You are on page 1of 89

‫وزارة التعليـم العالـي والبحث العلمي‬

‫‪LARBI TEBESSI – TEBESSA UNIVERSITY‬‬ ‫جامعة العربي التبسي– تبســـة‬


‫‪UNIVERSITE LARBI TEBESSI – TEBESSA-‬‬ ‫كمية العموم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫قسم‪ :‬التاريخ واآلثار‬

‫الميدان‪ :‬عموم إنسانية واجتماعية‬


‫الشعبة‪ :‬عموم انسانية‬
‫التخصص‪ :‬تاريخ الثورة الجزائرية‬

‫العنوان‪:‬‬

‫هجومات الشمال القسنطيني ‪ 02‬أوت ‪ ،5511‬سياقها‬


‫التاريخي وتداعياتها الداخمية والخارجية عمى الثورة التحريرية‬

‫مزكرة مقذمة لنيل شهادة الماستر '' ل‪.‬م‪.‬د ''‬


‫دفعــــــة‪0202 :‬‬

‫إشراف األستار(ة)‪:‬‬ ‫إعذاد الطالبتين‪:‬‬


‫وابل بختة‬ ‫‪ -1‬باهي ميادة‬
‫‪ -2‬مىخر إشراف‬
‫لجنت المناقشت‬
‫الصفت‬ ‫الرتبت العلميت‬ ‫االسم واللقب‬
‫رئيسا‬ ‫أستار محاضر‪-‬أ‪-‬‬ ‫مها عيساوي‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫أستار مساعذ‪-‬أ‪-‬‬ ‫بختت وابل‬
‫عضىا ممتحنا‬ ‫أستار مساعذ‪-‬أ‪-‬‬ ‫عبذ الفتاح سنىسي‬

‫السنت الجامعيت‪9191/ 9102:‬‬


‫وزارة التعليـم العالـي والبحث العلمي‬

‫‪LARBI TEBESSI – TEBESSA UNIVERSITY‬‬ ‫جامعة العربي التبسي– تبســـة‬


‫‪UNIVERSITE LARBI TEBESSI – TEBESSA-‬‬ ‫كمية العموم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫قسم‪ :‬التاريخ واآلثار‬

‫الميدان‪ :‬عموم إنسانية واجتماعية‬


‫الشعبة‪ :‬عموم انسانية‬
‫التخصص‪ :‬تاريخ الثورة الجزائرية‬

‫العنوان‪:‬‬

‫هجومات الشمال القسنطيني ‪ 02‬أوت ‪ ،5511‬سياقها‬


‫التاريخي وتداعياتها الداخمية والخارجية عمى الثورة التحريرية‬

‫مزكرة مقذمة لنيل شهادة الماستر '' ل‪.‬م‪.‬د ''‬


‫دفعــــــة‪0202 :‬‬

‫إشراف األستار(ة)‪:‬‬ ‫إعذاد الطالبتين‪:‬‬


‫وابل بختة‬ ‫‪ -1‬باهي ميادة‬
‫‪ -2‬مىخر إشراف‬
‫لجنت المناقشت‬
‫الصفت‬ ‫الرتبت العلميت‬ ‫االسم واللقب‬
‫رئيسا‬ ‫أستار محاضر‪-‬أ‪-‬‬ ‫مها عيساوي‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫أستار مساعذ‪-‬أ‪-‬‬ ‫بختت وابل‬
‫عضىا ممتحنا‬ ‫أستار مساعذ‪-‬أ‪-‬‬ ‫عبذ الفتاح سنىسي‬

‫السنت الجامعيت‪9191/ 9102:‬‬


‫َن ا ْش ُك ْر لِي َو لَِوالِ َديْ َ‬
‫ك'' ‪...‬‬ ‫قال تعالى ‪ : '' ...‬أ ِ‬

‫للبحر أمواج و للزهور روائح وللرسائل مقدمات ولإلنسان ذكريات خالدة‬


‫تبقى راسخة‪ ،‬والشكر ترجمان النية وعنوان اإلخالص‪ ،‬لذا أرفع خالص‬
‫شكري ‪:‬‬

‫الى أستاذتنا " وابل بختة " على توجيهنا وإرشادنا المستمر رغم إلتزاماتها‬

‫‪،‬فعبارة شكرا التفيها حقها‬

‫كما نتقدم بجزيل الشكر ‪:‬‬

‫إلى كل أساتذة و موظفي قسم التاريخ بجامعة تبسة والذين كانوا معنا‬

‫ورافقونا طيلة مشوارنا الجامعي ‪.‬‬

‫إلى كل من مهدوا لنا طريق العلم والمعرفة وأناروا دربنا بحصيلة فكرهم‬

‫إلى كل من مد يد العون و المساعدة لنا إلنجاز هذا العمل‪.‬‬


‫فهرس الموضوعات‬
‫‪-‬‬ ‫شكر وعرفان‬
‫‪-‬‬ ‫إهـــــــــــــداء‬
‫‪-‬‬ ‫فهرس الموضوعات‬
‫أ‪-‬د‬ ‫المقدمـــــــــة‬
‫الفصل التمهٌدي‬

‫الفصل األول‪ :‬ظروف وأهداف ‪ 02‬أوت ‪ ،5511‬والتحضٌر لها‬


‫المبحث األول‪ :‬ظروف وأهداف الهجومات‬
‫المبحث الثانً‪ :‬اإلعداد والتحضٌر للهجومات‬

‫الفصل الثانً‪ :‬سٌر هجومات ‪ 02‬اوت ‪ ،5511‬ورد فعل السلطات اإلستعمارٌة‬


‫المبحث األول‪ :‬سٌر الهجومات‬
‫المبحث الثانً‪ :‬ردود فعل السلطات اإلستعمارٌة‬

‫الفصل الثالث‪ :‬تداعٌات هجومات الشمال القسنطٌنً على الثورة‬


‫المبحث األول‪ :‬تداعٌات الهجومات على المستوى الداخلً‬
‫المبحث الثانً‪ :‬تداعٌات الهجومات على المستوى الخارجً‬

‫الخاتمة‬
‫قائمة المالحق‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫التعريف بالموضوع ‪:‬‬

‫منذ أن وطأ اإلستعمار الفرنسي أرض الجزائر‪ ،‬كان يسعى إلى تحقيق حممو المتمثل في‬
‫إستيطانيا و جعميا مقاطعة فرنسية‪ ،‬إال أن الشعب الجزائري ظل صامدا و متمسكا بمبدأ‬
‫الحرية و اإلستقالل فبعد نجاح الثورة التحريرية الوطنية في الفاتح من نوفمبر ‪ ،1954‬جاءت‬
‫ىجومات الشمال القسنطيني بتاريخ ‪ 20‬أوت ‪ ،1955‬والتي تعتبر محطة بارزة في الثورة‬
‫التحريرية و منعرجا ىاما في مسارىا‪ ،‬حيث انتقمت بالثورة من مرحمة اإلنطالق إلى مرحمة‬
‫الشمولية و اإلتساع السيما بين مختمف فئات الشعب و المناطق الجزائرية أىميا الريف‪،‬‬
‫فأعطتيا دفعا قويا‪ ،‬مما جعل شعبيا يمتحم و يمتف حوليا‪ ،‬وزادت من وقعيا في الداخل‬
‫والخارج مما أثر عمى مواقف العديد من الدول‪ ،‬فانعكست نتائجيا عمى المستوى الداخمي‬
‫والخارجي‪.‬‬

‫أهمية الموضوع ‪:‬‬

‫كونو كان وال يزال موضوعا ىاما في دراسة تاريخ الجزائر عمى طول الفترة اإلستعمارية‬
‫الصعبة‪ ،‬فقد عبرت ىذه اليجومات عن مدى مشروعية الثورة بعدما أشيع بأنيا ثورة قطاع طرق‬
‫خارجون عن القانون‪ ،‬فيذه اليجومات تعتبر حمقة رئيسية و محطة تحضيرية مرتبطة إرتباطا‬
‫وثيقا باألحداث التي تمتيا‪.‬‬

‫أسباب إختيار الموضوع‪:‬‬

‫يعود اختيارنا ليذا الموضوع إلى عدة أسباب و ىي‪:‬‬

‫‪/1‬أسباب ذاتية‪:‬رغبتنا في اإلطالع أكثر عن األحداث التي لعبت دو ار أساسيا في الثورة‬


‫الجزائرية‪ ،‬و كذلك الرغبة في المساىمة في تاريخ الجزائر المعاصر ولو بجزء بسيط‪ ،‬من خالل‬
‫إبراز أىمية ىجومات الشمال القسنطيني ‪ 20‬أوت ‪. 1955‬‬
‫‪/2‬أسباب موضوعية‪:‬‬

‫‪-‬إثراء مكتبتنا بيذه الدراسة البسيطة ‪ ،‬حتى يتمكن الطمبة من قراءتو مباشرة عوض تكمف‬
‫عناء البحث‪.‬‬

‫‪.‬اإلشكالية‪:‬‬

‫ولدراسة ىذا الموضوع طرحت إشكالية جاءت عمى النحو التالي‪:‬‬

‫إلى أي مدى ساىمت ىجومات الشمال القسنطيني ‪ 20‬أوت ‪ 1955‬في إنجاح الثورة الجزائرية؟‬

‫والتي تفرعت الى عدة تساؤالت فرعية‪:‬‬

‫‪/1‬ما ىي الخمفيات األساسية ليجومات الشمال القسنطيني ‪ 20‬أوت ‪1955‬؟‬

‫‪/2‬ما األىداف من القيام بيذه اليجومات؟‬

‫‪ /3‬كيف تم اإلعداد ليا؟وكيف إنطمقت؟‬

‫‪ /4‬ما ىي النتائج التي حققتيا ىذه ىجومات ‪ 20‬اوت عمى المستويين الداخمي و الخارجي ؟و‬
‫ما مصيرىا‪.‬؟‬

‫‪.‬خطة البحث‪:‬‬

‫ولإلجابة عن اإلشكالية و التساؤالت الفرعية السابقة‪ ،‬اتبعنا الخطة التالية و التي‬


‫قسمناىا إلى فصل تمييدي و ثالثة فصول و خاتمة‪.‬‬

‫الفصل التمهيدي‪ :‬تطرقنا فيو إلى التعريف بالوالية التاريخية الثانية (الشمال القسنطيني)‬ ‫‪.‬‬
‫وذلك بإعطاء لمحة موجزة عن تاريخ المنطقة(تأسيسيا‪،‬موقعيا الجغرافي‪ ،‬مظيرىا التضاريسي‪،‬‬
‫مناخيا) وكذلك تطرقنا في ىذا الفصل الى إندالع الثورة في ىذه المنطقة و أبرز قادتيا‬
‫التاريخيين أمثال(ديدوش مراد و زيغود يوسف)‪.‬‬
‫الفصل األول‪:‬جاء بعنوان ظروف و أىداف ىجومات ‪ 20‬أوت ‪ ،1955‬و التحضير‬ ‫‪.‬‬
‫ليا‪ ،‬فالمبحث األول عالجت فيو ظروف و أىداف اليجومات‪ ،‬أما المبحث الثاني فتطرقنا فيو‬
‫إلى التحضير لتمك اليجومات و التي كانت بطريقة منيجية دقيقة‪.‬‬

‫‪.‬الفصل الثاني‪ :‬تمحور ىذا الفصل حول إنطالق اليجومات ورد فعل المستعمر‪.‬‬

‫‪.‬الفصل الثالث‪:‬حاولنا فيو تسميط الضوء عمى أىم لنتائج و تداعيات اليجومات عمى‬
‫الثورة‪ ،‬سواء عمى المستوى الداخمي بالنسبة لممبحث األول‪ ،‬أما المبحث الثاني منو فتمحور‬
‫حول تداعياتو عمى المستوى الخارجي‪.‬‬

‫‪-‬وختمنا ببعض االستنتاجات التي توصمنا إلييا من خالل دراستنا ليذا الموضوع‪.‬‬

‫‪.‬المناهج المتبعة‪:‬‬

‫وقد استخدمنا في دراستنا ليذا الموضوع جممة من المناىج أىميا‪:‬‬

‫‪.‬المنهج التاريخي‪:‬الذي يعتبر أساس دراستنا بما يتوفر عميو من خصوصية من حيث‬
‫كرونولوجية األحداث وتزامن محتوياتيا‪.‬‬

‫‪.‬المنهج الوصفي‪:‬و اعتمادنا عمى ىذا المنيج بيدف إعطاء صورة واضحة و مممة‬
‫لجوانب الموضوع‪ ،‬و التأكيد عمى أىم مجريات ىجومات الشمال القسنطيني‪ 20‬أوت‬
‫‪1955‬واستعراضيا بشكل يخدم الموضوع‪.‬‬

‫‪.‬المنهج التحميمي‪:‬وذلك بدراسة المادة العممية و تحميميا لمعرفة أسباب و ظروف قيام‬
‫ىجومات ‪ 20‬أوت ‪ ،1955‬و الوقوف عمى إنجا ازتيا وانتصارتيا داخميا و خارجيا‪ ،‬وىذا ماتم‬
‫في الفصمين االول والثالث من دراستنا‪.‬‬
‫‪.‬المصادر و المراجع‪:‬‬

‫اعتمدنا عمى جممة من المصادر و المراجع أذكر منيا‪:‬‬

‫‪-‬المصادر‪:‬‬

‫‪-‬عمي كافي‪ ،‬مذكرات الرئيس عمي كافي‪:‬من المناضل السياسي إلى القائد العسكري(‪-1946‬‬
‫‪ ،)1962‬وقد ساعدتنا ىذه المذكرات في معرفة أدق التفاصيل الخاصة بيجومات الشمال‬
‫القسنطيني‪ ،‬من أسباب وظروف وخمفيات لتمك اليجومات‪ ،‬وكذلك التحضير ليا وسيرىا والنتائج‬
‫المترتبة عنيا‪.‬‬

‫‪-‬عمار مالح‪ ،‬رجال صدقوا ما عاىدوا اهلل عميو‪ :‬قادة جيش التحرير الوطني الوالية(‪ ،)1‬الجزء‬
‫الثاني‪ ،‬وقد تناول جانب من األسباب والخمفيات األساسية في شن ىجومات الشمال القسنطيني‬

‫‪-‬المراجع‪:‬‬

‫‪-‬محمد لحسن أزغيدي‪ ،‬مؤتمر الصومام و تطور ثورة التحرير الوطني الجزائرية(‪-1954‬‬
‫‪ ،)1962‬وقد وقفنا من خاللو عمى حقائق ميمة جدا تمس الموضوع‪ ،‬سير اليجومات في‬
‫مناطق مختمفة في الشمال القسنطيني‪ ،‬وردود فعل السمطات اإلستعمارية ‪.‬‬

‫‪-‬محمد العربي الزبيري‪ ،‬تاريخ الجزائر المعاصر ‪ ،1962-1954‬الجزء الثاني‪ ،‬وقد تناول‬
‫جوانب مختمفة عن الموضوع‪ ،‬تمثمت في الخمفيات األساسية وراء تنظيم تمك اليجومات‪.‬‬

‫‪.‬أهم الصعوبات‪:‬‬

‫من أبرز الصعوبات التي واجيتنا في إنجاز ىذا العمل‪ ،‬كثرة و تشعب المادة العممية‬
‫مما أدى إلى صعوبة التحكم فييا‪ ،‬إضافة إلى أن الوقت لم يكن مناسب لدراسة ىذا الموضوع‪،‬‬
‫فقد تزامن مع الجائحة التي أصابت العالم بأسره و المتمثمة في الفيروس الخطير"كوفيد‪."11-‬‬
‫الفصل التمهيدي‪:‬‬
‫التعريف بالوالية التاريخية‬
‫الثانية ( الشمال القسنطيني )‪.‬‬
‫التعريف بالوالية التاريخية الثانية ( الشمال القسنطيني )‬ ‫الفصل التمييدي ‪:‬‬

‫‪/1‬لمحة عن تاريخ المنطقة‪:‬‬

‫‪-1-1‬تأسيس مدينة قسنطينة‪:‬‬

‫يد بني كنعان‬ ‫إن جذور ىذه المنطقة تعود إلى سنة ‪1450‬ق‪.‬م‪ ،‬تأسست عمى‬
‫حوالي ‪.1300‬ق‪.‬م‪ ،‬حيث تم العثور عمى أدلة و شواىد عبارة عن قبور نوميدية مثمثة ومذنبة‬
‫الشكل‪ ،‬وذلك عندما قام الفرنسيون بحفر مقابرىم لموتاىم‪.1‬‬

‫‪-2-1‬جغرافية المنطقة‪.‬‬

‫أ‪/‬الموقع الجغرافي‪:‬‬

‫يشمل الشرق القسنطيني الرقعة الجغرافية الواسعة‪ ،‬التي كانت تمثل بايمك الشرق أو بايمك‬
‫قسنطينة‪ ،2‬لكن في إطار التحضير إلندالع الثورة المسمحة‪ ،‬فقد قامت جبية التحرير الوطني‬
‫بتقسيم التراب الوطني إلى ست مناطق‪ 3‬موزعة كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬المنطقة األولى‪:‬األوراس‪.‬‬
‫‪ -‬المنطقة الثانية‪:‬الشمال القسنطيني‪-‬موضوع دراستنا‪.‬‬
‫‪ -‬المنطقة الثالثة‪:‬القبائل‪.‬‬
‫‪ -‬المنطقة الرابعة‪:‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬المنطقة الخامسة‪:‬وىران‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫أما المنطقة السادسة فقد ظمت مجرد مشروع عشية إندالع الثورة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بوعزة بوضرساية‪ :‬الحاج أحمد باي‪ :‬رجل الدولة و مقاوم(‪ ،)1837-1830‬دار الحكمة لمنشر‪ ،‬الجزائر‪،2010،‬ص‪.25‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمد الصالح بن العنتري ‪ :‬فريدة منسي ة في حال دخول الترك بالد قسنطينة و إستيالءىم عمى أرضيا و تاريخ قسنطينة‪،‬‬
‫تح‪:‬يحي بوعزيز‪ ،‬عالم المعرفة‪ ،‬الجزائر‪، 2009،‬ص‪.17‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬محمد عباس ‪ :‬نصر بال ثمن‪ :‬الثورة الجزائرية(‪ ،)1962-1954‬دار القصبة لمنشر‪ ،‬الجزائر‪،2007،‬ص‪.82‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬محمد عباس ‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.82‬‬
‫التعريف بالوالية التاريخية الثانية ( الشمال القسنطيني )‬ ‫الفصل التمييدي ‪:‬‬

