You are on page 1of 7

‫حروب اجلبناء ‪ ..‬حروب التجويع ‪ ..

‬غزة أمنوذجًا‬
‫نشر في جريدة أخبار الخليج بتاريخ ‪ 3‬مارس ‪2024‬‬

‫بقلم‪ :‬الدكتور زكريا الخنجي‬

‫تنص األعراف الدولية والحقوقية واإلنسانية وكل األنظمة والقوانين‬


‫التي صدرت من خالل التشريعات السماوية أو حتى اإلنسانية أنه يمنع‬
‫تجويع اإلنسان وفي أي ظرف كان‪ ،‬وهذه بديهية ال يمكن مناقشتها أو‬
‫حتى إنكارها أو غض الظرف عنها‪.‬‬

‫والتجويع – حسب تعريفات العُرف الدولي – هو تلك الممارسات أو‬


‫اإلجراءات أو العمليات التي تؤدي إلى تدمير أو إزالة أو تعطيل األعيان‬
‫والمواد التي ال غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة‪ ،‬مثل‬
‫المواد الغذائية والمناطق الزراعية والمراعي والثروة الحيوانية‬
‫والمنشآت وإمدادات مياه الشرب وأعمال الري‪ ،‬وقوارب الصيد‪ ،‬أو تلويث‬
‫المناطق الحيوية باأللغام ومخلفات الحرب‪ ،‬أو فرض اإلتاوات غير‬
‫القانونية على األعمال والمنشآت التي تدر دخولًا على أصحابها‬
‫والعاملين فيها‪.‬‬

‫ويضيف كتاب (القانون الدولي اإلنساني العرفي – المجلد األول) أن‬


‫التجويع ال يعني فقط الحرمان من السلع األساسية أو التزويد غير الكافي‬
‫بها‪ ،‬بل تشمل سلع غير غذائية ال غنى عنها لبقاء السكان المدنيين‪،‬‬
‫كاألدوية والبطانيات في بعض الحاالت‪.‬‬

‫وتاريخيًا يبدو أنه خالل الحربين العالميتين أثيرت حروب التجويع على‬
‫المأل‪ ،‬إذ عانت الجماهير المدنية المحاصَرة من التجويع‪ ،‬ثم جرى بعد‬
‫‪1‬‬
‫ذلك النظر في شرعية تجويع المدنيين مع الجيش إلجبار العدو على‬
‫االستسالم حتى في الحاالت التي كانت فيها الضحايا في معظمها من‬
‫المدنيين‪.‬‬

‫وبعيدًا عن البنود والنصوص القانونية‪ ،‬ولكن ال بد مما ليس له بُد‪ ،‬فإننا‬


‫إن أردنا أن نؤصل لمفهوم (حرب التجويع)‪ ،‬فإنه ال بد من ذكر بعض‬
‫البنود‪ ،‬منها نصّ في العام ‪ ،1919‬في تقرير لجنة المسؤوليات التي‬
‫أنشئت في أعقاب الحرب العالمية األولى على أن (تعمّد تجويع‬
‫المدنيين) يشكّل انتهاكًا لقوانين وأعراف الحرب‪ ،‬ويعرّض من يقوم به‬
‫للمالحقة الجزائية‪ .‬وقد قُنّن حظر التجويع كأسلوب من أساليب الحرب‬
‫في المادة [‪ ])1( 54‬من البروتوكول اإلضافي األول‪ .‬وبشكل عام‪ ،‬اعتُبر هذا‬
‫الحكم جديدًا عند اعتماد البروتوكول اإلضافي األول‪ ،‬ولكنه ترسّخ منذ‬
‫ذلك الحين كقاعدة من قواعد القانون الدولي العرفي‪ .‬وبمقتضى النظام‬
‫األساسي للمحكمة الجنائية الدولية‪ ،‬فإنّ (تعمّد تجويع المدنيين‬
‫كأسلوب من أساليب الحرب) يشكّل جريمة حرب في النزاعات المسلحة‬
‫الدولية‪.‬‬

