Professional Documents
Culture Documents
عمل الباحثة
دينا فتحي عبد الغين عبد النيب
مقدمة :
يشهد العالم العديد من التغييرات والتحوالت االجتماعية والثقافية
واالقتصادية السريعة في عصرنا الحديث ،عصر العولمة واالنفتاح يجرنا إلي
الحديث عن الكثير من الجوانب السلبية التي تشكل خطرا حقيقيا يهدد أمن
وسالمه مجتمعنا ولعل من أخطر الجوانب السلبية لهذه التحوالت والتغيرات ،
ظاهره إنسانيه واجتماعيه قديمة وجديده في آن واحد أال وهي ظاهره الشعور
باالغتراب الوظيفي التي تكاد تغزو وتسيطر علي مختلف مؤسساتنا االجتماعية
واالقتصادية ،والفرد اليوم عنصر أساسي في بيئة تتسم بالتغير وبوتيرة سريعة
ومستمرة ،األمر الذي يجعل الصعوبة بمكان مواكبتها ،هذه الوتيرة المتسارعة
شملت كافة مجاالت الحياة ،والعالم أصبح في دوامة وصراع مع هذا التغير
الذي صار حقيقة ال مناص منها في حياة هذه المجتمعات والمنظمات .
حتي أن كثير من المفكرين يصفون هذا العصر بعدة أوصاف حيرتهم
فوضعوها في شكل تساؤالت منها هل هو عصر العلم والتكنولوجيا ،أم عصر
الذرة والرعب النووي ،أم عصر االغتراب والقلق والوحدة ،وفي ضوء ذلك
فهم يرون أن أزمة اإلنسان المعاصر إنما ترجع في صميمها إلي اغترابه عن
الطبيعة وعن اآلخرين بل حتي عن ذاته ،لذلك يحدث الصراع والتوتر بين
الفرد وواقعه الخارجي ويسوء توافقه مع نفسه ومع اآلخرين .
ونجد العمال هم أكثر فئات المجتمع تعرضا لهذه الظاهرة ،لكونهم أكثر
عناصر المجتمع استهدافا بهذه التغيرات ،من هذه التطورات :تفاقم األتمته ،
والبحث عن مضاعفة اإلنتاج ،وتصاعد القيود التقنية علي حرية اإلنسان ،مما
يؤدي بهم إلي إغترابهم وظيفيا .
وقد تزايدت مشاعر هذا االغتراب وتعددت فالمؤسسات الصناعية اليوم
تمتلئ بالشواهد وصنوف شتي من أعراض عدم الرضا وفقدان األداء الوظيفي
والتنظيمي ،ولقد أرجعت هذه المشاعر السلبية إلي ظاهره االغتراب الوظيفي
ألن الموظف ال يشعر برابط وحافز يربطه بعمله لذلك تنمو وتترعرع نواة
االغتراب الوظيفي لدي هذا الموظف
كل ذلك يتجلي وبوضوح بالتأثير السلبي علي مردود العمال ويحد من
قدرتهم علي تحقيق األهداف التنظيمية التي يرتبط تحقيقها بنوعية الموارد
البشرية وقدرته علي إنجاز المهام المسندة اليهم علي أكمل وجه ،وهذا ما أكدته
التجارب والدراسات السيكولوجية ،واكدت علي أهمية الجوانب النفسية
واالجتماعية وهو ما يلزم بضرورة االهتمام بالعنصر البشري من جميع
النواحي النفسية واالجتماعية وليس من النواحي المادية فقط ،ويتأتي ذلك من
خالل تحقيق االشباع لمختلف الحاجات التي كان العامل يتوقع أن يشبعها من
خالل وظيفته وبعث روح االنتماء إلي هذه الوظيفة ،وبالتالي الوصول إلي
حالة من التوازن بين إشباع الحاجات والقيام بمتطلبات العمل علي أكمل وجه .
وانطالقا من أهمية موضوع االغتراب الوظيفي في التأثير علي األفراد
بصفة خاصة والمنظمات بصفة عامة وخصوصا الحكومية وكون المجالس
المحلية من بين تلك المنظمات ونظرا ألهمية المهام المنوطة بها ،والمتمثلة في
سعيها لتوصيل الخدمات للمواطنين .
وجدير بالذكر أن هذه الدراسة تنتمي إلي علم االجتماع التنظيمي ،وأن
هذا الموضوع كان محل إهتمام بعض المؤتمرات العلمية والبحوث السابقة التي
أجرتها الجامعات المصرية ،مما يسهم في توفير قاعدة بيانات أساسية تساعد
علي االنطالق نحو مساندة الموظف المصري وحل مشاكله .
لذلك جاء هذا البحث النظري ليجيب عن التساؤل الرئيسي التالي :
هل لالغتراب الوظيفي أثر علي األداء الوظيفي للعاملين ؟
وينبثق من هذا التساؤل السابق األسئلة الفرعية التالية :
-1ما هو االغتراب الوظيفي ؟
-2ما العوامل المؤدية لظهور االغتراب الوظيفي ؟
-3ما أسباب الشعور باالغتراب الوظيفي ؟
-4ما هي مراحل االغتراب الوظيفي ؟
أوال :أهداف البحث :
يسعي البحث لتحقيق األهداف التالية :
-1التعرف علي ماهية االغتراب الوظيفي .
-2التعرف علي العوامل المؤدية لظهور االغتراب الوظيفي .
-3التعرف علي اسباب الشعور باالغتراب الوظيفي .
-4التعرف علي مراحل االغتراب الوظيفي .
-5التعرف علي أثر االغتراب الوظيفي علي أداء العاملين .
ثانيا :أهمية البحث :
تعد مشكلة االغتراب الوظيفي إحدي االسبقيات التنافسية األساسية التي
ينبغي أن يركز عليها المسؤولين من أجل تحقيق التميز والفاعلية في مخرجاتها
،فتنبع أهمية هذه الدراسة من أهمية الموضوع الذي نتناوله .وقد تزايد
االهتمام بهذا الموضوع بسبب ما نجم عن عصر العولمة واالنفتاح الذي يجرنا
الي الحديث عن الكثير من الجوانب السلبية التي تشكل خطرا حقيقيا يهدد أمن
وسالمة مجتمعنا ،ويزداد األمر خطورة كلما تقدمنا تكنولوجيا ،ونجد العمال
هم أكثر فئات المجتمع تعرضا لهذه التغيرات التي تؤثر عليهم بشكل سلبي ومن
هذه التطورات :تفاقم األتمته ،والبحث عن مضاعفة االنتاج ،وتصاعد القيود
التقنية علي حرية االنسان مما يؤدي بهم الي اغترابهم وظيفيا .
