Professional Documents
Culture Documents
الأموال العامة ومعايير تمييزها
الأموال العامة ومعايير تمييزها
أﻋﻀﺎء اﻟﻠﺠﻨﺔ
2016-2015
ﺷﻜﺮ وﺗﻘﺪﯾﺮ
و ﻷن اﻟدوﻟﺔ و ﺟﻣﺎﻋﺎﺗﻬﺎ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ،ﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻟﻬﺎ ﻋن ﻫذا ﻣن
ذﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،ﺗﻣﻛﻧﻬﺎ ﻣن اﻣﺗﻼك أﻣوال ﻋﻘﺎرﯾﺔ و ﻣﻧﻘوﻟﺔ ،ﺗﻧﻘﺳم ﺑدورﻫﺎ إﻟﻰ أﻣوال ﻋﺎﻣﺔ و
أﻣوال ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ أو ﻟﺟﻣﺎﻋﺎﺗﻬﺎ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ.
ﻧظرا ﻟﻸﻫﻣﯾﺔ اﻟﺑﺎﻟﻐﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ؛ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ أﺣد اﻟرﻛﺎﺋز اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟدول ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ،ﻓﻘد ﺣرﺻت اﻟﻘواﻧﯾن اﻟوﺿﻌﯾﺔ ﻋﻠﻰ أن ﺗﻛﻔل ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ،
و أن ﺗﺣﯾطﻬﺎ ﺑﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺧﺎص ﯾﺧﺗﻠف ﻋن ذﻟك اﻟذي ﯾﻌﺎﻟﺞ أﻣوال اﻷﻓراد ،و ﻫذا ﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﻪ
اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري.
ﻟﻘد اﺗﺳم اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻸﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﻌد اﻻﺳﺗﻘﻼل وﻗﺑل اﻟﺗﺣول إﻟﻰ
اﻟﺗﻌددﯾﺔ ودﺧول اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق؛ ﺑﺎﻋﺗﻣﺎد ﻓﻛرة وﺣدة أﻣوال اﻟدوﻟﺔ وﻧﺑذ ﻛل ﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾن اﻷﻣوال
اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻷﻣوال اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،وﺟﻌﻠﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ وﺣدة واﺣدة ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ،
وﯾظﻬر ﻫذا ﺳواء ﻣن ﺧﻼل اﻋﺗﻣﺎدﻩ ﻟﻠﺧﯾﺎر اﻻﺷﺗراﻛﻲ ﻓﻲ دﺳﺗور 1963أو ﻣن ﺧﻼل دﺳﺗور
1976اﻟذي أﺑﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺧﯾﺎر ،ﻛﻣﺎ ﯾظﻬر ﻛذﻟك ﻓﻲ اﻷﻣر 103/65اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ
1965/12/26اﻟﻣﻧظم ﻟﻸﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺑﺣرﯾﺔ ،وﻛذﻟك اﻟﻘﺎﻧون 16/84اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 30
ﯾوﻧﯾو 1984اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﻧظﯾم اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ،وا ٕ ن ﻛﺎن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺗﺣت وطﺄة اﻻﻋﺗﺑﺎرات
اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ و ﻗواﻋد اﻟﺗﺳﯾﯾر ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ،ﻗﺳم اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ إﻟﻰ 05أﻗﺳﺎم
ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 11و ﻫﻲ اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،و اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،و اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت
1
اﻟﻣﺳﺗﺧﺻﺔ ،و اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ،و اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،إﻻ أﻧﻪ ﻋﻣﻠﯾﺎ ﺑﻘﯾت اﻹدارة
اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﺗﻌﻣل وﻓق ﺗﻘﺳﯾم أﻣوال اﻟدوﻟﺔ ﻷﻣوال ﻋﺎﻣﺔ و أﻣوال ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻬﺎ.
و ﺑﺻدور دﺳﺗور 1989أﻋﺎد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ و ﻫذا
ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 17و 18ﻣﻧﻪ ،ﺣﯾث ﻗﺳم اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ إﻟﻰ أﻣﻼك ﻋﻣوﻣﯾﺔ و أﻣﻼك ﺧﺎﺻﺔ،
ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ و اﻟوﻻﯾﺔ و اﻟﺑﻠدﯾﺔ و ﻫذا ﺗﻣﺎﺷﯾﺎ ﻣﻊ اﻟﺗطور اﻟﺣﺎﺻل ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم؛ و ﻛذﻟك ﺗﻣﺎﺷﯾﺎ
ﻣﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ آﻧذاك ،ﻷن اﻟﻘواﻧﯾن ﺗﺗﻐﯾر ﻣﻊ ﺗﻐﯾر ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟدوﻟﺔ.
إن ﻟدراﺳﺔ ﻣوﺿوع اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻣﻌﺎﯾﯾر ﺗﻣﯾﯾزﻫﺎ أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ،
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ رﻛﯾزة ﻣﻬﻣﺔ ﻣن رﻛﺎﺋز اﻟدوﻟﺔ ،وﻟﻛوﻧﻬﺎ أﻫم وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻹدارة ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻣﻬﺎﻣﻬﺎ
ﻋﻠﻰ أﻛﻣل وﺟﻪ ،و اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ ﺷﺗﻰ اﻟﻣﺟﺎﻻت ﻹﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎت اﻟﺟﻣﻬور اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﺎﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم
ﻫو ﻋﺻب ﺣﯾﺎة اﻟدوﻟﺔ و ﺑدوﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻷي دوﻟﺔ اﻻﺳﺗﻣرار ،وﻫو ﻣن أﻫم اﻟوﺳﺎﺋل ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ
ﺗﻣﺎﺳك اﻟدوﻟﺔ ،ﻛﻣﺎ أن اﻧﺗﺷﺎر ظﺎﻫرة اﻟﻔﺳﺎد و ﻧﻬب اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﯾﻬدد ﻛﯾﺎن
اﻟدوﻟﺔ؛ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن وﺟود ﻋدة ﻧﺻوص ﺗﻬدف ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻫذﻩ اﻷﻣوال إﻻ أﻧﻬﺎ ﻗﺎﺻرة ﻋن ﻫذا
اﻟدور ،و دراﺳﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻸﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر و ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻓﻬم ﻫذا اﻟﻧظﺎم وﻣﺣﺎوﻟﺔ
إﯾﺟﺎد ﻣﻛﺎﻣن اﻟﻧﻘص ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﯾﻣﺛل اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻣن ﻫذا اﻟﺑﺣث.
ﻣﺎ ﻣدى ﻛﻔﺎﻟﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻸﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻷداء دورﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
وا ٕ ﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﯾوﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣواطﻧﯾن؟ وﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻋﺗﻣدﻧﺎ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ اﻟوﺻﻔﻲ،
ﺣﯾث ﺗم ﻋرض اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣوﺿوع واﻵراء اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ وﻣواﻗف ﻛل ﻣن اﻟﺗﺷرﯾﻊ واﻟﻘﺿﺎء
2
وﺑﺣث ﻣراد اﻟﻣﺷرع وأﻫداﻓﻪ ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم ﻣوﺿوع اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم وﻣدى ﺗوﻓﯾﻘﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن ،ﻛﻣﺎ
ﺗطرﻗﻧﺎ إﻟﻰ أﺣﻛﺎم اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻛذا طرق ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻫذﻩ اﻷﻣوال.
واﻗﺗﺿﻰ ﻣﻧﺎ ذﻟك ﺗﻧﺎول اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ ﻓﺻﻠﯾن :ﺗﻧﺎول اﻟﻔﺻل اﻷول ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم
وﻣﻌﺎﯾﯾر ﺗﻣﯾﯾزﻩ ﻋن اﻟﻣﺎل اﻟﺧﺎص ﻓﻲ ﻣﺑﺣﺛﯾن ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﻌرﺿﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ وﻣن ﺧﻼل
ﻣﺑﺣﺛﯾن أﯾﺿﺎ إﻟﻰ أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم وطرق ﺣﻣﺎﯾﺗﻪ.
3
اﻟﻔﺻل اﻷول
أﺛﺎرت ﻧظرﯾﺔ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﺧﻼﻓﺎ ﻛﺑﯾرا ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ ،ﻣﻣﺎ ﯾدل
ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ،ﻫذﻩ اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗزداد ﯾوﻣﺎ ﺑﻌد ﯾوم ﻧظرا ﻟﺗزاﯾد ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ،ﻓﺑﻌد
أن ﻛﺎﻧت اﻟدوﻟﺔ ﺗﻘﺗﺻر ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻔظ اﻷﻣن واﻟﻧظﺎم )دوﻟﺔ ﺣﺎرﺳﺔ( ﺻﺎرت ﺗﺗدﺧل ﻓﻲ
اﻟﺣﯾﺎة اﻟﯾوﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣواطﻧﯾن واﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ )دوﻟﺔ ﻣﺗدﺧﻠﺔ( ،ﻣﻣﺎ أﻟزﻣﻬﺎ اﻻﻫﺗﻣﺎم أﻛﺛر
ﺑﺄﻣواﻟﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر اﻟرﻛﯾزة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻘﯾﺎم اﻟدول.
و ﺗﻌد ﻧظرﯾﺔ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن أﻛﺛر اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﺄﺛرا ﺑﺎﻷﻓﻛﺎر اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻓﻔﻲ
أﻏﻠب اﻷﻧظﻣﺔ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﻘوم اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻟﻸﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋل اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن ﻧوﻋﯾن ﻣن أﻣوال
اﻟدوﻟﺔ ،أﻣوال ﻋﺎﻣﺔ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ و اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺻص ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ؛ و ﻫﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ
ﺧﺎص ﺑﻬﺎ ،و أﻣوال ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻣﺛل ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻷﻓراد ﻷﻣواﻟﻬم؛ و ﻻ ﺗﺧﺻص ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم
و ﻫﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص.
ﺣﯾث أﻧﻧﺎ ﺳﻧﺗطرق ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل إﻟﻰ ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻓﻲ )اﻟﻣﺑﺣث اﻷول( و ﻣﻌﺎﯾﯾر ﺗﻣﯾﯾزﻩ
ﻓﻲ )اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
5
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
إن ﻓﻛرة اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻋرﻓت ﻓﻲ ﻋدة ﺷراﺋﻊ ﻗدﯾﻣﺔ ﺑداﯾﺔ ﻣن اﻟﻔراﻋﻧﺔ اﻟﻣﺻرﯾﯾن ،إﻟﻰ
اﻹﻏرﯾق ﺛم اﻟروﻣﺎن ﻓﺎﻟﻌﺻر اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺣﺗﻰ ﻋﺻر اﻟدوﻟﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ.
و ﻟم ﯾﻌرف اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﻘدﯾم ﻓﻛرة اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ،و ﻗد اﺳﺗﻣر اﻟﻣﺎل ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧﺣو
ﺣﺗﻰ ﺑﻌد ﻗﯾﺎم اﻟﺛورة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻏﺎﺑت ﻫذﻩ اﻟﻔﻛرة ﻋن أذﻫﺎن واﺿﻌﻲ ﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﺛورة و
ﻛذﻟك اﻟﺗﻘﻧﯾن اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،اﻟﺻﺎدر ﻋﺎم ،1804اﻟذي ﻟم ﯾﻌرف ﻓﻛرة ﺗﻣﯾﯾز اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻋن
اﻟﻣﺎل اﻟﺧﺎص ،ﻓﻬو ﻟم ﯾﻌرف إﻻ دوﻣﯾﻧﺎ واﺣدا اﻧطوى ﻋل أﺷﯾﺎء ﻋﻣوﻣﯾﺔ وأﻣوال أﺧرى ، 1إﻻ
أن ﺷراح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻷواﺋل؛ وﺟدوا ﻓﻲ ﻧﺻوﺻﻬﺎ اﻷﺳس اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟذﻟك اﻟﺗﻣﯾز،
ﺣﯾث ادﻋوا ﻓﻲ ﺗﻌﻠﯾﻘﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،ﺑﺄﻧﻬم وﺟدوا ﻓﻲ اﻟﻣواد ﻣن 541-538ﺗﻘﺳﯾﻣﺎ
ﻟﻠدوﻣﯾن إﻟﻰ ﺟزﺋﯾن :دوﻣﯾن ﻋﺎم و دوﻣﯾن ﺧﺎص ،ﻟﻛن ﺷراح اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ﺑﻘوا أوﻓﯾﺎء ﻟروح
واﺿﻌﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟذي ﻟم ﯾﻌرف إﻻ دوﻣﯾﻧﺎ واﺣدا.2
و ﻣﻣﺎ ﯾﺗﻘدم ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾن اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻷﻣوال اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻟﯾﺳت ﻣن
ﺧﻠق اﻟﻣﺷرع ،و إﻧﻣﺎ ﻣن ﺧﻠق اﻟﻔﻘﻪ و ﻣﻌﺎوﻧﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﻟﻪ ﻓﻲ إرﺳﺎءﻫﺎ ،ﻟﻛﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﺳﺗوي ﻛﻧظرﯾﺔ
ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ إﻻ ﻋﻠﻰ ﯾد اﻟﻔﻘﯾﻪ ﺑرودو ن ، Proudhonو ﻣن ﻫﻧﺎ ﻛﺎن اﻧﺗﺷﺎرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ و اﻟﻘﺿﺎء و
اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﺛر أﻋﻣﺎل ﻫذا اﻟﻔﻘﯾﻪ.
و ﺑﺎﻋﺗﻧﺎق ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ﺛم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻟﻧظرﯾﺔ ﺑرودون ذاﻋت ﻓﻛرة اﻟﺗﻔرﻗﺔ
ﺑﯾن اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻷﻣوال اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ.
وﯾﻘﺗﺿﻲ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم اﻹطﺎﺣﺔ ﺑﻣﻔﻬوﻣﻪ ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻷول ،ﺛم ﺑﯾﺎن أﻧواﻋﻪ
ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ وأﺧﯾرا ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻓﻬم اﻟﺗﻛﯾﯾف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﺻﻠﺔ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻓﻲ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث.
1زاﯾﺪي ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ،اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻤﺎل اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﺰاﺋﺮي ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﯿﻞ ﺷﮭﺎدة اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم ،ﻛﻠﯿﺔ
اﻟﺤﻘﻮق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ،2012،ص.32.
إﺑﺮاھﯿﻢ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺷﯿﺤﺎ ،اﻷﻣﻮال اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣﻨﺸﺎة اﻟﻤﻌﺎرف ،اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ ،2006،ص ص.33.34.
2
6
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﻓﻲ أﻏﻠب اﻷﻧظﻣﺔ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﻔرق اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﺑﯾن ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻷﻣوال اﻟﻣﻣﻠوﻛﺔ
ﻟﻠدوﻟﺔ ،أول ﻫذﻩ اﻷﻣوال ﺗﻣﻠﻛﻪ اﻟدوﻟﺔ ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ وﯾﺧﺻص ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ،وﺛﺎﻧﻲ ﻫذﻩ اﻷﻣوال
ﺗﻣﻠﻛﻪ اﻟدوﻟﺔ ﻣﻠﻛﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺛل ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻷﻓراد ﻷﻣواﻟﻬم وﻻ ﯾﺧﺻص ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ،وﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ
ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻷول ،وﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ،ﺛم
اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺻﻠﺔ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث.
اﻟﻔرع اﻷول
و ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ أو اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻷﺧرى،
ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ و ﻫﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،و ﺗﺧﺻص ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ﻛﺎﻟطرق و اﻟﺷواطﺊ و اﻷﻧﻬﺎر
و اﻟﻣواﻧﺊ و اﻟﺣداﺋق اﻟﻌﺎﻣﺔ.
و اﻷﺻل أن ﻻ ﺗﻔرض اﻟدوﻟﺔ رﺳﻣﺎ أو ﻣﻘﺎﺑل ﻟﻼﻧﺗﻔﺎع ﺑﺎﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ أو ﻻﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ،إﻻ
ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬدف ﺗﻧظﯾم ﻫذا اﻻﻧﺗﻔﺎع ،و ﺑذﻟك ﺗظل اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻲ ﻣﺟﺎﻧﯾﺔ اﻻﻧﺗﻔﺎع
ﺑﺄﻣوال اﻟدوﻣﯾن اﻟﻌﺎم.1
ﻛﻣﺎ ﻋــرَ ف اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﺑﺄﻧﻪ " اﻟﻣﺎل اﻟﻣﻣﻠوك ﻟﻠدوﻟﺔ ﺳواء ﻛﺎن ﻣﻣﻠوك ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺗﻣﺎرس
ﻋﻠﯾﻪ اﻟدوﻟﺔ ﺳﻠطﺎﺗﻬﺎ ﺑﺻﻔﺗﻬﺎ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،أو ﻣﻣﻠوﻛﺎ ﻣﻠﻛﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ وﯾﺧﺿﻊ ﻟﻘواﻋد
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،" 2و ﻋرف أﯾﺿﺎ ﺑﺄﻧﻪ " ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺗﻌود ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ، " 3
ﻛﻣﺎ ﻋرف اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ " اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺗﻌو د إﻟﻰ ﺷﺧص ﻣﻌﻧوي ﻣن
1ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺼﻐﯿﺮ ﺑﻌﻠﻲ و ﯾﺴﺮي أﺑﻮ اﻟﻌﻼ ،اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار اﻟﻌﻠﻮم ﻟﻠﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮزﯾﻊ،2003،ص.56 .
2ﺳﻼم )رﻓﯿﻖ ﻣﺤﻤﺪ( ،اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﯿﺔ ﻟﻠﻤﺎل اﻟﻌﺎم ،اﻟﻘﺎھﺮة ،دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ،ط ،1994،.2.ص ،.131.ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﺑﻮﻣﺰﺑﺮ ﺑﺎدﯾﺲ ،اﻟﻨﻈﺎم
اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻸﻣﻮال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﺮﯾﻊ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ،ﻣﺬﻛﺮة ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻨﯿﻞ ﺷﮭﺎدة اﻟﻤﺎﺟﺴﺘﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم ﻓﺮع اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ وإﻗﻠﯿﻤﯿﺔ
اﻟﻘﺎﻧﻮن،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻨﺘﻮري ﻗﺴﻨﻄﯿﻨﺔ ،2012 ،ص.08 .
،Cambier(gyr),droit administratif,maison ferdinand larcier,bruxelles,1968,p.327. 3ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﺑﻮﻣﺰﺑﺮ ﺑﺎدﯾﺲ،
اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻸﻣﻮال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﺮﯾﻊ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ،ص.08 .
7
أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،و ﻫﻲ ﺗرﺗﺑط ﺑﻪ ﺳواء ﻋن طرﯾق ﺗﺣدﯾد اﻟﻘﺎﻧون أو ﺗﻌﯾﯾﻧﻬﺎ ﻟﻼﺳﺗﺧدام
اﻟﻣﺑﺎﺷر اﻟﻌﺎم ."1
و ﯾورد ﺟﺎﻧﺑﺎ ﻣن اﻟﻔﻘﻪ ﻋﻧد ﺗﻌرﯾﻔﻪ ﻟﻠﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﺗﻌرﯾف اﻟدوﻣﯾن اﻟﻌﺎم ،ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟدوﻣﯾن
اﻟﻌﺎم ﻣﺎ ﻫو إﻻَ أﺣد أﻗﺳﺎم أﻣوال اﻟدوﻟﺔ،ﻓﺿﻼ ﻋن اﻟدوﻣﯾن اﻟﺧﺎص ،وأنَ ﻫذا اﻟﺧﻠط ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ
اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻟدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻧﯾﯾن ،أوﻟﻬﻣﺎ ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﻣﺟﻣوع اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺗﻌود
ﻟﻠدوﻟﺔ أو ﻟﻣﺟﻣوع اﻷﻣﺔ ) أي اﻟدوﻣﯾن اﻟﻌﺎم و اﻟﺧﺎص ( و اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ
ﺗﻌود ﻟﻠدوﻟﺔ أو اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺻص ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ،و ﻫﻲ اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ
أطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻔﻘﻪ ﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟدوﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﺗﻣﯾﯾزا ﻟﻬﺎ ﻋن أﻣوال اﻟدوﻣﯾن اﻟﺧﺎص ،ﻟذﻟك ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن
ﻧﻌرَ ف اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﺑﺄﻧﻪ " ﻣﺟﻣوع اﻷﻣوال اﻟﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ أو اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻷﺧرى
" إذ ﯾﺗﺟﻪ اﻟرأي اﻟﺳﺎﺋد ﻧﺣو اﻟﻘول ﺑﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻷﻣواﻟﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﺿﻼ ﻋن أﻣواﻟﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ.
و ﻛﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻓﺈن ﺑرودون ﻫو اﻟذي ﺑﺎدر ﺑﺑﻧﺎء أﺳس ﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ،ﺑﺗﺣدﯾد
اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﺻطﻼح اﻟدوﻣﯾن Domaineﺑﺄﻧﻪ ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة اﻟﺳﻠطﺔ أو اﻟﺳﯾﺎدة اﻟﺗﻲ ﯾﺑﺎﺷرﻫﺎ
اﻟﺷﺧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻣﻠﻛﻪ ﻣن أﺷﯾﺎء ﺛم ﻣﯾز ﺑﯾن ﺛﻼث أﻧواع ﻣن اﻟدوﻣﯾن.
اﻷول :ﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ ﺑدوﻣﯾن اﻟﺳﯾﺎدة ،و ﯾﻌﻧﻲ ﺑﻪ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﻣﻘررة ﻟﺣﻛم اﻟدوﻟﺔ.
اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟدوﻣﯾن اﻟﻌﺎم ،و ﯾﺗﺿﻣن إدارة اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻛﺎﻓﺔ و
اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻛون ﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻷﺣد.
اﻟﺛﺎﻟث :ﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ اﻟدوﻣﯾن اﻟﺧﺎص أو دوﻣﯾن اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،و ﯾﺗﺿﻣن ﺳﻠطﺔ ﻛل ﻓرد ﻓﻲ اﻻﻧﺗﻔﺎع
و اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ أﻣواﻟﻪ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻧﯾن.
و ﻗد اﻋﺗﻣد ﺑرودون ﻓﻲ ﺗﻣﯾﯾزﻩ ﻟﻸﺷﯾﺎء اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻋن اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ
ﻧص اﻟﻣﺎدة 544ﻣن اﻟﺗﻘﻧﯾن اﻟﻣدﻧﻲ ،اﻟﺗﻲ ﺗﻌرف اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ " اﻟﺣق ﻓﻲ اﻻﻧﺗﻔﺎع و اﻟﺗﺻرف
ﻓﻲ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﻣﻠوﻛﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣطﻠﻘﺔ " ،2ﻟذﻟك ذﻫب ﺑرودون أن ﺣﯾﺎزة اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻷﻣوال اﻟدوﻣﯾن
،Touret (denis),droit public administratif ,paris, rue saint jacques,1995,p194. 1ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ،ﺑﻮﻣﺰﺑﺮ ﺑﺎدﯾﺲ،
اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﮫ.
2إﺑﺮاھﯿﻢ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺷﯿﺤﺎ ،اﻷﻣﻮال اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.38 .
8
اﻟﻌﺎم ﻟﯾﺳت ﺑﺣﯾﺎزة ﻣﻠك ،و إﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﺣﯾﺎزة ﺗﻘررت ﺑﺎﺳم و ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺟﻣﻬور ،ﻓﻬﻲ ﺣﯾﺎزة ﺑﻘﺻد
ﺿﻣﺎن اﻧﺗﻔﺎع اﻟﻛﺎﻓﺔ ﺑﻬذﻩ اﻷﻣوال.1
و ﻗد رﺑط ﺑرودون ﺑﯾن اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎل و ﺑﯾن ﺗﺧﺻﯾﺻﻪ ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و ﺗرﺟﻊ
أﻫﻣﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ إﻟﻰ أن ﺑرودون ﻗد اﺳﺗطﺎع أن ﯾﻛﺷف ﻋن اﻟﺗﻼزم ﺑﯾن اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎل
و ﺑﯾن ﺗﺧﺻﯾﺻﻪ ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗرﺟﻊ إﻟﻰ ﺗﺄﺳﯾﺳﻪ ﻟﻠﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻬﺎ
اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟوﺻﻔﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺣﺗﻰ وﻗﺗﻧﺎ اﻟﺣﺎﺿر.2
و ﻗد أطﻠق اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ اﺳم اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،و ﺑﯾﻧﻬﺎ
ﻓﻲ اﻟﻣواد 4-3-2ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 30/90اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺑﯾن ﺑﺄن اﻷﻣﻼك
اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻫﻲ اﻷﻣﻼك اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻣﻠك ﻟﻠدوﻟﺔ أو اﻟوﻻﯾﺔ أو اﻟﺑﻠدﯾﺔ؛ و اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن أن
ﺗﻛون ﻣﺣل ﻣﻠﻛﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺣﻛم طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ أو ﻏرﺿﻬﺎ ،و ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻛون ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ،
3
و ﻻ ﺗﻛون ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺣﺟز ،و ﻻ ﻟﻠﺗﻘﺎدم.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻟﻛﻲ ﻧﺗﻣﻛن ﻣن ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻻ ﺑد ﻟﻧﺎ أن ﻧﻌرف اﻟﻣﺎل اﻟﺧﺎص ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﻓﺄﻣوال
اﻟدوﻟﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ دوﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟدوﻣﯾن اﻟﺧﺎص ،و ﻫﻲ اﻷﻣوال اﻟﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ أو اﻟوﻻﯾﺔ أو
اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻣﻠﻛﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ و ﻻ ﺗﺧﺻص ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ،و ﻟﻠدوﻟﺔ أو اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺣق
ﻓﻲ اﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ أو اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ ﻛﺗﺻرف اﻷﻓراد ﻓﻲ أﻣواﻟﻬم اﻟﺧﺎﺻﺔ ،و ﻫﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻷﺣﻛﺎم
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،و ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم اﻟدوﻣﯾن اﻟﺧﺎص إﻟﻰ ﺛﻼث أﻧو اع ﻫﻲ :اﻟدوﻣﯾن اﻟﻌﻘﺎري ،و
اﻟﺗﺟﺎري و اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ،و اﻟﻣﺎﻟﻲ ) اﻷﺳﻬم و اﻟﺳﻧدات ( ،4و ﺗﺗﻣﺛل أﻫﻣﯾﺔ ﻫذﻩ اﻷﻣوال ﺑﺄﻧﻬﺎ
ﺗﻧﻣﻲ ﻣوارد اﻟدوﻟﺔ ،ﻓﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗزوﯾدﻫﺎ ﺑﻣﺎ ﺗﻧﺗﺟﻪ ﻣن ﻋواﺋد و ﻏﻼل و ﺛﻣﺎر ،و ﯾﻛون ﻟﻬﺎ
اﻟﺣق ﻓﻲ اﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ﻣﺎﻟﯾﺎ ﺑﺎﻟطرق اﻟﻣﻘررة ﻗﺎﻧوﻧﺎ.
1اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﮫ،ص.40.
2اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﮫ ،ص.42 .
3ﻗﺎﻧﻮن 30/90اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﻣﻼك اﻟﻮطﻨﯿﺔ ،اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ،1990/12/01ج.ر ،.52.ﻣﺆرﺧﺔ ﻓﻲ ،1990/12/20ﻣﻌﺪل وﻣﺘﻤﻢ
ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮن ،14/08اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 20ﯾﻮﻟﯿﻮ ،2008ج.ر ،.44.ﻣﺆرﺧﺔ ﻓﻲ .2008/08/03
4ﺑﻮﻣﺰﯾﺮ ﺑﺎدﯾﺲ ،اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻸﻣﻮال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﺮﯾﻊ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.09 .
9
ﻓﺎﻟدوﻣﯾن اﻟﻌﻘﺎري ﯾﻣﺛل ﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟدوﻟﺔ و اﻟوﻻﯾﺔ و اﻟﺑﻠدﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ ﻣﻠﻛﯾﺔ
ﺧﺎﺻﺔ ،ﻛﺎﻷراﺿﻲ اﻟزراﻋﯾﺔ و اﻟﻌﻘﺎرات ﻏﯾر اﻟﻣﺻﻧﻔﺔ ﻓﻲ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ.
أﻣﺎ اﻟدوﻣﯾن اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﯾﻣﺛل ﻛل ﻣﺎ ﺗﻣﻠﻛﻪ اﻟدوﻟﺔ ﻣن أوراق ﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻛﺎﻷﺳﻬم و اﻟﺳﻧدات و ﻓواﺋد
اﻟﻘروض و ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻔواﺋد اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺳﻣﯾﻪ اﻟﺑﻌض ﺑﻣﺣﻔظﺔ اﻟدوﻟﺔ ،أي ﻣﺎ
ﺗﻣﻠﻛﻪ ﻣن أوراق ﻣﺎﻟﯾﺔ و ﻧﻘدﯾﺔ و ﻣﺎ ﺗﺣﻘﻘﻪ ﻣن أرﺑﺎح و ﻓواﺋد.
أﻣﺎ اﻟدوﻣﯾن اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻓﯾﺷﻣل ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻟﻣﺟﺎﻻت ،ﺣﯾث ﺗﻣﺎرس اﻟدوﻟﺔ ﻓﯾﻪ ﻧﺷﺎطﺎ ﺷﺑﯾﻬﺎ ﺑﻧﺷﺎط اﻷﻓراد اﻟﻌﺎدﯾﯾن و اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ،
1
ﺑﻬدف ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ أو ﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺔ ﻟﻸﻓراد ﻣﻘﺎﺑل ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻏﯾر اﺣﺗﻛﺎرﯾﺔ.
و ﻗد ﺑﯾن اﻟﻘﺎﻧون 30/90اﻟﻣﺗﺿﻣن ق .أ .و .اﻷﻣﻼك اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 03ﻓﻘرة 02
اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ " أﻣﺎ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻷﺧرى ﻏﯾر اﻟﻣﺻﻧﻔﺔ ﺿﻣن اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و اﻟﺗﻲ
ﺗؤدي وظﯾﻔﺔ اﻣﺗﻼﻛﯾﺔ و ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﺗﻣﺛل اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ".
ﺣﯾث أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﯾن ﻫﻧﺎ أن ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻣﻼك ﻏﯾر اﻟﻣﺻﻧﻔﺔ ﻓﻲ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻫﻲ ﻣن اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،و اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻣﻠﻛﯾﺗﻬﺎ ﻟﻠدوﻟﺔ أو اﻟوﻻﯾﺔ أو اﻟﺑﻠدﯾﺔ
ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﺑﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 20ﻣن دﺳﺗور 1996اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ،ﺣﯾث ﻧﺻت " اﻷﻣﻼك
اﻟوطﻧﯾﺔ ﯾﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون و ﺗﺗﻛون ﻣن اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ ﻛل ﻣن اﻟدوﻟﺔ و
اﻟوﻻﯾﺔ و اﻟﺑﻠدﯾﺔ ،ﯾﺗم ﺗﺳﯾﯾر اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون ".2
ﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﻔﻬم ﻣن أن اﻟدوﻟﺔ و اﻟوﻻﯾﺔ و اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻓﻘط ﻫﻲ وﺣدﻫﺎ ﻣن ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ اﻣﺗﻼك ﻫذﻩ
اﻷﻣوال ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻋﻣوﻣﯾﺔ أو ﺧﺎﺻﺔ ،و ﻫو ﻣﺎ ﺗﻧﺎوﻟﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 24ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم25/90 :
3
اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻌﻘﺎري.
1ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺼﻐﯿﺮ ﺑﻌﻠﻲ ،ﯾﺴﺮي أﺑﻮ اﻟﻌﻼ ،اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص .57-56
2دﺳﺘﻮر 1996اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ،1996/12/07ج.ر،.76.ﻣﺆرﺧﺔ ﻓﻲ ،1996/12/08اﻟﻤﻌﺪل واﻟﻤﺘﻤﻢ ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﻘﺎﻧﻮن 01/16
اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ،2016/03/06ج.ر ،.14.ﻣﺆرﺧﺔ ﻓﻲ .2016/03/07
3ﻗﺎﻧﻮن 25/90ﯾﺘﻀﻤﻦ اﻟﺘﻮﺟﯿﮫ اﻟﻌﻘﺎري،اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ،1990/11/18ج.ر .49.ﻣﺆرﺧﺔ ﻓﻲ ،1990/11/18ﻣﻌﺪل وﻣﺘﻤﻢ
ﺑﺎﻷﻣﺮ ،26/95اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ،1957/09/25ج.ر،.55.ﻣﺆرﺧﺔ ﻓﻲ .1995/09/27
10
ﺛم أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻋدد اﻷﻣو ال اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 17ﻗﺎﻧون 30/90
اﻟذي أطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﺳم اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 17ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠـ ـ ـ ـﻲ " :ﺗﺷﻣل اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ
ﻟﻠدوﻟﺔ و اﻟوﻻﯾﺔ و اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻋﻠﻰ:
-اﻟﺣﻘوق و اﻟﻘﯾم اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ اﻟﺗﻲ اﻗﺗﻧﺗﻬﺎ أو ﺣﻘﻘﺗﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ و اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻓﻲ
إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون.
-اﻷﻣﻼك و اﻟﺣﻘوق اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن ﺗﺟزﺋﺔ ﺣق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤول إﻟﻰ اﻟدوﻟﺔ و اﻟوﻻﯾﺔ
و اﻟﺑﻠدﯾﺔ و إﻟﻰ ﻣﺻﺎﻟﺣﻬﺎ و ﻣؤﺳﺳﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻹداري.
-اﻷﻣﻼك اﻟﻣﺣوﻟﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻏﯾر ﺷرﻋﯾﺔ ﻣن اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ و اﻟوﻻﯾﺔ
و اﻟﺑﻠدﯾﺔ و اﻟﺗﻲ اﺳﺗوﻟﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ أو ﺷﻐﻠت دون ﺣق و ﻣن ﻏﯾر ﺳﻧد و اﺳﺗردﻫﺎ
ﺑﺎﻟطرق اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ".
ﺛم ﺑﻌدﻫﺎ ﻋدد اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ، 1و اﻷﻣﻼك اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ
ﻟﻠوﻻﯾﺔ ،2و اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺑﻠدﯾﺔ ، 3و ﻗد ﺗﻧﺎول اﻟﻣﺷرع ﺗﻛوﯾن اﻷﻣﻼك
اﻟوطﻧﯾﺔ ﺣﯾث ﺑﯾن طرﯾﻘﺗﯾن ﻻﻗﺗﻧﺎء اﻷﻣﻼك اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﺗدرج ﻓﻲ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ،و ﻫﻣﺎ
طرق اﻗﺗﻧﺎء ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم و ﻫﻲ اﻟﻌﻘد ،اﻟﺗﺑرع و اﻟﺗﺑﺎدل ،و اﻟﺗﻘﺎدم ،اﻟﺣﯾﺎزة.
و طرﯾﻘﺎن اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺎن ﯾﺧﺿﻌﺎن ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم و ﻫﻲ ﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ و ﺣق اﻟﺷﻔﻌﺔ ،4ﻛﻣﺎ ﺑﯾن طرق
ﺗﻛوﯾن اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ.1
ﻏﯾر أن اﻷﻣوال اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻻ ﺗﺧﺿﻊ ﻛﻠﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﺑل ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﻣﺎ
ﺗﺗﻣﺗﻊ اﻹدارة ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ ﺑﺎﻣﺗﯾﺎزات ،ﻓﻠﻬﺎ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺳﻠطﺗﻬﺎ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻬﺎ اﻟﻠﺟوء ﻟﻧزع
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺎﺻر ﺗﺑﻘﻰ ﺿﻣن أﻣواﻟﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ.
و ﻟﻠﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،و ﺑﯾن أﻣﺎﻟﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ظﻬرت ﻋدة ﻣﻌﺎﯾﯾر
و اﻟﺗﻲ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﯾز ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻷﻣوال ،ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻋرﻓت ﻋدة
ﺗطورات ﻋﺑر ﻋدة ﻣراﺣل و ﻫو ﻣﺎ ﺳﻧﺗﻧﺎوﻟﻪ ﻻﺣﻘﺎ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﻧظر إﻟﻰ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﻋدة زواﯾﺎ ،ﻓﺣﺳب طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﺗﻘﺳم إﻟﻰ أﻣوال ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل
ﻋﻘﺎر ات و أﻣوال ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﻣﻧﻘوﻻت ،و ﺣﺳب ﻣﺎﻟﻛﯾﻬﺎ ﺗﻘﺳم إﻟﻰ أﻣوال ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ و
أﺧرى ﻟﻠوﻻﯾﺔ و أﺧرى ﻟﻠﺑﻠدﯾﺔ ،و ﺣﺳب ﻧﺷﺄﺗﻬﺎ ﺗﻘﺳم إﻟﻰ أﻣوال ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻬﺎ ﻧﺷﺄة طﺑﯾﻌﯾﺔ و أﺧرى
ﻟﻬﺎ ﻧﺷﺄة اﺻطﻧﺎﻋﯾﺔ ،و ﺣﺳب ﻣﻛﺎن ﺗواﺟدﻫﺎ ﻫﻧﺎك أﻣوال ﻋﺎﻣﺔ ﺑﺣرﯾﺔ و أﺧرى ﻧﻬرﯾﺔ و أﺧرى
ﺑرﯾﺔ ،وﺳﻧﺗﻧﺎول ﻫذﻩ اﻟﺗﻘﺳﯾﻣﺎت ﻓﻲ ﻓرﻋﯾن ﯾﺗﻧﺎول اﻟﻔرع اﻷول ﺗﻘﺳﯾم اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣﺳب
طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ وﺣﺳب وﻣﺎﻟﻛﯾﻬﺎ ،وﯾﺗﻧﺎول اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗﻘﺳﯾم اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣﺳب ﻧﺷﺄﺗﻬﺎ وﺣﺳب
وﻣﻛﺎن ﺗواﺟدﻫﺎ.
اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣﺳب طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﻫﻲ إﻣﺎ ﻋﻘﺎرات أو ﻣﻧﻘوﻻت ،ﺣﯾث ﺗﺷﻛل اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﺟزء
اﻟﻣﻬم ﻣن ﻫذﻩ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و ﻟم ﯾﺛر أي إﺷﻛﺎل ﻓﻲ اﻻﻋﺗراف ﻟﻠﻌﻘﺎرات ﺑﺎﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ؛ ﻟﻛن
اﻟﻔﻘﯾﻪ ﺑﺎرﺗﯾﻠﻣﻲ وﻫو ﻣن ﻣدرﺳﺔ اﻟﺗوﺟﻪ اﻟطﺑﯾﻌﻲ اﺳﺗﺑﻌد اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ ﻣن ﻧطﺎق اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ،
ﺣﯾث ﺗم اﺳﺗﺑﻌﺎد اﻟﻛﺛﯾر ﻣﻧﻬﺎ ﻣن ﻧطﺎق اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻣﻠك
اﻟﺧﺎص. 1
أﻣﺎ أﺻﺣﺎب ﻣدرﺳﺔ اﻟﺗوﺟﻪ اﻟﺗﺧﺻﯾﺻﻲ و ﺧﺎﺻﺔ ﻫورﯾو و ﻓﺎﻟﯾن اﻟﻠذﯾن ﺗﺑﻧوا ﻣﻌﯾﺎر
اﻟﺗﺧﺻﯾص ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﯾرون أن اﻷﻣوال و ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ اﻟﺟﻣﻬور ﺳواء
ﻣﺑﺎﺷرة أو ﺑواﺳطﺔ ﻣرﻓق ﻋﺎم ،و اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻛﯾف ﺑﺣﻛم طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ أو ﺗﻬﯾﺋﺗﻬﺎ ﺗﻬﯾﺋﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ
اﻟﻬدف اﻟذي ﺧﺻص ﻟﻪ ﻫذا اﻟﻣرﻓق ﻻ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ أﻣو اﻻ ﻋﺎﻣﺔ.
أﻣﺎ اﻟﻣﻧﻘوﻻت ﻓﻘد اﺳﺗﺑﻌدت ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ،إذ أﻧﻛر ﻓﻘﻬﺎء ﻣدرﺳﺔ
اﻟﺗوﺟﻪ اﻟطﺑﯾﻌﻲ ) دﯾﻛر وك – ﺑرﺗﯾﻠﻣﻲ ( اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻧﻘوﻻت ،و ﺳﺎﯾرﻫم ﻓﻲ ذﻟك
اﻟﺑﻌض ﻣن ﻓﻘﻬﺎء ﻣدرﺳﺔ اﻟﺗوﺟﻪ اﻟﺗﺧﺻﯾﺻﻲ ﻣﻧﻬم ) ﺟﯾز ( ،و ﻗد اﻋﺗﺑر ﻫؤﻻء اﻟﻔﻘﻬﺎء أن
اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗررﻫﺎ ﺗﺷرﯾﻊ 30ﻣﺎرس 1887ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻷﻣوال اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدو ﻟﺔ ﻓﻘط ،2و ﻻ
ﺗﻣﺗد إﻟﻰ اﻟﻣﻧﻘوﻻت اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻣﻘﺎطﻌﺎت و اﻟﻣدن ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣن اﻷﻣوال اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﺑﺎﻟﻣﻘﺎطﻌﺔ أو اﻟﻣدﯾﻧﺔ.
و ﻟﻛن ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻩ ﻟم ﯾﺗﻌرض إﻻ ﻟﺣﻛم اﻟﻣﻧﻘوﻻت اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ
ﻟﻠدوﻟﺔ ،دون اﻟﻣﻧﻘوﻻت اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻸﺷﺧﺎص اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻘﺿﺎء ﻗد ﻗرر اﻋﺗﺑﺎر ﻫذﻩ
اﻟﻣﻧﻘوﻻت اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺷﺄﻧﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻛﺳﺎﺋر اﻟﻣﻧﻘوﻻت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ.
أﻣﺎ اﻟﻣﺷرَع اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ﻓﻘد ﻛﺎن واﺿﺣﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻷﻣوال اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ و اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ ﻣن
اﻷﻣو ال اﻟﻌﺎﻣﺔ ،1ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 12ﻣن ق.أ.و ".ﺗﺗﻛون اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣن
اﻟﺣﻘوق و اﻷﻣﻼك اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ و اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ اﻟﺟﻣﯾﻊ و اﻟﻣوﺿوﻋﺔ ﺗﺣت ﺗﺻرف
اﻟﺟﻣﻬور اﻟﻣﺳﺗﻌﻣل إﻣﺎ ﻣﺑﺎﺷرة ،و إﻣﺎ ﺑواﺳطﺔ ﻣرﻓق ﻋﺎم ﺷرﯾطﺔ أن ﺗﻛﯾف ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺣﻛم
طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ أو ﺗﻬﯾﺋﺗﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺗﻛﯾﯾﻔﺎ ﻣطﻠﻘﺎ أو أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻣﻊ اﻟﻬدف اﻟﺧﺎص ﻟﻬذا اﻟﻣرﻓق ،ﺗدﺧل
أﯾﺿﺎ ﺿﻣن اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺛروات و اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 15ﻣن
ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ".
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻬذا ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺣﻘوق ﻣن اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺣﺳب اﻟﺷروط
اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﻧﺻوص ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 12ﻗﺎﻧون.30/90
اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﻛﺔ ﻟﻬﺎ ﺗﺗوزع ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :اﻟدوﻟﺔ ،اﻟوﻻﯾﺎت ،اﻟﺑﻠدﯾﺎت و ﻗد ﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺗوزﯾﻊ ﻓﻲ دﺳﺗور
1996ﺣﺳب آﺧر ﺗﻌدﯾل ﻟﻪ ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 20ﻣﻧﻪ "اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﯾﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون
وﺗﺗﻛون ﻣن اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ ﻛل ﻣن اﻟدوﻟﺔ واﻟوﻻﯾﺔ واﻟﺑﻠدﯾﺔ ،ﯾﺗم ﺗﺳﯾﯾر
اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون " ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 02ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 30/90اﻟﻣﺗﺿﻣن ق.أ.و.
"
ﺗﺷﻣل اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوع اﻷﻣﻼك اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ و اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣوزﻫﺎ اﻟدوﻟﺔ و
ﺟﻣﺎﻋﺎﺗﻬﺎ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ أو ﺧﺎﺻﺔ و ﺗﺗﻛون ﻫذﻩ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﻣن:
و ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 24ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 90/25اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم " ﺗدﺧل
اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ و اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ و ﺟﻣﺎﻋﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻋداد
اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﺗﺗﻛون اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﻣن:
وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ ﺟﻠﯾﺎ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد ﺣﺻر ﺣق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻟﻸﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ؛ ﻟﻠدوﻟﺔ
أو اﻟوﻻﯾﺔ أو اﻟﺑﻠدﯾﺔ دون ﺳواﻫﺎ ﻣن اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻷﺧرى ،ﺣﯾث أﻧﻪ ﻻ ﯾﻘر ﺑﺣق
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻸﺷﺧﺎص اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣرﻓﻘﯾﺔ.
أﻣﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺳﯾر وﻓق ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ،و ﻟم ﺗﻌد أﻣواﻟﻬﺎ
ﺟﻣﯾﻌﺎ ﺗﻛﺗﺳﻲ اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﻫذا ﺣﺳب اﻷﻣر 04-01اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻧظﯾم اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﺗﺳﯾﯾرﻫﺎ و ﺧوﺻﺻﺗﻬﺎ اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 20أوت .2001
و ﯾﺑدو أن اﻟﻣﺎدة 20ﻣن اﻟدﺳﺗور ﻛﺎﻧت واﺿﺣﺔ ؛ ﺣﯾث ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أن ﻫذﻩ اﻷﺷﺧﺎص
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻬﺎ ﺣق ﻣﻠﻛﯾﺔ ﺑﺄﺗم ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻛﻠﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣل اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ دون ﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻷﻣﻼك
اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ ،إﻻ أن اﻟﻣﺎدة 18ﻣن ﻧﻔس اﻟدﺳﺗور ﻧﺻت أن اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
1اﻟﻤﻮاد ﻣﻦ 157إﻟﻰ 168ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 10/11اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﯾﺔ ،اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 22ﯾﻮﻧﯿﻮ ،2011ج.ر،.37.ﻣﺆرﺧﺔ ﻓﻲ
.2011/07/03
2اﻟﻤﻮاد 132إﻟﻰ 134ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن 07/12اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻮﻻﯾﺔ ،اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 21ﻓﺒﺮاﯾﺮ ، 2012ج.ر،.12.ﻣﺆرﺧﺔ ﻓﻲ 29ﻓﺒﺮاﯾﺮ
.2012
15
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻲ ﻣﻠك اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ،اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ أوﺳﻊ ﻣن
اﻟدوﻟﺔ و ﺟﻣﺎﻋﺎﺗﻬﺎ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،و اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻣﺎﻟك اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ و اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ.
و أﯾﺿﺎ اﻟﻣﺎدة 13ﻣن ق.أ.و .ﺑﯾﻧت أن ﺣق اﻟدوﻟﺔ و اﻟوﻻﯾﺔ و اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻣواﻟﻬﺎ ﻫو
ﺣق ﻣﻠﻛﯾﺔ و ﻟﯾس ﺣق ﺣﯾﺎزة ﺣﯾث ﻧﺻت " ﯾﺧﺿﻊ ﺗوزﯾﻊ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ
ﻟﻠدوﻟﺔ و اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ و اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠوﻻﯾﺔ و اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺑﻠدﯾﺔ
" ...
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻟﻘد ﺣدد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 30/90وأﺷﺎر إﻟﻰ ﺗﻘﺳﯾﻣﻬﺎ إﻟﻰ
أﻣوال ﻋﻣوﻣﯾﺔ طﺑﯾﻌﯾﺔ و أﻣوال ﻋﻣوﻣﯾﺔ اﺻطﻧﺎﻋﯾﺔ و ﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 14ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
30/90ﺣﯾث ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ " :ﺗﺗﻛون اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون
ﻣن اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ و اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻻﺻطﻧﺎﻋﯾﺔ " ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺷرع ﺣددﻫﺎ ﻓﻲ
ﻧص اﻟﻣﺎدة 15ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﻣوال اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ و اﻟﻣﺎدة 16ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﻣوال اﻻﺻطﻧﺎﻋﯾﺔ ،و ﻟﻘد
ﺣددﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل.
16
أوﻻ :اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣﺳب ﻧﺷﺄﺗﻬﺎ:
و ﻫﻲ اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ أوﺟدﺗﻬﺎ اﻟطﺑﯾﻌﺔ دون أي ﺗدﺧل ﻟﻺﻧﺳﺎن ،و ﺗﺷﻣل اﻷﻣوال اﻟﺑﺣرﯾﺔ و
اﻟﻧﻬرﯾﺔ و اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺟوي اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ و اﻷﻣوال اﻟﺑرﯾﺔ.
ﺷواطﺊ اﻟﺑﺣر :اﻋﺗﺑرت ﺷواطﺊ اﻟﺑﺣر ﻣن اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻷﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣﻼﺣﺔ و اﻟﺻﯾد و اﻻﺳﺗﺟﻣﺎم ،و ﺗﺷﻣل اﻟﺷواطﺊ -اﻷرض اﻟﺗﻲ ﯾﻐطﯾﻬﺎ أﻋﻠﻰ
أﻣواج اﻟﺷﺗﺎء و ﯾرﺟﻊ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾدﻫﺎ إﻟﻰ اﻟطﺑﯾﻌﺔ أو ﻫﻲ ﺟزء ﻣن اﻟﺳﺎﺣل ﺗﻐطﯾﻪ أﻋﻠﻰ
ﻣﯾﺎﻩ اﻟﺑﺣر ﺗﺎرة و ﺗﻛﺷف ﻋﻧﻪ أﺧﻔﺿﻬﺎ ﺗﺎرة أﺧرى ،1و ﻗد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 05ﻣن
اﻷﻣر رﻗم 80-76 :اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺑﺣري " ﯾﻘﺳم اﻟﺳﺎﺣل
اﻟوطﻧﻲ إﻟﻰ ﻣﻧﺎطق ﺑﺣرﯾﺔ و ﻣﺣطﺎت رﺋﯾﺳﯾﺔ و ﻣﺣطﺎت ﻋﺎدﯾﺔ " 2و ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة
07ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ أن اﻟﺷواطﺊ ﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟﻣﯾﺎﻩ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ و ﻫﻲ ﺗظم ﻣﻧطﻘﺔ
اﻟﺳﺎﺣل اﻟﻣﻐطﻰ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﻣد ﺧﻼل اﻟﺳﻧﺔ ﻓﻲ ظروف ﺟوﯾﺔ ﻋﺎدﯾﺔ و ﺑﺄراﺿﻲ
اﻻﻧﺣﺳﺎر و اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺑﺣرﯾﺔ و ﻣن ﻫذا ﯾﻔﻬم أن اﻟﺷﺎطﺊ ﯾدﺧل ﺿﻣن اﻟﺳﺎﺣل.
ﻗﻌر اﻟﺑﺣر اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ و ﺑﺎطﻧﻪ و ﻣﯾﺎﻫﻪ اﻟداﺧﻠﯾﺔ :و ذﻟك ﻋﻠﻰ طول 12ﻣﯾﻼ ﺑﺣر ﯾﺎ،
و ﺗﻌﯾن ﺣدود اﻟﺑﺣر ﺟﻬﺔ اﻷرض إﺑﺗداءا ﻣن ﺧط اﻟﺷﺎطﺊ اﻟذي ﺗﺑﻠﻐﻪ اﻟﻣﯾﺎﻩ ﻓﻲ
أﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗواﻫﺎ ﺧﻼل اﻟﺳﻧﺔ و ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﺟوﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،و ﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺑﺣر اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ
ﻣن اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ،ﻓﺎﻟدوﻟﺔ ﻟﻬﺎ أن ﺗﻣﺎرس ﻋﻠﯾﻪ ﺳﯾﺎدﺗﻬﺎ ﺳواء ﺗﻌﻠق اﻷﻣر
ﺑﻣﯾﺎﻩ اﻟﺑﺣر اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ أو ﻗﺎﻋﻪ أو ﺑﺎطﻧﻪ ،و ﻟﻬﺎ أن ﺗﺗﺧذ ﻣﺎ ﺗراﻩ ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ ﻣن إﺟراءات
ﻋﻠﯾﻪ ﻟﺣﻔظ اﻷﻣن و اﻟﺑﯾﺋﺔ و اﻟﺻﺣﺔ ،و ﺳرﯾﺎن ﻗﺎﻧون اﻟﺟﻣﺎرك و ﻏﯾرﻫﺎ ،و ﻗﺿﺎؤﻫﺎ
ﻫو اﻟﻣﺧﺗص ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻘﻊ داﺧل ﻫذا اﻟﺑﺣر ﻣن ﺟراﺋم و ﻣﻧﺎزﻋﺎت ،و ﻟﻬﺎ أن ﺗﺟﻌل
اﻟﺻﯾد ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﺣر ﻣﻘﺗﺻرا ﻋﻠﻰ رﻋﺎﯾﺎﻫﺎ ،و ﻟﻬﺎ أن ﺗﺳﺗﺄﺛر ﺑﻣﺎ ﯾوﺟد ﻓﻲ اﻟﻣﺎء و
اﻟﻘﺎع و ﻣﺎ ﺗﺣت اﻟﻘﺎع ﻣن ﺛر وات ،3إﻻ أﻧﻪ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﻣرور اﻟﺳﻔن اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ
و ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺗﻛون اﻟﻣﯾﺎﻩ اﻟﺑﺣرﯾﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻫﻲ اﻷﺟزاء ﻣن اﻟﺑﺣر اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻐﻠﻐل ﻓﻲ إﻗﻠﯾم اﻟدوﻟﺔ
و ﺗﺗداﺧل ﻓﯾﻪ و ﻫﻲ :اﻟﺑﺣﺎر ،اﻟﺑﺣﯾرات ،اﻟﺧﻠﺟﺎن ،اﻟﻘﻧوات ،و اﻟﻣواﻧﺊ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ داﺧل إﻗﻠﯾم
اﻟدوﻟﺔ ،و ﻗد اﻋﺗﺑرت ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺟزءا ﻣن أﻣوال اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
اﻟﺑﺣرﯾﺔ،1
طرح اﻟﺑﺣر و ﻣﺣﺎﺳرﻩ :طرح اﻟﺑﺣر ﻫﻲ اﻷراﺿﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻛون ﻣن اﻟطﻣﻲ اﻟذي ﯾﺄﺗﻲ
ﺑﻪ اﻟﺳﺎﺣل و ﯾظﻬر ﻓوق أﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻷﻣواج ،أﻣﺎ ﻣﺣﺎﺳر اﻟﺑﺣر ﻓﻬﻲ اﻷراﺿﻲ
اﻟﺗﻲ ﯾﺗرﻛﻬﺎ اﻟﺑﺣر ﻣﻛﺷوﻓﺔ ﻟدى اﻧﺣﺳﺎرﻩ ،و ﻟم ﺗﻌد اﻟﻣﯾﺎﻩ ﺗﻐﻣرﻫﺎ ﻓﻲ أﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗواﻫﺎ.
