Professional Documents
Culture Documents
93
العدد الثامن جملة القبس للدراسات النفسية واإلجتماعية
key words: Career path planning, career performance, career path,
performance, organization.
ـ مق ّدمة:
عندما نتطرق ملستقبل املورد البشري يف املنظمة فإننا نتحدث عن التبصر
واآلمال الوظيفية اليت يسعى لتحقيقها املورد البشري يف املنظمة البشري ،على مدار
مساره الوظيفي حلظة دخوله اخلدمة وحىت سن التقاعد ،حيث يعد ختطيط املسار
الوظيفي من بني أهم العمليات إن مل نقل من بني أهم العمليات احملورية والركيزة ليس
فقط على األفراد ،بل على مستوى املنظم ة ككل .ذلك أن النجاح والطموح
الشخصي لألفراد ينعكس بطبيعة احلال على جناح املنظمة ،هذا ما يؤدي إىل حتسني
األداء وارتفاع مستويات الرضا يف العمل.
وقد ارتبط ختطيط املسار الوظيفي مبختلف عملياته (النقل ،الرتقية،
التحويل )...مبختلف جماالت احلياة التنظيمية للمورد ا لبشري العامل يف املنظمة،
وخمتلف األهداف واالسرتاتيجيات ( املدخالت ،العمليات ،املخرجات ) اليت تركز
عليها املنظمة يف تنمية مواردها البشرية من اجل حتقيق أعلى كفاءة وفاعلية ممكنة يف
األداء.
وانطالقا مما سبق ميكننا طرح إشكالية املقال اليت مفادها :
كيف يساهم خت طيط املسار الوظيفي كعملية إدارية ورئيسية يف املنظمة يف حتسني
األداء الوظيفي و جعله أكثر كفاءة فاعلية ؟
- 1حتديد املفاهيم :
.1تعريف ختطيط املسار الوظيفي :
ينظر إىل املسار الوظيفي على أنه جمموعة الوظائف املتتالية اليت يشغلها الفرد
على امتداد عمره ال وظيفي ،واليت تتأثر باجتاهاته وطموحاته وآماله ومشاعره ،وقد
ينظر إىل املسار املهين من منظور احلركة داخل التنظيم ،كما قد ينظر إىل املسار املهين
أو الوظيفي باعتباره مسة مميزة للموظف ،حيث يتكون مسار كل موظف من عدة
وظائف ومراكز إدارية وخربات متنوعة( .ب.م ،2012 ،ص )30
94
العدد الثامن جملة القبس للدراسات النفسية واإلجتماعية
يعترب ختطيط املسار الوظيفي إحدى وظائف إدارة املوارد البشرية احلديثة اليت
حتدد الكيفية اليت بواسطتها تستطيع املؤسسة مساعدة أفرادها لتنمية مسارهم
الوظيفي ،وذلك لتحقيق الرضا واحلفز هلم نتيجة ملعرفة مسار حياهتم يف خطوات
متسلسلة تبدأ من أول السلم الوظيفي حىت سن التقاعد.
(عبد الباقي ، 2000،ص)259
تعددت التعاريف اليت تناولت موضوع ختطيط املسار الوظيفي ،حيث عرفه البعض
بأنه " :إحدى وظائف املوارد البشرية اليت تعىن بإحداث توافق وتطابق الفرد بني الفرد
والوظيفة اليت يشغلها وذلك بغرض أساسي وهو حتقيق أهداف املؤسسة يف اإلنتاجية
وحتقيق أ هداف األفراد يف الرضا عن العمل(.ماهر ،2004،ص)374
هو تلك العملية اليت يقوم هبا الفرد بدور رئيسي يف حتدي أهدافه املهنية والطريقة
املالئمة لتحقيقها .فهو تلك العملية اليت تؤديها املنظمة لتساعد األفراد على حتديد
أهدافهم ومساراهتم الوظ يفية .ومن هنا فإن اهلدف األساسي لتخطيط املسار الوظيفي
هو :حتقيق التوافق بني الفرد والوظيفة(.ب.م ،مرجع نفسه ،2012 ،ص)30
يرى " "Doglas Hallأن املسار الوظيفي هو تتابع من جتارب وأنشطة العمل
املوجهة حنو أهداف فردية وتنظيمية واليت مي ر هبا الفرد خالل حياته العملية.
