‬

‫أبعدت نظري عنها وقلت " ال رؼبة لً فً النوم سؤنتظر حٌدر"‬

‫قالت بابتسامة " لهذا إذا طار النوم من عٌنٌك أتمنى أن ٌكون لدٌه جدٌد‬
‫فً األمر "‬

‫وما هً إال لحظات وطرق أحدهم الباب فوقفت على طولً وتوجهت له‬
‫مسرعا‬

‫فتحته فكان حٌدر سلم علٌا ودخلنا سوٌا وتلقته مرٌم بسبلمها الذي ال‬
‫ٌنتهً من‬

‫األسبلة فقلت بضٌق " مرٌم دعٌنً أفهم ما لدٌه واتركً السإال عن‬
‫صحة‬

‫أنوار وجنٌنها لبعض الوقت"‬

‫ابتسمت وقالت " أمري هلل أنا أٌضا ً متشوقة لسماعه"‬

‫جلسنا ثبلثتنا فنظر لً حٌدر بصمت قاتل فتنهدت وقلت " حٌدر تكلم"‬

‫نظر لؤلرض وقال " والدها كان ٌعمل ضابطا فً المخابرات ‪ ,‬مجموعة‬
‫قامت‬
‫بقتل زوجته وكانوا سٌقتلون ابنته حٌنها أٌضا ً فقتل منهم ثبلثة ذات الٌوم‬
‫‪ٌ ,‬بدوا‬

‫لً ثمة قصة وراء األمر لم أهتم بالسإال عنها ‪ ,‬المهم حاكموه محاكمة‬
‫عسكرٌة‬

‫سرٌة وسجنوه لسنٌن طوٌلة رؼم أن لدٌه الدلٌل على قتلهم لها ٌبدوا‬
‫ألنه قتلهم‬

‫دون أن ٌسلم القضٌة للقانون ‪ ,‬خرج من السجن منذ عامان ونصؾ بعد‬
‫مرافعات عدٌدة لتخفٌؾ الحكم عنه وحٌاته مهددة للحظة بالخطر وحاولوا‬
‫قتله أكثر من مرة‬

‫رؼم أنه تحت حماٌة الجهاز األمنً ‪ ,‬كان ٌراقب ابنته عن بعد كً ال‬
‫ٌإذٌها‬

‫فٌبدوا أنهم ال ٌعلمون عنها الختفابها كل سنٌن حٌاتها من منزل خالها‬


‫لمنزل‬

‫عمتها التً ُتعرؾ باسم زوجها النقطاعها عن عابلتها لسنوات ثم‬


‫لسفرهم بها‬

‫للخارج وحتى مقاالتها وكتابها كانا تحت اسم مستعار وهً ال تعلم شًء‬
‫عن‬

‫أمر والدها ثم زواجها منك وٌوم مـو‪ ....‬أقصد ٌوم أخذتها للمستشفى‬
‫ذهب لها‬

‫وأظهر نفسه لذلك قاموا بالتعتٌم عن األمر وخرجوا بها من الببلد وال‬
‫أعلم ؼٌره‬

‫إال القلٌل وقد ال ٌفٌدنا فً شًء "‬

‫نظرت له مطوالً بضٌاع ثم قلت " حٌة أم مٌتة ؟؟"‬

‫هز رأسه وقال " ال أعلم لدٌنا خٌط رفٌع جداً ال ٌمكننا التؤمل فٌه لكنً‬
‫سؤحاول جهدي"‬

‫قلت بجدٌة " الدولة فقط احصل لً على الببلد التً أخذوها إلٌها‬
‫وسؤجوبها مدٌنة‬

‫مدٌنة بل وشارع شارع ولو أفنٌت عمري بحثا عنها "‬

‫قال بهدوء " اترك لً األمر قلٌبلً واآلن علٌنا إٌجاد حل لمشكلتك مع تلك‬
‫الجرٌدة‬

‫ومذكراتها التً تنزل فٌها ‪ ,‬ستدمر سمعتك ككاتب ٌا رابد أنت منقطع عن‬
‫العالم‬

‫وال تعلم شٌبا ً لقد أصبحت خبر الموسم وسٌرتها على كل لسان وسٌكشؾ‬
‫من ٌرسلها‬

‫لهم عن اسمك كامبلً فً أي وقت فؤكثر من كاتب فً هذه الببلد ٌحملون‬


‫اسمك األول‬

‫وقد أصبح شؽل الناس الشاؼل بل والصحؾ والمجبلت وحتى قنوات‬


‫التلفاز البحث‬
‫عن من ٌكون من بٌنهم ‪ ,‬سٌضع سمعتك تحت التراب "‬

‫نظرت للجانب اآلخر وقلت ببرود " ال ٌهم لدي فلٌصنعوا ما شاءوا ال‬
‫شًء‬

‫فً هذه الحٌاة بات ٌعنٌنً"‬

‫قال بحدة " رابد توقؾ عن جنونك ‪ ,‬كل مخاوفً أن ٌكون والدها وراء‬
‫ذلك‬

‫لقد سمعت بؤذنك أنه قتل ثبلث رجال ألنهم قتلوا زوجته وفعل ما فعل‬
‫لخال‬

‫قمر وزوجته انتقاما لها ولن ٌتوانى فً فعل ما هوا أبشع لك"‬

‫نظرت له وقلت بؽضب " وما سؤفعله ؟ أهرب من الببلد أم أكذب على‬
‫الناس‬

‫ألؼطً الفضٌحة وأسرد عٌوب لٌست بزوجتً أم أنكر كل ما ٌُكتب عنً‬

‫دعه ٌؤخذ بحقها منً ٌا حٌدر لن أوقؾ شٌبا ً مما ٌكتب ولن أقاضً‬
‫جرٌدتهم‬

‫بتهمة التشهٌر وإن كانت مٌتة فؤنا أستبٌح دمً له ولٌقتلنً مرحبا ً به‬
‫متى أراد "‬

‫هز رأسه وعٌناه فً عٌناي وقال " كلمة جنون لم تعد تلٌق بك"‬

‫قلت ببرود " ٌعلم بمكانً لو أراد أذٌتً ما تؤخر لحظة كما فعل بخالها‬
‫وزوجته‬

‫فالحادثة حصلت لهما منذ عامان ونصؾ وهذا ٌإكد أنه انتقم فوراً ودون‬
‫تؤخٌر "‬

‫ثم شردت بعٌناي بعٌداً وقلت بهدوء " شًء ما ٌمنعه من أذٌتً اآلن قد‬
‫تكون قمر‬

‫أو مذكراتها لعلمه بمشاعرها اتجاهً ‪ ,‬لو هً اآلن على قٌد الحٌاة فلن‬
‫ٌإذٌنً‬

‫كً ال تؽضب منه ‪ ,‬هذا ٌضع احتماال وأحداً أنها فً ؼٌبوبة اآلن أو ما‬
‫شابه "‬

‫نظر لً مطوالً بحٌرة ثم قال " نعم ما الذي ٌمنعه من أذٌتك كالبقٌة فلو‬
‫أنها ماتت‬

‫سٌنتقم منك أشد من انتقامه من خالها وزوجته ‪ ,‬أي سٌكون عقابك القتل‬
‫كالسابقٌن"‬

‫قلت " هددنً بشًء كهذا فً المستشفى قال أنه دخل السجن سابقا ً‬
‫ألجلها وسٌفعلها‬

‫مجدداً بقتله لً كما قتلتها"‬

‫قال بجدٌة " ستبقى مجرد فرضٌات حتى نحصل على شًء ٌإكد صدقها‬
‫"‬

‫قالت من فوري " كٌؾ ؟؟"‬


‫قال " األمر لٌس سهبل لكن ال تبحث أنت عن شًء ودع األمر لً حالٌا‬
‫حتى‬

‫نتؤكد أنه بعٌد عنك فبل تنسى مركزه فبالرؼم من سجنه وجرٌمته الزال‬
‫قوٌا ً‬

‫وٌمكنه مسحك عن وجه األرض فً لحظة"‬

‫لذنا بصمت مبهم ومخٌؾ ثم قال " وإن كانت على قٌد الحٌاة فثمة مشكلة‬
‫أخرى"‬

‫نظرت له باهتمام فقال " كٌؾ ستعٌدها منهم خصوصا ً والدها"‬

‫قلت بحزم " هً زوجتً"‬

‫قال بابتسامة سخرٌة " ٌمكنه تطلٌقها منك بجلسة محكمة واحدة"‬

‫وقفت مؽتاظا فنظر لؤلرض وقال بهدوء‬

‫"علٌنا أن ال نستبق األحداث فلنتؤكد من وجودها ضمن األحٌاء أوالً"‬

‫قالت مرٌم بحزن " لم ترى عٌنً أنقى منها على ظهر األرض ‪ .‬حتى‬
‫جدتً‬

‫التً تنتقد الجمٌع لم تقل ربع كلمة عنها حتى فً ؼٌابها ولم تؤكل ٌومٌن‬
‫بعد‬

‫سماعها بالخبر رؼم كتمها لحزنها عافت الطعام ‪ ,‬موتها كان حسرة فً‬
‫قلوب‬

‫جمٌع من عرفوها ‪ ,‬كانت بٌن ٌدٌك ملكك ٌا رابد وتحت نظر والدها ولم‬
‫ٌؤخذها‬

‫كنت مكانه ما كنت سؤرجعها لك أبداً"‬


‫منك ‪ ,‬لو ُ‬

‫ؼادرت مستاء وسمعت حٌدر ٌقول لها " ٌكفً ٌا مرٌم لن ٌجدي لومه‬
‫شٌبا ً فلم‬

‫تري كٌؾ كانت حالته قبل أن أخبره بما علمت ‪ ,‬ال نود العودة لنقطة‬
‫البداٌة "‬

‫خرجت من الباب الخلفً للمنزل حٌت الطبٌعة تحتضن برد الشتاء ‪,‬‬
‫نظرت ٌسارا‬

‫وكؤن قلبً ٌخبرنً أن أنظر هناك حٌث مكان جلوس قمر تلك المرة تنظر‬
‫لؤلفق‬

‫البعٌد بحزن وأنا بكل ببلهتً أضنها حزٌنة ألنها لم تجد رابد طفولتها فً‬
‫المدرسة‬

‫ولكنها كانت تبكً بمرارة فً داخلها ألنً لم أتذكرها حٌنها ‪ ,‬كم كنت‬
‫أفتخر دوما‬

‫بذكابً وفهمً السرٌع لؤلمور واكتشفت اآلن حجم ؼبابً الذي ال ٌوازٌه‬
‫شًء فً‬

‫هذا الكون ‪ ,‬نعم ؼبً ومنذ أن عرفتها فً طفولتها كنت أحمق وؼبً ولم‬
‫أفهم حقٌقة‬

‫معاناتها الواضحة حتى لؤلعمى لٌزداد ؼبابً وهً زوجتً ‪ ,‬لقد صدقوا‬
‫من انتقدتهم‬

‫دابما ً وهم ٌقولون أن الحب ٌجعل من أذكى البشر ؼبٌا وٌصنع من أقوى‬
‫الرجال‬

‫ضعٌفا وٌدمر مدن بؤكملها ‪ ....‬نعم صدقوا وكذبت أنا ‪ ,‬نظرت للسماء‬
‫وقلت بابتسامة‬

‫حزٌنة " صدقتً ٌا قمر حٌن قلتً ؼبً وستكتشؾ ذلك ٌوما ً وها قد‬
‫اكتشفت "‬

‫أخذتنً خطواتً لذاك المكان ووقفت حٌث جلست تحدٌداً ونظرت لؤلرض‬
‫بصدمة‬

‫بل برجفة سرت فً كل أوصالً حتى ضربت قلبً بقوة ‪ ,‬كنت أحملق فً‬
‫طوق‬

‫األزهار الذي صنعته وصبا سابقا ً ملقى تحت قدماي وأزهاره ال تزال‬
‫ؼضة ندٌة‬

‫نفس الطوق واألزهار واأللوان ‪ ,‬انحنٌت آلخذه من هناك فلم تمسك ٌدي‬
‫سوى حشابش‬

‫األرض لتتبلل أصابعً بندى البرد على تلك الورٌقات ‪ ,‬رفعت ٌدي‬
‫ونظرت لكفً‬
‫مطوالً ثم لؤلرض ‪ ,‬اختفى كٌؾ وهوا كان هنا !! نظرت لتقاسٌم األرض‬
‫تحتً بتشتت‬

‫ثم ابتسمت بؤلم وأنا أدس ٌدي الملٌبة بحبات التراب فً صدري أحتضن‬
‫طٌؾ الذكرى‬

‫بل طٌؾ األوهام ‪ ...‬كنت أتوهم نعم كل شًء كان وهم أشبه بالحقٌقة‬

‫علمت اآلن ما كانت تعنٌه قمر فً المقال األخٌر منذ ٌومٌن فً الجزء‬
‫السادس من‬

‫معاناتها التً تبتها تلك الجرٌدة للخلق أجمعٌن وعلمت فً أي حالة من‬
‫الضٌاع كانت‬

‫ذاك الحٌن ‪ ,‬سرت بخطوات بطٌبة مبتعدا وأنا أردد كلماتها فً تلك‬
‫المقالة التً أحفظها‬

‫كاسمً كسابقاتها أرددها بحزن (( لم أصدق ٌوما ً أنه ٌمكن لؤلوهام أن‬
‫تتجسد فً الواقع‬

‫حتى رأٌته ٌسٌر بخطواته الثقٌلة بجانبً على رمال البحر ألنظر له‬
‫بنظرة ملبها دموع‬

‫وحب وعتاب ولهفة لتحتضننً ذراعه وهوا ٌخبرنً بؤنً من سكنت قلبه‬
‫لؤلبد‬

‫حٌنها توقؾ العالم وتوقؾ جرٌان الموج تحتً وتوقفت كل توارٌخ‬


‫األرض تصفق‬
‫لكلماته ‪ ...‬ال بل لؽبابً ألنً حٌن تلفتت حولً لم أجده فكان مجرد واقع‬
‫صوره لً‬

‫الوهم ولٌث الوهم رسم لً شٌبا ً من الواقع فٌاال ؼبابنا حٌن ٌصل بنا‬
‫الحب حد‬

‫الضٌاع فً األوهام ))‬

‫ثم وقفت ونظرت للخلؾ فكان المنزل قد أصبح بعٌداً فعدت أدراجً‬

‫ْ‬
‫فوقفت ما أن رأتنً واتجهت ناحٌتً‬ ‫دخلت ووجدت مرٌم تجلس بتوتر‬

‫وقالت بقلق " رابد قلقت علٌك "‬

‫قلت بابتسامة باهتة " لٌست المرة األولى أخرج فٌها لذاك المكان "‬

‫قالت ودموعها تمبل عٌنٌها " نعم ولكن لٌس ؼاضبا ً منً ومن نفسك ‪,‬‬
‫رابد اعذرنً‬

‫لم أقصد كل ما قلته منذ دخلت هنا ولكن ال أحد ٌشعر بحجم مؤساتً‬
‫فوحدي من كانت‬

‫تحكً لً عما ٌسكن فً قلبها وتخفٌه"‬

‫ضممتها لصدري بٌد واحدة وقلت بحزن " بلى كانت تحكً لً أٌضا ً بكل‬
‫شًء فٌها‬

‫عدا كلماتها لكنً كنت ببل قلب ولٌس ببل أذنٌن ‪ ,‬أعرفك جٌداً ٌا مرٌم‬
‫أرق من أن‬
‫ال ٌإثر فٌك فقدنا لها "‬

‫ثم أبعدتها عنً وابتعدت خارجا ً من المنزل فقالت منادٌة " رابد إلى أٌن‬
‫؟؟"‬

‫وقفت وقلت وظهري لها " من حٌث أتٌت "‬

‫لحقت بً حتى وقفت خلفً تماما ً وقالت " لكنك وصلت الٌوم ولم تنم ولم‬
‫تؤكل‬

‫أبقى معً للٌوم فقط وؼادر فً الؽد "‬

‫قلت وأنا أدٌر مقبض الباب وافتحه‬

‫"لن أنام على أٌة حال فهناك ٌوجد ما ال أستطٌع النوم من دونه "‬

‫وخرجت دون أن أسمع منها شٌبا ً آخر وذهبت من فوري لمنزل والدي‬
‫الفارغ‬

‫فتحت الباب ودخلت متجنبا ً زٌارة ؼرفتً وسرٌري الذي ضمنً معها‬
‫للٌالً‬

‫صعدت من فوري لسطح المنزل ‪ ,‬لم أزره منذ سنوات طوٌلة‬

‫نظرت فً األرجاء ثم توجهت بنظري فوراً للجدار الفاصل بٌننا وبٌن‬


‫منزل‬

‫الجٌران ‪ ,‬اقتربت منه ووضعت ٌدي على حافته أنظر لسطح منزلهم‬
‫بضٌاع‬

‫وعٌناي تبحث فً جدار السبللم المقابل لً حتى وقع نظري على ضالتً‬
‫فقفزت‬

‫من فوري بقفزة واحدة مستندا بٌدي على الحافة وكنت فوراً فً سطح‬
‫منزلهم‬

‫اقتربت من الجدار من فوري حٌث كان مقاببلً لً وأنا هناك ‪ ,‬نزلت‬


‫ألسفله‬

‫وتلمست بٌدي الكلمات المكتوبة على جداره الخشن ‪ ,‬الكلمات التً‬


‫نقشتها‬

‫أناملها هنا منذ سنٌن بقطعة الحجر الصؽٌرة بعدما علمتها الكتابة‬

‫كانت أول كلماتها ( رابد قمر ) زدت المسافة لؤلعلى وتلمست المكان‬

‫هنا كان قد ازداد طولها أكثر بزٌادة عمرها وكان مكتوب ( رابد مدرستً‬
‫)‬

‫مسحت دمعة نزلت منً وصعدت بٌدي أكثر وكان مكتوب ( رابد برد )‬

‫مسحت دمعة جدٌدة نزلت تتفقد األولى أٌن وصلت وصعدت بٌدي حٌث‬

‫كان آخر عهد لها هنا وتبدوا وهً فً العشر سنٌن وكان مكتوب ( رابد‬
‫)‬

‫فقط ‪ ,‬استؽربت األمر مددت ٌدي أمام الكلمة أكثر فكان ثمة كلمة أخرى‬
‫أصؽر بكثٌر وكؤنها تخفٌها وهً ( أحبك ) كان هذا آخر سطورها وآخر‬

‫قوى لً على الصمود فوقفت على طولً مستندا بٌدي على الجدار ‪ ,‬كنت‬

‫أراها فً الماضً وهً تكتب على هذا الجدار فً بعض األحٌان ولكن من‬

‫ؼبابً ظننتها ترسم بعشوابٌة كباقً األطفال ولكنها لم تكن إال تعٌد حفر‬
‫هذه‬

‫الكلمات أكثر كً ال ٌمحوها الزمن ٌوما ً ‪ ,‬كانت تكتب فً كل مرة ذات‬


‫الكلمات‬

‫فً ذات الموضع ‪ٌ ,‬الك من ؼبً ٌا رابد وشهادتك األدبٌة التً أخذتها‬
‫من‬

‫الجامعة بامتٌاز لم تكن إال كذبة بل وتفوقك فً كل تلك السنٌن التً‬


‫عرفتها فٌها‬

‫هنا كان شًء ال تستحقه ألنك أؼبى من أن تنجح فً المرحلة اإلعدادٌة‬

‫التفتت ألؼادر فشد نظري شًء عاد بوجهً سرٌعا ً للجدار وقربت أناملً‬
‫ببطء‬

‫ألتلمس الكلمات الجدٌدة المكتوبة فً األعلى ‪ ,‬مإكد كتبتها فً تلك اللٌلة‬


‫التً‬

‫صعدت فٌها هنا وانؽلق علٌها الباب ‪ ,‬نظرت لها بتمعن وأصابعً تعبر‬
‫مجراها‬
‫المحفور فً خشونة السطح ‪ ,‬تبدوا كتبتها أعلى من مستوى وجهها‬
‫بقلٌل ألنها‬

‫كانت مقابلة لوجهً فكانت ( رابد قتلتنً )‬

‫كانت مقابلة لوجهً فكانت ( رابد قتلتنً ) اتكؤت علٌها بجبٌنً وندم‬
‫العالم كله‬

‫ٌعتصرنً وخرجت منً آهة بؽصة ألم ‪ ,‬لما لم تتحدثً معً ٌا قمر !‬
‫لماذا تركتً‬

‫كل هذا فً قلبك ! لما لم تعترفً لً بما حدث ٌوم تركتنً ؟ لماذا وأنتً‬
‫بتً تعلمٌن‬

‫أننً لم أعد للمنزل بعد السبب الذي ذكرته لك ؼٌداء ‪ ,‬هل كانت تخشى‬
‫أن ال‬

‫أصدقها ٌا ترى ‪ ,‬ثم ضربت بجبٌنً علٌه وقلت بعبرة مخاطبا الجدار‬

‫"لما لم تخبرنً أنت ولما كنت أنا مثلك ومثل بابك الحدٌدي الموصد‬
‫علٌها‬

‫كل تلك اللٌالً ‪ ...‬نعم كنت مثلكما بارد وقاسً وأصم ومتحجر وببل نفع‬
‫"‬

‫بقٌت هناك لوقت على ذات الوضع أبث معاناتً وندمً لجدار ال ٌشعر‬
‫وال‬
‫ٌسمع شٌبا ً ثم ؼادرت ذاك المكان بحِمل جدٌد أضفته على أحمال قلبً‬
‫عله‬

‫ٌموت أٌضا ً وأرتاح ‪ ,‬ؼادرت المدٌنة وعدت لمنزلً ووصلت عند‬


‫منتصؾ‬

‫اللٌل ‪ ,‬دخلت من فوري لؽرفتً وارتمٌت على السرٌر دون أن أؼٌر‬


‫ثٌابً‬

‫ونمت فوراً من شدة التعب الجسدي والنفسً ولم استٌقظ إال على صبلة‬
‫الفجر‬

‫وها قد مر شهران آخران ال جدٌد وال مفٌد ‪ ,‬ال أمل وال شًء ولم ٌصل‬
‫حٌدر‬

‫لنتٌجة كما ٌقول رؼم أنً موقن من أن عٌناه تخفٌان شٌبا ً ال ٌرٌد قوله‬
‫فهل‬

‫ماتت حقا ً وال ٌرٌد إخباري كً ال ٌقتل األمل الضعٌؾ فً داخلً أم ألنه‬
‫وجد‬

‫دلٌبل وال ٌرٌد أن ٌبعث فٌا األمل الواهم ‪ ,‬وكانت هكذا تمر بً األٌام فً‬
‫سجنً‬

‫الدابم وؼرفتً ال ٌزورنً احد ألنً ال أستقبل ؼٌر حٌدر وال أحد لً‬
‫سوى دمٌة‬

‫حبٌبتً وفستانها األحمر ومقاالت مذكراتها التً وصلت اآلن للجزء‬


‫العاشر وال ٌزال‬

‫هناك المزٌد ‪ ,‬مرت خمس شهور على ذاك الٌوم المشبوم ولم أزدد إال‬
‫حنٌنا ً ولهفة‬

‫وتعلقا بؤملً الوحٌد ( قد تكون الزالت على قٌد الحٌاة ) فقٌدتنً كلمة (‬
‫قد ) بقٌودها‬

‫فلم ٌعد فً رأسً سواها ( قد تكون حٌة ‪ ,‬قد تكون مرٌضة حتى اآلن ‪,‬‬
‫قد تكون فً‬

‫ؼٌبوبة ‪ ....‬وقد وقد وقد ) الكثٌر والكثٌر وال شًء منها( قد تكون مٌتة‬
‫منذ شهور )‬

‫استٌقظت هذا الصباح واأللم ٌزداد فً ربتاي والسعال ٌشتد عن السابق ‪,‬‬
‫ٌبدوا‬

‫التهاب الربة لدي وصل مراحل سٌبة جداً فقد رفضت العبلج والذهاب‬
‫للمستشفى‬
‫من أساسة رؼم إصرار حٌدر الدابم فلما أبحث عن الصحة ألعٌش ما‬
‫سؤفعله بهذه‬

‫الحٌاة أنا أكرهها وال أرٌدها وال هً ترٌدنً‬

‫خرجت من الحمام بعد نوبة سعال طوٌلة كادت أنفاسً تنتهً فٌها‬
‫وتوجهت‬

‫لؤلرٌكة ووصلت بصعوبة ‪ ,‬جلست بتعب أمسكت علبة السجابر ثم رمٌتها‬


‫‪ ,‬حتى أنتً‬

‫ت تنكرٌننً وال تزٌدنً إال ألما ً مع ألمً ‪ ,‬سمعت حٌنها طرقات‬


‫أصبح ِ‬
‫سرٌعة ومتتالٌة‬

‫على الباب وكؤن من ٌطرقه ثمة من ٌركض خلفه ‪ ,‬توجهت خارجا ً من‬
‫الصالة وفتحت الباب فكان حٌدر ‪ ,‬نظر لً نظرة ؼرٌبة ونفسه ٌلهث‬
‫وكؤنه كان هاربا ً بالفعل ثم ابتسم‬

‫ابتسامة واسعة وقال " هنا ٌا رابد إنها هنا فً هذه الببلد"‬

‫وعند هنا انتهى الفصل الجدٌد‬

‫الفصل القادم لبطلتنا الؽاببة عنا قمر لتعٌشوا معها األحداث الجدٌدة فً‬

‫حٌاتها وتعلموا أٌن تكون اآلن ‪ ,‬فؤٌن ستكون وكٌؾ سٌصل لها رابد‬
‫ودمتم فً حفظ هللا أحبابً‬
‫السبلم علٌكم ورحمة هللا وبركاته‬

‫ٌسعد صباحكم جمٌعا بكل حب قراء ومتابعً رواٌتً المتواضعة منازل‬


‫القمر‬

‫هناك أمرٌن أحببت أن أنوه عنهما قبل الفصل الجدٌد‬

‫األول ‪ :‬خبلل الفصل ستقرإون نص كلماته من كتابة حبٌبتً الؽالٌة على‬

‫قلبً ( طعون ) فؤنا اخترت أن تشاركنً بشًء من كتاباتها الممٌزة‬


‫وسؤُعلم‬

‫لكم علٌه باللون األزرق كلون مخالؾ لنص الفصل األسود لتعرفوه‬

‫ثانٌا ‪ :‬القصٌدة فً الفصل مهداة لحبٌبتً التً أشتاق لها عدد النجوم‬

‫(حكاٌة أمل ) وأسؤل هللا أن تكون بخٌر وأن ٌجمعنً بها من جدٌد‬

‫وأترككم اآلن مع الفصل وقراءة ممتعة أتمناها لكم جمٌعا‬

‫الفصل الخامس والعشرون‬


‫ضممت ساقاي لحضنً أكثر وأنا أجلس على هذا السرٌر البارد رؼم‬

‫التدفبة المركزٌة فً هذه الؽرفة الخالٌة سوى من أنفاسً الهادبة ‪,‬‬


‫دسست‬

‫رأسً بٌنهم واستسلمت لدموعً ‪ ,‬ال أذكر شٌبا ً مما حدث بعد ذاك الٌوم‬

‫سوى استٌقاظً على صوت طنٌن األجهزة فنظرت بعٌنان نصؾ‬


‫مفتوحتان‬

‫للواقفٌن حولً أتنقل بٌنهم بنظري وأحداً وأحداً ‪ ,‬طبٌبً األلمانً ‪...‬‬
‫عمتً‬

‫ودموعها الؽالٌة تتساقط فً كفٌها و ‪ .....‬رجل ؼرٌب فً مبلمحه شًء‬


‫ما‬

‫‪......‬نعم أنا أعرفه ولكن ال أذكره ‪ ,‬أشار بؤصبع ٌده السبابة أمام وجهه‬

‫بشكل قلب مبتسما ً فتذكرت ما تعنً هذه اإلشارة ‪ ,‬نعم تذكرتها تعنً‬
‫المفقود‬

‫من حٌاتً ‪ ,‬تعنً ٌا قمر أن أحد نصفاك الضابعان قد عاد ‪ ,‬تقطعت‬


‫أنفاسً‬

‫فً جهاز التنفس الموضوع على أنفً وفمً وعٌناي اؼرورقوا بالدموع‬

‫ومددت ٌدي له ببطء رؼم المؽذي المحقون بها وجهاز قٌاس النبض‬
‫والتعب‬
‫والمرض إال أننً رفعتها بسهولة نحوه فؤمسكها وقبلها قببلت ال ٌمكننً‬

‫معرفة عددها من كثرتها ‪ ,‬كان ٌضمها لصدره وٌتحدث وال اسمع سوى‬

‫كلمة ( ابنتً ) فنزلت دموعً تتساقط بعدد ٌفوق عدد قببلته بعشرات‬
‫المرات‬

‫لتتجمع كل سنٌن البإس والحرمان وتندفع من كل خبلٌا جسمً التً‬


‫عاشت‬

‫فٌها وتخرج فً صوت هامس مخنوق " أبً "‬

‫لٌنطلق ذاك الجهاز بطنٌنه المرتفع فؤبعده الطبٌب عنً ٌود إخراجهم من‬
‫الؽرفة‬

‫ونظري ٌتبعه ونظره للخلؾ عندي فعجز لسانً عن نطق الحروؾ رؼم‬
‫كل‬

‫محاوالتً ‪ ,‬أردت أن أترجاهم أن ٌتركوه معً ولو للحظة أخرى بعد‬

‫ْ‬
‫ارتفعت شهقاتً الراجٌة علهم‬ ‫أتركونً أنعم به ال تؤخذوه منً مجدداً ‪,‬‬
‫ٌرأفوا‬

‫بحالً فحقنونً بتلك الحقنة الكرٌهة التً تؤخذنً للظبلم الدامس الخالً‬
‫حتى‬

‫من الكوابٌس المرعبة ولم استفق من حقناتهم المتتالٌة تلك إال بعد وقت‬
‫طوٌل‬
‫ألجد نفسً فً مكان آخر بل مستشفى آخر ‪ ,‬أخبرنً الطبٌب هنا انه‬
‫ولحسن‬

‫حظً كان الطقم األلماًنً فً المستشفى بعد نصؾ ٌوم من سقوطً ألنهم‬
‫كانوا‬

‫فً زٌارتهم السنوٌة لتعاقد البلدٌن صحٌا فما كانوا سٌجدون وقتا لنقلً‬
‫لهم فً‬

‫ببلدهم وكان الموت سٌكون أسرع منهم فؤجروا لً جراحة كانت نسبة‬
‫الفشل‬

‫فٌها ثبلث أضعاؾ نسبة النجاح وكنت مٌتة بٌن أٌدٌهم ومٌتة بعد العملٌة‬
‫ألشهر‬

‫لوال أن أمر هللا لم ٌقضً بعد بموتً لكان الموت أقرب لً من الحٌاة وما‬
‫كنت‬

‫ألسعد بهذه النجاة ألنً لم أخترها أبداً وفضلت الموت علٌها لوال أن هذه‬
‫الفرصة‬

‫جلبت لً شخصا ً ٌستحق العٌش مجدداً من أجله ‪ ,‬هوا فرصتً الجدٌدة‬


‫فً الحٌاة‬

‫بل هوا الحٌاة ‪ ,‬والد لقمر ‪ ...‬نعم لها والد ‪ ,‬صدقوا أنه لها سند وحامً‬
‫وأنها لٌست‬

‫وحٌدة ‪ ,‬رؼم أنه لم ٌزرنً بعد تلك المرة حتى خٌل لً أننً كنت أتخٌل‬
‫ذلك لوال‬

‫زٌارة عمتً الوحٌدة لً هنا لتإكد لً ما رأٌته ‪ ,‬لو كنت مت ما كنت‬


‫سؤحضا بهذه‬

‫الهدٌة ( والدي ) ضننت أنه لم ٌعد لً ما أعٌش ألجله لكننً أخطؤت‬

‫رفعت رأسً وسندته على ظهر السرٌر وعٌناي تعلقتا بالسقؾ األبٌض‬

‫كنت أسمع دابما عن المستشفٌات العسكرٌة لكنً لم أتخٌلها هكذا ‪ ,‬كانت‬

‫فً مخٌلتً تشبه زنزانات السجون مقرفة و بها أسره متهربة ولم‬
‫أتوقعها‬

‫هكذا وكؤنً فً مستشفى من مستشفٌات الخارج ‪ ,‬جلت بنظري حتى وقع‬

‫على الورقة المعلقة على الحابط ثم للنافذة الزجاجٌة الواسعة فً الجانب‬

‫اآلخر بستابرها البٌضاء المفتوحة ‪ٌ ,‬بدوا أننا فً منتصؾ الخرٌؾ أذكر‬

‫أنً كنت فً نهاٌته حٌنها فٌستحٌل أن ٌعود بً الزمن للوراء إذا هً‬
‫عشرة‬

‫شهور مرت منذ ذاك الٌوم ‪ ,‬كٌؾ مر كل هذا وهل قضٌته بٌن هنا وهناك‬

‫أم هنا فقط ؟؟ ال أذكر وٌبدوا أننً ارتكبت جرٌمة ما وال أعلم بها وهم‬
‫ٌسجنونً‬

‫فً هذا المكان ‪ ,‬انفتح الباب ببطء بعد طرقات خفٌفة ‪ ,‬كم أتمنى أن ال‬
‫ٌكون أحد‬

‫األطباء أو الممرضٌن ‪ ,‬لقد كرهت رإٌتهم من كثرة ما زارونً لرإٌة‬


‫الفتاة‬

‫الوحٌدة التً تدخل هذا الصرح العسكري فوحدهم من ٌجتازون الحرس‬


‫فً‬

‫الخارج ‪ ,‬اتسع انفتاح الباب لٌدخل من كان خلفه صاحب الجسد الضخم‬
‫المتناسق‬

‫أزال نظاراته الشمسٌة السوداء الكبٌرة وابعد الشال الخرٌفً عن فمه‬


‫وذقنه لتظهر‬

‫لً تلك العٌنان السوداء الؽابرة واالبتسامة التً تشق تلك المبلمح‬
‫القاسٌة لتزٌدها‬

‫جماال فً حدة ‪ ,‬مددت له كلتا ٌداي بابتسامة مشبعة بالدموع فؤؼلق‬


‫الباب واقترب‬

‫منً ألتعلق فً عنقه باكٌة وهوا ٌضمنً لصدره بقوة وٌقول‬

‫"قمر ٌكفٌك بكاء ٌا ابنتً من هذا الذي ٌبكٌك ألذبحه ح ًٌّا وأرمً لحمه‬
‫للكبلب "‬

‫تعلقت بعنقه أكثر وقلت ببكاء " أٌن أنت ٌا أبً لما تركتنً كل هذه‬
‫السنٌن‬

‫ولما أنا هنا ؟؟ لما أنا وحدي وأٌن أنتم ؟ "‬

‫جلس على السرٌر بجواي ممسكا ٌدي وقال ونظره علٌها " ظروفً‬
‫كانت أقوى‬

‫منً ٌا قمر وأنتً هنا ألنك ما تزالٌن متعبة حبٌبتً "‬

‫نظرت لوجهه وقلت بهدوء " لما هنا تحدٌداً عمتً لم تجبنً عن‬

‫أي سإال حٌن زارتنً "‬

‫نظر لً وقال ماسحا ً على وجهً بٌده " لنحمٌك منهم بنٌتً "‬

‫قلت باستؽراب " من هم " !!‬

‫تنهد وشتت نظره أرضا ً وقال بمبلمح حادة‬

‫"من قتلوا والدتك وكانوا ٌرٌدون قتلك بعدها دون رحمة "‬

‫قلت بعد صمت أجمع فٌه أفكاري " إذا ثمة من قتلها ذاك الٌوم الذي‬
‫سمعت‬

‫فٌه صرختها الوحٌدة واألخٌرة لتختفٌا كلٌكما بعدها "‬

‫قال ونظره الزال أرضا ً " نعم قتلوها وأبعدتهم قبل أن ٌقتلوك أنتً أٌضا ً‬
‫ولم‬
‫أكن أعلم أننً سلمتك لمن هم أقسى منهم ‪ ,‬من قتلوك ببطء لسنوات‬
‫طوال "‬

‫مددت ٌدي ورفعت وجهه إلٌا من ذقنه وقلت ونظري فً عٌنٌه‬

‫"لما تخفً وجهك عنً فً هذا الموضوع ‪ ,‬أبً ما الذي حدث فً‬
‫الماضً "‬

‫أمسك ٌدي قبلها ودسها فً حضنه وقال " لقد قتلت ثبلثة منهم ألنهم‬
‫قتلوها‬

‫وكانوا ٌنون قتلك ٌومها لذلك حاكمونً عسكرٌا وسجنت لسنوات ثم‬
‫خرجت‬

‫ألكتشؾ أنك كنتً فً سجن أسوأ من سجنً فانتقمت لك ممن عذبوك‬


‫تلك‬

‫السنٌن ‪ ...‬خالك وزوجته ‪ ,‬لٌذوقوا البرد والجوع والحزن كما فعلوا بك‬

‫كنت أنوي فقط أن أضعهما تحت خط الفقر لٌقاسٌا ما قاسٌته ولكنهما‬


‫تهورا‬

‫ووصبل لما هما فٌه اآلن "‬

‫ثم دس ٌدي فً حضنه أكثر وقال " ال أرٌد أن تكرهٌنً ٌا قمر وترٌنً‬
‫مجرما ً‬

‫أنتً عٌناي التً أرى بهما أنتً سنٌن سجنً أنتً الحٌاة المتبقٌة لً فً‬
‫هذا الكون "‬
‫حضنته وقلت ببكاء " بل سؤقطع لسان من ٌقول عنك أنك مجرم فكم‬
‫انتظرتك‬

‫ووالدتً لسنٌن طوٌلة حتى وأنا فً منزل عمتً وما كنت ألصدق أن‬
‫تموتا معا ً‬

‫بتلك الطرٌقة ‪ ,‬كم نادٌتكم وكم ترجٌتكم أن تنقدونً من البرد والضرب‬


‫ومنهما"‬

‫مسح على ظهري بحنان وقال " ها قد عانوا كما عانٌ ِ‬


‫ت وأكثر وانتقم هللا‬
‫لك‬

‫منهم معً وأقسم أن أدمر كل من ٌتسبب فً سكب دمعة من عٌنٌك‬


‫الؽالٌتٌن‬

‫كما قتلت ألجلك سؤقتل واسجن حتى ٌنتهً عمري "‬

‫ابتعدت عنه ونظرت لعٌنٌه وقلت بعٌنان تمتلا بالدموع مجدداً " قتلتهم‬
‫كلهم " !!‬

‫مسح الدموع العالقة فً رموشً بطرؾ أصابعه الكبٌرة وقال بابتسامة‬


‫حزٌنة‬

‫"ال تخافً حبٌبتً لم أقتله "‬

‫شهقت شهقة صؽٌرة فحضننً وقال " ما كنت سؤتوانى عن فعلها لحظة‬
‫لوال‬
‫خفت أن تحزنً على ذاك المجرم ‪ ,‬أقسم لو أنك فقد ِ‬
‫ت حٌاتك ٌومها‬
‫لقتلته دون‬

‫تراجع وما من شًء ٌنقده منً حتى هذه اللحظة إال خوفً من ؼضبك‬
‫بنٌتً‬

‫فؤعطنً اإلشارة فقط وسؤجعله ٌزحؾ على األرض ال ٌستطٌع المشً ال‬
‫على‬

‫قدمٌه وال ٌدٌه "‬

‫ابتعدت عنه وهززت رأسً ببل فابتسم وقال " إذا أعفوا عنه ألجلك فقط‬
‫"‬

‫هززت رأسً بنعم ودموعً تنزل من عٌناي ثم قلت بعبرة‬

‫"هوا وحده المعنى الجمٌل لتلك الطفولة البابسة وثمة حساب كان بٌننا‬
‫وصفاه‬

‫منً وانتهى األمر ‪ ,‬لن ٌكون جزبا ً من حٌاتً ولكن ال تإذٌه "‬

‫مسح بكفه على خدي وقال‬

‫"حسنا ً فقط أوقفً هذه الدموع لن أإدٌه ولكن حسابه علٌه دفعه "‬

‫ثم أخرج لً جرٌدة من داخل معطفه الخرٌفً وقال بابتسامة‬

‫"هذه ممنوعة هنا ولست من محبً قراءة الصحؾ ولكنً أردت أن‬
‫ترٌها"‬
‫فتحها على صفحة محددة ومدها لً فكانت مقالة بعنوان ( مذكرات زوجة‬
‫كاتب )‬

‫قرأت أول سطورها ثم نظرت له بصدمة وقلت " مذكراتً" !!‬

‫قال " نعم تنزل للقراء تباعا ً مرتٌن شهرٌا ً ومنذ تسع أشهر وسنكشؾ‬
‫عن‬

‫اسمه قرٌبا ً وسٌنال عقابا ً بسٌطا ً ٌستحقه "‬

‫أمسكت ٌده وقلت " ال ٌا أبً ال تفعلها "‬

‫تنهد بضٌق وقال " قمر حتى متى ستحبٌن ذاك النكرة ؟ أقسم لوال حبك‬
‫له ما‬

‫زوجتك به منذ البداٌة لٌس لشًء فً خلقه ولكن ألنه من شهد مؤساتك‬
‫ولم ٌخرجك‬

‫منها ولم أكن أعرؾ أنه سٌفعل بك كل هذا لكان طال النجوم قبل أن‬
‫ٌطالك "‬

‫قالت برجاء " أخبرتك أن ثمة حساب كان بٌننا وتصافٌنا فٌه وكما عاقبت‬

‫من آذونً فً طفولتً فابتعد عنه ألنه وحده من لم ٌإذنً فٌها فمِن ٌدٌه‬
‫كنت‬

‫آكل الحلوى وقت افتقدتها لسنوات ولم ٌعطٌها لً أحد ومنه تعلمت‬
‫الكتابة‬
‫والقراءة حٌن حرمونً من المدرسة ‪ ,‬وحده كان ٌستمع لً دون أن‬
‫ٌشتمنً‬

‫ووحده من كان ال ٌضربنً ذاك الوقت ‪ ,‬رابد انتهى من حٌاتً ٌا أبً‬


‫فمهما‬

‫عانٌت وطال بً الوقت لنسٌانه فسؤهجر حبه لكن ال تإذٌه من أجلً‬


‫أرجوك "‬

‫جمع شعري خلؾ ظهري وهوا ٌقول‬

‫"كما ترٌدٌن ٌا قمر سؤبتعد عنه فقط من أجلك"‬

‫ثم ؼٌر جلسته حتى أصبح ورابً وجمع شعري بٌن ٌدٌه وقال وهوا‬
‫ٌضفره‬

‫" حٌنما كنتً طفلة كنتً تقولٌن لوالدتك رحمها هللا وهً تسرح لك‬
‫شعرك‬

‫‪:‬أرٌد حٌن أكبر أن ٌصبح ضفٌرة طوٌلة ‪ ,‬فقالت ‪ :‬وأنا سؤضفرها لك‬

‫فقلتً معترضة ‪ :‬بل والدي ٌفعل ذلك ‪ ,‬فقالت بتحدي ‪ :‬بل أنا فؤنا والدتك‬

‫فتراهنا ذاك الٌوم كل واحد منا ٌتحدى اآلخر أنه من سٌفعلها أوالً ‪ ,‬كم‬
‫كنتً‬

‫تحبٌن الشعر الطوٌل المضفر حتى أنك تقفزٌن كلما رأٌت واحدة فً‬
‫التلفاز‬
‫بشعر ضفٌرته طوٌلة "‬

‫أنهى ضفره ودموعً تنسكب بؽزارة ‪ ,‬ما أجملها من هدٌة هذه التً‬
‫قدمت‬

‫إلً ‪ ....‬والد فكم حلمت بواحد منهما ‪ ,‬من ٌراه وهٌبته ككبار ضباط‬
‫الجٌش ال‬

‫ٌصدق أنه من ٌضفر لً شعري اآلن بحب ورفق وحنان ‪ ,‬مسحت‬


‫دموعً‬

‫والتفتت إلٌه وقلت بابتسامة " وها أنت كسبت ذاك الرهان "‬

‫تم أمسكت ٌده وقبلتها ووقفت على ركبتاي وقبلت جبٌنه ثم نمت فً‬
‫حضنه كطفلة‬

‫تبحث عن حنان األبوٌن مجتمعا فٌه ‪ ,‬كلٌلة صٌفٌة هجرتها النجوم لتجد‬
‫فً قلب‬

‫سماءها ضوء القمر ‪ ,‬من قال أن األمانً المستحٌلة ال تتحقق ‪ ,‬من قال‬
‫أن ما ضاع‬

‫منك ال ٌمكن أن ٌعود ‪ ,‬وبقٌنا على ذاك الحال لوقت أنام فً حضنه‬
‫الدافا وٌده‬

‫تمسح على شعري برفق ثم أبعدنً ووقؾ لبس نظارته وقال وهوا ٌعدل‬
‫شاله على‬
‫وجهه " علٌا المؽادرة اآلن بنٌتً وسؤعود فً وقت آخر"‬

‫رفعت رأسً ونظرت إلٌه وقلت بحزن " وبعد كم من الشهور ستعود ؟؟‬
‫"‬

‫وضع ٌده على رأسً ولعب بؽرتً بٌن أصابعه وقال‬

‫"علٌا حماٌتك منا ٌا قمر حتى نجد لهذا حبل"‬

‫قلت وعٌناي معلقتان به " وحتى متى سؤبقى هنا أنا خابفة من هذا‬
‫المكان الممرضون‬

‫واألطباء والحرس كلهم رجال كٌؾ تإمن علٌا معهم"‬

‫قال بحزم " هل ضاٌقك أحد ؟"‬

‫قلت وقد سافرت بنظري أرضا ً " وهل سننتظر حتى ذاك الوقت فً‬
‫النهاٌة هم‬

‫رجال وأنا امرأة وحدي ووحٌدة هنا"‬

‫قال وهوا ٌمسك كتفً بٌده " سنجتمع وعمتك وزوجها ونناقش األمر‬
‫فكما ترٌن‬

‫ٌا قمر أنا اآلن أشكل خطراً كبٌراً علٌك حتى أنً أزورك متنكراً حتى عن‬
‫الجهاز‬

‫األمنً ألنً ال أتق فً أحد وال حتى هم ‪ ,‬حتى تقع الخلٌة الجاسوسٌة فً‬
‫الشرك"‬
‫نظرت له وقلت " وحتى متى ؟؟"‬