‫ويرد حظر التجويع في العديد من كتيبّات الدليل العسكري‪ ،‬وبمقتضى‬


‫تشريعات الكثير من الدول‪ ،‬إذ يعتبر تجويع المدنيين كأسلوب من‬
‫أساليب الحرب جرمًا‪ .‬وتدعم بيانات رسمية وممارسة أخرى هذه‬
‫القاعدة‪ ،‬وتشمل هذه الممارسة تلك الخاصة بدول ليست‪ ،‬أو لم تكن في‬
‫حينه‪ ،‬أطرافًا في البروتوكول اإلضافي األول‪ ،‬وقد أدينت الممارسة‬
‫المناقضة بشكل عام‪ ،‬أو تبرأ منها الطرف الذي اتهم بها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫حسنٌ‪ ،‬هذه هي األعراف وهذه هي القوانين‪ ،‬ترى ماذا يحدث اآلن في غزة‬
‫مع مالحظة ترتيب التواريخ التي صدرت فيه التصريحات ؟‬

‫في ‪ 5‬ديسمبر ‪ 2023‬وبحسب (برنامج األغذية العالمي)‪ ،‬التي قالت إن‬


‫هناك خطرًا جديًا من التجويع والمجاعة في غزة‪ ،‬قال مسؤولون في األمم‬
‫المتحدة إن ‪ 1.9‬مليون شخص‪ ،‬أي أكثر من ‪ %85‬من سكان غزة‪ ،‬نازحون‬
‫داخليًا‪ ،‬وقالوا إن الظروف في المنطقة الجنوبية من قطاع غزة اآلخذة في‬
‫التقلص قد تصبح كالجحيم أكثر فأكثر‪.‬‬

‫وفي نفس اليوم صرّح كبير مسؤولي اإلغاثة في األمم المتحدة (مارتن‬
‫غريفيث) أن الحملة العسكرية اإلسرائيلية في جنوب غزة أدت إلى ظروف‬
‫(مروعة)‪ ،‬ما جعل من المستحيل القيام بعمليات إنسانية مجدية‪.‬‬

‫قال تقرير (هيومن رايتس ووتش) نشر في ‪ 18‬ديسمبر ‪" 2023‬إن‬


‫الحكومة اإلسرائيلية تستخدم تجويع المدنيين أسلوبًا للحرب في قطاع‬
‫غزة المحتل‪ ،‬ما يشكل جريمة حرب‪ .‬يتعمد الجيش اإلسرائيلي منع‬
‫إيصال المياه‪ ،‬والغذاء‪ ،‬والوقود‪ ،‬بينما يعرقل عمدًا المساعدات‬
‫اإلنسانية‪ ،‬ويبدو أنه يجرّف المناطق الزراعية‪ ،‬ويحرم السكان المدنيين‬
‫من المواد التي ال غنى عنها لبقائهم"‪.‬‬

‫قال عمر شاكر مدير شؤون إسرائيل وفلسطين في (هيومن رايتس‬


‫ووتش) في نفس التقرير‪" :‬ألكثر من شهرين‪ ،‬تحرم إسرائيل سكان غزة‬
‫من الغذاء والمياه‪ ،‬وهي سياسة حث عليها مسؤولون إسرائيليون كبار‬
‫أو أيّدوها وتعكس نية تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب‪.‬‬
‫على زعماء العالم رفع أصواتهم ضد جريمة الحرب البغيضة هذه‪ ،‬ذات‬
‫اآلثار المدمرة على سكان غزة"‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ويستمر التقرير فيقول‪ :‬تُظهر صور األقمار الصناعية عالية الدقة‬
‫استخدام الجرافات لتدمير الحقول والبساتين‪ ،‬ويمكن رؤية آثار سير‬
‫الجرافات‪ ،‬باإلضافة إلى أكوام من التراب على أطراف األراضي الزراعية‬
‫السابقة‪ .‬و سواء كان السبب يعود إلى التجريف المتعمد‪ ،‬أو األضرار‬
‫الناجمة عن القتال‪ ،‬أو عدم القدرة على ري األرض أو استصالحها‪ ،‬فقد‬
‫تقلصت األراضي الزراعية في شمال غزة بشكل كبير منذ بداية العمليات‬
‫البرية اإلسرائيلية‪ ،‬كما تضررت المزارع والمزارعون في جنوب غزة‪.‬‬