(قشي إهلام ،2009 ،ص )139
يرى " "Armstrongأن مفهوم ختطيط املسار الوظيفي يعرب عن التصور
املستقبلي املتعلق بكيفية تقدم وترقي العاملني يف املنشأة يف إطار كل من حاجة
ومتطلبات األداء يف املنشأة من ناحية ،وتطلعات هؤالء األفراد العاملني من ناحية
أخرى.
Carrer أن عملية التخطيط الوظيفي يف حني يرى ""Ivancevich
planningتعىن مبواءمة التطلعات الوظيفية لألفراد مع ما توفره املنظمات من
فرص ،بينما املسار الوظيفي Carrer pathingهو التتابع لوظائف معينة
املصاحبة هلذه الفرص ،وهاتان العمليتان متوائمتان ،فبينما هتتم عملية التخطيط
95
العدد الثامن جملة القبس للدراسات النفسية واإلجتماعية
الوظيفي بتجديد الوسائل للوصول لألهداف املرغوبة ،ويف نفس السياق تكون
املسارات الوظيفية هي تلك الوسائل لتحقيق األهداف.
( منري أمحد عدوان،2011 ،ص ص )14،15
وانطالقا من التعاريف السابقة ميكننا أن نعرف ختطيط املسار الوظيفي تعريفا
إجرائيا على أنه سلسلة العمليات اليت تقوم هبا إدارة املوارد البشرية ،وهي عبارة عن
نظرة استشرافية للحياة املهنية أو الوظيفية لشاغل الوظيفة ،واليت من خالهلا يتحدد
مستقبله الوظيفي من أجل مساعدته على تنمية قدراته وطموحاته ( نقل ،حتويل،
ترقية ...اخل ) بداية من شغوره للوظيف ة حىت التقاعد وذلك لتحقيق أهداف الفرد (
الرضا ،التحفيز )...واملنظمة معا.
.2تعريف األداء الوظيفي :
يعرف( أمحد صقر عاشور) األداء الوظيفي على أنه " :قيام الفرد باألنشطة
واملهام املختلفة اليت يتكون منها عمله ،وميكننا أن منيز بني ثالثة أبعاد جزئية ميكن أن
يق اس أداء الفرد عليها ،وهذه األبعاد هي كمية اجلهد املبذول ونوعية اجلهد ومنط
األداء (.أمحد صقر عاشور،2005 ،ص ص )15،14
فأصل مصطلح األداء التيين فاللغة االجنليزية أعطت له معىن واضح وحمدد
مبعىن تأدية عمل أو اجناز نشاط أو تنفيذ مهمة أو مبعىن القيام بفعل يساعد على
الوصول إىل األهداف املسطرة .و األداء من الناحية اإلدارية هو القيام بأعباء وظيفية
من املسؤوليات و الواجبات وفقا للعمل املفروض أداؤه من املوظف الكفء
املدرب (.أمحد زكي بدوي ،1982 ،ص)310
يعرف األداء الوظيفي على أنه ":سلوك يسهم فيه الفرد يف التعبري عن
إسهاماته يف حتقيق أهداف املنظمة على أن يدعم هذا السلوك ويعزز من قبل إدارة
املنظمة مبا يضمن النوعية واجلودة من خالل التدريب".
96
العدد الثامن جملة القبس للدراسات النفسية واإلجتماعية
كما يعرفه " "F.W.Nicolasعلى أنه " نتاج سلوك ،فالسلوك هو النشاط
الذي يقوم به األفراد ،أما نتاجات السلوك فهي النتائج اليت متخضت عن ذلك
السلوك ،مما جعل البيئة أو احملصلة النهائية خمتلفة عما كانت عليه ذلك السلوك".