ﻣﺟﺎري اﻟﻣﯾﺎﻩ و رﻗﺎﺋق اﻟﻣﺟﺎري اﻟﺟﺎﻓﺔ و ﻛذﻟك اﻟﺟزر اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻛون داﺧل رﻗﺎﺋق
اﻟﻣﺟﺎري و اﻟﺑﺣﯾرات و اﻟﻣﺳﺎﺣﺎت اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ اﻷﺧرى ،أو اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﻣوﺟودة ﺿﻣن
ﺣدودﻫﺎ ﻛﻣﺎ ﯾﻌرﻓﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﯾﺎﻩ.
اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺟوي اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ :و ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺟوي اﻟذي ﯾﻌﻠوا إﻗﻠﯾم اﻟدوﻟﺔ ؛ و
ﺗﻣﺎرس ﻓﯾﻪ اﻟدوﻟﺔ ﺳﯾﺎدﺗﻬﺎ ﻣن ﺳﻠطﺔ ﺿﺑط و ﺗﻧظﯾم ﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻼﺣﺔ اﻟﺟوﯾﺔ طﺑﻘﺎ
ﻟﻠﻘواﻧﯾن و اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺣﻘق ﻣﺻﺎﻟﺣﻬﺎ ،و ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾد ﻋﻠو ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل
2
و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺗﺿﺢ ﺳﯾطرة اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﺎﻟﻬﺎ اﻟﺟوي ﺑﺗطورﻫﺎ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ
اﻟﺛروات و اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﺳطﺣﯾﺔ و اﻟﺟوﻓﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف
أﻧواﻋﻬﺎ ،و اﻟﻣﺣروﻗﺎت اﻟﺳﺎﺋﻠﺔ ﻣﻧﻬﺎ و اﻟﻐﺎزﯾﺔ ،و اﻟﺛروات اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ اﻟطﺎﻗوﯾﺔ و
اﻟﺣدﯾدﯾﺔ ،و اﻟﻣﻌﺎدن اﻷﺧرى أو اﻟﻣﻧﺗوﺟﺎت اﻟﻣﺳﺗﺧرﺟﺔ ﻣن اﻟﻣﻧﺎﺟم و اﻟﻣﺣﺎﺟر ،و
و اﻻﻣﺗداد اﻟﻘﺎري أو اﻟﺟرف اﻟﻘﺎري ﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺗﻪ ﻓﻲ أﻧﻪ ﯾﺿم ﻣﺧزوﻧﺎ ﺿﺧﻣﺎ ﻟﻠﺛروات و
اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ،ﻫذﻩ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻬﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ أﺛﺎرت و ﻣﺎ زاﻟت ﺗﺛﯾر اﻟﺟدل ﺣول ﺗﺣدﯾدﻫﺎ و ذﻟك
ﻟﻌدة أﺳﺎب أﻫﻣﻬﺎ :ﻋدم ﺗﺣدﯾدﻫﺎ ﻣﺎدﯾﺎ و ﻛذﻟك ﻧظرا ﻟﺗﻌﺎرض ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدوﻟﻲ ،و ﯾﻌرف
اﻷﺳﺗﺎذ ﺟﺎك ﺑورﻛﺎ Jaques burcartاﻻﻣﺗداد اﻟﻘﺎري ﻛظﺎﻫرة ﺟﻐراﻓﯾﺔ ﺟﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﺑﺄﻧﻪ -
اﻻﻣﺗداد اﻟﻘﺎري ﻣﺣدد ﺑﯾن اﻟﺷﺎطﺊ و أول اﻧﺣدار ﻫﺎم ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻩ ﻋرض اﻟﺑﺣر و اﻟذي ﯾﻛون
ﻋﻠﻰ أﯾﺔ ﻣﺳﺎﻓﺔ .-2
و اﻟﺳﺎﺋد ﻟدى اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻌرب أن اﻟﺟرف اﻟﻘﺎري إﻧﻣﺎ ﯾﺷﻣل ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 76ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ
اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ،ﻗﺎع و ﺑﺎطن أرض اﻟﻣﺳﺎﺣﺎت اﻟﻣﻐﻣورة اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗد إﻟﻰ ﻣﺎ وراء اﻟﺑﺣر اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻓﻲ
ﺟﻣﯾﻊ أﻧﺣﺎء اﻻﻣﺗداد اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻹﻗﻠﯾم اﻟدوﻟﺔ اﻟﺑري ،ﺣﺗﻰ اﻟطرف اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻠﺣﺎﻓﺔ اﻟﻘﺎرﯾﺔ ،أو إﻟﻰ
ﻣﺳﺎﻓﺔ 200ﻣﯾل ﺑﺣري ﻣن ﺧطوط اﻷﺳﺎس اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺎس ﻣﻧﻬﺎ ﻋرض اﻟﺑﺣر اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ،إذا ﻟم ﯾﻛن
3
اﻟطرف اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻠﺣﺎﻓﺔ اﻟﻘﺎرﯾﺔ ﯾﻣﺗد إﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ.
أﻣﺎ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻧﻬرﯾﺔ ﻓﺗﺷﻣل اﻷﻧﻬﺎر و ﯾﺷﻣل اﻟﻧﻬر ﻋﻠﻰ ﻣﯾﺎﻫﻪ و ﻣﺟراﻩ و ﻗﺎﻋﻪ و
ﺟﺳورﻩ و ﻓروﻋﻪ ،و ﺷرط اﻋﺗﺑﺎر اﻷﻧﻬﺎر ﻣن اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ أن ﺗﻛون ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻠﻣﻼﺣﺔ
أو اﻟطﻔو ،و ﯾﻠﺣق ﺑﺎﻷﻧﻬﺎر اﻟﻣﺟﺎري اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ و ﻓروﻋﻬﺎ ،و اﻟﺑرك اﻟﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻠﻣﻼﺣﺔ،
اﻟﻣﺟﺎري اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﺑﻐرض إﻧﺗﺎج اﻟﻛﻬرﺑﺎء و اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗﺎز ﺑﺳرﻋﺔ ﺟرﯾﺎن اﻟﻣﯾﺎﻩ
ﻓﯾﻬﺎ ﻣﻣﺎ ﯾؤﻫﻠﻬﺎ ﻟﺗوﻟﯾد اﻟﻛﻬرﺑﺎء ﻣﻧﻬﺎ.
اﻟﺛروات اﻟﻐﺎﺑﯾﺔ ﺣﯾث أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﻠﻐﺎﺑﺎت و اﻷراﺿﻲ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻐﺎﺑﻲ
ﺑﺻرﯾﺢ اﻟﻌﺑﺎرة 4و ﻫذا ﻟﻣﺎﻟﻬﺎ ﻣن أﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺻﻔﺔ اﻷﻣوال اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
اﻟوطﻧﻲ.
وﻫﻲ اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗﻐﯾﯾرﻫﺎ ﻋن طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻟﻌﻣل اﻹﻧﺳﺎن ﻟﺗﺗواﻓق ﻣﻊ
اﻟﻬدف اﻟذي ﺧﺻﺻت ﻟﻪ ،وﻗد ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 16ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 30/90اﻟﻣﺗﺿﻣن
اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ و ﺣددﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﺗﻘﺳم إﻟﻰ ﻣﺎل ﻋﺎم ﺑري وﻣﺎل ﻋﺎم ﺑﺣري وﻣﺎل ﻋﺎم ﻧﻬري،
اﻟطرق اﻟﻌﺎﻣﺔ :ﻣﻧﻬﺎ اﻟطرق اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟوﻻﺋﯾﺔ واﻟﺑﻠدﯾﺔ ،واﻟطرق اﻟﺳرﯾﻌﺔ واﻟطرق اﻟﺳﯾﺎرة،
واﻟطرﯾق ﻫو ﻛل ﻣﺳﻠك ﻋﻣوﻣﻲ ﻣﻔﺗوح ﻟﺣرﻛﺔ ﻣرور اﻟﻣرﻛﺑﺎت ،وﻫذا ﺣﺳب ﺗﻌرﯾف
اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 02ﻣن اﻷﻣر 03/09اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻧظﯾم ﺣرﻛﺔ اﻟﻣرور ﻋﺑر
اﻟطرق وﺳﻼﻣﺗﻬﺎ وأﻣﻧﻬﺎ ،وﻫذﻩ اﻟطرق ﺟﻣﯾﻌﺎ ﺗﻌد ﻣن اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺑرﯾﺔ.1
وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل واﻟﻣو اﺻﻼت :ﺗدﺧل ﺿﻣن اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺳﻛك اﻟﺣدﯾدﯾﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف
ﻣﺷﺗﻣﻼﺗﻬﺎ ﻣن ﺗﺟﻬﯾزات وﻗطﺎرات اﻟﻧﻘل وﺧطوط اﻟﺳﻛك اﻟﺣدﯾدﯾﺔ وﻣﺑﺎﻧﻲ اﻟﻣﺣطﺎت،
ﻛذﻟك ﯾدﺧل ﻓﻲ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﺧطوط اﻟﺗﻠﯾﻔون واﻟﺗﯾﻠﯾﻐراف ووﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ
واﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ ،ووﺳﺎﺋل اﻟﻧﻘل اﻟﻌﺎم ﻛﺎﻟﻣﯾﺗرو واﻟﻣطﺎرات واﻟطﺎﺋرات.2
ﻣراﻓق ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﯾﺎﻩ واﻟﻛﻬرﺑﺎء واﻟﻐﺎز :ﺗﻌد ﻫذﻩ اﻟﻣراﻓق ﻣن اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وذﻟك ﺑﺳﺑب
ﺗﺧﺻﯾﺻﻬﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﺗﻲ وﺟدت ﺗﻠك اﻟﻣراﻓق ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ وﻫﻲ اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻟو
ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ،وذﻟك ﻋﻠﻰ أن ﺗﻛون ﻣﻠﻛﯾﺗﻬﺎ ﻟﺷﺧص ﻋﺎم.
اﻷﻣوال اﻷﺛرﯾﺔ :ﺗدﺧل ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن أﻫﻣﯾﺔ ،ﺣﯾث أﻧﻬﺎ ﺗﻣﺛل
اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﺎدي ﻟﻠﺣﺿﺎرة ،واﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم اﻷﺛري ﯾﻘد ﯾﻛون ﻋﻘﺎرا أو ﻣﻧﻘوﻻ ،واﻟﻌﻘﺎر ﻫﻧﺎ
ﯾدﺧل ﻓﻲ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺑرﯾﺔ ،ﻣﺛل اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﻣﻌﻣﺎرﯾﺔ اﻷﺛرﯾﺔ واﻟﻘﻼع و اﻟﺣﺻون
اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ واﻟﻣﺑﺎﻧﻲ اﻟدﯾﻧﯾﺔ واﻷﺳوار اﻟﺗﻲ ﺗﺣﯾط ﺑﺎﻟﻣدن وﻏﯾرﻫﺎ.
اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ اﻟﻌﺎﻣﺔ :ﻫﻲ ﻛذﻟك ﻣن اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺑرﯾﺔ ،وﻧﻘﺻد اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ
اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗم إﻋدادﻫﺎ إﻋدادا ﺧﺎﺻﺎ ﻣﻊ اﻟﻬدف اﻟﺧﺎص ﻟﻬذا
اﻟﻣراﻓق ،ﻛﺎﻟﻣدارس واﻟﺟﺎﻣﻌﺎت وﻣﺑﺎﻧﻲ اﻹدارات اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻟﻣﺳﺗﺷﻔﯾﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻏﯾرﻫﺎ.
اﻷﻣوال اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ :ﻛﺎﻟﺣﺻون و اﻟﻘﻼع واﻟﺧﻧﺎدق واﻷﺳوار ،وﻣﯾﺎدﯾن اﻟﺗدرﯾب وﻣﺻﺎﻧﻊ
اﻟذﺧﯾرة واﻟﺛﻛﻧﺎت وﻏﯾرﻫﺎ ،ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻌد ﻣن اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺑرﯾﺔ.
1اﻷﻣﺮ رﻗﻢ ،03/09اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 22ﯾﻮﻟﯿﻮ ،2009ج.ر،.45.ﻣﺆرﺧﺔ ﻓﻲ 29ﯾﻮﻟﯿﻮ ،2009ﯾﻌﺪل وﯾﺘﻤﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 14/01
اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻨﻈﯿﻢ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻤﺮور ﻋﺒﺮ اﻟﻄﺮق وﺳﻼﻣﺘﮭﺎ وأﻣﻨﮭﺎ ،اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 19ﻏﺸﺖ .2001
2زاﯾﺪي ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ،اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﮫ،ص.66.
23
وﻛذﻟك ﺗوﺟد أﻣوال ﻋﺎﻣﺔ ﺑرﯾﺔ أﺧرى ،ﻛﺎﻟﻣﻘﺎﺑر ودور اﻟﻌﺑﺎدة ،واﻟﻐﺎﺑﺎت واﻟﺣداﺋق اﻟﻌﺎﻣﺔ
واﻟﺑﺳﺎﺗﯾن اﻟﻌﺎﻣﺔ ،واﻟﺳﺎﺣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻏﯾرﻫﺎ.
-2اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺑﺣرﯾﺔ :وﻫذﻩ اﻷﻣوال ﻗد ﺗﻛون طﺑﯾﻌﯾﺔ وﻗد ﺗﻛون اﺻطﻧﺎﻋﯾﺔ.
اﻟﺷواطﺊ :ﺗﻌﺗﺑر أﻣوال ﻋﺎﻣﺔ ﺑﺣرﯾﺔ طﺑﯾﻌﯾﺔ ،وﯾﺷﻣل اﻟﺷﺎطﺊ اﻷرض اﻟﺗﻲ ﺗﻐطﯾﻬﺎ أﻋﻠﻰ
اﻷﻣواج وﯾرﺟﻊ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾدﻫﺎ ﻟﻠطﺑﯾﻌﺔ.
اﻟﺑﺣﯾرات اﻟﻣﺎﻟﺣﺔ :ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﻧﺎطق ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ اﻧﻔﺻﻠت ﻋن ﻣﯾﺎﻩ اﻟﺑﺣر وﺑﻘﯾت
ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﺑﻣﯾﺎﻫﻬﺎ اﻟﻣﺎﻟﺣﺔ.
اﻟﻣواﻧﺊ :ﻫﻲ ﻣن اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺑﺣري اﻻﺻطﻧﺎﻋﯾﺔ ،وﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن أﻣﺎﻛن ﻣﻌدة
ﻻﺳﺗﻘﺑﺎل اﻟﺳﻔن ،وﯾﻠﺣق ﺑﻬﺎ اﻟﻣراﺳﻲ واﻷرﺻﻔﺔ واﻷﺣواض ،وﻛﺎﻓﺔ اﻟﺗﺟﻬﯾزات اﻷﺧرى
ﻣن ﻣﺑﺎﻧﻲ إدارﯾﺔ وأﺟﻬزة وﻣﻌدات اﻟﺷﺣن واﻟﺗﻔرﯾﻎ ،واﻟﻣﻧﺎرات واﻟﻌﻼﻣﺎت اﻹرﺷﺎدﯾﺔ.
ﻗﻌر اﻟﺑﺣر اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ وﺑﺎطﻧﻪ :ﯾﻌﺗﺑر ﻣن اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺑﺣرﯾﺔ ﻟﻣﺎ ﻟﻪ ﻣن أﻫﻣﯾﺔ
اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وا ٕ ﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،وﯾﺣﺳب اﻟﺑﺣر اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ اﺑﺗداء ﻣن ﺧط اﻷﺳﺎس،
ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﻓﺔ 24ﻣﯾﻼ ﺑﺣرﯾﺎ.
اﻟﻣﯾﺎﻩ اﻟﺑﺣرﯾﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ :ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺑﺣرﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ،واﻟﻣﯾﺎﻩ اﻟﺑﺣرﯾﺔ
اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻣﯾﺎﻩ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﺑﯾن اﻟﯾﺎﺑﺳﺔ وﺧط اﻷﺳﺎس ،اﻟذي ﯾﺑدأ ﻣﻧﻪ ﺣﺳﺎب اﻟﺑﺣر
اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ.
اﻷﻧﻬﺎر :ﺗﻌﺗﺑر أﻣوال ﻋﺎﻣﺔ ﻧﻬرﯾﺔ طﺑﯾﻌﯾﺔ ،وﯾﺷﻣل اﻟﻧﻬر ﻣﯾﺎﻫﻪ وﺟراﻩ وﻗﺎﻋﻪ وﺟﺳورﻩ
وﻓروﻋﻪ ،وﻫذا ﺑﺷرط أن ﺗﻛون ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻠﻣﻼﺣﺔ أو اﻟطﻔو ،ﯾﺷﻣل اﻟﻧﻬر ﻛذﻟك اﻟﻣﺟﺎري
اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ وﻓروﻋﻬﺎ واﻟﺗﻲ ﺗﻛﺗﺳب اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻲ اﻷﺧرى ﺣﺗﻰ وﻟو ﻟم ﺗﻛن ﺻﺎﻟﺣﺔ
ﻟﻠﻣﻼﺣﺔ أو اﻟطﻔو.1
اﻟﻣﺟﺎري اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﺑﻐرض إﻧﺗﺎج اﻟﻛﻬرﺑﺎء :ﺗﻣﺗﺎز ﺑﺎﻟﺳرﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺟرﯾﺎن ﻣﻣﺎ
ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ ﻣن إﻧﺗﺎج اﻟﻛﻬرﺑﺎء ﺑﻌد إﻧﺷﺎء ﺳدود ﻋﻠﯾﻬﺎ.
1ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻨﻌﻢ ﻣﺤﻤﺪ داود ،اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﺒﺤﺎر ،ﻣﻨﺸﺄة اﻟﻤﻌﺎرف ،اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ،1991،ص،.89.ﻧﻘﻼ ﻋﻦ زاﯾﺪي ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم،
اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ،ص.70.
24
اﻟﺑرك اﻟﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻠﻣﻼﺣﺔ :ﻫﻲ ﻛذﻟك ﻣن اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻧﻬرﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ.
اﻟﻣﯾﺎﻩ اﻟﺟوﻓﯾﺔ واﻟﻣﯾﺎﻩ اﻟﺳطﺣﯾﺔ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣن اﻟودﯾﺎن واﻟﺑﺣﯾرات واﻟﺑرك واﻟﺳﺑﺧﺎت
واﻟﺷطوط وﻛذا اﻷراﺿﻲ واﻟﻧﺑﺎﺗﺎت اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ ﺣدودﻫﺎ ،اﻟطﻣﻲ واﻟرواﺳب اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺷﻛل
طﺑﯾﻌﯾﺎ ﻣن ﻣﺟﺎري اﻟﻣﯾﺎﻩ ،ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻷﻣوال اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟﻠﻣﯾﺎﻩ ،وﻫذا ﺣﺳب ﻧص
اﻟﻣﺎدة 04ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﯾﺎﻩ.1
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث
و ﯾﻣﻛن رد ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺎت إﻟﻰ اﺗﺟﺎﻫﯾن رﺋﯾﺳﯾﯾن ،اﻷول ﯾﻧﻛر ﺣق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم،
2
و اﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾﻘر ﺑﺣق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم.
ﻧﺣﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب اﻟﺗطرق إﻟﻰ اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﻧﻛر ﻟﺣق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم)اﻟﻔرع اﻷول(
واﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣؤﯾد )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ(وﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث( ﻣوﻗف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري .
اﻟﻔرع اﻷول
ﺳﺎد ﻓﻲ اﻟﻘرن 19إﻧﻛﺎر ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻟﻸﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و ﯾرى أﻧﺻﺎر ﻫذا اﻟﻣذﻫب أن ﻫذا
اﻟﺣق ﻟﯾس ﺣق ﻣﻠﻛﯾﺔ؛ ﺑل ﻫو وﻻﯾﺔ إﺷراف و ﺣﻔظ و ﺻﯾﺎﻧﺔ ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻧﺎس ﺟﻣﯾﻌﺎ ،و أول ﻣن
ﺗﺑﻧﻰ ﻫذا اﻟرأي اﻟﻔﻘﯾﻪ ﺑرودون ،ﺛم ﺗﺑﻌﻪ ﺑﻌد ذﻟك اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻘداﻣﻰ ،إذ ﻋد اﻟدوﻣﯾن
اﻟ ﻌﺎم دوﻣﯾن ﻣﻠك؛ ﻋﻧد ﺗﻣﯾﯾزﻩ ﺑﯾن اﻟدوﻣﯾن اﻟﻌﺎم و اﻟدوﻣﯾن اﻟﺧﺎص ،و أن اﻟدوﻟﺔ ﺗﺣوزﻩ ﺑﺎﺳم
ﻓﺣق اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﯾﻛون ﻟﻠﻧﺎس ﻛﺎﻓﺔ ﻻ ﻟﻠدوﻟﺔ ،و أﻧﻪ ﻟﯾس ﻟﻠدوﻟﺔ أن ﺗﺳﺗﻐل اﻟﻣﺎل
اﻟﻌﺎم أو أن ﺗﺗﺻرف ﻓﯾﻪ ،و ﺑﺎﻧﻌدام ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻓﺈن ﺣق اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻻ ﯾﻣﻛن
اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺣق ﻣﻠﻛﯾﺔ و إﻧﻣﺎ ﺣق إﺷر اف و رﻗﺎﺑﺔ ﻓﻘط .1
و ﯾﺳﺗﻧد أﺻﺣﺎب ﻫذا اﻟرأي إﻟﻰ اﻟﻘول أن ﻣﺎﻟك اﻟﺷﻲء ﯾﺧﺗص ﺑﻪ و ﯾﻘﺻر اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﻪ ﻋﻠﻰ
ﺷﺧﺻﻪ؛ و ﻫذا ﻻ وﺟود ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻷن اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﻪ ﯾﻛون ﻟﻠﻛﺎﻓﺔ و ﻟﯾس ﻟﺷﺧص ﻣﻌﯾن.
و ذﻫب ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم دﯾﺟﻲ وﺟﯾز إﻟﻰ ﻋدم اﻋﺗراﻓﻬم ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،و
إﻧﻛﺎرﻫم ﻟﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎدة ،ذﻟك أن اﻟدوﻟﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﺻﺎﺣﺑﺔ ﻟﻠﺣﻘوق و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﺗﻛون
ﺻﺎﺣﺑﺔ ﻟﺣق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
أﻣﺎ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺣدﯾث ﻓﺗوﺟﻪ إﻟﻰ ﻋدم ﻗﺑول ﻓﻛرة أن ﺣق اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﺗﻣﺛل
ﺑوﻻﯾﺔ اﻹﺷراف و اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷﻣوال ﻓﻘط ،ﺑل ﯾﺗوﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﻘول ﺑﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻟﻸﻣوال
اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و ﯾﻌﺗﺑر أﻧﺻﺎرﻩ أن ﺣق اﻟدوﻟﺔ ﻟﻸﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣق ﻣﻠﻛﯾﺔ ﺣﻘﯾﻘﻲ ،ﻻ ﯾﺧﺗﻠف ﺑطﺑﯾﻌﺗﻪ
ﻋن اﻟﺣق اﻟذي ﺗﻣﻠﻛﻪ اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ أﻣواﻟﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ.
و ﯾرﺟﻊ اﻟﻔﺿل ﻓﻲ ﺗوﻛﯾد اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﺣدﯾث ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ إﻟﻰ اﻟﻔﻘﯾﻪ ﻫورﯾو؛ و ذﻟك ﻓﻲ ﺗﻌﻠﯾﻘﻪ
ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن أﺣﻛﺎم ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ أواﺋل ﻫذا اﻟﻘرن ،ﺛم اﺗﺟﻪ ﻫذا اﻟﺗطور اﻟﻔﻘﻬﻲ
ﺑﻌد ذﻟك ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ إﻟﻰ اﻋﺗﻧﺎق ﻫذا اﻟرأي ﻓﻲ اﻟﺗﻛﯾﯾف ﺣﺗﻰ أﺻﺑﺢ ﻫو اﻟﺳﺎﺋد ،و ﻗد ﺗﺄﺛر أﻧﺻﺎر
ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ ﻓﻲ ﺗﺄﻛﯾدﻫم ﻟﺣق ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻟﻸﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرات اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
1ﻣﺤﻤﺪ أﻧﺲ ﻗﺎﺳﻢ ) ﺟﻌﻔﺮ ( اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻷﻣﻼك اﻹدارة و اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ،ط،.3.اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،دﯾﻮان اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ،
،1992ص ،.26.ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﺑﻮﻣﺰﺑﺮ ﺑﺎدﯾﺲ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ،ص.69.
26
ﻓﻧظرا ﻟﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﯾﺎدﯾن ﺗﺣت ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻧزﻋﺎت اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ،و ﻧظرا ﻟﺣﺎﺟﺗﻬﺎ إﻟﻰ
ﻣوارد ﺟدﯾدة ﻟﻣواﺟﻬﺔ أﻋﺑﺎءﻫﺎ اﻟﻣﺗزاﯾدة ،و اﻟﻧﻬوض ﺑﻧﺷﺎطﻬﺎ ،اﻗﺗﺿت ﻣﻧﻬﺎ أﻻَ ﺗﻘف ﻋﻠﻰ
أﻣواﻟﻬﺎ ﺑل اﺳﺗﻌﻣﻠت ﺣﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷﻣوال اﺳﺗﻌﻣﺎﻻ ﻻ ﯾﺻدر إﻻَ ﻋن اﻟﻣﺎﻟك ،و ﻻ ﯾﺳﺗﻘﯾم إﻻ
1
إذا ﺗواﻓرت ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺔ ﻓﻲ ﺷﺧص اﻟدوﻟﺔ.
و ﯾﺳﺗﻧد أﺻﺣﺎب ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ ﻓﻲ ﺗﺄﯾﯾد ﺣق ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠﻣﺎل اﻟﻌﺎم إﻟﻰ ﺣﺟﺞ ﻋدﯾدة أﻫﻣﻬﺎ:
أ -اﻟوظﯾﻔﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ :ﺣﯾث ﻟم ﯾﻌد ﺣق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﺣﻘﺎ ﻣطﻠﻘﺎ ،و ذﻟك ﺑﻌد زوال
اﻟﻔﻛرة اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻋن اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ ﺑﺎﺳﺗﺑداد اﻟﻣﺎﻟك ﻓﻲ ﻣﻠﻛﻪ ،و أﺻﺑﺢ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ وظﯾﻔﺔ
اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﻣﺎرس ﻫذا اﻟﺣق ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘﯾود ،ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و اﻟﻘﯾود اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻻ ﺗﻧﺎل ﻣن طﺑﯾﻌﺔ ﺣق اﻟﻣﺎل أو
ﺗﻐﯾر ﻣن ﺟوﻫرﻩ.
ب -اﺟﺗﻣﺎع ﻋﻧﺎﺻر ﺣق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ :ﻓﺣق اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﺗﺟﺗﻣﻊ ﻓﯾﻪ ﻣﺧﺗﻠف
اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻟﺣق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل و اﻻﺳﺗﻐﻼل و اﻟﺗﺻرف ،إذ ﯾظﻬر ﺣق
اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﺑوﺿوح ﻓﻲ اﻷﻣوال اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و ﯾظﻬر ﺣق اﻻﺳﺗﻐﻼل ﻓﻲ
ﺗﻣﻠك اﻟﺷﺧص اﻹداري ﻟﺛﻣﺎر اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ،أﻣﺎ ﺣق اﻟﺗﺻرف ﻓﺑﻣوﺟﺑﻪ ﯾﺣق ﻟﻠﺷﺧص
اﻹداري اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء ﺗﺧﺻﯾﺻﻬﺎ و ﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ إﻟﻰ أﻣوال
ﺧﺎﺻﺔ.
ت -اﻟﻘول ﺑﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻗول ﯾﻘﺗﺿﯾﻪ اﻟﻣﻧطق :ﯾرى اﻟﺑﻌض ﻣن ﻓﻘﻬﺎء ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ،
أن اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﺎﻧت ﻗﺑل ﺗﺧﺻﯾﺻﻬﺎ ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن اﻷﻣوال اﻟﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻣﻠﻛﯾﺔ
ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،و ﻟﻛن ﺑﻣﺟرد ﺗﺧﺻﯾﺻﻬﺎ ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺣوﻟت ﻫذﻩ اﻷﻣوال إﻟﻰ أﻣوال
ﻋﺎﻣﺔ ،أﻣﺎ إذا زال ﻫذا اﻟﺗﺧﺻﯾص ﺗﻌود ﻫذﻩ اﻷﻣوال ﻛﻣﺎ ﻛﺎﻧت و ﺗﺻﺑﺢ أﻣواﻻ ﺧﺎﺻﺔ
ﻟﻠدوﻟﺔ ،و إذا ﻣﺎ ﺳﻠﻣﻧﺎ ﺑﺂراء اﻟﻣﻧﻛرﯾن ﻟﺣق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻓﺈن ذﻟك ﻣﻌﻧﺎﻩ أن ﺣق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟذي
ﻛﺎن ﺛﺎﺑﺗﺎ ﻗﺑل اﻟﺗﺧﺻﯾص ﻟم ﯾﻌد ﻟﻪ وﺟود ﺑﻌد اﻟﺗﺧﺻﯾص ،و أﻧﻪ ﯾﻌود ﻣرة أﺧرى ﺑﻌد
ث -ﺟدوى اﻟﻘول ﺑﻣﻣﻠوﻛﯾﺔ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ :ﯾرى أﻧﺻﺎر ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ أن ﺗﻛﯾﯾف ﺣق اﻟدوﻟﺔ
أو ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﺣق ﻣﻠﻛﯾﺔ ؛ ﯾﻛون ﻣﻔﯾدا و أﻧﻪ
ﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋن ﻓﻛرة اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ و اﻻﺳﺗﻌﺎﺿﺔ ﻋﻧﻬﺎ ﺑﻔﻛرة اﻟﺗﺧﺻﯾص أو اﻟذﻣﺔ
اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ اﻟﺗﻲ دﻋﺎ إﻟﯾﻬﺎ دﯾﺟﻲ ،ﻟﺗﺑرﯾر اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻟذﻟك ﻓﺈن ﻓﻛرة
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ وﺣدﻫﺎ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺑرر ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻹدارة ﻗﺑل اﻟﻐﯾر ،ﻋن اﻟﺧﺳﺎﺋر و اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ
ﺗﺻﯾﺑﻬم ﻣن ﺟراء ﻫذﻩ اﻷﻣوال ،و ﻫﻲ أﯾﺿﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺑرر ﺣﺻول اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻧﺗﺟﻪ
ﻫذﻩ اﻷﻣوال ﻣن ﺛﻣﺎر ،ﻓﺿﻼ ﻋن ﺗﺑرﯾرﻫﺎ ﻷﯾﻠوﻟﺔ ﻗﯾﻣﺔ اﻷﻣوال اﻟﻣﺑﺎﻋﺔ ﺑﻌد زوال
ﺗﺧﺻﯾﺻﻬﺎ ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻟﻰ ذﻣﺔ اﻹدارة ،و ﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑرر ﻗﯾﺎم اﻟدوﻟﺔ
2
ﺑﺻﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﯾﻬﺎ.
و ﻣن اﻟﺗﻣﻌن ﻓﻲ ﻫﺎﺗﯾن اﻟﻣﺎدﺗﯾن ﯾﻔﻬم أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أﻗر ﺑﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ و ﺟﻣﺎﻋﺎﺗﻬﺎ
اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻛﻣﺎ أﻗر ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،و أﺟﻣﻠﻬﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎ ﺗﺣت ﻣﺳﻣﻰ اﻷﻣﻼك
اﻟوطﻧﯾﺔ ،و ﻗد ﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 20ﻣن دﺳﺗور 1996ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﻫذا ﺑذﻛر ﻋﺑﺎرة ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ و ﺟﺎء ﻧص اﻟﻣﺎدة ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ " :اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﯾﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون
و ﺗﺗﻛون ﻣن اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ ﻛل ﻣن اﻟدوﻟﺔ و اﻟوﻻﯾﺔ و اﻟﺑﻠدﯾﺔ ،ﯾﺗم
ﺗﺳﯾﯾر اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون".
و ﺑﻣﺎ أن اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور و ﻧص
اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﻣﺟرد اﻟﺣﯾﺎزة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 30/90ﻓﻬﻧﺎ ﺗﻧﺎﻗض ﺑﯾن ﻧﺻﯾن ﺗﺷرﯾﻌﯾﯾن ،ﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻧﺎ
ﻧوازن ﺑﯾن ﻗوة ﻛل ﻣﺎ اﻟﻧﺻﯾن ،و ﻧﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻧص اﻷﻗوى أو اﻷﻋﻠﻰ درﺟﺔ ،و ﺑﻣﺎ أن اﻟدﺳﺗور
29
ﻫو ﻗﺎﻧون أﺳﺎﺳﻲ أﺳﻣﻰ و أﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎدي ،ﻓﯾﻣﻛن ﻣن ﻫذا اﻟﻘول أن اﻟرأي
1
اﻟراﺟﺢ ﻟﻠﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺣﺳب رأﯾﻧﺎ ،ﻫو اﻹﻗرار ﺑﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ وﺟﻣﺎﻋﺎﺗﻬﺎ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﺎل اﻟﻌﺎم
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧون 30/90ﻋﺎد إﻟﻰ اﻹﻗرار ﺑﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ و
ﺟﻣﺎﻋﺎﺗﻬﺎ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 125ﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ،و ﻛﺎن إﻗرارﻩ
ﻫﻧﺎ ﺻرﯾﺣﺎ ﻓﻲ ﺗﻛﯾﯾف ﺣق اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ أﻣﻼﻛﻬﺎ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﺣق ﻣﻠﻛﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة
... " 125ﻋﻧدﻣﺎ ﺗؤدي اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﻣﺑﺎﺷرة أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ اﻟﺗﺷﻛﯾك ﻓﻲ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠﻣﻠك
اﻟﻣﻌﻧﻲ ،أو اﻟﺗﺷﻛﯾك ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﻘوق و اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻬم اﻟدﻓﺎع ﻋﻧﻬﺎ أو اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ
ﺑﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ أﻣﺎم اﻟﻌداﻟﺔ ".
أﻣﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﻓﻘد ﻧص ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 688اﻟﺗﻲ أﻋطت ﻣﻔﻬوﻣﺎ ﻷﻣوال اﻟدوﻟﺔ " ﺗﻌﺗﺑر
أﻣواﻻ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻌﻘﺎرات و اﻟﻣﻧﻘوﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺻص ﺑﺎﻟﻔﻌل أو ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻧص ﻗﺎﻧون ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ
ﻋﺎﻣﺔ ،أو ﻹدارة أو ﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ أو ﻟﻬﯾﺋﺔ ﻟﻬﺎ طﺎﺑﻊ إداري ،أو ﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﺷﺗراﻛﯾﺔ أو ﻟوﺣدة
2
ﯾﺗﺿﺢ ﻣن ﻧص ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة أن ﻣﺳﯾرة ذاﺗﯾﺎ أو ﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺔ داﺧﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﺛورة اﻟزراﻋﯾﺔ "
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﺣدد أﻣوال اﻟدوﻟﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎرات و اﻟﻣﻧﻘوﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺻص ﻹﺣدى
اﻟﺟﻬﺎت اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺗﻌدادﻫﺎ ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 688ﻣﻧﻪ ،و ﻫذﻩ اﻷﻣوال ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺗﺻرف
ﻓﯾﻬﺎ و ﻻ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم و ﻻ اﻟﺣﺟز ﻋﻠﯾﻬﺎ ،3إﻻ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻫﻧﺎ ﻟم ﯾذﻛر ﻛﻠﻣﺔ ﻣﻣﻠوﻛﺔ
ﻟﻠدوﻟﺔ ﺻراﺣﺔ ،ﻣﺎ ﻗد ﯾﻔﻬم ﻣﻧﻪ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﻟم ﯾﻧص ﺑﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻟﻸﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و أﻧﻪ ﺗﻔﺎدى اﻷﺧذ ﺑرأي واﺿﺢ و ﻗﺎطﻊ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻟﻛن
ذﻛرﻩ ﻋﺑﺎرة ) ﺗﻌﺗﺑر أﻣواﻻ ﻟﻠدوﻟﺔ ( ...ﺗﻔﻲ ﺑﺎﻟﻐرض اﻟذي ﯾوﺣﻲ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،و ﻣﻧﻪ
وﻓﻲ ظل ﻣﺎ ﺗﻘدم ﻣن ﻣوﻗف اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري واﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﯾﻔﻬم ﺑﺄن
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ أﻗر ﻫو اﻵﺧر ﺑﻣﻣﻠوﻛﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻟﻸﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ.
اﻟدوﻟﺔ ﻟﻬﺎ ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻷﻣوال ،اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻷﻣوال اﻟﺧﺎﺻﺔ ،و اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻷﻣوال
ﻣﺳﺄﻟﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻓﻘﻪ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ﻷن ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺧﺎص ﺑﻪ ،وﻫذا
ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ درﺟﺔ اﺗﺻﺎﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﺷﺎط اﻟﻌﺎم أو اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬور ،ﺣﯾث أن اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺧﺎص ﺑﻬﺎ ،أﻣﺎ اﻷﻣوال اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص أي
ﻟﻧﻔس اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم أﻣوال اﻷﻓراد.
وﺧﺿوع اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ﯾﻌطﯾﻬﺎ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﯾزة اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻧﺣﻬﺎ
ﻟﻬذﻩ اﻷﻣوال ،وﻫذا ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﯾﻬﺎ وﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد ،وﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ اﻟﺟﻣﻬور.
ﻟﺗﺣدﯾد ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم واﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن أﻣوال اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وأﻣواﻟﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﯾﻘﺗﺿﻲ اﻷﻣر
ﻣﻧﺎ أن ﻧوﺿﺢ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ ﺗﻣﯾﯾز اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻋن أﻣواﻟﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ،
ﻓﻬذﻩ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺑن ﻟﻧﺎ ﻛﯾف ﻧﻌرف أن ﻫذا ﻣﺎﻻ ﻋﺎﻣﺎ ﻟﻠدوﻟﺔ وان ﻫذا ﻣﺎﻻ ﺧﺎﺻﺎ ﻟﻬﺎ،
وﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ﻛﺛﯾرة وﻣﺗﻌددة ،ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ وﻣﻧﻬﺎ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ وﻣﻧﻬﺎ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،وﻓﻲ دراﺳﺗﻧﺎ ﻫذﻩ
ﺳﻧﺗﻧﺎول أﻫم اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻷول ،وأﻫم اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ وﺑﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ
اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ.
31
اﻟﻣطﻠب اﻷول
اﺧﺗﻠف اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣﻣﯾز ﻟﻸﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺣﯾث ﯾرى ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﻔﻘﻪ أن
اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻲ أﻣوال ﺗﺧﺗﻠف ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﻋن اﻷﻣوال اﻟﺧﺎﺻﺔ ،وﻣﻧﻪ اﺗﺧذو ا ﻣن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺎل
ﻧﻔﺳﻪ ﻣﻌﯾﺎرا ﻟﻠﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ وأﻣواﻟﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،وﯾرى ﻓرﯾق آﺧر ﻣن اﻟﻔﻘﻬﺎء أن
اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻷﻣوال ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ ﻓﻛرة اﻟﺗﺧﺻﯾص ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺟﻌﻠو ا ﻣن ﻓﻛرة اﻟﺗﺧﺻﯾص ﻟﻠﻣرﻓق
اﻟﻌﺎم اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣﻣﯾز ﻟﻸﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋن اﻷﻣوال اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﻛﻣﺎ ذﻫب ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻣﺣدﺛﯾن
إﻟﻰ وﺟوب اﻟﻔﺻل ﺑﯾن ﻓﻛرة اﻟﺗﺧﺻﯾص وﻋﻣﻠﯾﺔ إﻟﺣﺎق اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻣﺎل ،وأﺳﺳو ا ﻟﻣﻌﺎﯾﯾر
ﺧﺎرج ﻓﻛرة اﻟﺗﺧﺻﯾص ،ﻣﻧﻬﺎ ﻣﻌﯾﺎر ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻷﺳﺗﺎذ ، r.alibert
وﻣﻌﯾﺎر إرادة اﻟﻣﺷرع اﻟﻔﻘﯾﻪ ﺟﺎﻧس ،1jansseوﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﺳوف ﻧﺗﻧﺎول أﻫم اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر
اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻣﻌﯾﺎر طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺎل وﻣﻌﯾﺎر اﻟﺗﺧﺻﯾص.
اﻟﻔرع اﻷول
ﯾﻌﺗﻣد ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺎل ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻷﻣوال
اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﻫل اﻟﻣﺎل ﯾﻘﺑل اﻟﺗﻣﻠك اﻟﺧﺎص أم ﻻ ،ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻻ ﯾﻘﺑل اﻟﺗﻣﻠك ﻓﻬو ﻣن
اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ.
و ﻗد أﺧذ ﺑﻬذا اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻔﻘﯾﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ دﯾﻛروك ﻓﻲ أواﺧر اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر ،و داﻓﻊ ﻋﻧﻪ
ﻓﻲ اﻟﻧﺻف اﻷول ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن اﻟﻔﻘﯾﻪ ﺑﺎرﺗﯾﻠﻣﻲ ،و ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظرﻫﻣﺎ أن اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻ
ﺗﺗﺿﻣن إﻻ أﺟزاء اﻷرض اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻻﻧﺗﻔﺎع اﻟﺟﻣﻬور ،و اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ أن ﺗﻛون
ﻣﺣﻼ ﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،2و ﯾﺳﺗﻧد دﯾﻛرورك ﻓﻲ ﺗﺄﺳﯾس ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر إﻟﻰ ﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ
3
اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺳﺗﻧد ﻫﻧري ﺑﺎر ﺗﯾﻠﻣﻲ إﻟﻰ اﻟﻣﻧطق.
و ﯾذﻫب دﯾﻛروك إﻟﻰ أن اﻟﻌﺑرة ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺎل ذاﺗﻪ ،و ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗﻣﻠك اﻟﺧﺎص أو
ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻪ ،وﻣﻧﻪ ﯾﻌد ﻣﺎﻻ ﺧﺎﺻﺎ أو ﻋﺎﻣﺎ ،و أن اﻟﻣﺎل اﻟذي ﻻ ﯾﻛون ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗﻣﻠك اﻟﺧﺎص
ﺑطﺑﯾﻌﺗﻪ ﻫو اﻟذي ﯾﺧﺻص ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺟﻣﻬور ﻣﺑﺎﺷرة ،ﻛﺎﻟطرق و اﻟﺷوارع و اﻷﻧﻬﺎر و
اﻟﺷواطﺊ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻣﻠك اﻟﺧﺎص ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ،ﻻ اﻟﻣﺧﺻص ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣرﻓق ﻋﺎم ،و أن
ﯾﻛون ﻫذا اﻟﻣﺎل ﻋﻘﺎرا ﻻ ﻣﻧﻘوﻻ ،و ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن دﯾﻛروك ﻗد اﻋﺗﻣد ﻓﻲ ﻧظرﯾﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺛﻼث
ﻋﻧﺎﺻر ﻻ ﺑد ﻣن وﺟودﻫﺎ ﻣﺟﺗﻣﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎل ﻟﻛﻲ ﯾﻣﻛن ﻋدﻩ ﻣﺎﻻ ﻋﺎﻣﺎ و ﻫﻲ:
-أن ﯾﻛون اﻟﻣﺎل ﺑطﺑﯾﻌﺗﻪ ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻛﺎﻷﻧﻬﺎر و اﻟطرق...اﻟﺦ
-أن ﯾﻛون ﻗد ﺧﺻص ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺟﻣﻬور ﻣﺑﺎﺷرة ﻻ ﻟﺧدﻣﺔ ﻣرﻓق ﻋﺎم ،ﻓﻬو ﻻ ﯾدﺧل ﻓﻲ ﻋداد
اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ،ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻛون ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺟﻣﻬور اﻟﻣﺑﺎﺷر ،إﻻ إذا
وﺟد ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺧﺎص ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺧﻼف ذﻟك ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة ) ( 450ﻗﺎﻧون ﻣدﻧﻲ ﻓرﻧﺳﻲ،
اﻟذي أﺿﻔﻰ اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ ﻛﺎﻟﻣﺑﺎﻧﻲ اﻟﺣرﺑﯾﺔ ،و اﻟﺣﺻون و ﺣﯾطﺎﻧﻬﺎ ،و
ﺧﻧﺎدﻗﻬﺎ و أﺳوارﻫﺎ.
-أن ﯾﻛون ﻫذا اﻟﻣﺎل ﻋﻘﺎرا ﻻ ﻣﻧﻘوﻻ ،ﻷن اﻟﻣﻧﻘوﻻت ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻣﺣﻼ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﺧﺎﺻﺔ ،إﻻ أﻧﻪ ﻣﻊ ذﻟك ﯾﺗﺟﺎوز ﻫذا اﻟﺷرط ﻓﯾﻠﺣق ﺑﺎﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﺗواﺑﻊ
اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم و ﻣﻠﺣﻘﺎﺗﻪ وﯾﻌدﻫﺎ ﻣﺎﻻ ﻋﺎﻣﺎ ﺑﺎﻟﺗﺧﺻﯾص ،ﻛﺎﻵﺛﺎر ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺣف اﻟوطﻧﯾﺔ أو اﻟﻛﺗب
2
ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺗﺑﺎت.
1إذ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ " ﺗﻌﺪ ﻣﻦ ﺗﻮاﺑﻊ اﻟﺪوﻣﯿﻦ اﻟﻌﺎم اﻟﻄﺮق و اﻟﺸﻮارع و اﻟﺤﺎرات اﻟﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ اﻟﺪوﻟﺔ و اﻷﻧﮭﺎر و اﻟﺘﺮع اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ
ﻟﻠﻤﻼﺣﺔ ﻓﯿﮭﺎ و ﺷﻮاطﺊ اﻟﺒﺤﺮ و اﻷراﺿﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ طﻤﻲ اﻟﺒﺤﺮ و ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺤﺴﺮ ﻋﻨﮭﺎ ﻣﯿﺎھﮫ و اﻟﻤﻮاﻧﺊ و اﻟﻤﺮاﺳﻲ و
اﻟﻤﻮارد ،و ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻮم ﻛﺎﻓﺔ أﺟﺰاء اﻹﻗﻠﯿﻢ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻤﻠﻮﻛﺔ ﻣﻠﻜﯿﺔ ﺧﺎﺻﺔ ".
2ﺑﻮﻣﺰﺑﺮ ﺑﺎدﯾﺲ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص ص.18،19 .
33
وﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﺧذ ﺑﻬذا اﻟﻣﻌﯾﺎر اﺳﺗﺛﻧﺎءا ،وﻫذا ﺑﻧص اﻟﻣﺎد 03ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون ، 30/90واﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﺑﺄن اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻣﺣل
ﻣﻠﻛﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺣﻛم طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ أو ﻏرﺿﻬﺎ
أﻣﺎ ﻫﻧري ﺑرﺗﯾﻠﻣﻲ ﻓﻼ ﯾﺧﺗﻠف ﻋن دﯾﻛروك ﻓﻲ ﻋد طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺎل و ﻛوﻧﻪ ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣﻌﯾﺎرا ﻟﺗﻣﯾﯾز اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻣن اﻟﻣﺎل اﻟﺧﺎص ،إﻻ أﻧﻪ ﻻ ﯾرﺟﻊ ﻓﻲ ﺗﺄﺻﯾل ﻧظرﯾﺗﻪ إﻟﻰ
ﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺑل إﻟﻰ اﻟﻣﻧطق ،و اﻻﺳﺗدﻻل اﻟﻌﻘﻠﻲ وﺣدﻩ ،ﻓﺳﺄل ﻋن ﻣﺎﻫﯾﺔ
اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،و اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗﻠف ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻋن اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟﻔردﯾﺔ اﺧﺗﻼﻓﺎ ﯾﺳﺗو ﺟب
1
إﺧﺿﺎﻋﻬﺎ ﻟﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺧﺎص ﺑﻬﺎ
و ﻓﻲ إﺟﺎﺑﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺗﺳﺎؤل وﺟد أﻧﻪ ﻣﻣﺎ ﻻ ﺷك ﻓﯾﻪ؛ أن اﻟطرق اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻷﻧﻬﺎر و
ﺷواطﺊ اﻟﺑﺣر ﻻ ﺗﻘﺑل ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ اﻟﺧﺿوع ﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ ،و ﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻧظﺎم
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و ﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻣن وﺟوب ﺗﻘرﯾر ﻋدم ﺟواز اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ ،و ﻋدم
ﺟواز ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم.2
و اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻫذا اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﻧطﻘﻲ اﻧﺗﻬﻰ ﺑرﺗﯾﻠﻣﻲ إﻟﻰ أن اﻟدوﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﯾﺗﺿﻣن اﻷﻣوال
اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻘﺑل ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ اﻟﺗﻣﻠك اﻟﺧﺎص ،و اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻻﻧﺗﻔﺎع اﻟﺟﻣﻬور ،وﺟﻌﻠﻬﺎ ﻏﯾر
ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ وﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻻﻛﺗﺳﺎﺑﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم ،و ﻟﻛن اﺳﺗﺑﻌد اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ ﻣن اﻟدوﻣﯾن اﻟﻌﺎم،
ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ أﻧﻪ ﻻ داﻋﻲ ﻻﻋﺗﺑﺎر ﻣدرﺳﺔ أو ﻣﺑﻧﻰ إداري أﻣواﻻ ﻋﺎﻣﺔ ،ﻷن ﻫذﻩ اﻷﻣوال ﻻ
ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﺣﯾث اﻟواﻗﻊ أو اﻟظﺎﻫر ،أو ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﻋن أي ﻣدرﺳﺔ أو ﺑﻧﺎء ﻣﻣﻠوك ﻟﻸﻓراد ،3و
ﻻ ﺗﻛﺗﺳب ﻣن ﺛم اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻻ إذا وﺟد ﻧص ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺧﻼف ذﻟك ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻌﺗرف ﺑﺎﻟﺻﻔﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﻧﻘوﻻت ،ﻛﺎﻟﺻور اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺣف و اﻟﻛﺗب ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺗﺑﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ 4،ورأى أن
اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻔرﺿﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ ،ﻻ ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ ﻛوﻧﻬﺎ ﻣن اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑل
ﯾرﺟﻊ ذﻟك ﻟوﺟود ﻧص ﻓﻲ ﺗﺷرﯾﻌﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﯾﻔرض ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ.
-2ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﯾﺗﺟﺎﻓﻰ ﻣﻊ اﻟﻣﻧطق ،ﻓﻠﯾس ﺛﻣﺔ ﻣﺎل ﻻ ﯾﻘﺑل اﻟﺗﻣﻠك ﺑطﺑﯾﻌﺗﻪ ،و ﻻ ﺗوﺟد أﻣوال
ﺗﺧرج ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﻋن اﻟﺗﻣﻠك اﻟﺧﺎص ،ﻓﻣن اﻟﻣﻣﻛن ﺗﺻور ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻷﻓراد و اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﻟﺑﻌض اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺗﻌد وﻓﻘﺎ ﻟﻬذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻣﻠك اﻟﺧﺎص و ﻓﻘﺎ ﻟطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ،ﻛﺗﻣﻠك
2
اﻷﻓراد ﻟﻠطرﻗﺎت و اﻟﻣواﻧﺊ و اﻷﻧﻬﺎر ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻓﻲ إﻧﻛﻠﺗرا.
-3ﻛﻣﺎ أن ﻋدم اﻟﻘﺎﺑﻠﯾﺔ ﻟﻠﺗﻣﻠك اﻟﺧﺎص ﻟﯾﺳت رﻛﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم؛ و إﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﺗرﺗب
ﻋﻠﻰ ﺛﺑوت اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎل ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻪ.
وﻧظرا ﻟﻬذﻩ اﻻﻧﺗﻘﺎدات وﺟد اﺗﺟﺎﻩ ﯾﻧﺎدي ﺑﻣﻌﯾﺎر آﺧر ﻟﻠﻣﺎل اﻟﻌﺎم وﻫو ﻣﻌﯾﺎر ﺗﺧﺻﯾص اﻟﻣﺎل
اﻟﻌﺎم.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻻ ﯾﺗﻔق أﻧﺻﺎر ﻣدرﺳﺔ اﻟﺗوﺟﻪ اﻟﺗﺧﺻﯾﺻﻲ ﻣﻊ أﻧﺻﺎر ﻣدرﺳﺔ اﻟﺗوﺟﻪ اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻓﻲ ﻗوﻟﻬم أن
ﻣﻌﯾﺎر اﻟﺗﻣﯾﯾز ﯾﻛﻣن ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺎل ذاﺗﻪ ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﺑل ﯾرون ﻓﻲ ﻓﻛرة
اﻟﺗﺧﺻﯾص أﺳﺎﺳﺎ ﺟﯾدا ﻟﺗﻣﯾﯾز اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋن اﻷﻣوال اﻟﺧﺎﺻﺔ ،إﻻَ أن أﻧﺻﺎر ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ
و إن ﻛﺎﻧوا ﻗد اﺗﻔﻘوا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﯾﺎر اﻟﺗﺧﺻﯾص أﺳﺎﺳﺎ ﻟﺗﻣﯾﯾز اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﺈﻧﻬم ﻗد اﺧﺗﻠﻔوا ﻓﻲ
ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺗﺧﺻﯾص ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻟﻰ اﺗﺟﺎﻫﯾن ﻣﺗﻣﺎﯾزﯾن ،ﻓﻣﻧﻬم ﻣن رأى ﻓﻲ اﻟﻣرﻓق
اﻟﻌﺎم ﺗﺟﺳﯾدا ﺣﯾﺎ ﻟﻔﻛرة اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أﻣﺛﺎل ﺟﯾز و دﯾﺟﻲ ،وﻣﻧﻬم ﻣن رأى ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺻص ﻟﻬﺎ ﻫذﻩ اﻷﻣوال ﺳﻣﺔ أﻋم و ﻣﻧﻬم ﻓﺎﻟﯾن و ﻫورﯾو.