‫ووجدت منظمة (العمل ضد الجوع) أن من بين ‪ 113‬مزارعًا من جنوب غزة‬


‫شملهم االستطالع بين ‪ 19‬و‪ 31‬أكتوبر ‪ 2023‬قال إن ‪ %60‬من ممتلكاتهم‬
‫و‪/‬أو محاصيلهم تضررت‪ ،‬و‪ %42‬أنهم ال يستطيعون الحصول على‬
‫المياه لري مزارعهم‪ ،‬و‪ %43‬إنهم لم يتمكنوا من حصاد محاصيلهم‪.‬‬

‫في يناير ‪ 2024‬قال خبير المجاعة (أليكس دي وال) في األمم المتحدة‪ :‬إن‬
‫المجاعة تحدث بالفعل في أجزاء من قطاع غزة‪ ،‬حيث فرضت إسرائيل‬
‫حصارًا كامالً على القطاع منذ أكثر من ثالثة أشهر ونفذت عملية‬
‫عسكرية حملة قصف واسعة النطاق الذي دمر الكثير من البنية التحتية‬
‫الالزمة الستمرار الحياة‪ .‬والتجويع المتعمد للمدنيين هو جريمة حرب‬
‫واالدعاء أن إسرائيل تخلق خطر الموت جوعًا في غزة هو أمر محوري في‬
‫القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية متهمة‬
‫إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية‪ .‬ويواصل ويقول‪ :‬قريبًا‪ ،‬فلن يمر‬
‫وقت طويل قبل أن يبدأ األطفال الصغار في الموت بأعداد كبيرة من‬
‫الجوع والمرض‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫في ‪ 22‬فبراير ‪ 2024‬قال مقرر األمم المتحدة الخاص المعني بالحق في‬
‫الغذاء‪( ،‬مايكل فخري)‪ :‬ال أستغرب إذا قلنا إن المجاعة ستكون شاملة‬
‫بحلول نهاية هذا الشهر فبراير‪.‬‬

‫وأوضح فخري أنه حذر سابقًا‪ ،‬قبل تقدم قوات االحتالل اإلسرائيلي في‬
‫مدينة رفح جنوب قطاع غزة‪ ،‬من "الوضع الخطير حيث يعاني الجميع في‬
‫غزة من الجوع"‪ .‬وأشار إلى أن "ربع سكان غزة كانوا يعانون من الجوع في‬
‫ذلك الوقت‪ ،‬وأن الجوع والمجاعة الخطيرة كانا يقتربان"‪ ،‬وأضاف أن‬
‫بعض الدول قررت بعد تلك الفترة تعليق المساعدات لوكالة األمم‬
‫المتحدة لغوث وتشغيل الالجئين الفلسطينيين (أونروا)‪ ،‬وهي أهم وكالة‬
‫مساعدات إنسانية في غزة‪.‬‬

‫وأضاف أنه "ال أحد يعلم إلى متى يمكن لسكان غزة الصمود على هذا‬
‫الوضع‪ ،‬فالمساعدات التي تصل إليهم غير كافية إلبقائهم على قيد‬
‫الحياة"‪ ،‬وحذر من أن مشكلة الجوع تتمثل في كونه "موتًا بطيئًا ومؤلمًا‪،‬‬
‫ويتواصل تأثيره ألشهر وسنوات بل وعقود قادمة"‪.‬‬