‫و بالعودة إلى موضوع دراستنا‪ ،‬فإن المنطقة الثانية حسب ىذا التقسيم‪ :‬تضم الشمال‬
‫القسنطيني ما بين وادي الصومام غربا و الحدود التونسية شرقا‪ ،‬وتحدىا منطقة األوراس‬
‫جنوبا‪..،‬وتمتد ىذه المنطقة عمى الشريط الساحمي من بجاية إلى الحدود الجزائرية التونسية‪،1‬‬
‫والتي تضم أربع نواحي‪:‬‬

‫‪ -1‬ناحية الشرق سوق أىراس‪ ،‬القالة أسندت إلى باجي مختار‪.‬‬


‫‪ -2‬ناحية عنابة‪ ،‬أدفع‪ ،‬ىوارة‪ ،‬لبيايرة‪ ،‬قالمة‪ ،‬عين باردة‪ ،‬كانت تحت مسؤولية بن عودة‬
‫عمار‪.‬‬
‫‪ -3‬ناحية الوسط سمندو ‪2‬و التي نشط بيا ديدوش مراد و زيغود يوسف‪.‬‬
‫‪ -4‬ناحية ميمة‪ ،‬جيجل‪ ،‬المسيمة‪ ،‬جميمة‪ ،‬عممة‪ ،‬سطيف أسندت لعبد اهلل بن طوبال‪.3‬‬

‫ب‪ /‬المظهر التضاريسي‪:‬‬

‫تحتوي ىذه الرقعة الجغرافية الواسعة عمى مظاىر تضاريسية متنوعة‪ ،‬في جبال جرجرة‪،‬‬
‫جبال البيبان‪ ،‬جبال الحضنة‪ ،‬حوض الصومام‪ ،‬جبال البابور و الشمال القسنطيني وسوق‬
‫أىراس و عنابة و كتمة جبال األوراس و النمامشة و الزيبان و أوالد نايل‪ ،‬وحوض وادي سوف‬
‫بوادي ريغ و واحات حوض وادي إيغرير‪ ،‬وعمى رأسيا ورقمة و تقرت و بسكرة‪ ،‬والسيول العميا‬
‫القسنطينية‪ ،4‬فالشرق‪.‬القسنطيني بصفة عامة جبمي في معظمو من حيث المظير‬
‫التضاريسي‪،‬تمتقي في وسطو سمسمتنا جبال األطمس‪ :‬الشمالية التمية و الجنوبية الصحراوية عند‬
‫كتمة جبال األوراس‪ ،‬و ليس فيو من االحواض و السيول سوى حوض وادي الصومام و‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد عباس ‪:‬المرجع السابق‪،‬ص‪.82‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬أنشأت عام‪،1847‬وىواسم مركب من لقب عائمة أمراء فرنسيين‪( ،‬كوندي) واسم نير رئيسي با لناحية‪ ،‬في عام ‪1954‬‬
‫كانت مأىولة ب‪ 8345‬ساكن من أصل جزائري‪ ،‬وىي المنطقة التي ولد و ترعرع بياز يغود يوسف(أنظر إلى‪:‬ابراىيم سمطان‬
‫شيبوط ‪:‬المصدر السابق‪،‬ص‪.)15‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬نفسو‪،‬ص‪.14‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬يحي بوعزيز ‪ :‬موضوعات و قضايا من تاريخ و العرب‪،‬ج‪ ،1‬دار اليدى‪،‬عين مميمة‪،‬الجزائر‪،2009،‬ص‪.512‬‬
‫التعريف بالوالية التاريخية الثانية ( الشمال القسنطيني )‬ ‫الفصل التمييدي ‪:‬‬

‫السيول الع ميا القسنطينة‪ ،‬التي تمثل الجزء الشرقي من إقميم اليضاب العميا الجزائرية إلى جانب‬
‫‪1‬‬
‫منبسطات تبسة‪ ،‬وحوض وادي سوف‪ ،‬ووادي ريغ‪ ،‬وسيول عنابة و سكيكدة‪.‬‬

‫ج‪ /‬مناخ المنطقة‪:‬‬

‫بأس بيا من الرطوبة في الشتاء الرتفاعو و قربو من جيية البحر‬ ‫تنالو نسبة ال‬
‫الشمالية المتوسطية‪ ،‬وذ لك في القسم الشمالي‪ ،‬أما الجنوب الصحراوي فالجفاف أىم ظاىرة فيو‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫و يعتمد عمى المياه الجوفية أكثر من غيرىا‪.‬‬

‫‪ /2‬إندالع الثورة في المنطقة الثانية و أبرز قادتها‪:‬‬

‫‪-1-2‬إإلندالع‪:‬‬

‫تعتبر ثورة أول نوفمبر من عام‪ 1954‬من أىم ثورات العالم العربي بصفة عامة والجزائر‬
‫بصفة خاصة‪،‬واختالفيا عن بقية تمك الثورات راجع إلى عدة إعتبارات و التي من بينيا‪ :‬القيادة‬
‫الجماعية‪،‬حسن التخ طيط‪ ،‬تمسك الجميع بقضيتو و مطمبو الوحيد المتمثل في‬
‫اإلستقالل‪، 3‬فانفجارىا أحدث الرعب و اليول في نفوس المستعمرين‪ ،‬كونيا لم تكن في جية‬
‫وا حدة أو مكان واحد من التراب الوطني‪ ،‬بل ان أحداث ليمة اول نوفمبر كانت شاممة‪ ،‬حيث‬
‫‪4‬‬
‫انفجرت في كل المناطق‪ ،‬وفي نفس الوقت تقريبا‪.‬‬

‫قبل إندالع الثورة التحرير‪ ،‬وأثناء تمك التقسيمات التي قامت بيا قيادة جبية التحرير‬
‫الوطني‪ ،‬حدثت بعض الثغرات‪ ،‬نتيجة رفض إطارات الشمال القسنطيني تعيين السيد رابح‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد صالح بن العنتري ‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.17‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬يحي بوعزيز ‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.513‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬يحي بوعزيز‪ :‬المرجع السابق‪،‬ج‪،3‬ص‪.314‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬أزغيدي محمد لحسن ‪ ،‬مؤتمر الصومام وتطور ثورة التحرير الوطني الجزائرية(‪،)1962-1954‬دار ىومة لمطباعة و‬
‫النشر‪،‬الجزائر‪ ، 2009،‬ص‪.75‬‬
‫التعريف بالوالية التاريخية الثانية ( الشمال القسنطيني )‬ ‫الفصل التمييدي ‪:‬‬

‫بيطاط عمى رأس المنطقة الثانية‪ ،‬وقد عولج الوضع بتبادل بينو و بين ديدوش مراد الذي كان‬
‫‪1‬‬
‫قد عين في بداية األمر عمى رأس المنطقة الرابعة‪.‬‬

‫وعشية اإلندالع اجتمع ديدوش مراد مع مساعديو‪ ،‬من أجل أن يوضح ليم الداللة‬
‫الرمزية التي يتاىبون لتنفيذىا‪ ،‬وعبر عن ذلك عندما قال‪":‬يكفي أن تكون لديك‬
‫‪2‬‬
‫رصاصتان‪..‬فالمهم أن يقول الفرنسيون‪:‬قد تجرأو"‬

‫ولقد عرفت المنطقة الثانية سنة‪ 1954‬صعوبات كثيرة وثغرات كغيرىا من المناطق‬
‫المجاورة‪ ،‬كانت أبرزىا‪ :‬نقص عدد المجاىدين من جية‪ ،‬وقمة األسمحة الحربية من جية‬
‫أخرى‪.3‬ورغم كل ىذه المتاعب إال أن الثوار استطاعوا مجابية‪،‬اإلستعمار‪،‬وكذلك الوقوف لو الند‬
‫لمند وذلك بمياجتيم لبعض الثكنات و مراكز الشرطة في مدينة سمندو و الخروب‪ ،4‬إلى جانب‬
‫عمميات أخرى تمثمت في تخريب سكة قطار الونرة‪ ،‬ومياجمة مواقع حراس الغابات و قطع‬
‫‪5‬‬
‫أعمدة الياتف‪.‬‬

‫‪-2-2‬أبرز قادة المنطقة‪:‬‬

‫دفعت الجزائر ثمنا باىظا من أجل استقالليا العديد من الشيداء التي غمرت دمائيم‬
‫تراب الوطن‪ ،‬وحققت الجزائر ثورة عظيمة في الفاتح من نوفمبر‪ ،6‬ميدت الطريق نحو‬
‫االستقالل‪ ،‬فكل شبر في أرض الجزائر كان يقطنو مجاىد صمب و شجاع‪ ،‬وقد كان الشمال‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد العربي الزبيري ‪ :‬الثورة الجزائرية في عاميا األول‪،‬ط‪،1‬المؤسسة الوطنية لمكتاب‪،‬الجزائر‪،1984،‬ص‪.123‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمد عباس ‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.82‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬بوعريوة عبد المالك ‪ :‬العالقات بين الواليات التاريخية لمثورة التحريرية الجزائرية‪ 1962-1954‬مذكرة لنيل الشيادةة‬
‫ماجستير في التاريخ المعامر‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ، 2006/2005 ،‬ص‪.20‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬أزغيدي محمد لحسن ‪:‬المرجع السابق‪،‬ص‪.76‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬محمد عباس ‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.88‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬محمد عموي ‪ :‬قادة واليات الثورة الجزائرية‪،1954‬ط‪ ،1‬دار عمي بن زيد لمنشر‪ ،‬حي المجاىدين‪،‬بسكرة‪،‬‬
‫الجزائر‪،2013،‬ص‪.65‬‬
‫التعريف بالوالية التاريخية الثانية ( الشمال القسنطيني )‬ ‫الفصل التمييدي ‪:‬‬

‫القسنطيني‪-‬موضع دراستنا‪-‬ميدا لمثوار و الشيداء الذين منحوا الغالي و النفيس من أجل‬


‫اإلستقالل‪،‬وأبرزىم‪:‬‬

‫أ‪ -‬ديدوش مراد ‪ :‬الممقب بـ " سي عبدالقادر " ( ‪)1211-1221‬‬

‫*‪ /‬المولد و النشأة‪:‬‬

‫ولد ديدوش مراد في ‪ 13‬جويمية ‪ 1927‬بالعاصمة‪ ،‬بشارع ميموز الذي يدعى اآلن بمدية‬
‫المرادية نسبة لو‪ .1‬من عائمة متواضعة جدا‪ ،2‬زوال دراستو اإلبتدائية بالعاصمة أين تحصل‬
‫عمى شيادتو سنة‪ ،1939‬ثم التعميم المتوسط‪،3‬ثم قرر االنتقال إلى قسنطينة لمواصمة دراستو‬
‫الثانوية‪ ،4‬حيث كانت ىذه األخيرة أىم مرحمة في مساره الدراسي‪ ،‬حيث بدأ يدرك الوضع الذي‬
‫‪5‬‬
‫كان يعيشو شعبو‪ ،‬وبدأ يفكر في تحمل مسؤولية مستقبل بمده‪.‬‬

‫*نضالو السياسي‪:‬‬

‫ما إن بدأ الوعي السياسي يظير لدى مراد‪ ،6‬انضم إلى صفوف حزب الشعب الجزائري‬
‫و لم يتجاوز سن ‪ 16‬سنة‪ ،‬وفي عام ‪ 1944‬تحصل عمى شيادة األىمية مكنتو من اإللتحاق‬
‫بمؤسسة السكة الحديدة كموظف‪.‬‬

‫‪ -1‬في ذكرى استشياده‪ :‬ديدوش مراد أبرز أعضاء المنظمة الخاصة‪ ،‬جريدة العشب ولعدد‪18153،19‬جانفي‪،‬ص‪.17‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬نفسو ‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬محمد العموي‪،‬المرجع السابقق‪،‬ص‪.65‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬نفسو‪،‬ص‪.65‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬عبد اهلل مقالتي‪،‬الشييد ودوره في التحضير لمثورة التحريرية وقيادتيا‪ ،‬المجمة التاريخية الجزائرية‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪،‬‬
‫المسيمة‪ ،‬العدد‪،04‬سبتمبر‪،2017‬ص‪.257‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬محمد عموي‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.65‬‬
‫التعريف بالوالية التاريخية الثانية ( الشمال القسنطيني )‬ ‫الفصل التمييدي ‪:‬‬

‫وفي سنة ‪ 1948‬انخرط في المنظمة الخاصة‪ ،‬وكان من أبرز أعضائيا الفاعمين‪ ،‬وبعد‬
‫إكتشافيا تعرض لعدة مالحقات‪ ،‬فاختفى في العديد من األماكن األوراس‪ ،‬العاصمة‪....‬إلخ‪ ،‬ولم‬
‫‪1‬‬
‫يستسمم وظل يكافح من أجل بعثيا من جديد‪.‬‬

‫*مساره خالل الثورة‪:‬‬

‫في عام ‪ 1953‬تم تعيينو مسؤوال في فدرالية فرنسا‪،‬واثر عودتو إلى العاصمة قام رفقة‬
‫زمالئو بإنشاء المجنة الثورية لموحدة و العمل‪ ،2‬كما كان ضمن مجموعة ‪ ،22‬حينيا كمف‬
‫‪3‬‬
‫بميمة اقناع منطقة القبائل لإلنضمام إلى المجموعة ‪ ،22‬نظ ار لموقعيا اإلستراتيجي‪.‬‬

‫وقد تم تعيينو قائدا لممنطقة الثانية بعد التقسيم الذي قامت بو قادة جبية التحرير الوطني‬
‫والمذكورة سابقا كما تم اختياره من بين الخمسة المكونة لمنواة االولى لمقيادة الثورية وىم‪:‬محمد‬
‫العربي بن مييدي‪،‬محمد بوالضياف‪،‬مصطفى بن بولعيد‪ ،‬رابح بيطاط‪.4‬‬

‫*استشهاده‪:‬‬

‫رغم صغر سنو‪ ،‬وقصر المدة التي عاشيا في الكفاح المسمح و التي لم تتعدى ‪03‬أشير‬
‫من إندالع الثورة إال أنو قام بدور فعال‪ .5‬فآخر معركة خاضيا و سقط فييا شييد الواجب‬
‫الوطني كانت يوم‪ 18‬جانفي‪1955‬بواد كركر‪ ،‬حيث قام بيا رفقة مجموعة من الثوار بينيم‬
‫يوسف عياش‪ ،‬محمد قربوعة‪ ....‬إلخ‪ ،‬في حين نجا زيغود يوسف مع بعض الثوار لينوب ىذا‬

‫‪1‬‬
‫السابق‪،‬ص‪.258‬‬ ‫‪ -‬عبداهلل مقالتي ‪ :‬المرجع‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬جريدة الشعب‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.17‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬اإلخالص و الوفاء لمخالدين في وجدان الوطن‪ :‬بيان أول نوفمبر‪...‬مرجعية بناء الدولة الوطنية الجزائرية‪،‬أخبار المجمس‬
‫الشعبي الوطنين العدد‪ 03‬فيفري‪، 2018‬ص‪.06‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬محمد عموي‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.67‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬جريدة الشعب ‪:‬المرجع السابق‪،‬ص‪.17‬‬
‫التعريف بالوالية التاريخية الثانية ( الشمال القسنطيني )‬ ‫الفصل التمييدي ‪:‬‬

‫األخير ديدوش مراد عمى رأس المنطقة الثانية‪.1.‬و بيذا يعتبر ديدوش مراد أول قادة الثورة سبقا‬
‫لنيل الشيادة‪.2‬‬

‫ب‪/‬زيغود يوسف(‪:)1211-1221‬‬

‫*المولد و النشأة‪:‬‬

‫ولد زيغود يوسف بكندي سمندو‪،3‬في ‪18‬فيفري‪ ،1921‬كبر وترعرع ىناك وقد درس‬
‫بالمدرسة الفرنسية أين حصل ىناك عمى شيادتو اإلبتدائية‪ ،4‬كبر زيغود يوسف وصار يمتين‬
‫عدة حرف‪ ،‬فكان يتقن مينة الحدادة في سمندو‪،5‬إلى جانب حرفو خياطة المالبس التقميدية‪ .6‬و‬
‫و التجارة كذلك‪.7.‬‬

‫*حياتو السياسية‪:‬‬

‫بدأت مغامرة زيغود يوسف عمى الصعيد السياسي‪ ،‬عندما أصبح عضو مجمس بمدية‬
‫قريتو في عمالة قسنطينة‪ ،8‬بعد انتخابو سنة ‪ 1947‬من طرف القرويين و الفالحين‪ ،‬كما عين‬
‫عمى رأس المنظمة الخاصة بالناحية بعد أن كان عمى رأس قسمتيا‪ ،9‬وبعد تمك األزمات التي‬
‫عرفيا حزب انتصار الحريات الديمقراطية‪ ،‬و التي من بينيا اكتشاف المنظمة الخاصة‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬نادية بن رابح ‪ :‬دراسة شخصية زيغود يوسف(‪ ،)1956-1921‬مذكرة لنيل شيادة الماستر أكاديمي في التاريخ‪ ،‬تخصص‬
‫تاريخ الجزائر الحديث و المعاصر‪ ،‬جامعة المسيمة‪ ،‬الجزائر‪،2017/2016،‬ص‪.29‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬اإلخالص و الوفاء لمخالدين في وجدان الوطن بيان أول نوفمبر‪.....‬مرجعية بناء الدولة الوطنية الجزائرية ‪ :‬المرجع‬
‫السابق‪،‬ص‪.03‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬ابراىيم سمطان شيبوط ‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.24‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬محمد عباس‪ :‬ثوار‪...‬عظماء‪:‬شيادات ‪ 17‬شخصية وطنية‪،‬دار ىومة لمنشر‪ ،‬الجزائر‪،2009،‬ص‪.195‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬محمد حربي ‪ :‬جبية التحرير الوطني‪ :‬األسطورة و الواقع‪،‬تر‪:‬كميل قيصر داغر‪،‬ط‪،1‬دار الكممة لمنشر‪ ،‬شارع ليون‪ ،‬بناية‬
‫سالم‪ ،‬الحمراء‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،1983،‬ص‪.431‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬ابراىيم سمطان شيبوط ‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.25‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬محمد عباس ‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.195‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬محمد حربي ‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.431‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ -‬محمد عباس ‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.195‬‬
‫التعريف بالوالية التاريخية الثانية ( الشمال القسنطيني )‬ ‫الفصل التمييدي ‪:‬‬