ﯾﻧﺳب ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر إﻟﻰ أﻧﺻﺎر ﻣدرﺳﺔ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ،اﻟﺗﻲ ﯾﺗوﺟﻪ أﻧﺻﺎرﻫﺎ إﻟﻰ أن اﻟﻣﻌﯾﺎر
اﻟﻣﻣﯾز ﻟﻠﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﯾﻣﻛن ﺗﺧﺻﯾص ﻫذا اﻟﻣﺎل ﻟﻣرﻓق ﻋﺎم ،ﻓﻬم ﯾرون أن اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم أﺳﺎﺳﺎ
ﻟﻛل ﻧظرﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،و ﻣﻌﯾﺎرا ﻟﺗطﺑﯾق ﻗواﻋدﻩ و أﺣﻛﺎﻣﻪ ،ﻛدوﺟﻲ ،و ﺟﯾز ،و ﺑوﻧﺎر،
1
و أن اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾوﺿﻊ ﻟﻬﺎ ﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺧﺎص ﺑﺳﺑب ﺗﺧﺻﯾﺻﻬﺎ ﻻ ﺑﺳﺑب طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ.
ﻓﺎﻟﻌﻣﯾد دﯾﺟﻲﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻩ ﻋﻣﯾدا ﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم اﻟﺗﻲ ﺗرى ﻓﻛرة اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم أﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧون
اﻹداري؛ و اﻟﻣرﺗﻛز اﻟذي ﯾﺟب أن ﺗﺷﯾد ﻋﻠﯾﻪ ﺳﺎﺋر ﻧظرﯾﺎﺗﻪ ،ﯾرى أن ﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﯾﻛﻣن
ﻓﻲ ﺗﺧﺻﯾﺻﻪ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻬذﻩ اﻟﻣراﻓق ،و ﻣن ﺛم ﻓﻼ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺎﻻ ﻋﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﻧظرﻩ ﺳوى ﺗﻠك
2
اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﺗﺳﯾﯾر و إدارة ﻣرﻓق ﻋﺎم ﻣن ﻣراﻓق اﻟدوﻟﺔ
و ﯾﻣﯾز دﯾﺟﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﺧﺻﯾص ﻫذﻩ اﻷﻣوال ﻟﻠﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﯾن ﻧوﻋﯾن :اﻷول
ﯾﻛون ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻣﺣﻼ Objetﻟﻠﻣرﻓق ،و اﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم وﺳﯾﻠﺔ Moyen
ﻹدارﺗﻪ.3
و ﻣن ﺛﻣﺔ ﻻ ﯾﻌﺗرف دﯾﺟﻲ ﺑﺎﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺎل ﺧﺎرج ﻓﻛرة اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ،ﺣﺗﻰ و ﻟو
وﺟدت أﻣوال ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻼﻧﺗﻔﺎع اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﻠﺟﻣﻬور ،و ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺗﻧدرج اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ
و اﻟﺣﺻون اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ و اﻟﺳﻛك اﻟﺣدﯾدﯾﺔ ﺿﻣن اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺳﺑب ﺗﺧﺻﯾﺻﻬﺎ ﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣراﻓق
اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺧرج اﻟطرق و اﻟﺣداﺋق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﻧطﺎق اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﻛوﻧﻬﺎ ﻏﯾر
ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ.
وﻟﻘد ﻋﯾب ﻋﻠﻰ رأي دﯾﺟﻲ ﻫذا اﺗﺳﺎع ﻧطﺎﻗﻪ ﻋﻧدﻣﺎ أﻟﺣق اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺟﻣﯾﻊ أﻣوال
اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻷﻣوال اﻟﺗﺎﻓﻬﺔ ،ﻣﺛل اﻟﻣﺣﺎﺑر و اﻷﻗﻼم.
ﻛﻣﺎ ﻋﯾب ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺄﻧَﻪ ﺿﯾق اﻟﻧطﺎق أﻛﺛر ﻣن اﻟﻼزم ،ﻟﻌدم اﺣﺗواﺋﻪ ﻛﺎﻓﺔ اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ اﻋﺗﺑرت
أﻣواﻻ ﻋﺎﻣﺔ ،ذﻟك أن ﻫﻧﺎك ﻛﺛﯾرا ﻣن اﻷﻣوال ﺗﻛﺗﺳب اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺟﻣﻬور ﻟﻬﺎ
1ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ اﻟﺴﯿﺪ اﻟﺠﻮھﺮي ،ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ اﻷﻣﻮال اﻟﻌﺎﻣﺔ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دﯾﻮان اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ،اﻟﺠﺰاﺋﺮ،1983 ،
ص .9 .
2إﺑﺮاھﯿﻢ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺷﯿﺤﺎ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.64 .
3إﺑﺮاھﯿﻢ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺷﯿﺤﺎ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﮫ ،ص.64 .
36
اﺳﺗﻌﻣﺎﻻ ﻣﺑﺎﺷرا ،و أﻧﻬﺎ ﻟﯾﺳت ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻷي ﻣرﻓق ﻣن اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣﺛل اﻟﺷواطﺊ ،اﻟﺑﺣر،
اﻷﻧﻬﺎر ،ﻓﻬو ﻣﻌﯾﺎر ﯾﺗﺳﻊ أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻟدرﺟﺔ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ،و ﯾﺿﯾق أﺣﯾﺎﻧﺎ إﻟﻰ ﺣد اﻟﻣﺻﺎدرة ﻋﻠﻰ
اﻟﻣطﻠوب ،اﻷﻣر اﻟذي ﺗطﻠب ﺿﺑط ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر و ﺗﺣدﯾدﻩ ﺑدون ﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺗوﺳﯾﻊ ﻧطﺎق اﻷﻣوال
اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻟﺗﺿﯾﯾق ﻣﻧﻬﺎ دون داع ،وﻫو ﻣﺎ أﻟﻬم اﻟﻔﻘﯾﻪ ﺟﯾز ﻣن ﻧﻔس اﻟﻣدرﺳﺔ ﻓﻛرة ﺟدﯾدة
ﻟﺗدارك أوﺟﻪ اﻟﻧﻘد اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،و أﺧذ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﺗﺟدﯾد ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر و ﺿﺑطﻪ ،ﻓﺎﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻣﺎل
1
اﻟﻌﺎم ﻓﺿﻼ ﻋن ﺗﺧﺻﯾﺻﻪ ﻟﻠﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺷرطﯾن ﯾراﻫﻣﺎ أﺳﺎﺳﯾن ﻫﻣﺎ:
اﻟﺷرط اﻷول :أن ﯾﻛون اﻟﻣﺎل ﻣﺧﺻﺻﺎ ﻟﺧدﻣﺔ ﻣرﻓق ﻋﺎم رﺋﯾﺳﻲ.
اﻟﺷرط اﻟﺛﺎﻧﻲ :أن ﯾؤدي اﻟﻣﺎل دورا رﺋﯾﺳﯾﺎ ﻓﻲ إدارة ﻫذا اﻟﻣرﻓق.
و ﻣن ﺛﻣﺔ ﻻ ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣﻌﺳﻛرات و اﻟﻣدارس و ﺑﯾوت اﻟﻌداﻟﺔ ﻣن اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ رﻏم ﺗﺧﺻﯾﺻﻬﺎ
ﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻛون ﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻧظرﻩ ﻻ ﺗﻠﻌب ﻓﻲ إدارة ﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ اﻟدور اﻟرﺋﯾﺳﻲ،
و أن ﻫذا اﻟدور ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟﺟﻧود ﻻ اﻟﻣﻌﺳﻛرات و اﻷﺳﺎﺗذة ﻻ اﻟﻣدارس ،و اﻟﻘﺿﺎة ﻻ دور
اﻟﻌداﻟﺔ ،و ﯾﺳﺗﺑﻌد ﺟﯾز أﯾﺿﺎ اﻟﻣﻧﻘوﻻت ﻣن اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺗﺧﺻﯾﺻﻬﺎ ﻟﺗﺳﯾﯾر
اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﻔﻲ ﻧظرﻩ اﺧﺗﻔﺎء أو ﻓﻘدان ﻛﺗﺎب ﻫو أﻣر ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻌرض ﺳﯾر اﻟﻣراﻓق
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺧطر.
ﻟﻛن ﻫذا اﻟﺗﺣدﯾد ﻣن ﺟﺎﻧب ﺟﯾز ﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻟم ﯾزدﻩ إﻻ ﻧﻘدا أﺷد ﺣﯾث ﻟم ﯾﺑﯾن
ﺟﯾز ﻣﺗﻰ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﻣرﻓﻘﺎ ﺟوﻫرﯾﺎ أي أﺳﺎﺳﯾﺎ و ﻣﺗﻰ ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻛذﻟك ،ﺣﺗﻰ ﻧﺳﺗطﯾﻊ أن
ﻧﺿﻔﻲ اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ أﻣوال اﻟﻣراﻓق اﻟﺟوﻫرﯾﺔ دون اﻷﺧرى ،ﻛﻣﺎ أن ﺷرط اﻟدور اﻟرﺋﯾﺳﻲ
اﻟذي ﯾﺟب أن ﯾؤدﯾﻪ اﻟﻣﺎل ﻓﻲ إدارة اﻟﻣرﻓق ﯾﻧﻘﺻﻪ اﻟوﺿوح و اﻟدﻗﺔ ،ﻓﻣﺗﻰ ﯾﻌﺗﺑر اﻟدور رﺋﯾﺳﯾﺎ
و ﻣﺗﻰ ﻻ ﯾﻌﺗﺑر رﺋﯾﺳﯾﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﻛﺳب اﻟﻣﺎل اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو ﻻ ﯾﻛﺳﺑﻬﺎ.
ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻌﯾﺎر طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺎل اﻟذي ﻗﺎل ﺑﻪ دﯾﻛروك و ﺑرﺗﯾﻠﻣﻲ ﯾﻘﺻر اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ
اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻘﺑل اﻟﺗﻣﻠك اﻟﺧﺎص – و اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻘﺑل اﻟﻣﻠك اﻟﺧﺎص ﻫﻲ اﻷﻣوال
اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻼﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﻠﺟﻣﻬور ،-و ﻣﻌﯾﺎر اﻟﺗﺧﺻﯾص ﻟﻠﻣرﻓق اﻟﻌﺎم اﻟذي ﻗﺎل ﺑﻪ
ﻓذﻫب اﻷﺳﺗﺎذ ﻫورﯾو Hauriouإﻟﻰ أن ﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم اﻟذي ﯾﻣﯾزﻩ ﻋن اﻟﻣﺎل اﻟﺧﺎص
ﯾﻛﻣن ﻓﻲ ﺗﺧﺻﯾﺻﻪ ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،al utilité publiqueذﻟك اﻟﺗﺧﺻﯾص اﻟذي ﯾﻛون إﻣﺎ
ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺟﻣﻬور ﻣﺑﺎﺷرة ،أو ﻟﻣرﻓق ﻋﺎم ﻣن ﻣراﻓق اﻟدوﻟﺔ ،ﺣﺗﻰ ﺗراءى ﻷﺻﺣﺎﺑﻪ ﺷدة ﺳﻌﺔ
ﻧطﺎﻗﻪ ﻓﺳﺎرﻋوا إﻟﻰ ﺿﺑطﻪ و ﺗﺣدﯾدﻩ ﺑوﺿﻊ ﻗﯾود ﻟﻪ.
ﻓﺟﺎءت ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺿﺑط ﻣﻌﯾﺎر ﺗﺧﺻﯾص اﻟﻣﺎل ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋن طرﯾق ﻛل ﻣن ﻫورﯾو و
ﻓﺎﻟﯾن و ﻫﻣﺎ ﻣن أﻛﺑر أﻧﺻﺎر ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﻓﻲ ﻓﻘﻪ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻر ،ﺣﯾث
ﯾرى اﻟﻔﻘﯾﻪ ﻫورﯾو أن اﻟﻣﺎل ﻻ ﯾﻛﺗﺳب اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻣﺟرد ﺗﺧﺻﯾﺻﻪ ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و إﻧﻣﺎ
ﯾﺗطﻠب اﻷﻣر وﺟوب ﺻدور ﻗرار إداري ﺻرﯾﺢ ﻣن اﻹدارة ﺑﺈﺿﻔﺎء اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا
اﻟﻣﺎل ،2و أن ﻟﻘرار زوال اﻟﺗﺧﺻﯾص أﺛر إﻧﻬﺎء ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺔ و إﺧراج اﻟﻣﺎل ﻣن ﻧطﺎق اﻷﻣوال
اﻟﻌﺎﻣﺔ ،3و إذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗؤدي ﻻ ﻣﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﺗﺿﯾﯾق ﻧطﺎق اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ،و ﻫو ﻣﺎ
ﯾﺳﻌﻰ ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﻪ ﻫذا اﻟﻔﻘﯾﻪ ،إﻻ أن ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻛﺎﻧت ﻣﺣﻼ ﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻧﻘد ﻣن اﻟﻔﻘﻬﺎء ،إذ أن
اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻟم ﯾﺗطﻠب ﺻدور اﻟﻘرار اﻹداري اﻟﺻرﯾﺢ ﺑﺎﻟﺗﺧﺻﯾص ﺣﺗﻰ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﺎل ﻣﺎﻻ
ﻋﺎﻣﺎ ،ﻛﻣﺎ أن ﻫورﯾو ﻟم ﯾﺑﯾن اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻹدارة ﻓﯾﻬﺎ إﺻدار ﻗرارﻫﺎ ،اﻷﻣر اﻟذي
ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣﺎل ﻋﺎﻣﺎ أو ﺧﺎﺻﺎ رﻫﻧﺎ ﺑﻣﺣض ﻣﺷﯾﺋﺔ اﻹدارة ،و اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻟﻬﺎ ﺑﺳﻠطﺔ
ﺗﻘدﯾرﯾﺔ واﺳﻌﺔ ﻓﻲ إﻟﺣﺎق اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻣﺎل ،ﻓﺿﻼ ﻋن أن ﻗرار اﻟﺗﺧﺻﯾص اﻟﺻﺎدر ﻣن
اﻹدارة ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺗﻪ وﺳﯾﻠﺔ ﻹﻟﺣﺎق اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻣﺎل ،و ﻟﯾس رﻛﻧﺎ ﻣن أرﻛﺎن اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم.
أﻣﺎ ﻓﺎﻟﯾن ﻓﯾرىأنَ اﻟﻣﺎل ﻻ ﯾﻛﺗﺳب اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻻ إذا ﻛﺎن ﺿرورﯾﺎ ﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻣراﻓق
اﻟﻌﺎﻣﺔ ،أو ﺳد اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و ﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋﻧﻪ ﺑﻐﯾرﻩ 4،ﻓﺎﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﺗﻘدﯾرﻩ ﻫو
و ﻣﺎ ﻣن ﺷك أن ﻟﻠﻘﯾود اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ ﻓﺎﻟﯾن ﻋﯾﺑﺎ ظﺎﻫرا ،ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﺳﺗﺧداﻣﻪ ﻟﻌﺑﺎرات
واﺳﻌﺔ و ﻓﺿﻔﺎﺿﺔ ﯾﺻﻌب ﺗﺣدﯾدﻫﺎ ،ﻛﻌﺑﺎرة اﻟﺷﻲء اﻟﺿروري اﻟذي ﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋﻧﻪ،
ﻓﻛﺎﻧت ﻣﺣﺎوﻟﺗﻪ ﻫذﻩ ﻣﺷو ﺑﺔ ﺑﺎﻟﻐﻣوض و اﻹﺑﻬﺎم.
و ﻣﻬﻣﺎ وﺟﻪ ﻟﻬذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﻣن ﻧﻘد ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر أﻓﺿل اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ،ﻟﻬذا ﺗﺑﻧﺎﻩ ﻛل ﻣن اﻟﻣﺷرع
اﻟﻔرﻧﺳﻲ و اﻟﻣﺻري و اﻟﺟزاﺋري.
وﻗد ﻋرَ ﻓت ﻟﺟﻧﺔ ﺗﻧﻘﯾﺢ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻔرﻧﺳﻲ 1847اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺑﺄﻧﻬﺎ أﻣوال
اﻷﺷﺧﺎص اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗرﺻد إﻣﺎ ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺟﻣﻬور ﻣﺑﺎﺷرﻩ و إﻣﺎ
3
ﻟﺧدﻣﺔ ﻣرﻓق ﻋﺎم ،ﺑﺷرط أن ﺗﻛون ﻣﻬﯾﺄة ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ أو ﺑﺈﻋداد ﺧﺎص ﻟﻬذا اﻟﻣرﻓق.
و ﻟ ﻘد اﻋﺗﻣدت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﻟﻠﻣرة اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺣﻛﻣﻬﺎ اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ
07ﺗﺷرﯾن اﻟﺛﺎﻧﻲ 1950إذ ﺗﺑﻧت ﻓﯾﻪ ﻣﻌﯾﺎر اﻟﺗﺧﺻﯾص ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ أﺧذت ﺑﺷرط
إﻋداد اﻟﻣﺎل إﻋدادا ﺧﺎﺻﺎ ﻟﯾؤدي اﻟوظﯾﻔﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻟﻛﻲ ﯾﻣﻛن ﻋد أﻣوال ﻫذﻩ
اﻟﻣراﻓق ﻣن اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻘد ﺗﺑﻧﻰ ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر آﺧذا ﺑﻌﯾن
ﻛﻣﺎ أﺧذ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﻬذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﺣﯾث ﻧص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة " 688ﺗﻌﺗﺑر
أﻣواﻻ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻌﻘﺎرات و اﻟﻣﻧﻘوﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺻص ﺑﺎﻟﻔﻌل أو ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻧص ﻗﺎﻧون ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ
ﻋﺎﻣﺔ ،أو ﻹدارة أو ﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ أو ﻟﻬﯾﺋﺔ ﻟﻬﺎ طﺎﺑﻊ إداري ،أو ﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﺷﺗراﻛﯾﺔ أو ﻟوﺣدة
ﻣﺳﯾرة ذاﺗﯾﺎ أو ﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺔ داﺧﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﺛورة اﻟزراﻋﯾﺔ"
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺔ ﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ و ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،ﺗﺑﯾن أن اﻟرأي ﻗد اﺳﺗﻘر
ﻋﻠﻰ أن أﻣوال اﻟدوﻟﺔ و اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻻ ﺗدﺧل ﻓﻲ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ،إﻻ ﺑﺷرط وﺿﻌﻬﺎ
ﺗﺣت ﺗﺻرف اﻟﺟﻣﻬورﻣﺑﺎﺷر ة أو ﺑواﺳطﺔ ﻣرﻓق ﻋﺎم ،ﺷرﯾطﺔ أن ﺗﻛﯾف ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺣﻛم
طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ أو ﻧﺗﯾﺟﺔ إﻋدادﻫﺎ إﻋدادا ﺧﺎﺻﺎ ﺗﺗواءم ﺑﺻورة ﻣطﻠﻘﺔ أو أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣﻊ اﻷﻫداف اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﻟﻬذﻩ اﻟﻣراﻓق.
ﻛﻣﺎ أن أﻣوال اﻷﺷﺧﺎص اﻹدارﯾﺔ و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
واﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،ﻻ ﺗدﺧل ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و ذﻟك ﺑﺷرط ﻋدم وﺟود ﻗﺎﻧون ﯾﺧﺎﻟف ذﻟك ،
ﻓﻠﻛﻲ ﯾﻛون اﻟﻣﺎل ﻋﺎﻣﺎ ﯾﻠزم أن ﯾﻛون اﻟﻣﺎل ﻣﻣﻠوﻛﺎ ﻟﻠدوﻟﺔ أو ﻷﺣد اﻷﺷﺧﺎص اﻻﻋﺗﺑﺎرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ،
و أن ﯾﻛون ﻫذا اﻟﻣﺎل ﻣﺧﺻﺻﺎ ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
و إذا ﻛﺎن ﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔر ﻧﺳﻲ ﯾﻣﯾز ﺑﯾن دوﻣﯾن اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺎم و دوﻣﯾﻧﻬﺎ
اﻟﺧﺎص ،ﻓﺈن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ﻋرف ﺗﻧﺎﻗﺿﺎت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع و ﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺑﯾﻧﻪ ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﻣطﻠب ،ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌرض إﻟﻰ ﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ظل اﻟﺧﯾﺎر اﻻﺷﺗراﻛﻲ )اﻟﻔرع اﻷول(،
اﻟﻔر ع اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
وا ٕ ﻟﻰ ﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ظل اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ واﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق )
ﺑﻌد أن ﻧﺎﻟت اﻟﺟزاﺋر اﺳﺗﻘﻼﻟﻬﺎ ﻓﻲ 05ﺟوﯾﻠﯾﺔ 1962و ﻧظرا ﻟﺧروﺟﻬﺎ ﻣﻧﻬﻛﺔ ﻣن
اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر اﻟذي دام ﻣدة طوﯾﻠﺔ ﺟدا ،و ﻟﻌدم ﺗوﻓرﻫﺎ ﻋﻠﻰ إطﺎرات ﻛﺎﻓﯾﺔ ،ﺣﯾث أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧت
ﻣﺿطرة ﻟﺗﻣدﯾد اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ إﻻ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﺳﯾﺎدة اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﻋﻣﻼ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون
157/62اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 31دﯾﺳﻣﺑر 1962ﻟﻛﻲ ﻻ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻓراغ ﻗﺎﻧوﻧﻲ ،و ﻹﻋطﺎء اﻟوﻗت
ﻹﺻدار ﻗواﻧﯾن ﺟزاﺋرﯾﺔ ﻣﺿﺑوطﺔ ،و ﻟﻘد ﺗم إﻟﻐﺎء اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ﻓﻲ 05ﺟوﯾﻠﯾﺔ
1973أﯾن ﺗم إﻟﻐﺎء اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر اﻟذي ﻧص ﻋﻠﻰ ﺗﻣدﯾد اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ،ﺛم
ﺻدر ﺑﻌدﻩ اﻷﻣر 58/75اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1975/09/26اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟذي ﻧص ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدﺗﯾن 688و 689ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺄﻣوال اﻟدوﻟﺔ.
ﻟم ﯾﺗطرق دﺳﺗور 11963إﻟﻰ ﻣوﺿوع اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣﺎ أﺑﻘﺎﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﺧﺎﺿﻌﺔ
ﻟﻠﻘواﻧﯾن اﻟﺳﺎر ﯾﺔ اﻟﻣﻔﻌول )اﻟﻘﺎﻧون اﻻﺳﺗﻌﻣﺎري( ،إﻻ أﻧﻪ أﺷﺎر ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 10ﻣﻧﻪ إﻟﻰ ﺗوﺟﻪ
اﻟدوﻟﺔ اﻻﺷﺗراﻛﻲ؛ ﻓﻧﺻت ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻋﻠﻰ اﻷﻫداف اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﺗﺷﯾﯾد دﯾﻣﻘراطﯾﺔ
اﺷﺗراﻛﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 26ﻣن ﻫذا اﻟدﺳﺗور ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟﺧﯾﺎر و ﻫو ﺗﺷﯾﯾد اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﺟزاﺋر ،ﺣﯾث ﺗﺑﻧت اﻟدوﻟﺔ ﻫذا اﻟﻧظﺎم اﻟذي ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟوﺳﺎﺋل اﻹﻧﺗﺎج و
اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﻣرﻛزي.
أﻣﺎ دﺳﺗور 1976ﻓﻘد ﺗﻧﺎول ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 13ﻣﻧﻪ" ﯾﺷﻛل
ﺗﺣﻘﯾق اﺷﺗراﻛﯾﺔ وﺳﺎﺋل اﻹﻧﺗﺎج ﻗﺎﻋدة أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻼﺷﺗراﻛﯾﺔ ،و ﺗﻣﺛل ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ أﻋﻠﻰ أﺷﻛﺎل
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ" ،2ﺣﯾث أﻧﻪ ﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة اﻟﻣذﻫب اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي اﺗﺑﻌﺗﻪ اﻟدوﻟﺔ
آﻧذاك و ﻫو اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻧﺎول ﻣوﺿوع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ و وﺻﻔﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ أﻋﻠﻰ أﺷﻛﺎل
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
و ﺗﺷﻣل ﻫذﻩ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﻻ رﺟﻌﺔ ﻓﯾﻬﺎ :اﻷراﺿﻲ اﻟرﻋوﯾﺔ و اﻷراﺿﻲ اﻟﻣؤﻣﻣﺔ زراﻋﯾﺔ
ﻛﺎﻧت أو ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠزراﻋﺔ ،و اﻟﻐﺎﺑﺎت و اﻟﻣﯾﺎﻩ ،و ﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﺎطن اﻷرض و اﻟﻣﻧﺎﺟم و اﻟﻣﻘﺎﻟﻊ و
اﻟﻣﺻﺎدر اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟﻠطﺎﻗﺔ و اﻟﺛروات اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ و اﻟﺣﯾﺔ ﻟﻠﺟرف اﻟﻘﺎري و ﻟﻠﻣﻧطﻘﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺧﺎﻟﺻﺔ.
ﺗﻌد أﯾﺿﺎ أﻣﻼﻛﺎ ﻟﻠدوﻟﺔ ﺑﺷﻛل ﻻ رﺟﻌﺔ ﻓﯾﻪ ﻛل اﻟﻣؤﺳﺳﺎت و اﻟﺑﻧوك و ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﺄﻣﯾن،
و اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﻣؤﻣﻣﺔ ،و ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻧﻘل ﺑﺎﻟﺳﻛك اﻟﺣدﯾدﯾﺔ و اﻟﻧﻘل اﻟﺑري و اﻟﺑﺣري و اﻟﺟوي ،و
اﻟﻣواﻧﺊ و وﺳﺎﺋل اﻟﻣواﺻﻼت و اﻟﺑرﯾد و اﻟﺑرق و اﻟﻬﺎﺗف و اﻟﺗﻠﻔزة و اﻹذاﻋﺔ و اﻟوﺳﺎﺋل
اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘل اﻟﺑري ،و ﻣﺟﻣوع اﻟﻣﺻﺎﻧﻊ و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت و اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و
اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻗﺎﻣﺗﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ أو ﺗﻘﯾﻣﻬﺎ أو ﺗطورﻫﺎ أو اﻟﺗﻲ اﻛﺗﺳﺑﺗﻬﺎ أو ﺗﻛﺗﺳﺑﻬﺎ ،ﯾﺷﻣل اﺣﺗﻛﺎر
اﻟدوﻟﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻻ رﺟﻌﺔ ﻓﯾﻬﺎ ،اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،و ﺗﺟﺎرة اﻟﺟﻣﻠﺔ ،ﯾﻣﺎرس ﻫذا اﻻﺣﺗﻛﺎر ﻓﻲ إطﺎر
اﻟﻘﺎﻧون ".1
و ﻣن ﺧﻼل ﻧﺻوص دﺳﺗور 1976ﯾﺗﺿﺢ أﻧﻪ اﺗﺟﻪ ﺑﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ وﺟﻬﺔ اﺷﺗراﻛﯾﺔ
ﻓﺄﺿﻔﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﻔﻬوﻣﺎ إﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺎ و ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ و اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ و اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ ،ﻣؤﻛدا ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ أﻋﻠﻰ
2
أﺷﻛﺎل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و ﻫﻲ اﻟﻘﺎﻋدة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻼﺷﺗراﻛﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻟم ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻣﺻطﻠﺢ ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ أو ﻣﻠﻛﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ و ﺑﯾن أن اﻟﻣﻘﺻود ﺑﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ
ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻣﻼك اﻟﺗﻲ ﻋﻣل ﻋﻠﻰ ﺳردﻫﺎ ﺑﺷﻛل ﻻ رﺟﻌﺔ ﻓﯾﻪ ،و ﺣﯾن ﻋدد ﻫذﻩ
اﻷﻣﻼك ﻓﻬو ﻟم ﯾذﻛرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر ﺑل ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻓﻘط ،ﻣﺎ ﯾﺑﯾن ﺗوﺳﯾﻊ ﻧطﺎق
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﺑﻌﯾدا ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم و اﻟﻣﺎل اﻟﺧﺎص.
و ﻓﻲ ﻣﺿﻣون ﻧص اﻟﻣﺎدﺗﯾن 688و 689ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﻗد أﺿﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷﻣوال ﺣﻛم
اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 689ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﻋدم اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ أو ﺣﺟزﻫﺎ
أو ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم " ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ أﻣوال اﻟدوﻟﺔ أو ﺣﺟزﻫﺎ أو ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم ﻏﯾر أن
اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺻص ﻫذﻩ اﻷﻣوال ﻹﺣدى اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 688ﺗﺣدد
ﺷروط إدارﺗﻬﺎ و ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء ﺷروط ﻋدم اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ".
ﻛﻣﺎ اﻋﺗﺑر اﻟﻣﻧﻘوﻻت اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻋﺎﻣﺔ أﻣواﻻ ﻟﻠدوﻟﺔ ﺑﺻرﯾﺢ ﻧص اﻟﻣﺎدة 688
ﻣﻧﻪ ،وأﺿﻔﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻧﻔس اﻟﺣﻛم ﻣﺛﻠﻬﺎ ﻣﺛل اﻟﻌﻘﺎرات.
و ﻟﻠﺗوﺳﻊ اﻟذي طرأ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﺑﻌد اﻻﺳﺗﻘﻼل و اﺳﺗرﺟﺎع اﻟﺛروات اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت
ﺑﺄﯾدي اﻷﺟﺎﻧب ﺑﺎﻋﺗﻣﺎد ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﺄﻣﯾم ،و اﻧﺗﻬﺎج اﻟﺟزاﺋر ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ
اﺗﺳﺎع أﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ؛ و ﻟﺳد اﻟﻔراغ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺑﻌد إﻟﻐﺎء اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣوروث ﻣن اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر اﻟﻔرﻧﺳﻲ
ﺑﺎﻷﻣر اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ، 1973/07/05أﺻدر اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋر ﻗﺎﻧون اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ 16/84
اﻟﻣﻠﻐﻰ ﻻﺣﻘﺎ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 139ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 30/90اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ و اﻟذي ﺗﺑﻧﻰ
اﺧﺗﯾﺎرات دﺳﺗور 1976و أﻫﻣﻬﺎ اﻻﺧﺗﯾﺎر اﻻﺷﺗراﻛﻲ و ﻣﺑدأ وﺣدة اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﻫذا
اﻟﻘﺎﻧون اﺣﺗوى 142ﻣﺎدة ،ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣﻧﻪ " ﺗﺗﻛون اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﻣن ﻣﺟﻣوع
اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت و اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ و اﻟﺗﻲ ﺗﺣوزﻫﺎ اﻟدوﻟﺔ و ﻣﺟﻣوﻋﺎﺗﻬﺎ
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﯾﺛﺎق اﻟوطﻧﻲ و اﻟدﺳﺗور و اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟﺎري ﺑﻪ اﻟﻌﻣل و
اﻟذي ﯾﺣﻛم ﺳﯾر اﻟدوﻟﺔ و ﺗﻧظﯾم اﻗﺗﺻﺎدﻫﺎ و ﺗﺳﯾﯾر ذﻣﺗﻬﺎ"،1و ﻧﺷﯾر إﻟﻰ أن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻧﺳﺑت
1ﻗﺎﻧﻮن 16/84اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﻣﻼك اﻟﻮطﻨﯿﺔ ،اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 30ﯾﻮﻧﯿﻮ ،1984ج.ر ،.27.ﻣﺆرخ ﻓﻲ 03ﯾﻮﻟﯿﻮ .1984
43
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ و اﻟﺣﯾﺎزة ﻟﻠدوﻟﺔ و ﻣﺟﻣوﻋﺎﺗﻬﺎ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻋﻛس دﺳﺗور 1976
اﻟذي ﻧﺳب ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 14ﻣﻧﻪ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ و اﻟﺣﯾﺎزة ﻟﻠﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ،و اﻷﻧﺳب ﻫﻧﺎ أن
اﻟﻣﺷرع ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ 01ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 16/84أن ﯾﻧﺳب اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ و
ﻟﯾس ﻟﻠﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ،1و ﻫذا ﻟﻛﻲ ﯾﺗطﺎﺑق ﻧص اﻟﻣﺎدة 01ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 16/84ﻣﻊ ﻧص
اﻟﻣﺎدة 14ﻣن دﺳﺗور 1976اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ و ﻫو أﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻌﺎدي.
ﻛﻣﺎ أن ﺗﻌﺑﯾر اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﯾﺛﯾر ﺑﻌض اﻟﻐﻣوض ﻷن ﻫذا اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻫو ﺗﻌﺑﯾر ﺳﯾﺎﺳﻲ و
ﻟﯾس ﻗﺎﻧوﻧﻲ ،ﻷن اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻻﻋﺗﺑﺎرﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻻ ﺗﺛﺑت إﻻ ﻟﻠﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ أو اﻟﺷﺧص
اﻟﻣﻌﻧوي اﻟﺧﺎص أو اﻟﻌﺎم ،2و اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﯾﺳت ﻣن أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص و ﻻ اﻟﻌﺎم
3
و ﻣن ﺛم ﻓﻬﻲ ﻟﯾﺳت أﻫﻼ ﻻﻛﺗﺳﺎب اﻟﺣﻘوق أو ﺗﺣﻣل اﻻﻟﺗزاﻣﺎت.
ﻟﻛن ﺗﺣت وطﺄة اﻋﺗﺑﺎرات و ﻗواﻋد اﻟﺗﺳﯾﯾر ﺗطﻠب ﺗﺟزﺋﺔ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ إﻟﻰ ﺧﻣﺳﺔ أﻗﺳﺎم
ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة 11ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 16/84وﻫﻲ:
-1اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟﺗﻬﺎ اﻟﻣواد ﻣن 12إﻟﻰ ،16و اﻟﺗﻲ ﺑدورﻩ ﻗﺳﻣﻬﺎ
إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن أﻣﻼك ﻋﻣوﻣﯾﺔ طﺑﯾﻌﯾﺔ و أﻣﻼك ﻋﻣوﻣﯾﺔ اﺻطﻧﺎﻋﯾﺔ.
-2اﻷﻣﻼك اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﻧﺎوﻟﺗﻬﺎ اﻟﻣواد ﻣن 17إﻟﻰ ،21و ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻷﻣﻼك اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﺛروات اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ و ﻛذا ﻣﺟﻣوع اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت و وﺳﺎﺋل اﻹﻧﺗﺎج و اﻻﺳﺗﻐﻼل ذات اﻟطﺎﺑﻊ
اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ و اﻟﺗﺟﺎري و اﻟﻔﻼﺣﻲ ،و اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ و اﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ ،و اﻟﺗﻲ ﺑدورﻫﺎ ﺗﺗﻛون ﻣن اﻷﻣﻼك اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،و اﻷﻣﻼك
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠوﻻﯾﺔ،و اﻷﻣﻼك اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺑﻠدﯾﺔ.
-3اﻷﻣﻼك اﻟﻣﺳﺗﺧﺻﺔ ﺗﻧﺎوﻟﺗﻬﺎ اﻟﻣواد ﻣن 22إﻟﻰ ،25وﻛﻠﻣﺔ ﻣﺳﺗﺧﺻﺔ ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﺗﺛﯾر
ﻏﻣوض ﯾﻌﻛس ﺗردد اﻟﻣﺷرع و ﺣﯾرﺗﻪ إزاء اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻸﻣﻼك اﻟﻣﺳﺗﺧﺻﺔ ،ﻟﻛﻧﻪ
ﻗرﯾب ﻣن ﻣﻌﻧﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدي ،و اﻟذي اﺻطﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ اﻟدوﻣﯾن
اﻟﺧﺎص ،و ﻫﻲ اﻟﻌﻘﺎرات و اﻟﻣﻧﻘوﻻت ﺑﻣﺧﺗﻠف أﻧواﻋﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻣﻠﻛﺎ ﻟﻠدوﻟﺔ و اﻟوﻻﯾﺔ و
ﻛﻣﺎ ﺗﺿﺎف إﻟﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻣﺳﺗﺧﺻﺔ ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ أو اﻟﻣﻧﺟزة ﻣن
أﻣواﻟﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،أو ﺗﻠك اﻟﻣﺗﻧﺎزل ﻋﻧﻬﺎ أو اﻵﯾﻠﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﻣطﻠق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون.
ﺛم ﻋددت اﻟﻣواد اﻷﺧرى اﻷﻣﻼك اﻟﻣﺳﺗﺧﺻﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ و اﻷﻣﻼك اﻟﻣﺳﺗﺧﺻﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ
ﻟﻠوﻻﯾﺔ و ﻛذا اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺑﻠدﯾﺔ ،و ﻗد اﻋﺗﺑر ﺗﺷرﯾﻊ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ أن ﻷﻣﻼك اﻟﻣﺳﺗﺧﺻﺔ ﻫو
اﻟﻘطﺎع اﻟذي ﻻ ﯾدﺧل ﻓﯾﻪ ﻛل ﻣﺎل ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺎﻻ ﻋﺎﻣﺎ أو ﻣﺎﻻ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ،أو ﻫﻲ ﺗﻠك اﻷﻣوال
اﻟﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻸﺷﺧﺎص اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺗﻲ ﻟم ﺗدرج ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻷﺻﻧﺎف اﻷﺧرى ﻣن اﻷﻣوال ،ﻓﻬﻲ ﺗﺷﻛل
1
اﻟﻘﺎﻋدة ﻟﻸﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ.
-4اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﺗﻧﺎوﻟﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 26و ﺗﺗﺿﻣن وﺳﺎﺋل اﻟدﻓﺎع و ﻣﻠﺣﻘﺎﺗﻬﺎ و ﻛل اﻷﻣﻼك
اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ و اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟوزارة اﻟدﻓﺎع اﻟوطﻧﻲ.
-5اﻷﻣﻼك اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺗﻧﺎوﻟﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 27و ﺗﺷﻣل اﻷﻣوال اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﺑﻌﺛﺎت اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ و
اﻟﻘﻧﺻﻠﯾﺔ ،و ﻛذا اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت و اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ و اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف أﻧواﻋﻬﺎ اﻟواﻗﻌﺔ ﺧﺎرج اﻟﺗراب
اﻟوطﻧﻲ ،ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣﻠك ﻟﻠدوﻟﺔ أو ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﺗﻣﺛﯾﻠﯾﺎت اﻟﻣؤﺳﺳﺎت و اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﺑﺎﻟﺧﺎرج.
1ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺎروق ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﯿﺪ ،اﻟﺘﻄﻮر اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﻟﻨﻈﺮﯾﺔ اﻷﻣﻮال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﺰاﺋﺮي ،دﯾﻮان اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت
اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ،اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،1988 ،ص233.
45
و اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 16/84ظﻬر ﻋﻠﯾﻪ ﻏﻣوض ﻓﻲ ﺗﺣدﯾدﻩ ﻟﻣﺎﻫﯾﺔ اﻷﻣﻼك
اﻟوطﻧﯾﺔ)اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم( ،ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 12ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون " ﺗﺷﺗﻣل اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﺣﻘوق و اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ و اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻣن طرف اﻟﺟﻣﯾﻊ و اﻟﻣوﺿوﻋﺔ ﺗﺣت
ﺗﺻرف اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻟﻬﺎ إﻣﺎ ﻣﺑﺎﺷرة و إﻣﺎ ﺑواﺳطﺔ ﻣرﻓق ﻣن اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﺷرﯾطﺔ أن
ﺗﻛون ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ،إﻣﺎ ﺑﺣﻛم طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ أو ﺗﻬﯾﺋﺗﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣﻼﺋﻣﺔ ﺣﺻرا أو أﺳﺎﺳﺎ ﻣﻊ اﻟﻬدف
اﻟﺧﺎص ﺑﻬذا اﻟﻣرﻓق ،ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣﺣل ﺣﯾﺎزة ﺧﺎﺻﺔ أو ﻣﺣل ﺣﻘوق
اﻟذﻣﺔ ".
واﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ﺗﺑﻧﻰ ﻣﺑدأ وﺣدة اﻟﻣﺎل ،ﻟﻛن ﺗطﺑﯾﻘﯾﺎ اﻹدارة اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﺑﻘﯾت ﺗﻌﺗﻣد
ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻣﺎل ﻟﻣﺎل ﻋﺎم وﻣﺎل ﺧﺎص ﻟﻠدوﻟﺔ ﻣﺛﻠﻣﺎ ورﺛت ذﻟك ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻌﻣر اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،أﻣﺎ
اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻠم ﺗﺗﻌدى ﻛوﻧﻬﺎ ﺑﻘﯾت ﻧﺻوص ﻓﻘط.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻣﻊ ﺻدور دﺳﺗور 1989اﺗﺟﻪ اﻟﻣﺷرع إﻟﻰ ﺗﺑﻧﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻟﻸﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﺗﻔرﯾق
ﺑﯾن اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ وﻣﻠﻛﯾﺗﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،وﻧﻔس اﻟﺗوﺟﻪ ﺗﺑﻌﺔ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ دﺳﺗور 1996وﻛذا
ﻗﺎﻧون اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ .30/90
ﻓﺑﺻدور دﺳﺗور 1989ﺗﺧﻠﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻋن اﻟﺗوﺟﻪ اﻻﺷﺗراﻛﻲ ،و ﺗﺑﻧﻲ اﻟﻧظﺎم
اﻟﻠﯾﺑراﻟﻲ اﻟﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ و اﻟﻣﺑﺎدرة اﻟﻔردﯾﺔ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺗﺿﯾﯾق ﻣن ﻧطﺎق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ.
و ﺑذﻟك ﯾﻛون دﺳﺗور 1989ﻗد ﺗﺑﻧﻰ اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻷﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﻌروف ﻓﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ
اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ،و اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣدت أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾن اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق
46
اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و اﻷﻣﻼك اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ و ﺟﻣﺎﻋﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ
1
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻬﺎ أي اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
و ﻗد ﻋﺎﻟﺞ اﻟﻣﺷرع اﻟدﺳﺗوري ﻓﻛرة اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن 17و 18ﻣﻧﻪ ﻓﻘد ﻧﺻت
اﻟﻣﺎدة 17ﻣن دﺳﺗور 1989ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ " اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻲ ﻣﻠك اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ و
ﺗﺷﻣل ﺑﺎطن اﻷرض و اﻟﻣﻧﺎﺟم و اﻟﻣﻘﺎﻟﻊ و اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟﻠطﺎﻗﺔ و اﻟﺛروات اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ
و اﻟﺣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف ﻣﻧﺎطق اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺑﺣرﯾﺔ و اﻟﻣﯾﺎﻩ و اﻟﻐﺎﺑﺎت ،ﻛﻣﺎ ﺗﺷﻣل اﻟﻧﻘل
ﺑﺎﻟﺳﻛك اﻟﺣدﯾدﯾﺔ و اﻟﻧﻘل اﻟﺑﺣري و اﻟﺟوي و اﻟﺑرﯾد و اﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ و اﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ و أﻣﻼﻛﺎ
2
أﺧرى ﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون"
أﻣﺎ اﻟﻣﺎدة 18ﻓﻘد ﻧﺻت " اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﯾﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون و ﺗﺗﻛون ﻣن اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و
اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ ﻛل ﻣن اﻟدوﻟﺔ و اﻟوﻻﯾﺔ و اﻟﺑﻠدﯾﺔ ،ﯾﺗم ﺗﺳﯾﯾر اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ طﺑﻘﺎ
ﻟﻠﻘﺎﻧون"
و ﯾﺑدوا ﻣن ﺧﻼل ﻗراءة اﻟﻣﺎدﺗﯾن 17و 18ﻣن اﻟدﺳﺗور أن اﻟﻣﺷرع اﻟدﺳﺗوري ﻟم ﯾﺿﻊ
ﻣﻌﯾﺎرا ﻣوﺿوﻋﯾﺎ ﻟﻠﻣﺎل أو اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و إﻧﻣﺎ اﻛﺗﻔﻰ ﺑﺎﻟﻧص ﻋﻠﻰ ﺑﻌض ﺻور اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻻ اﻟﺣﺻر ،ﺣﯾث أﻧﻪ ﺧﺗم اﻟﻣﺎدة 17ﺑﻌﺑﺎرة و أﻣﻼﻛﺎ أﺧرى ﻣﺣددة ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧون ،ﻣﺎ ﯾﻔﯾد أن اﻟﺗﻌداد ﻟﯾس واردا ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻر ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﺗم ﺗﺄﻛﯾدﻩ أﯾﺿﺎ ﺑﺎﻟﻣﺎدة 18
ﻣن ﻧﻔس اﻟدﺳﺗور ﺑﻘوﻟﻪ أن اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﯾﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون و ﺗﺗﻛون ﻣن اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و
3
اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ ﻛل ﻣن اﻟدوﻟﺔ و اﻟوﻻﯾﺔ و اﻟﺑﻠدﯾﺔ.
و ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن دﺳﺗور 1989ﻟم ﯾﻛن ﺻرﯾﺣﺎ ﻓﻲ أﺧذﻩ ﺑﻣﻌﯾﺎر ﻣﻌﯾن ﻓﻲ ﺗﻣﯾﯾز اﻟﻣﺎل
اﻟﻌﺎم ،ﺣﯾث اﻛﺗﻔﻰ ﺑﺿرب أﻣﺛﻠﺔ ﻟﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻣن اﻷﻣﻼك أﻣﻼﻛﺎ ﻋﺎﻣﺔ ،و أن ﺗﻌدﯾدﻩ ﻟﻬذﻩ اﻷﻣﻼك
ﺟﺎء ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻻ اﻟﺣﺻر ،ﺣﯾث أﻧﻪ ﺧول اﻟﻣﺷرع ﺻﻼﺣﯾﺔ ﺗﺣدﯾد اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ و
ﻫذا ﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﻌﻼ ﺑﺻدور ﻗﺎﻧون اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ،30/90إﻻ أن دﺳﺗور 1989أﻋطﻰ ﻓﻲ
ﻣﺎدﺗﯾﻪ 17و 18ﺑﻌض اﻟﻣﺑﺎدئ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﯾﻣﻛن إﯾﺟﺎزﻫﺎ و ﻫﻲ:
-2ﻣﺑدأ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و اﻷﻣﻼك اﻟﺧﺎﺻﺔ ،و ﯾظﻬر ﻫذا اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺟﻠﯾﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدة 18ﻣن اﻟدﺳﺗور ﺣﯾث ﻧﺻت " اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﯾﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون و ﺗﺗﻛون ﻣن اﻷﻣﻼك
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ ﻛل ﻣن اﻟدوﻟﺔ و اﻟوﻻﯾﺔ و اﻟﺑﻠدﯾﺔ".
-3ﻣﺑدأ اﺳﺗﺑﻌﺎد اﻷرض و أﻣوال اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن ﻧطﺎق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣﯾث
ﻧﻔﻬم ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة 17أن اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻣﺗد إﻟﻰ ﺑﺎطن اﻷرض و ﻻ ﺗﺷﻣل اﻷرض " اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻲ ﻣﻠك اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ و ﺗﺷﻣل ﺑﺎطن اﻷرض ".
و ﺑﻬذا ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟﻣﺷرع اﻟدﺳﺗوري ﺿرب أﻣﺛﻠﺔ ﻟﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر أﻣﻼﻛﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن
18و17؛ ﻟﻛﻧﻪ ﻟم ﯾﺑﯾن ﻟﻧﺎ ﻣﺎ ﻫو اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻣﺗﺧذ ﻟﺗﻣﯾﯾز اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋن اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﻟﻠدوﻟﺔ ،و ﻫذا ﻣﺎ ﺗطرق إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 30/90اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ
.1990/12/01
أﻣﺎ دﺳﺗور 1996ﺣﺳب آﺧر ﺗﻌدﯾل ﻟﻪ ﻋﺎم 2016ﻓﻘد ﺗﻧﺎول اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﻣﺎ ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ
ﻓﻲ دﺳﺗور 1989و ﻫذا ﻓﻲ اﻟﻣواد 18و .20
ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة " 18اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻲ ﻣﻠك اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ و ﺗﺷﻣل ﺑﺎطن اﻷرض و
اﻟﻣﻧﺎﺟم و اﻟﻣﻘﺎﻟﻊ و اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟﻠطﺎﻗﺔ و اﻟﺛروات اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ و اﻟﺣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف
ﻣﻧﺎطق اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺑﺣرﯾﺔ و اﻟﻣﯾﺎﻩ و اﻟﻐﺎﺑﺎت.
ﻛﻣﺎ ﺗﺷﻣل اﻟﻧﻘل ﺑﺎﻟﺳﻛك اﻟﺣدﯾدﯾﺔ و اﻟﻧﻘل اﻟﺑﺣري و اﻟﺟوي و اﻟﺑرﯾد و اﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ و
اﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ و أﻣﻼﻛﺎ أﺧرى ﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون.
و ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة " 20اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﯾﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون و ﺗﺗﻛون ﻣن اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و
اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ ﻛل ﻣن اﻟدوﻟﺔ و اﻟوﻻﯾﺔ و اﻟﺑﻠدﯾﺔ ،ﯾﺗم ﺗﺳﯾﯾر اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ طﺑﻘﺎ
ﻟﻠﻘﺎﻧون".
48
و ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدﺗﯾن 18و 20ﻧﻼﺣظ أﻧﻬﺎ ﻧﻘﻠت ﺣرﻓﯾﺎ ﻋن اﻟﻣﺎدﺗﯾن 17و 18ﻣن
دﺳﺗور ،1989ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن دﺳﺗور 1996ﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ
دﺳﺗور 1989ﻣن ﻣﺑدأ ﺗوﺳﯾﻊ ﻣﺿﻣون اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،إﻟﻰ ﻣﺑدأ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
و اﻷﻣﻼك اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،إﻟﻰ ﻣﺑدأ اﺳﺗﺑﻌﺎد اﻷرض و أﻣوال اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻣن ﻧطﺎق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
و إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع اﻟدﺳﺗوري ﻗد أﻗر ﻟﻛل ﻣن اﻟوﻻﯾﺔ و اﻟﺑﻠدﯾﺔ و ﻫﻣﺎ ﻣن اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﺑﻣﻠﻛﯾﺗﻬﻣﺎ ﻟﻸﻣوال اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ 1ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟدوﻟﺔ ،ﻟﻛن اﻟﺳؤال ﻫﻧﺎ ﺣول ﻣﺎﻫﯾﺔ
طﺑﯾﻌﺔ أﻣوال اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣرﻓﻘﯾﺔ؟
و ﺑﺎﻟرﺟوع ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺗوﺟﯾﻬﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻘد اﻋﺗﺑر أﻣواﻟﻬﺎ أﻣواﻻ
ﺧﺎﺻﺔ ،ﺗﺧﺿﻊ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎري ﻣن ﺣﯾث ﺟواز اﻟﺗﻧﺎزل ﻋﻧﻬﺎ ،و اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ و
ﺣﺟز ﻫﺎ ،إﻻ أﻧﻪ أﺧﺿﻊ رأس ﻣﺎل اﻟﺷرﻛﺔ ﻟﻣﺑدأ ﻋدم ﺟواز اﻟﺗﻧﺎزل ﻋﻧﻪ و اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻪ ،ﺣﯾث
أﺿﻔﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺔ ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء رأس ﻣﺎﻟﻬﺎ.2
و ﻗد اﻋﺗﻣد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﺗﻣﯾﯾزﻩ ﺑﯾن اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ و اﻷﻣﻼك اﻟﻔردﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﻌﯾﺎر دﺧول اﻟﻣﺎل ﻓﻲ اﻟذﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ أو اﻟوﻻﯾﺔ أو اﻟﺑﻠدﯾﺔ ،ﻓﺣﺗﻰ ﯾﻛون اﻟﻣﺎل وطﻧﯾﺎ ﻻ ﺑد
أن ﯾﺗﻣﻠﻛﻪ ﺷﺧص ﻋﺎم إﻗﻠﯾﻣﻲ.
ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 02ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ،ﺗﺷﻣل اﻷﻣﻼك
اﻟوطﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوع اﻷﻣﻼك و اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ و اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣوزﻫﺎ اﻟدوﻟﺔ و ﺟﻣﺎﻋﺎﺗﻬﺎ
و ﯾﺳﺗﻔﺎد ﻣن اﻟﻣﺎدة 02أﻧﻬﺎ ﺣﺎوﻟت وﺿﻊ ﻣﻔﻬوم ﻟﻸﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل ﻣﺟﻣوع
اﻷﻣﻼك و ﻛذﻟك اﻟﺣﻘوق ﻋﻘﺎرﯾﺔ ﻛﺎﻧت أو ﻣﻧﻘوﻟﺔ ،و اﻟﺗﻲ ﺗﻌود ﻣﻠﻛﯾﺗﻬﺎ ﻟﻠدوﻟﺔ أو اﻟوﻻﯾﺔ أو
اﻟﺑﻠدﯾﺔ ،ﺳواء ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ أو ﺧﺎﺻﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺑﯾن أن اﻟﻣﺷرع ﻗد أﻗر ﺑﻣﺑدأ اﻟﺗﻣﯾز ﺑﯾن
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ و ﺟﻣﺎﻋﺎﺗﻬﺎ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ .
إﻻ أن ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻟم ﺗﺿﻊ ﻣﻌﯾﺎرا ﻟﻠﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم و اﻟﻣﺎل اﻟﺧﺎص ﻟﻠدوﻟﺔ و ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن
اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ.