‫قال " ال اعلم وال ٌمكننً تحدٌد ذلك سنتناقش فً األمر حبٌبتً ال تقلقً‬

‫وسؤخرجك من هنا مادمت ال ترٌدٌن البقاء فمعك حق كٌؾ أإمن رجال‬

‫على قمر مثلك مهما كانوا مهددٌن ألهمٌة المكان عسكرٌا "‬

‫تم أخد الجرٌدة من على السرٌر وهم بالخروج فقلت " أبً"‬

‫التفت إلٌا فقلت برجاء " ال تتؤخر عنً كثٌراً سؤشتاق إلٌك"‬

‫هز رأسه بنعم فقلت " وأترك لً الجرٌدة أتسلى بها فبل توجد حتى‬

‫هواتؾ كل شًء ممنوع هنا "‬

‫اقترب ووضعها فً حجري وقال " خببٌها جٌداً حسنا ً"‬

‫هززت رأسً بنعم مبتسمة له فمسح على شعري ووجهً بحنان وؼادر‬

‫فنادٌته مجدداً فالتفت لً من فوره فرسمت له قلبا ً أمام وجهً مبتسمة‬


‫فؤزال‬

‫الشال عن فمه وأرسل لً قبلة من شفتٌه كما كنا نفعل فً صؽري‬


‫وابتسم‬

‫وؼادر ‪ ,‬كم احتجت إلٌه فً حٌاتً وكم أنا سعٌدة بعودته لً فكم قاسى‬
‫هوا‬
‫أٌضا ً وعانا وقد ضاعت سنٌن عمره مثلً فً الهم والحرمان فقد فرقتنا‬
‫هموم‬

‫الدنٌا ومواجعها وهً من جمعتنا أٌضا ً وال اعلم متى ستتركنا لنجتمع‬
‫لؤلبد‬

‫تنهدت بضٌق ثم فتحت الجرٌدة أقلبها ال شًء جدٌد فً هذه الببلد لم‬
‫تتحرك‬

‫من مكانها ‪ ,‬وصلت حٌث العمود المخصص لمذكراتً ‪ٌ ,‬بدوا شارفت‬


‫للنهاٌة‬

‫قرأت اسطر منها أسترجع تلك الذكرى المرٌرة (( كان من الممكن أن‬
‫أتجاوز‬

‫ألم الماضً لو لم تكن مإنسً‪ ..‬و مدرستً ‪ ...‬كما لو لم أرى فٌك‬


‫منقذي من‬

‫تعاستً‪ ..‬ومخلفات الذكرٌات ‪ ...‬كنت أستطٌع أن أتجاوز وجعً ورعبً‬


‫ولكن‬

‫رأٌتك حاضري‪ ..‬تشبثت بكل ما ٌجٌش فً صدري نحوك وكنت أعلم أنه‬
‫من‬

‫المستحٌل رإٌة بعضنا ولو بالصدؾ‪ ...‬ولكن ها نحن م ًعا ‪ ...‬لم أصحو‬
‫بعد‬

‫من سكرة ُحلمً ‪ ...‬وٌبدو أننً لن أفٌق حتى أهوي على رأسً من شدة‬
‫وجع‬

‫الواقع‪..‬فؤنت لم تتوانى عن صفع قلبً بكل الطرق ‪...‬وها قد تاهت بً‬


‫معالم‬

‫حكاٌتً معه حتى شارؾ قلبً على التوقؾ وعمري عن المضً وعقارب‬

‫حٌاتً عن الدوران ‪ ,‬قرٌبا ً أموت ٌا رابد وأنت تبتعد عنً أكثر وترمٌنً‬

‫للمجهول للبعد عنك لحرمانً حتى من قسوتك ألموت وحٌدة وبعٌدة ‪ ,‬لما‬

‫حرمتنً من أن تكون آخر من ٌشٌع جثمانً مثلما كنت أول من كتب‬


‫خطوط‬

‫نهاٌتً وأول من مزق سنٌنً وعبث بتارٌخ عمري وأول من رقص على‬

‫نهاٌة نبضاتً ‪ ,‬كم قسوت على نفسً حٌن بحثت عنك فٌك وعنً لدٌك‬
‫عن‬

‫الفرح فً ببلد التعاسة وعن الحٌاة فً حضن الموت وعن الرحمة فً‬
‫قلب‬

‫لم ٌعرؾ ؼٌر القسوة والظلم ‪ ,‬كم كنت ؼبٌة وكم كنت حالمة وموهومة‬

‫واكتشفت أنً كمن ٌبحث عن الدؾء فً حضن الجلٌد لتنتهً حكاٌتً‬


‫معك‬

‫ٌا رابد كما خططت لها أنت تعٌسة ومرٌرة وحزٌنة كما ترٌد أنت ولٌس‬
‫كما تمنٌت أنا )‬

‫أبعدت نظري عنها وهززت رأسً ألبعد عنه كل تلك الذكرٌات ‪ ,‬مإكد أن‬

‫رابد اآلن ٌرى أنه أخذ بحقه منً وأنً أستحق ما أصابنً ‪ ,‬كان ٌعلم‬
‫أنً‬

‫ضوء القمر وٌخفٌه عنً وأنا من تنتظر أن ٌتذكرنً وهوا لم ٌنسنً وكل‬
‫تلك‬

‫المعاملة السٌبة كانت بسبب ما فعلته فً الماضً وأنا من ؼبابً أفكر‬


‫كٌؾ‬

‫سؤشرح له األمر لٌفهمنً وٌعفوا عنً ‪ ,‬نزلت من عٌنً دمعة مسحتها‬


‫وقلت‬

‫بحزن " علٌك نسٌانه ٌا قمر فهذه المرة الثانٌة التً ٌضرب فٌها قلبك‬
‫زلزال بسببه "‬

‫ثم تنهدت بؤسى وشؽلت نفسً بتقلٌب باقً أوراق الجرٌدة حتى وصلت‬

‫ُ‬
‫نزلت بعدها‬ ‫عند مقال تحت عنوان ( إحدى متاهات المنذر الجدٌدة )‬
‫للمقال‬

‫أقرأه فكان ٌتحدث عن رابد المنذر لتحوله من المقال األدبً والنقدي‬


‫للشعر‬

‫بعد انقطاع ؼرٌب وفهمت منه أنه لم ٌكتب ألشهر ومختفً تماما ً عن‬
‫الجمٌع‬
‫لٌخرج بقصٌدة احتلت مواقع محبٌه وهزت بعض الصحؾ للتؽٌٌر‬
‫المفاجا‬

‫رؼم مٌوله الدابم للمجال األدبً إال أنه لم ٌكتب قصابد شعرٌة قببل ولم‬
‫ٌتحدث‬

‫عن حبه للشعر أو كتابته له فؤعده الجمٌع تؽٌرا لمٌوله األدبً ‪ ,‬بالفعل‬
‫معهم حق‬

‫هذا تؽٌر عجٌب رؼم معرفتً أنه كان ٌكتب الشعر فاجؤنً أن ٌضع‬
‫قصٌدة‬

‫فً الجرٌدة البد وأنها جارحة كتلك التً رمانً بها ٌوم الرحلة للبحر ‪,‬‬
‫وصلت‬

‫آلخر المقال فكانوا ٌعرضونها وما أن وصلت لها بنظري حتى سمعت‬
‫حٌنها‬

‫طرقات خفٌفة على الباب وفتح قلٌبلً وتحمحم من خلفه خبؤت الجرٌدة‬
‫وبقً‬

‫من ورابه فً الخرج ولم ٌدخل مإكد الطبٌب هذه عادتهم ‪ ,‬لبست حجابً‬

‫وقلت " تفضل"‬

‫دخل مبتسما ً وقال " صباح الخٌر أراك أفضل الٌوم"‬

‫قلت بابتسامة " نعم جاءتنً زٌارة ما أروعها"‬


‫اقترب منً وأخرج شٌبا ً من جٌبه فقلت بتذمر " حرارتً لٌست مرتفعه‬

‫أبعده وال تقل أنك ستقٌس ضؽطً ونبضً أٌضا ً لقد سبمت منكم"‬

‫ضحك وقال " فً وجهً تقولٌنها ! هٌا علٌنا تدوٌن كل المبلحظات‬

‫ٌومٌا ً هذا ضروري"‬

‫أخذته منه وقلت بضٌق " أعطنً إٌاها وسؤسجلها لك دون عناء ‪ ,‬لقد‬

‫بث أحفظها من كثرة ما قرأتها ذات النتٌجة ٌومٌا "‬

‫وضعته تحت لسانً وضحك وقال وهوا ٌنظر لجهاز قٌاس الضؽط أمامه‬

‫"هل تكرهٌننا لهذا الحد"‬

‫قلت مستاءة " نعم وإن أحضرتم الطبٌب النفسً كما ترٌدون فسؤهرب‬
‫من هنا"‬

‫قال مبتسما ً وعٌنٌه على المقٌاس " لقد أنقده هللا منك إذا"‬

‫أخرجت المقٌاس من فمً وأخذت منه الدفتر دونت الدرجة بنفسً‬


‫ورمٌته له‬

‫وقلت بضٌق " أٌن أنا من هذه الببلد ولما كل شًء ممنوع ‪ ....‬أرٌحونً‬
‫"‬

‫قال وهوا ٌزٌل الجهاز عن ذراعً " أنتً فً الجناح السري من‬
‫المستشفى‬

‫العسكري ٌا قمر وحتى نحن األطباء والحرس فً الخارج ال نعلم سوى‬


‫اسمك‬

‫األول فلن ٌفٌدك أي منا بجواب"‬

‫تؤففت وقلت " إن كانت لك ابنة هل كنت ترضى لها هكذا تنقطع عن كل‬
‫شًء"‬

‫ضحك وقال " محاولة جٌدة ‪ ,‬بلى لدي ابنتان ولمصلحتهما أفعل أي‬
‫شًء"‬

‫نظرت له بنصؾ عٌن وقلت " أقسم انك طبٌب نفسً وأنك تعرؾ عنً‬
‫الكثٌر"‬

‫اكتفى باالبتسام فً صمت فقلت " هل لً بطلب واحد فقط وبسٌط جداً "‬

‫نظر لً باهتمام وقال " طلب منً أنا ! لكن القوانٌن صارمة ال تطلبً‬

‫شٌبا ً أعاقب علٌه حسنا ً"‬

‫قلت وأنا أهز رأسً ببل " لن أطلب شٌبا ً مإدٌا ً هوا ممنوع لكن أرٌده‬

‫هاتؾ فقط ألتحدث مع عمتً قلٌبلً ‪ ....‬أقسم لك"‬

‫تنهد وعدل من وقوفه حامبلً أجهزته وقال " صحٌح أنً درست علم‬
‫النفس‬
‫لكنً لست متخصصا فٌه بل أنا حقا طبٌب عضوي وأنا بالفعل ال أعرؾ‬
‫عنك‬

‫ؼٌر اسمك وأنك هنا لحماٌتك وأن والدك ذو مركز كبٌر فً هذا المكان‬
‫لكن‬

‫من ٌكون ال أعلم ‪ ,‬وأن أحضر لك شٌبا ً ممنوعا ً ستكون مؽامرة قد أفقد‬

‫فٌها النطق والمشً ولٌس وضٌفتً فقط"‬

‫قلت بتذمر " ٌا لكم من متحجرٌن كٌؾ تكونون أطباء "‬

‫لم ٌعلق على كبلمً سوى باالبتسام كعادته ثم هم بالخروج فوقؾ بجانب‬

‫الباب ونزع ورق التقوٌم الٌومً وقال " هذا الٌوم مضى لما ال تزٌلٌنهم‬
‫؟"‬

‫قلت بضٌق " أتركهم حتى ٌصبحوا عشرة وأزٌلهم معا كً أشعر‬

‫أنً تقدمت لؤلمام كثٌراً"‬

‫قال بابتسامة " فكرة جٌدة للعٌش فً الماضً ولٌس للذهاب للمستقبل"‬

‫ثم خرج وتركنً وحدي لوحدتً ‪ ,‬هكذا انتم أطباء النفس لٌس لدٌكم‬
‫سوى التحلٌبلت‬

‫السخٌفة ‪ ,‬أخرجت الجرٌدة وفتحتها على المقال المدرج فٌه القصٌدة من‬
‫أجل أن‬
‫ٌقدموها للقارئ بعد موشح تحلٌلها طبعا ً وكانت‬

‫‪....‬‬

‫خذٌنً إلٌك‬

‫خذٌنً بحزنً لفرحتً منً خذٌنً إلٌك‬

‫ال ترحلً مثل الرحٌل‬

‫مثل األمانً عانقت عطري النحٌل‬

‫وتناثر فً مقلتً ثم اختفت فً مقلتٌك‬

‫***‬

‫منً إلٌك‬

‫تحتار أشٌابً لكً منً تسابقنً إلٌك‬

‫حتى مبلمح ؼرفتً‬

‫كتبً وعطر حقٌبتً‬

‫قداحتً صندوق أقبلمً وعلبة ساعتً‬

‫حتى مفاتٌحً رثت كفٌك‬


‫***‬

‫وٌزٌد شوقً إلٌك‬

‫وٌزٌد كم شوقً ٌزٌد إلٌك‬

‫كنسابم اللٌل الحزٌن‬

‫كالهمس فً نبرات نجوى العاشقٌن‬

‫كقصابدي ودفاتري‬

‫تحتار كٌؾ تموت بٌن ٌدٌك‬

‫***‬

‫ومنً إلٌك‬

‫كل المشاعر تشتكً منً لقلبً إلٌك‬

‫حتى نسابم شرفتً‬

‫تركتنً ألعن وحدتً‬


‫بل ضحكتً رحلت وأخذت بسمتً‬

‫هل تسمعً‬

‫أحبٌبتً وملٌكتً‬

‫ضمً تفاصٌلً خذٌنً إلٌك‪( ........‬من أجلك قمري)‬

‫بقٌت أنظر لها مطوالً وأنفاسً تتؽٌر ودقات قلبً تضطرب ‪ ,‬ترى ما‬

‫ٌعنً بكل ما كتبه ؟ ٌبدوا ال ٌعلم أننً هنا ولكن كٌؾ سٌعلم وهذا المكان‬

‫سري ‪,‬ترى ما حدث بعد أن فقدت وعًٌ ٌومها ! هوا موقن أننً من‬

‫خدعته فلما ٌكتب هذا أم انه من أجل أخرى ! ولكن من تكون وهذا اسمً‬

‫فً اإلهداء ‪ ,‬هذه الجرٌدة مر على صدورها أسبوعٌن وال اعلم كم مضى‬

‫على نشرها فً جرٌدتها األساسٌة ؟ أنا حقا ال أفهم شٌبا ً‬

‫وبقٌت على ذات الحال والروتٌن أسبوعا ً آخرا حتى طرق أحدهم الباب‬

‫فً ؼٌر وقتهم المعتاد فعلمت أنها وأخٌراً زٌارة لً فبقٌت أنظر بلهفة‬
‫حتى‬

‫انفتح ببطء ودخلت عمتً التً اتجهت فوراً مسرعة اتجاهً واحتضنتنً‬

‫بحب ثم ٌلٌها زوجها ووالدي ‪ ,‬كنت أحتضنهم وأبكً شوقا ً وفقداً وملبلً‬
‫من‬

‫هذه الوحدة وهم ٌحاولون تهدبتً حتى قال والدي " قمر لما البكاء هكذا‬

‫سنخرجك من هنا كما طلبتً "‬

‫قلت بابتسامة حزٌنة " حقا ‪ ...‬وأخٌراً سؤؼادر السجن "‬

‫ضحك وقال " لو سمعوك المساجٌن لبكوا على حالهم "‬

‫قلت بسرور " هل سؤخرج معكم ؟ هٌا ال أرٌد البقاء لحظة بعد"‬

‫نظروا لبعضهم فً صمت فقلت بقلق " ماذا هناك ألن أخرج" !!‬

‫قال والدي ونظره على أصابعه المشتبكة ببعضها وهما ٌجلسان أمامً‬
‫وعمتً‬

‫بجانبً " قمر ال ٌمكننً أخدك معً ال أنا وال حتى عمتك فقد أصبحت‬
‫خطرا كذلك"‬

‫نظرت لهم وأحداً وأحداً وقلت باستؽراب " لم أفهم كٌؾ ال تستطٌعون‬
‫أخذي" !‬

‫نظر لً وقال " حٌاتً عرضة للخطر حتى نمسكهم وإن علموا بك‬
‫ستفقدٌن‬

‫حٌاتك فً أقرب فرصة ولن أخاطر بك ماداموا لم ٌعلموا بوجودك فبعد أن‬
‫قتلت‬

‫أوالبك الثبلثة الذٌن كانوا المشتبه بهم الوحٌدٌن وهم من الجهاز األمنً‬
‫فً الببلد‬

‫سلمت نفسً بمحض إرادتً حٌث أنه وبحكم مركزي حٌنها كان ٌمكننً‬
‫قتلهم‬

‫دون أن ٌحاسبنً أحد لكنً سلمتهم نفسً واألدلة على قتلهم لوالدتك‬
‫ومحاولة‬

‫قتلً وحتى قتلك فحكموا علٌا بالسجن عسكرٌا ألنً فً نظر القانون‬
‫أمثل جزء‬

‫من القانون فً الببلد وأنهم الدلٌل الوحٌد لدٌنا حٌنها لفك تلك الخلٌة‬
‫فؤخذوا بعٌن‬

‫االعتبار مركزي وأسبابً وتسلٌمً لنفسً لكنً لم أنجو من السجن‬


‫وحدها‬

‫وضٌفتً ورتبتً اللذان لم أخسرهم فً المحاكمة العسكرٌة التً خضعت‬


‫لها‬

‫ألخذهم تلك األسباب بعٌن االعتبار وبعد خروجً من السجن العسكري‬


‫بقٌت‬
‫أراقبك من بعٌد ولم ٌعلم أحد بخروجً سوى زوج عمتك ورؼم حماٌة‬
‫الجهاز‬

‫األمنً لً إال أننً الزلت على خطر وقد حاولوا قتلً مراراً لعلمهم ما‬
‫أصبوا‬

‫إلٌه وما فعلته ببعض أعضابهم سابقا ً وضنهم أنً على علم بمن ٌكونون‬

‫وعندما قررت تسلٌم نفسً تحدثت مع خالك لٌؤخذك عنده حتى أخرج‬

‫من السجن ألن عمتك كانت فً الخارج وال صلة لً بها ووحدهم أقاربك‬

‫ولم أعلم أنً بذلك سلمتك للشٌطان وزوجته ولكن قضاء هللا خٌر دابما ً‬
‫فهم‬

‫سجنوك وحجبوك عن العالم كله فحموك منهم دون علمهم ‪ ,‬لذلك ال‬
‫ٌمكننً‬

‫أخذك معً حالٌا ً وحتى هللا أعلم متى ‪ ,‬هذا إن نجوت منهم ‪ ,‬وعمتك بعد‬

‫استقبالها لً أصبحت خطراً علٌك كما علٌها السفر قرٌبا ً وأنتً ال ٌمكن‬

‫إخراجك من الببلد فً الوقت الحالً وعلى عمتك االبتعاد فً كل الحاالت‬

‫تحسبا ً ألي مشكلة قد تودي بحٌاتها وعابلتها"‬

‫هززت رأسً بعدم استٌعاب وقلت ودموعً تمبل عٌناي‬

‫"ما معنى هذا ؟ هل أصبحت بدون أهل ولٌس لً مكان أخرج ألذهب‬
‫إلٌه"‬

‫مد ٌده لوجهً ماسحا ً على خدي وقال بهدوء " من أجلك قمر ‪ ,‬ال أرٌد‬
‫أن‬

‫أخسرك أنتً أٌضا ً وال ٌمكننً وضعك فً منزل لوحدك حتى بالحراسة ال‬

‫أإمن علٌك وال من الحرس وأنتً امرأة ووحٌدة"‬

‫أمسكت ٌده وقلت ببكاء " من بقً لً أذهب إلٌه ؟ لماذا ٌحدث معً هذا‬

‫وهل سؤبقى هنا كل عمري"‬

‫تنهد بضٌق وقال " بقً زوجك ولكنً ال أرٌد أن أرجعك إلٌه وعلٌنا‬
‫البحث عن‬

‫خٌار ؼٌره خصوصا ً أنه بدأ ٌبحث عنك فً كل مكان وسٌكشؾ أمرك‬
‫بسبب تهوره‬

‫أرسلت له تهدٌدا لٌتوقؾ عن التهور لكنه لم ٌكترث لً فوجهت له خطابا ً‬


‫خطٌا ً‬

‫أننا سنسجنه لٌتوقؾ عن ذلك وجنونه لم ٌنتهً لذلك اتصلت به بنفسً‬


‫ألخبره أنه‬

‫ٌعرض حٌاتك للخطر بما ٌصنع وأنً إن أرسلت أمراً بالقبض علٌه‬
‫فسٌرى عذابا ً‬

‫لن ٌتحمله ‪ ,‬لٌقتنع بما نؤمره به فكان كبلمه كله إصرار على مقابلتك‬
‫ومعرفة مكانك‬

‫ولم ٌتراجع إال حٌن أخبرته أنه بهذا سٌحرم نفسه أٌضا ً منك وسٌصبح‬
‫مصدر خطر‬

‫علٌك كما نحن اآلن عندها فقط النت كلماته قلٌبلً ‪ ,‬ولكنً أخبرته بالحرؾ‬
‫الواحد‬

‫أنك لم تسؤلً عنه ولم ٌعد ٌعنٌك ولم تطلبً أن ٌزورك وأن علٌه نسٌانك‬
‫ألنه لم‬

‫ٌستحقك أبداً فانا لم أنفد ما هددته به فقط من أجل وعدي لك أن ابتعد‬


‫عنه لكن أن‬

‫ٌهدد حٌاتك بالخطر لن أرضا بها أبداً"‬

‫قلت بعٌنان دامعتان " ال أرٌد العودة إلٌه ال أرٌد "‬

‫قال مطمبننا " لن تعودي إلٌه حبٌبتً ولن ٌقترب منك ال تحزنً وال‬
‫تخافً "‬

‫مسحت عٌناي وقلت " والحل اآلن أنا ال أرٌد البقاء هنا أبداً وال ٌوما ً‬
‫آخر "‬

‫حك جفنه تحت عٌنه وقال " زوج عمتك اقترح أن ٌقطع دراسته وٌبقً‬
‫ومإمن‬

‫هنا لتبقً معهم لكن ٌبقً الوضع ؼٌر آمن ‪ ,‬فكرت لو لدٌنا من نتق فً‬
‫حماٌته‬
‫لك من البعض فقط ألن الباقً ستتكفل به المراقبة المكثفة حولك "‬

‫قلت مقاطعة له " كٌؾ من البعض لم أفهم ؟ "‬

‫تنهد وقال " زوجك مثبل أو أي رجل من طرفه قد ٌكون خطراً علٌك ‪,‬‬
‫لدي‬

‫أصدقاء موثوق بهم لكنهم ٌتبعون للجٌش واألجهزة األمنٌة فلن ٌجدي‬
‫األمر‬

‫عمتك تقترح صدٌقة لها ابنها ضابط فً الشرطة ‪ ,‬الفكرة جٌدة لكن‬
‫المشكلة‬

‫أن تبقً وإٌاه فً منزلهم ‪ ,‬هم ؼرب عنك ووالدته تعمل لساعات طوٌلة‬
‫خارج‬

‫المنزل وقد ٌعلم زوجك وٌسبب لنا فضٌحة "‬

‫قلت باستؽراب " وما دخل رابد فً كل هذه األمور ! لما ٌبحث عنً ولما‬

‫سٌلحقنً وٌتسبب لً بالمشكبلت " !!‬

‫قال بضٌق " ٌبدوا كبر ِ‬


‫ت فً قلبه فجؤة وبعد أن شٌع جثمانك تذكر أنك‬
‫شًء ٌإول‬

‫إلٌه ‪ ,‬أقسم لوال طلبك منً تركه لعرفت كٌؾ أجعله ٌبتعد عن طرٌقك‬
‫وبالقوة "‬
‫قلت بتشتت " أشعر أننً فً شًء ال أفهم منه شٌبا "‬

‫قالت عمتً ممسكة لكتفً " قمر حبٌبتً علٌنا أن نتفق علً مكان ٌكون‬
‫آمن لك‬

‫ال ٌمد لنا بصلة وٌمكن لصاحبه حماٌتك حتى من زوجك فنحن ال نعلم ما‬
‫ٌنوي‬

‫علٌه ولما ٌبحث عنك وٌصر علٌك هكذا ‪ ,‬المشكلة ال أصدقاء مقربٌن لك‬
‫"‬

‫ثم وضعت ٌدها علً حقٌبتها وقالت " آه كدت أنسً "‬

‫ثم قالت وهً تخرج ورقة منها‬

‫"هذه أرسلتها لك نوران وقالت أنه علٌك قراءتها سرٌعا "‬

‫أخذتها منها فً حٌرة من أمر إرسالها لً فتحتها فكان فٌها (( قمر‬


‫شقٌقتً الحبٌبة‬

‫التً لم تلدها لً والدتً ‪ ,‬ال أعرؾ من أٌن ابتدئ وال كٌؾ أشرح لك‬
‫موقفً وال‬

‫كٌؾ أصوغ الكلمات بحٌث أستشعر ؼفرانك لً ‪ ,‬قمر أنا من أخذت‬


‫أجزاء منازل‬

‫القمر كما تعلمً ولكن ماال تعلمٌه أنً أخذتهم لرابد حٌنها وعلً دفعات‬
‫ألكفر عن‬
‫خطؤ قدٌم فً حقك وهوا أنً أنا من دللت شقٌقته علٌك ودون قصد منً‬
‫أو علم‬

‫بمن تكون وما تنوي ولكنك فاجؤتنً ٌوم اكتشف ِ‬


‫ت أن المذكرة بدأت تختفً‬

‫أوراقها وخبؤ ِ‬
‫ت الباقً عنً وما لم تكونً تعلمٌه أن باقً أوراقها لدي‬
‫رابد‬

‫لذلك اعترضت علً موافقتك الزواج منه لكً ال ٌنتقم منك عن ذاك‬
‫الماضً‬

‫وٌوم أخبرتنً أنه علم منك عن كل شًء وتصافٌتما صدقت ذلك وسعدت‬
‫أنً‬

‫تخلصت من عقدة الذنب أخٌراً ‪ ,‬ولم أكن أعلم أنً سلمتك للموت بٌدي‬

‫قمر سامحٌنً أقسم لم ٌكن قصدي أذٌتك وكنت أود أن آتً لك بنفسً‬
‫واشرح‬

‫أسبابً واعتذر ولكنهم منعونً من الذهاب معهم ألن والدتً ذهبت معهم‬

‫مكرهٌن فذهابً سٌكون مستحٌبل ‪ ,‬قمر سامحٌنً أرجوك ‪ ,‬أحبك‪....‬‬


‫نوران )‬
‫‪‎‬‬
‫‪‎‬قبضت على الورقة فً ٌدي بقوة ودخلت فً نوبة بكاء مرٌرة وعمتً‬

‫تحتضننً ووالدي وزوجها ٌحاوالن فهم شًء مما ٌجري فؤخذ والدي‬
‫الورقة‬
‫منً وقرأها ثم قال بؽٌض ومن بٌن أسنانه " سحقا ً له كان ٌنتقم منك إذاً‬
‫"‬

‫ابتعدت عن حضن عمتً وقلت وأنا امسح دموعً‬

‫"كما أخبرتك أبً حساب قدٌم وتصافٌنا فٌه ولم ٌعد له شًء عندي"‬

‫قال بؽضب " بعد ماذا ؟ بعد أن أخسرك صحتك لؤلبد ذاك المؽفل‬

‫لو فقط تتركٌنً أصفً منه حسابً ٌا قمر"‬

‫قلت بهدوء ونظري لؤلرض " ماضً وانتهى وال ٌجدي الكبلم عنه اآلن‬
‫"‬

‫ثم نظرت له وقلت بجدٌة " لدي من سؤبقى معه حتى تنتهً هذه األزمة‬
‫ووحده‬

‫من سؤكون لدٌه بخٌر ومن سٌمنع حتى رابد عنً "‬

‫قال والدي بهدوء " قمر تعرضك للضؽوط النفسٌة مجدداً سٌكون خطرا‬
‫كبٌراً لن‬

‫تنجً منه هذه المرة بنٌتً ‪ ,‬وأنتً أدرى بحالتك الصحٌة اآلن فبل نرٌد‬
‫المجازفة"‬

‫قلت بابتسامة حزٌنة " ال تقلق ٌا أبً ما كان كان وانتهى ولن أرى‬
‫أسوء منه‬

‫سؤخرج عن سلطته ولن ٌفعل شٌبا ً تؤكد"‬


‫تنهد وقال " لوال خوفً علٌك لرفعت قضٌة طبلق وزوجتك بؽٌره لٌحمٌك‬

‫ولكن القضٌة ستكشؾ اسمك كامبلً وإجباره على ذلك بالقوة أمر لن‬
‫توافقٌنً‬

‫على فعله لفصلت جلده عن عظمه حتى ٌطلقك "‬

‫قلت وأصابعً تعبث بطرؾ اللحاؾ‬

‫"فلنخرج من هذه المشكلة أوالً وتعود إلً ثم لكل حادث حدٌث"‬

‫ثم نظرت له بعٌنان دامعتان وقلت وأنا أمد ٌداي له‬

‫"والدي ال تمت كن بخٌر ألجلً أرجوك"‬

‫عانقنً وقال مطبطبا على ظهري " ال تقلقً حبٌبتً مسؤلة وقت ‪ ,‬أنتً‬
‫أخبرٌنً‬

‫فقط عن المكان الذي تودٌن الذهاب إلٌه لنجري جمٌع االحتٌاطات األمنٌة‬
‫فحتى‬

‫من سٌحمونك هناك لن ٌعلموا من تكونٌن "‬

‫وهنا كانت نهاٌة فصلنا الجدٌد‬


‫أٌن ستكون قمر فً محمى حتى عن رابد وما سٌكون المكان الذي‬
‫اختارته‬

‫كٌؾ سٌصل لها رابد وكٌؾ سٌعلم بمكانها بل كٌؾ سٌعٌدها لحضنه‬
‫مجددا‬

‫وهل سٌجد الؽفران عند قمر ووالدها وما الخٌارات التً ستكون أمامه‬

‫الفصل القادم سٌجٌب عن كل هذا وسٌحمل لكم فً طٌاته الكثٌر‬

‫فصلنا القادم لرابد والنقلة الجدٌدة فً القصة ستبدأ من عنده‬

‫دمتم فً حفظ هللا أحبابً ‪ ......‬أختكم المحبة لكم ( برد المشاعر)‬

‫الفصل السادس والعشرون‬

‫خمس شهور مرت أبحث عنها كالتابه وكمن ٌبحث عن قشة فً كومة‬
‫ثبن وبل‬

‫أكوام ‪ ,‬كل هذا وهً هنا فً هذه الببلد فماذا لو كانت خارجها !! لكنهم‬
‫ٌخفونها‬

‫بشكل ؼرٌب فلو كانت فً دهلٌز تحت األرض لوجدتها حتى أنً وصلت‬
‫لمرحلة‬

‫شككت أن معلومات حٌدر ؼٌر موثوق بها ‪ ,‬حتى وصلنً تهدٌد بإٌقاؾ‬
‫البحث‬

‫عنها ألتؤكد أنها بالفعل موجودة وأن من ٌخفٌها ٌبدوا والدها وكما قال‬
‫حٌدر هوا‬

‫ٌواجه خطراً وٌخاؾ أن تطالها األٌدي ‪ ,‬لكن لما سؤصبح أنا أٌضا ً أشكل‬
‫خطراً‬

‫علٌها ؟ هل ٌعنً سٌعرفون بوجودها من خبللً أم سٌعرفون أن لً صلة‬


‫بها‬

‫فبذلك لن استطٌع استردادها ‪ٌ ,‬بدوا أنه ٌخدعنً فهل سٌرضى بؤن ترجع‬
‫إلً‬

‫وهوا ٌطلب منً تطلٌقها بدون استخدام العنؾ ‪ ,‬هذا الرجل ٌهدي بالتؤكٌد‬
‫فلن‬

‫أطلقها ولو مت تحت التعذٌب ‪ ,‬لو أنً فقط أصل إلٌها وأٌن تكون فبل‬
‫صبر‬

‫لدي على بعدها فعشرة أشهر مرت حتى اآلن وكؤنها عشر دهور لجؤت‬
‫حتى‬

‫لكتابة قصٌدة لها لعلها تقرأها وتفهم ما فً قلبً اتجاهها وأنه عكس ما‬
‫تعتقد‬
‫وال أعلم حتى إن وصلت إلٌها أم ال وال أعتقد أن والدها سٌسمح بذلك‬

‫تنهدت بضٌق وتؤففت مطوالً لتعود لً نوبة السعال الكرٌهة مجدداً ثم‬
‫وقفت‬

‫ألعد شٌبا ً آكله فسمعت طرقا على الباب فخرجت له وفتحت فكان أسعد‬
‫ؼمز‬

‫لً بعٌنه وابتسم قاببل " أمازلت على قٌد الحٌاة ؟ "‬

‫قلت بابتسامة داخبلً قبله " وهل تنتظر موتً أم ماذا"‬

‫قال وهوا ٌؽلق الباب وٌتبعنً‬

‫"بل أنتظر قراراتك الجدٌدة ‪ ,‬أخبرنً كٌؾ أنت ؟"‬

‫قلت متوجها للمطبخ " كما تعرفنً ال جدٌد"‬

‫قال وهوا ٌشؽل التلفاز " أال جدٌد بعد ؟؟"‬

‫خرجت بؤكواب الشاي وضعتها على الطاولة وقلت " لو كان ثمة جدٌد‬
‫لوجدته"‬

‫قال ضاحكا ً " نعم ولكنً أعنً شًء ؼٌر ملموس ‪ ,‬مثبل معلومات أو‬
‫أخبار "‬

‫جلست وقلت " ال شًء من كل هذا ولكن لن تختفً كل العمر البد وأن‬

‫تظهر ‪ ,‬وهً زوجتً فً كل األحوال "‬


‫قال بهدوء " أستؽرب هذا ! كٌؾ اختفت منك فجبه وال تعلم " !!‬

‫اتكؤت على مسند األرٌكة وقلت وأنا أقلب المحطات " قصة طوٌلة‬
‫وشخصٌة "‬

‫نظر من حوله وقال بتساإل " لما تجمع األثاث هل ستؽادر ؟؟"‬

‫قلت ببرود " نعم سؤعٌش فً العاصمة ‪ ,‬سؤبٌع منزلً وحصتً من‬

‫منزل والدي وأشتري منزال هناك"‬

‫نظر لً مطوالً بصمت ثم قال " ؼرٌب هذا القرار لما ترٌد االنتقال"‬

‫قلت وأنا أرشؾ الشاي " ألؼٌر من مظهر حٌاتً القدٌم ‪ ,‬كل شًء ٌمد‬

‫لذاك الزمن بصلة علٌه أن ٌتؽٌر قبل أن أجد قمر"‬

‫ضحك وقال " تجهز لها عالما ً جدٌداً ٌاال التؽٌر الؽٌر معهود فً‬
‫شخصٌتك"‬

‫قلت بابتسامة جانبٌة " وأؼٌر الجدٌد أٌضا ً إن أحبت هً ذلك"‬

‫عاد للضحك مجدداً وقال " جدها أوالً ثم ؼٌر المنازل"‬

‫نظرت له بضٌق وقلت " ٌبدوا أنك تشعر بالملل أو تشاجرت‬

‫وزوجتك وجبت لترفه عن نفسك عندي"‬


‫أخد الوسادة رمانً بها وقال وهوا ٌقؾ " متى ستنشر كتابك"‬

‫نظرت للكوب فً ٌدي وقلت " ال أعلم ‪ ...‬قد ٌكون قرٌبا ً"‬

‫ثم قلت وأنا أخرج سٌجارة وأضعها فً فمً وأشعلها‬

‫"لما وقفت ؟ هل ستؽادر سرٌعا ً هكذا"‬

‫تنهد وقال " رابد هذا السم ٌقتلك أكثر ‪ ,‬أنت تعلم أن حالتك‬

‫الصحٌة ال تستحمل كثرة التدخٌن"‬

‫رشفت وأخرجت الدخان من فمً ثم سعلت قلٌل وقلت‬

‫"ذهبت للطبٌب ولم أجنً نتٌجة فارحمونً من هذه المقولة"‬

‫قال بضٌق " وما الفابدة إن لم تلتزم بالعبلج وتوقؾ هذا السم‬

‫رابد كٌؾ تؽٌر المنزل وتنسى نفسك"‬

‫أطفؤتها فً المطفبة وقلت " ها قد تخلصت منها وانتهى األمر"‬

‫قال مؽادراً " تخلص من العلبة كلها بل وأخرجها من‬

‫حٌاتك أوالً ثم قل تخلصت منها "‬

‫مررت أصابعً فً شعري أرفعه للخلؾ ثم ؼادرت المنزل وزرت المكتبة‬

‫ثم السوق وعدت سرٌعا ً ألؼرق فً كتبً فبل شًء ؼٌرها ٌسلٌنً بعدما‬
‫أوقفت‬

‫مهمة البحث التً كانت تؤخذ كل وقتً وٌبدوا علٌا العودة لذلك مجدداً ألن‬
‫هذا‬

‫الحال ال ٌعجبنً ولن أرجعها لو بقٌت جالسا ً مكانً هكذا ‪ ,‬عند المساء‬
‫وردنً‬

‫اتصال من حٌدر فؤجبت فً الفور قاببل " هل وجدت شٌبا ً ؟؟ "‬

‫ضحك وقال " أال أتصل لؽٌر هذا ! أنا شقٌقك ولست جهة حكومٌة ال‬
‫أتصل إال لؽرض "‬

‫قلت بتذمر " حٌدر قل ما لدٌك وكؾ عن السخرٌة "‬

‫قال ضاحكا ً " لدي شًء ولكن لنتقابل أوالً ال ٌنفع ذلك فً الهاتؾ "‬

‫قلت " حسنا ً أنتظرك ‪ ,‬أمازلت هنا ؟"‬

‫قال " ال عدت للعاصمة نتقابل عند جدتً ألنً ذاهب إلٌها "‬

‫قلت ببرود " ولما تبعد الطرٌق عنً هكذا ثم أنت تعرفها ال تطٌقنً‬

‫فً األرض خصوصا ً بعد حكاٌة قمر ‪ ,‬ال أعلم كٌؾ تحبها أكثر منا‬

‫وهً لم تعرفها سوى ألٌام معدودة ال ُتذكر "‬

‫ضحك وقال " أنت تعرؾ طبع جدتً هً هكذا مع الجمٌع وحتى مدللها‬
‫مروان ‪ ,‬فقط قمر كانت حالة شاذة عن الجمٌع ومن الذي ٌعرفها وال‬

‫ٌحبها هً تفرض نفسها على القلوب "‬

‫قلت بضٌق " حٌدر التزم الصمت خٌراً لك ٌبدوا لً ترٌد‬

‫مشكلة معً ومع زوجتك "‬

‫قال ببرود " لن تتؽٌر أبداً وأخبرتك مراراً هذا ما سٌدمر‬

‫حٌاتك معها ‪ ,‬انتظرك هناك حسنا ً"‬

‫قلت متجاهبل كبلمه " حسنا ً فؤنا كنت سؤزور زوجة والدي على أٌة حال‬

‫ولنرى إن كان ما لدٌك ٌستحق كل هذا المشوار الطوٌل "‬

‫قال ضاحكا ً " تعال واحكم بنفسك هٌا وداعا ً"‬

‫أنهٌت االتصال ورمٌت بالهاتؾ بعٌداً عنً واتكؤت على األرٌكة أنظر‬
‫لصورة‬

‫قمر التً رسمتها أنوار تتوسط الجدار فً الصالة ‪ ,‬أٌن أنتً ٌا قمر‬
‫اخرجً‬

‫وارحمٌنً من عذابً ‪ ,‬فً صباح الٌوم التالً خرجت مبكراً من المنزل‬


‫ألصل‬

‫المزرعة قبل حلول الظبلم ‪ ,‬توجهت لمدٌنة والدي وزرت زوجته لنتفاهم‬
‫فً‬
‫أمر المنزل ثم ؼادرت المدٌنة للمزرعة ووصلت هناك بعد العصر ‪ ,‬دخلت‬

‫المنزل ووجدت خالً مروان متكؤ على األرٌكة ومؽمضا عٌنٌه ‪ ,‬اقتربت‬
‫منه‬

‫وصرخت فً أذنه " مرواااااان"‬

‫فقفز واقفا ثم دفعنً وقال بضٌق " أوالً خالً مروان وثانٌا متى ستتوقؾ‬

‫عن سخافاتك ثالثا من أٌن أتتك هذه ألحنٌة تزورنا فجؤة "‬

‫جلست وقلت " أوالً لن أقول خالً مادمت أعزب ثانٌا لم آتً ألجلك"‬

‫قال بابتسامة جانبٌة " من أجل من إذا ؟؟"‬

‫قلت بضٌق " ولٌس سوزان ‪ ,‬ال أرٌد لمشاكل الماضً معك أن تتكرر‬
‫فهمت"‬

‫ضحك وقال وهوا ٌجلس" أعان هللا زوجتك المفقودة على عصبٌتك"‬

‫تؤففت ونظرت للجانب اآلخر وقلت " أٌن حٌدر ؟"‬

‫قال باستؽراب " من حٌدر" !!‬

‫قلت بضٌق " ابن الحصان ‪ ,‬حٌدر شقٌقً طبعا ً"‬

‫رفع كتفٌه وقال " لٌس هنا ولم ٌقل أنه قادم"‬
‫قلت بصدمة " ماذا !! هوا أخبرنً أنه هنا وأننا سنلتقً فً المزرعة"‬

‫قال ببل مباالة " اتصل بً منذ قلٌل ولم ٌقل شٌبا ً من هذا"‬

‫كٌؾ ‪ ..‬؟ هل ضحك علً ولكن لما وما مصلحته ‪ ,‬نظرت له بتشكك وقلت‬

‫"ال ٌكون مقلبا ً من مقالبك فلن أفوته لك"‬

‫قال ببرود " لٌس مقلب ومن ٌفعل مقلبا ً لواحد مثلك‬

‫فلست مستؽنٌا ً عن حٌاتً "‬

‫رجاء"‬
‫ً‬ ‫قلت بحدة " مروان كؾ عن قول السخافات‬

‫عاد لبلتكاء على األرٌكة وقال واضعا ً ساق على األخرى‬

‫"أخفض صوتك فجدتك لدٌها ضٌفة فً األعلى"‬

‫قلت ببرود " ال تقل أن خالتك أو ابنتها هنا "‬

‫ضحك وقال " ال ال تخؾ هذه شًء مختلؾ جداً "‬

‫قلت باستؽراب " ما تعنً بمختلؾ " !!‬

‫صفر تصفٌره طوٌلة ثم قال " لو رأٌتها لجننت ال توازٌها‬

‫سوى زوجتك المفقودة ‪ ,‬قمر ٌا رابد قمر "‬

‫وقفت على طولً أنظر له بصدمة فابتسم ابتسامة جانبٌة وؼمز لً بعٌنه‬
‫فركضت‬

‫جهة السبللم ووقفت على األرٌكة المقابلة لً وقفزت من فوقها دون أن‬
‫ألجؤ للدوران‬

‫حول المجلس للصعود وصعدت السبللم فً قفزات حتى كنت فً األعلى‬


‫فوجدت‬

‫جدتً تقؾ فً الصالة العلوٌة وخلفها ‪ .....‬قمر ‪ ,‬هً بشحمها ولحمها‬


‫كما عرفتها‬

‫دوما ً ‪ ,‬هً قمر عادت للحٌاة من جدٌد بل أعادت الحٌاة لً مجدداً ‪ ,‬لم‬
‫أتخٌل ٌوما ً‬

‫شعور من مات وعاد للحٌاة من جدٌد لكنً عشته اآلن وشعرت به ‪ ,‬كنت‬
‫أنظر لها‬

‫بشوق بحب بلهفة بشؽؾ ‪ ,‬كانت ترتدي بنطلون من الجٌنز األزرق‬


‫وكنزه شتوٌة‬

‫ْ‬
‫نظرت لً‬ ‫حمراء تصل لنصؾ الفخذ وشعرها الحرٌري ضفٌرة لؤلمام ‪,‬‬
‫مطوالً‬

‫بصدمة ال تقل عن صدمتً بادئ األمر ثم أشاحت بوجهها عنً فمددت‬


‫ٌدي ببطء‬

‫وقلت بهدوء " قمر تعالً "‬

‫قالت جدتً ملوحة بعكازها " ما الذي جاء بك أنت ولما صعدت هنا"‬
‫قلت ونظري على قمر وٌدي تمتد لها أكثر وهً عادت تنظر لً‬

‫"قمر تعالً دعٌنً أحضنك أتحسس وجودك وأنً أراك حقا ً‬

‫ولست أحلم ‪ ....‬هٌا قمر أرجوك"‬

‫لم تجب وقد عادت بنظرها للجانب اآلخر فقلت برجاء مكسور‬

‫" قمر أرجوك ال تصبحً مثلً ببل قلب ال تتحولً لقاسٌة وشبٌهة لً"‬

‫لمحت دمعة تتسلل من رموشها المنسدلة لؤلسفل فقلت برجاء أكبر وٌدي‬

‫ال تزال ممدودة ناحٌتها " قمر تعالً لحظنً أرجوك"‬

‫ضربت جدتً بعكازها على األرض وقالت " رابد لن أسمح لك بإٌذابها‬

‫مجدداً ابتعد عنها فٌكفٌها ما خسرته بسببك ‪ ,‬هً اآلن أمانة والدها لدي‬

‫ولن تقربها بسوء مادمت حٌة"‬

‫تجاهلتها مجدداً فلست أرى اآلن فً العالم سواها أمامً ‪ ,‬توجهت‬


‫نحوهما بخطوتٌن‬

‫واسعتٌن ومددت ٌدي ألختطفها من خلفها اختطافا ً ودسستها فً حضنً‬


‫أشدها إلٌه‬

‫بقوة وقد انطلقت عبراتها ودموعها وبكابها المرٌر لتنسكب معها دموعً‬
‫بؽزارة وأنا‬
‫أحتضنها بقوة وأقبل رأسها ودموعً تنزل على شعرها تسقٌه ما ًء ٌخرج‬
‫من جوفً‬

‫وعبرة تفتت أضلعً ونحٌبا ً مرٌراً قاتبلً ٌخرج من صدري وأنا أقول‬
‫بهمس مخنوق‬

‫"حبٌبتً ‪ ...‬قمري وعذاب اللٌالً الطوٌلة بل عٌناي وروحً والشوق‬


‫الذي دمرنً"‬

‫دسستها فً حضنً أكثر وكؤنً أتحسس وجودها فً الحٌاة من جدٌد‬


‫وأنا أقول بعبرة‬

‫تخنقنً " قمر حبٌبتً ال اصدق"‬

‫ابتعدت عن حضنً ببطء وهً فً صمتها ذاته ثم ؼادرت راكضة ودخلت‬


‫الؽرفة‬

‫وأؼلقتها خلفها لتستل روحً وتؤخذها معها ‪ ,‬تحركت ألتوجه ناحٌتها‬


‫فؤوقفنً عكاز‬

‫جدتً الذي وضعته أمام صدري قابلة " توقؾ ‪ ...‬لقد سمحت لك أن‬
‫تسلم علٌها‬

‫ألنً رأفت لحالك وكلماتك فعند هنا وكفى ‪ٌ ,‬كفٌها ما أصابها منك ٌا رابد‬
‫‪ٌ ,‬كفً‬