ثالثا :منهجية البحث :
اعتمد الباحث علي المنهج الوصفي النظري الذي يعتمد علي تحليل
مفهوم االغتراب الوظيفي وأثره علي أداء العاملين .
ولالجابة عن أسئلة البحث استخدم الباحث الجانب الوصفي النظري
لمفهوم االغتراب الوظيفي ومفهوم ادارة األداء واألداء الوظيفي .
رابعا :خطة البحث :
اعتمد الباحث في خطته للبحث في هذا الموضوع علي تقسيم البحث
إلي سبعة محاور نظرية هي :
-1مفهوم االغتراب و األداء الوظيفي .
-2أبعاد االغتراب
-3العوامل المؤدية لظهور االغتراب الوظيفي .
-4مراحل االغتراب الوظيفي .
-5مظاهر االغتراب الوظيفي وأسبابه .
-6االغتراب وعالقته باألداء الوظيفي للعاملين .
-7النتائج والمقترحات .
-1مفهومات البحث :
job alienation مفهوم االغتراب الوظيفي : أ-
يمكن تعريف االغتراب بأنه " اختالف مشاعر الفرد عن األفكار والمعتقدات
والقيم التي تلتزم بها الجماعة التي ينتمي إليها" "1".
ومن الناحية االصطالحية :فان مفهوم االغتراب يشير إلى الشعور باالنفصال
عن الذات والمجتمع ،أو بين الذات والمجتمع ،أو بين الذات ونفسها"2" .
وقد عرف شتا االغتراب على انه "عرض مركب من عدد من المواقف
الموضوعية والذاتية التي تظهر من أوضاع اجتماعية وفنية يصاحبها سلب
معرفة الجماعة وحريتها بالقدر الذي تفقد معه القدرة على انجاز األهداف،
والتنبؤ في صنع القرارات ،ويجعل تكيف الشخصية والجماعة مغترباً" "3" .
ومن زاوية أخرى فقد عرف االغتراب بأنه " ظاهرة مركبة وذات
طبيعية إنسانية تتفاوت قوة وضعفاً لمواقف موضوعية وذاتية تمثل إفراطا في
الضغوط والمتطلبات البيئية التي ينجم عنها انعدام الشعور بالهوية وفقدان القدرة
نسبياً على انجاز األهداف ووضع القرارات ،مما يعني فقدان الحس أو غياب
الوعي نسبياً والشرود الذهني بصور متفاوتة من شخص آلخر باختالف
المستوى الثقافي والمعرفي والعمق الديني والبناء النفسي ودرجة الضغوط
والعوامل النفسية والمهيأة" ""4
وتعريف آخر لالغتراب بوصفه " شعور الفرد بالعزلة وعدم االنتماء
وفقدان ورفض القيم والمعايير االجتماعية والمعاناة من الضغوط النفسية،
وتعرض وحدة الشخصية للضعف واالنهيار بتأثير العمليات الثقافية واالجتماعية
التي تتم داخل المجتمع" .وتعريفا للمشاعر على أنها " اضطراب نفسي يعبر
عنه مجموعة درجات االستجابة على مقياس مشاعر االغتراب بأبعاده:
الالمعنى ،والعجز ،واألهداف ،والالمعيارية ،واالغتراب الثقافي واالجتماعي" .
وبذلك يمكن تعريف االغتراب الوظيفي بأنه " شعور الفرد بعدم قدرته
علي التأثير في مجريات العمل الذي يمتهنه ،سواء علي مستوي القرار
الوظيفي ،أو مستوي األحداث الناتجه عنه في المجتمع الذي يعيش فيه ،وعلي
هذا االساس يعتبر الفرد الذي يشعر بضآله الفرص أمامه للتأثير علي هذه
العمليه في المجتمع بأنه مغترب وظيفيا " 5".
التعريف االجرائي لالغتراب الوظيفي :
" هو شعور العامل باغترابه عن عمله ويبدأ ذلك الشعور عند العامل
عندما يشعر بعدم كينونته وعدم احساسه باألمان المادي واالجتماعي ويتدرج
ذلك الشعور عند العامل باغترابه عن ذاته ثم اغترابه عن زمالئه في العمل ثم
عن المؤسسة أو الهيئة التي يعمل بها اغترابا كامال وينتج عن ذلك االغتراب
عدم القدرة علي األداء الفعال والعطاء في العمل " .
ب -األداء الوظيفي functional performance :
مفهوم األداء :
يرتبط مفهوم األداء بسلوك الفرد والمنظمة ،ويحتل مكانة خاصة
داخل أية مؤسسة باعتباره الناتج النهائي لمحصلة جميع األنشطة بها ،وقد
تعددت تعريفات الباحثين لألداء ،ومن بين هذه التعريفات نذكر :
تعريف األداء الوظيفي يعني " القيام بأعباء الوظيفة من مسؤوليات وواجبات
وفقا للمعدل المفروض أداؤه من العامل الكفء المدرب " "6".
وهناك تعريف آخر لألداء الوظيفي هو " تنفيذ الموظف ألعماله ومسؤولياته
التي تكلفه بها المنظمة أو الجهة التي ترتبط وظيفته بها ،للوصول الي النتائج
التي يحققها الموظف في المنظمة " .
وبذلك يعرف مفهوم األداء الوظيفي اجرائيا في هذه الدراسة بأنه :
يعني " قيام الموظف بأعبائه الوظيفية من مسئوليات وواجبات لتحقيق ما هو
مطلوب منه في عمله " .
ويقاس األداء الوظيفي من خالل شقين :
الشق األول :قياس يتعلق بالماضي ويظهر حقيقة ما تم انجازه بالفعل .
الشق الثاني :قياس يتعلق بالمستقبل ويبين القدرات والمواهب التي تمكن الفرد
من نجاح األعمال في المستقبل .
-2أبعاد االغتراب:
حدد ميلفن سيمان ( )Melvin seemanعام ،1959أبعاد االغتراب
في بدائل هي :
-1فقدان السيطرة أو الضعف (الال حول) powerlessness
أي عدم قدرة الفرد علي التحكم في المواقف االجتماعية المحيطة به ونعني
هنا العملية االنتاجية وبمعني آخر شعور الفرد بأنه ال يستطيع التأثير علي
المواقف االجتماعية التي معها .
ويقصد به شعور الفرد بالالحول وال قوة ،وأنه ال يستطيع التأثير في
المواقف االجتماعية التي يواجهها ،ويعجز عن السيطرة علي تصرفاته وأفكاره
ورغباته ،وبالتالي ال يستطيع أن يقرر مصيره ،فمصيره وارادته ليستا بيده بل
تحددهما عوامل وقوي خارجة عن ارادته الذاتية ،كما ال يمكنه أن يؤثر في
مجري األحداث أو وضع القرارات المصرية الحياتية وبالتالي يعجز عن تحقيق
ذاته ،أو يشعر بحالة من االستسالم والخنوع .