بينما يعرفه "حسن راوية حممد" على أنه " درجة حتقيق وإمتام املهام املكونة
لوظيفة الفرد ،وهو يعكس الكيفية اليت حيقق أو يشبع هبا الفرد متطلبات الوظيفة،
وغالبا ما حيدث خلط بني األداء واجلهد ،فاجلهد يشري إىل الطاقة املبذولة ،أما األداء
فيقاس على أساس النتائج اليت حققها الفرد ( .يوسفي مجال ،2012 ،ص)20
" يقصد مبفهوم األداء املخرجات أو األهداف اليت يسعى النظام إىل حتقيقها و لذا
ال من األهداف و الوسائل الالزمة لتحقيقها ،أي أنه مفهوم
فهو مفهوم يعكس ك ً
يربط بني أوجه النشاط و بني األهداف اليت تسعى هذه األنشطة إىل حتقيقها داخل
املنظمة" (.توفيق حممد عبد احملسن ،2004- 2003 ،ص)3
وانطالقا مما سبق ميكننا تعريف األداء الوظيفي إجرائيا على أنه :
ترمجة عملية للقرارات اليت يتم اختاذها منم طرف املنظمة ،يقوم العامل /املوظف
سواء كانت أعمال ،مسؤوليات ،مهام أو جمهود تكلفه هبا املنظمة أو اجلهة املنوطة
بالعمل على مجيع املستويات ،وهذا من أجل حتقيق أهداف تنظيمية ( مدخالت،
عمليات ،خمرجات) مسطرة وموضوعة وفق خمطط مسار وظيفي معني موضوع بطرق
رمسية وموضوعية.
مير الفرد خالل حياته الوظيفية بعدد من املراحل املتميزة .ولكل مرحلة
توجهات وأهداف ختتلف عن املراحل األخرى .ويوضح الشكل التايل تطور مراحل
املسار الوظيفي خالل حياة الفرد الوظيفية.
97
العدد الثامن جملة القبس للدراسات النفسية واإلجتماعية
الشكل رقم : 1مراحل تطور املسار الوظيفي.
النمو التأسيس ا الستكشاف مرتفع
االحندار البقاء
الرتاجع األداء
منخفض
75 65 45 25 15 صفر
السن
املصدر ( :عسكر ،1990 ،ص) 50
98
العدد الثامن جملة القبس للدراسات النفسية واإلجتماعية
على كسب وظيفة دائمة يف املنظمة ،وتضم مرحلة التأسيس ثالثة مراحل جزئية هي
:
أ -التجربة ( ما بني : )30 - 25
حيدد الفرد يف هذه الفرتة ما إذا كان جمال العمل الذي اختاره يتناسب معه أم
ال ،فإذا مل جيده مناسبا قد حياول تغيريه.
ب -االستقرار( ما بني: )40- 30
يأمل الفرد يف هذه املرحلة أن تكون أهدافه قد حتددت واستقرت ،ويبدأ
االهتمام بصورة أوضح بتخطيط مساره الوظيفي لتحديد سياق أو تتابع أهداف
تطوره الوظيفي وما يتطلبه من اكتساب اخلربة والتعلم.
جـ -األزمة ( ما بني منتصف الثالثينيات ومنتصف األربعينات ) :
قد يدخل يف هذه الفرتة فيما يسمى بأزمة منتصف العمر ملساره الوظيفي،
وغالبا ما يقوم الفرد يف هذه الفرتة بإعادة تقييم تقدمه الوظيفي يف ضوء طموحاته
وأهدافه األصلية.
د -مرحلة احلفاظ على الوظيفة ( ما بني : ) 65- 45
يشعر الفرد يف هذه املرحلة باالرتباط القوي باجملال الوظيفي واملنظمة ،وجيد أنه
من الصعوبة أو من االستحالة أن يرتك املنظمة ليبحث عن وظيفة أخرى ،وخيتلف
مستوى أداء األفراد يف املرحلة فبعض األفراد يستمر يف النمو والتطور بينما البعض
اآلخر يرتاجع وينخفض مستوى أدائهم.
