Professional Documents
Culture Documents
أن يخطئ اإلنسان فهذا أمر طبيعي ،فاإلنسان والخطأ غير المتعمد
صنوان ،لذلك فإنه من الذكاء اإلداري في العمل المؤسسي أن نفهم أبعاد
وسيكولوجية الخطأ حتى وإن قمنا بالتصدي للخطأ أن يكون تصدينا له
عالجًا إداريًا علميًا موضوعيًا.
والخطأ في لسان العرب يعني :أن "يذنب على غير عمد" ،أما إداريًا فإنه
أن يَقصُد الموظف األمر فيصيب غيره ،بسبب نقصٍ في إجراءٍ أو طريقةٍ
أو علم ،فيؤثر ذلك في صدق النتائج ،أو بسبب عدم اتباع األسلوب أو
الطريقة الموضوعة .ويذهب البعض إلى أن الخطأ في بيئة العمل
المؤسسي له وجهان ،أحدهما متعمد واآلخر غير المتعمد ،إال أن كالهما
يؤثر على كفاءة وفاعلية العمل المؤسسي ،وبالتالي فإن الخطأ في بيئة
العمل يمكن تعريفه على أنه المشكالت التي تصدر عن األفراد في العمل
نتيجة تصرف أو سلوك خاطئ متعمد كان أو غير متعمد ،بما يؤثر على
فاعليته في أداء المهمة الموكلة إليه ،نتيجة ضعف في االنتباه أو تعمد
أو قلة تأهيل أو ضعف في االتصال من ناحيته أو في المؤسسة ككل ،أو
لقلة وضوح الدور أو المهمة.
1
أسباب األخطاء في بيئة العمل
.1ضعف األمان النفسي ،وقد أشاروا فيه إلى النواحي النفسية للفرد
من حيث القدرات والشخصية والدافعية واالهتمام وغيرها،
.2العوامل الجسدية ،وتتمثل في االحساس باإلجهاد من عبء
العمل ،أو للطبيعة الجسمية لهم ،أو لقلة فترات الراحة والنوم،
.3والعوامل البيئية ،وتمثلت في سوء البيئة الداخلية والخاصة
بدرجة الحرارة وغيرها ،وسوء البيئة الخارجية والمرتبط بالطقس
والغذاء وغيره ،والعوامل المرتبطة باألسرة.
2
.1أسباب مرتبطة بالوظيفة ،وتتضمن التعليمات الناقصة أو
الغامضة،
.2وعبء العمل الزائد وظروف العمل غير المرضية،
.3ظروف مرتبطة بالفرد ،مثل ضعف الكفايات والمهارات ،واإلجهاد،
والملل وقلة الدافعية أو مشكالت صحية،
.4وأسباب متعلقة باإلدارة مثل ضعف التخطيط للعمل المؤدي على
ارتفاع ضغط العمل ،وقلة التعامل مع األخطاء السابقة ،وضعف
االتصاالت اإلدارية ،وضعف كفاءة التنسيق والمسؤوليات.
وباإلضافة إلى ذلك ،فإن األدبيات تشير إلى أسباب أخرى وكثيرة ،إال إننا
ال نرغب بالتحدث عنها ،فهي جزء من العمل الميداني أكثر من أنها تكتب
في مقال.
ولكن الذي يهمنا هنا ،هو تصنيف تلك األخطاء حسب نوعياتها فهي
التي تهم المسؤول اإلداري القائد ،والتي عليه أن يعرفها ويتعرف عليها
حال وقوعها ،ليتمكن من تصنفها تحت أي نوعية بهدف إدارتها
وتصحيحها.
3
جدًا أو قليلة جدًا ،كما تتضمن تنفيذ اإلجراء في االتجاه الخاطئ أو القيام
بالشيء الصحيح ،ولكن على الكائن الخطأ أو إجراء فحص خاطئ ،ولكن على
العنصر الصحيح ،أما الهفوات فهي مرتبطة بعدم القيام بالعمل نتيجة
النسيان أو تبدل األدوار في العمل أو التشتيت واالنقطاع عن المهام.