-2فقدان المعني (الال معني ) meaninglessness
وهذا يعني عدم المقدرة علي التوصل الي معني أو هدف من العمل الذي
يؤديه العامل في عالقته بالعملية االنتاجية ككل وكنتيجة لعدم مشاركته في اتخاذ
القرار أو حيث ال يجد مرشدا وموجهها لسلوكه.
-3فقدان المعايير (الال معياري ) normlessness
وتعني لجوء الفرد الي استخدام أساليب غير مشروعة لتحقيق أهدافه نتيجة
االعتقاد بأن السلوكيات غير السوية هي التي يمكن أن تحقق األهداف .
social isolation -4العزلة االجتماعية
وتعني انفصال عن تيار الثقافة السائدة وتبني مباديء أو مفهومات مخالفة
مما يجعله غير قادر علي مسايرة األوضاع القائمة أو بمعني آخر عدم المقدرة
علي االندماج .
self_estrageent -5االغتراب الذاتي (النفسي ) :
وهو ادراك الفرد بأنه أصبح مغتربا عن ذاته نظرا لعدم اندماجه في نشاط
العمل باعتباره أسلوبا للتعبير عن ذاته وحيث يشعر الفرد بعدم المقدرة علي
ايجاد األنشطة التي تشبعه ذاتيا "1".
-ومن أبعاد االغتراب أيضا والتي تعتبر جزءا أساسيا من الدراسة
هي :
objectification -6التشيؤ:
يمكننا الوقوف علي جذور مفهوم التشيؤ اذا استعرضنا تعريف مفهوم
االغتراب لدي "جان جاك روسو" والذي عرف بأنه :التسليم أو البيع ..
فاالنسان الذي يجعل نفسه عبد آلخر ،انسان ال يسلم نفسه من أجل ببقائه علي
األقل ،ويشتمل هذا التعريف علي معنيين أحدهما ايجابي والثاني سلبي ،أما
المعني االيجابي فهو أن يسلم االنسان ذاته الي الكل في سبيل هدف نبيل ،وأما
المعني السلبي فهو أن ينظر االنسان الي ذاته كما لو كانت شيئا أوسلعة يطرحها
للبيع ،وهذا هو االغتراب السلبي أو تشيؤ يفقد االنسان فيه من خالله ذاته
ووجوده الشرعي األصيل ""2
كما يشير التشيؤ الي أن الفرد قد تحول الي موضوع وفقد
احساسه بهويته ومن ثم يشعر بأنه مقتلع حيث ال جذور تربطه بنفسه
أو واقعه "3".
-3العوامل المؤدية لظهور االغتراب الوظيفي :
تتنوع العوامل المؤدية لالغتراب الوظيفي بين العاملين في المنظمات
المختلفة الي عاملين رئيسيين هما
-1العوامل التي تعود للمنظمة .
-2العوامل التي تعود للعاملين بالمنظمة .
أوال العوامل التي تعود للمنظمة :
العامل األول :المكننة واألتمتة :
الثورة التكنولوجيا الحديثة ساهمت في انتشار ظاهرة االغتراب بين
العاملين في المنظمات االنتاجية والخدمية علي حد سواء ،وذلك نتيجة لهيمنة
األتمتة واألجهزة الحاسوبية وااللكترونية علي العمل اليومي ،فظهر هذا الخطر
التكنولوجي وكأنه مهدد للعالقات االنسانية ومثيرا لألمراض والمشاكي
االجتماعية والنفسية .
فبعد أن كان الحرفيون والمهنيون واالداريون سادة علي أجهزتهم
ومكاتبهم وأصبحوا خدما لها خاضعين الرادتها "7".
العامل الثاني:الخلل في تقارير كفاية األداء :
تفتقر تقارير كفاية األداء السنوية للموظفين الي األسس الموضوعية ،
العتمادها في الغالب علي تقارير فردية من جانب المشرفين مما يجعلها تتأثر
باالعتبارات و األهواء الشخصية ،ويؤثر في النهاية علي حسن العالقات
الوظيفية التي ينبغي أن تقوم بين الموظفين وبين االدارة "8".
العامل الثالث :ضعف الفاعلية االدارية :
ان عدم فعالية االدارة تؤدي الي عدم قدرتها علي أداء المطلووب منهوا ،
وبالتوالي التفكيور فووي اعوادة بنائهووا علوي مبووادل االدارة السولوكية بووأن تأخوذ بعووين
االعتبار العمل الواجب أداؤه والمهارات التي تحتاجها ألداء العمل لتصبح قادرة
علووي مجوواراة الخطووي السووريعة للتطووور التقنووي ولتتحموول كافووة مسووئولياتها ،ولوون
يتحقق لها ذلك اال اذا كانت شروحات ووصف العمل تسمح للكل بالمشاركة فوي
صنع القرارات التي تؤثر به وتتعلق بعمله "9".
العامل الرابع :ضعف نظام الحوافز :
إن عدم وضوح نظام الحوافز أو خضوعه للمجامالت والعالقات الشخصية
بين الموظفين والقيادة العليا المباشرة يعتبر أحد أهم العوامل المؤدية لالغتراب
الوظيفي ،ألن الموضوعية في تطبيق نظام الحوافز شرط لنجاحها "10".
العامل الخامس :االحتفاظ بالمعلومات والخبرات :
ان من أخطر اآلثار السلبية في مواقع العمل االحتفاظ بالمعلومات
والخبرات وعدم نقلها للعاملين والصف الثاني من القيادات ،وكذلك وجود
بعض القيادات والمشرفين والعاملين وأصحاب الخبرات الطويلة في العمل ممن
يحتفظون بمعلوماتهم وال يقومون بدورهم التدريبي لمن يعملون معهم ،وقد
يكون السبب وراء االحتفاظ بالمعلومات والخبرات خوف صاحب الخبره من
االستغناء عن خدماته أو نقله الي مكان آخر اذا وجد من يقوم بعمله ،وقد أثبتت
جميع التجارب الميدانية أن كل النظم والقوانين والفلسفات لم تنجح في عالج
هذه المشكلة وتغيير هذا السلوك .
العامل السادس :سعة حجم المنظمة :
ان سعة حجم المنظمة تؤدي الي آثار سلبية علي العاملين بها ،ومن
أهم هذه اآلثار تشتت جهود المدراء بين العمل االداري واالشراف علي الشئون
الفنية بالمنظمة ،ومن ثم يشعر العامل أن المتابعة ( االشراف ) عليه من قبل
الرئيس المباشر أو من ينوب عنه ضعيفة ،مما قد يؤدي الي تساوي المٌجد
بغيره من العاملين "11".