مقابلة الطموحات الوظيفية لألفراد :فالعاملون خاصة من صغار السن يظهرون رغبة
يف حتقيق املزيد من السيطرة على مساراهتم الوظيفية ،وال يقبلون املهام واألدوار اليت
حتددها هلم اإلدارة ،فهم يريدون املزيد من الرضا الوظيفي وكذلك البدائل الوظيفية،
وهو األمر الذي ميكن حتقيقه من خالل ختطيط املسار الوظيفي.
تشجيع تنوع الثقافات :يتسم برنامج ختطيط املسار الوظيفي الفعال بإتاحة الفرصة
يف مجيع مستويات التنظيم لكل فئات العمال وعليه فإن مواجهة الفرصة املهنية
100
العدد الثامن جملة القبس للدراسات النفسية واإلجتماعية
املمتدة يف ظل ظاهرة العوملة واملشروعات املشرتكة حول العامل جيعل من التنوعات أمرا
مرغوب وواقع ملموس.
احلد من إحباط العاملني :إن وجود خط املسار الوظيفي تؤدي إىل بناء توقعات
حقيقية وتطلعات مقبولة بدال من امللغاة يف ذلك ،وهو ما يؤدي يف النهاية إىل تقليل
حدة مشاعر اإلحباط اليت قد تسود بني العاملني ،فمثال يف حالة سيطرة حاالت
الكساد االقتصادي وارتفاع حدة املنافسة وميل العديد من املؤسسات لتبين برامج
لتخفيض التكلفة فإن ذلك قد يؤدي إىل تقليص فرص االستثمار يف العمل وكذلك
الرتقية ،وبناء على ذلك فقد يتسرب اإلحباط إىل قطاعات كبرية بني األفراد حيث
يلمسون وجود فجوة كبرية بني طموحاهتم وفرص حتقيقها يف واقع العمل .
جتنب التقادم املهاري :تساعد برامج التخطيط للمسار الوظيفي الفعال باإلضافة إىل
التغريات يف أذواق املستهلكني ،ومن مث اكتساب املهارات اجلديدة اليت تتناسب مع
هذه التطورات.
حتسني قدرة املؤسسة يف اجلذب واحلفاظ على العمالة املؤهلة :إن توافر خطة لتنمية
وتطوير املسار الوظيفي يف أي مؤسسة يساهم يف حتقيق الطموحات الوظيفية لألفراد
ومستقبلهم املهين مما يشجعهم على االلتحاق هبا وذلك خاصة يف ظل املنافسة
الشديدة بني املؤسسات اليت تعمل كل منها جاهدة للحصول على هذه النوعية من
العمالة ،أما بالنسبة ألولئك املوظفني فإن وجود هذه اخلطط يساعد على تنمية الوالء
واالنتماء واستمرار العمل هبا (.مجال الدين حممد مرسي ،2003 ،ص)378
والتساؤل الذي يطرح نف سه يف هذا املقام هو من يقوم هبذه الوظيفة ،ذلك أن
هناك عدة أطراف ضليعة يف ما جيب أن يتم يف ختطيط املسار الوظيفي .فالفرد هو
األقدر على معرفة آماله وقدراته والربط بينهما ،ومعرفة الطريق املناسب إىل حتقيق هذه
اآلمال بالقدرات ،أما املنظمة ممثلة يف مدير املوارد ا لبشرية ،فهي مسؤولة عن
اكتشاف عن اكتشاف ما إذا كان هناك توافق بني الفرد و الوظيفة.
101
العدد الثامن جملة القبس للدراسات النفسية واإلجتماعية
ويتم ذلك من خالل ممارسات يتم التخطيط هلا ،وتنفيذها ،أما املدير
التنفيذي فله دور مهم يف مالحظة أي اختالالت يف التوافق بني الفرد والوظيفة،
والتوصية ملدير املوارد البشرية بإجراء ما ،أو نصح الفرد يف اجتاه حمدد(.حممد صادق
إمساعيل ،2014 ،ص)101
جدول رقم : 1أطراف ختطيط املسار الوظيفي.