‫سنة‪ ، 1950‬انطمقت عمميات تفتيش واسعة جابت أنحاء الوطنن ففي عمالة قسنطينة أعتقل‬
‫الكثير من بينيم زيغود يوسف الذي تم القبض عميو يوم‪22‬مارس ‪.11950‬إال أنو استطاع أن‬
‫ييرب من قبضة اإلستعمار الفرنسي‪ ،‬وذلك من سجن عنابة سنة ‪ 1959‬الجئا إلى األوراس‬
‫ثم رجع إلى شمال قسنطينة‪.2‬‬

‫لم يستسمم زيغود يوسف و واصل كفاحو و نضالو‪ ،‬ففي ربيع ‪ 1954‬انضم إلى‬
‫بوضياف ورفقائو و شارك معيم في اجتماع‪ ،3‬وأصبح مسؤول شمال قسنطينة بعد إستشياد‬
‫قائدىا األول ديدوش مراد‪.4‬‬

‫بعد إستشياد ديدوش مراد‪،‬أخذ زيغود عمى عاتقو مسؤولية حكم المنطقة الثانية‪ ،‬وبدأ‬
‫يتصل بالمناضمين المتعاطفين مع حركة إنتصار الحريات الديمقراطية‪ ،‬وىذا من أجل أن يمتف‬
‫الشعب حول الثورة‪ ،‬بداية من شيري أفريل وماي بدأ الشعب يمتف حول الثورة و اخذت الثورة‬
‫الطابع الشعبي‪ ،‬و ىذا ما كان يصبوا إليو يوسف‪ ،‬الذي منذ توليو رئاسة المنطقة الثانية يخطط‬
‫و يقوم بعمميات فدائية تذكي ار و تخميدا ألحداث مضت‪ ،5‬وقد كانت أىم المعارك التي شارك‬
‫فييا وقام بيا زيغود يوسف قبل ىجومات ‪ 20‬أوت ‪-1955‬موضوع دراستنا‪-‬ىي‪:‬‬

‫*معركة ‪10‬جانفي‪1955‬بواد كركر‪:‬وتم ذكر مجرياتيا سابقا‪.‬‬

‫*معركة ‪08‬ماي ‪:1955‬والتي حاول فييا زيغود يوسف بعد أن رأى الفتور الذي ساد المنطقة‪،‬‬
‫بمساعدة عدة مسؤولي النواحي‪،‬عمى بعث العمل العسكري من جديد لمرد عمى اإلستعمار و‬
‫تأكيدا عمى أن الثورة مزالت مستمرة‪ ،‬وقد قاموا بيذا اليجوم ‪20‬ماي‪ 1955‬تخميدا لحوادث‬
‫‪08‬ماي‪.1945‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ابراييم سمطان شيبوط ‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.43‬‬
‫‪ - 2‬محمد حربي ‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.431‬‬
‫‪ - 3‬محمد عباس ‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.591‬‬
‫‪ - 4‬محمد حربي ‪:‬المرجع السابق‪،‬ص‪.145‬‬
‫‪ - 5‬ابراهيم سلطان شيبوط ‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.15،14‬‬
‫التعريف بالوالية التاريخية الثانية ( الشمال القسنطيني )‬ ‫الفصل التمييدي ‪:‬‬

‫*معركة ‪05‬جويمية‪:1955‬قام بيا زيغود يوسف في ىذا اليوم لمرد عن العدو‪ ،‬وكذلك لمبعد اليام‬
‫ليذا التاريخ وكذلك من أجل الحصول عمى السالح ‪ ،‬وىذا من أجل التحضير ليجومات‬
‫‪20‬أوت ‪.1955‬‬

‫*ىجومات‪20‬أوت‪:1955‬وىي موضوع دراستنا سنتناول مجرياتيا الحقا‪.1‬‬

‫*استشهاده‪:‬‬

‫حضر مؤتمر الصومام في‪20‬أوت‪.21955‬حيث كمف بحل المشاكل المتعمقة بالقاعدة‬


‫الشرقية بسوق أىراس‪ ،‬وبعد عودتو من المؤتمر الستكمال ميامو‪ ،‬وقع اشتباك مع قوات‬
‫اإلستعمار الفرنسي‪،3‬حيث أستشيد وىو يتأىب ألداء تمك الميمة التي كمف بيا في المؤتمر‪.4‬‬

‫‪ - 1‬نادية بن رابح‪ :،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.13،15‬‬


‫‪ - 2‬محمد عباس ‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.196‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬نادية بن رابح‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.41‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬محمد عباس ‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.196‬‬
‫األول‪:‬ظروف وأهداف‬ ‫الفصل‬
‫هجومات ‪ 02‬أوت ‪ 5511‬والتحضير لها‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ظروف وأهداف الهجومات‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإلعداد والتحضير للهجومات‪.‬‬


‫ظروف وأىداف ىجومات ‪ 20‬أوت ‪ ، 1955‬والتحضير ليا‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ظروف و أهدف الهجومات‪:‬‬

‫أ‪/‬الظروف‪:‬‬

‫إن الفترة الممتدة من الفاتح نوفمبر‪1954‬إلى غاية ‪20‬أوت‪،1955‬تعتبر من أخطر المراحل‬


‫التي عاشتيا الثورة الكبرى‪ ،‬وكان ذلك راجع إلى الظروف التي واجييا الشعب و الثورة‪ ،‬ومن‬
‫ىنا يمكن تمخيص تمك الظروف التي سبقت ىجومات ‪20‬اوت ‪1955‬كما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬حممة التشويو التي صاحبت الثورة من خالل تصريحات الساسة الفرنسيين الذين إتيموا‬
‫‪1‬‬
‫من خالليا الثورة الجزائرية بأنيا أعمال إرىابية قام بيا قطاع طرق‪.‬‬

‫‪ -2‬السقوط المبكر لبعض القادة في ساحة المعركة‪ ،‬إضافة إلى جممة اإلعتقاالت التي طالت‬
‫وشممت المناضمين الذين كان ليم دور كبير في تفجير الثورة‪،‬ونذكر منيا‪:‬‬

‫*استشياد المجاىد أحمد مزوج المدعو أعمر أقرور في‪03‬نوفمبر‪.1954‬‬

‫*استشياد المجاىد عبد المالك رمضان في‪04‬نوفمبر‪،1954‬وىو عضو في مجموعة‪،22‬وأحد‬


‫مفجري الثورة بالمنطقة الخامسة و بالتحديد بناحية مستغانم‪.‬‬

‫*استشياد المجاىد باجي مختار في‪18‬نوفمبر‪ ،1954‬وىو عضو كذلك في لجنة ‪22‬و مفجر‬
‫الثورة بناحية سوق أىراس‪ ،2‬حيث يعتبر ىذا األخير أحد القياديين الكبار و النواة الصمبة لمثورة‬
‫في المنطقة‪.3‬‬

‫*سقوط قائد المنطقة الثانية ديدوش مراد شييدا في ساحة المعركة وذلك في‪18‬جانفي‪.1955‬‬

‫‪- 1‬محمد بولضياف ‪ :‬التحضير ألول نوفمبر ‪ ،4554‬ط‪،4‬ط‪ ،2‬دار النعمان للطباعة والنشر‪ ،‬برج الكيفان‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2244/2242‬ص‪.47‬‬
‫‪ - 2‬عمار مالح‪:‬رجال صدقوا عاىدوا اهلل عميو‪:‬قادة جيش التحرير الوطني الوالية(‪،)1‬ج‪،2‬دار اليدي لمطباعة و النشر‪،‬عين‬
‫مميمة‪،‬الجزائر‪،2009،‬ص‪.76‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬الطاىر الزبيري‪:‬مذكرات آخر القادة األوراس التارخيين(‪،)1962-1929‬ص‪.62‬‬
‫ظروف وأىداف ىجومات ‪ 20‬أوت ‪ ، 1955‬والتحضير ليا‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫*إعتقال مصطفى بن بولعيد قائد منطقة االوراس و ذلك في‪11‬فيفري‪ 1955‬عمى الحدود‬
‫التونسية الميبية ونقمو الى فيال خاصة بتونس من أجل إستجوابو ثم تم نقمو بعد ذلك الى سجن‬
‫الكدية بقسنطينة‪،1‬إضافة إلى اعتقال رابح بيطاط قائد المنطقة الرابعة في‪ 23‬مارس‪.21955‬‬

‫‪ /3‬الخطط التي قام بيا اإلستعمار‪ ،‬والتي تيدف إلى خنق الثورة والقضاء عمييا بشكل‬
‫نيائي‪،‬ونذكر منيا‪:‬‬

‫* تعيين جاك سوستيل حاكما عاما لمجزائر في‪25‬جانفي‪،1955‬وتم وصولو في ‪14‬‬


‫فيفري‪31955‬وقد تم اإلتصال بو من أجل إنقاذ الموقف‪ ،‬محاوال اجياض الثورة‪،‬وعدم انتشارىا‬
‫في بقية أرجاء الوطن‪،‬وذلك من خالل األفكار التي كان يحمميا‪ ،‬والتي كانت في ظاىرىا عبارة‬
‫عن إص الحات وىذا من اجل كسب ثقة الشعب باعتماده عمى تطبيق مبدأ المساواة في‬
‫الحقوق‪،‬ولكن في باطنيا تيدف سياسيتو و إصالحاتو إلى نشر سياسة اإلدماج‪ ،4‬وإلنجاح‬
‫سياستو سعى الى تشكيل كتمة سياسية عرفت بالقوة الثالثة التي تتسم بالتعقل واإلعتدال‬
‫ومتشبعة بمبادىء الحضارة الفرنسية ومناىضة لألفكار التي يتبناىا الثوار وكان ىدفيم من وراء‬
‫تأسيسيا خدمة مصالحو الخاصة ومناىضة جبية التحرير الوطني واخماد نشاطيا الثوري قبل‬
‫‪5‬‬
‫إستفحالو‬

‫‪1‬‬
‫‪-yves courriere : la guerre d’Algerie،T2، le temps des leopards، casbah edition‬‬
‫‪،alger،2005،p13.‬‬
‫‪ - 2‬أزغيدي محمد لحسن ‪:‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.99‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬عمار مالح‪ :‬المصدر السابق‪،‬ص‪.75‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬محمد عباس ‪ :‬نداء‪...‬الحق (شيادات تاريخية) ‪ ،‬دار ىومة‪ ،‬بوزريعة‪ ،‬الجزائر‪ ،2001،‬ص‪.167‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-Alistaire Horne :Histoire de la guerre d’Algerie ،edition Albin Michel،Paris،France1980،p133‬‬
‫ظروف وأىداف ىجومات ‪ 20‬أوت ‪ ، 1955‬والتحضير ليا‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫* تطبيق حالة الطوارئ‪،1‬وذلك بتاريخ ‪03‬أفريل‪ 1955‬وقد تم تطبيقو عمى منطقة األوراس‬
‫لخنق الثورة و محاصرتيا‪ ،‬ألنيا جعمت الوضع العام في خطر‪ ،‬وتم تعميم ىذا القانون عمى‬
‫كافة أرجاء الوطن في‪28‬أفريل ‪.21955‬‬

‫‪ /4‬التعزيزات الكبيرة لجنود اإلستعمار الفرنسي التي توالت عمى المنطقة و التي كانت تحت‬
‫قيادة الجنرال الرد‪.3‬فقد لوحظ خالل السداسي األول من العام ‪1955‬أنو تم إرتفاع عدد الجنود‬

‫الفرنسيين من أربعين ألف قبل الفاتح من نوفمبر إلى مايزيد عن ‪ 100‬ألف جندي‪،‬وتم تدريبيم‬
‫في مدن وأرياف اليند الصينية‪،‬وتم تسميحيم بمختمف األسمحة الفتاكة‪.‬‬

‫‪ /5‬حصار منطقة األوراس و تمشيطيا من أجل القضاء عمى الثورة باعتبارىا أىم منطقة لمثورة‬
‫و أكثرىا نشاطا‪ ،4‬وذلك من خالل قيام اإلستعمار بعدة عمميات ىجومية ضد جيش التحرير‬
‫الوطني‪.5‬‬

‫‪ /6‬اإلستنجاد بأحسن الضباط السامين الذين إكتسبوا شيرة وخبرة واسعة في ممارسة حرب‬
‫العصابات أمثال الجنرال بارالنج و العقيدين ديكورنو وبيجار‪،‬وأعطيت اإلشارة الخضراء لبدء‬
‫اليجومات عمى جبال المنطقتين األولى و الثانية خاصة‪.6‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬قانون الطوارئ‪ :‬وىو قانون يمنح القوات الفرنسية حرية العمل العسكري بالجزائر‪،‬كما تم فيو فرض رقابة صارمة عمى‬
‫الصحف و اإلعالنات و محطات اإلذاعة واألفالم السنيمائية و المسرحيات وكل االنشطة اإلجتماعية(أنظر إلى‪:‬بسام‬
‫العسمي‪:‬اهلل أكبر‪...‬وانطمقت الثورة‪،‬ط‪-1‬ط‪،2‬دار النفائس‪،‬بيروت‪،‬لبنان‪،1982،‬ص‪)115‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمد العيد مطمر‪ :‬حامي الصحراء ‪ :‬أحمد بن عبد الرزاق حمودة ( سمسمة رجال صدقوا ‪ ، )...‬دار اليدى ‪ ،‬عين مميمة ‪،‬‬
‫الجزائر ‪ ،‬ص‪75‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬عمى الكافي‪ :‬مذكرات الرئيس عمى كافي‪:‬من المناضل السياسي إلى القائد العسكري(‪)1962-1946‬دار القصبة‪،‬فيال‪،6‬‬
‫حي سعيد حمدين‪،‬حيدرة‪،‬الجزائر‪،‬ص‪.77‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬العربي الزبيري ‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.126‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬عمار مالح‪ :‬المصدر السابق‪،‬ص‪.74‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬العربي الزبيري‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.77‬‬
‫ظروف وأىداف ىجومات ‪ 20‬أوت ‪ ، 1955‬والتحضير ليا‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫‪ /7‬تحصين الثورة و حمايتيا وذلك من خالل عمميات اإلعتقال و صعوبة اإلتصال(بين قادة‬
‫المناطق) ومحاولة خنق الثورة من طرف المستعمر‪.1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ /8‬إقامة سمسمة من المعتقالت والمحتشدات ومكاتب مصالح الجوسسة‪.‬‬

‫ب) األهداف ‪:‬‬

‫بسبب تمك الظروف القاسية و الضربات الموجعة والمتتالية التي وجيت سياميا نحو‬
‫و‬ ‫الطوارئ‬ ‫حالة‬ ‫الحصار‪،‬تطبيق‬ ‫اإلبادة‪،‬حاالت‬ ‫عمميات‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫الثورة‪،‬‬
‫اإلعتقاالت‪.....‬إلخ‪،‬فما كان من قادة الثورة سوى مواجية ىذا الموقف‪ ،‬ألنيم أروا ذلك بأنو‬
‫ضرورة حتمية لمواصمة الكفاح التحريري‪ ،‬ومساندة الشعب لمواصمة دفاعو عن قضيتو‪ ،‬فجل‬

‫الذين عاشيوا الفترة أجمعوا عمى أن صاحب فكرة القيام بيجومات ىو زيغود يوسف‪،‬فبعد أن‬
‫إ ختمرت الفكرة في ذىنو أوصميا إلى مساعديو من أجل التخطيط و التنظيم‪،‬وقد وافقوا عمى ذلك‬
‫وتم رسم مجموعة من األىداف أجمع عمييا جل المصادر و الكتابات التاريخية رغم تعددىا و‬
‫التي سنخمصيا كالتالي‪:‬‬

‫‪ -1‬فك الحصار عن الوالية األولى‪،‬بعد أن تم إرسال رسالة من طرف"شيحاني بشير"إلى‬


‫قائد المنطقة الثانية واصفا فييا خطورة الوضع الذي آلت إليو المنطقة و تشديد الحصار‬
‫عمييا‪.‬‬
‫‪ -2‬إحباط سياسة"جاك سوستيل" الرامية إلى القضاء عمى الثورة‪،‬وذلك من خالل رفض‬
‫وقطيعة جل اإلصالحات و المشاريع التي أتى بيا‪.3‬‬
‫‪ -3‬الرد عمى المستعمر و إعالمو بأن المنطقة الثانية ال تزال في الواجية و الثورة فييا ال‬
‫تزال مستمرة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عمي كافي ‪:‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.77‬‬
‫‪ - 2‬محمد عمى مطمر‪:‬المرجع السابق‪،‬ص‪.73‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬محمد عباس ‪:‬المرجع السابق‪،‬ص‪.356،355‬‬
‫ظروف وأىداف ىجومات ‪ 20‬أوت ‪ ، 1955‬والتحضير ليا‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫‪ -4‬رفع معنويات المجاىدين و تحطيم أسطورة اإلستعمار و جيشو الذي ال يقير‪،‬واعادة‬


‫الثقة و تعزيز الروح القتالية لممجاىدين و الشعب عمى السواء وبث الرعب بين صفوف‬
‫المستعمر‪.‬‬
‫‪ -5‬تكذيب كل اإلدعاءات التي كان يروج ليا االستعمار الفرنسي داخميا و خارجيا‪ ،‬والتي‬
‫مفادىا أن ما يحدث في الجزائر مجرد أعمال شغب قام بيا خارجون عن القانون و‬
‫بأنيا تابعة لبعض العواصم الخارجية وذلك بإثبات وظيفة الثورة و شعبيتيا‪.‬‬
‫‪ -6‬كسب ثقة كل تيارات الحركة الوطنية و الشخصيات الجزائرية المترددة المرتبطة‬
‫باألحزاب في صفوف جبية التحرير الوطني‪ ،‬ولتوحيد صفوف وجيود الحركة الوطنية‬
‫من أجل االستقالل‪.1‬‬