إﻻ أن اﻟﻣﺎدة 03اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﺑﺄﻧﻪ" ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 12ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﺗﻣﺛل اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻷﻣﻼك اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 02أﻋﻼﻩ و اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻣﺣل ﻣﻠﻛﯾﺔ
ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺣﻛم طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ أو ﻏرﺿﻬﺎ ،أﻣﺎ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻷﺧرى ﻏﯾر اﻟﻣﺻﻧﻔﺔ ﺿﻣن اﻷﻣﻼك
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و اﻟﺗﻲ ﺗؤدي وظﯾﻔﺔ اﻣﺗﻼﻛﯾﺔ و ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﺗﻣﺛل اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ" ،و ﻣن ﺧﻼل
ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﯾﻔﻬم ﺑﺄن اﻟﻣﺷرع ﻗد وﺿﻊ ﻣﻌﯾﺎرا ﻟﻠﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋن اﻷﻣﻼك اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﻟﻠدوﻟﺔ و ﺟﻣﺎﻋﺎﺗﻬﺎ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،و ﯾﺗﻣﺛل ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ﻓﻲ ﻋدم ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﻣﺎل ﻟﻠﺗﻣﻠك اﻟﺧﺎص ،إذ ﻣﺎ
ﯾﻣﯾز اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻟﻠدوﻟﺔ ﻋن اﻟﻣﺎل اﻟﺧﺎص ﻟﻬﺎ ،ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺎل ﻧﻔﺳﻪ ﺑﺄن ﯾﻛون ﻏﯾر
ﻗﺎﺑل ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺣﻛم طﺑﯾﻌﺗﻪ أو ﻏرﺿﻪ ،أﻣﺎ اﻷﻣوال اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺑل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﻓﺗدرج ﺿﻣن اﻷﻣﻼك اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ و ﺟﻣﺎﻋﺎﺗﻬﺎ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ.
و ﻫﻧﺎ ﯾﻛون اﻟﻣﺷر ع اﻟﺟزاﺋري ﻗد اﻋﺗﻣد ﻣﻌﯾﺎر طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺎل ) اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ( اﻟذي اﺳﺗﻧد
أﺻﺣﺎﺑﻪ إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 535ﻣن اﻟﺗﻘﻧﯾﯾن اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻔرﻧﺳﻲ؛ اﻟﺗﻲ ردت اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻟﻰ
طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺎل ﻧﻔﺳﻪ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑطﺑﯾﻌﺗﻪ ،ﻏﯾر أن اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻗد اﻧﺗﻘد
ﺑﺷدة ﻫذا اﻟﻣﻌﯾﺎر ،ﻷن ﻋدم ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺗﻣﻠك اﻟﺧﺎص إﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﺑوت ﺻﻔﺔ
1
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،و ﻟﯾس ﻋﻧﺻرا أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺎل.
ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 12ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ " :ﺗﺗﻛون اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﺣﻘوق و
اﻷﻣﻼك اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ و اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ اﻟﺟﻣﯾﻊ و اﻟﻣوﺿوﻋﺔ ﺗﺣت ﺗﺻرف اﻟﺟﻣﻬور
اﻟﻣﺳﺗﻌﻣل إﻣﺎ ﻣﺑﺎﺷرة و إﻣﺎ ﺑواﺳطﺔ ﻣرﻓق ﻋﺎم ،ﺷرﯾطﺔ أن ﺗﻛﯾف ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺣﻛم طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ
أو ﺗﻬﯾﺋﺗﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﺗﻛﯾﯾﻔﺎ ﻣطﻠﻘﺎ أو أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻣﻊ اﻟﻬدف اﻟﺧﺎص ﻟﻬذا اﻟﻣرﻓق ،ﺗدﺧل أﯾﺿﺎ ﺿﻣن
اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺛروات و اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 15ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ".
و ﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة 12ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻗد أﺿﺎف إﻟﻰ
اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻷﻣﻼك اﻟﺗﻲ ﻋددﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 15ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ،و اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل
اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺎدة 16ﺿﻣت أﯾﺿﺎ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
اﻻﺻطﻧﺎﻋﯾﺔ إﻟﻰ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
و ﺑﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺎدة 12أن ﺻﻔﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻻ ﺗﺗوﻓر إﻻ ﺑﺗواﻓر ﺷرطﯾن ﻫﻣﺎ:
-1أن ﯾﻛون اﻟﻣﺎل ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﻠدوﻟﺔ أو ﻷﺣد ﺟﻣﺎﻋﺎﺗﻬﺎ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،1ﺣﯾث أن اﻷﻣﻼك ﻻ ﺗﻛون وطﻧﯾﺔ
إﻻ إذا ﻛﺎﻧت أﻣوال ﻋﺎﻣﺔ أو ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ أو اﻟوﻻﯾﺔ أو اﻟﺑﻠدﯾﺔ.
-2أن ﯾﻛون اﻟﻣﺎل ﻣﺧﺻﺻﺎ ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و ذﻟك ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺟﻣﻬور ﻟﻪ ﻣﺑﺎﺷرة ﻛﺎﻟطرق و
اﻟﻣﯾﺎدﯾن اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و إﻣﺎ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻋن طرﯾق أﺣد اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺛل ﻣرﻓق اﻟﻘﺿﺎء ،اﻟﺗﻌﻠﯾم،
اﻟﺻﺣﺔ ،اﻟﺳﻛك اﻟﺣدﯾدﯾﺔ ،اﻟﺛﻛﻧﺎت اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ،ﻣﻊ ﺗﻬﯾﺋﺗﻬﺎ ﺗﻬﯾﺋﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻛﯾﯾﻔﺎ ﻣطﻠﻘﺎ أو أﺳﺎﺳﯾﺎ
ﻣﻊ اﻟﻬدف اﻟﺧﺎص ﺑﻬذا اﻟﻣراﻓق ،و ﺑﻬذا ﯾﻛون اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد ﺗﺑﻧﻰ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 12ﻣن ﻫذا
اﻟﻘﺎﻧون ،اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟذي وﺻﻔﺗﻪ ﻟﺟﻧﺔ ﺗﻧﻘﯾﺢ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،و اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﻌﯾﺎر
و اﻟﻣﻼﺣظ ﻫﻧﺎ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد أﺧذ ﺑﻣﻌﯾﺎر طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺎل ﺑﻌدم ﻗﺑوﻟﻪ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ،03ﺛم ﻋﺎد و أﺧذ ﺑﻣﻌﯾﺎر اﻟﺗﺧﺻﯾص ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺳواء ﻛﺎن اﻟﻣﺎل
اﻟﻣﺧﺻص ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺟﻣﻬور ﻣﺑﺎﺷرة ،أو ﻟﺧدﻣﺔ ﻣرﻓق ﻋﺎم ﻣﻊ اﺷﺗراطﻪ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷﺧﯾرة أن
ﺗﻛون ﻣﻛﯾﻔﺔ ﺑﺣﻛم طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ أو ﺗﻬﯾﺋﺗﻬﺎ ﺗﻬﯾﺋﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،و ﻫذا ﻣﺎ اﻋﺗﻣدﻩ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 12ﻣن ﻫذا
اﻟﻘﺎﻧون.
52
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗﺗﻛون اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﺗﻲ أطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﺳم اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ،
ﻣن اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ و اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻻﺻطﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ و اﻟوﻻﯾﺔ و
اﻟﺑﻠدﯾﺔ ،وﻫﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻘﺎﻋدة رﺋﯾﺳﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺗﺧﺻﯾص ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺧﺻﻬﺎاﻟﻣﺷر ع
ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﺗﻌددة إدارﯾﺔ و ﻣدﻧﯾﺔ و ﺟزاﺋﯾﺔ ،و ﻫذا ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷﻣوال و ﻋﻠﻰ أﻫداﻓﻬﺎ
و اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣواطﻧﯾن و ﻟدﯾﻣوﻣﺔ ﺳﯾر اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻧﺗظﺎم و اطراد.
وﯾﻣﻛن اﻟﻘول أﻧﻧﺎ اﺳﺗﻌﻣﻠﻧﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﻛﺛرة ،ﻛون أن ﻫذا اﻟﻔﺻل
ﯾﺗطﻠب اﻹﺷﺎرة ﻟﻬذﻩ اﻟﻧﺻوص ،ﻧظرا ﻟﻛوﻧﻪ ﯾﻌﺎﻟﺞ اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل واﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠب ﺗﻛوﯾن
اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﻛذا طرق اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ،وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻌﺎﻣل اﻟﺟﻬﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻟﻠﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻣﻊ ﻫذا
اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣن ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ .
ﻛﻣﺎ أن طرق ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ،وﺧﺎﺻﺔ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﺗﺗطﻠب اﻟﺗطرق ﻟﺑﻌض
اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ،ﻫذا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﯾﺔ ﻛذﻟك
واﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋل اﻟﻧﺻوص ﺑدﻗﺔ ﻛذﻟك.
ﺣﯾث ﺳﻧﺗطرق ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل إﻟﻰ أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ،و ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺎل
اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ.
54
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
ﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 30/90اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎل
اﻟﻌﺎم و ﻋﻠﻰ أﻫم اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت و اﻹﺟراءات اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻓﻲ إدارة و ﺗﺳﯾﯾر اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ،
اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻛﺗﺳﺎب اﻟﻣﺎل ﻟﻠﺻﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،و ﻛذا ﺗﺳﯾﯾر ﻫذﻩ اﻷﻣوال و طرق اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ،
ﻫذﻩ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺧﺻﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﺑﻌدة أﺣﻛﺎم ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﻛوﯾن و اﻟﺗﺳﯾﯾر ،ﺣﯾث أن ﺗﻛوﯾن
اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﯾﻛون ﻋن طرﯾق ﺗﻌﯾﯾن اﻟﺣدود ،و اﻟذي ﯾﺧﺗﻠف ﻋن ﺗﻛوﯾن اﻷﻣوال
اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻻﺻطﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟذي ﯾﻛون ﻋن طر ﯾق اﻟﺗﺻﻧﯾف ،أﻣﺎ ﺗﺳﯾﯾر ﻫذﻩ اﻷﻣوال ﻓﻬو ﯾﺧﺿﻊ ﻛذﻟك
ﻟطرﯾﻘﺗﯾن ،إﻣﺎ أن ﯾﻛون اﺳﺗﻌﻣﺎﻻ ﺟﻣﺎﻋﯾﺎ أو اﺳﺗﻌﻣﺎﻻ ﻓردﯾﺎ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣرﺳوم
اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 454/91اﻟذي ﯾﺣدد ﺷروط إدارة اﻷﻣﻼك اﻟﺧﺎﺻﺔ و اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ و
ﺗﺳﯾﯾرﻫﺎ و ﯾﺿﺑط ﻛﯾﻔﯾﺎت ذﻟك.
وﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث ﺑﺎﻟدراﺳﺔ واﻟﺗﺣﻠﯾل ،طرق ﺗﻛوﯾن اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣطﻠب اﻷول ،وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻛﺗﺳﺎب اﻟﻣﺎل اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ،واﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم
ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث.
55
اﻟﻣطﻠب اﻷول
-1ﺗﻌﯾﯾن اﻟﺣدود.
-2اﻟﺗﺻﻧﯾف.
و ﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 27ﻣن اﻟﻘﺎﻧون " 30/90ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﻔرع ﺗﻛوﯾن اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋن إﺟراءﯾن ﻣﺗﻣﯾزﯾن ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة أﺣﻛﺎم اﻟﻣواد 35إﻟﻰ 37أدﻧﺎﻩ،
و ﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﺗﻌﯾﯾن اﻟﺣدود و اﻟﺗﺻﻧﯾف ﻣﻘﺑوﻟﯾن ﯾﺟب أن ﯾﺳﺑﻘﻬﻣﺎ اﻻﻗﺗﻧﺎء ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻓﻌﻼ أو
ﺣدﺛﺎ ﻣﻌﯾﻧﺎ ،ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺗﻣﻠك اﻟﻘﺑﻠﻲ ﻟﻠﻣﻠك اﻟذي ﯾﺟب أن ﯾدرج ﻓﻲ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ".
اﻟﻔرع اﻷول
ﺗﻌﯾﯾن اﻟﺣدود
ﻫو إﺟراء ﯾﺗم ﺑﻣوﺟﺑﻪ إدراج اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ إذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ
اﻷﻣﻼك طﺑﯾﻌﯾﺔ ،و ﻣﻌﻧﺎﻩ أن اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﯾﺗم إدراﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺗﻌﯾﯾن اﻟﺣدود و ﺗﺻﺑﺢ أﻣﻼك وطﻧﯾﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ طﺑﯾﻌﯾﺔ.
و ﺗﻌﯾﯾن اﻟﺣدود ﻫو إﺟراء أو ﻋﻣﻠﯾﺔ ذات طﺎﺑﻊ ﺗﺻرﯾﺣﻲ ،و إﺟراء إداري ﻣن ﻗﺑل اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ،ذﻟك أن ﻛﻼ ﻣن اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺑﺣري و اﻟﻣﺟﺎري اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ ﯾدرﺟﺎن ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ،ﻓﻲ ﻧطﺎق
اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺣﻛم اﻟطﺑﯾﻌﺔ ،و ﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻹدارة إﻻ ﺗﻘرﯾر ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻔروﺿﺔ ﺑﺎﻟظواﻫر
اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ،و ﻗد ﻋرﻓﻪ اﻟﻣﺷرع ﺑﻧص اﻟﻣﺎدة 29ﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺻت " ﺗﻌﯾﯾن
اﻟﺣدود ﻫو ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻟﺣدود اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ،وﺗﺧﺗﻠف طرﯾﻘﺔ
ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﺑﺎﺧﺗﻼف ﻧوﻋﻪ ،و ﯾﺑﻠَ ﻎ ﻋﻘد ﺗﻌﯾﯾن اﻟﺣدود ﻟﻠﻣﺟﺎورﯾن و ﯾﻧﺷر طﺑﻘﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ
اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ ".
56
أوﻻ :اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺑﺣرﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ
ﺗﺛﺑت اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺑﺣرﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 427/12و ﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﻣﺎدة 08ﻣﻧﻪ
و اﻟﺗﻲ ﺗﺑﯾن أن ﺗﻌﯾﯾن اﻟﺣدود ﯾﻛون ﻣن ﺟﻬﺔ اﻷرض اﺑﺗداء ﻣن ﺣد اﻟﺷﺎطﺊ اﻟذي ﺗﺑﻠﻎ اﻷﻣواج
ﻓﯾﻪ أﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗواﻫﺎ ﻓﻲ ﺧﻼل اﻟﺳﻧﺔ ،و ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﺟوﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث ﺗﻌد اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻐطﯾﻬﺎ اﻷﻣواج ﻣن اﻟﺷﺎطﺊ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧﺣو ﺟزءا ﻻ ﯾﺗﺟزأ ﻣن اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ.
و ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺧﺎص ﺑﺗﻌﯾﯾن ﺣدود اﻟﺑﺣر ﯾﻌدﻩ اﻟوزﯾر ﺑﺎﻟﺗﺷﺎور ﻣﻊ
اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ و اﻟذي ﯾﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾﻘﻪ ،1و ﺗﻌد ﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﺷﺎطﺊ اﻟﺗﻲ ﺗﻐطﯾﻬﺎ
اﻷﻣواج ﺟزءا ﻻ ﯾﺗﺟزأ ﻣن اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺑﺣرﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ.
و إﺛﺑﺎت ﺣدود اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺑﺣرﯾﺔ ﯾﻛون ﺑﻘرار ﻣن اﻟواﻟﻲ اﻟﻣﺧﺗص إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ و ﻫذا ﺑﻌد إﺟراء
ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﻣﯾداﻧﯾﺔ ،اﻟذي ﯾﻛون ﺑﻣﺑﺎدرة ﻣن إدارة اﻟﺷؤون اﻟﺑﺣرﯾﺔ أو إدارة اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ
ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﺑﻣﺑﺎدرة ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،و اﻟذي ﺗﻘوم ﺑﻪ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺻل
اﻷﻣواج إﻟﻰ أﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻟﻬﺎ ،و ﺗﺣرر ﺑذﻟك ﻣﺣﺿر ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ،ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﯾﺟب أن ﯾﺑﻠﻎ
اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺟﺎورون ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﺑﻬذﻩ اﻹﺟراءات ،و اﻟذﯾن ﯾﻣﻛن ﻟﻬم ﺗﺳﺟﯾل ﻣﻼﺣظﺎﺗﻬم و
ادﻋﺎءاﺗﻬم و ﺣﻘوﻗﻬم ،ﺧﻼل ﻫذا اﻹﺟراء.2
و ﺗﺟﻣﻊ آراء اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ أو اﻹدارات اﻟﻣطﻠوب ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،و ﻋﻧد اﻧﺗﻬﺎء إﺟراء اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ و ﻣﻊ
اﻧﻌدام اﻻﻋﺗراﺿﺎت اﻟﻣﻬﻣﺔ و اﻟﻣﻌﺗﺑرة ﯾﻘوم اﻟواﻟﻲ ﺑﺿﺑط اﻟﺣدود اﻟﺑرﯾﺔ ﻟﻸﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺑﺣرﯾﺔ
ﺑﻘرار ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﻫﻧﺎك اﻋﺗراﺿﺎت ذات أﻫﻣﯾﺔ ﺗﺿﺑط اﻟﺣدود ﺑﻘرار وزاري ﻣﺷﺗرك ﺑﯾن اﻟوزﯾر
اﻟﻣﻌﻧﻲ أو اﻟوزراء اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن و اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،وﺑﻌدﻫﺎ ﯾﺻﺑﺢ ﻗرار اﻟواﻟﻲ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺗﺻرﯾﺢ
ﯾﺛﺑت أن اﻷراﺿﻲ اﻟﺗﻲ ﻏطﺗﻬﺎ اﻷﻣواج ﻓﻲ أﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗواﻫﺎ ﻗد أدرﺟت ﻓﻌﻼ ﻓﻲ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ
اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ.3
1ﺻﺤﺮاوي اﻟﻌﺮﺑﻲ ،إدارة أﻣﻼك اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،ﻣﺬﻛﺮة ﻣﺎﺳﺘﺮ أﻛﺎدﯾﻤﻲ ﺗﺨﺼﺺ ﻗﺎﻧﻮن أداري ،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﻌﻠﻮم
اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎﺻﺪي ﻣﺮﺑﺎح ورﻗﻠﺔ ،2014 ،ص.35 .
2اﻟﻤﺎدة 100ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي 454/91اﻟﺬي ﯾﺤﺪد ﺷﺮوط إدارة اﻷﻣﻼك اﻟﺨﺎﺻﺔ واﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ وﺗﺴﯿﯿﺮھﺎ وﯾﻀﺒﻂ
ﻛﯿﻔﯿﺎت ذﻟﻚ ،اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ،1991/11/23ج.ر60.ﻣﺆرﺧﺔ ﻓﻲ ،1991/12/24ﻣﻌﺪل وﻣﺘﻤﻢ ﺑﺎﻟﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي رﻗﻢ ،303/93
اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ،1993/12/08
3اﻟﻤﺎدة 101ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي 454/91
57
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 108ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم " 454/91ﯾﻌد ﻣﺟرى اﻟﺳواﻗﻲ و اﻟودﯾﺎن و
اﻟﺑﺣﯾرات و اﻟﻣﺳﺗﻧﻘﻌﺎت و اﻟﺳﺑﺎخ و اﻟﻐوط و اﻟطﻣﻲ ،و اﻟرواﺳب اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻬﺎ ،و اﻷراﺿﻲ و
اﻟﻧﺑﺎﺗﺎتاﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ ﺣدودﻫﺎ ﺟز ءا ﻻ ﯾﺗﺟزأ ﻣن اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ."....
و ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 07ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﯾﺎﻩ " ﯾﺗم ﺗﻌﯾﯾن ﺣدود اﻟودﯾﺎن و اﻟﺑﺣﯾرات و اﻟﺑرك و
اﻟﺳﺑﺧﺎت و اﻟﺷطوط ،ﺑﺄﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺑﻠﻐﺗﻪ اﻟﻣﯾﺎﻩ و ﻻﺳﯾﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠودﯾﺎن ﺑﻣﺳﺗوى اﻟﻔﯾﺿﺎﻧﺎت
اﻟﺳﺎرﯾﺔ ﺑﻼ ﻋراﻗﯾل إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺗدﻓﻘﻬﺎ" ،1أﻣﺎ اﻟﻣﺎدة 08ﻣﻧﻪ ﻓﻘد ﺗﻧﺎوﻟت ﺣﺎﻟﺔ اﻧﺣراف ﻣﯾﺎﻩ اﻟوادي
ﻋن ﻣﺟراﻫﺎ اﻟﻌﺎدي ﻷﺳﺑﺎب طﺑﯾﻌﯾﺔ و ﺳﯾرﻫﺎ ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻩ ﺟدﯾد ،ﯾﺻﺑﺢ ﺣدود ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻣدﻣﺟﺎ
ﻓﻲ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟﻠﻣﯾﺎﻩ.
و ﯾﺿﺑط اﻟواﻟﻲ اﻟﻣﺧﺗص إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ ﺣدود ﻣﺟرى اﻟﺳواﻗﻲ و اﻟودﯾﺎن ﺑﻘرار ﻣﻧﻪ ،ﺑﻌد ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ
أﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺗﺑﻠﻐﻪ اﻟﻣﯾﺎﻩ اﻟﻣﺗدﻓﻘﺔ ﺗدﻓﻘﺎ ﻗوﯾﺎ ،دون أن ﺗﺻل ﺣد اﻟﻔﯾﺿﺎن ﺧﻼل اﻟﺳﻧﺔ و ﻓﻲ
اﻟظروف اﻟﺟوﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،و ﺗﺟري ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﺧﻼل ﺗﺣﻘﯾق إداري ﺗﻘوم ﺑﻪ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟري و إدارة
أﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ ،و ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﺗﺟﻣﻊ ﻣﻼﺣظﺎت اﻟﻐﯾر و إدﻋﺎءاﺗﻬم و ﺗﺟﻣﻊ آراء اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻷﺧرى اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺔ.
و ﻋﻠﻰ إﺛر ذﻟك ﯾﺿﺑط اﻟو اﻟﻲ اﻟﻣﺧﺗص إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ ﺣدود اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ،
ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠف ﺑﻘرار ،ﻫذا ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻧﻌدام اﻻﻋﺗراﺿﺎت و ﯾﺑﻠﻎ ﻟﻛل ﻣﺟﺎور ﻣﻌﻧﻲ ،أﻣﺎ إذا
ﻛﺎن ﻫﻧﺎك اﻋﺗراض ﻣﻌﺗﺑر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﺿﺑط اﻟﺣدود ﺑﻘرار وزاري ﻣﺷﺗرك ﺑﯾن اﻟوزﯾر
اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟري و اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻟوزراء اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن ،2ﻫذا اﻟﻘرار اﻟذي ﯾﻧﺷر و ﯾﺑﻠﻎ
ﻟﻠﻣﺟﺎورﯾن.
و ﺗﺿﺑط ﺑﻘرار ﻣن اﻟواﻟﻲ ﻛذﻟك ،و ﺑﻌد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﺣﻘﯾق ،ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق ﺣدود ﻋﻣق اﻟﺳواﻗﻲ
و اﻟودﯾﺎن إذا ﻛﺎن ﻣﻧﺳوب ﺳﯾﻼﻧﻬﺎ ﻏﯾر ﻣﻧﺗظم ،و ﻛﺎن أﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻟﻠﻣﯾﺎﻩ ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ ﻻ ﯾﺑﻠﻎ
ﺣدود اﻟﺗدﻓق اﻷﻗوى ،ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﯾﻌد طﻣﻲ اﻟﻣﺟﺎري و رواﺳﯾﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻓﻲ ﺣدود ﻫذﻩ اﻟﻣﺟﺎري
1اﻟﻣﺎدة 07ﻣن ﻗﺎﻧون رﻗم 12/05اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﯾﺎﻩ ،ﻣؤرخ 04ﻏﺷت ،2005ج .ر ،.60 .ﺑﺗﺎرﯾﺦ .2005/09/04
2اﻟﻤﺎدة 109ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺳﻮم .454/91
58
ﺟزءا ﻻ ﯾﺗﺟزأ ﻣن اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ 1و ﻣﺎ ﯾﺧرج ﻋن ذﻟك ﻓﻬو ﻣﻠك ﻟﻠﻣﺟﺎورﯾن ،أﻣﺎ
ﺣدود اﻟﺑﺣﯾرات و اﻟﻣﺳﺗﻧﻘﻌﺎت و اﻟﺳﺑﺎخ و اﻟﻐوط ﻓﺗﺿﺑط ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺗﺑﻠﻐﻪ
اﻟﻣﯾﺎﻩ ،ﻓﺗدﺧل اﻷراﺿﻲ و اﻟﻧﺑﺎﺗﺎت اﻟﺗﻲ ﺑﻠﻐﺗﻬﺎ اﻟﻣﯾﺎﻩ ﻓﻲ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ و اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن
أن ﺗﺿﺎف إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻘطﻊ اﻷرﺿﯾﺔ اﻟﻣﺟﺎورة اﻟﻣﻘدر ﻋﻣﻘﻬﺎ ﺣﺳب ﻧﺎﺻﯾﺔ ﻛل ﺟﻬﺔ ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة
ﺣﻘوق اﻟﻐﯾر.
و ﺗﺿﺑط ﺣدود ذﻟك ﺑﻌد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﺣﻘﯾق إداري ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣرة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،و ﯾﻣﻛن اﻟطﻌن أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء
اﻹداري ﻓﻲ ﻗرارات ﺿﺑط اﻟﺣدود ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،طﺑﻘﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ.
اﻹدراج ﻓﻲ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻻﺻطﻧﺎﻋﯾﺔ ﯾﻛون ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻻﺻطﻔﺎف ،و ﻫذا
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟطرق اﻟﻣواﺻﻼت ،أﻣﺎ اﻷﻣﻼك اﻷﺧرى ﻓﯾﻛون ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺗﺻﻧﯾف.
و ﯾﻬدف اﻻﺻطﻔﺎف إﻟﻰ إﺛﺑﺎت اﻟﺣدود اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﯾن اﻟطرق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و اﻟﻣﻠﻛﯾﺎت اﻟﻣﺟﺎورة،
ﺣﯾث ﯾﻛون ﻋﻠﻰ ﻣرﺣﻠﺗﯾن ﻫﻣﺎ:
و ﯾﻌﺗﻣد ﻣﺧطط اﻻﺻطﻔﺎف ﻋﻠﻰ اﻟطرق اﻟﻣوﺟودة ،ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻐﯾﯾر ﻣﺣورﻫﺎ أو
ﺗﻔرﯾﻌﻬﺎ ،و ﻻ ﯾﻛون إﺟراء ﻣﺧطط اﻻﺻطﻔﺎف إﺟﺑﺎرﯾﺎ إﻻ ﻓﻲ اﻟطرق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟواﻗﻌﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﻣﻌﺎت اﻟﺳﻛﻧﯾﺔ ،و ﯾﺧﺿﻊ إﻋدادﻩ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ ﺑطﻼﻧﻪ و ﻋدم اﻻﺣﺗﺟﺎج ﺑﻪ أﻣﺎم اﻟﻐﯾر إﻟﻰ
اﻟﺗﺣﻘﯾق و اﻟﻧﺷر وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ ،3و ﺗﻌﺗﺑر ﺟزء ﻻ ﯾﺗﺟزأ ﻣن اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ
اﻻﺻطﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟطرق :اﻟطرق اﻟوطﻧﯾﺔ و اﻟطرق اﻟﺳرﯾﻌﺔ ،و ﻟﺗﻌﯾﯾن
اﻟﺣدود اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﯾن اﻟطرق ﻛﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ،ﻧﻘوم ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﺑﺈﻧﺟﺎز اﻟﻣﺧطط اﻟﻌﺎم
و اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻫﻲ اﻻﺻطﻔﺎف اﻟﻔردي اﻟذي ﻟﻪ طﺎﺑﻊ ﺗﺻرﯾﺣﻲ و ﯾﺑﯾن ﻟﻠﻣﺟﺎورﯾن ﺣدود
اﻟطرﯾق و ﺣدود أﻣﻼﻛﻬم.
ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 119ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم " 454/91ﺗﺿﺑط ﺣدود اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ
اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟطرق ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟرﯾﻔﯾﺔ أو اﻟﺟﺑﻠﯾﺔ ،ﺣﺳب اﻟﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣددﻫﺎ اﻟﺗﻧظﯾم ،و
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﺗطﺎﺑق ﺣدود اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻊ اﻟﺣدود اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﺗﺻﻣﯾم اﻟذي اﺗﺑﻊ ﻓﻲ إﻧﺟﺎز اﻟطرﯾق و ﻣراﻓﻘﻪ أو ﺗﺻﻣﯾم اﻟطرﯾق اﻟﻣزﻣﻊ إﻧﺟﺎزﻩ"
و ﻧﺳﻣﻲ ﺿﺑط اﻟﺣدود ﻓﻲ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟطرق ﺗﺻﻔﯾﻔﺎ ،و اﻟﺗﺻﻔﯾف ﻫو اﻟﻌﻣل
اﻟذي ﺗﺿﺑط ﺑﻪ اﻹدارة ﺣد طرق اﻟﻣواﺻﻼت و ﺣدود اﻟﻣﻠﻛﯾﺎت اﻟﻣﺟﺎورة.1
ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 127ﻣن اﻟﻣرﺳوم 454/91اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر أن " ﻣﺷﺗﻣﻼت اﻟﺳﻛﺔ
اﻟﺣدﯾدﯾﺔ ﺟزء ﻻ ﯾﺗﺟزأ ﻣن اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻻﺻطﻧﺎﻋﯾﺔ وﺗﺣﺗوي ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ اﻷراﺿﻲ اﻟﺗﻲ
ﺗﻛون أﺳﺎس ﺷﺑﻛﺔ اﻟﺳﻛﺔ اﻟﺣدﯾدﯾﺔ ،و اﻟرص و اﻟﺟواﻧب و اﻟﺧﻧﺎدق ،و اﻟردوم و ﺟدران اﻟدﻋم،
اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﻔﻧﯾﺔ ،و اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ و اﻟﺗﺟﻬﯾزات اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟﺷﺑﻛﺔ و إﺷﺎرﺗﻬﺎ و ﻛﻬرﺑﺗﻬﺎ و ﺗﺿم
أﯾﺿﺎ اﻟﻣﺣطﺎت ﺑﺟﻣﯾﻊ ﺗﻬﯾﺋﺎﺗﻬﺎ و ﻣراﻓﻘﻬﺎ ،و ﻣﺳﺎﺣﺎت اﻟﺧزن اﻟﻣﻬﯾﺄة ﻟﻬﺎ ﺧﺻوﺻﺎ ،و أﻓﻧﯾﺔ
اﻟﻣﺣطﺎت ،و اﻟطرق اﻟﻣؤدﯾﺔ إﻟﯾﻬﺎ ،و اﻟﻣﺳﺎﺣﺎت اﻟﻣﻌدة ﻟﻠوﻗوف أﻣﺎﻣﻬﺎ ،اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺻﻧف ﺿﻣن
اﻟطرق ،و ﻛذﻟك ورﺷﺎت اﻹﺻﻼح و اﻟﺻﯾﺎﻧﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻠﺣق ﺑﺎﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺳﻛك
و ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 03ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ".35/90ﺗﺻﻧف اﻟﺳﻛﺔ اﻟﺣدﯾدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ ﻣن طرف
اﻟدوﻟﺔ أو ﻟﺣﺳﺎﺑﻬﺎ و ﻛذا ﻣﻠﺣﻘﺎﺗﻬﺎ اﻟﺿرورﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻐﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻘل ﺑﺎﻟﺳﻛك اﻟﺣدﯾدﯾﺔ ،ﺿﻣن
1
اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻻﺻطﻧﺎﻋﯾﺔ "...
و ﺗﺿﺑط ﺣدود اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻻﺻطﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺳﻛك اﻟﺣدﯾدﯾﺔ ﺣﺳب
اﻟﺗﺻﻣﯾم اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺗﺻﻧﯾف ،أو ﺗﺻﻣﯾم اﻟﺗﺻﻧﯾف اﻟﻣواﻓق ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻣرﺳوم ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻷﺷﻐﺎل
اﻟﻛﺑرى ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺗﺻﻧﯾف ﯾﺷﻣل أﻛﺛر ﻣن وﻻﯾﺔ ﻓﺑﻘرار وزاري ﻣﺷﺗرك ﺑﯾن اﻟوزراء اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن
ﺑﺎﻟﻧﻘل و اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و اﻟداﺧﻠﯾﺔ و اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،و ﺑﻘرار ﻣن اﻟواﻟﻲ إذا وﻗﻊ اﻟﺗﺻﻧﯾف ﻓﻲ وﻻﯾﺔ
واﺣدة.2
ﯾﺿﺑط اﻟواﻟﻲ ﺣدود اﻷﻣﻼك اﻟﺑﺣرﯾﺔ اﻟﻣﯾﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻣﺑﺎدرة ﻣن إدارة اﻟﺷؤون اﻟﺑﺣرﯾﺔ
ﺑﺎﻻﺷﺗراك ﻣﻊ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻣﯾﻧﺎء ،و ﻣﻊ إدارﺗﻲ اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ و
ﻫذا ﺑﻌد ﺗﺣﻘﯾق إداري.
و ﺗﺗﻛون اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺑﺣرﯾﺔ ﻣن اﻟﻣواﻧﺊ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻣﻊ ﻣﻧﺷﺂﺗﻬﺎ و اﻟﻣراﻓق اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺷﺣن
و اﻟﺗﻔرﯾﻎ و ﺗوﻗف اﻟﺳﻔن ورﺳوﻫﺎ و اﻟﻣﺳﺎﺣﺎت اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ و ﺟﻣﯾﻊ اﻟوﺳﺎﺋل و اﻟﻣراﻓق اﻟﻣﺑﻧﯾﺔ و
ﻏﯾر اﻟﻣﺑﻧﯾﺔ اﻟﺿرورﯾﺔ ﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣواﻧﺊ أو ﺻﯾﺎﻧﺔ اﻟﺳﻔن و اﻟﻣﻧﺷﺂت و إﺻﻼﺣﻬﺎ.
1اﻟﻤﺎدة 03ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 35/90ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﻣﻦ واﻟﺴﻼﻣﺔ واﻻﺳﺘﻌﻤﺎل واﻟﺤﻔﺎظ ﻓﻲ اﺳﺘﻐﻼل اﻟﻨﻘﻞ ﺑﺎﻟﺴﻜﻚ اﻟﺤﺪﯾﺪﯾﺔ ،اﻟﻤﺆرخ
ﻓﻲ ،1990/12/25ج.ر،.56.ﻣﺆرﺧﺔ ﻓﻲ .1990/12/26
2اﻟﻤﻮاد 127إﻟﻰ 143ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي .454/91
61
ﺳﺎدﺳﺎ :اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻻﺻطﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣطﺎرﯾﺔ:
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣطﺎرات ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣدﻧﯾﺔ أو ﻋﺳﻛرﯾﺔ ﺗﻌد ﺟزءا ﻻ ﯾﺗﺟزأ ﻣن اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﻓﺎﻟﻣطﺎرات اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﯾﺧﺿﻊ إﻧﺷﺎؤﻫﺎ و ﺿﺑط ﺣدودﻫﺎ و ﺗوﺳﯾﻌﻬﺎ و ﺗﺻﻧﯾﻔﻬﺎ
ﻟﻧﺻوص ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ ،أﻣﺎ اﻟﻣطﺎرات اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﻓﯾﺧﺿﻊ ﺿﺑط ﺣدودﻫﺎ و ﺗوﺳﯾﻌﻬﺎ و
ﺗﺻﻧﯾﻔﻬﺎ و ﻛذﻟك اﻻرﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﺎﺋدة اﻷﻣن اﻟﺟوي ،ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ و اﻟﺗﻧظﯾم
اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻣﻼﺣﺔ اﻟﺟوﯾﺔ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﺗﺻﻧﯾف
اﻟﺗﺻﻧﯾف ﻋرﻓﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 31ﻓﻘرة 01و 02ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 30/90ﺣﯾث ﻧﺻت " اﻟﺗﺻﻧﯾف
ﻫو ﻋﻣل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ اﻟذي ﯾﺿﻔﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠك اﻟﻣﻧﻘول أو اﻟﻌﻘﺎر طﺎﺑﻊ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻻﺻطﻧﺎﻋﯾﺔ ،أﻣﺎ إﻟﻐﺎء اﻟﺗﺻﻧﯾف ﻓﻬو اﻟذي ﯾﺟرد اﻟﻣﻠك ﻣن طﺎﺑﻊ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و ﯾﻧزﻟﻪ إﻟﻰ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،"...و ﻣﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟﺗﺻﻧﯾف ﻫو
ﺗﺻرف ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﺿﻔﺎء اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻠك ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠدوﻟﺔ أو
ﻹﺣدى اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،و ﺑﺎﻟﺗﺻﻧﯾف ﯾدﺧل اﻟﻣﺎل اﻟذي ﻛﺎﻧت ﻟﻪ ﺻﻔﺔ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ
إﻟﻰ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،و اﻟﻣﻠك اﻟﻣراد ﺗﺻﻧﯾﻔﻪ ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻣﻠﻛﺎ ﻟﻠدوﻟﺔ أو ﻹﺣدى
ﺟﻣﺎﻋﺎﺗﻬﺎ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،أي ﯾﻛون داﺧل ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻷﻣوال اﻟوطﻧﯾﺔ ،إﻣﺎ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﺣق ﺳﺎﺑق ،و إﻣﺎ
ﺑﺎﻣﺗﻼﻛﻪ ﺣﺳب طرق اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ) اﻻﻗﺗﻧﺎء ،اﻟﺗﺑﺎدل ،اﻟﻬﺑﺔ ( أو ﻋن طرﯾق ﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻌﻘﺎر اﻟﻣراد ﺗﺻﻧﯾﻔﻪ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﻛون ﻣؤﻫﻼ و ﻣﻬﯾﺄ ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻣﺧﺻص ﻟﻬﺎ ،ﺣﯾث
أن اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﻣﻘﺗﻧﺎة ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﺟزءا ﻣن اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ إﻻ ﺑﻌد ﺗﻬﯾﺋﺗﻬﺎ ﺣﺗﻰ
و ﻟو ﻛﺎﻧت ﺿﻣن اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ.1
و ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟﻣﻠك اﻟﻣطﻠوب ﺗﺻﻧﯾﻔﻪ ﯾﺟب أن ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﻪ اﻟﺷروط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-1أن ﯾﻛون ﻣﻣﻠوﻛﺎ ﻟﻠدوﻟﺔ أو أﺣد ﺟﻣﺎﻋﺎﺗﻬﺎ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ) أي أن ﯾﻛون ﺿﻣن اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ(
و ﯾﺻدر ﻗرار اﻹدراج و اﻟﺗﺻﻧﯾف ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻘﺎرات اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻷﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻷﻣﻼك
اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ ،ﻣن اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ أو اﻟواﻟﻲ اﻟﻣﺧﺗص إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ ،أو ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ اﻗﺗراح
ﻣن رﺋﯾس اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ،و ﺑﻌد اﺳﺗﺷﺎرة ﻣﺳؤول إدارة اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗص إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ ،أو
ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ اﻗﺗراﺣﻪ و اﺳﺗﺷﺎرة اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،إﻻ إذا ﻧﺻت ﻗواﻧﯾن ﺧﺎﺻﺔ ﺧﻼف ذﻟك.
أﻣﺎ اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻓﺗدرج و ﺗﺻﻧف ﻓﻲ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ،
ﺣﺳب اﻟﺷروط و اﻷﺷﻛﺎل اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ و اﻟوﻻﯾﺔ و ﻗﺎﻧون
اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ،و ﯾﺗطﻠب اﺳﺗﺷﺎرة اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﻣﻌﻧﻲ ﻣﺳﺑﻘﺎ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺧول اﻟﺣق
2
ﻓﻲ اﻟﺗﻌو ﯾض.
ﻏﯾر أن اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﯾﺷﯾر إﻟﻰ أﻧﻪ ﺣﺗﻰ و ﻟو أن ﺑﻌض اﻷﻣﻼك ﻣﺛل )
اﻟﻌﻘﺎرات و اﻟﻣﻧﻘوﻻت و أﻣﺎﻛن اﻟﺣﻔرﯾﺎت و اﻟﺗﻧﻘﯾب و اﻟﻧﺻب اﻟﺗذﻛﺎرﯾﺔ ،و اﻟﻣواﻗﻊ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ و
اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ذات اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻔن و اﻟﺗﺎرﯾﺦ و ﻋﻠم اﻵﺛﺎر ،و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ
ﻟﻠﺗﻧظﯾم اﻟﻣطﺑق ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻷﻣن و اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن أﺧطﺎر اﻟﺣرﯾق و اﻟﻔزع ،و اﻟﻣﻧﺎظر اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ
اﻟﺧﻼﺑﺔ و اﻷﻣﺎﻛن اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺑﻠدﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺟﻌﻠﺗﻬﺎ ﻣﺣطﺎت ﻣﺻﻧﻔﺔ ﺣﺳب اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ و
ﻛذا و اﻟﻣﺳﺎﺣﺎت اﻟﻣﺣﻣﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ ( 3ﺗﻛون ﻣﺣل ﺗﺻﻧﯾف ﻣن أﺟل اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ
ﻋﻠﯾﻬﺎ و ﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ ﻻ ﺗﺧﺿﻊ ﺑﺎﻟﺿرورة إﻟﻰ ﻗواﻋد ﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ و ﺗﺑﻘﻰ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ
اﻟﺧﺎص اﻟﻣطﺑق ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻏﯾر أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻣل ﻓﻧﻲ أو ﺷﻲء ﯾﻣﺛل ﻓﺎﺋدة وطﻧﯾﺔ ﻓﻣن اﻟﻣؤﻛد
ﺗﺻﻧﯾﻔﻪ ﻣﻊ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ،و ﯾدﻣﺞ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﻠك اﻟﻌﻣوﻣﻲ ،4أﻣﺎ اﻟﺛروات اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ
ﻓﺗدرج ﺿﻣن اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﻣﺟرد ﻣﻌﺎﯾﻧﺗﻬﺎ ،ﺣﯾث ﺗﻛﺗﺳب ﻫذﻩ اﻟﺛروات ﺑﻣﺟرد
ﺗﻛوﯾﻧﻬﺎ وﺿﻌﯾﺔ طﺑﯾﻌﯾﺔ ﺗﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻸﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،و ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺛروات اﻟﻣﻌﺎدن،
اﻟﻣﻧﺎﺟم ،اﻟﺣﻘول اﻟﻧﻔطﯾﺔ ،أو اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟﺟﺎرﯾﺔ أو اﻟراﻛدة ،و اﻷﻣﻼك و اﻟﺛروات اﻟﻣﻧﺻوص
ﻛﻣﺎ ﺗدرج ﺑﺎﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻐﺎﺑﺎت و اﻟﺛروات اﻟﻐﺎﺑﯾﺔ واﻷراﺿﻲ ذات اﻟﺗﻛوﯾن اﻟﻐﺎﺑﻲ
اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﺑﻣﻔﻬوم ﻗﺎﻧون اﻟﻐﺎﺑﺎت ،ﻟﻛن اﻟﻣﺷرع ﻋﺎد
2
وأدرﺟﻬﺎ ﺿﻣن اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ .
و ﻫذﻩ اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ اﻛﺗﺳﺑت اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ إذا ﺟردت ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻧزل إﻟﻰ
ﻣﻧزﻟﺔ اﻷﻣوال اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 17ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 30/90ﻓﻘرة " 04ﺗﺷﺗﻣل
اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ و اﻟوﻻﯾﺔ و اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻋﻠﻰ ...
-اﻷﻣﻼك اﻟﺗﻲ أﻟﻐﻲ ﺗﺧﺻﯾﺻﻬﺎ أو ﺗﺻﻧﯾﻔﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌود إﻟﯾﻬﺎ"..
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣﺎل ﻻ ﯾﻛﺗﺳب اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔإﻻ ﺑﻌد ﻣرور ﻩ ﺑﻣرﺣﻠﺔ ﻣﻬﻣﺔ وﻫﻲ ﻣرﺣﻠﺔ دﺧوﻟﻪ ﻟﻧطﺎق اﻷﻣوال
اﻟوطﻧﯾﺔ ،أو أن ﯾﻛون ﻣﺎﻻ ﺧﺎﺻﺎ ﻟﻠدوﻟﺔ أوﻻ ،وﺳﻧﺑﯾن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﻛﯾﻔﯾﺔ دﺧول اﻟﻣﺎل
ﻟﻧطﺎق اﻷﻣوال اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻷول ،وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻛﺗﺳﺎﺑﻪ اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ،
وﻛﯾﻔﯾﺔ زوال ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺔ ﻋﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث.
اﻟﻔرع اﻷول
أوﺟب اﻟﻣﺷرع دﺧول اﻟﻣﺎل ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﻗﺑل دﺧوﻟﻪ ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻷﻣﻼك
اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻓﻬذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗﻛون ﻗﺑﻠﯾﺔ ﺗﺳﺑق إﺟراء ﺗﻌﯾﯾن اﻟﺣدود و اﻟﺗﺻﻧﯾف.
ﻫذﻩ اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﺗﻘﺎم أو ﺗوﺟد ﺑﻔﻌل اﻟطﺑﯾﻌﺔ أو ﺑﺎﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،و
ﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 26ﻣن اﻟﻘﺎﻧون " 30/90ﺗﻘﺎم اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ أو
ﺑﻔﻌل اﻟطﺑﯾﻌﺔ ،و ﺗﺗﻣﺛل اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ أو اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗظم ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻫﺎ أﺣد اﻷﻣﻼك إﻟﻰ
اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﺣﺳب اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﺎب."...
و ﻧرى ﻣن ﻧص ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ،دﺧول اﻷﻣوال إﻟﻰ ﻧطﺎق اﻷﻣوال اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﯾﺳﺑﻘﻪ دﺧوﻟﻬﺎ إﻟﻰ
ﻧطﺎق أﻣوال اﻟدوﻟﺔ أي اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ و ﯾﻛون ﻫذا ﺑﻔﻌل اﻟطﺑﯾﻌﺔ :اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾد ﻟﻺﻧﺳﺎن ﻓﯾﻬﺎ ،و
اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣﺗﻌددة و ﻣﺗﻧوﻋﺔ و ﻗد ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻻ
اﻟﺣﺻر. 2
ﻛﻣﺎ ﯾﻛون دﺧول اﻟﻣﺎل ﻟﻸﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﺑﺎﻻﻗﺗﻧﺎء ،و اﻟذي ﯾﺗم ﺑﻌﻘد ﻗﺎﻧوﻧﻲ و اﻟذي ﺑدورة ﯾﺗم
ﺑطرﯾﻘﺗﯾن ﻫﻣﺎ:
-طرق اﻻﻗﺗﻧﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم :و ﻫﻲ اﻟﻌﻘد ،و اﻟﺗﺑرع و اﻟﺗﺑﺎدل و
اﻟﺗﻘﺎدم و ﻫﻲ ﺗﺻرﻓﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ،أو ﻋن طرﯾق واﻗﻌﺔ ﻣﺎدﯾﺔ ﺗﺗﻣﻠك ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ اﻟﻣﺎل
ﻛﺎﻟﺣﯾﺎزة ،اﻟﺗﻲ ﻣﺿﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ أﻣد اﻟﺗﻘﺎدم اﻟﻣﻛﺳب ،ﻫذﻩ اﻟطرق ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم
ﻟﻛن ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،و ﻫﻧﺎ ﯾﺳﺗوﺟب ﺗوﻓر ﻋﻧﺻر اﻟرﺿﺎ.
اﻟﻌﻘد :و ﻫو اﺗﻔﺎق ﯾﻠﺗزم ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﺷﺧص أو ﻋدة أﺷﺧﺎص ﻧﺣو ﺷﺧص أو ﻋدة أﺷﺧﺎص آﺧرﯾن
ﺑﻣﻧﺢ أو ﻓﻌل أو ﻋدم ﻓﻌل ﺷﻲء ﻣﺎ ،و ﯾﻛون اﻟﻌﻘد ﻋن طرﯾق اﻟﺗراﺿﻲ أي ﺗواﻓق إرادﺗﯾن ﺣﯾث
أن اﻟرﺿﺎ ﺷرط ﻣن ﺷروط اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﻣﺣل و اﻟﺳﺑب.
اﻟﺗﺑرع :ﺗﻘﺑل اﻹدارة اﻷﻣوال اﻟﻣﺗﺑرع ﺑﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻷﻓراد أو اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة
اﻟﺷروط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣددة.
اﻟﺗﺑﺎدل :و ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﻓﯾﻣﻛن ﻟﻸﺷﺧﺎص اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ أن
ﺗﺗﺑﺎدل ﻣﻊ ﻣﺻﺎﻟﺣﻬﺎ ﻫذﻩ اﻷﻣﻼك ،ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة اﻟﺷروط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣددة ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻺدارة أن
ﺗﺗﺑﺎدل أﺣد اﻷﻣﻼك اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﻣﻠك ﻷﺣد أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،وﻓق ﺷروط ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﻛذﻟك.
اﻟﺗﻘﺎدم :ﯾﺗم اﻛﺗﺳﺎب اﻟﻣﺎل و دﺧوﻟﻪ ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ و آﻟﯾﺎ ﻓﻲ اﻷﻣﻼك اﻟﺧﺎﺻﺔ
2
ﻟﻠدوﻟﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻘﺎدم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،1و ﻗﺎﻧون اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ.
3
اﻟﺣﯾﺎزة :و ﻫﻲ واﻗﻌﺔ ﻣﺎدﯾﺔ ﯾﺗم ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ ﺗﻣﻠك اﻟﻣﺎل اﻟذي ﻣﺿﻰ ﻋﻠﯾﻪ أﻣد اﻟﺗﻘﺎدم اﻟﻣﻛﺳب
ﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ :أﻗرﻫﺎ اﻟدﺳﺗور 4و أﺟﺎز ﺑﻬﺎ ﻟﻺدارة ﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﺑﻬدف ﺗﺣﻘﯾق
اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و ﻗد ﻓﺻَ ﻠﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺎﻧون 11/91اﻟﻣﺣدد ﻟﻘواﻋد ﻧزع
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻣن أﺟل اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ5.و اﻟذي ﻋرَ ف ﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻣن أﺟل اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﻧﻪ ﺑﺄﻧﻬﺎ طرﯾﻘﺔ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻻﻛﺗﺳﺎب أﻣﻼك أو ﺣﻘوق ﻋﻘﺎرﯾﺔ ،و ﻻ ﯾﺗم إﻻ إذا أدى
و ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﺑﺎﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ وﻣن أﺟل اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وداﺋﻣﺎ ﯾﻛون
ﺑﻌد ﻓﺷل ﻣﺣﺎوﻻت اﻗﺗﻧﺎء ﻫذﻩ اﻷﻣﻼك ﺑﺎﻟﺗراﺿﻲ ،2و ﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻣن أﺟل اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﻛون
ﻣﻘﺎﺑل ﺗﻌوﯾض ﻋﺎدل ،و ﺑﻣﺎ أن ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻷﺷﺧﺎص ﯾﺣﻣﯾﻬﺎ اﻟدﺳﺗور واﻟﻘﺎﻧون ،ﻟذﻟك أﺧﺿﻌﻬﺎ
3
اﻟدﺳﺗور واﻟﻘﺎﻧون ﻹﺟراءات دﻗﯾﻘﺔ وﺻﺎرﻣﺔ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﺣﺗراﻣﻬﺎ و ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻧﺻﺎ و روﺣﺎ.
أﻣﺎ ﺣق اﻟﺷﻔﻌﺔ :ﻓﻬﻲ ﺣﺳب ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺷرع رﺧﺻﺔ ﺗﺟﯾز اﻟﺣﻠول ﻣﺣل اﻟﻣﺷﺗري ﻓﻲ ﺑﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎر
ﺿﻣن اﻷﺣوال و اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،4ﺣﯾث ﻧظﻣﻬﺎ اﻟﻣﺷرع و ﻧظم أﺛﺎرﻫﺎ ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣواد 794إﻟﻰ ،807ﻛﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 25/50
اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻌﻘﺎري اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ،5ﺣﯾث ﺗم اﻟﻧص ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻛﻣﺎل ﺣق اﻟﺷﻔﻌﺔ
ﻓﻲ ظل ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدﺗﯾن 71 ،52ﻓﺎﻷوﻟﻰ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﻧﺻﺑﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ أﻣﺎ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﻧﺻﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎرات اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﺑﻧﺎء.
و ﻫﻧﺎك طرﯾﻘﺗﺎن أﺧرﯾﺗﺎن ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال ﻫﻣﺎ اﻻﺳﺗﯾﻼء و اﻟﺗﺄﻣﯾم ،ﻧص ﻋﻧﻬﻣﺎ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ.
اﻻﺳﺗﯾﻼء :ﯾﺗم ﺑﻣوﺟﺑﻪ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال و اﻟﺧدﻣﺎت ﻟﺿﻣﺎن ﺳﯾر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﻣو ﻣﯾﺔ ﺑﺎﺗﻔﺎق
رﺿﺎﺋﻲ وﻓق اﻟﺣﺎﻻت و اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون.6
ﺑﺎﻟرﺟوع ﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ و ﻗﺎﻧون اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾد ﻫذﻩ اﻷﻣوال ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو
اﻟﺗﺎﻟﻲ:
ﻫﻲ اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﯾﺟﻬل ﻣﺎﻟﻛﻬﺎ أو ﯾﺗوﻓﻰ ﻣﻼﻛﻬﺎ دون وارث ﻟﻬم ،ﻫﻧﺎ ﺗﻘوم اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ
ﺑﺈﺟراء ﺗﺣﻘﯾق ﻟﻠﺑﺣث ﻋن اﻟﻣﻼك أو اﻟورﺛﺔ اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﯾن أﻣﺎم اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺣﯾث
ﺗﺻدر ﺣﻛﻣﺎ ﻣﺛﺑﺗﺎ ﻻﻧﻌدام اﻟورﺛﺔ ،و ﺑﻌد اﻧﺗﻬﺎء اﻹﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﺳﻠم أﻣوال اﻟﺗرﻛﺔ ﻛﻠﻬﺎ
ﻟﻠدوﻟﺔ ،2ﻛﻣﺎ أن ﺣﯾﺎزة ﻫذﻩ اﻷﻣوال ﻣدة 15ﺳﻧﺔ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻛﺗﺳﺎب ﻣﻠﻛﯾﺗﻬﺎ ،إذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ
اﻟﺣﯾﺎزة ﻣﺳﺗﻣرة ، 3أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺣﯾﺎزة ﺑﺣﺳن ﻧﯾﺔ و اﺳﺗﻧدت إﻟﻰ ﺳﻧد ﺻﺣﯾﺢ ﻓﺈن ﻣدة اﻟﺗﻘﺎدم
اﻟﻣﻛﺳب ﻫﻲ 10ﺳﻧوات ،4أﻣﺎ اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﯾراﺛﯾﺔ ﻻ ﺗﻛﺳب ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم إﻻ إذا داﻣت 33ﺳﻧﺔ. 5
-2اﻷﻣﻼك اﻟﺷﺎﻏرة :وﺟد ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻷﻣوال ﺑﻌد اﻻﺳﺗﻘﻼل ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻫﺟرﻩ اﻟﻣﻌﻣرﯾن أو
اﻟﺟزاﺋرﯾﯾن ﻓﺎﻋﺗﺑرﻫﺎ اﻟﻣﺷرع أﻣواﻻ ﺷﺎﻏرة و أدﺧﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻷﻣوال اﻟوطﻧﯾﺔ.6
1ﺑﺸﻮﻧﻲ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻄﺎھﺮ ،اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﯿﺔ ﻟﻠﻤﺎل اﻟﻌﺎم ،ﻣﺬﻛﺮة ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻻﺳﺘﻜﻤﺎل ﺷﮭﺎدة ﻣﺎﺳﺘﺮ أﻛﺎدﯾﻤﻲ ﺗﺨﺼﺺ ﻗﺎﻧﻮن إداري،
ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎﺻﺪي ﻣﺮﺑﺎح ورﻗﻠﺔ ،2013،ص.21 .