الفرد نفسه املدير التنفيذي إدارة املوارد البشرية
- 1مالحظة املرؤوسني للتعرف على - 1التبصر باآلمال الوظيفية - 1وضع نظام لتخطيط وتنمية
مدى التوافق مع وظائفهم املسار الوظيفي
- 2التعرف على القدرات - 2تقدمي النصح واخلربة واملشورة - 2تدريب املديرين التنفيذيني على
واإلمكانيات واملهارات املتاحة مالحظة أي اختالالت يف التوافق
بني الفرد والوظيفة
- 3معرفة الفرق بني 1و 2 - 3تدريب املدرين التنفيذيني على
النصح واملشورة
- 4التبصر باحللول املناسبة ومعرفة - 4مساعدة األفراد على التبصر
كيفية تنفيذها بذاهتم والتخطيط ملساراهتم
- 5ممارسة بعض الوسائل اخلاصة
باملسار الوظيفي مثل النقل والرتقية
والتدريب واملختربات وغريها
-كما ال تتوقف أمهية األداء الوظيفي على مستوى املنظمة فقط بل تتعدى ذلك إىل
أمهية األداء يف جناح خطط التنمية االقتصادية واالجتماعية يف الدولة.
103
العدد الثامن جملة القبس للدراسات النفسية واإلجتماعية
تبلورت عملية التقييم يف املنظمات ومؤسسات األعمال وأصبحت مع مرور
الوقت وظيفة متخصصة هلا قواعد ويقوم هبا أفراد مدربون على أدائها ،وتستعمل فيها
مقاييس رمسية توضع على أساس علمي وموضوعي.
وملا كان األفراد بطبيعتهم الفطرية يطمحون دوما إىل الرقي والتطور يف
مناصبهم وحياهتم اليومية كان البد من تقييم أعماهلم ،وأصبح يستعمل بصورة علمية
مبنية على الدراسة والتحليل ،كما أهنا تعد وظيفة وعملية مستمرة لتسيري املوارد
البشرية واستعداد والتزام املدراء لتحسن األداء ،سواء كان على مستوى األفراد أو على
مستوى فرق العمل(.بوعطيط جالل الدين ،2009 ،ص)81
الشكل رقم : 1مراحل تقييم األداء.
104
العدد الثامن جملة القبس للدراسات النفسية واإلجتماعية
وضع توقعات األداء :وهي أول خطوات عملية تقومي أداء العاملني حيث يتم وضع
توقعات األداء باالتفاق بني العاملني وإدارة املنظمة من خالل وصف املهام املطلوبة
إىل جانب النتائج املتوقع حتقيقها.
مرحلة مراقبة التقدم يف األداء ،حيث يتم توفري املعلومات عن كيفية اجناز العمل
وإمكانية تنفيذه بشكل أفضل والتعرف على الكيفية اليت يعمل فيها الفرد العامل
استنادا إىل املعايري املعتمدة مسبقا.
تقومي األداء :يتم يف هذه املرحلة تقومي األداء جلميع العاملني ضمن إطار املنظمة
ومعرفة كل مستويات أدائهم ومبا ميكن اإلدارة من اختاذ القرار السليم مبختلف
االجتاهات.
التغذية الراجعة :وهي معرفة الفرد العامل ملستوى أدائه ومستوى العمل الذي يزاوله
ألجل التمكن من الوصول إىل درجة التقدم املطلوبة يف أداء العمل ( املعايري املطلوبة
) وهي ضرورية للفرد العامل للتعرف على كيفية أداء العمل يف املستقبل بصورة
مرضية.
اختاذ القرارات اإلدارية :وهي مرحلة مهمة يتم خالهلا اختاذ قرارات إدارية متعددة مثل
الرتقية أو التحفيز أو النقل أو الفصل.