‫‪-7‬نقل الحرب الساخنة من الجبال و األرياف إلى المدن و القرى من أجل التخفيف عن‬
‫الحصار المفروض عمى الريف‪،‬وكذلك ليأكدوا لإلستعمار بأن الثورة في كل مكان وكل شبر من‬
‫أرض الوطن‪.2‬‬

‫‪/8‬حث باقي المناطق عمى ضرورة الوقوف و اإلتحاد ووعييم بحتمية الثورة حتى تشمل جميع‬
‫ربوع الوطن‪.‬‬

‫‪/9‬التضامن الفعال مع الشعب المغربي الشقيق في الذكرى الثانية لنفي ممكو محمد الخامس إلى‬
‫مدغشقر‪.‬‬

‫‪/10‬استكمال شمولية الكفاح في كل أرجاء المغرب العربي وىذا ما جاء بو بيان أول‬
‫نوفمبر‪.31954‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أزغيدي محمد لحسن ‪:‬المرجع السابق‪،‬ص‪.104‬‬
‫‪-2‬الشافعي درويش‪ 20 :‬أوت ‪ 1955‬يوم تاريخي من ايام ثورة نوفمبر المجيدة ‪ ،‬مجمة الواحات لمبحوث والدراسات ‪ ،‬المجمد‬
‫‪ ،7‬العدد ‪ ، 02‬جامعة غرداية ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬عمى كافي ‪ :‬المصدر السابق‪،‬ص‪.77‬‬
‫ظروف وأىداف ىجومات ‪ 20‬أوت ‪ ، 1955‬والتحضير ليا‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫‪/11‬إعطاء نفس جديد لمنشاط اإلعالمي و الدبموماسي لمجزائر‪.‬‬

‫‪/12‬مساعدة الوفد الجزائري في مساعيو لتدويل القضية الجزائرية ولفت أنظار الرأي العام‬
‫العالمي‪،‬وذلك من خالل إدراجيا ضمن جدول أعمال الجمعية العامة‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد عباس ‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.356‬‬
‫ظروف وأىداف ىجومات ‪ 20‬أوت ‪ ، 1955‬والتحضير ليا‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬اإلعداد و التحضير لمهجومات‪:‬‬

‫لقد تطمب القيام بتمك اليجومات التي سعى وفكر فييا زيغود ورفقائو تخطيطا وتفكي ار ثوريا‬
‫موضوعيا واستعدادا كبي ار لمتضحية‪ ،‬وىذا ما أكد عميو المجاىد الراحل"عمي الكافي"في‬
‫مذكراتو‪،‬حيث دام اإلعداد لتمك اليجومات حوالي ثالثة أشير‪،‬وقد كان اختيار األماكن حسبو‬
‫مدروسا و دقيقا و مضبوطا يخضع لشروط ثالث أساسية وىي‪:‬‬

‫‪/1‬أبعاد العممية يجب أن يتحسس بيا الجميع إلى أبعد حد‪.‬‬

‫‪/2‬جمع و نقل و تخزين األسمحة و تجمع المشاركين يجب أن يتم دون مشاكل أو صعوبات‪.‬‬

‫‪/3‬االنسحاب يجب أن يتم في أحسن الظروف‪.1‬‬

‫وانطالقا من تمك األىداف التي سطرىا القادة وعمى رأسيم زيغود يوسف‪،‬بدأ تطبيقيا‬
‫عمى أرض الواقع‪ ،‬وىذا من خالل تمك العمميات العسكرية الظافرة التي قاموا بيا و التي من‬
‫أبرزىا‪:‬‬

‫*معركة ‪08‬ماي ‪:1955‬وقد ذكرنا تفاصيميا سابقا‪،‬وىي عممية مخمدة لحوادث ‪08‬ماي‪.1945‬‬

‫*معركة‪05‬جويمية‪:1955‬وىي كذلك تم ذكر مجرياتيا سابقا‪ ،‬وىي عممية بمناسبة الذكرى ‪125‬‬
‫إلحتالل الجزائر‪.‬‬

‫إبتداء من ‪ 12‬جويمية عقدت قيادة المنطقة سمسمة من اإلجتماعات بدوار الكدية‪،‬تم‬


‫خالليا تقديم الخطة العامة ليجوم ‪20‬اوت ‪ 1955‬مع شرح دوافعو و أىدافو و النتائج المنتظرة‬
‫منو‪ ،‬وقد استغرقت ىذه اإلجتاماعات حوالي‪03‬اسابيع‪ ،‬وقد حضره المشرف األول و صاحب‬
‫القرار زيغود يوسف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عمي كافي‪ :‬المصدر السابق‪،‬ص‪ -‬ص ‪83،77‬‬
‫ظروف وأىداف ىجومات ‪ 20‬أوت ‪ ، 1955‬والتحضير ليا‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫باإلضافة إلى‪:‬عمار بن عودة‪،‬لخضر بن طوبال‪،‬عبد المجيد كحل الراس‪،‬عمار بوقالز‪،‬البشير‬


‫بوقادوم‪،‬عمر شطابي‪،‬محمد رعوة‪،‬اسماعيل زيقوت‪ ،1‬صالح بوبنيدر‪،‬إبراىيم شيبوط‪،‬مسعود بو‬
‫جريو‪،‬عمي كافي‪ ،‬وىذا من أجل توسيع العممية حسب ما جاء في مذكرة المجاىد الراحل"عمي‬
‫كافي"فإن زيغود يوسف بعث برسالتين إلى المنطقيتين األولى(األوراس)و الثالثة(بالد‬
‫القبائل)‪،‬ىذه األخيرة بدورىا تقوم بإبالغ بقية المناطق بتمك العممية‪ ،‬وقد دعاىما زيغود إلى القيام‬
‫بعمميات منسقة‪،‬إال أنو لم يتمكن من ذلك‪،‬ألن المبعوث إلى المنطقة األولى صادفو استشياد‬
‫شيياني بشير‪ ،‬والمبعوثات لممنطقة الثالثة تم القبض عمييما من طرف العناصر المصاليو‪.2‬‬

‫وعميو فإننا يمكن تقسيم خطة اليجوم التي درسيا المشاركون في ىذا المؤتمر و حصرىا‬
‫في محاور كالتالي‪:‬‬

‫‪-‬المحور األول‪ :‬اختيار مكان وزمان شن اليجومات و مدتيا‪ :‬حيث في بداية األمر واجيت‬
‫القداة مشكمة في اختيار اليوم و الوقت إلنطالق تمك العمميات‪،3‬إال أن زيغود يوسف قرر بدأ‬
‫اليجوم في منتصف نيار السب‪20‬أوت ليستمر األحد و اإلثنين‪ ،‬وقد اختير ذلك اليوم إلى عدة‬
‫أسباب نذكر منيا‪:‬‬

‫‪ -1‬كان يوم عطمة بالنسبة لجنود اإلستعمار‪.‬‬

‫‪ -2‬صادف اليوم السوق األسبوعي لمدينة سكيكدة أين تكثر الحركة والنشاط مما يساعد ذلك‬
‫عممية التنكر بالنسبة لممجاىدين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬زىير أحدادن‪ :‬المختصر في تاريخ الثورة التحريرية‪،‬مؤسسة أحدادن والتوزيع‪،‬الجزائر‪،‬ص‪.20‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عمي كافي ‪ :‬المصدر السابق‪،‬ص‪.83،82‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬سعد لعمارة‪ ،‬فيروز بشيري ‪:‬صالح بوبندير و دوره السياسي و العسكري‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شيادة المستر أكاديمي في‬
‫التاريخ‪،‬جامعة محمد بولضياف‪،‬المسيمة‪،‬الجزائر‪،2017/2016،‬ص‪.46‬‬
‫ظروف وأىداف ىجومات ‪ 20‬أوت ‪ ، 1955‬والتحضير ليا‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫‪ -3‬صادف الذكرى الثانية لنفي ممك المغرب محمد الخامس‪.1‬‬

‫وفيم ا يخص زمن اليجومات فقد قرر أن تكون العمميات في منتصف النيار وىو وقت‬
‫صالة الظير‪،‬و قد أراد زيغود أن تمتزج الدعوة لمصالة بالدعوة لمجياد وىو ما حدث في أغمبية‬
‫القرى و المدن‪.2‬كما كان القصد من ذلك ىو المجاىرة بالثورة وقطع كل الصالت مع‬
‫العدو‪.3‬كما أن ىذا التوقيت يصا دف خروج األوروبيين من أجل تناول الطعام بعد أخذ قسط من‬
‫ال راحة‪ ،‬وىذا ما يسيل لممجاىدين الدخول إلى أماكن العمميات دون لفت االنظار ليم‪ ،‬وبذلك‬
‫يصنعوا عنصر المفاجأة لقوات العدو و يمحقوا بيم خسائر مادية و بشرية كبيرة‪.4‬‬

‫أما ا لمدة الزمنية التي خطط ليا فقد تم تحديدىا في ثالثة أيام‪،‬لكل يوم أىدافو‪،5‬و ذلك‬
‫عمى النحو التالي‪:‬‬

‫*اليوم األول‪20‬أوت‪:1955‬يكون اليجوم عمى المدن جيشا و شعبا‪.‬‬

‫*اليوم الثاني‪21‬أوت‪:1955‬التصدي لإلستعمار عن طريق وضع الكمائن في كل الطرقات‬


‫لحماية مراكز جيش التحرير الوطن ي‪،‬باإلضافة إلى كسب السالح من عمميات تمك الكمائن و‬
‫اإلشتباكات مع قوات اإلستعمار‪.‬‬

‫*اليوم الثالث‪22‬أوت‪:1955‬تنفيذ حكم اإلعدام عمى كل الخونة‪.6‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حسن بومالي ‪ :‬مظاىر من تنظيم جبية التحرير الوطني في بداية الثورة ‪،1962-1954‬رسالة ماجستير في‬
‫اإلعالم‪،‬جامعة الجزائر‪ ،‬ديسمبر‪ ،1985 ،‬ص‪.219‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬الشافعي درويش‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.72‬‬
‫‪-3‬عمار بوحوش ‪ :‬التاريخ السياسي لمجزائر من البداية ولغاية ‪ ، 1962‬ط‪ ، 1‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪،‬‬
‫‪ ،1997‬ص‪.388‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬حسن بومالي ‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪220‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬عمي كافي ‪ :‬المصدر السابق‪،‬ص‪83‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬أزغيدي محمد لحسن‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.105‬‬
‫ظروف وأىداف ىجومات ‪ 20‬أوت ‪ ، 1955‬والتحضير ليا‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫أما بالنسبة ألماكن العمميات فقد تم ضبط القائمة من ‪ 39‬ىدفا موزعة بين المدن و‬
‫القرى و مراكز جيش اإلحتالل‪.1‬كالتالي‪ :‬قسنطينة‪-‬لخروب‪-‬فيميفيل‪-‬القل‪-‬عين أعبيد‪-‬وادي‬
‫الزناتي‪-‬كالرمان سماندو‪-‬الحروش‪ -‬قالمة‪-‬الميمية‪-‬سطورة‪-‬فمفمة‪ ،2‬وقد أختيرت ىذه األماكن‬
‫عالوة ما تحتوية من أىداف عسكرية واقتصادية‪ ،‬فيي تشيد نشاطا مدنيا من قبل سكانيا‬
‫المعمرين الفرنسيين البالغ عددىم حوالي مائة وعشرين ألف معمر‪،‬يسكنون المزارع و الضيع و‬
‫يشتغمون بالتجارة و الصناعة‪.3‬‬

‫*المحور الثاني‪ :‬تحضير اإلمكانيات المختمفة في مختمف الجوانب وهي‪:‬‬

‫*التحضير المادي‪:‬وقد تمثل في جمع األسمحة و الذخيرة و المؤونة من المواطنين‪ ،‬وكانت‬


‫عممية حاسمة حقق فييا المجاىدين سبقا ىاما عمى قوات اإلحتالل‪.‬‬

‫*التحضير النظامي‪:‬تمثل في إستكمال تنظيم أقسام المنطقة و نواحييا و تعيين مجالس قيادتيا‪.‬‬

‫*التحضير النفسي‪:‬حيث سبقت العمميات جممة نفسية ىدفيا تحطيم اسطورة"الغول‬


‫اإلستعماري"و تعويضيا بأسطورة"المجاىد الذي ال يخترقو الرصاص"‪.4‬‬

‫بعد اإلجتماع مباشرة تسمم كل واحد األوامر و التعميمات من زيغود يوسف‪ ،‬حيث توجو كل‬
‫مسؤول إلى ناحيتو إلعداد التنفيذ و شرح أىداف العممية‪ ،‬و توزيع األسمحة المتوفرة و إعطاء‬
‫التعميمات بصنع أكبر عدد من القنابل‪،‬وكان زيغود ومساعدوه مقتنعين بأن الشعب سيوضع أمام‬
‫إمتحان عسير‪،‬وفي النياية يواكب العمل‪،‬يتصدر العمميات خاصة المناضمين‪،‬الجنود أبناء حزب‬

‫‪ - 1‬محمد عباس‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.38‬‬


‫‪ - 2‬حسن بومالي ‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.234‬‬
‫‪ 3‬أزغيدي محمد لحسن ‪ :‬المرجع السابق‪،‬ص‪.426‬‬
‫‪ - 4‬محمد عباس ‪:‬المرجع السابق‪،‬ص‪.356‬‬
‫ظروف وأىداف ىجومات ‪ 20‬أوت ‪ ، 1955‬والتحضير ليا‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬

‫الشع ب المميئة بيم كل جيات المنطقة الثانية و الذين كانوا ينتظرون ىذه الفرصة بإيمان قوي و‬
‫‪1‬‬
‫قناعة ثورية صمبة واستعداد لمثأر و الفداء‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عمي كافي ‪:‬المصدر السابق‪،‬ص‪.84‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫سير هجومات ‪ 02‬أوت ‪، 5511‬‬
‫ورد فعل السلطات االستعمارية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬سير الهجومات‬


‫المبحث الثاني‪ :‬ردود فعل السلطات اإلستعمارية‬
‫سير ىجومات ‪ 20‬أوت ‪ ، 1955‬ورد فعل السمطات االستعمارية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬سير الهجومات‪:‬‬

‫حسب الخطة المرسومة التي خطط ليا المسؤولون‪،‬فقد دخل المجاىدون صبيحة يوم‬
‫السبت ‪ 20‬أوت إلى القرى و المدن متنكرين بالثياب المدنية و من تحتيا المباس العسكري‬
‫والسالح‪ ،‬متجيين إلى األسواق ومختبيئين في منازل المواطنين أو متمركزين في الغابات و‬
‫اليضاب القريبة من مسارح العمميات حتى ال ينكشف أمرىم‪ ،1‬وقد اتفقوا عمى اإلشارة التي‬
‫سيبدأون بيا ىجوميم عندما تحين ساعة الصفر لرفع العمم الجزائري‪،‬الذي تصخبو صيحات‬
‫المجاىدين بكممة"الجياد في سبيل اهلل"وىي إشارة إلنطالق اليجوم"‪.2‬‬

‫وىكذا وما إن حان الوقت ونادى المؤذن بصوت عالي"اهلل أكبر"حتى انطمق صوت‬
‫الرصاص ودوي القنابل يخترقان عنان السماء عبر كامل تراب المنطقة الثانية‪،3‬وشممت كل من‬
‫قسنطينة و سكيكدة‪،‬قالمة‪،‬واد زناتي‪،‬عين أعبيد‪،‬عزابة‪،‬القل‪،‬الميمية‪،‬و الفجاج و الحروش و‬
‫السمندو سيدي مزغيش و الخروب و سطورة و مناجم العالية‪،4‬وقد كان المجاىدون و المسبمون‬
‫و المناضمون أينما توجيوا إال و يجدون أماميم الجموع الغفيرة من الجماىير‪،‬رجاال و نساءا‪،‬‬
‫شبانا و فتيات في تظاىرات صاخبة ممزوجة بالزغاريد و اليتافات‪،‬وىي تحمل األعالم الوطنية‬
‫و الفؤوس و السكاكين و اليروات و العصي و بعض القطع الحديدة البسيطة‬

‫كان أغمبيم من جنود الجيش التحرير الوطني و المسبمين و الفدائيين يحممون بنادق‬
‫الصيد أو السالح الحربي‪،‬ولكن عمى الرغم من نقص األسمحة وانعدامو لدى أغمبية المشاركين‬
‫في اليجوم‪،‬فقد احتل المشاركون بعض المدن و القرى و مكثوا فييا لعدة ساعات مثل قرية‬
‫أراقو‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مجمة أول نوفمبر‪:‬العدد‪،25‬الجزائر‪،1977،‬ص‪.19‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬مجمة أول نوفمبر‪:‬العدد‪،24‬الجزائر‪،1977،‬ص‪.42‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬مجمة أول نوفمبر‪:‬العدد‪،45‬الجزائر‪،1980 ،‬ص‪.19‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬محمد العربي الزبيري‪:‬تاريخ الجزائر‪،‬المعاصر‪،1962-1954،‬ج‪،2‬منشورات اتحاد الكتاب العرب‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫سوريا‪،1999،‬ص‪.41‬‬
‫سير ىجومات ‪ 20‬أوت ‪ ، 1955‬ورد فعل السمطات االستعمارية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫*تفاصيل اليجوم في بعض مدن المنطقة(نماذج)‪:‬‬

‫‪-‬ناحية سكيكدة ‪ :‬تم تقسيم المجاىدين إلى تسع فرق‪،‬كل فرقة تدخل عمى مدخل من مداخل‬
‫المدينة كما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬دخل"الشبل الصالح" عمى الطريق الرابط بين ليمو(كرومة) و طريق السكة الحديدية‪.‬‬

‫‪ -‬دخل كل من االخوة المجاىدين"بوعوكل محمد"‪"،‬عمقمى عالوة"و"بوزغاية صالح" عمى طريق‬


‫المطار الشرقي‪.‬‬

‫‪ -‬دخل"بوكرمة أحمد"عمى ممعب كونداس"‪20‬أوت"‪.‬‬

‫‪ -‬دخل"سمطان بشير" عمى دار بمحداد‪.‬‬

‫‪ -‬دخل"الحضري بولوداني"عمى جبانة الفرنسيس‪.‬‬

‫‪ -‬دخل بوشطاطة"عمى سبع أبيار"‬

‫‪ -‬دخل"حفص أحمد" عمى المسمخ‪.‬‬

‫‪ -‬دخل كل من األخوين"بوروية موسى"‪"-‬سعدون دحمان"عمى طريق الرابط بين العالية و‬