‫وأضاف موضحًا‪" :‬حتى لو تم التوصل إلى وقف إلطالق النار اليوم‪ ،‬فإن‬
‫الجوع سيؤثر سلبًا على مستقبل أكثر من مليون طفل يعيشون في غزة‪،‬‬
‫‪ 335‬ألف طفل دون سن الخامسة من بين هؤالء معرضون لخطر اإلصابات‬
‫الجسدية الدائمة على المدى الطويل‪ ،‬بما يشمل ضعف اإلدراك"‪.‬‬

‫وحذر من أن "مستوى الجوع الحالي في غزة لم نشهده سابقًا‪ ،‬حيث لم نر‬


‫من قبل شعبًا بأكمله يعاني من الجوع"‪ ،‬في إشارة إلى سكان القطاع البالغ‬
‫عددهم أكثر من ‪ 2.2‬مليون شخص‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫وفي ‪ 26‬فبراير ‪ 2024‬اتهمت منظمة (هيومن رايتس ووتش)‪ ،‬دولة‬
‫االحتالل بعدم تطبيق قرارات محكمة العدل الدولية في قضية اإلبادة‬
‫الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا شهر يناير‪ ،‬وقالت المنظمة إن‬
‫الحكومة اإلسرائيلية لم تلتزم بإجراء واحد على األقل في األمر الملزم‬
‫قانونًا الصادر عن محكمة العدل الدولية في قضية اإلبادة الجماعية‪.‬‬

‫وأمرت المحكمة دولة االحتالل في ‪ 26‬يناير الماضي بـ(اتخاذ تدابير‬


‫فورية وفعالة لتمكين توفير الخدمات األساسية والمساعدات‬
‫اإلنسانية التي تشتد الحاجة إليها)‪ ،‬وأن تفعل كل ما في وسعها لمنع‬
‫اإلبادة الجماعية‪ ،‬وتقديم تقرير عن امتثالها للقرارات خالل شهر واحد‪.‬‬

‫وقالت هيومن رايتس ووتش إنه "بعد مرور شهر‪ ،‬تواصل إسرائيل‬
‫عرقلة توفير الخدمات األساسية ودخول وتوزيع الوقود والمساعدات‬
‫المنقذة للحياة داخل غزة‪ ،‬وهي بمثابة عقاب جماعي‪ ،‬ترقى إلى مستوى‬
‫جرائم حرب وتشمل استخدام تجويع المدنيين كسالح من أسلحة‬
‫الحرب"‪.‬‬

‫وأضافت المنظمة أنه في األسابيع العديدة التي تلت صدور الحكم‪،‬‬


‫مقارنة باألسابيع التي سبقته "دخل عدد أقل من الشاحنات إلى غزة‪ ،‬وتم‬
‫السماح لعدد أقل من بعثات اإلغاثة بالوصول إلى شمال غزة‪ ،‬وفقًا‬
‫لمكتب األمم المتحدة لتنسيق الشؤون اإلنسانية (أوتشا)"‪.‬‬

‫واعتبر مدير مكتب إسرائيل وفلسطين في هيومن رايتس ووتش‪ ،‬عمر‬


‫شاكر‪ ،‬أن "الحكومة اإلسرائيلية تقوم بتجويع ‪ 2.3‬مليون فلسطيني في‬
‫غزة‪ ،‬مما يعرضهم لخطر أكبر مما كانوا عليه قبل أمر المحكمة الدولية‬
‫الملزم"‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وأضاف‪" :‬لقد تجاهلت الحكومة اإلسرائيلية ببساطة حكم المحكمة‪،‬‬
‫وفي بعض النواحي كثفت قمعها‪ ،‬بما في ذلك عرقلة المساعدات‬
‫المنقذة للحياة"‪.‬‬

‫هكذا تدار الحرب في غزة اليوم‪ ،‬التجويع يضرب شعبًا بأكمله‪ ،‬وهذا‬
‫غيض من فيض‪ ،‬دولة االحتالل ال تستطيع أن تواجه المقاتل‪ ،‬فتتجه إلى‬
‫المواطن البريء الذي ليس له حول وال قوة‪ ،‬والعالم يسمع ويندد‪ ،‬ولكنه‬
‫ال يحرك ساكنًا‪.‬‬