وضع خطط للتطوير األداء :وهي املرحلة األخرية ضمن مراحل تقومي األداء حيث يتم
وضع اخلطط التطويرية اليت تؤثر بشكل اجيايب على تقومي األداء من خالل معرفة
املهارات والقدرات والقابليات والقيم اليت حيملها الفرد العامل (.كاظم ،ب .ت )
- 7حتسني األداء :
تتجه نظم إدارة األداء ليس فقط إىل حترك األداء حسب اخلطط املعتمدة،
ولكنها فضال عن ذلك ترمي إىل حتقيق أهداف متعلقة مبستوى اجلودة والكفاءة
والفعالية يف األداء .فمن ناحية هتدف إدارة األداء إىل احملافظة على األداء املتميز
105
العدد الثامن جملة القبس للدراسات النفسية واإلجتماعية
وصيانته من أن ينحدر عن مستوى التميز ،كذلك تبغي إدارة األداء األقل متي از والذي
ال يصل إىل املستويات احملددة يف خطط األداء املعتمد يف خطط الداء ،مث هتتم إدارة
األداء كذلك باالرتفاع باألداء إىل مستويات أفضل باستمرار وتطوير عناصره (
املدخالت ،العمليات ،املخرجات ) لتحقيق قدرات تنافسية أعلى واحلصول على ثقة
العمالء وتفضيلهم مما يؤكد ويدعم املركز التنافسي للمنظمة يف األسواق.
وتقوم فكرة حتسني األداء على أساس عالج الق صور أو االحنراف يف األداء الفعلي
عن األداء املستهدف واليت قد تعود إىل أ من عناصر األداء ،ومن مث تتجه عمليات
حتسني األداء إىل عالج القصور يف مدخالت ،أو عمليات ،أو خمرجات نظام األداء
أو فيها جمتمعة ،كذلك حتسني األداء يعتمد يف الغالب على اإلمكانيات الذاتية
لل قائمني باألداء وباالستعانة بطرق اإلصالح والصيانة املتخصصة املتاحة يف املنظمة،
ومن مث فإن حتسني األداء ال يستغرق عادة وقتا طويال ،كما ال يكلف نفقات باهظة،
وال يتطلب استثمار قدرات عالية يف جماالت البحث والتطوير .وبصفة عامة ميكن
القول أن اهلدف النهائي إلدارة األداء أن حتقق التعادل و التساوي بني األداء الفعلي
واألداء املستهدف ،واالرتفاع باألداء الفعلي مع كل تعديل وحتقيق يف األداء
املستهدف ليضل التساوي والتعادل بينهما قائم.
(بوقلمون ،2008 ،ص )122،121
- 8دور ختطيط املسار الوظيفي يف حتسني األداء الوظيفي :
من املم كن أن تساهم املوارد البشرية يف االرتقاء مبستويات أداء املنظمة بطريقة
خمتلفة ،ففي الواليات املتحدة األمريكية توصل الباحثون إىل أن استخدام االختبارات
يف تصفية املتقدمني هبدف اختيار أفضل املتقدمني لشغل وظيفة مربمج كمبيوتر قد
ساهم من توفري ماليني الدوالرات كل عام.
باإلضافة إىل أن قسم املوارد البشرية يلعب دورا هاما يف ختطيط وتنفيذ عمليات
التخفيض downsizingمثلما حدث يف شركة IBMوشركة citi group
106
العدد الثامن جملة القبس للدراسات النفسية واإلجتماعية
عندما لعب القسم دورا هاما يف االحتفاظ بالروح املعنوية املرتفعة بني العاملني الباقني
بالقسم ،ويف شركات األدوية يلعب قسم املوارد البشرية دورا يف تكيف العاملني مع ما
قد عليهم من ضغوط عند حدوث عمليات التنزيل من خالل معاونتهم يف وضع
أولويات للمهام اليت جيب أداؤها وختفيض الضغوط الوظيفية.