‫غالي‪.‬‬

‫وعن اليجومات في ىذه المنطقة يقول المجاىد"الشبل صالح"أن الهجومات دامت قميل‬
‫في مجموعها‪،‬لكنها امتدت مع ذلك أكثر من نصف ساعة في بعض الجهات‪،‬غير أن الهجوم‬
‫الذي وقع في مقبرة"الفرنسيس"قد كشف قبل قيامو‪،‬أما المداخل األخرى فكانت ىجوماتنا ناجحة‬
‫ألنيا أتت عمى التجييزات المادية و البشرية لممستعمر‪.1‬‬

‫‪ - 1‬عبد الرحمان بلعقون‪:‬هجومات ‪20‬أوت ‪،1955‬مجلة أول وفمبر‪،‬العدد‪،45‬الجزائر‪،1980،‬ص‪.29‬‬


‫سير ىجومات ‪ 20‬أوت ‪ ، 1955‬ورد فعل السمطات االستعمارية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫‪-‬مدينة الحروش‪ :‬قسموا المجاىدين إلى ثالثة أفواج لمحاصرة المدنية من ثالث طرق رئيسية‪،‬و‬
‫عن أحداثيا يقول المجاىد"العايب دراجي"‪"،‬وجود تطويق منشآت العدو ‪،‬اختمط األمر في البداية‬
‫وساء العدو ذلك كثيرا‪،‬فعمد إلى تصويب نيرانو في كل جية"ويسترسل حديثو و قال أنيم‬
‫إستخدموا األسمحة الثقيمة و القصف بالمدفعية حينما عمم بتواجد فرقة من المجاىدين بدار‬
‫العدالة‪،‬التي تسمل إلييا المجاىدون و بداخميا تمكنوا من الحصول عمى وثائق سرية ىامة‪،‬كما‬
‫تمكنوا من تحطيم كل مالو صمة وثيقة بالمستعمر‪،‬وعن حماس الشعب يقول ذات المتحدث‪:‬كان‬
‫التفاف الجماىير الشعبية في انحاء المدينة تفويضا لدعائم اإلستعمار في بعض الجيات‪ ،‬ولما‬
‫يئس المستعمر من دخول دار العدالة قصفيا بالمدفعية الثقيمة استمرت حتى الساعة الرابعة بعد‬
‫الزوال‪.1‬‬

‫‪-‬مدينة وادي الزناتي‪:‬كان قائد العمميات التي شممت وادي الزناتي و ضواحييا المجاىد"رابح بو‬
‫لوصيف"‪ ،‬و تشتمل ىذه الناحية كل من‪ :‬عين عبيد ‪ ،‬عين قارة‪ ،‬تامموكة‪ ،‬عيم مخموف‪ ،‬و‬
‫السواحمية‪ ،‬وقد قسمت الجية كما يمي‪:‬‬

‫‪/1‬ناحية عين عبيد و ىدفيا قرية عين عبيد نفسيا‪.‬‬

‫‪/ 2‬بقية النواحي كان ىدفيا مدينة وادي الزناتي‪ ،‬فناحية تامموكة و عين التراب تياجم‬
‫البمدة‪ ،‬وناحية عين مخموف وراس العقبة من جية الشرق طريق قالمة تياجم مركز الجندرمة ‪،‬‬
‫وناحية السواحمية‪-‬الشمال و الغرب‪ -‬عمى جبل عين القمح تياجم السجن و حامية المدينة و‬
‫مراكز الحكومة المحمية المحكمة و دار البمدية و دار الشرطة‪.‬‬

‫وقد بدأت اليجومات في ىذه الناحية‪ ،‬عندما قام المجاىدين بحرق أربع سيارات لمعدو من‬
‫نوع(جيب)وقتل جنودىا وسمبوىم من أسمحتيم و لباسيم وبعض الوثائق التي كانت بحوزتيم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مجمة أول نوفمبر‪:‬العدد‪،47‬الجزائر‪،1980،‬ص‪.30-23‬‬
‫سير ىجومات ‪ 20‬أوت ‪ ، 1955‬ورد فعل السمطات االستعمارية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫وأمام ىذا الزحف وقع رعب كبير لقادة الجيش الفرنسي‪ ،‬مما أدى بيم إلى إعطاء األوامر‬
‫بانسحاب الحامية إلى خارج المدينة‪،‬و التمركز لمدفاع‪ ،‬أما الجنود السينغاليون فقد فروا قبل أن‬
‫يصميم األمر‪ ،‬ولما أروا ىذه الجموع ال تحمل أسمحة ثقيمة ما عدا العصي‪،‬فتشجعوا و تصدوا‬
‫بكل قواى م لمشعب و كانت المدافع المنصوبة فوق سطوح العمارات ترسل حمميا عمى‬
‫المجاىدين والمياجمين من الشعب بدون انقطاع‪،‬وفي ىذا يقول المجاىد"رابح بن لوصيف"قائد‬
‫العمميات"كانت األناشيد و أصوات المجاىدين تعمو منادية"اهلل أكبر اهلل أكبر"الى اإلمام‪ ،‬مرفوقة‬
‫بزغاريد النساء في الشرفات و سطوح المنازل‪-‬إلى أن سيطر المجاىدين عمى المدينة لكن لفترة‬
‫قصيرة"‪.1‬‬

‫‪-‬ناحية ميمية‪ :‬يشير المجاىد"عمار قميل"في كتابو ممحمة الجزائر إلى أن سير العمميات بمنطقة‬
‫الميمية اختمفت عن مثيالتيا في منطقة سكيكدة‪،‬وذلك يرجع إلى اختالف التكتيك الذي اتبع‪،‬فقد‬
‫كانت ىذه المنطقة الممتدة من عين قشرة حتى وادي ابرجانو تقع تحت قيادة"مسعود بوعمي" وىو‬
‫مساعد األخضر بن طوبال‪،‬فقد قام"مسعود بوعمي"بتنظيم المجاىدين و المسبمين و تحضيرىم‬
‫لميجوم عمى األىداف المحددة‪،‬مراعيا في ذلك أن يكون اإلعتماد في تنفيذىا عمى المجاىدين‬
‫بالدرجة األول ى‪،‬ويكون الشعب ومعو مجموعة من المسبمين خمفيم‪،‬وذلك عممي خالفا ما حصل‬
‫في المناطق األخرى حيث كان إقحام الشعب وسط المجاىدين سببا في الوقوع الكثير من‬
‫الضحايا وفقا لرؤية المجاىد عمار قميل‪ ،‬وىذا ما جعل العمميات في منطقة الميمية أكثر‬
‫إحترافية والتي دامت ثالثة أيام‪ ،2‬كانت كالتالي‪:‬‬

‫‪-‬اليوم األول‪:‬تواصل اليجوم مدة‪05‬ساعات‪،‬حيث لم يتمكن خالليا العدو من محاصرة جنود‬


‫الجيش التحرير الوطني‪،‬والذي اعتمدوا عمى استراتيجية جد فعالة أبعدت عنيم الحشود الضخمة‬
‫المتمثمة في النجدات التي تزحف من مدينة سكيكدة‪ ،‬وذلك برمييا لمقنابل و العبوات الناسفة في‬

‫‪ - 1‬عبد الرحمان بلعقون‪:‬المصدر السابق‪،‬ص ‪.30- 29‬‬


‫‪ - 2‬عمار قليل‪:‬ملحمة الجزائر الجديدة‪،‬ج ‪، 1‬دار البعث‪،‬قسنطينة‪،‬الجزائر‪،1991.،‬ص‪023‬‬
‫سير ىجومات ‪ 20‬أوت ‪ ، 1955‬ورد فعل السمطات االستعمارية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫مختمف الجيات‪،‬الشيء الذي عمل عمى تشتيت شبكة مراقبة قوات العدو المكثفة‪ ،‬وزاد من‬
‫تخوفاتيا أكثر بفضل النقاط المتباعدة التي شممت عممية المجاىدين اليجومية‪،‬وبالرغم من‬
‫وصول النجدات المجندة خصيصا لمقضاء عمى مقاومة فرقة المجاىدين‪ ،‬الذي قام أفرادىا لدى‬
‫إنسحابيم في منتصف الميل بإحراق أكوام التبن والقش‪،‬وىذا بيدف تحويل أنظار العدو من‬
‫اإلتجاه الذي يسمكونو لإللت حاق بمواقع اتصالتيم و تجمعاتيم مع بقية أفواج النواحي العسكرية‬
‫األخرى‪.‬‬

‫‪-‬اليوم الثاني‪:‬تميزت العمميات اليجومية لميوم الثاني بعدم التصدي لمعدو وجيا لوجو وىذا‬
‫بعكس ما حدث في اليوم األول‪،‬بل التزمت خالليا فرق المجاىدين التي تحولت من مشتى‬
‫انفادرية وواد بوسيابة نحو القنطرة التي أصبحت غير صالحة لممرور‪،‬ويتحتم عمى القادمين‬
‫الصعود عمى مشتى الس ارد والمشاط وانفادرية‪ ،‬وبعد التحاق جمع من السكان المدنيين تم تدمير‬
‫القنطرة بواسطة لغم‪ ،‬و واصموا مسيرىم حتى اكتشفوا بأن العددو يزحف إلى عين المكان‬
‫لتطويق سكان المنطقة‪،‬فبادروا المجاىدين بإطالق النار و قد استمر ذلك لساعات‪،‬تكبدت‬
‫خالليا قوات العدو مقتل ثالثة عساكر و تدمير دبابة‪،‬بينما جرح بعض المجادين‪.1‬‬

‫‪-‬اليوم الثالث‪ :‬تم توزيع الميام من أجل الدخول لمميمية‪،‬وتم تقديم بعض األسمحة و المواد التي‬
‫كان ليا تأثير حربي من طرف السكان‪ ،‬وقد صرح المجاىد"مسعود بوعمي"عن اليجومات في‬
‫اليوم األخير‪،‬بأنيا لم تختمف عن األيام التي سبقت‪،‬فكانت ىناك طائرات استكشافية تحوم‪،‬وقد‬
‫أصيبت بعطب من المجاىد"قرفي عمر"والذي كان في حوزتو رشاش موزار‪،‬ونتيجة سماع‬
‫طمقات النيران تحركت قوات العدو‪،‬إال أن المجاىدين واجيوا ببسالة عساكر العدو وأحدثت في‬
‫صفوفيم خسائر قدرت بمقتل(‪)45‬جنديا مع اغتنام قطعتي رشاش‪،2‬كما تم نصب كمين لحاكم‬
‫الميمية و الذي وقع فيو و تم قتمو‪،‬واغتنم المجاىدين سالحو‪ ،‬وتم تحطيم عدة جسور‪،‬وقطع‬

‫‪ - 1‬حسين بوعلي‪:‬أضواء على الهجوم‪ 20‬أوت‪1955‬بناحية الميلية‪،‬مجلة أول نوفمبر‪،‬العدد‪،52‬الجزائر‪،‬ص‪.25-24‬‬


‫‪ - 2‬حسين بوعلي‪:‬المصدر السابق‪،‬ص ‪.25‬‬
‫سير ىجومات ‪ 20‬أوت ‪ ، 1955‬ورد فعل السمطات االستعمارية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫أسالك الكيرباء و الغاز و الياتف‪،‬و حرق شاحنات المعمرين‪،‬باإلضافة إلى تطويق مدينة‬
‫الميمية من جميع الجيات وعزليا عن العالم الخارجي‪،‬حيث التزم الجنود الفرنسيون ثكناتيم‬
‫واتخذوا موقف الدفاع و الحذر‪،‬كما توج المجاىدين ىجوماتيم باحتالل قرية(أراقو)‪،‬التي كان‬
‫يسكنيا المعمرون‪،‬حيث تم تحريرىا تماما ورفع العمم الجزائري فوقيا‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عمار قميل‪:‬المصدر السابق‪،‬ص‪. 321‬‬
‫سير ىجومات ‪ 20‬أوت ‪ ، 1955‬ورد فعل السمطات االستعمارية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬ردود فعل السمطات اإلستعمارية‪:‬‬

‫أصيبت اإلدارة الفرنسية بخيبة أمل كبير بعد تمك اليجومات التي أثرت عمييا بشكل‬
‫كبير‪،‬مما جعميا تتخذ عدة إجراءات كرد فعل عمى تمك اليجومات و محاولتيم القضاء عمييم‪:‬‬

‫أ‪-‬اإلجراءات العسكرية‪ :‬من بين اإلجراءات التي اتخذىا المستعمر عمى الصعيد العسكري‬
‫نذكر‪:‬‬

‫‪-1‬تعميم القمع الوحشي عمى المواطنين الجزائريين‪ :‬فقد قامت القوات اإلستعمارية بمجازر‬
‫انتقامية رىيبة واسعة النطاق‪ ،‬اتسمت باليمجية و الوحشية و بأقصى أنواع التعذيب و التنكيل‬
‫و القتل الجماعي‪،‬لسكان القرى و المشاتي و المدن التي شيدت تمك اليجومات‪،‬ففي مدينة‬
‫سكيكدة ماىي اال ساعات معدودة من تطبيق عممية اليجومات الظافرة‪،‬قامت السمطات الفرنسية‬
‫باستدعاء ن جداتيا العسكرية من أجل تطيير منطقة سكيكدة و ضواحييا‪،‬حيث وصل الغضب‬
‫بقوات الجيش الفرنسي إلى حد تطويق األىاالي جماعات و صبت عمييم وابل من نيران‬
‫رشاشاتيا بعد اقتحام كل البيوت و المحالت‪،‬اآلىمة بالسكان‪،‬حيث سيق الرجال تحت التيديد و‬
‫الرفس بمؤخرات الرشاشات إلى الممعب البمدي وىناك تعرضوا جماعيا ألساليب القير المسمطة‬
‫عمييم و قبر المئات صفوفا صفوفا تعموىم أكوام التراب و تنزف من أبدانيم المجاري من‬
‫الدماء‪،‬حيث وصل عدد ضحايا الممعب البمدي حسب شيادة المجاىد"جرو حسين"ما يقارب‬
‫‪04‬آالف ضحية‪،‬باإلضافة إلى عدد األشخاص الذين حولوا إلى معتقالت التعذيب الوطني‪.1‬‬

‫كما تم تنفيذ حكم اإلعدام في حق ‪500‬مواطن في مشتة الرفراف بضواحي‬


‫سكيكدة‪،‬ودفن الكثير منيم أحياء في خنادق حفرت بواسطة الجرافات‪ ،‬و في بعض األماكن‬
‫األخرى قتل العدو ماال يقل عن ‪ 3500‬مواطن‪،‬ثم أن فرنسا قامت باستعمال الطيران لحرق‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عبد الرحمان بمعقون‪:‬المصدر السابق‪،‬ص ‪.21‬‬
‫سير ىجومات ‪ 20‬أوت ‪ ، 1955‬ورد فعل السمطات االستعمارية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫واتالف المزارع والقاء القنابل عمى القرى و المداشر‪،‬و تتبع المجاىدين في الجبال و الغابات‪،‬‬
‫وقامت البحرية من جيتيا بإلقاء قنبمة عمى سكان القرى الساحمية في مدينة القل‪.1‬‬

‫كما كان اإلنتقام شديدا في مدينة وادي الزناتي التي أخذىا المستعمر أخذا شديدا‪،‬حيث‬
‫امتألت الشوراع و الطرقات بجثث القتمى‪،‬ولم يكتف المستعمر بذلك بل كانوا يجمعوىم ويدفنوىم‬
‫جماعيا وىم أحياء‪.2‬‬

‫وقد شممت عمميات العدو اإلنتقامية كذلك مشتتة"قامو" بدوار العممة‪،‬حيث ارتكبت‬
‫القوات الفرنسية فييا مجازر فظيعة حيث كانت تحمل المواطنين في الطائرات الييميكوبتر ثم‬
‫تمقي بيم في الجو‪.‬‬

‫‪ -2‬تقارير القوات الفرنسية‪:‬حيث اتخذت السمطات الفرنسية قرار‪،‬وذلك بتنظيم قواتيا العسكرية‬
‫بالجزائر و توحيدىا تحت قيادة مسؤول عسكري‪،‬يكون قائدا لقواتيا البرية و الجوية و البحرية‪،‬و‬
‫بذلك من أجل القضاء النيائي عمى الثورة الجزائرية‪،3‬كما قامت بمضاعفة عدد قواتيا‬
‫بالجزائر‪،‬وذلك من أجل تعزيز قوتيا اإلستعمارية حيث ضاعفت عدد الجنود و الضباط‬
‫الفرنسيين فوصل عددىم إلى‪190‬ألف ضابط وجندي‪،‬وقامت بإرسال فيالق ووزعت السالح عمى‬
‫المستوطنين األوروبيين المقيمين في القرى البعيدة عمى المراكز العسكرية‪.4‬‬

‫‪-3‬إنشاء األقسام اإلدارية المتخصصة‪ :‬لقد عممت السمطات االستعمارية عمى إثر ىجومات‬
‫‪20‬أوت مكاتب الشؤون األىمية عمى بقية مناطق القطر الجزائري‪،‬حيث يقوم ىذا الجياز بعممية‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حسين بوعمي‪:‬المصدر السابق‪،‬ص‪.35‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬زغيدي محمد لحسن‪:‬المرجع السابق‪،‬ص‪. 109‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬لحسن بومالي‪:‬أدوات التجنيد و التعبئة الشعبية الجماىرية أثناء الثورة التحريرية الجزائرية (‪،)1962-1954‬دار‬
‫المعرفة‪،‬الجزائر‪،2010،‬ص‪.192‬‬
‫‪4‬‬
‫التحريرية(‪،)1962-1954‬ط‪،1‬البصائر‬ ‫لمثورة‬ ‫اإلداري‬ ‫و‬ ‫السياسي‬ ‫اهلل‪:‬التنظيم‬ ‫ضيف‬ ‫عقمية‬ ‫‪-‬‬
‫الجديدة‪،‬الجزائر‪،2013‬ص‪.230‬‬
‫سير ىجومات ‪ 20‬أوت ‪ ، 1955‬ورد فعل السمطات االستعمارية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫إستمالة السكان المدنيين‪،‬وذلك عن طريق تمبية الحاجيات األساسية و مساعدتيم عمى تحسين‬
‫معيشتيم‪،‬مقابل الحصول عمى معمومات منيم تخدم العمميات العسكرية الفرنسية في الجزائر‪،‬وقد‬
‫كانت ىذه المكاتب ىدفيا األساسي ىو عزل الشعب عن الثورة و الثوار‪.1‬‬