العامل السابع :عدم استخدام عوامل التحفيز :
من أهم مظاهر االلتزام هو اندفاع العاملين في العمل ،والذي يعد
مظهرا حيويا من مظاهر العمل الجيد لتحقيق األهداف المحددة من قبل ادارة
المؤسسة ،بينما أهم مظاهر الهبوط في المعنويات واالحباط واالستياء لدي
العاملين هي :
-1عدم وجود الهمه والنشاط في العمل ( االغتراب ) .
-2عدم تعاون بين العاملين .
-3عدم المحافظة علي الدوام الرسمي .
-4اهمال التوجيهات واالرشادات .
-5الشكوي والتذمر المستمر من العمل .
-6عدم احترام مواقيت انجاز العمل "12".
العامل الثامن :العمل في مواقف منفصلة :
ان العمل في مواقع منفصلة لمؤسسة واحدة من شأنه أن يؤدي الي
شعور العاملين بعد المساواة نتيجه ل:
-1وجود مميزات لبعض المواقع ال تتوفر للبعض اآلخر مثل الحوافز
والبدالت وأوقات وساعات الدوام ...الخ .
-2وجود بعض الجوانب السلبية في األماكن التي تبعد عن االدارة
المركزية مثل عدم مالئمة ظروف العمل ( التهوية – االضاءة ...الخ ).
وهذه األسباب من شأنها أن تؤدي الي انتشار االغتراب الوظيفي بين
العاملين في المنظمة .
العامل التاسع :ضعف مستوي التدريب :
إن ضعف مستوي تدريب الموظفين بوجه عام ورفع مستوي كفايتهم
وانتاجهم من أهم العوامل المؤدية لالغتراب الوظيفي ،فالفرد يقوم بالتعلم اذا
اشتدت لديه حاجة يريد اشباعها ،ومعني الرغبة في اشباع الحاجة وجود مشكلة
أو أكثر تستلزم حلوال ويعتبر كسب العيش مشكلة والتفاعل مع الزمالء في
العمل ينطوي علي مشكلة العمل وكيف تتعلم وكثيرا ما يحابه القادة في
مستويات االدارة الثالث مشكل يستعصي عليهم حلها ،وبالمحاولة والخطأ
يصلون الي الحل ،والعالقة بين المحاولة والخطأ وذكاء المتعلم عالقة طردية
فاذا زاد ذكاء المتعلم زادت قدرته علي التعلم بالبصيرة ،وكذلك تزيد قدرته
بزيادة خبراته وزيادة عمره"13".
ثانيا :العوامل التي تعود لألفراد :
العامل األول :الخوف وعدم األمن الوظيفي :
يعرف (ثورب كاتز ) الخوف بأنه "انفعال تثيره المواقف الخطرة أو
المنذرة بالخطر والتي يصعب علي المرء مواجهتها ،أي انه انفعال مصاحب
لغريزة الهرب ".
ان شعور العاملين بالخوف وعدم األمن الوظيفي يؤدي حتما الي محاولتهم
الهروب من تلك المشاعر واالنفعاالت ،كما يؤدي أيضا الي تشتيت الجهود
المبذولة أثناء وقت الدوام الرسمي ،وهذا من شأنه يؤدي الي انتشار االغتراب
الوظيفي بين العاملين بالمنظمة "14" .
العامل الثاني :نقص الكفاءة :
ان نقص كفاءة العاملين في المنظمه من شأنه أن يؤدي الي انخفاض األداء
الوظيفي بين العاملين ،حيث يسعي كل منهم الي محاولة ارجاع أسباب ضعف
أدائه الي ظروف خاصة بالمنظمة التي يعمل بها .
ونتيجة لنقص الكفاءة فان بعض العاملين يلجأون الي الغياب عن العمل ،
كما ينصرف البعض منهم قبل نهاية الدوام ،وأيضا تكثر التشاجرات بين
العاملين ،وهذا يمثل االغتراب الوظيفي "15".
العامل الثالث :وقت الفراغ :
ان وجود وقت فراغ طويل لدي العاملين بالمنظمة من شأنه ان يؤدي الي
كثرة األحاديث الجانبية خاصة أذا كانت المشكلة موجودة لدي عدد كبير من
العاملين ،حيث ينصرف العاملون الي بحث مشاكلهم الشخصية والتشاور في
حلها بدال من قضاء وقت الدوام الرسمي في انجاز األعمال "16".
العامل الرابع :سوء التوافق والتكيف :
ان المعوقات التي يواجهها الفرد في سبيل اشباع حاجاته بصورة منتظمة دائمة
سواء كانت معوقات مادية أو معنوية ،تعقد المجهودات المبذولة لكي يحقق الفرد
ذاته في اطار المجتمع الذي يعمل به (المنظمة ) وينتهي به في الغالب الي سوء
التوافق وعدم التكيف .وتصنف مشاكل التوافق وعدم التكيف الي :
-1االحباط واألزمات النفسية .
-2الضغوط والصراعات النفسية .
ان سوء التوافق وعدم تكيف العامل بالمنظمة التي يعملون بها من شأنه أن
يؤدي الي شعوره بأنه دائرة االهمال داخل المنظمة ،ومن ثم يتراءي له أن
المشكالت التي يعاني منها سببها المنظمة ،ونتيجة لذلك يبحث العامل عن بدائل
يقوم بتفريغ مشاكله النفسية .
واذا انتشرت هذه الحالة بين قطاع كبير من العاملين فان ذلك من شأنه أن
يؤدي الي انتشار االغتراب النفسي بينهم "17".
العامل الخامس:عدم التخصص في العمل:
ان تنمية الموارد البشرية يتم عن طريق التوسع في التعليم والتدريب ،
من ثم يتوفر عدد من المتخصصين في مجاالت العمل المختلفة ،وتكمن
المشكلة في عدم االستخدام األمثل لهذه التخصصات ،وذلك بوضعها في
مجاالت عمل تختلف تماما عن تخصصها مما يقلل من أداء المتخصص في
العمل الذي أسند اليه في غير مجال تخصصه "18".
العامل السادس :اليأس واالستسالم للفشل :
ان اليأس من أسوأ الصفات التي انتشرت بين العاملين في هذا العصر
الذي نعيشه ،وبالرغم من أن الجميع يعرف مساول اليأس فاننا علي األقل نقف
سلبيين أمامه ،فان االعتماد علي النفس والثقة والمقدرة علي العمل وعدم
مواصلة العمل يجعل سلوك االنسحاب والسلبية في ميادين العمل ظاهرة سيئة
ومدمرة في مواقع االنتاج وفي الحياة ،ويجب أن نعمل وال نغادر ساحة
األعمال اال في النهاية ،واالنسان الناجح في الحياة هو القادر علي تخطي
العقبات وعلي تحقيق األهداف بالرغم من وجود الصعوبات والقضاء علي
الخوف واليأس الذي مأل الصدور وأفسد أبواب الفكر الحر والنشاط الجرل .