‫أنك أخسرتها صحتها لؤلبد وكسرت قلبها فلن أخون ثقتها ووالدها فً‬
‫حماٌتً لها‬
‫من أي شًء ٌضرها حتى أنت حفٌدي"‬

‫ضربت على صدري وقلت بحسرة " هً زوجتً لً أنا كٌؾ تمنعونً‬
‫عنها ‪ ,‬جدتً‬

‫ارحمٌنً أنا أٌضا ً وكونً عادلة فؤنتً ال تعلمً ما أكبته اآلن فً داخلً‬
‫وٌحرقنً حرقا ً"‬

‫قالت بؽضب " رابد قلت تنزل اآلن ٌعنً تنزل أو أخرجتك من كل‬
‫المزرعة ‪ ,‬البد‬

‫وأنك الحظت حركة رجال مدنٌٌن كثر حول المزرعة وداخلها ‪ ,‬اتصال‬
‫واحد وتكون‬

‫خارج المدٌنة بؤكملها ‪ ,‬قلت ٌكفً ما أصابها منك لن نخسرها لؤلبد‬


‫بسببك ثم الفتاة لم‬

‫تعد ترٌدك افهمها قبل أن تسمعها منها بنفسها "‬

‫دفعت عكازها عنً وقلت بحدة‬

‫"جدتً أنتً أم جدتها ؟ اشعري بً كما تشعرٌن بها"‬

‫قالت بؽضب " ال ترفع صوتك فً وجهً واحترمنً "‬

‫قلت برجاء " جدتً أرجوك ال تكونً قاسٌة دعٌنً أتحدث معها فقط"‬

‫أعادت عكازها لصدري وقالت ببرود‬


‫"لن أسمح لك بتكرار ما فعلته ٌكفً دموعها التً بكتها اآلن"‬

‫هززت رأسً بقوة وقلت " لن تمنعٌنً عنها ال تحلمً بذلك"‬

‫قالت بصراخ ؼاضب " أخبرتك أنها فقدت صحتها وإن تكرر ما حدث‬

‫سابقا ً فستموت من فورها وال مجال لعملٌات أخرى تفهم "‬

‫توجهت جهة السبللم قاببل بضٌق وأنا أنزل‬

‫"لن تحرمونً منها ‪ ,‬الموت أهون علٌا من ذلك"‬

‫وصلت لؤلسفل وكان مروان واقفا ً ‪ ,‬نظر لً وقال " ما كل هذا الصراخ‬
‫؟؟"‬

‫نظرت له بضٌق فضحك وقال " وقعت فً قبضة من ال ٌرحم"‬

‫قلت بحدة " هذا لٌس من شؤنك ثم كٌؾ تتجرأ على قول ما قلته عنها قبل‬
‫أن أصعد"‬

‫قال مؽادراً جهة الخارج " فرسً بحاجة للتنظٌؾ من أجل السباق ألذهب‬

‫لها خٌر لً من مقابلة المتفجرات"‬

‫تم تابع وهوا ٌبتعد " أؼضبوه من فً األعلى فنزل لٌسكب ؼضبه بً‬

‫لم ٌقدر علٌها جاء ٌستعرض " ‪....‬‬


‫وبقً على ثرثرته حتى اختفت كلماته معه ‪ ,‬خرجت جهة ساحة الخٌل‬
‫واتصلت‬

‫بحٌدر فؤجاب من فوره قاببل " ما رأٌك بالمفاجؤة"‬

‫قلت " لم أحضا بمثٌلة لها لكن جدتك أفسدت األمر كعادتها"‬

‫ضحك وقال " هً تحت حماٌتها فحربك لن تكون سهلة"‬

‫قلت " ما قصة قدومها إلى هنا"‬

‫قال " قصة طوٌلة مفادها أنه لم ٌعد والدها وال حتى عمتها فً مؤمن‬
‫وبقابها معهم‬

‫فٌه خطر علٌها وأنت تعلم ال أحد لها ؼٌرهما وكان علٌها البقاء مع من‬
‫ال صلة له‬

‫بهما فاختارت هً جدتً وقد زارها والدها بنفسه ولٌتك كنت معنا ذاك‬
‫الٌوم وكؤن‬

‫ربٌس الببلد جاء لزٌارتنا هههههه كان كاالحتفاالت الرباسٌة وقد عاهدته‬
‫جدتً‬

‫على حماٌتها منك قبل أي شًء آخر"‬

‫قلت بضٌق " ولما منً هل سآكلها ‪ ,‬أقسم أن أإدي نفسً وال‬

‫أفكر فً أن أإدٌها بشًء"‬


‫قال ضحكا " فؤتتك الفرصة من سٌقتنع بكبلمك اآلن"‬

‫قلت بؽٌض " سحقا ً جدتً أسوء من لجؤت إلٌه"‬

‫قال بهدوء " رابد قمر لم تعد كالسابق فارحمها ٌا شقٌقً"‬

‫قلت باستؽراب " ما تعنً بذلك" !!‬

‫قال بحزن " لم تعد هناك عملٌة تعٌدها كما كانت مثل السابق فتلك‬
‫العملٌة التً كانت‬

‫بعد عام ضاعت فرصتها منها بسبب سقوطها ذاك وهً اآلن عرضة‬
‫للموت إن‬

‫مارست الرٌاضة وإن قامت بؤي مجهود كبٌر ولو رفع شًء تقٌل الوزن‬
‫وكما‬

‫الضؽوط النفسٌة كذلك والصدمات واألخبار السٌبة وهذا مبلزم لها لباقً‬
‫عمرها‬

‫وحتى اإلنجاب الطبٌعً ممنوع عنها ‪ ,‬أي أنها فقدت صحتها نهابٌا "‬

‫مررت ٌدي فً شعري بضٌق ونظري لؤلرض متكؤ بٌدي األخرى على‬
‫السٌاج‬

‫واشعر بضلوع صدري ستتكسر ‪ ...‬سحقا ً لً لقد دمرتها حقا ‪ ,‬وصلنً‬


‫صوت‬

‫حٌدر قاببل " رابد أٌن أنت ؟؟"‬


‫تنفست بقوة ثم قلت " نعم معك ٌا حٌدر"‬

‫قال " سنكون عندكم خبلل ٌومٌن مرٌم وأنوار ما أن سمعتا بوجودها‬
‫هناك حتى‬

‫أكبل رأسً وأٌوب ‪ ,‬لذلك سنزورها لٌرٌانها"‬

‫قلت بضٌق " وهل ٌنقصها حصار لتؤتً مرٌم وتساعد جدتً"‬

‫قال ضاحكا ً " مهلك ٌا رجل فاألٌام أمامك طوٌلة"‬

‫قلت بحزن " أقسم أنه ال صبر لدي وال لساعة أخرى"‬

‫قال بهدوء " المهمة لن تكون سهلة ٌا رابد علٌك كسب ثقتها بك من‬
‫جدٌد "‬

‫تم ضحك وقال " وكسب رضا جدتً عنك أوالً بالطبع وال تنسى والدها"‬

‫قلت ببرود " إن كسبت رضاها عنً ضربت الجمٌع عرض‬

‫الحابط وسٌستسلمون لقرارها"‬

‫قال " أتمنى ذلك"‬

‫قلت " منذ متى وهً هنا ؟؟"‬

‫قال " منذ أسبوعٌن تقرٌبا ً"‬


‫قلت بضٌق " أسبوعٌن واآلن تخبرنً"‬

‫قال بضٌق " وهل كنت ترٌد المجًء لها من فور وصولها ‪ ,‬لقد خرجت‬
‫من‬

‫المستشفى للتو لو فعلتها ذاك الوقت لتبرت منً جدتً أنا أٌضا ً "‬

‫تنهدت وقلت " حسنا ً شكراً لك ٌا حٌدر ووداعا ً"‬

‫قال من فوره " هٌه انتظر لٌس بسهولة هكذا فلوالي ما كنت ستعلم‬

‫ألنهم لم ٌنووا إخبارك"‬

‫قلت بهدوء " حسنا ً لك ما ترٌد وداعا ً اآلن "‬

‫أنهٌت المكالمة ونظرت جهة شرفة ؼرفتها ‪ ,‬قمر حبٌبتً سؤحارب ألجلك‬
‫حتى‬

‫الموت ومتؤكد أن حبك لً لٌس بالسهولة التً ٌموت بها فً أشهر فقط ‪,‬‬
‫حب‬

‫شهدت علٌه براءة الطفولة وقلب نقً طاهر ال ٌعرؾ ؼٌر أن ٌحب بقوة‬

‫أجل كنت أحمق وال أستحقه اعترؾ بذلك ولكنه سٌعود لً مهما طال‬
‫الزمن‬

‫وسؤعوضك عن كل ما فقدته بسببً وحتى إن منعوا عنك اإلنجاب نهابٌا ً‬


‫فبل‬
‫أرٌد أبناء ‪ ,‬ضؽطت على صدري بٌدي بقوة ‪ ...‬ستعود تلك النوبة مجدداً‬

‫ضؽطت أكثر ولم ٌنجح األمر فبدأت بالسعال القوي التفتت جهة السٌاج‬
‫واتكؤت‬

‫علٌه ولم ٌؽادرنً ذاك السعال إال بعد وقت ألستطٌع الوقوؾ على طولً‬

‫التفتت للخلؾ فكان باب شرفة ؼرفة قمر مفتوحا ً قلٌبلً ‪ ,‬نظرت لؤلعلى‬
‫فؤؼلقته‬

‫واختفى طٌفها عنً ‪ ,‬وضعت ٌدي على جٌبً ألخرج هاتفً واتصل بها‬
‫ثم ؼٌرت‬

‫رأًٌ ستكون فكرة فاشلة ولٌس وقتها اآلن ‪ ,‬توجهت جهة اإلسطببلت‬
‫وكلما مشٌت‬

‫قلٌبلً صادفنً رجل أو اثنان ‪ ,‬الحراسة علٌها مشددة ترى هل الخطر‬


‫كبٌر علٌها‬

‫هكذا أم هوا هوس والدها بها ‪ ,‬جٌد أنه ال أوامر لهم لمنعً من الدخول‬
‫والبد خوفا ً‬

‫من الشوشرة التً سؤحدثها لهم إن منعونً فبل خوؾ لدٌه إال من أن‬
‫ٌفتضح أمر‬

‫ابنته أما أن ٌفعلها رأفة بً فٌستحٌل ذلك ‪ ...‬جٌد رب ضارة نافعة‬

‫دخلت اإلسطبل فكان كما توقعت ٌنظؾ مكانها بنفسه فرسه المدللة ال‬
‫وٌؽنً لها‬
‫أٌضا ً ‪ ,‬اتكؤت بمرفقً على باب إسطبلها وقلت " لكل عاشق حكاٌة"‬

‫وقؾ ونظر لً وقال بضٌق " وكل ٌ ٌبكً على لٌبله وعلى األقل لٌبلي‬
‫تحبنً"‬

‫ضحكت وقلت " وعلى األقل لٌبلي لٌست فرسا ً"‬

‫قال وقد عاد للتنظٌؾ " أقسم أنك ال تستحق ظفر الفرس األصٌلة التً‬
‫لدٌك "‬

‫ثم عاد ٌؽنً أؼنٌة عن القمر فقلت بؽٌض‬

‫"كم مرة حذرتك من التؽزل فً زوجتً ‪ ...‬ال وتؽنً لها أٌضا ً"‬

‫تابع الؽناء بصوت أعلى وابتسامة واسعة وهوا ٌكرر صارخا ً وٌده تلعب‬
‫فً‬

‫الهواء " قمري قمري حبٌبتً قمرًٌٌٌٌٌ "‬

‫ضربت له فرسه بقوة لتصهل وتهٌج وتفسد القش الذي جمعه وخرجت‬
‫وتركته‬

‫ٌصرخ ؼاضبا ً ‪ ,‬لن ٌقلع عن عاداته السٌبة زٌر النساء ذاك ‪ ,‬عدت‬
‫للداخل‬

‫وتوجهت لؤلعلى مباشرة وخرجت للمجلس الخارجً فوجدت جدتً‬


‫وحدها‬
‫هناك ألقٌت التحٌة وجلست ولم تجب علٌا طبعا ً فقلت‬

‫"الجو أصبح ٌبرد وجلوسك هنا سٌمرضك "‬

‫لم تجب أٌضا ً فقلت " أٌن هً قمر؟ "‬

‫قالت ببرود " رابد اترك الفتاة وشؤنها وال تسود وجهً أمام والدها "‬

‫قلت بهدوء حزٌن " جدتً ارحمً حالً أقسم أننً أتعذب من‬

‫دونها لما ال ٌفهمنً أحد"‬

‫قالت بذات برودها " لٌس لً تقول هذا الكبلم"‬

‫قلت بضٌق " اتركٌنً أقوله لها إذا"‬

‫نظرت للصوؾ الذي تبرمه بٌن ٌدٌها وقالت ببلمباالة " خسرتها وانتهى‬
‫األمر‬

‫وجد لك حبلً مع والدها أٌضا ً فقد أقسم أمامً أن من ٌمنعه عنك قمر‬
‫ووعده لها‬

‫أن ال ٌإذٌك لما فعلته ألجلها فً طفولتها"‬

‫ثم نظرت لً وقالت بضٌق " لو كنت مكانها لتركته ٌنشرك بالمنشار على‬
‫ما‬

‫أصابها بسببك ‪ ,‬ال وجاءت تسؤلنً لما كنت تسعل بقوة ‪ ,‬أنت ال أعلم من‬
‫أٌن‬
‫لك هذا الحظ المستقٌم"‬

‫بقٌت أنظر لها بصمت فقالت مشٌحة بوجهها عنً " وقالت بالحرؾ‬
‫الواحد ما‬

‫بٌنً وبٌن رابد تصفٌة حساب وانتهت وانتهى من حٌاتً وما أن تنتهً‬
‫ظروؾ‬

‫والدها لن تجد فرصة لتراها حتى الرإٌا"‬

‫قلت ونظري لؤلرض " هل حقا سؤلتك لما كنت أسعل "‬

‫تجنبت اإلجابة فنظرت لها وقلت بهدوء " جدتً دعٌنً أتكلم معها‬
‫أرجوك"‬

‫قالت ببرود " ال وال تحاول أبداً ولن أفارقها لحظة وال أنصحك‬

‫بمحاولة كسر كلمتً تفهم"‬

‫تركتها ودخلت متوجها نحو ؼرفتها طرقت الباب وقلت بهدوء‬

‫"قمر دعٌنً أتحدث معك ‪ ....‬قمر أرجوك "‬

‫سمعت حٌنها صوت جدتً من خلفً تقول‬

‫"رابد انزل بإرادتك خٌراً من أن ننزلك بالقوة ‪ ...‬تحرك "‬

‫طرقت الباب مجدداً وقلت‬


‫" قمر استمعً إلً فقط وال تتكلمً أرجوك افتحً الباب حبٌبتً "‬

‫سمعت حٌنها باب الحمام الموجود فً الؽرفة ٌؽلق فابتعدت ونزلت‬


‫لؤلسفل‬

‫جلست فً الصالة السفلٌة أضرب بقدمً على األرض بتوتر ‪ ,‬كٌؾ‬


‫سؤصلح‬

‫األمر تبدوا لٌست مهمة سهلة وكٌؾ أرٌد منها أن تؽفر لً بسهولة بعد‬
‫كل تلك‬

‫الذكرٌات القاسٌة عنً فً دماؼها ‪ ,‬لو فقط تعطنً مجاالً ألشرح لها‬
‫سبب كل‬

‫ذلك ‪ ,‬توجهت لؽرفتً باألسفل ونمت فوراً من شدة تعبً بسبب الطرٌق‬
‫وعند‬

‫الصباح جلست فً الصالة أشرب الشاي فوقؾ حٌنها مروان عند الباب‬
‫الخارجً‬

‫نظر لً ببرود وقال " أخرج معً لنشرؾ على حرث الحقل "‬

‫قلت ببرود " وما شؤنً بحقولكم "‬

‫قال بضٌق " ٌا سبلم إقامة بالمجان ال تحلم بها لن أقوم‬

‫بخدمتك ‪ ,‬علٌك أن تعمل لتؤكل "‬


‫قلت بابتسامة جانبٌة " إذا قمر علٌها أن تشرؾ معً هل ستؤكل بالمجان‬
‫"‬

‫قال بمكر " موافق وعلى الفور"‬

‫نظرت له بحقد فقال ضاحكا ً " أقسم لو كان لدي واحدة مثلها لخبؤتها‬
‫حتى‬

‫عن الشمس والقمر ‪ٌ ...‬ا قمر ٌا قمر "‬

‫وقفت راكضا ً خلفه وهوا ٌركض أمامً ضاحكا ً حتى وصل بً للمحراث‬
‫ووقؾ‬

‫أمامه وقال وهوا ٌلهث " جٌد وصلنا"‬

‫خنقته وقلت بؽل " توقؾ عن التؽزل بزوجتً ٌا مروان خٌ ٌر لك ‪ ...‬تفهم‬


‫"‬

‫أخرج لسانه ثم قال بصوت مخنوق " حراس تعالوا سٌقتلنً"‬

‫قلت ضاحكا ً " لٌسوا هنا لحماٌتك فبل تتعب نفسك"‬

‫أبعد ٌداي عنه وقال " هٌا بسرعة لننجز العمل سرٌعا ً "‬

‫ثم ركب الجرار وقال‬

‫"سؤحرث أنا وتنثر أنت الحبوب بعدي وؼدا نقلب بهم األرض "‬

‫قلت ببرود " ال تحاول معً ثم أٌن عمالكم ألٌسوا من ٌساعدونك دابما ً"‬
‫قال بصراخ بسبب صوت الجرار الذي شؽله للتو " أنت تعلم نحن موسم‬

‫الحرث وجمٌعهم فً حقل الشعٌر ‪ ,‬هٌا بسرعة علٌا الذهاب لهم سرٌعا ً "‬

‫قلت صارخا ً فٌه لٌسمعنً " قلت سنشرؾ ولٌس سنعمل ٌا مخادع"‬

‫قال ضاحكا ً وهوا ٌتحرك به‬

‫"وأنت لم تؤتً بمؤل إرادتك بل لخنقً ‪ ,‬هٌا بسرعة وال توزع البذور‬
‫بعشوابٌة"‬

‫أخذت كٌس البذور بؽٌض وتبعته ‪ ,‬المحراث المخصص هنا صؽٌر‬


‫وٌحرث‬

‫ثبلث مسارات فقط وعلٌا نثر الحبوب فً الوسط كً ال تخرج الحبوب‬


‫عن‬

‫المسارات الثبلث ‪ ,‬كنت فً الماضً أساعد جدي وهوا من علمنً فعل‬


‫هذا‬

‫انهٌنا العمل بعد وقت ثم نزل من المحراث وقال‬

‫"جٌد بقً الجزء اآلخر ؼدا والتقلٌب أٌضا ً هٌا لنذهب للعمال"‬

‫قلت بضٌق واضعا ٌداي وسط جسدي‬

‫"ال تحلم بهذا لقد كسرت لً ظهري وقدماي ستنشبلن لست مثلك معتاد‬
‫على هذا"‬

‫قال ببرود " ؼادر إذاً من ٌجبرك على البقاء"‬

‫قلت من بٌن أسنانً " وهذا ما تتمناه أنت ‪ ,‬لن أترك مكان فٌه‬

‫زوجتً حتى أؼادر بها "‬

‫قال بابتسامة " لم تعد ترٌدك ٌا رجل افهمها"‬

‫ثم ؼمز بعٌنه وقال " ما رأٌك لو" ‪.......‬‬

‫توجهت نحوه أمسكته من قمٌصه وقلت بؽٌض " ال تقلها أو حطمت‬


‫رأسك أعرؾ‬

‫ما تنوي قوله وابتعد عن طرٌق زوجتً فهً لٌست لك وال لؽٌرك تفهم "‬

‫أبعد ٌداي وؼادر ضاحكا ً وقال لرجلٌن من الحراس مرا بجواره‬

‫"لما ال تخرجوه من هنا وترٌحونا منه"‬

‫عدت للمنزل استحممت وؼٌرت ثٌابً صلٌت الظهر وخرجت ‪ ,‬وجدت‬


‫الخادمة‬

‫تضع الؽداء فنظرت من حولً وقلت " أٌن البقٌة ؟؟ "‬

‫قلت وهً ترتب األطباق " السٌدة الكبٌرة لن تؤكل إال بعد ساعة من‬
‫تناول‬
‫الدواء والسٌدة قمر لم تفتح الؽرفة وقالت ال ترٌد والسٌد مروان فً‬
‫الحقل‬

‫الكبٌر ولن ٌعود قبل المؽٌب"‬

‫قلت وأنا أجلس " حسنا ً وال تقولً السٌدة قمر قولً زوجتك وأمام‬
‫الرجال‬

‫خصوصا ً قولً زوجة رابد ولٌس قمر وخذي لها الطعام لؽرفتها"‬

‫قالت ببرود وهً تؽادر " حاضر"‬

‫نظرت لؤلكل أمامً وشعرت بعدم الرؼبة فٌه رؼم أنً كنت أموت جوعا ً‬
‫فوقفت‬

‫وعدت لؽرفتً ثم خرجت وصعدت لؤلعلى ثم نزلت وقضٌت باقً النهار‬


‫بٌن‬

‫األرض والسماء تارة فً الطابق العلوي وتارة فً األسفل وتارة أخرى‬


‫أحوم حول‬

‫شرفة ؼرفتها كمن ضاع منه شًء ال ٌعرؾ أٌن ٌجده وال أجد فً كل‬
‫مرة سوى‬

‫جدتً تؽزل الصوؾ وتنظر لً ببرود‬

‫بعد المؽٌب انتقلت للحقل وأنهٌت الحرث ألشؽل بالً عنها بما أن مروان‬
‫الٌوم‬
‫سٌتؤخر هناك ولكً ٌرحمنً فً الؽد ‪ ,‬بعد أن أنهٌت العمل ونزلت من‬
‫المحراث‬

‫رأٌت سٌارته تتجه نحوي نزل منها وقال بابتسامة " من أٌن أتاك كل هذا‬
‫النشاط "‬

‫قلت ببرود " أنت من سٌنثر البذور ؼدا ومن ٌقلب األرض أٌضا ً فعملً‬
‫انتهى "‬

‫وؼادرت عابداً للمنزل استحممت وصلٌت العشاء ثم صعدت لؤلعلى‬


‫ووجدت جدتً‬

‫تجلس فً الصالة الداخلٌة وقمر معها تتكا على طرؾ األرٌكة مضجعة‬
‫فوقها‬

‫ترتدي بٌجامة قطنٌة زهرٌة اللون ببنطلون قصٌر عند الركبة وأكمام‬
‫قصٌرة تضع‬

‫ساق على األخرى وهً فوق األرٌكة وتمسك هاتفها فً ٌدها وعٌناها‬
‫علٌه وشعرها‬

‫مرمً خلؾ رأسها نازال على األرض ‪ ,‬اقتربت منهما وجلست فً‬
‫األرٌكة المقابلة‬

‫وعٌناي ال تؽادران جسدها ومبلمحها وعٌناها ال تؽادرن الهاتؾ فً ٌدها‬

‫هذا ما كان ٌنقصنً أنا أن ترتدي هكذا مبلبس وتجلس هكذا جلوس فوق‬
‫األرٌكة‬
‫قلت بعد صمت " قمر هذه المبلبس خفٌفة ال تناسب الجو هنا فالبرد‬

‫ٌؤتً قبل وقته وستمرضٌن "‬

‫لم تجب طبعا ً وهذا المتوقع منها وجاء الجواب من النابب قابلة‬

‫"ال دخل لك بها وبثٌابها متى ستقتنع أنها لم تعد شًء مملوك لك تتحكم‬
‫به كما ترٌد "‬

‫قلت بضٌق " جدتً الكبلم لها ولٌس لك وأنا ال أتحكم بها أنا أخاؾ على‬
‫صحتها "‬

‫قالت ببرود " وخاؾ على صحتك أنت تخرج وشعرك مبلبل‬

‫لتنسؾ السم الذي بدأ ٌقتل ربتٌك "‬

‫تنهدت بضٌق ونظرت للجانب اآلخر ثم أخرجت هاتفً وكتبت لها رسالة‬

‫فٌها ( تعلمت منك الحب النقً فبل تتعلمً منً القسوة والبرود فبل ٌلٌق‬

‫بؤنثى مثلك إال الرقة والعذوبة )‬

‫وأرسلتها لها لٌرن هاتفها معلنا ً وصولها ولم ٌؤتً منها الرد طبعا ً‬
‫فؤرسلت‬

‫(قمر دعٌنا نتحدث قلٌبلً أرجوك )‬

‫ْ‬
‫جلست ما أن قرأتها ورمت بالهاتؾ على األرٌكة وؼادرت لؽرفتها بل‬
‫لسجنها من‬

‫جدٌد ‪ ...‬نعم خدي بحقك منً ٌا قمر ‪ ,‬علمت اآلن بما كنتً تشعرٌن حٌن‬
‫كنت أتركك‬

‫ْ‬
‫نظرت لً جدتً وقالت بضٌق " هل‬ ‫وحدك وأسجن نفسً فً مكتبً ‪,‬‬
‫ارتحت اآلن‬

‫لقد تعبت إلقناعها بالخروج وجبت أنت لتفسد األمر ‪ ,‬لما ال ترحمها منك‬
‫"‬

‫قلت ببرود " وما فعلته أنا"‬

‫قالت بضٌق أكبر " ال تعتقد أننً جاهلة لهذه الدرجة ‪ ,‬انزل هٌا فمهمتك‬
‫انتهت‬

‫وها قد أعدتها لسجن نفسها "‬

‫قلت باستٌاء " لما ال تعطٌنً فرصة ولو واحدة ألشرح لها موقفً هل‬

‫بضنك أنا مرتاح وسعٌد "‬

‫قالت بحزم " رابد ارحمها منك كم مرة سؤقولها فالبارحة جاءتنً لتنام‬
‫معً كانت‬

‫فً حالة سٌبة وتتحدث عن الكوابٌس "‬

‫قلت بحرقة " وارحموها أنتم فالكوابٌس لن تتركها إال إن نمت معها‬
‫افهموها‬
‫وساعدونً إلرجاعها لً بدالً من وقوفكم ضدي "‬

‫قالت ببرود " لن أمنعك إن كانت هً ترٌد وقد طلبت منً بنفسها أن ال‬
‫أدعها‬

‫وحدها معك وقالت ال ترٌد التحدث معك فً شًء وشًء آخر ؼدا‬
‫ستكون أنوار‬

‫هنا فؤعطً قدمٌك قسطا من الراحة وال تصعد "‬

‫وقفت مستاء ونزلت لؤلسفل توجهت لؽرفتً وأرسلت لها ( أحبك قمر )‬
‫ورمٌت‬

‫الهاتؾ وخرجت بحثا عن الخادمة حتى وجدتها فقلت لها‬

‫"انتظري أرٌد سإالك عن بعض األمور "‬

‫نظرت لً باستؽراب فقلت‬

‫"هل ٌتناولون الطعام فً األسفل عادتا ً ؟ أعنً بعد قدوم قمر "‬

‫قالت " ال ‪ ...‬السٌدة الكبٌرة والسٌد مروان فً األسفل والسٌـ ‪ ...‬أعنً‬


‫زوجتك‬

‫فً األعلى وأحٌانا كثٌرة السٌدة الكبٌرة تؤكل معها وأؼلب الوقت ترفض‬
‫الطعام"‬

‫قلت " حسنا ً ومروان هل ٌنام فً األسفل"‬


‫قالت " نعم ال ٌصعد لؤلعلى أبداً "‬

‫تركتها وخرجت للخارج توجهت ال شعورٌا ً حٌث شرفة ؼرفتها وأخذت‬


‫مجموعة‬

‫حصى صؽٌرة وبدأت أرمٌها بها واحدة واثنتان وعشرة ولم تفتحها‬
‫فصفرت بصوت‬

‫عالً لمرات عدٌدة وببل فابدة ‪ ,‬جمعت بعض األزهار ورمٌتها لتسقط فً‬
‫الشرفة‬

‫ووقفت مستندا بالجدار أنظر للباب الموصد الذي كنت موقنا ً أنها لن‬
‫تفتحه‬

‫بعد وقت فتحت الباب ‪ ....‬قد تكون ضنت أنً ؼادرت ‪ ,‬كانت ترتدي‬
‫فستانا ً قطنٌا ً‬

‫ْ‬
‫نظرت بادئ‬ ‫قصٌراً وشعرها مفتوح تتبلعب به النسابم الخرٌفٌة الرطبة ‪,‬‬
‫األمر‬

‫ْ‬
‫نظرت نحوي بصمت وجمود‬ ‫لحٌت األزهار على أرضٌة الشرفة ثم‬

‫كان القمر مكتمبل وال ٌصعب علٌا رإٌة الدموع تلمع فً عٌنٌها‬
‫الواسعتٌن ٌعكسها‬

‫سمٌها وشبٌهها الوحٌد القمر ‪ ,‬صرخت ونظري علٌها‬

‫"قمر أحبك بجنون ووحدك فً قلبً أقسم لك "‬


‫ثم بدأت أؼنً لها نشٌد النحلة كان األمر جنونٌا ً ولكنً لم أكترث لشًء‬
‫وال‬

‫ْ‬
‫بدأت تمسح الدموع التً ؼلبتها ودخلت من جدٌد وأوصدت الباب‬ ‫ألحد ‪,‬‬
‫دون‬

‫أن ترحمنً وال بكلمة وال بؤن تؤخذ زهرة مما رمٌت لها ‪ ,‬تنهدت ونظرت‬
‫جانبا ً‬

‫فوجدت بعض الحراس قد اجتمعوا ٌستمعون لجنونً طبعا ً فصرخت‬


‫بضٌق‬

‫"إلى ما تنظرون وال ٌقترب أحد من هذا المكان حٌث هذه الشرفة مفهوم‬
‫"‬

‫توزعوا مبتعدٌن فً صمت أعلم أنهم سٌضربون كبلمً عرض الحابط‬


‫فهم هنا‬

‫لحماٌتها ولن استطٌع أمرها بتجنبهم ألنً لن أزٌد األمور إال سو ًء‬
‫فسؤحترق فً‬

‫داخلً وأشتعل وأكتمه هذا فقط ما فً ٌدي اآلن‬

‫عدت لؽرفتً تقلبت كثٌراً ولم أنم إال بعد وقت وصراع مع نفسً كً ال‬
‫أتصل بها‬

‫ألنً أعلم أنها لن تجٌب فاكتفٌت بؤن أرسلت لها ( تصبحٌن على خٌر‬
‫حبٌبتً )‬
‫عند الصباح الباكر كانوا ضٌوؾ الؽفلة هنا ال أعلم لما كل هذا النشاط‬
‫وما أن رأتنً‬

‫مرٌم حتى ركضت نحوي واحتضنتنً ودموعها ال تتوقؾ وهً تقبلنً‬


‫وكؤنً أنا‬

‫كنت مفقودا ولٌس قمر وما أن دخلنا حتى صعدتا لؤلعلى من فورهما‬
‫وبقٌنا نحن‬

‫فً األسفل ‪ ,‬كان صوت ضحكاتهم ولعب األطفال ٌصل لؤلسفل وكنت أنا‬
‫أقؾ عند‬

‫أول السبللم وأضرب بقدمً على أولى عتباته بضٌق وحٌدر ومروان‬
‫وأٌوب ٌجلسون‬

‫بعٌداً ٌتبادلون األحادٌث والضحكات حتى وصلنً صوت حٌدر منادٌا ً‬

‫"هٌه أنت ستكسر العتبة تعال واجلس معنا"‬

‫توجهت نحوهم ووضعت ٌداي وسط جسدي وقلت‬

‫"الم تجدوا أفضل من هذا الوقت لزٌارة جدتكم"‬

‫قال حٌدر مبتسما ً " الزٌارة لٌست لجدتً كما تعلم"‬

‫تؤففت فً صمت فضحك مروان وقال‬

‫"أحدهم كان ٌؽنً باألمس فً الخارج ولم أستطع النوم بسببه "‬
‫ضحكا كبلهما حتى تعبا من كثرة الضحك فنظرت له بضٌق وقلت‬

‫"هذا صدى صوتك ٌتكرر فً أذنك من كثرة ما كنت تؽنً لفرسك"‬

‫عادا للضحك مجدداً ونظر هوا لً بضٌق فقال أٌوب‬

‫"تبدوا أمورك وقمر معقدة"‬

‫تنهدت وهززت رأسً وقلت " جداً وأنتم زدتم األمر سو ًء فستجد‬

‫جدتً لها حلفاء ومساعدٌن وأولهم مرٌم "‬

‫قال حٌدر بتحدي " إذا علٌنا بهم إما نحن وإما هم "‬

‫قلت بضٌق " ال تفسدوا األمور أكثر بتحدٌكم لهم "‬

‫قال مادا قبضة ٌده لً " بل سننجح وننتصر علٌهم ونعٌدها لك"‬

‫ضربت قبضتً بقبضته وقلت " إذا تحالفنا علٌهم "‬

‫قال ضاحكا ً " هٌا أترك العتبة اآلن واجلس معنا "‬

‫أخرج حٌنها حٌدر هاتفه واتصل بزوجته واخبرها مختصرا‬

‫ال تنزعً حجابك أبداً ثم نظر لً وقال " أزلنا أول عقبة"‬

‫قلت مبتسما ً " جدتك وحدها العقبة هنا"‬


‫ضحك مروان قاببل " لما ال تتحجب زوجتك أٌضا ً من حقً‬

‫أن أنام فً ؼرفتً دابما ً"‬

‫نظرت له بضٌق وما أن فتحت فمً ألتحدث حتى سمعت صوتا ً صارخا ً‬

‫من األعلى ٌنادي باسمً فتركتهم وركضت جهة السبللم كالمجنون‬

‫مخرج الفصل للكاتبة حبٌبتنا ( كٌد )‬

‫من قمر لرابد‬

‫حٌن شكٌت حالً ألوراقً تبعثرت واكتظ دماإك بٌن أسطرها‬

‫تكسر بمجادٌؾ قسوتك‬


‫حٌن انزلق فكري إلٌك ّ‬

‫موم أنفاسك‬
‫س ِ‬ ‫ؼاب العلٌل فوق َ‬

‫ؼاب الربٌع عند محطة شتابك‬

‫هاهو شتا ٌء آخر ٌطوي برودته فوق جبٌنً وكل الفصول انطوت فً ُبعدك‬

‫المناخ حٌن ؼا َدرت تضارٌسً ‪ -‬أنت ‪ -‬منً وعنً*‬


‫ِ‬ ‫تكورت قبضة‬
‫ّ‬

‫ً‬
‫سهبل علٌك أن تقضمنً بٌن شفتٌك دون أن تبتلعنً وكؤننً‬ ‫كٌؾ كان‬

‫مرارةٌ قذ ْفتها بعد أن استشعرت طعمها ؟*‬


‫كٌؾ انحدر بنا القدر نحو هذا الفراق الذي لن أتمنى من بعدِه اقتراب؟‬

‫لن أقول أننً قد عفتك ‪ ,‬لكنّ قلبً قد امتؤل بجراحك التً آلمت حبً لك*‪.‬‬

‫لذا فلنبقى ُمفترق ٌْن‪ ,‬حتى ٌنبض قلبً بك وال ٌتوقؾ‪.‬‬

‫من رابد لقمر*‬

‫على أمل أنّ اللٌالً الباردات قد ٌزورها الدؾء ٌو ًما ما‬

‫على أمل أنّ السكون الذي أحٌاه س ٌُمؤل بؤنفاسك من جدٌد‬

‫على أمل عودتك ٌخط الحرؾ نفسه فوق قلبً لٌنفذ بٌن أحرؾ حبً لك‬

‫اآلن أدركت معنى الفراغ ونؽمة عطركِ تؽادر أنفً إال من ‪ -‬دمٌة*‪-‬‬

‫اآلن أدركت معنى االنتهاء وصوتكِ انتهى عن دؼدؼ ِة أذناي*‬

‫رسمنا القدر حبٌبٌن ال فراق بٌنهما لذا االنتظار ٌسكننً وٌتجذر فً‬
‫داخلً‬

‫معا‪ ,‬كنا واحدً ا وسنبقى واحدً ا ما دامت أحرؾ اسمكِ‬


‫معا وسنعود ً‬
‫كنا ً‬

‫ال تزال ُتنقش على صدري‪.‬‬

‫مشكورة حبٌبتً كٌد على كلماتك الرابعة لتكون ضمن فصول رواٌتً‬
‫الفصل القادم لقمر فكونوا بانتظارها ودمتم فً رعاٌة هللا وتوفٌقه‬

‫الفصل السابع والعشرون‬

‫بعد ذاك الٌوم الذي سقطت فٌه بٌن ٌدي رابد لم أفقد صحتً فقط بل‬

‫وكسر شًء فً قلبً ال أعلم إن كان للزمن قدرة على إرجاعه كما‬

‫كان فقد اكتشفت اآلن أن كل ما مررت به معه منذ تزوجنا كان‬

‫ٌحدث شقا ً صؽٌراً لٌتحول مع الوقت لصدع لٌنكسر فً النهاٌة‬

‫ولو لم تكن جدته خٌاري الوحٌد لما لجؤت لها وأنا موقنة من أنه‬

‫سٌؤتً إن علم بمكانً لٌستفسر عن باقً الحقٌقة أو لٌنهً انتقامه‬

‫أو لتستمر مسٌرة شفقته علً ‪ ,‬فما أن تنتهً مهمة والدي سؤرحل‬

‫معه لؤلبد ألعٌش بقلب مكسور ومرٌض ولكن حر وطلٌق‬

‫أخبرتنً الجدة الٌوم أن مرٌم وأنوار قادمتان ‪ ,‬كم كان خبراً مفرحا ً‬

‫وكم أشتاق لهما وخصوصا ً مرٌم فكم أحببتها وكم واست حزنً ووحدتً‬

‫حٌن تخلى عنً وتركنً لدٌها كالٌتٌمة التً ال أهل وال مؤوى لها‬

‫حٌنما سمعت صوت أبناءها فً الخارج ركضت لنافدة المطبخ ورأٌتها‬


‫تحضن رابد وتقبله وتبكً وكؤنها تهنبه بعودتً ‪ ,‬مرٌم كم أنتً طٌبة‬

‫حقا ً رؼم كل ما حدث ال تزال تضن أنه ٌحبنً ‪ ,‬أستؽرب تصرفاته هنا‬

‫لكن ٌصعب على قلبً تصدٌقه‬

‫ما أن دخلوا وسمعت صوت صراخ أبنابها وهم ٌصعدون السبللم‬

‫خرجت من فوري وما أن وقع نظري علٌها حتى ركضت باتجاهها‬

‫واحتضنا بعضنا حضا ً ال أقوى منه إال حزنً وال أحزن منه إال شوقً‬

‫لها ‪ ,‬بكٌنا طوٌبلً وكل واحدة منا تتمسك باألخرى بقوة وكؤنها ستدخلها‬

‫فً جوفها تشق ضلوعها وتدخل وال شًء سوى البكاء والعبرات‬

‫أحضنها بقوة وكؤنها هً من ماتت ولٌس أنا ‪ ,‬قلت ببكاء وأنا أزٌد من‬

‫احتضانً لها " مرٌم كم اشتقت لك ‪ ,‬سامحٌنً إن أخطؤت ٌوما ً فً حقك‬


‫"‬

‫قالت من بٌن عبراتها " بل أنا من تطلب منك السماح ‪ ,‬أقسم أنً كنت‬

‫أتعذب كل ٌوم قبل أن اعرؾ أنك على قٌد الحٌاة"‬

‫أمسكت أنوار بكتفً وقالت " قمر دعٌنً أسلم علٌك وكونا عادلتٌن"‬

‫ابتعدت عن مرٌم واحتضنت أنوار التً كانت تمسك طفلة بٌن ٌدٌها وما‬
‫أن احتضنتها حتى بدأت بالبكاء هً األخرى بل لتستمر مسٌرة بكاءها‬

‫التً بدأت منذ احتضنت مرٌم ثم ابتعدت عنها وقلت وأنا آخذ الطفلة منها‬

‫"هل هذه ابنتك كم هً جمٌلة"‬

‫قالت بابتسامة " نعم أنجبتها منذ ثبلث أشهر وعلمت أنها فتاة قبل أن‬
‫نعلم‬

‫أنك على قٌد الحٌاة فسمٌتها منذ ذاك الحٌن قمر كاسمك رؼم أنها ال‬
‫تشبهك أبداً"‬

‫قبلتها وقلت " بل أراها أجمل منً ‪ ,‬كم هً رابعة"‬

‫قالت بابتسامة " هذا ألنها سمٌتك فقط"‬

‫ضحكنا ثبلثتنا فقالت مرٌم " ومن أٌن ستكون مثلك ووالدها حٌدر"‬

‫قالت أنوار بضٌق " وما فً حٌدر ال ٌعجبك ثم ها أنتً أٌضا ً سلب‬

‫رابد كل وسامة والده وبقٌتً ببل جمال"‬

‫قالت مرٌم بنصؾ عٌن " لست كحٌدر ووالده طبعا ً"‬

‫أخذت أنوار ابنتها منً وقالت " ابنتً جمٌلة ووالدها كذلك ٌالكم من‬
‫سٌبٌن"‬

‫قلت بابتسامة " حسنا ً وما ذنبً أنا"‬


‫قالت ضاحكة " ذنبك أن زوجك ؼٌر راض حتى اآلن أن تؤخذ‬

‫اسمك ‪ ,‬ال أعلم حتى متى سٌحتكر كل شًء فٌك"‬

‫قلت مؽٌرة مجرى الحدٌث " هٌا تعالوا لحٌت الجدة أم لن تسلموا علٌها‬
‫"‬

‫خرجنا لها عند المجلس وجلسنا نتبادل األحادٌث حتى ؼادرت الجدة‬

‫من أجل تناول الدواء ألنه ٌسبب لها النوم لساعتٌن على األقل وبقٌنا‬

‫ثبلثتنا ال شًء سوى الضحك واالستمتاع ‪ ,‬بعد قلٌل ورد اتصال ألنوار‬

‫فؤجابت وقالت من فورها بتذمر " ولما فبل أحد هنا"‬

‫تم تؤففت وأنهت االتصال سرٌعا ً وؼطت شعرها فقالت مرٌم بحٌرة‬

‫"ما بك فبل رجال هنا" !!‬

‫قالت بابتسامة جافة " أوامر شقٌقك فٌبدوا ٌخاؾ أن ٌقفز أحد‬

‫حراس قمر من الخارج إلى هنا"‬

‫ضحكت مرٌم وقالت " إذا تحول المرض من رابد لحٌدر"‬

‫ضحكتا كلٌهما ولم استطع الضحك معهما ألن تلك الذكرٌات‬

‫قفزت أمامً جمٌعها ‪ ,‬قالت بعدها أنوار " قمر هل هم لحماٌتك من كل‬
‫شًء ؟"‬

‫قلت مبتسمة " ٌبدوا كذلك فلم أختبرهم حتى اآلن"‬

‫قالت بخبث " لما ال نجرب"‬

‫قلت بتوجس " ما تعنً بذلك" !!‬

‫وقفت وتوجهت نحوي وقالت " مرٌم تعالً ساعدٌنً"‬

‫نظرت لها بصدمة فؤمسكت ٌدي وسحبتنً منها وقالت " مرٌم هٌا"‬

‫اقتربت بً عند السٌاج وبدأ برفعً إلسقاطً منه وأنا أصرخ بهما‬

‫وهما واألطفال ٌضحكون علً ‪ ,‬لم ٌكن أحد فً األسفل استنجد به‬

‫وال من الحراس ألنهم ال ٌترددون كثٌراً على هذه الجهة لجلوسنا‬

‫الدابم فٌها ‪ ,‬كنت أترجاهما أن تتركانً ودون فابدة حتى صرخت‬

‫بكل صوتً ومن شدة ذعري " رااابد"‬

‫نادٌته عدة مرات على أمل أن تخافا من قدومه ولكن ما هً‬

‫إال لحظات وقالت صبا صارخة " خالً رابد تعال"‬

‫كنا فً الناحٌة األخرى البعٌدة عن الباب فما أن سمعاها حتى تركتانً‬

‫وعادتا للجلوس وكؤن شًء لم ٌكن ‪ ,‬دخل حٌنها علٌنا المجلس ونظر لً‬
‫بخوؾ وحٌرة ونفسه ٌلهث من الركض ثم نظر لهما وقال " ما بكم ؟؟"‬

‫قالت مرٌم بهدوء " ما بنا !! ال شًء طبعا ‪ ,‬ما بك أنت"‬

‫نظر لً وأنا واقفة بمقربة السٌاج وٌدي على صدري وقال‬

‫"هل كنتً تنادٌننً ؟؟"‬

‫هززت رأسً ببل دون كبلم فقال " سمعت صوتك ‪ ...‬قمر تكلمً ما بك"‬

‫نظرت لؤلسفل وعضضت شفتً السفلى بارتباك وأنا ابعد طرؾ شعري‬

‫عن وجهً فقال بجدٌة " مرٌم تكلمً"‬

‫قالت ضاحكة " قلنا ال شًء رابد ما بك ؟"‬

‫أشار لً بإصبعه ونظره علٌهما وقال بحدة‬

‫"سمعتها تستنجد بً كان صوتها فإن أخطؤته أذناي لن ٌخطبه قلبً"‬

‫رمت مرٌم بٌدها وقالت ببلمباالة " ٌبدوا قلبك قد هٌا له ذلك"‬

‫نظر جهة صبا التً تهددها مرٌم بٌدها فقالت ضاحكة وهً تشٌر‬

‫بٌدها للسٌاج " كانوا سٌوقعونها من هناك"‬

‫نظر لهما بحدة وقال موجها ً كبلمه لمرٌم‬


‫"لدٌك فرٌق أبناء وزوج وخال أٌضا ً وحتى جدة لتوقعٌهم‬

‫ألم تجدي ؼٌر زوجتً"‬

‫قالت مبتسمة " كنا نود اختبار حرسها الشخصً"‬

‫قال بؽضب " هل جننتً أال تعلمٌن بحالة قلبها"‬

‫دخلت حٌنها الجدة التً ٌبدوا أنها لم تتناول الدواء بعد وقالت‬

‫"ما بك تصرخ وما الذي جاء بك هنا أال تعلم أنه ثمة امرأة‬

‫ؼرٌبة عنك قد تكون ببل حجاب"‬

‫قال ببرود " أنوار متحجبة ها هً أمامك"‬

‫نظرت لنا وقالت " اتصل مروان ٌقول أن الحرس مجتمعٌن عند الباب‬
‫ومنعهم‬

‫بؤعجوبة من الصعود وٌقولون أن قمر تصرخ فً األعلى هل هذا صحٌح‬


‫"‬

‫قالت مرٌم " آسفون كنا نتسلى فقط"‬

‫قال رابد بضٌق " ال تتسلً بزوجتً ثانٌتا"‬

‫ثم توجه نحوي فؤنزلت رأسً أرضا ً فوقؾ أمامً مباشرة ومرر‬

‫أصابعه على خدي وأحنى رأسه لً لٌصبح وجهه عند وجهً وقال‬
‫بهدوء قلق " قمر هل تشعرٌن بشًء ؟"‬