‫ب‪-‬اإلجراءات السياسية‪ :‬وقد عمدت السمطات الفرنسية في ىذا المجال عمى اإلعتماد عمى‬
‫مايمي‪:‬‬

‫‪-‬رفع سياسة االندماج‪ :‬والتي لخص فحواىا السيد أدغارفور رئيس الوزراء الفرنسي يوم‬
‫‪ 1955/09/25‬بقولو"ليس هناك من إختيار نسعى إليه‪،‬و هناك أكثر من قرن و الج ازئر‬
‫تندمج في فرنسا‪...‬أن هدفنا اآلن بموغ الدمج الكامل لمجزائر‪.2‬‬

‫وقد ركز جاك سوستيل في مشروعو عمى دمج الجزائر في فرنسا‪،‬وجعميا جزء ال يتج أز من‬
‫التراب الفرنسي‪،‬وقد تضمن مشروعو عدة إقتراحات يمكن حصرىا في ما يمي‪:‬‬

‫‪-1‬فصل الدين عن الدولة‪.‬‬


‫‪-2‬تنظيم التعميم‪.‬‬
‫‪-3‬إصالح نظام البمديات‪.‬‬
‫‪-4‬فتح أبواب الوظائف العامة في وجو المسممين‪.3‬‬

‫‪-5‬إصالح الجياز اإلداري في الوالية العامة‪.‬‬

‫‪-6‬إلغاء نظام البمديات المختمطة‪.‬‬

‫‪-7‬تنظيم تعميم المغة العربية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬جريدة المجاىد‪:‬العدد‪،111‬الجزائر‪،1961/12/25،‬ص ‪4‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬مصطفى طالسي ‪:‬بسام العسمي‪،‬الثورة الجزائرية‪،‬ط‪ ،1‬دار الشورى‪،‬بيروت‪،‬لبنان‪،1982،‬ص‪.37‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬عقيمة ضيف اهلل‪:‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.235‬‬
‫سير ىجومات ‪ 20‬أوت ‪ ، 1955‬ورد فعل السمطات االستعمارية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫‪-8‬رفع عدد المسممين من حيث الوظائف العامة في مدة أقصاىا ‪ 5‬أعوام إلى‬
‫نسبة‪٪50‬‬

‫‪- 9‬إصالح النظام الخماسة‪.‬‬

‫‪-10‬إنشاء إدارة خاصة لميد العاممة التي ستعتني عناية خاصة بالمسممين‪.1‬‬

‫‪-‬طرح القضية الجزائرية أمام الجمعية الوطنية الفرنسية‪:‬فقد خصصت الجمعية الوطنية‬
‫الفرنسية يومي ‪11‬و‪12‬أكتوبر‪1955‬لمقضية الجزائرية‪،‬وذلك لمناقشة ىذا الموضوع و إنتياج‬
‫سياسة واضحة المعالم في الج ازئر‪،‬وأفتتحت الجمسة بخطاب ألقاه رئيس الحكومة الفرنسية السيد‬
‫إدغافور‪،‬أوضح فيو أن الجنسية الجزائرية غير موجودة و أنو عكس تونس و المغرب‪،‬فال توجد‬
‫دولة جزائرية‪،‬و أكد أن سياسة المزج ىي عبارة عن حل وسيط بين اإلنفصال و اإلندماج‪،‬وقد‬
‫إقترح رئيس الحكومة الفرنسية في االخير عمى النواب ما يمي‪:‬‬

‫‪-1‬إقرار سياسة جديدة تحول دون اإلنفصال‪.‬‬


‫‪-2‬المصادقة عمى برنامج اإلصالح الذي إقترحو جاك سوستيل‪.‬‬
‫‪-3‬الموافقة عمى إيجاد إصالحات إدارية و عقارية‪.‬‬
‫نزىتيا‪،‬وتنقيح‬
‫‪-4‬إتخاذ قرار بشأن اإلصالحات السياسية المقبمة كحرية اإلنتخابات و ا‬
‫بعض الفقرات من دستور ‪1947‬الخاص بالجزائر‪.2‬‬

‫‪-‬إستخدام الورقة المصالية‪:‬بعد تصاعد العمميات العسكرية و بروز جبية التحرير الوطني كقوة‬
‫شعبية قادرة عمى زعزعة أركان اإلستعمار الفرنسي‪،‬لجأت فرنسا إلى الورقة المصالية لمقضاء‬
‫عمى الثورة المسمحة الجزائرية‪،‬و كان أول من فكر في إستخدام الورقة المصالية ىو جاك‬
‫سوستيل الذي قال لألستاذ ماسينيون في نوفمبر‪":1955‬سيكون مصالي هو ورقتي األخيرة"‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حسن بومالي‪:‬المرجع السابق‪،‬ص‪.197‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عقيمة ضيق اهلل‪:‬المرجع السابق‪،‬ص‪.137‬‬
‫سير ىجومات ‪ 20‬أوت ‪ ، 1955‬ورد فعل السمطات االستعمارية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني ‪:‬‬

‫حيث طالب بعض الوزراء الفرنسيين بإطالق سراح مصالي و منحو كامل الحرية‪،‬لكن الدافع‬
‫الوحيد الذي جعل الحكومة الفرنسية ال تقدم عمى ذلك ىو الخوف عميو من ضربات‬
‫الفدائيين‪،‬إن ىو خرج من نطاق الحراسة الفرنسية المشددة‪،‬و قد قامت فرنسا بمحاوالت عديدة‬
‫لخمق جماعات مصالية ضد الثورة حتى يتقابل الجزائريون فيما بعد بينيم وال يتكتموا ضدىم وقد‬
‫أدت ىذه المحاولة باإلستعماريين في الوقوع بمفارقات غريبة‪،‬فيم قد سمحوا لجنود إبن لونيس‬
‫بحمل العمم الجزائري حتى يخدع الجماىير الجزائرية‪ ،‬لكنيم أجبروا في نفس الوقت عمى أن‬
‫يضعوا فوق لباسيم العسكري ألوان العمم الفرنسي‪،‬وكل ذلك يدل عمى أن السمطات اإلستعمارية‬
‫لم تكن تعامل إبن لونيس عمى أساس أنو يمثل"نزعة وطنية"و إنما إعتبرتو عميال أضفت عميو‬
‫ستا ار وطنيا‪،‬بعد أن وجدت موضة العمالء التقمديين غير مجدية في خداع الرأي العام في‬
‫الجزائر‪،‬وفي فرنسا و العالم‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬جرييدة المجاىد‪:‬عدد‪،1961/04/93،10‬ص‪.03‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫تداعيات هجومات الشمال القسنطيني‬


‫على الثورة‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تداعيات الهجومات على المستوى الداخلي‬


‫المبحث الثاني‪ :‬تداعيات الهجومات على المستوى الخارجي‬
‫تداعيات ىجومات الشمال القسنطيني عمى الثورة‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تداعيات الهجومات عمى المستوى الداخمي‪:‬‬

‫يذكر المجاىد عمار قميل في تقييمو ليجومات‪20‬أوت‪1955‬أن قيادة المنطقة الثانية‪-‬‬


‫الشمال القسنطيني‪-‬بعد اإلنتياء من اليجومات عقدت اجتماعا في منطقة(تايروا) شرق قرية‬
‫سطارة في شير نوفمبر‪ 1955‬لتقييم حصيمة عام من الثورة‪،‬باإلضافة التي تقييم ىجومات ‪20‬‬
‫أوت ‪،1955‬وقد كان الشييد البطل"زيغود يوسف"مسرو ار جدا بنتائجيا‪ ،‬وبعد إستعراض تفاصيل‬
‫العممية من جميع الجيات قال الشييد زيغود يوسف رحمو اهلل"إذا كنا قد خسرنا عسكريا و‬
‫نجحنا سياسيا في شمال شرق القسنطينة‪-‬يعني بذلك سكيكدة و ضواحيها‪-‬فإننا قد ربحنا‬
‫سياسيا و عسكريا في شمال غرب قسنطينة‪-‬ويعني بذلك دائرة الميمية‪"-‬حيث يقول المجاىد‬
‫عمار قميل بأن الشييد زيغود يوسف قد قدم مصحفا إلى قائد المنطقة(الميمية) مسعود بوعمي و‬
‫شكره عمى النجاح الكبير الذي حققو ىو و رفاقو في المعارك التي لم يسقط فييا أي شييد من‬
‫أبناء الشعب‪.1‬‬

‫فقد حققت ىجومات الشمال القسنطيني أغمب األىداف التي سطرىا زيغود يوسف‬
‫ورفاقو‪،‬ومنو فإننا نمخص أىم النتائج التي حققتيا تمك اليجومات عمى المستوى الداخمي فيما‬
‫يمي‪:‬‬

‫‪/1‬فك الحصار الذي ضربو العدو عمى بعض المناطق و خاصة منطقة األوراس‪،‬بحيث تسنى‬
‫لجيش التحرير الوطني من تحرير مناطق كاممة أصبحت تخضع تماما لسمطة و إشراف جبية‬
‫التحرير الوطني و خارجة عن نفوذ و نطاق اإلدارة اإلستعمارية كميا‪،‬مما جعل وحدات جيش‬
‫التحرير الوطني التي كان ليا وقع خاص في نفوس الجماىير حيث كانت في نفوسيم روح‬
‫الجياد وحب الوطن‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عمار قميل‪:‬المصدر السابق‪،‬ص‪.322‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬مجمة أول نوفمبر‪:‬العدد‪،26‬الجزائر‪،1978،‬ص‪.31‬‬
‫تداعيات ىجومات الشمال القسنطيني عمى الثورة‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫‪/2‬تحطيم أسطورة الجيش الذي ال يقير‪،‬فقد أثبتت ىجومات‪20‬أوت‪1955‬قدرة جبية التحرير‬


‫الوطني عمى التخطيط و التنسيق و التنفيذ‪،‬وضعف دفاع العدو أمام ىجومات جيش التحرير‬
‫الوطني المدعم بالجماىير الشعبية‪ ،‬وأن جبية التحرير الوطني قادرة أيضا عمى ضرب قوات‬
‫العدو في الوقت تريده وبالكيفية التي تشأ و بالعناصر التي تجند و بكل فئات الشعب‪،‬وبذلك‬
‫أحبطت جبية التحرير الوطني خطط العدو العسكرية و أجبرت قادتو عمى تغيير إستراتيجيتيم‬
‫العسكرية لتتماشى و التطور السريع لمثورة‪،‬حيث شتت قواتو ولم يعد بإمكانو تركيز ثقمو في‬
‫مكان معين ليس ف ي األوراس فقط ولكن حتى داخل الشمال القسنطيني‪،‬مما أدى إلى طمبو‬
‫إلمدادات جديدة وىذا ماجعل خسائره تتضاعف‪.1‬‬

‫‪/3‬لقد عممت أحداث‪20‬أوت‪1955‬عمى دفع الثورة قويا وبعث روح األمل من جديد في نفوس‬
‫المجاىدين و الشعب‪،‬حيث لم تبق الثورة محصورة في مناطق االحداث فحسب‪،‬بل إتسعت‬
‫ال يجومات لتشمل مناطق مختمفة من التراب الوطني‪،‬فقد امتد العمل الثوري إلى المنطقة‬
‫الخامسة التي تمتد من البحر األبيض المتوسط شماال إلى أقصى جنوب الجزائر‪ ،‬وتمتد من‬
‫حدود المغرب األقصى إلى الحدود اإلدارية لعمالة الجزائر شرقا و ىي تمثل ثمث مساحة القطر‬
‫الجزائري‪،‬وقد أنشأىا العربي بن مييدي ‪2‬بمساعدة عبد الحفيظ بوصوف‪.3‬‬

‫وكما نعرف فإن العمل الثوري لم يبدأ في المنطقة الخامسة منذ أول نوفمبر‪،‬وذلك راجع‬
‫إلى قضاء العدو عمى الفرق الصغيرة التي تكونت عشية إندالع الثورة المسمحة‪ ،‬وعمييا فقد‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬األخضر بوالطمين‪:‬مجمة أول نوفمبر‪،‬العدد‪،51،1981‬ص‪.07‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬ىو محمد العربي بن مييدي ولد في سنة‪ 1923‬بدوار لكوامي بمدية عين مميمة مقر الدائرة والية أم البواقي‪،‬إنخرط في حزب‬
‫الخامسة‪،‬وتوفي‬ ‫المنطقة‬ ‫‪،22‬قائد‬ ‫مجموعة‬ ‫في‬ ‫حوادث‪08‬ماي‪،1945‬عضو‬ ‫في‬ ‫الجزائري‪،‬شارك‬ ‫الشعب‬
‫في‪04‬مارس‪(1957‬أنظر إلى‪:‬محمد عموي‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.)148-143‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-‬اإلسم الثوري سي مبروك ولد في ‪1926‬ببمدية ميمة والية ميمة‪،‬انخرط في حزب الشعب الجزائري‪،‬نائب محمد العربي بن‬
‫مييدي‪،‬عضو مجمس الوطني لمثورة الجزائرية‪،‬توفي بباريس في‪ 31‬ديسمبر‪،1980‬ونقل جثمانو إلى مقبرة العالية في‬
‫‪04‬جانفي‪(1981‬أنظر إلى‪:‬المرجع نفسو‪،‬ص‪.)153-150‬‬
‫تداعيات ىجومات الشمال القسنطيني عمى الثورة‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫مرت المنطقة بفترة إستعداد عمى إنشاء الخاليا و تنظيم الشباب المعروف بوطنيتو و إخالصو‬
‫و نضالو السابق‪ ،‬ونشر الوعي الوطني الثوري في وسط الشعب‪ ،‬فما أن حل شير‬
‫أكتوبر‪ 1955‬حتى إنطمقت العمميات المسمحة في المنطقة الخامسة‪،‬بعد أن تكونت عمى إثر‬
‫ىجوم‪ 20‬أوت ‪ 1955‬فرق جديدة بالمنطقة مسمحة تسميحا قويا و تمركزت في النواحي ما بين‬
‫ندرومة و الغزوات وتممسان‪.‬‬

‫وقد رد العدو عمى نشاطات جبية التحرير الوطني في المنطقة الخامسة بتسميح قدماء‬
‫المحاربين و عددىم‪700‬شخص‪،‬وكان جيش التحرير الوطني يدفع أكثرىم لمتجنيد في صفوف‬
‫قوات العدو و بيذه الطريقة كسب جيش التحرير الوطني العديد من األسمحة و الذخيرة كان قد‬
‫اغتنميا من المعارك و اإلشتباكات مع القوات العدو‪.‬‬

‫‪/4‬إنضمام المئات إلى صفوف الثوار إذ وصل عدد المجاىدين في سنة ‪ 1956‬إلى أكثر من‬
‫أربعين ألف‪،‬وأكثر من ذلك انتشرت الثورة في كل ربوع الوطن‪،‬ورافق ىذا اإلنتشار لجيش‬
‫التحرير الوطني عمميات اإل تصال و التنسيق بين المناطق المختمفة شرقا و غربا بإدخال‬
‫السالح من الحدود‪.1‬‬

‫‪/5‬تقوية الوالية(الشمال القسنطيني)من ناحية األمن ومن ناحية تكسير اإلستعمار‪،‬إذ أن األمر‬
‫تغير فكل المجاىدين أصبحوا يركبون األحصنة نيا ار و يقطعون حدود الوالية‪ ،‬من أقصى‬
‫الشرق إلى أقصى ال غرب و القوات اإلستعمارية قممت من مجابيتيا لقوات جيش التحرير‬
‫الوطني‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬جريدة المجاىد‪:،‬لعدد‪،1959/05/1،41‬ص‪.06‬‬
‫تداعيات ىجومات الشمال القسنطيني عمى الثورة‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫‪/6‬أصبح الشعب كتمة واحدة‪ ،‬فالثورة الجزائرية ما كان ليا أن تميز بين أبناءىا نتيجة مقاومتيم‬
‫معا‪ ،‬فمم يكن ىناك أي فارق بين مسؤول أوانسان بسيط‪ ،‬باعتبار أن الحركة الوطنية و غيرىا‬
‫كانت رم از لمتضامن و الدفاع عن الوطن‪.1‬‬

‫‪/7‬االلتحام الشعبي و اإللتفاف حول جيش و جبية التحرير الوطني‪ ،‬وقد ظير ذلك اإللتحام من‬
‫خالل الزيادة في عددا المنضمين إلى صفوف المجاىدين و إلى اقتناع عامة الشعب بضرورة‬
‫العمل المسمح كحل نيائي‪،‬بحيث تعززت إطارات جيش التحرير الوطني بالشباب الذي صار‬
‫يغادر مقاعد الدراسة و يمتحق بصفوف الثورة في الجبال إلى درجة جعمت المسؤولين في الثورة‬
‫يضعون شروطا لمراغبين في اإللتحاق بصفوف الجيش الوطني من بينيا ما يمي‪:‬‬

‫أ‪ -‬تكميف من يرغب في اإللتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني القيام بعمميات فدائية‬
‫بعدما يحدد لو ىدف و في أغمب األحيان يطمب منو جمب السالح معو‪.‬‬
‫إتالف بطاقة التعريف الشخصية لكل من يمتحق بصفوف جيش التحرير الوطني‬ ‫ب‪-‬‬
‫و انتحالو في الغالب اسما مستعا ار لو‪.‬‬
‫قيام الراغب في اإللتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني بعمل يبرىن بو عن‬ ‫ت‪-‬‬
‫شجاعتو في مواجية العدو‪.2‬‬