‫‪7‬‬

You might also like

  • 12-11-2023
    12-11-2023
    Document7 pages
    12-11-2023
    api-289991592
    No ratings yet
  • 12-03-2024
    12-03-2024
    Document6 pages
    12-03-2024
    api-289991592
    No ratings yet
  • 12-06-2023
    12-06-2023
    Document6 pages
    12-06-2023
    api-289991592
    No ratings yet
  • 28 04 2024
    28 04 2024
    Document6 pages
    28 04 2024
    api-289991592
    No ratings yet
  • 17-12-2023
    17-12-2023
    Document7 pages
    17-12-2023
    api-289991592
    No ratings yet
  • 14-10-2023
    14-10-2023
    Document3 pages
    14-10-2023
    api-289991592
    No ratings yet
  • 03-09-2023
    03-09-2023
    Document7 pages
    03-09-2023
    api-289991592
    No ratings yet
  • 05-11-2023
    05-11-2023
    Document7 pages
    05-11-2023
    api-289991592
    No ratings yet
  • 27 08 2023
    27 08 2023
    Document7 pages
    27 08 2023
    api-289991592
    No ratings yet
  • 14-05-2023
    14-05-2023
    Document7 pages
    14-05-2023
    api-289991592
    No ratings yet
  • 13-08-2023
    13-08-2023
    Document7 pages
    13-08-2023
    api-289991592
    No ratings yet
  • 21 05 2023
    21 05 2023
    Document7 pages
    21 05 2023
    api-289991592
    No ratings yet
  • 30 10 2023
    30 10 2023
    Document24 pages
    30 10 2023
    api-289991592
    No ratings yet
  • 30 04 2023
    30 04 2023
    Document7 pages
    30 04 2023
    api-289991592
    No ratings yet
  • 23 04 2023
    23 04 2023
    Document7 pages
    23 04 2023
    api-289991592
    No ratings yet
  • 09-04-2023
    09-04-2023
    Document7 pages
    09-04-2023
    api-289991592
    No ratings yet
  • 26 03 2023
    26 03 2023
    Document7 pages
    26 03 2023
    api-289991592
    No ratings yet
  • 19-03-2023
    19-03-2023
    Document7 pages
    19-03-2023
    api-289991592
    No ratings yet
  • 16-04-2023
    16-04-2023
    Document7 pages
    16-04-2023
    api-289991592
    No ratings yet
  • 52 Fe 71 B 6 B 1 Ee 9 D 68 B 748
    52 Fe 71 B 6 B 1 Ee 9 D 68 B 748
    Document7 pages
    52 Fe 71 B 6 B 1 Ee 9 D 68 B 748
    api-289991592
    No ratings yet
  • 12-02-2023
    12-02-2023
    Document8 pages
    12-02-2023
    api-289991592
    No ratings yet
  • 02-04-2023
    02-04-2023
    Document7 pages
    02-04-2023
    api-289991592
    No ratings yet
  • 05-03-2023
    05-03-2023
    Document6 pages
    05-03-2023
    api-289991592
    No ratings yet
  • 12-03-2023
    12-03-2023
    Document7 pages
    12-03-2023
    api-289991592
    No ratings yet
  • 08-01-2023
    08-01-2023
    Document7 pages
    08-01-2023
    api-289991592
    No ratings yet
  • 22 01 2023
    22 01 2023
    Document7 pages
    22 01 2023
    api-289991592
    No ratings yet
  • 05-02-2023
    05-02-2023
    Document7 pages
    05-02-2023
    api-289991592
    No ratings yet
  • 26 02 2023
    26 02 2023
    Document7 pages
    26 02 2023
    api-289991592
    No ratings yet
  • 19-02-2023
    19-02-2023
    Document8 pages
    19-02-2023
    api-289991592
    No ratings yet
  • 29 01 2023
    29 01 2023
    Document7 pages
    29 01 2023
    api-289991592
    No ratings yet