‫قلت بهمس " ال"‬

‫أبعد شعري خلؾ أذنً وقبل خدي وؼادر من فوره لٌتركنً كورقة من‬

‫أوراق هذا الخرٌؾ تسقط جافة على تلك التربة الباردة ال تعلم ما معنى‬

‫وجودها فً هذه الحٌاة ‪ ,‬قالت حٌنها الجدة بؽضب‬

‫"وهل أنتم أطفاالً كل واحدة منكما بؤبنابها وتفعلون هذا الجنون ‪ ,‬ماذا‬
‫لو‬

‫مرض قلبها من الخوؾ أال تعلمون أن قلبها ضعٌؾ ‪ ,‬كم مرة سنضٌعها‬

‫منا ‪ ,‬كم مرة سنكون السبب فً هبلكها"‬

‫تم دخلت تردد بضٌق " ما أنا موقنة منه أنكم ستسودون وجهً أمام‬

‫والدها وتقتلوننً بسبب تؤنٌب الضمٌر"‬

‫وما أن اختفت حتى قالت مرٌم بضٌق ناظرة جهة أنوار‬

‫"أكلنا كل أنواع التوبٌخ بسببك أنوار هانم"‬

‫ضحكت أنوار وقالت " وما كان ٌدرٌنً أنها ستستنجد به وأنه‬

‫سٌلتقط ذبذبات صوتها المنخفضة"‬


‫ثم نظرت باتجاهً وقالت " آسفة ٌا قمر نسٌت أمر قلبك ‪ ,‬لم أكن أقصد‬
‫"‬
‫رن حٌنها هاتفً فكان المتصل والدي ‪ ,‬فاجؤنً األمر ألنه قال لن ٌتصل‬
‫إال‬

‫للضرورة القصوى ‪ ,‬أجبت فقال قلقا " قمر هل أنتً بخٌر ! لما كنتً‬
‫تصرخٌن ؟"‬

‫قلت " أنا بخٌر أبً اطمبن كنت وأقارب للجدة نتسلى ‪ ,‬فقط هذا ما فً‬
‫األمر"‬

‫قال من فوره " حسنا ً ولكن الحراس سمعوا صراخك ‪ ,‬هم هناك لحماٌتك‬

‫بنٌتً كما تعلمً لقد أعطٌتهم أوامر منذ البداٌة أن ال ٌتعرضوا لسكان‬
‫المنزل‬

‫وال أقاربهم وزوارهم المعتادٌن من أجل التكتم لذلك امتثلوا إلٌقاؾ ابن‬
‫العجوز‬

‫لهم لقد تحدث معه بنفسً ‪ ,‬قمر اعتنً بصحتك جٌداً صؽٌرتً"‬

‫قلت بهدوء " حسنا ً أنا آسفة"‬

‫قال بصوت مبتسم " ال بؤس بلؽً الجدة سبلمً وداعا ً اآلن"‬

‫قلت بهدوء هامس " وداعا ً واعتنً بنفسك"‬

‫أؼلقت الهاتؾ فقالت مرٌم " ٌبدوا تسببنا بمشكلة كبٌرة"‬


‫جلست وقلت " الحراس اتصلوا بوالدي حٌن منعهم خالك من الصعود"‬

‫قالت أنوار " آسفة حقا ٌالً من ؼبٌة"‬

‫قلت بابتسامة " ال علٌك تسلٌتما قلٌبلً بً واختبرنا سمع الحراس"‬

‫ضحكت مرٌم وقالت " بل اختبرنا أذنا رابد"‬

‫قلت بخجل " أردت إخافتكما فقط بمناداتً له ولم أتصور أن ٌسمعنً"‬

‫قالت أنوار بخبث " لما ال نختبر سمع أٌوب أٌضا ً"‬

‫ضحكت مرٌم وقالت " أشك أن ٌتحرك من مكانه وسٌقول فً‬

‫نفسه لعلها تموت وأتزوج بؤخرى"‬

‫ضحكنا جمٌعا ً فقالت أنوار " حتى إن سمعك أحدهم سٌقول له أنت‬

‫تتوهم فقط أجلس وال تتعب نفسك"‬

‫وأمضٌنا الوقت على هذا الحال حتى المساء ونحن والجدة فً ضحك‬

‫مستمر ‪ ,‬كم أسعدنً وجودهما وأشعرنً أنً لست وحٌدة وال أحد‬

‫ٌهتم بً ‪ٌ ,‬بدوا أنً خرجت من الماضً بؤشٌاء جٌدة كما السٌبة‬

‫كنت أجلس وحدي فً المجلس مقتربة من السٌاج ومتكبه علٌه فؤنوار‬


‫الجو بارد على ابنتها لٌبل وعلٌها أن تنومها ومرٌم فً األسفل منذ‬
‫ساعات‬

‫مع الرجال فهً الوحٌدة التً ٌمكنها التجول فً األسفل براحه ‪ ,‬كم هً‬

‫محظوظة ‪ ...‬زوجها وشقٌقاها وخالها لما أنا وحٌدة وحتى والدي ظهر‬

‫لٌختفً من جدٌد وال أقارب لً سوى خالً وزوجته ال بارك هللا فً قرابة‬

‫كهذه وعمتً التً تسافر أكثر مما تقٌم هنا ‪ ,‬سمعت خطوات تقترب منً‬

‫تم صوت رابد ٌقول " قمر الجو بارد هنا حبٌبتً لما تحبٌن هذا"‬

‫ؼمرت وجهً فً ذراعً متكبة علٌها ولم أتكلم فجاء صوت مرٌم قابلة‬

‫"زوجك هذا لم ٌدعنا نجلس فً األسفل براحتنا فادخلً لٌرتاح"‬

‫قلت بهدوء " ال أرٌد الجدران لقد سبمت منها"‬

‫قالت مرٌم " هٌا إذا انزلً معنا فؤنوار فً األسفل أٌضا ً والجو فً‬

‫الخارج رابع مع هذه النسمات الباردة"‬

‫قلت بعد صمت " ال رؼبة لً ‪ ...‬شكراً"‬

‫قالت بتذمر " قمر جدتً لم ترضى أن تبقً وحٌدة وال أن ٌبقى رابد‬

‫معك ‪ ,‬نرٌد أن نكون مجتمعٌن وأنتً أولنا"‬


‫رفعت رأسً ببطء وقلت مولٌة ظهري لهما " آسفة أعلم أنً مصدر‬
‫إزعاج"‬

‫قال رابد " قمر لما تقولٌن هذا ‪ ,‬إن كان ألجلً ال ترٌدٌن النزول‬

‫أدخل أنا ولكن ال تبقً هنا وحٌدة"‬

‫وقفت ورأسً لؤلسفل وقلت وأنا أمر بجوارهما " سؤلحق بكما بعد قلٌل‬
‫"‬

‫تم توجهت من فوري لؽرفتً ألن الدموع ؼلبتنً وال أعلم لما ترٌد‬
‫الخروج‬

‫كلما اقترب منً وسمعت صوته لما اآلن فقط صرت حبٌبته وفً الماضً‬

‫احتجتها أكثر وبخل بها علً ‪ ,‬لما اآلن فقط ٌهتم بً وحٌن كنت ببل سند‬

‫ؼٌره كان هوا سبب تعاستً وكنت آخر ما ٌهمه‬

‫بكٌت كثٌراً بمرارة كعادتً التً لم ٌؽٌرها حتى موتً وعودتً للحٌاة‬

‫ثم ارتدٌت فستانا ً طوٌبلً وحجابا ً ونزلت لؤلسفل ثم خرجت للخارج‬

‫كانوا ٌجلسون على بساط على األرض فاقتربت منهم ألقٌت التحٌة‬

‫بهدوء وجلست بجانب الجدة وما أن وقعت عٌناي على رابد الذي‬

‫كان ٌنظر لً حتى رأٌت فً عٌنٌه نظرة حزن واستفهام ‪ ,‬مإكد الحظ‬
‫على عٌناي أنً كنت أبكً فؤبعدت نظري عنه ومضى الوقت ٌتبادلون‬

‫األحادٌث وأنا فً صمت ٌشاركنً رابد فٌه ‪ ,‬نظر أٌوب للخلؾ وقال‬

‫"حركة الحراس انتقلت هنا على ما ٌبدوا لقد كثر عددهم"‬

‫قال حٌدر بضٌق " أال ٌرون أن النساء مجتمعات هنا علٌهم احترام‬
‫المكان"‬

‫نظرت لؤلسفل بحزن وقال رابد " هم مكلفون بمهمة وأنت‬

‫أكثر من ٌعلم عن األوامر فً الجٌش"‬

‫قلت بهدوء وعٌناي على ٌداي فً حجري " أخبرتكم أنً ال أرٌد مضاٌقة‬
‫أحد"‬

‫قال حٌدر " أنا آسؾ ٌا قمر لم ٌكن قصدي ذلك ولكن حتى‬

‫أنتً مإكد ال تحبٌن خنقهم لك"‬

‫رفعت هاتفً وأجرٌت اتصاال فؤجاب صاحبه من فوره فقلت‬

‫"مرحبا ً سٌد نزار أعذرنً هبل طلبت من رجالك االبتعاد عن‬

‫مكان جلسونا ‪ ,‬ال تخافوا سؤكون بخٌر"‬

‫قال " حسنا ً سٌبتعدون عن أنظاركم ولكن لن تبتعدي عن‬


‫نظرهم ‪ ,‬اعذرٌنً األوامر هكذا"‬

‫قلت باختصار " حسنا ً شكراً لك"‬

‫وأؼلقت الهاتفً وما هً إال لحظات وابتعدوا جمٌعهم وقالت مرٌم‬

‫ضاحكة " كم أنتً محضوضة ٌا قمر وكؤنك فً فٌلم بولٌسً"‬

‫قلت بابتسامة حزٌنة " محضوضة بماذا ؟ بؤن حٌاتً عرضة للخطر أم‬

‫بؤن والدي الذي وجدته بعد سنٌن حٌاته فً خطر كبٌر وقد ٌؤتٌنً خبره‬

‫فً أي لحظة وقد بات وباء ال ٌمكنه االقتراب منً وأنا أحوج الناس‬

‫إلٌه ‪ ,‬أم بؤنه ال ٌمكننً حتى الركض للهرب من أي خطر ٌواجهنً"‬

‫سكت الجمٌع وكؤن كلماتً سببت لهم خرسا فنزلت منً دمعتان‬
‫مسحتهما‬

‫وقلت بعبرة " أم محضوضة بؤن كل من ٌدخل حٌاتً ال ٌزٌدها إال حزنا ً‬

‫ولم ألقى فً حٌاتً إال الذل والطرد والتهمٌش"‬

‫وقؾ حٌنها رابد وابتعد عنا حتى وصل عند الشجر ووقؾ هناك مستنداً‬

‫على إحداها بٌد و ٌدخن سٌجارة باألخرى وٌسعل بٌن كل رشفة والتالٌة‬

‫فقال حٌدر بضٌق " ال أعلم متى سٌترك هذا الداء القاتل وٌؤخذ العبلج‬
‫سوؾ ٌقضً على نفسه بإرادته ‪ ,‬ال أفهم كٌؾ ٌفكر"‬

‫قالت مرٌم ونظرها علً " ٌبدوا لم ٌعد ٌرٌد الحٌاة لذلك ال ٌتمسك بها"‬

‫عدت لصمتً وعادوا للتحدث عن مروان وعن تؽٌبه اآلن وعن سهرته‬

‫وأصدقابه لٌلة كل جمعة ورابد مكانه وعلى حاله ‪ ,‬بعد وقت وقفت مرٌم‬

‫وتوجهت نحوه ‪ ,‬كانوا بعٌدٌن ولكنه من الواضح لمن ٌراهما أن ٌرى‬


‫أنها‬

‫تتحدث معه بحدة وهوا ٌتجاهلها ثم عادت ناحٌتنا وجلست وقالت بضٌق‬

‫"أعقاب السجابر تحته فً كل مكان وهوا ٌعاند وٌقول أنه مرتاح هكذا"‬

‫قال أٌوب " معتادٌن التدخٌن هكذا دابما ً إن تضاٌقوا ٌدخنون بشراهة"‬

‫قال حٌدر " منذ شهور وهوا على حاله هذه حتى تضررت ربته‬

‫وإن استمر هكذا فسٌموت"‬

‫شعرت حٌنها بقلبً ٌتمزق ‪ ,‬قمر ٌا بلهاء ٌكفٌك حتى هنا ٌكفً‬

‫تثاءبت أنوار فقال حٌدر بضٌق " ما بك لقد أشعرتنً بالنوم"‬

‫قالت بضٌق أكبر " أخبرتك أنً أرٌد النوم لكنك أصررت على نزولً‬
‫معكم"‬

‫وقفت ووقؾ هوا بعدها تبعها وتوجها للداخل ووقفت الجدة بعد قلٌل‬
‫واعتذرت لتخلد للنوم وقالت " قمر هل ستصعدٌن اآلن"‬

‫قالت مرٌم من فورها " ال سنتسامر قلٌبلً"‬

‫قالت مؽادرة " إذا اصعدا معا ً"‬

‫ابتعدت عنا فنظرت مرٌم جهة أٌوب وقالت " تبدوا عٌناك حمراوان‬
‫وستنام"‬

‫ضحك وؼادر فً صمت وبقٌت أنا وهً وحدنا ‪ ,‬كانت تتحدث فً أمور‬
‫شتى‬

‫عن المزرعة والخرٌؾ والربٌع فٌها وأنا أشاركها بعض األحٌان ألنً‬
‫وحدي‬

‫معها ثم نظرت جهة رابد وقلت " وحتى متى سٌبقى هناك وهكذا ؟"‬

‫قالت رافعة كتفٌها " ال أعلم ؟ قد ٌبقى حتى ٌسقط مٌتا ً مكانه"‬

‫تم تنهدت بعدها وقالت بحزن " أنتً ال تعلمً ما مر به وقت ضننا‬

‫أنك مٌتة ‪ ,‬كنا نشك أننا سنفقده أٌضا ً"‬

‫قلت بعد صمت " أنا ال أفهم شقٌقك ٌا مرٌم ! ما ٌرٌده منً اآلن بعد أن‬

‫كان ٌرمً بً علٌك لٌتخلص من مسبولٌتً ووجودي معه ‪ ,‬بعدما كان‬

‫ٌحرقنً ألذوب كالشمعة لتضًء له ‪ ,‬بعدما كان ٌنتقم منً على الماضً‬
‫و" ‪......‬‬

‫قاطعتنً قابلة " أنظري إلٌه ٌا قمر"‬

‫بقٌت أنظر لها بصدمة فقالت بجدٌة " أنظري باتجاهه هل هذا حال ٌسر‬
‫أحد"‬

‫نظرت له فكان ٌسعل بقوة والسٌجارة فً ٌده فوصلنً صوتها قابلة‬

‫"ال أطلب منك مسامحته ٌا قمر فؤنتً محقة فً ؼضبك منه لكن ارحمٌه‬

‫اآلن وأنتً تعلمً أنه وحدك من ٌمكنها جعله ٌتوقؾ عن التدخٌن‬


‫والسعال‬

‫المتواصلٌن تحت تلك الشجرة فبل تكونً وهً سواء وال ترتكبً خطؤه‬
‫فً‬

‫حقك سابقا ً فهوا كان بالفعل ٌخاؾ علٌك حٌن كنتً تمرضً ولم ٌكن ٌعلم‬

‫بؤنك تموتٌن أما اآلن فؤنتً على علم بحاله"‬

‫أنزلت رأسً أرضا ً ودموعً تتساقط على ٌداي وقلت بعبرة‬

‫"لما أنا من تلقً باللوم علٌها وأنتً أكثر من علم بحالً حٌنها ٌا مرٌم‬
‫"‬

‫قالت بهدوء " أقسم أن قلبك ال ٌطاوعك تتركٌه هكذا ‪ ,‬هٌا ٌا قمر اذهبً‬
‫إلٌه"‬
‫بقٌت فً جلوسً وصمتً للحظات ثم مسحت دموعً وتوجهت نحوه‬

‫كان ٌسعل بشدة والسٌجارة فً ٌده ٌمسك بها عنقه من الخلؾ والٌد‬
‫األخرى‬

‫على صدره ‪ ,‬رفعت ٌدي وأخذتها من أصابعه ورمٌتها أرضا ً وحٌنها‬


‫التفت إلً‬

‫نظر لً مطوالً ثم مد أصابعه ومسح بها على رموشً وقال " ال تبكً ٌا‬
‫قمر"‬

‫أنزلت رأسً لؤلسفل وقلت بهدوء " توقؾ عن التدخٌن وعد هناك"‬

‫أمسك ذقنً بؤصابعه ورفع وجهً إلٌه وقبل شفتاي قبلة صؽٌرة لتعود‬
‫لً كل‬

‫ذكرى قببلت شفتٌه فسافرت بنظري لؤلرض فقال " هكذا ٌمكننً التوقؾ‬
‫"‬

‫تم ؼادر أمامً عابداً حٌث كنا نجلس ‪ ,‬وصل عند مرٌم همس لها شٌبا ً‬

‫فً أذنها فابتسمت وقالت له شٌبا ً بهمس ثم ؼادر هوا للداخل ‪ ,‬وصلت‬

‫عندها وقلت " فٌما كنتما تتهامسان"‬

‫ور َثك رابد عاداته السٌبة"‬


‫ضحكت وقالت " ٌبدوا لً ّ‬

‫نظرت لها بضٌق وقلت " مرٌم ال أرٌد أن أضن بك ضنا سٌبا ً فؤخبرٌنً‬
‫ما قاله لك"‬

‫قالت بابتسامة " قال لً اعتنً بها جٌداً فقط"‬

‫نظرت لها بتشكك فضحكت وقالت‬

‫"أقسم أنه قال ذلك وقال أٌضا ً شكراً لك ٌا مرٌم وال أعلم لما"‬

‫قلت بضٌق " ألستما متفقان على ما حدث"‬

‫هزت رأسها ببل وقالت مصدومة " لم ٌحدث ولم ٌخطر فً بالً ذلك"‬

‫بقٌت أنظر لها ببرود فقالت بضحكة " هناك جملة كنت أقولها له فً‬
‫الماضً حٌن‬

‫ٌستجوبنً مثلك اآلن وأخشى أن أقولها عنك وتؽضبً منً وتستدعً لً‬
‫حراسك"‬

‫قلت باستؽراب " لم أفهم" !!‬

‫وقفت وقالت " أقسم أنك الزلت متٌمة به"‬

‫وهربت مسرعة جهة المنزل ‪ ,‬هذه المحتالة طوٌلة اللسان صرخت بها‬

‫"لن أدخل وستري حسابك مع جدتك ألم توصك"‬

‫وقفت والتفتت ناحٌتً وقالت وهً عند الباب " سؤرسل رابد لٌبقى معك‬
‫"‬
‫وما أن التفتت لتدخل حتى قلت وأنا أتوجه نحوها مسرعة " مرٌم‬
‫انتظري"‬

‫لحقت بها وصعدت لؤلعلى توجهت لؽرفتً وما أن وضعت ٌدي على‬

‫مقبض الباب حتى سمعت صوت ٌنادٌنً التفتت وابتسمت لصاحب‬

‫الصوت وقلت " ألم تنامً بعد جدتً"‬

‫اقتربت وقالت " لن أنام قبل أن اطمبن أنك فً ؼرفتك ‪ ,‬قمر ٌا ابنتً‬

‫إن كنتً ترٌدٌن النوم معً ال تخجلً أعلم أنك ال ترتاحٌن فً نومك"‬

‫قلت بابتسامة " شكراً لك ٌا جدتً لن ٌتؽٌر األمر فً ؼرفتك أم ؼرفتً"‬

‫قالت بهدوء " هل صحٌح أنك ال ترٌن الكوابٌس ورابد ٌنام معك"‬

‫نظرت لؤلرض وقلت بحزن " نعم"‬

‫تنهدت وقالت مؽادرة " سامح هللا الكوابٌس ورابد أٌضا ً ال أعلم كٌؾ‬

‫تكون الرحمة من العذاب بعذاب آخر"‬

‫ابتسمت بحزن لكلماتها ودخلت ؼرفتً وما أن وصلت سرٌري حتى رن‬

‫هاتفً بنؽمة رسالة ‪ ,‬أعلم أنها منه فبل والدي وال عمتً وابنتها‬
‫ٌستطٌعون‬

‫االتصال بً ومإكد تصبحٌن على خٌر ألنها أصبحت شٌبا ً ضرورٌا ً ‪ ,‬لم‬
‫ٌتذكرنً سابقا ً برسالة ‪ ...‬ال وكان ال ٌحب سماع صوتً فً الهاتؾ‬

‫هل كان ٌلزم أن أموت لٌشعر بً ‪ ,‬دخلت السرٌر وؼطٌت كامل جسدي‬

‫باللحاؾ كعادتً ‪ ,‬ال أعلم لما معه فقط استؽنً عن كل هذه األمور التً‬

‫ال أنام إال بها وال أستٌقظ إال عن طرٌقها وكؤن عللً النفسٌة القدٌمة‬

‫تتحكم بكل شًء ٌخص نومً وهوا ٌتحكم بتلك األمور ‪ ,‬كان حلمً‬

‫دابما ً بخالً وزوجته والهوة التً أقع فٌها وركضها خلفً بوجه بشع‬

‫لتزداد اآلن بوالدي ٌموت وأنا أركض له وهً تمسكنً كً ال أذهب‬

‫إلٌه وانقده ‪ ,‬تنهدت بضٌق ثم قرأت أذكار النوم كثٌراً حتى سافرت‬

‫فً نومً ‪ ,‬مر بعدها ثبلث أٌام ال أحد ؼٌرنا نحن النساء فً المنزل‬

‫فمروان أخذ الرجال معه لحقول الشعٌر وسٌعودون نهاٌة األسبوع‬

‫وهوا سٌبقى هناك ‪ ,‬كانت مرٌم وأنوار فً ساحة الخٌول وأنوار‬

‫تحاول مسابقة مرٌم بالخٌل وأنا وأطفال مرٌم نشاهدهما عند السٌاج‬

‫لم أتخٌل أن مرٌم ماهرة هكذا فً ركوب الخٌل ‪ ,‬أبناء مرٌم كانوا‬

‫ٌشجعونها وأنا أضحك على صراخهم حتى شعرت بٌد تلتؾ حول‬
‫خصري فشهقت مذعورة وقلبً كاد ٌتوقؾ من الخوؾ لكنً علمت‬

‫فوراً من ٌكون صاحبها من الشفاه التً قبلت خدي والكلمات التً‬

‫همست فً أذنً قابلة " اشتقت إلٌك قمري"‬

‫كنت أتنفس بقوة من تؤثٌر الخوؾ فابتعد عنً قلٌبلً ووقؾ‬

‫بجانبً وقال " آسؾ هل أفزعتك"‬

‫لذت بالصمت فنظر جهتهما وقال واضعا ً ٌدٌه على السٌاج‬

‫"آسؾ ٌا قمر وحدي السبب فً حرمانك من كل هذا ‪ ,‬لٌت‬

‫بإمكانً إرجاع الزمن للوراء"‬

‫قلت ونظري للبعٌد حٌث ؼروب الشمس‬

‫"ال ٌهم فكل هذا أصبح عندي ال ٌساوي شٌبا ً"‬

‫نظر لوجهً مطوالً ثم نظر حٌث أنظر وقال‬

‫"لماذا أرد ِ‬
‫ت الموت على ٌدي ٌا قمر لماذا ؟؟"‬

‫قلت بابتسامة حزٌنة " لسبب لن تفهمه ٌا رابد"‬

‫نظر لؤلرض تحته وقال بحزن " بلى أفهمه وأعٌشه أٌضا ً"‬

‫نظرت له باستؽراب فنظر لً وقال بابتسامة " أحبك ٌا قمر"‬


‫تم نظر للسماء وقال " أحبها ٌا رب لما هً ال تصدق ذلك"‬

‫ولٌته ظهري ألؼادر فلم أشعر سوى بٌده تسحبنً نحوه وأوقفنً أمامه‬

‫عند السٌاج ووضع ٌدٌه علٌه ممسكا ً أولى خشاباته وأنا بٌنهما ثم انحنى‬

‫حتى وضع ذقنه على كتفً وقال هامسا ً " لما ال نركبه سوٌا ً ونسٌر به‬
‫ببطء"‬

‫لذت بالصمت ألن الكلمات عبتا ً سؤحاول أن أخرجها فً تلك الحالة‬

‫ال أعلم لما ٌفعل هذا ولما ال ٌفهم رفضً له وٌبتعد ‪ٌ ,‬بدوا أنً لو فعلت‬

‫سابقا ً مثل ما ٌفعل اآلن لكسبت قلبه بدالً من التشاجر معه على الدوام‬

‫لقد أهنته البارحة أمامهم جمٌعا ً ولم ٌتكلم ‪ ,‬كنت أنا فً الماضً أبرد‬

‫على قلبً برد اهانته وال أجنً شٌبا ً ولكن هل كان سٌجدي هذا معه ؟‬

‫ال أعتقد ‪ ,‬بعدما طال صمتً عدل وقفته مستقٌما ً وأبعد ٌدٌه عن‬

‫السٌاج وطوق بهما خصري بقوة فؤؼمضت عٌناي بشدة محاولة‬

‫منع دموعً من النزول ثم قلت " رابد نحن فً الخارج إن نسٌت"‬

‫قبل رأسً وقال " لم أنسى"‬

‫قلت " هبل شرحت لً كل هذا"‬


‫قبل رأسً مجدداً وقال " ماذا بالتحدٌد"‬

‫قلت " كل تصرفاتك"‬

‫قبل رأسً أٌضا ً وقال " لما لم تخبرٌنً عن ؼٌداء وما قالته لك"‬

‫قلت بابتسامة سخرٌة " وهل كنت ستصدقنً ‪ ,‬كنت ستعاملنً‬

‫أسوء من تلك المعاملة السٌبة"‬

‫قال بعد صمت طوٌل " قمر سامحٌنً"‬

‫أمسكت ذراعٌه المطوقة لخصري بقوة وقلت بحزن " كٌؾ ؟؟"‬

‫قرب شفتٌه من خدي وقال بهمس " أال أمل أبداً"‬

‫ضحكت ضحكة حزٌنة وقلت " مإكد تذكر ما أجبتنً حٌن سؤلتك‬

‫سإال مشابه لهذا فً رحلة البحر"‬

‫لعب بؤنفه على خدي ثم قبل كتفً وقال بهدوء " ال أذكر أننً أجبتك عنه‬
‫"‬

‫قلت بحزن " صمتك وحده كان ٌكفً"‬

‫ثم أبعدت ذراعٌه عنً وقلت مؽادرة‬

‫"ما أن ٌرجع والدي سؤؼادر معه ‪ ...‬ولؤلبد"‬


‫عدت للمنزل ودخلت وأنا أمسح الدموع التً ال تتوقؾ ووجدت الجدة‬

‫تجلس هناك فتوجهت نحوها من فوري وجلست بجوارها ورأسً فً‬

‫حضنها أبكً بمرارة وهً تمسح على وجهً وتقول‬

‫"قمر ما بك ٌا ابنتً من أزعجك ؟"‬

‫كنت أبكً وأشهق بعبرات دون كبلم وهً تحاول تهدبتً ‪ ,‬بعد وقت‬
‫دخلت‬

‫مرٌم وأنوار واألطفال راكضٌن فقالت الجدة " ما بكم من ٌركض خلفكم !‬
‫"‬

‫قالت مرٌم " المطر ٌنزل فً الخارج بؽزارة لقد تبللنا"‬

‫ثم نظرت ألبنابها وقالت " هٌا بسرعة لنؽٌر ثٌابكم قبل أن تمرضوا"‬

‫ثم صعدوا جمٌعهم لؤلعلى ودخل حٌنها رابد ولكنه لم ٌكن مبتبلً‬

‫هل كان هنا عند الباب أم ماذا !! توجه ناحٌتنا وجلس وقال ونظره‬

‫لؤلرض " قمر هبل تابعنا حدٌثنا اآلن"‬

‫أشحت بنظري عنه وقلت " لقد انتهى"‬

‫نظر لً وقال " أنتً زوجتً ٌا قمر وأنا لن أطلقك"‬


‫قالت جدته بضٌق " متى أتٌت أنت وكم مرة نبهتك عن االستفراد بها هلـ‬
‫" ‪.....‬‬

‫بترت كلماتها حٌن أمسكت قلبً وانحنٌت لؤلسفل بسبب األلم فٌه‬

‫فؤمسكتنً وشعرت بٌد رابد تنزع حجابً تم رفع وجهً له وقال‬

‫"قمر هل أنتً بخٌر ؟"‬

‫عدت بوجهً لؤلسفل وقلت بصوت مخنوق " هذا طبٌعً"‬

‫قال بحدة " هذا كان كبلمك فً السابق ولم تكن حقٌقة"‬

‫قلت بتؤلم " لم تعد صحتً كما كانت وهذه النوبات ستبلزمنً"‬

‫شعرت حٌنها بٌدٌه تسحبانً نحوه وتضماننً فً حضنه بقوة ونقاش‬

‫بٌنه والجدة عن نقلً للمستشفى ولم أكن أفهم منه إال القلٌل ‪ ,‬كنت‬
‫أحاول‬

‫كتم آهاتً حتى هدأ األلم قلٌبلً لٌتحول لبكاء ‪ ,‬كان ٌشدنً لحضنه بقوة‬

‫محاوالً تهدبتً وهوا ال ٌعلم أنه بهذا ٌبكٌنً أكثر حتى قلت بصوت‬

‫مبحوح " لقد تعبت ‪ ...‬لما لم أمت لما"‬

‫ارتخت حٌنها ٌداه عنً ووقؾ وخرج للخارج وأؼلق الباب ‪ ,‬بقٌت‬

‫أبكً لوقت حتى هدأت ونزلت حٌنها مرٌم وقالت " هل رابد فً الخارج‬
‫"‬

‫قالت جدتها " ٌبدوا ؼادر منذ وقت"‬

‫قالت " ال سمعت سعاله اآلن وأنا أساعد الخادمة فً‬

‫إدخال مبلبس األطفال من الشرفة"‬

‫قالت الجدة ببرود " إذا هوا ٌمزق ربتٌه تحت مضلة الباب"‬

‫خرجت له ثم عادت وقالت وهً تتجه لؤلعلى‬

‫"سٌموت وٌرتاح وعله ٌرتاح بموته"‬

‫وقفت حٌنها الجدة وصعدت لؤلعلى وتركتنً فتنفست بقوة ثم خرجت‬

‫له ‪ ,‬كان ٌدخن وٌسعل كما فً تلك المرة فاقتربت منه وأخذت السٌجارة‬

‫من أصابعه ورمٌتها تحت المطر نظر لً ثم لها على ألرض وقال‬

‫"لما أطفؤتها"‬

‫نظرت له وقلت بحدة " ألنك مجنون وترٌد أن تخسر حٌاتك"‬

‫رفع نظره للبعٌد وقال بحزن " ولما سؤعٌش ‪ ,‬أنتً تعلمً معنى‬

‫هذا ألنك سبق وعٌشتً نفسك فٌه فلما تلومٌننً"‬

‫قلت بحدة " أنا فعلت ذلك ألنً آمنت أنه ال حٌاة لً معك وال حتى‬
‫بدونك ‪ ,‬أنت تفعل هذا اآلن لتشعرنً بالذنب ألٌس كذلك"‬

‫اكتفى بالصمت وأخرج واحدة أخرى فؤخذتها منه بقوة كسرتها‬

‫ورمٌتها تحت المطر أٌضا ً فؤخرج العلبة مجدداً فؤخذتها منه‬

‫ورمٌتها وقلت بؽضب " رابد توقؾ قلت توقؾ"‬

‫قال ونظره علٌهم تحت المطر‬

‫"ال ٌمكننً العٌش دون إحداكما ‪ ....‬افهمٌها ٌا قمر"‬

‫أمسكت قمٌصه جهة ذراعه ولففته نحوي وقلت بضٌق‬

‫"هً تقتلك ٌا رابد"‬

‫قال وعٌنٌه فً عٌناي " وأنتً كذلك"‬

‫هززت رأسً ببل دون كبلم وعٌناي تمتلا بالدموع فمسح على‬

‫وجهً بٌده وقال بابتسامة حزٌنة " بلى تفعلٌنها أكثر منها"‬

‫قلت ودموعً بدأت بالنزول " أنت السبب ٌا رابد ‪ ,‬أنت من كسر لً قلبً‬
‫ولؤلبد"‬

‫مسح دموعً بؤطراؾ أصابعه وقال " ال تبكً ٌا حبٌبة رابد كم مرة‬
‫سؤقولها"‬
‫تم عاد بنظره للبعٌد وادخل ٌده فً جٌبه وأخرج سٌجارة فؤخذتها منه‬
‫ورمٌتها‬

‫أرضا ً ودست علٌها بقوة وأنا أقول بصراخ ؼاضب " ٌكفً ٌكفً قلت‬
‫ٌكفً"‬

‫كنت أكرر ذات الكلمة ببكاء وؼضب حتى تحولت لقطع تحت حدابً‬

‫ثم نظرت له وأمسكته من ٌاقة قمٌصه وسحبته نحوي وقربت وجهً‬

‫لوجهه ببطء ثم قبلته على شفتٌه بهدوء وقلت‬

‫"هذه جعلتك تتوقؾ تلك المرة فهل ستفعلها اآلن"‬

‫هز رأسه بنعم ثم نزل تحت المطر وؼادر حتى اختفى عن نظري فً‬
‫الظبلم‬

‫عدت للداخل وجلست أبكً لوحدي حتى نزلت مرٌم واقتربت منً وقالت‬

‫"قمر لما تجلسٌن هنا وأٌن رابد"‬

‫قلت ونظر لؤلرض " ال أعلم ‪ ,‬ؼادر تحت المطر منذ ساعتٌن"‬

‫شهقت بقوة وما أن فتحت فمها لتتحدث حتى سمعنا صوت سعاله‬

‫ٌقترب ثم انفتح الباب ودخل منه مبلبلً من شعره لقدمٌه ‪ ,‬اقترب منا‬

‫بضع خطوات ورأسه لؤلسفل ثم سقط أرضا ً‬


‫وعند هنا انتهى الفصل أتمنى ٌكون نال إعجابكم‬
‫الفصل الثامن والعشرون‬

‫كنت أسمع عن الٌؤس الذي ٌجعل صاحبه ٌكره الحٌاة ولم أعرفه وأجربه‬

‫إال حٌن ضننت أن قمر مٌتة ‪ ,‬وكنت أسمع عن تحكم أحدهم فً مزاجك‬

‫حد أن ٌوصلك للثمالة بقبلة صؽٌرة ولم أعرؾ ذلك أٌضا ً إال الٌوم‬
‫لتجعلنً‬

‫قبلتها األولى لً منذ تزوجتها أفقد نصؾ حواسً وأنزل تحت المطر‬
‫وكؤنً‬

‫ال أراه موجوداً وال أشعر به ‪ ,‬لم أجرب الخمر ٌوما ً ولكن إن كان كهذا‬
‫فقد‬

‫علمت اآلن لما هوا محرم ‪ ,‬وصلت عند أشجار اللوز وازدادت نوبة‬
‫السعال‬

‫عندي حتى ضننت قلبً سٌتوقؾ وربتً ستخرج من فمً فجلست تحتها‬

‫بعدما فقدت أؼلب الهواء فً ربتاي من كثرة ما سعلت ‪ ,‬كنت أجلس على‬

‫األرض الملٌبة بؤوراق األشجار الصفراء الممتلبة بالمٌاه وحبات المطر‬


‫تنزل‬

‫على رأسً وأكتافً وربتاي تتقطع وجسدي بٌن الماء والماء ‪ ,‬بعد وقت‬
‫طوٌل هدأ المطر قلٌبلً فوقفت بصعوبة وسرت مستنداً بكل ما مررت به‬

‫حتى وصلت المنزل ودخلت ال أرى سوى األرض تحتً وما أن خطوت‬

‫بضع خطوات حتى خارت باقً قواي ولم أشعر سوى باألرض تنادٌنً‬

‫لحضنها ولم أسمع سوى صوت قمر تصرخ باسمً وال أعلم إن كانت‬

‫وحدها هنا أم معها أحد ولم تلتقط أذنً ؼٌر صوتها أو أنه هٌا لً كل‬

‫ذلك ‪ ,‬بعد وقت فتحت عٌناي ببطء ووجدت نفسً على سرٌر ؼرفتً‬

‫وأول من وقع علٌه بصري كانت مرٌم تجلس بجواري وقمر تقؾ عند‬

‫الباب وما أن نظرت لها حتى فتحته وخرجت وأؼلقته خلفها بهدوء‬

‫قالت مرٌم وهً تضع ٌدها على جبٌنً‬

‫"رابد هل أنت بخٌر ‪ ,‬حمداً هلل حرارتك بدأت تنخفض"‬

‫قلت بصوت متعب " بخٌر ‪ ...‬قمر ما بها"‬

‫نظرت خلفها ثم لً وقالت " ترفض قول ؼٌر أنها بخٌر لكن‬

‫وجهها ال ٌقول ذلك وتبدوا تصارع األلم"‬

‫قلت " لما لم تؤخذوها للمستشفى"‬

‫تنهدت وقالت " مع من وأنت طرٌح الفراش والبقٌة فً الحقول ‪ ,‬لقد‬


‫ْ‬
‫فزعت لرإٌتك تسقط ‪ ,‬إن كنت أنا التً قلبً سلٌم الزال ٌرتجؾ‬

‫حتى اآلن فكٌؾ بها هً"‬

‫سعلت قلٌبلً ثم قلت " ورجال والدها ما نفعهم هنا ‪ ,‬كنتم طلبتم منهم‬
‫أخذها"‬

‫قالت " فكرت فً ذلك لكنً خفت أن تؽضب"‬

‫أمسكت اللحاؾ عن جسدي ثم نظرت لها وقلت‬

‫"من ؼٌر لً ثٌابً"‬

‫قالت وهً تعٌده على صدري " قمر طبعا ً فوحدها ٌمكنها‬

‫فعل ذلك فهً زوجتك والرجال ال أحد منهم هنا"‬

‫تنهدت واكتفٌت بالصمت فقالت بلوم‬

‫"رابد ما هذا الجنون كٌؾ تخرج هكذا فً جو كهذا!‬

‫ماذا لو لم تصل للمنزل"‬

‫نظرت للسقؾ وقلت بحزن " قالت ستتركنً لؤلبد ٌا‬

‫مرٌم ‪ ,‬سترحل مع والدها وتتركنً"‬

‫أمسكت ٌدي وقالت " وهل ترى خروجك فً هذا الوقت‬


‫هو الحل ! هل تهرب من الواقع بقتل نفسك"‬

‫سعلت مجدداً ولذت بالصمت فتنهدت وقالت " قمر تعبت بسببك كثٌراً‬

‫أنت شقٌقً وأحبك لكن الحقٌقة كذلك فؤنا من عشت معها شهرٌن‬

‫متواصلٌن ورأٌت ما تعانً من مشاعرها اتجاهك من شوقها وحبها‬

‫وخذالنك لها وتركها ‪ ,‬كانت تموت شٌبا ً فشٌبا ً وأنت ال تعلم‬

‫كانت ترى عذاب تركك لها أسوء من عذابها معك وأنت تضن‬

‫أن بعدها سٌكون أفضل"‬

‫تساندت بمرفقً وجلست فؤمسكت كتفً وقالت‬

‫"رابد أنت متعب فبل تتحرك"‬

‫قلت وأنا أنزل قدمً من السرٌر " سؤطمؤن علٌها بنفسً"‬

‫سوء ‪ ,‬رابد‬
‫ً‬ ‫قالت وهً تمسكنً بقوة " لن ٌزٌد هذا األمور إال‬

‫أرجوك الضؽوط النفسٌة سٌبة لها فٌكفٌها الٌوم"‬

‫ارتمٌت على السرٌر من جدٌد وقلت‬

‫"اذهبً لها إذاَ وال تتركٌها وتعالً لطمؤنتً"‬


‫تنهدت بقلة حٌلة وؼادرت وطال ؼٌابها فؽادرت السرٌر رؼم تعبً‬

‫وصعدت السبللم حتى وصلت ؼرفتها ‪ ,‬طرقت الباب بخفة ففتحت لً‬

‫مرٌم ونظرت لً بصدمة وقالت‬

‫"رابد ما جاء بك هنا وأنت متعب ٌالك من عنٌد"‬

‫قلت مستنداً بٌدي على الجدار " أنا بخٌر كٌؾ هً اآلن"‬

‫هزت رأسها بٌؤس وقالت " كلما ؼفت قلٌبلً استفاقت مفزوعة ‪ ,‬تبكً‬

‫تارة وتنادي فً منامها والدها و أنت وشًء فً التنٌن ال أفهمه"‬

‫أبعدت ٌدها وأنا أقول " سؤدخل لها"‬

‫أمسكتنً وقالت " رابد لن ترضى قمر وجدتً ستؽضب إن‬

‫علمت ‪ ,‬هً نابمة اآلن فاتركها أرجوك"‬

‫أبعدتها عن طرٌقً متجاهبلً كل كبلمها ودخلت ‪ ,‬كانت نابمة تحتضن‬

‫الوسادة بقوة وتخفً وجهها فٌها فجلست بجوارها على السرٌر أمسح‬

‫على شعرها بحنان فؤبعدت وجهها عن الوسادة وفتحت عٌناها ونظرت‬

‫لً فمسحت الدموع من عٌنٌها وقلت بابتسامة وأنا أمسح على وجهها‬

‫"نامً ٌا قمر أنا ومرٌم هنا وال شًء آخر حبٌبتً ‪ ...‬نامً اآلن"‬
‫أؼمضت عٌناها ببطء دون كبلم وعادت للنوم ‪ ,‬بعد قلٌل ارتخت ٌداها‬

‫عن الوسادة فنزعتها منها وؼطٌتها جٌداً وقبلت جبٌنها وجلست بجوارها‬

‫وؼادرت مرٌم ألبنابها وبقٌت وحدي معها أمسح على وجهها وأقبل‬

‫خدها كل حٌن وكؤنها إكسٌر الحٌاة الذي سوؾ ٌبقٌنً صامداً بجوارها‬

‫وابتسمت لمبلمحها بحب حٌن تذكرت كلماتها التً قرأتها فً كتابها‬


‫إكسٌر‬

‫الحٌاة فرددتها بهمس ( ال تعشقوا الوجوه فهً لن تعشقكم أبدا بل وحدها‬

‫القلوب مراسٌل البشر إلٌكم وجسركم الوحٌد للوصول فهً من تستحق‬

‫العشق وأنتم من تستحقون من تعشقه فبل تجعلوا مبلمح البشر جسركم‬

‫الوحٌد للتواصل معهم)‬

‫بعد وقت قالت بهمس وعٌناها مؽمضتان " رابد ال تذهب"‬

‫مسحت ؼرتها لؤلعلى وقبلت جبٌنها وقلت‬

‫"لن أذهب حبٌبتً نامً اآلن"‬

‫فعادت للنوم من جدٌد وتبدوا لً فً ؼٌر وعٌها أو الخوؾ من الكوابٌس‬

‫سٌطر علٌها وإال ما كانت طلبت منً كهذا الطلب ‪ ,‬كنت بحاجة للنوم‬
‫أكثر‬

‫من أي ٌوم لكنً ما كنت سؤرد طلبها مهما كان مستحٌبل ‪ ,‬بقٌت بجوارها‬

‫لساعات حتى سمعت أذان الفجر عندها قبلت جبٌنها وخدها وقلت هامسا ً‬

‫فً أذنها " قمر استٌقظً إنه وقت الصبلة"‬

‫وؼادرت الؽرفة ونزلت لؽرفتً صلٌت الفجر ونمت لساعات طوٌلة‬

‫واستٌقظت عند الظهٌرة ‪ ,‬استحممت وؼٌرت ثٌابً صلٌت الظهر‬

‫وخرجت فسمعت صوتا ً لنقاش حاد فخرجت ابحث عنهم فكانت جدتً‬

‫ومرٌم تتناقشان بعصبٌة وجدتً تقول‬

‫"لن أطرد ضٌوؾ ٌؤتون لبٌتً وقمر لم ٌعد ٌعنٌها أمره"‬

‫قالت مرٌم بضٌق " بلً سترٌن بعٌنك ما ستكون نتابج ذلك‬

‫وال تنسً أننً حذرتك مسبقا ً "‬

‫قالت ببرود " لن أفعلها أبداً وأطرد شقٌقتً وابنتها من أجل ترهات‬

‫إن كان ٌرٌدها ما تزوج بؽٌرها وهً تعلم ذلك جٌداً "‬

‫قالت مرٌم بحدة " لن تؤتً إال ألجله أو ألجل إؼاظة قمر‬

‫فجنبٌنا المشاكل ٌا جدتً "‬


‫أبنابك‪"‎‬‬
‫‪‎‬‬ ‫صرخت بها " احترمٌنً أنا لست أكبر‬

‫تؤففت مرٌم وخرجت فاصطدمت بً وقالت مصدومة‬

‫"منذ متى أنت هنا" !!‬

‫قلت " منذ قلٌل ‪ ....‬ما بكما ؟"‬

‫قالت مؽادرة " اآلنسة سوزان اشتاقت لخالتها ‪ ,‬أقسم إن‬

‫ضاٌقت قمر طردتها بنفسً"‬

‫لحقت بها أمسكت ذراعها وقلت " ولما تضاٌقها إن كانت ستؤتً‬

‫لساعات قلٌلة وتذهب ! ماذا هناك ٌا مرٌم ؟"‬

‫قالت بؽضب " سٌدة الدالل ترٌد البقاء لٌومٌن هذا إن لم ٌكن أكثر"‬

‫قلت بهدوء " سؤخرج أنا إذاً"‬

‫هزت رأسها وقالت " لن ٌتؽٌر شًء ولن تسلم منها أعرفها جٌدا"‬

‫قلت " متى ستؤتً"‬

‫قالت مؽادرة " نهاٌة األسبوع فكم أخشى من نتابج قدومها"‬

‫ابتعدت قلٌبلً فاستوقفها صوتً منادٌا ً " مرٌم"‬


‫ْ‬
‫التفتت إلً فقلت " كٌؾ هً اآلن"‬

‫قالت بهدوء " أفضل ‪ ...‬تبدوا لً نامت جٌداً البارحة"‬

‫هززت رأسً بنعم ثم قلت " أرٌد التحدث معها"‬

‫قالت بضٌق " رابد ال نرٌد أن نخسرها ٌكفً ٌوم األمس السٌا"‬

‫قلت بتذمر " لما كنتً تساعدٌنها فً الماضً وأنا اآلن‬

‫ال ‪ ,‬مرٌم ال تكونً ظالمة"‬

‫قالت بضٌق أكبر " مهما أحببتها فلن أحبها كشقٌقً ‪ ,‬رابد أنا‬

‫أخاؾ علٌها ٌكفٌها ما لقٌت حتى اآلن"‬

‫قلت بهدوء " وإن قلت لك أرجوك هذه المرة وافعلٌها من أجلً"‬

‫قالت باستسبلم " أنا حقا ً أرٌد المساعدة ‪ ,‬لكن رابد أرجوك ال تقسوا‬

‫علٌها بكلماتك مهما قالت"‬

‫قلت بابتسامة حزٌنة " وبؤي قلب سؤفعلها"‬

‫قالت " حسنا ً والمطلوب منً اآلن"‬

‫قلت " تخرجٌها وحدها للمجلس الخارجً وتلهً جدتً عنا"‬

‫قالت وهً تصعد السبللم " أمري هلل خدمات دون مقابل"‬
‫استوقفتها مجدداً وهً فً آخر الدرجات وقلت " هل سؤلت عنً الٌوم"‬

