You are on page 1of 3

‫الإلشكالية‬

‫يعد المورد البشري أحد أهم المدخالت التي تسعى المؤسسات اليوم على العمل في استقطابها و جلبها من‬
‫أجل الوصول إلى مخرجات ذات جودة و كمية أيضا ‪ ،‬لكن الواقع وضح ميدان العمل اكتسح تطورا فائقا‬
‫و جلب سيكولوجيات و نتائج حديثة فالملحوظ أن هناك تطور و تقدم في األبحاث و التكنولوجيات مما‬
‫خلق نوع من سوء تكيف الموارد البشرية مع هذه التطورات التي يشهدها العالم ‪ ،‬فهذا ما نسميه في علم‬
‫النفس العمل و التنظيم بمقاومة التغير ‪ .‬في البداية يكون هناك نوع من التخوف لدى بعض العاملين ألن‬
‫التكنولوجيات الحديثة بالرغم من إيجابياتها إال أنها ال تخلو من السلبيات فقد جلبت البطالة و أدت إلى‬
‫إنهاء مهام و صالحيات عدة منقدين ألن اآللة الجديدة ال تتطلب عدة عمال ما دام أنها ترتكز على تقنيات‬
‫حديثة متطورة ‪ ،‬ضف إلى ذلك خلقت نوع من الجمود و اآللية ‪ ،‬فاآلالت الحديثة تسلب اإلنسان إنسانيته‬
‫فيصبح بوجهه بشر و بحركاته كاآللة ‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن هناك عناصر ضرورية و ال بد االخذ بها‬
‫بعين اإلعتبار في المؤسسات نذكر بعضها ‪ :‬كدوران العمل من خالل نقل العامل من مكان عمله إلى‬
‫عمل آخر فهذا يساعده على كسب عدة معارف و خبرات ‪ ،‬و كذلك يفيد المؤسسات في عملية النقل‬
‫عندما يغيب عامل ما ‪ ،‬و كذلك نجد حسب تقسيم المهام و تنظيم الهيكل التنظيمي فهو القاعدة األساسية‬
‫لكل مؤسسة ‪ ،‬تنظيم الوقت ‪ ،‬أي يتم دراسة كل مهمة مسطرة من خالل مقارنة ما هو مسطر مع ما هو‬
‫فعلي و النظر أيضا لآلثار المترتبة على العامل ليس على المؤسسة و أرباحها فقط ألن كما ذكرنا سابقا‬
‫الكائن البشري عنصر رئيسي ‪ ،‬فإهمال هده األمور و جعل العامل دون ترقية أو نقل أو تحويل يخلق‬
‫نوع من الملل و الذي بدوره قد يؤدي إلى شعور العامل اإلجهاد الوظيفي ‪ ،‬و نظرا الكتساح هذين‬
‫المتغيرين مجال العمل بصفة عامة و مجال العمل في المؤسسات الصناعية اإلنتاجية بصفة خاصة كانت‬
‫لنا الرغبة في تناول هذا الموضوع و الذي بدورنا تقديم إقتراحات قد تفيد المؤسسات في وضع‬
‫إستيراتيجيات تسمح في التخفيضمن حدة الملل و اإلجهاد الوظيفي ‪ ،‬حيث وضحت العديد من الدراسات‬
‫أن بقاء العامل في نفس مركز العمل لفترة زمنية طويلة يجعله فريسة سهلة في التورط في الملل و هذا‬
‫األخير يعرقل السير الحسن للمؤسسة و يخلق مشاعر و سلوكات وخيمة ‪ ،‬فهذا األمر سلبي يجعل الفرد‬
‫المنفذ يفكر في أمور سلبية نظرا لغياب التوازن النفسي ألن الملل يؤثر على الجانب النفسي بصفة كبيرة‬
‫قد يلحق بصاحبه إلى اإلكتئاب ‪ ،‬إضطرابات حركية ‪ ،‬كما أنه يصيب أيضا جوانب أخرى كتراجع‬
‫الشهية ‪ ،‬تورمات على مستوى الوجه‬

‫كما ينجم على الفرد الذي يشعر بالملل عدم المشاركة في اتخاذ القرارات أي يصبح غير مهتم بمثل هذه‬
‫األمور ‪ ،‬فكما عرف "كمال دسوقي" الملل بأنه حالة سيكولوجية ناتجة عن أي نشاط ينقصه الدافع أو عن‬
‫إستمرار مفروض في موقف غير محبب للنفس (كمال دسوقي ‪ )99 ،8991 ،‬كما نال متغير الملل عدة‬
‫دراسات نذكر منها دراسة إيست وود (‪ )7002‬إلى كشف العالقة بين التعرض للملل و الفروق الفردية و‬
‫الشخصية في وصف المشاعر لدى العمال ‪ ،‬و تكونت العينة من ‪ 702‬عامل في كندا ‪ ،‬و قد تم توزيع‬
‫استبيانات على العمال تضمنت أسئلة عن وصف المشاعر ‪ ،‬و ما إذا كان سبب الملل خارجيا ‪ ،‬و أسفرت‬
‫النتائج بأن العمال الذين يعانون مزيدا من الملل هم الذين يعزون الملل إلى قيد خارجي ‪ ،‬والذين يجدون‬
‫صعوبة في التعرف إلى مشاعرهم ‪.‬‬