( ديسلر ،2003 ،ص)53
وتساعد نتائج تقييم األداء يف رسم وحتديد مسارات املستقبل الوظيفي جلميع
ا لعاملني يف املنظمة ،وبشكل خاص الذين يشغلون وظائف إدارية ،فنتائج التقييم
املستمر توضح إمكانات املوارد البشرية اليت على أساسها يتم حتديد الوظائف اليت
ميكن أن يندرج فيها الفرد عن طريق الرتقية على مدى حياته الوظيفية املستقبلية يف
املنظمة ،فتقييم األداء يوضح بش كل جلي من هو املرشح للرتقية ،وما هي الوظيفة
املناسبة اليت ال ميكن أن يرقى غليها هذا املرشح ،ألن نتائج تقييم األداء مع مرور
الزمن ،تعترب مقياسا موضوعيا يكشف عن إمكانات وقدرات املوارد البشرية لشغل
عدد معني من الوظائف يف املستقبل.
وميكن للمنظمة من خالل نتائج تقييم األداء ،أن تقرر من يستحق من املوارد
البشرية اليت تعمل لديها احلصول على احلوافز التشجيعية بأنواعها كاملكافآت
والعالوات...إخل ،فهذه النتائج تبني مدى النجاح الذي حققه كل فرد يعمل يف
املنظمة يف إجناز املطلوب منه خالل فرتة زمنية على أساسها تدفع احلوافز .والتربير
املنطقي هلذا الرأي ،أن احلوافز التشجيعية جيب أن تدفعها املنظمة على أساس اجلهد
والنشاط يف العمل ،أي أهنا تكلفة جيب أن يكون هلا عائد ،فإذا دفعتها بغض النظر
عن العائد ،سيؤدي ذلك إىل ارتفاع تكلفة العمل ،هذا إىل جانب تكون املنظمة قد
حققت العدالة واملوضوعية يف دفع حوافزها التشجيعية للعاملني لديها ،مما يسهم يف
رفع معنوياهتم (.عقيلي ،2004 ،ص )378،377
107
العدد الثامن جملة القبس للدراسات النفسية واإلجتماعية
خامتة
بناء على ما سبق ميكننا اعتبار أن هدف املنظمة هو النجاح يف حتقيق
أهدافها ،وضمان بقائها يف ظل التغريات اهلائلة السيما التطور التكنولوجي السريع،
أصبح مرتبط مبدى قدرة وإمكانيات القائمني والعارفني باملنظمة يف حتسني ،وتنمية،
وصقل املهارات والقدرات للمورد البشري العامل هبا يف كافة اجملاالت وعلى مجيع
األصعدة واملستويات ،وهذا يتجلى من خالل جتسيد واعتماد ختطيط املسار الوظيفي
مبختلف العمليات األساسية واالسرتاتيجيات ( التخطيط ،وضع األهداف،
التقييم ،)...وهذا ال يتأتى إال من خالل تكثيف اجلهود واإلرادة الواسعة من قبل
القائمني على مستوى املنظمة يف حتسني وتطوير األداء ،باعتماد الطرق والوسائل
احلديثة وفرة للوقت واملال واجلهد ،خاصة يف ظل الوقت الراهن ( العوملة) الذي يعرف
بعص ر السرعة والتطور خاصة يف الوسائل التكنولوجية ،هذه األخرية إذا ما مت توظيفها
واستثمارها بالشكل األمثل ستساهم بشكل فعال من الرفع من مستوى املخرجات.
قائمة املراجع :
- 1أمحد زكي بدوي .)1982( .معجم مصطلحات العلوم االجتماعية .بريوت ،لبنان :مكتبة
لبنان.
- 2أمحد صقر عاشور .)2005( .السلوك اإلنساين يف املنظمات .اإلسكندرية ،مصر :دار
املعرفة اجلامعية.
- 3أمحد ماهر .)2004( .إدارة املوارد البشرية .اإلسكندرية ،مصر :الدار اجلامعية.
- 4ب م .)2012( .ختطيط املسار الوظيفي (ط .)1القاهرة ،مصر :اجملموعة العربية
للتدريب والنشر.