‫نظرت لً بصمت مطوالً فقلت بتذمر " مرٌم باهلل علٌك تجٌبً"‬

‫قالت ببرود " ال أستطٌع"‬

‫قلت " ولما"‬

‫ْ‬
‫سؤلت عنك فبل ٌمكننً قول ذلك لك فهذا لن ٌعجبها‬ ‫قالت " إن‬

‫وإن لم تسؤل عنك ال أستطٌع قول ذلك لك كً ال أجرحك"‬

‫قلت بإصرار " لن ٌجرحنً ذلك فقولً"‬

‫قالت وهً تصعد " ٌالك من محتال ٌا رابد وورطتنً ‪ ,‬إن قلت لن‬

‫أجٌب فستعلم الجواب ‪ ...‬ذكابك ٌكفً لتفهم"‬

‫ابتسمت لها وهً تصعد ‪ ...‬سؤلت عنً إذا ‪ ,‬راقبتها حتى اختفت وؼابت‬
‫لوقت ثم‬

‫نزلت ومرت بجواري وقالت " تمت المهمة وسؤذهب لجدتً ‪ ,‬ال تتؤخر‬
‫كثٌراً مفهوم"‬

‫ابتسمت لها وصعدت من فوري أقفز الدرجات قفزاً ودخلت المجلس‬


‫فكانت‬

‫تقؾ تشاهد المزرعة ترتدي بنطلون قصٌر من الجٌنز األبٌض ٌصل‬


‫طوله‬

‫لنصؾ الساق وكنزه شتوٌة بٌضاء طوٌلة مفتوحة ومؽزولة بثقوب‬


‫واسعة‬

‫ٌظهر من تحتها القمٌص األحمر الضٌق ‪ ,‬ترتدي حداء أحمر وتربط‬


‫شعرها‬

‫للخلؾ بشرٌطه حمراء وتقؾ مكتفة ٌدٌها ‪ ,‬اقتربت منها ببطء حتى‬
‫صرت‬

‫خلفها وهمست لها " هذا أنا حبٌبتً ال تفزعً"‬

‫طوقت خصرها برفق وقبلت عنقها ونظرت لما تنظر إلٌه بصمت‬

‫بعد قلٌل قبلت خدها وقلت " هل ٌمكننا التحدث اآلن عن كبلمك باألمس"‬

‫قالت بهمس " ال"‬

‫قلت وشفتاي على عنقها " ولما ال دعٌنا نصل لنتٌجة ترضً كلٌنا"‬

‫قالت بهدوء " رابد ال أرٌد جرحك بكلماتً لنصبح الٌوم فً‬

‫محرقة جدٌدة من سجابرك"‬

‫قلت وأنا أستنشق خدها وشعرها " تخافٌن على صحتً إذا"‬

‫كنت أشعر بارتجاؾ جسدها بٌن ذراعاي مما أفعل فزدت من شدي لها‬
‫أكثر وقلت وأنا أقبل عنقها عدة قببلت " لما الصمت حبٌبتً"‬

‫خرجت منها أنة صؽٌرة وقالت " رابد اتركنً أنت تإلمنً"‬

‫قلت هامس فً أذنها " لٌس قبل أن تجٌبً"‬

‫قالت بحزن " ألنك كنت تخاؾ على صحتً فً الماضً أو ‪ ....‬تشفق‬
‫علً"‬

‫أرخٌت من قبضة ذراعاي وقلت بهدوء‬

‫"إذا تشفقٌن علً أم ال ترٌدي أن تحملً لً جمٌبلً"‬

‫أكتفت بالصمت ‪ ,‬علمت اآلن كم كان قاسٌا على قلبها كونً أشفق علٌها‬

‫نعم كم ذلك قاسً وعلمت لما كانت تقول أنها ال ترٌد شفقة منً ‪ ,‬هٌا‬
‫خذي‬

‫بحقك منً ٌا قمر خذي ‪ ,‬همست فً أذنها " لٌست الشفقة أرٌد"‬

‫الذت بالصمت فقلت بهدوء‬

‫"قولً ما كنت أقول لك قولٌها ٌا قمر هً من حقك اآلن"‬

‫طؤطؤت برأسها حتى شعرت بدمعتها تسقط على ٌدي الملتفة حول‬
‫خصرها‬

‫وقالت بحزن " ال أرٌد أن أكون بقسوتك ألنك لن تشعر بما كنت أشعر‬
‫أبداً‬
‫لقد مات الورد ٌا رابد وانكسر ذاك الشًء لؤلبد"‬

‫ابتسمت بحزن ‪ ....‬ال تكذبً على قلبك ٌا قمر فارتجافك بٌن ذراعاي أكبر‬

‫دلٌل فقط جرحك منً كبٌر وعمٌق ‪ ,‬قلت بعد صمت‬

‫"لو كنتً مكانً ما كنتً ستفعلٌن صارحٌنً"‬

‫قالت بسخرٌة وقد عادت بنظرها للبعٌد " كنت سؤحبك فهذا فقط ما أتقنه‬
‫"‬

‫رفعت ذراعاي عند كتفٌها وصدرها ضممتها لً بحنان وقلت‬

‫"ها قد اعترف ِ‬
‫ت أنك ال تتقنٌن سوى الحب فما تؽٌر اآلن"‬

‫شهقت بعبرة ثم قالت بنفس متقطع من البكاء " مذكرتً كانت لدٌك‬
‫وكنت تعلم ما‬

‫أشعر اتجاهك ومنذ طفولتً وكان كل ما فً قلبً ٌظهر أمامك جلٌا فً‬
‫كل نفس‬

‫أتنفسه لكن القسوة حجبتك عن رإٌة ذلك"‬

‫تم أمسكت بٌدٌها ذراعاي المطوقتان لكتفٌها ودست وجهها بٌنهما وقالت‬
‫ببكاء‬

‫"كنت أحبك بجنون ولكنك ال تعرؾ الحب ‪ ,‬أعشقك فً كل نفس أتنفسه‬


‫وأنت‬
‫تكرهنً حد جرحً باستمرار ‪ ,‬أخاؾ علٌك من الهواء البارد لٌبل وأنت‬
‫تنتقم‬

‫منً وتقتلنً ‪ ,‬لم أكن عادلة مع نفسً كنت أستنزؾ كل مشاعري‬


‫وأهبها لك‬

‫وكنت أنت ببل مشاعر تقتل ذاك الحب النقً"‬

‫دسست وجهً فً شعرها وقلت بحزن " بل كنت أحبك رؼما ً عن أنفً‬
‫وعن‬

‫قلبً وانتقامً كنت أحبك وأضحك من مرٌم كلما قالتها لً لٌس ألنها‬
‫لٌست‬

‫حقٌقة بل ألنً أهرب من االعتراؾ بها ‪ ,‬كانت أمامً قمر الطفلة البرٌبة‬
‫وقمر الزوجة الجمٌلة مقابل ضوء القمر الخابنة اثنٌن مقابل واحدة‬
‫فانتصرتا‬

‫فً النهاٌة علٌها وٌوم عدنا من المزرعة كنت قد قررت التحدث معك فً‬

‫األمر لكنك سجن ِ‬


‫ت نفسك فاحترمت عزلتك وانتظرتك لتخرجً ولم أتخٌل‬
‫أن‬

‫تخرجً جثة هامدة من حضنً للمستشفى للمجهول ‪ ,‬فلك أن تتخٌلً إن‬


‫كانتا‬

‫اثنتٌن انتصرتا على الحقد فً قلبً فكٌؾ بكم الثبلث مجتمعات بعدما‬
‫علمت‬
‫الحقٌقة ‪ ,‬أقسم لك ٌا قمر أن قلبً ٌكاد ٌتفجر حبا لك ولو كانت خبلٌا‬
‫الجسد‬

‫تتحدث لقالتها لك كل واحدة منها على حدا ‪ ,‬عاملٌنً بقسوة خذي بحقك‬
‫منً‬

‫اكرهٌنً حتى ولن تكونً إال حبٌبتً"‬

‫أبعدت ٌدٌها ووجهها عن ذراعاي وقالت‬

‫"أنت ال تؽفر ألحد دون سبب فؤعطنً شٌبا ً أؼفر لك به"‬

‫أبعدت ٌداي عنها ولففتها جهتً وقلت وعٌناي فً عٌناها الدامعتان‬

‫"حددي وأنفذ"‬

‫نظرت لؤلسفل و قالت بحزن " أرٌد أن أنسى كل ما حدث و ٌُمسح‬

‫من عقلً نهابٌا فهل تستطٌع ؟"‬


‫أمسكت وجهها بٌداي ورفعته إلً وقبلته فً كل مكان فٌه ثم وضعت‬

‫أنفً على أنفها وقلت " الحسنات ٌذهبن السٌبات ٌا قمر ألٌس كذلك"‬

‫قالت والدموع تتدحرج من عٌنٌها " لم أستطع فانسنً ٌا رابد أنا لم أعد‬
‫لك"‬

‫تم قالت وهً تمسك ٌداي وتبعدهما عنها " ٌكفً حتى هنا ال أرٌد جرحك‬
‫بؤبعادي لك عنً لترجع لحرق ربتٌك مجدداً بسببً ‪ ,‬رابد أرجوك ٌكفً‬
‫وؼادر"‬

‫ابتسمت لها وقبلت جبٌنها وقلت مؽادراً " كما ترٌدٌن حبٌبتً"‬

‫نزلت لؤلسفل ووجدت حٌدر وأٌوب فنظرت لهما وقلت‬

‫"ما جاء بكما قبل الموعد" !!‬

‫ضحك أٌوب وقال " هربنا مثلك ‪ ,‬ها ما األخبار"‬

‫قلت مؽادراً جهة ؼرفتً " كما هً علٌه"‬

‫قال أٌوب وهوا ٌتبعنً " وما تفعل كل هذا الوقت ؟"‬

‫جلست على السرٌر وقلت " أي وقت وأنا وصلت باألمس ولحقتم‬

‫بً الٌوم ‪ٌ ,‬اال خططكم الفاشلة"‬

‫قال واضعا ً ٌدٌه وسط جسده " دبرنا بٌنكم كم لقاء ‪ ,‬أنزل حٌدر زوجته‬
‫مرؼمة‬

‫ذاك المساء لتبقى قمر وحدها فً األعلى وتنزل هً أٌضا ً وأجبرها على‬
‫التحجب‬

‫لتؤخذ أنت راحتك واتفقت ومرٌم على قدومك باألمس ‪ ,‬كل هذا ولم‬
‫نساعد"‬

‫تنهدت بضٌق وقلت " إن عاد والدها فسؤخسرها لؤلبد وسٌطلقها منً‬
‫بكل‬

‫سهولة وأنا لم أتقدم وال خطوة حتى اآلن"‬

‫جلس معً على السرٌر وقال " عاملها بالوجه اآلخر إذا بما أنه لم ٌنفع‬
‫هذا الوجه"‬

‫قلت ببرود " لقد أقسمت على نفسً حٌن شككنا فً حقٌقة موتها أنً لو‬

‫وجدتها حٌة فلن أقسوا علٌها ما حٌٌت"‬

‫ضحك وقال " لقد ورطت نفسك كٌؾ ستعٌش معها كل العمر‬

‫دون أن تقسوا علٌها أحٌانا ً"‬

‫تنهدت وقلت وأنا أهز رأسً " أقسم لن افعلها فلتعش معً‬

‫أوالً فقد بث أرى ذلك بعٌداً جداً"‬

‫قال بحٌرة " والحل إذا" !!‬

‫قلت " ال حلول على ما ٌبدوا"‬

‫وقؾ من فوره وفتح باب الؽرفة وأخرج رأسه وهوا ٌنادي حٌدر بصوت‬

‫مرتفع وما كذب اآلخر الخبر وكان فً لحظات لدٌنا ‪ ,‬دخل وأؼلق الباب‬

‫وقال " ماذا هناك"‬


‫ضحكت فقال بتذمر " ما المضحك أنت"‬

‫قال أٌوب " دعانا منكما اآلن ونرٌد مخططا جدٌداً"‬

‫قال حٌدر " إن كان الٌوم ال بؤس ؼدا صباحا ً سؤؼادر وزوجتً ‪ ,‬لن‬

‫أستطٌع التؽٌب أكثر من هذا"‬

‫قلت " أخرجانً من دماؼٌكما لم أعد أرٌد خططا ً ‪ ,‬خذ زوجتك ٌكفً"‬

‫أمسكنً من ٌدي وقال وهوا ٌسحبنً معه " أتركنا من هذا اآلن وتعال‬
‫معً فؤنت‬

‫من ٌمكنه الصعود لؤلعلى ‪ ,‬أرٌد معرفة سبب كل هذا الضحك الذي ٌصل‬
‫لؤلسفل"‬

‫قلت وأنا اتبعه مجبراً " ولما لم تتصل بزوجتك وتعلم منها"‬

‫قال " لم تخبرنً ألنها تعرؾ أنه ال ٌمكننً الصعود إلٌهم وزوجتك‬

‫هنا ‪ ,‬بسرعة باؼتهم حدسً ٌقول ثمة شًء ٌخفٌنه"‬

‫دب الفضول فً جسدي وصعدت بخطوات خفٌفة ‪ ,‬كان بالفعل ضحكهم‬

‫ؼٌر طبٌعً ‪ ,‬وصلت لؤلعلى فكان الصوت ٌخرج من جهة طاولة الطعام‬

‫ؼرٌب لٌس هذا وقت الؽداء فما ٌفعلونه هناك !! نظرت لهم من خلؾ‬
‫الباب‬
‫بحٌث ال ٌروننً فكن جالسات على الطاولة وكل واحده منهن بٌدها قلم‬

‫وورقة ٌكتبن أو ٌرسمن شٌبا ً وٌضحكن على أوراق بعض وحتى صبا‬

‫مثلهم ‪ ,‬دخلت ببطء فرأتنً قمر المقابلة لً وفتحت فمها وعٌناها من‬

‫الصدمة فؤشرت لها بؤصبعً أن تسكت ‪ ,‬وصلت عند مرٌم التً‬

‫تعطٌنً ظهرها وأنوار كانت مشؽولة مع ورقتها وكانت مرٌم تقول‬

‫ضاحكة " قمر لقد أبدعتً فً رسمه لو رآها لقتلك"‬

‫استللت الورقة منها بخفة وسرعة فشهقت هً ورفعت أنوار رأسها‬

‫مصدومة ووقفت قمر وركضت مؽادرة فؤمسكتها من ذراعها وأعدتها‬

‫نحوي ‪ ,‬نظرت للورقة فكانت رسمه لً والسٌجارة فً فمً والدخان‬

‫ٌخرج من أنفً وحاجباي معقودان خط واحد دلٌل الؽضب ‪ ,‬نظرت‬

‫لها فؤخفت وجهها فً ٌدٌها فانتقلت جهة أنوار وقمر ذراعها فً ٌدي‬

‫أسحبها معً وأخذت الورقة من أمامها فكانت رسمه لحٌدر ورأسه‬

‫مفتوح وتخرج منه الكتب والمعلومات وعٌناه عٌنا أحمق ‪ ,‬أنوار طبعا ً‬

‫رسامه والورقة فٌها مبلمحه بحرفٌة ‪ ,‬ضحكت كثٌراً وأنا أنظر لها ثم‬

‫انتقلت لرأس الطاولة حٌث كانت تجلس قمر وأخذت ورقة مرٌم من‬
‫هناك وكانت رسمه ألٌوب ٌركب محراث وٌضع رداء سوبر مان جسده‬

‫كبٌر والمحراث تحته وكؤنه دراجة أطفال فلم أستطع إمساك نفسً فعدت‬

‫للضحك مجدداً بهستٌرٌة فقفزت صبا وقالت " وأنا رسمت خالً مروان‬
‫"‬

‫أخذت منها الورقة فكانت ألرسمه األشد رعبا ً مبلمح ال تعرؾ من أٌن‬

‫جاءت بها وكان ٌركب حصانا هوا أقرب للحمٌر من األحصنة ‪ ,‬كنت‬

‫أضحك حتى كدت أفقد توازنً واستندت بالطاولة فقالت مرٌم بضٌق‬

‫"رسمت قمر الوحٌدة التً لم تضحك علٌها لما ٌا ترى ؟‬

‫هل لجمالها أم ألنها تخصك"‬

‫نظرت جهة قمر التً الزالت فً قبضتً تنظر لؤلرض وتعظ شفتها‬

‫فً خجل وارتباك فقربتها منً أكثر وقبلت خدها وقلت‬

‫"مقبولة من قلبً وحبٌبة قلبً"‬

‫حمحمت مرٌم وقالت " ٌا عباد هللا بٌننا أشٌاء صؽٌرة هذا ال ٌجوز"‬

‫ثم وقفت ومرت بجواري ووقفت قابلة بهمس وؼٌض‬

‫"تعبت من كثرة أسبلة أطفالً الكثٌرة عما تفعله أٌها العاشق"‬


‫ضحكت وقلت " حسابك لٌس لدي بل لدى صاحب الصورة"‬

‫شهقت بقوة فخرجت من فوري وهما تتبعانً وتتوعداننً إن أرٌتها‬


‫ألزواجهم‬

‫ولكنً لم أكترث ‪ ,‬وصلت لؤلسفل فكانا حٌدر وأٌوب فً انتظاري‬


‫وزوجاتهما‬

‫طبعا ً لم ٌستطٌعا النزول خلفً ‪ ,‬رفعت األوراق أمامهم وقلت " جلبت لكم‬
‫سبب‬

‫كل ذاك الضحك لقد كن ٌرسمننا كل واحدة ترسم زوجها واألخرٌات‬


‫ٌضحكن"‬

‫أخذوا األوراق من ٌدي وكل واحد على مبلمحه الؽضب فضحكت وقلت‬

‫"تبادال الورقتٌن وسٌتؽٌر هذا المزاج"‬

‫وما أن تبادالهما حتى بدأ بالضحك الشدٌد ثم أعطٌتهم ورقة قمر وصبا‬
‫فجلسا‬

‫على األرض من كثرة الضحك وقال بعدها حٌدر بضٌق‬

‫"سؤرٌها كٌؾ ترسمنً هكذا وما تعنٌه بالؽباء وتطاٌر المعلومات"‬

‫قال أٌوب " واألخرى أٌضا ً سترى عقابها هل تسخر من حٌاتً وحرثً‬
‫بالجرار"‬
‫قلت مؽادراً جهة ؼرفتً " هذا إن وجدتماهما فلن تنزال بعد اآلن"‬

‫بعد أذان العصر وصلنً اتصال من مرٌم فتحت الخط فلم تجب وكانت‬

‫أصوات كثٌرة لدٌها وهً تقول " هذا ظلم ولو علم رابد لؽضب منكما"‬

‫قفزت من السرٌر وخرجت مسرعا ً فكان الصوت من الخارج فخرجت من‬

‫المنزل فكانت قمر ومرٌم وأنوار وحتى صبا ٌجلسن حول تسط كبٌر‬
‫حدٌدي‬

‫ملًء بالماء والصابون وكومة من الثٌاب بجانبهم ٌؽسلونها بؤٌدٌهم‬


‫وحٌدر‬

‫وأٌوب فوقهم ‪ ,‬اقتربت منهم وأمسكت قمر من ذراعها وأوقفتها وقلت‬


‫مؽتاظا ً‬

‫"هل جننتما من سمح لكم بجعلها تؽسل معهم"‬

‫قال حٌدر " العقوبة للجمٌع وهً لم تعترض فما جاء بك أنت"‬

‫قالت مرٌم بضٌق " اتصلت بك لتنقدنا جمٌعا ً ولٌس زوجتك فقط"‬

‫قال أٌوب " ستؽسلون مبلبس العمال الخاصة بالحقل أٌضا ً ولن تقوموا‬
‫من‬

‫هنا إال بعد إنهابها ولو بقٌتم للصباح"‬

‫صرخت به " ارأؾ لحال ابنتك ‪ ,‬انظر لٌدٌها الصؽٌرتان هً لم ترسمك‬


‫أنت"‬

‫توجهت بقمر جهة صنبور المٌاه فتحته وؼسلت لها ٌدٌها وهً فً‬
‫صمتها‬

‫ذاته فهً باتت تفضل الصمت عن أي شًء أفعله لتتجنب جرحً وهً ال‬

‫تعلم أن قرارها االنفصال عنً وحده ٌكفً بذبحً دون رحمة ‪ ,‬اتجهت‬
‫بها‬

‫أسحبها من ٌدها جهة المنزل فؤوقفنً صوت حٌدر قاببل‬

‫"هٌه زوجتك رسمت معهم وضحكت علٌنا فؤعدها إلى هنا"‬

‫عدت ناحٌتهم وٌدها الزالت فً ٌدي وقلت " قلت لن تؽسل شٌبا ً"‬

‫قال أٌوب بتحدي " رؼما ً عنك"‬

‫صرخت منادٌا ً " جدتً تعالً وانظري ما ٌفعلون لقمر"‬

‫ْ‬
‫نظرت من نافذة المطبخ السفلً وقالت بصراخ‬

‫"ماذا بكم ؟ من اقترب من قمر"‬

‫ضربت مرٌم الماء والصابون بٌدها وقالت بؽٌض " سؤلبس باروكة‬
‫لشعر‬

‫بنً طوٌل وعدستان عسلٌتان وأجري عملٌة تجمٌل تؽٌر ما ٌمكن تؽٌٌره‬
‫لكً أحضا بما تحضا به قمركم"‬

‫ضحكت وقلت " لن ٌتؽٌر شٌبا ً"‬

‫قالت أنوار بضٌق " لما زوجها ٌشعر بها وأنتم ال ‪ ,‬ابنتً تبكً علٌا‬
‫الذهاب لها"‬

‫قال حٌدر ببرود " لٌس قبل أن تنهً عملك ‪ ,‬سؤرٌك ما ٌفعله‬

‫الؽبً الذي ٌدعً الذكاء"‬

‫صبا الوحٌدة التً كانت تعمل بنشاط وصمت ومرح أٌضا ً وقمر الوحٌدة‬

‫التً كانت تضحك فً المجموعة على ما ٌجري ‪ ,‬كم كنت مجرما ً حٌن‬

‫قتلت هذه الضحكة وكم رحمنً هللا حٌن أعادها إلً ‪ ,‬قالت مرٌم بحدة‬

‫"تؽسل قمر أو لن أؼسل"‬

‫قالت أنوار " وأنا كذلك"‬

‫وراض عن رسمها لً ولن تؽسل شٌبا ً"‬


‫ٍ‬ ‫قلت ببرود " أنا من رسمتنً‬

‫سمعنا حٌنها صوت قادم من بعٌد ٌقول " لمن هذه الضحكة الحرٌرٌة‬

‫ألمابٌة العذبة الشفافة ‪ ,‬لٌست لعابلتنا بالتؤكٌد"‬

‫دسست قمر خلؾ ظهري ‪ ,‬ها قد جاء طوٌل اللسان‬


‫اقترب منا فقلت بضٌق " ما جاء بك أنت"‬

‫ضحك وقال " أنظروا للعجب العجاب ٌرٌد طردي من منزلً"‬

‫ثم نظر لهم وقال " ما سر حملة النظافة هذه"‬

‫مد له حٌدر بورقة قاببل " انظر ما ٌفعلون ولعلمك أنت من فً هذه‬
‫الصورة"‬

‫نظر لها وضحك حتى تعب وكان مروان الوحٌد الذي ضحك على رسمته‬

‫ثم قال " من هذه الرابعة التً رسمتنً ألعطٌها جابزة"‬

‫قالت صبا بسرور رافعة ٌدها الملٌبة بالصابون " أنا ‪ ..‬أنا"‬

‫نظر لها وقال " وقحة وستؽسلٌن ثٌابً أٌضا ً"‬

‫خرجت حٌنها جدتً اقتربت منا وقالت " ما بها قمر ؟؟"‬

‫نظرت لها وقلت " ٌجبرونها على ؼسل ثٌابهم"‬

‫قالت بضٌق " خسبتم مجرمٌن أبناء المجرمٌن"‬

‫تم سحبتها من ٌدها األخرى قابلة " وأنت اترك ٌدها ‪ ,‬تعالً معً ٌا قمر‬
‫"‬

‫دخلت وهً تتبعها وقال مروان بصدمة‬

‫"مجرمٌن أبناء المجرمٌن تعنً نحن وآباإنا" !!!‬


‫قالت مرٌم بضٌق " أخبرتكم أنً سؤؼٌر شكلً"‬

‫قال مروان ضاحكا ً " معها حق ومن ٌعرفها وال" ‪..‬‬

‫قاطعته بلكمة صؽٌرة على أنفه فامسكه وقال بؽٌض‬

‫"هذا ما كان ٌنقص ‪ ,‬أصؽر أبناءك أنا تضربنً"‬

‫قلت مؽادراً " المرة القادمة سؤكسره لك إن لم تكؾ عن مراهقتك"‬

‫دخلت وتوجهت جهة السبللم فؤوقفنً العكاز الكرٌه وصوت جدتً‬

‫قابلة " أٌن ٌا ابن المنذر"‬

‫تنهدت وأنا أنظر لؤلعلى وقلت " جدتً دعٌنً مرة أقترب منها"‬

‫قالت وهً تبعدنً بعكازها " ال تظن أنً مؽفلة ونابمة وال أعلم ما ٌجري‬

‫هنا ‪ ,‬تكلمت معها بما فٌه الكفاٌة وقالت ال ترٌدك افهمها"‬

‫رمٌت بعكازها بعٌداً عنً وقلت مبتعداً بؽضب‬

‫"ال تقولً هذه الجملة ثانٌتا ال تعٌدٌها"‬

‫صعدت مرتٌن عند المساء ولم أجد أحداً وكانوا جمٌعهم فً ؼرفة جدتً‬

‫وٌؽلقونها ‪ٌ ,‬عاقبوننً إذا بدالً عنها ‪ ,‬عند الصباح ؼادر حٌدر وأنوار‬
‫وعاد مروان للحقول فصعدت لؤلعلى وجلست لهم هناك ‪ ,‬مرت مرٌم‬

‫بجواري وقالت " حبٌبة القلب فً ؼرفتها ما ٌجلسك هنا"‬

‫قلت ببرود " هكذا دون سبب هل ستمانعٌن"‬

‫قالت مؽادرة " افعل ما ترٌد ولكن لعلمك أنت بهذا تتسبب بسجنها لنفسها‬
‫"‬

‫بعد وقت خرجت للمجلس الخارجً أدجن سٌجارتً وبعد لحظات سمعت‬

‫صوتا ً سقط فً قلبً كقطعة النقود على األرض الرخامٌة عذبا ً ال ٌمكن‬

‫وصفه وهوا ٌقول " رابد"‬

‫التفتت للخلؾ من فوري وكؤنً أخشى أن ٌكون هٌا لً فكانت قمر‬


‫بالفعل‬

‫تقؾ عند الباب مستندة بالجدار وٌداها خلفها ترتدي فستانا ً قصٌراً باللون‬

‫األزرق بؤكمام طوٌلة ورقبة مفتوحة وعقدة تتخللها بشرٌطه بٌضاء‬

‫مددت ٌدي لها وقلت بهمس " تعالً"‬

‫هزت رأسها ببل دون كبلم فقلت بهدوء " حسنا ً"‬

‫توجهت نحوها ووقفت أمامها وأمسكت وجهها وقلت " نعم ٌا قلب رابد‬
‫"‬
‫قالت بنظرة حزٌنة معلقة فً عٌناي " تحبنً ؟؟"‬

‫قلت بابتسامة " الجواب لدٌك حبٌبتً"‬


‫أؼمضت عٌنٌها ببطء وقالت " إذا اتركنً فؤنا لست لك"‬

‫تم فتحتهما ممتلبتان بالدموع وقالت‬

‫"لم أعد لك وال لؽٌرك أنا انتهٌت ٌا رابد افهمنً أرجوك"‬

‫ضممتها لصدري وقلت " أنا من قتلك ٌا قمر ‪ ,‬أنا سبب كل هذا وأشعر‬

‫بك وأفهمك ولكنً بدونك أموت فافهمٌنً أنتً أٌضا ً"‬

‫اكتفت بالبكاء فً صمت وأنا أدسها فً حضنً أكثر وأحاول تهدبتها حتى‬

‫قالت بصوت مبحوح " أنا متعبة متعبة جداً"‬

‫قلت هامسا ً فً أذنها " سامحٌنً ٌا قمر اؼفري لً هذه المرة فقط"‬

‫ابتعدت عن حضنً ودخلت مسرعة دون أن ترحمنً وكؤنها ترٌد‬

‫تعذٌبً أكثر بما فعلت ‪ ,‬مسكٌنة ٌا قمر تشعرٌن بالوحدة والضٌاع‬

‫وأن العالم ٌتخلى عنك ولٌس أمامك سوى حضن الرجل الذي خذلك‬

‫ٌوما ً لتلجبً إلٌه وتبثً همومك عنده ‪ ,‬رابد ٌا أحمق كنت تركتها‬

‫بتت كل همومها فً حضنك لترتاح بدل االستعجال فً الحدٌث عن‬


‫ذنبك اتجاهها وطلب الؽفران منها ‪ ,‬تنهدت بحسرة ونزلت لؤلسفل‬

‫وعند نهاٌة المساء صعد أٌوب لؤلعلى وجلست أنا على السرٌر‬

‫مظلما ً الؽرفة تابها ً وحابراً فً أمري حتى سافر بً اللٌل الطوٌل‬

‫بعد وقت سمعت صوتا ً عند الباب ففتحته ببطء فكانت قمر تجلس‬

‫عنده تحضن ساقٌها وتدس وجهها بٌنهما فنزلت عندها وقلت هامسا ً‬

‫"قمر لما أنتً هنا" !!‬

‫عت من صوتً وعادت للوراء قلٌبلً ثم قالت وهً تتنفس بصعوبة‬


‫فز ْ‬
‫ِ‬

‫"رابد"‬

‫قلت وأنا أمسح بٌدي على وجهها " نعم رابد ال تخافً ‪ ,‬ما بك ٌا قمر"‬

‫قالت بصوت متقطع من الخوؾ " األعلى شخص ما هناك"‬

‫ؼطٌت لها فخدٌها بفستانها القطنً القصٌر الذي كانت ترتدي‬

‫كان قصٌراً جداً وبحماالت رقٌقة ثم حضنتها وقلت‬


‫"ال أحد هنا قمر أنتً تتوهمٌن ذلك بسبب الكوابٌس"‬

‫هزت رأسها ببل وقالت وهً تدس وجهها فً صدري‬

‫"حداء امرأة إنها امرأة تسٌر إنها هً رابد لقد جاءت"‬


‫حضنتها أكثر وقلت " ال ٌمكنها المجًء قمر لن تإذٌك أبداً"‬

‫ؼرٌب لما نزلت لً ! آه أٌوب نابم مع مرٌم واألطفال عند جدتً‬

‫ولكن ما سر الحداء !! أوقفتها وقلت " تعالً سؤصعد معك‬

‫حتى ؼرفتك ‪ ,‬ال شًء هنا قمر"‬

‫تمسكت بً أكثر وقالت " ال ال أرٌد الصعود إنها فً األعلى لم‬

‫أستطع النوم حاولت ولم أستطع"‬

‫ٌبدوا حاولت أن تنام وهاجمتها الكوابٌس إنها تفقدها سٌطرتها على كل‬

‫حواسها وتنسى عدوها من صدٌقها ‪ ,‬أدخلتها ؼرفتً تركتها على‬


‫السرٌر‬

‫وصعدت لؤلعلى بسرعة أبحث فً الممرات حتى فوجبت بصبا ترتدي‬

‫حداء والدتها وتسٌر به فقلت بصدمة " صبا ما تفعلٌن هنا فً هذا الوقت‬
‫" !!‬

‫قالت بطفولٌة وهً تدور حولً بحداء مرٌم العالً " لم أشعر بالنوم‬
‫وجمٌعهم‬

‫ناموا ‪ ,‬ال تخبر والدتً أنً أخذت حدابها ستؽضب منً"‬

‫أشرت بؤصبعً للممر الذي ٌحوي الؽرؾ وقلت آمرا لها‬


‫"عودي للؽرفة حاالً لٌس هذا وقت اللعب"‬

‫ؼادرت راكضة باتجاه الممر ونزلت أنا عابداً للؽرفة ‪ ,‬كانت قمر تحضن‬

‫الوسادة وتدس وجهها فٌها ‪ ,‬ترى ما أٌقضها هذا الوقت ألنها ما كانت‬
‫ستسمع‬

‫الصوت لو كانت نابمة البد وأنها الكوابٌس وٌبدوا لً ال تنام أبداً ‪,‬‬
‫جلست‬

‫بجوارها على السرٌر أراقبها بصمت فكانت تهدي وٌبدوا ؼفت ‪ ,‬مسحت‬

‫على شعرها وقلت بهدوء " قمر استٌقظً"‬

‫ابتعدت عن الوسادة ونظرت لً فقلت ماسحا على وجهها‬

‫"كانت صبا ال أحد فً األعلى"‬

‫ارتخت عضبلت ٌدٌها فسحبت منها الوسادة وكانت عٌناها معلقتان فً‬

‫الفراغ فبلزال الخوؾ مسٌطراً علٌها ‪ ,‬قبلت جبٌنها وقلت‬

‫"قمر تسمعٌننً ؟؟"‬

‫قالت بشرود " امممممم"‬

‫بقٌت ألعب بؽرتها فً صمت وعٌناها مفتوحتان حتى قالت بصوت‬

‫مبحوح " رابد ال تذهب"‬


‫ابتسمت وقلت " حاضر حبٌبتً لن أذهب"‬

‫كٌؾ سؤذهب وهً فً ؼرفتً ! ألهذا الحد هً خابفة ‪ ,‬عدت لستر‬


‫فخذٌها‬

‫بالفستان الذي ال ٌستر شٌبا ً ‪ ,‬كان اللحاؾ مكوما تحتها وال ٌمكننً‬
‫سحبه‬

‫ألؼطٌها به ‪ ,‬كان منظراً ٌصعب أن أقاومه فً وقت ال مجال فٌه للقوة‬

‫اقتربت من أذنها وهمست " قمر"‬

‫قالت بذات شرودها " همممممم"‬

‫قبلت خدها وهمست " قمر اعذرٌنً هذه اللٌلة ‪ ,‬هل تمانعً" !!‬

‫لم تجب بشًء فقبلت عنقها ووجهها بشؽؾ وكؤنً أبحث عن مكان لم‬

‫أقبله فٌهما من قبل وهً على حالها ال تمنعنً أبداً ‪ ,‬أخرجت اللحاؾ‬

‫من تحتها ؼطٌتها به ورفعت طرفه وتسللت تحته معها أشدها لحظنً‬

‫برفق‪ ,‬كل ما أرادته هوا األمان وأردت حقا طمؤنتها من خوفها لكن ما‬

‫كنت أكبته ألٌام وافتقده لشهور كان أقوى من كل شًء ‪ ,‬استٌقظت بعد‬

‫وقت ألجدها فً حضنً فدسستها فٌه أكثر وعدت للنوم ‪ ,‬بعد وقت طوٌل‬
‫شعرت بها تبتعد عنً بقوة ففتحت عٌناي ونظرت لها فكانت تنظر لً‬

‫بصدمة ثم نظرت لجسدها وشهقت فزعة ثم سحبت اللحاؾ وسترته به‬

‫قمت مستندا بمرفقً فقالت بنظرات مصدومة " ماذا فعلت ؟؟"‬

‫قلت وأنا المس ذراعها العاري بطرؾ أصابعً " قمر اهدبً"‬

‫أبعدت ٌدي وقالت بحدة " ماذا فعلت ؟؟"‬

‫قلت ونظري على عٌنٌها " الذي ٌفعله الزوج مع زوجته وهً‬

‫بهذه الهٌبة وفً حضنه"‬

‫توقعتها ستثور ؼضبا ً لكنها انخرطت فً نوبة بكاء شدٌدة فجلست‬

‫واقتربت منها وأمسكتها وقلت " قمر توقفً عن البكاء"‬

‫أبعدت ٌداي بقوة وقالت " ابتعد عنً ابتعد"‬

‫قلت بهدوء " قمر"‬

‫قالت صارخة " أصمت"‬

‫تم نظرت من حولها وأمسكت فستانها المرمً بجوارها ورمته مؽتاظة‬

‫ألنها لن تستطٌع الخروج به وعادت تبكً بشدة فخرجت من السرٌر‬

‫ْ‬
‫فسترت به كل‬ ‫وأخرجت معطفً من الخزانة ووضعته على كتفٌها‬
‫جسدها وؼادرت الؽرفة راكضة ‪ ,‬عدت للسرٌر وبقٌت فٌه لوقت‬

‫أتقلب وأرمً الوسابد وأتؤفؾ كل حٌن حتى ؼلبنً النوم ‪ ,‬بعد وقت‬

‫استٌقظت على أصوات فً الخارج فخرجت مسرعا ً فكانت جدتً‬

‫ورجال والد قمر ٌتحدثون بحدة فتوجهت نحوهم وقلت " ماذا هناك ؟؟"‬

‫نظر أحدهم نحوي ورافع مسدسه فً وجهً‪..........‬‬

‫مخرج فصل الٌوم للكاتبة سٌمفونٌة الحنٌن‬

‫اسفل تلك الشجرة الراسخة ٌختببان‬

‫واشد العتاب ٌتقاذفان‬

‫تشكوه جرح ؼابر خلفه الزمان ولم ٌدمله‬

‫وٌتوسلها عودت تلك الحورٌة‬

‫وعٌناه تبلمسها وتعتذر بقببلت ندٌة‬

‫وعٌنٌها تخفً نظرة خجولة كً ال تفصح عن استسبلمها له‬

‫وأما المطر ٌشاركهما ؼسل تلك الذكرٌات األلٌمة‬


‫والبدر ٌضًء عتمة المستقبل وٌدعو لهما بؤٌام سعٌدة‬

‫لقابً بكم فً الفصل القادم ودمتم فً رعاٌة هللا وحفظه ‪ ....‬برد‬


‫المشاعر‬
‫الفصل التاسع والعشرون‬

‫كنت أشعر بالضٌاع سنٌن حٌاتً الماضٌة ببل والدٌن وال طفولة‬

‫وال شًء وال حتى رابد أما اآلن فؤشعر أن حتى اآل شعور ؼاب‬

‫عنً رؼم أنً صرت زوجة رابد ووجدت والدي إال أن تلك الهوة‬

‫عادت تعٌش فً داخلً ‪ ,‬عندما استٌقظت صباح الٌوم ووجدت نفسً‬

‫فً حضنه مجردة من كل شًء حتى ثٌابً عادت بً الذكرى لمعاملته‬

‫لً كجارٌة كشًء ٌطفا شهوته فٌه ‪ ,‬استؽل تلك اللحظة لٌثبت لً أكثر‬

‫أنً مجرد وسٌلة لؽاٌة ما ‪ ,‬كنت أعً كل ما حدت بٌننا لكن حواسً‬

‫ترفض االبتعاد ‪ ,‬الخوؾ ٌسٌطر علٌها والضعؾ أٌضا ً ‪ ...‬نعم ال أنكر‬

‫أن لمساته الزالت تشعلنً همسه قببلته حضنه أشٌاء الزلت أحتاج لوقت‬

‫طوٌل كً أقاومها وأنساها فلحظة استٌقاظً صباحا ً رفض عقلً تصدٌق‬

‫الواقع الذي عاشه وكان ٌدركه فخرجت من عنده وصعدت لؽرفتً جمعت‬
‫أؼراضً وثٌابً خرجت من الؽرفة وسمعت صوت أحد رجال والدي‬

‫ٌهدد أحدهم بالقتل فركضت مسرعة جهة السبللم وقلت صارخة بؤمر‬

‫"توقؾ"‬

‫نظر باتجاهً وقال " عذرا سٌدتً األوامر أن أزٌل كل‬

‫من ٌعترض تنفٌذ أي أمر"‬

‫توجه رابد جهة السبللم وقال بصراخ‬

‫"علٌك قتلً أوالً قبل أخذها من هنا"‬

‫قلت بؽضب " مجنون أنا من طلب هذا فابتعد عنهم ٌا رابد"‬

‫نظر لً وقال " أٌن ستذهبٌن وال أحد لك ؼٌر هنا أٌن"‬

‫قلت بؤلم " للجحٌم فٌما سٌعنٌك"‬

‫شد قمٌصه عند صدره بقبضته وقال بؤلم " كم أتمنى مرة مرة واحدة‬

‫ٌا قمر ال تندمً على ذلك صباحا ً ‪ ,‬لما تعشقٌن جرحً بعنؾ"‬

‫قلت ببكاء " لست جارٌة تعاملنً كذلك ‪ ...‬فهمت لما"‬

‫قال باستنكار " كٌؾ سؤشرح لك كٌؾ ‪ ,‬لم أرك ٌوما ً جارٌة‬

‫أنتً من سمم عقل نفسك بهذه األفكار"‬


‫اتكؤت على جدار السبللم وقلت بهدوء حزٌن‬

‫"بل هً أفضل منً وها قد أخذت ما ترٌد"‬

‫تخطٌنا الحدود ونسٌنا األذان الكثٌرة التً تسمعنا ‪ ,‬الجدة وثبلث‬

‫رجال من الحراس ومرٌم عند باب المطبخ وأٌوب الذي الزال فً‬

‫ؼرفتها بل وتخطٌنا حدودا وضعناها ألنفسنا‬

‫مسح وجهه بٌده وكؤنه ٌهدئ نفسه ثم نظر لً وقال بهدوء " سؤخرج أنا‬

‫من هنا وابقً أنتً فسوؾ ٌجن جنونً إن أخذوك لمكان ال أعرفه"‬

‫لذت بصمت فقال " اعتبرٌه الطلب األخٌر"‬

‫مسحت دمعة تسللت من عٌنً وقلت موجهة كبلمً لهم " ؼادروا"‬

‫خرجوا فً الفور وتوجه هوا لؽرفته وعدت لؽرفتً راكضة‬

‫أؼلقت الباب خلفً وارتمٌت على السرٌر أبكً بمرارة ‪ ,‬من لً‬

‫حتى عمتً ال ٌمكننً حتى االتصال بها ال نوران وال والدي وال‬
‫أحد و حتى مرٌم باتت ال تفهمنً وعاطفتها تجرها جهة شقٌقها‬

‫وأصبحت فً صفه ‪ ,‬مع من سؤتحدث وأبث همومً وما أشعر به‬

‫أنا حقا ضابعة أشعر باأللم هنا فً قلبً ٌتجسد فً حب اسمه رابد‬
‫وفً جرح اسمه رابد وفً حزن اسمه أنا فلم أعد سوى جثة لفتاة‬

‫ماتت منذ شهور وفقدت كل شًء كان فً حٌاتها وحتى الحزن‬

‫بعد مسٌرة طوٌلة من البكاء جلست وأخذت هاتفً واتصلت بربٌسهم‬

‫وطلبت منه أن ال ٌخبر والدي عما حدث ووعدنً بذلك‬

‫بعد ٌومٌن ؼادرت مرٌم أٌضا ً فؤنا لم أرها بعد ذاك الصباح ولم‬

‫أرى أحداً وبث شبه مسجونة ال أرى أو أعلم شٌبا ً خارج حدود ؼرفتً‬

‫فهذه هً أنا لم أتؽٌر وال شًء لً سوى الوحدة واأللم ال أحد لً سوى‬

‫الكوابٌس والذكرٌات المإلمة‬

‫ومر اآلن أكثر من شهر على ذلك وجاء رابد إلى هنا مرة واحدة قبل‬

‫أسبوعٌن ولم ٌصعد لً أو ٌصر على رإٌتً واكتفى بالسإال عنً‬

‫وإٌصال سبلمه لً وؼادر ولم أخرج أنا من ؼرفتً فترة وجوده هنا‬

‫كم عجٌبة هً حٌاتنا وكم ضابعون نحن فٌها ال فهمناها وال أخذنا منها‬

‫ما نرٌد ‪ ,‬مسحت دمعتً المتسللة ببطء فً ؼطاء السرٌر وتنهدت بؤسى‬

‫سمعت طرقات خفٌفة على الباب فرفعت رأسً من تحت الوسادة ثم‬
‫جلست ومسحت بقاٌا دموعً وقلت " تفضل"‬