‫حيث تشير بعض الدراسات على أن هناك كثير من الموظفين كانوا يشعرون بالملل خالل أوقات العمل‬
‫ثم وقعوا في عدة حاالت أخرى فقد يصيب العامل أيضا بما يسمى باإلجهاد الوظيفي فقد يكون نتاج هذا‬
‫الملل أو عدة أسباب أخرى كسوء المعاملة مع الموارد البشرية ‪ ،‬عدم إنتظام ساعات العمل فقد تكون‬
‫األوقات المخصصة للعمل زائدة على اللزوم ‪ ،‬أو راجع إلى خلل على مستوى الهيكل التنظيمي مما يلحق‬
‫أعمال شاقة للعاملين الذين يتمتعون بالجدية ‪ ،‬ألن المورد البشري الذي يكون في مركز عمل لفترة‬
‫طويلة تزيد عليه األعباء فقد ينجم عن ذلك الدخول في صراعات مع عمال آخرين أي يصبح سريع‬
‫اإلنفعال مما قد يتعرض إلجهاد مهني و الذي عرفه" حبيب الصحاف " على أنه حالة من االتوتر النفسي‬
‫أو التعب البدني الذي يتعرض له األفراد نتيجة ظروف خارجية أو مواقف معينة أو حوادث هامة‬
‫يواجهها في مجال ما (حبيب الصحاف ‪)98-90 ، 8982 ،‬‬

‫و يقصد باإلجهاد المهني في الدراسة الحالية تعرض العامل لإلرهاق و الضغط ‪ ،‬و القلق الدائم ‪ ،‬و‬
‫الخوف من الفشل في أداء المهام باإلضافة إلى الشعور باآلالم و األوجاع في أماكن مختلفة من الجسم ‪،‬‬
‫و فقدان التركيز و صعوبة اتخاذ القرارات‪...‬‬

‫و نظرا لتقارب المتغيرين كونهما يشكالن عائق للعامل و المؤسسة أيضا زادت رغبتنا في دراسة هذا‬
‫الموضوع "الملل في مكان العمل و عالقته باإلجهاد المهني "‬

‫فمن خالل هذا السياق يتسنى لنا طرح أسئلة و فرضيات قصد بلوغ األهداف المسطرة ‪:‬‬

‫هل توجد عالقة بين الملل في مكان العمل باإلجهاد الوظيفي ؟‬


‫ما طبيعة هذه العالقة ؟‬

‫الفرضيات‬
‫توجد عالقة إرتباطية موجبة ذات داللة إحصائية بين الملل في مكان العمل و اإلجهاد‬
‫الوظيفي ‪.‬‬
‫توجد عالقة إرتباطية موجبة ذات داللة إحصائية بين العمل الروتيني في مكان العمل و‬
‫اإلجهاد الوظيفي ‪.‬‬
‫توجد عالقة إرتباطية عكسية ذات داللة إحصائية بين الدافعية في مكان العمل و اإلجهاد‬
‫الوظيفي ‪.‬‬
‫توجد عالقة إرتباطية عكسية ذات داللة إحصائية بين الترقية و اإلجهاد الوظيفي ‪.‬‬
‫توجد عالقة إرتباطية بين الحوافز و اإلجهاد الوظيفي ‪.‬‬
‫توجد فروق ذات داللة إحصائية لإلجهاد الوظيفي في متغير السن ‪.‬‬
‫توجد فروق ذات داللة إحصائية لإلجهاد الوظيفي في متغير الجنس ‪.‬‬
‫توجد فروق ذات داللة إحصائية لإلجهاد الوظيفي في متغير األقدمية ‪.‬‬
‫توجد فروق ذات داللة إحصائية لإلجهاد الوظيفي في متغير الحالة اإلجتماعية ‪.‬‬

‫أسباب إختيار الموضوع‪:‬‬

‫‪-‬أسباب ذاتية ‪:‬‬


‫‪-‬الرغبة في التعرف على طبيعة العالقة بين الملل و مؤشراته باإلجهاد المهني ‪.‬‬
‫‪-‬طبيعة الموضوع خاصة المتغير المتمثل في اإلجهاد الوظيفي الذي ينصب على‬
‫تخصصنا (علم النفس العمل و التنظيم)‬
‫‪ -‬التعرف على كيفية التخلص من ظاهرة الملل و مدى تأثيره على أداء العاملين‬

‫‪-‬أسباب موضوعية ‪:‬‬


‫‪-‬الموضوع حديث نوعا ما فهو ال يزال غامض لدى عامة الناس فإمكاننا تقديم‬
‫تفسيرات مقنعة للغير ‪.‬‬
‫‪-‬خطورة الموضوع على المؤسسات خاصة الخدماتية و اإلنتاجية ‪.‬‬
‫‪-‬نقص المصادر و المراجع فرصة لتقديم إقتراحات و كذلك وضع مسائل جديدة في‬
‫الجانب التطبيقي قد تثير إهتمام باحثين آخرين مستقبال ‪.‬‬

‫أهداف الدراسة ‪:‬‬


‫تسمى هذه الدراسة تحت عنوان "الملل في مكان العمل و عالقته باإلجهاد المهني إلى‬
‫تقديم كم معين من المعارف و البيانات حول المتغيرين و معرفة أيضا ما إذا كانت‬
‫هناك فروق في اإلجهاد الوظيفي حسب البيانات الشخصية المعتمد عليها في الجانب‬
‫التطبيقي ‪ ،‬ضف إلى ذلك معرفة أي من المؤشرات المرتبطة بمتغير الملل أكثره‬
‫تأثيرا في اإلجهاد الوظيفي ‪ ،‬كما تهدف الدراسة إلى تقديم حلول و إقتراحات تساهم‬
‫في التقليل من حدة الملل و اإلجهاد الوظيفي ‪.‬‬

You might also like