- 5بوعطيط جالل الدين .)2009( .االتصال التنظيمي وعالقته باألداء الوظيفي .قسنطينة،
اجلزائر :كلية علم النفس ،علم النفس عمل وتنظيم ،جامعة منتوري ،ماجستري السلوك التنظيمي
وتسيري املوارد البشرية.
- 7بوقلمون داود .)2008( .العالقات اإلنسانية وعالقتها باألداء الوظيفي .قسنطينة ،اجلزائر:
كلية العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية ،جامعة منتوري ،ماجستري تنمية وتسيري املوارد البشرية.
108
العدد الثامن جملة القبس للدراسات النفسية واإلجتماعية
- 8توفيق حممد عبد احملسن .)2004- 2003( .تقييم األداء مداخل جديدة ملعامل جديدة.
القاهرة ،مصر :دار النهضة العربية.
- 9جاري ديسلر .)2003( .إدارة املوارد البشرية( .حممد سيد أمحد عبد املتعال ،املرتمجون)
الرياض ،السعودية :دار املريخ للنشر.
- 10مجال الدين حممد مرسي .)2003( .اإلدارة االسرتاتيجية للموارد البشرية " مدخل لتحقيق
امليزة التنافسية ملنظمة القرن احلادي والعشرين" .اإلسكندرية ،مصر :الدار اجلامعية.
- 11رحاب حسني جواد كاظم( .بال تاريخ) .مراحل تقومي األداء .بابل ،العراق :كلية اإلدارة
واالقتصاد ،قسم اإلدارة الصناعية ،جامعة بابل.
: الرابط على متاح
http://www.uobabylon.edu.iq/uobColeges/lecture.aspx?fid=9&depid=2&lcid=37049
تاريخ املراجعة 2020/03/11بتوقيت 17:29
- 11مسري أمحد عسكر .)1990( .املسار الوظيفي والتطويع اجلماعي يف املنظمات احلديثة "
دراسة حتليلية جلوانب التوافق والتعارض"( .اجمللد الرابع عشر ،العدد الثاين).
- 12شامي صليحة .)2010( .املناخ التنظيمي وتأثريه على الداء الوظيفي للعاملني ( .كلية
العلوم االقتصادية التجارية وعلوم التسيري ،جامعة احممد بوقرة ،ماجستري تسيري املنظمات)
بومرداس ،اجلزائر.
- 13صالح عبد الباقي .)2000( .إدارة املوارد البشرية .اإلسكندرية ،مصر :الدار اجلامعية.
- 14عمرو وضفي عقيلي .)2004( .إدارة املوارد البشرية املعاصرة بعد اسرتاتيجي .عمان،
األردن :دار وائل للنشر والتوزيع.
- 15قشي إهلام .)2009( .حمددات ختطيط املسارات الوظيفية يف إطار إدارة املوارد البشرية.
قسنطينة ،اجلزائر :كلية العلوم االنسانية و العلوم االجتماعية ،جامعة منتوري ،ماجستري علم
النفس التنظيم والعمل.
- 16حممد صادق إمساعيل .)2014( .إدارة اجلودة الشاملة للتعليم .القاهرة ،مصر :اجملموعة
العربية للنشر والتدريب.
- 17مدحت أبو النصر .)2009( .األداء اإلداري املتميز .القاهرة ،مصر :اجملموعة العربية
للنشر والتدريب.
109
العدد الثامن جملة القبس للدراسات النفسية واإلجتماعية
- 18منري زكرياء أمحد عدوان .)2011( .واقع سياسة االختيار والتعيني وأثرها على املسار
الوظيفي للعاملني يف املصارف العاملة يف قطاع غزة .غزة ،فلسطني :كلية االقتصاد والعلوم
اإلدارية ،اجلامعة اإلسالمية ،ماجستري إدارة األعمال /إدارة املوارد البشرية.
- 19يوسفي مجال .)2012( .أثر املركزية والالمركزية على األداء الوظيفي للهيئة اإلدارية
العمومية .املسيلة ،اجلزائر :كلية العلوم االقتصادية ،جامعة املسيلة ،ماجستري إدارة املنظمات.
110