‫‪/8‬إقناع أغمب المترددين و المشككين الذين ظموا جامدين يصفون الثورة بالمغامرة و‬
‫الجنون‪،‬ويتسمون بالحذر و كانوا يدعون إلى التعقل و التروي‪ ،‬مدعمين رأييم بضعف الشعب‬
‫من حيث العتاد و بقوة الجيش الفرنسي‪،‬وىو األمر الذي جعميا تنكر الثورة و تصفيا‬
‫باإلرىاب‪،‬بل أصدرت تعميماتيا إلى قواعدىا بعدم اإلنضمام إلى الثورة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مجمة أول نوفمبر‪ :‬المصدر السابق‪،‬ص‪.41‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عمار طالبي‪:‬مجمة أول نوفمبر‪،‬العدد‪،02‬الجزائر‪،1975/08/1،‬ص‪.06‬‬
‫تداعيات ىجومات الشمال القسنطيني عمى الثورة‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫ىذا الموقف ناتج عن جمود مذىبي ال يتصور إمكانية تحرر الجزائر‪،‬إال أن ىؤالء‬
‫السياسيون المترد دون و غيرىم أخذوا ينضمون تباعا إلى جبية التحرير الوطني‪،‬و يتخمون عن‬
‫أحزابيم المنحمة‪ ،‬وقد تبين ليم أن الوضع الثوري قد رسخت أقدامو عمى أرض الجزائر‪،‬و‬
‫توطدت دعائمو في أنفس الجزائريين بالثورة‪ ،‬وأن الثورة ثورتو وليست أعمال طائفية‪ ،1‬ففي‬
‫منتصف جانفي ‪1956‬طالبت جمعية العمماء المسممين بضرورة اإلعتراف باإلستقالل‪،‬إضافة‬
‫إلى انضمام فرحات عباس إلى الثورة كذلك و التحاقو بالقاىرة في أفريل‪.21956‬‬

‫‪/9‬إحداث القطيعة التامة بين الجماىير و السمطات اإلستعمارية‪،‬إذ أن التأييد الجماعي لمثورة‬
‫من طرف الجماىير الشعبية أكد إلتفاف عامة الشعب حول قيادة الثورة يجندىم كرجل واحد وراء‬
‫جبية التحرير الوطني‪،‬وبيذا فقد جن جنون جيش اإلحتالل من تالحم الجماىير بالثورة‪،‬فرد‬
‫بعنف ووحشية ليس ليا مثيل عمى ىذا التالحم عبر عمميات انتقامية بشعة منيا قتل‬
‫حوالي‪500‬مواطن معظميم من الشباب في ممعب مدينة سكيكدة وىذا ما ذكرناه سابقا‪.3‬‬

‫‪/10‬التحاق المرأة بالثورة بشكل متزايد‪،‬فقد أكد المجاىد الراحل "عمي كافي"في مذكراتو بأن المرأة‬
‫تعتبر خمفية أساسية لمجياد‪،‬فالمرأة المتعممة التحقت بالثورة لتصبح مرشدة إجتماعية أو ممرضة‬
‫أو مجاىد ة حاممة لمسالح‪،‬أما المرأة الريفية فحسبو ىي التي لعبت الدور األول و األساسي في‬
‫تولي خدمة المجاىدين ليال نيارا‪،‬تغسل المالبس‪،‬تطبخ و تخفي آثارىم‪...‬الخ‬

‫‪/11‬تشكيل ىيئات واتحادات لمختمف شرائح المجتمع و خاصة العمال و الطمبة و التجار‪،‬‬
‫وىكذا أعمنت جبية التحرير الوطني يوم‪ 24‬فيفري‪1956‬عن تشكيل اإلتحاد العام لمعمال‬
‫الجزائرين كما تم تشكيل إتحاد التجار الجزائريين واتحاد الطمبة المسممين الجزائريين"‬

‫‪ - 1‬عمار طالبي‪:‬مكانة‪02‬أوت اإلستراتيجية في الثورة الجزائرية‪،‬مجلة أول نوفمبر‪،‬العدد‪،20‬أوت‪،2791‬ص‪.20‬‬


‫‪ - 2‬مصطفى طالس‪:‬المرجع السابق‪،‬ص‪.76‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬عماربن عودة‪:‬جريدة الشعب‪،‬العدد ‪،6473‬الجزائر‪،1984،‬ص‪04‬‬
‫تداعيات ىجومات الشمال القسنطيني عمى الثورة‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫‪/12‬إنشاء المجالس الشعبية تندرج في إطار تنظيم الشعب و تأطيره و تعبئتو‪،‬حيث كانت تمك‬
‫المجالس القاعدة الصمبة لميرم التنظيمي لممنطقة الثانية‪.‬حيث تتكون تمك المجالس الشعبية‬
‫لمدواوير من مسؤول و أربعة أعضاء‪،‬و ينتخبون بكل حرية و ديمقراطية من طرف الجماىير‬
‫الشعبية وىم مكمفون‪:‬بالمال‪،‬التموين‪،‬األخبارو األمن‪،‬يساعدىم مسؤولوا المشاتي أو المداشر‪.‬‬

‫‪/13‬القضاء عمى فكرة اإلندماج التام التي كان جاك سوستيل يوميا يدعوا الييا‪ ،‬وكذلك جماعة‬
‫ال‪ 61‬داخل المجمس الجزائري‪،‬إذا انسحب أغمبيم إما عن قناعة أوخوف‪،‬و أصدروا بيانا بعد‬
‫شير فقط يرفضون فيو اإلندماج ‪.‬‬

‫‪/14‬القضاء نيائيا عمى ما كان يدعيو و يروجو و يعمل لو بكل الوسائل العسكرية و الدعائية‬
‫من أن الثورة ليست إال تمردا محميا و طائشا سيقضى عميو خالل أشير‪.‬‬

‫‪/15‬تراجع فرنسا عن إجراء اإلنتاخابات التشريعية التي كانت مقررة يوم‪02‬جانفي‪،1956‬والتي‬


‫كانت تسعى من خالليا الى خمق مفاوض شرعي يمثمو بعض الجزائريين الذين كانوا ما يزالون‬
‫يحممون بالقضاء عمى الثورة‪.1‬‬

‫‪/16‬إضراب تجار العاصمة(الجزائر)بمناسبة افتتاح دورة ىيئة األمم المتحدة‪.‬‬

‫‪/17‬فرار العديد من المجاىدين منيم فرار القائد مصطفى بن بو لعيد من سجن قسنطينة و‬
‫معو‪19‬من الحكوم عمييم باإلعدام‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عمي كافي‪:‬المصدر السابق‪،‬ص‪.87.93:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -.‬بسام العسمي‪:‬المرجع السابق‪،‬ص‪.22‬‬
‫تداعيات ىجومات الشمال القسنطيني عمى الثورة‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬تداعيات الهجومات عمى المستوى الخارجي‪:‬‬

‫كما ذكرنا سابقا النتائج الباىرة التي حققتيا ىجومات ‪20‬أوت‪ 1955‬عمى المستوى‬
‫الداخمي‪ ،‬أثرت عمى تحقيق إنجازات و انتصارات عمى المستوى الخارجي‪،‬نمخصيا فيما يمي‪:‬‬

‫‪/1‬تسجيل القضية الجزائرية في جدول أعمال الدورة العاشرة لييئة األمم المتحدة‪،‬وذلك بالرغم‬
‫من إحتجاج فرنسا و إدعائيا بأن القضية الجزائرية قضية داخمية محضة وأن الجزائر فرنسية‬
‫بمقتضى مرسوم‪،1834‬ففي يوم‪01‬أكتوبر‪ 1955‬رفضت الجمعية العامة لألمم المتحدة توصية‬
‫مكتب الجمعية‪،‬و قررت إدماج القضية الجزائرية في جدول أعماليا‪،‬وفازت مسألة التسجيل‬
‫ب‪28‬صوت ضد ‪ 27‬صوت و أمسك ‪ 05‬وفود عن التصويت‪.1‬‬

‫وبيذا فقد عممت تمك اليجومات عمى رفع صوت الثورة عاليا‪،‬وأشعرت العالم أن مايجري‬
‫في الجزائر ىو ثورة حقيقية‪،‬ومع أن الجمعية العامة لألمم المتحدة رفضت مناقشة القضية‬
‫الجزائرية في ىذه الدورة‪،‬إال أن ىذا الرفض تم بأغمبية صوت واحد فقط‪،‬ذلك دليل عمى أن الثورة‬
‫الجزائرية لقيت صداىا في العالم‪،‬وعمى أن الدبموماسية الفرنسية كانت تخادع الرأي العام‬
‫العالمي بتصويرىا أن ما يجري في الجزائر عبارة عن أشخاص خارجين عن القانون‪.2‬‬

‫‪/2‬تعزيز التضامن بين الشعبين الجزائري‪،‬المغربي‪ ،‬فقد تالحقت األحداث و تفاعمت في المنطقة‬
‫وفي فرنسا بخصوص إرجاع المرحوم محمد الخامس إلى عرشو‪،‬و ىذا رغم تصريح"بير جولي"‬
‫وزير الشؤون التونسية و المغربية في الحكومة الفرنسية في ‪29‬جويمية‪1955‬عند ماقال"لن يعود‬
‫محمد بن يوسف(السمطان محمد الخامس) إلى العرش"وأكد ىذا التصريح"إدغارفورد" رئيس‬
‫الحكومة الفرنسية الذي صرح بما يمي"إنو ليس من المتصور إعادة السمطان السابق(محمد‬
‫الخامس"إلى العرش وأن الحكومة الفرنسية ستعتمد عمى السمطان العالي(محمد بن عرفة)"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬احسن بومالي‪:‬المرجع السابق‪،‬ص‪.256‬‬
‫‪ -2‬أزغيدي محمد لحسن ‪:‬نفس المرجع السابق‪،‬ص‪.112‬‬
‫تداعيات ىجومات الشمال القسنطيني عمى الثورة‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫حيث تم في‪22‬أوت‪1955‬المحادثات المغربية الفرنسية واختتمت ىذه المحادثات‬


‫في‪27‬من أوت‪،‬وقد تمخض عنيا قرار سحب"محمد بن عرفة"وتكوين مجمس العرش و حكومة‬
‫ممثمة لممغرب تتفاوض مع فرنسا‪،‬وفي‪01‬أكتوبر‪1955‬انسحب السمطان المفروض"محمد بن‬
‫عرفة"إلى طنجة‪،‬وفي‪25‬من نفس الشير أوعزت فرنسا إلى عميميا"الباشا القالوي" بأن يطالبيا‬
‫بإعادة محمد الخامس باستعجال إلى عرشو‪.‬‬

‫وفي ‪30‬أكتوبر‪1955‬تنازل السمطان"محمد بن عرفة"عن العرش لصالح السمطان‬


‫الشرعي محمد الخامس‪،‬وفي ‪31‬أكتوبر نقل محمد الخامس من منفاه في مدغشقر إلى ضواحي‬
‫باريس و إيذانا بنياية نفيو و إعداد إلرجاعو إلى العرش‪،‬وفي‪06‬نوفمبر تعترف باريس رسميا‬
‫بمحمد الخامس سمطانا لممغرب‪.‬‬

‫وقد شارك الشعب الجزائري الشعب المغربي الشقيق فرحتو بعودة السمطان محمد‬
‫الخامس إلى العرش‪،‬حيث رفع العمم الجزائري في كل التجمعات التي نظمت ىنا و ىناك داخل‬
‫القطر الجزائري وفي داخل التراب المغربي و المعبرة عن تطمعات جماىير شعوب المغرب‬
‫العربي في الحرية و اإلستقالل‪.1‬‬

‫‪ -3‬تصدع الرأي العام الفرنسي بشأن الوضع المستقر في الجزائر‪.2‬‬

‫‪ -4‬تيقن أعوان اإلستعمار بأن الثورة مستمرة‪،‬وال يمكن أن يقضي عمييا ألن الشعب كمو ممتفا‬
‫حوليا و لذلك عدلوا عن موقفيم‪،‬ولما طمبت منيم اإلدارة اإلستعمارية بأن يجددوا النداءات ضد‬
‫الثورة أظيروا تمنعا ورفضوا الطمب‪ ،‬وصاروا يستعممون ليجة جديدة أدىشت األسياد‬
‫السابقين‪،‬وذلك لشعور األعوان باليقظة الشعبية الكبرى‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬احسن بومالي‪:‬المرجع السابق‪،‬ص‪.253-252:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عمي كافي‪:‬المصدر السابق‪،‬ص‪.88‬‬
‫تداعيات ىجومات الشمال القسنطيني عمى الثورة‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫‪ -5‬إصابة اإلدارة الفرنسية بخيبة أمل‪،‬وتأثرت تمك العمميات في القوات الفرنسية نفسيا‪ ،‬حيث‬
‫أصبح أفرادىا يرون في جيش التحرير الوطني الفزع األكبر و الخطر الداىم عمى‬
‫حياتيم‪،‬وانتشرت بينيم روح التمرد و العصيان ضد الحرب في الجزائر‪،‬فقد تمرد أكثر‬
‫من‪400‬جندي فرنسي من سالح الطيران في محطة ليون بفرنسا ورفضوا الذىاب إلى‬
‫الجزائر‪،‬وتمرد أكثر من ‪200‬جندي من فرقة المدفعية(رقم‪)451‬في كنيسة سان سيغيران‪،‬ووزعوا‬
‫منشورات أعمنوا فييا معارضتيم عن استخداميم أداة لتنفيذ سياسة جينمية‪،‬ينكرىا أغمب‬
‫الفرنسيون المتحررين‪.1‬‬

‫‪ -6‬قيام الدول العربية بمساعي لصالح القضية الجزائرية و المغربية‪،‬فقد شكمت الدول العربية‬
‫عمى إثر المجازر التي إرتكبتيا قوات العدو عمى الخصوص بمدينة سكيكدة‪،‬فشكمت وفدا لتولي‬
‫النضال عن القضايا شعوب المغرب العربي حيث وجو ىذا الوفد رسالة إلى مجمس االمن‬
‫أطمعو فييا عمى حالة الجزائر و المغرب األقصى‪.‬‬

‫ورغم مواجيتو لعدة عوائق‪،‬إال أن ىذا الوفد استطاع أن يتجاوزىا‪،‬و حققت من خاللو‬
‫القضية الجزائرية دعما ماديا و أدبيا متواضعا من شقيقاتيا العربيات في إطار جامعة الدول‬
‫العربية‪.2‬‬

‫‪/7‬مظاىرات الطمبة الجزائريين في باريس بتاريخ‪23‬فيفري‪،1956‬مما يعني نقل الثورة إلى التراب‬
‫الفرنسي‪.‬‬

‫‪/8‬إعطاء اإلستقالل لممغرب في‪02‬مارس ثم تونس في ‪20‬مارس‪،1956‬وكل ىذا تحت تأثير‬


‫الثورة الجزائرية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أزغيدي محمد لحسن‪:‬المرجع السابق‪،‬ص‪.113‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬احسن بومالي‪:‬المرجع السابق‪،‬ص‪.254‬‬
‫تداعيات ىجومات الشمال القسنطيني عمى الثورة‬ ‫الفصل الثالث ‪:‬‬

‫‪/9‬مساندة دول عدم اإلنحياز في لقاء بيروني في جويمية‪ 1956‬بيوغسالفيا‪.1‬‬

‫‪/10‬سقوط حكومة إدغارفور و تسمم السمطة اإلشتراكيون‪،‬حيث عين زعيم الحزب اإلشتراكي"غي‬
‫مولي‪ 2‬لرئاسة حكومة فرنسا‪،‬حيث قام بزيارة لمجزائر وىناك إطمع بنفسو عمى وحشية األوروبيين‬
‫في معاممة الجزائريين وقد إستقبمو المستوطنين الفرنسيين بضربات الطماطم و الخضر العفنة‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬جمال يحياوي‪:‬الظروف المحمية و الدولية إلنعقاد مؤتمر الصومام‪،‬المصادر‪،‬عدد‪،05‬المركز الوطني لمدراسات و البحث‬
‫في جبية التحرير الوطني و ثورة أول نوفمبر‪،‬ص‪.136‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬سياسي فرنسي(‪)1975-1905‬رئيس الحكومة الفرنسية أو المجمس الوطني مابين‪(1957-1956‬أنظر إلى‪:‬الغالي‬
‫غربي‪:‬فرنسا و الثورة الجزائرية‪،1958-1954‬غرناطة لمنشر و التوزيع‪،‬الجزائر‪،2009،‬ص‪.)252‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬أزغيدي محمد لحسن‪:‬المرجع السابق‪،‬ص‪.144‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬

‫وفي األخير وبعد دراستنا لموضوع ىجومات‪ 02‬أوت ‪ 5511‬فإننا إستنتجنا ما يمي‪:‬‬

‫‪-1‬إن الموقع اإلست ارتيجي اليام لمنطقة الشمال القسنطيني كان عنص ار مساعدا لجيش التحرير‬
‫الوطني لضرب العدو‪،‬باإلضافة إلى قربيا من الحدود مما سيل عممية جمب السالح من‬
‫شقيقاتيا مصر ‪،‬تونس‪ ،‬ليبيا مقارنة بالمناطق األخرى‪ ،‬كما أن المنطقة كانت تتميز بقوة الوعي‬
‫السياسي لمختمف شرائح الشعب‪،‬مما سيل الميمة لجبية التحرير الوطني في نشر مبادئ‬
‫الكفاح المسمح‪.‬‬

‫‪-2‬الظروف القاسية و المزرية التي عرفتيا الثورة الجزائرية منذ اندالع الثورة‪،‬كانت دافعا أساسيا‬
‫جعل قادة المنطقة الثانية و عمى رأسيم الشييد البطل"زيغود يوسف"يفكرون في شن ىجومات‪.‬‬

‫‪ -3‬التخطيط لميجومات كان بشكل منيجي و دقيق‪،‬حددت فيو و سطرت أىداف أساسية ال بد‬
‫من تحقيقيا ميما كان الثمن‪.‬‬

‫‪-4‬إنطالق اليجومات وسيرىا كان وفق ما اتفقوا و خططوا لو القادة‪،‬حيث دامت ثالثة أيام‬
‫متتالية الحقوا خسائر مادية و بشرية فادحة في صفوف العدو‪.‬‬

‫‪-5‬كان رد فعل المستعمر شديد الميجة سواء من خالل تصريحات الساسة الفرنسيين‪،‬أو من‬
‫خالل مختمف عمميات القمع و التعذيب التي طالت مختمف شرائح المجتمع‪.‬‬

‫‪-6‬رغم ردود الفعل القاسية من طرف المستعمر‪ ،‬إال أن ىجومات الشمال القسنطيني‬
‫‪02‬أوت‪ 5511‬حققت جل األىداف التس سطرىا القادة‪،‬سواء عمى المستوى الداخمي من خالل‬
‫نقل الحرب إلى قمب المناطق المستعمرة‪،‬وخرق الحصار المضروب عمى منطقة األوراس‪،‬إضافة‬
‫إلى أنيا رفعت من معنويات جنود جيش التحرير الوطني‪،‬وحطمت أسطورة الجيش الفرنسي‬
‫الذي ال يقير‪،‬وادعاءات السمطات الفرنسية أن ما يحدث في الجزائر مجرد أعمال تخريبية‬
‫يرتكبيا قطاع طرق و متمردون خارجون عن القانون‪،‬أو عمى المستوى الخارجي فإن ىذه‬
‫اليجومات جسدت معنى التضامن مع الشعب المغربي‪ ،‬الذي خرج في مسيرات ذكرى نفى‬
‫الممك"محمد الخامس"‪،‬باإلضافة إلى أنيا بمغت أروقة األمم المتحدة‪،‬وتم إدراج الممف الجزائري‬
‫في الدورة العاشرة لمجمعية العامة طرحتو الدول اآلفروآسيوية‪ ،‬فحققت القضية الجزائرية مكاسب‬
‫دبموماسية ىامو‪.‬‬
‫قائــــــــــــــمــــــة‬

‫المالحـــــــــــــــق‬
‫الممحق رقم ‪: 01‬‬
‫ديدوش مراد‬
‫قائد المنطقة الثانية‬

‫المصدر ‪ :‬محمد عموي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪65‬‬


‫الممحق رقم ‪: 02‬‬
‫زيغود يوسف‬
‫قائد هجوم ‪ 20‬أوت ‪ 1955‬المنطقة (‪ )2‬الشمال القسنطيني‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬عمار مالح ‪ ،‬محطات حاسمة في ثورة أول نوفمبر ‪،1954‬‬


‫دار الهدى ‪ ،‬عين مميمة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2007 ،‬ص‪.113‬‬
‫الممحق رقم ‪03‬‬

‫المصدر ‪ :‬عمي كافي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.96‬‬


‫الممحق رقم ‪04‬‬

‫المصدر ‪ :‬هجوم ‪ 20‬أوت ‪ ، 1955‬تح‪ :‬عثمان بن الطاهر‬


‫العدد ‪ ،45‬الجزائر ‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫الممحق رقم ‪: 05‬‬
‫المجاهد مسعود بوعمي‬
‫أحد قادة الهجوم بناحية الميمية‬

‫المصدر ‪ :‬حسين بوعمي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.26‬‬


‫الممحق رقم ‪: 06‬‬
‫بعض المجاهدين المرابطيين في الجبال بمنطقة وادي الزناتي‬

‫المصدر ‪ :‬عبدالرحمان بن العقون ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.27‬‬


‫الممحق رقم ‪: 07‬‬
‫صور الشتباكات المجاهدين مع العدو في بمدية سيدي معروف‬

‫المصدر ‪ :‬مجمة أول نوفمبر ‪ ،‬العدد ‪ ، 12‬الجزائر ‪ ،‬ص‪.17‬‬


‫الممحق رقم ‪: 08‬‬
‫جانب من تدريبات المجاهدين بمنطقة الميمية‬
‫المصدر ‪ :‬عبدالرحمان بن العقون ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫الممحق رقم ‪: 09‬‬
‫أحداث ‪ 20‬أوت في الصحافة الفرنسية‬

‫المصدر ‪ :‬المصدر السابق ص‪.25‬‬


‫الممحق رقم ‪10‬‬
‫جانب من اشتباكات المجاهدين مع العدو بناحية القل‬

‫المصدر ‪ :‬مجمة أول نوفمبر ‪ ،‬العدد ‪ ، 12‬الجزائر ‪ ،‬ص‪19‬‬


‫الممحق ‪11‬‬
‫مجموعة من الثوار موزعون عمى مستوى جبال الشمال القسنطيني‬

‫المصدر ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.16‬‬


‫الممحق رقم ‪12‬‬
‫جثث لجزائريين عمى الطرقات بمنطقة وادي الزناتي‬

‫المصدر ‪ :‬عبدالرحمان بن العقون ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.30‬‬


‫الممحق رقم ‪13‬‬
‫جانب من تدريبات المجاهدين بمنطقة السمندو‬

‫المصدر ‪ :‬المصدر السابق ‪ :‬ص ‪.34‬‬


‫الممحق رقم ‪14‬‬
‫بعض شهداء الممعب البمدي‬

‫المصدر ‪ :‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.21‬‬


‫الممحق رقم ‪15‬‬
‫من جرائم االستعمار الفرنسي في الجزائر‬

‫المصدر ‪ :‬مجمة أول نوفمبر ‪ ،‬العدد ‪ ، 131/130‬الجزائر ‪ ،‬ص ‪.37‬‬


‫الممحق رقم ‪16‬‬
‫هياكل المجالس الشعبية بالمنطقة الثانية‬

‫المصدر ‪ :‬عمي كافي ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص‪.95‬‬


‫*المصادر‪:‬‬

‫‪/1‬الزبيري الطاىر‪:‬مذكرات آخر قادة األوراس التاريخيين(‪.)1962-1929‬‬

‫‪/2‬شيبوط ابراىيم سمطان‪:‬زيغود يوسف الذي عرفتو‪:‬شيادة‪،‬تر‪:‬قندوز عباد فوزية منشورات‬


‫المركز الوطني لمدراسات و البحث في الحركة الوطنية و ثورة أول نوفمبر‪.2009،1954‬‬

‫‪/3‬قميل عمار‪:‬ممحمة الجزائر الجديدة‪،‬ج‪،1‬دار البعث‪،‬قسنطينة‪،‬الجزائر‪.2010،‬‬

‫‪/4‬كافي عمي‪:‬مذكرات الرئيس عمى الكافي‪:‬من المناضل السياسي إلى القائد العسكري(‪-1946‬‬
‫‪،)1962‬دار القصبة‪،‬فيال‪،06‬حي سعيد حمدين‪،‬حيدرة‪،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪/5‬مالح عمار‪:‬رجال صدقوا ماعاىدوا اهلل عميو‪ :‬قادة جيش التحرير الوطني الوالية(‪،)1‬ج‪،2‬دار‬
‫اليدى لمطباعة والنشر‪،‬عين مميمة‪،‬الجزائر‪.2009،‬‬

‫اليدى‪،‬عين‬ ‫نوفبر‪،1954‬دار‬ ‫أول‬ ‫ثورة‬ ‫في‬ ‫حاسمة‬ ‫عمار‪:‬محطات‬ ‫‪-6‬مالح‬


‫مميمة‪،‬الجزائر‪.2007،‬‬

‫*المراجع‪:‬‬

‫‪/1‬أحدادن زىير‪:‬المختصر في تاريخ الثورة الجزائرية‪،‬مؤسسة أحدادن لمنشر و التوزيع‪،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪/2‬أزغيدي محمد لحسن‪ :‬مؤتمر الصومام و تطور الثورة التحرير الوطني الجزائرية(‪-1954‬‬
‫‪،)1962‬دار ىومة لمطباعة و النشر‪،‬الجزائر‪.2009،‬‬

‫‪/3‬الزبيري محمد العربي‪:‬تاريخ الجزائر المعاصر‪،1962-1954‬ج‪،2‬منشورات إتحاد الكتاب‬


‫العرب‪،‬دمشق‪،‬سوريا‪.1999،‬‬

‫الوطنية‬ ‫األول‪،‬ط‪،1‬المؤسسة‬ ‫عاميا‬ ‫في‬ ‫الجزائرية‬ ‫العربي‪:‬الثورة‬ ‫محمد‬ ‫‪/4‬الزبيري‬


‫لمكتاب‪،‬الجزائر‪.1984،‬‬
‫‪ /5‬بوحوش عمار‪:‬التاريخ السياسي لمجزائر من البداية و لغاية‪،1962‬ط‪،1‬دار الغرب‬
‫اإلسالمي‪،‬بيروت‪،‬لبنان‪.1997،‬‬

‫‪/6‬بوضرساية بوعزة‪:‬الحاج أحمد باي‪:‬رجل دولة مقاوم(‪،)1837-1830‬دار الحكمة‬


‫لمنشر‪،‬الجزائر‪.2010،‬‬

‫‪/7‬بن لعنتري محمد الصالح‪:‬فريدة منسية في حال دخول الترك بالد قسنطينة و إستيالئيم عمى‬
‫أرضيا و تاريخ قسنطينة‪،‬تح‪:‬يحي بوعزيز‪،‬عالم المعرفة‪،‬الجزائر‪.2009،‬‬

‫‪/8‬بوعزيز يحي‪:‬موضوعات و قضايا من تاريخ الجزائر و العرب‪،‬ج‪،1‬دار اليدى‪،‬عين‬


‫مميمة‪،‬الجزائر‪.2009،‬‬

‫‪/09‬بوعزيز يحي‪:‬موضوعات وقضايا من تاريخ الج ازئر والعرب‪،‬ج‪،3‬دار اليدى‪،‬عين‬


‫مميمة‪،‬الجزائر‪2009،‬‬

‫‪/10‬بومالي لحسن‪ :‬أدوات التجنيد و التعبئة الشعبية الجماىرية أثناء الثورة التحريرية‬
‫الجزائرية(‪،)1962-1954‬دار المعرفة‪،‬الجزائر‪.2010،‬‬

‫‪/11‬حربي محمد‪:‬جبية التحرير الوطني‪:‬األسطورة و الواقع‪،‬تر‪:‬كميل قيصر داغر‪،‬ط‪،1‬دار‬


‫الكممة لمنشر‪،‬شارع ليون‪،‬بناية سالم‪،‬الحمراء‪،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.1983،‬‬

‫‪/12‬ضيف اهلل عقيمة‪ :‬التنظيم السياسي واإلداري لمثورة التحريرية(‪،)1962-1954‬‬


‫ط‪،1‬البصائر الجديدة‪،‬الجزائر‪.2013،‬‬

‫‪/13‬طالس مصطفى‪:‬العسمي بسام‪،‬الثورة الجزائرية‪،‬ط‪،1‬دار الشورى ‪،‬بيروت‪،‬لبنان‪.1982،‬‬

‫‪/14‬عباس محمد‪:‬ثوار‪...‬عظماء‪:‬شيادات‪ 17‬شخصية وطنية‪،‬دار ىومة لمنشر‪،‬الجزائر‪.2009،‬‬

‫‪/15‬عباس محمد‪:‬نداء‪...‬الحق‪:‬شيادات تاريخية‪،‬دار ىومة لمنشر‪،‬بوزريعة‪،‬الجزائر‪.2001،‬‬


‫القصبة‬ ‫الجزائرية(‪،)1962-1954‬دار‬ ‫الثورة‬ ‫بالثمن‪:‬‬ ‫محمد‪:‬نصر‬ ‫‪/16‬عباس‬
‫لمنشر‪،‬الجزائر‪2007،‬‬

‫‪/17‬العسمي بسام‪:‬اهلل أكبر‪...‬وانطمقت الثورةط‪،1‬ط‪،2‬دار النفائس‪،‬بيروت‪،‬لبنان‪.1982،‬‬

‫و‬ ‫لمنشر‬ ‫الجزائرية(‪،)1962-1954‬غرناطة‬ ‫الثورة‬ ‫و‬ ‫الغالي‪،‬فرنسا‬ ‫‪/18‬غربي‬


‫التوزيع‪،‬الجزائر‪.2009،‬‬

‫‪/19‬مطمر محمد العيد‪:‬حامي الصحراء‪:‬أحمد بن عبد الرزاق حمودة سمسمة رجال‬


‫صدقوا‪،...‬دار اليدى‪،‬عيم مميمة‪،‬الجزائر‪.‬‬

‫*المجالت‪:‬‬

‫‪/1‬عبد الرحمان بمعقون‪:‬ىجومات‪20‬أوت‪،1955‬مجمة أول نوفمبر‪،‬العدد‪،45‬الجزائر‪.1980‬‬

‫‪/2‬بولطمين األخضر‪:‬مجمة أول نوفمبر‪،‬العدد‪.1981،51‬‬

‫أول‬ ‫الميمية‪،‬مجمة‬ ‫ىجوم‪20‬أوت‪1955‬بناحية‬ ‫عمى‬ ‫حسين‪:‬أضواء‬ ‫‪/3‬بوعمي‬


‫نوفمبر‪،‬العدد‪،52‬الجزائر‬

‫‪/4‬طالبي عمار‪:‬مجمة أول نوفمبر‪،‬العدد ‪،02‬الجزائر‪.1975/08/01‬‬

‫‪/5‬طالبي عمار‪2:‬أوت اإلستراتيجية في الثورة الجزائرية‪،‬مجمة أول نوفمبر‪،‬العدد‪،12‬أوت‪.1975‬‬

‫‪/6‬مجمة أول نوفمبر‪:‬العدد‪،24‬الجزائر‪1977،‬‬

‫‪ /7‬مجمة أول نوفمبر‪:‬العدد‪،25‬الجزائر‪1977،‬‬

‫‪ /8‬مجمة أول نوفمبر‪:‬العدد‪،26‬الجزائر‪1978،‬‬

‫‪ /9‬مجمة أول نوفمبر‪:‬العدد‪،47‬الجزائر‪1980،‬‬

‫‪ /10‬مجمة أول نوفمبر‪:‬العدد‪،131-130‬الجزائر‪.‬‬


‫‪/11‬درويش الشافعي‪2:‬أوت ‪ 1955‬يوم تاريخي من أيام ثورة نوفمبر المجيدة‪،‬مجمة الواحات‬
‫لمبحوث و الدراسات‪،‬المجمد‪،07‬العدد‪،02‬جامعة غرداية‪،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪/12‬مقالتي عبد اهلل‪:‬الشييد مراد ديدوش و دوره في التحضير لمثورة التحريرية و قيادتيا‪،‬المجمة‬
‫التاريخية الجزائرية‪،‬جامعة محمد بوضياف المسيمة‪،‬العدد‪،04‬سبتمبر‪2017،‬‬

‫‪/12‬يحياوي جمال‪:‬الظروف المحمية و الدولية إلنعقاد مؤتمر الصومام‪،‬المصادر‪،‬عدد‪،05‬المركز‬


‫الوطني لمدراسات و البحث في جبية التحرير الوطني و ثورة أول نوفمبر‪.‬‬

‫‪/13‬أخبار المجمس الشعبي الوطني‪،‬العدد‪،03‬فيفري‪.2018‬‬

‫*الجرائد‪:‬‬

‫‪/1‬بن عودة عمار‪:‬جريدة الشعب‪،‬الجزائر‪،‬عدد‪.1984،6473‬‬

‫‪/2‬جريدة الشعب‪:‬العدد‪ 19،18156‬جانفي‪.2020‬‬

‫‪/3‬جريدة المجاىد‪:‬العدد‪.1959/05/1،41‬‬

‫‪/4‬جريدة المجاىد‪:‬العدد‪.1961/04/10،93‬‬

‫‪/5‬جريدة المجاىد‪،‬العدد‪،11‬الجزائر‪.1961/12/25،‬‬

‫*المراجع بالفرنسية‪:‬‬

‫‪1-Couriere yves: la guerre d"algerie ، le temps des leopards، casbah edition‬‬


‫‪alger ،2005، p13.‬‬

‫‪2-Aistaire horne :histoire de la guerre dalgerie، edition albin michel، paris ،‬‬
‫‪france،1980، p133‬‬

‫*الرسائل الجامعية‪:‬‬
‫‪/1‬بن رابح نادية‪:‬دراسة شخصية زيغود يوسف(‪،)1956-1921‬مذكرة لنيل شيادة الماستر‬
‫المعاصر‪،‬جامعة‬ ‫و‬ ‫الحديث‬ ‫الجزائر‬ ‫تاريخ‬ ‫التاريخ‪،‬تخصص‬ ‫في‬ ‫أكاديمي‬
‫المسيمة‪،‬الجزائر‪.2017/2016،‬‬

‫‪/2‬بوعريوة عبد المالك‪:‬العالقات بين الواليات التاريخية لمثورة التحريرية الجزائرية(‪-1954‬‬


‫‪/)1962‬مذكرة لنيل شيادة ماجستير في التاريخ المعاصر‪،‬جامعة الجزائر‪.2006/2005،‬‬

‫‪/3‬بومالي حسن‪:‬مظاىر من تتنظيم جبية التحرير الوطني في بداية الثورة(‪-1954‬‬


‫‪،)1956‬رسالة ماجستير في اإلعالم‪،‬جامعة الجزائر‪،‬ديسمبر‪.1985‬‬

‫‪/4‬لعمارة سعد‪:‬بشيري فيروز‪:‬صالح بوبنيدر و دوره السياسي و العسكري‪،‬مذكرة مقدمة لنيل‬


‫الماستر أكاديمي في التاريخ‪،‬جامعة محمد بولضياف‪،‬المسيمة‪،‬الجزائر‪.2017/2016،‬‬
‫ سياقها التاريخي‬،5511 ‫ أوت‬02 ‫ هجومات الشمال القسنطيني‬:‫عنوان المذكرة‬
.‫وتداعياتها الداخلية والخارجية على الثورة التحريرية‬
‫الملخص‬
‫فالظروف‬،‫ منعرجا هاما فً مسٌرة الثورة الجزائرٌة‬5511 ‫ أوت‬02 ‫تعتبر هجومات‬
‫وقد‬،‫الصعبة التً مر بها الشعب الجزائري منذ إندالع الثورة كانت دافعا للرد على المستعمر‬
‫ حقق فٌها زٌغود ورفقائه إنتصارات ثمٌنة‬،‫ أٌام متتالٌة‬20‫إمتدت تلك الهجومات على مدار‬
.ً‫للثورة على الصعٌدٌن الداخلً والخارج‬

Note title:The attacks of the North Constantine ،August


20،1955 its historical context and its internal and exteral
implication for the Liberation Revolution
Abstract

The August 20th،1955 attacks are considered an important turning


point in the path of the algerian revolution.The difficult cirumstances
experienced by the algerian people since the outbreak of the revolution
were a motive for responding to the colonizer.These attacks lasted for
03 successive days، in which Zegoud and his companions achieved great
victories for the revolution، both nationally and internationally.

Keywords

North Constantine- The August 20th،1955- Didouche Mourad- Zigoud


Yousef.

You might also like