‫انفتح الباب ببطء ودخلت الجدة مبتسمة واقتربت وجلست بجواري ‪,‬‬
‫مسحت‬

‫على شعري وقالت بحنان " متى ستتوقفٌن عن البكاء وستجؾ هذه‬
‫الدموع"‬

‫أمسكت طرؾ اللحاؾ ووضعته وٌداي فً حجري بقوة وقلت بحزن‬

‫"لست بخٌر جدتً أشعر أننً أختنق"‬

‫مسحت على وجهً وقالت بحنان " هل ٌإلمك شًء قمر هل تشعرٌن‬
‫بشًء‬

‫وجهك مصفر و ُمتعب وجسمك فً نحول مستمر"‬

‫قلت بشهقة باكٌة " قلبً ٌإلمنً إنه ٌتمزق لما ال أموت"‬

‫قالت بخوؾ " قمر لما هذا الكبلم اآلن هل تشعرٌن بشًء هل نؤخذك‬
‫للمستشفى"‬

‫هززت رأسً ببل ومسحت دموعً وقلت " لن ٌفعل لً الطبٌب شٌبا ً"‬

‫تنهدت وقالت " رابد ٌتصل بً ٌومٌا ً وأنا أخبره أنك تؤكلٌن جٌداً‬

‫وتخرجٌن من الؽرفة وأن صحتك جٌدة وكله ؼٌر صحٌح ‪ ,‬لن‬

‫أكذب علٌه مجدداً ٌا قمر وسؤقول الحقٌقة"‬


‫اكتفٌت بالصمت فمدت لً ٌدها تحمل شٌبا ً فنظرت له ثم نظرت‬

‫لها بحٌرة وقلت " ما هذا" !!‬

‫قالت " أحضره رابد ألعطٌه لك"‬

‫قلت بهمس " هل كان هنا"‬

‫هزت رأسها بنعم وخرجت بعدما وضعته على السرٌر فحملته‬

‫وأزلت الؽبلؾ الورقً ‪ ,‬كان كتابا ً وؼبلفه صورتً التً رسمتها‬

‫لً أنوار فً تلك اللوحة والعنوان ( اكتمال القمر ) وتحته‬

‫(كٌؾ تفشل العبلقات العاطفٌة ) هذا كتابه العنوان ذاته لكن الكبلم‬

‫تحته لم ٌكن هكذا بل كان ( كٌؾ تنجح العبلقات العاطفٌة)‬

‫فتحت أولى فصوله ثم عدت ألوله فكانت صفحة اإلهداء ومكتوب فٌها‬

‫سطر واحد فقط ( أهدي هذا الكتاب لزوجتً الحبٌبة قمر ) مسحت دمعة‬

‫تسللت من عٌنً وذهبت آلخره حٌث الخاتمة وكانت كما كتبتها أنا وقد‬

‫ذكر أنً من كتبها ‪ ,‬انتقلت لنهاٌتها وكان مكتوب بخط ممٌز (ال تقتل‬

‫الورد ٌا من زرعت الورد فً قلب طفولتً كم أخشى أن تقتل حبا فً‬


‫قلب نبضاته تموت كل ٌوم فلٌمت الورد بدالً عنه مبة مرة)‬

‫كانت مؤخوذة من الكلمات التً كتبتها فً طرؾ اللوحة مع تؽٌٌر‬

‫بسٌط وكؤنه ٌذكرنً أن ال أفعل كما فعل هوا بً ‪ ,‬أؼلقت الكتاب‬

‫ولمحت بطاقة فً حجري ٌبدوا سقطت منه فرفعتها فكانت دعوى‬

‫لحفل كتابه وٌبدوا أنه لم ٌنشره بعد والحفل سٌكون نهاٌة األسبوع‬

‫قلبت البطاقة فكان مكتوبا خلفها ( ال تنسً موعدك مع طبٌب القلب‬

‫ٌوم ‪ ......2/9‬وسؤتصل به بنفسً ألتؤكد من ذهابك أو سوؾ آخذك‬

‫بنفسً مجبرة ) تنهدت ووضعت البطاقة فً الكتاب‬

‫بعد أسبوع استٌقظت مبكراً استحممت وارتدٌت بذله تلٌق بالمكان‬

‫ارتدٌت حجابً ومعطفا ً شتوٌا ونظارة سوداء وخرجت ‪ ,‬ودعت الجدة‬

‫وركبت السٌارة السوداء المظلمة المتجهة بً فوراً للعاصمة تتبعها ثبلث‬

‫أخرٌات من نفس النوع واللون ‪ ,‬وصلت للمكان المقصود‬

‫فتحت باب السٌارة ونزلت ونظرت للقاعة من الخارج وتنهدت‬

‫ٌبدوا وجودي هنا ؼٌر مقنع ولكنً اعلم جٌدا ما سٌتعرض له‬

‫رابد من إحراج فً وسط ال ُكتاب واألدباء حٌث الجمٌع ٌعرؾ‬


‫نورسٌن وأنها زوجته والكتاب مهدي لها فسٌسؤل الجمٌع عن‬

‫الزوجة الؽاببة ففً الماضً لم ٌضعنً رابد قط فً موقؾ محرج‬

‫أمام عابلتً رؼم ما كان بٌننا وها هوا وقت رد الدٌن‬

‫دخلت بخطوات ثابتة ودخل خلفً الحراس وتوزعوا كً ال ٌشك‬

‫أحد فً وجودهم من أجلً ‪ ,‬نزعت نظارتً وتجولت بنظري فً‬

‫المكان حتى وقع علً رابد ٌقؾ مع اثنٌن ٌتحدثان معه وال ٌظهر‬

‫لً سوي جانب من وجهه ‪ ,‬كان ٌرتدي معطفا ً شتوٌا رصاصً ؼامق‬

‫ٌصل طوله عند ركبتٌه وحداء من نفس اللون وبنطلون أسود وٌضع‬

‫ٌدٌه فً جٌوبه وٌتحدث بحرٌة مبتسما ً فاقتربت ناحٌتهم قلٌبل فالتفت‬

‫حٌنها رابد نحوي بسرعة ونظر لً بصمت نظرة بدون أي تعبٌر ثم‬

‫اقترب منً وقؾ بجانبً ووضع ٌده علً كتفً وسار بً لحٌت تجمع‬

‫كبٌر ووقفنا بٌنهم وقال رابد " أقدم لكم زوجتً قمر صاحبة اإلهداء‬

‫والخاتمة فً الكتاب هل سترحموننً اآلن"‬

‫نظروا لً وبدإوا فً مصافحتً مهنبٌن لً علً صدور كتابه‬


‫وبعضهم ٌبدي إعجابه بالخاتمة والبعض تحدث عن كتابً الوحٌد‬

‫بعد وقت تفرق تجمعهم وبدأ عدد الحاضرٌن ٌقل ‪ ,‬كنت أقؾ بجانبه‬

‫حٌن تحدث وعٌناه على الباب بعٌداً وقال بجدٌة " هل ستذهبٌن للطبٌب"‬

‫نظرت لؤلرض وقلت بهدوء " الموعد بعد ٌومٌن تحدثت معه وسؤزوره‬
‫الٌوم"‬

‫قال " ٌبدوا تفقدٌن وزنك بسرعة ‪ ,‬جدتً قالت أنك تتناولٌن طعامك جٌداً‬
‫"‬

‫لذت بالصمت ولم اعلق فقال " قمر هل لً أن أعرؾ ما الخطؤ‬

‫بً لتكرهً النوم معً هكذا"‬

‫نظرت له بصدمة وعٌناه الزالت معلقتان جهة الباب ثم نظر لً وقال‬

‫ببرود " هل أفعل شٌبا ً ال أعً به ؟ هل بً ما ٌنفرك هل أنا‬

‫مقرؾ ومقزز وال ٌمكنك استحمالً"‬

‫بقى نظري معلق بعٌنٌه ثم ابتسمت ابتسامة حزٌنة وقلت‬

‫"تبقى ال تفهمنً ٌا رابد مهما طال الزمن"‬

‫نظر لً باستؽراب فنظرت للبعٌد وقلت ببرود‬

‫"كنا فً وضع ال ٌسمح بفعل ذلك أم نسٌت"‬


‫قال " لما تهربً من جواب السإال"‬

‫نظرت لؤلرض وقلت " أنا لم أهرب من اإلجابة أنت ترى أنً‬

‫ال أنفع سوى لتلك األمور وال تحتاجنً إال ذاك الوقت"‬

‫ثم نظرت له وابتسمت بسخرٌة وقلت " سبق وقلتها لً ٌا‬

‫رابد لٌست الزوجة فتنة وجمال وجسد متناسق"‬

‫هز رأسه وقال " هكذا إذا لم تتخطً الماضً ولم تنسً كل ما قلته فٌه"‬

‫نظرت حٌث ٌنظر جهة الباب وقلت بحزن " لٌثنً أستطٌع نسٌانه"‬

‫وضع ٌده على كتفً وهمس فً أذنً " أقسم لو ذبحتنً‬

‫ولو قطع والدك لحمً بٌدٌه فلن أتوقؾ عن حبك"‬

‫ثم ؼادر بعٌداً عنً وعٌناي تتبعانه وشعرت حٌنها بٌد سحبتنً للبعٌد‬

‫نظرت لصاحبتها فكانت فتاة ترتدي نظارة سوداء كبٌرة وتضع أحمر‬

‫شفاه ؼامق ٌكاد ٌكون باللون األسود ومبلبس سوداء وكؤنها خرجت‬

‫من فٌلم خاص باإلٌموا ولوال أنه ال وجود لهم فً ببلدنا لقلت أنها منهم‬

‫سمعت صوت سبلح ٌفتح خلفً فؤزالت النظارة صارخة ورافعة ٌدٌها‬
‫"هٌه ال تقتلونً"‬

‫نظرت لها بصدمة ثم قلت " نوران" !!‬

‫احتضنتنً وقالت " قمر كم اشتقت لك"‬

‫احتضنتها أكثر وقلت " نوران ال أصدق أنك هنا"‬

‫ابتعدت عنً وقالت " عدنا ألٌام معدودة وسنؽادر فهربت إلى هنا‬

‫دون علمهم ‪ ,‬قمر هل أنتً ؼاضبة منً ؟ هل سامحتنً ؟"‬

‫احتضنتها مجدداً وقلت بحزن " لست ؼاضبة كان قصدك‬

‫إصبلح األمور وهكذا شاءت أقدار هللا"‬

‫تنهدت وقالت بحزن " ما كنت سؤسامح نفسً لو فقد ِ‬


‫ت‬

‫حٌاتك ٌومها أنا آسفة ٌا قمر"‬

‫ابتعدت عنها وقلت بابتسامة صؽٌرة " إنسً األمر وأخبرٌنً‬

‫عن أخباركم وكٌؾ علم ِ‬


‫ت أننً سؤكون هنا"‬

‫ضحكت وقالت " مخابرات سرٌة ‪ ,‬علمت بموعد حفل الكتاب‬

‫وخمنت أنك قد تكونٌن هنا رؼم أنً كنت أستبعد ذلك لكن حٌن‬

‫رأٌت زوجك المصون ٌراقب الباب كل حٌن علمت أنك قد تؤتً"‬


‫ضحكت وقلت " مخابرات وتحلٌبلت ومراقبة ما كل هذه التطورات"‬

‫ضحكت وقالت " للضرورة أحكام"‬

‫قلت " كٌؾ دخلتً دون دعوى"‬

‫رفعت كتفٌها وقالت " ال أعلم لم ٌمنعنً أحد تبدوا الدعوة عامة ولو‬

‫كانوا منعونً لدمرت لهم الدنٌا حتى دخلت"‬

‫ضحكت وقلت " ابنة عمتً وأعرفك تفعلٌنها"‬

‫نظرت لشًء خلفً مستاءة فجاء صوت رابد قاببل من خلفً‬

‫" ُرب صدفة"‬

‫لوت شفتٌها وقالت بضٌق‬

‫"لٌس من أجلك وال من أجل كتابك أتٌت تفهم"‬

‫وقؾ بجانبً وضع ٌده على كتفً وقال ببرود‬

‫"ولٌس من أجلك أنا هنا"‬

‫لبست نظارتها وقالت مؽادرة‬

‫"وداعا ً ٌا قمر واعتنً بنفسك كً ال تؤكلك الذباب"‬


‫كنت سؤؼادر خلفها فؤمسك ٌدي وقال " علٌنا أن نتحدث"‬

‫نظرت لعٌنٌه وقلت " رابد أرجوك لن نصل لحل فكم مرة‬

‫تحدثنا وانتهى األمر أسوء مما بدأ"‬

‫ضؽط على ٌدي بقوة حتى آلمتنً ثم رفعها وأدخلها فً معطفه‬

‫ووضعها على قلبه وعٌناه فً عٌناي فً صمت تام وبقٌنا على‬

‫هذا الحال لوقت ونبض قلبه ٌتسلل من ٌدي لكل جسدي حتى‬

‫بث أشعر بقلبه ٌنبض فً قلبً ثم أخرجها قبل كفها بعمق وتركنً‬

‫وابتعد فؽادرت القاعة راكضة وركبت السٌارة متجهة للمستشفى‬

‫كنت أفرك كؾ ٌدي محاولة إبعاد الشعور الذي سكنها والزال فٌها‬

‫حتى اآلن وكؤنها الزالت على قلبه ‪ ,‬فركت وفركت وببل فابدة‬

‫كنت أشعر بنبضه فٌها ومكان شفتٌه الزال عالقا ً علٌها وشعرت‬

‫بالعبرة تخنقنً فوضعتها على قلبً وسافرت فً بكاء طوٌل لم‬

‫ٌنتهً إال حٌن وصلت للمستشفى ونزلت أسٌر ببطء ورأسً‬

‫لؤلرض وحزن كل العالم ٌعٌش فٌنً ‪ ,‬زرت الطبٌب منصور‬

‫وحٌن خروجً مد لً بورقة وقال " علٌك بالتؽذٌة الجٌدة وضعك‬


‫صعب وسٌحتاج لمراقبة فنبضك ضعٌؾ ونتابج التخطٌط ؼٌر‬

‫مرضٌة لحد كبٌر"‬

‫أخذت منه الورقة واكتفٌت بابتسامة وخرجت ‪ ,‬قد أموت هذه‬

‫المرة موته أخٌرة فحتى قلبً ٌبدوا مل من هذه اللعبة ‪ ,‬ؼادرت‬

‫المستشفى للمزرعة فوراً وصلت وصعدت لؽرفتً وأؼلقتها خلفً‬

‫واتصلت بوالدي فؤجاب من فوره وقال قلقا " قمر ما بك ٌا ابنتً"‬

‫قلت ببكاء " أبً أحتاج إلٌك متى ستعود"‬

‫قال بهدوء " لقد أفزعتنً أخبرتك أن ال تتصلً إال للضرورة"‬

‫قلت ببكاء أشد " ال أرٌد وال ٌهم ما سٌحدث لً ‪ ,‬أبً أرجوك‬

‫تعال خذنً معك أرٌد أن أكون معك"‬

‫قال " ما بك بنٌتً هل ضاٌقك أحد ! هل زوجك قال لك شٌبا ً هناك ؟"‬

‫قلت بعبرة " ال شًء ال أحد ٌضاٌقنً"‬

‫قال " حسنا ً بنٌتً كلها مدة قصٌرة وتنتهً هذه األزمة"‬

‫قلت بتشكك " هل تكذب علً قل أنها حقٌقة"‬


‫قال بصوت مبتسم " أقسم أنها الحقٌقة فاعتنً بنفسك وبصحتك‬

‫قمر الطبٌب قال أنك تحتاجٌن لعناٌة أكبر"‬

‫قلت بهمس " هل تحدث إلٌك الٌوم وأخبرك"‬

‫قال " نعم سنتحدث عن كل شًء الحقا ً حسنا ً"‬

‫قلت بهدوء " حسنا ً اعتنً بنفسك أبً من أجلً أرجوك"‬

‫قال " وداعا ً حبٌبتً الجمٌلة وبلؽً الجدة وابنها سبلمً"‬

‫قلت بهمس " وداعا ً"‬

‫أؼلقت الهاتؾ ومسحت دموعً وأحسست أن جزبا من نفسً‬

‫التابهة عاد إلً بسماعً لصوته ‪ ,‬فً الٌوم التالً اقترحت علٌا‬

‫الجدة أن نزور مزرعة ابنة خالتها التً تكون شقٌقتها من الرضاعة‬

‫وهً والدة أنوار فوافقت بعد إصرار منها وقضٌنا لدٌهم ثبلثة أٌام‬

‫كانوا عابلة مرحة وطٌبة وكم سررت بزٌارتهم والتعرؾ علٌهم‬

‫وبعد أسبوع طرقت علٌا الجدة الباب فقلت بهدوء " تفضلً جدتً"‬

‫فتحت الباب مبتسمة وقالت " كٌؾ تعرفٌن أنها أنا"‬

‫قلت بذات االبتسامة " من طرقتك للباب ‪ ...‬تفضلً"‬


‫اقتربت وقالت بشًء من التردد فً مبلمحها " قمر بنٌتً لدي‬

‫ضٌوؾ ٌرٌدون زٌارتً إن اعترض ِ‬


‫ت أنتً عنهم اعتذرت لهم"‬

‫قلت بحٌرة " ولما سؤعترض عنهم" !!‬

‫قالت " إنها شقٌقتً وابنتها سوزان لقد سبق وقالت أنهما تودان زٌارتً‬

‫واعتذرتا وقتها وقد حدثت مشادة بٌنً وبٌن مرٌم ترفض زٌارتهم‬

‫وأنتً هنا ‪ ,‬إن كنتً ال توافقً تصرفت فً األمر"‬

‫قلت " حسنا ً سؤبقى فً ؼرفتً حتى ذهابهم فما ألمانع"‬

‫قالت " سٌبقٌان ألٌام"‬

‫قلت بعد صمت " لٌؤتوا أنا لن أمانع وجود ضٌوفك فً منزلك"‬

‫قالت " أخشى من سوزان ‪ ,‬قمر هً أكبر منك لكن عقلها أصؽر‬

‫من عقلك فهل ستستحملٌن أي كلمة طابشة ‪ ,‬أنا لن أسمح أن تهٌنك‬

‫أبداً ولكن ال أرٌد قول شًء قبل أن ٌصدر عنها تصرؾ سًء"‬

‫قلت بابتسامة " ال تقلقً جدتً واستقبلٌهم متى أردتً وإن أرادت‬

‫شٌبا ً فلتؤخذه من ٌمنعها وإن لم تحصل على شًء فلٌس ذنبنا"‬


‫ضحكت وقالت " صدقتً ولكن بعض البشر ٌلقون باللوم على‬

‫ؼٌرهم ومادام رابد ؼٌر موجود فبل خوؾ"‬

‫قلت " ولما الخوؾ من وجوده" !!‬

‫تنهدت وقالت " ال مؤمن من مكابد النساء ومن ؼضب الرجال‬

‫مرٌم ستكون هنا فما أن علمت حتى قالت أنها ستكون معنا"‬

‫ضحكت وقلت " ولما ترٌد الحضور هل تتوقع حربا ً ستقوم بٌننا"‬

‫ْ‬
‫أقسمت أن تطردها إن ضاٌقتك وٌبدوا لن نواجه‬ ‫قالت ضاحكة " بل‬

‫مشكلة ؼٌرتها منك بسبب رابد بل بسبب حبنا لك ودفاعنا عنك"‬

‫قلت بامتنان " شكراً لك جدتً أنتم فعبل نعم األهل"‬

‫مسحت على شعري وقالت بحنان " كم أتمنى طرد هذا الحزن‬

‫عنك لقد أحبك قلبً من ٌوم رأتك عٌنً أول مرة وكؤنك جزء منً‬

‫ت زوجة حفٌدي المستهتر المجنون ولكنه تعلم درسا ً جٌداً وبات‬


‫ولس ِ‬

‫ٌهدي باسمك فً اللٌل"‬

‫ضحكت وقلت " ومتى نم ِ‬


‫ت معه"‬

‫قالت مؽادرة " هناك من سمعه"‬


‫بقٌت أنظر لمكان خروجها بحٌرة ثم تنهدت وؼادرت السرٌر‬

‫علٌا أن أكون أقوى منها ومن ضعفً فلم ٌعد لدي شًء أخسره‬

‫وقفت أمام المرآة ونظرت لنفسً نظرة شاملة ‪ ,‬لقد عاد لون وجهً‬

‫لطبٌعته خبلل هذان األسبوعان وحتى جسمً بات ٌمتلا شٌبا ً فشٌبا ً‬

‫عند المساء اتصلت مرٌم تتذمر ألن أٌوب ال ٌمكنه المجًء هههههه‬

‫تبدوا مستعجلة على لقابهم ‪ ,‬كم اشتاق لها فؤنا لم أرها منذ ذلك الٌوم‬

‫وٌعز على قلبً أن أفارقها والجدة وأنوار فقد كن عابلتً فً ؼٌاب أهلً‬

‫لم أستطع النوم هذه اللٌلة وكل األفكار تؤخذنً وتعٌدنً تحسبا لؤلٌام‬

‫القادمة فبل أرٌد أن أحرج نفسً مع الجدة وال أن أحرجها أمام أقاربها‬

‫وكم أخشى من تقلبات مزاجً الذي بات ٌسوء ٌوما ً بعد ٌوم‬

‫عند الصباح الباكر سمعت طرقات متتالٌة على الباب فؤخرجت رأسً‬

‫من تحت اللحاؾ وقلت بعٌنان مؽمضتان " نعم تفضل"‬

‫دخلت الخادمة وقالت " صباح الخٌر سٌدتً ‪ ,‬السٌدة الكبٌرة تطلبك‬

‫فً المجلس الداخلً"‬


‫نظرت لها بعٌن واحدة مفتوحة وقلت " من معها"‬

‫قالت " السٌدة رجاء وابنتها"‬

‫تنهدت وقلت " حسنا ً أحضري لً كوب حلٌب وخبز محمص"‬

‫قالت مؽادرة " فً الحال"‬

‫دخلت الحمام أخذت حماما سرٌعا ً وساخنا وخرجت ‪ ,‬جففت‬

‫شعري وارتدٌت فستانا ً شتوٌا قصٌراً وأنٌقا ووضعت كحبل‬

‫لعٌناي وأحمر شفاه باللون الزهري ومشطت شعري وجمعته‬

‫كله لؤلمام عند كتفً األٌمن وارتدٌت بعض اإلكسسوارات بلون‬

‫الفستان ‪ ,‬تناولت الخبز والحلٌب حسب وصاٌا الطبٌب أن ال ٌخلوا‬

‫إفطاري منهما فجعلتهما إفطاري الوحٌد وخرجت بعدها من ؼرفتً‬

‫قاصدة مكان وجودهم ‪ ,‬وقفت عند الباب وتنفست بقوة فلست بمزاج‬

‫مشاكل مع أحد فمنذ فترة أصبح مزاجً سٌبا ً وال ٌتقبل حتى المزاح‬

‫دخلت ملقٌة التحٌة فكانت هناك سٌدة كبٌرة فً السن شٌبا ً ما ببشرة‬

‫بٌضاء وعٌنان زرقاء واسعة ومبلمح‬

‫عادٌة وتبدوا على وجهها البساطة والطٌبة وفتاة تجلس بجوارها‬


‫قمحٌة البشرة وزرقاء العٌنان كعٌنً والدتها ‪ ,‬تداخل ؼرٌب فً‬

‫األلوان ولطالما هذا النوع من البشر أشعرنً بالؽرابة وكؤنً أمام‬

‫صنؾ هجٌن منهم ‪ ,‬بشرة لٌست بٌضاء مع عٌنان زرقاء ‪ ,‬صادفت‬

‫ؼٌرها الكثٌر بهذه الصفة وتبدوا أخذت لون هذه البشرة من والدها‬

‫أو أن والدها له عٌنان كعٌناها فقد الحظت هذا اللون األزرق فً‬

‫بعض أفراد عابلتهم حتى من أهل أنوار وعٌنا رابد من قرب باللون‬

‫األزرق الؽامق ووالدته بعٌنان زرقاء فاتحة وابنة مرٌم الصؽرى‬

‫كذلك ‪ ,‬ما أن رأتانً حتى نظرت لً السٌدة بابتسامة أما الفتاة بصدمة‬

‫أو دهشة أو ال أعلم ما ٌكون ‪ ,‬كانت تحدق بً حتى جلست بجوار‬

‫الجدة التً مسحت على شعري وقالت " هذه قمر زوجة رابد"‬

‫قالت السٌدة رجاء بابتسامة " اسم على مسمى تشرفنا بمعرفتك"‬

‫قلت بابتسامة مماثلة " وأنا كذلك شكراً لك ٌا خالة"‬

‫أما العٌنان األخرى فبلزالت تحدق بً دون أن ترمش ‪ ,‬كان لها‬

‫شعرا أسوداً ناعما ً قصٌراً وترتدي بنطلون من الجٌنز وكنزه شتوٌة‬


‫سوداء تمضػ العلكة وتفرقعها كل حٌن ‪ ,‬تطرقت الجدة والسٌدة‬

‫رجاء لمواضٌع شتى وكنت أشاركهم الرأي فٌها وٌبدٌان إعجابهما‬

‫بؤفكاري وطرٌقة طرحً لرأًٌ ‪ ,‬تبدوا هذه السٌدة متعلمة ونالت‬

‫شهادة عالٌة فٌستحٌل أن تكون ؼٌر ذلك أما الحجر الصامت فقد‬

‫نطق أخٌراً وقال " ال أرى رابد هنا سمعت أنه مقٌم فً العاصمة"‬

‫بدأت أولى جوالتها إذاً ‪ ,‬قالت الجدة " نعم"‬

‫قالت بابتسامة جانبٌة " ولما ٌترك زوجته تارة عند شقٌقته وتارة‬

‫عند جدته !! هل هما متشاجران"‬

‫قالت الجدة ببرود فهً تفهم مصابها " قمر تعب قلبها وهً هنا‬

‫للراحة الطبٌة ورابد منشؽل مع كتابه ‪ ,‬لو كانا متشاجران‬

‫لذهبت ألهلها ولٌس أهله"‬

‫قالت بنظرة ساخرة ولهجت الؽٌر مصدق " آه فهمت"‬

‫اكتفٌت بالصمت فهذا األسلوب االستفزازي ال ٌنجح معً فلٌس‬

‫هناك من تحملت مثلً فً حٌاتها ولم تتكلم ‪ ,‬قالت بعد وقت‬

‫"أالزال رابد ٌعشق ؼرفته السفلٌة ؟ ؼرٌب رؼم أن زوجته‬


‫فً األعلى تحجبا ً عن مروان" !!‬

‫تؤففت الجدة وقالت " سوزان تسكتٌن دهرا وتنطقٌن شٌبا ً ال‬

‫عبلقة له بما نتحدث فٌه ‪ ,‬ما الذي ترٌدٌن الوصول إلٌه"‬

‫كانت جملتها تلك أقسى من السابقة وٌبدوا تعلم الكثٌر عما ٌجري‬

‫ْ‬
‫وضعت ساق على األخرى وقالت ببرود‬ ‫هنا ‪,‬‬

‫"من هوا زوجها لم تتحدث فلما انزعج ِ‬


‫ت ٌا خالتً"‬

‫تم قالت بابتسامة سخرٌة‬

‫"أم كما علمت ال تتحملٌن فٌها شٌبا ً مدللتك الجدٌدة"‬

‫قالت الجدة ماسحة على شعري " بل مدللة العابلة كلها وأولهم رابد"‬

‫نظرت لً نظرة استهزاء وهمست شٌبا ً لم أفهمه ولم أهتم لفهمه‬

‫لتحمد هللا أنً التزم الصمت عنها فلو فارت الكلمات فً عقلً‬

‫أعرؾ نفسً جٌداً سؤجرحها بعنؾ ولكن الجدة بردت على قلبً‬

‫فً كل مرة فما حاجتً إلظهار نفسً بمظهر سًء مثلها ‪ ,‬نطقت‬

‫والدتها أخٌراً التً على ما ٌبدوا ال شخصٌة لها مع ابنتها المتؽطرسة‬


‫وقالت " سوزان هناك مواضٌع كثٌرة ؼٌر رابد تتحدثٌن فٌها"‬

‫رمت شعرها للخلؾ وقالت ببرود‬

‫"رابد صدٌق طفولتً وحدٌثً عنه شًء عادي جداً"‬

‫ضحكت الجدة وقالت " ال صدٌقة طفولة لرابد أكثر من قمر‬

‫ثم مروان صدٌق طفولتك أكثر منه لما نسٌته من حدٌثك"‬

‫تؽٌر وجهها دلٌل الضٌق ثم قالت بانزعاج‬

‫"وما بكم أنتم هل الحقٌقة تجرح لهذا الحد"‬

‫فاض بً منها وذقت ذرعا من تمادٌها كنت أود المؽادرة ‪ ,‬كٌؾ‬

‫سؤستحملها ألٌام ما أن فتحت فمً ألتحدث حتى استوقفنً من رأٌته‬

‫ظهر فجؤة أمام الباب ٌرتدي معطفه األسود وٌداه ٌدسهما فً جٌوبه‬

‫ألقى التحٌة واقترب منً دون أن ٌسلم على أي أحد منهم ودون أن‬

‫تتحجب تلك المتوحشة أو تهتم لوجود رجل ؼرٌب عنها‬

‫جلس بجواري ورفع ذراعه وضمنً بها مطبقا بها على كتفاي‬

‫وصدري وقبل خدي وهمس لً " اشتقت إلٌك"‬

‫أنزلت رأسً لؤلسفل أبعد شعري خلؾ أذنً وابتسمت ابتسامة‬


‫صؽٌرة من أجل تلك المؽرورة ‪ ,‬ابتعد عنً وٌده الزالت على‬

‫كتفً وقال بهدوء " كٌؾ أنتما"‬

‫قالت والدتها مبتسمة " بخٌر كٌؾ حالك أنت فلم نعد نراك"‬

‫أما ابنتها فكانت الدماء ستخرج من وجهها من كتمها ؼٌظها‬

‫أمسك ٌدي ولعب بؤصابعً قلٌبلً وقبل خاتم زواجنا ثم همس‬

‫لً " كٌؾ كانت زٌارة الطبٌب"‬

‫ابتسمت ونظري لؤلرض ثم قلت بهمس " جٌدة بعض الشًء"‬

‫قال بصوت منخفض " ٌعنً النتابج ؼٌر مرضٌة"‬

‫اكتفٌت بالصمت فقبل رأسً ووقؾ وسحبنً معه لخارج المجلس‬

‫خرج بً للمجلس الخارجً وأوقفنً مقابلة له فتحرك هواء بارد‬

‫فحضنت ذراعاي وارتجفت قلٌبلً فنزع معطفه ووضع على أكتافً‬

‫وقال " كٌؾ جٌدة بعض الشًء ما الذي قاله لك"‬

‫قلت بهدوء ونظري لؤلرض " قال أن النبض ضعٌؾ وطلب‬

‫منً أن أحسن تؽذٌتً وؼٌر لً العبلج"‬


‫قال بهدوء ممزوج ببعض الضٌق " قمر لما ال تهتمٌن بصحتك"‬

‫نظرت لعٌنٌه وقلت " ولما ال تفعل أنت ذلك لنفسك"‬

‫تنهد وقال " أنا شًء وأنتً شًء آخر"‬

‫تم ابتسم بحزن ونظر جانبا ً جهة المزرعة وقال " أنتً اآلن لك‬

‫والدك الذي ُحرم منك كل حٌاته وانتظرته كل عمرك وعلٌك‬

‫البقاء من أجله أما أنا فبل أحد لً"‬

‫نظر لعٌناي فنزلت دموعً فشدنً لحظنه وقال بحنان " عاقبنً هللا‬

‫ٌا قمر ‪ ,‬بث أشعر بكل ما كنتً تشعرٌن به ‪ ...‬الوحدة الضٌاع إحساسك‬

‫أن ال أحد لك وال أحد تتمسكٌن فً الحٌاة ألجله ‪ ,‬علمت اآلن أي معاناة‬

‫كنتً تعٌشٌنها معً فً الماضً كما أنً فً الماضً شعرت بما تشعرٌن‬

‫به اآلن أن مبلذك الوحٌد أكثر شخص جرحك والحضن الذي تحتاج‬

‫ألمانه هوا آخر من تفكر فً اللجوء إلٌه ودوابك هوا سبب جراحك‬

‫أنا أعذرك ٌا قمر وأعلم بما تشعرٌن اآلن"‬

‫اكتفٌت بالبكاء وأنا أمسك قمٌصه بقوة وأدفن وجهً فٌه وهوا ٌشدنً‬

‫لحظنه أكثر وال شًء ٌشهد على مؤساتنا سوى برد الشتاء وال شًء‬
‫دافا هنا إال هذا الحضن الذي ٌحتوٌنً فبل لجوء إال إلٌه وال ضٌاع إال‬

‫فٌه أبعدنً عنه ومسح دموعً وعدل المعطؾ على جسدي ثم أمسك‬

‫وجهً وقال " قمر ٌوم تشعرٌن باحتٌاجك لً إن كنت ضمن األحٌاء‬

‫فبل تترددي لحظة وإن كنت مٌت فؤكون قد ٌبست من انتظارك"‬

‫تم وضع ٌداه على كتفاي وقال ونظره لؤلرض مطؤطؤ برأسه لؤلسفل‬

‫"لٌلة البارحة كانت آخر عملٌات التمشٌط العسكري لكافة األجهزة‬


‫األمنٌة‬

‫فً الببلد لقد بتروا بإرة الشر وأصٌب والدك فً ذراعه لكنه بخٌر ‪,‬‬
‫اللٌلة‬

‫سٌظهر ومجموعة من الضباط فً القناة األرضٌة"‬

‫نظر بعدها لعٌناي وقبل شفتً وقال بحزن " اعتنً بنفسك جٌداً ٌا قمر"‬

‫وؼادر بعدها على الفور وتركنً واقفة مكانً ال شًء معً سوى‬

‫معطفه الذي تحركه الرٌح وأشده حول جسدي بقوة ‪ ,‬دخلت راكضة‬

‫وتوجهت لؽرفتً وأخذت هاتفً اتصلت بوالدي كثٌراً ولم ٌجب ثم‬

‫وصلتنً رسالة فتحتها فكانت منه وكان فٌها ( قمر اعذرٌنً أنا مشؽول‬
‫اآلن عند المساء سؤتصل بك ‪ ....‬أحبك بنٌتً)‬

‫مسحت دموعً وخرجت راكضة للمجلس الداخلً ونظرت بصدمة‬

‫وقلت " جدتً لما أنتً وحدك أٌن ضٌفتاك" !!‬

‫ضحكت وقالت " ؼادرتا"‬

‫قلت بحٌرة " ولما ألٌستا ستبقٌان ألٌام" !‬

‫قالت رافعة كتفٌها " هكذا حكمت سوزان وأخذت والدتها وؼادرت"‬

‫قلت بصدمة " لماذا" !!‬

‫قالت ببرود " لحقت برابد وهوا ٌؽادر ‪ ,‬ؼابت لوقت ثم عادت ؼاضبة‬

‫وأمرت والدتها بالرحٌل وقالت أنها لن تؤتً هنا ثانٌتا ً ألنه أهانها"‬

‫قلت بحزن وعٌناي لؤلرض " أنا آسفة ٌا جدتً كل هذا بسببً"‬

‫قالت بابتسامة " جنت على نفسها ما دخلك أنتً ‪ ,‬ها أخبرٌنً ما‬

‫الشًء الذي كنتً قادمة ركضا ً لقوله"‬

‫قلت بابتسامة " والدي انتهت مهمته أخٌراً وسٌعود إلً"‬

‫وقفت وحضنتنً مباركة لً وقالت " حمدا هلل ٌا ابنتً"‬


‫وعند المساء كنت أمام التلفاز ولم أفارقه لحظة حتى عرضوا مجموعة‬

‫الضباط الذٌن قاموا بالعملٌة ووالدي كان ٌجلس معهم ٌده مربوطة لعنقه‬

‫تكلموا جمٌعهم حتى حان دوره وما أن بدأ بإلقاء تحٌة اإلسبلم حتى نزلت‬

‫دموعً من فورها ثم قال " كلنا فداء للوطن من أجله نحٌا فهوا من‬
‫أجلنا‬

‫كان فحتى إن ُبترت ٌدي ما كنت ألتؤلم لفقدها فً سبٌله ‪ ,‬لقد شهدت‬
‫الببلد‬

‫األٌام الماضٌة عملٌة كبٌرة إلنقاذها ممن ٌرٌدون الفتك بها فؤشكر جمٌع‬

‫الضباط والعقداء وضباط الصؾ وكل من ساهم معنا من المخابرات‬


‫للجهاز‬

‫األمنً الداخلً والخارجً لربٌس الببلد أوالً وأخٌراً وهلل قبل الجمٌع‬

‫وأعتذر من ابنتً الحبٌبة قمر نور عٌناي وحٌاتً المتبقٌة من خسرت‬


‫والدتها‬

‫وطفولتها بسببهم ‪ ,‬هً فخري وعزتً و َمن أنا مِن أجلها أعٌش باقً‬
‫أٌامً‬

‫وأشكركم على إتاحة" ‪...‬‬

‫انخرطت فً نوبة بكاء شدٌدة والجدة تهدبنً ‪ ,‬كانت المرة الثانٌة فً‬
‫حٌاتً‬
‫أبكً فٌها من سعادتً والسبب نفسه عودة والدي لً ‪ ,‬بعد قلٌل رن‬
‫هاتفً‬

‫فكان والدي المتصل أجبت على الفور فقال بصوت مبتسم‬

‫"لما البكاء قمر لو فقط أعلم ما الشًء الذي ال ٌبكٌك"‬

‫قلت بسعادة وأنا أمسح دموعً‬

‫"أبً هل أنت بخٌر حمداً هلل الذي ردك لً سالما ً"‬

‫قال " بخٌر بنٌتً مجرد خدش بسٌط طمبنٌنً عنك كٌؾ صحتك"‬

‫قلت ببحة بسبب كثرة البكاء " بخٌر متى ستؤتً ألخذي معك"‬

‫قال بعد ضحكة " ال ٌسمعك أحد هناك وٌضن أنك‬

‫متضاٌقة من وجودك معهم"‬

‫قلت بابتسامة " ال أحد سوى الجدة وهً تعلم أنً أحبها‬

‫وأرٌدك أن تؤتً سرٌعا ً"‬

‫قال " ٌومٌن فقط حبٌبتً ألنً مشؽول وسآتً ألخذك معً‬

‫لمنزلنا ولن نفترق ثانٌتا حتى الموت"‬

‫قلت بهدوء " لن أعطلك عنهم ‪ ,‬اعتنً بنفسك أبً وعد سرٌعا ً"‬
‫قال بحنان " بالتؤكٌد بنٌتً سؤكون لدٌك ما أن ننتهً من باقً عملنا‬

‫وداعا ً اآلن وال تنسً أن تبلؽٌهم سبلمً"‬

‫بعد ٌومٌن قضٌتهما فً االنتظار ولم أنم فٌهما لحظة ولم ٌكن رابد‬

‫موجوداً وؼادر منذ كبلمه معً فً المجلس ‪ ,‬جاء أخٌراً الوقت الذي‬

‫سٌؤتً فٌه والدي دون تخفً وال تنكر وال خوؾ وال حراس‬

‫كنت أقؾ فً الخارج رؼم إصرار الجدة أن أدخل عن البرد لكن قلبً‬

‫لم ٌطاوعنً ولو كان األمر بٌدي لخرجت للطرٌق النتظره‬

‫دخلت سٌارته بعد وقت فهم تركوا الباب مفتوحا ً بطلب منً لٌدخل‬

‫مباشرة ‪ ,‬اقترب بسٌارته ونزل منها فركضت نحوه وارتمٌت فً حضنه‬

‫باكٌة وهوا ٌمسح على رأسً وٌقول " اشتقت لك قمر كم اشتقت لك"‬

‫كنت أبكً فقط وأتمسك به بقوة وكؤنه سٌطٌر منً أو ٌختفً ثم قلت‬

‫بعبرة " أحتاجك والدي أقسم أننً أحتاجك"‬

‫أبعدنً عن حضنه ومسح دموعً وقال " لن تبقً ببل سند بعد الٌوم‬

‫لن تنهانً ولن ٌجرحك أحد وال بكلمة وسؤمسح األرض بمن ٌضاٌقك‬
‫ٌا ابنتً الؽالٌة"‬

‫نمت فً حضنه بهدوء وقلت " حتى آخر العمر أبً ال تتركنً أبداً"‬

‫قال بابتسامة " هٌا دعٌنً أدخل وأسلم على الجدة‬

‫وابنها وأشكرهما لنؽادر"‬

‫دخلنا وودعت الجدة بحرارة وكان وداعا ً مإلما فكم اعتدت علٌها وكم‬

‫أحببتها لتعاملها معً ‪ ,‬صافحها والدي وقال بجدٌة " شكراً لك لما فعلته‬

‫من أجل ابنتً فلن أنسى جمٌلك ما حٌٌت وأي شًء تحتاجانه اتصبل بً‬

‫فقط رقم هاتفً مسجل لدى ابنك"‬

‫قالت بابتسامة " ال تشكرنً على واجبً هً فً مقام أحفادي‬

‫بل فً قلبً أؼلى من الجمٌع ‪ ,‬نِعم ما أنجبت وربٌت ٌحفظك هللا‬

‫لها وٌحفظها لك واعتنوا بصحتها جٌداً فهً تهملها كثٌراً"‬

‫قال مبتسما ً " ال تخافً أنا لها بالمرصاد ‪ ,‬شكراً لكما مجدداً‬

‫واعذرٌنا علٌنا المؽادرة للوصول قبل المساء"‬

‫قالت " ألن تتناول العشاء معنا ؟" !‬


‫قال " فً المرة القادمة سؤزوركم وقمر ونتناول الؽداء والعشاء"‬

‫قالت مبتسمة " مرحبا ً بكما فً أي وقت واعتبرا المزرعة‬

‫بٌتكما الثانً وال تنسونا"‬

‫خرجنا مؽادرٌن وركبت سٌارة والدي للمرة األولى وٌدي فً ٌده‬

‫طوال الطرٌق أنظر له ؼٌر مصدقة ‪ ,‬أخذنً لمكان ؼرٌب ومقطوع‬

‫وقال " هٌا انزلً ٌا قمر"‬

‫قلت باستؽراب " أٌن نحن" !!‬

‫قال مبتسما ً " والدتك أال ترٌدٌن زٌارتها"‬

‫نزلت دموعً وقلت بحزن " قبرها هنا ! لما وحٌد فً مكان مقطوع"‬

‫قال بحزن " هكذا حكمت الظروؾ حٌنها هٌا انزلً"‬

‫نزلت معه وكان الرٌح البارد ٌعصؾ بثٌابنا بشدة ‪ ,‬وصلنا لقبرها‬

‫المرتفع قلٌبلً عن األرض فنزلت عنده وحضنت ترابه وبكٌت بؤلم‬

‫وأنا أقول " أمً حبٌبتً كم أشتاق لك لقد أخذ والدي بحقك وحقً‬

‫منهم جمٌعهم ‪ ,‬أحبك أمً ونحتاج وجودك معنا"‬

‫أمسك كتفً وقال بهدوء " قمر توقفً فهذا ال ٌنفع فً شًء‬
‫ادعً لها بالرحمة والمؽفرة"‬

‫وقفت ومسحت دموعً ورفعت كفاي ودعوت لها كثٌراً بكل ما‬

‫أعرفه من دعوات ثم نظرت لوالدي وقلت‬

‫"لما تبقى هنا وحدها ال تتركها هنا أرجوك أبً"‬

‫تنهد وقال " نبش القبور أمر ال ٌجوز حبٌبتً وال ٌرضاه هللا سنبنً‬

‫سورا حوله ونجعل المكان مقبرة ٌدفن فٌها باقً أموات المسلمٌن‬

‫لقد اشترٌت كل هذه المساحة وسنجعلها مقبرة ثوابها لوالدتك"‬

‫حضنته وقلت بحب " شكراً لك أبً رؼم أن السور سٌمنعنً من‬

‫زٌارتها ألنً امرأة لكن سٌسعدنً أن ال تبقى وحٌدة وأن ال ٌدنسوا‬

‫قبرها مع مرور الزمن"‬

‫حضننً وقبل رأسً ثم ؼادرنا المكان وتوجهنا لجسر المدٌنة‬

‫وأوقؾ السٌارة وقال " هنا وعدتك قدٌما ً بشًء وعلٌا اإلٌفاء به"‬

‫قلت باستؽراب " وعدتنً هنا" !!‬

‫قال مبتسما ً " نعم هٌا انزلً قد تتذكرٌنه"‬


‫نزلنا معا ً وسار بً نحو رجل ٌبٌع المثلجات ‪ٌ ,‬بدوا األمر جنونٌا ً‬

‫ونحن فً هذا الشتاء والبرد ولكن الناس تشتري منه دابما ً وما أن‬

‫اقتربنا منه حتى قلت بدهشة " نعم تذكرت وعدتنً أن نعود الٌوم التالً‬

‫لتشتري لً ألن الجو حٌنها كان بارداً جداً فبكٌت كثٌراً فً الطرٌق‬

‫ووالدتً تحاول إسكاتً ‪ ...‬نعم أذكره جٌداً"‬

‫قال بابتسامة حزٌنة " نعم وفً الٌوم التالً كانت والدتك مٌتة وأنا فً‬

‫السجن وأنتً فً منزلنا وحٌدة"‬

‫ابتسمت ومسحت عٌناي كً ال أبكً ‪ ,‬اشترى لً واحدة كبٌرة أكلت منها‬

‫حتى شبعت وأنا أسعل من برودتها وهوا ٌضحك علً وأنا أضحك معه ثم‬

‫أخدها منً وقال " ٌكفً ال تنسً نفسك"‬

‫ضحكت وقلت " ال لم أنسى سؤشرب شٌبا ً حاراً جداً لتتعادل األمور"‬

‫ضحك وضمنً بذراعه وسار بً على الجسر ‪ ,‬كنت أتمسك بمعطفه‬

‫مثل عاشقان ولٌس ابنة ووالدها ‪ ,‬نعم هذا ما كنت أحتاجه حنان والدي‬

‫لٌمؤل نصؾ الهوة فً داخلً وقد أجد ٌوما ً ما بعٌداً جداً شخصا ً مثله ٌمؤل‬

‫الجزء اآلخر منها ‪ ,‬كنا نسٌر وهوا ٌحكً لً عن طفولتً ووالدتً وأنا‬
‫أضحك من تصرفاتً عندما كنت طفلة وأشعر أننً ملكت الدنٌا بما فٌها‬

‫حتى استوقفنا صوت رجولً مرتفع ٌنادي " قمر"‬

‫التفتنا كلٌنا لصاحب الصوت فكان ‪ ...‬حٌدر‬

‫تنفس بقوة وكؤنه كان ٌركض لمسافات كبٌرة ‪ ,‬نظر لً ثم لوالدي ثم لً‬

‫وقال بهدوء " قمر رابد فً المستشفى"‬

‫وعند هنا كانت نهاٌة الفصل وأتمنى ٌكون نال ولو جزء من إعجابكم‬

‫وأعتذر على تؤخري لظروؾ خارجة إرادتً النً عن نفسً أكره توقؾ‬
‫الرواٌات‬

‫الفصل القادم األخٌر إن شاء هللا طوٌل وٌعجبكم وتقرأوا لٌن تشبعوا‬

‫أحبكم فً هللا وشكرا لسإالكم عنً‬


‫الفصل الثبلثون‬

‫تنفس بقوة وكؤنه كان ٌركض لمسافات كبٌرة نظر لً ثم‬

‫لوالدي ثم لً وقال بهدوء " قمر رابد فً المستشفى"‬

‫بقٌت أنظر له ؼٌر مستوعبة ما قال وكؤن عقلً نبهنً أن ثمة شًء‬
‫فً حٌاتً ركنته جانبا ‪ ,‬شًء عالق فً عقلً الباطن واستٌقظ من‬

‫جدٌد ‪ ,‬كنت كصورة معلقة فً الشارع ونظري علٌه فتابع قاببل‬

‫بعدما طال صمتً " الشهرٌن الماضٌٌن تدهورت صحته بسبب‬

‫إفراطه فً التدخٌن وهوا على حاله ٌرفض العبلج وفً الثبلثة‬

‫أٌام الماضٌة سجن نفسه فً منزله حتى كسرنا علٌه الباب ووجدناه‬

‫مرمً أرضا ً وهوا اآلن فً المستشفى منذ لٌلة البارحة"‬

‫تحركت عٌناي من علٌه ورفعت رأسً ونظرت لوالدي فابتسم‬

‫لً وقال " كما ٌرٌد قلبك ٌا قمر"‬

‫بقٌت انظر له فً صمت وعٌناي تمتلا بالدموع وكؤنها ترٌد البوح‬

‫عما ٌعجز عنه لسانً فضمنً له وقبل رأسً ثم نظر لحٌدر وقال‬

‫"فً أي مستشفى هوا"‬

‫قال من فوره " هنا فً مستشفى العاصمة"‬

‫عدنا للسٌارة وانطلق من فوره متجها إلى هناك ‪ ,‬كنت فً صمت‬

‫األموات كمن ٌحملونه للمجهول وهوا ٌعلمه وال شًء ٌتحدث سوى‬
‫محرك السٌارة ‪ ,‬ووالدي لم ٌتكلم عن شًء وال عن صمتً ‪ ,‬وصلنا‬