فالعامل قد يمر بتجربة فاشلة في عمله وليس معني ذلك االستسالم للفشل ألنه
يحطمه ويدخل اليأس في قلبه ،ولكن عليه أن يحاول مرة أخري ألنه من السهل
جدا عليه أن يحقق ما يريد بكثرة المحاوالت و االستسالم للتخلف وعدم تصحيح
الخطأ له أثر سيئ ينعكس علي العمل وبالتالي علي الدولة ،ان اليأس واالستسالم
للفشل واالعوامل المسببة له في العمل هو أحد العوامل الرئيسية المسبببة لظاهرة
(االغتراب الوظيفي) الذي بدأت تعرف طريقها الي مجتمعاتنا"19" .
العامل السابع :الكبت والالوعي :
ان األعراض النفسية واألعراض الفسيولوجية للكبت والالوعي تتمثل
في القلق والتوقع السيئ والتحفز دون أن يكون هناك سببا لذلك مه سهولة
االستثارة العصبية وعدم االستقرار الحركي واألرق ،ومن المالحظ علي
العامل الذي يعاني من الكبت عدم قدرته علي أداء العمل بحيوية ونشاط وهذا
من شأنه أن يساعده علي اغترابه عن العمل الذي يمارسه سواء أكان عمليا فنيا
أو اداريا "20".
العامل الثامن :االنطوائية واالنعزالية :
ان العامل االنطوائي واالنعزالي هو العامل الذي ينتابه شعور بالغربة
واالنعزال عن التيارات السائدة في المؤسسة التي يعمل بها ،ومن ثم فهو ال
يشعر باالنتماء الي هذه المنظمة أو إلي المجتمع الذي يعيش فيه ،وهذا النوع
من العاملين يعاني من االغتراب النفسي الذي يؤثر علي سلوكه داخل المنظمة
"21".
-4مراحل االغتراب :
يمر االغتراب الوظيفي بثالث مراحل تزداد كل مرحلة خطورة عن
المرحلة التي تسبقها ،وتصبح العالقة بين كل مرحلة والمرحلة التي تليها عالقة
تراكمية تؤدي في النهاية الي زيادة محصلة سلبياتها ورفع حدتها .
-1مرحلة التهيؤ لالغتراب -:
وهي المرحلة التي تتضمن مفهوم فقدان السيطرة ببعديه المتمثلين في سلب
المعرفة وسلب الحرية ومفهومي فقدان المعني والالمعيارية علي التعاقب ،
فعندما يشعر المرء بالعجز أو فقدان السيطرة علي الحياة والمواقف االجتماعية
وأنه ال حول له وال قوة ،فالبد أن تتساوي معاني األشياء لديه بل وان تفقد
األشياء معانيها أيضا ،وتبعا لذلك فال معايير تحكمه وال قواعد يمكن أن ينتهي
اليها "22".
-2مرحلة الرفض والنفور الثقافي -:
وهي المرحلة التي تتعوارض فيهوا اختيوارات األفوراد موع التطلعوات الثقافيوة ،
وهناك تناقض بين موا هوو واقعوي وموا هوو مثوالي وموا يترتوب عليوه مون صوراع
األهووداف ،فووي هووذه المرحلووة يكووون الفوورد معووزوال علووي المسووتويين العوواطفي
والمعرفي عن رفاقه ،اذ ينظر اليهم بوصفهم غرباء ،وعنود هوذه النقطوة يكوون
مهيأ للدخول في المرحلة الثالثة . "23" .
-3مرحلة تكيف المغترب -:
أو العزلة االجتماعية ،بأبعادها المتمثلوة فوي االيجابيوة بصوورتيها المتمثلتوين
في المجاراة المغتربة والتمرد والثورة ،والسلبية بصورها المتعددة التي يعكسها
االنسحاب والعزلة .
وفي هذه المرحلة يحاول الفرد التكيف مع المواقف بعدة طرق منها :
-االندماج الكامل والمسايرة والخضوع لكل المواقف .
-التمرد والثورة واالحتجاج ،أي يتخذ المرء موقفا ايجابيا نشطا ،ويتخذ
الفرد موقف رافض لألهداف الثقافية ،ويكون المرء في هذه الحالة
يقف باحدي قدميه داخل النسق االجتماعي وباألخري خارجه ،مما
يحيله في نهاية المطاف الي انسان هامشي ". "24
-5أسباب االغتراب الوظيفي :
أ -التقدم التكنولوجي (التقني) وعالقته باالغتراب الوظيفي .
لقد أكدت الدراسات التي اهتمت بعالقة العامل التكنولوجي باالغتراب
الوظيفي بصورة واضحة ،علي قضية مؤداها أن التقدم التكنولوجي صاحبه
شعور االنسان بأن اآللهه تهدد القيم الروحية للجنس البشري ومن ثم ظهرت
العداوة بين االنسان واآلله "1".
فبعدما كان االنسان يمارس السيطرة علي ايقاعات وحركات العمل ،أصبح
نسق اآللة اليوم هو الذي يسيطر في ظل الصناعة الحديثة والتطور التكنولوجي
الحاصل ،وبذلك نجد تكنولوجيا المصنع تسيطر علي العمال الذين يمثل
اغترابهم في فقدانهم النسبي للسيطرة علي نسق اآلله ،وكشف تحليل بلونر
الغتراب عمال صناعة السيارات في أمريكا أن نسبة %33من عمال صناعة
السيارات يشكون من ضغط تنفيذ العمل "2".
-و لعلماء االجتماع الصناعي وجهة نظر في أثر التكنولوجيا علي
االغتراب الوظيفي وهي :
-1اآللة الحديثة أدت الي تجزئة العملية االنتاجية وتقسيم العمل الي
أدوار صغيرة جزئية بحيث لم يعد العامل يستطيع أن يحقق ذاته من
خالل الدور الذي يؤديه .
-2عدم مقدرة العامل علي التجديد أو االبتكار في الدور الذي يؤديه .
-3تجزئة العملية االنتاجية وشدة ارتباط العمال باآللة اضعف فرص
تكوين العالقات االجتماعية ،فالعامل أصبح يعمل في شبه عزلة
مكانية أثناء العمل حيث ال توجد فرصة لتبادل الحديث مع اآلخرين .