4
درجات الخطأ
نحن نعلم أنه يصعب التمييز ،وتصنيف األخطاء حسب درجة خطورتها
أو مدى تأثيرها على العمالء أو المؤسسة نفسها ،إال أنه – كما نعتقد –
يجب أن يكون هناك نوع من التصنيف حتى يتمكن المسؤول اإلداري
القائد من التعامل وإدارة تلك األخطاء ،فليس من المعقول أن نعامل
طبيبًا تسبب في خطأ أدى إلى فقدان حياة إنسان بسبب إهمال أو ال
مباالة أو موظف أدى توقيعه إلى خسارة المؤسسة وإلزامها بدفع ماليين
الدنانير لعميل مع شخص أخطأ في أمر تافه أدى إلى انسكاب قهوة على
طاولة عليها بعض األوراق غير المهمة .فالتعامل مع الخطأ وإدارته
يجب أن يكون حسب درجة خطورة الخطأ ومدى تأثيره على حياة البشر
أو خسارة المؤسسة .ولقد وجدنا أن تصنيف درجات الخطأ تختلف
حسب األنظمة والقوانين والمراجع والدول وما إلى ذلك ،لذلك سنحاول
أن نأتي ببعضها حسب ما يمكن طرحه ،وبصورة عام فهي تقسم كتالي:
.1الخطأ البسيط،
.2الخطأ المتوسط الحدة،
.3الخطأة الجسيم،
.4الخطأ بالغ الجسامة،
.5الجسيم استثنائي الجسامة.
5
.1الخطأ التافه ،وهو ذلك النوع الذي يقع بالقدر الطفيف من اإلهمال
وعدم االنتباه ،وهي من أكثر األخطاء التي تحدث بصفة يومية في
المؤسسات ،وهي التي ال تُحدث أي أضرار للغير ،مثل :تسجيل
الرقم الشخصي بالخطأ أو توقيع في المكان الخاطئ وما إلى ذلك.
.2الخطأ المركب ،وهي من تلك النوعية من األخطاء التي ال يقترفها
اإلنسان الحريص الذي تتوافر به المسؤولية ،إذ إنه – ربما – تترتب
عليها بعض الضرر على الغير ،كالتشخيص الخاطئ للمرض ،أو
وصف دواء ال يصلح للمريض إال أن هذا الدواء ال يؤدي إلى الوفاة،
وكذلك تأخير معاملة مواطن أو إهماله عند أخذ المواعيد ،وما إلى
ذلك.
.3الخطأ الجسيم ،وهو الخطأ الذي ال يُغتفر على الرغم من أنه غير
متعمد أو مقصود ،مثل السخرية من مراجع أو الكذب عليه ،وهذه
النوعية من األخطاء ربما يعاقب عليها القانون في بعض الدول ،إذ
أنها ربما تتسبب في بعض األضرار الجسدية أو النفسية ،وهذه
النوعية من األخطاء مثل التي تؤدي إلى حوادث العمل واألخطاء
الطبية التي تؤدي إلى الوفاة.
والخطأ الجسيم – كما تشير بعض القوانين وفي بعض األحيان –
هو ذلك الخطأ يحدث ويفترض به سوء النية ،وفي أحيان أخرى
اإلهمال أو عدم التبصر.
وتشير بعض األنظمة األخرى أن الخطأ الجسيم عبارة عن اإلخالل
بواجب ثابت محقق وال جدال في شأنه ،وفي المقابل اعتبره
البعض خطأ عاديًا ال يتميز عن غيره في شيء.
6
عمومًا ،أيًا كان الخطأ وتعريفه أو تصنيفه أو درجته ،إال أنه في
المؤسسات ال ينبغي عندما يحدث الخطأ أن يتم تصنيفه وفقًا لألهواء
أو وجهات النظر ،فالمسؤول – ربما – يجد أن الحدث الذي وقع يمكن أن
يُعد خطأ جسيمًا ،والموظف يعتقد أنه خطأ بسيط يمكن تجاوزه ،وهذا
التفاوت يمكن أن يحدث في أي مكان ويمكن أن يؤدي إلى بلبلة ومشاكل
تتعدى الخطأ نفسه.
لذلك فإنه يجب أن توجد معايير ودساتير ومراجع لكل نوعية من
األخطاء التي يمكن أن تقع في المؤسسات ،سواء كانت حكومية أو
خاصة أو أهلية .فالجميع يخطئ وهذا أمر طبيعي ،ولكن من غير الحكمة
أن نعاقب في كل األخطاء التي تقع ،وإنما أوالً أن يكون لدينا دستور
نعود إليه في حالة وقوع الخطأ ونتحاكم به لتصنيف الخطأ الذي وقع،
وثانيًا؛ علينا أن نقوم بوضع منهجية إلدارة األخطاء ،والتي تنقسم إلى
ثالثة مستويات ،وهي :قبل أن يقع الخطأ ،اكتشاف الخطأ ،وأخيرًا ،إدارة
الخطأ.
7