‫بسرعة فنزلت راكضة دون شعور ‪ ,‬دخلت وتوجهت من فوري جهة‬

‫السبللم ‪ ,‬كان والدي ٌنادٌنً لنسؤل عن ؼرفته أوالً لكنً صعدت من‬

‫فوري وكؤن ثمة من ٌقودنً حتى وصلت للؽرفة التً أخذنً إلٌها قلبً‬

‫قبل قدماي ‪ ,‬كانت مفتوحة وقفت عند الباب وكان ثمة ممرضة أمام‬

‫السرٌر تخفٌه عنً وال ٌظهر منه سوى ساقٌه إحداهما على األرض‬

‫واألخرى فوق السرٌر وٌبدوا جالسا ومتكؤ على ظهر السرٌر‬

‫كانت الممرضة تقول بضٌق " ٌا سٌد دعنً أنجز عملً أرجوك‬

‫فعلٌا حقنك بالمؽذي لنسكب فٌه العبلج"‬

‫قال بصوت متقطع األنفاس وكؤنه كان ٌركض‬

‫"اتركٌنً أرحل قلت لك"‬

‫تؤففت الممرضة بضٌق فاستجمعت قواي المبعثرة على عتبات‬

‫أبواب المستشفى ململمة بقاٌا حواسً وقلت بصوت هادئ منادٌة‬

‫"رابد"‬

‫ابتعدت الممرضة تنظر لً وظهر هوا من خلفها ‪ ,‬كان وجهه شاحبا ً‬


‫ولحٌته بدأت بالظهور دون حلق ‪ ,‬نظر لً مطوالً بعدم استٌعاب ألشعر‬

‫أن أنفاسً تتقطع كؤنفاسه وكؤن ما به أصبح بً فابتسم ابتسامة صؽٌرة‬

‫وكؤنه ٌجبر شفتٌه المتعبتان علٌها ثم مد ٌده الٌمنى لً وقال بهمس‬


‫خافت‬

‫بالكاد تتحرك معه شفتاه " تعالً"‬

‫هززت رأسً ببل وعٌناي تكادان تدمعان فقال بهمس " لما حبٌبتً"‬

‫قلت بحزن " لٌس قبل أن تتركها تعطٌك العبلج"‬

‫مد ٌده لها من فوره فؽرست فٌها المؽذي بخفة وسرعة وبدأت بسكب‬

‫العبلج فٌه ثم خرجت وفتح لً ذراعاه وقال بابتسامة " تعالً ٌا قمر"‬

‫ركضت جهته وارتمٌت فً حضنه وكؤنً أنام فٌه للمرة األولى‬

‫بل كانت بالفعل أول مرة أرتمً فً حضنه من تلقاء نفسً ‪ ,‬ألول‬

‫مرة أشعر بمؽناطٌسٌة جسده بل ألول مرة ٌجذبنً شًء ؼٌر األرض‬

‫ضمنً إلٌه بحنان وقال " وأخٌراً طفلتً الحبٌبة فتاة طفولتً وحب‬

‫ت عنً كثٌراً"‬
‫شبابً وشرٌكة حٌاتً لقد تؤخر ِ‬

‫كنت أدس وجهً فً صدره وال شًء سوى البكاء ‪ ,‬أدفن وجهً حٌث‬
‫األضلع التً تتنفس بقوة وصعوبة وٌخرج منها صوت كالصفٌر من تعب‬

‫ربتٌه وصعوبة تنفسه ‪ ,‬قبل رأسً وقال " ٌكفً بكاء ٌا عذاب رابد وقلبه‬
‫ٌكفً"‬

‫كنت أتمسك به كورقة شجر تعصؾ بها الرٌح تتمسك بالؽصن كً ال‬
‫تفقده‬

‫وقلت بعبرات " ال تمت ال تفعل هذا"‬

‫مسح على ظهري وقال " ما كان للحٌاة معنى من دونك حبٌبتً‬

‫ال ٌمكننً العٌش معك لذلك ال ٌمكننً العٌش بدونك"‬

‫ابتسمت من بٌن دموعً وقلت " ما أقساه من شعور لقد جربته"‬

‫ضمنً له بقوة أكبر وقال " علمت اآلن لما لم ٌستحمل قلبك كل ذلك‬

‫سحقا ً للحب كم هوا مهلك ومضر"‬

‫جلست ومسحت دموعً انظر لمبلمحه المتعبة لوسامته التً بدأ‬

‫ٌشوبها المرض ثم مددت أصابعً ومسحت على وجنته المرهقة‬

‫وكؤنً أرٌد إزالة كل هذا عنها فشدنً لصدره مجدداً اتكا علٌه‬

‫بهدوء وقال " لم ٌفهموا أن عبلجً أنتً وهذا الصدر ٌحتاجك‬


‫لٌعٌش وهذه الربتٌن تحتاج وجودك وقربك لتتنفس فما كان‬

‫سٌجدي عبلجهم دونك"‬

‫مسحت على صدره بٌدي وقبلته لعلً أعطٌه من صحتً الناقصة‬

‫ألزٌل هذا عنه فؽمر وجهً فٌه بٌده وقال ونظره للسقؾ‬

‫"أخبرٌهم ٌا وجه القمر ‪ٌ .....‬ا ضحكة سنٌن الطفولة ٌا مراجٌح القدر‬

‫أخبرٌهم كٌؾ ٌرجع بً العمر ‪ .....‬وتختفً كل الرجولة عند عٌناك‬

‫الخجولة وٌنصهر حتى الحجر ‪ .....‬كٌؾ ٌشتاق البشر علمٌهم كٌؾ‬

‫ٌشتاق البشر ‪ ...‬حٌن تنعدم الكهولة والفحولة عند بابك كل لحظة‬

‫تنحسر ‪ .....‬ذكرٌهم أنتً ٌا وجه القمر ٌا أحادٌث الطفولة ٌا مبلذي‬

‫ٌا تعابٌر المعانً والصور ‪ ..‬أخبرٌهم ٌا حبٌبتً ٌا قمر"‬

‫قبلت صدره مجدداً هذا الصدر الذي تخرج منه هذه الكلمات العذبة‬

‫وٌبن بٌن كل كلمة وأخرى مصدراً صفٌراً متؤلما ً ثم نمت علٌه وقلت‬

‫"رابعة ٌا رابد"‬

‫ثم رفعت وجهً له وقلت بابتسامة مابلة‬

‫"ماذا فعلت بؤشعار الخٌانة القدٌمة"‬


‫ضحك وشد أنفً بإصبعٌه وقال " تخلصت منها منذ شهور"‬

‫جلست مبتعدة عنه فمسح بٌده على وجهً مبتسما ً ثم سعل كثٌراً وقبض‬

‫بٌده على قمٌصه بقوة عند صدره ثم بدأ بضربه بقبضته وهوا ٌسعل‬
‫بشدة‬

‫فوقفت وأمسكت ٌده وقلت " رابد توقؾ عن ضربه أنت تإذي نفسك بهذا‬
‫"‬

‫اتكا للخلؾ ونظر لؤلعلى وتنفس بقوة عدة مرات وقد توقؾ عن‬

‫السعال ‪ ,‬نظرت للمؽذي وقلت بضٌق " لما هكذا ٌسكب بسرعة ‪ ,‬تلك‬

‫المؽفلة من أخبرها أنك ترٌد أن تموت وأنه ال أحد ٌحتاجك"‬

‫ابتسم ونظر لً وأنا أعدل سرعته وقال‬

‫"ال أحد ؼٌرك قد ٌحتاجنً لٌشعر بً"‬

‫نظرت له وهززت رأسً ببل وقلت " ومن قال أنه ال أحد‬

‫ؼٌري ٌحتاج وجودك فً هذه الحٌاة"‬

‫عاد بنظره لؤلعلى وقال " الجمٌع ٌعٌشون حٌاتهم لهم أزواجهم‬

‫وأبنابهم فإن لم تحتاجً أنتً لً فلن ٌحتاجنً أحد ٌا قمر"‬


‫بقٌت أنظر له باستؽراب ‪ ,‬ما الذي ٌجعله ٌفكر هكذا ! هوا اآلن ٌمر‬

‫بكل المراحل التً مررت بها سابقا ً ‪ ,‬أمسكت ٌده ورفعتها نحوي قابلة‬

‫"بلى هناك من ٌحتاجك ؼٌري بل وأكثر منً"‬

‫تم وضعت ٌده على أسفل بطنً وابتسمت بعٌنان تمتلا بالدموع وقلت‬

‫"هنا ٌوجد من ٌحتاجك"‬

‫نظر لٌده بصدمة ثم لً وقال هامسا ً بابتسامة دهشة " ابنً"‬

‫مسحت دمعتً وقلت بابتسامة " بل ابنٌك"‬

‫فتح فمه مندهشا ً ثم قال بصوت مصدوم " تإم"‬

‫هززت رأسً بنعم مبتسمة له فحضننً عند خصري وؼمر وجهه‬

‫فٌه ٌقبله وٌحضنه وٌشده بقوة وٌبكً دون كبلم وأنا أمسح على رأسه‬

‫وأبكً وأدركت حٌنها أنً نقطة التحول الفعلٌة فً حٌاته وأنً من‬
‫ستوفر‬

‫له ما فقده سنٌن هجرانه ألهله ‪ ,‬نعم كنت أنانٌة حٌن فكرت أنً وجدت‬

‫والدي ولم أعد أحتاجه ونسٌت أنه هوا من ٌحتاجنً فلن تعود والدته‬
‫للحٌاة‬

‫وال والده الذي ال تإثر عودته من عدمها فلن ٌجد الحنان واألمان عند‬
‫أحد‬

‫إن لم ٌجده عندي ‪ ,‬لعبت بشعره بٌن أصابعً وقلت بابتسامة حزٌنة‬

‫"رابد أنت تإلمنً ستخنقهما"‬

‫خفؾ من شده لً وقبل بطنً مجدداً ثم نظر لعٌناي وقال‬

‫"ال أصدق هل أنا فً حلم ! هل كل هذا لً وحدي"‬

‫تحمحم حٌنها أحدهم فً الخارج فابتعد عنً ووقؾ والدي عند‬

‫الباب ‪ ,‬نظر له رابد ثم لً ثم امسك ٌدي وقال بجدٌة ونظره‬

‫على والدي " لن تؤخذها منً ‪ ,‬لن تؤخذها إال على جثتً"‬

‫ابتسم والدي وقال " لن اجبرها على ماال ترٌد"‬

‫ثم اقترب منا وتابع قاببل " لقد ُحرمت منها سنٌن حٌاتً وهً من‬

‫تبقى لً ولن أفعل شٌبا ً ٌحزنها أبداً ومهما كان ضد رؼباتً"‬

‫ثم وضع ٌده على كتفً وقال " هٌا ٌا ابنتً علٌك أن ترتاحً‬

‫تعلمٌن وضعك جٌداً والٌوم كان شاقا ً علٌك"‬

‫تابع بعدها بابتسامة " وال تنسً أنك تناول ِ‬


‫ت علبة كبٌرة من‬

‫المثلجات قد تسبب الحمى لحفٌداي"‬


‫شهق رابد بصدمة وقال ناظراً لً " علبة مثلجات‬

‫فً هذا الوقت وأنتً حامل" !!‬

‫قلت بضحكة " سؤشرب قدراً كبٌراً من الشاي الساخن‬

‫لٌؤخذا حماما ً ساخ ًنا"‬

‫قال بضٌق " قمر لو أعلم لما ال تهتمٌن بصحتك"‬

‫قال والدي بابتسامة " الشًء المثلج ال ٌضر فً الشتاء ولو كنت‬

‫أعلم أنه سٌضرها ما اشترٌته لها بنفسً"‬

‫نظر لنا بعدم رضا وال اقتناع فنظرت لوالدي وقلت " هٌا لنؽادر"‬

‫وقؾ وقال " أٌن تؤخذها سؤذهب معكما"‬

‫أمسكته من ذراعٌه وأجلسته على السرٌر وقلت " لن تخرج من هنا قبل‬

‫أن تنهً فترة العبلج وستوقؾ التدخٌن فوراً مفهوم"‬

‫ابتسم واضطجع على السرٌر بتعب وقال‬

‫"أمري هلل تعالً لزٌارتً فً الؽد"‬

‫اكتفٌت باالبتسام له دون رد وخرجت ووالدي أسٌر بجانبه مجتازٌن‬


‫ممرات الطابق الثالث من طوابق المستشفى وقال بعد صمتنا الطوٌل‬

‫"الطبٌب قال أن ربته الٌمنى متضررة كثٌراً لكن مع العبلج والتؽذٌة‬

‫الجٌدة وإٌقاؾ التدخٌن ولو بالتدرٌج سٌصبح أفضل"‬

‫قلت ونظري أرضا ً ونحن ننزل السبللم‬

‫"أبً هل ترضى برابد فقط من أجلً"‬

‫وضع ٌده على كتفً ونحن ننزل آخر عتبة وقال‬

‫"بل ألنه ٌحبك وأثبت ذلك لً دون علمه"‬

‫نظرت له باستؽراب فقال مبتسما ً " ال تسؤلً عن المزٌد فلن أجٌب"‬

‫اتكؤت على كتفه العرٌض سابرٌن للسٌارة وقلت بابتسامة‬

‫"أنتم هكذا الرجال تعشقون الؽموض واإلثارة"‬

‫قال ضاحكا ً وهوا ٌفتح لً الباب‬

‫"الحٌاة علمتنا ذلك ٌا صؽٌرتً هٌا اركبً بهدوء"‬

‫ضحكت وقلت وأنا أدخلها " أعاننً هللا علٌكما‬

‫مإكد ستصٌباننً بالجنون"‬

‫عدل معطفً على جسدي وكؤننً طفلة ٌركبها السٌارة فً البرد‬


‫بل ٌبدوا لً والدي ٌعٌش اآلن كل ما حرم منه منذ فقدنً طفلة‬

‫أؼلق زر المعطؾ وقال بابتسامة " ال تتركٌه مفتوحا ً ما نفعه حٌنها"‬

‫أمسكت ٌده وقبلتها وؼمرت وجهً فٌها أبكً سنٌن فقدي له وحرمانً‬

‫منه فكم احتجت هذه الٌد كل حٌاتً ‪ ,‬كم احتجت لٌد تمسح على رأسً‬

‫بحنان وتعتنً بً ‪ٌ ,‬د لم تعوضها حتى ٌد عمتً الحنونة ‪ ,‬أمسك‬

‫وجهً ومسح دموعً وقال بابتسامة " سٌمسكون بنا األمن هنا ض ًنا‬

‫منهم أننا عاشقان ٌستؽبلن سور المستشفى"‬

‫ضحكت وقلت " وكٌؾ ٌمسكون من هوا فً مركزك لقد رأٌت‬

‫بعضهم ٌضربون لك التحٌة"‬

‫أؼلق بابً ضاحكا ً ثم ركب وقال " قد ٌكون بٌنهم من ٌكرهنً"‬

‫خرجنا من المستشفى وسرنا بعض المسافة ثم نظرت له وقلت‬

‫"أٌن سنذهب ؟"‬

‫قال ضاحكا ً " للمنزل طبعا ً ألم تتعبً من لؾ الشوارع والسٌر"‬

‫ضحكت وقلت " لٌس ذلك أعنً قصدت منزلنا قدٌما ً أم منزل آخر"‬
‫نظر لً وقال بنبرة حزن " بل اشترٌت ؼٌره ‪ ,‬كان‬

‫صعبا ً علٌا العٌش فٌه أو بٌعه"‬

‫حضنت ذراعه بحب ‪ ,‬كم عانٌت ٌا سبب وجودي فً هذه الحٌاة‬

‫كٌؾ ستعٌش فً منزل تلطخ بدماء زوجتك وفقدتها فٌه وأخرجتها‬

‫منه جثة مطعونة فً كل مكان ‪ ,‬ؼمرت وجهً فً ذراعه وقلت‬

‫بحب " ال ٌفعل هللا لنا أمراً إال لخٌر وحمداً هلل أن جمعنً بك ثانٌتا ً"‬

‫وصلنا لمنزل كبٌر بطابقٌن فً أحد األحٌاء الراقٌة وفتح بابه بجهاز‬

‫التحكم ودخلنا بالسٌارة ‪ ,‬كان فً فناء المنزل حدٌقة جمٌلة ونافورة‬

‫ذكرنً بمنزل عمتً ‪ ,‬نزلنا من السٌارة ودخلنا للداخل وما أن تخطٌنا‬

‫الباب بخطوات حتى نادى والدي بصوت مرتفع " سوٌتا"‬

‫لتخرج الخادمة مسرعة من أحد األبواب ‪ ,‬وقفت عندنا وقالت بعربٌة‬

‫مكسرة " نعم سٌد"‬

‫قال والدي واضعا ً ٌده على كتفً " هذه ابنتً قمر"‬

‫انفتحت عٌناها ونظرت لً بسرور ضامه ٌدٌها لصدرها وقالت‬

‫"قمر جمٌل حمدا هلل أنت رأٌته"‬


‫قلت بابتسامة " تبدوان أصدقاء"‬

‫قال والدي " سوٌتا كانت ترانً حزٌنا ً وتسؤل دابما ً دون توقؾ فؤخبرتها‬

‫أنه لً ابنة ال أستطٌع االقتراب منها وال جلبها هنا ‪ ,‬وحدها كانت تإنس‬

‫أعوام الماضٌة"‬
‫ٍ‬ ‫وحدتً الثبلثة‬

‫نظرت لها وقلت بابتسامة " هل لدٌك أبناء"‬

‫هزت رأسها ببل ثم قالت بحزن " كنت مهاجر بدون شرعً أمسكوا بً‬

‫أنتم هنا كانوا سٌضعوننً أنا فً السجن سٌد بشٌر أحضرنً"‬

‫ثم قالت بابتسامة " وأنت لدٌك أبناء"‬

‫قلت مشٌرة لبطنً " لدي هنا"‬

‫ثم أشرت لها بؤصبعٌن وقلت " اثنان"‬

‫شهقت ثم قالت بسعادة " واحد أنت وواحد أنا"‬

‫ضحكنا علٌها كلٌنا وقال والدي " خدي الحقٌبة بسرعة وجهزي‬

‫لقمر الحمام إن وجدتً الثرثرة تنسً نفسك"‬

‫ضحكت وأخذت حقٌبتً متوجهة بها لؤلعلى‬


‫نظر لً والدي وقال " تعالً معً هناك ما علٌك رإٌته"‬

‫تبعته فً صمت فدخل بً لؽرفة ال ٌوجد بها أثاث كانت خالٌة‬

‫سوى من صندوقان كبٌران ‪ ,‬اقترب منهما ووضع وسابد أرضة‬

‫كبٌرة أمامهم وقال " تعالً ٌا قمر"‬

‫توجهت نحوه وجلست على الوسادة ففتح الصندوق وبدأ ٌخرج ما‬

‫فٌه وٌقول " هذا قمٌص والدتك المفضل"‬

‫وضعه فً حجري ثم أخرج آخر وقال " هذا ارتده فً آخر عٌد لها معنا‬
‫"‬

‫وضعه فً حجري أٌضا ً واستمر ٌخرج أؼراضها " هذا عطرها‬

‫المفضل هذه ساعتها الذهبٌة هذا العقد أهدٌته لها ٌوم حملت بك هذه‬

‫األساور كانت تلبسها دابما ً هذا مندٌلها هذا خاتم زواجنا"‬

‫كان ٌخرج األشٌاء وٌضعها فً حجري وكؤنه ٌخرجها من قلبه بل‬

‫وكؤنه ٌخرج ذكرٌاته من صندوق أمانٌه ‪ ,‬كانت دموعً تنزل من‬

‫عٌناي تعبر خداي لتسقط على أؼراضها المكومة فً حجري أبكً‬

‫والدتً التً لم ٌتبقى منها سوى أؼراضها وثٌابها وأبكً أكثر والدي‬
‫الذي ٌعٌش مع هذه األشٌاء وحٌداً محروما ً حتى منً ‪ ,‬فتح الصندوق‬

‫اآلخر أخرج فستانا ً صؽٌرا للؽاٌة وقال " هذا أول فستان ألبسته لك‬

‫والدتك فً أول مرة تخرجك من المنزل"‬

‫وبدأ ٌخرج محتوٌاته من فساتٌن للعب لدمى وحتى الرضاعة الخاصة‬

‫بً وجهاز قٌاس الحرارة كان ٌحتفظ به فٌها ‪ ,‬حضنت ثٌاب والدتً‬

‫أؼمر وجهً فٌهم استنشق عطرها وحنانها ثم جمعتهم وأعدتهم‬


‫للصندوق‬

‫أثبت نفسً كً ال أعود للبكاء من أجل والدي قبل نفسً ‪ ,‬رتبتهم بهدوء‬

‫وقلت " أبً هذه األشٌاء لن تزٌدك إال حزنا ً وشوقا ً‬

‫وفقداً علٌك بدأ حٌاتك من جدٌد مع من تجبر كل كسور الماضً"‬

‫أعاد إخراجهم وقال بابتسامة " قمر ٌا ابنتً أنا أقوى من أن أعٌش‬

‫سجٌن الماضً ‪ ,‬هذه األشٌاء من أجلك صؽٌرتً واحتراما ً لذكرى‬

‫والدتك أن تكون لك من بعدها"‬

‫حضنت ذراعه بحب ‪ ,‬كم أنت رجل رابع ٌا والدي وٌنذر وجودك‬

‫بٌن بنً البشر ‪ ,‬مسح على وجً وقال " ها قد عوضنً هللا بؤن عدتً‬
‫لً سالمة وعدت لك حٌا ً ولن ٌفرقنً شًء عنك حبٌبتً"‬

‫ابتعدت عنه ونظرت ألصابعً وقلت بهدوء " كنت أود تؤجٌل الحدٌث‬

‫فً األمر حتى الؽد لكن مادمت تحدثت عنه" ‪.....‬‬

‫ساد الصمت طوٌبلً حتى قال " ما بك قمر تكلمً"‬

‫نظرت له وقلت " بشؤن رابد قد ال ٌتقبل فكرة بقابنا معك ‪ ,‬ال أود‬

‫تركك والدي وال ٌوم وال لحظة وال حتى ثانٌة وال أرٌد أن نفرض‬

‫علٌه ذلك باألوامر أي أعنً" ‪.......‬‬

‫لعب بؽرتً بؤصابعه وقال بابتسامة " أفهمك ال ترٌدي أن تشعرٌه أننا‬
‫نقتل‬

‫شخصٌته ونفرض رأٌنا علٌه ‪ ,‬نعم هكذا أرٌدك ولن أؼضب من كبلمك"‬

‫قلت بابتسامة " لن أتركك وعلٌا إقناعه إما أن نعٌش معك أو تعٌش معنا‬
‫"‬

‫ضحك وقال " أٌن ستستقبلون ضٌوفً فؤنتً لم ترٌهم"‬

‫قلت ضاحكة " إن اضطررنا نستعٌن بسطح المنزل"‬

‫قال وهوا ٌقؾ " سنجد حبلً لؤلمر الحقا ً وسنترك الحدٌث عنه حتى‬

‫ٌخرج من المستشفى ‪ ,‬هٌا علٌك النوم اآلن ال ُتعلمً أحفادي السهر"‬


‫وقفت وقلت بابتسامة " حسنا ً ولكن علٌا أخذ كل هذه معً لؽرفتً"‬

‫قال وهوا ٌضم كتفً حاثا ً إٌاي للسٌر معه " ستؤتً سوٌتا لحملهم‬

‫ولكن لٌس اللٌلة طبعا ً فعلٌك أن تنامً اآلن وفوراً"‬

‫صعد بً سبللم المنزل وأوصلنً حٌث ؼرفتً قبل جبٌنً وقال‬

‫ت شٌبا ً ؼرفتً المجاورة لؽرفتك"‬


‫"تصبحٌن على خٌر بنٌتً إن احتج ِ‬

‫ابتسمت له بحب وأومؤت برأسً موافقة فؤمسك وجهً وقال‬

‫"الكوابٌس أعنً قمر"‬

‫ابتسمت ابتسامة صؽٌرة وقلت " ال علٌك سننتهً من مشكلتها قرٌبا ً"‬

‫قال ضاحكا ً " نعم فسٌؤتً طارد الكوابٌس ‪ ,‬ذاك المجرم ما ٌحز‬

‫فً نفسً أنه لم ٌنل عقابه منً"‬

‫قلت بتذمر " أبًٌٌٌ"‬

‫ضحك وقبل خدي وقال " ال تقلقً لن أضاٌقه وال بكلمة ٌاله من‬

‫محضوض ذاك الرابد ٌفترض به أن ٌقبل قدما خالك وزوجته‬

‫على سجنهم لك فً سطح مبلصق لمنزلهم"‬


‫ضحكنا كلٌنا ثم ؼادر ودخلت أنا الؽرفة ‪ ,‬كانت جمٌلة ومرتبة ستابرها‬

‫األؼطٌة المفارش فرش األرض كلها باللون البنفسجً ‪ ,‬أخذت حماما ً‬

‫دافبا ً وصلٌت العشاء المتؤخر قبل أن ٌخرج وقته وقرأت فً كتاب هللا‬

‫كثٌراً ودعوت لوالدتً وحمدته على كل ما أعطانً ونمت على سرٌري‬

‫الجدٌد فً منزل والدي ‪ ,‬أمور ضننت أنها لن تتحقق ٌوما ً ‪ ,‬كانت أحداث‬

‫الٌوم أقوى من أن أرتب أفكاري الستٌعابها ‪ ...‬زٌارة قبر والدتً ورابد‬

‫ومنزل والدي وأؼراض والدتً ‪ ,‬كان الٌوم حافبلً باألحداث الجدٌدة‬

‫الؽرٌبة ‪ ,‬مر الوقت وأنا على هذا الحال وقد فارق النوم عٌنً حتى‬
‫شعرت بالضجر فخرجت من سرٌري ومن الؽرفة لباب ؼرفة والدي‬

‫وطرقت الباب طرقات خفٌفة ألتؤكد إن كان نابما ً أم ال فجاءنً صوته‬

‫مباشرة " ادخلً ٌا قمر"‬

‫فتحت الباب بهدوء فكان ٌجلس على السرٌر ممسكا ً جهازه الحاسوب‬

‫وٌرتدي النظارات الطبٌة ‪ ,‬نظر لً بابتسامة ثم ربت بٌده على السرٌر‬

‫بجانبه وقال " تعالً بنٌتً أنا لم أنم بعد"‬

‫دخلت مبتسمة وأؼلقت الباب خلفً وتوجهت لسرٌره وجلست بجانبه‬


‫ت واستٌقظ ِ‬
‫ت أم خفتً ولم تنامً"‬ ‫فضمنً له بذراعه وقال " هل نم ِ‬

‫قلت مبتسمة " وهل ترانً طفلة سؤخاؾ دون سبب لقد فارق النوم عٌنً‬

‫فجبت ألتؤكد أننً ال أحلم وأنك حقٌقة"‬

‫ضحك وقبل رأسً ثم قال " حسنا ً أنظري ما سؤرٌك"‬

‫فتح ملفا ً فً حاسوبه كان ملٌبا ً بالصور كلها لً فً طفولتً وله ووالدتً‬

‫صور لحفبلت ورحبلت وزٌاراتنا للبحر وصوري وأنا مولودة وكل مراحل‬

‫عمري ‪ ,‬كنا نضحك على صور كثٌرة متجنبٌن كلٌنا الحدٌث عن ذكرى‬

‫والدتً وكل واحد منا ٌراعً مشاعر اآلخر وال ٌرٌد أن ٌحزنه‬

‫كانت بٌنهم صورة لً ووجهً ملًء بالشٌكوالته وذبابة تقؾ على‬

‫أنفً وأنا أكشر محاولة تحرٌك أنفً لتطٌر منه وكانت مضحكة للؽاٌة‬

‫قلت بضٌق " كٌؾ تلتقطون لً كهذه الصورة"‬

‫قال ضاحكا ً " هً األجمل والمفضلة لدي وسؤجعلها واجهة لحاسوبً"‬

‫قلت باعتراض " ال هً سٌبة امسحها قبل أن ٌراها رابد وتضحكان‬


‫علٌها معا ً"‬

‫قال ضاحكا ً " هكذا إذاً ال ترٌدي أن ٌراها"‬


‫وجهت الحاسوب ناحٌتً وقلبت فً الصور حتى وصلت لصورة‬

‫لً أحضن دبا ً صؽٌراً متكبة برأسً علٌه وأبتسم فقلت‬

‫"هذه األجمل ضع هذه وتلك تخلص منها"‬

‫أؼلق الملؾ ثم الحاسوب وقال " هٌا للنوم ٌكفً سهر"‬

‫ؼادرت سرٌره وقلت " إن أرٌتها له ؼضبت منك"‬

‫قال ضاحكا ً " أعدك أن ال ٌراها حسنا ً"‬

‫قبلت خده وقلت مبتسمة " أجل هكذا أفضل تصبح على خٌر"‬

‫قال بابتسامة " تصبحٌن على خٌر"‬

‫عند الصباح استٌقظت مبكراً استحممت وؼٌرت ثٌابً ونزلت لؤلسفل‬

‫ووجدت الخادمة تعد طاولة اإلفطار فقلت " سوٌتا أٌن أبً"‬

‫قالت وهً منشؽلة باألطباق " أبً أبً من أبً"‬

‫قلت ضاحكة " السٌد بشٌر أب لً أنا ٌعنً أبً"‬

‫نظرت لً وقالت " آآآآآآآآآآآه سوٌتا فهم ‪ ,‬هوا ٌذهب باكراً وٌعود‬

‫فً ؼداء ثم ٌذهب ٌعود فً عشاء"‬

‫تم لوحت بٌدها قابلة " شؽل شؽل وكثٌر ٌؤتون هنا فً مجلس‬
‫وهههههه أوووووه كثٌر ناس ٌرتدي مثل سٌد بشٌر ٌؤتً هنا"‬

‫ابتسمت وأنا ألؾ حجابً ثم ارتدٌت معطفً فقالت بتساإل‬

‫"الفطور قمر جمٌل" !!‬

‫ضحكت وقلت " ال رؼبة لً فً األكل سوٌتا جمٌل"‬

‫هزت رأسها ببل وقالت‬

‫"سٌد ٌقول تتناول إفطار ٌعنً تتناول هٌا بسرعة"‬

‫دخلت معها فً صراع طوٌل ولم تتركنً حتى أكلت ‪ ,‬كم هً عنٌدة‬

‫لذلك اعتمد علٌها والدي فً إفطاري ‪ ,‬خرجت بعدها من المنزل وركبت‬

‫سٌارة والدي الخاصة به ألنه ٌستخدم السٌارة الخاصة بعمله وقد ترك لً‬

‫هذه ألتنقل بها حٌث أرٌد ‪ ,‬خرجت من المنزل متوجهة من فوري‬

‫للمستشفى ‪ ,‬وصلت هناك أصعد الدرجات وشًء ٌنادٌنً وٌشدنً بقوة‬

‫دخلت ؼرفته فكانت فارؼة وسرٌرها مرتب فؤمسكت بطرؾ الباب وأنا‬

‫أنظر للسرٌر بصدمة ‪ ,‬لقد شعرت اآلن بشعور من ٌدخلون على مرٌضهم‬

‫وٌجدون ؼرفته خالٌة ٌاله من شعور مإلم بل مرعب ٌفتت كل خبلٌا‬


‫جسدك خرجت للممر أنظر فً كل اتجاه وقد ُ‬
‫شلت حواسً وفقد عقلً‬

‫اإلجابة عن كلمة تعنً كٌؾ أتصرؾ ‪ ,‬شعرت بكم هابل من المشاعر‬

‫باق‬
‫تخرج من قلبً ‪ٌ ,‬بدوا هوسً به لم ٌؽادرنً لحظة وٌبدوا أن رابد ٍ‬

‫فً قلبً هوا ذاته رابد طفولتً ‪ ,‬كنت كتابه ٌبحث عمن ٌنقده مما هوا‬

‫فٌه حتى مر أحد األطباء بجانبً فاستوقفته قابلة‬

‫"عذرا أٌها الطبٌب أٌن صاحب هذه الؽرفة"‬

‫نظر لرقم الؽرفة ثم لدفتر فً ٌده وقال " ؼٌر مدون لدي فً الكشوؾ‬

‫الٌومٌة ‪ ,‬ال أعلم فلم أناوب إال اآلن ٌمكنك السإال عنه هناك لتعلمً‬

‫إن كان خرج أو مات"‬

‫ثم ؼادر بعدما صفع قلبً بآخر كلماته وبعدما شقنً نصفٌن ‪ ,‬ما أهون‬

‫هذه الكلمة لدٌكم معشر األطباء ‪ ...‬مات هكذا بكل بساطة ٌقولها لً‬

‫وال ٌعلم أنها تقتلنً وتمزق أحشابً ‪ ,‬استندت بٌدي على الجدار ألنً‬

‫بدأت أفقد توازنً ‪ ,‬خرجت حٌنها من آخر الممر تلك الممرضة التً‬

‫وجدتها باألمس عنده ‪ ,‬كانت فً كل خطوة تقترب منً فٌها تدوس‬


‫بحدابها‬
‫على قلبً ‪ ,‬كم تمنٌت أن ٌصبح هذا الممر أطول بكثٌر كً ال تصل سرٌعا ً‬

‫كنت أنظر لها كمن ٌنظر لملك الموت قادما ً إلٌه ‪ ,‬اقتربت أكثر فاستوقفتها‬

‫قابلة " أٌن رابد ؟؟"‬

‫نظرت لً باستؽراب وقالت " من رابد"‬

‫كم تهوون قتل البشر ! تنفست بقوة وقلت وأنا أشٌر على الؽرفة‬

‫"المرٌض الذي كان هنا قابلتك عنده باألمس"‬

‫قالت " آه نعم تذكرتك لقد خرج فً الصباح الباكر أعتقد عند الفجر"‬

‫ثم ؼادرت وتركتنً ‪ ,‬كٌؾ ٌخرج والطبٌب قال لوالدي أنه ٌحتاج‬

‫لفترة عبلج وقد طلب منً بنفسه أن أزوره الٌوم ! ؼادرت المستشفى‬

‫فً حٌرة من أمري ‪ ,‬اتصلت به وال ٌجٌب فاتصلت بمرٌم فؤجابت من‬

‫فورها قابلة مرحبا ً قمر كنت أود التحدث معك ألبارك لك عودة‬

‫والدك ولكنً خفت أن تكونً مشؽولة"‬

‫قلت من فوري " مرٌم أٌن رابد هل هوا عندك"‬

‫قالت باستؽراب " رابد !!! ولكن لما تبحثٌن عنه"‬

‫قلت بحٌرة " أال تعلمٌن أنه كان فً المستشفى" !‬


‫شهقت وقالت " فً المستشفى متى ولما" !!‬

‫تنهدت وقلت " حسنا ً ٌا مرٌم سؤتحدث معك الحقا ً وداعا ً اآلن"‬

‫أؼلقت الخط واتصلت بؤنوار فرقم حٌدر لٌس لدي ‪ ,‬أجابت بعد‬

‫وقت فقلت من فوري " مرحبا ً أنوار هل حٌدر بجانبك"‬

‫قالت بعد صمت " حٌدر ولما ؟"‬

‫قلت بنفاذ صبر " أجٌبٌنً ٌا أنوار أٌن هوا"‬

‫قالت " لٌس هنا هل أساعدك فً شًء"‬

‫قلت " هبل اتصل ِ‬


‫ت به وسؤلته عن مكان رابد"‬

‫قالت " حسنا ً فً الحال ولكن ما الذي ٌجري"‬

‫قلت " أتصلً به واسؤلٌه ثم نتحدث"‬

‫ركنت السٌارة جانبا ً وبقٌت أنتظر بملل ‪ ,‬أٌن ٌختفً وال أحد ٌعلم وال‬

‫ٌجٌب على هاتفه ؟ بعد قلٌل اتصلت أنوار فؤجبت من فوري قابلة‬

‫"أٌن قال لك"‬

‫قالت بتوجس " ال ٌجٌب على اتصاالتً ‪ ,‬ماذا حدث‬


‫ٌا قمر هل تعلمٌن شٌبا ً ؟"‬

‫قلت " ال ال أعلم شٌبا ً وداعا ً اآلن"‬

‫ّ‬
‫وشؽلت السٌارة وتحركت ‪ ,‬أٌن ذهب ومن‬ ‫أنهٌت االتصال معها‬

‫سٌخبرنً ؟ هل اتصل بوالدي ٌا ترى ولكن ال أرٌد شؽله بؤمر ال أعرؾ‬

‫مدى خطورته ‪ ,‬آه نعم منزله هنا ولكن أٌن وكٌؾ سؤعرؾ عنوانه‬
‫وحٌدر‬

‫ال ٌجٌب ‪ ,‬اتصلت بؤسعد فرقمه مدون لدي من أٌام عملً لصالح‬
‫صحٌفتهم‬

‫فؤجاب من فوره قاببل " نعم من معً"‬

‫قلت بهدوء " أنا قمر بشٌر ضننت رقمً مسجبل لدٌك"‬

‫قال " آه قمر زوجة رابد اعذرٌنً لقد مسحت رقمك بؤوامر‬

‫من زوجك الؽٌور بما أخدمك"‬

‫قلت بعد تردد " هل تعرؾ عنوان منزل رابد هنا"‬

‫قال " نعم هل ترٌدٌنه"‬

‫قلت " نعم لو سمحت"‬

‫أعطانً العنوان وتوجهت له من فوري وصلت المنزل ونزلت ووقفت‬


‫عند الباب بتردد ثم مددت ٌدي ألطرق علٌه فانفتح ما أن لمسته ٌدي‬

‫فؤمسكت قلبً من شدة خوفً ‪ٌ ...‬ا إلهً ما حدث معه لما منزله مفتوح‬

‫أعرؾ رابد جٌداً حرٌص ناحٌة هذه األمور ‪ ,‬لما ٌحدث معً هذا من‬

‫أخبرهم أننً أرٌد أن أفقد حٌاتً بفقدي له لما لم ٌرحمنً منهم أحد‬

‫دفعت الباب ببطء ودخلت فكان المكان ساك ًنا وال أصوات تخرج منه‬

‫فتوجهت للصالة دفعت الباب ودخلت ففوجبت بالزٌنة والهداٌا وبالجمٌع‬

‫هنا رابد ومرٌم وأبنابها الذٌن ٌؽلقون لهم أفواههم لٌسكتوا وأنوار‬
‫وحٌدر‬

‫نظرت لهم بصدمة ثم لرابد الذي فتح ذراعاه لً ألركض نحوه وأرتمً‬

‫فً حضنه كمن عادت له الحٌاة مجدداً كمن وجد الماء بعدما فقد األمل‬
‫فً‬

‫الحٌاة وسٌموت عط ً‬
‫شا ‪ ,‬كنت أتعلق بعنقه وأدفن وجهً فٌه وهوا‬
‫ٌشدنً‬

‫لحظنه بقوة وكؤن ثمة من سٌسرقنً منه ‪ ,‬كنت أحتضنه وأبكً وقد عجز‬

‫لسانً عن نطق الحروؾ فقال وهوا ٌشد على جسدي بذراعٌه بقوة‬

‫"ٌكفً بكاء ٌا حبٌبة رابد وٌا قلب رابد ٌا ماضٌه وحاضره وأمل‬
‫مستقبله"‬

‫تمسكت به أكثر وقلت " لقد أخفتنً علٌك وكدت أموت"‬

‫مسح على ظهري وقال " آسؾ حبٌبتً أردتها مفاجؤة"‬

‫كنت أتعلق به أكثر وهوا ٌرفعنً إلٌه وٌحضننً بقوة وكؤننا لوحدنا فً‬

‫هذا المنزل بل وفً الكون بؤسره وقد رفضت دموعً أن تتوقؾ ورفض‬

‫البكاء أن ٌفارقنً وكٌؾ لً أن ال ابكً وأنا أحضن الرجل الذي طالما‬

‫تمنٌت أن أتملكه أن ٌحضننً بحب وأن ٌشعر بً وبمشاعري اتجاهه‬

‫أحضن الحلم الذي ضاع منً ٌوما ً وضننت أنه لن ٌعود ‪ ,‬كنت ألؾ‬

‫ذراعاي حول عنقه متعلقة به كتعلقً بالحٌاة ألجله كتعلق الطفل بوالدته‬

‫حتى وصلنً صوت مرٌم قابلة " أرٌد أن أبارك لها أتركها لنا قلٌبلً"‬

‫أنزلنً على األرض فابتعدت عنه ومسحت دموعً فتوجهت‬

‫مرٌم نحوي قابلة بابتسامة وفاتحة ذراعٌها لً‬

‫"هل جبت بنا هنا لنهنبها على حملها أم لنشاهدك تستقبلها"‬

‫حضنتنً بحب وقالت " مبارك لكما ٌا قمر مبارك رجوعكما‬

‫سوٌا ً والتوأمٌن لقد بت أحسدك"‬


‫ضحكت وقلت " لدٌك ثبلثة لما الحسد"‬

‫ابتعدت عنً وقالت " أحسدك وانتهى ال تناقشً"‬

‫ضحكت بهدوء فاقتربت أنوار وحضنتنً وباركت لً فنظرت لهم‬

‫وقلت " إذاً كان األمر مدبر له وكدتم تفقدوننً عقلً ٌا مجرمٌن"‬

‫ضحكوا جمٌعهم وقالت أنوار " كدت أكشؾ لك كل شًء‬

‫ألنً خفت من نبرة صوتك"‬

‫وضعت ٌدي على قلبً وقلت " كاد قلبً ٌتوقؾ حٌن لم أجده فً ؼرفته‬

‫ثم حٌن لم ٌجب على اتصالً وزدتم أنتم األمر سو ًء ولوال لطؾ هللا‬

‫لوجدتمونً مٌتة عند عتبة باب المنزل من صدمتً حٌن وجدته مفتوحا ً‬
‫"‬

‫وقؾ بجانبً ولؾ ٌده حول خصري وقبل رأسً وقال‬

‫"أردنا أن نفاجبك وكدنا نقتلك لن نعٌدها مجدداً"‬

‫نظرت له بابتسامة أردت بها قول ما تبعثرت حروفه عند شفتاي فابتسم‬

‫لً ووضع أنفه على أنفً وحركة ضاؼطا علٌه فضحكت ودفنت وجهً‬

‫فً كتفه فقالت مرٌم " أحم أحم هناك مفاجؤة أخرى"‬
‫نظرت لها بحٌرة فقالت بصوت مرتفع " أخرجً ٌا مفاجبة"‬

‫انفتح باب أحدى الؽرؾ وخرج منه والدي بلباس الجٌش ٌضع القبعة‬

‫تحت ذراعه وٌبتسم لً واقترب منا فمددت ذراعٌا له فحضننً‬

‫بحب وتعلقت بعنقه قابلة " أنت أٌضا ً تعلم ‪ ,‬جٌد أنً لم‬

‫أتصل بك لزدتم انشؽالً أكثر"‬

‫مسح على ظهري وقال بحنان " ما كنت سؤوافق على هذا‬

‫لو لم أشرح للطبٌب وأذن لنا"‬

‫بقٌت متعلقة به وهوا ٌحضننً حتى قالت مرٌم‬

‫"أخرجً ٌا المفاجبة األخرى"‬

‫التفتت للخلؾ انظر باستؽراب وانتظر ما ٌخبإه أٌضا ً فسمعت بابا ً‬

‫ٌفتح من الجانب اآلخر نظرت خلفً مباشرة فكانت عمتً وزوجها‬

‫ونوران ومإمن ٌخرجون منها فشهقت باكٌة من فوري وركضت‬

‫جهتهم وارتمٌت فً حضن عمتً أحضنها بقوة وأبكً بشدة وهً تبكً‬

‫أكثر منً ‪ ,‬بقٌت ممسكة لها لوقت حتى أبعدتنً عنها نوران قابلة‬
‫"ٌكفٌها إنه دوري"‬