-4اآللة الحديثة أصبحت سببا رئيسيا للبطالة واالستغناء عن العمال
األقل مهارة .
-5تحطيم النظم التقليدية في تدرج المكانة وأصبحت المعارة الفنية
ومستوي التعليم الفيص في تحديد المكافآت المهنية داخل المنظمة.
-6خلق حالة من عدم التكيف الخطير واالغتراب لدي العمال الريفيين
الذين يستشعرون غرابة النظام الصناعي بالنسبة لهم .
تؤدي هذه الظروف جميعها الي ازدياد حدة الصراع الطبقي باستمرار بين
أصحاب العمل والعمال الصناعيين .
ب -عدم الرضا الوظيفي وعالقته باالغتراب الوظيفي .
هناك مؤشرات تشير الي عدم الرضا الوظيفي الذي يؤثر علي االغتراب
الوظيفي وهي :
-1التمارض :
ان حالة عدم الرضا الوظيفي تحلق لدي الفرد نوع من التوتر والقلق فمن أجل
التخلص من عمل غير راضي عنه ،حيث يلجأ العامل الي الحاالت المرضية
المقنعة لالبتعاد عن محيط العمل تهربا من الواقع المعاش أو للتقليل من
االنعكاسات السلبية كي يواجهها أثناء عمله "25".
-2االصابات :
ان الحوادث الصناعية واالصابات هي تعبير جزئي عن عدم رضا الفرد
الوظيفي ،وبالتالي انعدام الدافع علي أداء العمل بكفاءة وعدم الرغبة في العمل
ذاته ،وعلي هذا األساس يميل الباحثون الي افتراض عالقة سلبية بين درجة
الرضا الوظيفي وبين معدالت الحوادث واالصابات في العمل .
-3التظلمات ،والشكاوي وعدم االهتمام .
هي في نفس الوقت مؤشر ميل علي عدم الرضا ووسيلة للتقليل منه ،والمظالم
لم تمثل مواقف يشعر فيها العاملون بعدم العدالة ،فهي في هذه الحالة تعتبر
مؤشرا النخفاض الروح المعنوية الفردية ،وتنصب معظم المظالم علي ساعات
العمل الزائدة والترقيات ،ونظام االشراف واألجور ""26
-4االضراب :
مما الشك في أن حدوث االضراب يعكس بالفعل نواتج االختالل في
العالقات التنظيمية ( عالقة العمل ،العالقات االنسانية ) ،لذا يعد أهم
المؤشرات الدالة علي وجود مشاعر عدم الرضا المعبر عنها بشكل صريح ،
فاالضراب بصورة عامة تعبر عن وضعية العمال التي يعيشونها وال تتوافق مع
متطلباتهم وهو ال يعني العنف ،لكن يتعلق بالقوة كما أنه من الغياب أي أن
العامل ال يؤدي وظيفته رغم تواجده بالمؤسسة ،فنجد العمال في حالة اضراب
اذا كانت األجور منخفضة مثال فهذا يعكس لنا عدم الرضا علي مستوي
األجور"27".
فالعامل يلجأ الي ذلك التصرف للتعبير عن ما يعانيه من تأزم وتوتر
يعتقد أن االدارة هي المسئولة عن ذلك واالضراب هو الوسيلة الكفيلة للحد من
تلك الوضعيات "28".
ج -البيرقراطية واالغتراب الوظيفي :
تنطبق فكرة االغتراب تماما علي البيروقراطية التي حققت كيانا مستقال
بعيدا عن سيطرة االنسان ،فالنظرة الشائعة لدي معظم أفراد المجتمع اليها أنها
ظاهرة غريبة عليهم تخرج عن نطاق سيطرتهم ،بل أنها تمثل قوة خارقة
يشرع أمامها االنسان بالدهشة ،واالمتثال وعدم المقدرة وذلك برغم أنها أداة
ابتكرها االنسان لتنظيم أوجه نشاطه المختلفة ،ولقد تأكدت هذه الصورة
للبيروقراطية من خالل الرموز والطقوس العديدة التي ارتبطت بها وجعلت من
الجهاز البيروقراطي عالما مغلقا علي ذاته ،ومن الجدير بالذكر أن االغتراب ال
يقتصر فقط علي العالقة بين البيروقراطية وأفراد المجتمع الذين ليسوا أعضاء
في الجهاز البيروقراطي ،بل أنه يتحقق كذلك داخل البناء البيروقراطي ذاته .
فالبيروقراطية ال تخفي حقيقتها عن أولئك الذين هم خارج نطاقها
فحسب ،وانما تخفيها أيضا عن ذاتها وذلك بأن أعضاء هذه التنظيمات ال
يشعرون غالبا بالطابع التسلطي للنظام والعمل الذي يمارسونه ألنهم يعتقدون أن
وظائفهم تحقق المصلحة العامة ،ومن ثم يصعب االستغناء عنها ويتدعم هذا
االعتقاد الكاذب عند البيروقراطي من خالل التسلسل الهرمي للسلطة والنظام
المحكم ،فال يجد أمامه غير تقديس النظام واالمتثال له ،وهذا الشك مظهرا
آخر من مظاهر االغتراب .ويؤكد ماركس أن البيروقراطية كتنظيم تحطم
كفاءة الفرد وتعرقل قدراته علي المبادءة ،واالبداع ،والتخيل وتحمل المسئولية
،اال أن ذلك ال يحدث أي أثر علي البيروقراطيين الذين يعتقدون أنهم قادرون
علي أداء كافة األعمال التي تستند اليهم في التنظيم الرشيد ،بل أنهم يحاولون
باستمرار أن يوسعوا نطاق وظائفهم واختصاصاتهم لتدعيم المكانة واالمتيازات
التي حصلوا عليها .ويؤدي هذا الموقف في رأي ماركس الي ظهور ما يمكن أن
يوصف بأنه "مادية صماء "sordid materialismوهي نزعة تغلب علي
كل تنظيم بيروقراطي وتبدو بصورة واضحة في صراع األفراد من أجل
الترقية والبحث عن مستقبل أفضل والسعي وراء المكانة واأللقاب والهيبة
"29".
-6العوامل المؤثرة في األداء الوظيفي :
ليس كل التحديات مشكالت أداء وان كان الكثير كذلك ،وقد أمكن
حصر أسباب مشكالت األداء الوظيفي في :
أوال :نقص المهارات أو المعرفة لدي العاملين :
ان مهمة ادارة الموارد البشرية في أي مؤسسة ال تقتصر علي بيئة
القوي العاملة بل الي رفع الكفاءة االنتاجية لألفراد العاملين ،ويتم ذلك عن
طريق السياسات والبرامج الخاصة بتدريبهم واعدادهم لممارسة أعمالهم
ومهامهم تقوم علي أساس علمي سليم ،وذلك لتحقيق أكبر قدر ممكن من العمل
بأقل جهد وأقل زمن وتكلفة ،وهناك عدة فوائد التي يحققها التدريب العملي
لألفراد العاملين تتمثل باآلتي :
يساعد األفراد في تحسين فهم للمؤسسة واستيعابهم لدورهم فيها . أ-
يطور وينمي العوامل الدافعية لألداء ويوفر الفرصة أمام األفراد ت-
للتطور والتمييز والترقية في العمل .