2اﻟﻤﺎدة 51ﻣﻦ ق.أ.و.
3اﻟﻤﺎدة 827ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ.
4اﻟﻤﺎدة 828ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ.
5اﻟﻤﺎدة 829ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ.
6اﻟﻤﺎدة 48ﻣﻦ ق.أ.و.
68
-3اﻟﻘﯾم اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ :ﻫﻲ اﻟﺳﻧدات و اﻷﺳﻬم و اﻟﺣﺻص اﻟﺗﻲ ﯾﻠﺣﻘﻬﺎ اﻟﺗﻘﺎدم و ﺣددت ﻫذﻩ
اﻷﻣوال ﻓﻲ طرﯾﻘﺔ اﻻﻛﺗﺳﺎب ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم. 1
-4اﻟﺣطﺎم و اﻟﻛﻧوز :ﺗﻌﺗﺑر ﺣطﺎﻣﺎ ﻛل اﻷﺷﯾﺎء أو اﻟﻘﯾم اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﻛﻬﺎ ﻣﺎﻟﻛﻬﺎ ﻓﻲ أي
ﻣﻛﺎن ،و ﻛذا اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻣﺎﻟﻛﻬﺎ ﻣﺟﻬوﻻ ،2ﻓﺗدﺧل ﻓﻲ ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ و ﯾﻌﺗﺑر ﻛﻧزا ﻛل ﺷﻲء أو أي
ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺧﻔﯾﺔ أو ﻣدﻓوﻧﺔ ﺗم اﻛﺗﺷﺎﻓﻬﺎ أو اﻟﻌﺛور ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻣﺣض اﻟﺻدﻓﺔ ،و ﻻ ﯾﻣﻛن ﻷﺣد أن ﯾﺛﺑت
ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﻠﻛﯾﺗﻪ ، 3اﻟدوﻟﺔ ﻫﻲ ﻣﺎﻟﻛﺔ اﻟﻛﻧز اﻟذي ﯾﻛﺷف ﻓﻲ أﺣد ﺗواﺑﻊ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻌﺗﺑر
ﺣطﺎﻣﺎ اﻟﺳﯾﺎرات اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ ﺣظﺎﺋر اﻟﺣﺟز و اﻟﻣﺗروﻛﺔ ﻣن طرف أﺻﺣﺎﺑﻬﺎ ،و ﻛذﻟك اﻟطرود
اﻟﻣﻬﻣﻠﺔ ﺑﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺑرﯾد و اﻟﻣواﺻﻼت ،و اﻟﻣواد اﻟﺗﻲ ﻻ ﻗﯾﻣﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻬﺎ و اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ
اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣرﺳﻠﺔ اﻟﻣﻬﻣﻠﺔ ،و اﻟﺣطﺎم ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻛﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣواد ﻣن 77إﻟﻰ 83ﻣن
اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ،454-91وﻛذا اﻟﻣواد ﻣن 55إﻟﻰ 58ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم .30/90
وﯾﻣﻛن أن ﯾﺧرج اﻟﻣﺎل ﻣن ﻧطﺎق اﻷﻣوال اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺧروﺟﻪ ﻣن اﻟذﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ و
اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،و ﯾدﺧل ﻓﻲ اﻟذﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻷﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﻋن طرﯾق:
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
إن دﺧول اﻟﻣﺎل ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﯾﻌﺗﺑر ﻣرﺣﻠﺔ ﺗدرﯾﺟﯾﺔ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﻣرﺗﺑﺔ
اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وذﻟك ﺑﻌد اﻛﺗﺳﺎﺑﻪ اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ،وا ٕ ذا زاﻟت ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﻋن اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗرﺟﻊ إﻟﻰ ﻧطﺎق اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ .
69
أوﻻ -اﻛﺗﺳﺎب اﻟﻣﺎل اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ:
ﻧﻔرق ﻫﻧﺎ ﺑﯾن اﻷﻣﻼك اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ و اﻷﻣﻼك اﻻﺻطﻧﺎﻋﯾﺔ ،ﻓﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗﻌﯾﯾن اﻟﺣدود ﻫﻲ طرﯾﻘﺔ
ﻟدﻣﺞ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ،إﻻَ أن ﺗﻌﯾﯾن
اﻟﺣدود ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻣﻼ ﻛﺎﺷﻔﺎ ﻓﻘط ﻟﻔﻌل اﻟطﺑﯾﻌﺔ ،ﻷن اﻟﺳﺑب اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟدﻣﺞ اﻷﻣو ال اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻓﻲ
ﻧطﺎق اﻷﻣوال اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻫو ﻓﻌل اﻟطﺑﯾﻌﺔ ،و ﻫو ﻣﺎ أﻛدﻩ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﻣن
ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة 28ﻣﻧﻪ " ﺗﻌﯾﯾن اﻟﺣدود ﻫو ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻟﺣدود اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ...و ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ طﺎﺑﻊ ﺗﺻرﯾﺣﻲ" و ﻣﻧﻪ ﻓﺈن ﻗرار ﺗﻌﯾﯾن اﻟﺣدود ﻫو ﻗرار
ﻛﺎﺷف ﺗﺻرﯾﺣﻲ 1ﯾﺛﺑت أن اﻷﻣﻼك اﻟﻣﻌﯾﻧﺔ ﺣدودﻫﺎ ﺗدﺧل ﻓﻌﻼ ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﺑﺳﺑب اﻟظواﻫر اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ،و ﺗﺿﻔﻰ ﺻﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷﻣوال ﻛوﻧﻬﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون
ﻣﺣل ﻣﻠﻛﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺣﻛم طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ أو ﻏرﺿﻬﺎ ،أو ﺗﺧﺻﯾﺻﻬﺎ ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺟﻣﻬور ﻣﺑﺎﺷرة ،أو
ﺑواﺳطﺔ ﻣرﻓق ﻋﺎم ،ﻛون اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻫﻧﺎ ﺗﺑﻧﻰ ﻣﻌﯾﺎر طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺎل ،ﺣﯾث ﺗﺑﻧﻰ ﻓﻛرة
اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻘﺑل اﻟﺗﻣﻠك اﻟﺧﺎص ﺑﺣﻛم طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ أو ﻏرﺿﻬﺎ.2
و ﻧرى أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد أﺻﺎب ﻫﻧﺎ ﻓﻲ اﻋﺗﻣﺎدﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﯾﺎر ﺗﺧﺻﯾص اﻟﻣﺎل
ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣﻊ اﻋﺗﻣﺎدﻩ ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ ﻣﻌﯾﺎر طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺎل ،ﻛوﻧﻪ ﻣزج ﺑﯾن اﻟﻣﻌﯾﺎرﯾن ،و ﻫذا
ﯾﺣﺳب ﻟﻪ ،ﻛوﻧﻪ ﺣﺳم ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﻣوال اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ و وﺿﻌﻬﺎ ﺿﻣن اﻷﻣوال اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ.
و ﻗد ﺣددت اﻟﻣواد ﻣن 27إﻟﻰ 37ﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻛﺗﺳﺎب اﻟﻣﺎل
اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺻﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و ﻛﯾف ﺗزول ﻋﻧﻪ ،و ﻣﯾزت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﺑﯾن اﻷﻣﻼك اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ و
اﻷﻣﻼك اﻻﺻطﻧﺎﻋﯾﺔ ،ﻓﻘررت اﻟﻣﺎدة 27أن ﺿم اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﯾﻣر أوﻻ ﻋﺑر دﺧوﻟﻪ ﻓﻲ
ﻧطﺎق اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ أي ﻓﻲ اﻟذﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ أو اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،و ﯾدﺧل آﻟﯾﺎ ﻓﻲ
اﻷﻣﻼك اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﺛم ﯾوﺿﻊ ﺗﺣت ﺗﺻرف اﻟﺟﻣﻬور اﻟﻣﺳﺗﻌﻣل إﻣﺎ ﻣﺑﺎﺷرة و إﻣﺎ ﺑواﺳطﺔ
3
ﻣرﻓق ﻋﺎم ،ﺑﺷرط أن ﯾﻛون ﺑطﺑﯾﻌﺗﻪ أو ﺑﺈدﺧﺎل ﺗﻌدﯾﻼت ﻋﻠﯾﻪ ﯾﺗﻼءم ﻣﻊ ﻫدف اﻟﻣرﻓق.
أﻣﺎ اﻟﺗﺻﻧﯾف ﻓﻬو ﻋﻣل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟذي ﯾﺛﺑت أو ﯾﻛرس اﻹﻟﺣﺎق ﺑﺎﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ،3ﻓﺎﻟطرﯾق ﻣﺛﻼ
ﻫو ﻣﺎل ﻋﺎم و ذﻟك ﺑﺗﺧﺻﯾﺻﻪ ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺟﻣﻬور ﻣﺑﺎﺷرة ،ﻓﺎﻟﺗﺧﺻﯾص ﻫو اﻟذي أﺿﻔﻰ ﻋﻠﯾﻪ
ﺻﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﺛم ﯾدرج ﻫذا اﻟطرﯾق ﺿﻣن اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻻﺻطﻧﺎﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس
اﻻﺻطﻔﺎف ،و ﻫﻧﺎ اﻻﺻطﻔﺎف ﯾﻛون ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠطرق ﻓﻘط أﻣﺎ اﻷﻣﻼك اﻷﺧرى ﻓﺗدرج ﻓﻲ
اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻻﺻطﻧﺎﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺗﺻﻧﯾف.
و ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺎل ﻓﻣﻌﻧﺎﻫﺎ إدﺧﺎل ﺗﻌدﯾﻼت ﻋﻠﯾﻪ ﺣﺗﻰ ﯾﺻﺑﺢ ﻣﺗﻧﺎﺳﺑﺎ ﻣﻊ أﻫداف
اﻟﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم اﻟﺗﻲ ﺧﺻص ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ أن إﺗﻣﺎم ﻫذﻩ اﻟﺗﻌدﯾﻼت ﺿروري ﻹﻋطﺎء اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻠﻣﺎل.
ﺗزول اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل ﺑزوال ﺗﺧﺻﯾﺻﻪ ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ذﻟك أن اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻠﻣﺎل ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺗﺧﺻﯾﺻﻪ ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﺗﺑﻘﻰ ﺑﺑﻘﺎء ﻫذا اﻟﺗﺧﺻﯾص و ﺗزول ﺑزواﻟﻪ 4.ﻛﻣﺎ أن
إﻟﻐﺎء اﻟﺗﺻﻧﯾف ﻛذﻟك ﯾﺟرد اﻟﻣﺎل أو اﻟﻣﻠك ﻣن طﺎﺑﻊ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،و ﯾﻧزﻟﻪ إﻟﻰ
ﻣﻧزﻟﺔ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣواد 72و 73ﻗﺎﻧون 30/90ﻋن إﻟﻐﺎء
و ﺗﻠﺣق اﻷﻣﻼك اﻟﺗﻲ ﺗم إﻟﻐﺎء ﺗﺻﻧﯾﻔﻬﺎ ﻣن اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ إﻟﻰ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ
اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ أو اﻟوﻻﯾﺔ أو اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﺣﺳب أﺻﻠﻬﺎ.1
و ﺗﺛﺑت ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑﻣﺣﺿر و ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ إﻋداد ﺟرد إن اﻗﺗﺿﻰ اﻷﻣر.
أﻣﺎ اﻟﻣﻠك اﻟﺧﺎﺿﻊ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺻﻧﯾف أو اﻟﺗﺧﺻﯾص إذا ﻛﺎن ﻣﻠﻛﺎ ﻋﻣوﻣﯾﺎ أﺻﻼ ﻓﺈن اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗﺗم
ﺑﻣﺟرد ﺗﺣوﯾل اﻟﺗﺳﯾﯾر دون ﺗﺣوﯾل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ.2
و إذا ﻛﺎن ﺧروج اﻷﻣو ال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﻧطﺎق اﻷﻣوال اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﯾﺟردﻫﺎ ﻣن اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ
ﻻ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺧروﺟﻬﺎ ﻣن ذﻣﺔ اﻟدوﻟﺔ و ﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﺗﺣول ﻓﻘط إﻟﻰ أﻣوال ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ،
ﻓﺗﺧﺿﻊ ﺑذﻟك ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻌﺎدي ﻟﻸﻣوال ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺟوز اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ ﺳواء ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ أو
اﻹﯾﺟﺎر.
أﻣﺎ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻛﺷواطﺊ اﻟﺑﺣر و ﻣﺟﺎري اﻷﻧﻬﺎر ،ﻓﺈن زوال ﺗﺧﺻﯾﺻﻬﺎ
ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﺗم ﺑﻧﻔس اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ اﻛﺗﺳﺑت ﺑﻬﺎ اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أي ﺑزوال اﻟظواﻫر اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ
اﻟﺗﻲ أﻧﺷﺄت ﻫذا اﻟﻣﺎل ،ﻛﺄن ﺗﻐطﻲ اﻟﻣﯾﺎﻩ ﺷواطﺊ اﻟﺑﺣر ،أو أن ﯾﻐﯾر اﻟﻣﺟر ى اﻟﻣﺎﺋﻲ ﻣﺟراﻩ و
ظﻬور ﻣﺟرى ﺟدﯾد.3
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث
ﺗﺧﺻﯾص اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻻ ﻣﺣﺎﻟﺔ اﻹﻗرار ﻟﻸﻓراد اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ و اﻻﻧﺗﻔﺎع
ﺑﻪ ،ﻋﻠﻰ أن ﯾﺗم ﻫذا اﻻﻧﺗﻔﺎع وﻓﻘﺎ ﻟﻺﺟراءات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧظم اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻷﻓراد و اﻟدوﻟﺔ ،و
اﻟﻔرع اﻷول
اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺻورة ﯾوﺿﻊ ﺗﺣت ﺗﺻرف اﻟﺟﻣﻬور دون ﺗﺣدﯾد اﻷﺷﺧﺎص ﺑﺄﻧﻔﺳﻬم
ﻛﻘﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ ،و ﻻ ﯾرد ﻋﻠﯾﻬﺎ إﻻ اﺳﺗﺛﻧﺎءات ﻗﻠﯾﻠﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺗﻣﯾز ﻫذا اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﺑﺗطﺎﺑﻘﻪ ﻣﻊ
أﻫداف اﻟﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ،اﻟﺗﻲ ﺧﺻص ﻟﻬﺎ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﺗطﺎﺑﻘﺎ ﺗﺎﻣﺎ.
1ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺼﻐﯿﺮ ﺑﻌﻠﻲ ،اﻟﻮﺳﯿﻂ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ،دار اﻟﻌﻠﻮم ﻟﻠﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮزﯾﻊ ،ﻋﻨﺎﺑﺔ 2009 ،ص.14 .
2اﻟﻤﺎدة 12ق.أ.و.
3أﺑﻮ زﯾﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﯿﺪ ،ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﻤﺎل اﻟﻌﺎم ،دار اﻟﻨﮭﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ،اﻟﻘﺎھﺮة ،1978 ،ص ،275 .ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﺑﻮﻣﺰﺑﺮ ﺑﺎدﯾﺲ،
اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ،ص.76.
73
وا ٕ ذا أﺗﯾﺢ ﻟﻠﻛﺎﻓﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻧطﺎق ﻣﺎ ﺧﺻص ﻟﻪ ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ودون ﺗدﺧل أي
ﺟﻬﺔ ﻛﺎن ﻫذا اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣﺑﺎﺷرا ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻫذا اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋن طرق اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﻬﺎ
ﻣرﻓق ﻋﺎم ﻧﻛون ﺑﺻدد اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻐﯾر ﻣﺑﺎﺷر.
ﯾﺧﺿﻊ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ﻟﻣﺑﺎدئ ﻣﺷﺗرﻛﺔ و أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣﻊ وﺟود أﺣﻛﺎم ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل ﺑﻌض
اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻣن اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻧظرا ﻟﺧﺻوﺻﯾﺗﻬﺎ ﻛﺎﻟطرق اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎدئ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ:
-1ﻣﺑدأ اﻟﺣرﯾﺔ :اﻷﺻل أن اﻷﻓراد أﺣرار ﻓﻲ اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﺎﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻓﺎﻟﻔرد ﻻ ﯾﺧﺿﻊ ﻷي
ﺗرﺧﯾص أو ﺗﻌﺎﻗد ﻣﺳﺑق ﻣﻊ اﻹدارة ،و ﻻ ﺗﻣﻠك اﻹدارة ﺣﯾﺎﻟﻪ إﻻ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺳﻠطﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺿﺑط
اﻹداري ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻟﻣﻘﺻود ﻣﻧﻪ ﻫو اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣن اﻟﻌﻣوﻣﻲ واﻟﺳﻛﯾﻧﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻵداب اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑطرﯾﻘﺔ وﻗﺎﺋﯾﺔ ،1ﺑﺷرط أن ﻻ ﺗؤدي ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ﻟﻬذﻩ
اﻟﺳﻠطﺔ إﻟﻰ اﻹﯾﻘﺎف اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻟﻼﺳﺗﻌﻣﺎل و أن ﯾﻘﺗﺻر اﻷﻣر ﻋﻠﻰ ﻣﺟرد ﺗﻧظﯾﻣﻪ ﻓﻘط ،و ﻣﻧﻊ
ﺻﯾﻎ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﯾﺊ ﻟﻠﻣﺎل اﻟﻌﺎم ،ﻛﻣﺎ أن اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣراﻓق اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل
2
اﻟﺟﻣﻬور ﻣﺑﺎﺷرة ﻻ ﯾﻌرﻗل اﻹدارة ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﺗﺧﺻﯾﺻﻬﺎ أو ﺗﻐﯾرﻩ ،ﺣﺳب اﻷﺷﻛﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ.
و ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺣرﯾﺔ اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﺎﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻛﺄﺻل ﻋﺎم ،أن ﯾﻛون اﻧﺗﻔﺎع اﻷﻓراد ﺑﺎﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم
ﻣﺟﺎﻧﻲ و ﺑدون ﻣﻘﺎﺑل ،ﻓﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻛل ﻓرد اﻟﺳﯾر ﻓﻲ اﻟطرق اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﺳﺑﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﺷواطﺊ اﻟﺑﺣر.
و إذا ﻛﺎن اﻷﺻل أن ﯾﻛون اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﺎﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻣﺟﺎﻧﺎ ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟوز اﺳﺗﺛﻧﺎءا ﻟﻺدارة أن
ﺗﻔرض رﺳوﻣﺎ ﻟﻼﻧﺗﻔﺎع ﺑﺎﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ،إذا ﺣﺗﻣت اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ذﻟك ،ﻛرﺳم اﻟﻣرور ﻓﻲ اﻟطرق
3
اﻟﺳرﯾﻌﺔ ،و ﻓرص رﺳوم ﻟﻣرور اﻟﺳﯾﺎرات ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟطرق اﻟﻌﺎﻣﺔ.
أ -ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺿرورة اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗرﺧﯾص ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺑﻐرض اﻟرﺳم اﻟﻣﻘرر.
1ﻧﺎﺻﺮ ﻟﺒﺎد ،اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري ،ط ،.2.دار اﻟﻤﺠﺪد ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﯾﻊ ،ﺳﻄﯿﻒ،2011 ،ص.122.
2اﻟﻤﺎدة 154ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي .454-91
3زاﯾﺪي ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ،ص.149 .
4ﺷﺮﯾﻒ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ،أﺳﺎﺳﯿﺎت ﺣﻮل اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺠﺒﺎﺋﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﺑﯿﻦ اﻟﻤﻔﮭﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ واﻟﺘﻄﺒﯿﻘﻲ،ط ،.1.دار
طﻠﯿﻄﻠﺔ،اﻟﺠﺰاﺋﺮ،2015،ص.39.
74
ب -أن ﯾﻛون اﻟرﺳم اﻟﻣؤ دي ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل اﻻﻧﺗﻔﺎع ﻗﻠﯾﻼ و ﻣﻌﻘوﻻ ﺣﯾث ﯾﻛون ﻓﻲ ﻣﺗﻧﺎول اﻟﻔرد
اﻟﻣﻧﺗﻔﻊ.
و ﻫو أن ﯾﻛون اﻟﺟﻣﯾﻊ ﺳواﺳﯾﺔ ﺑﺎﻧﺗﻔﺎﻋﻬم ﺑﺎﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ،ﻓﻛل ﻓرد ﻟﻪ ﻧﻔس اﻟﺣق ﺑﺎﻻﻧﺗﻔﺎع
ﺑﺎﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻣﺛل اﻟﻔرد اﻵﺧر ،و ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﯾﻌﺗﺑر ﻣن أﻫم اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدﺳﺎﺗﯾر و
ﻣﻧﻬﺎ اﻟدﺳﺗور اﻟﺟزاﺋري اﻟذي ﻧص ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة " 32ﻛل اﻟﻣواطﻧﯾن ﺳواﺳﯾﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺎﻧون ،و ﻻ
ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗذرع ﺑﺄي ﺗﻣﯾﯾز ﯾﻌود ﺑﺳﺑﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﻣوﻟد أو اﻟﻌرق أو اﻟﺟﻧس أو اﻟرأي أو أي ﺷرط أو
ظرف آﺧر ،ﺷﺧﺻﻲ أو اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ"
ﻟذﻟك ﻓﺈن اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻬذا اﻟﻣﺑدأ ﺑﺣﯾث ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺟﻣﯾﻊ اﻟرﻋﺎﯾﺎ ﺑﺎﻟﺗﺳﺎوي ﻓﻲ
ﺣق اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻏﯾر أﻧﻪ ﻻ ﯾﻔﻬم ﻣن ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة أن اﻹدارة ﻣﻠزﻣﺔ
ﺑﺗطﺑﯾق اﻟﻣﺳﺎواة اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﺑﯾن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﯾن ،و إﻧﻣﺎ ﺗﻛون اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﯾن
اﻟﻣﺗﻣﺎﺛﻠﯾن ﻓﻲ اﻟﺷروط و اﻷوﺿﺎع و اﻟﻣراﻛز ،ﺑﺣﯾث إذا اﺧﺗﻠﻔت اﻟظروف أو ﺗﻐﯾرت اﻟﻣراﻛز،
1
ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗﺧﺗﻠف أوﺿﺎﻋﻬم ﻓﻲ اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﺎﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم.
ﺣﯾث أن اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻷﻓراد ﻓﻲ اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﺎﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻫﻲ ﻣﺳﺎواة ﻧﺳﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻣﺎﺛﻠﺔ
ظروﻓﻬم ،و اﻟﻣﺗﺣدة ﻣراﻛزﻫم ،ﻓﻬذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑوﺣدة اﻟﻣواﻗف اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺟﻣﻬور
اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﯾن ،ﺑﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﺗﻣﯾﯾز طﺎﺋﻔﺔ ﻋﻠﻰ أﺧرى ﻧظرا ﻟﺗﻣﺗﻊ أﻓرادﻫﺎ ﺑﻣﯾزات ﻋﻠﻣﯾﺔ أو ﺗﻘﻧﯾﺔ أو
ﻏﯾرﻫﺎ ،ﺗﺗواﻓق ﻣﻊ أﻫداف اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﺎم أو ﺗؤدي إﻟﻰ اﺧﺗﺻﺎﺻﻬم ﺑﺎﻣﺗﯾﺎز ﻣﻌﯾن ،و ذﻟك ﻣﺛل
ﺗﺧﺻﯾص و ﻗﺻر ﻣﻛﺗﺑﺎت ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺻﺣﺎب ﺷﻬﺎدات ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،و ﻣﻧﻊ ﻣرور اﻟﺳﯾﺎرات
2
ذات اﻟﺣﻣوﻟﺔ اﻟﺛﻘﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟطرق أو ﻗﺻرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺎة ﻓﻘط.
ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ أن ﯾﻛون اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﺑدون ﻣﻘﺎﺑل ،ﻷن ﺗطﺑﯾق ﻏﯾر ﻫذا ﯾؤدي إﻟﻰ ﻓرض ﻗﯾود ﻋﻠﻰ
ﺣرﯾﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ،ﻓﺎﻟﺟﻣﻬور اﻟﻣﺳﺗﻌﻣل ﻟﻸﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻻ ﯾﻠزم ﺑدﻓﻊ أي ﺷﻲء ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺗﺟول
ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺎف اﻷﻧﻬﺎر ﻣﺛﻼ ،أو اﻟﺳﯾر اﻟﻌﺎدي ﻋﻠﻰ اﻟطرﻗﺎت ،ﻟﻛن ﻧﺟد أن ﻟﻛل ﻗﺎﻋدة اﺳﺗﺛﻧﺎء
ﻓواﺟب اﻹدارة ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻧﺔ ﻣﺎﻟﻬﺎ اﻟﻌﺎم و ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺧدام اﻷﻣﺛل ﻟﻪ ،ﺳﯾﺳﺗدﻋﻲ ﻓرض ﺑﻌض اﻟﻘﯾود
ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺟﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺻو رة اﺳﺗﺛﻧﺎءات ،رﻏم ﻣﺎ ﯾﻼﺣظ ﻓﻲ اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات ﻧظرا
ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت ﻣن أﻫداف اﻹدارة ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام أﻣواﻟﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺑﻐرض
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣردود ﻣﺎﻟﻲ ﻫﺎم ،و ﻫذا ﻣﺎ أطﻠق ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻻﺗﺟﺎﻩ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر أن ﻫذﻩ
2
اﻷﻣوال ﺛروة ﻓﻲ ﯾد اﻹدارة ﯾﺟب أن ﺗﺣﺳن اﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ.
ﻏﯾر أن ﺑﻌض ﻣراﻓق اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ داﺧل اﻟﺗﺟﻣﻌﺎت اﻟﺳﻛﻧﯾﺔ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻬﯾﺋﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺎت
اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺗﻬﯾﺋﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﺗﺟﻌل ﻣﻧﻬﺎ ﺣظﺎﺋر ﻟوﻗوف اﻟﺳﯾﺎرات ﺑﻣﻘﺎﺑل و ﯾﺟب أن ﻻ
ﯾﻣس إﻧﺷﺎء ﻫذﻩ اﻟﺣظﺎﺋر ﺣق اﻟﻣﺟﺎورﯾن ﻓﻲ اﻟدﺧول".
و ﻟﻔرض ﻫذﻩ اﻟرﺳوم ﯾﺟب ﺗوﻓر ﺷرطﯾن ﻛﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ و ﻫﻣﺎ:
أ -ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺿرورة اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗرﺧﯾص ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﺑﻔرض اﻟرﺳم اﻟﻣﻘرر.
و ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﺷﺗرك أو اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻋﺎدﯾﺎ أو ﻏﯾر ﻋﺎدي ،ﺣﯾث ﯾﻛون
ﻋﺎدﯾﺎ إذا ﻛﺎن ﯾﻣﺎرس طﺑﻘﺎ ﻟﻠظرف اﻟﺧﺎص اﻟذي ﺣدد ﻟﻣرﻓق اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻣﻘﺻود ،و ﯾﻛون
ﻣﺧﺻص ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺟﻣﯾﻊ.
ﻛﻣﺎ ﯾﻛون ﻏﯾر ﻋﺎدي إذا ﻟم ﯾﻣﺎرس ﺑﻣﺎ ﯾطﺎﺑق ﻫذا اﻟﻐرض ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻛﻠﯾﺔ ﻟﻛﻧﻪ ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻌﻪ ،و
1
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻣرﺧص ﺑﻪ ﻣﻘدﻣﺎ.
و ﻫﻧﺎ ﯾﺗﺣﻘق اﻻﻧﺗﻔﺎع ﻋن طرﯾق اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﻬﺎ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة
61ﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ " ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﺗﻌﻣل اﻟﺟﻣﻬور اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
اﺳﺗﻌﻣﺎﻻ ﻣﺑﺎﺷرا ،أو ﻋن طرﯾق ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل ﺗﺳﯾﯾر ﺑﺎﻟوﻛﺎﻻت أو اﺳﺗﻐﻼل ﺑﺎﻣﺗﯾﺎز
ﻋﻠﻰ أن ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻗد اﺧﺗﺻت ﺑﺗﻠك اﻷﻣﻼك
و ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛﺗﺳب ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ طﺎﺑﻌﺎ ﻋﺎدﯾﺎ أو ﻏﯾر
ﻋﺎدي".
و ﻣن أﺟل اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﯾﻣﻛن ﻟﻺدارة أن ﺗﺳﻧد اﻟﺗﺳﯾﯾر إﻟﻰ ﺻﺎﺣب اﻣﺗﯾﺎز ﻋﻣوﻣﻲ،
أو ﺧﺎص ،ﺑﺣﯾث أن اﺳﺗﻐﻼل ﻫذا اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ﯾﺗطﻠب ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﻠك
اﻟﻌﻣوﻣﻲ.
وﺑﺎﻟﻧظر ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 170ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي " 454/91ﻣراﻓق اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻫﻲ
اﻟﻣراﻓق اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺻص ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ أو ﻣﺻﺎﻟﺣﻬﺎ و ﺗﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ ﻣﺑﺎﺷرة طﺑﻘﺎ ﻟﻐر ﺿﻬﺎ
اﻟﻌﺎدي.
و ﺗﺧﺻص ﻫذﻩ اﻟﻣراﻓق ﺣﯾﻧﺋذ ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أو ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﻣﺎﺛل اﻟذي ﻟﻪ ﻣﻧﻔﻌﺔ
ﻋﺎﻣﺔ ،أو ﺗﺷﻛل اﻣﺗﯾﺎزا ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﻘﺻودة ،أو ﺗﺳﻧد ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻘﺎﻧون إﻟﻰ اﻟﻬﯾﺋﺔ أو
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ أو اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻧﺷﺎط اﻟذي ﻟﻪ ﻣﻧﻔﻌﺔ ﻋﺎﻣﺔ".
أﺧﯾرا ﻓﺈن ﻟﻺدارة ﻋدة ﺳﻠطﺎت ﺗﺟﺎﻩ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻟﻸﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻧذﻛر
أﻫﻣﻬﺎ:
-ﺳﻠطﺔ اﺗﺧﺎذ اﻹﺟراءات اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺈرادة اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻗﺻد ﺿﻣﺎن
1
ﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ و ﺣﻔظﻬﺎ.
-ﯾﻣﻛن ﻟﻺدارة ﺗﻘﻧﯾن ﻫذا اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﻗﺻد اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ و ﺿﻣﺎن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم. 3
-ﯾﻣﻛن ﻟﻺدارة أن ﺗﻔرض ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟطرق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﻌﻣﻠﻲ ﻫذﻩ
اﻟطرق ﺑﻌض اﻟﺗﺑﻌﺎت اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﻣرور و اﻟﺗوﻗف ﺣرﺻﺎ ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ. 4
-اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ أن ﺗﻬﯾﺄ ﺑﻌض ﻣراﻓق اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ داﺧل
اﻟﺗﺟﻣﻌﺎت اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ ،و ﺗﺟﻌل ﻣﻧﻬﺎ ﺣظﺎﺋر ﻟوﻗوف اﻟﺳﯾﺎرات ﺑﻣﻘﺎﺑل ،ﻋﻠﻰ أن ﻻ
ﯾﻣس ﻫذا ﺣق اﻟﻣﺟﺎورﯾن ﻓﻲ اﻟدﺧول. 5
1ﻣﺎدة 59ق.أ.و.
2اﻟﻤﺎدة 154ﻣﺮﺳﻮم ﺗﻨﻔﯿﺬي .454/91
3اﻟﻤﺎدة 157ﻣﺮﺳﻮم ﺗﻨﻔﯿﺬي .454/91
4اﻟﻤﺎدة 158ﻣﺮﺳﻮم ﺗﻨﻔﯿﺬي .454/91
5اﻟﻤﺎدة 159ﻣﺮﺳﻮم ﺗﻨﻔﯿﺬي .454/91
78
-ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻺدارة ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟواﻟﻲ أن ﯾﻧﺷﺄ داﺧل اﻟﺗﺟﻣﻌﺎت اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ و ﻋﻠﻰ
اﻟطرق اﻟﻛﺛﯾﻔﺔ اﻟﺣرﻛﺔ ،ﺣواﺷﻲ ﻟذوي اﻷﺳﺑﻘﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣرور ﻟﺗﺳﻬﯾل ،و ﺿﻣﺎن
ﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣدﻋوة إﻟﻰ اﻟﺗدﺧﻼت اﻟﻣﺳﺗﻌﺟﻠﺔ ﻛﺎﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ
و اﻹﺳﻌﺎف و اﻷﻣن.1
-ﺣق اﻟرﻗﺎﺑﺔ.2
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺧﺎص ﻟﻸﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺄﻧﻪ ﯾﻣﺎرس ﻣن طرف ﺷﺧص ﻣﻌﯾن ،ﯾﺳﺗﺣوذ
ﻋﻠﻰ ﺟزء ﻣن اﻟﻣﺎل و ﯾﻧﻔرد ﺑﻪ ﻻﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ اﻟﺧﺎص ،إﻻ أن ﻫذا اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﯾﺟب أن ﯾﺧﺿﻊ
ﻟرﺧﺻﺔ إدارﯾﺔ ﻣﺳﺑﻘﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺗوﺟب دﻓﻊ أﺗﺎوى ﺣﺳب اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﯾﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون ،3و ﯾﻘﺗﺻر
ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻼﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﺟﻣﻬور ،4و اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺧﺎص ﻟﻬذﻩ
اﻷﻣﻼك ﯾﻛون إﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل رﺧﺻﺔ و إﻣﺎ ﯾﺗﺧذ طﺎﺑﻊ ﺗﻌﺎﻗدي.
ﻫذا اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻛوﻧﻪ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣؤﻗت ،و ﻫو ﯾﺗم ﺑﺈﺣدى وﺳﯾﻠﺗﯾن ،و ذﻟك ﺑﺣﺳب ﻣﺎ
إذا ﻛﺎن اﺳﺗﻌﻣﺎﻻ ﺳطﺣﯾﺎ ﻟﻠﻣﻠك اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﻻ ﯾﺳﺗدﻋﻲ وﺟود أﺳﺎﺳﺎت ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻓﻲ اﻷرض ،و ﻫو ﻣﺎ
ﯾﺳﻣﻰ ﺑرﺧﺻﺔ اﻟوﻗوف ،أو أﻧﻪ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻟﻪ أﺳﺎﺳﺎت أرﺿﯾﺔ ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻧﻪ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣﺳﺗﻘر و ﻫو
ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑرﺧﺻﺔ اﻟطرﯾق.
-1رﺧﺻﺔ اﻟوﻗوف :و ﻫﻲ رﺧﺻﺔ ﺗﻣﻧﺢ ﻟﻼﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟذي ﻻ ﯾﺗطﻠب اﺗﺻﺎﻻ داﺋﻣﺎ ﺑﺎﻟﻣﻠك
اﻟﻌﻣوﻣﻲ ،ﻓﯾﻛون ﻟﺻﺎﺣب اﻟرﺧﺻﺔ ﻣﺟرد اﺗﺻﺎل ﺳطﺣﻲ ،ﻻ ﯾﺗﺿﻣن ﺗﺛﺑﯾت أي ﻣﻧﺷﺄة ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻠك اﻟﻌﻣوﻣﻲ ،و ﻻ ﺣﻔر و ﻻ إﻗﺎﻣﺔ أي ﺑﻧﺎء و ﻣن أﻣﺛﻠﺗﻪ ،اﻟﺗرﺧﯾص ﻟﻠﺳﯾﺎرات ﺑﺎﻟوﻗوف ﻓﻲ
أﻣﺎﻛن ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻟطرﯾق اﻟﻌﺎم ،و ﻛذﻟك اﻟﺗرﺧﯾص ﻷﺻﺣﺎب اﻟﻣﻘﺎﻫﻲ ﺑوﺿﻊ ﻣﻘﺎﻋد و طﺎوﻻت
و ﺗﺧﺗﻠف اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻣﻧﺢ رﺧﺻﺔ اﻟوﻗوف ،ﻓﯾﺳﻠﻣﻬﺎ رﺋﯾس اﻟﺑﻠدﯾﺔ
ﺑﻘرار ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠطرق اﻟوطﻧﯾﺔ و اﻟوﻻﺋﯾﺔ اﻟواﻗﻌﺔ داﺧل اﻟﺗﺟﻣﻌﺎت اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ ،و اﻟطرق اﻟﺑﻠدﯾﺔ
ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،و ﯾﺧﺗص اﻟواﻟﻲ ﺑﺗﺳﻠﯾﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠطرق اﻟوطﻧﯾﺔ و اﻟوﻻﺋﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة ﺧﺎرج
اﻟﺗﺟﻣﻌﺎت اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ ،و ﻟﻺدارة ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺢ رﺧﺻﺔ اﻟوﻗوف أو ﻣﻧﻌﻬﺎ ،ﻷﻧﻪ ﯾﺗوﺟب
ﻋﻠﻰ اﻹدارة ﺣﺳن ﺗﺳﯾﯾر أﻣواﻟﻬﺎ ،ﻓﯾﻛون ﺑذﻟك ﻣﻧﺢ اﻟرﺧﺻﺔ ﻣﺣﻛوم ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ
اﻟواﺳﻊ اﻟذي ﯾﺷﻣل اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ذاﺗﻪ ،و اﻟﻣردودﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻪ.
ﻏﯾر أن ﻫذﻩ اﻟرﺧﺻﺔ ﺗﻛون ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠطﻌن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺗﻌﺳﻔﻲ ﻟﻠﺳﻠطﺔ أﻣﺎم اﻟﺟﻬﺎت
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة 64ﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ.
و ﻫذﻩ اﻟرﺧﺻﺔ ﺗﻣﻧﺢ ﻟﻣن ﺳﻠﻣت ﻟﻪ ﺣق اﻻﻧﻔراد ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل ﺟزء ﻣن اﻟﻣﻠك اﻟﻌﻣوﻣﻲ
اﺳﺗﻌﻣﺎﻻ ﻣؤﻗﺗﺎ ﻓﻘط ،ﻻ ﯾﺻل إﻟﻰ درﺟﺔ اﻟﺣﺟز اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺟزء اﻟﻣرﺧص ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ،ﻓﻣﺛﻼ
ﺻﺎﺣب اﻟﻣﻘﻬﻰ اﻟذي ﻟﻪ رﺧﺻﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟرﺻﯾف اﺳﺗﻌﻣﺎﻻ ﻣؤﻗﺗﺎ ،ﻓﺑﻌد ر ﻓﻊ اﻟﻛراﺳﻲ و
اﻟطﺎوﻻت ﯾﻌود اﻟﻣﺎر ة ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫذا اﻟرﺻﯾف.
-2ر ﺧﺻﺔ اﻟطرﯾق :ﻫذﻩ اﻟرﺧﺻﺔ ﺗﻌطﻲ ﻟﺻﺎﺣﺑﻬﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ ﺷﻐل اﻟﻣﻠك اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﺷﻐﻼ،
ﻣﺳﺗﻘرا ،ﻋن طرﯾق إﻗﺎﻣﺔ ﻣﻧﺷﺂت ﺗؤدي ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب إﻟﻰ إﺣداث ﺑﻌض اﻟﺗﻐﯾﯾرات ﻓﻲ وﻋﺎء
اﻟطرﯾق ،أو ﻓﻲ ﺷﻛﻠﻪ اﻟطﺑﯾﻌﻲ ،ﻛﺗراﺧﯾص إﻧﺷﺎء ﻣﺣطﺔ اﻟﺑﻧزﯾن أو ﻣد أﻧﺎﺑﯾب .و ﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت
ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 64ﻓﻘرة 02ﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ " و ﺗﺧول رﺧﺻﺔ اﻟطرﯾق اﺳﺗﻌﻣﺎﻻ ﺧﺎﺻﺎ
ﻷﻣﻼك وطﻧﯾﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ،ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﺗﻐﯾﯾر أﺳﺎس اﻟطرﯾق اﻟﻌﻣوﻣﻲ ،أو اﻻﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﯾﻪ ،و
ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟرﺧﺻﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل ﻗرار ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،و ﺗﻘﺑض ﻋﻧﻬﺎ أﺗﺎوى طﺑﻘﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ.
و ﺗﻘﺑض اﻷﺗﺎوى اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ رﺧﺻﺔ اﻟطرﯾق ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠك ﻣرﻓق
اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻌﻧﻲ ،و اﻹدارة اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻣﻧﺢ رﺧﺻﺔ اﻟطرﯾق ،ﺣق رﻓض ﺗﺳﻠﯾم
اﻟرﺧﺻﺔ ﺑﺳﺑب اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم أو ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻣن اﻟﺗﻠف ،و ﻫﻲ أﺳﺑﺎب
ﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ،أﻣﺎ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﺗﻘـﺑَ ﻠﻬﺎ اﻟﻘﺿﺎء ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﻣﻧﻬﺎ ﺗﻌﺎرض اﻟﺗرﺧﯾص ﻣﻊ أﻫداف
اﻟﺗﺧﺻﯾص ،أو إذا ﻛﺎن اﻟﺗرﺧﯾص ﯾؤدي إﻟﻰ اﻹﺿرار ﺑﺣﻘوق اﻟﻣرﺧص ﻟﻬم ﺳﺎﺑﻘﺎ أو ﺑﺣﻘوق
اﻟﻣﻼك اﻟﻣﺟﺎورﯾن ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻠم اﻟرﺧﺻﺔ ،أن ﺗﻘرر إﻟﻐﺎءﻫﺎ أو ﺳﺣﺑﻬﺎ ﻟﺳﺑب
ﻣﺷروع ،و ﻻ ﯾﺧول ﻫذا اﻹﻟﻐﺎء ﺻﺎﺣب اﻟرﺧﺻﺔ اﻟﻣﻧزوﻋﺔ ﻣﻧﻪ ،اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺗﻌوﯾض،
ﻏﯾر أن اﻟﺳﺣب ﻗﺑل اﻷﺟل اﻟﻣﻌﻠوم ﻗد ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺗﻌوﯾض ،إذا ﻛﺎن اﻟﺳﺣب ﻟﺳﺑب آﺧر ﻏﯾر
اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻣﻠك اﻟﻌﻣوﻣﻲ اﻟﻣﺷﻐول ،أو ﻟﻐرض ﺗﺟﻣﯾل اﻟطرﯾق أو ﺗﻌدﯾل
ﻣﺣور اﻟطرﯾق اﻟﻌﻣوﻣﻲ اﻟﻣوﺟود ،أو ﻟﻛون ﻧﻔﻘﺎت أﻧﺎﺑﯾب اﻟﻣﺎء و اﻟﻛﻬرﺑﺎء و اﻟﻐﺎز ،و اﻟﺧطوط
2
اﻟﻬﺎﺗﻔﯾﺔ ﺗﺳﺗﻬﻠك ﺧﻼل ﻓﺗرة طوﯾﻠﺔ ،ﻧظرا ﻟﻣدة اﻟرﺧﺻﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ.
اﻟﺷﻐل اﻟﺧﺎص ﻟﻸﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ إﻣﺎ أن ﯾﻛﺗﺳﻲ ﺷﻛل رﺧﺻﺔ ،أو طﺎﺑﻊ ﺗﻌﺎﻗدي ،1
و اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺗﻌﺎﻗدي ﻫذا ﯾﻛون ﻋﻠﻰ ﺷﻛل اﻣﺗﯾﺎز ،و ﯾﺷﻛل ﻣﻧﺢ اﻣﺗﯾﺎز اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
اﻟﻌﻘد اﻟذي ﺗﻘوم ﺑﻪ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻟﻣﻠك ،ﺑﻣﻧﺢ ﺷﺧص ﻣﻌﻧوي أو طﺑﯾﻌﻲ ﺣق
اﺳﺗﻐﻼل ﻣﻠﺣق اﻟﻣﻠك اﻟﻌﻣوﻣﻲ ،و ﻫو اﺗﻔﺎق ﺑﯾن اﻹدارة و أﺣد اﻷﺷﺧﺎص ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ ﯾﺧﺗص ﻫذا
اﻟﺷﺧص أو ﯾﻧﻔرد ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل ﺟزء ﻣن اﻟﻣﻠك اﻟﻌﻣوﻣﻲ اﻟﻣﺧﺻص أﺻﻼ ﻟﻼﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺟﻣﺎﻫﯾري،2
و ﻫﻧﺎ ﺗﺳﻣﻰ اﻹدارة اﻟﺳﻠطﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ ﺣق اﻻﻣﺗﯾﺎز ،و ﯾﺳﻣﻰ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻻﻣﺗﯾﺎز
ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ،و ﻫذا اﻟﺷﺧص ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ ،أو ﺷﺧص ﻣﻌﻧوي ،و
اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﻫو ﻣﺟﻣوﻋﺔ أﺷﺧﺎص ) أﻓراد ( أو ﻣﺟﻣوﻋﺔ أﻣوال ) أﺷﯾﺎء ( ﺗﺗﻛﺎﺛف و
ﺗﺗﻌﺎون أو ﺗرﺻد ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻏرض و ﻫدف ﻣﺷروع ﺑﻣوﺟب اﻛﺗﺳﺎب اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،و ﯾﻘﺻد
3
ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻘدرة أو اﻟﻣﻛﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻛﺗﺳﺎب اﻟﺣﻘوق و اﻟﺗﺣﻣل ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣﺎت.
و ﻓﻲ اﻷﺳﻠوب اﻟﺗﻌﺎﻗدي ﺗﺗﻘﻠص ﺳﻠطﺔ اﻹدارة ،و ﯾﻛون اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻣﻌﻬﺎ ،ﻓﻲ ﻣرﻛز ﺗﻌﺎﻗدي
ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻓﻲ ﺑﻌض ﺑﻧود اﻟﻌﻘد ،و ﯾطﻠق ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﻠوب اﻟﺷﻐل اﻟﺗﻌﺎﻗدي ﻟﻸﻣﻼك
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،و ﻫو اﺗﻔﺎق ﺑﯾن اﻹدارة و أﺣد اﻷﺷﺧﺎص ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻩ ﯾﺧﺗص ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل
ﺟزء ﻣن اﻟﻣﻠك اﻟﻌﻣوﻣﻲ اﻟﻣﺧﺻص أﺻﻼ ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺟﻣﻬور ،و ﺗرﺗﻛز ﻋﻘود اﻟﺷﻐل اﻟﺧﺎص
ﻋﻠﻰ اﻣﺗﯾﺎز اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺗﻛﻣﻠﺔ ﻟﻬﺎ ،أو ﻋﻠﻰ ﻣﻬﻣﺔ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ،و ﯾﻣﻛن
أن ﺗﻧﺟر ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﻋن ﻣﻬﻣﺔ ﻣﻧﻔﻌﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺗﺳﻧدﻫﺎ اﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ إﺣدى ﻫﯾﺋﺎﺗﻬﺎ أو ﻣؤﺳﺳﺎﺗﻬﺎ أو
ﻣﻘﺎوﻻ ﺗﻬﺎ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻣﻊ ﺻرف اﻟﻧظر ﻋن أي ﻋﻘد اﻣﺗﯾﺎز أو ﻋﻘد ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ أو
4
ﻻﻧﻌداﻣﻬﺎ.
و ﯾﺑﻘﻰ اﻟﺷﻐل اﻟﺧﺎص اﻟذي ﯾﺗﺧذ طﺎﺑﻊ ﺗﻌﺎﻗدي ﺷﻐﻼ ﻣؤﻗﺗﺎ و ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﻧﻘض ،ﻛﻣﺎ ﻟﻺدارة ﺣق
إﻟﻐﺎءﻩ ﺑداﻓﻊ اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و ﻟﻬﺎ أﯾﺿﺎ ﺣرﯾﺔ إﺑرام اﻟﻌﻘد أو ﻋدم إﺑراﻣﻪ.
1ﻣﺎدة 63ق.أ.و.
2اﻟﻤﺎدة 64ﻣﻜﺮر ﻣﻦ ق.أ.و.
3ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺼﻐﯿﺮ ﺑﻌﻠﻲ ،اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري ،دار اﻟﻌﻠﻮم ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﯾﻊ ،ﻋﻨﺎﺑﺔ .2004 ،ص.33 .
4اﻟﻤﺎدة 167ﻣﺮﺳﻮم ﺗﻨﻔﯿﺬي .454/91
82
و ﺷﺎﻏل اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺷﻐﻼ ﺧﺎﺻﺎ ﺗﻌﺎﻗدﯾﺎ ﻟﻪ أن ﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﺗﻌوﯾض ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻐﯾﯾر
اﻹدارة ﻋﻘد اﻟﺷﻐل أو إﻟﻐﺎءﻩ ،ﻗﺑل اﻧﻘﺿﺎء اﻷﺟل اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻔﺳﺦ راﺟﻊ ﻟﺧرق
اﻟﺷﺎﻏل ﻟﺑﻧود اﻟﻌﻘد أو ﻟﻌدم اﻣﺗﺛﺎﻟﻪ إﯾﺎﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوﺟﻪ اﻟﻛﺎﻣل ،ﻓﻠﯾس ﻟﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ طﻠب
اﻟﺗﻌوﯾض ،ﻛﻣﺎ ﻟﯾس ﻟﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ طﻠب اﻟﺗﻌوﯾض إذا ﻛﺎن اﻹﻟﻐﺎء ﻧﺎﺟﻣﺎ ﻋن إﺟراء ﻋﺎم ﯾﻘﺗﺿﻲ
إﻟﻐﺎء ﺗﺧﺻﯾص ﻣرﻓق اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺷﻐول إﻟﻐﺎءا ﺷﺎﻣﻼ.
-1اﻣﺗﯾﺎز اﺳﺗﻐﻼل اﻟﺷواطﺊ :ﺑﻣﺎ أن اﻟﺷﺎطﺊ ﻫو ﻣﻠك ﻣن اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﻓﺎﻟدوﻟﺔ
ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ أن ﺗﻣﻧﺢ اﻣﺗﯾﺎز اﺳﺗﻐﻼل ﺷواطﺊ اﻟﺑﺣر ﻟﻠﺑﻠدﯾﺎت و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻧﺷﺎطﺎت
اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﺔ ،و ﯾﻛون ذﻟك ﺑﻘرار ﯾﺗﺧذﻩ اﻟواﻟﻲ اﻟﻣﺧﺗص إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ ﻟﻣدة 3أو 6أو 9ﺳﻧوات و ﯾﺗﺟﺳد
ﻫذا اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ ﻋﻘد ﯾﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ و دﻓﺗر ﺷروط ،ﺣﯾت ﺗﻣﺛل اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻧﺻﺎ ﻣوﺟزا
ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ.
ﻏﯾر أﻧﻪ ﯾﻼﺣ ـظ اﻟﻌﻛس ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،ﻓﻌوض أن ﺗﻌد اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺑﯾن ﻣﺎﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز )
اﻟدوﻟﺔ ( و اﻟﻣﻠﺗزم ) اﻟﺑﻠدﯾﺔ أو اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﺔ ( ،ﻧﺟد أن اﻻﻣﺗﯾﺎز ﯾﻣﻧﺢ
ﺑﻘرار دون أن ﯾﺷﺎرك اﻟﻣﻠﺗزم ﻓﻲ وﺿﻊ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻬذا اﻻﻣﺗﯾﺎز.1
ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﺟوز أن ﯾﺣرم اﻻﻣﺗﯾﺎز اﻟﺧواص ﻣن اﻟﺻﯾد و اﻟوﻗوف و إﺻﻼح اﻟﺳﻔن و اﻟزوارق،
و اﻟﺗﺟول ،و اﻟﺳﺑﺎﺣﺔ.
ﺗوﺟد ﺑﻌض اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﯾﻛﺗﺳب اﻟﺗﺧﺻﯾص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻻﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ اﺳﺗﻌﻣﺎﻻ ﺧﺎﺻﺎ
طﺎﺑﻊ ﻋﺎدي ،و ﻣﻧﻬﺎ اﻷﺳواق اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗﺿﻲ رﺧﺻﺔ ﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻗﺑﻠﯾﺔ ﻟﺷﻐل أﻣﺎﻛن ﻓﯾﻬﺎ ،2ﺣﯾث أﻧﻪ
ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻘد ﯾﺧول ﺣق اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋﺎدي ﻟﻠﻣﺎل اﻟﻌﺎم ،ﻷن اﻟﺳوق ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻌرض
و ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻌﻘد دﻓﻊ أﺗﺎوى ﻟﻠﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺳﯾرة ،ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻹدارة أن ﺗﻣﻧﺢ ﺣق
اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﻟﻛل طﺎﻟب ،و ذﻟك ﻓﻲ ﺣدود اﻷﻣﺎﻛن اﻟﻣﺗوﻓرة ،و ﺗراﻋﻲ ﻋﻧد إﻋطﺎء اﻟﺗرﺧﯾص ﺣﻔظ
اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،و اﻟﺣرص ﻋﻠﻰ ﺣﺳن اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم و اﺣﺗرام ﺗرﺗﯾب اﻷﺳﺑﻘﯾﺔ.
و ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﻟﻐﺎء ﺗﺧﺻﯾص ﻣرﻓق ﻣن ﻣراﻓق اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻟﻐﺎءا ﺷﺎﻣﻼ ،ﺗﺳﺣب ﺟﻣﯾﻊ
رﺧص ﺷﻐل اﻷﻣﺎﻛن اﻟﻣﺳﻠﻣﺔ ،وﻫذا ﻣﺎ ﻧص ﻋﻧﻪ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 169ﻓﻘرة 06ﻣن اﻟﻣرﺳوم
اﻟﺗﻧﻔﯾذي " 454/91و ﯾﺧول إﻟﻐﺎء اﻟﻣﻧﺷﺂت أو ﺗﺣوﯾل ﻣﻛﺎﻧﻬﺎ اﻟﺷﺎﻏﻠﯾن ) اﻟﻌﺎدﯾﯾن ( ﻷﻣﺎﻛن ﻓﻲ
اﻷﺳواق ﺣق اﻟﺗﻌوﯾض و اﻷﺳﺑﻘﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺣﻬم أﻣﺎﻛن ﺟدﯾدة و إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻗﺗراح ﺧﻠف ﻟﻬم"
أﺧﯾرا ﻓﺈﻧﻪ إذا ﻛﺎن اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﯾرﺗﻘﻲ ﻟﻣﺻﺎف اﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻛﻔل ﺑﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ و
ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻬﺎ أن ﺗﻣﻧﻌﻬﺎ ،ﻓﺈن اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺧﺎص ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻛوﻧﻪ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋﺎرض ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻺدارة.
و ﺳﻠطﺔ اﻹدارة ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺧﺎص ﺳواء ﻋن طرﯾق اﻟﺗرﺧﯾص أو ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻟﻬﺎ
ﺳﻠطﺎت ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أﻧﻬﺎ واﺳﻌﺔ ﺗﺟﺎﻩ ذﻟك أﻫﻣﻬﺎ:
-ﻻ ﯾﻣﻛن ﻷي ﺷﺧص أن ﯾﺷﻐل أي ﻗطﻌﺔ ﻣن اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ دون أن ﺗﺳﻠﻣﻪ
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ إذﻧﺎ وﻓق اﻷﺷﻛﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺗﻧظﯾم. 2
-ﯾﻣﺎرس اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺧﺎص ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻋﻘد وﺣﯾد اﻟطرف ﺗﺻدرﻩ اﻹدارة أو اﻟﻬﯾﺋﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ
3
اﻻﻣﺗﯾﺎز أو اﻟﻣﺳﯾرة أو ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻋﻘد ﺗﺑرﻣﻪ اﻟﻬﯾﺋﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻻﻣﺗﯾﺎز أو اﻟﻣﺳﯾرة ﻣﻊ اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد
-اﻹدارة ﻫﻲ ﻣن ﯾﻣﻧﺢ رﺧﺻﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ،و ﺗﻛو ن ﻫذﻩ اﻟرﺧﺻﺔ ﻗﺑﻠﯾﺔ ﺗﻧﺷﺄ ﻋن ﻋﻘد إداري أو
ﻗرار و ﺣﯾد اﻟطرف أو ﻋﻘد ،و ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل دﻓﻊ أﺗﺎوى ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺻﻼﺣﯾﺔ
1اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ،اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ، ،ﻗﺮار رﻗﻢ ،115212ﺑﺘﺎرﯾﺦ ،1982/09/25اﻟﻤﺠﻠﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ،ﻋﺪد .1989 .1ص.22 .
2اﻟﻤﺎدة 60ﻣﻦ ق.أ.و.
3اﻟﻤﺎدة 156ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي .454/91
84
ﻣﻧﺢ اﻟرﺧﺻﺔ 1،و اﻹدارة ﻟﻬﺎ ﺣق إﻟﻐﺎء رﺧﺻﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺧﺎص ﻟﻸﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑداﻓﻊ اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ أو ﺑﺳﺑب ﺣﻔظ اﻟﻧظﺎم .
-اﻹدارة ﻟﻬﺎ ﺳﻠطﺔ إﻟﻐﺎء أو ﺳﺣب رﺧﺻﺔ ﺷﻐل اﻟﻣرﻓق ﻟﺳﺑب ﻣﺷروع ،2و ﻟﻬﺎ ﺳﻠطﺔ ﺗﺟدﯾد
رﺧﺻﺔ ﺷﻐل اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺷﻐﻼ ﺧﺎﺻﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻧﻘﺿﺎء أﺟﻠﻬﺎ.
-ﻟﻬﺎ ﺣق إﻟﻐﺎء رﺧﺻﺔ ﺷﻐل اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺟﻣﻬور ﺷﻐﻼ ﺧﺎﺻﺎ و
اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ طﺎﺑﻊ ﺗﻌﺎﻗدي و ﻫذا ﺑداﻓﻊ اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﺣق ﺣرﯾﺔ إﺑرام اﻟﻌﻘد ،أو اﻻﻋﺗراض
ﻋﻠﻰ ﺗﺟدﯾدﻩ ﺑداﻓﻊ اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.3
-ﻫﻲ ﻣن ﺗﻣﻧﺢ اﻟرﺧﺻﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻘﺑﻠﯾﺔ وﺣﯾدة اﻟطرف ﻟﺷﻐل أﻣﺎﻛن اﻟطرق اﻟﺣﺿرﯾﺔ ،أو
اﻟرﺧﺻﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ﻟﺷﻐل أﻣﺎﻛن ﻓﻲ اﻷﺳواق ﻷﻧواﻋﻬﺎ و اﻣﺗﯾﺎزات اﻷﺿرﺣﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﺣق رﻓض
ﻣﻧﺢ اﻟرﺧﺻﺔ ﺑﺳﺑب ﺣﻔظ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم أو اﻟﺣرص ﻋﻠﻰ ﺣﺳن اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣرﻓق اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻌﯾن أو اﺣﺗرام ﺗرﺗﯾب اﻷﺳﺑﻘﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺷﻐل أﻣﺎﻛن اﻷﺳواق.4
-ﻟﻺدارة ﺳﻠطﺔ ﺗﺳﻠﯾم رﺧﺻﺔ اﺳﺗﺧراج اﻟرﻣل و اﻟﺗراب و اﻟﺣﺟر و اﻟﺣﺻﻰ و اﻟرﻛﺎم و اﻟﺧﺷب
و اﻟﻌﻠف ،و اﻟﻣواد اﻷﺧرى ،و أﺧذﻫﺎ ﻣن ﺷﺎطﺊ اﻟﺑﺣر و ﻣراﻓق اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺑﺣرﯾﺔ و
6
اﻟﺑرﯾﺔ ،ﻫذﻩ اﻟرﺧﺻﺔ ﯾﺳﻠﻣﻬﺎ اﻟواﻟﻲ اﻟﻣﺧﺗص إﻗﻠﯾﻣﯾﺎ.
-ﻟﻬﺎ ﺣق اﻟرﻗﺎﺑﺔ.
و ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ اﻹدارة ﺑﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن اﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟطرف اﻵﺧر،
ﺣﯾث أﻧﻪ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘود ﻟﻺدارﯾﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻣﻠك ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻐﯾر
و ﻛذﻟك ﺑﻣﺎ ﻟﻺدارة ﻣن ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﺗرك ﻟﻺدارة ﻗدر ﻣﻌﯾن ﻣن اﻟﺣرﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث
اﻻﺧﺗﯾﺎر ﺑﯾن اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﻣن ﻋدﻣﻪ رﻏم ﺗواﻓر ﺷروطﻪ ،و ﻣن أﺑرز اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗظﻬر ﻓﯾﻬﺎ
أﻋﻣﺎل اﻟﺳﯾﺎدة ﻫﻲ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،و ﻣﺎ ﯾﺧوﻟﻪ ﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟوطﻧﯾﺔ أو
2
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻣن ﺳﻠطﺎت ﻣن ﺣﯾث اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻘرار اﻟﻣﻼﺋم و اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻠظروف اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﻪ.
ﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻟذا ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﺗﻧﺎﺳب
ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ،وﻟﻬذا ﻓﺈن اﻟﻧظم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﺎﺧﺗﻼﻓﻬﺎ ﻗد وﺿﻌت اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻘواﻋد واﻷﺣﻛﺎم
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺧذ ﺷﻛل ﺣﻣﺎﯾﺔ إدارﯾﺔ ،وﻫﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺗﻘوم
ﺑﻬﺎ اﻹدارة اﻟﻣﺎﻟﻛﺔ ﻟﻬذا اﻟﻣﺎل ،واﻟﺗﻲ ﻫﻲ أﻫم ﺣﻣﺎﯾﺔ وأﻧﺟﻌﻬﺎ ﻛوﻧﻬﺎ ذات طﺎﺑﻊ وﻗﺎﺋﻲ ،ﺛم ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ
أﻧواع اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﺧرى ﻟﻠﻣﺎل اﻟﻌﺎم وﻫﻲ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﺗﺗﻛون ﻣن ﻣﺑﺎدئ ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ،وﻛذﻟك اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ و اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﺣﺳب رأﯾﻧﺎ اﻗوي ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻛوﻧﻬﺎ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺟزاء،
واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﻋﻧﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﺣﻣﺎﯾﺔ ردﻋﯾﺔ ،وﻫذﻩ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻓﻲ أﺷﻛﺎﻟﻬﺎ اﻟﺛﻼث ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣن
ﻋدم اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﺳواء ﻣن اﻹدارة ،أو ﻣن اﻷﻓراد ﺳواء ﻛﺎﻧو ا ﻣوظﻔﯾن ﻋﻣوﻣﯾﯾن أو
أﻓراد ﻋﺎدﯾﯾن ،وﻟﻬذا ﺳوف ﻧﻌﺎﻟﺞ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻷول ،واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ .
87
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﻓرﺿﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻋل اﻹدارة ﻣن أﺟل ﺣﺳن
ﺗﻧظﯾم وﺗﺳﯾﯾر واﺳﺗﻐﻼل ﻫذﻩ اﻷﻣﻼك ،وﻧظرا ﻟﻛون اﻟﺑﺣث ﻣن اﻟﺑﺣوث اﻹدارﯾﺔ ﻓﻘد رﻛزﻧﺎ ﻋﻠﻰ
ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ وﺗﻧﺎوﻟﻧﺎﻩ ﻓﻲ ﻣطﻠب ﻛﺎﻣل ،ﺣﯾث ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ واﻟﺻﯾﺎﻧﺔ ﻓﻲ )اﻟﻔرع اﻷول( ،واﻟﺟرد اﻟﻌﺎم )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ( ،واﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل
اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ)اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث(.
اﻟﻔرع اﻷول
اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ واﻟﺻﯾﺎﻧﺔ
اﻟدوﻟﺔ و ﺟﻣﺎﻋﺎﺗﻬﺎ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺎﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﺻﯾﺎﻧﺗﻬﺎ ،ﺣﯾث أن اﻟﻣﺎل
اﻟﻌﺎم ﺑﻣﺎ أﻧﻪ ﻫو ذﻟك اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺧﺻص ﻟﻠﺟﻣﻬور ﻣﺑﺎﺷرة أو ﻋن طرﯾق ﻣرﻓق ﻋﺎم ﺷرط إﻋدادﻩ
إﻋدادا ﺧﺎﺻﺎ ﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺧطر ﻣن اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻪ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﯾن ،و ذﻟك ﺑﻌدم اﺣﺗرام
ﻗواﻋد اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل أو ﺑﺎﻟﺗﻌدي ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ،أو ﻣن اﻹدارة ﺑﻌدم اﻫﺗﻣﺎﻣﻬﺎ ﺑﻬذا اﻟﻣﺎل و ﻋدم
ﺻﯾﺎﻧﺗﻪ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﺗﺟﻌل ﻫذا اﻟﻣﺎل ﻣﻬددا أﯾﺿﺎ ﺑﺳﺑب اﻟزﻻزل أو اﻟﻔﯾﺿﺎﻧﺎت أو اﻟﺗﺻﺣر
أو اﻟرﯾﺎح أو ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟظواﻫر اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ،ﻟذﻟك ﻧص اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ واﺟب اﻹدارة اﻟﻣﺳﯾرة أو
اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻟﻬذا اﻟﻣﺎل ﺑﺑذل ﻣﺟﻬود ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﯾﻪ ،و ﺣﻣﺎﯾﺗﻪ ﻛﻣﺎ أوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﯾن
أو اﻟﻣﺳﺗﻔﯾدﯾن ﻣن ﻫذا اﻟﻣﺎل ﺻﯾﺎﻧﺗﻪ و اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﯾﻪ.
و ﻟﻛﻲ ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻺدارة اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﺎل ﻓﺈن ﻟﻬﺎ وﺳﯾﻠﺗﺎن وﺳﯾﻠﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ و وﺳﯾﻠﺔ
ﻣﺎدﯾﺔ.
ﯾﺗﻣﺛل ﻫذا ﻓﻲ ﺣق اﻹدارة ﻓﻲ إﺻدار ﻟواﺋﺢ ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ،ﺗﻬدف إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠك اﻟﻌﺎم ﻣﻣﺎ
ﻗد ﯾﻠﺣق ﺑﻪ ﻣن أﺿرار
88
1
ﻣن طرف اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﯾن.
و ﺗﺧﺗﻠف ﻫذﻩ اﻟﻠواﺋﺢ ﻋن ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺗﺻر دورﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻔظ
اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺑﻣدﻟوﻻﺗﻪ اﻟﺛﻼث اﻷﻣن اﻟﻌﺎم ،اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و اﻟﺳﻛﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،2دون أن ﯾﻣﺗد ﻫذا
اﻟدور ﻟﯾﺷﻣل ﺻﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺣﯾث أن ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﺗﻲ ﺗﺻدرﻫﺎ اﻹدارة ﻓﻲ
ﻣﺟﺎل اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﻣﺿﻣوﻧﻬﺎ ﻋن ﻗرارات اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻷﻧﻬﺎ
ﻣرﺗﺑطﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﺑﻬدف ﺗﺣﻘﯾق ﺻﯾﺎﻧﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم و ﻫﻲ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﺗﺣﺗﻔظ ﺑﺻﻔﺗﻬﺎ ﻛﻼﺋﺣﺔ
ﻋﺎﻣﺔ ﯾﺗﺄﻛد ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ﺑﻌﻘوﺑﺔ ﺟزاﺋﯾﺔ ﺗوﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻷﺣﻛﺎﻣﻬﺎ و ﻫذا ﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻘﺗرب ﻣن
3
ﻟواﺋﺢ اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻟﻌﺎم.
و ﻗد ﻧص ﻗﺎﻧون اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 68ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺧوﯾل اﻟﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ
ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠك اﻟﻌـ ـﻣوﻣﻲ ،ﺻﻼﺣﯾﺔ ﺳن ﻗواﻋد ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ،ﺣﯾث ﻧﺻت
"ﯾﺷﻛل ﻧظﺎم اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﻋﻧﺻرا ﻣن ﻋﻧﺎﺻر ﻧظﺎم اﻷﻣﻼك
اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﯾﺳﺗﻬدف ﺿﻣﺎن اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﺑﻣوﺟب ﺗﺷرﯾﻊ ﻣﻼﺋم
ﻣرﻓق ﺑﻌﻘوﺑﺎت ﺟزاﺋﯾﺔ و ﻟﺿﻣﺎن اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض ﺗواﺑﻊ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﺗﺧول
اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺻﻼﺣﯾﺔ ﺳن ﻗواﻋد ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ
،"...و ﺗطﺑق اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺎﻋل اﻟﻣرﺗﻛب ﻟﻠﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻸﺷﻐﺎل ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺗﺳﺑب
ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﺷﺧص ﻗﺎﺻر أو ﻣﺧﺗل أو ﺷﻲء أو ﺣﯾوان ،ﻓﺈن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ
4
ﺣﺎرس ﻫذا اﻟﺣﯾوان وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋل ﻓﻲ واﺟب اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺻﯾﺎﻧﺔ اﻟدورﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠك اﻟﻌﻣوﻣﻲ ،و ﻫذا
ﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻘﺎﻧون 30/90ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 05ﻓﻘرة " 02و ﻟﻬذا اﻟﻐرض ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺳﻬر
ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ و ﺗواﺑﻌﻬﺎ و اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ.
1
و ﺗﺑﻌﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﻫﻣﺎ ﻧوﻋﺎن ﻣن اﻟﺗﺑﻌﺎت:
-1أﻋﺑﺎء اﻟﺟوار ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،و ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ أﻋﺑﺎء اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻌﺎم ،اﻻرﺗﻔﺎﻗﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟﻔﺎﺋدة اﻟطرق اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣﺛل ارﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟطرﯾق و
ﻣﺻﺑﺎت اﻟﺧﻧﺎدق ،و اﻟرؤﯾﺔ ،و اﻟﻐرس و اﻟﺗﻘﻠﯾم و ﺗﺻرﯾف اﻟﻣﯾﺎﻩ ،و ﻣﻛس اﻷﺳواق و
اﻻرﺗﻛﺎز ،أو أﻋﺑﺎء أﺧرى ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون
-2اﻻﻟﺗزام ﺑﺻﯾﺎﻧﺔ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،وﺗﻔرﺿﻪ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ
ﻟﻬﺎ اﻟﻬﯾﺋﺔ أو اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺳﯾرة ،و ﻛذﻟك اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﻛﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺈﺻﻼﺣﺎت
ﻛﺑﯾرة ،و ﯾﺗم ذﻟك وﻓق اﻟﺷروط اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺧطﯾط اﻟوطﻧﻲ و ﺣﺳب اﻹﺟراءات
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ.2
ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺟﺳد ﻫذا اﻟواﺟب ﻓﻲ ﺗﺧﺻﯾص ﻫذﻩ اﻹدارة ﻟﻣﺑﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﻣﯾزاﻧﯾﺗﻬﺎ ﺗرﺻد ﻟﻬذﻩ
اﻟﺻﯾﺎﻧﺔ ،أﻣﺎ ﻋن طرﻗﻬﺎ ﻓﺗﺗﺑﻊ اﻹدارة إﺣدى اﻟطرﯾﻘﺗﯾن:
اﻟطرﯾﻘﺔ :1و ﻫﻧﺎ ﺗﻧﻔذ اﻹدارة أﺷﻐﺎل اﻟﺻﯾﺎﻧﺔ ﺑواﺳطﺔ ﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ،و ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻔﻌل ذﻟك إذا ﻛﺎن
ﻫﻧﺎك اﺳﺗﻌﺟﺎل أو ﻷﺳﺑﺎب ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺳرﯾﺔ ،أو ﻋﻧد ﻋدم وﺟود ﻣﻘﺎول ﯾﻘوم ﺑﺎﻷﺷﻐﺎل أو إذا ﻛﺎﻧت
ﻫذﻩ اﻷﺷﻐﺎل ﺑﺳﯾطﺔ ﻻ ﺗﺗطﻠب ﻣﻘﺎول و ﯾﻣﻛن أن ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ ﻋن طرﯾق ﻋﻣﺎﻟﻬﺎ.
اﻟطرﯾﻘﺔ :2و ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻷﺳﻠوب اﻟﺗﻌﺎﻗدي ،و ﻫو اﻷﻛﺛر ﺷﯾوﻋﺎ ،و ﻋﻠﯾﻪ ﺗﺑرم اﻹدارة ﺻﻔﻘﺎت
ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﻹﻧﺟﺎز اﻷﺷﻐﺎل ﻋﻠﻰ ﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن و طﻧﯾﯾن أو أﺟﺎﻧب.
1ﺧﺎﻟﺪ ﺑﺎﻋﯿﺴﻰ ،ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻷﻣﻼك اﻟﻮطﻨﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﺰاﺋﺮي ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.41 .
2اﻟﻤﺎدة 67ﻣﻦ ق.أ.و0
90
ﺣﯾث ﺗﺷﻣل اﻟﺻﻔﻘﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻸﺷﻐﺎل اﻟﺑﻧﺎء أو اﻟﺗﺟدﯾد أو اﻟﺻﯾﺎﻧﺔ أو ﺗﺄﻫﯾل أو ﺗﻬﯾﺋﺔ أو ﺗرﻣﯾم
1
أو إﺻﻼح أو ﺗدﻋﯾم ...
و ﯾﺧﺗﻠف اﻟﺗزام اﻹدارة ﺑﺣﺳب ﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﻠك اﻟﻌﻣوﻣﻲ ،ﻓﺗﺗﺣﻣل اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ أو اﻹدارة
اﻟﻣﺧﺻص ﻟﻬﺎ اﻟﻣﻠك اﻟﻌﻣوﻣﻲ أو اﻟﻣرﻓق اﻟﻣوﺿوع ﺗﺣت ﺗﺻرﻓﻬﺎ ﺻﯾﺎﻧﺗﻪ ،أﻣﺎ اﻹﺻﻼﺣﺎت
اﻟﻛﺑرى ﻓﺗﺑﻘﻰ ﻣﺑدﺋﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗق اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﻛﺔ ،و إذا ﺗﺳﺑﺑت اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ أو اﻹدارة
اﻟﻣﺧﺻص ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﻘدان اﻟﻣﻠك أو إﺗﻼﻓﻪ ﺗﺣﻣﻠت ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ذﻟك إزاء اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
اﻟﻣﺎﻟﻛﺔ. 2
و ﻟم ﯾﻔﺻل اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻣﺗﻧﺎع اﻹدارة اﻟﻣﺎﻟﻛﺔ ﻋن إﺟراء اﻟﺻﯾﺎﻧﺔ اﻟﻛﺑرى،
ﻓﻬل ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺷﺧص اﻹداري اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻟﺗﺧﺻﯾص أن ﯾﺟﺑر اﻹدارة اﻟﻣﺎﻟﻛﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم
ﺑﺈﺟراء ﻫذﻩ اﻟﺻﯾﺎﻧﺔ اﻟﻛﺑرى؟ ﺣﯾث ﻧص ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 67ﻓﻘرة 2ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 30/90أن اﻟﺻﯾﺎﻧﺔ
أو اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﺑﺳﯾطﺔ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻬﯾﺋﺔ أو اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺳﯾرة ،أﻣﺎ اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﻛﺑﯾرة ﻓﻬﻲ ﻣن
اﺧﺗﺻﺎص اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﻛﺔ.
ﻟﻘد ﻓﺻل اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ،و ﻫذا ﺑﻌدم اﺳﺗطﺎﻋﺔ اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد إﺟﺑﺎر
اﻹدارة اﻟﻣﺎﻟﻛﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺻﯾﺎﻧﺔ و ﻟﻛن ﯾﻣﻛﻧﻪ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ ﺑﻧﻔﺳﻪ ،و ﯾﻌود ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎﻟك ﺑﺗﻛﺎﻟﯾف
اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ و ﻫذا ﻣﺎ اﻧﺗﻬﻰ إﻟﯾﻪ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ أﻣﺎ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘص اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻓﻠم ﺗﺟز ذﻟك،3
و ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن ﻫذا اﻟرأي ﺟﺎء ﻣﺗﻣﺎﺷﯾﺎ ﻣﻊ ﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﻹﯾﺟﺎر ،ﺣﯾث أن اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر ﻟﻪ أن ﯾﻘوم ﻫو ﺑﺈﺻﻼح اﻟﻌﯾب اﻟذي ﯾﺗﺣﻘق ﻣﻌﻪ اﻟﺿﻣﺎن إذا وﺟد
ﺑﺎﻟﻌﯾن اﻟﻣؤﺟرة ،ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻫذا اﻹﺻﻼح ﻻ ﯾﺗطﻠب ﻧﻔﻘﺔ ﺑﺎﻫظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺟر ،ﻛﻣﺎ ﻟﻪ
أن ﯾطﻠب ﻣن اﻟﻣؤﺟر اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬذا اﻹﺻﻼح و وﺟﻪ اﻟﺷﺑﻪ ﻫﻧﺎ ﻫو اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﻛﺑرى أو
اﻟﺑﺎﻫظﺔ ،4ﺣﯾث أﻧﻪ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﻛﺑرى ﺑﺎﻫظﺔ.
1اﻟﻤﺎدة 29ﻓﻘﺮة 04ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي 247/15اﻟﺬي ﯾﺘﻀﻤﻦ ﺗﻨﻈﯿﻢ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ وﺗﻔﻮﯾﻀﺎت اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم ،اﻟﻤﺆرخ
ﻓﻲ ،2015/09/16ج.ر ،.50.ﻣﺆرﺧﺔ ﻓﻲ .2015/09/20
2اﻟﻤﺎدة 172ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي .454/91
3ﺑﻮﻣﺰﺑﺮ ﺑﺎدﯾﺲ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.107 .
4اﻟﻤﺎدة 489ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ.
91
و ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﺗزام اﻟﺻﯾﺎﻧﺔ و اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣﺗﺎﺑﻌﺎت إدارﯾﺔ
و ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﺗطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧﺎﻟف أو اﻟﺷﺧص اﻟذي ﺗﻧﺟز ﻟﺣﺳﺎﺑﻪ اﻷﺷﻐﺎل و ﺗﺗﺳﺑب ﻓﻲ أﺿرار،
و إذا ﻛﺎن اﻟﺿرر ﻧﺎﺗﺟﺎ ﻋن ﺷﻲء ﯾﺗﺣﻣل ﺻﺎﺣب اﻟﺷﻲء أو ﺣﺎرﺳﻪ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻫذا اﻟﺿرر.1
و ﯾﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﺣﺿر ﯾﻌدﻩ أﺷﺧﺎص ﻟﻬم ﺻﻔﺔ ﺿﺎﺑط اﻟﺷرطﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،أو أﻋوان ،أو ﻣوظﻔون ﯾﺧوﻟﻬم اﻟﻘﺎﻧون ﺑﻌض ﺳﻠطﺎت اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،و ﺗﺧﺿﻊ
اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﺗﻘﺎدم
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 09ﻗﺎﻧون اﻹﺟراء اﻟﺟزاﺋﯾﺔ و اﻟﻣﺣدد ﺑ ـ ﺳﻧﺗﯾن ،202أﻣﺎ دﻋوى
ﺗﻌوﯾض اﻟﺿرر اﻟذي ﻟﺣق ﺑﺎﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﯾﺑﻘﻰ ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ
ﻣﺎدة 308و ﻫو 15ﺳﻧﺔ.
ﻓﻣﺛﻼ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﯾﺎﻩ ﺣدد اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﻟﻬم اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﻓﻲ ﺿﺑط اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت ،ﺣﯾث ﻧص
ﻋﻠﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ إﻧﺷﺎء ﺷرطﺔ ﻟﻠﻣﯾﺎﻩ ،ﺗﺗﻛون ﻣن اﻷﻋوان اﻟﺗﺎﺑﻌﯾن ﻟﻺدارة اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻣﯾﺎﻩ ،3ﺣﯾث
ﯾﻣﺎرﺳون ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻬم طﺑﻘﺎ ﻟﻘﺎﻧوﻧﻬم اﻷﺳﺎﺳﻲ و طﺑﻘﺎ ﻟﻘﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋﯾﺔ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﺟرد
اﻟﻬدف اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺟرد ﻫو ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ،و ﻣراﻗﺑﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻔق و
اﻷﻫداف اﻟﻣﺣددة ﻟﻬﺎ ،و ﻛذا ﻣﻌرﻓﺔ ﻗواﻣﻬﺎ و ﺗﺗﺑﻊ ﺣرﻛﺗﻬﺎ ،و ﯾﺗﻣﺛل اﻟﺟرد اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﺗﺳﺟﯾل
وﺻﻔﻲ و ﺗﻘﯾﯾﻣﻲ ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣوزﻫﺎ ﻣﺧﺗﻠف ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدوﻟﺔ و ﻫﯾﺎﻛﻠﻬﺎ و
ﺟﻣﺎﻋﺎﺗﻬﺎ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،و ﯾﺗﻌﯾن إﻋداد ﺟرد ﻋﺎم ﻟﻸﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف أﻧواﻋﻬﺎ ﺣﺳب
4
اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ.
-أو اﻷﺷﯾﺎء ﻏﯾر اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻺﻫﺗﻼك ﺑﺎﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻷول اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ
اﻟوﺣدوﯾﺔ ﻣﺑﻠﻐﺎ ﯾﺣددﻩ اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
و اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك ﺑﺎﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻷول ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺳﺗﻌﻣل إﻻ ﻣرة واﺣدة ﻛﺎﻟورق و
اﻟﻣواد اﻟﻐذاﺋﯾﺔ و اﻟﻣﺣروﻗﺎت و اﻟزﯾوت و اﻟوﻗود.
و ﻗد ﺑﯾن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺟرد أﺷﻛﺎل و ﻛﯾﻔﯾﺎت و ﺷروط اﻟﺟرد ،ﺣﯾث أوﺟب ﻋﻠﻰ
ﻛل اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﺳواء ﻛﺎﻧت إدارﯾﺔ أو ﺗﺟﺎرﯾﺔ إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ أو ﻣﺻﻠﺣﯾﺔ ﺗﺗﻣﺗﻊ
ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ أم ﻻ ﻣﺳك دﻓﺎﺗر اﻟﺟرد ﻟﻛل اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة ﺑﺣوزﺗﻬﺎ.3
و ﺗﺣوز اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ أﻋﻼﻩ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻣﺎ ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﺗﺧﺻﯾص أو اﻣﺗﯾﺎز،
ﻓﯾﻣﻛن أن ﯾﺧﺻص ﺷﺧص ﻋﺎم ﻣﻠﻛﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﻪ ﻟﺷﺧص آﺧر ﻗﺻد ﺗﺣﻘﯾق أﻏراض اﻟﻧﻔﻊ
اﻟﻌﺎم ،و ﯾﻛون اﻟﺗﺧﺻﯾص ﻣؤﻗﺗﺎ أو ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ) ،اﻟﺗﺧﺻﯾص اﻟﻣؤﻗت ﻻ ﯾﻔوق 05ﺳﻧوات ( ﺣﯾث
ﯾﺧﺻص اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﺎدة إذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻣؤﺳﺳﺎت وطﻧﯾﺔ أو وزارات أو ﻣؤﺳﺳﺎت و
ﻫﯾﺋﺎت ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ذات اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟوطﻧﻲ أو ﺟﻣﺎﻋﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ...
1اﻟﻤﻮاد 43،22،21ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي 455/91اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 1991/11/23 :اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺠﺮد اﻷﻣﻼك اﻟﻮطﻨﯿﺔ ،اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ
،1991/11/32ج .ر ،.60 .ﻣﺆرﺧﺔ ﻓﻲ .1991/12/24
2ﺧﺎﻟﺪ ﻋﯿﺴﻰ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.34 .
3اﻟﻤﺎدة 08ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي .455/91
93
-اﻟواﻟﻲ إذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟدوﻟﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﻣرﻛزة و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت و اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ
1
ذات اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺔ.
أﻣﺎ اﻟﻌﻣﺎرات اﻟﺗﻲ أﻧﺷﺄﺗﻬﺎ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﻣﺎ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ أو ﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ذات طﺎﺑﻊ
إداري ﺗﺧﺻص ﻟﻔﺎﺋدﺗﻬﺎ ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون و ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﺑﻣﺟرد ﺗﺳﻠﯾم ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﺎرة.
و ﯾﺑﯾن اﻟﻌﻘد اﻟذي ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺗﺧﺻﯾص ،ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻫذا اﻟﺗﺧﺻﯾص ﯾﻌوض طﺑﻘﺎ
ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ اﻟﺗﻌوﯾض اﻟذي ﺗﺣددﻩ إدارة اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ و ﺗﺗﺣﻣﻠﻪ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ أو
اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﺧﺻص اﻟﻌﻘﺎر ﻟﻬﺎ ،و ﯾﻌﺎدل ﻫذا اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻠﻌﻘﺎر أو ﻗﯾﻣﺗﻪ
2
اﻹﯾﺟﺎرﯾﺔ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻛون اﻟﺗﺧﺻﯾص ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ أو ﻣؤﻗﺗﺎ.
أﻣﺎ اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﻬو ﻋﻘد ﯾﺧول ﻟﺷﺧص ﻣﻌﻧوي أو طﺑﯾﻌﻲ ﯾﺳﻣﻰ ﺻﺎﺣب اﻻﻣﺗﯾﺎز ﺣق
اﺳﺗﻐﻼل اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻐرض ﺧدﻣﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﺗﻌود ﻋﻧد ﻧﻬﺎﯾﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﺷﺄة أو اﻟﺗﺟﻬﯾز
ﻣﺣل ﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ ﺣق اﻻﻣﺗﯾﺎز ،ﺣﯾث ﯾﻧﺗﺞ ﻋن ﻣﻧﺢ اﻻﻣﺗﯾﺎز دﻓﻊ ﺻﺎﺣب
اﻻﻣﺗﯾﺎز إﺗﺎوة ﺳﻧوﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻹﯾﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻣﻠﺣق اﻟﻣﻠك اﻟﻌﻣوﻣﻲ اﻟﻣﻣﻧوح ﻟﻪ و/أو ﻧﺗﺎﺋﺞ
اﺳﺗﻐﻼل ﻫذا اﻟﻣﻠﺣق ،ﺗﺣﺻل ﻟﻔﺎﺋدة ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﻛﺔ.3
أﻣﺎ ﺟرد اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻓﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣواد 12،11،10،9،8ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي
455/91اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺟرد اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﺣﯾث أوﺟب ﻫذا اﻟﻣرﺳوم ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﻧﺷﺄة أو ﻣﺻﻠﺣﺔ
أو ﻫﯾﺋﺔ أو ﻣؤﺳﺳﺔ ذات طﺎﺑﻊ إداري ،و ﻛذﻟك ﻛل ﻣؤﺳﺳﺔ أو ﻫﯾﺋﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﻣﺳﯾرة ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻛل
اﻟﺗﺟﺎري ﻓﻲ ﺣﺎل وﺟودﻫﺎ ،أن ﺗﻌد ﺑطﺎﻗﺔ ﺗﻌرﯾﻔﯾﺔ ﻟﻛل ﻋﻘﺎر ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻸﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﺧﺻص ﻟﻬﺎ
أو أﺳﻧد إﻟﯾﻬﺎ أو ﺗﺣوزﻩ ﺑﺄي ﺻﻔﺔ ﻛﺎﻧت ،و ﯾﺣدد اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﻘرار ﻧﻣوذج اﻟﺑطﺎﻗﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻌﻣل و ﻛﯾﻔﯾﺎت إﻋدادﻫﺎ.
-1اﻟﻣﻧﺷﺄة أو اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ أو اﻟﻬﯾﺋﺔ أو اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﺧﺻص ﻟﻬﺎ اﻟﻌﻘﺎر أو ﺗﺣوزﻩ ،و ﺗﺷﻣل
ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
1ﻣﺎدة 03اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي 454/91اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﺷﺮوط إدارة اﻷﻣﻼك اﻟﺨﺎﺻﺔ و اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ اﻟﻤﻌﺪل.
2ﻣﺎدة 06ﻣﺮﺳﻮم ﺗﻨﻔﯿﺬي .454/91
3اﻟﻤﺎدة 64،64ﻣﻜﺮر 01ﻣﻦ ق.أ.و.
94
-ﺗﺳﻣﯾﺗﻬﺎ
-ﻗﯾﻣﺗﻪ.
و ﯾﻼﺣظ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻬذﻩ اﻟﻧﻘطﺔ أن اﻹدارات و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺗﺟد ﺻﻌوﺑﺔ ﻓﻲ ﺿﺑط ﻫذﻩ
اﻟﺑطﺎﻗﺎت ﻻﻧﻌدام اﻟوﺛﺎﺋق ﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺄﺻل ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎر و ﻣﺣﺗواﻩ.
أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻘﺎر ﺗﻌﺗﻣد اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ وردت ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺗﺧﺻﯾص ،ﻫذا إذا ﻗوم اﻟﻌﻘﺎر
اﻟﻣﺧﺻص وﻗت ﺗﺧﺻﯾﺻﻪ ،أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ أﻧﺟز اﻟﻌﻘﺎر اﻟذي ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻪ اﻷﻣر ﺑﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟدوﻟﺔ
أو اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،ﻓﺈن ﻗﯾﻣﺗﻪ ﻫﻲ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﻛﻠﻔﺔ اﻹﻧﺟﺎز وﻗت اﻟﺗﺳﻠﯾم اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ،
أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺷراء ﻓﺈن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻘﺎر ﻫﻲ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟواردة ﻓﻲ ﻋﻘد ﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ.1
و ﻋﻧد اﻻﻧﺗﻬﺎء ﻣن إﻋداد ﺑطﺎﻗﺔ ﺗﻌرﯾف اﻟﻌﻘﺎرات ﯾﺗم إرﺳﺎﻟﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ
ﺑﺎﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺔ ،أو إﻟﻰ اﻟواﻟﻲ أو رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي ﺣﺳب اﻟﺣﺎﻟﺔ.2
ﻛﻣﺎ ﺗﺗوﻟﻰ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺔ ﺑﺈﺻﻼح ﺳﺟﻼت اﻟﺗدوﯾن
اﻟﻘدﯾﻣﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺳﺟﻠت ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺣﺗوﯾﺎت ﻋﻘﺎرات اﻷﻣﻼك اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟدوﻟﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻔﺗﺢ ﺳﺟﻼت ﺗدوﯾن
ﺟدﯾدة ﺣﺳب اﻟﻛﯾﻔﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻗرار ،و ﯾﻛون ذﻟك ﻋﻠﻰ أﺳﺎس
3
ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺟرود اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌدﻫﺎ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﺑطﺎﻗﺎت اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺗﻲ أرﺳﻠت إﻟﯾﻬﺎ.
أ -إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻌﻘﺎرات ﻣﺷﻐوﻟﺔ ﻣن ﻗﺑل ﻣؤﺳﺳﺎت أو ﻫﯾﺋﺎت ﻋﻣوﻣﯾﺔ ذات طﺎﺑﻊ إداري ﺗﺎﺑﻊ
ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﻓﯾﺗم إرﺳﺎل ﺑطﺎﻗﺎﺗﻬﺎ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﻌدة ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﻟذات اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣرﺳل إﻟﯾﻬﺎ.
ب -إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻌﻘﺎرات ﻣﺷﻐوﻟﺔ ﻣن ﻗﺑل ﻣؤﺳﺳﺎت أو ﻫﯾﺋﺎت ﻋﻣوﻣﯾﺔ ذات طﺎﺑﻊ إداري ﺗﺎﺑﻌﺔ
ﻟﻠوﻻﯾﺔ ،ﻓﯾﺗم إرﺳﺎل ﺑطﺎﻗﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻟﻠوﻻﯾﺔ.
ج -إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻌﻘﺎرات ﻣﺷﻐوﻟﺔ ﻣن ﻗﺑل ﻣؤﺳﺳﺎت أو ﻫﯾﺋﺎت أو اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات طﺎﺑﻊ
1
إداري ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺑﻠدﯾﺔ ﻓﯾﺗم إرﺳﺎل ﺑطﺎﻗﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻟﻠﺑﻠدﯾﺔ.
ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺻﻠﺣﺔ أﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ ﺑﻣﺟرد اﺳﺗﻼﻣﻬﺎ اﻟﺑطﺎﻗﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺗﺣﻘق ﻣن ﺳﻼﻣﺔ
إﻋدادﻫﺎ ،و ﯾﻣﻛن ﻟﻬﺎ دﻋوة اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺷﺎﻏﻠﺔ ﻟﻠﻌﻘﺎر ﺑﺗﻛﻣﻠﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻧﺎﻗﺻﺔ ،و ﻛﻲ ﺗﺳﺟل
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﺟدول اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﯾﻣﻛن اﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺷور رﻗم 01/03 :اﻟﻣؤرخ
ﻓﻲ 03 :ﻓﯾﻔري 2001اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗطﺑﯾق أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 83ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ
،2003أﻧﻪ ﺗﻠزم ﺗﺳﺟﯾل ﻛل اﻷﻣﻼك اﻟﻣﺟرودة ﻓﻲ ﺳﺟل اﻻرﺗﻛﺎز ﻓﻲ اﻟﺟدول اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻣﻼك
اﻟوطﻧﯾﺔ و ذﻟك ﺑﻌد ﻣﻸ ﺑطﺎﻗﺔ ﺗﻌرﯾﻔﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﺗﺑﯾن ﻧوع اﻟﺑﻧﺎﯾﺔ ،ﻣوﻗﻌﻬﺎ ،ﻣﺳﺎﺣﺗﻬﺎ ،و ﺗﺎرﯾﺦ و
ﻣﺑﺎﻟﻎ اﻹﻧﺟﺎز ،ﻣﺟﺎل اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ،و ﻛل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ،و ﺗرﺳل إﻟﻰ ﻣﺻﺎﻟﺢ
أﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗﺑﺎﺷر اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﯾداﻧﻲ و اﻹداري ،و ﺑﻌدﻫﺎ ﺗﺻدر وﺛﯾﻘﺔ رﺳﻣﯾﺔ ﺗﺛﺑت
ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎر ﻟﻠﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺗﺳﻣﻰ ﺷﻬﺎدة اﻟﺗﺳﺟﯾل.
أﻣﺎ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﻲ ﺳﺟل اﻟﻌﻘﺎرات ﻓﺎﻷﻣر ﯾﺑدأ ﻋﻧد ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث ﺗﺳﺟل ﻓﻲ ﻗﺳم ﺑراﻣﺞ ﻗﯾد اﻹﻧﺟﺎز ﻓﻲ اﻟﺳﺟل ﻧﻔﺳﻪ ،و ﯾرﻗم اﻟﻌﻘﺎر ﺑﺈﺣدى ﻋﺷر
2
11رﻗم.
و ﻟﺟرد اﻟﻣﻧﻘول ﻻ ﺑد ﻣن إﻋداد ﺳﺟل ﻟﻠﺟرد ﯾﻛون وﻓق ﻧﻣوذج ﻣﺣدد ،ﺗدون ﻓﯾﻪ اﻷﺷﯾﺎء و
اﻟﻣﻌدات ،ﺣﯾث أﻧﻪ ﯾﺳ ﺟل ﻓﻲ ﺳﺟل اﻟﺟرد ﻛل ﺷﻲء ﺗﺣت رﻗم ﻣﺗﻣﯾز و ﯾوﺻف وﺻﻔﺎ دﻗﯾﻘﺎ و
ﻛﺎﻣﻼ ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻣن اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﯾﻪ ﻻﺣﻘﺎ ،و ﯾﺟب أن ﯾﺳﺟل ﻓﻲ اﻟﺷﻲء اﻟﻣﺟرود اﻟرﻗم اﻟذي ﻣﻧﺢ
إﯾﺎﻩ.
أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻛﺗب و اﻟﻣؤﻟﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺗرﯾﻬﺎ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ و ﺗﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻛﺗﺑﺎﺗﻬﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ
ﺗﺳﺟل و ﺗﺛﺑت ﻓﻲ ﺳﺟل اﻟﺟرد اﻟﺧﺎص ،و اﻟذي ﯾﻣﺳﻛﻪ اﻟﻌون اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﻛﺗﺑﺔ ﺗﺣت ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ.
و ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺳﯾﺎرات ذاﺗﯾﺔ اﻟﺣرﻛﺔ ﺑﺟﻣﯾﻊ أﻧواﻋﻬﺎ ،ﻓﺈن ﻛل ﺳﯾﺎرة ﺗﻌﺗﺑر وﺣدة ﻛﻠﯾﺔ ﺑﻛل
ﺗﺟﻬﯾزاﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،و ﺗﺳﺟل ﻓﻲ ﺳﺟل اﻟﺟرد ﺗﺣت رﻗم واﺣد ،ﻟﻛن ﻗد ﺗﺗﻌرض ﻣﻠﺣﻘﺎت اﻟﺳﯾﺎرة أو
ﻣﻛوﻧﺎﺗﻬﺎ ﻟﻠﻌطب ،ﻓﺈذا ﻏﯾرت اﻷطر اﻟﻣطﺎطﯾﺔ أو اﻟﺑطﺎرﯾﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ ،ﯾﺟب ﺑﯾﺎن إﻟﻐﺎء اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣش ﺳﺟل اﻟﺟرد ﻣﻘﺎﺑل رﻗم ﺗﺳﺟﯾل اﻟﺳﯾﺎرة ﻓﻲ ﺳﺟل اﻟﺟرد ،أﻣﺎ ﻗطﻊ اﻟﻐﯾﺎر اﻷﺧرى
2
اﻟﻣﺳﺗﺑدﻟﺔ ﻓﺗﺳﺟل ﺗﺣت رﻗم ﻣﺗﻣﯾز
و ﻗد ﺗﺗﻌرض اﻷﺷﯾﺎء ﻣوﺿوع اﻟﺟرد ﻟﻠﺗﺣطﯾم أو اﻟﻔﻘدان أو اﻟﺳرﻗﺔ ،ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺟب
ﺗﺣرﯾر ﻣﺣﺿر أو ﺗﻘرﯾر ﺗوﺿﺢ ﻓﯾﻪ ظروف ذﻟك ،و ﯾﺷﺎر إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟوﺛﯾﻘﺔ ﻓﻲ ﺳﺟل اﻟﺟرد و
ﯾﺷطب ﻣن اﻟﺟرد اﻟﺷﻲء اﻟﻣﺣطم أو اﻟﻣﻔﻘود أو اﻟﻣﺳروق ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺟب أن ﯾﺷطب ﻛذﻟك ﻣن
ﺳﺟل اﻟﺟرد اﻷﺷﯾﺎء و اﻟﻣﻌدات اﻟﺗﻲ اﺗﺿﺢ أﻧﻬﺎ ﻏﯾر ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻼﺳﺗﻌﻣﺎل ،و ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﺎﻻت
أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻓﺣص اﻟﻣﺟرودات ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺳﺗﻬدف ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ وﺟود ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺷﯾﺎء أو اﻟﻣﻌدات
اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﺳﺟﻠﺔ ﻓﻲ ﺳﺟل اﻟﺟرد ﺧﻼل اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،و ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﻣﺎ أﺿﯾف إﻟﯾﻬﺎ ﻣﻧذ ذﻟك
اﻟوﻗت ،و ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ وﻗت اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺟرد أو ﻟدى إﺻﻼﺣﻪ و ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻛل ﺳﻧﺔ ،ﻛﻣﺎ
ﺗﻛون ﻟدى اﻧﺗﻘﺎل اﻟﻌون اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻌﺗﺎد أو ﻣﺳك ﺳﺟل اﻟﺟرد أو ﻋﻧد ﻣﻐﺎدرﺗﻪ.
و ﻻ ﯾﺗﺳﻠم اﻟﻣﺳؤول اﻟﺟدﯾد إدارة وﺳﺎﺋل اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ إﻻ ﺑﻌد ﻓﺣص اﻟﻣﺟرودات اﻟذي ﯾؤﺷرﻩ
اﻟﻣﺳؤول اﻟﺳﻠﻣﻲ ،ﺣﯾث أن ﻫذﻩ اﻟﺗﺄﺷﯾرة ﺑراءة ﻟﻠﻣﺳؤول اﻟﻣﻐﺎدر.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟرد اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻘد ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 30ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 455/91
اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺟرد ،ﺣﯾث ﯾﺟب أن ﺗﺣﺻﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻏﯾر اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣذﻛورة
ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 08ﻣن ﻫذا اﻟﻣرﺳوم ،و ﯾﺑﯾن ﻫذا اﻹﺣﺻﺎء ﺗﻌرﯾف ﻫذﻩ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﻣوﻗﻊ
وﺟودﻫﺎ و ﻣﺣﺗواﻫﺎ و ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ،ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣﺳﺢ ﻟﻸراﺿﻲ أو أي ﺷﻛل آﺧر ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺗﻧظﯾم
اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ.
و ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟرد اﻷﻣﻼك اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻷﻣﻼك اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ أو اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج أو اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ ﻣﻣﺛﻠﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ ﺗﺛﺑت ﻓﻲ ﺑطﺎﻗﺎت ﺗﻌرﯾﻔﯾﺔ
2
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻘﺎرات أو ﺟرود ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻧﻘوﻻت .
و ﯾﺗم اﻟﺟرد اﻟﻌﺎم ﺑﺟﻣﻊ اﻟﺟرد اﻟﺟزﺋﻲ اﻟذي ﺗم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻬﯾﺋﺎت و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹدارﯾﺔ،
ﻋن طرﯾق ﻣدﯾرﯾﺎت اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟوﻻﯾﺎت ﺗﺣت إﺷراف وزﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،و ﺗﺧﺗﻠف
ﺗﻘﻧﯾﺎت ﺟرد اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻋن اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻻﺻطﻧﺎﻋﯾﺔ ،و ﺗﺣدد ﻫذﻩ
اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت ﻋن طرﯾق ﻗرارات وزارﯾﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ ،و ﺗﻘوم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺟرد ﻛل اﻟوزارات اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺎﻻﺷﺗراك
3
ﻣﻊ وزارة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
أﻣﺎ ﺟرد اﻷﻣﻼك و اﻟﺛروات و ﻣوارد اﻷرض و ﺑﺎطﻧﻬﺎ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻸﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﻓﻬو
ﯾﺳﺗﻬدف ﺗﺣﻘﯾق أﻏراض اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺗﻬدف ﺗﻘوﯾم ﻛﻣﯾﺎت اﻟﻣواد و اﻟﻣوارد
اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣﺗوﻓرة أو اﻟﻣﺣﺗﻣل اﻛﺗﺷﺎﻓﻬﺎ ﻗﺻد اﺳﺗﺛﻣﺎرﻫﺎ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث
ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﺗﺑﯾن أن اﻟﻣﺷرع وﺿﻊ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻛﺄﺳﻠوب ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻫذا
اﻷﺳﻠوب اﻟذي ﯾﻌد إﺟراءا ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻋن ﻛل أﺷﻛﺎل اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ،و ﺗﺗم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻫذﻩ ﺑﺈﺗﺑﺎع
إﺟراءات ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﺣددة ﻟذﻟك ﻣن طرف ﻫﯾﺋﺎت أﺳﻧد إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ.
أوﻻ :دور اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻓﻲ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ:
ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣرﻛزﯾﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻛﺛﯾرة و ﻣﺗﻌددة و ذﻟك ﺣﺳب ﻧوع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ
ﺣد ذاﺗﻬﺎ.
ﻓﺈذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟطرق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﺈن دور اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﯾﺳﻧد ﻟوزارة اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،أﻣﺎ إذا ﺗﻌﻠق
اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ ﻓﺈن اﺧﺗﺻﺎص اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﯾﺳﻧد إﻟﻰ وزارة اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﺋﯾﺔ و ﻏﯾرﻫﺎ ،ﻓﻛل ﻧوع
ﻣن اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﺗﻘوم ﺑﻣﻬﺎم رﻗﺎﺑﺗﻪ وزارة ﻣﻌﯾﻧﺔ ،و ﻋﺎدة ﻫﻲ اﻟوزارة اﻟﺗﻲ ﺗﺷرف ﻋﻠﯾﻪ ،و أﻫم وزارة
99
ﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻲ وزارة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺗﺷﻣل وزارة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﯾﺎﻛل
1
ﻋدﯾدة ﻫﻲ:
و ﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻣدﯾرﯾﺎت اﻟﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻬﺎ أﻫم دور ﻓﻲ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك
اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﺗﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻣدﯾرﯾﺔ ﻣن:
1ﻣﺮﺳﻮم ﺗﻨﻔﯿﺬي رﻗﻢ 55/95اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 15ﻓﯿﻔﺮي 1995ﯾﺘﻀﻤﻦ ﺗﻨﻈﯿﻢ اﻹدارة اﻟﻤﺮﻛﺰﯾﺔ ﻓﻲ وزارة اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ،ج.ر .ع،.15 .
ﺳﻨﺔ .1995
100
ج -اﻟﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻹﺟراء اﻟﺧﺑرات و اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ ﺗﺿم ﻣدﯾرا واﺣدا ﻟﻠدراﺳﺎت ﯾﻛﻠف ﺑﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣدﯾر اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ
1
ﻣﻬﺎﻣﻪ
و ﻋﻣﻼ ﺑﺎﻟﻣﺎدة 5ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 54/95ﻓﺈن وزﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻷﻣﻼك
اﻟوطﻧﯾﺔ و اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ﯾﻘوم ﺑﺗطﺑﯾق اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ و اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ و اﻹﺟراءات اﻟﻼزﻣﺔ ،ﺑﺟرد
اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و ﺗﻘوﯾﻣﻬﺎ و ﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﺿﺑط اﻟﺟدول اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﺑﺎﺳﺗﻣرار ،و ﺗطرﻗت ذات اﻟﻣﺎدة إﻟﻰ دور وزﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل
اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :دور اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻓﻲ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ:
اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻫﻲ ﻛذﻟك ﺗﺗﻌدد و ﺗﺗﻧوع ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ دور
اﻟوﻻﯾﺔ و اﻟﺑﻠدﯾﺔ و ﻣدﯾرﯾﺔ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ:
ﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟدﺳﺗوري ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 16ﻣن دﺳﺗور 1996اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم " اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ
ﻟﻠدوﻟﺔ ﻫﻲ اﻟﺑﻠدﯾﺔ و اﻟوﻻﯾﺔ
ﻛﻣﺎ ﻧص ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 178ﻣن دﺳﺗور » 1996ﺗﺿطﻠﻊ اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻣﻧﺗﺧﺑﺔ ﺑوظﯾﻔﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻓﻲ
ﻣدﻟوﻟﻬﺎ اﻟﺷﻌﺑﻲ "
أﻣﺎ اﻟﻣﺎدة 181ﻓﻘد ﻧﺻت " اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدﺳﺗورﯾﺔ و أﺟﻬزة اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ ﺗطﺎﺑق
اﻟﻌﻣل اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ و اﻟﺗﻧﻔﯾذي ﻣﻊ اﻟدﺳﺗور أو ﻓﻲ ظروف اﺳﺗﺧدام اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺎدﯾﺔ و اﻷﻣوال
1
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و ﺗﺳﯾﯾرﻫﺎ"
و ﺑﻣﺎ أن اﻟﺑﻠدﯾﺔ و اﻟوﻻﯾﺔ ﺗﻣﺛﻼن اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ رﻗﺎﺑﺔ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ
ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،و رﻗﺎﺑﺔ أﻣﻼﻛﻬم ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،و ﯾﻣﺎرس ﻫذﻩ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻛل ﻣن اﻟواﻟﻲ و رﺋﯾس
اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟﺑﻠدي.