‫حضنتها مطوالً ودموعنا مختلطة بضحكاتنا على تعلٌقاتها الهامسة‬

‫على استقبال رابد لً ثم سلمت على زوج عمتً ومإمن وعدت أحضن‬

‫عمتً من جدٌد وكؤنً أعوض فقدي لها األشهر الماضٌة ‪ ,‬كم كانت‬

‫مفاجؤتهم رابعة كل واحدة أجمل من األخرى وهاهم عابلتً وأهلً‬

‫كما تمنٌت وكما أردت دابما ً ال أحد مكره على قبولً وتقبلً وال أحد‬

‫ٌكرهنً وٌعاملنً بقسوة ال ضرب ال شتم ال إهانات وال تجرٌح‬

‫اقتربت منا نوران ووضعت رأسها بٌن رأسٌنا وقالت هامسة‬

‫"هٌه ٌكفً أنتما أنظري لزوجك سٌقفز علٌكما بعد قلٌل وٌستلك منها"‬

‫ضحكنا كلٌنا وابتعدت عنها ودعوت الجمٌع للجلوس فاستؤذن حٌدر‬

‫مؽادراً وؼادرت أنوار معه رافضة البقاء رؼم إصرارنا وخرج زوج‬

‫عمتً أٌضا ً بسبب موعد له مع أحدهم أو أنه تحجج بذلك من أجل مرٌم‬

‫وسحبتنً عمتً قابلة " تعالً واجلسً بجانبً"‬

‫توجه رابد نحوي أمسك ذراعً وأوقفنً قاببلً‬

‫"عذراً منكم هذا الشًء ٌجلس بجانبً أنا"‬


‫سحبنً لؤلرٌكة األخرى بٌن ضحكات الجمٌع وأجلسنً بجانبه فقالت‬
‫عمتً‬

‫بضٌق " أنا لم أرها منذ أشهر لما كل هذا االحتكار ‪ ...‬أتركها لً قلٌبلً"‬

‫ضم كتفً بذراعه ودس وجهً فً حضنه وقال‬

‫"لدٌك ما ٌكفٌك وزٌادة هذه لً وحدي"‬

‫استسلمت عمتً لؤلمر الواقع وانخرطوا فً األحادٌث ‪ ...‬نوران ُتعرؾ‬

‫عن نفسها لمرٌم وتتعرؾ على أبناءها وعمتً تتحدث مع والدي ورابد‬

‫وجهه عند وجهً ٌحدثنً بهمس عن كل ما فعله فً هذا المنزل وما‬

‫سٌرتبه من أجل طفلٌنا وٌشاورنً على كل شًء وأنا أستمع له باهتمام‬

‫كٌؾ سؤطرح علٌه موضوع عٌشنا مع والدي وهوا متحمس كل هذا‬

‫الحماس لحٌاتنا هنا كٌؾ سؤقنعه دون أن أجرح مشاعره ‪ ,‬استٌقظت من‬

‫أفكاري على صوته ٌنادٌنً فقلت بانتباه " هممم"‬

‫ابتسم وقال " أٌن كنتً وأنا أتحدث منذ وقت"‬

‫دسست وجهً فً كتفه وقلت " فً أمر ٌشؽل بالً"‬

‫حضننً وقال " وما ٌشؽل حبٌبتً عنً"‬


‫ابتعدت عنه وقلت " ال تهتم لؤلمر سنتحدث الحقا ً"‬

‫وضع ٌده تحت ذقنً وفتح حجابً ونزعه ثم فتح أزرار معطفً ونزعه‬

‫أٌضا ً قاببل " الجو دافا هنا حبٌبتً ال داعً لهذا"‬

‫همست له " أنت ووالدي تشعراننً أنً طفلة"‬

‫قال مبتسما ً وهوا ٌعدل ؼرتً " لو كان لً طفلة ما‬

‫كانت بمكانتك فً قلبً"‬

‫كنت أنظر له باهتمام وهوا ٌرتب لً شعري بعدما نزع حجابً ‪ ,‬نعم‬

‫هذا هوا من ٌؤخذ مكان الوالدان فً ؼٌابهما أجل هذا هوا رابد طفولتً‬

‫الذي انتظرته ألعوام ‪ ,‬كان ٌعدل الؽرة بؤصابعه ثارة وٌرفع شعري خلؾ‬

‫أذناي تارة أخرى وهوا منسجم فً الحدٌث عن ؼرفة الطفلٌن ومهدٌهما‬

‫وكل شًء ‪ ,‬أنهى ترتٌب شعري ثم قبل أنفً ووضع علٌه أنفه وقال‬
‫مبتسما ً‬

‫وعٌناه فً عٌناي " كل سنٌن حٌاتً فً كفة وهذا الٌوم فً كفة لوحده"‬

‫ابتسمت له وعٌناي تمتلا بالدموع ثم سرعان ما شهقت باكٌة ولم أشعر‬

‫سوى بٌدٌه تطوقاننً وشفتاه تهمس فً أذنً‬


‫"أششش ٌكفً حبٌبتً لما البكاء"‬

‫الحظت الجمٌع توقؾ عن الحدٌث فابتعدت عنه فكانوا جمٌعهم ٌنظرون‬


‫لنا‬

‫اقترب مإمن حامبلً شٌبا ً فً ٌده وقال " هذه هدٌتً لك قمري ال أرٌد‬

‫وضعها مع الهداٌا هناك"‬

‫أخذتها منه مبتسمة ثم نظرت لعٌنٌه وقلت‬

‫"شكراً ٌا مإمن لقد كبرت وأصبحت رجبل"‬

‫ابتسم ابتسامة واسعة وقال ناظرا جهة والدته " نعم لقد ازداد طولً‬

‫ألم أقل لكم وفً العام القادم سؤصبح كرابد والذي بعده كخالً بشٌر"‬

‫ضحكنا علٌه جمٌعنا فوكزت صبا مرٌم عدة مرات فضحكت وقالت‬

‫لها " اذهبً واحضرٌها وأرٌحٌنً"‬

‫توجهت للطاولة وأحضرت صندوقا ً صؽٌراً وقدمته لً فقبلتها بحب‬


‫وأخذته‬

‫منها وفتحته فكان فٌه حداءان صؽٌران جمٌبلن جداً ومتشابهان ذكرانً‬
‫بما‬

‫أحمل فً أحشابً فؤدمعت عٌناي وعدت الحتضانها مجدداً فاقترب وابل‬


‫ٌحمل ورقة مبرومة بعشوابٌة بشكل طولً وقال " هذه أجمل هدٌتً‬
‫جمٌلة"‬

‫أخذتها منه وفتحت الورقة فكانت قلم رصاص ومستعمل أٌضا ً فضحك‬
‫الجمٌع‬

‫وقالت مرٌم " لقد أحضره دون علمً ‪ ...‬وابل سترى"‬

‫وضع ٌدٌه وسط جسده وقال بضٌق " اشترٌتم لصبا هدٌة ولً ال"‬

‫حضنته وقلت بحب " شكراً لك ٌا وابل إنها رابعة وسؤحتفظ به كل حٌاتً‬
‫"‬

‫ابتسم بسعادة وقال " حقا ً جمٌلة"‬

‫هززت رأسً بنعم فقبل خدي وؼادر جهة والدته ووقؾ رابد ودخل‬
‫المطبخ‬

‫فوقفت ونظرت لهم فكانوا ٌنظرون لً فنظرت لؤلرض وقلت‬

‫"معذرة منكم آسفة من حماقتً نسٌت أن أضٌفكم"‬

‫قالت نوران بابتسامة جانبٌة " نعم كثري الضٌافة وأعدٌها على مهل"‬

‫عضضت شفتً مهددة لها وأشرت بنظري على والدي المنشؽل بهاتفه‬

‫فؽمزت لً مبتسمة ثم ضحكت فؽادرت قبل أن تضعنً فً موقؾ أسوأ‬


‫منه ‪ ,‬دخلت المطبخ فكان رابد منشؽبل بوضع الكإوس فً صحن‬

‫التقدٌم وٌعطٌنً ظهره فاقتربت منه وحضنته أشد بٌداي على خصره‬

‫بقوة وأدفن وجهً بٌن كتفٌه أشم عطره وأتحسس عضبلت جسده التً‬

‫تتنفس رجولة أسبح فً عالم ٌخصنً وحدي وشًء ٌكون لً وحدي‬


‫ٌحل‬

‫لً أنا وحدي أمسك ٌداي وأبعدهما عن بعضهما والتفت إلً ثم أمسك‬
‫وجهً‬

‫وقبل جبٌنً ثم حضننً ٌشدنً لصدره بقوة مستمعة ألزٌز ربتٌه‬


‫المتعبتان‬

‫الصوت الذي ٌزٌدنً ألما ً ثم قال مبتسما ً " ستجعلٌننً أتهور وأسحبك‬
‫للؽرفة‬

‫ونترك ضٌوفنا وحدهم"‬

‫ؼمرت وجهً فً صدره أكثر وقلت " أحبك رابد"‬

‫شدنً له بقوة وأصابعه تتخلل فً شعري وقال بهدوء‬

‫"ما أسعدنً بها من كلمة تخرج من أؼلى شفتٌن على قلبً"‬

‫ابتعدت عنه ونظرت لعٌنٌه وقلت " كم تمنٌت كل عمري أن أقولها‬

‫لك وتشعر بصدقً وبمعناها وقٌمتها لدي"‬


‫أمسك وجهً وقبل شفتً ثم خداي فعٌناي ثم حضننً مجدداً وقال‬

‫"كم كنت ؼبٌا ً ومتهوراً ‪ ,‬سامحٌنً ٌا قمر على كل تلك القسوة"‬

‫قلت بهدوء " جمٌعنا نمر بظروؾ تجعل منا قساة حتى على من‬

‫نحب وأنت كنت فً وضع ال تحسد علٌه"‬

‫قال بهمس حنون " سؤعوضك عن كل ما فات حبٌبتً وأنسٌك كل‬

‫ما سببته لك من ألم أقسم وربً ٌشهد على ذلك"‬

‫ابتعدت عنه وقلت بابتسامة " أصبح بقابنا هنا مشبوها ً هٌا‬

‫بسرعة لنؤخذ لهم الضٌافة"‬

‫ضحك وقبل خدي وقال " أنا سؤعد العصٌر ‪ ...‬الكعك هناك‬

‫حبٌبتً واآلخر فً الثبلجة"‬

‫قلت وأنا أتجه نحوها " هل أحضرت واحدة بالجبن"‬

‫قال معطٌا ً ظهره لً " كعكة الجبن فً الثبلجة من األسفل"‬

‫فتحتها فكانت ملٌبة ومرتبة فكم ُتصعب المهمة علٌا ٌا رابد وأنا أراك‬

‫تجهز كل شًء هنا بسخاء من أجلً ‪ ,‬وقع نظري على صحن ملًء‬
‫بالجبن المملح فؤمسكته ٌدي فوراً وال شعورٌا ً وأكلت منه قطعة ثم‬

‫زدت الثانٌة فالثالثة فمنذ شهر وجنونً أصبح فً الجبن وٌبدوا أننً‬

‫أتوحم علٌه شعرت بٌدٌه تتسلبلن لخصري ثم قبل كتفً وقال‬

‫"قلنا أخرجً الكعكة ولٌس كلً الجبن"‬

‫ضحكت وقلت " ال ٌمكننً مقاومته أبداً"‬

‫شدنً إلٌه أكثر وق ّبل خدي وقال " إذا سؤشترٌه لك بكل أنواعه"‬

‫أخرجت صحن الكعك قابلة " هٌا ابتعد عنً تؤخرنا عن الضٌوؾ"‬

‫ضحك ورفعنً عن األرض وأنا أصرخ بصوت مكتوم كً ال ٌسمعونه‬

‫قابلة " رابد ستوقع الصحن من ٌدي أنزلنً"‬

‫أنزلنً فرتبت الكعك فً األطباق وأنا أدفعه عنً كل حٌن وهوا ٌحاول‬

‫مضاٌقتً ‪ ,‬كان ٌؤخذ الكرٌمة من الكعك بؤصبعه وٌضعها على أنفً وأنا‬

‫أضربه وأدفعه بعٌداً وأمسحها وهوا ٌضحك على شكلً وتضاٌقً ثم‬
‫ٌضعها‬

‫على خدي وٌوزعها علٌه بؤصبعه بحركة عشوابٌة فضربت ٌده وأخذت‬

‫صحن التقدٌم وخرجت به مسرعة كً أهرب منه ‪ ,‬ضٌفناهم جمٌعهم‬


‫وجلسنا‬

‫فقالت نوران " كنا نتناقش ومرٌم على رحلة فً مطلع الربٌع من أجلكما‬
‫"‬

‫قال رابد من فوره " ال لن نخرج وقمر حامل"‬

‫قالت نوران بتذمر " خالً بشٌر أٌن لسانك أو سبلحك"‬

‫ابتسم رابد ابتسامة محاوالً بها إخفاء ضٌقه الواضح لً فنظرت جهة‬
‫والدي‬

‫فؤوما لً برأسه مبتسما ً ثم قال " ال سلطة لً علٌها الحكم لزوجها هوا‬
‫من ٌقرر"‬

‫قال رابد بابتسامة رضا " وأنا قلت لن أخرج بها ألي مكان وهً حامل"‬

‫قالت بضٌق " بعدها لن تخرج بها وهً نفساء ثم لن تخرج بها وأبنابكم‬

‫صؽاراً وضاعت الفرصة فخالً بشٌر كان سٌتكفل بالرحلة"‬

‫قال والدي " الرحلة محجوزة ومتى قررا ذلك هً على حسابً"‬

‫قفز مإمن وقال بمرح " رابع سنذهب للبحر مجدداً وسنلعب اللعبة التً‬

‫كان ٌلعبها رابد لقمر بمنشفــــ" ‪....‬‬

‫وقؾ رابد وسحبه نحوه مبتعدا به قاببل " تعال سؤخبرك أمراً"‬
‫ضحك الجمٌع وأخفٌت وجهً عنهم فً األرض خجبل ووقؾ والدي وقال‬

‫"علٌا المؽادرة اآلن لقد تؤخرت عنهم كثٌراً"‬

‫وقفت وقلت " ألن تبقى قلٌبلً بعد" !!‬

‫قال مبتسما ً وهوا ٌرتدي قبعته " األٌام القادمة كثٌرة بنٌتً هناك جٌشا ً‬

‫كامبلً ٌنتظرنً فً المنزل وسوٌتا سوؾ ٌجن جنونها منهم"‬

‫ضحكت وقلت " ال تخؾ علٌها لم أرى واحدة بعنادها"‬

‫ضحك واقترب رابد وقال " لما تؽادر مبكراً ابق معنا"‬

‫وضع ٌده على كتفه وقال " فً وقت آخر ‪ ,‬ولن أوصٌك على قمر ٌا‬

‫رابد لو لدٌك مكان أؼلى من عٌنٌك ضعها فٌه"‬

‫شد على ٌده بقوة وقال " ال تخؾ علٌها هً فً قلبً قبل عٌناي"‬

‫اقترب مإمن من والدي ٌشد له قمٌص بذلته العسكرٌة فقرب أذنه منه‬

‫فهمس له شٌبا ً فابتسم والدي وقال " حسنا أحضرها"‬

‫ؼادر من فوره كالصاروخ وأحضر علبة مربعة الشكل وراقٌة مدها‬


‫لوالدي‬

‫فنظر لً وقال مبتسما ً " هذه هدٌتً ٌا قمر شًء أقل من مكانتك عندي‬
‫بنٌتً"‬
‫امتؤلت عٌناي بالدموع أخذتها منه وحضنته بحنان وبكاء فمسح على‬

‫ظهري وقال " حتى متى ستبقى دموعك على خداك أعاننً هللا على‬

‫حفٌدان ٌبكٌان طوال النهار"‬

‫ضحكنا جمٌعنا وابتعدت عنه مسحت دموعً وقلت‬

‫"شكراً لك ٌا أبً عودتك لً كانت أروع هدٌة"‬

‫اقتربت نوران مبتسمة وقالت " افتحٌها هٌا لنرى"‬

‫فتحتها فكان فٌها طقما ذهبٌا رابعا وراقٌا نظرت له بانبهار وقلت" كم‬
‫هوا‬

‫رابع أبً لقد كلفك الكثٌر كان ٌكفٌنً حلً والدتً الذي قدمته لً كله"‬

‫قال بابتسامة " ذاك من والدتك وهذا منً وٌوم تقومٌن لنا‬

‫سالمة سؤهدٌك أجمل من هذه"‬

‫حضنته بحنان وحب وؼادر ووقفت بعده عمتً وقالت‬

‫"هٌا بسرعة سنؽادر نحن أٌضا ً"‬

‫قال مإمن بتذمر " ال لن نؽادر قبل صبا"‬

‫ضحكت نوران وقالت " هٌا هٌا قبل أن ٌطلب ابنك ٌدها للزواج"‬
‫ضحكنا جمٌعنا ونظر لها مإمن بؽٌض وقال‬

‫"ستري إن لم أخبر والدي عن سٌارته باألمس"‬

‫سحبته معها وهً تقول مؽادرة " تصبحون على خٌر‬

‫أمً بسرعة انتظرك فً الخارج"‬

‫ضحكت عمتً وقالت " أعان هللا من سٌتزوجها علٌها"‬

‫ودعتنا وؼادرت هً أٌضا ً وجلسنا ومرٌم وأبنابها فنظرت لنا بابتسامة‬

‫وقالت " أعلم أن وجودي أصبح ؼٌر البق لكن أٌوب فً الطرٌق"‬

‫ضحكت وقلت " مرٌم كٌؾ تقولٌن هذا أقسم أنً ال أشبع منك أبداً"‬

‫نظرت لرابد بنصؾ عٌن فضحك وحضن كتفً وقبل رأسً وقال‬

‫"تعودنا على وجودك فً اللحظات الخاصة"‬

‫ضحكت كثٌراً ثم قالت " الذنب كان ذنبكما ولٌس ذنبً ‪ ,‬ثم أنت الٌوم لم‬

‫تترك شٌبا ً فً نفسك ولم تكترث ألحد"‬

‫قال بمكر " مرٌم ال تجعلٌنً أقص ألبنابك تلك الحكاٌة حٌن ذهبت لمنزلك‬
‫"‬

‫انفتحت عٌناها من الصدمة وقالت بحدة " رابد تصمت أو" ‪.....‬‬
‫ضحك ووضع ساق على األخرى وقال " أو ماذا"‬

‫قالت بنصؾ عٌن " ما هً اللعبة التً تحدث عنها مإمن ها أخبرنً"‬

‫ضحك وقال " سؤخبرك ولما ال"‬

‫نظرت له بصدمة ووضعت ٌدي على فمه وقلت‬

‫"رابد أصمت حاالً"‬

‫ضحكت مرٌم وابنٌها اللذان ال ٌفهمان من األمر سوى أنه علٌهما الضحك‬

‫مع والدتهما وأبعد رابد ٌدي عن فمه وقبل كفها عدة قببلت ثم همس فً‬

‫أذنً قاببل " ذاك الٌوم وتلك المنشفة آخ منك كد ِ‬


‫ت تقضٌن علً"‬

‫ضحكت ودفعته بعٌداً عنً فحمحمت مرٌم وقالت بضٌق " أقسم إن‬

‫انحرؾ أحد أبنابً مستقببل لتزوجونه من أحد أبنابكم ألنكم السبب"‬

‫ضحك رابد وقال " من أٌن سنجد البنتٌك وأحداً أكبر منهما"‬

‫قالت ببرود " ال بؤس بالصؽٌر للكبٌرة لست أمانع"‬

‫ضحكنا كلٌنا ونظر لها وابل وقال بسرور‬

‫"هل سؤتزوج ابنة خالً رابد"‬


‫انفجرنا ضاحكٌن وقالت مرٌم وهً تضربه على رأسه‬

‫"هذا ما كنت خابفة منه قد حدث ‪ ,‬لم ٌدمرك سوى خالك هذا"‬

‫حك رأسه وقال بتؤلم " لما تضربٌنً ال‬

‫أرٌد ابنة خالً حٌدر لٌست جمٌلة"‬

‫نظرت له مرٌم بصدمة وقالت " من علمك هذا ٌا وقح"‬

‫وقؾ ووضع ٌدٌه وسط جسده وقال بؽضب " أنتً قلتً لها‬

‫زوجونا ابنتكم ‪ ,‬ال أرٌدها أرٌد ابنة خالتً قمر"‬

‫نظرت لنا بصدمة فضحكنا ورن هاتفها فوقفت وقالت‬

‫"هٌا بسرعة للسٌارة والدكم فً الخارج ال بارك هللا فً هذا الجٌل"‬

‫رجاء ال أتخٌل كٌؾ ستكون‬


‫ً‬ ‫ثم نظرت لنا وقالت " ال تنجبا لنا فتاة‬

‫ولسنا بمزاج لحرب بٌن ابنً وابن عمتك"‬

‫ضحكت وقلت " قد تكونان ابنتٌن ولن نكون فً مشكلة"‬

‫ضحكت وقالت " فآتتنً هذه"‬

‫ثم ودعتنا وؼادرت ورافقها رابد للباب فٌبدوا سٌتحدث مع أٌوب‬

‫وانشؽلت أنا فً جمع الكإوس واألطباق ‪ ,‬بعد قلٌل سمعت الباب‬


‫ٌؽلق ثم شعرت بٌدٌه تتسلبلن من خلفً وأمسك ٌداي وأبعدهم قاببل‬

‫"ال تلمسً شٌبا ً وال تنسً ما قال الطبٌب الراحة فقط"‬

‫ضحكت وقلت " ومن أٌن علمت بما قال"‬

‫ضمنً لصدره بقوة وقال " منذ البارحة زرته فً قسمه‬

‫واطمؤننت بنفسً وعلمت منه كل شًء"‬

‫أبعدت ٌدٌه والتفتت له وأمسكت وجهه وقلت‬

‫"رابد لما ؼادرت المستشفى ماذا بشؤن العبلج"‬

‫أبعد ٌداي عن وجهه قبل كؾ كل واحدة منهما ودسهما فً حضنه وقال‬

‫"سمح لً الطبٌب بالمؽادرة واالستمرار معه على العبلج وأعطانً‬

‫برنامجا ألوقؾ التدخٌن تدرٌجٌا وانتهت المشكلة حبٌبتً"‬

‫نمت على صدره وقلت بحزن " وهذا الصوت الذي ٌخرج منهما‬

‫ٌا قلب حبٌبتك إنه ٌقلقنً وٌإلمنً حقا ً"‬

‫شد ٌدٌه علٌا وقبل رأسً وقال " سٌزول مع العبلج قمر‬

‫ال تقلقً المهم هوا أنتً اآلن"‬


‫ثم سحبنً من ٌدي جهة الطاولة قاببل " تعالً لتري هدٌتً"‬

‫قلت بابتسامة " ما هذا الٌوم الملًء بالهداٌا والمفاجؤات"‬

‫مد لً بعلبة كبٌرة بعض الشًء وقال " هٌا افتحٌها"‬

‫أخذتها منه ثم قبلت شفتٌه واتكؤت على كتفه وأنا أفتحها وما أن فتحتها‬

‫حتى شهقت من الصدمة وأخرجت ما كان فٌها ورمٌت العلبة وحضنتها‬

‫بحب وأنا أقول " دمٌتً الحبٌبة دمٌة والدتً ظننتها ضاعت ولن أجدها‬
‫"‬

‫حضننً وقال بحزن " كانت معً طوال المدة الماضٌة وكادت تصٌبنً‬

‫بالجنون حٌن كنت أضن أنك مٌتة حتى للحمام كنت أدخلها معً وأحدثها‬

‫كالمجانٌن وبعد أن وجدناك لم ٌطاوعنً قلبً إلعادتها إلٌك فقد خفت أن‬

‫ال تعودي إلً وال ٌبقى لً منك شًء أبداً"‬

‫قلت بسعادة " شكراً لك رابد هً أروع هدٌة وأؼلى ما امتلكت فً حٌاتً‬
‫"‬

‫أبعدنً عن حضنه وقال مبتسما ً " لما رمٌتً العلبة ٌا‬

‫مجرمة فٌها الهدٌة الخاصة بً"‬

‫نظرت له بصدمة ثم ضحكت وقلت " ٌالً من مجرمة حقا لم‬


‫أنتبه لشًء فما أن رأٌت الدمٌة فقدت عقلً"‬

‫ضحك ورفعها عن األرض وأخرج منها علبة قماشٌة صؽٌرة وفتحها‬

‫كان فٌها خاتما ذهبٌا جمٌبلً أخرجه منها وألبسنً إٌاه قبل ٌدي وقال‬

‫ونظره لؤلسفل " لٌست ذات قٌمه حبٌبتً لكن المنزل وتجدٌده وأثاثه‬

‫كلفنً كل ما لدي حتى ثمن الكتاب الجدٌد"‬

‫رفعت وجهه بؤصبعً وقالت‬

‫"رابد لما هذه النظرة المكسورة الحزٌنة"‬

‫حضننً وقال " كم أشعر بعجزي عن تعوٌضك عما فات وكم‬

‫أشعر بجرمً حٌالك ٌا قمر"‬

‫شددت ٌداي علٌه وقلت بحزن " ال تقل هذا ٌا رابد أقسم أنً عشت‬

‫تؤنٌب الضمٌر لثبلث أعوام وأنا فً الخارج بسبب خذالنً لك وكسر‬

‫قلبك حٌنها فلست اقل جرما منك فلننسى كل الماضً ونبدأ من جدٌد‬

‫أرجوك رابد"‬

‫أبعدنً عن حضنه فمسحت على وجهه بٌدي فؤمسكها وقبلها وقال‬


‫"كٌؾ تقولٌن مصٌبة كهذه كٌؾ ننسى الماضً وماذا عن طفولتنا"‬

‫ضحكت وقلت " ٌالها من جرٌمة حقا ً"‬

‫ضحك وأخذ معطفً وحجابً من على األرٌكة وقال وهوا ٌلبسهما‬

‫لً " هٌا ورابنا مشوار مهم"‬

‫نظرت له باستؽراب وهوا ٌعدل وشاحً على وجهً وقلت‬

‫"أٌن سنذهب" !!‬

‫قبل شفتاي وقال " مفاجبه جمٌلة كزوجتً الفاتنة الؽالٌة على قلبً"‬

‫ثم سحبنً من ٌدي قاببل " سنؽادر اآلن وكل هذه الفوضى لن‬

‫تلمسً منها شٌبا ً أنا من سٌنظفها"‬

‫خرج بً من المنزل أؼلقه وركبنا سٌارته وانطلق بها ٌتحدث معً‬

‫عن ذكرٌاته عن طفولته عن أٌام دراسته وعن كل األمور التً لم‬

‫ٌكن ٌتحدث معً فٌها ٌوما ً وانتهى ذاك الصمت القاتل الذي كان ٌؽلؾ‬

‫رحبلتنا معا فً السٌارة فً الماضً ومن اندماجً معه لم أشعر بالطرٌق‬

‫التً أخذت منا ساعة كاملة ووجدت نفسً فجؤة أمام منزل خالً نظرت‬

‫له بصدمة ثم لرابد وأمسكت قلبً وقلت بخوؾ " ال رابد لما أتٌنا هنا"‬
‫أمسك وجهً وقال " لما الخوؾ حبٌبتً أرٌد فقط أن أرٌك شٌبا ً وأخبرك‬
‫بآخر"‬

‫هززت رأسً ببل وعٌناي تمتلا بالدموع فقبل شفتاي وقال بخٌبة أمل‬

‫"حسنا ً حبٌبتً ال تبكً كله إال دموعك"‬

‫تنهدت بحٌرة لقد كلؾ نفسه عناء إحضاري هنا وٌخطط لشًء من‬

‫أجلً وأنا عدت ألنانٌتً من جدٌد أمسكت ٌده من وجهً وقبلت‬

‫كفها وقلت " حسنا ً رابد سننزل"‬

‫شؽل السٌارة وقال " مستحٌل لن تدخلٌه مادم ِ‬


‫ت ال ترٌدٌن ذلك"‬

‫أمسكت ذراعه وقلت برجاء " ؼٌرت رأًٌ فلننزل اآلن أرجوك"‬

‫تنهد وأوقؾ السٌارة ونزلنا دخلنا فناء المنزل وكان باب المنزل مفتوحا‬

‫فنظرت لوجهه بحٌرة فوضع ٌده على كتفً وقال " لم ٌقم أحد‬

‫بإؼبلقه منذ الٌوم الذي أخرجتك منه للمستشفى"‬

‫تقدمنا بخطوات بطٌبة دفع الباب ودخلنا وما أن وصلنا للصالة‬

‫حتى شهقت من الصدمة كان المنزل مدمراً وكؤن إعصارا قد مر‬

‫علٌه نظرت له فقال ونظره على حطام المنزل " لقد دمرته كله‬
‫وأحرقت ذاك المخزن من ٌؤسً وحزنً وقتها ولو كان بإمكانً‬

‫تدمٌر جدرانه حجراً حجراً لفعلت"‬

‫قلت بحٌرة " وأٌن أصحابه كٌؾ أبقوه هكذا"‬

‫تنهد تنهٌدة طوٌلة ثم نظر باتجاهً أمسك وجهً بٌدٌه وقال " خالك‬
‫توفً‬

‫بسبب التلٌؾ الكبدي وزوجته فً مستشفى األمراض العقلٌة بسبب‬


‫الحالة‬

‫النفسٌة التً تطورت معها وظهر من أوراق المنزل أنه كان ملكا لجدك‬
‫أي‬

‫أنه ورث لوالدتك وخالك وهوا اآلن ملك لك ألنك الورٌثة الوحٌدة لهما"‬

‫كنت أنظر لعٌنٌه بصدمة وضٌاع وحٌرة ثم قلت بهمس‬

‫"ال ال أرٌده‪ ...‬ال رابد"‬

‫حضننً وقال " أعلم حبٌبتً وتحدثت ووالدك فً األمر وقال سٌهدمه‬

‫ولن ٌبٌعه لتؤخذي حقه وسنبنً مكانة ما ترٌدٌه أنتً"‬

‫قلت ببكاء " ال لٌس لً هوا لٌس لً"‬

‫حضننً بقوة أكبر وقال " قمر ٌكفً ال تبكً حبٌبتً أخبرتك أننا سنهدمه‬
‫"‬

‫ابتعدت عن حضنه ومسحت دموعً فحملنً بٌن ذراعٌه وقال ضاحكا ً‬

‫"ٌبدوا لً وزنك أصبح ٌزداد"‬

‫ؼمرت وجهً فً عنقه وأنا أتمسك به وقلت بابتسامة‬

‫"هذا بسبب ابنٌك ولم ترى شٌبا ً بعد"‬

‫ضحك وسار بً فً المنزل ٌضرب بقدمه قطع األثاث المحطمة لٌبعدها‬


‫عن‬

‫طرٌقه أخذنً حتى المطبخ ووقؾ وقال " قمر ارفعً وجهك وانظري‬
‫حبٌبتً"‬

‫نظرت للمخزن المحترق المسود ونزلت دموعً مباشرة حٌن وقعت‬


‫عٌناي‬

‫على المكان الذي كنت أنام فٌه وؼمرت وجهً فً عنقه مجدداً أبكً‬
‫بحرقة‬

‫فقال " قمر ارفعً وجهك وانظري لذاك المكان مجدداً هٌا حبٌبتً"‬

‫قلت بصوت مخنوق " ال أرٌد رابد أرجوك"‬

‫قال بجدٌة " هٌا قمر تذكري كل األشٌاء الجمٌلة التً حدث‬

‫معك الٌوم وارفعً وجهك وانظري هناك"‬


‫تذكرت كل ما حدث معً منذ الصباح والدي رابد عابلتً وعابلته‬
‫وهداٌاهم‬

‫وحبهم لً فشعرت بالسعادة تدب فً قلبً ورفعت وجهً ببطء من عنقه‬

‫ونظر للمخزن فقال رابد بهمس " هٌا قمر حدثٌها إنها نابمة هناك‬
‫أخبرٌها‬

‫عن كل ما ٌنتظرها من سعادة فً المستقبل وكل ما ستجده الٌوم"‬

‫نزلت دموعً وعجز لسانً عن الحدٌث ثم أبعدت شفتاي ببطء‬

‫وقلت بهمس حزٌن مخنوق " قمر"‬

‫قبل خدي وقال حاثا إٌاي " نعم حبٌبتً هٌا تكلمً"‬

‫قلت " قمر انظري هذا رابد سٌصبح زوجك وستحملٌن فً أحشابك‬

‫تإمٌن منه وسٌشتري لك منزال لك وحدك وستجدٌن والدك وسٌنتقم لك‬

‫منهما ‪ ,‬قمر ال تبكً وال تحزنً والداك لم ٌنسٌانك وهللا لم ٌنساك أبداً"‬

‫ثم شهقت وتابعت " رابد لن ٌضٌع منك لؤلبد ٌا قمر سٌعود إلٌك"‬

‫شعرت حٌنها بكم هابل من التعب ٌخرج من جوفً ومن قلبً وشعرت‬

‫بالماضً ٌخرج مع أنفاسً دسست وجهً فً عنقه مجدداً وقبلته وقلت‬


‫"شكراً لك رابد شكراً"‬

‫لؾ مؽادراً بً وقال بصوت مبتسم " هٌا ٌا قمر أخرجً معنا لقد جبنا‬
‫إلخراجك‬

‫ولن تعودي هنا أبداً تعالً معنا للمستقبل تعالً نعم قفً وتعالً أجل رابع‬
‫"‬

‫ثم سار بً خارجا من المطبخ وأنا أشعر بالفعل أنها تخرج خلفنا ‪ ,‬سار‬
‫بً‬

‫مسافة وقال " قمر افتحً عٌنٌك"‬

‫أبعدت وجهً ونظرت فكنا عند الباب السفلً للسطح نظرت له فابتسم‬

‫وقال " سنصعد حسنا ً"‬

‫هززت رأسً بحسنا فصعد بً الدرجات ببطء وقال هامسا فً أذنً‬

‫"إنها تتبعنا ألٌس كذلك"‬

‫أدمعت عٌناي وقلت بهمس مخنوق " نعم"‬

‫قال مبتسما ً " وماذا تفعل"‬

‫قلت بابتسامة حزٌنة " تقفز الدرجات وتؽنً نشٌدنا"‬

‫قال " هً سعٌدة بما أخبرتها به ألٌس كذلك"‬


‫هززت رأسً بنعم فابتسم أكثر وقال " ولم تعد فً المخزن"‬

‫هززت رأسً وقلت " ال"‬

‫قبل خدي ودفع باب السطح بقدمه وخرجنا هناك وأنزلنً نظرت لكل‬

‫مكان فٌه وكل زاوٌة ثم نظرت له وقلت مبتسمة من بٌن دموعً‬

‫"إنها هنا"‬

‫مسح دموعً وقال " نعم حبٌبتً وسنخرجها معنا كما وعدناها حسنا ً"‬

‫نمت على كتفه وقلت " ولما ال نتركها هنا هً تحب هذا المكان"‬

‫شدنً بذراعٌه وقال " كما ترٌدٌن حبٌبتً تعالً وانظري"‬

‫أخذنً حٌث نهاٌة السطح الفاصل لمنزلهم نظرت له بصدمة وقلت‬

‫"ما هذا" !!‬

‫قال بابتسامة " ألسنا سنتركها هنا"‬

‫هززت رأسً بنعم فقال " لذلك فتحت لها هذه الفتحة على سقؾ رابد‬
‫لتذهب‬

‫إلٌه فً اللٌل سٌحظر لها بطانٌة وطعاما وٌجلس معها وٌتحدثان‬


‫وٌضحكان"‬

‫هززت رأسً له بنعم مبتسمة فمسح على وجهً وقال‬


‫"هً سعٌدة هكذا ولن تحزن أبداً حبٌبتً ألٌس كذلك"‬

‫حضنته بحب وقلت " نعم سعٌدة ولن تحزن"‬

‫حضننً بقوة وقال " لقد اشترٌت منزل والدي بعدما دفعت لهم ثمن‬
‫حصتهم‬

‫وأصبح لً لكننا اآلن لن نهدم هذا المنزل ألن قمر ورابد ٌعٌشان فً‬
‫السطح"‬

‫نظرت له وقلت بابتسامة " ستهرب قمر من تلك الفتحة‬

‫وتعٌش معه قبل أن ٌسقط المنزل"‬

‫حضننً وقال بسعادة " إذا ستخرج قمر من هنا"‬

‫قلت " نعم لمنزل رابد"‬

‫أبعدنً عن حضنه أمسك وجهً وقبله عدة قبل وقال‬

‫"تعالً هناك مفاجبة لك"‬

‫قلت بابتسامة " ال تقل أننا سنفسد على قمر ورابد لعبهما هناك"‬

‫ضحك كثٌراً وقال " المحتالة سبقتنا للسطح اآلخر إذاً"‬

‫ضحكت وقلت " كان ٌفترض بنا أن تحدثنا همسا كً ال تسمعنا"‬


‫سحبنً من ٌدي ضاحكا ً ومررنا من الفتحة الكبٌرة فً الجدار‬

‫المشترك وصلنا لصندوق خشبً نزل وجلس أمامه ومد ٌده لً‬

‫وقال " تعالً حبٌبتً أجلسً لتري"‬

‫أمسكت ٌده وجلست على األرض بجانبه فتح الصندوق فكان فٌه قطع‬

‫منظاره القدٌم فنظر لً وضحكت ثم مد ٌده داخل الصندوق أكثر وأخرج‬

‫شٌبا ً ما أن رأٌته حتى فتحت فمً من الصدمة وقلت " ال تقلها ٌا رابد ال‬
‫"‬

‫حركها أمام وجهً وقال مبتسما ً " بلى إحدى كراساتك خبؤتها هنا منذ‬
‫تلك‬

‫السنٌن ألنها الوحٌدة التً وجدتها هناك لقد قفزت لسطحكم بعدما نادٌتك‬

‫كثٌراً ولم تجٌبً وطالت بً األٌام أنتظرك فلم أجد من كراساتك ؼٌر‬

‫هذه تبدوا تلك الحقودة التً انتقم هللا لقمر الطفلة منها أحرقت كل شًء‬
‫"‬

‫أخذتها من ٌده ؼٌر مصدقة وفتحتها كانت هً بالفعل كراستً األولى‬


‫التً‬

‫كتبت فٌها ‪ ,‬أشرت بإصبعً للحرؾ وضحكت كثٌراً ثم قلت‬

‫"هل هذا حرؾ ثاء أم سفٌنة"‬


‫ثم نظرت له وقلت " ما أبشعهم كٌؾ تضع لً عبلمة كاملة‬

‫علٌهم وقتها ٌالك من معلم فاشل"‬

‫ضمنً لكتفه وقال ضاحكا ً " كٌؾ كان سٌطاوعنً قلبً أن‬

‫أكتب لك ؼٌر عبلمة كاملة"‬

‫حضنت الكراسة بقوة وقلت " ما أجملها من مفاجؤة ٌا رابد ما أجملها"‬

‫قبل رأسً وقال " هٌا سنؽادر لقد أزعجنا حصتهم بما فٌه‬

‫الكفاٌة وسنؤخذ الكراسة معنا"‬

‫نظرت له وهززت رأسً ببل وقلت " سنتركها لها رابد كٌؾ نؤخذها منها‬
‫"‬

‫ابتسم وشد أنفً بإصبعٌه وقال " أوامرك موالتً فقط ال تتركٌنً أنا هنا‬
‫لها"‬

‫أحطت خصره بٌداي واتكؤت على كتفه وقلت‬

‫"ال أنت ال أعطٌك ألحد ‪ ,‬لدٌها واحد لها وستذهب وإٌاه للمستقبل"‬

‫ثم ابتعدت عنه ونظرت لعٌنٌه وقلت‬

‫"رابد هناك أمر ٌشؽل بالً كثٌراً أود أن نتحدث فٌه"‬


‫هز رأسه لً بنعم ألتحدث فمسحت على وجهه بٌدي وقلت بهدوء‬

‫"والدي رابد ال أرٌد تركه بعدما وجدته هوا ٌحتاجنً أكثر مما أنا‬

‫أحتاجه لقد ُحرم منً كل سنٌن حٌاته و" ‪.....‬‬

‫ضمنً لحضنه قبل أن أنهً كبلمً وقال " أفهمك حبٌبتً وسنتناقش معه‬

‫فً األمر ولن أحرمك منه أبداً ولن ٌؤخذك منً سنزوجه ونتخلص منه‬

‫لٌطردنا بنفسه من منزله"‬

‫ابتعدت عنه وقلت بسرور " حقا سنعٌش معه ال تمانع رابد"‬

‫قال بهدوء " ال حبٌبتً رؼم أنً أعددت المنزل ألجلك‬

‫واشترٌته كبٌراً من أجل أبنابنا"‬

‫نظرت له بحزن وحٌرة فقبل شفتً وقال بابتسامة‬

‫"سنجد من ٌساعدنا على تربٌتهم والدك وضٌوفه وخادمته"‬

‫ضحكت وقلت " ٌالك من استؽبللً"‬

‫ضحك ووقؾ ومد ٌده لً وقال " هٌا حبٌبتً سننزل من هنا"‬

‫أمسكت ٌده ووقفت وقلت " ماذا ستفعل بهذا المنزل"‬

‫وضع إصبعه على شفتٌه وقال بهمس " أششش ال ٌسمعانك‬


‫وٌقذفاننا من السطح للشارع مباشرة"‬

‫ضحكت وأؼلقت فمً بٌدي فوضع ٌده على كتفً وقال وهوا ٌتجه‬

‫بً لباب سطح منزلهم " سٌبقى هذا المنزل لهما ال ٌؤخذه منهما‬

‫أحد وال ٌزعجهما أحد أبداً"‬

‫ونزلنا من هناك لباب المنزل الخارجً فوراً ومنه للخارج لحٌاتنا‬

‫الجدٌدة التً ال رابحة للماضً فٌها بعدما حررنً من قمر الطفلة‬

‫وحررها من سجنها ووضعها حٌث كانت ترٌد فهكذا هً الحٌاة نحن‬

‫من نتحكم بها نسجن أنفسنا فً ماضٌها ونتوقؾ عند عتبات قهرنا فٌها‬

‫لتقدم لنا الٌد التً تخرجنا من هناك ونحن نقبلها أو نرفضها بملء إرادتنا‬

‫فبل شً اسمه تعاسة لؤلبد وحزن ال ٌنتهً وأٌام كلها سوداء فلكل عذاب‬

‫نهاٌة ولكل ظالم ٌوم ٌنال فٌه جزابه من رب عادل فً األرض وفً‬
‫السماء‬

‫عادل فً الدنٌا قبل اآلخرة ال ٌظلم وال ٌحب الظلم‬

‫وها قد جاء الٌوم أخٌراً الذي تنتهً فٌه قمر القدٌمة عند تلك العتبات‬
‫لتولد الجدٌدة‬
‫وتمضً للمستقبل كزوجة وكؤم وكعابلة أصبحت تتمسك فً الحٌاة ألجلها‬

‫بعد إصرار كبٌر منً ورابد وافق أبً أن أبحث له عن عروس ‪ ,‬كان كل‬

‫رفضه ألنه ال ٌرٌد أن ٌظلم معه امرأة بسبب طبٌعة عمله ولكنه ٌستحق‬
‫أن‬

‫ٌعٌش ما فقده من عمره وأن ٌكون لً إخوة ُحرمت منهم كل عمري‬

‫ال تتساءلوا عن األعزبان لقد تزوجت نوران هههههه والعرٌس هوا‬


‫مروان‬

‫أعانهما هللا على بعض ‪ ,‬لقد تعرؾ علٌها فً زٌارة لهم للمزرعة بدعوة‬

‫من الجدة وسحرته بمصاببها تخٌلوا أنها تركت باب إسطبل الخٌول‬
‫مفتوحا‬

‫فً أول ٌوم لهم هناك وكادت تصٌبه بالجنون ٌومها ‪ ,‬ال وكانت تضحك‬

‫علٌه أمامه وهوا ؼاضب‬

‫أفقت من سرحانً ونظرت بعٌناي لؤلسفل فكان قد نام أخٌراً هذا‬

‫المزعج المتعب ‪ ,‬جلست وعدلت قمٌصً ونظرت للبعٌد وقلت‬


‫"رابد ال تهزه هكذا لقد أسقطت أحشابه"‬

‫نظر باتجاهً وقال بتذمر " لما ال ٌسكت لقد أتعبنً"‬

‫هززت رأسً بٌؤس وقلت مبتسمة " هات سؤرضعه قد ٌنام كشقٌقه‬

‫ٌا لها من مساعدة قدمتها لً"‬

‫اقترب وقال بضٌق " الحق علً أردت أن ترتاحً من أحدهما"‬

‫مددت ٌداي له وقلت " شكراً على مدٌنة المبلهً التً أخذته لها اآلن"‬

‫ضحك كثٌراً وقال ؼامزا بعٌنه " ما رأٌك بجولة معً فٌها"‬

‫ضحكت وقلت " ال لست مستؽنٌة عن قلبً ٌكفٌك ابنك"‬

‫اقترب من الباب فتحه و نادى على والدي بصوت مرتفع وما هً إال‬

‫لحظة وكان عنده فدخل رابد وهوا ٌتبعه قاببل " ما بكما" !!‬

‫أعطاه رابد بشٌر الصؽٌر وقال " خد حفٌدك مشتاق لك"‬

‫ثم توجه نحوي أمسك ٌدي وسحبنً منها وقال موجها ً كبلمه له‬

‫"ولن نوصٌك اعتنً بمنذر إن استٌقظ بسبب صراخ أخٌه"‬

‫ثم خرج بً ٌسحبنً بٌده من الؽرفة مسرعا وأنا أركض خلفه قابلة‬

‫"رابد انتظر أٌن تؤخذنً أبً ال ٌعرؾ كٌؾ ٌتصرؾ معهما"‬


‫وصلنا عند ؼرفتنا حملنً بٌن ذراعٌه وقال مبتسما ً " اشتقت لك ٌا‬

‫قاسٌة لقد جننننً طفلٌك هادان ‪ ,‬دعٌهما له قلٌبلً واعدلً ٌا ظالمة"‬

‫ابتسمت وتمسكت بعنقه ودسست وجهً فٌه فدخل بً الؽرفة وضرب‬

‫بابها خلفه بقدمه‪..............‬‬

‫النــــــهاٌة‬

‫وعند هنا كانت محطتً األخٌرة معكم قراء ومشجعً ومحبً رواٌتً‬

‫المتواضعة ‪ ( .....‬منازل القمر)‬

‫طفلة كبرت بفضلكم وفً حضن حبكم الدافا لتتحول لزهرة مكتملة‬

‫ولتصبح شٌبا ٌعٌش فً الذاكرة فؤتمنى أن ٌدوم فً ذاكرتكم لؤلبد‬

‫شكرا لكل من شجعنً وساندنً ودعمنً ولكل من قرأت عٌناه ولو‬

‫سطر واحد من أسطرها وأعجبه وأتمنى أن تكونوا الحٌاة لرواٌتً‬

‫الجدٌدة كما كنتم لسابقاتها‬

‫(أوجـــــــــــاع ما بعد العــــــــاصفة)‬


‫ستكون إن شاء هللا بٌن أٌدٌكم فً أول فصل من فصولها فً مثل هذا‬

‫الٌوم من األسبوع القادم متمنٌة أن تحوز على رضاكم وإعجابكم وأن‬

‫ٌحضا أبطالها بحبكم كما وجد سابقٌهم المكانة فً قلوبكم‬

‫((وسن ‪ ....‬وانكسار الحب وتراكمات ظروفها وانصٌاعها لواقع أدفعها‬


‫الكثٌر‬

‫نواس ‪ ....‬وضٌاعه بٌن العشق بجنون والجرح والكبرٌاء ل ٌُجبر أن‬


‫ٌكون‬

‫جبلدا ببل سوط‬

‫سما ‪ .....‬والخوؾ من المجهول وسر كتمانه أخطر من البوح به‬

‫نزار ‪ .....‬واجتٌاح قلب مراهقة لعالمه لتكتسح ماضٌه وجرحه لتجعله‬

‫ٌعٌش الصراع بٌنه وبٌن أفكاره ومعتقداته‬

‫أرجوان ‪ .....‬االستٌقاظ من حلم لواقع لم ٌكن فً الحسبان لتكتشؾ‬

‫أنها عاشت فً كذبة لسنٌن تحولت لحقٌقة موجعة‬

‫جابر ‪ ....‬؟؟؟؟؟؟!!!!!!!‬
‫وؼٌرهم الكثٌر ستتعرفون علٌهم فكونوا فً انتظارهم))‬

‫وختاما أحب شكر كل أخواتً الحبٌبات من شجعونً وساندونً وكان‬

‫لً كل الشرؾ بمعرفتهم‬

‫حكاٌة أمل‬

‫بلومً‬

‫طعون‬

‫رسٌل األحزان‬

‫وفاء‬

‫حنان الرزقً‬

‫منى سعد‬

‫لولوه بنت عبد هللا‬

‫األمٌرة البٌضاء‬

‫طالبة هندسة‬

‫مٌبلد الكلمات‬
‫حنٌن الشرق‬

‫أم مروان‬

‫ؼدا ٌوم آخر‬

‫لٌالً حالكة‬

‫كٌد‬

‫أحتاج األمان‬

‫أم مٌدوو‬

‫كنٌنة‬

‫سو رومانس‬

‫سمفونٌة الحنٌن‬

‫ابداع انثى‬

‫رٌم السعودٌة‬

‫جماآآن‬

‫سباهً‬
‫‪RiverRose‬‬
‫‪Tami.999‬‬
‫‪Zeze‬‬

‫أحلى عٌن‬

‫نزؾ جروحً‬

‫عشق القمر‬

‫جروحً تنزؾ أحزان‬

‫نور ببلدي‬
‫‪negmet elamar‬‬

‫ودمتم فً حفظ الرحمن ‪ .......‬أحبكم فً هللا ( برد المشاعر)‬

You might also like