يساعد األفراد في تطوير مهارات االتصاالت والتفاعالت بما يحقق ث-
األداء الفعال .
يساعد في القلق الناجم عن عدم المعرفة بالعمل أو قلة المهارات التي ج-
ينجم عنها ضعف األداء "30".
ثانيا :بيئة العمل :
تعرف البيئة بأنها ":المكان الذي تحدث فيه االثارة والتفاعول لكول وحودة
حية أو هي كل ما يحيط االنسان (المنظمة ) من طبيعة ومجتمعات بشرية ونظم
اجتماعية وعالقات شخصية ان السلوك االجتماعي لألفوراد يكوون متوأثرا بالبيئوة
أو المحووويط الوووذي يوووأتي منوووه أو يعمووول فيوووه هوووؤالء األفوووراد وهوووو يبلوووور قووويمهم
ومعتقوووداتهم ،حيوووث تسووواعد البيئوووة المالئموووة للعمووول علوووي تحقيوووق الممارسوووات
االبتكارية في الوظيفة وامكانية التعلم األسرع واألفضل داخل المنظمة ،وتؤدي
الوووي تحسوووين ادارة االجتماعوووات وصووونع القووورارات وكتابوووة التقوووارير واسوووتخدام
األلقواب الوظيفيووة المالئموة ،بينمووا توؤدي البيئووة الرديئوة الووي انخفواض مسووتويات
األداء الوظيفي بين العاملين عن المعدالت الطبيعية ""31".
ثالثا :نظام حوافز غير سليم :
إن الحوافز تلعب دورا مهما ومؤثرا علي مستوي األداء الوظيفي
للعاملين وفي زيادة االنتاج علي اعتبار أنها االجراءات التي تتخذها ادارة العمل
علي شكل مادي أو معنوي أو هما معا بهدف دفع العامل وحفزه لزيادة عطاؤه
كما ونوعا ،وتعتبر أداة في يد االدارة الناجحة تستطيع من خاللها زيادة
معدالت االنجاز سعيا لتحقيق األهداف "32".
ان األسس التي علي آثارها يتم منح الحوافز علي اعتبار أنها احدي
اآلليات التنظيمية التي تتواصل فيها المنظمات مع األفراد العاملين ،وهي ذات
أهمية قصوي تختلف أهميتها باختالف األفراد علما وجنسا ومنصبا ومكانة .
ويؤدي عدم تطوير الحوافز المادية االيجابية أو تقليصها أو الغائها يؤدي الي :
-1ضعف األدوات التي يستخدمها المدير لتحسين وتطوير أداء مرؤوسيه
مما زاد ذلك في درجة اعتماده علي الحافز السلبي لتغيير السلوك أو
تحسين األداء والذي ال يجدي في كل الحاالت وذلك ما أثبته نظريات
الحوافز المختلفة والحاجات االنسانية .
-2عدم الموضوعية في استخدام هذه الحوافز ضاعف من حدة المشكالت ،
وقد تسبب ضعف الضوابط والوعي االداري لدي بعض االداريين في
انتشار ظاهرة الشللية والمصالح المشتركة والفساد االداري وبالتالي
انخفاض مستوي األداء نتيجة لعدم شعور الموظف بالربط بين أدائه في
العمل والحافز المعطي له .
رابعا :نقص نظام التحفيز :
ان أهم عوامل التحفيز بيئة الظروف المناسبة للعاملين تشعرهم باالرتياح
والرضا ويتم ذلك بعدة وسائل لعل أهمها :
-1األخذ بآرائهم ووجهة نظرهم .
-2اشعارهم بمسئوليتهم عن نتائج أعمالهم .
-3اخبارهم بنتائج أعمالهم للتشجيع أو التنبيه أو للتوجيه .
-4عدم التمسك بالروتين االداري البيروقراطي .
ان األهم من التحفيز هو استمرار عملية التحفيز كي تحافظ علي المستويات
والمعنويات بمعدالت عالية ،وهناك عدة أساليب عملية البقاء المعنويات في
أعلي رتبها منها :
-1بقاء العاملين علي بينة من األمر باعطائهم البيانات والمعلومات
الواقعية.
-2قيام االدارة بأخذ آراء العاملين وتصحيح الخطأ قبل االنتهاء من العمل .
-3البحث في أسباب تدني مستوي األداء .
تنفيذ المراجعة بشكل دوري ومنتظم يضمن سالمة األداء وأنه يسير في
المسار الصحيح عن طريق مناقشة األداء السابق .
: 7النتائج والتصور المقترح :
في ضوء النتائج التي أسفرت عنها الدراسة الحالية ،فإن الباحث يوصي
بما يلي :
-1نوفير االستقرار الوظيفي وتهيئة الجو المناسب للعمل .
-2ضرورة مراعاة العدل وعدم التمييز بين العاملين .
-3ضرورة تطوير تقنية وأساليب تقويم األداء وفقا للمعايير العلمية تفاديا للذاتية
والعشوائية .
-4االهتمام بإتباع سياسة تشجيع قنوات االتصال المفتوح بين العاملين
والرؤساء في إتخاذ القرار .
-5توفير جو إجتماعي ونفسي وتنظيمي لتشجيع العاملين علي أداء أعمالهم
وتطويرها وتحسينها .
-6االهتمام بالتدريب من خالل عقد الدورات التدريبية والتثقيفية واالدارية منها
والتخصصية .
-7تفعيل دور الحوافز مع توفيرها سواء كانت مادية أو معنوية .
-8ضرورة معالجو األسباب المؤدية إلي انتشار اليأس واالستسالم للفشل بين العاملين.
-9ضرورة االستخدام األمثل للتخصصات في العمل .
المراجع :
-1عبد العزيز الشخصي والدمياطي ،قاموس التربية الخاصة وتأهيل غيور العواديين ،مكتبوة
االنجلو المصرية ،القاهرة ، 1992 ،ص. 21
-2سووعد المغربووي ،االغتووراب فووي حيوواة االنسووان ،الجمعيووة المصوورية للدراسووات النفسووية ،
الكتاب السنوي الثالث ،القاهرة ، 1976 ،ص . 43
-3السي د علي شتا ،االغتوراب فوي التنظيموات الصوناعية ،المكتبوة المصورية ،االسوكندرية ،
، 2003ص . 43
-4محمود حمدي ،ظاهرة االغتوراب الووظيفي فوي المنظموات ،مجلوة كليوة التربيوة ،جامعوة
أسيوط ،عدد ، 1مجلد ، 2002 ،1ص . 22
- 5يوسف القبالن ،االغتراب الوظيفي ،مجلة الرياض ،عدد . 2008 ، 14792
-6أحمد زكي بدوي ،معجم مصطلحات العلوم االدارية ،دار الكتب المصري ،القواهرة ،
، 1984ص.171
-7عوامر خضووير الكبيسوي ،سوويكولوجية التودريب :االسووتراتيجيات والتقنيوات واالشووكاليات ،
مركووووز الدراسووووات والبحوووووث ،جامعووووة نووووايف العربيووووة للعلوووووم األمنيووووة ،الريوووواض
1425،هجرية ،ص.145
-8ابوووراهيم الغموووري ،السووولوك االنسووواني فوووي االدارة الحديثوووة ،دار الجامعوووات المصووورية
،القاهرة ، 2002 ،ص. 218
-9عبوود اللطيووف عنوووز ،االغتووراب الوووظيفي ومصووادره – دراسووة ميدانيووة حووول عالقتهمووا
ببعض المتغيرات الشخصية والتنظيمية فوي القطواع الصوحي األردنوي بواقليم الشومال ،
مجلة االدارة العامة ،مج ، 39ع ، 1999 ، 2ص . 63
-10عبوود الوورحمن العيسوووي ،علووم الوونفس ومشووكالت الفوورد ،المكتووب العربووي الحووديث ،
االسكندرية ، 1995 ،ص. 23
-11ابراهيم محمودد ،االدارة فوي االسوالم ،الودار السوودانية ،الخرطووم ، 1993 ،ص ص
. 63-61
- 12أحمووود مووواهر البطوووري ،القيوووادة وفاعليتهوووا فوووي االسوووالم ،المكتوووب الجوووامعي الحوووديث ،
االسكندرية ، 2001 ،ص ص .109 ،108
-13عبووود الووورحمن العيسووووي ،علوووم الووونفس ومشوووكالت الفووورد ،المكتوووب العربوووي الحوووديث ،
االسكندرية ، 1995 ،ص. 23
""14جمال سعيد عبد الغني ،آراء علماء النفس في الخوف ومثيراته ،مكتبة زهوراء الشورق
،القاهرة ، 1989 ،ص . 19
" " 15عبود الورحمن العيسووي ،علوم الونفس واالنتواج ،الودار الجامعيوة ،االسوكندرية ،1997،
ص . 66
""16عبد الرحمن العيسوي ،علم النفس واالنتاج ،مرجع سابق ،ص . 67
" "17مجووودي عبووود اس ،السووولوك االجتمووواعي ودينامياتوووه -محاولوووة تفسووويرية ،دار المعرفوووة
الجامعية ،االسكندرية ، 2002 ،ص 244
" "18سيد الهواري ،المدير الفعال ،مكتبة عين للنشر ،القاهرة ،2002 ،ص. 63
""19ابووراهيم الغمووري ،السوولوك االنسوواني فووي االدارة الحديثووة ،دار الجامعووات المصوورية ،
القاهرة ، 2002،ص ص . 187 - 812
""20عادل صادق ،األلم النفسي والعضوي ،دار األهرام ،القاهرة ، 1996 ،ص. 84
""21علووي الزغوول ،الشووباب واالغتووراب -دراسووة ميدانيووة موون شوومال األردن -مؤتووه للبحوووث
والدراسات ،مج،3ع، 1990، 2ص. 29
"" 22السيد علي شوتا ،باثولوجيوا العصويان واالغتوراب ،الهيئوة المصورية للطباعوة والنشور ،
مصر ، 2004 ،ص50
"" 23علي بشري ،مظاهر االغتراب لدي الطالب السووريين فوي بعوض الجامعوات المصورية
،مجلة جامعة دمشق ،مجلد ،2008، ، 24عدد ، 1ص ص . 561 ، 513
" "24السيد علي شتا ،اغتراب االنسان في التنظيمات الصناعية ،مؤسسوة شوباب الجامعوة ،
االسكندرية ، 1998،ص . 105
" " 25صالح الحديثي ،معتز عبد العزيز /التأثيرات السلبية وااليجابيوة للعولموة فوي القضوايا
االجتماعية والثقافية والسياسوية واالقتصوادية ،مجلوة أبحواث كليوة التربيوة األساسوية ،
العراق ،مجلد ، 11ع ، 1ص . 511
" " 26منصور فهمي ،انتاجية العلم في ضوء الدوافع والحوافز ،دار النهضة العربية ،لبنان
ص . 141 ، 1984 ،
" " 27زويش سامية ،محددات الرضا الوظيفي وأثرها علي المؤسسين في المؤسسة – دراسة
حالووة ثانويووة أمزيوول محموودد بخيوور ،جامعووة أكلووي أولحوواج ،البووويرة ،الجزائوور ،كليووة
العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التيسير ، 2013 ،ص .36
" " 28ضياف زين الدين ،السلوك االشورافي وعالقتوه بالرضوا الووظيفي والتنظويم الصوناعي ،
أطروحة ماجستير في علم النفس ،الجزائر ، 2000 ،ص . 190
" "29هشووام محمووود ،قضووايا االغتووراب فووي الفكوور السياسووي واالجتموواعي ،مؤسسووة شووباب
الجامعة ،االسكندرية ، 2012 ،ص ص . 133 ، 132
" " 30حاموود الخرفووة ،موسوووعة االدارة الحديثووة والحوووافز ،الوودار العربيووة للموسوووعات ،بيووروت ،
، 1980ص . 210
" " 31كمووال أبووو الخيوور ،االدارة بووين النظريووة و التطبيووق ،مكتبووة عووين شوومس ،القوواهرة ،
، 2001ص . 85
"" 32عبووود الووورحمن محمووودد العيسووووي ،علوووم الووونفس واالنتووواج ،الووودار الجامعيوووة للنشووور ،
االسكندرية ، 1997 ،ص .116
"" 33حامد الخرفة ،موسوعة االدارة الحديثة والحوافز ،الدار العربية للموسوعات ،بيروت
، 1980 ،ص . 210
المراجع األجنبية :
1- fritz pappen heim, the alienation of modern man ,1959
,ch.2,p.93 .
2-rober blaunner, alienation and freedom: the factory worker and
his industry ,1965 ,vol. 6,no. 1,pp.83-85 .