ﻛﻣﺎ أﻋطﻰ ﻟﻠواﻟﻲ ﻣﻬﺎم ﻣراﻗﺑﺔ ﻧﺷﺎط اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﻏﯾر اﻟﻣﻣرﻛزة ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف ﻗطﺎﻋﺎت
اﻟﻧﺷﺎط ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺔ إﻻ ﻣﺎ اﺳﺗﺛﻧﺗﻪ ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة.3
ﻛﻲ ﺗﺿطﻠﻊ ﻣدﯾر ﯾﺔ أﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ ﺑﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻛﻣل وﺟﻪ ﻓﻘد أﻋطﺎﻫﺎ اﻟﻣﺷرع ﺣق داﺋم
ﻓﻲ ﻣراﻗﺑﺔ ظروف اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ و اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ و ﺻﯾﺎﻧﺗﻬﺎ ،ﺳواء
4
ﻛﺎﻧت أﻣﻼك ﺧﺎﺻﺔ أو أﻣﻼﻛﺎ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﻣﺧﺻﺻﺔ أو ﻣﺳﻧدة أو ﻣوﺿوﻋﺔ ﺗﺣت اﻟﺗﺻرف.
ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 181ﻣن اﻟﻣرﺳوم 454/91ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ " :ﯾﻣﻛن أﻋوان إدارة اﻷﻣﻼك
اﻟوطﻧﯾﺔ و اﻟﻣﺧوﻟﯾن ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،أن ﯾراﻗﺑوا ﻓﻲ ﻋﯾن اﻟﻣﻛﺎن ﺑﺎﻷدﻟﺔ وﺛﺎﺋق ﺗﺳﯾﯾر اﻷﻣﻼك اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ و
اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻸﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣؤﺳﺳﺎت و
اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ و اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ أو اﻟﻣﺳﻧدة إﻟﯾﻬﺎ أو اﻟﺗﻲ ﺗﺣوزﻫﺎ ،ﻛﻣﺎ ﯾراﻗﺑون وﺛﺎﺋق اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ
ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻷﻣﻼك و اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ،و ﺑﻬذﻩ اﻟﺻﻔﺔ ﯾﻣﻛﻧﻬم أن ﯾﺣﺻﻠوا ﻋﻠﻰ أي وﺛﯾﻘﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑذﻟك و
ﯾطﻠﺑوا ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت و اﻷﺧﺑﺎر اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺷروط اﻗﺗﻧﺎء ﻫذﻩ اﻷﻣﻼك و ﺣﯾﺎزﺗﻬﺎ أو
اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ."...
و ﯾﺣرر اﻷﻋوان ﻣﺣﺎﺿر ﺑﻌﻣﻠﻬم ﯾرﺳﻠوﻧﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ،و ﺗﻠﻌب ﻣدﯾرﯾﺔ أﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ
دورا اﺳﺗﺷﺎرﯾﺎ ﻟﻠﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻹداري و اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ و ﺗﻘدم ﻟﻬﺎ ﺟﻣﯾﻊ اﻵراء و اﻻﺳﺗﺷﺎرات دﻓﺎﻋﺎ ﻋن أﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ أو ﺗﺳﯾرﻫﺎ
أو أو ﻛل إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ،3و ﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 186ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي
454/91اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر.
ﻛﻣﺎ ﺗوﺟد ﻋل ﻣﺳﺗوى اﻟﺑﻠدﯾﺎت اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺔ ﻣﻔﺗﺷﯾﻪ أﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻛون
ﻣن أﻗﺳﺎم وﻫﻲ ﻗﺳم ﺗﺳﯾﯾر اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ،وﻗﺳم اﻟﺗﻌرﯾف واﻟﺟرد اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻌﻘﺎرات اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ
ﻟﻸﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ،و ﻗﺳم اﻟﺧﺑرات واﻟﺗﻘﺳﯾﻣﺎت اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ،و ﻗﺳم اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ،ﺗﻛون ﺗﺣت ﺳﻠطﺔ
رﺋﯾس اﻟﻣﻔﺗﺷﯾﺔ ،و ﻟﻛل ﻗﺳم ﻣﻬﺎم ﻣوﻛﻠﺔ ﻟﻪ،
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﺣﻣﺎﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ أوﺟد اﻟﻣﺷرع ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣدﻧﯾﺔ وﺣﻣﺎﯾﺔ ﺟزاﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺎل اﻟﻌﺎم ،وﻟﻘد ﺣﺎوﻟﻧﺎ
اﻹﺷﺎرة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب ﻟﻬذﯾن اﻟﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﻌﺎ وﻫﻣﺎ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ )اﻟﻔرع اﻷول(
واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻔرع اﻷول
وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ إﺧراج اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻣن داﺋرة اﻟﺗﻌﺎﻣل اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗرف ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ
اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻼ ﯾﻛون اﻟﻣﺎل ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗﺻرف ﻓﯾﻪ وﻻ ﻻﻛﺗﺳﺎﺑﻪ ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم وﻻ ﻟﻠﺣﺟز ﻋﻠﯾﻪ ،1وﻫذا ﻣﺎ ﺟﺎء
ﺑﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 689ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري " ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺗﺻرف
ﻓﻲ أﻣوال اﻟدوﻟﺔ أو ﺣﺟزﻫﺎ أو ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم "...
ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 04ﻓﻘرة 01ﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ و ﻻ ﻟﻠﺗﻘﺎدم و ﻻ ﻟﻠﺣﺟز ،و ﯾﺧﺿﻊ ﺗﺳﯾﯾرﻫﺎ ﻷﺣﻛﺎم ﻫذا
اﻟﻘﺎﻧون ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة اﻷﺣﻛﺎم اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ." ...
و ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 66ﻓﻘرة " ... 02و ﺗﺳﺗﻣد اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ
ﻣﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ:
-ﻣﺑﺎدئ ﻋدم ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﺗﺻرف ،و ﻋدم ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﺗﻘﺎدم ،و ﻋدم ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﺣﺟز ." ...
و ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘدم ﻓﺈن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ إﻧﻣﺎ ﺗظﻬر ﻓﻲ ﺛﻼث
ﺻور ﻫﻲ :ﻋدم ﺟواز اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ،ﻋدم ﺟواز اﻛﺗﺳﺎب اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم ،ﻋدم
2
ﺟواز اﻟﺣﺟز ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم.
1أﻧﺴﺎم ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ ﷲ"،اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻸﻣﻮال اﻟﻌﺎﻣﺔ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ")،ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺮاﻓﺪﯾﻦ ﻟﻠﺤﻘﻮق ،اﻟﻌﺪد ،25ﺳﻨﺔ ،2005ﻛﻠﯿﺔ
اﻟﺤﻘﻮق ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻤﻮﺻﻞ( ،ص316.
زﯾﺪي ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.172 .
2
104
أوﻻ :ﻋدم ﺟواز اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم
ﺗﻌﻧﻲ ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﻣﻧﻊ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ،و ﯾﻛون ﻣن
ﺷﺄﻧﻬﺎ ﻧﻘل ﻣﻠﻛﯾﺗﻪ ،أو ﺗرﺗﯾب أي ﺣق ﻋﯾﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﻐرض اﻟذي ﺧﺻص ﻟﻪ ﻫذا
1
اﻟﻣﺎل
ﺣﯾث ﯾﻘﺻد ﺑﻣﺿﻣون ﻫذا اﻟﻣﺑدأ إﺧراج اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن داﺋرة اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون ،أي
ﺗﺑﻘﻰ ﻟﻸﺷﺧﺎص اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺎ داﻣت ﺻﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ و ﻟن ﺗﺟري ﺑﺷﺄﻧﻬﺎ أي ﺗﺻرف ﻧﺎﻗل
ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ ،و إن ﻗﺎﻣت ﺑذﻟك ﻓﺈن ﺗﺻرﻓﻬﺎ ﺑﺎطل ﺑطﻼﻧﺎ ﻣطﻠﻘﺎ ،ﺣﺗﻰ و ﻟو اﺳﺗوﻓﻰ اﻟﻌﻘد إﺟراءات
اﻟﺷﻬر اﻟﻌﻘﺎري ،ﻓﻬو ﻣﻌرض ﻓﻲ أي وﻗت ﻟﻺﺑطﺎل ،و ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺣﻛم ﺑﻪ ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻪ ﻷن
2
ﻗﺎﻋدة ﻋدم ﺟواز اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم.
و ﻗد ﺗوﺣﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋدم ﺟواز اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم أﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺗﺻرف ﺑﺷﻛل ﻣطﻠق
ﻓﻲ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﺣﯾن أن ﻗﺎﻋدة ﻋدم ﺟواز اﻟﺗﺻرف ﻫﻲ ﻗﺎﻋدة ﻣؤﻗﺗﺔ ،إذ ﺗدو م ﻣﻊ
اﻟﺗﺧﺻﯾص ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم و ﺗزول ﺑزواﻟﻪ ،و اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أن ﻫذا اﻟﻣﻧﻊ ﺧﺎص ﺑﺈﺟراء اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ
اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﻛﺎﻟﺑﯾﻊ و اﻹﯾﺟﺎر و اﻟرﻫن و اﻟﻬﺑﺔ ،أﻣﺎ اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﻻ
ﺗﺗﻧﺎﻓﻰ ﻣﻊ اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﻠك اﻟﻌﻣوﻣﻲ ،و اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻹداري ﻓﻼ ﯾﺷﻣﻠﻬﺎ ﻫذا اﻟﻣﺑدأ،
ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺗﻼءم و طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻠك اﻟﻌﻣوﻣﻲ ،ﻛﺎﻟﺗﺑﺎدل ﺑﯾن اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﻛﺔ ﻟﻸﻣﻼك
3
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،أو ﻣﻧﺢ اﻷﻓراد ﺣق اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﻠك اﻟﻌﻣوﻣﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎﻻ ﺧﺎﺻﺎ.
ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 109ﻗﺎﻧون اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ " ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ ،إﻻ
طﺑﻘﺎ ﻟﻬذا اﻟﻘﺎﻧون ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن اﻷﺧرى ،و ﺣﺳب
اﻹﺟراءات اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﺗﺑﻌﺎ ﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻫذﻩ اﻷﻣﻼك".
و اﻟﺣﻛﻣﺔ ﻣن ﺗﻘرﯾر ﻗﺎﻋدة ﻋدم ﺟواز اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻲ ﻣﻧﻊ اﻧﺗﻘﺎل ﻣﻠﻛﯾﺔ
ﻫذﻩ اﻷﻣوال إﻟﻰ اﻟﻐﯾر ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﻧﻘطﻊ اﻟﺗﺧﺻﯾص ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
1اﻟﺤﻖ اﻟﻌﯿﻨﻲ ھﻮ ﺳﻠﻄﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻲء و ﺗﻨﻘﺴﻢ اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻌﯿﻨﯿﺔ إﻟﻰ أﺻﻠﯿﺔ و ﺗﺒﻌﯿﺔ ﻟﻠﺘﻔﺼﯿﻞ أﻛﺜﺮ أﻧﻈﺮ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺼﻐﯿﺮ
ﺑﻌﻠﻲ،اﻟﻤﺪﺧﻞ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ،دار اﻟﻌﻠﻮم ﻋﻨﺎﺑﺔ ،2006 ،ص .103.و ﻣﺎ ﺑﻌﺪھﺎ.
2ﺧﺎﻟﺪ ﻋﯿﺴﻰ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.13 .
3ﺑﻮﻣﺰﺑﺮ ﺑﺎدﯾﺲ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.94 .
105
و أﻫم اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣﺣظورة ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﻫﻲ:
-1ﻋدم ﺟواز ﺗﻛوﯾن ﺣﻘوق ﻋﯾﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ :و اﻷﻣر ﻫﻧﺎ ﻻ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ ﻧﻘل
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣﺻري ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ و إﻧﻣﺎ ﺑﻌﻣﻠﯾﺎت ﺗﺟزﺋﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻘوم ﻣن ﺧﻼل
ﺣق اﻻﻧﺗﻔﺎع أو اﻟرﻫن أو إﺟﺎر ة ﻟﻣدة طوﯾﻠﺔ.1
-2ﻋدم ﺟواز ﻧزع ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ :ﺗطرق اﻟﻣﺷرع إﻟﻰ ﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻣن أﺟل اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون 11/91اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻣن أﺟل اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺣﯾث ﻋرﻓﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة
26ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 30/90اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ طرﯾﻘﺔ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻣن طرق اﻗﺗﻧﺎء
اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﻛد ﻣن أن اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﻧزع
اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻗد ﻗﺎم ﻣﺳﺑﻘﺎ ﺑﻣﺣﺎوﻟﺔ ودﯾﺔ ﻣن أﺟل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻌﯾن اﻟﻣراد ﻧزع ﻣﻠﻛﯾﺗﻬﺎ ﻣن ﻣﺎﻟﻛﻬﺎ
2
اﻷﺻﻠﻲ.
رﻏم ذﻟك ﻓﺈن ﻫﻧﺎك ﺗﺻرﻓﺎت ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ اﻹدارة ﻟﻛﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ﺗﺧﺻﯾص اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم
ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﻘول ﺑﺄن ،ﻗﺎﻋدة ﻋدم ﺟواز اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻟﯾﺳت
ﻣطﻠﻘﺔ ،ﻟﻛن ﻫﻧﺎك ﺗﺻرﻓﺎت ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ اﻹدارة و ﻻ ﺗﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ﺗﺧﺻﯾص اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم
ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌرﻗل ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻟﻼﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻠﺣﻘوق اﻟﻣﻘررة ﻟﻸﻓراد ﺑﺷﺄﻧﻪ ،3و ﻣن ﻫذﻩ
اﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات
ﻗﺎﻋدة اﻻرﺗﻔﺎق ﻓﻲ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻻ ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻊ اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ ،ﺑل
ﺗﻣﺗد أﯾﺿﺎ ﻛذﻟك إﻟﻰ اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل ﺣﻘوﻗﺎ ﻋﯾﻧﯾﺔ ﻣدﻧﯾﺔ ﻛﺣق اﻻﻧﺗﻔﺎع و
ﺣﻘوق اﻻرﺗﻔﺎق ،إﻻ أن ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻗد أﻗر ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﺣﻘوق اﻻرﺗﻔﺎق اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺗب
4
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل ﻗﺑل اﻛﺗﺳﺎﺑﻪ اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ إذا ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻻرﺗﻔﺎﻗﺎت ﻻ ﺗﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ﺗﺧﺻﯾﺻﻪ.
1ﻣﺤﻤﺪ أﻧﺲ ﻗﺎﺳﻢ ﺟﻌﻔﺮ،اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻷﻣﻼك اﻹدارة واﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ،ط،.3.اﻟﺠﺰاﺋﺮ،1992 ،ص،.50.ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﺧﺎﻟﺪ
ﺑﺎﻋﯿﺴﻲ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.15.
2ﺧﺎﻟﺪ ﻋﯿﺴﻰ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.16 .
3ﺧﺎﻟﺪ ﻋﯿﺴﻰ ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.17 .
4ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ اﻟﺴﯿﺪ اﻟﺠﻮھﺮي اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.27 .
106
أﻣﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻘد أﺧذ ﻛذﻟك ﺑﻣﺑدأ ﺟواز ﺗﻘرﯾر ﺣﻘوق ارﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ،
وﻓﻘﺎ ﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ و ﻗد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 867ﻣﺎ ﯾﻠﻲ " :اﻻرﺗﻔﺎق ﺣق ﯾﺟﻌل ﺣدا
ﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﻋﻘﺎر ﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻘﺎر آﺧر ﻟﺷﺧص آﺧر ،و ﯾﺟوز أن ﯾﺗرﺗب اﻻرﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻣﺎل إن ﻛﺎن ﻻ
ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟذي ﺧﺻص ﻟﻪ ﻫذا اﻟﻣﺎل".
و ذﻟك دون أن ﯾﻔرق اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن ﺑﯾن اﻷﻣوال اﻟﺧﺎﺻﺔ و اﻟﻌﺎﻣﺔ.
و اﻧطﻼﻗﺎ ﻣﻣﺎ ذﻛر ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أﺟﺎر ﺗﻘرﯾر ﺣﻘوق اﻻرﺗﻔﺎق ﻟﺻﺎﻟﺢ
اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﻣﺎ أﺟﺎزت أﯾﺿﺎ ﺗﺣﻣﯾﻠﻬﺎ ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺟوار اﻟﺧﺎﺻﺔ ،إذا ﻛﺎن ذﻟك ﻻ ﯾﺗﻌﺎرض
ﻣﻊ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟذي ﺧﺻص ﻟﻪ ﻫذا اﻟﻣﺎل.
ﻫذﻩ اﻟﺗراﺧﯾص ﺳواء ﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ ﻗرارات إدارﯾﺔ أو ﻋﻘود إدارﯾﺔ ،ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻧد ﺻدورﻫﺎ ﻻ ﺗﻣس
ﺑﺣق و ﺣرﯾﺔ اﻟﺟﻣﻬور ﻓﻲ اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﺎﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ،إﻻ أن اﻹدارة ﻟﻬﺎ ﺣق أن ﺗﻠﻐﯾﻬﺎ ﻓﻲ أي
وﻗت ﺑﺣﺟﺔ اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم.
ﻗد ﯾﻧﺗﻔﻊ ﺷﺧص ﻣﺎ دون ﺷﺧص آﺧر ﺑﺟزء ﻣن ﻣﺎل ﻋﺎم ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻗرار إداري ﺗﺗﺧذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ،ﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟرﺧص ﻓﻲ :
1
-رﺧﺻﺔ اﻟوﻗف
-رﺧﺻﺔ اﻟطرﯾق.2
وﻫو اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺧﺎص ﻟﻸﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﺗم ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻋﻘد إداري ،و ﻣن أﻣﺛﻠﺔ ذﻟك
ﺗرﺧﯾص ﺑﺷﻐل ﺟزء ﻣن اﻟﺷﺎطﺊ أو ﺟزء ﻣن اﻷرض ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻟﺑﯾﻊ
اﻟﺳﻠﻊ ،3و ﻗد ﺣددت اﻟﻣﺎدة 169ﻓﻘرة 02ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 454/91ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن
ﻣﻧطﻘﯾﺎ ﯾﻘﺗرن ﻋدم ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﻌدم ﻗﺎﺑﻠﯾﺗﻬﺎ ﻟﻠﺗﻘﺎدم ،و ﯾﺗﻌﻠق
اﻷﻣر ﻫﻧﺎ ﺑﻘﺎﻋدة ﺗﺳﻣﺢ ﺑدورﻫﺎ ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣن أي ﺣﯾﺎزة ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم اﻟﻣﻛﺳب
ﺑﺎﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻟﻬذﻩ اﻷﻣﻼك ﻣن طرف اﻷﺷﺧﺎص و ﺗطﺑﯾق أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 827ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ و اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم اﻟﻣﻛﺳب ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ و اﻟﺗﻲ ﺗﻧص " ﻣن
ﺣﺎز ﻣﻧﻘوﻻ أو ﻋﻘﺎرا أو ﺣﻘﺎ ﻋﯾﻧﯾﺎ ﻣﻧﻘوﻻ ﻛﺎن أو ﻋﻘﺎرا دون أن ﯾﻛون ﻣﺎﻟﻛﺎ ﻟﻪ أو ﺧﺎﺻﺎ ﺑﻪ
ﺻﺎر ﻟﻪ ذﻟك ﻣﻠﻛﺎ ،إذا اﺳﺗﻣرت ﺣﯾﺎزﺗﻪ ﻟﻪ ﻣدة ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﺳﻧﺔ ﺑدو ن اﻧﻘطﺎع " ﻫذا اﻟﺗﻘﺎدم
ﻏﯾر ﻣﺳﻣوح ﺑﻪ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺣق ﻟﻺدارة ﻓﻲ أي وﻗت اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ
1
ﺑﺎﻟﻣﻠﻛﯾﺔ و اﻟﺣﯾﺎزة ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر دون أن ﯾﺣﺗﺞ ﺿدﻫﺎ ﺑﺳﻘوط ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ رﻓﻊ اﻟدﻋﺎوي ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم.
إن ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﻟﻬﺎ أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻷن اﻟدوﻟﺔ ﻧﺎدرا ﻣﺎ ﺗﻘوم ﺑﺎﻟﺗﺻرف ﻓﻲ ﻣﺎل ﻣن أﻣواﻟﻬﺎ ﻧظرا
ﻟﺧﺿوﻋﻬﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون ،و ﺧوف ﻣو ظﻔﯾﻬﺎ ﻣن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬذا اﻟﺗﺻرف ﻟﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﻪ ﻣن ﺗﺑﻌﺎت ﻗد
ﺗﺿر ﺑﻬم ،ﻟﻛن ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺣﺎﻻت ﯾﻣﻛن أن ﯾﻘوم اﻷﻓراد ﺑﺎﻟﺗﻌدي ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﺎل ﺑوﺿﻊ
ﯾدﻫم ﻋﻠﯾﻪ ،ﺛم ﯾﻣﺿﻰ اﻟوﻗت اﻟﻼزم ﻟﺗرﺗﯾب ﺣق ﻟﻬم ﻋﻠﯾﻪ ،و ﻫو ﺣق اﻟﺗﻣﻠك ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم و ﻓق ﻗواﻋد
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،و ﻫﻧﺎ ﺗظﻬر أﻫﻣﯾﺔ ﻗﺎﻋدة ﻋدم ﺟواز اﻛﺗﺳﺎب اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم،
و ذﻟك أن إﻫﻣﺎل اﻹدارة أو ﺳﻛوﺗﻬﺎ أو ﺗﺳﺎﻣﺣﻬﺎ ﻋن ﻋﻣل ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﺑدون
ﻣواﻓﻘﺗﻬﺎ ،ﻟﯾس ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾؤدي إﻟﻰ زوال ﺗﺧﺻﯾص اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻷن اﻟﺗرك أو
اﻟﺳﻛوت ﻣن ﺟﺎﻧب اﻹدارة ﻻ ﯾؤدي إﻟﻰ ز وال اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋن اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ،وﻣن ﺛﻣﺔ ﻋدم
ﺟواز ﺗﻣﻠك اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم أو ﺑوﺿﻊ اﻟﯾد ﻟﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻣن ﺗﺧﺻﯾص ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و
و اﻟﻣﻧطق ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﺗﻘﺗﺻر ﺗﻠك اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺑﻌﺎد اﻟﺗﻘﺎدم ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺳﺑﺑﺎ ﻣن
أﺳﺑﺎب ﻛﺳب اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،ﺑل ﺗﻧﺳﺣب ﺗﻠك اﻟﻘﺎﻋدة إﻟﻰ أﺳﺑﺎب أﺧرى ﺗؤدي إﻟﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻓﻲ
ﺳﺎﺋر اﻟﺣﺎﻻت و ﻋﻠﻰ ﻫذا ﻻ ﺗﻧطﺑق ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺣﯾﺎزة ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻘول ﺳﻧد اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،و
ﺗﻣﻠﻛﻪ ﺑﺎﻟﺣﯾﺎزة ﻣﻊ اﻟﺳﻧد اﻟﺻﺣﯾﺢ و ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ،ﻷن اﻟﻘﺎﻋدة ﺗﻔرض أن اﻟﻣﻧﻘول ﻣﻣﺎ ﯾﺟوز
ﺗداوﻟﻪ و اﻧﺗﻘﺎﻟﻪ ﻣن ذﻣﺔ إﻟﻰ أﺧرى وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻋدة اﻟﻣدﻧﯾﺔ.
و ﻣن ﺛﻣﺔ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺧص اﻹداري ﺻﺎﺣب اﻟﻣﻧﻘول أن ﯾﺳﺗردﻩ ﺗﺣت أي ﯾد ﻛﺎن دون أن
ﯾﻠﺗزم ﺑدﻓﻊ ﺗﻌوﯾض ﻟﻠﻣﺷﺗري ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ.
و ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﻧﻊ اﻷﻓراد ﻣن اﻛﺗﺳﺎب اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻘﺎدم ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺷﻣل أﯾﺿﺎ
ﻣﻧﻌﻬم ﻣن اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن دﻋﺎوى اﻟﺣﯾﺎزة ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﯾﺎزﺗﻬم ﻟﻬذﻩ اﻷﻣﻼك ،و ذﻟك ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻌدم
ﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟﺣﯾﺎزة أﺻﻼ ،2وأن ﻫذﻩ اﻟدﻋوى ﺷرﻋت ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﯾﺎزة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،و ﺣﯾﺎزة اﻷﻓراد
ﻟﻸﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻌد ﺣﯾﺎزة ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ ﻓﻲ ﻧظر اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻼ ﺗﺣﻣﯾﻬﺎ ،ﻓﻘﺎﻋدة ﻋدم ﺟواز
اﻛﺗﺳﺎب اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم إﻧﻣﺎ ﺷرﻋت ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻹدارة ﻓﻘط ،ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻟﻐﯾرﻫﺎ اﻻﺣﺗﺟﺎج ﺑﻬﺎ،
ﻛﻣﺎ أن ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة و ﺑﻌد ﺻدور اﻟﻘﺎﻧون 30/90اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم،
ﻟم ﺗﻌد ﻫذﻩ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺗﻣﺗد ﻷﻣوال اﻟدوﻟﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑل اﻗﺗﺻرت ﻋﻠﻰ أﻣواﻟﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻘط و ﻫذا
ﺑﻧص اﻟﻣﺎدة 04ﻣﻧﻪ " اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ و ﻻ ﻟﻠﺗﻘﺎدم و ﻻ
3
ﻟﻠﺣﺟز"...
و ﻹﺑراز أﻫم اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ ﻋدم ﺟواز اﻛﺗﺳﺎب اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم
ﻧﺗطرق ﻟﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-1ﻋدم ﺟواز ﻛﺳب اﻷﻓراد ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻋن طرﯾق وﺿﻊ اﻟﯾد :و ﻫو اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ ﻛﺳب اﻷﻓراد
ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺑوﺿﻊ أﯾدﯾﻬم ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟﻣدة ﻣن اﻟزﻣن ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻘﺎدم اﻟﻣﻛﺳب ،و ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ
أ -اﻻﻟﺗﺻﺎق :ﺣﯾث ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 780ﻗﺎﻧون ﻣدﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " إن ﻣﺎﻟﻛﻲ اﻷراﺿﻲ ﻟﻠﻣﯾﺎﻩ اﻟراﻛدة
ﻛﻣﯾﺎﻩ اﻟﺑﺣﯾرات و اﻟﺑرك ﻻ ﯾﻣﻠﻛون اﻷراﺿﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻛﺷف ﻋﻧﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﻣﯾﺎﻩ و ﻻ ﺗزول ﻣﻠﻛﯾﺗﻬم
ﻋن اﻷراﺿﻲ اﻟﺗﻲ طﻐت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﯾﺎﻩ" و ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة " 781اﻷراﺿﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﺣوﻟﻬﺎ اﻟﻧﻬر ﻣن
ﻣﻛﺎﻧﻬﺎ أو ﯾﻧﻛﺷف ﻋﻧﻬﺎ ،و اﻟﺟزر اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻛون ﻓﻲ ﻣﺟراﻩ ﺗﻛون ﻣﻠﻛﯾﺗﻬﺎ ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻘواﻧﯾن
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ".
ب -اﻟﺣﯾﺎزة ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻘول ﺑﺣﺳن ﻧﯾﺔ ﺳﻧد اﻟﺣﺎﺋز :ﺗﻔرض ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﺟواز ﺗداول اﻟﻣﻧﻘول و
اﻧﺗﻘﺎﻟﻪ ﻣن ﯾد ﻷﺧرى ،ﻟﻛن ﻫذا ﻻ ﯾﺗﻔق ﻣﻊ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﺣﺗﺟﺎج ﺑﻪ
ﻟﺗﻣﻠك اﻟﻣﻧﻘوﻻت اﻟداﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟذﻟك ﯾﺟوز ﻟﻺدارة أن ﺗﺳﺗرد اﻟﻣﺎل
اﻟﻌﺎم اﻟﻣﻧﻘول ﻣن ﺗﺣت ﺣﺎﺋزﻩ و ﻟو ﻛﺎن ﻫذا اﻟﺣﺎﺋز ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ،و إن ﻛﺎن اﻟﻣﺎل ﺿﺎع و اﺷﺗراﻩ
ﺣﺎﺋز ﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ ،ﻓﺈن اﻹدارة ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﺳﺗردﻩ ﻣﻧﻪ دون إﻟزاﻣﻬﺎ ﺑرد اﻟﺛﻣن ﻟﻠﻣﺷﺗري ،ﺣﺗﻰ و
إن ﻛﺎن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻗد اﺷﺗرى اﻟﻣﻧﻘول اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﺳوق ﻋﺎﻣﺔ.1
ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﺑدأ ﻋدم ﺟواز اﻛﺗﺳﺎب اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم أن واﺿﻊ اﻟﯾد ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﯾﻧدرج
ﺿﻣن اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة اﻟﺣﯾﺎزة ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻣدة وﺿﻊ اﻟﯾد ،و
إن ﺣدث و أن ﻧﺎل ﻫذﻩ اﻟوﺛﯾﻘﺔ ﻓﻬﻲ ﺑﺎطﻠﺔ ،و ﻛذﻟك ﻋﻘد اﻟﺷﻬرة ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻛذﻟك.
ﺣﯾث ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 02ﻓﻘرة 02ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي 254/91اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻛﯾﻔﯾﺔ إﻋداد ﺷﻬﺎدة
اﻟﺣﯾﺎزة و ﺗﺳﻠﯾﻣﻬﺎ " ﻻ ﺗﻘﺑل اﻟﻌرﯾﺿﺔ إﻻ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺣﯾﺎزة ﻣﻣﺎرﺳﺔ وﻓق أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 413ﻣن
ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل و ﻛﺎن اﻷﻣر ﻣﺗﻌﻠﻘﺎ ﺑﺄراﺿﻲ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ
2
اﻟﺗﻲ ﺗﺣرر ﻋﻘودﻫﺎ و ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺑﻠدﯾﺔ أو ﺟزء ﻣن ﺑﻠدﯾﺔ ﻟم ﯾﺗم ﻣﺳﺢ اﻷراﺿﻲ ﻓﯾﻬﺎ"
ﻓﻘد ﺧول اﻟﻣﺷرع ﻟﻺدارة وﻗف اﻟﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﻛذﻟك ﻫدم ﺑﻧﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻠك ﻋﺎم
،ﻛﻣﺎ ﺧول اﻟﻣﺷرع ﻟﻺدارة رﻓﻊ دﻋوى اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ﻓﻲ أي وﻗت ﺗﺷﺎء و ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا ﻏﯾر ﻣﺣدد
ﺑﻣدة ،ﻛون دﻋوى اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗطﺑق ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك
اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﯾﻘﺿﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻋدم ﺟواز اﺗﺧﺎذ أي إﺟراء ﻣن إﺟراءات اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﺑري ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم،
ﻷﻧﻪ إذا ﻛﺎن ﻻ ﯾﺟو ز اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم اﺧﺗﯾﺎرا ،ﻓﻣن ﺑﺎب أوﻟﻲ ﻻ ﯾﺟوز ﺑﯾﻌﻪ ﺟﺑرا ﻧﺗﯾﺟﺔ
اﻟﺣﺟز ﻋﻠﯾﻪ ،و ﻣﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺣﺟز ﻋﻠﯾﻪ.
و اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﺄﺻل ﻋﺎم ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺣﺟز ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣﻧﻘوﻻ أو ﻋﻘﺎرا و ﻫذا ﻣﺎ
ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 636ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ " ﻓﺿﻼ ﻋن اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ
ﺗﻧص اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺟواز اﻟﺣﺟز ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺣﺟز ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-1اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ أو ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ أو ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت ذات اﻟﺻﯾﻐﺔ اﻹدارﯾﺔ
ﻣﺎ ﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟك.
1
-2اﻷﻣوال اﻟﻣوﻗوﻓﺔ وﻗﻔﺎ ﻋﺎﻣﺎ أو ﺧﺎﺻﺎ ﻣﺎ ﻋدا اﻟﺛﻣﺎر و اﻹﯾرادات".
و ﺗﺟد ﻗﺎﻋدة ﻋدم ﺟواز اﻟﺣﺟز ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم أﺳﺎﺳﻬﺎ أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة 689ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻣدﻧﻲ " ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ أﻣوال اﻟدوﻟﺔ أو ﺣﺟزﻫﺎ أو ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم ﻏﯾر أن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ
ﺗﺧﺻص ﻫذﻩ اﻷﻣوال ﻹﺣدى اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 688ﺗﺣدد ﺷروط إدارﺗﻬﺎ ،و
ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء ﺷروط اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ" .و أﯾﺿﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 04و 66ﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ
،و اﻟﺣﻛﻣﺔ ﻣن ﺗﻘرﯾر ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻫو اﻟﺗﺧﺻﯾص ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﻼ ﯾﺟوز اﺗﺧﺎذ طرق اﻟﺗﻧﻔﯾذ
اﻟﺟﺑري ﻋﻠﻰ أﻣوال اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﺟوز اﻟﺣﺟز ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﻧص ﺟﺎء ﺻرﯾﺣﺎ ﻓﻲ
1ﻗﺎﻧﻮن رﻗﻢ 09 / 08ﯾﺘﻀﻤﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ و اﻹدارﯾﺔ ،ﻣﺆرخ ﻓﻲ 25ﻓﺒﺮاﯾﺮ ،2008ج.ر ،.21 .ﻣﺆرﺧﺔ ﻓﻲ:
.2008/04/23
111
اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺟواز اﻟﺣﺟز ﻋﻠﻰ أﻣوال اﻟدوﻟﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻋﻘﺎرات أو ﻣﻧﻘوﻻت ،1و اﻟﺣﻛﻣﺔ
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻫﻲ اﻓﺗراض ﻣﻼءة اﻟدوﻟﺔ و ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﯾن و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ
ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬﺎ دون ﺿﻐط و ﻻ إﻛراﻩ.
و ﯾﺗﻣﺣور ﻣﺿﻣون ﻣﺑدأ ﻋدم ﺟواز اﻟﺣﺟز ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﺿر أو ﻣﻧﻊ اﺗﺧﺎذ أي
إﺟراء ﻣن إﺟراءات اﻟﺣﺟز ﻣن ﻗﺑل اﻷﻓراد ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ،ﻣن أﺟل إﺟﺑﺎر اﻹدار ة ﻋﻠﻰ
اﻟوﻓﺎء ﺑدﯾوﻧﻬﺎ اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻫؤﻻء اﻷﻓراد ،و ﯾطﺎل ﻫذا اﻟﺣﺿر ﺟﻣﯾﻊ أﻧواع اﻟﺣﺟوز ،ﺣﺟوز
ﺗﺣﻔظﯾﺔ أو ﺣﺟوز ﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺑﻛل أﻧواﻋﻬﺎ ،و أﯾﺿﺎ ﻣن ﺣﺟز اﻟﻣﻧﻘول ﻟدى اﻟﻣدﯾن ،أو ﺣﺟز ﻣﺎ
ﻟﻠﻣدﯾن ﻟدى اﻟﻐﯾر ،أو اﻟﺣﺟز اﻟﻌﻘﺎري ،و اﻟﺛﺎﺑت أن ﺣﺿر اﻟﺣﺟوز ﯾﻧطﺑق ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻣوال
ﻋﻘﺎرات أو ﻣﻧﻘوﻻت ،و إذا ﻛﺎن اﻟﺧﻼف ﯾدور ﺣول ﺟواز أو ﻋدم ﺟواز اﻟﺣﺟز ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال
اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ و ﺟﻣﺎﻋﺎﺗﻬﺎ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ و اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﺻري ،ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد
ﻓﺻل ﻓﻲ ﻫذا ﺑﻌدم اﻟﺣﺟز ﻋﻠﻰ أﻣوال اﻟدوﻟﺔ و ﺟﻣﺎﻋﺎﺗﻬﺎ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻋﺎﻣﺔ أو
ﺧﺎﺻﺔ ،و اﻟذي ﯾﺟد أﺳﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﻓرﺿﯾﺔ ﻣﻼءة ذﻣﺔ اﻟدوﻟﺔ ،إذ أن اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﺑري ﻋﻠﻰ أﻣواﻟﻬﺎ ﻗد
ﯾﻬز اﻟﺛﻘﺔ ﻓﯾﻬﺎ ،و ﻓﻲ ﺗﺻرﻓﺎﺗﻬﺎ ﻷن اﻟدوﻟﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﺻطﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻣﯾﺗﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﻣدﯾن ﺷرﯾف.
و ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ ﻋدم ﺟواز اﻟﺣﺟز ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻋدم ﺟواز
ﺗﻘرﯾر ﺣﻘوق ﻋﯾﻧﯾﺔ ﺗﺑﻌﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷﻣوال ،ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻟﻠدﯾون اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻐل ذﻣﺔ اﻟدوﻟﺔ أو ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن
اﻷﺷﺧﺎص اﻹدارﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﻫذا ﻻ ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻷﻣوال ﻣﺣل رﻫون رﺳﻣﯾﺔ أو
2
ﺣﯾﺎزﯾﺔ أو ﻟﺣﻘوق اﻣﺗﯾﺎز أو اﺧﺗﺻﺎص.
-1ﻋدم ﺗرﺗﯾب ﺣﻘوق ﻋﯾﻧﯾﺔ ﺗﺑﻌﯾﺔ :و اﻟﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﻫذا أﻧﻬﺎ ﺗﻣﻧﺢ ﻷﺻﺣﺎﺑﻬﺎ ﺣﻘوﻗﺎ ﻻ ﯾﺗﻣﺗﻊ
ﺑﻬﺎ ﻏﯾرﻫم ﻣن اﻟداﺋﻧﯾن اﻟﻌﺎدﯾﯾن ﻣﺛل ﺣق اﻷﻓﺿﻠﯾﺔ ،و ﺣق اﻟﺗﺗﺑﻊ ﻋﻧد ﺑﯾﻊ اﻷﻣوال اﻟﻣﺣﻣﻠﺔ ﺑﻬذﻩ
-2ﻣﺑدأ ﻋدم ﺟواز اﻟﺣﺟز ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﻣن
اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،أي أن ﻟﻛل ذي ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﻬﺎ ،و ﻓﻲ أي ﻣرﺣﻠﺔ ﻛﺎﻧت
ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟدﻋوى ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺛﯾرﻩ ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ أي ﻣرﺣﻠﺔ ﻣن ﻣراﺣل
اﻟدﻋوى ﻛذﻟك ،ﺑﺣﯾث ﯾﻘﻊ اﻟﺣﺟز ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎ ﺑﺎطﻼ ﺑطﻼﻧﺎ ﻣطﻠﻘﺎ ﻟﺗﻌﻠﻘﻪ ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم.
-3ﻛذﻟك ﻓﺈن ﻗﺎﻋدة ﻋدم ﺟو از اﻟﺣﺟز ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻘﺗﺿﻲ ﻻ ﻣﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺟواز ﻓرض
اﻟﺣراﺳﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻬﺎ.
-4ﻛﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ ﻋدم ﺟواز اﻟﺣﺟز ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻋدم ﺳرﯾﺎن أﺣﻛﺎم ﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ
ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻷﻣوال و ذﻟك ﺣﺗﻰ ﺗﺑﻘﻰ ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟﻌﺎم اﻟذي أﻧﺷﺄت ﻣن أﺟل
إﺷﺑﺎﻋﻪ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﺑﺣﻛم ﺗﺧﺻﯾﺻﻪ ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﺧدﻣﺔ اﻟﺟﻣﻬور ،و ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻻﺳﺗﻣرار ﻫذﻩ
اﻟﺧدﻣﺔ ،ﯾﺣظﻰ ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺣظﻰ ﺑﺎﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ و اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺗدﺧل
اﻟﻣﺷرع و ﻗﺎم ﺑﻔرض ﻋﻘوﺑﺎت ﻟﻛل ﻣن ﺗﺳول ﻟﻪ ﻧﻔﺳﻪ اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﺎل ،ﻓﻛل اﻋﺗداء
ﻣﺎدي ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷﻣوال ﯾﺳﺗوﺟب ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﺟز اء اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﺣﺗﻰ ﻟو ﻛﺎن ﻫذا اﻻﻋﺗداء ﻧﺗﯾﺟﺔ إﻫﻣﺎل
أو ﻋدم اﺣﺗﯾﺎط.
و اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛﻔل اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻ ﯾﺟﻣﻌﻬﺎ ﺗﺷرﯾﻊ واﺣد ،و
إﻧﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﺗﻌددة و ﻣﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد و ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻪ
و ﻗﺎﻧون اﻟﻣﯾﺎﻩ و اﻟﻐﺎﺑﺎت و اﻟطرق اﻟﻌﺎﻣﺔ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻣﺎ ﻗررﻩ ﻗﺎﻧون اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ و
1ﺣﻖ اﻻﺧﺘﺼﺎص ھﻮ ﺣﻖ ﻋﯿﻨﻲ ﺗﺒﻌﻲ ﯾﺘﺮﺗﺐ ﺑﺄﻣﺮ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻠﺪاﺋﻦ اﻟﺬي ﺑﯿﺪه اﻟﺤﻜﻢ واﺟﺐ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎر ﻣﻤﻠﻮك ﻟﻠﻤﺤﻜﻮم
ﻋﻠﯿﮫ ،ﯾﺨﻮل ﻟﮫ أن ﯾﺘﻘﺪم ﻋﻠﻰ اﻟﺪاﺋﻨﯿﻦ اﻟﻌﺎدﯾﯿﻦ و اﻟﺪاﺋﻨﯿﻦ ذوي اﻟﺤﻘﻮق اﻟﻌﯿﻨﯿﺔ اﻟﺘﺒﻌﯿﺔ اﻟﺘﺎﻟﯿﯿﻦ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ،ﻓﻲ اﺳﺘﻔﺎء ﺣﻘﮫ ﻣﻦ
ﺛﻤﻦ ذﻟﻚ اﻟﻌﻘﺎر ﻓﻲ أي ﯾﺪ ﻛﺎن ﻓﺄﺛﺮ ﺣﻖ اﻻﺧﺘﺼﺎص ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻵﺛﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺮھﻦ اﻟﺮﺳﻤﻲ.
113
اﻟدﺳﺗور ،و ﻟدراﺳﺔ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻗﺳﻣﻧﺎﻩ ﻟﻘﺳﻣﯾن ،اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ،و
اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﺷﺧص اﻟﻌﺎدي.
أوﻻ :اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻣن ﻗﺑل اﻟﺷﺧص اﻟﺷﺎﻏل ﻟﻠوظﯾﻔﺔ ) اﻟﻣوظف ( :ﻗﺑل اﻟﺗطرق
إﻟﻰ ﺟراﺋم اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻣوظف ﺳوف ﻧﺗطرق إﻟﻰ ﺗﻌرﯾف اﻟﻣوظف.
ﻣﻔﻬوم اﻟﻣوظف ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ﯾﺧﺗﻠف ﻋن ﻣﻔﻬوم اﻟﻣوظف ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻟﻛن
اﻟﻣوظف ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻫو ﯾد اﻹدارة ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻧﺷﺎطﻬﺎ.
و اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﺿﻊ ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻣﺣددا ﻟﻠﻣوظف ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري و إﻧﻣﺎ اﻛﺗﻔﻰ
ﺑﺑﯾﺎن اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﺗﻧطﺑق ﻋﻠﯾﻬم ﺻﻔﺔ اﻟﻣوظف ،و ﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 04ﻣن
اﻷﻣر 03/06و اﻟﺗﻲ ﻧﺻت " ﯾﻌﺗﺑر ﻣوظﻔﺎ ﻛل ﻋون ﻋﯾن ﻓﻲ وظﯾﻔﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ داﺋﻣﺔ و رﺳم ﻓﻲ
1
رﺗﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻠم اﻹداري ،اﻟﺗرﺳﯾم ﻫو اﻹﺟراء اﻟذي ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﺗﺛﺑﯾت اﻟﻣوظف ﻓﻲ رﺗﺑﺗﻪ"
أﻣﺎ اﻟﻣوظف ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻓﻘد ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 141ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت و اﻟﺗﻲ
ﻛﺎﻧت ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ " ﻛل ﻗﺎﺿﻲ أو ﻣوظف أو ﺿﺎﺑط ﻋﻣوﻣﻲ ﯾﺑدأ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ أﻋﻣﺎل وظﯾﻔﺗﻪ ﻗﺑل أن
ﯾؤدي ﺑﻔﻌﻠﻪ اﻟﯾﻣﯾن اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﻬﺎ ﯾﺟوز ﻣﻌﺎﻗﺑﺗﻪ ﺑﻐراﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن 500إﻟﻰ 1000دج".
و اﻟﻣﺎدة "142ﻛل ﻗﺎض أو ﻣوظف أو ﺿﺎﺑط ﻋﻣوﻣﻲ ﻓﺻل أو ﻋزل أو أوﻗف أو ﺣرم ﻗﺎﻧوﻧﺎ
ﻣن وظﯾﻔﺗﻪ "...
ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 02ﻣن اﻟﻘﺎﻧون " 01/06ﯾﻘﺻد ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﺑﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ:
أ " -اﻟﻔﺳﺎد " ﻛل اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﺎب اﻟراﺑﻊ ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون.
-1ﻛل ﺷﺧص ﯾﺷﻐل ﻣﻧﺻﺑﺎ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺎ أو ﺗﻧﻔﯾذﯾﺎ أو إدارﯾﺎ أو ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ أو ﻓﻲ أﺣد اﻟﻣﺟﺎﻟس
اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺧﺑﺔ ،ﺳواء أﻛﺎن ﻣﻌﯾﻧﺎ أو ﻣﻧﺗﺧﺑﺎ ،داﺋﻣﺎ أو ﻣؤﻗﺗﺎ ،ﻣدﻓوع اﻷﺟر أو ﻏﯾر
ﻣدﻓوع اﻷﺟر ،ﺑﺻرف اﻟﻧظر ﻋن رﺗﺑﺗﻪ أو أﻗدﻣﯾﺗﻪ.
1اﻷﻣﺮ 03/06اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 15ﯾﻮﻟﯿﻮ ،2006اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻮظﯿﻔﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ ،ج.ر ،.46 .ﻣﺆرﺧﺔ ﻓﻲ
.2006/07/16
114
-2ﻛل ﺷﺧص آﺧر ﯾﺗوﻟﻰ و ﻟو ﻣؤﻗﺗﺎ وظﯾﻔﺔ أو وﻛﺎﻟﺔ ﺑﺄﺟر أو ﺑدون أﺟر ،و ﯾﺳﺎﻫم ﺑﻬذﻩ
اﻟﺻﻔﺔ ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ ﻫﯾﺋﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ أو ﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ أو أي ﻣؤﺳﺳﺔ أﺧرى ﺗﻣﻠك اﻟدوﻟﺔ ﻛل أو
ﺑﻌض رأﺳﻣﺎﻟﻬﺎ أو أﯾﺔ ﻣؤﺳﺳﺔ أﺧرى ﺗﻘدم ﺧدﻣﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ.
-3ﻛل ﺷﺧص آﺧر ﻣﻌروف ﺑﺄﻧﻪ ﻣوظف ﻋﻣوﻣﻲ أو ﻣن ﻓﻲ ﺣﻛﻣﻪ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ و اﻟﺗﻧظﯾم
1
اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﻣﺎ ." ...
و ﯾﺑدوا أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﺟراﺋم اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ،ﻗد ﻗﺻد ﻓﻲ اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ
ﺗﺣدﯾد ﻣدﻟول اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻟﺗوﻓﯾر أﻛﺑر ﻗدر ﻣن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺎل اﻟﻌﺎم ،و اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ
ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﻹﻫﻣﺎل أو اﻟﺗﺑدﯾد أو اﻹﺗﻼف أو اﻟﺗﺧرﯾب أو ﻏﯾر ذﻟك.
-2ذو اﻟوﻛﺎﻻت اﻟﻧﯾﺎﺑﯾﺔ و ﻫم ﻛﺎﻓﺔ أﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ و ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ و
اﻟﻣﻧﺗﺧﺑون ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ.
-3ﻛل ﻣن ﯾﺗوﻟﻰ وظﯾﻔﺔ أو وﻛﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣرﻓق ﻋﺎم ،أو ﻓﻲ ﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ أو ذات رأس ﻣﺎل
-4ﻛل ﻣن ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟﻣوظف ،و ﯾﻧطﺑق ﻣﻔﻬوم ﻣن ﻓﻲ ﺣﻛم اﻟﻣوظف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﯾن
اﻟﻌﺳﻛرﯾﯾن و اﻟﻣدﻧﯾﯾن ﻟﻠدﻓﺎع اﻟوطﻧﻲ و اﻟﺿﺑﺎط اﻟﻌﻣوﻣﯾﯾن.
1ﻗﺎﻧﻮن رﻗﻢ 01/06 :ﻣﺆرخ ﻓﻲ 20ﻓﺒﺮاﯾﺮ 2006ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻮﻗﺎﯾﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺴﺎد و ﻣﻜﺎﻓﺤﺘﮫ ،ج .ر ،.14 .ﻣﺆرﺧﺔ ﻓﻲ
.2006/03/08
2زاﯾﺪي ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ،اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.205 .
115
و أﺑرز ﺟراﺋم اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻣوظف اﻟﻌﻣوﻣﻲ ،و ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗﺎﻧون
اﻟﻌﻘوﺑﺎت و اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد و ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻪ و ﺑﻌض اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻫﻲ:
-1ﺟرﯾﻣﺔ اﺧﺗﻼس اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻏﯾر ﺷرﻋﻲ .
-2ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐدر.
و ﻫﻧﺎك ﺟراﺋم أﺧرى ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ و ﺟراﺋم اﻟﺗﺧرﯾب و اﻟﺳرﻗﺔ ﻟﻠﻣﺎل اﻟﻌﺎم.
و ﺟراﺋم ﻋدم اﻹﺑﻼغ ﻋن اﻟﺟراﺋم و ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺟراﺋم.
و ﻗد وردت ﺟراﺋم اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻘﺳم اﻷول ﻣن اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت
اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻣواد ﻣن 119إﻟﻰ ،143و ﯾﺿم طﺎﺋﻔﺔ ﻣن اﻟﺟراﺋم ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﺣﯾث اﻷرﻛﺎن و
اﻟﻌﻘوﺑﺎت و ﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ أن أﻏﻠﺑﻬﺎ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﻓﻲ
ﻣﺟﻣوﻋﻬﺎ ﺟراﺋم وظﯾﻔﯾﺔ و إن ﻛﺎن ﺑﻌﺿﻬﺎ ﯾﻘﻊ ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣوظف ،و ﻟﻣﺎ ﺻدر اﻟﻘﺎﻧون رﻗم
01/06اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد و ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻪ ﺗم إﻟﻐﺎء ﻋدد ﻣن اﻟﻣواد ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت و
1
ﺗم ﺗﻌوﯾﺿﻬﺎ ﺑﻣواد أﺧرى ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون و ﻣن أﺑرز ﺟراﺋم اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال.
ﺟرﯾﻣﺔ اﺧﺗﻼس أﻣوال اﻟدوﻟﺔ و أﻣوال اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﻣﺻﺎرف و
اﻟﺑﻧوك ،و اﻟﺷرﻛﺎت ﯾﻘﻊ ﻋﺎدة ﻣن ﻣوظﻔﻲ اﻟدوﻟﺔ و إطﺎراﺗﻬﺎ ،ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد ﺣﺎول ﻣن
ﺧﻼل ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،وﻗﺎﻧون اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد و ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻪ ،ﺑﺎﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن أﺧطﺎر
2
ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم.
و ﺗﻌد ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺧﺗﻼس ﺻورة ﻣن ﺻور اﻻﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻐﯾر وﺟﻪ ﺣق ،و
ﻗد ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 29اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر و اﻟواﻗﻊ أن ﻫذا اﻟﻧص ﯾﺣﻣﻲ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم و اﻟﻣﺎل
1
اﻟﺧﺎص ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء ﻣﺗﻰ ﻋﻣد ﺑﻪ اﻟﻣوظف اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﺑﺣﻛم وظﺎﺋﻔﻪ أو ﺑﺳﺑﺑﻬﺎ.
ﺗﻘوم ﺟرﯾﻣﺔ اﺧﺗﻼس اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ ﺛﻼث أرﻛﺎن ﻫﻲ :اﻟرﻛن اﻟﻣﻔﺗرض و ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺻﻔﺔ
اﻟﺟﺎﻧﻲ،و اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي و ﻫو ﻓﻌل اﻻﺧﺗﻼس ،اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي و ﻫو اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ.
ﺗﻔﺗرض ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺧﺗﻼس أن ﺗﺗوﻓر ﺻﻔﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑﺄن ﯾﻛون ﻣوظﻔﺎ ﻋﺎﻣﺎ ،و
ﺗﺷﻣل ﻛل ﻣوظف ﯾﺧﺗﻠس ﻣﺎﻻ وﺟد ﻓﻲ ﺣﯾﺎزﺗﻪ ﺑﺣﻛم وظﯾﻔﺗﻪ أو ﺑﺳﺑﺑﻬﺎ ،و ﻣن ﺛﻣﺔ ﯾﻐدوا
اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣوظف ﺑﺣﯾﺎزة اﻟﻣﺎل ﻋﻧﺻرا ﻣﻛﻣﻼ ﻟﻠﺻﻔﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،أي ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻣﺧﺗﺻﺎ
ﺑﺣﯾﺎزة أﻣوال ﺑﺎﺳم اﻟدوﻟﺔ و ﻟﺣﺳﺎﺑﻬﺎ ،و ﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أن ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺧﺗﻼس ﻻ ﺗﻘوم إذا اﻧﺗﻔت ﻋن
اﻟﻣﺗﻬم ﺻﻔﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ،أو ﻛﺎن ﻣوظﻔﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻟﻛﻧﻪ ﻻ ﯾﺧﺗص ﺑﺣﯾﺎزة اﻟﻣﺎل اﻟذي اﺳﺗوﻟﻰ
ﻋﻠﯾﻪ ،و ﻗد ﯾﻌد اﻟﻔﻌل ﺣﯾﻧﺋذ ﺧﯾﺎﻧﺔ أﻣﺎﻧﺔ ،أو ﺳرﻗﺔ أو ﻧﺻﺑﺎ أو ﺟرﯾﻣﺔ اﺳﺗﯾﻼء ﺑﻐﯾر وﺟﻪ ﺣق
ﻋﻠﻰ ﻣﺎل ﻋﺎم.
و ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺣﻘق اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺧﺗﻼس ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻣوﺿوﻋﻪ ﻣﺎﻻ وﺟد ﻓﻲ
ﺣﯾﺎزة اﻟﻣوظف ﺑﺣﻛم وظﯾﻔﺗﻪ أو ﺑﺳﺑﺑﻬﺎ ،و ﻣن ﺛﻣﺔ ﯾﻧﻘﺳم اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺧﺗﻼس إﻟﻰ
1
ﻋﻧﺻرﯾن ،أﺣدﻫﻣﺎ ﻫو اﻟﻣﺎل ﻣوﺿوع اﻻﺧﺗﻼس ،و اﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻻﺧﺗﻼس.
-ﻓﻌل اﻻﺧﺗﻼس :و ﻫو ﻗﯾﺎم اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑﺎﺧﺗﻼس اﻟﻣﺎل اﻟذي ﻫو ﺑﺣوزﺗﻪ ﺑﺳﺑب اﻟوظﯾﻔﺔ ،ﺣﯾث أن
اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻫﻧﺎ ﯾﻛون ﺣﺎﺋزا ﻟﻠﻣﺎل ﺣﯾﺎزة ﻧﺎﻗﺻﺔ ،أي ﯾﻛون ﻟﻠﺣﺎﺋز اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﺎدي ﻟﻠﺣﯾﺎزة دون
اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﻌﻧوي ،ﻓﯾﺗﺣﻘق اﻻﺧﺗﻼس ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ﺑﻘﯾﺎم اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑﺄي ﺳﻠوك ﯾﺿﯾف ﺑﻪ اﻟﻣﺎل
2
اﻟﻌﺎم إﻟﻰ ﺳﯾطرﺗﻪ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻛﻣﺎ ﻟو ﻛﺎن ﻣﺎﻟﻛﺎ ﻟﻪ.
ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺧﺗﻼس ﯾﺗطﻠب ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﺗﺟﺎﻩ ﻧﯾﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم إﻟﻰ ﺗﻣﻠك اﻟﺷﻲء أو
اﻟﻣﺎل اﻟذي ﺑﺣوزﺗﻪ ،ﻓﺈذا ﻏﺎب ﻫذا اﻟﻘﺻد اﻟﺧﺎص ) أي ﻧﯾﺔ اﻟﺗﻣﻠك ( ﻻ ﯾﻘوم اﻻﺧﺗﻼس ،و ﻣن
ﻫذا اﻟﻘﺑﯾل ﻣن ﯾﺳﺗوﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل ﻟﻣﺟرد اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ،أو اﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﻪ ﺛم ردﻩ ﻻ ﯾﻌد اﺧﺗﻼﺳﺎ ،و
إﻧﻣﺎ ﯾﻌد اﺣﺗﺟﺎزا ﺑدون وﺟﻪ ﺣق ،أو اﺳﺗﻌﻣﺎﻻ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻏﯾر ﺷرﻋﻲ.
و ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺗﺣﻘق اﻟﻌﻣد ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺑﻣﺟرد ﻋﻠم اﻟﻣﺗﻬم اﻟذي ﻫو اﻟﻘﺎﺿﻲ ،أو
اﻟﻣوظف ،أو اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺧدﻣﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،ﺑﺄن اﻟﻣﺎل أو اﻟﺷﻲء أو اﻟﺳﻧد اﻟﻣوﺟود ﺗﺣت ﯾدﻩ ﺑﻣوﺟب
وظﯾﻔﺗﻪ ﻣﻣﻠوك ﻟﻐﯾرﻩ ،و ﺑﺄﻧﻪ ﻗد ﺗم ﺗﺳﻠﯾﻣﻪ إﻟﯾﻪ ﺑﺳﺑب ﻫذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ ،و ﻛذﻟك ﺑﻣﺟرد اﺗﺟﺎﻩ ﻧﯾﺗﻪ
إﻟﻰ اﻻﺳﺗﺋﺛﺎر ﺑﻬذا اﻟﻣﺎل و ﺣرﻣﺎن ﺻﺎﺣﺑﻪ ﻣﻧﻪ ،ذﻟك ﻷن ﺗوﻓر اﻟﻧﯾﺔ اﻟﺟرﻣﯾﺔ أو اﻟﻌﻣد و
3
اﻹﺿرار ﺑﺎﻟﻐﯾر ﻛﺎف ﻟﺗﻛوﯾن أﻫم ﻋﻧﺻر ﻣن ﻋﻧﺎﺻر و أرﻛﺎن ﻗﯾﺎم و ﻧﺷوء اﻟﺟرﯾﻣﺔ.
ﻋﻘوﺑﺔ ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺧﺗﻼس :ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 29ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 01/06اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن
اﻟﻔﺳﺎد و ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻪ و ﻫﻲ :اﻟﺣﺑس ﻣن ) ( 2ﺳﻧﺗﯾن إﻟﻰ ) ( 10ﺳﻧوات و ﺑﻐراﻣﺔ ﻣن
و ﯾﻣﻛن ﺗﺷدﯾد اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ و ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 48ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
01/06اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد و ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻪ و ﻫﻲ " إذا ﻛﺎن ﻣرﺗﻛب ﺟرﯾﻣﺔ أو أﻛﺛر ﻣن
اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻗﺎﺿﯾﺎ أو ﻣوظﻔﺎ ﯾﻣﺎرس وظﯾﻔﺔ ﻋﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ أو
ﺿﺎﺑطﺎ ﻋﻣوﻣﯾﺎ أو ﻋﺿوا ﻓﻲ اﻟﻬﯾﺋﺔ أو ﺿﺎﺑطﺎ أو ﻋون ﺷرطﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ أو ﻣﻣن ﯾﻣﺎرس ﺑﻌض
ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أو ﻣوظف أﻣﺎﻧﺔ ﺿﺑط ﯾﻌﺎﻗب ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻣن ﻋﺷر ) ( 10ﺳﻧوات
إﻟﻰ ﻋﺷرﯾن ) ( 20ﺳﻧﺔ و ﺑﻧﻔس اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ".
ﺣﯾث أن ﻧص اﻟﻣﺎدة ﺷدد اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺧﺗﻼس ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ اﻟﺟﺎﻧﻲ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻛون
اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻣن 20-10ﺳﻧﺔ ﻣﻣن ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﻬم إﺣدى اﻟﺻﻔﺎت اﻟﺗﻲ ذﻛرﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 48اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ
اﻟذﻛر.
و ﯾﻛون اﻹﻋﻔﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺎﻋل أو اﻟﺷرﯾك اﻟذي ﯾﺳﺎﻋد أو ﯾﺑﻠﻎ ﻋﻠﻰ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،أو اﻷﺷﺧﺎص
اﻟﻣﺗﺳﺑﺑﯾن ﻓﯾﻬﺎ ،ﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ أو اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ،ﺑﻣﺣض إرادﺗﻪ و ﻗﺑل اﻹﻣﺳﺎك ﺑﻪ ،و
ﯾﻛون اﻟﺗﺧﻔﯾض ﻟﻧﺻف اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟذي ارﺗﻛب أو ﺷﺎرك ﻓﻲ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،و اﻟذي ﺑﻌد
ﻣﺑﺎﺷرة إﺟراءات اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ،ﺳﺎﻋد ﻓﻲ اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ ﺷﺧص أو أﻛﺛر ﻣن اﻷﺷﺧﺎص ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب
ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،و ﻫذا وﻓق ﻧص اﻟﻣﺎدة 49ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد و ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻪ.
إن ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺗﻌد ﻣن اﻟﺟراﺋم ذوي اﻟﺻﻔﺔ إذ ﻻ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ إﻻ ﺷﺧص ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺻﻔﺔ
اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ،وﻗد ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 29ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد و ﻣ ـﻛﺎﻓﺣﺗﻪ
" ﯾﻌﺎﻗب ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻣن ﺳﻧﺗﯾن ) ( 2إﻟﻰ ﻋﺷر ﺳﻧوات ) ( 10و ﺑﻐراﻣﺔ ﻣن 200.000دج إﻟﻰ
1.000.000دج ﻛل ﻣوظف ﻋﻣوﻣﻲ ﯾﺧﺗﻠس أو ﯾﺗﻠف أو ﯾﺑدد أو ﯾﺣﺗﺟز ﻋﻣدا و ﺑدون وﺟﻪ
ﺣق أو ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻏﯾر ﺷرﻋﻲ ﻟﺻﺎﻟﺣﻪ أو ﻟﺻﺎﻟﺢ ﺷﺧص أو ﻛﯾﺎن آﺧر ،أﯾﺔ ﻣﻣﺗﻠﻛﺎت
أو أﻣوال أو أوراق ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ أو ﺧﺎﺻﺔ أو أي أﺷﯾﺎء أﺧرى ذات ﻗﯾﻣﺔ ﻋﻬد ﺑﻬﺎ إﻟﯾﻪ ﺑﺣﻛم
وظﺎﺋﻔﻪ أو ﺑﺳﺑﺑﻬﺎ".
119
و ﻫذا اﻟﻧص ﯾﺑﯾن أن أﺣﻛﺎم ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺗﻛﺎد ﺗﻛون ﻣﺗطﺎﺑﻘﺔ ﻣﻊ أﺣﻛﺎم ﺟرﯾﻣﺔ اﻻﺧﺗﻼس،
و ﻻ ﯾﻣﯾز ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ إﻻ اﻟﺳﻠوك اﻟﻣﺟرم اﻟذي ﺗﻧﻔرد ﺑﻪ ﺟرﯾﻣﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻏﯾر
ﺷرﻋﻲ و ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ ﺛﻼث أرﻛﺎن ﻫﻲ :اﻟرﻛن اﻟﻣﻔﺗرض ﺛﺑوت ﺻﻔﺔ اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺟﺎﻧﻲ،
اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ،ﻓﻌل اﻟﺗﻌﺳف ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣﺎل ﻣوﺟود ﻓﻲ ﺣﯾﺎزة اﻟﻣوظف ﺑﺣﻛم وظﯾﻔﺗﻪ أو
ﺑﺳﺑﺑﻬﺎ ،اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي و ﯾﺗﺧذ ﺻورة اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ.
و ﯾﻧﺻب اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻐﯾر ﺷرﻋﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎل ﻣﺳﻠم ﻟﻠﻣوظف ﺑﺣﻛم وظﯾﻔﺗﻪ
أو ﺑﺳﺑﺑﻬﺎ ،و ﻣن ﺛم وﺟب ﺗواﻓر اﻟﺷروط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-ﺻﻔﺔ اﻟﻣﺎل :و ﻫو إﻣﺎ أن ﯾﻛون ﻣﺎﻻ ﻋﺎﻣﺎ أو ﺧﺎﺻﺎ ،ﻣﺗﻰ وﺟد ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻓﻲ ﺣﯾﺎزة
اﻟﻣوظف ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ وظﯾﻔﺗﻪ أو ﺳﺑﺑﻬﺎ.
-ﻧوع اﻟﻣﺎل :و ﻫو أي ﻣﻣﺗﻠﻛﺎت أو أﻣوال أو أوراق ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ أو ﺧﺎﺻﺔ أو أي أﺷﯾﺎء
أﺧرى ذات ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ.
-وﺟود اﻟﻣﺎل ﻓﻲ ﺣﯾﺎزة اﻟﻣوظف ﺑﺣﻛم وظﯾﻔﺗﻪ أو ﺑﺳﺑﺑﻬﺎ ،و أن ﺗﻛون اﻷﻣوال أو اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت
اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ اﻟﻣوظف ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻏﯾر ﺷرﻋﻲ ﻗد وﺟدت ﻓﻲ ﺣﯾﺎزﺗﻪ ﺑﺣﻛم وظﯾﻔﺗﻪ أو ﺑﺳﺑﺑﻬﺎ
ﻛذﻟك ،أي ﺗواﻓر ﺻﻠﻪ ﺑﯾن اﻟوظﯾﻔﺔ و ﺣﯾﺎزة اﻟﻣوظف ﻟﻠﻣﺎل ،ﺳواء ﻛﺎن اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﻟﻐرﺿﻪ
اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻛﺎﺳﺗﻌﻣﺎل ﺳﯾﺎرة اﻟدوﻟﺔ ﺧﺎرج أوﻗﺎت اﻟﻌﻣل و ﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﻐرض اﻟﻣﺧﺻص ﻟﻬﺎ ،أو
1
ﻛﺎن اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻐﯾر ﺳواء ﻛﺎن ﺷﺧﺻﺎ أو ﻛﯾﺎﻧﺎ.
ﺟرﯾﻣﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت أو اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻏﯾر ﺷرﻋﻲ ﻫﻲ ﺟرﯾﻣﺔ ﻋﻣدﯾﺔ ﯾﺗﺧذ
رﻛﻧﻬﺎ اﻟﻣﻌﻧوي ﺻورة اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟذي ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺻرﯾن ﻫﻣﺎ اﻟﻌﻠم و اﻹرادة ،ﻓﯾﺟب أن
ﻋﻘوﺑﺔ ﺟرﯾﻣﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣﻣﺗﻠﻛﺎت ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻏﯾر ﺷرﻋﻲ :ﻣﺛﻠﻬﺎ ﻣﺛل ﻋﻘوﺑﺔ اﻻﺧﺗﻼس ﺳواء ﻣن
ﺣﯾث اﻟﻌﻘوﺑﺔ أو ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﺷدﯾد أو اﻟﺗﺧﻔﯾف أو اﻹﻋﻔﺎء ﻣن اﻟﻌﻘﺎب ،و ﻫﻲ ﻣن ﺳﻧﺗﯾن ) ( 2
إﻟﻰ ﻋﺷر ﺳﻧوات ) ( 10و اﻟﻐراﻣﺔ ﻣن 200.000دج إﻟﻰ 1.000.000دج و ﻫذا ﻣﺎ
ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 29ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد و ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻪ ،و ﻋﻧد اﻟﺗﺷدﯾد ﺗﺻﺑﺢ ﻣن 10
ﺳﻧوات إﻟﻰ 20ﺳﻧﺔ و ﻧﻔس اﻟﻐراﻣﺔ و ﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 48ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻔﺳﺎد و
اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد و ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻪ ،وﻋﻧد اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣﻣﻛن أن ﺗﺻل إﻟﻰ ﻧﺻف اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻟﻛل ﺷﺧص
ارﺗﻛب أو ﺷﺎرك ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ و اﻟذي ﺑﻌد ﻣﺑﺎﺷرة إﺟراءات اﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺳﺎﻋد ﻓﻲ اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ
ﺷﺧص أو أﻛﺛر ﻣن اﻷﺷﺧﺎص اﻟﺿﺎﻟﻌﯾن ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ و ﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ
اﻟﻣﺎدة 49ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد و ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻪ.
ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐدر :ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐدر ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 30ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد و ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻪ
"ﯾﻌد ﻣرﺗﻛﺑﺎ ﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐدر و ﯾﻌﺎﻗب ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻣن ﺳﻧﺗﯾن ) ( 2إﻟﻰ ﻋﺷر ) ( 10ﺳﻧوات و
ﺑﻐراﻣﺔ ﻣن 200.000دج إﻟﻰ 1.000.000دج ﻛل ﻣوظف ﻋﻣوﻣﻲ ﯾطﺎﻟب أو ﯾﺗﻠﻘﻰ أو
ﯾﺷﺗرط أو ﯾﺄﻣر ﺑﺗﺣﺻﯾل ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾﻌﻠم أﻧﻬﺎ ﻏﯾر ﻣﺳﺗﺣﻘﺔ اﻵداء أو ﯾﺟﺎوز ﻣﺎ ﻫو ﻣﺳﺗﺣق
ﺳواء ﻟﻧﻔﺳﻪ أو ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻹدارة أو ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻷطراف اﻟذﯾن ﯾﻘوم ﺑﺎﻟﺗﺣﺻﯾل ﻟﺣﺳﺎﺑﻬم"
ﻣن ﻫذا اﻟﻧص ﯾﺗﺑﯾن أن ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐدر ﺗﻌد ﻣن ﺟراﺋم اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،و ﺑﻣﻘﺗﺿﺎﻫﺎ ﯾﺳﺗﻐل
اﻟﺟﺎﻧﻲ وظﯾﻔﺗﻪ ﻻرﺗﻛﺎب ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐدر ،واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق اﻟﻣواطﻧﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،و
ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺳﻲء إﻟﻰ وظﯾﻔﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻐﻠﻬﺎ.
و ﺗﺗﻔق ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐدر ﻣﻊ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟرﺷوة ﻣن أن ﻛﻼﻫﻣﺎ ﺗﻣﺛل اﺳﺗﻐﻼﻻ ﻟﻠوظﯾﻔﺔ ﻣن ﻗﺑل
اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻏرض ﻏﯾر ﻣﺷروع ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗؤدي ﻛل ﻣن اﻟﺟرﯾﻣﺗﯾن إﻟﻰ اﻹﺧﻼل ﺑﺛﻘﺔ
اﻟﻣواطﻧﯾن ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻣل اﻟﻣوظف ﺑﺎﺳﻣﻬﺎ ،و ﻟﻛن اﻟﺟرﯾﻣﺗﯾن ﺗﺧﺗﻠﻔﺎن ﻓﻲ أوﺟﻪ ﻋدﯾدة،
ﺣﯾث أن ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐدر ﺗﻘﺗﺿﻲ أن ﯾﻛون ﻟﻠﺟﺎﻧﻲ ﺷﺄن ﻓﻲ ﺗﺣﺻﯾل اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،و ﻫو اﻟﺳﺑب
اﻟذي ﯾﺳﺗﻧد إﻟﯾﻪ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،ﻣن أن طﻠﺑﻪ أو أﺧذﻩ ﻟﻣﺎ ﻫو ﻏﯾر ﻣﺳﺗﺣق أو أﻣرﻩ
121
ﺑﺗﺣﺻﯾﻠﻪ ،إﻧﻣﺎ ﯾﻣﺛل ﻋﺑﺋﺎ ﻣﺎﻟﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺿﺣﯾﺔ ﯾﺗﻌﯾن دﻓﻌﻪ ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟرﺷوة
إﻧﻣﺎ ﯾطﻠب أو ﯾﺄﺧذ أو ﯾﻘﺑل اﻟﻌطﯾﺔ ،ﻣن أﺟل اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل أو اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن أﻋﻣﺎل وظﯾﻔﺗﻪ أو ﻣن
أﺟل اﻹﺧﻼل ﺑواﺟﺑﺎت وظﯾﻔﺗﻪ ،و ﻟﻬذا ﻗﯾل إن ﺗﺻرف اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐدر ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ
ﻛذب ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺻرف اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟرﺷوة ﻗد ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ ﻛذب أو ﺻدق ،و أﯾﺿﺎ
اﻟﻣوﺿوع اﻟﻣﺎدي ﻟﻠﺳﻠوك ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐدر ﻫو اﻟﻧﻘود ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟرﺷوة ﻫو ﻣطﻠق اﻟﻔﺎﺋدة
أﯾﺎ ﻛﺎﻧت ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ،1و ﯾﻠزم ﻟﻘﯾﺎم ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐدر ﺗوﻓر أرﻛﺎن ﺛﻼﺛﺔ و ﻫﻲ:
رﻛن ﻣﻔﺗرض ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧﻲ و ﻫو اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ،و رﻛن ﻣﺎدي ﯾﻧطوي
ﻋﻠﻰ طﻠب أو أﺧذ أو ﺗﻠﻘﻲ ﻣﺎ ﻫو ﻏﯾر ﻣﺳﺗﺣق أو اﻷﻣر ﺑﺗﺣﺻﯾﻠﻪ ،و رﻛن ﻣﻌﻧوي ﯾﺗﺧذ ﺻورة
اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ.
اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐدر ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻣوظﻔﺎ ﻋﺎﻣﺎ أو ﻣن ﻓﻲ ﺣﻛﻣﻪ ،أي أن ﯾﻛون
ﻣﻧوطﺎ ﺑﻪ ﺗﺣﺻﯾل ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﯾﺔ ،أو ﻟﻪ ﺷﺄن ﻓﻲ ﺗﺣﺻﯾل ﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ و ﻟو ﻟم ﯾﻛن ﻣﻛﻠﻔﺎ
ﺑﺎﻟﺗﺣﺻﯾل ،و ﺗﺗﺣﻘق اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﻣن ﯾﻌطﻲ اﻷﻣر ﺑﺎﻟﺗﺣﺻﯾل ﺑﻣﺎ ﻫو ﻏﯾر ﻣﺳﺗﺣق ،أو ﯾﺟﺎوز
اﻟﻣﺳﺗﺣق ،و ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك أﻧﻪ إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺗﻬم ﻓردا ﻋﺎدﯾﺎ أو ﻣوظﻔﺎ ﻟﯾس ﻟﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﺗﺣﺻﯾل
ﻓﻬو ﻻ ﯾرﺗﻛب ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐدر ،و إﻧﻣﺎ ﯾﺗﺧذ ﺟرﯾﻣﺔ ﻧﺻب أو ﺷروع ﻓﻲ ﻧﺻب.
ﯾﻘوم اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ إذا طﻠب اﻟﻣوظف أو ﺗﻠﻘﻲ ﻣﺎل ﻏﯾر ﻣﺳﺗﺣق ،أو أﻣر
ﺑﺗﺣﺻﯾل ﻣﺎل ﻏﯾر ﻣﺳﺗﺣق ،أي إذا أﻧﺻب اﻟطﻠب أو اﻷﺧذ أو اﻷﻣر ﻋﻠﻰ ﻣﺑﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﯾﺔ ،و
ﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر ﻫﻧﺎ أن ﻣﺣل ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻫو اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺔ أو اﻟﺗﻲ ﺗﺟﺎوز ﻣﺎ ﻫو
ﻣﺳﺗﺣق ،و ﺗﺷﻣل ﻫذﻩ اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛل ﻣﺎ ﻫو ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗﺣﺻﯾل ﻣن اﻷﻋﺑﺎء اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻠﻐﺎة ﻋﻠﻰ
ﻋﺎﺗق اﻷﻓراد ،ﻣن ﺿراﺋب و رﺳوم ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺧرج ﻣن ﻫذا اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻌد
ﻋﺑﺋﺎ ﻣﺎﻟﯾﺎ ﻋﺎﻣﺎ ،و ﺗﻛون اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﺳﺗﺣﻘﺔ إذا ﻛﺎن اﻟﻘﺎﻧون ﻻ ﯾﺟﯾز ﺗﺣﺻﯾﻠﻬﺎ ﺑﻧﺎءا
ﻋﻠﻰ ﺳﻧد اﻟﺗﺣﺻﯾل اﻟﻣﺳﺗﻧد ﻋﻠﯾﻪ ،أو أن اﻟﻘﺎﻧون ﯾﺟﯾز ﺗﺣﺻﯾﻠﻬﺎ و ﻟﻛن ﻓﻲ أوﻗﺎت أﺧرى ،أو
و ﻫو أن ﯾﻛون اﻟﺟﺎﻧﻲ ﯾﻌﻠم أﻧﻪ ﻣوظف ﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﺣﺻﯾل ،و أن ﺗﻛون ﻧﯾﺗﻪ ﻣﺗﺟﻬﺔ إﻟﻰ
ارﺗﻛﺎب ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ.
ﻋﻘوﺑﺔ ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻐدر ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 30ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد و ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻪ و ﻫﻲ
اﻟﺣﺑس ﻣن ﺳﻧﺗﯾن ) ( 2إﻟﻰ ﻋﺷر ﺳﻧوات ) ( 10و ﻏراﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن 200.000دج
إﻟﻰ1.000.000دج ﻛﻣﺎ ﺗطﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻧﻔس ﻗواﻋد اﻟﺗﺧﻔﯾف و اﻟﺗﺷدﯾد أو اﻹﻋﻔﺎء ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 01/06 :اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد و ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻪ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣن ﺟراﺋم اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم اﻟﻣرﺗﻛﺑﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺷﺧص اﻟﻌﺎدي:
ﻣﺛﻠﻣﺎ وﺿﻊ اﻟﻣﺷرع ﻋﻘوﺑﺎت ﻟﺟراﺋم اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ
اﻟﻣوظف اﻟﻌﺎم ،وﺿﻊ ﻛذﻟك ﻋﻘوﺑﺎت ﻟﺟراﺋم اﻻﻋﺗداء اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﺷﺧص اﻟﻌﺎدي.
و أﻫم اﻟﺟراﺋم و أﻛﺛرﻫﺎ ﺷﯾوﻋﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﺷﺧص اﻟﻌﺎدي ﻫﻲ:
-ﺟرﯾﻣﺔ اﻟﺳرﻗﺔ.
ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻣواد 397 ،396 ،395ﻣﻛرر ﺣﯾث ﻧﺻت
اﻟﻣﺎدة " 395ﯾﻌﺎﻗب ﺑﺎﻟﺳﺟن اﻟﻣؤﺑد ﻛل ﻣن وﺿﻊ اﻟﻧﺎر ﻋﻣدا ﻓﻲ ﻣﺑﺎن أو ﻣﺳﺎﻛن أو ﻏرف أو
ﺧﯾم أو أﻛﺷﺎك و ﻟو ﻣﺗﻧﻘﻠﺔ أو ﺑواﺧر أو ﺳﻔن أو ﻣﺧﺎزن أو ورش و ذﻟك إذا ﻛﺎﻧت ﻣﺳﻛوﻧﺔ أو
ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻟﻠﺳﻛن و ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم ﻓﻲ أﻣﺎﻛن ﻣﺳﻛوﻧﺔ أو ﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻟﻠﺳﻛن ،ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣﻣﻠوﻛﺔ أو
ﻏﯾر ﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻣرﺗﻛب اﻟﺟﻧﺎﯾﺔ" ،و ﺗطﺑق اﻟﻌﻘوﺑﺔ ذاﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣن وﺿﻊ اﻟﻧﺎر ﻋﻣدا ﻓﻲ ﻣرﻛﺑﺎت أو
1
طﺎﺋرات أو ﻋرﺑﺎت ﺳﻛﺔ ﺣدﯾد ﻟﯾس ﺑﻬﺎ أﺷﺧﺎص و ﻟﻛن ﺗدﺧل ﺿﻣن ﻗطﺎر ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﻪ أﺷﺧﺎص.
و ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 396ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ " :ﯾﻌﺎﻗب ﺑﺎﻟﺳﺟن اﻟﻣؤﻗت ﻣن ﻋﺷر ﺳﻧوات ) ( 10إﻟﻰ
ﻋﺷرﯾن ) ( 20ﺳﻧﺔ ﻛل ﻣن وﺿﻊ اﻟﻧﺎر ﻋﻣدا ﻓﻲ اﻷﻣوال اﻵﺗﯾﺔ إذا ﻟم ﺗﻛن ﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻪ.
-ﻣﺑﺎن أو ﻣﺳﺎﻛن أو ﻏرف أو ﺧﯾم أو أﻛﺷﺎك وﻟو ﻣﺗﻧﻘﻠﺔ أو ﺑواﺧر أو ﺳﻔن أو ﻣﺧﺎزن أو ورش
إذا ﻛﺎﻧت ﻏﯾر ﻣﺳﻛوﻧﺔ أو ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻟﻠﺳﻛن.
-ﻏﺎﺑﺎت أو ﺣﻘول ﻣزروﻋﺔ أﺷﺟﺎرا أو ﻣﻘﺎطﻊ أﺷﺟﺎر أو أﺧﺷﺎب ﻣوﺿوﻋﺔ ﻓﻲ أﻛوام و ﻋﻠﻰ
ﻫﯾﺋﺔ ﻣﻛﻌﺑﺎت.
-ﻋرﺑﺎت ﺳﻛﺔ ﺣدﯾد ﺳواء ﻣﺣﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﺑﺿﺎﺋﻊ أو ﺑﺄﺷﯾﺎء ﻣﻧﻘوﻟﺔ أﺧرى أو ﻓﺎرﻏﺔ إذا ﻟم ﺗﻛن ﺿﻣن
ﻗطﺎر ﺑﻪ أﺷﺧﺎص"
ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 396ﻣﻛرر " ﺗطﺑق ﻋﻘوﺑﺔ اﻟﺳﺟن اﻟﻣؤﺑد إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺟراﺋم اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدﺗﯾن 395و 396ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺄﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ أو ﺑﺄﻣﻼك اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ أو اﻟﻣؤﺳﺳﺎت أو
اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم".
و ﺑﻌد اﻟﺗﻣﻌن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣواد ﻧرى اﻟﻣﺷرع ﺷدد ﻓﻲ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ و ﺑﺄﻣﻼك
اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻋﺎﻣﺔ أو ﺧﺎﺻﺔ.
1966/06/11ﻣﻌﺪل و ﻣﺘﻤﻢ. 1أﻣﺮ 156/66ﻣﺆرخ ﻓﻲ 08ﯾﻮﻧﯿﻮ 1966ﻣﺘﻀﻤﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ج ر 49ﻣﺆرﺧﺔ ﻓﻲ:
124
ﻛﻣﺎ ﻧص ﻗﺎﻧون اﻟﻐﺎﺑﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣن ﺟراﺋم ﺣرق اﻟﻐﺎﺑﺎت و ﻫﻲ ﻣن اﻷﻣﻼك اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻠدوﻟﺔ ،و ﻫذا ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 06ﻓﻘرة ".02ﺗﻌﺗﺑر ذات ﻣﺻﻠﺣﺔ وطﻧﯾﺔ -اﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﺣراﺋق و ﻣن
1
ﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﺳﺑب ﻓﻲ ﺧﻠل أو ﺗدﻫور اﻟوﺳط اﻟﻐﺎﺑﻲ و ﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻬﺎ".
ﻛﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﻰ اﻟﺣراﺋق ﻓﻲ اﻟﻣواد ﻣن 9إﻟﻰ ،25و ﻧص ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣواد ،84-83و ﻟﻘﯾﺎم ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﻻ ﺑد ﻣن ﺗواﻓر أرﻛﺎﻧﻬﺎ:
-1اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي :و ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺣرق أﺷﯾﺎء ﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ و ﻫﻧﺎ ﺗوﻓر ﻓﻌل اﻟﺣرق أو
وﺿﻊ اﻟﻧﺎر.
-2اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي :و ﻫو اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ و ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻧﯾﺔ اﻟﺟﺎﻧﻲ و ﺗﻌﻣدﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬذﻩ
اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺣرق أﺷﯾﺎء ﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،و ﻫﻧﺎ اﺳﺗﻠزم اﻟﻣﺷرع ﺗوﻓر اﻟﻌﻣد ﻓﻲ اﻟﺟرﯾﻣﺔ
،ﻓﺈذا اﻧﺗﻔﻰ ﻫذا اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي ﻻ ﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ.
اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﻘررة:
اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘررﻫﺎ اﻟﻣﺷرع ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ،و ﻫﻲ ﺣرق اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﻫﻲ اﻟﺳﺟن
اﻟﻣؤﺑد إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺟراﺋم ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺄﻣﻼك اﻟدوﻟﺔ أو اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ أو اﻟﻣؤﺳﺳﺎت أو اﻟﻬﯾﺋﺎت
اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،و ﻫذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 396ﻣﻛرر ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،أﻣﺎ
اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗﺎﻧون اﻟﻐﺎﺑﺎت ﻓﻬﻲ اﻟﻐراﻣﺔ ﻣن 100دج إﻟﻰ 1000دج ﻟﻛل ﻣن ﻗﺎم
ﺑﺈﺷﻌﺎل ﻧﺎر ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻷﺣﻛﺎم ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون و ﻟﻛن ﻫﻧﺎ اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﺷر إﻟﻰ اﻟﻌﻣد ﻓﻲ إﺷﻌﺎل اﻟﻧﺎر.
1ﻗﺎﻧﻮن 12-14ﻣﺆرخ ﻓﻲ 23ﯾﻮﻧﯿﻮ 1984ﯾﺘﻀﻤﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻐﺎﺑﺎت ج ر 26ﻣﺆرﺧﺔ ﻓﻲ 26ﯾﻮﻧﯿﻮ 1984
125
ﺑﻘﺻد اﻟﺗﺳﺑب ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب ﺣﺎدث أو ﻋرﻗﻠﺔ اﻟﻣرور أو إﻋﺎﻗﺗﻪ ،ﯾﻌﺎﻗب ﺑﺎﻟﺳﺟن اﻟﻣؤﻗت ﻣن
ﺧﻣس ) ( 5ﺳﻧوات إﻟﻰ ﻋﺷر ) ( 10ﺳﻧوات و ﺑﻐراﻣﺔ ﻣن 500.000دج إﻟﻰ
1.000.000دج.
و إذا ﻧﺗﺞ ﻋن اﻟﺟرﯾﻣﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ إزﻫﺎق روح إﻧﺳﺎن ﯾﻌﺎﻗب
اﻟﺟﺎﻧب ﺑﺎﻟﺳﺟ ن اﻟﻣؤﺑد و إذا ﻧﺗﺞ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ ﺟروح أو ﻋﺎﻫﺔ ﻣﺳﺗدﯾﻣﺔ ﻟﻠﻐﯾر ﻓﺈن
اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﺗﻛون اﻟﺳﺟن اﻟﻣؤﻗت ﻣن ) ( 10ﺳﻧوات إﻟﻰ ﻋﺷرﯾن ) ( 20ﺳﻧﺔ و ﻏراﻣﺔ ﻣن
1.000.000دج إﻟﻰ 2.000.000دج".
و ﻟﻘﯾﺎم ﻫذﻩ اﻟﺟرﯾﻣﺔ و اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌدي ﻋﻠﻰ اﻟطرﯾق اﻟﻌﺎم اﻟذي ﻫو ﻣن اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻟﻠدوﻟﺔ ﺳﯾﺗﻠزم ﺗوﻓر أرﻛﺎن اﻟﺟرﯾﻣﺔ و ﻫﻲ:
-1اﻟرﻛن اﻟﻣﺎدي :و ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻔﻌل ﻣﺎدي ﻣن ﺷﺄﻧﻪ ﺗﻌطﯾل ﺣرﯾﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟطرﯾق
اﻟﻌﺎم ﻋن طرﯾق ﻋرﻗﻠﺔ ﺳﯾر اﻟﻣرور ،أو إﻋﺎﻗﺗﻪ ،و ﻫذا ﺑوﺿﻊ ﺷﻲء ﻓﻲ اﻟطرﯾق ﻣن ﺷﺄﻧﻪ
أن ﯾﻌوق ﺳﯾر اﻟﻣرﻛﺑﺎت ،ﻛﺎﻟﺣﺟﺎرة أو اﻷﺧﺷﺎب أو ﺟذوع اﻷﺷﺟﺎر أو اﺳﺗﻌﻣﺎل أي وﺳﯾﻠﺔ
ﻟﻌرﻗﻠﺔ اﻟﺳﯾر و ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺛﻼ ﺣرﯾﺔ اﻹطﺎرات اﻟﻣطﺎطﯾﺔ ﻓﻲ اﻟطرﯾق اﻟﻌﺎم أو اﻟﻣﻣر.
-2اﻟرﻛن اﻟﻣﻌﻧوي :و ﻫو اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،و ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻧﯾﺔ اﻟﺟﺎﻧﻲ اﻟﺗﺳﺑب ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب ﺣﺎدث
1
أو ﻋرﻗﻠﺔ اﻟﻣرور أو إﻋﺎﻗﺗﻪ ،ﺣﯾث ﯾﺟب ﺗوﻓر ﻧﯾﺔ أو ﻗﺻد ﻫذا اﻟﺟرم.
اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﻘررة:
ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻣوﺿوع اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﺗﻲ ﻫﻲ أﺣد اﻟرﻛﺎﺋز اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻹدارة
ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻛﻣل وﺟﻪ ،رأﯾﻧﺎ أﻧﻪ ﻣﺣل ﺧﻼف ﻓﻘﻬﻲ ﻛﺑﯾر ﻣن ﺣﯾث ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻌﯾﺎر
اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﺗﻣﯾﯾز أﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻋن أﻣواﻟﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،وﺗﻌود ﻓﻛرة اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم
ﻟﻠدوﻟﺔ واﻟﻣﺎل اﻟﺧﺎص ،إﻟﻰ ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻷواﺋل وأﺷﻬرﻫم دﯾﻛروك وﺑﺎرﺗﯾﻣﻠﻲ اﻟﻠذﯾن
ﺗﺑﻧﯾﺎ ﻣﻌﯾﺎر طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺎل ،وﻛذا اﻟﻔﻘﯾﻬﯾن دﯾﺟﻲ وﺟﯾز وﻫم ﻣن ﻓﻘﻬﺎء ﻣدرﺳﺔ اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم،
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﻔﻘﯾﻬﯾن ﻫورﯾو وﻓﺎﻟﯾن وﻫم ﻣن أﻧﺻﺎر ﻣدرﺳﺔ اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،اﻟﻠذﯾن ﯾرون أن ﻣﻌﯾﺎر
اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻫو ﺗﺧﯾﺻﻪ ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻫو اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟذي اﻋﺗﻣدﻩ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أﺳﺎﺳﺎ،
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻋﺗﻣﺎدﻩ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺎ ﻣﻌﯾﺎر طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺎل ،وﻫذا ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 30/90
أﯾن أﺷﺎر إﻟﻰ أن اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻲ اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻣﺣل ﻣﻠﻛﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺣﻛم
طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ أو ﻏرﺿﻬﺎ ،ﻟﻛﻧﻪ ﻋﺎد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 12ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ،إﻟﻰ ﺗﺑﻧﻲ ﻣﻌﯾﺎر اﻟﺗﺧﺻﯾص
ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺣﯾث أﻗر ﺑﺄن اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺗﺗﻛون ﻣن اﻟﺣﻘوق واﻷﻣﻼك اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ
واﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ اﻟﺟﻣﯾﻊ واﻟﻣوﺿوﻋﺔ ﺗﺣت ﺗﺻرف اﻟﺟﻣﻬور اﻟﻣﺳﺗﻌﻣل إﻣﺎ ﻣﺑﺎﺷر وا ٕ ﻣﺎ
ﺑواﺳطﺔ ﻣرﻓق ﻋﺎم ،ﺷرﯾطﺔ أن ﺗﻛﯾف ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺣﻛم طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ أم ﺗﻬﯾﺋﺗﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﺗﻛﯾﯾﻔﺎ
ﻣطﻠﻘﺎ أو أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻣﻊ اﻟﻬدف اﻟﺧﺎص ﻟﻬذا اﻟﻣرﻓق.
ﻛﻣﺎ ﻧرى أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻋﺗﻣد ﺗﻘﺳﯾم اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ إﻟﻰ أﻣوال ﻋﺎﻣﺔ طﺑﯾﻌﯾﺔ وأﻣوال
ﻋﺎﻣﺔ اﺻطﻧﺎﻋﯾﺔ ،وﻟﻘد أﺻﺎب ﺣﺳب رأﯾﻧﺎ ﻓﻲ اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣزدوج ﻟﻣﻌﯾﺎر طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺎل ﻣن ﺟﻬﺔ ،
وﻣﻌﯾﺎر اﻟﺗﺧﺻﯾص ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،ﻛﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ أن ﻣﻔﻬوم
اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣراﺣل اﻟﺗﻲ ﻣرت ﺑﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ،ﻋرف ﺗطورا ﻣن ﻧظﺎم وﺣدة اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم
ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻟﺧﯾﺎر اﻻﺷﺗراﻛﻲ اﻟذي اﻋﺗﻣدﻩ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﻌد اﻻﺳﺗﻘﻼل ،إﻟﻰ ﻧظﺎم ازدواﺟﯾﺔ
اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻟﺗﺣول اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ واﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق.
ﻛﻣﺎ رأﯾﻧﺎ اﻧﻪ ﻟدﺧول اﻟﻣﺎل ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﯾﺳﺗﻠزم دﺧوﻟﻪ إﻟﻰ ﻧطﺎق
اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ )اﻷﻣوال اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ( ﻛﻣرﺣﻠﺔ أوﻟﯾﺔ ،إﻻ أن طرق ﺗﻛوﯾن اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﺗﻛﻣن
ﻓﻲ إﺟراءﯾن ﻫﻣﺎ ،إﻣﺎ ﺗﻌﯾﯾن اﻟﺣدود وا ٕ ﻣﺎ اﻟﺗﺻﻧﯾف ،إﻻ أن إﺟراء ﺗﻌﯾﯾن اﻟﺣدود اﻟذي ﯾﻛون ﻓﻲ
اﻷﻣوال اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻣﺎﻫو إﻻ إﺟراء ﺗﺻرﯾﺣﻲ ،ﻛون اﻷﻣوال اﻟﻌﺎم اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﺗﻛﺗﺳب اﻟﺻﻔﺔ
127
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ،أﻣﻣﺎ إﺟراء اﻟﺗﺻﻧﯾف ﻓﯾﻛون ﻓﻲ اﻷﻣوال اﻻﺻطﻧﺎﻋﯾﺔ ،ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻹدارة
اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري وﺿﻊ ﻣﻌﯾﺎر اﻟﺗﺧﺻﯾص ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺟﻣﻬور ﻣوﺿﻊ
اﻟﺗطﺑﯾق،ﻋن طرﯾق اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻣﺑﺎﺷرة أو ﻋن طرﯾق ﻣرﻓق ﻋﺎم ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﺗﻧﺎول
اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺧﺎص ﻋن طرﯾق اﻟﺗرﺧﯾص أو اﻟﺗﻌﺎﻗد.
أﻣﺎ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﻔﻠﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻟﻠﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻓﺗﻣﺛﻠت ﺣﺳب دراﺳﺗﻧﺎ ﻟﻬذا اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ ﺛﻼث
أﻧواع ﻣن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ،أوﻟﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺳﻬب ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻛﺛﯾر ،ﺣﯾث ﺗﺧﺿﻊ
اﻷﻣﻼك اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻘواﻋد ﺣﻣﺎﯾﺔ إدارﯾﺔ ﺗﻠزم اﻟﻐدارة واﻻﻓراد ﻣﻌﺎ ،ﻓﻌﻠﻰ اﻹدارة ﺻﯾﺎﻧﺔ أﻣﻼﻛﻬﺎ
وﻛذﻟك ﺟردا دورﯾﺎ ،ﻛﻣﺎ ﺧوﻟﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﺳﻠطﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷﻣﻼك وﻫﻲ ﺗﻌﺗﺑر وﺳﯾﻠﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ
ﻓﻲ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﻣﺎل اﻟﻌﺎم ،أﻣﺎ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻓﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ ﺛﻼث ﻗواﻋد ،ﻫﻲ ﻋدم ﺟواز اﻟﺗﺻرف
ﻓﻲ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻋ دم اﻟﺣﺟز ﻋﻠﯾﻬﺎ ،وﻋدم ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﻘﺎدم ،إﻻ أن أﻗوى ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻛﻔﻠﻬﺎ اﻟﻣﺷرع
ﻟﻸﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻲ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ،وذﻟك ﺑﺗﺟرﯾم أﻓﻌﺎل اﻟﺗﻌدي ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ،ﺳواء اﻟﺗﻲ
ﺗﺄﺗﻲ ﻣن اﻟﻣوظﻔﯾن أو اﻷﻓراد ،وﺑﺻدور ﻗﺎﻧون ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳﺎد ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟﻣﺷرع ﺷدد ﻣن
ﻫذﻩ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ،وأ ﻫم ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻛﻔﻠﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻟﻠﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻫﻲ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﺣﯾث أوﺟب ﻋﻠﻰ ﻛل
ﻣواطن أن ﯾﺣﻣﻲ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ،وﯾﺣﺗرم ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻐﯾر وﻫذا ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدة 80ﻣن دﺳﺗور 1996اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم.
وﻣن ﻛل ﻣﺎ ﺳﺑق ﻧرى أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد وﻓق ﻣن ﺧﻼل اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻗرﻫﺎ
ﻓﻲ إﻋطﺎء دﻓﻌﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺳﯾﯾرﻩ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ،واﻟﺗﻲ داﺋﻣﺎ ﻣﺎ ﺗﻬدف إﻟﻰ إﺷﺑﺎع
اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﯾوﻣﯾﺔ ﻟﻠﻣواطﻧﯾن ،اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أﻧﻬﺎ أدت دورﻫﺎ ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻟﻛن ﯾﺑﻘﻰ اﻟﺗطﺑﯾق
ﻧﺎﻗﺻﺎ إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر وﻛذﻟك اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،ﺣﯾث أﻧﻪ ﺣﺳب رأﯾﻧﺎ اﻟﻣﺷﻛل ﻟﯾس ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن
وا ٕ ﻧﻣﺎ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ.
128
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ:
اﻟﻜﺘﺐ:
-إﺑﺮاھﯿﻢ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﺷﯿﺤﺎ ،اﻷﻣﻮال اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻣﻨﺸﺎة اﻟﻤﻌﺎرف ،اﻹﺳﻜﻨﺪرﯾﺔ.2006،
-ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺼﻐﯿﺮ ﺑﻌﻠﻲ و ﯾﺴﺮي أﺑﻮ اﻟﻌﻼ ،اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار اﻟﻌﻠﻮم ﻟﻠﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮزﯾﻊ.2003،
-ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ اﻟﺴﯿﺪ اﻟﺠﻮھﺮي ،ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ اﻷﻣﻮال اﻟﻌﺎﻣﺔ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دﯾﻮان اﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺎت
اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ،اﻟﺠﺰاﺋﺮ.1983 ،
ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺎروق ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻤﯿﺪ ،اﻟﺘﻄﻮر اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﻟﻨﻈﺮﯾﺔ اﻷﻣﻮال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﺰاﺋﺮي، -
اﻟﺠﺰاﺋﺮ.2011 ،
ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺼﻐﯿﺮ ﺑﻌﻠﻲ ،اﻟﻮﺳﯿﻂ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ،دار اﻟﻌﻠﻮم ﻟﻠﻨﺸﺮ و اﻟﺘﻮزﯾﻊ ،ﻋﻨﺎﺑﺔ، -
. 2009
ﻧﺎﺻﺮ ﻟﺒﺎد ،اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹداري ،ط ،.2.دار اﻟﻤﺠﺪد ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﯾﻊ ،ﺳﻄﯿﻒ، -
.2011
اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﺷﺮﯾﻒ إﺳﻤﺎﻋﯿﻞ ،أﺳﺎﺳﯿﺎت ﺣﻮل اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺠﺒﺎﺋﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﺑﯿﻦ اﻟﻤﻔﮭﻮم -
ﺷﮭﺎدة اﻟﻤﺎﺟﺴﺘﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم ﻓﺮع اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ وإﻗﻠﯿﻤﯿﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﻌﻠﻮم
اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻨﺘﻮري ﻗﺴﻨﻄﯿﻨﺔ.2012 ،
129
ﺻﺤﺮاوي اﻟﻌﺮﺑﻲ ،إدارة أﻣﻼك اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،ﻣﺬﻛﺮة ﻣﺎﺳﺘﺮ أﻛﺎدﯾﻤﻲ ﺗﺨﺼﺺ ﻗﺎﻧﻮن -
أداري ،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎﺻﺪي ﻣﺮﺑﺎح ورﻗﻠﺔ.2014 ،
ﺑﺸﻮﻧﻲ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻄﺎھﺮ ،اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﯿﺔ ﻟﻠﻤﺎل اﻟﻌﺎم ،ﻣﺬﻛﺮة ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻻﺳﺘﻜﻤﺎل ﺷﮭﺎدة ﻣﺎﺳﺘﺮ -
أﻛﺎدﯾﻤﻲ ﺗﺨﺼﺺ ﻗﺎﻧﻮن إداري ،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎﺻﺪي ﻣﺮﺑﺎح ورﻗﻠﺔ
.2013،
ﺧﺎﻟﺪ ﺑﺎﻋﯿﺴﻰ ،ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻷﻣﻼك اﻟﻮطﻨﯿﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﺰاﺋﺮي ،ﻣﺬﻛﺮة ﻣﻜﻤﻠﺔ ﻣﻦ -
ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت ﻧﯿﻞ ﺷﮭﺎدة اﻟﻤﺎﺳﺘﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻮق ﺗﺨﺼﺺ ﻗﺎﻧﻮن إداري ،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﺤﻘﻮق ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺤﻤﺪ
ﺧﯿﻀﺮ ﺑﺴﻜﺮة. 2014 ،
اﻟﻤﻘﺎﻻت:
أﻧﺴﺎم ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪ ﷲ"،اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻸﻣﻮال اﻟﻌﺎﻣﺔ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ")،اﻟﺮاﻓﺪﯾﻦ ﻟﻠﺤﻘﻮق ،اﻟﻌﺪد -
1966/06/11ﻣﻌﺪل و ﻣﺘﻤﻢ.
اﻷﻣﺮ 55-66ﯾﺘﻀﻤﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ ،اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 08ﯾﻮﻧﯿﻮ ،1966اﻟﻤﻌﺪل -
130
-
أﻣﺮ 58/75اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﺪﻧﻲ ،ﻣﺆرخ ﻓﻲ،1990/11/ 26ج.ر،.78.ﻣﺆرﺧﺔ ﻓﻲ
،1975/09/30ﻣﻌﺪل وﻣﺘﻤﻢ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮن 05/07اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 13ﻣﺎﯾﻮ ، 2007ج.ر ،.31.ﻣﺆرﺧﺔ
ﻓﻲ 13ﻣﺎﯾﻮ .2007
-
اﻷﻣﺮ 80/76اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺒﺤﺮي ،اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ ،1976/10/23ج.ر،.29.ﻣﺆرﺧﺔ ﻓﻲ
10اﺑﺮﯾﻞ ،1977اﻟﻤﻌﺪل واﻟﻤﺘﻤﻢ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮن 05/98اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 25ﯾﻮﻧﯿﻮ ،1998ج.ر،.47.
ﻣﺆرﺧﺔ ﻓﻲ 27ﯾﻮﻧﯿﻮ 1998
اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 12/84اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻐﺎﺑﺎت اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 23ﯾﻮﻧﯿﻮ ،1984 -
131
ﻗﺎﻧون رﻗم 12/05ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﯾﺎﻩ ،ﻣؤرخ 04ﻏﺷت ،2005ج .ر .60 .ﺑﺗﺎرﯾﺦ -
.2005/09/04
-ﻗﺎﻧﻮن رﻗﻢ 01/06 :ﻣﺆرخ ﻓﻲ 20ﻓﺒﺮاﯾﺮ 2006ﯾﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻮﻗﺎﯾﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺴﺎد و ﻣﻜﺎﻓﺤﺘﮫ ج ر 14
ﻣﺆرﺧﺔ ﻓﻲ .2006/03/08
اﻷﻣﺮ 03/06اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 15ﯾﻮﻟﯿﻮ 2006اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻮظﯿﻔﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ
ح ر 46ﻣﺆرﺧﺔ ﻓﻲ .2006/07/16
ﻗﺎﻧﻮن رﻗﻢ 09 / 08ﯾﺘﻀﻤﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ و اﻹدارﯾﺔ ،ﻣﺆرخ ﻓﻲ 25ﻓﺒﺮاﯾﺮ -
،1991ج.ر،.36.ﻣﺆرﺧﺔ ﻓﻲ .1991/07/31
اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي 454/91اﻟﺬي ﯾﺤﺪد ﺷﺮوط إدارة اﻷﻣﻼك اﻟﺨﺎﺻﺔ واﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ -
132
-ﻣﺮﺳﻮم ﺗﻨﻔﯿﺬي رﻗﻢ 55/95اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 15ﻓﯿﻔﺮي 1995ﯾﺘﻀﻤﻦ ﺗﻨﻈﯿﻢ اﻹدارة اﻟﻤﺮﻛﺰﯾﺔ ﻓﻲ
وزارة اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﺠﺮﯾﺪة اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ ﻋﺪ 15ﺳﻨﺔ .1995
اﻟﻤﺮﺳﻮم اﻟﺘﻨﻔﯿﺬي 247/15اﻟﺬي ﯾﺘﻀﻤﻦ ﺗﻨﻈﯿﻢ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ وﺗﻔﻮﯾﻀﺎت اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم، -
133
اﻟﻔـــﮭــﺮس
ﻣـﻘـــﺪﻣـــﺔ1.....................................................................................................
136
ﺧﻼﺻﺔ
دراﺳﺔ ﻣوﺿوع اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻬم ﺑﻘدر أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻧﻔﺳﻪ ،ﻟﻣﺎ ﻟﻪ ﻣن دور ﻓﻌﺎل ﻓﻲ
ﻗﯾﺎم اﻟدول واﺳﺗﻣرارﻫﺎ ،ﺣﯾث ﺗﻌد ﻧظرﯾﺔ اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ﻣن أﻫم ﻧظرﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري.
وﻗد ﺗطرﻗﻧﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﻣﻔﻬوم اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺧﺻص ﻟﻠﻧﻔﻊ اﻟ ﻌﺎم ،وﺗﺧﺿﻊ
ﻟﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺧﺎص ﺑﻬﺎ ،وا ٕ ﻟﻰ ﻣﻌﺎﯾﯾر ﺗﻣﯾﯾز ﻫذﻩ اﻷﻣوال ،وﻣوﻗف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣﻧﻬﺎ
وﺗﺻﻧﯾﻔﻪ ﻟﻬﺎ.
ﻛﻣﺎ ﺗطرق اﻟﺑﺣث إﻟﻰ أﺣﻛﺎم اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﺗﻌرﺿﻧﺎ إﻟﻰ طرق ﺗﻛوﯾﻧﻬﺎ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ
طرق اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻫذﻩ اﻷﻣوال ،ﺳواء ﻛﺎن ﻫذا اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﺟﻣﺎﻋﯾﺎ ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر،
أو ﻓردﯾﺎ ﻓﻲ ﺷﻛل ﺗرﺧﯾص أو ﻋﻘد.
ﻛﻣﺎ ﺗطرق اﻟﺑﺣث إﻟﻰ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﻔﻠﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻟﻸﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﺣﻣﺎﯾﺔ إدارﯾﺔ وﺣﻣﺎﯾﺔ
ﻣدﻧﯾﺔ وﺟزاﺋﯾﺔ ،وﻟﻘد أﺳﻬب اﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺧذ ﺻور اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ واﻟﺻﯾﺎﻧﺔ،
واﻟﺟرد ،واﻟر ﻗﺎﺑﺔ ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ،وﺗوﺻل اﻟﺑﺎﺣث إﻟﻰ أن ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم ﻻ
ﺗﻧﻘﺻﻪ اﻟﻘواﻧﯾن وا ٕ ﻧﻣﺎ ﯾﻧﻘﺻﻪ ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ.