Professional Documents
Culture Documents
________________-________________
________________-________________
اﻟجزء. ج:
اﻟط�ﻌﺔ. ط:
ﻋدد. ع:
ﺴنﺔ. س:
ﺼﻔحﺔ. ص:
T: Tome
V: Volume
P: Page
ﻤﻘدﻤﺔ ﻋﺎﻤﺔ
ﺘكتسﻲ دراﺴﺔ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي أﻫم�ﺔ �برى ﻓﻲ وﻗتنﺎ اﻟحﺎﻟﻲ ،ﻨظ ار ﻟمﺎ ﺘﻠع�ﻪ اﻟدول ﻤن
أدوار ﻤﻬمﺔ ﻓﻲ اﻟح�ﺎة اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﻟﻸﻓراد واﻟمؤﺴسﺎت ،وﻋﻠﻰ اﻟمستوى اﻟدوﻟﻲ �ذﻟك ،ﻨﺎه�ك ﻋﻠﻰ أن
اﻟجﺎﻨب اﻻﻗتصﺎدي �كﺎد �طﻐﻰ ﻋﻠﻰ �ﺎﻗﻲ ﺠواﻨب اﻟح�ﺎة اﻹﻨسﺎﻨ�ﺔ �محور ﺘدور ﺤوﻟﻪ �ﺎﻗﻲ اﻟجواﻨب
اﻻﺠتمﺎع�ﺔ واﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ واﻟس�ﺎﺴ�ﺔ وﻏیرﻫﺎ.
وﺘتمیز دراﺴﺔ اﻟجواﻨب اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ ﻟﻠمسﺎﺌﻞ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﻋموﻤﺎ �ﺎﻻﺘسﺎع واﻟتنوع �حیث �صﻌب أن
�شمﻠﻬﺎ ﻤؤﻟﻒ واﺤد ،ﻓﻬﻲ ﺘنصرف إﻟﻰ ﻤواﻀ�ﻊ ﻤختﻠﻔﺔ ،اﺒتداء ﻤن دراﺴﺔ اﻟتطور اﻟتﺎر�خﻲ ﻟﻠﻘﺎﻨون
اﻻﻗتصﺎدي وﻤحﺎوﻻت اﻟتﺄﺼیﻞ ﻟﻬذا اﻷﺨیر ،إﻟﻰ أﺴﺎﻟیب إدارة اﻟمراﻓق اﻟﻌﺎﻤﺔ ذات اﻟطب�ﻌﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ،
إﻟﻰ ﻋﻘود اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ وﺘﻔو�ضﺎت اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم ،إﻟﻰ ﻋﻘود اﻟشراﻛﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻟخﺎﺼﺔ،
وﻏیرﻫﺎ ،وﻤﺎ ﯿتﻔرع ﻋن �ﻞ واﺤد ﻤن ﻫذﻩ اﻟمواﻀ�ﻊ ﻤن ﻓروع ﻤتخصصﺔ.
ﻏیر أﻨﻪ ﺘجدر اﻹﺸﺎرة إﻟﻰ ﺼﻌو�ﺔ اﻟ�حث ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔرع اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ اﻟذي ﻻ �حظﻰ �ﺈﺠمﺎع أﻫﻞ
اﺨتصﺎﺼﻪ و�ﻌتبر" ﻤجرد ﺨﻼف ﻓﻘﻬﻲ ،ﻓﻲ ﻤسﺄﻟﺔ ﻻ �مﻠك ﻓیﻬﺎ أﺤد اﻟحق�ﻘﺔ ،وﺤیث أن ﻋدد اﻵراء �سﺎوي
)(1
ﻋدد اﻟمؤﻟﻔین".
وﻫكذا �ﻌترض اﻟ�حث ﻓﻲ ﻤوﻀوع اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي ﺼﻌو�ﺎت ﻤختﻠﻔﺔ �مكن أن ﻨوﺠزﻫﺎ
ﻓﻲ ﻤسﺄﻟتین ﻫﺎﻤتین ﻫمﺎ:
�جب ﻋﻠﻰ اﻟ�ﺎﺤث أن ﯿتنﺎول ﻫذا اﻟﻔرع اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻤن ﺨﻼل ﻤﻘﺎر�ﺔ ﻗﺎﻨوﻨ�ﺔ ،ﻏیر أن ﻫذﻩ اﻷﺨیرة أوﻻ:
ﺘزداد ﺼﻌو�تﻬﺎ ﻋندﻤﺎ ﺘتﻌﻠق �مجﺎل ﻻ �ﻌرﻓﻪ ﻫذا اﻟ�ﺎﺤث أﻻ وﻫو اﻟمجﺎل اﻻﻗتصﺎدي ،ﻓﻬو �ﺎﺤث ﻓﻲ
ـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
« Il s’agit seulement d’un désaccord doctrinal, dans une matière où nul ne détient la
» vérité, et où il y’a autant d’opinions que d’auteurs
D.Truchet, « D. Linotte et A. Mestre, Services publics et droit public économique [note
bibliographique] ». Revue internationale de droit comparé. Vol. 35 N°1, Janvier-mars 1983.
pp. 250-252;p 252.
1
ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي
اﻟﻘﺎﻨون ،و�جب ﻋﻠ�ﻪ أن �ﻘوم �مﻘﺎر�ﺔ ﻗﺎﻨوﻨ�ﺔ ،ﻟكن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟحﺎﻟﺔ ﻓﺈن ﻤوﻀوع ﻤﻘﺎر�تﻪ ﻫنﺎ ،ذو طب�ﻌﺔ
اﻗتصﺎد�ﺔ.
ﺜﺎﻨ�ﺎ�� :ف �مكن ﻟﻠ�ﺎﺤث أن ﯿتنﺎول �ﺎﻟدراﺴﺔ ﻤسﺎﺌﻞ اﻗتصﺎد�ﺔ ﻻ ﺘحظﻰ �ﺈﺠمﺎع أﻫﻞ اﺨتصﺎﺼﻬﺎ أﻨﻔسﻬم،
ذﻟك أن اﻟﻌدﯿد ﻤن ﻫذﻩ اﻟمسﺎﺌﻞ �ﺎﻨت وﻻ ﺘزال ﻤحﻞ ﺨﻼف ﺒین رﺠﺎل اﻻﻗتصﺎد ،وﻟذﻟك ﺴ�جد اﻟ�ﺎﺤث
ﻨﻔسﻪ ﯿتﺄرﺠﺢ ﺒین ﻤﻔﺎه�م ﻤختﻠﻔﺔ ،وﻟذﻟك أ�ضﺎ ﻨجد ،ﻋﻠﻰ ﺴبیﻞ اﻟمثﺎل ،أن اﻟمشرع اﻟجزاﺌري ﺘجنب إﻋطﺎء
)(1
ﺘﻌﺎر�ف ﻟﻠﻌدﯿد ﻤنﻬﺎ ﻤثﻠمﺎ ﻓﻌﻞ �خصوص اﻷﻋمﺎل اﻟتجﺎر�ﺔ اﻟتﻲ ﻟم �ﻌرﻓﻬﺎ و�ﻨمﺎ أورد أﻨواﻋﻬﺎ ﻓﻘط
وﻨﻔس اﻷﻤر ﻓﻌﻠﻪ �ﺎﻟنس�ﺔ ﻟﻼﺴتثمﺎر ﺤیث اﻛتﻔﻰ ﺒذ�ر أﺼنﺎﻓﻪ ).(2
إذا ،ﻓﻼ اﻟمﻘﺎر�ﺔ ﺴﻬﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟ�ﺎﺤث ،وﻻ وﺠود ﻹﺠمﺎع ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي و ﻓﻘﻬﺎء
اﻻﻗتصﺎد ﺤول ﺘﻌﺎر�ف وﻤﻔﺎه�م ﻤتﻌﻠﻘﺔ �ﺎﺨتصﺎﺼﻬم ﯿ�سر اﻷﻤر ﻟﻬذا اﻟ�ﺎﺤث.
وﻤﻊ ذﻟك ﺴنحﺎول ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟسﻠسﻠﺔ ﻤن اﻟمحﺎﻀرات أن ﻨﻐطﻲ �ﻌض اﻟمواﻀ�ﻊ اﻟتﻲ ﺘﻌتبر
أﺴﺎﺴ�ﺔ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي ،وذﻟك �صورة ﺸﺎﻤﻠﺔ وﻤ�سطﺔ ﻟ�سﻬﻞ ﺘنﺎوﻟﻬﺎ واﺴت�ﻌﺎﺒﻬﺎ ،ﻤﻊ اﻟتر�یز ﻋﻠﻰ
اﻟمحﺎور اﻟواردة ﻓﻲ اﻟبرﻨﺎﻤﺞ اﻟرﺴمﻲ ،اﻟمﻌد ﺨص�صﺎ ﻟطﻠ�ﺔ �ﻠ�ﺔ اﻟحﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟس�ﺎﺴ�ﺔ ،ﺴنﺔ ﺜﺎﻟثﺔ،
وﻫذﻩ اﻟمحﺎور ﻫﻲ:
اﻟمحور اﻷول :ﻤﻔﻬوم اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي وﻋﻼﻗتﻪ ﺒ�ﻌض ﻓروع اﻟﻘﺎﻨون اﻷﺨرى.
اﻟمحور اﻟثﺎﻟث :اﻟم�ﺎدئ اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟتﻲ �ﻘوم ﻋﻠیﻬﺎ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
)-(1وردت ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻟتجﺎري اﻟجزاﺌري ﺜﻼﺜﺔ أﻨواع ﻟﻸﻋمﺎل اﻟتجﺎر�ﺔ ﺤیث أن ﻤنﻬﺎ ﻤﺎ ﻫو ﺘجﺎري �حسب اﻟموﻀوع )م( 2
وﻫذﻩ اﻷﻋمﺎل ﺠﺎءت ﻋﻠﻰ ﺴبیﻞ اﻟمثﺎل ﻻ اﻟحصر ،وﻤنﻬﺎ ﻤﺎ ﻫو ﺘجﺎري �ﺎﻟشكﻞ )م (3وﻤنﻬﺎ ﻤﺎ ﻫو ﺘجﺎري �ﺎﻟت�ع�ﺔ )م.(4
)-(2ﺠﺎء ﻓﻲ ﻨص اﻟمﺎدة 2ﻤن اﻟﻘﺎﻨون رﻗم 09-16اﻟمؤرخ ﻓﻲ 3أوت ) 2016ج ر ﻋدد 46ﻟسنﺔ (2016اﻟمتضمن
ﻗﺎﻨون ﺘرق�ﺔ اﻻﺴتثمﺎر ﻤﺎ ﯿﻠﻲ ":ﯿ ـ ـﻘـ ـصـ ــد ﺒـ ــﺎﻻﺴـ ـت ـ ـث ـ ـم ــﺎر ﻓـﻲ ﻤـ ـﻔ ـ ـﻬـ ــوم ﻫ ــذا اﻟﻘﺎﻨون ﻤﺎ �ﺄﺘﻲ : 1 .اﻗ ـ ـتـ ـ ـنـ ــﺎء أﺼ ـ ــول ﺘ ـ ـن ـ ــدرج
ﻓﻲ إط ـ ــﺎر اﺴ ـ ـتـ ـ ـحـ ــداث ﻨـ ـشــﺎطــﺎت ﺠــدﯿ ــدة وﺘــوﺴــ�ﻊ ﻗ ــدرات اﻹﻨ ـتــﺎج و/أو إﻋــﺎدة اﻟتﺄﻫیﻞ 2 .اﻟسﺎﻫمﺎت ﻓﻲ رأﺴمﺎل ﺸر�ﺔ".
2
ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي
وﻋﻠﻰ أي ﺤﺎل ،ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟمحﺎﻀرات ﻻ ﺘﻐنﻲ ﻋن اﻟرﺠوع إﻟﻰ ﻤراﺠﻊ إﻀﺎف�ﺔ ،وﻨرﺠو أن ﯿت�ﺢ
ﷲ ﺘﻌﺎﻟﻰ ﻟنﺎ اﻟﻔرﺼﺔ ﻹﺜراﺌﻬﺎ و�ﻋﺎدة ﺼ�ﺎﻏتﻬﺎ �شكﻞ أﻓضﻞ ﻓﻲ اﻟمستﻘبﻞ إن ﺸﺎء ﷲ� ،ﷲ وﻟﻲ اﻟتوﻓیق
وﻫو ﯿﻬدي إﻟﻰ اﻟصراط اﻟمستق�م.
3
ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺒﻌﺾ ﻓﺮوع اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻷﺧﺮى اﻟﻤﺤﻮر اﻷول
ﻤﻘدﻤﺔ
ﻨشیر ﻓﻲ اﻟبدا�ﺔ إﻟﻰ وﺠود ﺘﻌﺎر�ف ﻤتﻌددة ﺨﺎﺼﺔ �ﺎﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي ﻏیر أن ﻫذا اﻟتﻌدد،
�ﻘدر ﻤﺎ ﯿوﻓر ﻟﻠ�ﺎﺤث �ﺎﻗﺔ ﻤتنوﻋﺔ �ختﺎر ﻤنﻬﺎ أي ﺘﻌر�ف ﯿنﺎﺴ�ﻪ� ،ﻘدر ﻤﺎ �جﻌﻞ أي ﺘﻌر�ف �ﺄﺨذ �ﻪ
ﻨﺎﻗصﺎ ﻏیر ﻤكتمﻞ ،ﺒﻞ وﻏیر ﺠﺎﻤﻊ وﻤﺎﻨﻊ ،وﻟذﻟك �ﺎﻨت ﻫذﻩ اﻟتﻌﺎر�ف ﻤجرد ﻤحﺎوﻻت ،وﻟذﻟك ﺴنحﺎول أن
ﻨتﻌرض ﻟ�ﻌضﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺴبیﻞ اﻻﺴتئنﺎس.
ﻟﻘد ﺘﻌددت اﻟتﻌﺎر�ف اﻟمتﻌﻠﻘﺔ �ﺎﻟﻘﺎﻨون اﻻﻗتصﺎدي ﻋموﻤﺎ وذﻟك راﺠﻊ ﻟتﻌدد اﻻﺘجﺎﻫﺎت واﻟمدارس
اﻟﻔكر�ﺔ اﻟتﻲ ﺠﺎءت ﺒﻬﺎ ،وﻨذ�ر ﻓﻲ ﻤﺎ ﯿﻠﻲ أﻫم ﻫذﻩ اﻟمحﺎوﻻت:
ﺘوﺠد ﻤؤﻟﻔﺎت �ثیرة وﻤتنوﻋﺔ ذات ﺘوﺠﻪ ﻟیبراﻟﻲ ﻤتخصصﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي ،وﻟﻘد
ﺘضمنت اﻟﻌدﯿد ﻤن اﻟتﻌﺎر�ف اﻟمتﻌﻠﻘﺔ ﺒﻬذا اﻟﻔرع اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ ،و�مكن اﻹﺸﺎرة ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر إﻟﻰ اﻟ�ﻌض
ﻤنﻬﺎ ،وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟنحو اﻟتﺎﻟﻲ:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
-G.D. Feldman, Army, Industry and Labor in Germany :1914-1918, Princeton University Press. Princeton.
1966. p 45.
4
ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺒﻌﺾ ﻓﺮوع اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻷﺧﺮى اﻟﻤﺤﻮر اﻷول
وﻟﻘد دﻓﻌت ﻫذﻩ اﻟتجر�ﺔ �ﻌض اﻟمسؤوﻟین ﻓﻲ أﻟمﺎﻨ�ﺎ ،ﺴنﺔ ،1918ﻋﻠﻰ ﻏرار راﺘﻬنﺎو W.Rathenau
ﻟﻠحدﯿث ﻋن اﺸتراﻛ�ﺔ اﻟدوﻟﺔ ﺒﻞ و�ﻟﻰ ﻤﻘﺎرﻨﺔ ﻨﻔسﻪ وزﻤﻼﺌﻪ اﻟذﯿن �حمﻠون ﻨﻔس أﻓكﺎرﻩ �ﺎﻟ�ﻼﺸﻔﺔ اﻟروس)،(1
وﻫو اﻟتﻔكیر ذاﺘﻪ اﻟذي �ﺎن ﺴﺎﺌدا آﻨذاك ﻟدى اﻟﻘﺎدة اﻟبﻠشﻔیین أﻨﻔسﻬم اﻟذﯿن �ﺎﻨوا �ﻌتبرون اﻟتجر�ﺔ اﻷﻟمﺎﻨ�ﺔ
ﻻﻗتصﺎد اﻟحرب ﻨموذﺠﺎ ﻋمﻠ�ﺎ ﻟﻠتخط�ط).(2
وﺘجدر اﻹﺸﺎرة إﻟﻰ أن اﻻﻗتصﺎد اﻷﻟمﺎﻨﻲ ﺸﻬد ،ﺒین ﺴنﺔ 1914و�، 1918ﻌضﺎ ﻤن اﻟخصﺎﺌص
اﻟتﻲ اﻋتبرت ﻻﺤﻘﺎ ﺨصﺎﺌص ﻟﻼﻗتصﺎد اﻟسوف�ﺎﺘﻲ ،ﻋﻠﻰ ﻏرار دورات اﻻﺴتثمﺎر اﻟمرﺘ�طﺔ �مشكﻠﺔ اﻟندرة
اﻟتﻲ اﻋتبرت ﻤحﺎوﻟﺔ ﻹﻨشﺎء اﻟمزارع اﻟجمﺎع�ﺔ ).(3
وﻫكذا ﺘطورت ﻋﻼﻗﺔ اﻹدارة �ﺎﻻﻗتصﺎد ﻓﻲ ﺘﻠك اﻟحق�ﺔ ﻤمﺎ ﺠﻌﻞ اﻟ�ﻌض �ﻌتبر أﻨﻪ " ﻓﻲ ظرف
)(4
اﻟحرب ﺤﻘق اﻟﻘﺎﻨون اﻹداري اﻻﻗتصﺎدي)(Wirtschaftsverwaltungsrechtأول ﺘطوراﺘﻪ اﻟحق�ق�ﺔ"
وﻤن اﻟمﻬم ﺠدا أن ﻨﻔﻬم أن �ﻌض اﻟتصورات أو اﻷﻓكﺎر ،اﻟتﻲ ﺘﻌتبر ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﺴوف�ﺎﺘ�ﺔ ﻤحضﺔ،
ﻤثﻞ اﻟدور اﻟسﻠبﻲ ﻟﻠزراﻋﺔ اﻟخﺎﺼﺔ و ﻓكرة أن اﺨتﻼﻻت اﻻﻗتصﺎد ﻫﻲ ﻨت�جﺔ ﻟمستوى ﻨمو ﻏیر �ﺎف،
ﻛﺎﻨت ﻗد ﺘبﻠورت ﻓﻲ أﻟمﺎﻨ�ﺎ ﺴنتﻲ 1916و ، 1917ﻤمﺎ ﯿدل �ﺎﻟمﻘﺎﺒﻞ ﻋﻠﻰ أن ﻫذﻩ اﻷﻓكﺎر ﻟ�ست
�ﺎﻟضرورة ﻨتﺎج ﻻ إﯿدﯿوﻟوﺠ�ﺎ ﺒﻠشف�ﺔ وﻻ دوﻏمﺎﺌ�ﺔ ﻤﺎر�س�ﺔ ﻤﻌﺎ ،ﻨﺎه�ك ﻋﻠﻰ أن دورة اﻻﺴتثمﺎر اﻟتﻲ
ﺘطورت ﻓﻲ أﻟمﺎﻨ�ﺎ ﻓﻲ ﺘﻠك اﻟحق�ﺔ ﻗد ﺘمت ﻓﻲ ظﻞ اﻗتصﺎد ﺘﻬ�من ﻋﻠ�ﻪ اﻟمﻠك�ﺔ اﻟخﺎﺼﺔ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
- W. Rathenau, La Mécanisation du Monde, traduction française par J. Vaillant, Aubier
Montaigne, Paris, 1972.
)(2
- V.I. Lenine, « Sur l’infantilisme de Gauche », in Œuvres Complètes, Editions Sociales,
Paris 1961, vol. 27, p.354.
)(3
- G.D. Feldman, Army, Industry and Labor in Germany :1914-1918. Op. cit.
)(4
-Aurore Gaillet, «Le droit public allemand et la Première Guerre mondiale », Jus
Politicum, n° 15 [http://juspoliticum.com/article/Le-droit-public-allemand-et-la-Premiere-
Guerre-mondiale-1067.html]. Consulté le 19/04L2020.
5
ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺒﻌﺾ ﻓﺮوع اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻷﺧﺮى اﻟﻤﺤﻮر اﻷول
و�بدو أن ﻨظر�ﺎت اﻟﻘﺎﻨون اﻻﻗتصﺎدي ﻗد ظﻬرت وﺘبﻠورت ﻓﻲ أﻟمﺎﻨ�ﺎ ﻓﻲ ﻋﻬد ﺠمﻬور�ﺔ "ﻓﺎ�مﺎر"
) La république de Weimarوﻫو اﻻﺴم اﻟذي �ﻌط�ﻪ اﻟمؤرﺨون ﻟﻠنظﺎم اﻷﻟمﺎﻨﻲ اﻟذي أق�م ﻤن ﺴنﺔ
1919إﻟﻰ ﺴنﺔ ،(1933وﻫﻲ ﻨظر�ﺎت ﻓﻠسف�ﺔ )ﻗﺎﺌمﺔ ﻋﻠﻰ أﻓكﺎر ﻓﻠسف�ﺔ أﻟمﺎﻨ�ﺔ �نظر�ﺔ اﻟﻔیﻠسوف ه�حﻞ
) (Heigelوﺴ�ﺎﺴ�ﺔ أ�ضﺎ� ،ﺎﻨت ﺘﻬدف إﻟﻰ اﺴتﻘﻼل اﻻﻗتصﺎد ﻋن اﻟسﻠطﺔ اﻟس�ﺎﺴ�ﺔ ،و�ﺎﻟتﺎﻟﻲ ﻓﺈﻨﻬﺎ �ﺎﻨت
ﻨظر�ﺎت ﻟیبراﻟ�ﺔ.
إن ﺠمﻬور�ﺔ ﻓﺎ�مﺎر ﺴتحدث ﻤنﻌرﺠﺎ ﺤﺎﺴمﺎ ﻓﻲ ﺘﺎر�ﺦ اﻟﻘﺎﻨون اﻻﻗتصﺎدي ،ﺤیث ﻋرﻓت ﻫذﻩ
اﻟمرﺤﻠﺔ اﻻﻨتﻘﺎل ﻤن إﯿدﯿوﻟوﺠ�ﺎ ﺴ�ﺎﺴ�ﺔ وﻗﺎﻨوﻨ�ﺔ ﻟیبراﻟ�ﺔ إﻟﻰ ﻤﻔﻬوم ﺠدﯿد ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﯿوﻓق ﺒین ﻤبدأ اﻟحر�ﺔ
اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﻟﻠخواص ﻤﻊ ﻤبدأ اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠتمﺎع�ﺔ.
وﻓﻲ ﻫذا اﻟصدد ،ﺘجدر اﻹﺸﺎرة إﻟﻰ اﻟدور اﻟ�ﺎرز اﻟذي ﻟع�ﻪ اﻷﺴتﺎذ ﯿورﻏن ﻫیدﻤﺎن Yürgen
für Hedemannﻓﻲ وﻀﻊ أﺴس ﻫذا اﻟﻘﺎﻨون ﺴنﺔ ، 1922ﻤن ﺨﻼل أﻋمﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﻤﻌﻬد اﻟﻘﺎﻨون
Wirtschaftsrechtﻓﻲ ﻤدﯿنﺔ ﺒرﻟین ،وﻤنﻪ اﻨتﻘﻞ ﻫذا اﻟﻘﺎﻨون ﻓﻲ اﻟبدا�ﺔ إﻟﻰ إ�طﺎﻟ�ﺎ ﺜم ﺒﻠج�كﺎ ﺜم ﻓرﻨسﺎ
ﻤﻊ ﻤؤﻟﻔین أﻤثﺎل ﺠورج ﻓیدل Georges VEDELو�ییر د�ﻔوﻟﻔﻲ Pierre DEVOLVEوﻏیرﻫمﺎ).(1
ﺘﺄﺜر اﻟﻔكر اﻟﻔرﻨسﻲ �ﺎﻟمدرﺴﺔ اﻷﻟمﺎﻨ�ﺔ ﺜم اﻟمدرﺴﺔ اﻟسوف�ﺎﺘ�ﺔ .وﻨورد ﻓﻲ ﻤﺎ ﯿﻠﻲ �ﻌض اﻟتﻌﺎر�ف
اﻟتﻲ ﺠﺎء ﺒﻬﺎ �ﻌض اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻔرﻨسیین.
-1اﻟتﻌر�ف اﻟذي أﺨذ �ﻪ أﺴتﺎذ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻟﻔرﻨسﻲ دﯿدﯿﻲ ﺘروﺸﻲ Didier truchetﻓﻲ ﻤﻘﺎﻟﻪ �ﻌنوان
"ﺘﺄﻤﻼت ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻻﻗتصﺎدي اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻔرﻨسﻲ ،ﺤیث ﻗﺎل أن ﻫذا اﻟﻘﺎﻨون ﻫو "ﻤجموﻋﺔ اﻟﻘواﻋد
اﻟمط�ﻘﺔ ﻋﻠﻰ أﺸخﺎص اﻟﻘﺎﻨون ﻛوﺤدات اﻗتصﺎد�ﺔ ").(2
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
. Jean-Baptiste Racine, Le droit économique au XXI siècle-Notions et enjeux, éd
L.G.D.J, 1ère édition 2020, 726 pages (cit. p. 9).
)(2
. Didier Truchet, « Réflexions sur le droit économique public en droit français », Revue
du droit public et de la science politique en France et à l'étranger, 1980, no 4", pp. 1009-
1042 (cit. p.1019).
6
ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺒﻌﺾ ﻓﺮوع اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻷﺧﺮى اﻟﻤﺤﻮر اﻷول
ﯿبدو أن ﺘﺎر�ﺦ اﻟﻘﺎﻨون واﻻﻗتصﺎد اﻟحدﯿث ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔكر �ﻌود إﻟﻰ ﺤواﻟﻲ ﻋﺎم ، 1960ﻋندﻤﺎ
ﻨشر اﻟبر�طﺎﻨﻲ روﻨﺎﻟد �واس ) Ronald Coaseاﻟذي ﺤصﻞ ﺴنﺔ 1991ﻋﻠﻰ ﺠﺎﺌزة ﻨو�ﻞ( "ﻤشكﻠﺔ
اﻟتكﻠﻔﺔ اﻻﺠتمﺎع�ﺔ" ”، “The Problem of Social Cost.ﺴنﺔ ،(2) 1960وﻟﻘد �تب �ﻞ ﻤن ﺠوردون
)(4 )(3
أ�ضﺎ ﻓﻲ اﻟموﻀوع ،ﻟكن اﻟتوﺴﻊ
ً Friedrich Hayek Gordon Tullockوﻓر�در�ك ﻫﺎ�ك ﺘوﻟوك
)(5
Gary Beckerﻟﻌﺎم 1968ﻋن اﻟجر�مﺔ "" paper on crime ﻓﻲ اﻟمجﺎل ﺒدأ ﺒورﻗﺔ ﻏﺎري ﺒ�كر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
D.Linotte et A.Mestre, Services publics et droit public économique, Paris, Librairies
techniques, 1982, 337 pages.p 36.
)(2
- Paul H. Rubin, “Law and Economics”,
https://www.econlib.org/library/Enc/LawandEconomics.html. Consulté le 14/04/2021 .
)(3
اﻗتصﺎد�ﺎ وأﺴتﺎ ًذا ﻟﻠﻘﺎﻨون واﻻﻗتصﺎد �جﺎﻤﻌﺔ ﺠورج ﻤ�سون.
ً -ﻛﺎن اﻷﻤر�كﻲ ﻏوردون ﺘوﻟوك )(2014-1922
)(4
-ﻛﺎن ﻫﺎ�ك Hayekﻓیﻠسوﻓﺎ وﻋﺎﻟم اﻗتصﺎد ﻨمسﺎوي ﺒر�طﺎﻨﻲ )(1992-1899
)(5
Gary Stainley Becker-ﻋﺎﻟم اﻗتصﺎد وﺤﺎﺌز ﻋﻠﻰ ﺠﺎﺌزة ﻨو�ﻞ )ﺴنﺔ (1992وﻟد ﻓﻲ ﺒوﺘسﻔیﻠﻲ ﺒنسﻠﻔﺎﻨ�ﺎ ﻓﻲ اﻟوﻻ�ﺎت
اﻟمتحدة اﻷﻤر�ك�ﺔ )(2014-1930
7
ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺒﻌﺾ ﻓﺮوع اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻷﺧﺮى اﻟﻤﺤﻮر اﻷول
أ�ضﺎ ﻋﻠﻰ ﺠﺎﺌزة ﻨو�ﻞ( ،ﺤیث ﺼﺎغ ﻨظر�ﺔ ﺘﻌرف �ﺎﻟنظر�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﻟﻠسﻠوك اﻹﺠراﻤﻲ
)ﺤصﻞ ﺒ�كر ً
وﻫﻲ ﺘطبیق ﻟنظر�ﺔ اﻟطﻠب اﻟكﻼﺴ�ك�ﺔ اﻟجدﯿدة.وﺘﻘوم ﻨظر�تﻪ ﻋﻠﻰ ﻓكرة ﻤﻔﺎدﻫﺎ أن اﻟمجرﻤین اﻟمحتمﻠین
اﻗتصﺎد�ﺎ ،و�ستجیبون �شكﻞ �بیر ﻟتداﺒیر اﻟردع اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون ،وأﻨﻬم �ﻘﺎرﻨون اﻟمكﺎﺴب اﻟتﻲ
ً ﻋﻘﻼﻨیون
ﺴ�حﻘﻘوﻨﻬﺎ ﻤن وراء ارﺘكﺎب ﺠراﺌمﻬم �ﺎﻟتكﻠﻔﺔ اﻟمتوﻗﻌﺔ � ،مﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﺘكﻠﻔﺔ اﻟﻌﻘو�ﺔ ،وﻤﺎ ﯿترﺘب ﻋنﻬﺎ ﻤن
آﺜﺎر اﺠتمﺎع�ﺔ ﺴیئﺔ �ﺎﻟنس�ﺔ ﻟﻬم.
)(1
، Richard Posnerاﻟ�ﺎﺤث ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون واﻻﻗتصﺎد وﻓﻲ ﻋﺎم ، 1972ﻨشر ر�تشﺎرد ﺒوﺴنر
واﻟمداﻓﻊ اﻟرﺌ�سﻲ ﻋن اﻟنظر�ﺔ اﻹ�جﺎﺒ�ﺔ ﻟﻠكﻔﺎءة ،اﻟط�ﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ﻤن اﻟتحﻠیﻞ اﻻﻗتصﺎدي ﻟﻠﻘﺎﻨون وأﺴس
ﻤجﻠﺔ اﻟدراﺴﺎت اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ ،و�ﻼﻫمﺎ ﺤدﺜﺎن ﻤﻬمﺎن ﻓﻲ ﺘكون ﻤجﺎل اﻟﻘﺎﻨون واﻻﻗتصﺎد �ﺎﻋت�ﺎرﻩ ﻤجﺎﻻ ﻋﻠم�ﺎ
ﻤزدﻫر .و�ﺎﻟرﻏم ﻤن أن ﺒوﺴنر اﺸتﻐﻞ �ﺎﻟﻘضﺎء ) ﻛﻘﺎﻀﻲ ﻓیدراﻟﻲ( إﻻ أﻨﻪ ظﻞ �ﺎﺤثًﺎ ﻏز�ر اﻹﻨتﺎج.
ا
وﻤن اﻟﻌواﻤﻞ اﻟمﻬمﺔ اﻟتﻲ أدت �ذﻟك إﻟﻰ اﻨتشﺎر اﻟﻘﺎﻨون واﻻﻗتصﺎد ﻓﻲ اﻟس�ﻌین�ﺎت ﺴﻠسﻠﺔ ﻤن
اﻟندوات ،ودورات اﻟﻘﺎﻨون ﻟﻼﻗتصﺎدﯿین ،ودورات اﻻﻗتصﺎد ﻟﻠمحﺎﻤین،اﻟتﻲ ﻨظمﻬﺎ اﻷﻤر�كﻲ ﻫنري ﻤﺎن
.(2)Henry Manne
�ﻌد ﺜورة أﻛتو�ر 1917أﺜﺎر ﺘوﺴﻌت داﺌرة اﻟتدﺨﻞ اﻹداري اﻟذي �ﺎن ﻓﻲ اﻟبدا�ﺔ إﯿدﯿوﻟوﺠ�ﺎ
ﻨﻘﺎﺸﺎت ﻗﺎﻨوﻨ�ﺔ ﺤول اﻟﻘﺎﻨون اﻻﻗتصﺎدي ،و�ﺎن اﻟﻘﺎﻨون اﻟمدﻨﻲ ﻟسنﺔ 1922ﯿنص ﻋﻠﻰ ﺘﻌﺎ�ش أﺸكﺎل
ﻤختﻠﻔﺔ ﻟﻠمﻠك�ﺔ )اﻟمﻠك�ﺔ اﻟتﺎ�ﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ أو ﻤﻠك�ﺔ اﻟبﻠد�ﺎت ،اﻟتﻌﺎوﻨ�ﺎت �ﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟمﻠك�ﺔ اﻟخﺎﺼﺔ(.
وﻫكذا ،ف�ﺎﻟرﻏم ﻤن ﻋمﻠ�ﺎت اﻟتﺄﻤ�م اﻟتﻲ ﺘمت �ﻌد اﻟثورة،إﻻ أن اﻟمﻠك�ﺔ اﻟخﺎﺼﺔ �ﻘیت ﻤوﺠودة إﻟﻰ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
-ر�تشﺎرد ﺒوﺴنر Richard Posnerﻫو ﻗﺎض ،وﻋﺎﻟم اﻗتصﺎد أﻤر�كﻲ وﻟد ﻓﻲ ﻤدﯿنﺔ ﻨیو�ورك� .ﺎن ﻗﺎﻀﻲ داﺌرة
�ﺎﻟوﻻ�ﺎت اﻟمتحدة ﻟمحكمﺔ اﻻﺴتئنﺎف ﻟﻠداﺌرة اﻟﻘضﺎﺌ�ﺔ اﻟسﺎ�ﻌﺔ �ﺎﻟوﻻ�ﺎت اﻟمتحدة ﻓﻲ ﺸ�كﺎﻏو ﺒین ﻋﺎﻤﻲ 1981و،2017
و�بیر ﻤحﺎﻀر�ن ﻓﻲ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺸ�كﺎﻏو ﻓﻲ �ﻠ�ﺔ اﻟﻘﺎﻨون )ﻤن ﻤواﻟید ﺴنﺔ .(1939
)(2
ﻫنري ﻤﺎن ) Henry G. Manneﻤﺎي 17-1928ﯿنﺎﯿر � (2015ﺎﺘب وأﻛﺎد�مﻲ أﻤر�كﻲ ،و�ﻌتبر ﻤؤﺴس ﻨظﺎم
ﻋمیدا ﻓخرً�ﺎ ﻟكﻠ�ﺔ اﻟحﻘوق �جﺎﻤﻌﺔ ﺠورج ﻤ�سون .
ً اﻟﻘﺎﻨون واﻻﻗتصﺎد � .ﺎن
8
ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺒﻌﺾ ﻓﺮوع اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻷﺧﺮى اﻟﻤﺤﻮر اﻷول
ﺠﺎﻨب اﻟمﻠك�ﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ ،وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺴﺎس طور P.I. Stoutchkaﻨظر�تﻪ ﺤول ﻗﺎﻨون ﻤزدوج واﻟتﻲ
ﺘﻘوم ﻋﻠﻰ ﻓكرة أن وﺠود ﻗطﺎع ﺨﺎص ﻀمن اﻻﻗتصﺎد �ﻔترض وﺠود ﻗﺎﻨون ﻤدﻨﻲ ﺒینمﺎ وﺠود ﻗطﺎع
ﻋموﻤﻲ اﺸتراﻛﻲ �ﻌنﻲ وﺠود ﻗﺎﻨون إداري اﻗتصﺎدي ،ﻏیر أن ﻫذﯿن اﻟﻘطﺎﻋین اﻻﻗتصﺎدﯿین ﻟ�سﺎ ﻤتسﺎو�ین
)ﺘطور اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺸتراﻛ�ﺔ ﺴیؤدي إﻟﻰ إﻀﻌﺎف اﻟمﻠك�ﺔ اﻟخﺎﺼﺔ( ،وﻫكذا ﻻ �مكن وﻀﻊ اﻟﻘﺎﻨون اﻟمدﻨﻲ
واﻟﻘﺎﻨون اﻹداري اﻻﻗتصﺎدي ﻋﻠﻰ ﻗدم اﻟمسﺎواة ذﻟك أن اﻷوﻟو�ﺔ ﺴتﻌطﻰ ﻻ ﻤحﺎﻟﺔ ﻟﻬذا اﻷﺨیر �ﺎﻋت�ﺎرﻩ
ﻨمطﺎ ﻟتنظ�م اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺠتمﺎع�ﺔ أي ﻋﻼﻗﺎت إﻨتﺎج وﺘ�ﺎدل ﯿتم ﺤمﺎﯿتﻬﺎ ﻟﻔﺎﺌدة اﻟط�ﻘﺔ اﻟمﻬ�منﺔ ﻤن طرف
)(1
،واﻟﻘﺎﻨون اﻹداري اﻻﻗتصﺎدي ﯿنظم اﻟنشﺎط اﻻﻗتصﺎدي ﺴﻠطﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟمنظمﺔ ﻤن طرف ﻫذﻩ اﻟط�ﻘﺔ
اﻻﺸتراﻛﻲ اﻟﻘﺎﺌم ﻋﻠﻰ اﻟتخط�ط.
و�بدو أن ﺒﻠورة ﻨظر�ﺔ ازدواﺠ�ﺔ اﻟﻘﺎﻨون ﻗد ﺘمت �ﺎﻟتزاﻤن ﻤﻊ ﻨظر�ﺔ ﻗﺎﻨون ﻤوﺤد ﻟﻼﻗتصﺎد اﻟتﻲ
ارﺘ�ط اﺴمﻬﺎ� ،ذﻟك �ﺎﺴم �ﺎﺸو�ﺎﻨ�س . Pachoukanis Evgueniف�حسب ﻫذا اﻷﺨیر ﻓﺈن اﻟﻌﻼﻗﺎت
اﻟمتﻌﻠﻘﺔ ﺒتسییر اﻻﻗتصﺎد �جب أن ﺘخضﻊ ﻟﻘﺎﻨون واﺤد ﻟﻼﻗتصﺎد وﻫذا ﻤﻬمﺎ �ﺎن اﻟﻘطﺎع اﻟذي ﺘنشﺄ ف�ﻪ،
)(2
وﻟﻌﻠﻪ وﻟﻘد ﺘم ﺴنﺔ 1933ﻋرض ﻤشروع ﻗﺎﻨون اﻗتصﺎدي ﻟﻼﺘحﺎد اﻟسوف�ﺎﺘﻲ ﻏیر أﻨﻪ ﻟم ﯿتم اﻋتمﺎدﻩ
ﻛﺎن ﻟ�ﺎﺸو�ﺎﻨ�س دور �بیر ﻓﻲ ذﻟك و�بدو أﻨﻪ أ�ضﺎ ﺘم اﻟتنظیر ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻻﻗتصﺎدي ﻓﻲ اﻻﺘحﺎد اﻟسوف�ﺎﺘﻲ
وأن اﺴم �ﺎﺸو�ﺎﻨ�س اﻗترن ﺒﻬذا اﻟﻘﺎﻨون .ﻟﻘد ﺒین �ﺎﺸو�ﺎﻨ�س أن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ ﺘبرز ﺒوﻀﺢ أﻛبر ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻨون اﻟخﺎص ﻷﻨﻬﺎ ﺘكون ﺤینئذ اﻷﻛثر ﻗر�ﺎ ﻤن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗتصﺎد�ﺔ" ).(3
وﻫكذا ﯿبدو أن أول ﺘﻌر�ف ظﻬر ﻟﻬذا اﻟﻘﺎﻨون �ﺎن ﻋﻠﻰ ﯿد ﻓق�ﻪ ﺴوف�ﺎﺘﻲ ﯿدﻋﻰ �ﺎﺸو�ﺎﻨ�س
PACHOUKANISاﻟذي ﻋرﻓﻪ �ﺄﻨﻪ "ﻤجموﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ اﻟتﻲ أﺼ�حت ﺘخضﻊ ﻟﻬﺎ اﻟﻌﻼﻗﺎت
اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﺒین اﻟﻬیئﺎت اﻹدار�ﺔ واﻟمؤﺴسﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ �شﺄن ﻋمﻠ�ﺎت اﻹﻨتﺎج واﻟتوز�ﻊ" ،.ﺤیث أن اﻟح�ﺎة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
)(1
Elvira Talapina. Contribution à la théorie du droit public économique par l’analyse
comparative du droit français et du droit russe. Droit. Université de la Réunion, 2011.p127.
https://tel.archives-ouvertes.fr/tel-00867003/document . Consulté le 21/04/2020
)(2
Idem
)(3
Idem
9
ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺒﻌﺾ ﻓﺮوع اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻷﺧﺮى اﻟﻤﺤﻮر اﻷول
و�ض�ف ﻫذا اﻟﻔق�ﻪ أن اﻟﻘﺎﻨون اﻻﻗتصﺎدي �ﻌتبر �مرﺤﻠﺔ أو ﻛﻘﺎﻨون ﺘمﻬیدي ﻻﻨدﺜﺎر واﻨﻘراض
اﻟﻘﺎﻨون اﻟمدﻨﻲ اﻹداري اﻟسﺎﺌدﯿن ﻓﻲ اﻟﻔترة اﻟسﺎ�ﻘﺔ ﻋن اﻟثورة اﻟبﻠشف�ﺔ ﻓﻲ اﻨتظﺎر ظﻬور اﻟمرﺤﻠﺔ اﻟشیوع�ﺔ
اﻟتﻲ ﯿنﻘرض ﻓیﻬﺎ اﻟﻘﺎﻨون واﻟدوﻟﺔ ﻤﻌﺎ ،ﻓﺎﻟﻘﺎﻨون اﻻﻗتصﺎدي ﻫو ﻤرﺤﻠﺔ اﻨتﻘﺎﻟ�ﺔ ﻓﻲ وﻗت �سود ف�ﻪ اﻟﻘﺎﻨون
اﻟمدﻨﻲ واﻹداري.
وﻤﻊ ذﻟك اﺴتمرت ﻓكرة ﻗﺎﻨون اﻗتصﺎدي ﻓﻲ اﻟوﺠود ،ﺤیث أﻨﻪ ﺴنﺔ 1960ﺘبﻠور ﻫذا اﻟﻘﺎﻨون ﺘحت
و�ﺎن اﻷﺴﺎس اﻟنظري ل"ﻗﺎﻨون اﻻﻗتصﺎد" �ﻔرع ﻗﺎﻨوﻨﻲ ﻫو وﺤدة اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗتصﺎد�ﺔ اﻷﻓق�ﺔ اﺴم
واﻟﻌمود�ﺔ اﻟتﻲ ﺘمزج ﺒین ﻋنﺎﺼر اﻟتخط�ط وﻋنﺎﺼر اﻟمﻠك�ﺔ.
ﻟﻘد ﻨتﺞ ﻋن ﺘدﺨﻞ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻻﻗتصﺎد وظﺎﺌﻒ ﺠدﯿدة ﻟﻠدوﻟﺔ ﻤرﺘ�طﺔ ﺒنشﺎطﻬﺎ ﻟتنظ�م اﻻﻗتصﺎد
وﻨشر اﻟثﻘﺎﻓﺔ واﻟتﻌﻠ�م،وﻻ ﺸك أن ﻤمﺎرﺴﺔ ﻫذﻩ اﻟوظﺎﺌﻒ واﻟتنظ�م اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻟكﺎﻓﺔ ﻤجﺎﻻت اﻹﻨتﺎج اﻻﺠتمﺎﻋﻲ
واﻟت�ﺎدل ﺘﻔرض ﺘطو�ر وﺘحسین أﺸكﺎل ﻗﺎﻨوﻨ�ﺔ وظﻬور ﻓروع ﻗﺎﻨوﻨ�ﺔ وﺼ�ﻎ ﺘنظ�م ﺠدﯿدة.
وﻻﺸك أن ﺘخف�ف و�ﻨجﺎز �ﻞ ﻫذﻩ اﻟمﻬﺎم �حﻔز ﺒدورﻩ اﻟتطو�ر اﻟحثیث ﻟﻌﻠم اﻟﻘﺎﻨون اﻟذي �مثﻞ
اﻷﺴﺎس اﻟنظري ﻟحﻞ اﻟمسﺎﺌﻞ اﻟمﻠموﺴﺔ ،اﻟمتمخضﺔ ﻋن اﻟممﺎرﺴﺔ اﻟﻌمﻠ�ﺔ.
وﻓﻲ إطﺎر ﺘطور ﻋﻠم اﻟﻘﺎﻨون ،ﻟﻌبت ﺸخص�ﺎت �ﺎرزة ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻟسوف�ﺎﺘ�ﺔ ﻤن أﻤثﺎل ﺴتوﺘشكﺎ،
ﻛورﺴكﻲ� ،ر�ﻠنكو� ،ﺎﺸو�ﺎﻨ�س وﻏیرﻫم دو ار ﻤﻬمﺎ ذﻟك أن ﻫذﻩ اﻟشخص�ﺎت �ﺎﻨت ﺘجمﻊ ﺒین اﻟنشﺎط
اﻟﻌﻠمﻲ واﻟﻌمﻞ داﺨﻞ ﻫیئﺎت اﻟدوﻟﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺠﻬﺎز اﻟﻌداﻟﺔ ،و�ﺎﻨت ﺘطور ﻓﻲ أﻋمﺎﻟﻬﺎ اﻷطروﺤﺎت
اﻟمﺎر�س�ﺔ اﻟﻠینین�ﺔ اﻟمتﻌﻠﻘﺔ �طب�ﻌﺔ ودور اﻟﻘﺎﻨون و�موﻀوع اﻟشرع�ﺔ اﻟثور�ﺔ ،و�ﺎﻨوا �سﺎﻫمون ﻤن اﻟنﺎﺤ�ﺔ
10
ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺒﻌﺾ ﻓﺮوع اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻷﺧﺮى اﻟﻤﺤﻮر اﻷول
اﻟﻌمﻠ�ﺔ واﻟتطب�ق�ﺔ ﻓﻲ ﺘدع�م اﻟنظﺎم اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ .وﻫكذا �ﺎﻟرﻏم ﻤن �ﻞ اﻟصﻌو�ﺎت ،ﺘدﻋم ﻋﻠم اﻟﻘﺎﻨون
اﻟسوف�ﺎﺘﻲ ﻤﻊ إﻨشﺎء اﻟتشر�ﻊ اﻟسوف�ﺎﺘﻲ وﺘطور اﻟشرع�ﺔ اﻻﺸتراﻛ�ﺔ ،و�ﻔضﻞ ﻤشﺎر�ﺔ رﺠﺎل ﻗﺎﻨون ﻓﻲ
اﻻﺘحﺎد اﻟسوف�ﺎﺘﻲ ﺘطور ﻨظﺎم ﻗﺎﻨوﻨﻲ ﻤنظم وﻤسخر ﻟخدﻤﺔ ﺤمﺎ�ﺔ ﺤﻘوق وواﺠ�ﺎت ﺠم�ﻊ اﻟمواطنین
وﻤصﺎﻟﺢ اﻟمجتمﻊ �ﻠﻪ.
ﺘزﺨر اﻟمكت�ﺎت �ﺎﻟﻌدﯿد ﻤن اﻟمراﺠﻊ واﻟمصﺎدر اﻟتﻲ ﺘنﺎوﻟت اﻟﻘﺎﻨون اﻻﻗتصﺎدي اﻟجزاﺌري ﻤنذ
ﻤرﺤﻠﺔ اﻻﺴتﻘﻼل إﻟﻰ ﯿوﻤنﺎ ﻫذا ،وﻫﻲ ﺘﻌكس ﻤختﻠﻒ اﻟتوﺠﻬﺎت اﻻﻗتصﺎد�ﺔ واﻟس�ﺎﺴ�ﺔ اﻟتﻲ اﻋتمدﺘﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ
اﻟجزاﺌر�ﺔ ﻤنذ اﻻﺴتﻘﻼل .و�مكن اﻟتمییز ﺒین ﻤرﺤﻠتین ﻫﺎﻤتین ﻫمﺎ ﻤرﺤﻠﺔ ﻤﺎ ﻗبﻞ ﺴنﺔ 1989ﺜم اﻟمرﺤﻠﺔ
اﻟﻼﺤﻘﺔ ﻟﻬذا اﻟتﺎر�ﺦ.
اﻟﻔرع اﻷول :اﻟمرﺤﻠﺔ اﻷوﻟﻰ :ﻤن اﻻﺴتﻘﻼل إﻟﻰ ﻏﺎ�ﺔ ﺼدور دﺴتور .1989
ﻤنذ اﻻﺴتﻘﻼل ﺴنﺔ 1962وطیﻠﺔ ﻤدة ﺜﻼﺜین ﺴنﺔ ﺴواء �منﺎﺴ�ﺔ اﻋتمﺎد اﻟتسییر اﻟذاﺘﻲ ﺴنﺔ
1963أو اﻟتسییر اﻻﺸتراﻛﻲ ﻟﻠمؤﺴسﺎت ﺴنﺔ ،1971أو إﻋﺎدة ه�كﻠﺔ ﻫذﻩ اﻟمؤﺴسﺎت ﺴنﺔ ،1980اﻫتم
رﺠﺎل ﻗﺎﻨون ﺠزاﺌر�ون وﻓرﻨسیون ﺒتوﻀ�ﺢ وظﺎﺌﻒ اﻟدوﻟﺔ اﻟجزاﺌر�ﺔ ﻓﻲ ﻤختﻠﻒ اﻟمجﺎﻻت اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ،ﻏیر
أن إطﺎر اﻟنﻘﺎش �ﺎن ﻤحددا ﻋﻠﻰ اﻟمستوى اﻟﻔﻘﻬﻲ �سبب اﻟخ�ﺎرات اﻟس�ﺎﺴ�ﺔ وﻤشروع اﻟمجتمﻊ اﻟذي ﺘم
اﺨت�ﺎرﻩ واﻟذي �رﺴﻪ دﺴتور � 1976شكﻞ واﻀﺢ ﺤیث ورد ﻓﻲ ﻫذا اﻷﺨیر ﻓﻲ ﻤﺎدﺘﻪ 27ﻤﺎ ﯿﻠﻲ" :ﺘﻌمﻞ
اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻐییر ﻋﻼﻗﺎت اﻹﻨتﺎج ،وﺘسییر اﻻﻗتصﺎد اﻟوطنﻲ ،وﺘضمن ﺘنم�ﺔ ﻋﻠﻰ أﺴﺎس ﺘخط�ط ﻋﻠمﻲ
اﻟمﻔﻬوم ،د�مﻘراطﻲ اﻟتصم�م ،ﺤتمﻲ اﻟتنﻔیذ" و ":ﺘنظم اﻟدوﻟﺔ اﻹﻨتﺎج وﺘحدد ﺘوز�ﻊ اﻟدﺨﻞ اﻟﻘوﻤﻲ ،وﺘﻌتبر
اﻟﻌنصر اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻓﻲ ﺘحو�ﻞ اﻻﻗتصﺎد وﻤجموع اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺠتمﺎع�ﺔ" ،وﻻ ﺸك أن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟمﺎدة ﺘكر�س
)(2 )(1
ﺒﻞ أن اﻟمرﺤﻠﺔ �ﻠﻬﺎ �ﺎﻨت ﺘﻌبی ار ﻋمﺎ اﺼطﻠﺢ ﻋﻠﻰ ﺘسمیتﻪ �ﺄﺴطورة "اﻟكﻞ دوﻟﺔ" ﻟمﻔﻬوم"اﻷﻛثر دوﻟﺔ"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
- Amina Mernache. Le statut et le rôle de l’État algérien dans l’économie : rupture et
continuité. Droit. Université Paris-Est, 2017. Français. P.35
)(2
-idem p. 41
11
ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺒﻌﺾ ﻓﺮوع اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻷﺧﺮى اﻟﻤﺤﻮر اﻷول
واﻟذﯿن �تبوا ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻻﻗتصﺎدي اﻟجزاﺌري ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟمرﺤﻠﺔ �ثیرون ﻤنﻬم اﻟجزاﺌر�ون ،وﻤنﻬم
اﻟﻔرﻨسیون ،و ﺴنشیر ﻟ�ﻌضﻬم ﻓﻘط ﻋﻠﻰ ﺴبیﻞ اﻟمثﺎل وﻓﻘﺎ ﻟترﺘیب زﻤنﻲ ﻟكتﺎ�ﺎﺘﻬم.
درس �ﺄﺴتﺎذ ﻓﻲ �ﻠ�ﺔ اﻟحﻘوق �مكن اﻋت�ﺎر اﻷﺴتﺎذ ﻓروﻨسوا ﺒور�ﻼ ) François Borellaاﻟذي ٌ
�جﺎﻤﻌﺔ اﻟجزاﺌر ﻤن 1962إﻟﻰ (1966ﻤن اﻟكتﺎب اﻟﻔرﻨسیین اﻷواﺌﻞ اﻟذﯿن �تبوا ﻓﻲ ﻤجﺎل اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم
اﻻﻗتصﺎدي ،وذﻟك ﻤن ﺨﻼل ﻤجموﻋﺔ ﻤن اﻟمﻘﺎﻻت ﺘحت ﻋنوان "اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي ﻟﻠجزاﺌر" ﺤیث
)(1
و�ﻠ�ﻪ ﻤن اﻟﻔرﻨسیین اﻷﺴتﺎذ ﺠون ﻟوي أوﺘﺎن ﺒین أﻫم�ﺔ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي ﻀمن اﻟتشر�ﻊ اﻟجزاﺌري
Jean-Louis Autinاﻟذي ﺤضر رﺴﺎﻟﺔ د�توراﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻻﻗتصﺎدي اﻟجزاﺌري ).(2
وأﻤﺎ ﻤن اﻟكتﺎب اﻟجزاﺌر�ین ف�مكن ذ�ر اﻷﺴتﺎذﯿن أﺤمد ﻤحیو �ﷴ �جﺎوي اﻟﻠذﯿن �ت�ﺎ ﻓﻲ اﻟنظﺎم
اﻟدوﻟﻲ اﻟجدﯿد ﺤیث �تب اﻷول ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎت اﻟنظﺎم اﻻﻗتصﺎدي اﻟجدﯿد واﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ ) ،(3ﺒینمﺎ أﻟﻒ
اﻟثﺎﻨﻲ �تﺎ�ﺎ ﺘنﺎول ف�ﻪ اﻟدور اﻟمحتمﻞ ﻟﻠﻘﺎﻨون ﻓﻲ اﻟمجتمﻊ اﻟدوﻟﻲ ودﻋﺎ إﻟﻰ إﻗﺎﻤﺔ ﻨظﺎم ﻗﺎﻨوﻨﻲ اﻗتصﺎدي
دوﻟﻲ ﺠدﯿد ).(4
و�مكن أ�ضﺎ ذ�ر اﻷﺴتﺎذ ﷴ ﺒوﺴوﻤﺢ اﻟذي أﻟﻒ ﺴنﺔ 1982ﻛتﺎ�ﺎ �ﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔرﻨس�ﺔ ﺘحت ﻋنوان:
"اﻟمؤﺴسﺔ اﻻﺸتراﻛ�ﺔ ﻓﻲ اﻟجزاﺌر" ﺘنﺎول ف�ﻪ ﺘطور اﻟمؤﺴسﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﻓﻲ اﻟجزاﺌر ﻤنذ اﻻﺴتﻘﻼل ).(5
ﻟﻘد ﻋكست اﻟمراﺠﻊ اﻟتﻲ ﺼدرت ﺨﻼل ﻫذﻩ اﻟمرﺤﻠﺔ اﻻﺘجﺎﻩ اﻟجدﯿد ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟج ازﺌر�ﺔ ﻓﻲ اﻟمجﺎل
اﻻﻗتصﺎدي وﻟذﻟك ﺠﺎءت ﻤتنوﻋﺔ ،إذ اﺘخذت ﻋنﺎو�ن ﻤتنوﻋﺔ ﺘنوع اﻟحﻘﻞ اﻻﻗتصﺎدي ،ﻓنجد ﻤثﻼ اﻷﺴتﺎذ
زوا�م�ﺔ اﻟذي أﻟﻒ و�تب ﻓﻲ اﻟﻌدﯿد ﻤن ﻫذﻩ اﻟمجﺎﻻت وﺨصوﺼﺎ اﻟض�ط اﻻﻗتصﺎدي ).(6
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
- BORELLA : Le droit public économique de l’Algérie (2 parties). 729-853 1966, N. 4
)(2
- Jean- Louis AUTIN « Le droit économique algérien, l’examen des institutions juridiques au service de la
formation sociale », thèse soutenue en juin 1976 à l’université de Montpellier.
)(3
-Mahiou Ahmed, Les implications du nouvel ordre économique et le droit international, in. R.B.D.I 1976.2 -
pp. 421 à 450.
)(4
-Mohammed Bedjaoui, Pour un nouvel ordre économique international : Nouveaux défis au droit international,
UNESCO, 1979, 295 pages.
)(5
- Mohamed Boussoumah, L’entreprise socialiste en Algérie, Ed Economica, Paris 1982.
)(6
-Zouaimia Rachid: Droit de la régulation économique, éditions BERTI, Alger, 2008.
12
ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺒﻌﺾ ﻓﺮوع اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻷﺧﺮى اﻟﻤﺤﻮر اﻷول
وﻤنﻬم أ�ضﺎ اﻷﺴتﺎذ ﻤحﻔوظ ﻟﻌشب اﻟذي أﻟﻒ �تﺎ�ﺎ ﺘنﺎول ف�ﻪ اﻟنظر�ﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻻﻗتصﺎدي
وﺘطب�ﻘﺎﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟجزاﺌر ﺘحت ﻋنوان "اﻟوﺠیز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻻﻗتصﺎدي :اﻟنظر�ﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ وﺘطب�ﻘﺎﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟجزاﺌر"
دﯿوان اﻟمطبوﻋﺎت اﻟجﺎﻤع�ﺔ 327 ،1993 ,ﺼﻔحﺔ.
وﻟﻌﻞ ﻤن أﻫم ﻤﺎ ﺘمیزت �ﻪ ﻫذﻩ اﻟمرﺤﻠﺔ اﻻﻨسحﺎب اﻟتدر�جﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻤن اﻟحﻘﻞ اﻻﻗتصﺎدي �حﻞ
ﻟﻠخروج ﻤن اﻷزﻤﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ اﻟتﻲ �ﺎﻨت ﺘﻌصﻒ �ﺎﻟ�ﻼد ﻨت�جﺔ ﻋواﻤﻞ ﻤتﻌددة ﻟﻌﻞ أﺒرزﻫﺎ اﻨﻬ�ﺎر ﻋﺎﺌدات
)(1
اﻟدوﻟﺔ ﻤن اﻟمحروﻗﺎت ﻨت�جﺔ اﻨﻬ�ﺎر أﺴﻌﺎر ﻫذﻩ اﻷﺨیرة ،وﻫو ﻤﺎ ﻋبر ﻋنﻪ دﺴتور 23ﻓبراﯿر 1989
ﺒرﻓﻊ �ﻞ اﻟﻘیود اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ اﻟتﻲ ﺘﻘﻒ ﻓﻲ وﺠﻪ إﺼﻼح دور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟح�ﺎة اﻻﻗتصﺎد�ﺔ .وﻫو ﻤﺎ أدى إﻟﻰ
اﻨﻌكﺎس اﻻﺘجﺎﻩ ،ف�مﺎ ﯿتﻌﻠق ﺒوظﺎﺌﻒ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺘﻬﺎ �ﺎﻻﻗتصﺎد واﻟمجتمﻊ .ﻓﻌﻠﻰ اﻟمستوى اﻻﻗتصﺎدي
أﺼ�حت اﻟدوﻟﺔ ﻤطﺎﻟ�ﺔ �ضمﺎن ﻀ�ط اﻷﻨشطﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ دون أن ﺘكون ﺠزًءا ﻤنﻬﺎ ،وﻤن ﺤیث اﻟجﺎﻨب
اﻻﺠتمﺎﻋﻲ �ﺎن ﻋﻠیﻬﺎ أن ﺘضمن اﻟشرع�ﺔ ﺒین اﻟمواطنین وأﻻ ﺘﻠجﺄ إﻟﻰ ﺼﻼﺤ�ﺎﺘﻬﺎ إﻻ ﻟضمﺎن اﻻﻤتثﺎل
ﻟﻬذﻩ اﻟشرع�ﺔ.
)(2
ﻟ�ﻌزز ﻫذا اﻻﺘجﺎﻩ ﻤن ﺨﻼل إﺜﺎرة اﻟنﻘﺎش وﺘجدﯿد اﻻﻫتمﺎم ﻤﻊ اﻟتﺄﻛید، وﺠﺎء دﺴتور 1996
ﻷول ﻤرة ،ﻓﻲ اﻟجزاﺌر ،ﻋﻠﻰ ﻤبدأ ﺤر�ﺔ اﻟتجﺎرة واﻟصنﺎﻋﺔ اﻟذي �ﻌتبر ﺤجر اﻟزاو�ﺔ ﻻﻗتصﺎد اﻟسوق ،
واﻟذي ﯿتمخض ﻋنﻪ ﻤﻔﻬوﻤﺎن أﺴﺎﺴ�ﺎن ﻫمﺎ:
ـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
)(1
-اﻟصﺎدر �ﺎﻟمرﺴوم اﻟرﺌﺎﺴﻲ رﻗم 18-89اﻟمؤرخ ﻓﻲ 22رﺠب ﻋﺎم 1409اﻟمواﻓق 28ﻓبراﯿر ﺴنﺔ 1989اﻟجر�دة
اﻟرﺴم�ﺔ ﻋدد 9اﻟمؤرﺨﺔ ﻓﻲ 1ﻤﺎرس .1989
)(2
-دﺴتور 28ﻨوﻓمبر ،1996اﻟجر�دة اﻟرﺴم�ﺔ رﻗم 76اﻟمؤرﺨﺔ ﻓﻲ 8د�سمبر 1996
13
ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺒﻌﺾ ﻓﺮوع اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻷﺧﺮى اﻟﻤﺤﻮر اﻷول
�-مكن ﻟﻠدوﻟﺔ أن ﺘتدﺨﻞ ﻓﻘط ﻓﻲ اﻷﻨشطﺔ اﻟتﻲ ﻻ �ستط�ﻊ اﻷﻓراد اﻟق�ﺎم ﺒﻬﺎ.
-ﺘﻘتصر ﻤﻬﺎم اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻠب�ﺔ اﺤت�ﺎﺠﺎت اﻟنظﺎم اﻻﻗتصﺎدي واﻻﺠتمﺎع�ﺔ أو اﻷﻤنﻲ أو اﻟصحﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ،
أو ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﻘصیر أو ﻗصور اﻟم�ﺎدرات اﻟخﺎﺼﺔ ﻋن اﻻﻀطﻼع ﺒﻬذﻩ اﻟمﻬﺎم .وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟحﺎﻟﺔ ﻓﺈن ﺘدﺨﻞ
اﻟدوﻟﺔ ﻻ �مكن إﻻ أن �ﺄﺨذ ﺼ�ﻐﺔ ﺘوﺠ�ﻪ ،ﻤراق�ﺔ أو ﺘنظ�م اﻟنشﺎط اﻟﻌﺎم ﻤن أﺠﻞ ﺘﻠب�ﺔ اﻟمصﻠحﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ.
)(1
ﺴنﺔ 2016و 2020ﺤیث ﺘضمنﺎ واﺴتمر ﻨﻔس اﻟنﻬﺞ ﻤﻊ اﻟتﻌدﯿﻠین اﻟدﺴتور�ین اﻷﺴﺎﺴیین
ﻤجموﻋﺔ ﻤن اﻟم�ﺎدئ اﻟتﻲ ﺘؤ�د ﻋﻠﻰ اﻟدور اﻻﻗتصﺎدي اﻟمﻬم ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻤجﺎﻻت ﻤختﻠﻔﺔ ﻤنﻬﺎ ﺤمﺎ�ﺔ
اﻟمﻠك�ﺔ وﻀمﺎن ﺒیئﺔ ﺴﻠ�مﺔ واﻻﺴتﻌمﺎل اﻟرﺸید ﻟﻠموارد اﻟطب�ع�ﺔ وﺘنظ�م اﻟتجﺎرة اﻟخﺎرﺠ�ﺔ وﻀمﺎن ﺤر�ﺔ
اﻟتجﺎرة واﻻﺴتثمﺎر واﻟمﻘﺎوﻟﺔ وﻏیرﻫﺎ ﻤمﺎ �مثﻞ ﺠزءا ﻻ ﯿتج أز ﻤن ﻤحﺎور اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي اﻟسﺎﺌد
ﻓﻲ اﻟجزاﺌر.
اﻟم�حث اﻟثﺎﻨﻲ :ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي ﺒ�ﻌض ﻓروع اﻟﻘﺎﻨون اﻷﺨرى
ﻻ ﺸك أن ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي ﻋﻼﻗﺔ وطیدة �مجموﻋﺔ ﻤن اﻟﻘواﻨین اﻷﺨرى ﺴنحﺎول اﻟتطرق
ﻟ�ﻌض ﻤنﻬﺎ �ﺈ�جﺎز.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
)(1
-ﺘم ﺘﻌدﯿﻞ دﺴتور � 1996صﻔﺔ أﺴﺎﺴ�ﺔ ﻤرﺘین وذﻟك ﺴنتﻲ 2016و 2020وذﻟك �مﻘتضﻰ:
-اﻟﻘﺎﻨون رﻗم 01-16اﻟمؤرخ ﻓﻲ 06ﻤﺎرس 2016اﻟجر�دة اﻟرﺴم�ﺔ رﻗم 14اﻟمؤرﺨﺔ ﻓﻲ 7ﻤﺎرس 2016
-اﻟمرﺴوم اﻟرﺌﺎﺴﻲ رﻗم 442-20اﻟمؤرخ ﻓﻲ 30د�سمبر ﺴنﺔ ،2020اﻟجر�دة اﻟرﺴم�ﺔ ﻋدد 82اﻟمؤرﺨﺔ ﻓﻲ 30د�سمبر
.2020
وﺴبق أن ﺘم ﺘﻌدﯿﻠﻪ ﺠزﺌ�ﺎ ﻤرﺘین وذﻟك ﻤن ﺨﻼل:
-اﻟﻘﺎﻨون رﻗم 03-02اﻟمؤرخ ﻓﻲ 10أﺒر�ﻞ 2002اﻟجر�دة اﻟرﺴم�ﺔ رﻗم 25اﻟمؤرﺨﺔ ﻓﻲ 14أﺒر�ﻞ 2002
-اﻟﻘﺎﻨون رﻗم 19-08اﻟمؤرخ ﻓﻲ 15ﻨوﻓمبر 2008اﻟجر�دة اﻟرﺴم�ﺔ رﻗم 63اﻟمؤرﺨﺔ ﻓﻲ 16ﻨوﻓمبر 2008
14
ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺒﻌﺾ ﻓﺮوع اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻷﺧﺮى اﻟﻤﺤﻮر اﻷول
إذا �ﺎن اﻟﻘﺎﻨون اﻟدﺴتوري �ﻌنﻲ ﻤجموﻋﺔ اﻟم�ﺎدئ و اﻷﺤكﺎم و اﻟﻘواﻋد اﻟتﻲ ﺘتﻌﻠق �ﺎﻷﺴس اﻟتﻲ
ﺘنبنﻲ ﻋﻠیﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ و �ذﻟك ﺒتنظ�م اﻟحكم وﺴیرﻩ داﺨﻠﻪ ،ﻓﺈن اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي �ﻌبر ﻋن ﻫذﻩ
اﻟم�ﺎدئ واﻷﺤكﺎم واﻟﻘواﻋد ﻓﻲ ﺘجﻠ�ﺎﺘﻬﺎ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ� ،مﺎ أﻨﻪ �ﻌكس اﻟتوﺠﻬﺎت اﻹﯿدﯿوﻟوﺠ�ﺔ واﻟس�ﺎﺴ�ﺔ ﻟنظﺎم
اﻟحكم داﺨﻞ اﻟدوﻟﺔ.
و�تضمن اﻟدﺴتور اﻟم�ﺎدئ اﻷﺴﺎﺴ�ﺔ ﻟﻠنظﺎم اﻻﻗتصﺎدي اﻟسﺎﺌد ﻓﻲ اﻟبﻠد� ،مﺎ أﻨﻪ ﯿنظم أوﺠﻪ ﺘدﺨﻞ
اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟنشﺎط اﻻﻗتصﺎدي واﻟحﻘوق واﻟواﺠ�ﺎت اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﻟﻸﺸخﺎص واﻟدور اﻻﻗتصﺎدي ﻟﻠسﻠطﺎت
داﺨﻞ اﻟدوﻟﺔ ،و�ﺎﻟتﺎﻟﻲ ﻓﻬو �مثﺎ�ﺔ اﻟدﺴتور اﻻﻗتصﺎدي ﻟﻠبﻠد.
وﻟﻘد ﺒدأ اﻋتمﺎد ﻤصطﻠﺢ "اﻟدﺴتور اﻻﻗتصﺎدي" �شكﻞ واﺴﻊ ﻀمن اﻟخطﺎب اﻟﻔﻘﻬﻲ اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻓﻲ
ﻤطﻠﻊ ﺴنوات اﻟتسﻌینﺎت) (1990ﻤن اﻟﻘرن اﻟمﺎﻀﻲ ،و�ن �ﺎن ﻤﻌروﻓﺎ ﻗبﻞ ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻷﻟمﺎﻨﻲ ﺘحت
اﺴم ).(1) (Wirtschaftsverfassung
ﻻ ﺸك أن دور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟح�ﺎة اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﯿبرز ﻓﻲ اﻟدور اﻟذي ﺘﻠع�ﻪ اﻷﺠﻬزة اﻹدار�ﺔ أو ﻤﺎ
�سمﻰ �ﺎﻹدارة اﻻﻗتصﺎد�ﺔ .وﺘدﺨﻞ اﻟدﺨﻞ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻻﻗتصﺎد أدى إﻟﻰ ﺘطور اﻟﻘﺎﻨون اﻹداري اﻟتﻘﻠیدي ،وﻻ
ﺸك أن ﻤن وراء ﺘطور اﻟﻘﺎﻨون اﻹداري اﻻﻗتصﺎدي ﻋواﻤﻞ �مكن إ�جﺎزﻫﺎ ﻓﻲ ﻤﺎ ﯿﻠﻲ:
اﻟﻔرع اﻷول-ﺨصوﺼ�ﺔ اﻟظﺎﻫرة اﻻﻗتصﺎد�ﺔ
إن اﻟح�ﺎة اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ،ﻗبﻞ أن ﺘخضﻊ ﻟﻘواﻋد ﻗﺎﻨوﻨ�ﺔ ،ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘخضﻊ ﻟﻘواﻨین ﻤوﻀوع�ﺔ وﻫذﻩ
اﻟﻘواﻨین ،و�ن �ﺎﻨت ﻻ ﺘضﺎﻫﻲ ﻗواﻨین اﻟطب�ﻌﺔ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻻ ﺘترك ﻟﻺﻨسﺎن إﻻ ﻤجﺎﻻ ﻀ�ﻘﺎ ﻟﻠتﻌﺎﻤﻞ ﻤﻌﻬﺎ
وﺘوﺠیﻬﻬﺎ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
-Karloo Tuori, « La constitution économique parmi les constitutions européennes », dans
Revue internationale de droit économique, De Boeck Supérieur, 2011/4 t.XXV | pages 559 à
599, p 560.
15
ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺒﻌﺾ ﻓﺮوع اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻷﺧﺮى اﻟﻤﺤﻮر اﻷول
و�مثﺎل ﻋن ذﻟك ﻓﺈن ظﺎﻫرة اﻷﺴﻌﺎر ﺘخضﻊ أوﻻ ﻟﻘواﻨین ﻤوﻀوع�ﺔ )اﻗتصﺎد�ﺔ( ﻟمبدأ أو ظﺎﻫرة اﻟﻌرض
واﻟطﻠب ،و�ﺎﻟتﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻹﻨسﺎن )اﻟمشرع اﻹداري ﻤثﻼ( ﻻ ﯿتدﺨﻞ إﻻ ﻓﻲ ﻤجﺎل ﻀیق وﻫﺎﻤشﻲ ﻻ �مس
�جوﻫر اﻟظﺎﻫرة اﻟمنبثﻘﺔ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻘواﻨین اﻟموﻀوع�ﺔ� ،ظﺎﻫرة اﻟﻌرض واﻟطﻠب ،وﻟو أن ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟحق ﻓﻲ
إﺼدار ﻗ اررات ﻟتنظ�م اﻟسﻌر وﻟكن إذا �ﺎن ﻫذا اﻟتدﺨﻞ ﻤن ﺸﺄﻨﻪ اﻟمسﺎس �جوﻫر اﻟموﻀوع ،ﻓسیؤدي ﻫذا
إﻟﻰ إﺤداث أزﻤﺔ اﻗتصﺎد�ﺔ ،إذا ﻓﺎﻟتدﺨﻞ �كون ﻓﻘط ﻟﻠتحكم ﻓﻲ اﻟوﻀﻊ اﻟسﻌري وﺘنظ�م ﺤر�ﺔ اﻷﺴﻌﺎر.
اﻟﻔرع اﻟثﺎﻨﻲ :اﻟتطور اﻟطﺎرئ ﻋﻠﻰ طرق ﺘدﺨﻞ اﻹدارة ﻓﻲ اﻟنشﺎط اﻻﻗتصﺎدي
ﺒینمﺎ �ﺎﻨت ﺘﻠجﺄ اﻹدارة ﻓﻲ اﻹدارة اﻟتﻘﻠید�ﺔ إﻟﻰ اﻟطرق اﻟسﻠطو�ﺔ اﻷﺤﺎد�ﺔ ،ﻓﺈن ﺘدﺨﻠﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟنشﺎط اﻻﻗتصﺎدي ﺤﺎﻟ�ﺎ ﻓرض ﻋﻠیﻬﺎ ﺴﻠو�ﺎ ﺠدﯿدا ﯿتسم �ﺎﻟتشﺎور أو اﻟتﻔﺎوض ،ل �ﺎﻟتﻔو�ض واﻟشراﻛﺔ
ﺤیث ظﻬرت ﻋﻘود ﺠدﯿدة �ﻌﻘود ﺘﻔو�ض اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي وﻋﻘود اﻟشراﻛﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻟخﺎﺼﺔ
وﻏیرﻫﺎ ،و�ﺎﻟتﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻫذا اﻟطﺎ�ﻊ أﺼ�ﺢ ﯿؤﺜر ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻨون اﻹداري اﻟذي أﺼ�ﺢ ،ﻋند إﺼدارﻩ ﻗ ارراﺘﻪ،
�شرك اﻟمواطنین ﻟﻠتشﺎور واﻟتﻔﺎوض.
ﻻ ﺸك أن اﻟﻘﺎﻨون اﻹداري ﻟم ﯿبق ﺠﺎﻤدا أﻤﺎم اﻟتطور اﻟسر�ﻊ ﻟﻠظواﻫر اﻻﻗتصﺎد�ﺔ و�ﻨمﺎ ﺸﻬد ﺘطو ار
ﻤﻬمﺎ ﺴواء ﻤن ﺤیث اﻟوﺴﺎﺌﻞ اﻟمستﻌمﻠﺔ ﻤن طرف اﻹدارة أو ﻤن ﺤیث ه�ﺎﻛﻞ ﺘنظ�م ﻫذﻩ اﻹدارة و اﺘسﺎع
ﺴﻠطتﻬﺎ اﻟتﻘدﯿر�ﺔ ﻓﻲ ﻤجﺎل اﻹدارة اﻻﻗتصﺎد�ﺔ
16
ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺒﻌﺾ ﻓﺮوع اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻷﺧﺮى اﻟﻤﺤﻮر اﻷول
وأﺼ�حت اﻹدارة ﺘﻠجﺄ إﻟﻰ طر�ﻘﺔ اﻟتﻌﺎﻗد وﻟو أن اﻟﻌﻘد اﻟذي ﺘبرﻤﻪ ﻟ�س ﻋﻘدا ﻤن ﻋﻘود اﻟﻘﺎﻨون
اﻟخﺎص وﻟكن ﻤن ﻋﻘود اﻟﻘﺎﻨون اﻹداري ،ﻓﺎﻟدوﻟﺔ ﻟجﺄت ﻤثﻼ إﻟﻰ ﺘسییر ﻤؤﺴسﺎﺘﻬﺎ ﻋن طر�ق ﻋﻘد
اﻻﻤت�ﺎز اﻟذي ﯿتمثﻞ ﻓﻲ أن اﻹدارة ﺘبرم ﻤﻊ ﻤتﻌﺎﻤﻞ ﺨﺎص ﻋﻘدا ﯿتوﻟﻰ ﻤن ﺨﻼﻟﻪ ﻫذا اﻷﺨیر ﺘسییر ﻤرﻓﻘﺎ
ﻋﺎﻤﺎ وﻓﻘﺎ ﻟدﻓتر ﺸروط ﺘﻌدﻩ اﻹدارة.
وﻟﻘد أدى ﺘطور ﺘدﺨﻞ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟح�ﺎة اﻻﻗتصﺎد�ﺔ �ﺎﻟدوﻟﺔ أن ﺘﻌتمد أﺴﺎﻟیب أو ه�ﺎﻛﻞ اﻟﻘﺎﻨون
اﻟخﺎص ﻟﻠق�ﺎم ﺒنشﺎطﺎت ذات طﺎ�ﻊ اﻗتصﺎدي اﻟﻐرض ﻤنﻬﺎ ﺘحﻘیق اﻟمردود�ﺔ أو اﻟر�ﺢ ،وﻫكذا أﺼ�حت
ﺘنشﺊ ﻤﺎ �سمﻰ �ﺎﻟمؤﺴسﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ذات اﻟشكﻞ اﻟتجﺎري أي ﺸر�ﺎت ﺘجﺎر�ﺔ )ﺸر�ﺎت أﺴﻬم أو ﺸر�ﺎت
ذات ﻤسؤﻟ�ﺔ ﻤحدودة( وﺘسمﻰ �ذﻟك �شر�ﺎت اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ﺤیث ﯿون اﻟشر�ﺎء ﻓیﻬﺎ ﻫم ﺼنﺎدﯿق ﻤسﺎﻫمﺔ
ﺘﺎ�ﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ أو ﺸر�ﺎت ﺘسییر ﻤسﺎﻫمﺎت اﻟدوﻟﺔ.
17
ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺒﻌﺾ ﻓﺮوع اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻷﺧﺮى اﻟﻤﺤﻮر اﻷول
ﺒین اﻻﻗتصﺎد واﻟﻘﺎﻨون اﻟجنﺎﺌﻲ إﻟﻰ ظﻬور ﻓرع ﻗﺎﻨوﻨﻲ ﺠدﯿد ﯿتمثﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻻﻗتصﺎدي اﻟجنﺎﺌﻲ أو
اﻟﻘﺎﻨون اﻟجنﺎﺌﻲ ﻟﻸﻋمﺎل.
وأﻤﺎ اﻟﻘﺎﻨون اﻟجنﺎﺌﻲ اﻻﻗتصﺎدي ف�مكن ﺘﻌر�ﻔﻪ �ﺄﻨﻪ ﻤجموﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ اﻟمتﻌﻠﻘﺔ �ﺎﻟجراﺌم
اﻻﻗتصﺎد�ﺔ و �ﺎﻟمسؤوﻟ�ﺔ اﻟجنﺎﺌ�ﺔ ﻟمختﻠﻒ اﻟﻔﺎﻋﻠین اﻻﻗتصﺎدﯿین.
وﻻ ﯿوﺠد ﺘﻌر�ف ﻤوﺤد وﻤتﻔق ﻋﻠ�ﻪ ﻟﻠجر�مﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ وﻟذﻟك اﺨتﻠﻒ اﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺘﻌر�ﻔﻬﺎ ،و�بدو أن
أول ﺘﻌر�ف ﺠﺎءت �ﻪ اﻟحﻠﻘﺔ اﻟﻌر��ﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﻠدﻓﺎع اﻻﺠتمﺎﻋﻲ اﻟتﻲ ﻋﻘدت ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻫرة ﻋﺎم 1966وﻫو
اﻵﺘﻲ� ":ﻌد ﺠر�مﺔ اﻗتصﺎد�ﺔ �ﻞ ﻋمﻞ أو اﻤتنﺎع �ﻘﻊ ﻤخﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠتشر�ﻊ اﻻﻗتصﺎدي إذا ﻨص ﻋﻠﻰ ﺘجر�مﻪ
ﻗﺎﻨون اﻟﻌﻘو�ﺎت اﻟﻌﺎم ،أو اﻟﻘواﻨین اﻟخﺎﺼﺔ �خطط اﻟتنم�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ واﻟصﺎدرة ﻤن اﻟسﻠطﺔ اﻟمختصﺔ
ﻟمصﻠحﺔ اﻟشﻌب ،وﻻ �جوز أن �كون ﻤحﻞ ﺠزاء ﻏیر ﻤﺎ ﻨص اﻟﻘﺎﻨون ﻋﻠﻰ ﺤظرﻩ واﻟمجﺎزاة ﻋنﻪ" ).(1
و�مكن ﺘﻌر�ﻔﻬﺎ �ﺄﻨﻬﺎ "اﻟسﻠوك اﻟمخﺎﻟﻒ ﻟﻠﻘواﻨین اﻟمنظمﺔ ﻟﻠتصرف اﻻﻗتصﺎدي واﻟذي ﻨص ﻋﻠ�ﻪ
اﻟﻘﺎﻨون �ﻌﻘو�ﺔ ﻤحددة.(2) ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)-(1اﻟجر�مﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ،اﻟموﺴوﻋﺔ اﻟس�ﺎﺴ�ﺔ،
اﻟجر�مﺔ20%اﻻﻗتصﺎد�ﺔhttps://political-encyclopedia.org/dictionary/
ﺘﺎر�ﺦ اﻟز�ﺎرة .2020/04/21
)(2
-اﻟجر�مﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ،اﻟموﺴوﻋﺔ اﻟس�ﺎﺴ�ﺔ)،اﻟمرﺠﻊ اﻟسﺎﺒق(.
18
ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺒﻌﺾ ﻓﺮوع اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻷﺧﺮى اﻟﻤﺤﻮر اﻷول
أ-ﺸدة اﻟﻌﻘو�ﺔ:ذﻟك أن أﻏﻠب ﻫذﻩ اﻟجراﺌم ﺠنﺎ�ﺎت وﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ �ﻌض اﻟدول اﻻﺸتراﻛ�ﺔ أو اﻟشموﻟ�ﺔ.
ب-اﻟضرر ﻓﻲ اﻟجر�مﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﻏیر ﻤحدد ﺒدﻗﺔ ،أي ﻻ �مس ﺸخصﺎ ﻤﻌینﺎ أو ﻤصﻠحﺔ ﻤﻌینﺔ و�ﻨمﺎ
�ضر �مصﻠحﺔ ﻋموﻤ�ﺔ.
ج-أﻨﻬﺎ ﺠراﺌم ﻤتشع�ﺔ وﻤتشﺎ�كﺔ و�ثی ار ﻤﺎ ﺘمتد ﺨیوطﻬﺎ ﻋبر دول ﻤختﻠﻔﺔ :ﻤمﺎ �جﻌﻞ اﻟكشﻒ ﻋن
اﻟمجرﻤین أﻤ ار ﺼع�ﺎ و�حتﺎج إﻟﻰ ﺘﻌﺎون دوﻟﻲ.
ﻋمد اﻟمشرع اﻟجزاﺌري �ﻌد اﻻﺴتﻘﻼل إﻟﻰ إﺤداث ﻤﺠﺎﻟس ﻗﻀﺎﺌﯿﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻟﻘﻤﻊ اﻟﺠراﺌم اﻻﻗﺘﺼﺎدﯿﺔ،
�موﺠب اﻷﻤر رﻗم -66ﺘﺎرﯿﺦ 21ﺤزﯿران ،1966ﺤﯿث ﺤدد اﻟﺒﺎب اﻷول ﻤن ﻫذا اﻷﻤر اﻟﺠ ارﺌم اﻟﺘﻲ
اﻋتبرﻫﺎ اﻗﺘﺼﺎدﯿﺔ ،وﻫو ﻗﺎﻨون اﺴتثنﺎﺌﻲ ﺠﺎء ﻟمواﺠﻬﺔ ظروف اﻗتصﺎد�ﺔ ﻋرﻓتﻬﺎ اﻟ�ﻼد ) .(2وﻟﻘد ﻨص
)(3
ﻤثﻞ ﺠراﺌم اﻟتزو�ر ،ﺘﻘﻠید اﻷﺨتﺎم اﻟمشرع ﻋﻠﻰ اﻟجراﺌم اﻻﻗتصﺎد�ﺔ اﻟتﻘﻠید�ﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻨون اﻟﻌﻘو�ﺎت
واﻟطوا�ﻊ و اﻟﻌﻼﻤﺎت ) 213 -197ق ع ( ،ﺜم أﻀﺎف ﺘدر�ج�ﺎ،ﻓﻲ ﻨﻔس اﻟﻘﺎﻨون ،وﻓﻲ ﻗواﻨین أﺨرى ذات
ﺼﻠﺔ ،ﻤجموﻋﺔ ﻤن اﻟج ارﺌم ﻤثﻞ ﺠراﺌم اﻟﻔسﺎد وﺘبی�ض اﻷﻤوال وﻏیرﻫﺎ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
)(1
-ﺤراش ﻓوزي و ﺨﻠﻔﻲ ﻋبد اﻟرﺤمن"،ﺘخصص اﻟﻘﺎﻀﻲ اﻟجزاﺌﻲ اﻻﻗتصﺎدي ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻟجزاﺌري" ،اﻟمجﻠﺔ اﻷﻛﺎد�م�ﺔ
ﻟﻠ�حث اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ ،اﻟمجﻠد ،11اﻟﻌدد ،04اﻟسنﺔ ،2020ص .55
)(2
-ﺤراش ﻓوزي و ﺨﻠﻔﻲ ﻋبد اﻟرﺤمن،اﻟمرﺠﻊ اﻟسﺎﺒق ،ص .55
)(3
-ﻗﺎﻨون اﻟﻌﻘو�ﺎت اﻟصﺎدر �مﻘتضﻰ اﻷﻤر رﻗم 156-66اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 8ﯾوﻧﯾو ﺳﻧﺔ ، 1966اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘوﺑﺎت،
اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم .
19
ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺒﻌﺾ ﻓﺮوع اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻷﺧﺮى اﻟﻤﺤﻮر اﻷول
وﺘجدر اﻹﺸﺎرة إﻟﻰ أﻨﻪ ﻻ ﯿوﺠد ﻓﻲ اﻟجزاﺌر ﺘﻘنین أو ﻤدوﻨﺔ ﻟﻘﺎﻨون اﺴمﻪ "اﻟﻘﺎﻨون اﻟجنﺎﺌﻲ
اﻻﻗتصﺎدي" أو "اﻟﻘﺎﻨون اﻟجنﺎﺌﻲ ﻟﻸﻋمﺎل" ﻏیر أﻨﻪ ﺘوﺠد ﻨصوص ﻗﺎﻨوﻨ�ﺔ ﺠنﺎﺌ�ﺔ ﻤتﻌﻠﻘﺔ �مجﺎل
اﻻﻗتصﺎد،اﻟمﺎل و اﻷﻋمﺎل ﻤتنﺎﺜرة و ﻤوزﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻤجموﻋﺔ ﻤن اﻟﻘواﻨین.
�سري اﻟﻘﺎﻨون اﻟتجﺎري ﻋﻠﻰ اﻟتجﺎر و�نظم ﻤﻬنﺔ اﻟتجﺎرة ،وﺴواء ﺘﻌﻠق اﻷﻤر �ﺎﻟﻘطﺎع اﻟخﺎص أو
اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ﻓﺈن �ﻠیﻬمﺎ �خضﻌﺎن ﻟﻘواﻋد ﻫذا اﻟﻘﺎﻨون إذا ﻤﺎ ﻤﺎرﺴﺎ ﻨشﺎطﺎ ﺘجﺎر�ﺎ ،إﻻ ﻤﺎ اﺴتثنﻲ ﺒنص.
وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ،ﺘخضﻊ ،ﻤثﻼ ،اﻟشر�ﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﻟﻘواﻋد وأﺤكﺎم اﻟﻘﺎﻨون اﻟتجﺎري ﻷﻨﻬﺎ ﺘﻌتبر
ﺸر�ﺎت ﺘجﺎر�ﺔ �مﻘتضﻰ اﻷﻤر رﻗم 04-01اﻟمؤرخ ﻓﻲ 20أوت ﺴنﺔ 2001اﻟمتﻌﻠق ﺒتنظ�م اﻟمؤﺴسﺎت
اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ وﺘسییرﻫﺎ وﺨوﺼصتﻬﺎ اﻟذي ﯿنص ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﯿﻠﻲ" :اﻟمؤﺴسﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ
ﻫﻲ ﺸر�ﺎت ﺘجﺎر�ﺔ ﺘحوز ﻓیﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ أو أي ﺸخص أﺨر ﺨﺎﻀﻊ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم أﻏﻠب�ﺔ رأﺴمﺎل ﻫﺎ
اﻻﺠتمﺎﻋﻲ ﻤ�ﺎﺸرة أو ﻏیر ﻤ�ﺎﺸرة وﻫﻲ ﺘخضﻊ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم" ).(1
وﻤن ﺠﻬﺔ أﺨرى ﺘﻌتبر ﺸر�ﺎت اﻟمسﺎﻫمﺔ ﺘجﺎر�ﺔ �حسب ﺸكﻠﻬﺎ وﻤﻬمﺎ �ﺎن ﻤوﻀوﻋﻬﺎ وذﻟك وﻓﻘﺎ
ﻟﻠمﺎدة 544ﻤن اﻟﻘﺎﻨون اﻟتجﺎري اﻟجزاﺌري ،وﺘنص اﻟمﺎدة 592ﻤن ﻨﻔس اﻟﻘﺎﻨون ﻋﻠﻰ أن ﻋدد اﻟشر�ﺎء ﻓﻲ
ﺸر�ﺎت اﻟمسﺎﻫمﺔ ﻻ �جب أن �ﻘﻞ ﻋن ﺴ�ﻌﺔ وأن ﻫذا اﻟشرط ﻻ �طبق ﻋﻠﻰ اﻟشر�ﺎت ذات رؤوس أﻤوال
ﻋموﻤ�ﺔ.
وﻫكذا ﻨﻼﺤظ أن ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي ﻋﻼﻗﺔ وطیدة �ﺎﻟﻘﺎﻨون اﻟتجﺎري� ،ﺎﻟرﻏم ﻤن أن ﻫذا
اﻷﺨیر �صنﻒ ﻀمن اﻟﻘواﻨین اﻟخﺎﺼﺔ ،ﺒﻞ أن �ﻌض اﻟمؤﻟﻔین وﻤنﻬم اﻟﻔرﻨسیین ﻫﺎﻤﻞ Hamelو ﻻﻏﺎرد
Lagardeاﻟﻠذﯿن اﻋتب ار أن اﻟﻘﺎﻨون اﻻﻗتصﺎدي ،ﻋموﻤﺎ ،ﻤﺎ ﻫو إﻻ اﻤتداد أو ﺘوﺴﻌﺔ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟتجﺎري ).(2
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
اﻟمﺎدة 2ﻤن اﻷﻤر رﻗم ، 04- 01ﻤؤرخ ﻓﻲ 20أوت ، 2001ﯿتﻌﻠق ﺒتنظ�م اﻟمؤﺴسﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ
و ﺘسییرﻫﺎ وﺨوﺼصتﻬﺎ ،ج ،ر ﻋدد ، 47ﺼﺎدر ﻓﻲ 23أوت ) 2001ﻤﻌدل و ﻤتمم(.
)(2
Joseph. Hamel et Gaston. Lagarde, Traité de droit commercial, Tome1, Paris, Dalloz 1954, in
4e , IX-1-172 pages.,p 14.
20
ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺒﻌﺾ ﻓﺮوع اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻷﺧﺮى اﻟﻤﺤﻮر اﻷول
وأﻨﻪ "ﻤن ﺨﻼل ﺘحسین اﻟﻘﺎﻨون اﻟتجﺎري اﻟیوم � ،ﻌمﻞ رﺠﺎل اﻟﻘﺎﻨون �شكﻞ أﻛثر ﻓﺎﻋﻠ�ﺔ ﻟتمﻬید اﻟطر�ق
« C’est en perfectionnant le droit commercial d’aujourd’hui que lesﻟﻠﻘﺎﻨون اﻻﻗتصﺎدي ﻓﻲ اﻟﻐد"
juristes travaillent le plus efficacement à préparer les voies du droit économique de
)(1
» demain .
ﻏیر أن اﻟواﻗﻊ أن اﻟﻘﺎﻨون اﻻﻗتصﺎدي ﻫو أﻛثر ﺸموﻟ�ﺔ وأوﺴﻊ ﻨطﺎﻗﺎ ﻤن اﻟﻘﺎﻨون اﻟتجﺎري ﻷﻨﻪ
ﯿتضمن ﻗواﻋد ﻗﺎﻨوﻨ�ﺔ ﺘنظم �ﺎﻓﺔ أوﺠﻪ اﻟنشﺎط �مﺎ ﻓیﻬﺎ اﻟنشﺎط اﻟتجﺎري ﺴواء ﻗﺎم �ﻪ اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم أو
اﻟﻘطﺎع اﻟخﺎص.
ﺨﺎﺘمﺔ
وﻫكذا ﻨﻼﺤظ أﻨﻪ ﻤﻬمﺎ �كن ﻤن أﻤر ،ﻓﺈن اﻟﻘﺎﻨون اﻻﻗتصﺎدي ،ﻋموﻤﺎ ،ﻓرع ﻗﺎﻨوﻨﻲ �ﻔرض إﻋﺎدة
اﻟنظر ﻓﻲ اﻟنمﺎذج اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ ،ﻷن اﻟﻘﺎﻋدة اﻻﻗتصﺎد�ﺔ آﺨذة ﻓﻲ اﻟتحول ) ،(2ﻓﻲ ﻤحﺎوﻟﺔ ﻤنﻬﺎ ﻟﻠتك�ف ﻤﻊ
اﻟواﻗﻊ.
وﻓﻲ ظﻞ ﻫذا اﻟتحول أو اﻟتطور ،ﯿنبثق اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي ،ﻤثﻠﻪ ﻤثﻞ �ﺎﻗﻲ ﻓروع اﻟﻘﺎﻨون ﻤن
اﻟمجتمﻊ.
-----------
)(1
Joseph. Hamel et Gaston. Lagarde, Op.Cit, p.15.
)(2
Jean-Baptiste Racine, op cit, p.16.
21
ﻣﺼﺎدر اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻤﻘدﻤﺔ
ﻨشیر ﻓﻲ اﻟبدا�ﺔ إﻟﻰ أن ﻤسﺄﻟﺔ اﻟمصﺎدر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي ﻟﻬﺎ �ﻌض اﻟممیزات،
ﻓنظر�ﺔ اﻟمصﺎدر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻟمدﻨﻲ ﺘحكمﻬﺎ اﻟمﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻤنﻪ ،وﻫذﻩ اﻟمﺎدة ﻻ �مكن ﺘطب�ﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون
اﻻﻗتصﺎدي ﻷﻨﻬﺎ ﻤﺎدة ﺘﻘﻠید�ﺔ ﺘتمﺎﺸﻰ ﻤﻊ اﻟﻔكر اﻟتﻘﻠیدي ،ﻓﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻨون اﻻﻗتصﺎدي ﻟ�ست ﻗضﺎﺌ�ﺔ �مﺎ
ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻟمدﻨﻲ أﯿن ﻨجد أن اﻟﻘﺎﻀﻲ ﻫو اﻟذي �كرس اﻟﻘﺎﻨون ،أﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻻﻗتصﺎدي ﻓﺈن اﻹدارة
ﻫﻲ اﻟتﻲ ﺘطبق اﻟﻘﺎﻨون ،ﻓﻬو ع�ﺎرة ﻋن إرادة اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺘحﻘیق ﻫدف ﻤﺎ ﻓﻬو ﻗﺎﻨون ﺘﻌبیري ،و�ﻬذا �كون
اﻟتشر�ﻊ ﻫو اﻟمصدر اﻷول واﻟمﻬم ﻓﻲ ﺘشكیﻞ اﻟﻘﺎﻨون اﻻﻗتصﺎدي.
وﻤﻊ ذﻟك ،ﺴنحﺎول اﺴتن�ﺎط اﻟجواﻨب اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﻓﻲ ﺠم�ﻊ اﻟمصﺎدر اﻟواردة ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟمﺎدة ﻟتﺄﻛید
اﻟطﺎ�ﻊ اﻟتشر�ﻌﻲ ﻟﻬذا اﻟﻔرع اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ وأوﻟو�تﻪ ﻋﻠﻰ �ﺎﻗﻲ اﻟمصﺎدر.وﺴنﻘسم ﻫذﻩ اﻟمصﺎدر إﻟﻰ ﻤصﺎدر
وطن�ﺔ وأﺨرى دوﻟ�ﺔ.
ﻻ ﺸك أن اﻟمصﺎدر اﻟوطن�ﺔ ﺘكتسﻲ أﻫم�ﺔ ﻗصوى اﺴتنﺎدا ﻋﻠﻰ ﻤبدأ اﻟحصﺎﻨﺔ اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ واﻟﻘضﺎﺌ�ﺔ
ﻟﻠدول و�ذﻟك ﻋﻠﻰ ﻤبدأ اﻟس�ﺎدة اﻟمتﻌﺎرف ﻋﻠیﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ.وﺴنتطرق �ﺈ�جﺎز إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟمصﺎدر.
22
ﻣﺼﺎدر اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﺴنتطرق إﻟﻰ دور اﻟتشر�ﻊ ﺒدرﺠﺎﺘﻪ اﻟمختﻠﻔﺔ �مصدر ﻤﻬم ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي ،وذﻟك ﻋﻠﻰ
اﻟنحو اﻵﺘﻲ:
واﻟدﺴتور ﻗد �حتوي ﻋﻠﻰ أﻫم اﻟم�ﺎدئ اﻟتﻲ �ﻘوم ﻋﻠیﻬﺎ اﻟنظﺎم اﻻﻗتصﺎدي :ﻓمثﻼ ﻓﻲ اﻟدول
اﻟﻠیبراﻟ�ﺔ ﻨجد ﻗواﻋد ﺘؤ�د اﻟحر�ﺔ اﻟتجﺎر�ﺔ واﻟصنﺎع�ﺔ وﻓﻲ اﻟدول اﻻﺸتراﻛ�ﺔ ﻗواﻋد اﻟتخط�ط واﻟتﺎﻤین ،وﻗد
�حتوي ﻋﻠﻰ ﻫیئﺎت اﻗتصﺎد�ﺔ :دﺴتور 2020اﻟجزاﺌري ﯿنص ﻋﻠﻰ ﻤجﻠس اﻗتصﺎدي واﺠتمﺎﻋﻲ و�یئﻲ
ﻛﻬیئﺔ اﺴتشﺎر�ﺔ ) ،(2واﻟدﺴتور ﻫو اﻟذي ﯿنص ﻋﻠﻰ ﻫیئﺎت رﻗﺎﺒ�ﺔ ﻤثﻞ ﻤجﻠس اﻟمحﺎﺴ�ﺔ واﻟسﻠطﺔ اﻟﻌﻠ�ﺎ
ﻟﻠشﻔﺎف�ﺔ واﻟوﻗﺎ�ﺔ ﻤن اﻟﻔسﺎد و�ﺎﻓحتﻪ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
Bernard Chenot, organisation économique de l’état, Ed Sirey, Paris, 1965, p95.
)(2
-اﻟمﺎدة 209و 210ﻤن اﻟتﻌدﯿﻞ اﻟدﺴتوري � ،2020ﻘدم ﻫذا اﻟمجﻠس ﺘﻘﺎر�ر ودراﺴﺎت وآراء ﻓﻲ ﻤجﺎﻻت اﺨتصﺎﺼﻪ.
23
ﻣﺼﺎدر اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻧﻲ
وﺴنتﻌرض ﻓﻲ ﻤﺎ ﯿﻠﻲ ﻟﻠﻘواﻋد ذات اﻟطب�ﻌﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟتﻌدﯿﻞ اﻟدﺴتوري .2020
ﯿتضمن اﻟدﺴتور اﻟحﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟجزاﺌر اﻟﻌدﯿد ﻤن اﻟﻘواﻋد اﻟمتﻌﻠﻘﺔ �ﺎﻟمجﺎل اﻻﻗتصﺎدي وﻤنﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺴبیﻞ اﻟمثﺎل اﻟنص ﻓﻲ اﻟدﯿ�ﺎﺠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌمﻞ ﻋﻠﻰ ﺒنﺎء اﻗتصﺎد ﻤنتﺞ وﺘنﺎﻓسﻲ ،ﻓﻲ إطﺎر اﻟتنم�ﺔ اﻟمستداﻤﺔ،
و�ذا اﻟحرص ﻋﻠﻰ ﻀمﺎن ﺤمﺎ�ﺔ اﻟوﺴط اﻟطب�ﻌﻲ واﻻﺴتﻌمﺎل اﻟﻌﻘﻼﻨﻲ ﻟﻠموارد اﻟطب�ع�ﺔ ،و�ذا اﻟمحﺎﻓظﺔ
ﻋﻠیﻬﺎ ﻟصﺎﻟﺢ اﻷﺠ�ﺎل اﻟﻘﺎدﻤﺔ ،و�ﻬذا ﻨرى ﺘكر�س اﻟدﺴتور ﻟمسﺎﺌﻞ اﻗتصﺎد�ﺔ ﻤثﻞ اﻟتنم�ﺔ اﻟمستداﻤﺔ وﺤق
اﻷﺠ�ﺎل اﻟﻘﺎدﻤﺔ ﻓﻲ اﻟموارد اﻟطب�ع�ﺔ.
-اﻟمﺎدة 9اﻟتﻲ ﺘنص ﻓﻲ ﻓﻘرﺘﻬﺎ 7ﻋﻠﻰ اﻟﻘضﺎء ﻋﻠﻰ اﻟتﻔﺎوت اﻟجﻬوي ﻓﻲ ﻤجﺎل اﻟتنم�ﺔ وﻓﻲ ﻓﻘرﺘﻬﺎ 8
ﻋﻠﻰ ﺘشج�ﻊ ﺒنﺎء اﻗتصﺎدي ﻤتنوع ﯿثمن ﻗدرات اﻟبﻠد �ﻠﻬﺎ اﻟطب�ع�ﺔ واﻟ�شر�ﺔ واﻟﻌﻠم�ﺔ ،و�ذﻟك اﻟﻔﻘرة 9ﻤنﻪ
اﻟتﻲ ﺘؤ�د ﻋﻠﻰ ﺤمﺎ�ﺔ اﻻﻗتصﺎد اﻟوطنﻲ ﻤن �ﻌض اﻟجراﺌم اﻻﻗتصﺎد�ﺔ اﻟمتمثﻠﺔ ﻓﻲ �ﻞ أﺸكﺎل اﻟتﻼﻋب أو
اﻻﺨتﻼس أو اﻟرﺸوة أو اﻟتجﺎرة ﻏیر اﻟمشروﻋﺔ أو اﻟتﻌسﻒ أو اﻻﺴتحواذ أو اﻟمصﺎدرة ﻏیر اﻟمشروﻋﺔ أو
ﺘﻬر�ب رؤوس اﻷﻤوال.
-اﻟمﺎدة " 61ﺤر�ﺔ اﻟتجﺎرة واﻻﺴتثمﺎر واﻟمﻘﺎوﻟﺔ ﻤضموﻨﺔ وﺘمﺎرس ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻨون"
�ﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻤجموﻋﺔ ﻤن اﻟمواد ﻤنﻬﺎ ﻋﻠﻰ وﺠﻪ اﻟخصوص اﻟمواد .27،62،64،69،82
وﻤن ﺠﻬﺔ أﺨرى ﯿتطرق ﻫذا اﻟدﺴتور إﻟﻰ اﻟصﻼﺤ�ﺎت اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﻟﻠبرﻟمﺎن ﺤیث ﺨول ﻟﻬذا
اﻷﺨیر أﻤر اﻟتشر�ﻊ اﻟﻌﺎدي ﻓﻲ اﻟمسﺎﺌﻞ اﻟتﺎﻟ�ﺔ:
24
ﻣﺼﺎدر اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻨظﺎم اﻻﻟتزاﻤﺎت اﻟمدﻨ�ﺔ واﻟتجﺎر�ﺔ وﻨظﺎم اﻟمﻠك�ﺔ)م ،(9اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟمتﻌﻠﻘﺔ �ﺎﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ )م،(10
اﻟتصو�ت ﻋﻠﻰ ﻗواﻨین اﻟمﺎﻟ�ﺔ)م ،(12إﺤداث اﻟضراﺌب واﻟج�ﺎ�ﺎت واﻟرﺴوم واﻟحﻘوق اﻟمختﻠﻔﺔ وﺘحدﯿد أﺴسﻬﺎ
وﻨسبﻬﺎ وﺘحصیﻠﻬﺎ)م ،(13اﻟنظﺎم اﻟجمر�ﻲ)م ،(14ﻨظﺎم إﺼدار اﻟنﻘود وﻨظﺎم اﻟبنوك واﻟﻘرض واﻟتﺄﻤینﺎت
)م ،(15اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟمتﻌﻠﻘﺔ �ﻘﺎﻨون اﻟﻌمﻞ واﻟضمﺎن اﻻﺠتمﺎﻋﻲ وﻤمﺎرﺴﺔ اﻟحق اﻟنﻘﺎﺒﻲ) ،(16ﻗواﻋد
ﻨﻘﻞ اﻟمﻠك�ﺔ ﻤن اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم إﻟﻰ اﻟﻘطﺎع اﻟخﺎص)م .(27
وﻤن ﺠﻬﺔ أﺨرى� ،شرع اﻟبرﻟمﺎن �ﻘواﻨین ﻋضو�ﺔ ﻓﻲ ﻤجﺎل اﻟﻘﺎﻨون اﻟمتﻌﻠق �ﻘواﻨین اﻟمﺎﻟ�ﺔ )م .(140
وﻤن اﻷﻤثﻠﺔ ﻋن اﻟﻘواﻨین اﻟﻌﺎد�ﺔ �مكن ذ�ر اﻟﻘﺎﻨون اﻟضر�بﻲ )وﻫو ﻤجموﻋﺔ ﻤن اﻟﻘواﻋد اﻟمط�ﻘﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟضراﺌب �ﺎﻟضراﺌب اﻟم�ﺎﺸرة واﻟرﺴوم اﻟممﺎﺜﻠﺔ واﻟرﺴوم ﻋﻠﻰ رﻗم اﻷﻋمﺎل ( واﻟﻘﺎﻨون اﻟتجﺎري )اﻟذي
ﯿنظم اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺒین اﻟتجﺎر وﻤﻬنﺔ اﻟتجﺎرة �مﺎ ﻓیﻬﺎ ﺘﻠك اﻟتﻲ ﺘكون ﻓیﻬﺎ اﻟمؤﺴسﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ
طرﻓﺎ ( ،و اﻟﻘﺎﻨون رﻗم 50-14اﻟمؤرخ ﻓﻲ 24ﻓبراﯿر ﺴنﺔ 2014اﻟمتضمن ﻗﺎﻨون اﻟمنﺎﺠم و اﻟﻘﺎﻨون رﻗم
09-16اﻟمؤرخ ﻓﻲ 3ﻏشت 2016اﻟمتضمن ﻗﺎﻨون اﻻﺴتثمﺎر ،وﻤنﻬﺎ اﻷﻤر رﻗم 04-01اﻟمؤرخ ﻓﻲ
20أوت 2001اﻟمتﻌﻠق ﺒتنظ�م اﻟمؤﺴسﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ وﺘسییرﻫﺎ وﺨوﺼصتﻬﺎ ،اﻟمﻌدل واﻟمتمم
وﻤنﻬﺎ أ�ضﺎ اﻷﻤر 11-03اﻟصﺎدر ﻓﻲ 2003-08-26اﻟمﻌدل واﻟمتمم اﻟمتضمن ﻗﺎﻨون اﻟنﻘد واﻟﻘرض،
وﻤنﻬﺎ اﻟمرﺴوم اﻟرﺌﺎﺴﻲ رﻗم 247-15اﻟمتﻌﻠق ﺒتنظ�م اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ وﺘﻔو�ضﺎت اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم،
�ﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻗﺎﻨون اﻟجمﺎرك اﻟﻘﺎﻨون رﻗم 07-05اﻟمؤرخ ﻓﻲ 2005-04-28اﻟمتﻌﻠق �ﺎﻟمحروﻗﺎت
،اﻟمﻌدل اﻟمتمم ،واﻷﻤر رﻗم 22-96اﻟمؤرخ ﻓﻲ 2006-07-9اﻟمتﻌﻠق �ﻘمﻊ ﻤخﺎﻟﻔﺔ اﻟتشر�ﻊ واﻟتنظ�م
25
ﻣﺼﺎدر اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟخﺎﺼین �ﺎﻟصرف وﺤر�ﺔ رؤوس اﻷﻤوال ﻤن و�ﻟﻰ اﻟخﺎرج ،اﻟمﻌدل واﻟمتمم ،وﻏیرﻫﺎ ﻤن اﻟﻘواﻨین اﻟﻌﺎد�ﺔ
وﻫﻲ �ثیرة وﺘدل �ثرﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻤتداد اﻟﻘﺎﻨون ﻟكثیر ﻤن اﻟنواﺤﻲ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ .
اﻟﻔرع اﻟثﺎﻟث:اﻟتشر�ﻊ اﻟﻔرﻋﻲ.
ﻤن اﻟمﻼﺤظ أن اﻟتشر�ﻊ اﻟﻔرﻋﻲ �كﺎد �طﻐﻰ ﻋﻠﻰ �ق�ﺔ اﻟمصﺎدر إذ �حتﻞ ﻤكﺎﻨﺔ ﻫﺎﻤﺔ �ﺎﻟنس�ﺔ
ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي وﻫذا �ﺎﻟنظر إﻟﻰ اﻟدور اﻟممنوح ﻟﻠسﻠطﺔ اﻟتنﻔیذ�ﺔ ﻓﻲ ﺘنظ�م اﻟمجﺎل اﻻﻗتصﺎدي
ﺘمﺎﺸ�ﺎ ﻤﻊ اﻟمروﻨﺔ اﻟتﻲ �جب أن ﯿتمیز ﺒﻬﺎ ﻫذا اﻟﻘﺎﻨون ،وﻫكذا ﻨجد اﻟﻌدﯿد ﻤن اﻟﻘواﻨین اﻟﻌﺎد�ﺔ ﺘحیﻞ ﻋﻠﻰ
اﻟتشر�ﻊ اﻟﻔرﻋﻲ �ﺈدراج ع�ﺎرات ﻤثﻞ "ﺘحدد ��ف�ﺎت ﺘطبیق ﻫذا اﻟﻘسم ﻋن طر�ق اﻟتنظ�م" ذﻟك أﻨﻪ و�خﻼف
اﻟﻘﺎﻨون اﻟذي �ﻘرر ﻤ�ﺎدئ ﻋﺎﻤﺔ أﺴﺎﺴ�ﺔ ،ﻓﺈن اﻟﻼﺌحﺔ �ﻘتصر دورﻫﺎ ﻋﻠﻰ وﻀﻊ اﻷﺤكﺎم اﻟتﻔصیﻠ�ﺔ اﻟتﻲ
ﯿتﻌرض ﻟﻬﺎ ﻫذا اﻟﻘﺎﻨون ،وﻫﻲ ﺘصدر ﻋن اﻟسﻠطﺔ اﻟتنﻔیذ�ﺔ �ص�ﻎ ﻤختﻠﻔﺔ ،ﻫذا ﻤن ﺠﻬﺔ،
وﻤن ﺠﻬﺔ ﺜﺎﻨ�ﺔ ،ﻓﺈن ﻤﺎ ﺘتمیز �ﻪ اﻟتشر�ﻌﺎت اﻟﻔرع�ﺔ ﻤن ﺴﻬوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟتﻌدﯿﻞ واﻟتتم�م �جﻌﻠﻬﺎ
اﻷﻛثر ﻤﻼءﻤﺔ ﻤﻊ ﻤﺎ ﺘمﻠ�ﻪ اﻟضرورة اﻟمیداﻨ�ﺔ و�ﺎﻟتﺎﻟﻲ ﻤﻊ ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي،
و�ﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻠواﺌﺢ اﻟتنﻔیذ�ﺔ واﻟتنظ�م�ﺔ ،ﺘوﺠد ﻟواﺌﺢ اﻟض�ط أو اﻟبوﻟ�س،وﻫﻲ ﺘﻠك اﻟﻘواﻋد اﻟتﻲ
ﺘضﻌﻬﺎ اﻟسﻠطﺔ اﻟتنﻔیذ�ﺔ ﻟﻠمحﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻤن وﺘوﻓیر اﻟسكینﺔ واﻟطمﺄﻨینﺔ وﺤمﺎ�ﺔ اﻟصحﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻬﻲ
ع�ﺎرة ﻋن اﻟﻘیود اﻟتشر�ع�ﺔ اﻟتﻲ ﺘﻘتضیﻬﺎ اﻟمصﻠحﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ واﻟتﻲ ﺘضﻌﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟسﻠطﺔ ﻋﻠﻰ اﻟحر�ﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ
وﻤن أﻤثﻠتﻬﺎ اﻟﻠواﺌﺢ اﻟتنظ�م�ﺔ ﻟﻠمحﻼت اﻟمﻘﻠﻘﺔ ﻟﻠراﺤﺔ أو اﻟمضرة �ﺎﻟصحﺔ واﻟﻠواﺌﺢ اﻟخﺎﺼﺔ �مراق�ﺔ اﻷﻏذ�ﺔ
واﻟ�ﺎﻋﺔ اﻟمتجوﻟین وﻤنﻊ اﻨتشﺎر اﻷو�ئﺔ وﺘنظ�م اﻷﺴواق اﻷﺴبوع�ﺔ.
ﺘﻌتبر اﻟشر�ﻌﺔ اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ اﻟمصدر اﻟرﺴمﻲ اﻻﺤت�ﺎطﻲ اﻷول ﻟﻠﻘﺎﻨون وذﻟك وﻓﻘﺎ ﻟﻠمﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻤن
اﻟﻘﺎﻨون اﻟمدﻨﻲ وﻫﻲ ﻤصدر ﻤﺎدي أي ﺠوﻫر �ﻌض اﻟنصوص اﻟمستمدة ﻤنﻬﺎ ،وﻤنﻬﺎ ﻤثﻼ ﻤﺎ ﻫو ﻤوﺠود
ﻓﻲ ﻗﺎﻨون اﻷﺴرة ﻓﻲ ﻤﺎ ﯿتﻌﻠق �ﺎﻟمیراث واﻟوﺼ�ﺔ ،واﻟﻬ�ﺔ ،واﻟوﻗﻒ وﻫﻲ ﺘصرﻓﺎت اﻗتصﺎد�ﺔ وﻤنﻬﺎ ﻤﺎ ﻫو
ﻤوﺠود ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻟمدﻨﻲ ﻤثﻞ ﺤواﻟﺔ اﻟدﯿن وﻤنﻬﺎ ﺨ�ﺎر اﻟرؤ�ﺔ اﻟوارد ﻓﻲ اﻟمﺎدة 352ﻤن اﻟﻘﺎﻨون اﻟمدﻨﻲ،
26
ﻣﺼﺎدر اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻧﻲ
وﻨظر�ﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺌﺔ اﻟمستمدة ﻤن ﻨظر�ﺔ اﻟﻌذر ﻓﻲ اﻟشر�ﻌﺔ� ،مﺎ ﺠﻌﻞ اﻟمشرع اﻟﻘرض �ﻔﺎﺌدة ﺒین
اﻷﻓراد �ﺎطﻼ وﻓﻘﺎ ﻟﻠمﺎدة 454ﻤن اﻟﻘﺎﻨون اﻟمدﻨﻲ واﻟمصدر اﻟمﺎدي ﻟﻬذﻩ اﻟمﺎدة ﻫو اﻟشر�ﻌﺔ اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ.
وﻤن ذﻟك أ�ضﺎ اﻷﺤكﺎم اﻟمرﺘ�طﺔ �صندوق اﻟز�ﺎة ﺨﺎﺼﺔ ﻤﺎ ﯿتﻌﻠق �ﺎﻟﻘرض اﻟحسن ،واﻷوﻗﺎف وﺘسییرﻫﺎ،
وﻤنﻬﺎ �ذﻟك اﻟصیرﻓﺔ اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ ﺤیث أن اﻟﻘطﺎع اﻟبنكﻲ اﻟﻌموﻤﻲ اﻟممﻠوك ﻟﻠدوﻟﺔ �ﻘوم ﺒتسو�ق ﻤنتجﺎت
أو "اﻟمشﺎر�ﺔ" ).(3 )(2
أو "اﻹﺠﺎرة" )(1
اﻟصیرﻓﺔ اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ ﻤثﻞ "اﻟمرا�حﺔ"
وﻟﻬذا اﻟﻐرض ﺘم إﺤداث “اﻟﻬیئﺔ اﻟشرع�ﺔ اﻟوطن�ﺔ ﻟﻺﻓتﺎء ﻟﻠصنﺎﻋﺔ اﻟمﺎﻟ�ﺔ اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ” ،ﻟتشرف
ﻋﻠﻰ اﻟﻘطﺎع وﺘمنﺢ ﺸﻬﺎدة ﻤطﺎ�ﻘﺔ ﻟﻠشر�ﻌﺔ اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ.
و�ﻼﺤظ أن �ون اﻟشر�ﻌﺔ اﻹﺴﻼﻤ�ﺔ ﻤصد ار ﻤﺎد�ﺎ ﻟ�ﻌض اﻟنصوص اﻟتشر�ع�ﺔ �ﻌنﻲ أن اﻟﻘﺎﻀﻲ
ﻤﻠزم �ﺎﻟنص اﻟتشر�ﻌﻲ وﻻ ﯿرﺠﻊ ﻟﻬذﻩ اﻟم�ﺎدئ إﻻ ﻟمسﺎﻋدﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺘﻔسیر اﻟنصوص اﻟمستمدة ﻤنﻬﺎ.
اﻟمطﻠب اﻟثﺎﻟث :اﻟﻌرف �مصدر ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي.
�مكن ﺘﻌر�ف اﻟﻌرف اﻻﻗتصﺎدي �ﺄﻨﻪ �ﻞ ﻤﺎ ﺘﻌﺎرف ﻋﻠ�ﻪ اﻟنﺎس وأﻟﻔوﻩ ودأﺒوا ﻋﻠﻰ اﺘ�ﺎﻋﻪ ﻟمدة
ﺘكون ﻟدﯿﻬم اﻻﻋتﻘﺎد �ﺈﻟزاﻤیتﻪ .وﻟﻠﻌرف دور ﻤﻬم �مصدر ﻤن
زﻤن�ﺔ ﻓﻲ ﻤسﺄﻟﺔ اﻗتصﺎد�ﺔ ﻤﻌینﺔ ﺤتﻰ ً
ﻤصﺎدر اﻟﻘﺎﻨون ﻋموﻤﺎ ،واﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي ﻓﻲ �ﻌض اﻟمﻌﺎﻤﻼت ذات اﻟطﺎ�ﻊ اﻻﻗتصﺎدي وﻋﻠﻰ
اﻋت�ﺎر أن اﻟﻌدﯿد ﻤن ﻤصﺎدر ﻫذا اﻟﻘﺎﻨون وﻓروﻋﻪ ﻫﻲ ذات طب�ﻌﺔ اﻗتصﺎد�ﺔ أو ﺘتضمن ﻗواﻋد ذات طب�ﻌﺔ
اﻗتصﺎد�ﺔ ﻓﺈن اﻟﻌرف �ﻌتبر ﻤصد ار ﻟﻬﺎ ،ﻓمثﻼ اﻟﻌرف �مصدر ﺜﺎن �ﺎﻟنس�ﺔ ﻟﻸﻨشطﺔ اﻟتجﺎر�ﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠمﺎدة
اﻷوﻟﻰ ﻤكرر ﻤن اﻟﻘﺎﻨون اﻟتجﺎري ،وﻨظ ار ﻷن اﻟمؤﺴسﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﺘخضﻊ ﻟﻘواﻋد وأﺤكﺎم ﻫذا
اﻷﺨیر إﻀﺎﻓﺔ ﻟﻘواﻨینﻬﺎ اﻟخﺎﺼﺔ ،ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘخضﻊ ﻟنﻔس اﻟﻌرف اﻟذي ﺘخضﻊ ﻟﻪ اﻟمؤﺴسﺎت اﻟتجﺎر�ﺔ اﻟخﺎﺼﺔ
)إﻻ ﻤﺎ اﺴتثنﻲ ﺒنص("وﻤن أﻤثﻠﺔ اﻟﻌرف اﻟتجﺎري ﺘخف�ض اﻟثمن ﻋوﻀﺎ ﻤن اﻟﻔسﺦ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﺄﺨر اﻟ�ﺎﺌﻊ
ﻋن ﺘسﻠ�م اﻟمب�ﻊ" ).(4
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
"-اﻟﻤﺮاﺑﺤﺔ" ھﻲ ﺑﺪﯾﻞ ﻋﻦ اﻟﻘﺮوض اﻻﺳﺘﮭﻼﻛﯿﺔ ،إذ ﯾﺸﺘﺮي اﻟﺒﻨﻚ اﻟﺴﻠﻌﺔ ﻟﻌﻤﯿﻠﮫ وﯾﻌﯿﺪ ﺑﯿﻌﮭﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ أﻗﺴﺎط ،وھﺎﻣﺶ رﺑﺢ.
)(2
" -اﻹﺟﺎرة" ﻓﺘﺸﺒﮫ اﻟﺒﯿﻊ ﺑﺎﻹﯾﺠﺎر ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺆﺟﺮ اﻟﺒﻨﻚ ﻟﻌﻤﯿﻠﮫ ﺳﯿﺎرة او ﺑﯿﺘﺎ أو أﯾﺎ ﻣﻦ اﻷﺻﻮل ﺑﺤﯿﺚ ﯾﻤﻜﻦ أن ﯾﺼﺒﺢ ﻣﻠﻜﮫ
أو ﻻ ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻌﻘﺪ.
)(3
" -اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ" ھﻲ ﺷﺮاﻛﺔ اﺳﺘﺜﻤﺎرﯾﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻌﻤﯿﻞ وﻣﺼﺮﻓﮫ ﻓﻲ ﺷﺮﻛﺔ أو ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺗﺠﺎرﯾﺔ أو ﻣﺸﺮوع ،ﻣﻊ ﺗﻮزﯾﻊ ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﮫ
ﻟﻸرﺑﺎح واﻟﺨﺴﺎﺋﺮ.
)(4
-ﻋﻤﺎر ﻋﻤﻮرة ،اﻟﻮﺟﯿﺰ ﻓﻲ ﺷﺮح اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺘﺠﺎري ،دار اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ،اﻟﺠﺰاﺋﺮ، 2009 ،ص 22
27
ﻣﺼﺎدر اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻧﻲ
Lex وﺘوﺠد طﺎﺌﻔﺔ ﻤن اﻷﻋراف ﺘﻌتبر ﻤستﻘﻠﺔ ﺒذاﺘﻬﺎ وﻫﻲ ﻤﺎ �سمﻰ ب"ﻗﺎﻨون اﻟتجﺎر"
mercatoriaوﻫﻲ ﺘطبق ﻋﻠﻰ اﻟمستوى اﻟدوﻟﻲ ﺨصوﺼﺎ وﻫﻲ ﺘﻌتبر ﻤرﺠﻌﺎ ﻟﻠﻘضﺎء اﻟوطنﻲ وﻟﻠحكﺎم
�ﺎﻋت�ﺎر أﻨﻬﺎ ﻤتواﺘرة وﻤﻘبوﻟﺔ ﻤن طرف اﻟمتﻌﺎﻤﻠین اﻻﻗتصﺎدﯿین.
وﻗد �ستﻘر ﻋمﻞ اﻹدارة ﻋﻠﻰ اﺘ�ﺎع ﺴﻠوك ﻤﻌین ﻓﻲ اﻟمجﺎل اﻻﻗتصﺎدي ﺤتﻰ �ص�ﺢ ﻋرﻓﺎ ،وﻓﻲ
ﻫذﻩ اﻟحﺎﻟﺔ ﻗد �ﺄﺨذ �ﻪ اﻟﻘضﺎء اﻹداري �مﺎ ﻓﻌﻞ اﻟﻘضﺎء اﻟمصري ﻋندﻤﺎ رأى ﻤﺎ ﯿﻠﻲ" :إن اﻟﻌرف اﻹداري
اﻟذي اﺴتﻘر ﻋﻠ�ﻪ اﻟﻌمﻞ ﻫو �مثﺎ�ﺔ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟتنظ�م�ﺔ اﻟمﻘررة اﻟتﻲ دأﺒت ﺠﻬﺔ اﻹدارة ﻋﻠﻰ اﺘ�ﺎﻋﻬﺎ،و�ﻘصد
�ﺎﻟﻌرف اﻹداري أن ﺘت�ﻊ اﻹدارة ﺴﻠو�ﺎ ﻤﻌینﺎ �صورة ﻤتكررة وﻟمدة طو�ﻠﺔ ﻨسب�ﺎ ﻋﻠﻰ إﺘ�ﺎﻋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻨحو
).(1
�جﻌﻞ اﻹدارة و�ذﻟك اﻷﻓراد اﻟمتﻌﺎﻤﻠین ﻤﻌﻬﺎ �ﻌتﻘدون �ﺈﻟزاﻤ�ﺔ اﻨتﻬﺎج ﻤثﻞ ﻫذا اﻟسﻠوك"
واﻟواﻗﻊ أن دور اﻟﻌرف �مصدر ﻤن ﻤصﺎدر اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي ﺘضﺎءل ﻤﻊ طغ�ﺎن اﻟتشر�ﻊ
اﻟذي وﺼﻞ إﻟﻰ ﺤد اﻟتضخم وﻫو �كﺎد ﯿنﻌدم دور اﻟﻌرف ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻻﻗتصﺎدي ﻨظ ار "ﻷن ﻫذا اﻟتخصص
ﯿﻬدف إﻟﻰ ﺘﻐییر اﻟبنﻰ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ واﻟمجتمﻊ ،ﺒینمﺎ اﻟﻌرف ﻫو إﻋﺎدة ﻹﻨتﺎج اﻟنظﺎم اﻻﻗتصﺎدي
اﻟمﻌمول �ﻪ") ،(2ﻏیر أﻨﻪ ﻻ ﯿزال �حظﻰ �ﺄﻫم�ﺔ ﻻ �ﺄس ﺒﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ اﻟدوﻟﻲ.
28
ﻣﺼﺎدر اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻧﻲ
�ستند ﻋﻠ�ﻪ ﻟﻔض اﻟنزاع اﻟمﻌروض ﻋﻠ�ﻪ .وﻤن ﻫذﻩ اﻟمصﺎدر ﻤ�ﺎدئ اﻟﻘﺎﻨون اﻟطب�ﻌﻲ وﻗواﻋد اﻟﻌداﻟﺔ،
ﻨﺎه�ك ﻋن اﻻﺠتﻬﺎد اﻟﻔﻘﻬﻲ واﻟﻘضﺎﺌﻲ.و ﻓﻲ اﻟمسﺎﺌﻞ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ،ﻻ �مكن ﻨكران اﻟدور اﻟمﻬم اﻟذي ﯿﻠع�ﻪ
اﻟتحك�م �وﺴیﻠﺔ ﻟحﻞ اﻟنزاﻋﺎت ،وﻤﺎ ﯿترﺘب ﻋن اﻻﺠتﻬﺎد اﻟذي �ﻘوم �ﻪ ﻫذا اﻷﺨیر ﻤن ﻤ�ﺎدئ أﻀحت
ﺘكتسﻲ أﻫم�ﺔ �برى ﻀمن ﻤصﺎدر اﻟﻘواﻨین اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﻋموﻤﺎ.
وﻟﻼﺠتﻬﺎد اﻟﻘضﺎﺌﻲ دور �بیر �مصدر ﻤن ﻤصﺎدر اﻟﻘﺎﻨون اﻹداري ،اﻟذي �ﻌتبر ﺒدورﻩ ﻤصد ار ﻤن
ﻤصﺎدر اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي ،ﻨظ ار ﻟوﺠود اﻟدوﻟﺔ �ﺎﻋت�ﺎرﻫﺎ ﺼﺎﺤ�ﺔ ﺴﻠطﺔ وﺴ�ﺎدة �طرف ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ
اﻻﻗتصﺎد�ﺔ.
و�ﻌتبر اﻻﺠتﻬﺎد اﻟﻘضﺎﺌﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي ﺘﻔسی ار ﻟﻠنصوص اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ �مﺎ
أﻨﻪ ﯿ�حث ﻋن اﻟتوﻓیق ﺒین اﻟمصﻠحﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ واﻟمصﺎﻟﺢ اﻟﻔرد�ﺔ.
ــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
-أ.د ﺘراري ﺜﺎﻨﻲ ﻤصطﻔﻰ ،ﻤدﺨﻞ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي ،اﻟمرﺠﻊ اﻟسﺎﺒق.
29
ﻣﺼﺎدر اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟﻔرع اﻷول:ﺸرط اﻟتحك�م :وﻫو وﻓﻘﺎ ﻟﻠمﺎدة " 1007اﻻﺘﻔﺎق اﻟذي ﺘﻠتزم �موﺠ�ﻪ اﻷطراف ﻓﻲ ﻋﻘد ﻤتصﻞ
�حﻘوق ﻤتﺎﺤﺔ �مﻔﻬوم اﻟمﺎدة 1006أﻋﻼﻩ،ﻟﻌرض اﻟنزاﻋﺎت اﻟتﻲ ﻗد ﺘثﺎر �شﺄن ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ اﻟتحك�م"
و�درج ﻫذا اﻟشرط أﺜنﺎء ﺘحر�ر اﻟﻌﻘد اﻻﻗتصﺎدي ﻀمن اﻟﻌﻘد اﻻﻗتصﺎدي ﻤﻔﺎدﻩ أﻨﻪ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺤدوث ﻨزاع
ﺒین اﻷطراف �مكنﻬم اﻟﻠجوء إﻟﻰ اﻟتحك�م ،وﻫو ﻤﻠزم ﻷطراﻓﻪ .وﻓﻲ اﻟﻌﺎدة أﻋدت اﻟﻌدﯿد ﻤن ﻤراﻛز اﻟتحك�م
ﻨمﺎذج ﺨﺎﺼﺔ ﺒﻬذا اﻟشرط �مكن ﻟﻸطراف ﻨسخﻬﺎ و�دراﺠﻬﺎ ﻀمن ﻋﻘودﻫم وﻤنﻬﺎ ﻤثﻼ اﻟنموذج ﺸرط
اﻟتحك�م اﻟخﺎص �مر�ز اﻟمصﺎﻟحﺔ واﻟوﺴﺎطﺔ واﻟتحك�م اﻟتﺎ�ﻊ ﻟﻠﻐرﻓﺔ اﻟجزاﺌر�ﺔ ﻟﻠتجﺎرة واﻟصنﺎﻋﺔ:
30
ﻣﺼﺎدر اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻧﻲ
"ﺠم�ﻊ اﻟخﻼﻓﺎت اﻟتﻲ ﺘنشﺄ ﻋن ﻫذا اﻟﻌﻘد أو اﻟتﻲ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ �ﻪ ﯿتم ﺤسمﻬﺎ ﻨﻬﺎﺌ�ﺎ وﻓًﻘﺎ ﻟنظﺎم ﻤر�ز
اﻟمصﺎﻟحﺔ واﻟوﺴﺎطﺔ واﻟتحك�م اﻟتﺎ�ﻊ ﻟﻠﻐرﻓﺔ اﻟجزاﺌر�ﺔ ﻟﻠتجﺎرة واﻟصنﺎﻋﺔ ﺒواﺴطﺔ ﻤح ّكم واﺤد أو ﺜﻼﺜﺔ
ﻤﻌینین 1ط�ًﻘﺎ ﻟنظﺎم ﻫذا اﻟمر�ز".
ﻤح ّكمین ّ
اﻟﻔرع اﻟثﺎﻨﻲ:اﺘﻔﺎق اﻟتحك�م أو ﻤشﺎرطﺔ اﻟتحك�م :وﻨصت ﻋﻠ�ﻪ )اﻟمﺎدة � (1011ﻘوﻟﻬﺎ أن "اﺘﻔﺎق اﻟتحك�م
اﻟذي �ﻘبﻞ اﻷطراف �موﺠ�ﻪ ﻋرض ﻨزاع ﺴبق ﻨشوءﻩ ﻋﻠﻰ اﻟتحك�م"
وﻫكذا ﻓﺈن اﺘﻔﺎق اﻟتحك�م اﺘﻔﺎق ﻤستﻘﻞ ﻋن اﻟﻌﻘد اﻷﺴﺎﺴﻲ و�مكن إﺒراﻤﻪ ﻓﻲ أي ﻤرﺤﻠﺔ ﻤن ﻤراﺤﻞ
اﻟصﻔﻘﺔ �مﺎ ﻓﻲ ذﻟك أﺜنﺎء ﺴر�ﺎن اﻟخصوﻤﺔ أﻤﺎم اﻟجﻬﺔ اﻟﻘضﺎﺌ�ﺔ )م .(1013
وﻨمیز ﺒین اﻟمﻌﺎﻫدات ذات اﻟطب�ﻌﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ،اﻟﻌرف ،اﻟﻘضﺎء اﻟدوﻟﻲ واﻟتحك�م اﻟدوﻟﻲ ﺜم
اﻻﺠتﻬﺎد اﻟﻔﻘﻬﻲ.
ﺘرﺘ�ط اﻟجزاﺌر ﻤﻊ اﻟﻌدﯿد ﻤن اﻷطراف اﻟدوﻟ�ﺔ �كثیر ﻤن اﻟمﻌﺎﻫدات اﻟتﻲ ﻟﻬﺎ ﺘﺄﺜیر ﻋﻠﻰ اﻟح�ﺎة
اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ,ﺴواء �ﺎﻨت ﺜنﺎﺌ�ﻪ أو اﻟمتﻌددة اﻷطراف،وﻫذﻩ اﻟمﻌﺎﻫدات ﻋﻠﻰ ﻋدة ،أﻨواع ﻓمنﻬﺎ اﻟمﻌﺎﻫدات
اﻟتجﺎر�ﺔ ،اﻟمﻌﺎﻫدات اﻟمنشئﺔ ﻟﻠمنظمﺎت اﻟدوﻟ�ﺔ واﻟمﻌﺎﻫدات اﻟموﺤدة ﻟﻠﻘﺎﻨون.
ﻋرﻓت اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻤن اﻟمﺎدة اﻟثﺎﻨ�ﺔ ﻤن اﺘﻔﺎق�ﺔ "ﻓیینﺎ" ﻟﻘﺎﻨون اﻟمﻌﺎﻫدات ﻟسنﺔ ،(1) 1969
اﻟمﻌﺎﻫدة �ﺄﻨﻬﺎ" اﻻﺘﻔﺎق اﻟدوﻟﻲ اﻟمﻌﻘود ﺒین اﻟدول ﻓﻲ ﺼ�ﻐﺔ ﻤكتو�ﺔ واﻟذي ﯿنظمﻪ اﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ ﺴواء
ﺘضمنتﻪ وﺜ�ﻘﺔ واﺤدة أو وﺜ�ﻘتﺎن أو أﻛثر وﻤﻬمﺎ �ﺎﻨت ﺘسمیتﻪ اﻟخﺎﺼﺔ "و�نطبق ﻤصطﻠﺢ اﻻﺘﻔﺎق�ﺔ �ذﻟك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
دﺨﻠت ﺤیز اﻟتنﻔیذ ﻓﻲ 27ﯿنﺎﯿر 1980
31
ﻣﺼﺎدر اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻋﻠﻰ "أ�ﻪ ﻤﻌﺎﻫدة ﺘﻌد أداة ﻤنشئﺔ ﻟمنظمﺔ دوﻟ�ﺔ وﻋﻠﻰ أ�ﺔ ﻤﻌﺎﻫدة ﺘﻌتمد ﻓﻲ ﻨطﺎق ﻤنظمﺔ دوﻟ�ﺔ ،وﻤﻊ ﻋدم
اﻹﺨﻼل �ﺄ�ﺔ ﻗواﻋد ﺨﺎﺼﺔ �ﺎﻟمنظمﺔ( "اﻟمﺎدة 5ﻤن ﻨﻔس اﻻﺘﻔﺎق�ﺔ.
و�ﻬذا ﺘكون اﻟمﻌﺎﻫدة اﻻﻗتصﺎد�ﺔ أو ﺘﻠك اﻟمنشئﺔ ﻟمنظمﺔ اﻗتصﺎد�ﺔ ﺘﻠك اﻟمﻌﺎﻫدة اﻟتﻲ ﺘواﻓق
ﻤﻘتض�ﺎت وأﺤكﺎم اﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ ،و�كون ﻤوﻀوﻋﻬﺎ اﻗتصﺎد�ﺎ.
�ﻘصد ﺒﻬﺎ ﺘﻠك اﻟمﻌﺎﻫدات اﻟتﻲ ﺘبرﻤﻬﺎ اﻟدول ﻤن أﺠﻞ ﺘرق�ﺔ اﻟم�ﺎدﻻت اﻟتجﺎر�ﺔ أو ﻤنﻊ اﻻزدواج
اﻟضر�بﻲ ورﻓﻊ اﻟحواﺠز اﻟجمر��ﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟمﻌﺎﻤﻠﺔ �ﺎﻟمثﻞ.
وﻓﻲ ﻫذا اﻟصدد ،أﺒرﻤت اﻟجزاﺌر اﻟﻌدﯿد ﻤن اﺘﻔﺎق�ﺎت ﺘرق�ﺔ وﺘشج�ﻊ اﻻﺴتثمﺎر ﺴواء اﻟثنﺎﺌ�ﺔ أو
ﻤتﻌددة اﻷطراف ،ﺤیث أﺒرﻤت ﺤواﻟﻲ 42اﺘﻔﺎق�ﺔ ﻤنذ ﺴنﺔ .(1) 1989
�مكن اﻹﺸﺎرة ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر إﻟﻰ اﺘﻔﺎق�ﺔ ﺒروﺘن وودز Bretton woodsاﻟتﻲ أﻨشﺄت ﺼندوق
اﻟنﻘد اﻟدوﻟﻲ واﻟبنك اﻟدوﻟﻲ ﻟﻺﻨشﺎء واﻟتﻌمیر )اﻟذي ﺘحول إﻟﻰ ﻤجموﻋﺔ اﻟ�ك اﻟدوﻟﻲ(،واﻻﺘﻔﺎق�ﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
�-مكن اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻻﺘﻔﺎق�ﺎت ﻋﻠﻰ ﻤوﻗﻊ اﻟو�ﺎﻟﺔ اﻟوطن�ﺔ ﻟتطو�ر اﻻﺴتثمﺎر :
https://www.industrie.gov.dz/?Accord-internationaux
32
ﻣﺼﺎدر اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻟﻠتﻌر�ﻔﺔ اﻟجمر��ﺔ واﻟتجﺎرة )اﻟتﻲ ﺘحوﻟت ﺴنﺔ 1995إﻟﻰ اﻟمنظمﺔ اﻟﻌﺎﻟم�ﺔ ﻟﻠتجﺎرة- (،وﻤنظمﺔ) ﻤؤﺘمر
اﻷﻤم اﻟمتحدة اﻟتجﺎر�ﺔ واﻟتنم�ﺔ ( Cnuced : Conférences des Nations Unies sur le
Commerce et le Développement) -
و�ﻘصد ﺒﻬﺎ ﺘﻠك اﻟمﻌﺎﻫدات اﻟتﻲ ﺘبرﻤﻬﺎ اﻟدول ﻟتوطید ﺘشر�ﻌﺎﺘﻬﺎ اﻟداﺨﻠ�ﺔ ،وﻟﻬذا اﻟنوع ﻤن
اﻟمﻌﺎﻫدات دور �بیر ﻓﻲ اﺴت�ﻌﺎد ﻤسﺄﻟﺔ ﺘنﺎزع اﻟﻘواﻨین .وﻤن ﻫذﻩ اﻟمﻌﺎﻫدات ﻨشیر إﻟﻰ:
-اﺘﻔﺎق�ﺔ اﻷﻤم اﻟمتحدة �شﺄن ﻋﻘود اﻟب�ﻊ اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠ�ضﺎﺌﻊ )ﻓیینﺎ (1980 ،اﻟموﻗﻌﺔ ﺒتﺎر�ﺦ 11أﺒر�ﻞ
1980واﻟتﻲ دﺨﻠت ﺤیز اﻟتنﻔیذ ﺒتﺎر�ﺦ 1ﯿنﺎﯿر .1988
-ﻤﻌﺎﻫدة ﻨیو�ورك 10ﺠوان 1958واﻟمتﻌﻠﻘﺔ ﺒتنﻔیذ ﻗ اررات اﻟتحك�م اﻷﺠنب�ﺔ ،واﻟتﻲ ﺼﺎدﻗت ﻋﻠیﻬﺎ
اﻟجزاﺌر ﺴنﻪ . 1988
-اﺘﻔﺎق�ﺔ ﺠن�ف �خصوص ﺘوﺤید أﺤكﺎم اﻟكمب�ﺎﻟﺔ واﻟسند ﻷﻤر ﺒتﺎر�ﺦ 7ﯿوﻨیو ﺴنﺔ .1930
و�ﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ دورﻫﺎ اﻟ�ﺎرز ﻓﻲ ﺤﻞ اﻟمنﺎزﻋﺎت ،ﻓﺈن ﻟﻬذﻩ اﻟﻬیئﺎت أﻫم�ﺔ �برى �مصدر ﻤن
ﻤصﺎدر اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي ﻤن ﺨﻼل اﻟﻌدﯿد ﻤن اﻟم�ﺎدئ اﻟواردة ﻓﻲ أﺤكﺎﻤﻬﺎ أو اﻟمستن�طﺔ ﻤن ﻫذﻩ
اﻷﺨیرة.
33
ﻣﺼﺎدر اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻧﻲ
و�ﻘصد �ـﺎﻟتحك�م إﻨشـﺎء ﻗضـﺎء ﺨـﺎص ﯿتـوﻻﻩ أﺸـخﺎص ﻤـزودون ﺒوﻻ�ـﺔ اﻟﻔصـﻞ ﻓـﻲ اﻟمنﺎزﻋـﺎت وذﻟـك
ﺨروﺠﺎ ﻋن اﻷﺼﻞ اﻟﻌﺎم اﻟمتمثﻞ ﻓﻲ وﻻ�ـﺔ اﻟﻘضـﺎء ).(1و�ﻬـدف إﻟـﻰ ﺘجنـب اﻟﻘضـﺎء اﻟـوطنﻲ �ﻔضـﻞ اﻟﻌدﯿـد
ﻤــن اﻟخصــﺎﺌص اﻟتــﻲ ﺘمیـزﻩ ﻤثــﻞ اﻟحر�ــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻠجــوء إﻟ�ﻪ،اﻟسر�ﺔ،اﻟســرﻋﺔ ﻓــﻲ اﻟبــث ﻓــﻲ اﻟن ازﻋـﺎت ،ﻤمــﺎ ﻗــد
ﯿؤﺜر ﺴﻠ�ﺎ ﻋﻠﻰ ﺤصﺎﻨﺔ اﻟدول اﻟﻘضﺎﺌ�ﺔ.
________________
)(1
-ﻤﻌﺎﺸو ﻋمﺎر " اﻟضمﺎﻨﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻻﻗتصﺎد�ﺔ اﻟدوﻟ�ﺔ ﻓﻲ اﻟتجر�ﺔ اﻟجزاﺌر�ﺔ -ﻓﻲ ﻋﻘود اﻟمﻔتﺎح واﻹﻨتﺎج ﻓﻲ اﻟید" )
رﺴﺎﻟﺔ د�توراﻩ( ﻤﻌﻬد اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ واﻹدار�ﺔ -ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻟجزاﺌر .1993 .ص .321
)(2
ﻨبیﻞ إﺴمﺎﻋیﻞ ﻋمر "اﻟتحك�م ﻓﻲ اﻟمواد اﻟمدﻨ�ﺔ واﻟتجﺎر�ﺔ اﻟوطن�ﺔ واﻟدوﻟ�ﺔ" دار اﻟجﺎﻤﻌﺔ اﻟجدﯿدة ﻟﻠنشر ،اﻹﺴكندر�ﺔ
،2004ص .17
34
ﻣﺼﺎدر اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟمطﻠب اﻟثﺎﻟث :ﺘحك�م ﻤحكمﺔ اﻟتحك�م اﻟتﺎ�ﻌﺔ ﻟﻐرﻓﺔ اﻟتجﺎرة اﻟدوﻟ�ﺔ ﺒ�ﺎر�س
ﻨشیر ﻓﻲ اﻟبدا�ﺔ إﻟﻰ اﻟدور اﻟﻔﻌﺎل ﻟﻐرﻓﺔ اﻟتجﺎرة اﻟدوﻟ�ﺔ ﺒ�ﺎر�س ﻓﻲ وﻀﻊ ﻤجموﻋﺔ ﻤن اﻟتداﺒیر
واﻟتحصیﻞ اﻟمستندي ) ،(2وﻤنﻬﺎ أ�ضﺎ )(1
اﻟمتﻌﻠﻘﺔ �ﺎﻟتجﺎرة اﻟدوﻟ�ﺔ واﻟتحك�م ،وﻤنﻬﺎ اﻻﻋتمﺎد اﻟمستندي
)(3
،وﻫذﻩ اﻟتداﺒیر أدرﺠت ﻀمن �ﻌض اﻟﻘواﻨین ﻤثﻞ اﻟﻘﺎﻨون اﻟبنكﻲ واﻟﻘﺎﻨون اﻟمصطﻠحﺎت اﻟتجﺎر�ﺔ اﻟدوﻟ�ﺔ
اﻟجمر�ﻲ وﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻟمدﻨ�ﺔ واﻹدار�ﺔ ،و�ذﻟك ﻀمن اﻟﻌدﯿد ﻤن ﻋﻘود اﻟدوﻟﺔ ﺨﺎﺼﺔ اﻟدوﻟ�ﺔ ﻤنﻬﺎ.
وﻫكذا ،وﻨظ ار ﻟدورﻩ اﻟمتنﺎﻤﻲ ،أﺼ�ﺢ اﻟتحك�م اﻟتجﺎري اﻟدوﻟﻲ �حتﻞ ﻤكﺎﻨﺔ ﺒین اﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ
واﻟﻘﺎﻨون اﻟمحﻠﻲ ،و�ین اﻟﻘﺎﻨون اﻟخﺎص واﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم ،و�ین اﻟﻘﺎﻨون اﻟموﻀوﻋﻲ واﻟﻘﺎﻨون اﻹﺠراﺌﻲ ).(1
وﻟﻘد �ﺎن ﻟمحكمﺔ اﻟتحك�م اﻟتﺎ�ﻌﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻐرﻓﺔ إﺴﻬﺎﻤﺎت ﻤختﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻤجﺎل ﺤﻞ اﻟنزاﻋﺎت و�ذﻟك ﻓﻲ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
اﻻﻋتمﺎد اﻟمستندي Crédit documentaireﻫو ﺘﻌﻬد ﻤكتوب ﺼﺎدر ﻋن ﺒنك اﻟمستورد �ضمن ﺒواﺴطتﻪ ﻟﻠمصدر
دﻓﻊ ق�مﺔ اﻟ�ضﺎﺌﻊ ﻤﻘﺎﺒﻞ ﺘﻘد�م اﻟوﺜﺎﺌق اﻟمطﻠو�ﺔ ﻓﻲ اﻻﻋتمﺎد .أﻨظر ﻓﻲ ﻫذا اﻟصدد :
ﺒوﺤﺎﻟﺔ اﻟطیب"،اﻟنظﺎم اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻟﻌﻘد اﻻﺌتمﺎن اﻟمستندي ودورﻩ ﻓﻲ اﻟتجﺎرة اﻟخﺎرﺠ�ﺔ" ،ﻤجﻠﺔ �حوث ﺠﺎﻤع�ﺔ ،اﻟجزاﺌر ،1اﻟﻌدد
،9رﻗم ،2ص ص 222-208ﻋﻠﻰ اﻟموﻗﻊ اﻟتﺎﻟﻲ:
https://www.asjp.cerist.dz/en/article/74301
ﺘﺎر�ﺦ اﻟز�ﺎرة .2021/04/07
)(2
اﻟتحصیﻞ اﻟمستندي Remise Documentaireﻫو أﻤر �صدر ﻤن اﻟ�ﺎﺌﻊ إﻟﻰ اﻟبنك اﻟذي ﯿتﻌﺎﻤﻞ ﻤﻌﻪ ﻟتحصیﻞ ﻤبﻠﻎ
ﻤﻌین ﻤن اﻟمشتري ﻤﻘﺎﺒﻞ ﺘسﻠ�مﻪ ﻤستندات ﺸحن اﻟ�ضﺎﻋﺔ اﻟم�ﺎﻋﺔ إﻟ�ﻪ ,و ﯿتم اﻟتسدﯿد إﻤﺎ ﻨﻘدا و ﻤﻘﺎﺒﻞ ﺘوق�ﻊ اﻟمشتري
ﻋﻠﻰ �مب�ﺎﻟﺔ,
)(3
International وﻀﻌت اﻟﻐرﻓﺔ اﻟتجﺎر�ﺔ اﻟدوﻟ�ﺔ ﺴنﺔ 1936ﻤصطﻠحﺎت ﺘسمﻰ "اﻟمصطﻠحﺎت اﻟتجﺎر�ﺔ اﻟدوﻟ�ﺔ"
« Incoterms » Commercial Termsاﻟﻬدف ﻤنﻬﺎ ﺘوﺤید آﻟ�ﺎت ﺘﻌﺎﻗد�ﺔ ﺨﺎﺼﺔ �ﺎﻟﻌﻘود اﻟتجﺎر�ﺔ اﻟدوﻟ�ﺔ ،وﺘمسﻞ ﻓﻲ
ﻨﻔس اﻟوﻗت ﺤﻼ ﻟمختﻠﻒ اﻟمنﺎزﻋﺎت اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ أو ﻟسوء ﻓﻬم اﻟمﻌﺎﻤﻼت اﻟتجﺎر�ﺔ �صﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ.وﺘراﺠﻊ ﻫذﻩ اﻟمصطﻠحﺎت �صﻔﺔ
دور�ﺔ �ﻞ ﻋشر ﺴنوات) ،وﻫﻲ ﺤﺎﻟ�ﺎ 11ﻤصطﻠحﺎ وﻓق آﺨر ﻤراﺠﻌﺔ دﺨﻠت ﺤیز اﻟتنﻔیذ ﺒتﺎر�ﺦ 01ﯿنﺎﯿر � ،(2020شﺎر
إﻟ�ﻪ �حروف ﻻﺘین�ﺔ ﻤختصرة .وﻤثﺎﻟﻬﺎ :ﻤصطﻠﺢ (Free On Board) FOBاﻟذي �ﻌنﻲ �ﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌر��ﺔ "ﺤر ﻋﻠﻰ ظﻬر
اﻟسﻔینﺔ" و�دل ﻋﻠﻰ أن اﻟ�ﺎﺌﻊ ﻗد ﻗﺎم ﺒتسﻠ�م اﻟ�ضﺎﻋﺔ ﻓﻌﻼ ﻋندﻤﺎ ﺘجتﺎز ﻫذﻩ اﻷﺨیرة ﺤﺎﺠز اﻟسﻔینﺔ ،وﺤینﻬﺎ ﻓﻘط ﯿتحمﻞ
اﻟمشتري �ﺎﻗﻲ اﻟمصﺎر�ف واﻟمخﺎطر.
)(1
Eduardo Silva-Romero, « L'arbitrage de la Chambre de commerce internationale et les
contrats d'Etat », Bulletin de la Cour internationale d'arbitrage de la CCI Vol. 13 N, p 2.
https://www.cnese.dz/static/Cnes/data/contrats%20etat/ICC%20commerce.pdf
35
ﻣﺼﺎدر اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻤجﺎﻻت أﺨرى ﻤرﺘ�طﺔ �ﺎﻟتحك�م ،وﻤن ذﻟك إﻋدادﻫﺎ ﻨمﺎذج ﻤن ﻋﻘود اﻟتحك�م وﺘوﻓیرﻫﺎ ﺸرط اﻟتحك�م
اﻟنموذﺠﻲ اﻟذي أﻋدﺘﻪ واﻟذي �مكن إدراﺠﻪ ﻀمن اﻟﻌﻘود اﻟتجﺎر�ﺔ اﻟدوﻟ�ﺔ.
وﻤن ذﻟك أ�ضﺎ ﺘنظ�مﻬﺎ ﻟدورات ﺘكو�ن�ﺔ ﻓﻲ ﻤجﺎل اﻟتحك�م �مكن أن �ستﻔید ﻤنﻬﺎ ﺤكﺎم وﻤشرﻋون
وﻗضﺎة وطنیون ﻤمﺎ ﯿنﻌكس �ﺎﻹ�جﺎب ﻋﻠﻰ اﻟممﺎرﺴﺔ اﻟنظر�ﺔ واﻟﻌمﻠ�ﺔ ﻓﻲ ﻤسﺄﻟﺔ اﻟتحك�م وﻓﻲ اﻟوﻗﺎ�ﺔ ﻤن
اﻟنزاﻋﺎت ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻤجﺎل ﻋﻘود اﻟدوﻟﺔ.
و�مكن أن ﯿﻠﻌب اﻟتحك�م اﻟتجﺎري اﻟذي ﺘﻘوم �ﻪ اﻟمحكمﺔ دو ار ﻤﻬمﺎ ﻓﻲ اﻟتوﻓیق ﺒین أﻤن
اﻟمﻌﺎﻤﻼت اﻟتجﺎر�ﺔ اﻟدوﻟ�ﺔ اﻟذي ﺘتطﻠ�ﻪ ﻤصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻤﻠین اﻻﻗتصﺎدﯿین واﻟمصﻠحﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟتﻲ �جب أن
ﯿراﻋیﻬﺎ اﻟطرف اﻟﻌموﻤﻲ واﻟتﻲ ﺘﻌتبر ﻫدﻓﺎ أﺴﺎﺴ�ﺎ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي.
اﻟخﺎﺘمﺔ
وﻫكذا،إذا ﻤﺎ أﺨذﻨﺎ �ﺎﻟتﻌر�ف اﻟذي ﻤﻔﺎدﻩ أن اﻟمصدر ﻫو اﻟمرﺠﻊ اﻟذي ﯿرﺠﻊ إﻟ�ﻪ ﻤستﻌمﻞ اﻟﻘﺎﻋدة
اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ ﻟﻠتﻌرف ﻋﻠیﻬﺎ وﺘطب�ﻘﻬﺎ أو ﺘﺄو�ﻠﻬﺎ ،ﻓﺈﻨنﺎ ﻨﻼﺤظ أن ﻫذا اﻟمصدر� ،ﺎﻟرﻏم ﻤن ﺴ�طرة اﻟطﺎ�ﻊ
اﻟتشر�ﻌﻲ ﻋﻠ�ﻪ ،إﻻ أن ﻫنﺎك ﻤكﺎن ﻟﻘواﻋد أﺨرى ﺘﻌتبر ﻤصد ار ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي� ،مﺎ ﯿبدو ﻤن
اﻟمﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻤن اﻟﻘﺎﻨون اﻟمدﻨﻲ اﻟذي ﺤدد اﻟمصﺎدر اﻟتﻲ ﯿرﺠﻊ إﻟیﻬﺎ اﻟﻘﺎﻀﻲ وﻫﻲ :اﻟتشر�ﻊ ﺜم ﻤ�ﺎدئ
وﻤن ﺠﻬﺔ ﺜﺎﻨ�ﺔ ،ﻨﻼﺤظ أﻫم�ﺔ اﻟتحك�م اﻟدوﻟﻲ ،ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻤجﺎل ﻤنﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻘود اﻹدار�ﺔ أو ﻋﻘود
اﻟدوﻟﺔ ﻋموﻤﺎ ،ﻟمﺎ ﯿتوﻓر ﻋﻠ�ﻪ ﻤن ﻤزا�ﺎ ﯿتمثﻞ أﻫمﻬﺎ ﻓﻲ �سﺎطﺔ اﻹﺠراءات وﺴرﻋﺔ ﺼدور اﻟﻘرار ،واﺘسﺎم
إﺠراءاﺘﻪ �ﺎﻟسرﻋﺔ إﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﻤكﺎﻨ�ﺔ اﺨت�ﺎر اﻟحكﺎم ﻤن ﻗبﻞ أطراف اﻟمنﺎزﻋﺔ ).(2
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
-أ.د ﺘراري ﺜﺎﻨﻲ ﻤصطﻔﻰ ،ﻤدﺨﻞ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي،اﻟمرﺠﻊ اﻟسﺎﺒق.
)(2
-أﻨظر ﻓﻲ ﻫذا اﻟصدد:
ﻋﻠﻲ ﷴ"،ﻀوا�ط اﻟتحك�م ﻓﻲ ﻤنﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟ�ﺔ" ،ﻤجﻠﺔ ﻤﻌﺎﻟم ﻟﻠدراﺴﺎت اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ واﻟس�ﺎﺴ�ﺔ" ،اﻟﻌدد اﻟثﺎﻨﻲ ،د�سمبر
،2017ﻋﻠﻰ اﻟموﻗﻊ اﻟتﺎﻟﻲ:
https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/520/1/2/69284
ﺘﺎر�ﺦ اﻟز�ﺎرة 10 ،أﺒر�ﻞ .2020
36
ﻣﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﻤﻘدﻤﺔ
ﻨشیر ﻓﻲ اﻟبدا�ﺔ إﻟﻰ أن ﻫذﻩ اﻟم�ﺎدئ ﺘتسم �كوﻨﻬﺎ ﻨسب�ﺔ ﻓﻲ اﻟمكﺎن و اﻟزﻤﺎن ،ذﻟك أﻨﻬﺎ ﺘتﻐیر ﻤن
ﺒﻠد ﻵﺨر وﻤن ﻤرﺤﻠﺔ زﻤن�ﺔ إﻟﻰ ﻤرﺤﻠﺔ زﻤن�ﺔ أﺨرى ﺤسب ﺘﻐیر اﻟتوﺠﻬﺎت اﻟس�ﺎﺴ�ﺔ ،اﻻﻗتصﺎد�ﺔ
واﻻﺠتمﺎع�ﺔ ﻓﻲ �ﻞ ﺒﻠد.
وﻗد ﺘتخذ ﻫذﻩ اﻟم�ﺎدئ طﺎ�ﻌﺎ دﺴتور�ﺎ ﻓتص�ﺢ ذات ﻗوة ﻗﺎﻨوﻨ�ﺔ أﻛبر ،وﻗد ﺘكون ذات طب�ﻌﺔ اﺘﻔﺎق�ﺔ
ﻓتدرج ﻀمن اﺘﻔﺎق�ﺎت داﺨﻠ�ﺔ أو دوﻟ�ﺔ� ،مﺎ ﻫو اﻟحﺎل �ﺎﻟنس�ﺔ ﻟمبدأ اﻟمﻌﺎﻤﻠﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ واﻟمنصﻔﺔ.
ﻟﻘد ﻗﺎم اﻟمشرع اﻟجزاﺌري ﺒتكر�س ﻤبدأ ﺤر�ﺔ اﻟتجﺎرة واﻟصنﺎﻋﺔ ﻓﻲ دﺴتور 16ﻨوﻓمبر ، 1996وذﻟك
ﻓﻲ اﻟمﺎدة 37اﻟتﻲ ﻨصت ﻋﻠﻰ أن "ﺤر�ﺔ اﻟتجﺎرة واﻟصنﺎﻋﺔ ﻤضموﻨﺔ وﺘمﺎرس ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻨون " ﺜم ﻓﻲ
اﻟمﺎدة 43ﻤن اﻟتﻌدﯿﻞ اﻟدﺴتوري ﻟسنﺔ 2016اﻟتﻲ ﻨصت ﻋﻠﻰ أن "ﺤر�ﺔ اﻟتجﺎرة واﻻﺴتثمﺎر ﻤضموﻨﺔ
وﺘمﺎرس ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻨون" ﺜم ﻓﻲ اﻟمﺎدة 61ﻤن اﻟتﻌدﯿﻞ اﻟدﺴتوري ﻟسنﺔ ،2020ﺤیث ﺠﺎء ﻓﻲ ﻫذا اﻟمﺎدة
ﻤﺎ ﯿﻠﻲ" :ﺤر�ﺔ اﻟتجﺎرة واﻻﺴتثمﺎر واﻟمﻘﺎوﻟﺔ ﻤضموﻨﺔ ،وﺘمﺎرس ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻨون".
واﺴتنﺎدا ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟتكر�س اﻟدﺴتوري ،رأى اﻟ�ﻌض أن ﻫذا اﻟمبدأ �منﺢ ﻟﻠخواص �ﺎﻤﻞ اﻟحر�ﺔ و�ﻔرض
ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ ﻋدم اﻟتدﺨﻞ ﻟمزاﺤمتﻬم أو ﺘﻘیید ﺤر�تﻬم و�ﻻ ﺘم ﺨرق اﻟدﺴتور ،ﺒینمﺎ ﯿرى آﺨرون أن ﻫذﻩ
اﻟحر�ﺔ ﻤﻘیدة و�جب ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ اﻟتدﺨﻞ ﻟحمﺎ�ﺔ اﻟمصﻠحﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺒﻞ ﻟحمﺎ�ﺔ اﻟمصﺎﻟﺢ اﻟخﺎﺼﺔ ﻨﻔسﻬﺎ ﻤن
ﻤنﺎﻓسﺔ �ﻌضﻬﺎ اﻟ�ﻌض �طرق ﻏیر اﻟنز�ﻬﺔ.
37
ﻣﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻟﺚ
وﻻﺸك أن ﻤبدأ ﺤر�ﺔ اﻟتجﺎرة واﻟصنﺎﻋﺔ �ﻌد ﻤن ر�ﺎﺌز اﻟنظﺎم اﻟﻠیبراﻟﻲ اﻟذي �ﻘوم ﻋﻠﻰ أﺴﺎس اﻟحر�ﺔ
اﻻﻗتصﺎد�ﺔ وﺤر�ﺔ اﻟم�ﺎدرة ،واﻟذي ﯿرى ﻤنﺎﺼروﻩ أن اﻟدوﻟﺔ ﻻ �جب أن ﺘتدﺨﻞ ﻓﻲ اﻻﻗتصﺎد ﻷن ﺘدﺨﻠﻬﺎ
�ﻘید ﺤر�ﺔ اﻟخواص ﻓﻲ ﻤمﺎرﺴﺔ اﻟتجﺎرة واﻟصنﺎﻋﺔ.
وﻻﺸك أ�ضﺎ أن ﺤر�ﺔ اﻟم�ﺎدرة ،وﻤن ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺤر�ﺔ اﻟتجﺎرة واﻟصنﺎﻋﺔ ﺘﻌتبر أﺴﺎﺴ�ﺔ وﻀرور�ﺔ ﻟتحﻔیز
اﻟمنﺎﻓسﺔ اﻟﻼزﻤﺔ ﻟتحر�ك ﻋجﻠﺔ اﻻﻗتصﺎد ،و�ﻋطﺎء اﻟﻘطﺎع اﻟخﺎص اﻷﻫم�ﺔ اﻟتﻲ �ستحﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺠو ﻤن
اﻟمسﺎواة وﺘكﺎﻓؤ اﻟﻔرص ،وﻫو اﻟﻘطﺎع اﻟذي أﺜبت ﺠدارﺘﻪ واﺴتحﻘﺎﻗﻪ ﻓﻲ اﻻﻗتصﺎد�ﺎت اﻟﻌﺎﻟم�ﺔ اﻟكبرى
ﻛﺎﻻﻗتصﺎد اﻷﻤر�كﻲ واﻟ�ﺎ�ﺎﻨﻲ واﻷﻟمﺎﻨﻲ واﻻﻨجﻠیزي واﻟﻔرﻨسﻲ وﻏیرﻫم.
واﻟواﻗﻊ أن اﻷزﻤﺎت اﻟمختﻠﻔﺔ اﻟتﻲ ﺸﻬدﻫﺎ وﻻ ﯿزال اﻟنظﺎم اﻟﻠبیراﻟﻲ ﻓرض ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ أن ﺘتدﺨﻞ ﻟحمﺎ�ﺔ
اﻟنظﺎم اﻻﻗتصﺎدي ﻨﻔسﻪ ،وﻟحمﺎ�ﺔ ﻫذﻩ اﻟحر�ﺔ ﻤن اﻟتجﺎوزات اﻟمختﻠﻔﺔ اﻟتﻲ ﺘتﻌرض ﻟﻬﺎ أو ﺘحدﺜﻬﺎ.
و�ذا �ﺎن اﻟدﺴتور اﻟجزاﺌري اﻟحﺎﻟﻲ ﯿنص ﻓﻲ اﻟمﺎدة 61اﻟسﺎﻟﻔﺔ اﻟذ�ر أن ﺤر�ﺔ اﻻﺴتثمﺎر واﻟتجﺎرة
واﻟمﻘﺎوﻟﺔ ﻤضموﻨﺔ ،ﻓﺈﻨﻪ ﯿؤ�د أ�ضﺎ ،ﻓﻲ ﻨﻔس اﻟمﺎدة ،أن ﻤمﺎرﺴﺔ ﻫذﻩ اﻟحر�ﺔ �جب أن ﺘتم ﻓﻲ إطﺎر
اﻟﻘﺎﻨون ،ذﻟك أن ﻫذا اﻷﺨیر ﻫو وﺤدﻩ اﻟذي �جب أن �حدد اﻟﻬﺎﻤش اﻟذي �جب أن ﺘمﺎرس ف�ﻪ ﻫذﻩ
اﻟحر�ﺔ.
إن اﻻﻋتراف �مبدأ ﺤر�ﺔ اﻟتجﺎرة واﻻﺴتثمﺎر واﻟمﻘﺎوﻟﺔ ﻻ �ﻌنﻲ اﻻﻨسحﺎب اﻟكﻠﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻤن اﻟحﻘﻞ
اﻻﻗتصﺎدي و�ﻨمﺎ ﯿﻬدف إﻟﻰ ﺘحو�ﻞ اﻟدوﻟﺔ ﻤن دوﻟﺔ ﻤتدﺨﻠﺔ إﻟﻰ دوﻟﺔ ﻀﺎ�طﺔ وﻤنظمﺔ ﻤﻊ ﻓتﺢ اﻟم�ﺎدرة
ﻟﻠﻘطﺎع اﻟخﺎص ،وﻟذﻟك ﻨجد أن اﻟمشرع اﻟجزاﺌري ﻗد وﻀﻊ ﻗیودا ﻋﻠﻰ ﺤر�ﺔ اﻷﺸخﺎص ﻓﻲ ﻤمﺎرﺴﺔ اﻟتجﺎرة
واﻻﺴتثمﺎر واﻟمﻘﺎوﻟﺔ وﻤنﻬﺎ ﺘﻠك اﻟتﻲ ﺘتﻌﻠق �كﻞ ﻤن اﻟنشﺎطﺎت اﻟمخصصﺔ واﻟنشﺎطﺎت اﻟمﻘننﺔ.
ﻟﻘد رأﯿنﺎ أن ﻤبدأ ﺤر�ﺔ اﻟتجﺎرة واﻻﺴتثمﺎر واﻟمﻘﺎوﻟﺔ ﺤق دﺴتوري ،ﻏیر أﻨﻪ ﻟ�س ﻤطﻠﻘﺎ ،ذﻟك أن
اﻟمشرع اﺴتثنﻰ �ﻌض اﻟمجﺎﻻت أو اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟتﻲ ﺘختص ﺒﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻷﺴ�ﺎب ﻤرﺘ�طﺔ �ﺎﻟس�ﺎدة أو اﻷﻤن
أو ﻏیر ذﻟك ،وأﺨرى ﺘستوﺠب ﺤصول ﻤن ﯿر�د ﻤزاوﻟتﻬﺎ ﻋﻠﻰ رﺨصﺔ ،ﻨظ ار ﻻرﺘ�ﺎطﻬﺎ �ﺎﻟسكینﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ أو
اﻟصحﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ أو ﻏیرﻫمﺎ ،ﻫذا ﻤن ﺠﻬﺔ،
38
ﻣﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻟﺚ
وﻤن ﺠﻬﺔ أﺨرى ،اﺸترط اﻟمشرع ﻋﻠﻰ ﻤن �مﺎرس �ﻌض اﻟنشطﺔ اﻟدﺨول ﻓﻲ ﺸراﻛﺔ ﻤﻊ اﻟﻘطﺎع
اﻟﻌموﻤﻲ ،ﻨظ ار ﻟطﺎ�ﻌﻬﺎ اﻻﺴتراﺘ�جﻲ.
وﻫﻲ ﻨشﺎطﺎت اﻗتصﺎد�ﺔ ﺘختص ﺒﻬﺎ ﻫیئﺎت ﻋموﻤ�ﺔ ﻤﻌینﺔ ،إذ ﻻ �مكن ﻟﻠخواص اﻻﺴتثمﺎر ،ﻓیﻬﺎ
ﻛصنﺎﻋﺔ اﻷﺴﻠحﺔ واﻟذﺨیرة اﻟمحتكرة ﻤن طرف و ازرة اﻟدﻓﺎع اﻟوطنﻲ وﻤثﺎﻟﻬﺎ ﻤﺎ ورد ﻓﻲ ﻨص اﻟمﺎدة 20ﻤن
اﻟتﻌدﯿﻞ اﻟدﺴتوري 2020ﻤن أن" اﻟمﻠك�ﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤﻠك ﻟﻠمجموﻋﺔ اﻟوطن�ﺔ ...وﺘشمﻞ �ﺎطن اﻷرض،
اﻟمنﺎﺠم ،اﻟمﻘﺎﻟﻊ ،اﻟموارد اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﻟﻠطﺎﻗﺔ...إﻟﺦ".
وﻫﻲ ﻨشﺎطﺎت �مكن ﻟﻠخواص ﻤمﺎرﺴتﻬﺎ �ﻌد ﺤصوﻟﻬم ﻋﻠﻰ ﺘرﺨ�ص ﻤسبق وذﻟك ﻟحمﺎ�ﺔ اﻟبیئﺔ
واﻟصحﺔ واﻷﻤن اﻟﻌموﻤﻲ وﻏیرﻫﺎ وﻟﻘد ورد ذ�رﻫﺎ ﻤثﻼ ﻀمن اﻟمﺎدة 25ﻤن اﻟﻘﺎﻨون 08-04اﻟمؤرخ ﻓﻲ
14أوت 2004اﻟمتﻌﻠق �شروط ﻤمﺎرﺴﺔ اﻷﻨشطﺔ اﻟتجﺎر�ﺔ.
و�ﻌرف اﻟمرﺴوم اﻟتنﻔیذي رﻗم 234-15اﻟمؤرخ ﻓﻲ 29أوت 2015اﻟذي �حدد ﺸروط و��ف�ﺎت
ﻤمﺎرﺴﺔ اﻟنشﺎطﺎت واﻟمﻬن اﻟمنظمﺔ اﻟخﺎﻀﻌﺔ ﻟﻠﻘید ﻓﻲ اﻟسجﻞ اﻟتجﺎري )ج ر ﻋدد 48ﺒتﺎر�ﺦ -09-09
(2015اﻷﻨشطﺔ واﻟمﻬن اﻟمنظمﺔ �ﺄﻨﻬﺎ أﻨشطﺔ وﻤﻬن ﻟﻬﺎ طﺎ�ﻊ ﺨصوﺼﻲ وﻻ �سمﺢ �ممﺎرﺴتﻬﺎ إﻻ إذا
ﺘوﻓرت ﻓیﻬﺎ اﻟشروط اﻟتﻲ ﯿتطﻠبﻬﺎ اﻟتنظ�م.
�حدد اﻟمشرع ﻤشﺎر�ﺔ اﻷﺠﺎﻨب اﻟذﯿن ﯿر�دون اﻻﺴتثمﺎر ﻓﻲ اﻟجزاﺌر ﻓﻲ �ﻌض اﻟﻘطﺎﻋﺎت
اﻻﺴتراﺘ�ج�ﺔ ب % 49ﻛحد أﻗصﻰ ﻤن رأﺴمﺎل اﻟشر�ﺔ اﻟخﺎﻀﻌﺔ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟجزاﺌري.
و�ﺎن ﻗﺎﻨون اﻟمﺎﻟ�ﺔ اﻟتكمیﻠﻲ ﻟسنﺔ 2009ﻓﻲ ﻤﺎدﺘﻪ 62ﻫو اﻟذي أﺘﻰ ﺒﻬذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟتﻲ �ﺎﻨت
ﻓﻲ اﻟبدا�ﺔ ﺘخص ﺠم�ﻊ اﻟﻘطﺎﻋﺎت ﻏیر أن ﻗﺎﻨون اﻟمﺎﻟ�ﺔ اﻟتكمیﻠﻲ ﻟسنﺔ 2020ﻓﻲ ﻤﺎدﺘﻪ 49ﺠﻌﻠﻬﺎ
ﻤﻘتصرة ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻻﺴتراﺘ�ج�ﺔ وﻋﻠﻰ أﻨشطﺔ ﺒ�ﻊ وﺸراء اﻟمنتجﺎت،
39
ﻣﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻟﺚ
وﺤدد اﻟمرﺴوم اﻟتنﻔیذي رﻗم 145-21ﻤؤرخ ﻓﻲ 17أﺒر�ﻞ ﺴنﺔ 2021ﻫذﻩ اﻟنشﺎطﺎت وﻗسمﻬﺎ
إﻟﻰ ﺜﻼﺜﺔ أﺼنﺎف وﻫﻲ :
ﺼنﺎﻋﺔ اﻟمواد اﻟصیدﻻﻨ�ﺔ ،ﺼنﺎﻋﺔ اﻟمستﻠزﻤﺎت اﻟطب�ﺔ ،ﺘجﺎرة �ﺎﻟجمﻠﺔ ﻟﻠمواد اﻟصیدﻻﻨ�ﺔ ،اﻟتوز�ﻊ �ﺎﻟجمﻠﺔ
ﻟﻠمستﻠزﻤﺎت اﻟطب�ﺔ ،ﺸر�ﺔ اﻟ�حث اﻟتﻌﺎﻗد�ﺔ ،اﻟمؤﺴسﺔ اﻟصیــدﻻﻨ ـیــﺔ ﻻﺴت ـﻐــﻼل ﻤ ـﻘـررات ﺘسجیﻞ اﻟمواد
اﻟصیدﻻﻨ�ﺔ ،اﻟمؤﺴسﺔ اﻟصیــدﻻﻨــیــﺔ ﻻﺴت ـﻐــﻼل ﻤ ـﻘـررات اﻟمصﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟمستﻠزﻤﺎت اﻟطب�ﺔ ،ﺸر�ﺔ
اﻟ ـتــرﻗ ـیــﺔ واﻹﻋــﻼم اﻟ ـطــبﻲ واﻟ ـﻌ ـﻠــمﻲ ﺤول اﻟمواد اﻟصیدﻻﻨ�ﺔ.
اﺴتخراج اﻟمحروﻗﺎت اﻟسﺎﺌﻠﺔ واﻟﻐﺎز�ﺔ ،ﻨﻘﻞ اﻟمحروﻗﺎت اﻟسﺎﺌﻠﺔ واﻟمكثﻔﺔ ﺒواﺴطﺔ اﻟﻘنوات ،اﺴتخراج
وﺘحضیر ﻤﻌدن اﻟحدﯿد ،اﺴتخراج وﺘحضیر اﻟبو�سیت ،اﺴت ـخ ـراج وﺘحضیــر اﻟمﻌــﺎدن اﻟ ـﻌــﺎدﯿــﺔ ﻏ ـیــر
اﻟحدﯿد�ﺔ ،اﺴتخراج وﺘحضیر اﻟمﻌﺎدن اﻟثمینﺔ ،اﺴتخراج وﺘحضیر اﻟمﻌﺎدن اﻟحدﯿد�ﺔ اﻟمختﻠﻔﺔ ،اﺴتخراج
وﺘحضیر ﻤﻌﺎدن اﻷوراﻨیوم واﻟمﻌﺎدن اﻹﺸﻌﺎع�ﺔ ،اﺴتخراج وﺘحضیر ﺒور�طس اﻟحدﯿد و�ﻨتﺎج اﻟكبر�ت،
اﺴتخراج وﺘحضیر اﻟمواد اﻟمﻌدﻨ�ﺔ اﻟمختﻠﻔﺔ ،اﺴتخراج اﻟﻔحم اﻟحجري ،اﺴتخراج وﺘحضیر ﻤﻠﺢ اﻟبوﺘﺎﺴیوم،
اﺴتخراج وﺘحضیر اﻷﻤﻼح �مﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟس�خﺎت اﻟمﺎﻟحﺔ )ﻤﻼﺤﺎت( ،اﺴتخراج وﺘحضیر اﻟﻔوﺴﻔﺎت.
ﻨﻘﻞ اﻟ�ضﺎﺌﻊ �ﺎﻟسكك اﻟحدﯿد�ﺔ ،اﻟنﻘﻞ اﻟجوي ﻟﻸﺸخﺎص ،اﻟنﻘﻞ اﻟجوي ﻟﻠ�ضﺎﺌﻊ ،اﻟخدﻤﺎت اﻟجو�ﺔ ﻟﻠنﻘﻞ،
اﻟخدﻤﺎت اﻟجو�ﺔ ﻟﻠﻔﻼﺤﺔ ،اﻟنﻘﻞ اﻟ�حري ﻟﻠمسﺎﻓر�ن ،اﻟنﻘﻞ اﻟ�حري ﻟﻠ�ضﺎﺌﻊ ،اﻟمﻼﺤﺔ اﻟسﺎﺤﻠ�ﺔ ،اﻟنﻘﻞ
40
ﻣﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻟﺚ
اﻟ�حري اﻟحضري ،ﺸحن وﺘﻔر�ﻎ اﻟ�ضﺎﺌﻊ ،ﺘسییر اﻟﻬ�ﺎﻛﻞ اﻟﻘﺎﻋد�ﺔ ﻟﻠنﻘﻞ اﻟ�حري ،ﻤؤﺴسﺔ ﺨدﻤﺎت اﻟمواﻨﺊ،
ﺨدﻤﺎت اﻟمطﺎرات ،و�یﻞ اﻟسﻔینﺔ ،و�یﻞ اﻟحموﻟﺔ ،اﻟسمسﺎر اﻟ�حري ،اﺴتﻐﻼل ﺨدﻤﺎت اﻟطیران اﻟخف�ف،
اﻻﺴتئجﺎر واﻟتﺄﺠیر اﻟجوي.
وﻫكذا ﻓﺈن ﺤر�ﺔ اﻟتجﺎرة واﻻﺴتثمﺎر واﻟمﻘﺎوﻟﺔ ﻀرور�ﺔ وﻫﺎﻤﺔ ﻟﻠتنم�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ،واﺤتراﻤﻬﺎ ﺘكر�س
ﻟﻠدﺴتور ،ﻏیر أن اﻋت�ﺎرات �ثیرة ﺘﻔرض ﺘدﺨﻞ اﻟدوﻟﺔ ﻟض�ط وﺘﻘیید ﻫذﻩ اﻟحر�ﺔ ،ﻤمﺎ �جﻌﻞ ﻫذا اﻟمبدأ
اﻟدﺴتوري ﻋرﻀﺔ ﻟﻠخرق ﻤن طرف اﻟدوﻟﺔ.
و�ذا �ﺎن ﻫذا اﻟشرط �ﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟمستثمر اﻷﺠنبﻲ اﻻﺴتثمﺎر ﻓﻲ ﺸر�ﺔ ﻤسﺎﻫمﺔ ،و�ﻠﻐﻲ اﻷﺸكﺎل
اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ اﻷﺨرى اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻟتجﺎري� ،ﺎﻟمؤﺴسﺔ ذات اﻟشخص اﻟوﺤید وذات اﻟمسؤوﻟ�ﺔ اﻟمحدودة،
وﻓﻲ ﻫذا ﺨرق واﻀﺢ ﻟمبدأ اﻟمسﺎواة ﺒین اﻟمستثمر�ن اﻟوطنیین واﻷﺠﺎﻨب ،إﻻ أﻨﻪ ﺨرق ﺘمﻠ�ﻪ ﻀرورة ﺤمﺎ�ﺔ
اﻻﻗتصﺎد اﻟوطنﻲ ،اﻟذي �ﻌتبر ﺤﻘﺎ ﻤن ﺤﻘوق اﻟدوﻟﺔ.
وﻟذﻟك ﻓمتﻰ �ﺎن ﻤبدأ ﺤر�ﺔ اﻟتجﺎرة واﻻﺴتثمﺎر واﻟمﻘﺎوﻟﺔ �شكﻞ ﻀر ار ﻋﻠﻰ اﻟمصﻠحﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ،
أوﺠب اﻟدﺴتور ،وﻫو ﻨﻔسﻪ اﻟذي �رس ﻫذا اﻟمبدأ ،أن ﺘتدﺨﻞ اﻟدوﻟﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻨون.
ﻓﺄﻤﺎ اﻟمﻠك�ﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻬﻲ ﻤﻠك ﻟﻠمجموﻋﺔ اﻟوطن�ﺔ وﻓﻘﺎ ﻟنص اﻟمﺎدة 20ﻤن اﻟدﺴتور ،وﺘشمﻞ "�ﺎطن
اﻷرض ،واﻟمنﺎﺠم ،واﻟمﻘﺎﻟﻊ ،واﻟموارد اﻟطب�ع�ﺔ ﻟﻠطﺎﻗﺔ ،واﻟثروات اﻟمﻌدﻨ�ﺔ اﻟطب�ع�ﺔ واﻟح�ﺔ ،ﻓﻲ ﻤختﻠﻒ
ﻤنﺎطق اﻷﻤﻼك اﻟوطن�ﺔ اﻟ�حر�ﺔ ،واﻟم�ﺎﻩ واﻟﻐﺎ�ﺎت� ،مﺎ ﺘشمﻞ اﻟنﻘﻞ �ﺎﻟسكك اﻟحدﯿد�ﺔ ،واﻟنﻘﻞ اﻟ�حري
واﻟجوي ،واﻟبر�د واﻟمواﺼﻼت اﻟسﻠك�ﺔ واﻟﻼﺴﻠك�ﺔ ،وأﻤﻼﻛﺎ أﺨرى ﻤحددة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون"
وﺘتكون اﻷﻤﻼك اﻟوطن�ﺔ ﻤن اﻷﻤﻼك اﻟﻌموﻤ�ﺔ واﻟخﺎﺼﺔ اﻟتﻲ ﺘمﻠكﻬﺎ �ﻞ ﻤن اﻟدوﻟﺔ واﻟوﻻ�ﺔ
واﻟبﻠد�ﺔ ،وﻓﻲ ﻫذا "ﺘكر�س ﻟﻠنظر�ﺔ اﻟتﻘﻠید�ﺔ اﻟمبن�ﺔ ﻋﻠﻰ اﻟتﻔرﻗﺔ ﺒین اﻷﻤﻼك اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻟتﻲ ﺘﻬدف إﻟﻰ
ﺘحﻘیق اﻟمنﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ واﻷﻤﻼك اﻟخﺎﺼﺔ اﻟتﻲ ﺘمتﻠكﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ واﻟجمﺎﻋﺎت اﻟمحﻠ�ﺔ ﻟتحﻘیق أﻏراض اﻤتﻼﻛ�ﺔ
�حتﺔ ،و�ﺎﻟتﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟمﻠكیتین ﻻ ﺘتمتﻌﺎن ﺒنﻔس اﻟحمﺎ�ﺔ وﻻ ﺒنﻔس اﻟنظﺎم اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ " ).(1
و�تمیز اﻟنظﺎم اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ اﻟذي �حكم اﻷﻤﻼك اﻟﻌموﻤ�ﺔ �خصﺎﺌص وﺴمﺎت ﺘﻬدف ﻓﻲ اﻟمﻘﺎم اﻷول
إﻟﻰ اﻟمحﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷﻤوال ود�موﻤﺔ ﺘخص�صﻬﺎ ﻟﻠنﻔﻊ اﻟﻌﺎم ،وﻟذﻟك ﻻ �جوز اﻟتصرف ﻓیﻬﺎ أو ﺘمﻠكﻬﺎ
�ﺎﻟتﻘﺎدم أو اﻟحجز ﻋﻠیﻬﺎ و��ﻌﻬﺎ �ﺎﻟمزاد اﻟﻌﻠنﻲ ﻷﻨﻬﺎ ﻤﻠك ﻟﻠمجموﻋﺔ اﻟوطن�ﺔ وﻋﻠ�ﻪ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﻟ�ست ﻤﻠكﺎ ﻟﻠدوﻟﺔ
وﻻ �حق ﻟﻬﺎ اﻟتصرف ﻓیﻬﺎ ،و�مﺎ أن اﻟمجموﻋﺔ اﻟوطن�ﺔ ﻟ�ست ﺸخصﺎ ﻗﺎﻨوﻨ�ﺎ ﻓﺈن اﻟدوﻟﺔ ﻫﻲ اﻟتﻲ
ﺘمثﻠﻪ،ﻏیر أن اﻟدوﻟﺔ ﻻ �مكنﻬﺎ اﻟتصرف ﻓیﻬﺎ ﺒرﻓﻊ اﻟتخص�ص ﻋنﻬﺎ ) ،(2ﻓﻲ ﺤین أﻨﻬﺎ ﺘمﻠك ﺤق اﻟتصرف
ﻓﻲ أﻤﻼﻛﻬﺎ اﻟخﺎﺼﺔ ف�مكنﻬﺎ أن ﺘستﺄﺜر ﺒتسییرﻫﺎ واﺴتﻐﻼﻟﻬﺎ �مﺎ �مكنﻬﺎ أن ﺘﻔوض اﻟﻘطﺎع اﻟخﺎص ﻟﻠق�ﺎم
ﺒذﻟك أو أن ﺘشترك ﻤﻌﻪ ﻓﻲ ذﻟك ،و�مكنﻬﺎ أ�ضﺎ اﻟتنﺎزل ﻋنﻬﺎ ﺠزﺌ�ﺎ أو �ﻠ�ﺎ ﻋن طر�ق اﻟخوﺼصﺔ.
وأﻤﺎ اﻟمﻠك�ﺔ اﻟخﺎﺼﺔ ﻓﻬﻲ ﻤجموع اﻷﻤوال اﻟممﻠو�ﺔ ﻟﻸﺸخﺎص اﻟخﺎﺼﺔ ﻓﻬذﻩ اﻷﺨیرة ﻟﻬﺎ ﻤطﻠق
اﻟتصرف ﻓیﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻨون .و�مكن ﻟﻠدوﻟﺔ أن ﺘﻔرض ﻗیودا ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟمﻠك�ﺔ ﻤن ﺨﻼل طرق ﻤختﻠﻔﺔ ﻤثﻞ
اﻟشﻔﻌﺔ ،وﻨزع اﻟمﻠك�ﺔ ﻟﻠمنﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ� ،مﺎ �مكنﻬﺎ أن ﺘنزﻋﻬﺎ أو ﺘسخرﻫﺎ ﺘحق�ﻘﺎ ﻟﻠمنﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
)(1
-اﻟنوﻋﻲ أﺤمد ،اﻟنظﺎم اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻟﻸﻤﻼك اﻟوطن�ﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﻓﻲ اﻟتشر�ﻊ اﻟجزاﺌري ،أطروﺤﺔ ﻟنیﻞ ﺸﻬﺎدة اﻟد�توراﻩ ﻋﻠوم ﻓﻲ
اﻟحﻘوق ،ﺘخصص ﻗﺎﻨون ﻋﻘﺎري� ،ﻠ�ﺔ اﻟحﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟس�ﺎﺴ�ﺔ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﷴ ﺨ�ضر� ،سكرة ،اﻟسنﺔ اﻟجﺎﻤع�ﺔ
،2018/2017ص .90
)(2
-اﻟنوﻋﻲ أﺤمد ،اﻟمرﺠﻊ اﻟسﺎﺒق ،ص .91
42
ﻣﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻟﺚ
وﻻ �جب اﻟخﻠط ﺒین اﻟمﻠك�ﺔ اﻟخﺎﺼﺔ واﻟخوﺼصﺔ ،ﻓﻬذﻩ اﻷﺨیرة أي اﻟخوﺼصﺔ �ﻌرﻓﻬﺎ اﻷﻤر رﻗم
04-01اﻟمؤرخ ﻓﻲ 20ﻏشت 2001اﻟمتﻌﻠق ﺒتنظ�م اﻟمؤﺴسﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ وﺘسییرﻫﺎ
وﺨوﺼصتﻬﺎ �ﺄﻨﻬﺎ "ﻛﻞ ﺼﻔﻘﺔ ﺘتجسد ﻓﻲ ﻨﻘﻞ اﻟمﻠك�ﺔ إﻟﻰ أﺸخﺎص طب�ﻌیین أو ﻤﻌنو�ین ﺨﺎﻀﻌین ﻟﻠﻘﺎﻨون
اﻟخﺎص ،ﻤن ﻏیر اﻟمؤﺴسﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ،وﺘشمﻞ ﻫذﻩ اﻟمﻠك�ﺔ :
-ﻛﻞ رأﺴمﺎل اﻟمؤﺴسﺔ أو ﺠزء ﻤنﻪ ﺘحوزﻩ اﻟدوﻟﺔ ﻤ�ﺎﺸرة أو ﻏیر ﻤ�ﺎﺸرة و/أو اﻷﺸخﺎص اﻟمﻌنو�ون
اﻟخﺎﻀﻌون ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم وذﻟك ﻋن طر�ق اﻟتنﺎزل ﻋن أﺴﻬم أو ﺤصص اﺠتمﺎع�ﺔ أو اﻻﻛتتﺎب ﻟﻠز�ﺎدة ﻓﻲ
رأس اﻟمﺎل.
-اﻷﺼول اﻟتﻲ ﺘشكﻞ وﺤدة اﺴتﻐﻼل ﻤستﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟمؤﺴسﺎت اﻟتﺎ�ﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ" )م 13ﻤن ﻫذا اﻷﻤر(.
وأﻤﺎ اﻟﻘطﺎع اﻟخﺎص ﻓﻬو ﯿتمثﻞ ﻓﻲ " ﺠزء ﻤن اﻻﻗتصﺎد اﻟوطنﻲ اﻟذي ﺘدﯿرﻩ أو ﺘمﻠكﻪ ﺸر�ﺎت
اﻷﺸخﺎص ،ﺸر�ﺎت اﻷﻤوال و اﻷﻓراد" ).(1
و�ﻌرف أ�ضﺎ �ﺄﻨﻪ " ﺠزء ﻤن اﻻﻗتصﺎد اﻟوطنﻲ اﻟﻐیر ﺨﺎﻀﻊ ﻟﻠس�طرة اﻟحكوﻤ�ﺔ اﻟم�ﺎﺸرة" ).(2
�ﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن ﻫنﺎك ﻤن �ﻘول أن اﻟﻘطﺎع اﻟخﺎص �شكﻞ ﻋﺎم أﻨﻪ '' :ذﻟك اﻟجزء ﻤن اﻻﻗتصﺎد ﻏیر
اﻟخﺎﻀﻊ ﻟس�طرة اﻟحكوﻤﺔ و�دار وﻓﻘﺎ ﻻﻋت�ﺎرات اﻟر�ح�ﺔ اﻟمﺎﻟ�ﺔ ).(3
وﻫكذا ﻓﺈن اﻟخوﺼصﺔ أو اﻟخصخصﺔ ﺘتمثﻞ ﻓﻲ ﻨﻘﻞ اﻟمﻠك�ﺔ ﺠزﺌ�ﺎ أو �ﻠ�ﺎ ﻤن اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم إﻟﻰ
اﻟﻘطﺎع اﻟخﺎص ،و�ﻌد أن ﺘتم ﻋمﻠ�ﺔ اﻟخوﺼصﺔ �ص�ﺢ اﻟمﺎل ،ﻤحﻞ اﻟخوﺼصﺔ ،ﻤﻠكﺎ ﺨﺎﺼﺎ وﺠزءا ﻻ
ﯿتج أز ﻤن اﻟﻘطﺎع اﻟخﺎص.
ــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
-ﻤسﻌود ﺴم�ﺢ ،اﻟموﺴوﻋﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ،ﺸر�ﺔ اﻟمطبوﻋﺎت ﻟﻠتوز�ﻊ و اﻟنشر ،ﺒیروت ،1997 :ص .126
)(2
-ﻤسﻌود ﺴم�ﺢ ،اﻟمرﺠﻊ اﻟسﺎﺒق،ص .204
)(3
-ﻋبـد اﻟـرزاق ﻤـوﻻي ﻟخضـر " ،اﻟﻌواﻤـﻞ اﻟمحـددة ﻟنمـو اﻟﻘطـﺎع اﻟخـﺎص �ﺎﻟـدول اﻟنﺎﻤیـﺔ – د ارﺴـﺔ ﺤﺎﻟـﺔ اﻟج ازﺌـر– " ﻤجﻠـﺔ
43
ﻣﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻟﺚ
وﻟﻘد �رس اﻟدﺴتور اﻟجزاﺌري ﻫذا اﻟمبدأ ﻓﻲ أر�ﻌﺔ أﻤور أﺴﺎﺴ�ﺔ ﻫﻲ :اﻟمسﺎواة أﻤﺎم اﻟﻘﺎﻨون
واﻟمسﺎواة أﻤﺎم اﻟﻘضﺎء واﻟمسﺎواة ﻓﻲ اﻟحﻘوق واﻟواﺠ�ﺎت ﺜم اﻟمسﺎواة ﻓﻲ ﺘﻘﻠد وظﺎﺌﻒ اﻟدوﻟﺔ.
و�تجسد ﻤبدأ اﻟمسﺎواة اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﻓﻲ اﻟﻌدﯿد ﻤن اﻟمجﺎﻻت ﻤنﻬﺎ اﻟمسﺎواة أﻤﺎم اﻷع�ﺎء اﻟضر�ب�ﺔ
واﻟمسﺎواة ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻤﻠﺔ اﻟمترﺸحین ﻓﻲ اﻟصﻔﻘﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ،وﻏیرﻫﺎ .ﻏیر أن اﻟواﻗﻊ ﯿؤ�د أن ﺘطبیق ﻤبدأ اﻟمسﺎواة
ﻟ�س ﻤطﻠﻘﺎ إذ ﺘﻘﻊ ﻋﻠ�ﻪ ﺤدود و�تجﻠﻰ ذﻟك ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ اﻟمراﻛز اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ ﺤیث أﻨﻪ ﺘوﺠد ﻓوارق ﺒین اﻷﺸخﺎص
ﻤن اﻟنﺎﺤ�ﺔ اﻟطب�ع�ﺔ واﻻﺠتمﺎع�ﺔ واﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﯿتحتم اﻷﺨذ ﺒﻬﺎ واﻟتﻌﺎﻤﻞ ﻤﻌﻬﺎ �صور ﻤختﻠﻔﺔ وﻓﻲ ﻫذا
اﻹطﺎر اﻋتبر اﻟمجﻠس اﻟدﺴتوري أن ﻤبدأ ﻤسﺎواة اﻟمواطنین أﻤﺎم اﻟﻘﺎﻨون �ﻘتضﻲ ﻤن اﻟمشرع إﺨضﺎع
اﻟمواطنین اﻟمتواﺠدﯿن ﻓﻲ أوﻀﺎع ﻤمﺎﺜﻠﺔ ﻟﻘواﻋد ﻤمﺎﺜﻠﺔ ،و�ﺨضﺎﻋﻬم ﻟﻘواﻋد ﻤختﻠﻔﺔ �ﻠمﺎ ﺘواﺠدوا ﻓﻲ
أوﻀﺎع ﻤختﻠﻔﺔ.
وﻫكذا �جوز ﻓﻲ �ﻌض اﻷﺤ�ﺎن ﺨرق ﻤبدأ اﻟمسﺎواة ﺘحق�ﻘﺎ ﻟﻠمصﻠحﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ،وﻓﻲ ﻫذا اﻟصدد ﻨورد
�ﻌض اﻷﻤثﻠﺔ ﻤنﻬﺎ ﻤﺎ ورد ﻓﻲ ﻨص اﻟمﺎدة 12ﻤن اﻟمرﺴوم اﻟرﺌﺎﺴﻲ 247-15اﻟمتﻌﻠق �ﺎﻟصﻔﻘﺎت
اﻟﻌموﻤ�ﺔ وﺘﻔو�ضﺎت اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻤﺎ ﯿتﻌﻠق �حﺎﻟﺔ اﻻﺴتﻌجﺎل اﻟمﻠﺢ،و�ذﻟك ﻤﺎ ورد ﻓﻲ ﻨص اﻟمﺎدة 83
ﻤن ﻨﻔس اﻟمرﺴوم ﻓﻲ ﻤﺎ ﯿتﻌﻠق ﺒﻬﺎﻤش اﻷﻓضﻠ�ﺔ %25ﻟﻠمنتجﺎت ذات اﻟمنشﺄ اﻟجزاﺌري و/أو ﻟﻠمؤﺴسﺎت
اﻟخﺎﻀﻌﺔ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟجزاﺌري ،اﻟتﻲ �حوز أﻏﻠب�ﺔ رأﺴمﺎﻟﻬﺎ ﺠزاﺌر�ون ﻤق�مون وذﻟك ﺒﻬدف ﺘرق�ﺔ اﻻﻨتﺎج
اﻟوطنﻲ واﻷداة اﻟوطن�ﺔ ﻟﻺﻨتﺎج ،و�ذﻟك ﻤﺎ ورد ﻓﻲ ﻨص اﻟمﺎدﺘین 86و 87ﻤن ﻨﻔس اﻟمرﺴوم ﯿتﻌﻠق
ﺒتخص�ص اﻟخدﻤﺎت اﻟمرﺘ�طﺔ �ﺎﻟنشﺎطﺎت اﻟحرف�ﺔ واﻟﻔن�ﺔ ﻟﻠحرﻓیین و�ذا إﻋطﺎء اﻷﻓضﻠ�ﺔ ﻟﻠمؤﺴسﺎت
اﻟمصﻐرة وﻏیرﻫﺎ ﻤن اﻻﺴتثنﺎءات اﻟواردة ﻓﻲ ﻗﺎﻨون اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ.
44
ﻣﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻟﺚ
�ﻌتبر اﻟض�ط اﻻﻗتصﺎدي ﺠزءا ﻻ ﯿتج أز ﻤن اﻟض�ط اﻹداري ،وﻻ �ﺄس ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟمحﺎﻀرة أن ﻨذ�ر
�ﺄﻫم اﻟمسﺎﺌﻞ اﻟمرﺘ�طﺔ �ﺎﻟض�ط اﻹداري ﺜم ﻨنتﻘﻞ إﻟﻰ اﻟض�ط اﻻﻗتصﺎدي,
ﻟﻘد اﺨتﻠﻔت اﻟتﻌر�ﻔﺎت اﻟمتﻌﻠﻘﺔ �ﺎﻟض�ط اﻹداري ﺘ�ﻌﺎ ﻟﻠزوا�ﺎ أو اﻟمﻌﺎﯿیر اﻟمﻌتمدة اﻟتﻲ اﺴتندت
ﻋﻠیﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟتﻌﺎر�ف ،ﻏیر أن اﻟﻔﻘﻪ اﻋتمد ﻋﻠﻰ ﻤع�ﺎر�ن اﺜنین ﻟتﻌر�ف اﻟض�ط وﻫمﺎ اﻟمع�ﺎر اﻟﻌضوي
واﻟمع�ﺎر اﻟموﻀوﻋﻲ.ﻓﺎﺴتنﺎدا ﻋﻠﻰ اﻟمع�ﺎر اﻟﻌضوي� ،مكن ﺘﻌر�ف اﻟض�ط اﻹداري �ﺄﻨﻪ ﻤجموع اﻷﺠﻬزة
واﻟﻬیئﺎت اﻟتﻲ ﺘتوﻟﻰ اﻟق�ﺎم �ﺎﻟتصرﻓﺎت واﻹﺠراءات اﻟﻬﺎدﻓﺔ إﻟﻰ اﻟمحﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟنظﺎم اﻟﻌﺎم ) ،(1ﻓنﻼﺤظ
إذا أن ﻫذا اﻟمع�ﺎر ﻫو ﻤع�ﺎر ﺸكﻠﻲ .
وأﻤﺎ اﻟمع�ﺎر اﻟموﻀوﻋﻲ ف�ﻘتضﻲ اﻟنظر إﻟﻰ ﻤوﻀوع اﻟتصرف ،وﺘ�ﻌﺎ ﻟذﻟك ف�مكن ﺘﻌر�ف اﻟض�ط
اﻹداري �ﺄﻨﻪ ﻤجموﻋﺔ اﻹﺠراءات واﻟتداﺒیر اﻟتﻲ ﺘﻘوم ﺒﻬﺎ اﻟﻬیئﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ ﺤﻔﺎظﺎ ﻋﻠﻰ اﻟنظﺎم اﻟﻌﺎم ،ﻓنﻼﺤظ
ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟحﺎﻟﺔ أن ﻫذا اﻟمع�ﺎر �ستند ﻋﻠﻰ اﻟوظ�ﻔﺔ أو اﻟنشﺎط اﻟذي ﺘﻘوم �ﻪ اﻟسﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ� ،غ�ﺔ
اﻟمحﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟنظﺎم اﻟﻌﺎم.
وﻫكذا �مكن اﻟجمﻊ ﺒین اﻟمع�ﺎر�ن ﻟتﻌر�ف اﻟض�ط اﻹداري :ﻤع�ﺎر ﯿنظر إﻟﻰ اﻟجﻬﺔ اﻟتﻲ �صدر
ﻋنﻬﺎ اﻟتصرف أو اﻹﺠراء ،وﻤع�ﺎر �ﺄﺨذ �ﻌین اﻻﻋت�ﺎر اﻷﻨشطﺔ اﻟصﺎدرة ﻋن اﻹدارة أو اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم
ﺒﻬدف اﻟمحﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟنظﺎم اﻟﻌﺎم ،ف�ص�ﺢ ﺒذﻟك اﻟض�ط وظ�ﻔﺔ وﻗﺎﺌ�ﺔ ﻤن وظﺎﺌﻒ اﻟدوﻟﺔ ﻫدﻓﻬﺎ اﻟمحﺎﻓظﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟنظﺎم اﻟﻌﺎم �كﻞ ﻋنﺎﺼرﻩ ،وﻓﻲ ﻨﻔس اﻟوﻗت ﻓﻬو ﺤق ﻟﻺدارة ﻓﻲ أن ﺘﻔرض ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد ﻗیودا ﺘحد
ﺒﻬﺎ ﻤن ﺤر�ﺎﺘﻬم �ﻘصد ﺤمﺎ�ﺔ ﻫذا اﻟنظﺎم).(2
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
-ﻋمﺎر ﺒوﻀ�ﺎف"،اﻟوﺠیز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻹداري" ،ﺠسور ﻟﻠنشر واﻟتوز�ﻊ ،اﻟجزاﺌر،2007 ،ص .368
)(2
ﺴﻠ�مﺎن ﷴ اﻟطمﺎوي" ،اﻟوﺠیز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻹداري"،دار اﻟﻔكر اﻟﻌر�ﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،1994 ،ص .598
45
ﻣﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻟﺚ
وﻻﺸك أن اﻟحدﯿث ﻋن اﻟض�ط اﻹداري ﻋموﻤﺎ �جرﻨﺎ إﻟﻰ اﻟحدﯿث ﻋن اﻟنظﺎم اﻟﻌﺎم ذﻟك أن ﻫذا
اﻷﺨیر �ﻌتبر ﻏﺎ�ﺔ اﻟض�ط اﻹداري وﻫدﻓﻪ اﻷﺴﺎﺴﻲ .و�ذا �ﺎﻨت ﻓكرة اﻟنظﺎم اﻟﻌﺎم ﻓكرة ﻨسب�ﺔ ﻓﻲ اﻟزﻤﺎن
واﻟمكﺎن ﻷﻨﻬﺎ ﺘختﻠﻒ وﺘﻐیر ﻤن زﻤﺎن ﻵﺨر وﻤن ﻤكﺎن ﻵﺨر ﻓﺈن ﻤجﺎﻟﻬﺎ واﺴﻊ ﺠدا �حث أن ﻟﻬﺎ ﻤظﺎﻫر
)(1
�مكن اﺴتخﻼﺼﻬﺎ ﻤن اﻟنظﺎم اﻟﻌﺎم وأوﺠﻪ �ثیرة وﻤتنوﻋﺔ ﺘمس ﻗطﺎﻋﺎت ﻤختﻠﻔﺔ وﻻ ﻏنﻰ ﻟﻸﻓراد ﻋنﻬﺎ
ﺘتمثﻞ إﺠمﺎﻻ ﻓﻲ ﻤﺎ ﯿﻠﻲ:
و�ﻘصد �ﻪ اﺴتت�ﺎب اﻷﻤن واﻟنظﺎم داﺨﻞ اﻟمجتمﻊ �شكﻞ ﯿوﻓر اﻟطمﺄﻨینﺔ ﻟدى أﻓراد ﻫذا اﻟمجتمﻊ
ف�ع�شون آﻤنین ﻋﻠﻰ أﻨﻔسﻬم وأﻫﻠیﻬم وأﻤواﻟﻬم ﻤن �ﻞ ﺨطر �شري أو ﻤﺎدي،وﻟذﻟك ﯿتوﺠب ﻋﻠﻰ اﻟسﻠطﺔ
اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻀمﺎن اﻷﻤن اﻟﻌﺎم ﻓﻲ �ﻞ اﻟظروف ﺒتوﻓیر �ﺎﻓﺔ اﻹﻤكﺎﻨ�ﺎت واﻋتمﺎد �ﻞ اﻟتداﺒیر اﻟكﻔیﻠﺔ ﺒتحﻘیق
ذﻟك.
وﺘتمثﻞ أﻫم ﺘجﻠ�ﺎﺘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻬدوء ودرء �ﻞ ﻤﺎ ﻤن ﺸﺄﻨﻪ ﺘﻌكیر ﺼﻔو ﻫذا اﻟﻬدوء وﻫذﻩ اﻟسكینﺔ ﻤن
ﻀوﻀﺎء أو ﻓوﻀﻰ وﻤنﻊ اﺴتﻌمﺎل اﻟوﺴﺎﺌﻞ اﻟمﻘﻠﻘﺔ ﻟﻠراﺤﺔ ﻤثﻞ ﻤنﻊ اﻟضج�ﺞ ﻓﻲ اﻟنﻬﺎر أو اﻟﻠیﻞ .و�صﻔﺔ
ﻋﺎﻤﺔ �مكن اﻟﻘول أن اﻟسكینﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﺘتوﻓر ﻋﻠﻰ ﻤدﻟوﻟین أﺤجﻬمﺎ ﻤﺎدي و�نصرف إﻟﻰ ﻤنﻊ ﻤظﺎﻫر
اﻹزﻋﺎج ﻓﻲ اﻟشﺎرع اﻟﻌﺎم ﻤن ﺨﻼل ﻤحﺎر�ﺔ �ﻞ أﺴ�ﺎب اﻟضوﻀﺎء ،واﻷﺨر ﻤﻌنوي ﯿنصرف ﻏﻠﻰ ﻋدم
رؤ�ﺔ ﻤظﺎﻫر اﻹزﻋﺎج ﻓﻲ ﻫذا اﻟشﺎرع ﺴواء �ﺎﻟﻠیﻞ أو �ﺎﻟنﻬﺎر.
ﻻﺸك أن اﻟمحﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟصحﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﺘﻌتبر ﻤن أﻫم اﻷع�ﺎء اﻟتﻲ ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟسﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ
ﺨﺎﺼﺔ ﻤﻊ اﻟتزاﯿد اﻟمضطرد ﻟﻌدد اﻟسكﺎن وﻀخﺎﻤﺔ ﺤجم اﻟمدن و�ثرة وﺘنوع اﻟمخﺎطر اﻟصح�ﺔ واﻟبیئ�ﺔ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
-ﻋمﺎر ﺒوﻀ�ﺎف ،اﻟمرﺠﻊ اﻟسﺎﺒق، ،ص .373
46
ﻣﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻟﺚ
وﻫكذا �ﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘق اﻟدوﻟﺔ اﺘخﺎذ �ﻞ اﻹﺠراءات اﻟﻼزﻤﺔ �ﻐرض وﻗﺎ�ﺔ ﺼحﺔ اﻷﻓراد وذﻟك ��ﻔمﺎ
ﻛﺎن ﻤصدر اﻟخطر أو اﻟمرض واﺘخﺎذ �ﻞ اﻟتداﺒیر ﻟﻠمحﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟصحﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ �ﺎﻟﻘضﺎء ﻋﻠﻰ �ﻞ
اﻟممﺎرﺴﺎت اﻟضﺎرة �ﺎﻟصحﺔ وﺘوﻓیر اﻟدواء واﻟتﻠق�ﺢ واﻟتطبیب اﻟﻼزم .وﺘزداد أﻫم�ﺔ دور اﻟدوﻟﺔ �ﻠمﺎ ظﻬرت
اﻷو�ئﺔ واﻷﻤراض وﻻ أدل ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻤن ظﻬور ﺠﺎﺌحﺔ �وﻓید 19وﻤطﺎﻟ�ﺔ اﻟشﻌوب ﺤكوﻤﺎت دوﻟﻬﺎ ﺒتوﻓیر
اﻟدواء أو اﻟﻠﻘﺎح.
ﻟﻘد أرﯿنﺎ ﺴﺎ�ﻘﺎ أن اﻟض�ط ﻫو ﺼ�ﻐﺔ ﻤن ﺼ�ﻎ ﺘدﺨﻞ اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠحﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟنظﺎم اﻟﻌﺎم وﻟذﻟك ﻓﺈن
اﻟض�ط اﻻﻗتصﺎدي ﻤﺎ ﻫو إﻻ وﺠﻪ ﻤن أوﺠﻪ ﻫذا اﻟتدﺨﻞ وﻟكن ﻓﻲ ﺠﺎﻨ�ﻪ اﻻﻗتصﺎدي أي ﻟﻠحﻔﺎظ ﻋﻠﻰ
اﻟنظﺎم اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي .واﻟواﻗﻊ أن ﻤختﻠﻒ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ اﻟتﻲ ﺘض�ط اﻟنشﺎط اﻻﻗتصﺎدي ﺘشكﻞ أﺴﺎﺴﺎ
ﻟﻘﺎﻨون ﻫدﻓﻪ ﻀ�ط اﻻﻗتصﺎد �سمﻰ ﻗﺎﻨون اﻟض�ط اﻻﻗتصﺎدي وﻫو ﻗﺎﻨون ﺒدأ �ظﻬر ،ﻓﻲ ﻗسمﻪ اﻷﻛبر،
ﻋﻠﻰ أﻨﻘﺎض اﻟتنظ�م اﻻﻗتصﺎدي اﻟﻘﺎﺌم ﻋﻠﻰ اﺤتكﺎر اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠمراﻓق اﻟﻌموﻤ�ﺔ ،وﻓﻲ ظﻞ اﻟﻌوﻟمﺔ ).(1
--------------------
)(1
Marie-Anne Frison-Roche,. « Définition du droit de la régulation économique », Recueil Dalloz,
2004, n°2, p 126.
47
ﻣﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻟﺚ
وﻟﻘد ﺘم ﻻﺤﻘﺎ إﻨشﺎء ﻫیئﺎت ﻤشﺎﺒﻬﺔ ﻤن طرف اﻟكوﻨﻐرس ﻤثﻞ ﻟجنﺔ اﻟتجﺎرة اﻟﻔدراﻟ�ﺔ ﺴنﺔ 1914
وﻟجنﺔ اﻻﺘصﺎﻻت اﻟﻔدراﻟ�ﺔ ﺴنﺔ 1934اﻟتﻲ ﻟﻌبت وﻻ ﺘزال ﺘﻠﻌب دو ار ﻤﻬمﺎ ﻓﻲ ﻀ�ط اﻻﺘصﺎﻻت
وﻤضﺎﻤین اﻟبراﻤﺞ اﻹذاع�ﺔ واﻟتﻠﻔز�وﻨ�ﺔ واﻷﻨترﻨت.
وأﻤﺎ ﻓﻲ �ندا ،ﻓﺈن ﺘطور اﻟسكك اﻟحدﯿد�ﺔ دﻓﻊ �ﺎﻟمشرع ﺴنﺔ 1851إﻟﻰ اﺴتحداث ﻫیئﺎت إدار�ﺔ
ﻤستﻘﻠﺔ وﻤن ذﻟك ﻤثﻼ أن ﻗﺎﻨون اﻟسكك اﻟحدﯿد�ﺔ ﻨص آﻨذاك ﻋﻠﻰ إﻨشﺎء "ﻤكتب ﻤحﺎﻓظﻲ اﻟسكك اﻟحدﯿد�ﺔ"
ﻏیر أن اﻟسؤال اﻟذي طرح ﻨﻔسﻪ آﻨذاك ﺘمثﻞ ﻓﻲ ﻤﺎ )(Board of Ralluray Committee of the Privy Council
إذا �ﺎن ﻤن اﻟﻼﺌق ﺘحو�ﻞ ﺴﻠطﺎت �مﺎرﺴﻬﺎ اﻟوزراء إﻟﻰ ﻫیئﺔ ﻤستﻘﻠﺔ ،وﻟذﻟك ﺜﺎر ﻨﻘﺎش اﺴتمر إﻟﻰ ﻏﺎ�ﺔ
(Board of ﺼدور ﻗﺎﻨون اﻟسكك اﻟحدﯿد�ﺔ ﻟسنﺔ 1903اﻟذي أﻨشﺄ "ﻤكتب ﻤحﺎﻓظﻲ اﻟسكك اﻟحدﯿد�ﺔ"
اﻟذي ﻤثﻞ ﻻﺤﻘﺎ ﻨموذﺠﺎ ﻟ�ﺎﻗﻲ اﻟﻬیئﺎت ،ﺜم ﺘم إﻨشﺎء ﻫیئﺎت أﺨرى ﻤثﻞ ﻤجﻠس )Railway Commissioners
اﻟﻘمﺢ اﻟكندي ،Canadian Wheat Board,ﻤجﻠس ﻤراق�ﺔ اﻷﻏذ�ﺔ Food Control Board ،وﻏیرﻫمﺎ.
و�ذا �ﺎﻨت �ﻌض اﻟدول اﻷورو��ﺔ ﻤثﻞ اﻟدول اﻻﺴكندﯿنﺎف�ﺔ ﺘرﺠﻊ ظﻬور ﻫذﻩ اﻟﻬیئﺎت ﻓیﻬﺎ إﻟﻰ
اﻟﻘرن 19ﻓﺈن ظﻬورﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻌدﯿد ﻤن اﻟدول اﻷورو��ﺔ �ﺎن ﻋﻠﻰ ﻤرﺤﻠتین :اﻷوﻟﻰ ﺨﻼل ﺴنوات اﻟس�ﻌینﺎت
واﻟثﺎﻨ�ﺔ ﺨﻼل ﺴنوات اﻟثمﺎﻨینﺎت.
واﻟمﻼﺤظ أن ﻫذﻩ اﻟﻬیئﺎت ﻗد اﺘخذت ﺘسم�ﺎت ﻤختﻠﻔﺔ ﻤثﻞ " :و�ﺎﻻت" ﻓﻲ اﻟوﻻ�ﺎت اﻟمتحدة
اﻷﻤر�ك�ﺔ" ،ﻟجنﺔ،ﻤكتب،ﻤجﻠس أو و�ﺎﻟﺔ" ﻓﻲ �ندا ،ﻓﻲ دول أورو��ﺔ أﺨرى اﺴتﻌمﻞ ﻤصطﻠﺢ "ﻟجنﺔ أو
ﻤجﻠس" ،وأﻤﺎ ﻓﻲ ﺒر�طﺎﻨ�ﺎ ﻓﻠﻘد وﺠدت ﻫیئﺎت ﻤختﻠﻔﺔ ﺘندرج ﺘحت اﺴم "ﻤنظمﺎت ﻏیر ﺤكوﻤ�ﺔ ﺸ�ﻪ ﻤستﻘﻠﺔ"
ر ب» « quangos
)» (« quasi autonomous non-governmental organisationsو اﻟتﻲ ﺘﻌرف اﺨتصﺎ ا
"اﻟﻬیئﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻏیر اﻹدار�ﺔ" » « non departmental public bodiesواﻟتﻲ ﺘﻌرف اﺨتصﺎ ار ب أو
) ،(NDPBﻏیر أن ﻫذﻩ اﻟﻬیئﺎت ﺘختﻠﻒ ﻤن ﺤیث ﻗواﻨینﻬﺎ ووظﺎﺌﻔﻬﺎ وﺴﻠطﺎﺘﻬﺎ.وﻤن ﻫذﻩ اﻟﻬیئﺎت ﻨذ�ر
"ﻤؤﺴسﺔ اﻟﻔیﻠم اﻟبر�طﺎﻨﻲ" و "ﻫیئﺔ اﻹذاﻋﺔ اﻟبر�طﺎﻨﻲ"
48
ﻣﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻟﺚ
وﻤنذ اﻟثمﺎﻨین�ﺎت ،ﺘحول اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ﺘدر�ج�ﺎً ﻤن اﻹﻨتﺎج اﻟم�ﺎﺸر إﻟﻰ اﻟتنظ�م؛ وﻓﻲ اﻟوﻗت ﻨﻔسﻪ،
ُﻓتحت ﻟﻠمنﺎﻓسﺔ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟتﻲ �ﺎﻨت ﺘتمیز ﻓﻲ اﻟسﺎﺒق �ﺎﻻﺤتكﺎرات اﻟﻌﺎﻤﺔ .و �ﺎن ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ ،ﻟتجنب
ﺘضﺎرب اﻟمصﺎﻟﺢ ،أن ﺘﻌﻬد �ﺎﻟتنظ�م إﻟﻰ ﻫیئﺎت ﻤستﻘﻠﺔ إﻟﻰ ﺤد ﻤﺎ :ﻫیئﺔ ﺘنظ�م اﻻﺘصﺎﻻت )، (ART
اﻟتﻲ ﺘم إﻨشﺎؤﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم ، 1997واﻟتﻲ أﺼ�حت ﻫیئﺔ ﺘنظ�م اﻻﺘصﺎﻻت اﻹﻟكتروﻨ�ﺔ ،واﻟوظﺎﺌﻒ
) (ARCEPﻓﻲ ﻋﺎم ، 2005ﻋند اﻓتتﺎح ﻗطﺎع اﻟبر�د ؛ اﻟﻬیئﺔ اﻟتنظ�م�ﺔ ﻷﻨشطﺔ اﻟسكك اﻟحدﯿد�ﺔ اﻟتﻲ
ﺘم إﻨشﺎؤﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم ، 2009واﻟتﻲ أﺼ�حت اﻟسﻠطﺔ اﻟتنظ�م�ﺔ ﻷﻨشطﺔ اﻟسكك اﻟحدﯿد�ﺔ واﻟطرق
) (ARAFERﻓﻲ ﻋﺎم � ، 2015ﻌد اﻨﻔتﺎح ﻨﻘﻞ اﻟر�ﺎب ﻋﻠﻰ اﻟمنﺎﻓسﺔ ؛ ﻫیئﺔ ﺘنظ�م اﻟطﺎﻗﺔ )، (CRE
اﻟتﻲ أُﻨشئت ﻓﻲ ﻋﺎم 2010ﻋند اﻓتتﺎح ﺴوق اﻟطﺎﻗﺔ ؛ ﻫیئﺔ ﺘنظ�م اﻷﻟﻌﺎب ﻋبر اﻹﻨترﻨت )، (ARJEL
اﻟتﻲ ﺘم إﻨشﺎؤﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم 2010ﻟدﻋم ﺘحر�ر اﻷﻟﻌﺎب ﻋبر اﻹﻨترﻨت.
أ�ضﺎ ﻓﻲ ﺘنظ�م أﺴواق ﻤﻌینﺔ ﻟﻠسﻠﻊ واﻟخدﻤﺎت ﻤثﻞ ﺘﻠك اﻟتﻲ ﺘتﻌﻠق �ﺎﻟمﻬن
وﺘشﺎرك اﻟدوﻟﺔ ً
اﻟمنظمﺔ أو اﻟمﻘننﺔ )ﺘنظ�م اﻷﺴﻌﺎر ،دﺨول اﻟسوق ،إﻟﺦ(.
ﻟمﻬﺎﻤﻬﺎ ،ﻤن اﻟضمﺎﻨﺎت ﻟﻠﻌمﻞ �ﺎﺴتﻘﻼﻟ�ﺔ �ﺎﻤﻠﺔ ،دون أن �كون ﻋمﻠﻬمﺎ ﻗﺎ� ً
ﻼ ﻟﻠتوﺠ�ﻪ أو اﻟرﻗﺎ�ﺔ ،إﻻ ﻤن
ﻗبﻞ اﻟﻘﺎﻀﻲ .وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﺘتمتﻊ �صﻼﺤ�ﺎت واﺴﻌﺔ إﻟﻰ ﺤد ﻤﺎ ،واﻟتﻲ ،ﻓﻲ �ﻌض اﻟحﺎﻻت ،ﺘجمﻊ
ﺒین ﺴﻠطﺔ اﻟتنظ�م ،واﻟتﻔو�ض اﻟﻔردي ،واﻟمراق�ﺔ ،واﻷﻤر اﻟزﺠري ،واﻟﻌﻘو�ﺎت ،وﺤتﻰ اﻟتﻌیین ،وﺘكون
ﺴﻠطﺎﺘﻬﺎ ﻤحدودة ،ﻓﻲ ﺤﺎﻻت أﺨرى.
49
ﻣﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻟﺚ
ظﻬرت اﻟسﻠطﺎت اﻹدار�ﺔ اﻟمستﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﻓرﻨسﺎ ﻓﻲ اﻟس�ﻌین�ﺎت ،ﻤﻊ اﻟﻠجنﺔ اﻟوطن�ﺔ ﻟﻠمﻌﻠوﻤﺎﺘ�ﺔ
واﻟحر�ﺎت» Commission Nationale de l’Informatique et des Libertésﻓﻲ ﻋﺎم ، 1978
« Haute Autorité de la Communication ﺜم اﻟﻬیئﺔ اﻟﻌﻠ�ﺎ ﻟﻼﺘصﺎل اﻟسمﻌﻲ اﻟ�صري
» Audiovisuelleﻓﻲ ﻋﺎم ، 1982وﻫﻲ أول ﺴﻠطﺔ إدار�ﺔ ﻤستﻘﻠﺔ ﻤؤﻫﻠﺔ ﻤن ﻗبﻞ اﻟمجﻠس اﻟدﺴتوري
ﻓﻲ ﻋﺎم .1984ﻓﻲ ﻤجﺎﻟین رﺌ�سیین:
وﻨذ�ر ﻓﻲ ﻫذا اﻟمجﺎل" ،اﻟﻠجنﺔ اﻟوطن�ﺔ ﻟﻠمﻌﻠوﻤﺎﺘ�ﺔ واﻟحر�ﺎت" Commission Nationale de
» ، l’Informatique et des Libertésاﻟتﻲ أﻨشئت ﻓﻲ 6ﯿنﺎﯿر 1978وﻫﻲ ﻤسؤوﻟﺔ ﻋن ﻀمﺎن أن
ﺘكون ﺘكنوﻟوﺠ�ﺎ اﻟمﻌﻠوﻤﺎت ﻓﻲ ﺨدﻤﺔ اﻟمواطن ،وأﻨﻬﺎ ﻻ ﺘنتﻬك اﻟﻬو�ﺔ اﻹﻨسﺎﻨ�ﺔ أو ﺤﻘوق اﻹﻨسﺎن أو
اﻟخصوﺼ�ﺔ أو اﻟحر�ﺎت اﻟﻔرد�ﺔ أو اﻟﻌﺎﻤﺔ ،اﻟﻬیئﺔ اﻟﻌﻠ�ﺎ ﻟشﻔﺎف�ﺔ اﻟح�ﺎة اﻟﻌﺎﻤﺔ ) Haute Autorité pour
(la transparence de la Vie Publiqueﺘم إﻨشﺎؤﻫﺎ �مﻘتضﻰ ﻗﺎﻨون ﺸﻔﺎف�ﺔ اﻟح�ﺎة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒتﺎر�ﺦ
ﻋن اﺴتﻼم ،ﻤراق�ﺔ ،وﻨشر 11أﻛتو�ر ،2013وﻫﻲ ﻤسؤوﻟﺔ أﺴﺎﺴﺎ إﻟﻰ ﺠﺎﻨب إدارة اﻟضراﺌب،
ﺘصر�حﺎت اﻟوﻀع�ﺔ اﻟمﺎﻟ�ﺔ ﻟ�ﻌض اﻟموظﻔین اﻟﻌموﻤیین "،اﻟﻬیئﺔ اﻟﻌﻠ�ﺎ ﻟمكﺎﻓحﺔ اﻟتمییز واﻟمسﺎواة"
) (Haute Autorité de Lutte contre les Discriminations et pour l'Egalitéﺘختص
�ﺎﻟتﻌﺎﻤﻞ ﻤﻊ ﺠم�ﻊ أﺸكﺎل اﻟتمییز ،اﻟم�ﺎﺸرة أو ﻏیر اﻟم�ﺎﺸرة ،اﻟمحظورة �موﺠب اﻟﻘﺎﻨون أو �موﺠب اﻟتزام
دوﻟﻲ ﺘكون ﻓرﻨسﺎ طرًﻓﺎ ف�ﻪ ،وﺘم ﺤﻠﻬﺎ ﺴنﺔ .2011
"ﺴﻠطﺔ اﻷﺴواق اﻟمﺎﻟ�ﺔ" ) Autorité des Marchés وﻨورد ﻓﻲ ﻫذا اﻟمجﺎل ،
(Financiersاﻟتﻲ ﺘم إﺤداﺜﻬﺎ ﻓﻲ 1أوت � 2003ﻐرض ﻀمﺎن ﺤمﺎ�ﺔ اﻟمدﺨرات اﻟمستثمرة ﻓﻲ اﻷدوات
اﻟمﺎﻟ�ﺔ وﺤسن ﺴیر أﺴواق اﻷدوات اﻟمﺎﻟ�ﺔ و�ذا إﻋﻼم اﻟمستثمر�ن " ،ﻫیئﺔ ﺘنظ�م اﻻﺘصﺎﻻت اﻹﻟكتروﻨ�ﺔ
واﻟبر�د" ) 'Autorité de Régulation des Communications Electroniques, des Postes
Autorité de ،(et de la distribution de la Presseوﺘسمﻰ ﺤﺎﻟ�ﺎ "ﻫیئﺔ ﻀ�ط اﻻﺘصﺎﻻات"
Régulation des Télécommunications
50
ﻣﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻟﺚ
واﻟواﻗﻊ أن ﻤﻔﻬوم اﻟض�ط اﻻﻗتصﺎدي ﻓﻲ اﻟجزاﺌر ﻗد ﻤر �مرﺤﻠتین اﻗتصﺎدﯿتین ﺘمیز ﺒﻬمﺎ اﻻﻗتصﺎد
اﻟجزاﺌري ،ﺤیث ﺘمیزت اﻟمرﺤﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﺒتدﺨﻞ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻻﻗتصﺎد اﺴتنﺎدا ﻋﻠﻰ ﺘوﺠﻬﺎﺘﻬﺎ اﻻﯿدﯿوﻟوﺠ�ﺔ
واﻟس�ﺎﺴ�ﺔ اﻻﺸتراﻛ�ﺔ آﻨذاك ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟمرﺤﻠﺔ اﻟتﻲ �ﺎﻨت ﺘحتكر ﻓیﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ اﻟمجﺎل اﻻﻗتصﺎدي ،ﻟم �كن
ﻤن اﻟمنطﻘﻲ اﻟحدﯿث ﻋن اﻟض�ط اﻻﻗتصﺎدي �ﺎﻟمﻔﻬوم اﻟﻠبیراﻟﻲ اﻟﻘﺎﺌم ﻋﻠﻰ اﻟمنﺎﻓسﺔ اﻟحرة ،ﺒینمﺎ ﺘمیزت
اﻟمرﺤﻠﺔ اﻟثﺎﻨ�ﺔ ﺒتخﻠﻲ اﻟدوﻟﺔ ﻋن اﻟنﻬﺞ اﻻﺸتراﻛﻲ واﻋتمﺎدﻫﺎ ﻨﻬﺞ اﻻﻗتصﺎد اﻟحر و�ﺎﻟتﺎﻟﻲ "ﺘبنﻲ اﻟمﻔﻬوم
،وﻟذﻟك ﻓﺈن ﻤﻔﻬوم اﻟض�ط �ختﻠﻒ ﻤن ﻤرﺤﻠﺔ ﻷﺨرى. �مدﻟوﻟﻪ اﻟﻠیبراﻟﻲ اﻟوارد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻟمﻘﺎرن"
)(1
ﻟﻘد ﺸكﻠت ﺒدا�ﺔ اﻟتسﻌینﺎت ﻤن اﻟﻘرن اﻟمﺎﻀﻲ ﻤنﻌرﺠﺎ ﻤﻬمﺎ ﻓﻲ اﺴتﻌمﺎل ﻤصطﻠﺢ اﻟض�ط ،ﺤیث
ﺘم ر�طﻪ �ﺎﻟسوق و�ﺎﻟمنﺎﻓسﺔ واﻷﺴﻌﺎر ﻤن ﺨﻼل اﻟمرﺴوم اﻟتنﻔیذي رﻗم ،91-91اﻟمؤرخ ﻓﻲ 6أﺒر�ﻞ ﺴنﺔ
،1991ﯿتضمن ﺘنظ�م اﻟمصﺎﻟﺢ اﻟخﺎرﺠ�ﺔ ﻟﻠمنﺎﻓسﺔ واﻷﺴﻌﺎر وﺼﻼﺤ�ﺎﺘﻬﺎ وﻋمﻠﻬﺎ )،ج ر ﻋدد (16
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
وﻟید ﺒوﺠمﻠین ،ﻗﺎﻨون اﻟض�ط اﻻﻗتصﺎدي ،دار ﺒﻠق�س ﻟﻠنشر ،اﻟجزاﺌر،2015 ،ص .26
51
ﻣﺒﺎدئ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﺒتﺎر�ﺦ 10أﺒر�ﻞ ﺴنﺔ 1991وذﻟك ﻓﻲ )اﻟمﺎدة (2اﻟتﻲ ﺘطرﻗت إﻟﻰ ﺼﻼﺤ�ﺎت وﻤﻬﺎم اﻟمدﯿر�ﺔ اﻟوﻻﺌ�ﺔ
ﻟﻠمنﺎﻓسﺔ واﻷﺴﻌﺎر ،ﺤیث ﺠﺎء ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة 6ﻤنﻬﺎ ﻤﺎ ﯿﻠﻲ ":ﺘسﻬر ﻋﻠﻰ ﻤتﺎ�ﻌﺔ ﺸروط ﻀ�ط اﻟسوق ﻤن
ﺤیث اﻷﺴﻌﺎر وﻫواﻤش اﻟر�ﺢ".
ﺜم ﺘتﺎﻟت ﺤر�ﺔ ﺘحر�ر اﻟﻘطﺎع اﻟﻌموﻤﻲ واﻟتﻲ اﺴتوﺠبت إﺤداث ﻫیئﺎت إدار�ﺔ ﻤستﻘﻠﺔ وظ�ﻔتﻬﺎ
ﻀ�ط اﻟمنﺎﻓسﺔ ﺒین ﻗطﺎﻋﺎت اﻗتصﺎد�ﺔ ،وﻟذﻟك ﻓﺈن أﻫم ﻗﺎﻨون أورد ﻤﻔﻬوﻤﺎ ﻟﻠض�ط ﻫو ﻗﺎﻨون اﻟمنﺎﻓسﺔ
اﻟصﺎدر �مﻘتضﻰ اﻷﻤر رﻗم 03-03اﻟمؤرخ ﻓﻲ 2003/07/10اﻟمتﻌﻠق �ﺎﻟمنﺎﻓسﺔ ،اﻟمﻌدل واﻟمتمم
�ﺎﻟﻘﺎﻨون رﻗم 12-08اﻟمؤرخ ﻓﻲ ،2008/06/25اﻟذي اﻋتبر ﻫذا اﻷﺨیر إﺠراء ﺼﺎد ار ﻋن ﻫیئﺔ
ﻋموﻤ�ﺔ ﻫدﻓﻪ ﺘدع�م وﻀمﺎن ﺘوازن ﻗوى اﻟسوق وﺤر�ﺔ اﻟمنﺎﻓسﺔ.
وﻻ ﺸك أن اﻟض�ط �كتسﻲ أﻫم�ﺔ �بیرة �مﺎ ﯿوﻓرﻩ ﻤن اﻟضمﺎﻨﺎت ﻤنﻬﺎ ﻀمﺎن اﻟح�ﺎد ﻓﻲ اﻟتدﺨﻞ،
ﻓتﺢ اﻟمجﺎل أﻤﺎم اﻟمتﻌﺎﻤﻠین اﻻﻗتصﺎدﯿین ﻓﻲ ﻤختﻠﻒ اﻟمجﺎﻻت واﻟشﻌب اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ،ﻀمﺎن اﻟﻔﻌﺎﻟ�ﺔ ﻓﻲ
اﻟتدﺨﻞ ﻤن ﺨﻼل ﺘوﻓیر اﻟسرﻋﺔ واﻟمﻼءﻤﺔ ﻤﻊ ﺘطور ﺤﺎﺠ�ﺎت وﻤتطﻠ�ﺎت اﻟسوق ،وﻏیرﻫﺎ.
ﺨﺎﺘمﺔ
وﻫكذا ﻨخﻠص إﻟﻰ أن اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي �ﻘوم ﻋﻠﻰ ﻤجموﻋﺔ ﻤن اﻟم�ﺎدئ ﺘكرس ﺘوﺠﻬﺎت
اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟمجﺎل اﻻﻗتصﺎدي ﻋﻠﻰ وﺠﻪ اﻟخصوص وأن اﻟض�ط اﻻﻗتصﺎدي ﻗد أﺼ�ﺢ ﻤبدأ اﻟض�ط ﻤن
اﻟم�ﺎدئ اﻷﺴﺎﺴ�ﺔ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي ﻓﻲ دول ﻤختﻠﻔﺔ ،وﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي اﻟجزاﺌري،
وأﻀحﻰ ﯿدل ﻋﻠﻰ ﺘحول �ﺎرز ﻓﻲ دور اﻟدوﻟﺔ ﻤن ﻤتدﺨﻠﺔ إﻟﻰ ﻀﺎ�طﺔ ﻟﻼﻗتصﺎد.
52
ﺗﻜﯿﯿﻒ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﺧﺼﺎﺋﺼﮫ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺮاﺑﻊ
ﻤﻘدﻤﺔ
ﻟﻘد رأى اﻷﺴتﺎذان ﻫﺎﻤﻞ Joseph Hamelو ﻻﻏﺎرد Gaston Lagardeﻤنذ 1954أن
)(1
« un droit qui اﻟﻘﺎﻨون اﻻﻗتصﺎدي �مكن أن ﯿتخذ ﻤكﺎﻨﺎ ﺒین اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم واﻟﻘﺎﻨون اﻟخﺎص
» ، s’insérerait entre le droit public et le droit privéو�بدو ﻤن ﺨﻼل ﻫذا اﻟرأي أن ﻤسﺄﻟﺔ
ﺘﺄرﺠﺢ اﻟﻘﺎﻨون اﻻﻗتصﺎدي ﺒین اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم واﻟخﺎص ﻫﻲ ﻤسﺄﻟﺔ ﻗد�مﺔ وأن اﻟﻔصﻞ ﻓیﻬﺎ ﻻ �مﻠك ف�ﻪ أﺤد
اﻟحق�ﻘﺔ ) ،(2ﻏیر أن اﻟ�حث ﻓﻲ ﻤختﻠﻒ اﻟمراﺠﻊ واﻟمصﺎدر اﻟمﻬتمﺔ �ﺎﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي ،ﯿدرك أن
ﻫذﻩ اﻷﺨیرة ﺘكﺎد ﺘجمﻊ ﻋﻠﻰ اﻟطب�ﻌﺔ اﻟمتﻘﺎطﻌﺔ ﺒین اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم واﻟﻘﺎﻨون اﻟخﺎص واﻻﻗتصﺎد ،وأن ﻫذا
اﻟﻔرع اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ �سﺎﻫم ﻓﻲ إﻋﺎدة ﺘشكیﻞ ﻤختﻠﻒ ﻓروع اﻟﻘﺎﻨون ،ﻤن ﺨﻼل ﺘجدﯿد ﻤﻔﻬوم اﻟتﻌﺎرض اﻟتﻘﻠیدي
ﺼع�ﺎ.
ً ﺒین اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم واﻟﻘﺎﻨون اﻟخﺎص ،ﻏیر أن ﺘطورﻩ اﻟمستمر واﻟسر�ﻊ �جﻌﻞ ﺘﻌر�ﻔﻪ
�شكﻞ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي ﻨﻘطﺔ ﺘﻘﺎطﻊ ﺒین �ﻞ ﻤن اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم ،اﻟﻘﺎﻨون اﻟخﺎص
واﻻﻗتصﺎد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
)(1
-Joseph Hamel, Gaston Lagarde, Traité de droit commercial, Tome 1, Paris, Dalloz 1954,
in 4e , IX-1, p14.
)(2
-D.Truchet, « D.Linotte et A.Mester, Services publics et droit public économique.[note
bibliographique] » Revue internationale de droit comparé, 1983, 35-1, pp 250-252, p 251.
53
ﺗﻜﯿﯿﻒ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﺧﺼﺎﺋﺼﮫ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺮاﺑﻊ
إن اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي ﻫو ذﻟك اﻟﻔرع اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ اﻟذي �سري ﻋﻠﻰ اﻷﺸخﺎص اﻟﻌموﻤ�ﺔ
)اﻟدوﻟﺔ،اﻟوﻻ�ﺔ ،اﻟبﻠد�ﺔ،اﻟمؤﺴسﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ...إﻟﺦ( ﻤن ﺤیث ﺘنظ�مﻬﺎ ،ﻨشﺎطﻬﺎ ،وﻋﻼﻗﺎﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻤﺎ ﺒینﻬﺎ
وﻤﻊ اﻟﻐیر ﻤن اﻷﺸخﺎص اﻟتﺎ�ﻌین ﻟﻠﻘطﺎع اﻟخﺎص( ،و�تمیز أﺴﺎﺴﺎ �ﺎﺨتصﺎﺼﺎت اﻟسﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ.واﻨطﻼﻗﺎ
ﻤن ﻫذا اﻟتﻌر�ف ﻓﺈﻨﻪ ﻤﻌنﻲ ﻓﻲ ﺠﻞ ﺠواﻨ�ﻪ �ﺎﻟمسﺎﺌﻞ ذات اﻟطب�ﻌﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﻷن �ﻞ ﻓرع ﻤن ﻓروﻋﻪ
ﯿتضمن ﺘداﺒیر ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠتطبیق ﻋﻠﻰ اﻟمجﺎل اﻻﻗتصﺎدي.
و�ﺎﻟمﻘﺎﺒﻞ� ،مكن اﻟﻘول أﻨﻪ ﻻ ﯿوﺠد ﻗﺎﻨون ﺨﺎص اﻗتصﺎدي ﻋﻠﻰ اﻋت�ﺎر أن اﻟتداﺒیر أو اﻟﻠواﺌﺢ
اﻟتنظ�م�ﺔ ﻫﻲ اﻟتﻲ ﺘﻔسر وﺠود ﻗﺎﻨون ﻋﺎم اﻗتصﺎدي وﻋﻠﻰ اﻋت�ﺎر أن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﺒین اﻷﺸخﺎص
اﻟخﺎﺼﺔ ﺘتم ﻤﻌﺎﻟجتﻬﺎ ﻤن طرف اﻟﻔروع اﻟتﻘﻠید�ﺔ اﻟمختﻠﻔﺔ ﻟﻠﻘﺎﻨون ،ﻤثﻞ اﻟﻘﺎﻨون اﻟتجﺎري واﻟﻘﺎﻨون اﻟمدﻨﻲ.
)(1
وﻤن ﺠﻬﺔ أﺨرى ،ﯿبدو اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم ﻤﻼﺌمﺎ أﻛثر ﻟﻔﻬم واﺴت�ﻌﺎب اﻟمسﺎﺌﻞ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ اﻟكﻠ�ﺔ
أﻛثر ﻤنﻪ ﻤن اﻟﻘﺎﻨون اﻟخﺎص اﻟذي �ﻔضﻞ اﻻﻫتمﺎم �مسﺎﺌﻞ اﻻﻗتصﺎد اﻟجزﺌﻲ).(2
وﻫكذا �مكننﺎ أن ﻨﻼﺤظ أن اﻟحدود ﺒین اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم واﻟﻘﺎﻨون اﻟخﺎص ﻗد ﺘم إﻋﺎدة ﺘشكیﻠﻬﺎ ﻤن
طرف اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم واﻟﻘﺎﻨون اﻟخﺎص وذﻟك ﻋﻠﻰ ﻤستو�ﺎت ﻤختﻠﻔﺔ.
اﻟﻔرع اﻟثﺎﻨﻲ :ﻋﻠﻰ ﻤستوى ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي ﺒ�ﻌض ﻓروع اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم
ﯿتﻔرع اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻟداﺨﻠﻲ ﻨﻔسﻪ إﻟﻰ ﻋدة أﻗسﺎم ﻟﻬﺎ ﺼﻠﺔ �ﺎﻟﻘﺎﻨون اﻻﻗتصﺎدي اﻟﻌﺎم ،وﻤنﻬﺎ:
-اﻟﻘﺎﻨون اﻟدﺴتوري اﻟذي ﯿدرس اﻟتنظ�م اﻟﻌﺎم ﻟﻠسﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ ،اﻟسﻠطﺎت اﻹدار�ﺔ اﻟﻌﻠ�ﺎ ،اﻟسﻠطﺎت
اﻟس�ﺎﺴ�ﺔ ،وﻤن ﺜم ﻓﻬو �حدد وﻟو �صﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ اﻟنظﺎم اﻻﻗتصﺎدي )ﻤثﻞ اﻟحق ﻓﻲ اﻟمﻠك�ﺔ(.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) -(1اﻻﻗتصﺎد اﻟكﻠﻲ :أﺤد ﻓروع اﻻﻗتصﺎد �ختص ﺒدراﺴﺔ اﻟظواﻫر اﻟكﻠ�ﺔ ﻓﻲ اﻻﻗتصﺎد وﺘحﻠیﻞ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒین اﻟمتﻐیرات
اﻻﻗتصﺎد�ﺔ اﻟكﻠ�ﺔ �ﺎﻟدﺨﻞ اﻟﻘوﻤﻲ واﻟنﺎﺘﺞ اﻟﻘوﻤﻲ وﺘكو�ن رؤوس اﻷﻤوال...إﻟﺦ" أﻨظر :أﺤمد ز�ﻲ ﺒدوي" ،ﻤﻌجم
اﻟمصطﻠحﺎت اﻻﻗتصﺎد�ﺔ" ،دار اﻟكتﺎب اﻟمصري ،اﻟﻘﺎﻫرة ،1985 ،ص .179
)-(2اﻻﻗتصﺎد اﻟجزﺌﻲ :وﻫو ذﻟك اﻟﻔرع ﻤن اﻻﻗتصﺎد اﻟذي ﯿ�حث ﻓﻲ ﺴﻠوك اﻟوﺤدات أو اﻟمكوﻨﺎت اﻟجزﺌ�ﺔ ﻟﻼﻗتصﺎد ،ﻤثﻞ
ﺴﻠوك اﻟمستﻬﻠك أو ﺴﻠوك اﻟمنتﺞ ،.أﻨظر ﺠﻲ ﻫوﻟتن وﻟسون ،ﺘرﺠمﺔ �ﺎﻤﻞ ﺴﻠمﺎن اﻟﻌﺎﻨﻲ" ،اﻻﻗتصﺎد اﻟجزﺌﻲ-اﻟمﻔﺎه�م
واﻟتطب�ﻘﺎت" ،دار اﻟمر�ﺦ ﻟﻠنشر ،اﻟر�ﺎض ،1981ص .17
54
ﺗﻜﯿﯿﻒ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﺧﺼﺎﺋﺼﮫ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺮاﺑﻊ
-اﻟﻘﺎﻨون اﻹداري اﻟذي ﯿدرس ﺘنظ�م اﻟمؤﺴسﺎت اﻹدار�ﺔ ،واﻷﺸخﺎص اﻻﻋت�ﺎر�ین اﻟخﺎﻀﻌین ﻟﻠﻘﺎﻨون
اﻟخﺎص اﻟمكﻠین ﺒتسییر اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم ،واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟتﻲ ﺘر�طﻬم ﺒﻬم وﻤﻊ اﻟمواطنین.
وﻟﻘد وﻓر اﻟﻘﺎﻨون اﻹداري ،ﻤجموﻋﺔ �ﺎﻤﻠﺔ ﻤن اﻷدوات اﻟتﻲ �ستخدﻤﻬﺎ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي:
ﻤﻔﻬوم اﻟﻌمﻞ اﻹداري اﻟمنﻔرد ،اﻟﻌﻘد اﻹداري ،ﺨضوع اﻹدارة ﻟمبدأ اﻟمشروع�ﺔ ،ﻤسؤوﻟ�ﺔ اﻹدارة ،
اﻟطﻌون اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ ﻓﻲ اﻟمسﺎﺌﻞ اﻹدار�ﺔ ،وﻟذﻟك ﻨﻼﺤظ وﻓرة ﻫذﻩ اﻟمﻘﺎر�ﺔ اﻹدار�ﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم
اﻻﻗتصﺎدي ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻟجزاﺌري.
-ﻗﺎﻨون اﻟمﺎﻟ�ﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ،اﻟذي �ﻌتبر اﻟجﺎﻨب اﻟمﺎﻟﻲ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي ،وذﻟك ﻤن ﺨﻼل ﺠﺎﻨبین
ﻫمﺎ:
اﻟجﺎﻨب اﻷول :ﺘت�ﺢ اﻟمیزاﻨ�ﺔ إﻤكﺎﻨ�ﺔ ﺘوﻓیر ﻗدر �بیر ﻤن اﻟنﻔﻘﺎت ﻟتنﻔیذ اﻟس�ﺎﺴﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ
وﻟﻸﺸخﺎص اﻟﻌموﻤیین اﻵﺨر�ن ،وﻻ ﺸك ،ﻫنﺎ ،أن اﻻرﺘ�ﺎط �ﺎﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي واﻀﺢ ﻷﻨﻪ ،ﻤن
ﺨﻼل ﻫذﻩ اﻟمیزاﻨ�ﺔ ،ﺴ�كون ﻤن اﻟممكن اﺘخﺎذ ﻋدد �بیر ﻤن ﺘداﺒیر اﻟدﻋم واﻟتشج�ﻊ اﻟتﻲ ﺘستﻬدف
اﻟمتﻌﺎﻤﻠین اﻻﻗتصﺎدﯿین واﻟﻌدﯿد ﻤن اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ،
اﻟجﺎﻨب اﻟثﺎﻨﻲ� :ﻌتبر اﻟنظﺎم اﻟضر�بﻲ أداة ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﯿد اﻟسﻠطﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﻟتحﻘیق اﻟتوازﻨﺎت واﻷﻫداف
اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ،ذﻟك أن اﻟضراﺌب ﺘسمﺢ �ﺎﺘخﺎذ إﺠراءات ﻤ�ﺎﺸرة أو ﻏیر ﻤ�ﺎﺸرة ﺘؤﺜر اﻻﺴتﻬﻼك ،اﻻﺴتثمﺎر
،وأﻨشطﺔ أو ﻗطﺎﻋﺎت ﻤحددة )اﻟمﻌوﻨﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ،اﻟﻘروض اﻟحكوﻤ�ﺔ واﻟحواﻓز اﻟضر�ب�ﺔ اﻟمختﻠﻔﺔ ﻤثﻞ
ﺘﻠك اﻟمتﻌﻠﻘﺔ ﺒتﻬیئﺔ اﻷﻗﺎﻟ�م وﻏیرﻫﺎ ؛
)(1
،وﻫو �سﺎﻋد -اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻋمﺎل� ،ﺎﻋت�ﺎرﻩ ﻗﺎﻨون اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺒین اﻹدارة واﻟمتﻌﺎﻤﻠین اﻻﻗتصﺎدﯿین
ﻋﻠﻰ ر�ط ﻤؤﺴسﺎت اﻷﻋمﺎل �ﺎﻟسﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ وذﻟك ﻤن ﺨﻼل :ﺘنظ�م اﻟدﻋم اﻟﻌموﻤﻲ ،اﻷﺴﻌﺎر ،ﻀ�ط
اﻟمنﺎﻓسﺔ ،ﺘنظ�م ﺴیر اﻟمؤﺴسﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ وﺘﺄطیر ﺴوق اﻟق�م اﻟمنﻘوﻟﺔ أو اﻟبورﺼﺔ( .وﻫكذا ﻨﻼﺤظ أن
اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻋمﺎل ﯿندرج ﻓﻲ ﺠزء ﻤنﻪ ﻀمن اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻤﺎ ﯿتﻌﻠق �مجﺎل
ﺘدﺨﻞ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟنشﺎط اﻻﻗتصﺎدي،ﻏیر أن اﻨتشﺎر ﺤر�ﺔ اﻟتجﺎرة واﻻﺴتثمﺎر واﻟمﻘﺎوﻟﺔ ﯿبرر ﺘخصصﻪ ﻓﻲ
ﻤجﺎﻻت أﺨرى.
55
ﺗﻜﯿﯿﻒ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﺧﺼﺎﺋﺼﮫ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺮاﺑﻊ
اﻟﻔرع اﻟثﺎﻟث :ﻋﻠﻰ ﻤستوى اﻟتﻔرﻗﺔ ﺒین اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم و اﻟﻘﺎﻨون اﻟخﺎص
ﻨشیر إﻟﻰ أن اﻟتمییز ﺒین اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم واﻟﻘﺎﻨون اﻟخﺎص ﺘﻘﻠید ﻗﺎﻨوﻨﻲ روﻤﺎﻨﻲ ﻤبنﻲ ﻋﻠﻰ ﺘﻌﺎرض
ﻓﻠسﻔﻲ ﺒین اﻻﺜنین ،ﻓﻔﻲ اﻟوﻗت اﻟذي �ﻔترض ف�ﻪ أن اﻟﻘﺎﻨون اﻟخﺎص �كرس اﻟمسﺎواة ﺒین اﻷﺸخﺎص،ﻓﺈن
اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم �ﻌتبر ﻗﺎﻨون ﻋدم ﻤسﺎواة ﺒین ﻫؤﻻء ،وذﻟك ﻟصﺎﻟﺢ اﻟسﻠطﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ ،اﻟتﻲ �جب أن ﺘمتﻠك،
�ﻔضﻞ �ﻌض اﻟسﻠطﺎت اﻟﻔﺎﺌﻘﺔ اﻟمخوﻟﺔ ﻟﻬﺎ واﻟمستمدة ﻤن اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم ،اﻟوﺴﺎﺌﻞ اﻟضرور�ﺔ ﻟتنﻔیذ ﺴ�ﺎﺴﺎت
ﻋموﻤ�ﺔ ﺘﻬدف إﻟﻰ ﻀمﺎن ﺘحﻘیق اﻟمصﻠحﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ.
وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ،ﻨﻼﺤظ أن اﻟتمییز ﺒین اﻟﻔرﻋین اﻟﻘﺎﻨوﻨیین أﺼ�ﺢ ﯿتﻘﻠص ﺨﺎﺼﺔ �سبب ظﻬور
ﺼ�ﻎ ﺘﻌﺎﻗد�ﺔ ﺠدﯿدة ﻤثﻞ ﻋﻘود ﺘﻔو�ض �ﻌض اﻟمراﻓق اﻟﻌموﻤ�ﺔ إﻟﻰ أﺸخﺎص اﻟﻘﺎﻨون اﻟخﺎص وﻋﻘود
اﻟشراك اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻟخﺎﺼﺔ وﻏیرﻫﺎ ،وﻫو ﻤﺎ أﻨتﺞ ﺼﻌو�ﺎت ﺠمﺔ ﻋﻠﻰ ﻤستوى اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي.
وﻫكذا �مكن اﻟﻘول أن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒین اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم واﻟﻘﺎﻨون اﻟخﺎص واﻻﻗتصﺎد ﻗد ﺘمت إﻋﺎدة ﺒﻠورﺘﻬﺎ،
ﻏیر أن اﻟسؤال اﻟمحوري اﻟذي �طرح ﻨﻔسﻪ ﯿتمثﻞ ﻓﻲ ﻤﺎ إذا �ﺎن اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي ﻗﺎد ار ﻋﻠﻰ أن
ﯿتجﺎوز ،ﻤن ﺨﻼل إدراﺠﻪ ﻓﻲ اﻟمجﺎل اﻻﻗتصﺎدي ،اﻟتﻘس�م اﻟتﻘﻠیدي ﺒین اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم و اﻟﻘﺎﻨون اﻟخﺎص.
و�مكن ﻓﻲ ﻫذا اﻟصدد أن ﻨﺄﺨذ ﻋﻠﻰ ﺴبیﻞ اﻟمثﺎل ﺘدﺨﻞ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻻﻗتصﺎد ،ﻤن ﺨﻼل ﺘكر�س ﺼ�ﻎ
ﻋﻘود اﻟشر�ﺎت ذات اﻻﻗتصﺎد اﻟمختﻠط أو اﻟشراﻛﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻟخﺎﺼﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺘضﻊ ،ﺠن�ﺎ إﻟﻰ ﺠنب،
ﻋنﺎﺼر اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم )ﻤثﻞ اﻟرﻗﺎ�ﺔ( ،وﻋنﺎﺼر اﻟﻘﺎﻨون اﻟخﺎص )ﺤیث أن ﺸر�ك اﻟطرف اﻟﻌموﻤﻲ ﻫو ﻓﻲ
اﻟواﻗﻊ ﺸخص اﻋت�ﺎري �حكمﻪ اﻟﻘﺎﻨون اﻟخﺎص( .إن اﻟسﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻋندﻤﺎ ﺘنشﺊ ﻤثﻞ ﻫذﻩ اﻟشر�ﺎت،
ﺘر�د ﺘﻘد�م ﺨدﻤﺔ ﻋموﻤ�ﺔ ،وﻟكن �مشﺎر�ﺔ رأس ﻤﺎل اﻟﻘطﺎع اﻟخﺎص ،و�ﺎﻟمﻘﺎﺒﻞ ،ﺘستﻔید ﻫذﻩ اﻟشر�ﺎت ﻤن
�ﻌض اﻟمروﻨﺔ اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ اﻟتﻲ ﯿتمتﻊ ﺒﻬﺎ اﻟﻘطﺎع اﻟخﺎص.وﻫكذا �مكننﺎ أن ﻨستنتﺞ ﻫنﺎ ﻤسﺄﻟتین ﻫمﺎ:
-أﻫم�ﺔ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي ،اﻟذي ﺴیر�ز ﻋﻠﻰ أدوات اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻟﻼزﻤﺔ ﻟﻠتشﻐیﻞ اﻟسﻠ�م ﻟمثﻞ ﻫذﻩ
اﻟشر�ﺎت.
---------------
)(1
-Sophie Niscinski, Droit public des affaires, Ed LGDJ, 7e édition,2019, p 17.
56
ﺗﻜﯿﯿﻒ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﺧﺼﺎﺋﺼﮫ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺮاﺑﻊ
-اﻟﻘول أن اﻟمزج ﺒین ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم وﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻨون اﻟخﺎص ،ﻤﺎ ﻫو ﻓﻲ ﺤق�ﻘﺔ اﻷﻤر ،إﻻ ﺘرﺠمﺔ
ﻟﻠظﺎﻫرة اﻟتﻲ ظﻬرت ﻤؤﺨ ار ،واﻟمتمثﻠﺔ ﻓﻲ اﻟجمﻊ ﺒین ﻓرﻋﻲ اﻟﻘﺎﻨون ﻤﻌﺎ.
ﻻ ﯿتجﺎﻫﻞ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي اﻟﻘﺎﻨون اﻟخﺎص ،إذ ﯿوﺠد �ﺎﻟﻔﻌﻞ ،ﺘﻘﺎرب �بیر ﺒین ﺤﺎﻻت
ﻤتﻌﻠﻘﺔ �ﺎﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم وأﺨرى ﻤتصﻠﺔ �ﺎﻟﻘﺎﻨون اﻟخﺎص ،وذﻟك ﻓﻲ اﻟﻌدﯿد ﻤن اﻟﻌﻘود اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﻤثﻞ ﻋﻘود
ﺘﻔو�ض أﺸخﺎص ﺨﺎﻀﻌین ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟخﺎص ﻹدارة ﻤراﻓق ﻋموﻤ�ﺔ ذات طﺎ�ﻊ اﻗتصﺎدي.ﻫذا ﻤن ﺠﻬﺔ،
وﻤن ﺠﻬﺔ ﺜﺎﻨ�ﺔ ،ﻓﺈن اﻟدوﻟﺔ ﺘﻘوم أﺤ�ﺎﻨﺎ �م�ﺎﺸرة اﻟنشﺎط اﻻﻗتصﺎدي واﻟتجﺎري اﻟخﺎص ،وﺘت�ﻊ ﻓﻲ
إدارﺘﻪ أﺴﺎﻟیب اﻟﻘﺎﻨون اﻟخﺎص .و�ثی ار ﻤﺎ ﺘﻔرض اﻟﻌدﯿد ﻤن اﻟﻘواﻋد اﻵﻤرة ﻋﻠﻰ اﻟنشﺎط اﻟخﺎص ،ﺒﻬدف
ﺘوﺠیﻬﻪ ور�طﻪ �ﺎﻟخطﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ و�ﺎﻟمصﻠحﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻤمﺎ أدى إﻟﻰ ﺘﻘﺎرب طب�ﻌﺔ ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻨون اﻟخﺎص
واﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم ).(1
و�ذا �ﺎﻨت اﻟتطورات اﻟتﻲ ﺸﻬدﺘﻬﺎ اﻟسﺎﺤﺔ اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ ﻗد أدت إﻟﻰ اﻟنظر إﻟﻰ ﺘﻘس�م اﻟﻘﺎﻨون إﻟﻰ ﻋﺎم
وﺨﺎص �منظور ﺠدﯿد ،ﯿتنﺎﺴب ﻤﻌﻬﺎ ،إﻻ أن اﻟحدﯿث اﻟیوم �جب أن ﯿنصب ﻋﻠﻰ اﻟتسﻠ�م واﻟﻘبول �ﻔكرة
وﺠود ﻋﻼﻗﺎت اﻻﺘصﺎل واﻟتﻘﺎطﻊ واﻟتداﺨﻞ ﺒین ﻓروع اﻟﻘﺎﻨون اﻟمختﻠﻔﺔ ﺒدل اﻟدﻋوة ،ﻤن طرف اﻟ�ﻌض ،إﻟﻰ
)(2
. إﻟﻐﺎء ﻫذا اﻟتﻘس�م
وﻓﻲ ظﻞ اﻻﺘصﺎل واﻟتﻘﺎطﻊ ﺒین ﻓروع اﻟﻘﺎﻨون اﻟمختﻠﻔﺔ ،وﻨظ ار ﻟكون اﻟتﻔرﻗﺔ ﺒین اﻟﻘﺎﻨوﻨین اﻟﻌﺎم
واﻟخﺎص ﻗد ﻻ �كون ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ ﺴوى اﻟنتﺎﺌﺞ اﻟﻌﻠم�ﺔ اﻟتﻲ ﺘﻌتمد ﻋﻠﻰ ﺘﻘس�م اﻟﻘﺎﻨون إﻟﻰ ﻋﺎم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) -(1ﻟط�ﻔﺔ ﺒوﺸنﺎق وز�نب ﺒوﺸنﺎق" ،اﻟتﻔرﻗﺔ ﺒین اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم واﻟﻘﺎﻨون اﻟخﺎص ﻓﻲ ظﻞ اﻟتطورات اﻟراﻫنﺔ" ﻤجﻠﺔ أ�حﺎث
ﻗﺎﻨوﻨ�ﺔ وﺴ�ﺎﺴ�ﺔ،ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻟصدﯿق ﺒن �حیﻰ ،ﺠ�جﻞ،اﻟجزاﺌر ،اﻟمجﻠد ، 05اﻟﻌدد ، 02د�سمبر ،2020ص ص-278
،.290ص .288
57
ﺗﻜﯿﯿﻒ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﺧﺼﺎﺋﺼﮫ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺮاﺑﻊ
وﺨﺎص ﻟﻐرض ﺘسﻬیﻞ اﻟدراﺴﺔ ﻓﻲ �ﻠ�ﺎت اﻟحﻘوق� ،جب اﻟنظر إﻟﻰ اﻟﻔروع اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ ﻋﻠﻰ أﺴﺎس ﻤن طب�ﻌﺔ
ظﻬور اﻟدوﻟﺔ واﻟق�ﻌﺔ اﻟتﻲ ﺘضﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺘﻠك اﻟﻘواﻨین ").(1
وﻫكذا ﻨﻼﺤظ أن اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي� ،سﺎﻫم ﻓﻲ دﯿنﺎﻤ�ك�ﺔ إﻋﺎدة ﺘشكیﻞ ﻤختﻠﻒ ﻓروع
اﻟﻘﺎﻨون ،ﻤن ﺨﻼل ﺘجدﯿد ﻤﻔﻬوم اﻟتﻌﺎرض اﻟتﻘﻠیدي ﺒین اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم واﻟﻘﺎﻨون اﻟخﺎص.ﻫذا ﻤن ﺠﻬﺔ،
وﻤن ﺠﻬﺔ ﺜﺎﻨ�ﺔ ،ﻓﺈن اﻟتطور اﻟمستمر واﻟسر�ﻊ اﻟذي �میز اﻟظواﻫر اﻻﻗتصﺎد�ﺔ واﻨﻌكﺎﺴﺎﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﻫذﻩ اﻟﻔروع � ،ضﻊ ﻫذﻩ اﻷﺨیرة ﻓﻲ ﻤنطﻘﺔ رﻤﺎد�ﺔ ﻤمﺎ �صﻌب ﻤﻌﻪ ﺘكی�ﻔﻬﺎ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)-(1أﻤیرة اﻟمرﻀﻲ ﻋوض" ،اﻟﻘﺎﻨون اﻟخﺎص واﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم)ﻤحﺎوﻻت ﻤﺎﺒین اﻹﻟﻐﺎء واﻟصمود(" ،ﻤجﻠﺔ اﻻﺠتﻬﺎد ﻟﻠدراﺴﺎت
اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ واﻻﻗتصﺎد�ﺔ ،اﻟمجﻠد ،08اﻟﻌدد ،04اﻟسنﺔ ،2019ص ص 316-300ص .311
58
ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺮاﺑﻊ
ﻤﻘدﻤﺔ
ﻻﺸك أن اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي �شترك ﻤﻊ �ﺎﻗﻲ اﻟﻔروع اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ اﻷﺨرى ﻓﻲ ﻤجموﻋﺔ ﻤن
اﻟخصﺎﺌص وﻫﻲ أن ﻗواﻋدﻩ ﺘتسم �ﺎﻟﻌموﻤ�ﺔ و اﻟتجر�د و أﻨﻬﺎ اﺠتمﺎع�ﺔ وأﻨﻬﺎ ﻤﻠزﻤﺔ وﻤﻘترﻨﺔ �جزاء ،ﻏیر
أﻨﻪ ﯿتمیز ﻋن اﻟﻔروع اﻷﺨرى �مجموﻋﺔ ﻤن اﻟخصﺎﺌص .
ﺴنر�ز ﻓﻲ ﻫذا اﻟمطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟخصﺎﺌص اﻷﺴﺎﺴ�ﺔ ﻤﻊ اﻹﺸﺎرة إﻟﻰ أﻨﻪ �مكن أن ﻨستخﻠص �ﻌض
اﻟخصﺎﺌص اﻷﺨرى ﻤن ﺨﻼل اﻟسیر ﻓﻲ اﻟمحﺎﻀرات اﻟﻼﺤﻘﺔ.
�مﻌنﻰ أﻨﻪ ﻏیر ﻤجموع ﻓﻲ ﻤدوﻨﺔ ﻗﺎﻨوﻨ�ﺔ واﺤدة ،ﻤمﺎ �صﻌب اﻷﻤر ﻋﻠﻰ اﻟ�ﺎﺤث ف�ﻪ ،ﻓﻘواﻋدﻩ
ﻤشتتﺔ ﻓﻲ ﻗواﻨین ﻤختﻠﻔﺔ وﻤتﻔرﻗﺔ �شتﻰ درﺠﺎﺘﻬﺎ إذ ﻨجد �ﻌضﻬﺎ ﻓﻲ اﻟدﺴتور ﺜم ﻓﻲ ﻤجموﻋﺔ �بیرة ﻤن
اﻟﻘواﻨین �ﻘﺎﻨون اﻟمﺎﻟ�ﺔ واﻟﻘﺎﻨون اﻟتجﺎري وﻗﺎﻨون اﻟمحروﻗﺎت وﻗﺎﻨون اﻟمﻌﺎدن وﻗﺎﻨون اﻟنﻘد واﻟﻘرض واﻟﻘﺎﻨون
اﻹداري ،ﺜم ﻨجدﻫﺎ �كثرة ﻓﻲ اﻟﻠواﺌﺢ �شتﻰ أﻨواﻋﻬﺎ ،وﻟﻌﻞ أﻨﻪ ﻤن ﺒین أﺴ�ﺎب ﻋدم اﻟتﻘنین ﻫو ﺘشع�ﻪ و�ثﺎﻓﺔ
ﻤواﻀ�ﻌﻪ �ﺎﻟرﻏم ﻤن أن اﻟﻌدﯿد ﻤنﻬﺎ ﻗد اﺴتﻘﻞ ﻤكوﻨﺎ ﻤﺎدة ﻗﺎﻨوﻨ�ﺔ ﻤستﻘﻠﺔ ﻤثﻞ ﻗﺎﻨون اﻟمنﺎﻓسﺔ وﻗﺎﻨون اﻟنﻘد
واﻟﻘرض وﻏیرﻫمﺎ.
وﺘجدر اﻹﺸﺎرة إﻟﻰ أن �ﻌض ﻓروﻋﻪ أو ﺠواﻨ�ﻪ ﻗد ﺘم ﺘدو�نﻬﺎ ﻓﻌﻼ ﻤثﻞ ﻗﺎﻨون اﻟمؤﺴسﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ
اﻻﻗتصﺎد�ﺔ و ﻗﺎﻨون اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ وﺘﻔو�ضﺎت اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم.
وﻤرد ﻫذﻩ اﻟخﺎﺼ�ﺔ ﻫو اﻟجدل اﻟمحتدم ﺒین ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻘﺎﻨون ﻤن ﻤختﻠﻒ اﻟمدارس اﻟﻔكر�ﺔ ﺤول وﺠود
ﻫدا اﻟﻘﺎﻨون ﻤن ﻋدﻤﻪ وﺤول أﺼﺎﻟتﻪ ﻤن ﻋدﻤﻬﺎ وﺤول اﺴتﻘﻼﻟیتﻪ ﻤن ﻋدﻤﻬﺎ� ،مﺎ أن ﺴبب ﻫدا اﻟجدل
59
ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺮاﺑﻊ
راﺠﻊ إﻟﻰ ﻋدم اﻻﺘﻔﺎق ﺤول وﺠود ﻗﺎﻨون ﻋﺎم اﻗتصﺎدي وﻗﺎﻨون ﺨﺎص اﻗتصﺎدي ﺤیث أن ﻫنﺎك ﻤن
اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻤن �ﻌترف ﺒﻬذا اﻟتﻘس�م و آﺨرون ﻻ �ﻌترﻓون �ﻪ .
وﻤن ﺠﻬﺔ أﺨرى ﻓﺎﻟجدل اﻟمحتدم ﻻ �خﻠو ﻤن اﻟطﺎ�ﻊ اﻟس�ﺎﺴﻲ وﻟو �طر�ﻘﺔ ﻀمن�ﺔ ﺨﺎﺼﺔ وأن
اﻻﻗتصﺎد ﯿرﺘ�ط �ﺎﻟس�ﺎﺴﺔ ارﺘ�ﺎطﺎ وﺜ�ﻘﺎ ،ﻓﻬذا اﻟﻘﺎﻨون �ﻌكس اﻟتوﺠﻬﺎت اﻟس�ﺎﺴ�ﺔ واﻹﯿدﯿوﻟوﺠ�ﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ
اﻟمجﺎل اﻻﻗتصﺎدي.
ذﻟك أن ﻗواﻋدﻩ ﺨﻠ�ط ﻤن ﻤجموﻋﺔ ﻤن اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ اﻟخﺎﺼﺔ اﻟمستمدة ﻤن ﻗواﻨین أﺨرى
ﻛﺎﻟﻘﺎﻨون اﻹداري و اﻟﻘﺎﻨون اﻟمدﻨﻲ و ﻗﺎﻨون اﻹﺠراءات اﻟمدﻨ�ﺔ و ﻗﺎﻨون اﻟمحروﻗﺎت و ﻗﺎﻨون اﻻﺴتثمﺎر ،
وﻟذﻟك ﻓﺈن ﺠﺎﻨ�ﺎ ﻤن اﻟﻔﻘﻪ ﺸكك ﻓﻲ أﺼﺎﻟتﻪ واﺴتﻘﻼﻟیتﻪ �مﺎ رأﯿنﺎ ﻓﻲ اﻟحﺎﻀرات اﻟسﺎ�ﻘﺔ.
ﺤیث ﺘختﻠط اﻟمﻔﺎه�م اﻻﻗتصﺎد�ﺔ �ﺎﻟمﻔﺎه�م اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ وﻟذﻟك ﻓمﻘﺎر�تﻪ ع�ﺎرة ﻋن ﻤﻘﺎر�ﺔ ﻗﺎﻨوﻨ�ﺔ
ﻟمﻔﺎه�م اﻗتصﺎد�ﺔ إذ ﯿتوﺠب ﻋﻠﻰ اﻟ�ﺎﺤث ف�ﻪ أن �كون ﻤطﻠﻌﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯿد ﻤن اﻟمﻔﺎه�م واﻟمواﻀ�ﻊ ذات
اﻟطب�ﻌﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﻟكﻲ ﯿتسنﻰ ﻟﻪ دراﺴتﻬﺎ دراﺴﺔ ﻗﺎﻨوﻨ�ﺔ أي �ﺎﺘ�ﺎع أدوات وﻤنﺎﻫﺞ اﻟ�حث اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ،ﻫذا
ﻤن ﺠﻬﺔ،
وﻤن ﺠﻬﺔ أﺨرى ﻓﺈن اﺨتﻼط اﻟدراﺴﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﻨﻔسﻬﺎ �مواﻀ�ﻊ أﺨرى ﻤثﻞ اﻟبیئﺔ واﻟصحﺔ وﻋﻠم
اﻻﺠتمﺎع واﻟس�ﺎﺴﺔ �جﻌﻞ اﻟدراﺴﺔ اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ ﻟﻠمواﻀ�ﻊ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﺘتﻌدى إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟمواﻀ�ﻊ اﻟجدﯿدة ،
وﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي أﺼ�ﺢ ﻓﻲ ﻤﺎ �سمﻰ �ﺎﻟمنطﻘﺔ اﻟرﻤﺎد�ﺔ اﻟتﻲ ﺘجﻌﻠﻪ ﻻ ﻗﺎﻨوﻨﺎ ﻤحضﺎ وﻻ
اﻗتصﺎدا ﺼرﻓﺎ.
60
ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺮاﺑﻊ
وﻤرد ذﻟك إﻟﻰ ﻤروﻨﺔ اﻟظﺎﻫرة اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻌصر اﻟذي ﺘطورت ف�ﻪ اﻟتكنوﻟوﺠ�ﺎ
�شتﻰ أﻨواﻋﻬﺎ،و ﻟذﻟك ﻓﻬو ﻗﺎﻨون ﺴر�ﻊ اﻟتطور واﻟتﻐیر وﻫو اﻷﻤر اﻟذي �طرح إﺸكﺎﻻ �ﺎﻟنس�ﺔ ﻟﻠمشرع إذا
ﯿتوﺠب ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺨیر أن ﯿوﻓق ﺒین ﻫذﻩ اﻟخﺎﺼ�ﺔ وﻤسﺄﻟﺔ اﻻﺴتﻘرار اﻟتشر�ﻌﻲ اﻟتﻲ ﺘﻌتبر ﻀرور�ﺔ
ﻻﺴتﻘرار اﻟمﻌﺎﻤﻼت وﺸرطﺎ ﻤن ﺸروط اﻻﺴتثمﺎر ﺨﺎﺼﺔ اﻷﺠنبﻲ ﻤنﻪ .
اﻟﻔرع اﻟسﺎدس :أﻨﻪ ﻗﺎﻨون ﺤدﯿث اﻟنشﺄة ﻤﻘﺎرﻨﺔ �ﻔروع اﻟﻘﺎﻨون اﻷﺨرى
ﺤیث أﻨﻪ ﯿرﺠﻊ إﻟﻰ أواﺴط اﻟﻘرن اﻟﻌشر�ن إذ ظﻬر ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻷﻟمﺎﻨﻲ ﺜم اﻨتﻘﻞ إﻟﻰ اﻹﺘحﺎد
اﻟسوف�ﺎﺘﻲ ،و ﻤنﻪ إﻟﻰ �ﺎﻗﻲ اﻟدول ،و ﺒدأ ﯿدرس ﻓﻲ اﻟجﺎﻤﻌﺎت ﻤﻊ ﺒدا�ﺔ اﻟثمﺎﻨینﺎت ﻤن اﻟﻘرن اﻟمﺎﻀﻲ،
وﻤﻊ ذﻟك ف�ﻘد ﺘطور �شكﻞ ﻫﺎﺌﻞ ﺨﻼل ﻫذﻩ اﻟمدة اﻟزﻤن�ﺔ اﻟﻘصیرة ﻨسب�ﺎ ،ﺨﺎﺼﺔ ﻤﻊ ﺘطور ﺘدﺨﻞ اﻟدوﻟﺔ
ﻓﻲ اﻟنشﺎط اﻻﻗتصﺎدي وأﻫم�ﺔ اﻟمراﻓﻘﺔ اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ ﻟمختﻠﻒ أوﺠﻪ ﻫذا اﻟتدﺨﻞ .
61
أﺳﺎﻟﯿﺐ إدارة اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺨﺎﻣﺲ
إن اﻟنﺎظر إﻟﻰ اﻟمراﻓق اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ أﺸكﺎﻟﻬﺎ اﻟحﺎﻟ�ﺔ ﻟ�ﻼﺤظ ﺤق�ﻘﺔ ﻻ ﻤراء ﻓیﻬﺎ وﻫﻲ أﻨﻬﺎ ﻤتﻌددة
وأن طرق إدارﺘﻬﺎ ﻤختﻠﻔﺔ ﺤسب درﺠﺔ ﺘدﺨﻞ اﻟدوﻟﺔ أو اﻷﺸخﺎص اﻟﻌﺎﻤﺔ �ﺄﺠﻬزﺘﻬﺎ اﻹدار�ﺔ ﻓﻲ ﺘشﻐیﻞ ﻫذﻩ
اﻟمرﻓق واﻟرﻗﺎ�ﺔ ﻋﻠﻰ أﻋمﺎﻟﻬﺎ.
ا
وﻫكذا ﻓﺈن وﺠود ﻫذﻩ اﻟمراﻓق اﻟﻌﺎﻤﺔ وﺘﻌددﻫﺎ ﻤرﺘ�ط ﺒوظ�ﻔﺔ اﻟدوﻟﺔ واﺘجﺎﻫﻬﺎ اﻟس�ﺎﺴﻲ ،ﻓكﻠمﺎ
ﺘوﺴﻌت وظﺎﺌﻒ اﻟدوﻟﺔ وﺘدﺨﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻤختﻠﻒ اﻟنشﺎطﺎت �ﻠمﺎ ازداد ﻋدد اﻟمراﻓق اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟتﻲ ﺘنشئﻬﺎ ،و�ﻠمﺎ
ﺘنوﻋت أ�ضﺎ أﺴﺎﻟیب وطرق إدارة اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم ،ﻓمﺎ �صﻠﺢ ﻟمرﻓق ﻻ �صﻠﺢ �ﺎﻟضرورة ﻟمرﻓق آﺨر .وﻤن
ﺠﻬﺔ أﺨرى ﻓﺈن اﻟحﺎﻟﺔ اﻟمﺎﻟ�ﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻗد ﺘكون ﺴب�ﺎ ﻟتنوع ﻫذﻩ اﻷﺴﺎﻟیب ﻓﻲ إدارة اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم ،ﻓﻘد ﺘﻔرض
ﻫذﻩ اﻟحﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ اﻟتﻔكیر ﻓﻲ ﺘﻔو�ض �ﻌض اﻟنشﺎطﺎت ﻟﻸﻓراد ﻹدارﺘﻬﺎ �ﺄﻤواﻟﻬم وﺘكتﻔﻲ اﻟدوﻟﺔ �مراق�ﺔ
ﻫذا اﻟنشﺎط.
إن دراﺴﺔ أﺴﺎﻟیب إدارة اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم ﺘكتسﻲ أﻫم�ﺔ �ﺎﻟﻐﺔ وذﻟك ﻟتحدﯿد اﻟﻘﺎﻨون اﻟواﺠب اﻟتطبیق
ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻘد�ﺔ اﻟمنظمﺔ ﻟﻬﺎ و�ذﻟك اﻟﻘضﺎء اﻟمختص ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻨشوب ﻨزاع ،و ﻫذا �ﻠﻪ ﻓﻲ وﻗت
أﺼ�ﺢ ف�ﻪ ﻤع�ﺎر اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم ﻏیر �ﺎف ﻟوﺤدﻩ ﻟﻠق�ﺎم ﺒذﻟك.
اﻟم�حث اﻷول :اﻷﺴﺎﻟیب اﻟم�ﺎﺸرة ﻹدارة اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم )إدارة اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم ﺒواﺴطﺔ ﺠﻬﺎز ﺤكوﻤﻲ(.
ﺘتمثﻞ اﻷﺴﺎﻟیب اﻟم�ﺎﺸرة ﻹدارة اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم ﻓﻲ أﺴﻠوب اﻻﺴتﻐﻼل اﻟم�ﺎﺸر وأﺴﻠوب اﻟمؤﺴسﺔ
اﻟﻌﺎﻤﺔ.
ُ�ﻘصد �ﺄﺴﻠوب اﻻﺴتﻐﻼل اﻟم�ﺎﺸر أن ﺘﻘوم اﻟدوﻟﺔ أو أﺤد ﻫیئﺎﺘﻬﺎ �ﺈدارة اﻟمرﻓق ﺒنﻔسﻬﺎ ﻤستﻌمﻠﺔ
ﻓﻲ ذﻟك أﻤواﻟﻬﺎ وﻤوظﻔیﻬﺎ وﻤستخدﻤﺔ وﺴﺎﺌﻞ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم.
62
أﺳﺎﻟﯿﺐ إدارة اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺨﺎﻣﺲ
�ﻌتبر ﻫذا اﻷﺴﻠوب أﻗدم طرق إدارة اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق ﺘُدار �ﻪ اﻟمراﻓق اﻹدار�ﺔ ﻷن
ﻨشﺎطﻬﺎ ﻻ �جذب اﻷﻓراد ﻷﻨﻬﺎ ﻻ ﺘدر ر�حﺎ ﻋﻠیﻬم� ،مﺎ ﺘدار �ﻪ �ﻌض اﻟمراﻓق اﻟصنﺎع�ﺔ واﻟتجﺎر�ﺔ اﻟتﻲ
�ﻌجز اﻷﻓراد ﻋن أداﺌﻬﺎ �ﺎﻟنﻘﻞ �ﺎﻟسكك اﻟحدﯿد�ﺔ أو ﻷﻨﻬﺎ ﻤرﺘ�طﺔ �س�ﺎدة اﻟدوﻟﺔ ﻨظ ار ﻟطﺎ�ﻌﻬﺎ اﻻﺴتراﺘ�جﻲ.
و�ﺎﻟتﺎﻟﻲ �كون ﻤوظﻔو اﻟمرﻓق اﻟذي ُﯿدار ﺒﻬذﻩ اﻟطر�ﻘﺔ ﻤوظﻔین ﻋموﻤیین� ،مﺎ أن اﻟمرﻓق �خضﻊ ﻟﻘواﻋد
اﻟمحﺎﺴ�ﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ و�ستﻔید ﻤن ﻤیزاﻨ�ﺔ اﻟدوﻟﺔ ﺴنو�ﺎ� ،مﺎ أﻨﻪ �خضﻊ ﻟرﻗﺎ�ﺔ اﻟدوﻟﺔ أو أﺤد ﻫیئﺎﺘﻬﺎ،
و�خضﻊ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم ﺨﺎﺼﺔ إذا �ﺎن اﻟمرﻓق إدار�ﺎ� ،مﺎ أن أﻤواﻟﻪ ﺘتمتﻊ �ﺎﻟحمﺎ�ﺔ اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ اﻟمﻘررة ﻟﻠمﺎل
اﻟﻌﺎم.و�ﻌتبر ﻫذا اﻷﺴﻠوب اﻟطر�ﻘﺔ اﻟتﻲ ﺘدار ﺒﻬﺎ ﺠم�ﻊ اﻟمراﻓق اﻹدار�ﺔ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟحﺎﻀر ).(1
إن أﺴﻠوب اﻻﺴتﻐﻼل اﻟم�ﺎﺸر ع�ﺎرة ﻋن ﺘنظ�م داﺨﻠﻲ ﻻ ﻏیر ،ﻓﻬو ﻻ ﯿتمتﻊ ﺒوﺠود ﻗﺎﻨوﻨﻲ ﻤتمیز
وﻤستﻘﻞ ،ﻻ �كتسب اﻟشخص�ﺔ اﻟمﻌنو�ﺔ ،ﻟ�س �ﺈﻤكﺎﻨﻪ اﻟتﻌﺎﻗد ،وﻻ �مﻠك ﺤق اﻟتﻘﺎﻀﻲ ،ﺤیث "ﯿﻠحق
�ﺎﻟشخص اﻟﻌﺎم اﻟذي ﯿدﯿرﻩ ،وﻫو أﺴﻠوب ﯿت�ﻊ ﻋﺎدة ﻓﻲ إدارة اﻟمراﻓق اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟتﻘﻠید�ﺔ ﺤتﻰ ﺘضمن اﻹدارة
ﻓرض أﻗصﻰ ﻗدر ﻤن اﻟرﻗﺎ�ﺔ ﻋﻠﻰ ﺘشﻐیﻞ واﻨتظﺎم ﻫذﻩ اﻟمراﻓق اﻟتﻲ ﺘمس اﻟحﺎﺠﺎت اﻷﺴﺎﺴ�ﺔ ﻟﻸﻓراد
وﺘتصﻞ �س�ﺎدة اﻟدوﻟﺔ" ).(2
واﻟواﻗﻊ أن طر�ﻘﺔ اﻻﺴتﻐﻼل اﻟم�ﺎﺸر ،ﺨﺎﺼﺔ �ﺎﻟنس�ﺔ ﻟﻠمراﻓق اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ،ﻗد ﺘﻌرﻀت ﻻﻨتﻘﺎدات
ﻛثیرة ﻤرﺘ�طﺔ أﺴﺎﺴﺎ �ﻌدم اﺴتﻘﻼﻟیتﻬﺎ اﻟذي �ﻌرﻗﻞ ﺘطورﻫﺎ واﺒتكﺎرﻫﺎ ،وﻟذﻟك ﺒذﻟت ﻤحﺎوﻻت ﻹ�جﺎد طرق
أﺨرى ﺘخﻔﻒ ﻤن ﺘدﺨﻞ اﻟدوﻟﺔ ،وﻤنﻬﺎ ﻨظﺎم اﻹدارة ﻏیر اﻟم�ﺎﺸرة و اﻻﻗتصﺎد اﻟمختﻠط ).(3
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) -(1ﺴﻠ�مﺎن ﷴ اﻟطمﺎوي ،اﻟوﺠیز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻹداري-دراﺴﺔ ﻤﻘﺎرﻨﺔ ،دار اﻟﻔكر اﻟﻌر�ﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ﻤصر .1992 ،ص
.225
) -(2ﷴ ﻓﺎروق ﻋبد اﻟحمید ،ﻨظر�ﺔ اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻟجزاﺌري ﺒین اﻟمﻔﻬوﻤین اﻟتﻘﻠیدي واﻻﺸتراﻛﻲ-دراﺴﺔ ﻤﻘﺎرﻨﺔ،
دﯿوان اﻟمطبوﻋﺎت اﻟجﺎﻤع�ﺔ ،اﻟجزاﺌر.1984 ،ص .30
) .(3ﺴﻠ�مﺎن ﷴ اﻟطمﺎوي،اﻟمرﺠﻊ اﻟسﺎﺒق .ص 226
63
أﺳﺎﻟﯿﺐ إدارة اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺨﺎﻣﺲ
ُ�ﻌتبر أﺴﻠوب اﻟمؤﺴسﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ أﺤد أﺴﺎﻟیب إدارة اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم ،وﻫو اﻷﻛثر ﺸیوﻋﺎ واﻨتشﺎ ار إذ
ﻟجﺄت إﻟ�ﻪ ﻤﻌظم اﻟدول �كثرة ،وﻻ ﺴ�مﺎ ﻓﻲ أﻋﻘﺎب اﻟحرب اﻟﻌﺎﻟم�ﺔ اﻟثﺎﻨ�ﺔ ).(1
اﻟﻔرع اﻷول :ﻤﻔﻬوم اﻟمؤﺴسﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ:
ﺘﻌتبر اﻟمؤﺴسﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ )اﻟتﻲ ﺘﺄﺨذ اﺴم اﻟﻬیئﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﻤصر( وﻓﻘﺎ ﻟﻠتﻌر�ف اﻟكﻼﺴ�كﻲ ﻤرﻓﻘﺎ
ﻋﺎﻤﺎ ﯿدار ﻋن طر�ق ﻤنظمﺔ ﻋﺎﻤﺔ ،و�تمتﻊ �ﺎﻟشخص�ﺔ اﻟمﻌنو�ﺔ ).(2
وﻫكذا�ُ ،منﺢ اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم إﻟﻰ أﺸخﺎص ﻤﻌنو�ﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﺘتمتﻊ �ﺎﻟشخص�ﺔ اﻟمﻌنو�ﺔ اﻟمستﻘﻠﺔ ﻤستخدﻤﺔ
ﻓﻲ ذﻟك وﺴﺎﺌﻞ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم ﻤثﻞ ﺼنﺎدﯿق اﻟمسﺎﻫمﺔ أو ﺸر�ﺎت ﻤسﺎﻫمﺎت اﻟدوﻟﺔ ،و�تمثﻞ اﻟﻬدف
اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻬذا اﻷﺴﻠوب ﻓﻲ ﺘخف�ف اﻟﻌبء ﻋﻠﻰ اﻟجﻬﺔ اﻹدار�ﺔ اﻟمنشئﺔ ﻟﻠمرﻓق وﺘحﻘیق ﻗدر ﻤن اﻟمروﻨﺔ
ﻓﻲ إدارة اﻟمراﻓق اﻟﻌﺎﻤﺔ ﺨﺎﺼﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﻤنﻬﺎ.
وﺘجدر اﻹﺸﺎرة إﻟﻰ أن ﻟﻬذا اﻷﺴﻠوب ﻗیدان ﻫمﺎ :ﻗید اﻟتخصص ،أي �ﻞ ﻤؤﺴسﺔ ﺘﻠتزم �ﺎﻷﻋمﺎل
اﻟمحددة ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻨص إﻨشﺎﺌﻬﺎ وﻻ ﺘحید ﻋنﻪ .وﺨضوع اﻟمؤﺴسﺔ ﻟنظﺎم اﻟوﺼﺎ�ﺔ ﻟﻠتﺄﻛد ﻤن ﻋدم ﺨروﺠﻬﺎ ﻋن
ﻤجﺎﻟﻬﺎ اﻟمحدد وﻋن اﻟمشروع�ﺔ.
وﺘوﺠد أﻨواع ﻋدﯿدة ﻤن اﻟمؤﺴسﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﺤیث ﻨجد ﻤثﻼ اﻟمؤﺴسﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻹدار�ﺔ،
اﻟمؤﺴسﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ ذات اﻟطﺎ�ﻊ اﻟصنﺎﻋﻲ واﻟتجﺎري ،اﻟمؤﺴسﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ ذات اﻟطﺎ�ﻊ اﻟﻌﻠمﻲ واﻟتكنوﻟوﺠﻲ،
ﻤؤﺴسﺎت ذات طﺎ�ﻊ ﻋﻠمﻲ وﺜﻘﺎﻓﻲ وﻤﻬنﻲ.
ﺘﻌتبر اﻟمؤﺴسﺔ ﻤن ﺤیث طب�ﻌتﻬﺎ اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ ﺸخصﺎ ﻤﻌنو�ﺎ ﻋﺎﻤﺎ �كﻞ ﻤﺎ ﯿترﺘب ﻋن ذﻟك ﻤن
ﻨتﺎﺌﺞ ،و�ﺎﻟتﺎﻟﻲ ﺘكون اﻟمؤﺴسﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻬذا اﻷﺴﻠوب ﻤستﻘﻠﺔ ﻋن اﻟدوﻟﺔ ،وﻟﻬﺎ ذﻤﺔ ﻤﺎﻟ�ﺔ ﻤستﻘﻠﺔ ،وﻟﻬﺎ ﺤق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
) -(1ﺴﻠ�مﺎن ﷴ اﻟطمﺎوي،اﻟمرﺠﻊ اﻟسﺎﺒق.ص .227
)(2
-ﺴﻠ�مﺎن ﷴ اﻟطمﺎوي،اﻟمرﺠﻊ اﻟسﺎﺒق.ص .227
64
أﺳﺎﻟﯿﺐ إدارة اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺨﺎﻣﺲ
ﻗبول اﻟﻬ�ﺎت واﻟوﺼﺎ�ﺎ� ،مﺎ ﻟﻬﺎ ﺤق اﻟتﻌﺎﻗد دون اﻟحصول ﻋﻠﻰ رﺨصﺔ ،وﻟﻬﺎ ﺤق اﻟتﻘﺎﻀﻲ� ،مﺎ ﺘتحمﻞ
ﻨتﺎﺌﺞ أﻋمﺎﻟﻬﺎ �مﺎ ﺘُسﺄل ﻋن ﻨتﺎﺌﺞ أﻓﻌﺎﻟﻬﺎ اﻟضﺎرة �ﺎﻟﻐیر.
وﻫكذا ﻨﻼﺤظ ،أن اﻷﺴﺎﻟیب اﻟم�ﺎﺸرة ﻹدارة اﻟمراﻓق اﻟﻌﺎﻤﺔ ﺘحﻘق ﻀمﺎن اﻹدارة ﻓرض أﻗصﻰ ﻗدر
ﻤن اﻟرﻗﺎ�ﺔ ﻋﻠﻰ ﺴیر ود�موﻤﺔ واﻨتظﺎم ﻫذﻩ اﻟمراﻓق ،اﻟتﻲ ﺘمس اﻟحﺎﺠﺎت اﻷﺴﺎﺴ�ﺔ ﻟﻸﻓراد ،وﺘحﺎﻓظ ﻋﻠﻰ
ﺴ�ﺎدة اﻟدوﻟﺔ.
�ﻘوم ﻫذا اﻷﺴﻠوب ﻋﻠﻰ أﺴﺎس اﺸتراك اﻟدوﻟﺔ أو أﺤد اﻷﺸخﺎص اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤﻊ اﻷﻓراد ﻓﻲ إدارة ﻤرﻓق
ﻋﺎم .و�تخذ ﻫذا اﻻﺸتراك ﺼورة ﺸر�ﺔ ﻤسﺎﻫمﺔ ﺘكتتب اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺠﺎﻨب ﻤن أﺴﻬمﻬﺎ ،ﻋﻠﻰ أن �سﺎﻫم
اﻷﻓراد ﻓﻲ اﻻﻛتتﺎب �ﺎﻟجزء اﻷﺨر .وﺘخضﻊ ﻫذﻩ اﻟشر�ﺔ إﻟﻰ أﺤكﺎم اﻟﻘﺎﻨون اﻟتجﺎري ﻤﻊ اﺤتﻔﺎظ اﻟسﻠطﺔ
اﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒوﺼﻔﻬﺎ ﻤمثﻠﺔ ﻟﻠمصﻠحﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ �ﺎﻟحق ﻓﻲ ﺘﻌیین �ﻌض أﻋضﺎء ﻤجﻠس اﻹدارة وأن �كون اﻟرأي
اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟمجﻠس و�ﺄﺘﻲ ﻫذا ﻤن ﺨﻼل اﻟرﻗﺎ�ﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ اﻟتﻲ ﺘمﺎرﺴﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ أو اﻟشخص اﻟﻌﺎم
اﻟمشﺎرك ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟشر�ﺔ ﻋﻠﻰ أﻋمﺎﻟﻬﺎ وﺤسﺎ�ﺎﺘﻬﺎ.
وﺘتم إدارة اﻟمرﻓق إدارة ﻤختﻠطﺔ ﻤن ﻤمثﻠﻲ اﻹدارة و ﺘوﻓر ﻫذﻩ اﻟطر�ﻘﺔ ﻨوﻋﺎ ﻤن اﻟتﻌﺎون ﺒین
. اﻷﻓراد واﻟسﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺴبیﻞ اﻟوﺼول إﻟﻰ إدارة ﻨﺎﻀجﺔ ور�ﺢ ﻤﻌﻘول.
وﻗد اﻨتشرت ﺸر�ﺎت اﻻﻗتصﺎد اﻟمختﻠط ﻓﻲ �ثیر ﻤن اﻟدول اﻷور��ﺔ �وﺴیﻠﺔ ﻹدارة اﻟمراﻓق اﻟﻌﺎﻤﺔ
ذات اﻟطﺎ�ﻊ اﻻﻗتصﺎدي ﻻ ﺴ�مﺎ ﻓرﻨسﺎ ﻓﻲ إدارة ﻤراﻓق اﻟنﻘﻞ واﻟطﺎﻗﺔ ﻟمﺎ �حﻘﻘﻪ ﻫذا اﻷﺴﻠوب ﻓﻲ ﻓﺎﺌدة
ﺘتمثﻞ ﻓﻲ ﺘخﻠ�ص اﻟمراﻓق اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤن اﻟتﻌﻘیدات واﻹﺠراءات اﻹدار�ﺔ اﻟتﻲ ﺘظﻬر ﻓﻲ أﺴﻠوب اﻹدارة
اﻟم�ﺎﺸرة� ،مﺎ أﻨﻪ �خﻔﻒ اﻟﻌبء ﻋن اﻟسﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ و�ت�ﺢ ﻟﻬﺎ اﻟتﻔرغ ﻹدارة اﻟمراﻓق اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟﻘوﻤ�ﺔ ،و�سﺎﻫم
ﻓﻲ ﺘوظ�ف رأس اﻟمﺎل اﻟخﺎص ﻓﻲ ﻤﺎ �خدم اﻟتنم�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ
ﻗد ﺘﻘتضﻲ ﻤتطﻠ�ﺎت اﻟتنم�ﺔ اﻟوطن�ﺔ اﻟتﻌﺎون ﺒین اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم واﻟﻘطﺎع اﻟخﺎص اﻟوطنﻲ أو
اﻷﺠنبﻲ ﻓﻲ إطﺎر ﻗﺎﻨوﻨﻲ ﻹدارة ﻤرﻓق ﻋﺎم ﻤﻌین .ﻓتﻘوم أﺤد اﻟﻬیئﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ �ﺎﻻﺸتراك ﻤﻊ اﻟخواص ﻓﻲ
إدارة اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم واﻟذي ﻏﺎﻟ�ﺎ ﻤﺎ �كون ذو طﺎ�ﻊ ﺼنﺎﻋﻲ أو ﺘجﺎري ،إذ ﯿتخذ ﻫذا اﻻﺸتراك ﺼورة ﺸر�ﺔ
65
أﺳﺎﻟﯿﺐ إدارة اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺨﺎﻣﺲ
اﻗتصﺎد�ﺔ ﻤختﻠطﺔ ﯿتكﺎﺘﻒ ﻓیﻬﺎ رأس اﻟمﺎل اﻟﻌﺎم ﻤﻊ رأس اﻟمﺎل اﻟخﺎص ﻓﻲ إدارة وﺘسییر اﻟمرﻓق ﻤﻊ ﺤ�ﺎزة
اﻹدارة ﻋﺎدة ﻷﻛثر ﻤن %50ﻤن ﻨس�ﺔ رأس اﻟمﺎل وﻫذا ﺤتﻰ ﺘتمكن ﻤن ﻤمﺎرﺴﺔ ﺴﻠطتﻬﺎ ﻓﻲ اﻟمراق�ﺔ
واﻹﺸراف.
اﻟﻔرع اﻷول � :ﻌض ﺤﺎﻻت اﻟﻠجوء ﻷﺴﻠوب اﻹدارة ﻤن طرف اﻟشر�ﺔ اﻟمختﻠطﺔ
-ﺤﺎﻟﺔ إﺘ�ﺎع ﺴ�ﺎﺴﺔ اﻗتصﺎد�ﺔ أو اﺠتمﺎع�ﺔ ﻤﻌینﺔ ﺘتطﻠب ﺘدﺨﻞ اﻟدوﻟﺔ ﻟتوﺠ�ﻪ ﻗطﺎع اﻗتصﺎدي ﻤﻌین
ﯿتوﻻﻩ اﻟﻘطﺎع اﻟخﺎص ﻋندﻤﺎ ﻻ ﺘرى ﺠدوى ﻤن ﺘﺄﻤ�مﻪ ،ﻓتتدﺨﻞ �موﺠب ﺤصوﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ رأﺴمﺎل اﻟشر�ﺎت
اﻟخﺎﺼﺔ ﺴواء �شراء ﺠزء ﻤن اﻷﺴﻬم ﻓیﻬﺎ أو �موﺠب ﻗرار إداري ﻤﻌین ﻋﻠﻰ أﺴﺎس اﻟسﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ.
-ﺤﺎﻟﺔ ﻋجز ﺼﺎﺤب اﻻﻤت�ﺎز ﻋن إدارة اﻟمرﻓق ﻟوﺤدﻩ ،ﻓﻘد ﺘتﻔق ﻤﻌﻪ اﻹدارة ﻋﻠﻰ اﻟتحول ﻤن اﻻﻤت�ﺎز
إﻟﻰ اﻻﺴتﻐﻼل اﻟمختﻠط .ﻫذا ﺤتﻰ ﺘتمكن ﻤن دﻋمﻪ ﻤﺎﻟ�ﺎ واﻹﺸراف ﻋﻠ�ﻪ.
-ﺤﺎﻟﺔ إﻨشﺎء اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻤ�ﺎﺸرة ،ﺸر�ﺎت ﻤسﺎﻫمﺔ ﻤختﻠطﺔ ﺒین اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم واﻟﻘطﺎع اﻟخﺎص اﻟوطنﻲ
أو اﻷﺠنبﻲ.
اﻟﻔرع اﻟثﺎﻨﻲ :اﻟطب�ﻌﺔ اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ ﻷﺴﻠوب اﻹدارة ﻤن طرف ﺸر�ﺔ ﻤختﻠطﺔ:
اﻟشر�ﺔ اﻟمختﻠطﺔ ع�ﺎرة ﻋن ﺸر�ﺔ ﻤسﺎﻫمﺔ ﺘخضﻊ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟتجﺎري .وأﻤﺎ ﺤﻘوق اﻹدارة وﺴﻠطﺎﺘﻬﺎ
ﻓتستمدﻫﺎ ﻤن اﻟﻘﺎﻨون اﻟتجﺎري ﻤن ﺠﻬﺔ �ﺎﻋت�ﺎرﻫﺎ ﺸر�كﺎ ﻓﻲ ﺸر�ﺔ اﻟمسﺎﻫمﺔ ،و�ذا ﻤن ﻤوﻗﻌﻬﺎ اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ
اﻟمتمیز اﻟذي �ﻌطیﻬﺎ ﺤق ﺘوﺠ�ﻪ أﻋمﺎل اﻟشر�ﺔ ﻋﻠﻰ ﻨحو �حﻘق اﻟنﻔﻊ اﻟﻌﺎم� ،ﺎﻋت�ﺎرﻫﺎ ﺘستحوذ ﻋﻠﻰ أﻛثر
ﻤن %50ﻤن رأس اﻟمﺎل ).(1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
)� -(1ﺎﻟنس�ﺔ ﻟﻠشراﻛﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻟخﺎﺼﺔ ﻤﻊ ﺸر�ك ﻏیر ﻤق�م ﻓﻲ اﻟجزاﺌر ،ﺼدر اﻟﻘﺎﻨون رﻗم 82-13اﻟمؤرخ ﻓﻲ 28أوت
1982ﯿتﻌﻠق ﺒتﺄﺴ�س اﻟشر�ﺎت اﻟمختﻠطﺔ اﻻﻗتصﺎد وﺴیرﻫﺎ) ،ج ر ﻋدد 35ﻟسنﺔ ،(1982اﻟمﻌدل واﻟمتمم �ﺎﻟﻘﺎﻨون رﻗم
13-86اﻟمؤرخ ﻓﻲ 28أوت ) ، 1986ج ر ﻋدد 35ﻟسنﺔ ،(1986ﺜم ﺠﺎء ﻗﺎﻨوﻨﺎ اﻻﺴتثمﺎر ﻟسنﺔ 1993و 2016
ﺨﺎﻟیین ﻫذا اﻟشرط ،ﻏیر أن ﻫذا اﻷﺨیر أﻋید ﻤن ﺠدﯿد ﻓﻲ ﻗﺎﻨون اﻟمﺎﻟ�ﺔ اﻟتكمیﻠﻲ ﻟسنﺔ 2009اﻟذي اﺸترط ﻤﻠك�ﺔ اﻟطرف
اﻟﻌموﻤﻲ % 51ﻤن رأﺴمﺎل اﻟشر�ﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ،ﻏیر أن ﻗﺎﻨون اﻟمﺎﻟ�ﺔ اﻟتكمیﻠﻲ ﻟسنﺔ 2020أﻟﻐﻰ ﻫذا اﻟشرط �ﺎﻟنس�ﺔ
ﻟﻠﻘطﺎﻋﺎت ﻏیر اﻻﺴتراﺘ�ج�ﺔ ،ﺜم ﺼدر اﻟمرﺴوم اﻟتنﻔیذي رﻗم 145-21ﻤؤرخ ﻓﻲ 17أﺒر�ﻞ ) 2021ج ر ﻋدد 30ﺒتﺎر�ﺦ
22أﺒر�ﻞ� (2021حدد ﻗﺎﺌمﺔ اﻟنشﺎطﺎت اﻻﺴتراﺘ�ج�ﺔ اﻟتﻲ ﺘ�ﻘﻰ ﺨﺎﻀﻌﺔ ﻟﻬذا اﻟشرط.
66
أﺳﺎﻟﯿﺐ إدارة اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺨﺎﻣﺲ
وأﻤﺎ ﻤمثﻠو اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم داﺨﻞ اﻟﻬیئﺎت اﻟمسیرة ﻟﻠشر�ﺔ ﻓﻼ �مثﻠون أﻨﻔسﻬم وﻻ اﻟشر�ﺔ ﺒﻞ ﻫم ﻨواب ﻋن
اﻟدوﻟﺔ .و�مثﺎل ﻋن ذﻟك ﻤﺎ ﺠﺎء ﻓﻲ اﻟمﺎدة اﻟثﺎﻨ�ﺔ ﻤن اﻟمرﺴوم اﻟتنﻔیذي رﻗم 118/96اﻟمﻌدل واﻟمتمم
ﻟﻠمرﺴوم 159/87اﻟمتﻌﻠق ﺒتخﻞ اﻟشر�ﺎت اﻷﺠنب�ﺔ ﻓﻲ ﻤجﺎل اﻟتنﻘیب ،أن ﺸكﻞ اﻟشراﻛﺔ ﺒین اﻟمؤﺴسﺔ
اﻟوطن�ﺔ واﻟشر�ك أو اﻟشر�ﺎء اﻷﺠﺎﻨب ﯿتخذ ﺸكﻞ ﺸر�ﺔ ﻤسﺎﻫمﺔ ﺘخضﻊ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟتجﺎري.
�ﻌتبر ﺘﻔو�ض اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم أﻤ ار ﺠواز�ﺎ �ﺎﻟنس�ﺔ ﻟﻠشخص اﻟمﻌنوي إذ �مكن ﻟﻬذا اﻷﺨیر أن �ﻘوم
ﺒتﻔو�ض ﺘسییرﻩ إﻟﻰ ﻤﻔوض ﻟﻪ ،وذﻟك ﻤﺎ ﻟم ﯿوﺠد ﺤكم ﺘشر�ﻌﻲ ﻤخﺎﻟﻒ .و�تم اﻟتكﻔﻞ �ﺄﺠر اﻟمﻔوض ﻟﻪ،
�صﻔﺔ أﺴﺎﺴ�ﺔ ،ﻤن اﺴتﻐﻼل اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم .وﺘﻘوم اﻟسﻠطﺔ اﻟمﻔوﻀﺔ اﻟتﻲ ﺘتصرف ﻟحسﺎب ﺸخص ﻤﻌنوي
ﺨﺎﻀﻊ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم ﺒتﻔو�ض ﺘسییر اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم �موﺠب اﺘﻔﺎق�ﺔ .و�ﻬذﻩ اﻟصﻔﺔ� ،مكن اﻟسﻠطﺔ اﻟمﻔوﻀﺔ
أن ﺘﻌﻬد ﻟﻠمﻔوض ﻟﻪ إﻨجﺎز ﻤنشﺂت أو اﻗتنﺎء ﻤمتﻠكﺎت ﻀرور�ﺔ ﻟسیر ﻋمﻞ اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم.
وﺘجدر اﻹﺸﺎرة إﻟﻰ أن ﻛﻞ اﺴتثمﺎرات وﻤمتﻠكﺎت اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم ،ﻋند ﻨﻬﺎ�ﺔ ﻋﻘد ﺘﻔو�ض اﻟمرﻓق
اﻟﻌﺎم ،ﺘصیر ﻤﻠكﺎ ﻟﻠشخص اﻟمﻌنوي اﻟخﺎﻀﻊ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم ،اﻟمﻌنﻲ.
وردت ﺼ�ﻎ ﻤختﻠﻔﺔ ﻟتﻔو�ض اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم ﻀمن اﻟمﺎدة 210ﻤن ﻗﺎﻨون اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ
)(2 )(1
،ﻏیر أﻨﻬﺎ و�ذﻟك ﻀمن اﻟمرﺴوم اﻟتنﻔیذي اﻟمتضمن ﺘﻔو�ض اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم وﺘﻔو�ضﺎت اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم
ﻟ�ست ﻋﻠﻰ ﺴبیﻞ اﻟحصر ،ﺒﻞ �مكن أن �ﺄﺨذ ﺘﻔو�ض اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم أﺸكﺎﻻ أﺨرى ،ﻏیر ﺘﻠك اﻟمبن�ﺔ ف�مﺎ
�ﺄﺘﻲ وﻓق ﺸروط ﺘحدد ﻋن طر�ق اﻟتنظ�م.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
-ﻤرﺴوم رﺌﺎﺴﻲ رﻗم 247- 15ﻤؤرخ ﻓﻲ 2ذي اﻟحجﺔ ﻋﺎم 1436اﻟمواﻓق 16ﺴبتمبر ﺴنﺔ 2015ﯿتضمن ﺘنظ�م
اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ وﺘﻔو�ضﺎت اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم.
)(2
-اﻟمرﺴوم اﻟتنﻔیذي رﻗم 199-18ﻤؤرخ ﻓﻲ 2ﻏشت ،2018ج ر ﻋدد 48ﻤؤرﺨﺔ ﻓﻲ 5ﻏشت 2018ﯿتﻌﻠق
ﺒتﻔو�ض اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم.
67
أﺳﺎﻟﯿﺐ إدارة اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺨﺎﻣﺲ
وﻓﻘﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟص�ﻐﺔ ،ﺘﻌﻬد اﻟسﻠطﺔ اﻟمﻔوﻀﺔ ﻟﻠمﻔوض ﻟﻪ إﻤﺎ إﻨجﺎز ﻤنشﺂت أو اﻗتنﺎء ﻤمتﻠكﺎت
ﻀرور�ﺔ ﻹﻗﺎﻤﺔ اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم واﺴتﻐﻼﻟﻪ ،و�ﻤﺎ ﺘﻌﻬد ﻟﻪ ﻓﻘط �ﺎﺴتﻐﻼل اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم � .ستﻐﻞ اﻟمﻔوض ﻟﻪ
اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم �ﺎﺴمﻪ وﻋﻠﻰ ﻤسؤوﻟیتﻪ ،ﺘحت ﻤراق�ﺔ اﻟسﻠطﺔ اﻟمﻔوﻀﺔ ،و�تﻘﺎﻀﻰ ﻋن ذﻟك أﺘﺎوى ﻤن
ﻤستخدﻤﻲ اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم � .مول اﻟمﻔوض ﻟﻪ اﻹﻨجﺎز واﻗتنﺎء اﻟممتﻠكﺎت واﺴتﻐﻼل اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم ﺒنﻔسﻪ.
وأﻗصﻰ ﻤدة ﻟﻼﻤت�ﺎز 30ﺴنوات ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠتمدﯿد ﻤرة واﺤدة �ﺄر�ﻊ ﺴنوات ﻓﻘط )م 53ﻤن اﻟمرﺴوم اﻟتنﻔیذي(.
اﻟﻔرع اﻟثﺎﻨﻲ:اﻹ�جﺎر
ط�ﻘﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟطر�ﻘﺔ ،ﺘﻌﻬد اﻟسﻠطﺔ اﻟمﻔوﻀﺔ ﻟﻠمﻔوض ﻟﻪ ﺒتسییر ﻤرﻓق ﻋﺎم وﺼ�ﺎﻨتﻪ ،ﻤﻘﺎﺒﻞ إﺘﺎوة
ﺴنو�ﺔ ﯿدﻓﻌﻬﺎ ﻟﻬﺎ .و�تصرف اﻟمﻔوض ﻟﻪ ،ﺤینئذ ،ﻟحسﺎ�ﻪ وﻋﻠﻰ ﻤسؤوﻟیتﻪ .ﺘمول اﻟسﻠطﺔ اﻟمﻔوﻀﺔ ﺒنﻔسﻬﺎ
إﻗﺎﻤﺔ اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم .و�دﻓﻊ أﺠر اﻟمﻔوض ﻟﻪ ﻤن ﺨﻼل ﺘحصیﻞ اﻷﺘﺎوى ﻤن ﻤستﻌمﻠﻲ اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم.
وأﻗصﻰ ﻤدة ﻟﻺ�جﺎر 15ﺴنوات ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠتمدﯿد ﻤرة واﺤدة ﺒثﻼث ﺴنوات ﻓﻘط )م 54ﻤن اﻟمرﺴوم اﻟتنﻔیذي(.
وﻓﻘﺎ ﻟﻬذا اﻷﺴﻠوب ،ﺘﻌﻬد اﻟسﻠطﺔ اﻟمﻔوﻀﺔ ﻟﻠمﻔوض ﻟﻪ ﺒتسییر أو ﺒتسییر وﺼ�ﺎﻨﺔ اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم.
و�ﻘوم اﻟمﻔوض ﻟﻪ �ﺎﺴتﻐﻼل اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم ﻟحسﺎب اﻟسﻠطﺔ اﻟمﻔوﻀﺔ اﻟتﻲ ﺘمول ﺒنﻔسﻬﺎ إﻗﺎﻤﺔ اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم
وﺘحتﻔظ �ﺈدارﺘﻪ ورﻗﺎﺒتﻪ اﻟكﻠ�ﺔ .و�دﻓﻊ أﺠر اﻟمﻔوض ﻟﻪ ﻤ�ﺎﺸرة ﻤن اﻟسﻠطﺔ اﻟمﻔوﻀﺔ ﺒواﺴطﺔ ﻤنحﺔ ﺘحدد
ﺒنس�ﺔ ﻤﺎﺌو�ﺔ ﻤن رﻗم اﻷﻋمﺎل ،ﺘضﺎف إﻟیﻬﺎ ﻤنحﺔ إﻨتﺎﺠ�ﺔ وﺤصﺔ ﻤن اﻷر�ﺎح ،ﻋند اﻻﻗتضﺎء .ﺘحدد
و�حصﻞ
ّ اﻟسﻠطﺔ اﻟمﻔوﻀﺔ� ،ﺎﻻﺸتراك ﻤﻊ اﻟمﻔوض ﻟﻪ ،اﻟتﻌر�ﻔﺎت اﻟتﻲ ﯿدﻓﻌﻬﺎ ﻤستﻌمﻠو اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم.
اﻟمﻔوض ﻟﻪ اﻟتﻌر�ﻔﺎت ﻟحسﺎب اﻟسﻠطﺔ اﻟمﻔوﻀﺔ اﻟمﻌن�ﺔ.
وﻋﻠ�ﻪ ﻓﺈن ﻋﻘد اﻟو�ﺎﻟﺔ اﻟمحﻔزة "ﻫو ﺘجسید وﺘوﻀ�ﺢ ﻟصورة ﺸراﻛﺔ اﻟخواص ﻓﻲ ﺘسییر اﻟمرﻓق
اﻟﻌﺎم دون ﺘحمﻞ ﻷع�ﺎء اﻟبنﺎء واﻟتجﻬیز ،وﻤنﻪ ﻨﻼﺤظ ﻤدى ارﺘ�ﺎط رﻗم اﻷﻋمﺎل واﻹﻨتﺎﺠ�ﺔ واﻟﻔﻌﺎﻟ�ﺔ
68
أﺳﺎﻟﯿﺐ إدارة اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺨﺎﻣﺲ
�ﺎﻟمﻘﺎﺒﻞ اﻟمﺎﻟﻲ اﻟمتحصﻞ ﻋﻠ�ﻪ ﻨت�جﺔ ﺘسییر اﻟمرﻓق") ،(1وأﻗصﻰ ﻤدة ﻟﻠو�ﺎﻟﺔ اﻟمحﻔزة 10ﺴنوات ﻗﺎﺒﻠﺔ
ﻟﻠتمدﯿد ﻤرة واﺤدة �سنتین ﻓﻘط )م 55ﻤن اﻟمرﺴوم اﻟتنﻔیذي(.
اﻟﻔرع اﻟرا�ﻊ :اﻟتسییر
وﻫو ع�ﺎرة ﻋن ﺼ�ﻐﺔ ﺘﻌﻬد ﻤن ﺨﻼﻟﻬﺎ اﻟسﻠطﺔ اﻟمﻔوﻀﺔ ﻟﻠمﻔوض ﻟﻪ ﺒتسییر أو ﺒتسییر وﺼ�ﺎﻨﺔ
اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم ﺒدون أي ﺨطر ﯿتحمﻠﻪ اﻟمﻔوض ﻟﻪ .و�ستﻐﻞ اﻟمﻔوض ﻟﻪ اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم ﻟحسﺎب اﻟسﻠطﺔ
اﻟمﻔوﻀﺔ اﻟتﻲ ﺘمول ﺒنﻔسﻬﺎ اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم وﺘحتﻔظ �ﺈدارﺘﻪ .و�دﻓﻊ أﺠر اﻟمﻔوض ﻟﻪ ﻤ�ﺎﺸرة ﻤن اﻟسﻠطﺔ
اﻟمﻔوﻀﺔ ﺒواﺴطﺔ ﻤنحﺔ ﺘحدد ﺒنس�ﺔ ﻤﺎﺌو�ﺔ ﻤن رﻗم اﻷﻋمﺎل ،ﺘضﺎف إﻟیﻬﺎ ﻤنحﺔ إلاﻨتﺎﺠ�ﺔ .و�تم ﺘحدﯿد
اﻟتﻌر�ﻔﺎت اﻟتﻲ ﯿدﻓﻌﻬﺎ ﻤستﻌمﻠو اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم ﻤس�ﻘﺎ ﻓﻲ دﻓتر اﻟشروط ﻤن طرف اﻟسﻠطﺔ اﻟمﻔوﻀﺔ اﻟتﻲ
ﺘحتﻔظ �ﺎﻷر�ﺎح ،وﻻ �مكن أن ﺘتجﺎوز ﻤدة اﻟتسییر 5ﺴنوات )م 56ﻤن اﻟمرﺴوم اﻟتنﻔیذي(.
ﺘخضﻊ اﺘﻔﺎق�ﺎت ﺘﻔو�ض اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم ،ﻹﺒراﻤﻬﺎ إﻟﻰ ﻨﻔس اﻟم�ﺎدئ اﻟتﻲ ﺘخضﻊ ﻟﻬﺎ اﻟصﻔﻘﺎت
اﻟﻌموﻤ�ﺔ .وز�ﺎدة ﻋﻠﻰ ذﻟك� ،خضﻊ اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم ﻋند ﺘنﻔیذ اﺘﻔﺎق�ﺔ ﺘﻔو�ضﻪ ،ﻋﻠﻰ اﻟخصوص ،إﻟﻰ ﻤ�ﺎدئ
اﻻﺴتمرر�ﺔ واﻟمسﺎواة وﻗﺎﺒﻠ�ﺔ اﻟتك�ف.
ا
ﺘنص اﻟمﺎدة 5ﻤن ﻗﺎﻨون اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ أﻨﻪ ﻟضمﺎن ﻨجﺎﻋﺔ اﻟطﻠ�ﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ واﻻﺴتﻌمﺎل
اﻟحسن ﻟﻠمﺎل اﻟﻌﺎم� ،جب أن ﺘراﻋﻰ ﻓﻲ اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﻤ�ﺎدئ ﺤر�ﺔ اﻟوﺼول ﻟﻠطﻠ�ﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ
واﻟمسﺎواة ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻤﻠﺔ اﻟمرﺸحین وﺸﻔﺎف�ﺔ اﻹﺠراءات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
-ﻋبد اﻟﻌﺎﻟﻲ ﺤﻔظ ﷲ ،ﻟجﻠط ﻓواز" ،اﻟتﺄﺼیﻞ اﻟمﻔﺎه�مﻲ ﻟﻌﻘد اﻟو�ﺎﻟﺔ اﻟمحﻔزة �ﺄﺴﻠوب ﻟسیر اﻟمراﻓق اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟمحﻠ�ﺔ ﻓﻲ
ظﻞ اﻟمرﺴوم اﻟتنﻔیذي 199-18اﻟمتﻌﻠق ﺒتﻔو�ضﺎت اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم" ،ﻤجﻠﺔ اﻟمشكﺎة ﻓﻲ اﻻﻗتصﺎد ،اﻟتنم�ﺔ واﻟﻘﺎﻨون،
اﻟمجﻠد،5اﻟﻌدد ،2020 ،1ص .271اﻟموﻗﻊ اﻻﻟكتروﻨﻲ https://www.asjp.cerist.dz/en/article/117397 :
ﺘﺎر�ﺦ اﻟز�ﺎرة 24أﺒر�ﻞ 2021ﻋﻠﻰ اﻟسﺎﻋﺔ 19س.
69
أﺳﺎﻟﯿﺐ إدارة اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺨﺎﻣﺲ
وﺘﻌكس ﻫذﻩ اﻟمﺎدة ﻤﺎ ورد ﻓﻲ اﻟدﺴتور ﻓﻲ اﻟمﺎدة 27ﺤیث ﺠﺎء ﻓیﻬﺎ ﻤﺎ ﯿﻠﻲ":ﺘضمن اﻟمراﻓق اﻟﻌموﻤ�ﺔ
ﻟكﻞ ﻤرﺘﻔق اﻟتسﺎوي ﻓﻲ اﻟحصول ﻋﻠﻰ اﻟخدﻤﺎت ،و�دون ﺘمییز .ﺘﻘوم اﻟمراﻓق اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﻋﻠﻰ ﻤ�ﺎدئ
اﻻﺴتم ارر�ﺔ ،واﻟتك�ف اﻟمستمر ،واﻟتﻐط�ﺔ اﻟمنصﻔﺔ ﻟﻠتراب اﻟوطنﻲ ،وﻋند اﻻﻗتضﺎء ،ﻀمﺎن ﺤد أدﻨﻰ ﻤن
اﻟخدﻤﺔ".
ﯿتﻌین ﻋﻠﻰ اﻟشخص اﻟمﻌنوي ،ﻋند إﻋداد إﺠراءات إﺒرام اﻟصﻔﻘﺎت ،أن ﯿراﻋﻲ ﻤبدأ ﺤر�ﺔ اﻻﺴتﻔﺎدة
ﻤن اﻟطﻠب وذﻟك ﻟكﻲ ﯿتسنﻰ ﻟجم�ﻊ اﻟمترﺸحین اﻟذﯿن ﺘتوﻓر ﻓیﻬم اﻟشروط اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ أن �صﻠوا إﻟﻰ اﻟطﻠب
�صﻔﺔ ﻤتسﺎو�ﺔ وﻟن �كون ذﻟك ﻤمكنﺎ إﻻ ﻤن ﺨﻼل ﻀمﺎن اﻹﻋﻼن أي اﻹﺸﻬﺎر واﻟنشر واﻹطﻼع ﻟﻠجم�ﻊ
ﻤن ﺨﻼل ﺘحضیر ﻣﻠف اﻟطﻠب اﻟﻌﻣوﻣﻲ وﺗﺿﻣﯾﻧﮫ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛن اﻟﻣﺗﻌﮭدﯾن ﻣن
ﺗﻘدﯾم ﻋروض ﻣﻘﺑوﻟﺔ ووﺿﻌﮫ ﺗﺣت ﺗﺻرف ھؤﻻء )م 64ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ (.
ﻻ ﺸك أن اﻟمصدر اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻬذا اﻟمبدأ ﻫو اﻟدﺴتور ﺤیث ﯿنص ﻫذا اﻷﺨیر ﻓﻲ اﻟمﺎدة 35ﻋﻠﻰ
ﻤﺎ ﯿﻠﻲ ":ﺘستﻬدف ﻤؤﺴسﺎت اﻟجمﻬور�ﺔ ﺘستﻬدف ﻀمﺎن ﻤسﺎواة �ﻞ اﻟمواطنین واﻟمواطنﺎت ﻓﻲ اﻟحﻘوق
واﻟواﺠ�ﺎت �ﺈزاﻟﺔ اﻟﻌق�ﺎت اﻟتﻲ ﺘﻌوق ﺘﻔتﺢ ﺸخص�ﺔ اﻻﻨسﺎن ،وﺘحول دون اﻟمشﺎر�ﺔ اﻟﻔﻌﻠ�ﺔ ﻟﻠجم�ﻊ ﻓﻲ
اﻟح�ﺎة اﻟس�ﺎﺴ�ﺔ ،اﻻﻗتصﺎد�ﺔ واﻻﺠتمﺎع�ﺔ واﻟثﻘﺎف�ﺔ" ،وﻓﻲ ﻨﻔس اﻟس�ﺎق ،ورد ﻓﻲ اﻟمﺎدة 37ﻤن اﻟدﺴتور أن
"ﻛﻞ اﻟمواطنین ﺴواﺴ�ﺔ أﻤﺎم اﻟﻘﺎﻨون "...وأﻤﺎ اﻟمﺎدة 26ﻓجﺎء ﻓﻲ ﻓﻘرﺘﻬﺎ اﻟثﺎﻨ�ﺔ ﻤﺎ ﯿﻠﻲ "�ضمن اﻟﻘﺎﻨون
ﻋدم ﺘحیز اﻹدارة"
وﻤن ﺠﻬﺔ أﺨرى ،ﻟن ﯿتجسد ﻫذا اﻟمبدأ ﻗﺎﻨوﻨﺎ وواﻗع�ﺎ إﻻ ﻋن طر�ق ﺘطبیق ﻤبدأ اﻟمنﺎﻓسﺔ اﻟحرة
واﻟنز�ﻬﺔ ،ﺤیث �ﻘصﻲ ﻤبدأ اﻟمسﺎواة �ﻞ ﺘﻔضیﻞ ﻓﻲ إﺴنﺎد اﻟصﻔﻘﺔ و�ﺎﻟتﺎﻟﻲ �مكن اﻋت�ﺎرﻩ ﻤصد ار ﻟﻠمنﺎﻓسﺔ،
ﻷن إﺒرام اﻟصﻔﻘﺔ ﺘﻠزم ﻤﻌﺎﻤﻠﺔ اﻟمﻌنیین ﻤﻌﺎﻤﻠﺔ ﻤمﺎﺜﻠﺔ ،ﻓﺎﻟمسﺎواة إذا ﻫﻲ أﺴﺎس اﻟمنﺎﻓسﺔ ووﺴیﻠﺔ ﻟخدﻤتﻬﺎ
ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻨﻔسﻪ .
70
أﺳﺎﻟﯿﺐ إدارة اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺨﺎﻣﺲ
ﻏیر أن ﺘطبیق اﻟمبدأﯿن اﻟسﺎ�ﻘین ﻻ �ﺄﺨذ ﻋﻠﻰ إطﻼﻗﻪ داﺌمﺎ ،إذ ﻫنﺎك ﺤﺎﻻت أﯿن ﺘجد اﻟمصﻠحﺔ
اﻟمتﻌﺎﻗدة ﻨﻔسﻬﺎ ﻤضطرة ﻟﻌدم اﺤتراﻤﻬﺎ دون أن �ﻌتبر ذﻟك إﺨﻼﻻ ﻤنﻬﺎ ﻟمبدأ اﻟمنﺎﻓسﺔ واﻟمسﺎواة ،و�كون
ذﻟك إﻤﺎ ﻟتطبیق ﻨص ﻗﺎﻨوﻨﻲ أو ﻷﺴ�ﺎب ﺘﻘدرﻫﺎ اﻹدارة .
�ﻌتبر ﻤبدأ اﻟشﻔﺎف�ﺔ ﻤن أﻫم اﻟم�ﺎدئ اﻟتﻲ أﻗﺎﻤﻬﺎ اﻟمشرع ﻀمﺎﻨﺎ ﻟنجﺎﻋﺔ اﻟطﻠ�ﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ
واﻻﺴتﻌمﺎل اﻟحسن ﻟﻠمﺎل اﻟﻌﺎم ،و�ﻘصد �ﻪ أﻻ �شوب اﻹﺠراءات اﻟتﻲ ﺘمر ﺒﻬﺎ اﻟصﻔﻘﺔ أي ﺨﻠﻞ وذﻟك ﻤنذ
أن ﺘﻌتزم اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة اﻟق�ﺎم �مشروع ﻤﻌین.
وﻓﻲ ﻫذا اﻟصدد ﺘنص اﻟمﺎدة 27ﻤن ﻗﺎﻨون اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﯿﻠﻲ" :ﺘحدد ﺤﺎﺠﺎت
اﻟمصﺎﻟﺢ اﻟمتﻌﺎﻗدة اﻟواﺠب ﺘﻠبیتﻬﺎ ﻤس�ﻘﺎ ﻗبﻞ اﻟشروع ﻓﻲ أي إﺠراء ﻹﺒرام ﺼﻔﻘﺔ ﻋموﻤ�ﺔ.
�حدد ﻤبﻠﻎ ﺤﺎﺠﺎت اﻟمصﺎﻟﺢ اﻟمتﻌﺎﻗدة اﺴتنﺎدا إﻟﻰ ﺘﻘدﯿر إداري ﺼﺎدق وﻋﻘﻼﻨﻲ ،ﺤسب اﻟشروط اﻟمحددة
ﻓﻲ اﻟمﺎدة".
وﻤن ﺠﻬتﻬﺎ ﺘنص اﻟمﺎدة 70ﻤن اﻟمرﺴوم اﻟرﺌﺎﺴﻲ 247/15ﻓﻲ ﻓﻘرﺘﻬﺎ اﻷوﻟﻰ ﻋﻠﻰ" :ﯿتم ﻓتﺢ
اﻷظرﻓﺔ اﻟمتﻌﻠﻘﺔ �مﻠﻒ اﻟترﺸﺢ واﻟﻌروض اﻟتﻘن�ﺔ واﻟمﺎﻟ�ﺔ ﻓﻲ ﺠﻠسﺔ ﻋﻠن�ﺔ ،ﺨﻼل ﻨﻔس اﻟجﻠسﺔ ،ﻓﻲ ﺘﺎر�ﺦ
وﺴﺎﻋﺔ ﻓتﺢ اﻷظرﻓﺔ اﻟمنصوص ﻋﻠیﻬﺎ ﻓﻲ اﻟمﺎدة 66ﻤن ﻫذا اﻟمرﺴوم وﺘدﻋو اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة �ﻞ
اﻟمرﺸحین أو اﻟمتﻌﻬدﯿن ﻟحضور ﺠﻠسﺔ ﻓتﺢ اﻷظرﻓﺔ ﺤسب اﻟحﺎﻟﺔ ،ﻓﻲ إﻋﻼن أو ﻋن طر�ق رﺴﺎﻟﺔ ﻤوﺠﻬﺔ
ﻟﻠمرﺸحین أو اﻟمتﻌﻬدﯿن اﻟمﻌنیین".
وﻫكذا ﯿتحﻘق ﻤبدأ ﺸﻔﺎف�ﺔ اﻹﺠراءات ﻤن ﺨﻼل اﻹﻋداد اﻟمسبق ﻟشروط اﻟمشﺎر�ﺔ واﻻﻨتﻘﺎء
�ﺎﻋت�ﺎرﻫﺎ أول ﺤﻠﻘﺔ ﻤن ﺤﻠﻘﺎت اﻟصﻔﻘﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ �ذﻟك ﻓﻲ إﻟزاﻤ�ﺔ اﻹﻋﻼن ﻋن اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ وﻓﻲ
اﻟﻌمﻞ �ﺈﺠراء اﻟمنﺢ اﻟمؤﻗت ﻟﻠصﻔﻘﺔ ﻓﻲ اﻟجراﺌد اﻟتﻲ ﻨشر ﻓیﻬﺎ طﻠب اﻟﻌروض ،وﺘمكین اﻟمرﺸحین
واﻟمتﻌﻬدﯿن اﻟراﻏبین ﻓﻲ اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟنتﺎﺌﺞ اﻟمﻔصﻠﺔ ﻟتﻘی�م اﻟﻌروض.
71
أﺳﺎﻟﯿﺐ إدارة اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺨﺎﻣﺲ
وﻫﻲ ﺜﻼﺜﺔ ﻤ�ﺎدئ ﻤمﺎﺜﻠﺔ ﻟم�ﺎدئ اﻟصﻔﻘﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ ،وﻫﻲ اﻻﺴتم ارر�ﺔ،اﻟمسﺎواة وﻤبدأ ﻗﺎﺒﻠ�ﺔ اﻟتك�ف.
ﺘﻬدف اﻟمراﻓق اﻟﻌموﻤ�ﺔ إﻟﻰ ﺘﻘد�م اﻟخدﻤﺎت اﻟﻼزﻤﺔ ﻟﻠمواطنین ،وﻤن ﺜم ﻓﺈن ﺘوﻗﻒ ﺴیرﻫﺎ ﺘترﺘب
ﻋنﻪ آﺜﺎر ﺴیئﺔ ﺴ�كون ﻤن اﻟصﻌب ﺘﻔﺎدﯿﻬﺎ؛ ﻷن ﻫذا اﻟتوﻗﻒ ﻤن ﺸﺄﻨﻪ ﺘﺄﺨیر ﻤصﺎﻟﺢ اﻷﻓراد وارﺘ�ﺎك
اﻟمجتمﻊ وأﺤ�ﺎﻨﺎ اﻹﺨﻼل �ﺎﻟنظﺎم اﻟﻌﺎم .وﻻ ﺸك أن ﻤن ﻨتﺎﺌﺞ ﻫذا اﻟمبدأ ﻤسﺎﺌﻞ ﻤتﻌددة ﻤنﻬﺎ :
-1ﻤنﻊ اﻹﻀراب ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻤﻠین ﻓﻲ اﻟمراﻓق اﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺤیث أن اﻹﻀراب �ﻘصد �ﻪ اﻻﻤتنﺎع ﻋن اﻟﻌمﻞ
ﻟمدة ﻤﻌینﺔ ﺒﻬدف اﻻﺤتجﺎج ﻋﻠﻰ وﻀع�ﺔ أو اﻟمطﺎﻟ�ﺔ �حﻘوق ،وﻋﻠ�ﻪ ﻓﺎﻹﻀراب �شكﻞ ﺘﻬدﯿداً ﻟمبدأ دوام
ﺴیر اﻟمراﻓق اﻟﻌﺎﻤﺔ �ﺎﻨتظﺎم واطراد ،ﻟﻬذا �ﺎدرت ﻤﻌظم اﻟدول ﻓﻲ ﺒدا�ﺔ اﻷﻤر إﻟﻰ ﻤنﻌﻪ وﺘحر�مﻪ ﺜم إﻟﻰ
ﺘنظ�مﻪ ﻓﻲ ﻤرﺤﻠﺔ ﻻﺤﻘﺔ.
-2ﺘﻘیید اﺴتﻘﺎﻟﺔ اﻟموظﻔین واﻟﻌﺎﻤﻠین �ﺎﻟمراﻓق اﻟﻌموﻤ�ﺔ ،ﺤیث رﺴخت ﻤجموﻋﺔ ﻤن اﻟﻘواﻋد اﻟتﻲ ﺘنظم
اﻻﺴتﻘﺎﻟﺔ وﻫﻲ :إن طﺎﻟب اﻻﺴتﻘﺎﻟﺔ ﯿن�ﻐﻲ أن �كون ﻤكتو�ًﺎ �شكﻞ ﺼح�ﺢ ،وﻗبول اﻻﺴتﻘﺎﻟﺔ �كون ﻤن ﻗبﻞ
ﺴﻠطﺔ اﻟتﻌین وﻤن اﻟتﺎر�ﺦ اﻟذي ﺘحددﻩ ،وﻀرورة اﺴتمرار اﻟموظﻒ أو اﻟمستخدم إﻟﻰ ﺤین ﻗبول اﺴتﻘﺎﻟتﻪ،
وﻋدم اﻻﻋتداد �ﺎﻻﺴتﻘﺎﻟﺔ ﺘحت ﺘﻬدﯿد أو اﻟمﻘدﻤﺔ ﻤن طرف ﻤوظﻒ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻤرض ﻨﻔسﻲ أو ﺘحت إﻛراﻩ
ﻤﺎدي.
-3ﻋدم ﺠواز اﻟحجز ﻋﻠﻰ أﻤوال اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم :ﺨﻼﻓﺎ ﻟﻠﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟتﻲ ﺘنص ﻋﻠﻰ ﺠواز اﻟحجز ﻋﻠﻰ
أﻤوال اﻟمدﯿن اﻟذي �متنﻊ ﻋن ﺘسدﯿد دﯿوﻨﻪ ﻻ �جوز اﻟحجز ﻋﻠﻰ أﻤوال اﻟمراﻓق اﻟﻌﺎﻤﺔ .إذ أﻀﻔﻰ اﻟمشرع
ﺤمﺎ�ﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻟﻠمراﻓق اﻟﻌﺎﻤﺔ ) اﻟمﺎدة 689ﻤن اﻟﻘﺎﻨون اﻟمدﻨﻲ(.
و�ﻟﻰ ﺠﺎﻨب ﻫذﻩ اﻟضمﺎﻨﺎت اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ ﺘوﺠد ﻀمﺎﻨﺎت أﺨرى ﻤصدرﻫﺎ اﻟﻘضﺎء وﻫﻲ:
72
أﺳﺎﻟﯿﺐ إدارة اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺨﺎﻣﺲ
ﻤؤدى ﻫذﻩ اﻟنظر�ﺔ أن اﻹدارة ﺘﻘوم ودون ﺨطﺄ ﻤنﻬﺎ ﺒتﻌو�ض اﻟمتﻌﺎﻗد ﻤﻌﻬﺎ ﺘﻌو�ضﺎ ﺠزﺌ�ﺎ ﻋن
اﻟخسﺎرة اﻟتﻲ ﻟحﻘت �ﻪ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ وﻗوع ظروف اﺴتثنﺎﺌ�ﺔ ﻟم ﺘكن ﻤتوﻗﻌﺔ وﺤﺎﻟت دون إﻤكﺎﻨ�ﺔ ﺘنﻔیذ اﻟﻌﻘد.
وذﻟك ﺤتﻰ ﻻ �ﻌجز اﻟمتﻌﺎﻗد ﻋن اﻟوﻓﺎء �ﺎﻟتزاﻤﻪ ﻤمﺎ ﯿؤدي إﻟﻰ ﺘﻌطیﻞ ﻋمﻞ اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم.
اﻋترف اﻟﻘضﺎء اﻹداري اﻟﻔرﻨسﻲ �صﻔﺔ اﻟموظﻒ ﻷﺸخﺎص ﻗﺎﻤوا �ﺈدارة ﻤراﻓق ﻋموﻤ�ﺔ ﻓﻲ ظروف
اﺴتثنﺎﺌ�ﺔ �ﻐرض اﻻﺴتم ارر�ﺔ �شرع�ﺔ أﻋمﺎﻟﻬم ،رﻏم أﻨﻬم ﻻ �حمﻠون ﻫذﻩ اﻟصﻔﺔ ﻗﺎﻨوﻨﺎ.
�مكن ﻟﻠسﻠطﺔ أن ﺘﻠجﺄ إﻟﻰ ﺘطو�ر وﺘﻌدﯿﻞ ﻨظﺎم اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم إذا ﻤﺎ ﺘبین أن ﺘنظ�مﻪ ﻟم �ﻌد �حﻘق
اﻟمنﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ أو اﻟﻬدف اﻟذي أﻨشﺄ ﻤن أﺠﻠﻪ ،ﻓﺎﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم ﯿتﻐیر ﻓﻲ اﻟزﻤﺎن واﻟمكﺎن ﻵن اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم
اﻟذي �ﻌبر ﻋن ﻨشﺎط ﻋﺎم ﻓﻲ اﻟمﺎﻀﻲ ﻗد ﻻ �ﻌبر ﻋنﻪ ﻓﻲ اﻟحﺎﻀر ،واﻟحﺎﺠﺔ اﻟتﻲ ﺘﻌد ﻀرور�ﺔ اﻟیوم ﻗد
ﻻ ﺘكون �ذﻟك ﻏدا ،ﻟذا وﺠب ﻋﻠﻰ اﻟمراﻓق اﻟﻌﺎﻤﺔ أن ﺘتك�ف ﻤﻊ اﻟظروف واﻟمﻌط�ﺎت اﻟمستجدة.
ﺨﺎﺘمﺔ
وﻫكذا �مكن اﻟﻘول أن أﺴﺎﻟیب إدارة اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم ﺘتنوع �حسب طب�ﻌﺔ ﻨشﺎط اﻟمرﻓق ووﻀﻊ ﯿد
اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠیﻬﺎ ،ﻓﺄﺤ�ﺎﻨﺎ ﻨجدﻫﺎ ﺘحتكر اﻟنشﺎط �مﺎ ﻓﻲ أﺴﻠوب اﻻﺴتﻐﻼل اﻟم�ﺎﺸر وأﺤ�ﺎﻨﺎ ﺘكﻠﻒ أﺤد أﺸخﺎص
73
أﺳﺎﻟﯿﺐ إدارة اﻟﻤﺮﻓﻖ اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺨﺎﻣﺲ
اﻟﻘﺎﻨون اﻟخﺎص �ﺈدارة اﻟمرﻓق ﻤﻘﺎﺒﻞ اﻟحصول ﻋﻠﻰ ﻤﻘﺎﺒﻞ ﻤن ﺠمﻬور اﻟمنتﻔﻌین �مﺎ ﻓﻲ أﺴﻠوب اﻻﻤت�ﺎز
وﺘﻔو�ض اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم .و�ین اﻷﺴﻠوب اﻷول واﻟثﺎﻨﻲ ﻫنﺎك طرق أﺨرى ﻫﻲ أﺴﻠوب اﻟمؤﺴسﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ
وأﺴﻠوب اﻻﺴتﻐﻼل اﻟمختﻠط.
ﻏیر أن أﻫم ﻤﺎ �مكننﺎ ﻤﻼﺤظتﻪ ﻫو أن ﻫذﻩ اﻷﺴﺎﻟیب ﻓﻲ اﻟتسییر أﺜرت �شكﻞ واﻀﺢ ﻋﻠﻰ ﻗواﻋد
وأﺴﺎﻟیب اﻟﻘﺎﻨون اﻹداري إذ ﻋرف ﻫذا اﻷﺨیر ﺘحوﻻت ﻋم�ﻘﺔ ﻓرﻀتﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌدﯿد ﻤن اﻷﺤ�ﺎن ﻀرورات
اﻗتصﺎد�ﺔ واﺠتمﺎع�ﺔ �حیث ﻟم �ﻌد ﻤن اﻟمت�سر وﻻ ﻤن اﻟمرﻏوب ف�ﻪ أن ﺘخضﻊ اﻟمراﻓق اﻻﻗتصﺎد�ﺔ
واﻟمﻬن�ﺔ ﻟذات اﻟم�ﺎدئ واﻟﻘواﻋد اﻟتﻲ ﺘخضﻊ ﻟﻬﺎ اﻟمراﻓق اﻹدار�ﺔ ).(1
وﻤن ﺠﻬتﻪ� ،ﻌتبر ﺘﻔو�ض اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم ﻤﻔﻬوﻤﺎ �ﻌبر ﻋن اﻻﻨتﻘﺎل ﻤن طر�ﻘﺔ اﻹدارة اﻟم�ﺎﺸرة إﻟﻰ
�غ�ﺔ ﺘحﻘیق أﻗصﻰ درﺠﺎت اﻟمنﺎﻓﻊ ﻟﻼﻗتصﺎد واﻟمجتمﻊ. )(2
طرق اﻹدارة ﻏیر اﻟم�ﺎﺸرة ﻟتسییر اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
-ﺴﻠ�مﺎن ﷴ اﻟطمﺎوي،اﻟمرﺠﻊ اﻟسﺎﺒق،ص .265
)(2
-ﺒر�ب�ﺔ ﺤسﺎم اﻟین" ،ﺘﻔو�ض اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم ﻤﻔﻬوم ﺠدﯿد وﻤستﻘﻞ ﻓﻲ إدارة اﻟمراﻓق اﻟﻌﺎﻤﺔ" ﻤجﻠﺔ اﻟمﻔكر ،اﻟﻌدد اﻟرا�ﻊ
74
اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎدس
ﻤﻘدﻤﺔ
�ﻌد أن ﺘطرﻗنﺎ ﻓﻲ اﻟمحﺎﻀرات اﻟسﺎ�ﻘﺔ إﻟﻰ �ﻞ ﻤن ﻤصﺎدر اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي وﺨصﺎﺌصﻪ
ﺜم أﻫم ﻤ�ﺎدﺌﻪ ،ﺴنحﺎول ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟمحﺎﻀرات اﻟتطرق �ﺈ�جﺎز إﻟﻰ أﺤد أﻫم اﻟمحﺎور اﻟتﻲ ﯿتنﺎوﻟﻬﺎ اﻟﻘﺎﻨون
اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي �ﺎﻟدراﺴﺔ واﻟتحﻠیﻞ ،و�تﻌﻠق اﻷﻤر �ﺎﻟمؤﺴسﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ.
وﻓﻌﻼ ﻓﺈن اﻟﻌدﯿد ﻤن ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي �ﻌتبرون أن اﻟمؤﺴسﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ
ﻫﻲ اﻟمحور اﻷﺴﺎﺴﻲ اﻟذي ﺘدور ﺤوﻟﻪ ﻫذﻩ اﻟشع�ﺔ اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ و�ﺎﻟتﺎﻟﻲ ﻓﺈﻨﻬم �ﻌیروﻨﻬﺎ اﻫتمﺎﻤﺎ ﺨﺎﺼﺎ ﻓﻲ
ﻤؤﻟﻔﺎﺘﻬم و�تطرﻗون إﻟﻰ ﻨشﺄﺘﻬﺎ ورأﺴمﺎﻟﻬﺎ وطرق ﺘسییرﻫﺎ وأوﺠﻪ ﺘنﻔیذﻫﺎ ﻟس�ﺎﺴتﻬﺎ ﻓﻲ إطﺎر اﻟس�ﺎﺴﺔ
اﻻﻗتصﺎد�ﺔ اﻟمنتﻬجﺔ ﻤن طرف اﻟدوﻟﺔ.
ﺴنحﺎول اﻟتﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟمؤﺴسﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ أوﻻ ﺜم ﻨتطرق إﻟﻰ ﺘطورﻫﺎ.
�ﺎﻟرﺠوع إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻨون اﻟجزاﺌري ،ﻨجد أن اﻟمشرع ﻗد ﻋرف اﻟمؤﺴسﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﻤن ﺨﻼل
ﻨص اﻟمﺎدة 2ﻤن اﻷﻤر 04-01اﻟمؤرخ ﻓﻲ 20ﻏشت 2001اﻟمتمم وذﻟك �ﻘوﻟﻪ أن " اﻟمؤﺴسﺔ
اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﺸر�ﺎت ﺘجﺎر�ﺔ ﺘحوز ﻓیﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ أو أي ﺸخص ﻤﻌنوي آﺨر ﺨﺎﻀﻊ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم
أﻏﻠب�ﺔ رأس اﻟمﺎل اﻻﺠتمﺎﻋﻲ ﻤ�ﺎﺸرة أو ﻏیر ﻤ�ﺎﺸرة ،وﻫﻲ ﺘخضﻊ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم".
وﺘض�ف اﻟمﺎدة 3ﻓﻘرة 1ﻤن ﻨﻔس اﻷﻤر ﻤﺎ ﯿﻠﻲ ":ﺘحوز اﻟدوﻟﺔ أو أي ﺸخص ﻤﻌنوي آﺨر
ﺨﺎﻀﻊ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم ﺘمث�ﻼ ﻟرأﺴمﺎﻟﻬﺎ اﻻﺠتمﺎﻋﻲ ﺤصصﺎ أو أﺴﻬمﺎ أو ق�مﺎ أﺨرى ﻤنﻘوﻟﺔ"...
75
اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎدس
-أن اﻟمؤﺴسﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﻫﻲ ﺸر�ﺎت ﺘجﺎر�ﺔ �مﻌنﻰ أﻨﻬﺎ ﺘخضﻊ ﻟمﺎ ﺘخضﻊ ﻟﻪ اﻟشر�ﺎت
اﻟتجﺎر�ﺔ ﻤن أﺤكﺎم و�ﺎﻟتﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﺘخضﻊ ﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻨون اﻟتجﺎري إﻻ ﻤﺎ اﺴتثنﻲ ﺒنص ،ﻛمﺎ أن اﻷﻤوال اﻟتﻲ
ﺘمﻠكﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻓیﻬﺎ ﺘﻌتبر ﻤن اﻷﻤﻼك اﻟخﺎﺼﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ وﻟ�س ﻤن اﻷﻤﻼك اﻟﻌﺎﻤﺔ.
-أن اﻟمؤﺴسﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﺘخضﻊ أ�ضﺎ� ،ﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﻟخضوﻋﻬﺎ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟتجﺎري ،ﻟﻘﺎﻨون ﺨﺎص
ﯿنظمﻬﺎ أﻻ وﻫو اﻷﻤر 04-01اﻟمؤرخ ﻓﻲ 20ﻏشت 2001اﻟمتمم ،و�ذﻟك ﻟﻘواﻨینﻬﺎ اﻟتﺄﺴ�س�ﺔ.
-أن اﻟدوﻟﺔ أو أي ﺸخص ﻤﻌنوي آﺨر ﺨﺎﻀﻊ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم ﻫم ﻤن �مﻠكون �ﻞ أو أﻏﻠب�ﺔ رأس اﻟمﺎل
اﻻﺠتمﺎﻋﻲ ﻟﻠمؤﺴسﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ.
-أن ﻤﻠك�ﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟم�ﺎﺸرة ﻟﻠرأﺴمﺎل اﻻﺠتمﺎﻋﻲ ﺘﻌنﻲ أﻨﻪ �مكن ﻟﻠدوﻟﺔ إﻨشﺎء اﻟمؤﺴسﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ
اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﻋن طر�ق ﻗرار ﻤثﻼ وﺘسییرﻫﺎ �طر�ﻘﺔ ﻤ�ﺎﺸرة ،وأن ﻤﻠكیتﻬﺎ ﻏیر اﻟم�ﺎﺸرة ﺘﻌنﻲ أن ﺘنشﺊ اﻟدوﻟﺔ
ﻤثﻼ ﺼنﺎدﯿق ﻤسﺎﻫمﺔ أو ﺸر�ﺎت ﺘسییر ﻤسﺎﻫمﺎت وﺘُمٌﻠكﻬﺎ ﺤصص أو أﺴﻬم اﻟمؤﺴسﺔ وﺘﻌﻬد إﻟیﻬﺎ أﻤر
ﺘسییرﻫﺎ ﻨ�ﺎ�ﺔ ﻋنﻬﺎ.
-أﻨﻬﺎ ﺸر�ﺎت ﻤسﺎﻫمﺔ رأﺴمﺎﻟﻬﺎ ﻤﻔتوح أﺼﻼ ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﻌﺎم اﻟذي �جب أن �حوز أﻏﻠب�ﺔ رأﺴمﺎﻟﻬﺎ
اﻻﺠتمﺎﻋﻲ أي %51ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ� ،مﺎ �مكن أن �ﻔتﺢ ﻟﻠﻘطﺎع اﻟخﺎص اﻟوطنﻲ أو اﻷﺠنبﻲ ﻋن طر�ق
اﻻﻛتتﺎب ﻤثﻼ وذﻟك ﻓﻲ ﺤدود ﺘحددﻫﺎ اﻟدوﻟﺔ.
ـــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
-Boussoumah Mohammed, L’entreprise socialiste en Algérie, OPU, 1982, p.346.
76
اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎدس
و�مكن إ�جﺎز اﻟمراﺤﻞ اﻷﺴﺎﺴ�ﺔ اﻟتﻲ ﻤرت ﺒﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟمؤﺴسﺔ ﻓﻲ ﻤﺎ ﯿﻠﻲ:
ﺘسمﻰ ﻫذﻩ اﻟمرﺤﻠﺔ �ذﻟك �مرﺤﻠﺔ اﻟتسییر اﻟبیروﻗراطﻲ ،وﺘمتد ﻤن ﺴنﺔ 1965إﻟﻰ ﺴنﺔ ،1971
ﺤیث اﻋتبرت ﻤرﺤﻠﺔ ﺘمﻬید�ﺔ ﻟﻠتسییر اﻻﺸتراﻛﻲ .وﻋرﻓت طر�ﻘتین ﻟﻠتسییر ﻓﻲ اﻟمجﺎل اﻟصنﺎﻋﻲ واﻟتجﺎري
ﻫمﺎ :
-طر�ﻘﺔ اﻟمشروع اﻟﻌﺎم أو اﻟﻬیئﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ذات اﻟطﺎ�ﻊ اﻟصنﺎﻋﻲ واﻟتجﺎري واﻟتﻲ �ﺎﻨت ﺘسمﻰ �ﺎﻟدﯿوان
)ﻛﺎﻟدﯿوان اﻟوطنﻲ ﻟﻠحبوب أو اﻟدﯿوان اﻟوطنﻲ ﻟﻠتجﺎرة(.
-طر�ﻘﺔ اﻟشر�ﺎت اﻟوطن�ﺔ واﻟتﻲ ﻨتجت ﻋن ﺘﺄﻤ�م ﺸر�ﺎت أﺠنب�ﺔ أو وطن�ﺔ ﺘﺎ�ﻌﺔ ﻟﻠﻘطﺎع اﻟخﺎص.
77
اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎدس
وﻫذﻩ اﻟمرﺤﻠﺔ اﺘسمت �محﺎوﻟﺔ ﺘوﺤید ﻨمط ﺘسییر اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم اﻟصنﺎﻋﻲ واﻟتجﺎري� ،مﺎ اﺘسمت
�ﺈﺸراك اﻟﻌمﺎل ﻓﻲ ﺘسییر اﻟمؤﺴسﺎت ،ﻋن طر�ق ﻤجﺎﻟس اﻟﻌمﺎل وﻓﻲ أر�ﺎح اﻟمؤﺴسﺔ ،ﺘحﻔی از ﻟﻬم ﻟتحﻘیق
اﻟمردود�ﺔ ،وﺼدرت أﻏﻠب اﻟﻘواﻨین اﻟمنظمﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟمرﺤﻠﺔ ﺴنﺔ 1975وﺨﺎﺼﺔ اﻷﻤر رﻗم 23-75اﻟمؤرخ
ﻓﻲ 29أﺒر�ﻞ 1975اﻟمتضمن اﻟﻘﺎﻨون اﻟنموذﺠﻲ ﻟﻠمؤﺴسﺎت اﻻﺸتراﻛ�ﺔ ذات اﻟطﺎ�ﻊ اﻻﻗتصﺎدي� ،مﺎ
ﻋرﻓت ﻫذﻩ اﻟمرﺤﻠﺔ ﺴنﺔ 1982ﻤﺎ �سمﻰ �ﺈﻋﺎدة ه�كﻠﺔ اﻟمؤﺴسﺎت ﻨظ ار ﻷن اﻟمؤﺴسﺎت اﻻﺸتراﻛ�ﺔ اﻟكبرى
أﺼ�حت ﺘﻬ�من ﻋﻠﻰ ﻗطﺎﻋﺎت �ﺄﻛمﻠﻬﺎ ،وﻨظ ار �ذﻟك ﻟتسﻬیﻞ ﻋمﻠ�ﺔ اﻟتخط�ط .واﻨتﻬت ﻫذﻩ اﻟمرﺤﻠﺔ �صدور
ﻗواﻨین اﺴتﻘﻼﻟ�ﺔ اﻟمؤﺴسﺎت.
وﺘبدأ �صدور اﻟﻘﺎﻨون اﻟتوﺠیﻬﻲ ﻟﻠمؤﺴسﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ وﻫو اﻟﻘﺎﻨون 01-88و ﻗﺎﻨون
اﻟتخط�ط رﻗم 02-88وﻗﺎﻨون ﺼنﺎدﯿق اﻟمسﺎﻫمﺔ رﻗم .03-88وﺤﺎوﻟت ﻫذﻩ اﻟمرﺤﻠﺔ أن ﺘدﺨﻞ ﻟیوﻨﺔ
أﻛثر ﻋﻠﻰ اﻟمؤﺴسﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ وأن ﺘخﻔﻒ ﻤن اﻟضﻐط اﻟبیروﻗراطﻲ ﻋﻠیﻬﺎ وأن ﺘحضرﻫﺎ ﻟﻠدﺨول
إﻟﻰ اﻗتصﺎد اﻟسوق.
وﻫكذا أﺼ�ﺢ ﻟﻠمؤﺴسﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﺸخص�ﺔ ﻤﻌنو�ﺔ ﻤستﻘﻠﺔ ﻤﺎﻟ�ﺎ و�دار�ﺎ ﻋن اﻟدوﻟﺔ أي
أن ﻫذﻩ اﻷﺨیرة أﺼ�حت ﻤﺎﻟكﺔ وﻤسﺎﻫمﺔ ﻓﻲ رأﺴمﺎل اﻟمؤﺴسﺔ ﻟكنﻬﺎ ﻻ ﺘسیرﻫﺎ.
وﺨﻼل ﻫذﻩ اﻟمرﺤﻠﺔ أﻨشئت ﺼنﺎدﯿق اﻟمسﺎﻫمﺔ �موﺠب اﻟﻘﺎﻨون رﻗم 03-88اﻟمؤرخ ﻓﻲ
1988/01/12واﻟتﻲ ﺒﻠﻎ ﻋددﻫﺎ ﻓﻲ ﺸﻬر ﺠوان ﻤن ﻨﻔس اﻟسنﺔ ﺜمﺎﻨ�ﺔ ﺼنﺎدﯿق ﯿﻬ�من �ﻞ واﺤد ﻤنﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﻗطﺎع اﻗتصﺎدي ﻤﻌین ُﻟتﻠﻐﻰ �ﻌد ذﻟك ﻫذﻩ اﻟصنﺎدﯿق وﺘُﻌوض �شر�ﺎت ﻗﺎ�ضﺔ ﺴنﺔ 1995وﺼﻞ
ﻋددﻫﺎ ﻟس�ﻌﺔ ﻋشر ﺸر�ﺔ .ﺜم ﺠﺎء اﻷﻤر 22-95اﻟمؤرخ ﻓﻲ 26أوت 1995اﻟمتﻌﻠق �خوﺼصﺔ
اﻟمؤﺴسﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ اﻟمتمم واﻟمﻌدل �ﺎﻷﻤر 12-97اﻟمؤرخ ﻓﻲ 19ﻤﺎرس ، 1997ﻟیتم
ﻻﺤﻘﺎ ﺤﻞ اﻟشر�ﺎت اﻟﻘﺎ�ضﺔ رﺴم�ﺎ ﺒتﺎر�ﺦ � 2001/09/14موﺠب أﺤكﺎم اﻟمﺎدة 40ﻤن اﻷﻤر رﻗم -01
78
اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎدس
04اﻟمؤرخ ﻓﻲ 20ﻏشت 2001و�ﻨشﺎء 67ﻤؤﺴسﺔ ﻋموﻤ�ﺔ اﻗتصﺎد�ﺔ ﻤنﻬﺎ 28ﻤؤﺴسﺔ ﻤنظمﺔ ﻓﻲ
ﺸكﻞ ﺸر�ﺎت ﻟتسییر ﻤسﺎﻫمﺎت اﻟدوﻟﺔ.
و�غ�ﺔ ﺘحﻘیق ﻨجﺎﻋﺔ أﻛثر ،ﺘم ﻻﺤﻘﺎ دﻤﺞ اﻟﻌدﯿد ﻤن اﻟمؤﺴسﺎت ذات اﻟنشﺎط اﻟمتمﺎﺜﻞ أو
اﻟمتكﺎﻤﻞ ﻓﻲ إطﺎر ﻤﺎ �سمﻰ �ﺎﻟمجمﻌﺎت واﻟتﻲ ﺒﻠﻎ ﻋددﻫﺎ ﻟحد اﻟیوم ،ﺤسب ﻤوﻗﻊ و ازرة اﻟصنﺎﻋﺔ
واﻟمﻌﺎدن 13 ،ﻋشر ﻤجمﻌﺎ ،ﻤنﻬﺎ ﻤثﻼ ﻤجمﻊ اﻟصنﺎﻋﺎت اﻟصیدﻻﻨ�ﺔ ) ،(SAIDALوﻤجمﻊ اﻟصنﺎﻋﺎت
اﻟﻐذاﺌ�ﺔ ) ( AGRODIVوﻤجمﻊ اﻟنس�ﺞ واﻟجﻠود ).(GETEX
وﻤن ﺨﻼل ﻫذﻩ اﻟتداﺒیر اﻟجدﯿدة ،ﯿبدو أن وظ�ﻔﺔ اﻟدوﻟﺔ أﺼ�حت ﺘنتﻘﻞ ﺸیئﺎ ﻓشیئﺎ ﻤن اﻟتدﺨﻞ
اﻟم�ﺎﺸر إﻟﻰ اﻟمراق�ﺔ واﻟتنظ�م وﻀ�ط ﺤر�ﺔ اﻻﻗتصﺎد �مﺎ ﻓیﻬﺎ ﻨشﺎط ﻫذﻩ اﻟمؤﺴسﺎت.
ﻫﻲ ﻤؤﺴسﺎت ﻋموﻤ�ﺔ ذات أﺴﻬم ﺘُسیر اﻟق�م اﻟمنﻘوﻟﺔ اﻟتﻲ ﺘمﻠكﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟمؤﺴسﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ
سیرﻫﺎ )�مﻌنﻰ أﻨﻬﺎ
اﻻﻗتصﺎد�ﺔ .و�بﻠﻎ ﻋددﻫﺎ ﺤﺎﻟ�ﺎ 28ﻤؤﺴسﺔ� ،ﻞ واﺤدة ﻤنﻬﺎ ﻟدﯿﻬﺎ ﺤﻘی�ﺔ ﻤؤﺴسﺎت ﺘُ ٌ
ﺘنوب ﻋن اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺘسییر رأﺴمﺎل ﻋدد ﻤﻌین ﻤن اﻟمؤﺴسﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ذات اﻟنشﺎط اﻟمتمﺎﺜﻞ أو
اﻟمتكﺎﻤﻞ(.
وﺘتمتﻊ ﻤؤﺴسﺎت ﺘسییر اﻟمسﺎﻫمﺎت �ﻌﻬدة �حددﻫﺎ ﻤجﻠس ﻤسﺎﻫمﺎت اﻟدوﻟﺔ �مﺎ أﻨﻬﺎ ﺘتمتﻊ
�صﻼﺤ�ﺎت واﺴﻌﺔ ﻓﻲ ﻤﺎ ﯿتﻌﻠق �مﺎ ﯿﻠﻲ:
79
اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎدس
ﻛمﺎ أن ﻟﻬذﻩ اﻟمؤﺴسﺎت ﻤﻬﺎم أﺨرى �تﻘد�م ﻤﻠﻔﺎت اﻟخوﺼصﺔ ﻟمجﻠس ﻤسﺎﻫمﺎت اﻟدوﻟﺔ ﻻﺘخﺎذ
اﻟﻘرار اﻟنﻬﺎﺌﻲ واﻟﻌمﻞ ﻋﻠﻰ ﻨﻘﻞ اﻟمﻠك�ﺔ ﻓﻲ ﻋمﻠ�ﺎت اﻟخوﺼصﺔ اﻟتﻲ ﺘم اﻟبث ﻓیﻬﺎ.
وﻤن ﺒین اﻟصﻼﺤ�ﺎت اﻷﺨرى اﻟممنوﺤﺔ ﻤن طرف ﻤجﻠس ﻤسﺎﻫمﺎت اﻟدوﻟﺔ ﻟمؤﺴسﺎت ﺘسییر
اﻟمسﺎﻫمﺎت ﻤﺎ ﯿﻠﻲ :
-ﺒﻠورة وﺘنﻔیذ ﺨطط اﻟتسو�ﺔ و�ﻋﺎدة اﻟتﺄﻫیﻞ وﺘطو�ر اﻟمؤﺴسﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ،وذﻟك وﻓﻘﺎ
ﻟﻸﺸكﺎل اﻟتجﺎر�ﺔ اﻟمنﺎﺴ�ﺔ،
-ﺒﻠورة وﺘنﻔیذ ﺒراﻤﺞ إﻋﺎدة اﻟﻬ�كﻠﺔ و ﺨوﺼصﺔ اﻟمؤﺴسﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ،وﻫذا ﻋن طر�ق ﺠم�ﻊ
اﻟترﺘی�ﺎت اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ واﻟمﺎﻟ�ﺔ اﻟمنﺎﺴ�ﺔ ) اﻻﻨدﻤﺎﺠﺎت واﻻﻨﻔصﺎﻻت ،اﻟمسﺎﻫمﺎت اﻟجزﺌ�ﺔ ﻓﻲ اﻷﺼول واﻟتخﻠﻲ
ﻋن اﻷﺼول اﻟمﺎد�ﺔ واﻟنﻘد�ﺔ(،
-ﻤتﺎ�ﻌﺔ ﺘصف�ﺔ اﻟمؤﺴسﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻟمنحﻠﺔ،
-ﻤمﺎرﺴﺔ ﺼﻼﺤ�ﺎت اﻟجمع�ﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟتﺎ�ﻌﺔ ﻟﻠمؤﺴسﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ و ﻤحﺎﻓظﻬﺎ اﻟمﺎﻟ�ﺔ.
ﺘنظم ﻤؤﺴسﺎت ﺘسییر اﻟمسﺎﻫمﺎت وﻓﻘﺎ ﻷﺸكﺎل إدار�ﺔ و ﺘسییر�ﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻬﻲ ﺘتكون ﻤن :
ﯿتكون ﻫذا اﻟمجﻠس ﻤن ﺜﻼﺜﺔ أﻋضﺎء� ،مﺎ ﻓیﻬم اﻟرﺌ�س و ﯿتم ﺘﻌیین أﻋضﺎﺌﻪ ﻤن ﺨﻼل اﻟجمع�ﺔ
اﻟﻌﺎﻤﺔ� ،مﺎ ﺘحدد ﻤﻬﺎم وﺤﻘوق و�ذا اﻟتزاﻤﺎت أﻋضﺎﺌﻪ ﻀمن ﻋﻘود ﻤبرﻤﺔ ﺒین أﻋضﺎء ﻤجﻠس اﻹدارة
واﻟجمع�ﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ.
80
اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎدس
ﺘتكون اﻟجمع�ﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟمؤﺴسﺎت ﺘسییر اﻟمسﺎﻫمﺎت ﻤن ﻤمثﻠین ﻤﻌینین �ﻘرار ﻤن ﻤجﻠس
ﻤسﺎﻫمﺎت اﻟدوﻟﺔ.
�مثﻞ رﺌ�س ﻤجﻠس اﻹدارة ﻤؤﺴسﺎت ﺘسییر اﻟمسﺎﻫمﺎت ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺘﻬﺎ ﻤﻊ اﻟﻐیر ،وﺘحدد ﻤﻬﺎﻤﻪ ﻓﻲ
اﻟﻌﻘد اﻟذي ﯿبرم ﺒین ﻤجﻠس اﻹدارة واﻟجمع�ﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ.
ﻫﻲ ﺸر�ﺎت ﺘجﺎر�ﺔ �مﻌنﻰ أﻨﻬﺎ ﺘخضﻊ ﻟمﺎ ﺘخضﻊ ﻟﻪ اﻟشر�ﺎت اﻟتجﺎر�ﺔ ﻤن أﺤكﺎم و�ﺎﻟتﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ
ﺘخضﻊ ﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻨون اﻟتجﺎري �ﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺨضوﻋﻬﺎ ﻟﻘواﻨین وﺘرﺘی�ﺎت ﺨﺎﺼﺔ �مﺎ ﻓﻲ ذﻟك إﻤكﺎﻨ�ﺔ
ﺨضوﻋﻬﺎ ﻟﻌمﻠ�ﺔ اﻟخوﺼصﺔ.
وﺘتخذ ﺤﺎﻟ�ﺎ اﻟمؤﺴسﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﺸكﻞ ﺸر�ﺔ ﻤسﺎﻫمﺔ ،و ﯿتكون رأﺴمﺎﻟﻬﺎ ﻤن ﺨمسﺔ
إذا ﻤﺎ ﻟجﺄت اﻟمؤﺴسﺔ ﻋﻠنﺎ ﻟﻼدﺨﺎر ،وﻤﻠیون دﯿنﺎر ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻓﻲ ﻤﻼﯿین دﯿنﺎر ﺠزاﺌري ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ
اﻟحﺎﻟﺔ اﻟمخﺎﻟﻔﺔ ،ﻤوزﻋﺔ ﻋﻠﻰ أﺴﻬم ﻻ ﺘﻘﻞ ق�مﺔ �ﻞ واﺤد ﻤنﻬﺎ ﻋن أﻟﻒ ) 1000د ج ( دﯿنﺎر .
وﺘنشﺄ اﻟمؤﺴسﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ وﺘخضﻊ ﻟﻠتشر�ﻊ اﻟمﻌمول �ﻪ وأﺤكﺎم اﻟمراﺴ�م اﻟخﺎﺼﺔ ﺒﻬﺎ.
و�خضﻊ ﺘنظ�مﻬﺎ وﺘحدﯿد ﺼﻼﺤ�ﺎت وأﺠﻬزﺘﻬﺎ ﻟﻘواﻋد وأﺤكﺎم اﻟﻘﺎﻨون اﻟتجﺎري� ،ﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻗواﻋد أﺨرى
واردة ﻓﻲ اﻟﻘواﻨین اﻟخﺎﺼﺔ اﻟمتﻌﻠﻘﺔ ﺒتسییر وﺘنظ�م ﻫذﻩ اﻟمؤﺴسﺎت ،وﻋﻠﻰ رأﺴﻬﺎ اﻷﻤر 04/01اﻟسﺎﻟﻒ
اﻟذ�ر وﻓﻲ ﻗواﻨینﻬﺎ اﻟتﺄﺴ�س�ﺔ.
81
اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎدس
وﺘخضﻊ ﻫذﻩ اﻟمؤﺴسﺎت ﻓﻲ ﺴیرﻫﺎ وﺘنظ�مﻬﺎ ﻟمﺎ ﺘخضﻊ ﻟﻪ ﺸر�ﺎت اﻷﻤوال اﻟتجﺎر�ﺔ ﻋندﻤﺎ ﻻ
�كون ﻤجموع رأﺴمﺎل اﻟمؤﺴسﺔ ﻤﻠكﺎ ﻟﻠدوﻟﺔ أو أي ﺸخص ﻤﻌنوي آﺨر ﺨﺎﻀﻊ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم ،أﻤﺎ إذا �ﺎﻨت
اﻟدوﻟﺔ أو أي ﺸخص ﻤﻌنوي ﺨﺎﻀﻊ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم �حوز ﻤجموع رأس اﻟمﺎل� ،صﻔﺔ ﻤ�ﺎﺸرة أو ﻏیر
ﻤ�ﺎﺸـ ـ ـرة ،ﻓیتخذ ﻤجﻠس ﻤسﺎﻫمﺎت اﻟدوﻟﺔ �م ـ ــوﺠب ﻻﺌحﺔ ﻗـرار إﺨض ــﺎع اﻟمؤﺴسﺔ ﻟﻸﺸكﺎل اﻟمنصوص
ﻋﻠیﻬﺎ ﻓﻲ اﻟمﺎدة 5ﻓﻘرة 3ﻤن اﻷﻤر 04-01اﻟمذ�ور ﺴﻠﻔﺎ.
وﺘض�ف اﻟمﺎدة 6ﻤن ﻨﻔس اﻷﻤر ،أن اﻟمؤﺴسﺎت اﻟتﻲ ﯿتخذ ﻨشﺎطﻬﺎ طﺎ�ﻌﺎ اﺴتراﺘ�ج�ﺎ ﻋﻠﻰ ﻀوء
ﺒرﻨﺎﻤﺞ اﻟحكوﻤﺔ ،ﺘخضﻊ ﻟنصوص ﻗواﻨینﻬﺎ اﻷﺴﺎﺴ�ﺔ اﻟتنظ�م�ﺔ اﻟمﻌمول ﺒﻬﺎ ،أو ﻟنظﺎم ﺨﺎص �حدد ﻋن
طر�ق اﻟتنظ�م.
و�صﻔﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﯿتمثﻞ اﻟتنظ�م اﻟﻬ�كﻠﻲ ﻟﻠمؤﺴسﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﻓﻲ اﻟجمع�ﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﻤجﻠس
اﻹدارة ﺜم اﻟرﺌ�س اﻟمدﯿر اﻟﻌﺎم.
ﻻ ﺘخرج اﻟجمع�ﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠمؤﺴسﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﻋن اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻤﺔ �ﺎﻟنس�ﺔ إﻟﻰ ﺘشكیﻠﻬﺎ
ﺤیث ﺘتكون ﻤن اﻟشر�ﺎء ،واﻟشر�ك �ﺎﻟنس�ﺔ ﻟﻠمؤﺴسﺔ اﻟممﻠو�ﺔ �ﻠ�ﺎ ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﻫم اﻷﺸخﺎص اﻟذﯿن �مثﻠون
ﻫذﻩ اﻷﺨیرة ،و�ﺎﻟتﺎﻟﻲ ﻓﻬم ﻤﻌینون ﻤن طرﻓﻬﺎ.
وﻫكذا ﺘتكون اﻟجمع�ﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤن ﻤمثﻠﻲ اﻟدوﻟﺔ �ﺎﻋت�ﺎرﻫﺎ اﻟمﺎﻟك اﻟوﺤید ﻷﺴﻬم اﻟشر�ﺔ ،و�حدد
ﻋﺎدة ﻫؤﻻء اﻟممثﻠون ﻤن ﺨﻼل ﻤرﺴوم إﻨشﺎء اﻟشر�ﺔ� ،مﺎ ﯿرأﺴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة اﻟوز�ر اﻟمكﻠﻒ �ﺎﻟﻘطﺎع اﻟذي
ﺘنتمﻲ ﻟﻪ ﻫذﻩ اﻟشر�ﺔ ،وأﻤﺎ اﻟرﺌ�س اﻟمدﯿر اﻟﻌﺎم ف�حضر أﺸﻐﺎﻟﻬﺎ و�توﻟﻰ أﻤﺎﻨتﻬﺎ.
و�تم اﻟتمییز ﺒین أﻨواع ﺜﻼﺜﺔ ﻤن اﻟجمع�ﺎت وﻫﻲ اﻟجمع�ﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟتﺄﺴ�س�ﺔ ،اﻟجمع�ﺔ اﻟﻌﺎد�ﺔ ﺜم
اﻟجمع�ﺔ اﻻﺴتثنﺎﺌ�ﺔ .وﻟكﻞ ﻤن ﻫذﻩ اﻟجمع�ﺎت ﺼﻼﺤ�ﺎت ﻤحددة.
82
اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎدس
وﺘجتمﻊ اﻟجمع�ﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤرﺘین ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ �ﻞ ﺴنﺔ ﻓﻲ دورة ﻋﺎد�ﺔ .و�مكنﻬﺎ أن ﺘجتمﻊ ﻓﻲ دورة
ﻏیر ﻋﺎد�ﺔ �ﻠمﺎ دﻋت اﻟحﺎﺠﺔ ﻟذﻟك �م�ﺎدرة ﻤن رﺌ�سﻬﺎ أو �طﻠب ﻤن ﺜﻠثﻲ ) (3/2أﻋضﺎﺌﻬﺎ أو �طﻠب ﻤن
ﻤحﺎﻓظ أو ﻤحﺎﻓظﻲ اﻟحسﺎ�ﺎت أو ﻤن اﻟرﺌ�س اﻟمدﯿر اﻟﻌﺎم.
ﯿتكون ﻤجﻠس اﻹدارة ،ﻛﻘﺎﻋدة ﻋﺎﻤﺔ ،ﻤن 7إﻟﻰ 12ﻋضوا �حد أﻗصﻰ ﻤن ﻀمنﻬم 2ﻤن ﻤمثﻠﻲ
اﻟﻌمﺎل ،وﻻ �مكن أن �ﻘﻞ ﻋددﻫم ﻋن 3ﺜﻼﺜﺔ أﻋضﺎء وأن ﯿتجﺎوز اﺜنﻲ ﻋشر ﻋضوا )اﻟمﺎدة 610ﻤن
اﻟﻘﺎﻨون اﻟتجﺎري اﻟجزاﺌري( ﻤن ﺒینﻬم ﻤمثﻠون ﻋن اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟو ازر�ﺔ اﻟمﻌن�ﺔ �ﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟرﺌ�س اﻟمدﯿر
اﻟﻌﺎم وﻤمثﻠین اﺜنین ﻋن اﻟﻌمﺎل .و�ﻌین أﻋضﺎؤﻩ ﻤن طرف اﻟوز�ر اﻟمكﻠﻒ �ﺎﻟﻘطﺎع اﻟذي ﺘنتمﻲ إﻟ�ﻪ
اﻟشر�ﺔ ﺒنﺎء ﻋﻠﻰ اﻗتراح ﻤن اﻟمؤﺴسﺎت و/او اﻟﻬیئﺎت اﻟمﻌن�ﺔ �ﺎﺴتثنﺎء اﻟرﺌ�س اﻟمدﯿر اﻟﻌﺎم اﻟذي �ﻌین
�مرﺴوم رﺌﺎﺴﻲ )وﻓﻲ ﻫذا اﺴتثنﺎء ﻤن اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟتﻲ ﺘﻘتضﻲ أن ﯿتم اﻨتخﺎب أﻋضﺎء ﻤجﻠس اﻹدارة
ﻓﻲ ﺸر�ﺔ اﻟمسﺎﻫمﺔ ﻤن طرف اﻟجمع�ﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ،م 611ﻤن اﻟﻘﺎﻨون اﻟتجﺎري اﻟجزاﺌري(.
83
اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎدس
ﺘحدد ﻋﺎدة ﻤدة ﻋضو�ﺔ أﻋضﺎء ﻤجﻠس اﻹدارة ﺒثﻼث ﺴنوات ﻗﺎﺒﻠﺔ ﻟﻠتجدﯿد ،و�جتمﻊ ﺒنﺎء ﻋﻠﻰ
اﺴتدﻋﺎء ﻤن رﺌ�سﻪ �ﻠمﺎ ﺘطﻠبت اﻟحﺎﺠﺔ ذﻟك ،وﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﺴت ﻤرات ﻓﻲ اﻟسنﺔ .و�مكن أن �جتمﻊ ﺒنﺎء
ﻋﻠﻰ طﻠب ﻤن ﺜﻠث ) (3/1أﻋضﺎﺌﻪ.
وﻟﻪ ﺼﻼﺤ�ﺎت ﻤتﻌددة ﻤنﻬﺎ دراﺴﺔ وﺘﻘر�ر و/أو اﻟمواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﯿﻠﻲ:
• ﻋﻘود اﻹطﺎرات اﻟمسیرة ﻟﻠشر�ﺔ واﻟﻘﺎﻨون اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻟﻠمستخدﻤین وﺸروط ﺘوظ�ﻔﻬم وﺘكو�نﻬم،
• ﺘبﻠ�ﻎ ﺘﻘر�ر ﻋن اﻟتسییر ﻤرة واﺤدة ﻓﻲ اﻟسنﺔ و�ﻠمﺎ طﻠبت اﻟجمع�ﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ذﻟك،
• اﻟسﻬر ﻋﻠﻰ ﻤمﺎرﺴﺔ اﻟشر�ﺔ ﻟﻠنشﺎطﺎت اﻟتﻲ ﺘسﺎﻫم ﻓﻲ ﺘحﻘیق ﻫدﻓﻬﺎ ،وذﻟك ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻨون.
�ﻌین اﻟرﺌ�س اﻟمدﯿر اﻟﻌﺎم �موﺠب ﻤرﺴوم رﺌﺎﺴﻲ �ﺎﻗتراح ﻤن اﻟوز�ر اﻟمﻌنﻲ �ﺎﻟﻘطﺎع اﻟذي ﺘنتمﻲ
إﻟ�ﻪ اﻟشر�ﺔ ﻤمثﻞ اﻟدوﻟﺔ ﻤﺎﻟكﺔ اﻟشر�ﺔ ،.وﻫـﻮ اﻟمسؤول ﻋﻦ اﻟـﺴـﯿـﺮ اﻟﻌـﺎم ﻟـﻠـﺸـﺮﻛﺔ وﻤمـﺜـﻠـﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ أﻋﻤـﺎل
اﻟح�ﺎة اﻟمدﻨ�ﺔ .
�مـﺎرس اﻟرﺌ�س اﻟمدﯿر اﻟﻌﺎم اﻟـﺴﻠـﻄـﺔ اﻟـﺴﻠـﻤـﯿـﺔ ﻋﻠﻰ اﻟمستخدﻤین �مﺎ أﻨﻪ اﻟممثﻞ اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻟﻠشر�ﺔ
و�ﺈﻤكﺎﻨﻪ ﺘﻔو�ض ﺠزء ﻤن ﺼﻼﺤ�ﺎﺘﻪ ﺘحت ﻤسؤوﻟیتﻪ.
84
اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎدس
�ﻌین اﻟرﺌ�س اﻟمدﯿر اﻟﻌﺎم ﺒدورﻩ اﻟرؤﺴﺎء اﻟمدﯿر�ن اﻟﻌﺎﻤین ﻟﻔروع اﻟشر�ﺔ وذﻟك �ﻌد ﻤواﻓﻘﺔ اﻟوز�ر
اﻟمﻌنﻲ �ﺎﻟﻘطﺎع �ﺎﻋت�ﺎرﻩ ﻤمثﻼ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟمﺎﻟكﺔ.
ﺨﺎﺘمﺔ
و ﻫكذا ﯿتبین ﻟنﺎ أن اﻟمؤﺴسﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﺘمثﻞ ﻤجﺎﻻ ﻤﻬمﺎ ﻤن ﻀمن ﻤجﺎﻻت اﻟﻘﺎﻨون
اﻻﻗتصﺎدي اﻟﻌﺎم وﻫذا راﺠﻊ ﻟﻠدور اﻷﺴﺎﺴﻲ اﻟذي �مكن أن ﺘﻠع�ﻪ ﻫذﻩ اﻟمؤﺴسﺎت ﻓﻲ ﺴبیﻞ ﺘحﻘیق اﻟتنم�ﺔ
اﻻﻗتصﺎد�ﺔ واﻻﺠتمﺎع�ﺔ داﺨﻞ اﻟوطن ﺨﺎﺼﺔ إذا ﻤﺎ أﺨذﻨﺎ �ﻌن اﻻﻋت�ﺎر ﻋددﻫﺎ اﻟمﻬم ،وﺘوز�ﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﻤختﻠﻒ اﻟﻘطﺎﻋﺎت �مﺎ ﻓیﻬﺎ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻹﺴتراﺘ�ج�ﺔ ،وﺤجمﻬﺎ اﻟكبیر اﻟذي اﺴتدﻋﻰ ،ﻓﻲ اﻟﻌدﯿد ﻤن
اﻷﺤ�ﺎن ،دﻤﺞ اﻟﻌدﯿد ﻤنﻬﺎ ﻓﻲ إطﺎر ﻤجمﻌﺎت ﻀخمﺔ .ﻫذا ﻤن ﺠﻬﺔ،
وﻤن ﺠﻬﺔ ﺜﺎﻨ�ﺔ أن دور ﻫذﻩ اﻟمؤﺴسﺎت �ﻘوى أو �ضﻌﻒ ﺘ�ﻌﺎ ﻟدور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟح�ﺎة اﻻﻗتصﺎد�ﺔ
إذ �ﻠمﺎ ﺘدﺨﻠت اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟنشﺎط اﻻﻗتصﺎدي ﺘﻌﺎظم دور ﻫذﻩ اﻟمؤﺴسﺎت واﻟﻌكس ﺼح�ﺢ ،ﻏیر أن
اﻟتحول اﻟحﺎﻟﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻤن دوﻟﺔ ﻤتدﺨﻠﺔ إﻟﻰ دوﻟﺔ ﻀﺎ�طﺔ ﺒﻞ دوﻟﺔ رﺠﻞ أﻋمﺎل� ،حتم ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟمؤﺴسﺎت
اﻟسﻌﻲ إﻟﻰ اﻋتمﺎد ﺤو�مﺔ ﻓﻲ اﻟتسییر ﻤوﺠﻬﺔ ﻨحو اﻻﺒتكﺎر واﻟتنو�ﻊ واﻗتصﺎد اﻟمﻌرﻓﺔ وذﻟك ﺒﻬدف ﺘحسین
ﻨوع�ﺔ وﻤضمون اﻟخدﻤﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ واﻟصمود ﻓﻲ وﺠﻪ اﻟمنﺎﻓسﺔ واﻟمحﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟس�ﺎدة اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﻓﻲ
ﻤجﺎﻻت ﺘخصصﻬﺎ� ،مﺎ ﻗد �حتم ﻋﻠیﻬﺎ اﻟدﺨول ﻓﻲ ﺸراﻛﺎت ﻤﻊ اﻟﻘطﺎع اﻟخﺎص اﻟوطنﻲ واﻷﺠنبﻲ )ﻤن
ﺨﻼل ﻋﻘود ﺘسمﻰ ﻋﻘود اﻟشراﻛﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ /اﻟخﺎﺼﺔ( ﻟﻼﺴتﻔﺎدة ﻤن ﺨبرات ﻫذا اﻷﺨیر وﺘحﻘیق ﻓﻌﺎﻟ�ﺔ
أﻓضﻞ وأﻫداف اﻗتصﺎد�ﺔ ﻤشتر�ﺔ ﺘحﻘق ﻤصﺎﻟﺢ اﻟطرﻓین.
85
ﺧﻮﺻﺼﺔ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎدس
﴿اﻟخوﺼصﺔ﴾
�ﻘصد �ﺎﻟخوﺼصﺔ ط�ﻘﺎ ﻟﻠمﺎدة 13ﻤن اﻷﻤر 04-01ﻟسنﺔ � ،(1) 2001ﻞ ﺼﻔﻘﺔ ﺘتجسد ﻓﻲ
ﻨﻘﻞ اﻟمﻠك�ﺔ إﻟﻰ أﺸخﺎص طب�ﻌیین أو ﻤﻌنو�ین ﺨﺎﻀﻌین ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟخﺎص ﻤن ﻏیر اﻟمؤﺴسﺎت اﻟﻌموﻤیین,
إ ًذا ،اﻟخوﺼصﺔ ﻫﻲ ﻨﻘﻞ ﻤﻠك�ﺔ ﺨﺎﻀﻌﺔ أﺼﻼ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم إﻟﻰ أﺸخﺎص ﺨﺎﻀﻌین ﻟﻠﻘﺎﻨون
اﻟخﺎص .وﺘشمﻞ اﻟمﻠك�ﺔ اﻟمنﻘوﻟﺔ ﻤﺎ ﯿﻠﻲ:
-ﻛﻞ رأﺴمﺎل اﻟمؤﺴسﺔ أو ﺠزءا ﻤنﻪ ﺘحوزﻩ اﻟدوﻟﺔ ﻤ�ﺎﺸرة أو ﻏیر ﻤ�ﺎﺸرة ،و/أو اﻷﺸخﺎص اﻟمﻌنو�ون
اﻟخﺎﻀﻌون ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم ،وذﻟك ﻋن طر�ق اﻟتنﺎزل ﻋن أﺴﻬم أو ﺤصص اﺠتمﺎع�ﺔ أو اﻛتتﺎب ﻟﻠز�ﺎدة ﻓﻲ
اﻟرأﺴمﺎل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
-اﻷﻤر رﻗم 04-01اﻟمؤرخ ﻓﻲ 20ﻏشت 2001ﺘم ،وﻟﻘد ﺘم ﻗبﻠﻪ ﺘنظ�م اﻟخوﺼصﺔ �مﻘتضﻰ ﻤجموﻋﺔ ﻤن اﻟنصوص
اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ ﻤنﻬﺎ :اﻷﻤر 22-95اﻟمؤرخ ﻓﻲ 26أوت 1995اﻟمتﻌﻠق �خوﺼصﺔ اﻟمؤﺴسﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ اﻟمتمم
واﻟمﻌدل �ﺎﻷﻤر 12-97اﻟمؤرخ ﻓﻲ 19ﻤﺎرس . 1997
86
ﺧﻮﺻﺼﺔ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎدس
�مكن أن ﺘستﻔید ﻋمﻠ�ﺎت اﻟخوﺼصﺔ ﻤن ﻤزا�ﺎ ﺨﺎﺼﺔ ﯿتم اﻟتﻔﺎوض ﻋﻠیﻬﺎ ﺤﺎﻟﺔ �حﺎﻟﺔ ،وذﻟك ﻓﻲ اﻷﺤوال
اﻟتﺎﻟ�ﺔ:
ج-ﻋندﻤﺎ ﯿﻠتزم اﻟمشتري أو اﻟمشترون �ﺎﻟحﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺠم�ﻊ ﻤنﺎﺼب اﻟشﻐﻞ أو ﺠزء ﻤنﻬﺎ،
د -ﻋندﻤﺎ ﯿﻠتزم اﻟمشتري أو اﻟمشترون �ﺎﻹ�ﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻟمؤﺴسﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻨشﺎط.
وﻨشیر إﻟﻰ أﻨﻪ �جب أن ﺘكون ﻋنﺎﺼر اﻷﻤوال واﻟسندات اﻟمﻌروﻀﺔ ﻟﻠخوﺼصﺔ ﻤوﻀوع ﺘﻘی�م
ﻤن طرف ﺨبراء �ﻘوم ﻋﻠﻰ ﻤنﺎﻫﺞ ﻤتﻔق ﻋﻠیﻬﺎ ﻋموﻤﺎ ،وذﻟك ﻗبﻞ اﻟبدء ﻓﻲ ﻋمﻠ�ﺔ اﻟخوﺼصﺔ� ،مﺎ أن
ﺸروط ﻨﻘﻞ اﻟمﻠك�ﺔ �جب أن ﺘخضﻊ ﻟدﻓﺎﺘر ﺸروط ﺨﺎﺼﺔ ﺘكون ﺠزءا ﻻ ﯿتج أز ﻤن ﻋﻘد اﻟتنﺎزل اﻟذي �حدد
ﺤﻘوق وواﺠ�ﺎت �ﻞ ﻤن اﻟمتنﺎزل واﻟمتنﺎزل ﻟﻪ.
�صﺎدق ﻤجﻠس اﻟوزراء ﻋﻠﻰ اﺴتراﺘ�ج�ﺔ اﻟخوﺼصﺔ و�رﻨﺎﻤجﻬﺎ )م ،(20و�توﻟﻰ اﻟوز�ر اﻟمكﻠﻒ
�ﺎﻟمسﺎﻫمﺎت ﻓﻲ إطﺎر ﺘنﻔیذ اﺴتراﺘ�ج�ﺔ اﻟخوﺼصﺔ ﻤﺎ ﯿﻠﻲ:
�-ﻌد ﺒرﻨﺎﻤﺞ اﻟخوﺼصﺔ �ﺎﻟتشﺎور ﻤﻊ اﻟوزراء اﻟمﻌنیین و�ﻘترﺤﻪ ﻋﻠﻰ ﻤجﻠس ﻤسﺎﻫمﺎت اﻟدوﻟﺔ.
�-ﻌد و�نﻔذ اﺴتراﺘ�ج�ﺔ اﺘصﺎل اﺘجﺎﻩ اﻟجمﻬور واﻟمستثمر�ن ﺤول ﺴ�ﺎﺴﺎت اﻟخوﺼصﺔ وﻓرص اﻟمسﺎﻫمﺔ
ﻓﻲ رأﺴمﺎل اﻟمؤﺴسﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ.
و�كﻠﻒ اﻟوز�ر اﻟمكﻠﻒ �ﺎﻟمسﺎﻫمﺎت � ،ﻌد ﻤصﺎدﻗﺔ ﻤجﻠس اﻟوزراء ،ﻋﻠﻰ ﺒرﻨﺎﻤﺞ ﻤﻌین ﻟﻠخوﺼصﺔ
�مﺎ ﯿﻠﻲ:
�-كﻠﻒ ﻤن �ﻘوم ﺒتﻘدﯿر ق�مﺔ اﻟمؤﺴسﺔ أو اﻷﻤوال اﻟتﻲ �ﻌتزم اﻟتنﺎزل ﻋنﻬﺎ،
87
ﺧﻮﺻﺼﺔ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎدس
-ﯿدرس اﻟﻌروض و�ﻘوم �ﺎﻨتﻘﺎﺌﻬﺎ و�ﻌد ﺘﻘر� ار ﻤﻔصﻼ ﺤول اﻟﻌرض اﻟذي ﺘم ﻗبوﻟﻪ،
�-حﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻟمﻌﻠوﻤﺔ و�ؤﺴس إﺠراءات �ﻔیﻠﺔ �ضمﺎن ﺴر�ﺔ ﻫذﻩ اﻟمﻌﻠوﻤﺔ.
-ﯿرﺴﻞ ﻤﻠﻒ اﻟتنﺎزل إﻟﻰ ﻟجنﺔ ﻤراق�ﺔ ﻋمﻠ�ﺎت اﻟخوﺼصﺔ اﻟمذ�ورة ﻓﻲ اﻟمﺎدة .30
�-ﻌرض ﻋﻠﻰ ﻤجﻠس ﻤسﺎﻫمﺎت اﻟدوﻟﺔ ﻤﻠﻒ اﻟتنﺎزل.
وﻓﻲ ﻫذا اﻟصدد� ،مكن ﻟﻠوز�ر أن �ستﻌین �ﺎﻟخبرة اﻟوطن�ﺔ واﻟدوﻟ�ﺔ اﻟمطﻠو�ﺔ ﻟﻠق�ﺎم �مﻬﺎم
اﻟخوﺼصﺔ ﻋﻠﻰ أﺤسن ﻤﺎ ﯿرام.
وﻋﻠﻰ إﺜر ذﻟك ،ﯿتوﻟﻰ ﻤتﺎ�ﻌﺔ ﻋمﻠ�ﺎت اﻟخوﺼصﺔ ﻟجنﺔ �حدد ﺘشكیﻠتﻬﺎ ﻤجﻠس ﻤسﺎﻫمﺎت اﻟدوﻟﺔ
�موﺠب ﻻﺌحﺔ)م � ،(24مﺎ أن ﻋﻘد اﻟتنﺎزل �مض�ﻪ ﻤمثﻞ ﺘﻔوﻀﻪ ﻗﺎﻨوﻨﺎ اﻟجمع�ﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠمؤﺴسﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ
اﻻﻗتصﺎد�ﺔ اﻟمﻌن�ﺔ.
ﺨﺎﺘمﺔ
ﻻ ﺸك أن اﻟخوﺼصﺔ ﻟﻬﺎ ﻤﺎ ﯿبررﻫﺎ ﻤن ﻤسﺎﺌﻞ ﺤیث ،و�شكﻞ ﻋﺎم ،ﺠرى ﺘبر�رﻫﺎ ﻋﻠﻰ أﺴﺎس
ﻗدرة اﻟﻘطﺎع اﻟخﺎص ﻋﻠﻰ ﺘوﻓیر إدارة أﻛﻔﺄ ،ﻤمﺎ �سﺎﻋد ﻋﻠﻰ اﻻﻗتصﺎد ﻓﻲ اﺴتخدام اﻟموارد وﺘحسین أداء
اﻟمؤﺴسﺎت ،ﻓیز�د ﺒذﻟك ﻤن ﻤﻌدﻻت اﻟنمو اﻻﻗتصﺎدي ،وﺘﻘد�م ﺤواﻓز ﻋﻠﻰ ﺘﻌبئﺔ وﺘوﺠ�ﻪ اﻻدﺨﺎر ﻨحو
اﻟمشﺎر�ﻊ اﻟمر�حﺔ وﺘﻌم�م اﻟمﻠك�ﺔ ﻋﻠﻰ ﻗطﺎع أﻛبر ﻤن اﻟمواطنین ،و�خﻠق ﺴوق ﻤﺎﻟ�ﺔ ﻨشطﺔ ﺘشجﻊ ﻋﻠﻰ
اﻻدﺨﺎر و ﺘوﻓیر ﻗنﺎة ﻤنﺎﺴ�ﺔ ﻟﻠتمو�ﻞ" ).(1
ﻏیر أن ﺘجر�ﺔ اﻟخوﺼصﺔ ﻓﻲ إطﺎر إﺼﻼح اﻻﻗتصﺎد اﻟوطنﻲ ﻓﻲ اﻟجزاﺌر ،ﻟم ﺘبﻠﻎ اﻷﻫداف
اﻟمنشودة �كﺎﻤﻠﻬﺎ وذﻟك �ﺎﻟرﻏم ﻤن ﺘوﻓر اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ اﻟواﻀﺢ ﺴنﺔ ،1995وﻟذﻟك ﻻ ﺘزال اﻟجزاﺌر
ﺘسﻌﻰ إﻟﻰ اﻟدﺨول أﻛثر ﻓﻲ اﻗتصﺎد اﻟسوق ﻤن ﺨﻼل ﺘوﻓیر اﻟظروف واﻟشروط اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟتسییر و/أو
ﺨوﺼصﺔ اﻟمؤﺴسﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ).(2
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
-ﻀ�ﺎء ﻤجید اﻟموﺴوي ،اﻟخوﺼصﺔ واﻟتصح�حﺎت اﻟﻬ�كﻠ�ﺔ"آراء واﺘجﺎﻫﺎت" ،د م ج ،اﻟجزاﺌر) ،ﻤن دون ﺘﺎر�ﺦ اﻟنشر(
)(2
-رﺸید واﻀﺢ ،اﻟمؤﺴسﺔ ﻓﻲ اﻟتشر�ﻊ اﻟجزاﺌري ﺒین اﻟنظر�ﺔ واﻟتطبیق ،دار ﻫوﻤﻪ ،ﻟﻠط�ﺎﻋﺔ واﻟنشر واﻟتوز�ﻊ ،اﻟجزاﺌر،
،2002ص .110
88
ﻋﻘﺪ اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎﺑﻊ
ﻤﻘدﻤﺔ
�ﻌتبر ﻋﻘد اﻟصﻔﻘﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﻤن أﻫم اﻟﻌﻘود اﻹدار�ﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي وأﺤد أﻫم
اﻷدوات اﻟتﻲ ﺘستﻌمﻠﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻟتنﻔیذ ﺴ�ﺎﺴﺎﺘﻬﺎ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ واﻻﺠتمﺎع�ﺔ ،وﻨظ ار ﻷﻫمیتﻪ ﻓﺈن اﻟمشرع ﺨصﻪ
�ﻘﺎﻨون ﺨﺎص ،ﯿتمیز ﻋن ذﻟك اﻟذي �سري ﻋﻠﻰ اﻟمسﺎﺌﻞ اﻟمدﻨ�ﺔ واﻟتجﺎر�ﺔ ،ورد ﻀمن اﻟمرﺴوم اﻟرﺌﺎﺴﻲ
رﻗم 247 -15اﻟمؤرخ ﻓﻲ 16ﺴبتمبر 2015واﻟمتضمن ﺘنظ�م اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ وﺘﻔو�ضﺎت اﻟمرﻓق
اﻟﻌﺎم) .اﻟمﻌدل واﻟمتمم( ).(1
واﻟمﻼﺤظ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻘﺎﻨون أﻨﻪ ﯿتضمن اﻟﻌدﯿد ﻤن اﻟمسﺎﺌﻞ اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ و اﻹﺠراﺌ�ﺔ اﻟمتﻌﻠﻘﺔ �مختﻠﻒ
اﻹﺠراءات اﻟواﺠب اﺘ�ﺎﻋﻬﺎ ﻤن طرف اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة ﻟمنﺢ اﻟصﻔﻘﺔ ﻟﻠمرﺸﺢ أو اﻟمرﺸحین اﻟذﯿن
�ستوﻓون اﻟشروط اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ وﺘﻠك اﻟتﻲ ﺘحددﻫﺎ اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة ﻨﻔسﻬﺎ .و ﺴنحﺎول ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟمحﺎﻀرات
اﻟمخصصﺔ ﻟﻠصﻔﻘﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ أن ﻨتطرق إﻟﻰ أﻫم ﻫذﻩ اﻟمسﺎﺌﻞ.
89
ﻋﻘﺪ اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎﺑﻊ
ﻟﻘد أﺠبر ﻗﺎﻨون اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ وﺘﻔو�ضﺎت اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة ﻋﻠﻰ اﻟﻠجوء إﻟﻰ
اﻟصﻔﻘﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ إذا ﻤﺎ ﻋﺎدل أو ﻓﺎق ﻤبﻠﻎ اﻟصﻔﻘﺔ ﻤبﻠﻎ 12.000.000دﯿنﺎر )اﺜنﻲ ﻋشر ﻤﻠیون دﯿنﺎر(
ﻟخدﻤﺎت اﻷﺸﻐﺎل أو اﻟﻠوازم و 6.000.000دﯿنﺎر)ﺴت ﻤﻠیون دﯿنﺎر(دﯿنﺎر ﻟخدﻤﺎت اﻟدراﺴﺎت أو
اﻟخدﻤﺎت.
وأﻤﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻋدم ﺘجﺎوز ﻤبﻠﻎ اﻟصﻔﻘﺔ اﻟمبﻠﻐین اﻟمذ�ور�ن ،ﻓﻠﻘد أﺠﺎز اﻟمشرع ﻟﻠمصﺎﻟﺢ اﻟمتﻌﺎﻗدة
أﻻ ﺘﻌرﻀﻬﺎ ﻋﻠﻰ رﻗﺎ�ﺔ ﻟجﺎن اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ �شرط أن ﺘتوﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟمصﺎﻟﺢ إﺨضﺎﻋﻬﺎ ﻟرﻗﺎ�ﺔ داﺨﻠ�ﺔ
ﺘﺎ�ﻌﺔ ﻟﻬﺎ وذﻟك �موﺠب ﻤﻘرر ﺼﺎدر ﻋنﻬﺎ ﯿتضمن إﺠراءات ﺘسمﻰ "اﻹﺠراءات اﻟمك�ﻔﺔ" ،وﻋﻠﻰ ﻫذا
اﻷﺴﺎس ،ﻓﺈن اﻹﺠراءات اﻟمك�ﻔﺔ �ﻘصد ﺒﻬﺎ ﺘﻠك اﻹﺠراءات اﻟداﺨﻠ�ﺔ اﻟتﻲ ﺘﻘوم اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة
ﺒتحضیرﻫﺎ وﻹﻋدادﻫﺎ وﺘكی�ﻔﻬﺎ �مﺎ ﯿتواﻓق وأﺤكﺎم ﺘنظ�م اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻟمﻌمول ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺤدود اﻟم�ﺎﻟﻎ
اﻟذ�ورة آﻨﻔﺎ ،إﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟخدﻤﺎت اﻟمتﻌﻠﻘﺔ �ﺎﻟنﻘﻞ واﻟﻔندﻗﺔ واﻹطﻌﺎم واﻟخدﻤﺎت اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ ،ﻤﻬمﺎ �ﺎﻨت
ﻤ�ﺎﻟﻐﻬﺎ.وﻤﻊ ذﻟك ف�ﻔﻬم ﻤن ﻫذا أن ﻫذﻩ اﻹﺠراءات ﻻ ﺘﻌﻔﻲ اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة ﻤن وﺠوب اﺤترام اﻟم�ﺎدئ
اﻟمنظمﺔ ﻟﻠصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ).(1
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
--ﺸﺎﻤﻲ �ﺎﺴین"،اﻹﺠراءات اﻟمك�ﻔﺔ �نموذج ﻟﻼﻗتصﺎد اﻹﺠراﺌﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻨون اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ" ،ﻤجﻠﺔ اﻟ�حوث اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ
واﻻﻗتصﺎد�ﺔ ،اﻟمر�ز اﻟجﺎﻤﻌﻲ أﺤمد ﺒن �حیﻰ اﻟوﻨشر�سﻲ ،ﺘ�سمسیﻠت ،اﻟﻌدد 03ﺠﺎﻨﻔﻲ ،2020ص ،5ﻋﻠﻰ ﻤوﻗﻊ:
https://www.asjp.cerist.dz/en/article/105886
90
ﻋﻘﺪ اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎﺑﻊ
وﺘﻌتبر اﻟصﻔﻘﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﻋﻘدا إذ ﺘنﻌﻘد �مجرد اﻟتطﺎﺒق ﺒین إرادﺘین ﻫمﺎ إرادة اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة
وﻤصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻤﻞ اﻻﻗتصﺎدي ،ﻏیر أن اﻟنصوص اﻟمنظمﺔ ﻟﻠﻌﻘد ﻤتشع�ﺔ إذ أﻨﻬﺎ ﻤتواﺠدة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون
اﻟمدﻨﻲ واﻟﻘﺎﻨون اﻟتجﺎري �ﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟمط�ﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟصﻔﻘﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻘواﻨین اﻟخﺎﺼﺔ
ﻛﻘﺎﻨون اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ.
وﻻ ﺘستط�ﻊ اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة إﺒرام ﻤﺎ ﺘشﺎء ﻤن اﻟﻌﻘود و�ﻨمﺎ ﺘﻠك اﻟتﻲ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺒنشﺎطﻬﺎ وﻓﻲ
إطﺎر ﻗطﺎﻋﻬﺎ و�ﺎﻟتﺎﻟﻲ ﯿوﺠد ﻤع�ﺎران ﻟتكی�ف ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود وﻫمﺎ :ﻤع�ﺎر اﻟﻘطﺎع وﻤع�ﺎر اﻟنشﺎط� ،.مﺎ أن
ﻫذﻩ اﻟمصﻠحﺔ ﻤﻘیدة �ﺎﺘ�ﺎع ﻋدة إﺠراءات ﻟكﻲ ﺘتﻌﺎﻗد ﻤﻊ اﻟﻐیر ﺘمتد ﻋﻠﻰ ﻤراﺤﻞ �مكن ﺤصرﻫﺎ ﻓﻲ ﺜﻼث
وﻫﻲ اﻟمرﺤﻠﺔ اﻟسﺎ�ﻘﺔ ﻟﻠﻌﻘد ،اﻟمرﺤﻠﺔ اﻟمراﻓﻘﺔ ﻟﻪ ﺜم ﻤرﺤﻠﺔ ﺘنﻔیذﻩ.
اﻟﻔرع اﻟثﺎﻨﻲ :اﻟصﻔﻘﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﻋﻘد �تﺎﺒﻲ
و�تجﻠﻰ ﺼراﺤﺔ ﻤن ﺨﻼل ﻨص اﻟمشرع اﻟجزاﺌري ﺼراﺤﺔ ﻋند ﺘﻌر�ﻔﻪ اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﻓﻲ ﻫذا
اﻟمرﺴوم� ،ﺄﻨﻬﺎ ﻋﻘود ﻤكتو�ﺔ.
وﻋندﻤﺎ ﻨنظر إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻨجد أن أﺤد أطراﻓﻪ ﯿتمثﻞ ﻓﻲ اﻹدارة اﻟتﻲ ﺘﻌتبر ﺸخصﺎ ﻋﺎﻤﺎ �خضﻊ
ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم و�سمﻰ "اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة".وﻻﺸك أن ﻫذﻩ اﻟخﺎﺼ�ﺔ ﺘستند ﻋﻠﻰ ﻤع�ﺎر ﻋضوي ﻤﻔﺎدﻩ
ﻀرورة وﺠود أﺸخﺎص ﻋﺎﻤﺔ ﻤحددة �طرف ،وﻫذﻩ اﻷﺸخﺎص وردت ﻋﻠﻰ ﺴبیﻞ اﻟحصر ﻓﻲ ﻤرﺴوم
اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ،وﻫﻲ اﻟدوﻟﺔ ،اﻟجمﺎﻋﺎت اﻹﻗﻠ�م�ﺔ،اﻟمؤﺴسﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻟخﺎﻀﻌﺔ ﻟﻠتشر�ﻊ اﻟذي �حكم
اﻟنشﺎط اﻟتجﺎري ،ﻋندﻤﺎ ﺘكﻠﻒ �ﺈﻨجﺎز ﻋمﻠ�ﺔ ﻤموﻟﺔ �ﻠ�ﺎ أو ﺠزﺌ�ﺎ� ،مسﺎﻫمﺔ ﻤؤﻗتﺔ أو ﻨﻬﺎﺌ�ﺔ ﻤن اﻟدوﻟﺔ أو
اﻟجمﺎﻋﺎت اﻟمحﻠ�ﺔ.
91
ﻋﻘﺪ اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎﺑﻊ
وأﻤﺎ اﻟطرف اﻟثﺎﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻓیتمثﻞ ﻓﻲ اﻟمتﻌﺎﻤﻞ اﻻﻗتصﺎدي ﺴواء �ﺎن ﺸخصﺎ طب�ع�ﺎ أو ﻤﻌنو�ﺎ
وﺴواء �ﺎن طرﻓﺎ ﻤنﻔردا أو ﻤكوﻨﺎ ﻤن ﻋدة أطراف.
وذﻟك أﻨﻬﺎ ﺘر�ط ﺒین اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة وﻤتﻌﺎﻤﻠین اﻗتصﺎدﯿین ﺘتوﻓر ﻓیﻬم اﻟشروط اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ و�تم
اﺨت�ﺎرﻫم ﻟتنﻔیذ اﻟصﻔﻘﺔ ،و�نﺎء ﻋﻠ�ﻪ ﻓكﻞ ﺼﻔﻘﺔ ﻻ ﯿنجر ﻋنﻬﺎ ﻤﻘﺎﺒﻞ ﻻ ﺘﻌد ﺼﻔﻘﺔ ﻋموﻤ�ﺔ وﻫو ﻤﺎ ﺤددﺘﻪ
ﺼراﺤﺔ اﻟمﺎدة اﻟسﺎ�ﻌﺔ ﻤن اﻟمرﺴوم اﻟرﺌﺎﺴﻲ ،247-15اﻟمتضمنﺔ اﻻﺴتثنﺎءات اﻟواردة ﻋﻠﻰ ﻨطﺎق ﺘطبیق
ﻗﺎﻨون اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ).(1
وﻫﻲ ﺸروط وردت ﻓﻲ ﻗﺎﻨون اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ،و�ﺎﻟتﺎﻟﻲ ﻓﺈﻨﻬﺎ ﺘخضﻊ ﻟشكﻠ�ﺔ ﻤﻌینﺔ ودق�ﻘﺔ
ﻫدﻓﻬﺎ ﺘحﻘیق اﻟم�ﺎدئ اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟتﻲ ﺘخضﻊ ﻟﻬﺎ اﻟصﻔﻘﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﻋموﻤﺎ).اﻟمﺎدة 2ﻤن ﻗﺎﻨون اﻟصﻔﻘﺎت
اﻟﻌموﻤ�ﺔ(.
اﻟﻔرع اﻟسﺎدس :اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﻋﻘود ﺘبرم ﻟتﻠب�ﺔ ﺤﺎﺠﺎت اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة
وذﻟك ﻓﻲ ﻤجﺎﻻت ﻤحددة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون ،وﻫو اﻷﻤر اﻟذي �ضﻔﻲ اﻟطب�ﻌﺔ اﻟخﺎﺼﺔ ﻟﻌﻘود اﻟصﻔﻘﺎت
اﻟﻌموﻤ�ﺔ� ،ﺎﻋت�ﺎرﻫﺎ ﻋﻘودا إدار�ﺔ ﻤسمﺎة ﻤحددة اﻟمجﺎﻻت ﻤثﻞ ﺼﻔﻘﺎت اﻷﺸﻐﺎل واﻟﻠوازم أو اﻟدراﺴﺎت أو
اﻟخدﻤﺎت.
ﺘخضﻊ اﻟصﻔﻘﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﻟمجموﻋﺔ ﻤن اﻹﺠراءات اﻟشكﻠ�ﺔ وردت ﻓﻲ اﻟمرﺴوم اﻟرﺌﺎﺴﻲ اﻟمذ�ور
أﻋﻼﻩ ،اﻟمﻌدل واﻟمتمم .و�مكن إ�جﺎزﻫﺎ ﻓﻲ ﻤﺎ ﯿﻠﻲ:
-----------------
)(1
-اﻟمﺎدة اﻟسﺎ�ﻌﺔ ﻤن اﻟمرﺴوم اﻟرﺌﺎﺴﻲ 247 -15اﻟمؤرخ ﻓﻲ 16ﺴبتمبر 2015واﻟمتضمن ﺘنظ�م اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ
وﺘﻔو�ضﺎت اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم ،ج ر ﻋدد ،50ﺼﺎدرة ﺒتﺎر�ﺦ 20ﺴبتمبر .2015
92
ﻋﻘﺪ اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎﺑﻊ
ﺘت�ﻊ اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ �ﻘﺎﻋدة ﻋﺎﻤﺔ إﺠراء طﻠب اﻟﻌروض )اﻟذي �ﺎن �سمﻰ ﻗبﻞ إﺼدار
اﻟمرﺴوم � 247-15ﺎﻟمنﺎﻗصﺔ( وﺘبرم ﻋﻘودا �ﺎﻟتراﻀﻲ �صﻔﺔ اﺴتثنﺎﺌ�ﺔ) م .(39
و�ﻌتبر طﻠب اﻟﻌروض إﺠراء ﯿﻬدف إﻟﻰ اﻟحصول ﻋﻠﻰ ﻋدد �بیر ﻤن اﻟمتنﺎﻓسین و�ﺎﻟتﺎﻟﻲ �كون
أﻤﺎم اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة ﻓرﺼﺔ واﺴﻌﺔ ﻻﺨت�ﺎر أﻓضﻞ اﻟﻌروض.
وأﻤﺎ ﺼ�ﻐﺔ اﻟتراﻀﻲ ﻓﻬﻲ إﺠراء ﺘنتﻔﻲ ف�ﻪ اﻟمنﺎﻓسﺔ ﻷﺴ�ﺎب ﻤختﻠﻔﺔ ﻨص ﻋﻠیﻬﺎ اﻟﻘﺎﻨون ،و�تم
ﻋندﻤﺎ ﺘتﻌﺎﻗد اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة ﻤﻊ ﻤتﻌﺎﻗد واﺤد.
ﯿنﻘسم ﻫذا اﻹﺠراء إﻟﻰ ﻨوﻋین ﻫمﺎ اﻟتراﻀﻲ اﻟ�س�ط واﻟتراﻀﻲ �ﻌد اﻻﺴتشﺎرة.
-1اﻟتراﻀﻲ اﻟ�س�ط ،وﻫو اﻟتﻌﺎﻗد ﻤ�ﺎﺸرة ﻤﻊ اﻟمتﻌﺎﻤﻞ اﻻﻗتصﺎدي وﻟذﻟك ﻓﺈﻨﻪ �شكﻞ ﻗﺎﻋدة اﺴتثنﺎﺌ�ﺔ
ﻹﺒرام اﻟﻌﻘود ﻻ �مكن اﻋتمﺎدﻫﺎ إﻻ ﻓﻲ ﺤﺎﻻت ﻤحددة �صﻔﺔ ﺤصر�ﺔ وﻫﻲ:
-ﻋندﻤﺎ ﻻ �مكن ﺘنﻔیذ اﻟخدﻤﺎت إﻻ ﻋﻠﻰ ﯿد ﻤتﻌﺎﻤﻞ اﻗتصﺎدي وﺤید �حتﻞ وﻀع�ﺔ اﺤتكﺎر�ﺔ ،أو ﻟـحـمـﺎﯿـﺔ
ﺤـﻘـوق ﺤـصـر�ـﺔ أو ﻻﻋـتـبـﺎرات ﺘـﻘـنـیـﺔ أو ﻻﻋـتـبـﺎرات ﺜـﻘـﺎﻓـیـﺔ وﻓـنـیـﺔ .وﺘـوﻀـﺢ اﻟـخـدﻤـﺎت اﻟمﻌن�ﺔ �ﺎﻻﻋت�ﺎرات
اﻟثﻘﺎف�ﺔ واﻟﻔن�ﺔ �موﺠب ﻗرار ﻤشترك ﺒین اﻟوز�ر اﻟـمكﻠﻒ �ﺎﻟثﻘﺎﻓﺔ واﻟوز�ر اﻟـمكﻠﻒ �ﺎﻟـمﺎﻟ�ﺔ،
-ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ اﻻﺴتﻌجﺎل اﻟ ُـمِﻠﺢ اﻟـمﻌﻠﻞ ﺒوﺠود ﺨطر ﯿﻬدد اﺴتثمﺎ ار أو ﻤﻠكﺎ ﻟﻠمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة أو اﻷﻤن
اﻟﻌموﻤﻲ أو �خطر داﻫم ﯿتﻌرض ﻟﻪ ﻤﻠك أو اﺴتثمﺎر ﻗد ﺘجسد ﻓﻲ اﻟمیدان ،وﻻ �سﻌﻪ اﻟتك�ف ﻤﻊ آﺠﺎل
إﺠراءات إﺒرام اﻟصﻔﻘــﺎت اﻟﻌموﻤیـﺔ� ،شرط أﻨﻪ ﻟم �كن ﻓﻲ وﺴﻊ اﻟـمصﻠحﺔ اﻟـمتﻌﺎﻗدة ﺘوﻗﻊ اﻟظروف اﻟـمسب�ﺔ
ﻟحﺎﻟﺔ اﻻﺴتﻌجﺎل ،وأن ﻻ ﺘكون ﻨت�جﺔ ﻤنﺎورات ﻟﻠممﺎطﻠﺔ ﻤن طرﻓﻬﺎ،
-ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘمو�ن ﻤستﻌجﻞ ﻤخصص ﻟضمﺎن ﺘوﻓیر ﺤﺎﺠﺎت اﻟسكﺎن اﻷﺴﺎﺴ�ﺔ� ،شرط أن اﻟظروف اﻟتﻲ
اﺴتوﺠبت ﻫذا اﻻﺴتﻌجﺎل ﻟم ﺘكن ﻤتوﻗﻌﺔ ﻤن اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة وﻟم ﺘكن ﻨت�جﺔ ﻤنﺎورات ﻟﻠممﺎطﻠﺔ ﻤن
طرﻓﻬﺎ،
93
ﻋﻘﺪ اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎﺑﻊ
-ﻋندﻤﺎ ﯿتﻌﻠق اﻷﻤر �مشروع ذي أوﻟو�ﺔ وذي أﻫم�ﺔ وطن�ﺔ �كتسﻲ طﺎ�ﻌﺎ اﺴتﻌجﺎﻟ�ﺎ� ،شرط أن
اﻟظروف اﻟتﻲ اﺴتوﺠبت ﻫذا اﻻﺴتﻌجﺎل ﻟم ﺘكن ﻤتوﻗﻌﺔ ﻤن اﻟـمصﻠحﺔ اﻟـمتﻌﺎﻗدة ،وﻟم ﺘكن ﻨت�جﺔ ﻤنﺎورات
ﻟﻠممﺎطﻠﺔ ﻤن طرﻓﻬﺎ .وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟحﺎﻟﺔ� ،خضﻊ اﻟﻠجوء إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟطر�ﻘﺔ اﻻﺴتثنﺎﺌ�ﺔ ﻹﺒرام اﻟصﻔﻘﺎت إﻟﻰ
اﻟمواﻓﻘﺔ اﻟـمس�ﻘﺔ ﻤن ﻤجﻠس اﻟوزراء ،إذا �ﺎن ﻤبﻠﻎ اﻟصﻔﻘﺔ �سﺎوي أو �ﻔوق ﻋشرة ﻤﻼﯿیر دﯿنﺎر
) 10,000,000,000دج( ،و�ﻟﻰ اﻟمواﻓﻘﺔ اﻟـمس�ﻘﺔ أﺜنﺎء اﺠتمﺎع اﻟحكوﻤﺔ إذا �ﺎن ﻤبﻠﻎ اﻟصﻔﻘﺔ �ﻘﻞ ﻋن
اﻟمبﻠﻎ اﻟسﺎﻟﻒ اﻟذ�ر،
-ﻋندﻤﺎ ﯿتﻌﻠق اﻷﻤر ﺒترق�ﺔ اﻹﻨتﺎج و/أو اﻷداة اﻟوطن�ﺔ ﻟﻺﻨتﺎج .وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟحﺎﻟﺔ� ،جب أن �خضﻊ
اﻟﻠجوء إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟطر�ﻘﺔ اﻻﺴتثنﺎﺌ�ﺔ ﻓﻲ إﺒرام اﻟصﻔﻘﺎت إﻟـﻰ اﻟـمواﻓﻘــﺔ اﻟمس�ﻘــﺔ ﻤن ﻤجــﻠس اﻟوزراء إذا �ﺎن
ﻤبــﻠﻎ اﻟصﻔﻘﺔ �ســﺎوي أو �ﻔوق ﻋشرة ﻤﻼﯿیر دﯿنﺎر ) 10,000,000,000دج( ،و�ﻟﻰ اﻟمواﻓﻘﺔ اﻟـمس�ﻘﺔ
أﺜنﺎء اﺠتمﺎع اﻟحكوﻤﺔ إذا �ﺎن ﻤبﻠﻎ اﻟصﻔﻘﺔ �ﻘﻞ ﻋن اﻟمبﻠﻎ اﻟسﺎﻟﻒ اﻟذ�ر،
-ﻋندﻤﺎ �منﺢ ﻨص ﺘشر�ﻌﻲ أو ﺘنظ�مﻲ ﻤؤﺴسﺔ ﻋموﻤ�ﺔ ذات طﺎ�ﻊ ﺼنﺎﻋﻲ وﺘجﺎري ﺤّﻘﺎ ﺤصر�ﺎ ﻟﻠق�ﺎم
�مﻬمﺔ اﻟخدﻤﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ ،أو ﻋندﻤﺎ ﺘنجز ﻫذﻩ اﻟمؤﺴسﺔ �ﻞ ﻨشﺎطﻬﺎ ﻤﻊ اﻟﻬیئﺎت واﻹدارات اﻟﻌموﻤ�ﺔ
واﻟمؤﺴسﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ذات اﻟطﺎ�ﻊ اﻹداري )اﻟمﺎدة (49
ﺘﻠجﺄ اﻟمصﻠحﺔ اﻟـمتﻌﺎﻗدة إﻟﻰ اﻟتراﻀﻲ� ،ﻌد اﻻﺴتشﺎرة ،ﻓﻲ ﻤجموﻋﺔ ﻤن اﻟحﺎﻻت ﻋددﺘﻬﺎ اﻟمﺎدة
51ﻤن اﻟمرﺴوم وﻫﻲ:
-ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺼﻔﻘﺎت اﻟدراﺴﺎت واﻟﻠوازم واﻟخدﻤﺎت اﻟخﺎﺼﺔ اﻟتﻲ ﻻ ﺘستﻠزم طب�ﻌتﻬﺎ اﻟﻠجوء إﻟﻰ طﻠب
ﻋروض .وﺘحدد ﺨصوﺼ�ﺔ ﻫذﻩ اﻟصﻔﻘﺎت �موﻀوﻋﻬﺎ أو �ضﻌﻒ ﻤستوى اﻟمنﺎﻓسﺔ أو �ﺎﻟطﺎ�ﻊ اﻟسري
ﻟﻠخدﻤﺎت،
-ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺼﻔﻘﺎت اﻷﺸﻐﺎل اﻟتﺎ�ﻌﺔ ﻤ�ﺎﺸرة ﻟﻠمؤﺴسﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻟس�ﺎد�ﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ،
94
ﻋﻘﺪ اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎﺑﻊ
-ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ اﻟصﻔﻘﺎت اﻟممنوﺤﺔ اﻟتﻲ �ﺎﻨت ﻤحﻞ ﻓسﺦ ،و�ﺎﻨت طب�ﻌتﻬﺎ ﻻ ﺘتﻼءم ﻤﻊ آﺠﺎل طﻠب ﻋروض
ﺠدﯿد،
-ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ اﻟﻌمﻠ�ﺎت اﻟمنجزة ،ﻓﻲ إطﺎر اﺴتراﺘ�ج�ﺔ اﻟتﻌﺎون اﻟحكوﻤﻲ ،أو ﻓﻲ إطﺎر اﺘﻔﺎﻗﺎت ﺜنﺎﺌ�ﺔ ﺘتﻌﻠق
�ﺎﻟتمو�ﻼت اﻻﻤت�ﺎز�ﺔ وﺘحو�ﻞ اﻟدﯿون إﻟﻰ ﻤشﺎر�ﻊ ﺘنمو�ﺔ أو ه�ﺎت ،ﻋندﻤﺎ ﺘنص اﺘﻔﺎﻗﺎت اﻟتمو�ﻞ اﻟمذ�ورة
ﻋﻠﻰ ذﻟك .وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟحﺎﻟﺔ� ،مكن اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة أن ﺘحصر اﻻﺴتشﺎرة ﻓﻲ ﻤؤﺴسﺎت اﻟبﻠد اﻟمﻌنﻲ
ﻓﻘط ﻓﻲ اﻟحﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ أو اﻟبﻠد اﻟمﻘدم ﻟﻸﻤوال ﻓﻲ اﻟحﺎﻻت اﻷﺨرى.
ﻨشیر ﻓﻲ اﻟبدا�ﺔ إﻟﻰ أن طـﻠـب اﻟﻌروض ﻗد �كون وطن�ﺎ و /أو دوﻟ�ﺎ ،ﻓﺄﻤﺎ طﻠب اﻟﻌروض اﻟوطنﻲ
ﻓﻬو �ﻘتصر ﻋﻠﻰ اﻟمرﺸحین اﻟمق�مین داﺨﻞ اﻟﻘطر اﻟجزاﺌري ﺴواء �ﺎﻨوا ﺠزاﺌر�ین أم أﺠﺎﻨب إﻻ إذا ﻨص
اﻟﻘﺎﻨون ﻋﻠﻰ ﺨﻼف ذﻟك.
وأﻤﺎ طﻠب اﻟﻌروض اﻟدوﻟﻲ ﻓﻬو �شمﻞ اﻟمرﺸحین ﻏیر اﻟمق�مین ﻓﻲ اﻟجزاﺌر �مﺎ ﻓیﻬم اﻟجزاﺌر�ین
اﻟمق�مین ﻓﻲ اﻟخﺎرج ،وﻟذﻟك ﻓﺎﻟﻌبرة ﻓﻲ ﻫذا اﻟمجﺎل ﻫﻲ �ﺎﻹﻗﺎﻤﺔ ﻻ �ﺎﻟجنس�ﺔ ،إﻻ إذا ﻨص اﻟﻘﺎﻨون ﻋﻠﻰ
ﺨﻼف ذﻟك ،ﺤیث أن اﻟمشرع اﻟجزاﺌري ﺘرك أﺤ�ﺎﻨﺎ اﻟسﻠطﺔ اﻟتﻘدﯿر�ﺔ ﻟﻠمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة ﻓﻲ ﻗبول ﺘرﺸ�ﺢ
ﻏیر اﻟمق�مین ﻤن ﺠزاﺌر�ین وﻏیرﻫم ﻟﻼﺴتﻔﺎدة ﻤن ﺨبراﺘﻬم وﻤمﺎ ﻗد ﯿوﻓروﻨﻪ ﻤن ﻤوارد وﻤواد ﺘكون ذات
ﺠودة وﺠدوى اﻗتصﺎد�ﺔ �ﺎﻟنس�ﺔ ﻟﻬﺎ.
و�مكن أن ﯿتم طﻠب اﻟﻌروض ﺤسب أﺤد أر�ﻌﺔ أﺸكﺎل ﻨصت ﻋﻠیﻬﺎ )اﻟمﺎدة (42وﻫﻲ :طﻠب
اﻟﻌروض اﻟمﻔتوح،طﻠب اﻟﻌروض اﻟمﻔتوح ﻤﻊ اﺸتراط ﻗدرات دﻨ�ﺎ،طﻠب اﻟﻌروض اﻟمحدود،وأﺨی ار اﻟمسﺎ�ﻘﺔ.
-1طﻠب اﻟﻌروض اﻟمﻔتوح :ﻫو إﺠراء �مكن ﻤن ﺨﻼﻟﻪ ﻷي ﻤترﺸﺢ ﻤؤﻫﻞ أن �ﻘدم ﺘﻌﻬداّ ) .
اﻟمﺎدة ( 43
-2طﻠب اﻟﻌروض اﻟمﻔتوح ﻤﻊ اﺸتراط ﻗدرات دﻨ�ﺎ :وﻫو إﺠراء �سمﺢ ف�ﻪ ﻟكﻞ اﻟمرﺸحین اﻟذﯿن ﺘتوﻓر ﻓیﻬم
�ﻌض اﻟشروط اﻟدﻨ�ﺎ اﻟمؤﻫﻠﺔ اﻟتﻲ ﺘحددﻫﺎ اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة ﻤس�ﻘﺎ ﻗبﻞ إطﻼق اﻹﺠراء ،ﺒتﻘد�م ﺘﻌﻬد .وﻻ
95
ﻋﻘﺪ اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎﺑﻊ
ﯿتم اﻨتﻘﺎء ﻗبﻠﻲ ﻟﻠمرﺸحین ﻤن طرف اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة .ﺘخص اﻟشروط اﻟمؤﻫﻠﺔ اﻟﻘدرات اﻟتﻘن�ﺔ واﻟمﺎﻟ�ﺔ
واﻟمﻬن�ﺔ اﻟضرور�ﺔ ﻟتنﻔیذ اﻟصﻔﻘﺔ .وﺘكون ﻤتنﺎﺴ�ﺔ ﻤﻊ طب�ﻌﺔ وﺘﻌﻘید وأﻫم�ﺔ اﻟمشروع ) ّ
اﻟمﺎدة .(44
-3طﻠب اﻟﻌروض اﻟمحدود :وﻫو إﺠراء ﻻﺴتشﺎرة اﻨتﻘﺎﺌ�ﺔ� ،كون اﻟـمرﺸحون اﻟذﯿن ﺘم اﻨتﻘﺎؤﻫم اﻷوﻟﻲ ﻤن
ﻗبﻞ ﻤدﻋو�ن وﺤدﻫم ﻟتﻘد�م ﺘﻌﻬد �.مكن اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة أن ﺘحدد ﻓﻲ دﻓتر اﻟشروط اﻟﻌدد اﻷﻗصﻰ
ﻟﻠمرﺸحین اﻟذﯿن ﺴتتم دﻋوﺘﻬم ﻟتﻘد�م ﺘﻌﻬد� ،ﻌد اﻨتﻘﺎء أوﻟﻲ ﻟخمسﺔ ) ( 5ﻤنﻬم .وﺘنﻔذ اﻟـمصﻠحﺔ اﻟـمتﻌﺎﻗدة
اﻻﻨتﻘﺎء اﻷوﻟﻲ ﻻﺨت�ﺎر اﻟـمرﺸحین ﻹﺠراء اﻟـمنﺎﻓسﺔ ﻋندﻤﺎ ﯿتﻌﻠق اﻷﻤر �ﺎﻟدراﺴﺎت أو �ﺎﻟﻌمﻠ�ﺎت اﻟمﻌﻘدة
اﻟمﺎدة .(45
و /أو ذات اﻷﻫم�ﺔ اﻟخﺎﺼﺔ ) ّ
-4اﻟـمسـﺎ�ﻘﺔ :وﻫـﻲ إﺠـراء �ضﻊ رﺠـﺎل اﻟـﻔن ﻓـﻲ ﻤنـﺎﻓسﺔ ﻻﺨت�ﺎر ﻤخطط أو ﻤشروع ﻤصمم اﺴتجﺎ�ﺔ
ﻟبرﻨﺎﻤﺞ أﻋدﻩ ﺼﺎﺤب اﻟمشروع وذﻟك �ﻌد رأي ﻟجنﺔ اﻟتحك�م ،ﻗـصد إﻨجﺎز ﻋمﻠ�ﺔ ﺘشتمﻞ ﻋﻠﻰ ﺠواﻨب
ﺘﻘن�ﺔ أو اﻗتصﺎد�ﺔ أو ﺠمﺎﻟ�ﺔ أو ﻓن�ﺔ ﺨﺎﺼﺔ ،ﻗبﻞ ﻤنﺢ اﻟصﻔﻘﺔ ﻷﺤد اﻟﻔﺎﺌز�ن �ﺎﻟمسﺎ�ﻘﺔ .وﺘمنﺢ اﻟصﻔﻘﺔ،
�ﻌد اﻟمﻔﺎوﻀﺎت ،ﻟﻠﻔﺎﺌز �ﺎﻟمسﺎ�ﻘﺔ اﻟذي ﻗدم أﺤسن ﻋرض ﻤن اﻟنﺎﺤ�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ.
وﺘﻠجﺄ اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة إﻟﻰ إﺠراء اﻟمسﺎ�ﻘﺔ ﻓﻲ ﻤجﺎﻻت ﻤختﻠﻔﺔ ،ﻻ ﺴ�مﺎ ﻓﻲ ﻤجﺎل ﺘﻬیئﺔ اﻹﻗﻠ�م
واﻟتﻌمیر واﻟﻬندﺴﺔ اﻟمﻌمﺎر�ﺔ واﻟﻬندﺴﺔ ،أو ﻤﻌﺎﻟجﺔ اﻟمﻌﻠوﻤﺎت .
ﻏیر أن ﺼﻔﻘﺔ اﻹﺸراف ﻋﻠﻰ إﻨجﺎز أﺸﻐﺎل ﻻ ﺘبرم وﺠو�ﺎ ﻋن طر�ق اﻟمسﺎ�ﻘﺔ ،إذا:
-ﺘﻌﻠق ﻤوﻀوﻋﻬﺎ �ﺎﻟتدﺨﻞ ﻓﻲ ﻤبنﻰ ﻗﺎﺌم أو ﻤنشﺄة ﺒن�ﺔ ﺘحت�ﺔ أو اﻟتﻲ ﻻ ﺘحتوي ﻋﻠﻰ ﻤﻬﺎم ﺘصم�م .
و�تم ﺘﻘی�م ﺨدﻤﺎت اﻟمسﺎ�ﻘﺔ ﻤن طرف ﻟجنﺔ ﺘحك�م ﺘتكون ﻤن أﻋضﺎء ﻤؤﻫﻠین ﻓﻲ اﻟمیدان اﻟمﻌنﻲ
وﻤستﻘﻠین ﻋن اﻟمرﺸحین .وﺘحدد ﺘشكیﻠﺔ ﻟجنﺔ اﻟتحك�م �موﺠب ﻤﻘرر ﻤن ﻤسؤول اﻟﻬیئﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ أو
اﻟوز�ر أو اﻟواﻟﻲ أو رﺌ�س اﻟمجﻠس اﻟشﻌبﻲ اﻟبﻠدي اﻟمﻌنﻲ.
وﻤن ﺠﻬﺔ أﺨرى ،ﯿتم اﻟتمییز ﺒین ﻨوﻋین ﻤن اﻟمسﺎ�ﻘﺎت وﻫمﺎ اﻟمسﺎ�ﻘﺔ اﻟمحدودة و اﻟمسﺎ�ﻘﺔ
اﻟمﻔتوﺤﺔ ﻤﻊ اﺸتراط ﻗدرات دﻨ�ﺎ ،ﺒینمﺎ ﺘكون ﻤسﺎ�ﻘﺔ اﻹﺸراف ﻋﻠﻰ اﻹﻨجﺎز ﻤحدودة وﺠو�ﺎ.
96
ﻋﻘﺪ اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎﺑﻊ
-اﻟمسﺎ�ﻘﺔ اﻟمحدودة
وﻫﻲ ﺘخص ﻤرﺸحین ﻤحددﯿن �مكﺎﺘب اﻟدراﺴﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ واﻟخﺎﺼﺔ اﻟتﻲ ﺘتوﻓر ﻓیﻬﺎ ﻤؤﻫﻼت ﻤحددة.
وﻓیﻬﺎ �كون طﻠب اﻟﻌروض ﻤوﺠﻬﺎ إﻟﻰ ﻤرﺸحین ﺤﺎﺌز�ن ﻋﻠﻰ ﻗدرات دﻨ�ﺎ ﺘحددﻫﺎ اﻟمصﻠحﺔ
اﻟمتﻌﺎﻗدة �شﻬﺎدة اﻟتﺄﻫیﻞ و اﻟتصن�ف اﻟمﻬنیین ﻤن ﺼنﻒ ﻤﻌین و ﻗدرات ﻤﺎﻟ�ﺔ ﻤﻌینﺔ �تحﻘیق ﻤتوﺴط رﻗم
أﻋمﺎل ﻟسنوات ﻨشﺎط ﺤﻘق ﻓیﻬﺎ اﻟمرﺸحون ﻨتﺎﺌﺞ إ�جﺎﺒ�ﺔ ﻤتتﺎﻟ�ﺔ ﺘكون ﻤ�ﺎﻟﻐﻬﺎ اﻟمﺎﻟ�ﺔ ﻤسﺎو�ﺔ ﻟم�ﺎﻟﻎ
ﻤحددة.
و�جب أن �كون ﻫذا اﻹﺠراء ﻤحدودا �ﺄن �كون ﻤوﺠﻬﺎ ﻟمكﺎﺘب اﻟدراﺴﺎت أو اﻟمﻬندﺴین اﻟمﻌمﺎر�ین
اﻟمﻌتمدﯿن وذﻟك �غ�ﺔ اﻹﺸراف ﻋﻠﻰ إﻨجﺎز ﻤشﺎر�ﻊ ﺴكن�ﺔ.
ﺘﻌرﻀت اﻟمواد ﻤن 53إﻟﻰ 58ﻤن ﻗﺎﻨون اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ وﺘﻔو�ضﺎت اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم إﻟﻰ ﻤسﺄﻟﺔ
ﺘﺄﻫیﻞ اﻟمترﺸحین .وﻤن اﻟمﻼﺤظ أن اﻟتﺄﻫیﻞ �ستند ﻋﻠﻰ ﻤع�ﺎر أﺴﺎﺴﻲ أﻻ وﻫو اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺘنﻔیذ اﻟصﻔﻘﺔ
ذﻟك أﻨﻪ ﯿتﻌین ﻋﻠﻰ اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة أن ﺘﻌﻬد �ﺎﻟصﻔﻘﺔ إﻟﻰ ﻤن ﺘﻌتﻘد أﻨﻪ ﻗﺎدر ﻓﻌﻼ ﻋﻠﻰ ﺘنﻔیذﻫﺎ ،
وﻋﻠیﻬﺎ أ�ضﺎ أن ﺗﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻗﺪرات اﻟﻤﺮﺷﺤﯿﻦ واﻟﻤﺘﻌﮭﺪﯾﻦ اﻟﺘﻘﻨﯿﺔ واﻟﻤﮭﻨﯿﺔ واﻟﻤﺎﻟﯿﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﻘﯿﺎم ﺑﺘﻘﯿﯿﻢ اﻟﻌﺮوض
اﻟﺘﻘﻨﯿﺔ .و�مكنﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر أن ﺘطﻠب ﻤن اﻟمترﺸﺢ �ﻞ ﻤﺎ ﯿثبت �ﻔﺎءﺘﻪ و�سمﺢ ﺒتﻘی�م ﻗدراﺘﻪ ﻤن:
أ /ﻗدرات ﻤﻬن�ﺔ :ﺸﻬﺎدة اﻟتﺄﻫیﻞ واﻟتصن�ف ،اﻋتمﺎد وﺸﻬﺎدة اﻟجودة ،ﻋند اﻻﻗتضﺎء .
ب /ﻗدرات ﻤﺎﻟ�ﺔ :وﺴﺎﺌﻞ ﻤﺎﻟ�ﺔ ﻤبررة �ﺎﻟحصﺎﺌﻞ اﻟمﺎﻟ�ﺔ واﻟمراﺠﻊ اﻟمصرف�ﺔ .
97
ﻋﻘﺪ اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎﺑﻊ
و�مر ﺘﺄﻫیﻞ اﻟمرﺸحین ﻟﻠصﻔﻘﺔ �مراﺤﻞ ﻤحددة ﺘبدأ ﻤن ﺘحدﯿد اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة ﻟحﺎﺠﺎﺘﻬﺎ ﺒدﻗﺔ ﺜم
ﺘحضیر دﻓتر اﻟشروط ﺜم اﻹﻋﻼن ﻋن اﻟصﻔﻘﺔ ،ﺜم ﺘﻘی�م اﻟﻌروض وأﺨی ار اﺨت�ﺎر اﻟمرﺸﺢ أو اﻟمرﺸحین
اﻟمؤﻫﻠین.
�جب ﻋﻠﻰ اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة أن ﺘحدد ﺸروط اﻟتﻌﺎﻗد اﻟتﻲ �جب ﻋﻠﻰ اﻟمرﺸﺢ أن �متثﻞ ﻟﻬﺎ،
وﺘترﺠم ﻫذﻩ اﻟشروط ﻓﻲ وﺜ�ﻘﺔ ﺘسمﻰ دﻓتر اﻟشروط أو دﻓتر اﻷع�ﺎء .وﺘنﻘسم ﻫذﻩ اﻟشروط إﻟﻰ ﻨوﻋین ﻫمﺎ:
أوﻻ:اﻟشروط اﻹدار�ﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ :وﻫﻲ ﺘﻠك اﻟتﻲ �حددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻨون :اﻟتزاﻤﺎت اﻟمتﻌﺎﻗد ,ﻤبﻠﻎ اﻟكﻔﺎﻟﺔ ,
اﻟتﻌو�ضﺎت ,اﻟﻌﻘو�ﺎت ,ﺸروط ﻓسﺦ اﻟﻌﻘد و اﻟتسب�ﻘﺎت اﻟتﻲ �ستﻔید ﻤنﻬﺎ اﻟمتﻌﺎﻗد ﺤسب �ﻞ ﻨوع ﻤن أﻨواع
ﺘسدﯿد ﻤبﻠﻎ اﻟصﻔﻘﺔ.
ﺜﺎﻨ�ﺎ:اﻟشروط اﻟخﺎﺼﺔ :وﻫﻲ ﺘﻠك اﻟتﻲ ﺘضﻌﻬﺎ اﻟمصﻠحﺔ اﻟخﺎﺼﺔ )وﻗد ﺘحددﻫﺎ أ�ضﺎ اﻟسﻠطﺔ اﻟوﺼ�ﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟمصﻠحﺔ(.
دﻓتر اﻟشروط ع�ﺎرة ﻋن �راس ﺘﻌدﻩ اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة ﯿتضمن �ﻞ اﻟشروط اﻟتﻌﺎﻗد�ﺔ ﺒینﻬﺎ و�ین
اﻟمرﺸﺢ و�ذﻟك ﺠم�ﻊ اﻟمواﺼﻔﺎت اﻟتﻘن�ﺔ ،اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ،اﻟمﺎﻟ�ﺔ وﻏیرﻫﺎ اﻟمتﻌﻠﻘﺔ �ﺎﻟصﻔﻘﺔ ،ﻤمﺎ ﻻ ﯿدع ﻤجﺎﻻ
ﻟﻠتﺄو�ﻞ أو اﻟخطﺄ.
وﻻ ﺸك أن ﺘحضیر دﻓتر اﻷع�ﺎء ﻟ�س �ﺎﻷﻤر اﻟﻬین ﺨﺎﺼﺔ إذا ﺘﻌﻠق اﻷﻤر �صﻔﻘﺎت �بیرة اﻟحجم
أو ﺘحتﺎج ﺘكنوﻟوﺠ�ﺎ ﻤتطورة أو ﻤ�ﺎﻟﻎ ﻤﺎﻟ�ﺔ ﻀخمﺔ ،ذﻟك أن ﻋمﻠ�ﺔ اﻟتحضیر ﺘستوﺠب ﺘحدﯿد ﺤﺎﺠ�ﺎت
اﻟمصﻠحﺔ ﺒدﻗﺔ ،وﺘحدﯿد اﻟمواﺼﻔﺎت اﻟتﻘن�ﺔ واﻟمﺎﻟ�ﺔ ﻟﻠصﻔﻘﺔ ،و�ذﻟك ﺘحدﯿد طرق ﺘنﻔیذ اﻟصﻔﻘﺔ وﻤراﺤﻠﻬﺎ
اﻟمختﻠﻔﺔ وﺘﻘدﯿر ﻤ�ﺎﻟﻐﻬﺎ �صﻔﺔ إدار�ﺔ ﺼﺎدﻗﺔ وﻋﻘﻼﻨ�ﺔ )اﻟمﺎدة .(27
98
ﻋﻘﺪ اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎﺑﻊ
أ-ﺸكﻞ اﻟمﻘدﻤﺔ:
ﻋﻠﻰ ﻏرار �ﺎﻗﻲ اﻟﻌﻘود ،ﻟﻠمﻘدﻤﺔ ﺸكﻞ ﻤﻌین �ظﻬر ﻤن اﻟصﻔحﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟتﻲ ﺘبدأ �ﺎﻟع�ﺎرات اﻟتﺎﻟ�ﺔ:
"ﺤیث أن�" ،"...مﺎ أن"،"...ﻟمﺎ �ﺎن،"...وﺘنتﻬﻲ ﻋﺎدة �جمﻠﺔ وﺼﻞ ﻫﻲ " :و�نﺎء ﻋﻠ�ﻪ ﻓﻘد ﺘم اﻻﺘﻔﺎق ﻋﻠﻰ
ﻤﺎ ﯿﻠﻲ" ،"...ﻟذﻟك اﺘﻔق اﻟطرﻓﺎن وﻫمﺎ �كﺎﻓﺔ اﻟرﻀﺎ واﻷﻫﻠ�ﺔ ﻤﻊ إﺴﻘﺎط ﺤﻘﻬمﺎ ﻓﻲ اﻟﻌیب واﻟﻐبن واﻟتدﻟ�س".
و�ختﻠﻒ طول اﻟمﻘدﻤﺔ ﻤن ﻋﻘد ﻵﺨر وذﻟك ﺘ�ﻌﺎ ﻟطب�ﻌﺔ اﻟﻌﻘد واﻟظروف اﻟمح�طﺔ �ﻪ ،وﻨوع�ﺔ
اﻟمتﻌﺎﻗدﯿن واﻟممثﻠین اﻟﻘﺎﻨوﻨیین.
ب-ﻤضمون اﻟمﻘدﻤﺔ:
-دواﻓﻊ اﻟمتﻌﺎﻗدﯿن :أي اﻷﺴ�ﺎب اﻟمختﻠﻔﺔ اﻟتﻲ دﻓﻌت اﻷطراف ﻟﻠتﻌﺎﻗد ﻓﻲ ﻤﺎ ﺒینﻬﺎ ،ﻓمثﻼ ﻓﻲ ﻋﻘد ﺒنﺎء
ﻤرﻓق ﻋموﻤﻲ �مدرﺴﺔ � ،مكن ذ�ر اﻟسبب اﻟذي دﻓﻊ �ﺎﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة إﻟﻰ ﻋﻘد اﻟصﻔﻘﺔ وﻫو ﻤثﻼ ﻋدم
وﺠود ﻤدرﺴﺔ ﻓﻲ اﻟمنطﻘﺔ اﻟمحددة وﺘحﻘیق اﻟمصﻠحﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ.
-اﻟظروف اﻟسﺎ�ﻘﺔ واﻟمح�طﺔ ﺒتوق�ﻊ اﻟﻌﻘد :وﺘتمثﻞ ﻓﻲ اﻟظروف اﻟتﻲ أﺤﺎطت �ﺎﻟﻌﻘد واﻟنﻘﺎط اﻟﻬﺎﻤﺔ اﻟتﻲ
أﺜیرت أﺜنﺎء اﻟمﻔﺎوﻀﺎت واﻟتﻲ أدت إﻟﻰ إﺒرام اﻟﻌﻘد ،وﻫذﻩ اﻟظروف ﺘسﺎﻋد ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻨشوب ﻨزاع ﺤول اﻟﻌﻘد.
-وﻗﺎﺌﻊ ﻤتﻌﻠﻘﺔ �ﺎﻟﻌﻘد :وﻤثﺎل ذﻟك أﻨﻪ إذا �ﺎن اﻟﻌﻘد ﻤتﻌﻠﻘﺎ �ﺎﻟبنﺎء ،ف�جب ﻋﻠﻰ اﻟطرف اﻟمتﻌﺎﻗد أن �ﻌﺎﯿن
اﻷرض اﻟمخصصﺔ ﻟذﻟك و�ذﻟك اﻟظروف اﻟس�ﺎﺴ�ﺔ واﻷﻤن�ﺔ اﻟمختﻠﻔﺔ.
99
ﻋﻘﺪ اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎﺑﻊ
ﺘﻌتبر اﻟمﻘدﻤﺔ ﺠزءا ﻻ ﯿتج أز ﻤن اﻟﻌﻘد إﻻ أﻨﻬﺎ ﺘختﻠﻒ ﻋن �ﺎﻗﻲ ﺒنودﻩ وﻻ ﺘشكﻞ ﻤﺎدة ﻤن ﻤوادﻩ،
ﺤیث أﻨﻬﺎ ﺘستخدم ﻟشرح اﻟﻌﻘد و�ﺎﻟتﺎﻟﻲ ﯿﻠجﺄُ إﻟیﻬﺎ ﻟتﻔسیر ﻫذا اﻷﺨیر ،وﻫﻲ ﺒﻬذا ﺘش�ﻪ ﺒ�ﺎن اﻷﺴ�ﺎب ﻓﻲ
)(1
. إﺼدار اﻟتشر�ﻌﺎت وﻓﻲ ﺘسبیب اﻷﺤكﺎم واﻟﻘ اررات اﻟﻘضﺎﺌ�ﺔ
وﻓﻲ ﻤﺎ �خص ﺘﻔسیر اﻟمﻘدﻤﺔ ﻓﺈﻨﻪ �خضﻊ ﻟمﺎ أﺜﺎرﻩ ﺘﻔسیر اﻟﻌﻘد ﻋموﻤﺎ ﻤن إﺸكﺎﻟ�ﺎت ﻗﺎﻨوﻨ�ﺔ،
ﻏیر أﻨﻪ ﺘوﺠد ﻓﻲ ﻫذا اﻟصدد ﻤدرﺴتﺎن أﺴﺎﺴیتﺎن ﻫمﺎ:
-اﻟمدرﺴﺔ اﻟﻔرﻨس�ﺔ اﻷﻟمﺎﻨ�ﺔ :وﺘرى أن اﻟﻌﻘد �جب أن �ﻔسر �ﻘدر اﻹﻤكﺎن ط�ﻘﺎ ﻟﻘصد اﻟمتﻌﺎﻗدﯿن ﻋند
ﺘوق�ﻊ اﻟﻌﻘد )اﺴتنﺎدا ﻋﻠﻰ ﻤع�ﺎر اﻟن�ﺔ أو اﻟﻘصد( ،و�ﺎﻟتﺎﻟﻲ �مكن ﻟﻠمﻘدﻤﺔ أن ﺘتضمن اﻟﻌدﯿد ﻤن
اﻟتوﻀ�حﺎت أو اﻟتﻔسیرات اﻟتﻲ ﺘبین ﻟنﺎ ﻗصد اﻟمتﻌﺎﻗدﯿن.
-اﻟمدرﺴﺔ اﻟبر�طﺎﻨ�ﺔ :وﺘرى أﻨﻪ �جب اﻻﺴتنﺎد ﻋﻠﻰ اﻹرادة اﻟصر�حﺔ ﻟﻠمتﻌﺎﻗدﯿن ﻓﻲ ﺘﻔسیر اﻟﻌﻘد ،وﻫو ﻤﺎ
أﺨذ �ﻪ اﻟمشرع اﻟبر�طﺎﻨﻲ اﻟذي أﻋطﻰ اﻷوﻟو�ﺔ ﻟﻺرادة اﻟصح�حﺔ ،وﻫنﺎ ﻻ ﻨرﺠﻊ ﻟﻠمﻘدﻤﺔ ﺨﺎﺼﺔ إذا �ﺎﻨت
اﻟبنود ﺼر�حﺔ.
ﺘندرج ﻀمن ﻫذا اﻟمتن اﻟشروط اﻟمختﻠﻔﺔ اﻟتﻲ اﺘﻔق ﻋﻠیﻬﺎ �ﻞ ﻤن اﻟمتﻌﺎﻤﻞ واﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة،
�ﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟشروط اﻹدار�ﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ واﻟشروط اﻟخﺎﺼﺔ .وﻟﻘد ﺤددت اﻟمﺎدة 95ﻤن اﻟمرﺴوم 247-15
ﻫذﻩ اﻟشروط .وﻫﻲ ﺘصﺎغ ﻋمﻠ�ﺎ ﻓﻲ ﺸكﻞ ﺸروط أو ﺒنود ﻤرﻗمﺔ ،وﺘتمثﻞ �ﺎﻟخصوص ﻤﺎ ﯿﻠﻲ:
-ﺘحدﯿد ﻫو�ﺔ اﻟمتﻌﺎﻗد ﻤﻊ ذ�ر اﻟتﻔﺎﺼیﻞ اﻵﺘ�ﺔ :اﺴم اﻟشر�ﺔ ،اﻻﺴم اﻟتجﺎري ،اﻟﻌنوان �ﺎﻟتﻔصیﻞ ،اﺴم
وﻟﻘب اﻟممثﻞ اﻟشرﻋﻲ اﻟمﻔوض �ﺎﻟتوق�ﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد وﺼﻔتﻪ.
--------------
)(1
-Alain Lagadec. De l’interprétation des clauses contractuelles à la qualification du contrat. Droit. Thèse de
doctorat, , Université de Toulon, France, 2017. P 83.
100
ﻋﻘﺪ اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎﺑﻊ
-طب�ﻌﺔ اﻟﻌﻘد :ﺘحدﯿد ﻤوﻀوع اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ ﻀوء اﻟتشر�ﻊ اﻟجزاﺌري)ﻋﻘد أﺸﻐﺎل ﻋموﻤ�ﺔ ،ﻟوازم أو دراﺴﺎت(،
ذ�ر اﻟسمﺎت اﻟتﻘن�ﺔ واﻟﻔن�ﺔ ،اﻟكم�ﺔ ،اﻟوزن ،طرق اﻟتﻐﻠ�ف...
-ﺘحدﯿد اﻷﺴﻌﺎر وطر�ﻘﺔ دﻓﻊ اﻟثمن :اﻟسﻌر �ﺎﻟدﯿنﺎر وأﻤﺎ إذا �ﺎﻨت اﻟصﻔﻘﺔ ﻤﻊ ﻤتﻌﺎﻤﻞ أﺠنبﻲ أي دوﻟ�ﺔ،
ف�حدد اﻟثمن �ﺎﻟدﯿنﺎر و�ذا �ﺎﻟﻌمﻠﺔ اﻷﺠنب�ﺔ وﻻ ﺒد ﻤن اﻷﺨذ �ﻌین اﻻﻋت�ﺎر ﺘﻐیر ﺴﻌر اﻟصرف ،وﻻ ﺒد
أ�ضﺎ أن ﯿتضمن اﻟسﻌر اﻟمصطﻠﺢ اﻟتجﺎري اﻟذي �حدد ﻨﻔﻘﺎت اﻟشحن واﻟنﻘﻞ واﻟتﺄﻤین واﻟرﺴوم اﻟجمر��ﺔ
و�ذا وﻗت اﻟتسﻠ�م واﻨتﻘﺎل اﻟمﻠك�ﺔ.
وﻓﻲ ذات اﻟصدد ،ﻓﺈن ﺴﻌر اﻟسﻠﻌﺔ �جب أن �كون ﻤﻔصﻼ أي أن ﯿذ�ر ﺴﻌر اﻟوﺤدة واﻟسﻌر
اﻹﺠمﺎﻟﻲ ،و�ذا �ﺎﻨت ﻫنﺎك ﺘسب�ﻘﺎت ،ﻓﻼ ﺒد ﻤن ﺘوﻀ�ﺢ ذﻟك ،وﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ اﻟدﻓﻊ اﻟمستندي ،ﻻ ﺒد ﻟﻠ�ﺎﺌﻊ أن
�طﻠب ﻓتﺢ اﻋتمﺎد ﻤستندي.
-ﺘحدﯿد طرق اﻟنﻘﻞ:أي ﺘحدﯿد طرق اﻟنﻘﻞ اﻟمطﺎ�ﻘﺔ ﻟطب�ﻌﺔ اﻟسﻠﻌﺔ وأﻤﺎﻨﻬﺎ واﺘجﺎﻫﻬﺎ.
-ﺘحدﯿد إﺠراءات اﻟتسﻠ�م :وذﻟك ﺒذ�ر ﺘﺎر�ﺦ وﻤكﺎن اﻟتسﻠ�م ﺤیث �جب أن ﺘحدد ﻤواﻋید اﻟتسﻠ�م اﻨطﻼﻗﺎ ﻤن
دﺨول اﻟﻌﻘد ﺤیز اﻟتنﻔیذ ،وﻻ ﺒد ﻤن إدراج ﺸرط اﻟتﺄﺨیر ﻤﻊ ذ�ر اﻟﻐراﻤﺔ اﻟمتﻌﻠﻘﺔ �ﻪ.
-ذ�ر ﺸرط اﻟﻘوة اﻟﻘﺎﻫرة� :جب ﺘحدﯿد اﻟﻘوة اﻟﻘﺎﻫرة وأ�ضﺎ اﻟحﺎدث اﻟﻔجﺎﺌﻲ.
-ﺘحدﯿد اﻟضمﺎﻨﺎت :وذﻟك ﺒتحدﯿد ﺘﻌﻬدات �ﻞ طرف ﻓﻲ ﻤﺎ ﯿتﻌﻠق �ﺎﻟضمﺎن ﻤثﻞ ﻀمﺎن إرﺠﺎع اﻟتسب�ﻘﺎت
ﻤن طرف اﻟ�ﺎﺌﻊ.
-ﺘحدﯿد اﻟمحﺎﻛم اﻟمختصﺔ واﻟﻘﺎﻨون اﻟواﺠب اﻟتطبیق ،وﻫذا اﻟبند ﯿتﻌﻠق �ﺎﻟﻌﻘود اﻟدوﻟ�ﺔ ﺤیث �جب أن
�حدد اﻟﻘﺎﻨون اﻟواﺠب اﻟتطبیق ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد ﻤﻊ ﺘحدﯿد اﻟمحكمﺔ اﻟمختصﺔ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻨشوب ﻨزاع.
-ﺸرط اﻟتحك�م :وﻫو أ�ضﺎ ﻤتﻌﻠق �ﺎﻟﻌﻘود اﻟدوﻟ�ﺔ ،ﺤیث �مكن إدراج ﻫذا اﻟشرط وذﻟك ﺒتحدﯿد ﻤحكمﺔ
اﻟتحك�م اﻟمختصﺔ �ﻔض اﻟنزاع ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻨشو�ﻪ أو ﻗبﻞ أن �ﻘﻊ.
-ﺘحدﯿد ﻟﻐﺔ اﻟﻌﻘد :وذﻟك ﺒتحدﯿد اﻟﻠﻐﺔ اﻟتﻲ �حرر ﺒﻬﺎ ﻫذا اﻷﺨیر وﺠﻌﻠﻬﺎ ﻤرﺠﻌﺎ ﻟتﻔسیرﻩ .
101
ﻋﻘﺪ اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎﺑﻊ
-ﺘحدﯿد اﻟبنود اﻟمتﻌﻠﻘﺔ �ﺎﺴتﻌمﺎل اﻟید اﻟﻌﺎﻤﻠﺔ اﻟمحﻠ�ﺔ ،و�ﺎﻹدﻤﺎج اﻟمﻬنﻲ ﻟﻸﺸخﺎص اﻟمحروﻤین ﻤن ﺴوق
اﻟشﻐﻞ وذوي اﻻﺤت�ﺎﺠﺎت اﻟخﺎﺼﺔ.
وﺘجدر اﻹﺸﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﻠجوء إﻟﻰ اﻹﺸﻬﺎر اﻟصحﻔﻲ إﻟزاﻤ�ﺎ ﻓﻲ ﺤﺎﻻت ﻤﻌینﺔ ﺤددﺘﻬﺎ اﻟمﺎدة 61
وﻫﻲ :طﻠب اﻟﻌروض اﻟمﻔتوح ،طﻠب اﻟﻌروض اﻟمﻔتوح ﻤﻊ اﺸتراط ﻗدرات دﻨ�ﺎ ،طﻠب اﻟﻌروض اﻟمحدود،
اﻟمسﺎ�ﻘﺔ ،اﻟتراﻀﻲ �ﻌد اﻻﺴتشﺎرة،ﻋند اﻻﻗتضﺎء.
102
ﻋﻘﺪ اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎﺑﻊ
وﻟﻘد ﻤنﺢ اﻟمشرع ﻟﻠمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة ﺤق إﻗصﺎء �ﻞ ﻤترﺸﺢ ﻻ ﺘتوﻓر ف�ﻪ ﺸروط اﻟتﺄﻫیﻞ
اﻟمطﻠو�ﺔ.وﺴنتﻌرض ﻓﻲ ﻤﺎ ﯿﻠﻲ إﻟﻰ ﺤﺎﻻت اﻹﻗصﺎء ﻤن اﻟصﻔﻘﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ:
اﺴتنﺎدا ﻋﻠﻰ اﻟمرﺴوم اﻟتشر�ﻌﻲ رﻗم 247-15اﻟمتضمن ﺘنظ�م اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ وﺘﻔو�ضﺎت
اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم �،مكن اﻟتمییز ﺒین:
�میز ﻗﺎﻨون اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ وﺘﻔو�ضﺎت اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟمﺎدة 75واﻟﻘرار اﻟمؤرخ ﻓﻲ 19
د�سمبر 2015اﻟمحدد ﻟك�ف�ﺎت اﻹﻗصﺎء ﻤن اﻟمشﺎر�ﺔ ﻓﻲ اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﺒین اﻹﻗصﺎء اﻟمؤﻗت
ﺒنوع�ﻪ اﻟتﻠﻘﺎﺌﻲ و�مﻘرر ﺜم اﻹﻗصﺎء اﻟنﻬﺎﺌﻲ اﻟتﻠﻘﺎﺌﻲ.
إﻗصﺎء ﺼﺎﺤب ﺼﻔﻘﺔ ﻋموﻤ�ﺔ اطﻠﻊ ﻋﻠﻰ �ﻌض اﻟمﻌﻠوﻤﺎت اﻟتﻲ �مكن أن ﺘمنحﻪ اﻤت�ﺎ از ﻋند
اﻟمشﺎر�ﺔ ﻓﻲ ﺼﻔﻘﺔ ﻋموﻤ�ﺔ أﺨرى إﻻ إذا أﺜبت أن اﻟمﻌﻠوﻤﺎت ﻻ ﺘخﻞ �مبدأ ﺤر�ﺔ اﻟمنﺎﻓسﺔ وﺘثبتت
اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة ﻤن ذﻟك:
ﯿتم اﻟتمییز ﺒین اﻹﻗصﺎء اﻟمؤﻗت اﻟتﻠﻘﺎﺌﻲ اﻹﻗصﺎء اﻟمؤﻗت اﻟتﻠﻘﺎﺌﻲ �مﻘرر.
103
ﻋﻘﺪ اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎﺑﻊ
-إﻗصﺎء ﻤؤﻗت ﺘﻠﻘﺎﺌﻲ ﻤتخذ ﻤن طرف �ﻞ اﻟمصﺎﻟﺢ اﻟمتﻌﺎﻗدة ،و�تﻌﻠق �ست ﺤﺎﻻت وردت ﻓﻲ اﻟمﺎدة 3
ﻤن اﻟﻘرار اﻟمؤرخ ﻓﻲ 19د�سمبر ،(1) 2015و اﻟمﻘصون ﻫم:
اﻟمتﻌﺎﻤﻠون اﻟذﯿن ﻫم ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ اﻟتسو�ﺔ اﻟﻘضﺎﺌ�ﺔ أو اﻟصﻠﺢ ،إﻻ إذا أﺜبتوا أﻨﻬم ﻤرﺨصون ﻤن ﻗبﻞ
اﻟﻌداﻟﺔ ﻟمواﺼﻠﺔ ﻨشﺎطﺎﺘﻬم،
اﻟمتﻌﺎﻤﻠون اﻟذﯿن ﻫم ﻤحﻞ إﺠراء اﻟتسو�ﺔ اﻟﻘضﺎﺌ�ﺔ أو اﻟصﻠﺢ ،إﻻ إذا أﺜبتوا أﻨﻬم ﻤرﺨصون ﻤن
ﻗبﻞ اﻟﻌداﻟﺔ ﻟمواﺼﻠﺔ ﻨشﺎطﺎﺘﻬم،
اﻟمتﻌﺎﻤﻠون اﻟذﯿن ﺘمت إداﻨتﻬم �صﻔﺔ ﻨﻬﺎﺌ�ﺔ ﻤن ﻗبﻞ اﻟﻌداﻟﺔ �سبب ﻏش ﺠ�ﺎﺌﻲ،أو ﺘصر�ﺢ �ﺎذب
أو ﻤخﺎﻟﻔﺔ ﺘمس ﺒنزاﻫتﻬم اﻟمﻬن�ﺔ،
اﻟمتﻌﺎﻤﻠون اﻟذﯿن ﺘمت إداﻨتﻬم �صﻔﺔ ﻨﻬﺎﺌ�ﺔ ﻤن ﻗبﻞ اﻟﻌداﻟﺔ �سبب ﻤخﺎﻟﻔتﻬم ﻟﻸﺤكﺎم اﻟمتﻌﻠﻘﺔ
�شروط ﺘشﻐیﻞ اﻷﺠﺎﻨب ،وﺘﻠك اﻟمتﻌﻠﻘﺔ �ﺎﻟتزاﻤﺎت اﻟمكﻠﻔین ﻓﻲ ﻤجﺎل اﻟضمﺎن اﻻﺠتمﺎﻋﻲ ،اﻟوﻗﺎ�ﺔ
اﻟصح�ﺔ واﻷﻤن ،طب اﻟﻌمﻞ وﻗﺎﻨون اﻟﻌمﻞ واﻷﺤكﺎم اﻟمتﻌﻠﻘﺔ ﺒتنصیب اﻟﻌمﺎل وﻤراق�ﺔ اﻟتشﻐیﻞ.
-إﻗصﺎء ﻤؤﻗت ﺘﻠﻘﺎﺌﻲ ﺘتخذﻩ اﻟمصﺎﻟحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة اﻟتﻲ �ﺎدرت �ﺈﺠراء اﻟصﻔﻘﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ ،و�خص
ﺜﻼث ﺤﺎﻻت وردت ﻓﻲ اﻟمﺎدة 3ﻤن اﻟﻘرار اﻟمؤرخ ﻓﻲ 19د�سمبر ،2015وﻫم:
104
ﻋﻘﺪ اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎﺑﻊ
و�تﻌﻠق اﻷﻤر �حﺎﻟﺔ واﺤدة وردت ﻓﻲ اﻟمﺎدة 6ﻤن اﻟﻘرار اﻟمؤرخ ﻓﻲ 19د�سمبر 2015وﻫﻲ
ﺘخص اﻟمتﻌﺎﻤﻠین اﻻﻗتصﺎدﯿین اﻟذﯿن أﺨﻠوا �ﺎﻟتزاﻤﺎﺘﻬم �ﻌد أن �ﺎﻨوا ﻤحﻞ ﻤﻘرر�ن اﺜنین ﻟﻠﻔسﺦ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ،
ﺘحت ﻤسؤوﻟیتﻬم.
اﻟمتﻌﺎﻤﻠون اﻻﻗتصﺎدﯿون اﻷﺠﺎﻨب اﻟذﯿن أﺨﻠوا �ﺎﻟتزاﻤﺎﺘﻬم اﻟمحددة ﻓﻲ اﻟمﺎدة 84ﻤن اﻟمرﺴوم
اﻟرﺌﺎﺴﻲ 247-15اﻟمؤرخ ﻓﻲ 16ﺴبتمبر 2015اﻟمتﻌﻠق �ﺎﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ وﺘﻔو�ضﺎت اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم
)وﻫمﺎ اﻟتزاﻤﺎن أﺴﺎﺴ�ﺎن :اﻻﺴتثمﺎر ﻓﻲ ﺸراﻛﺔ )ﻓﻲ ﻗطﺎﻋﺎت اﺴتراﺘ�ج�ﺔ �مﻔﻬوم ﻗﺎﻨون اﻟمﺎﻟ�ﺔ اﻟتكمیﻠﻲ
ﻟسنﺔ ،2020واﺤترام دﻓتر اﻟشروط(.
وﻫﻲ ﺤﺎﻻت وردت ﺘحت ﺘسم�ﺔ "ﻤكﺎﻓحﺔ اﻟﻔسﺎد" وذﻟك ﻀمن اﻟمواد ﻤن 88إﻟﻰ 94ﻤن ﻗﺎﻨون
اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ� ،مﺎ أﻨﻬﺎ وردت ﻓﻲ ﻗﺎﻨون اﻟوﻗﺎ�ﺔ ﻤن اﻟﻔسﺎد وﻤكﺎﻓحتﻪ.
ﺨصص ﻫذا اﻟﻘﺎﻨون ﻗسمﺎ �ﺎﻤﻼ ﻟمكﺎﻓحﺔ اﻟﻔسﺎد وﻫو اﻟﻘسم اﻟثﺎﻤن )اﻟمواد ﻤن 88إﻟﻰ .(94
وﺘتمثﻞ أﻫم ﺠراﺌم اﻟﻔسﺎد اﻟضﺎرة �منﺎخ اﻷﻋمﺎل ﻓﻲ ﻤجﺎل اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﻓﻲ ﺠر�مﺔ اﻟرﺸوة،
ﺠر�مﺔ اﻟمحﺎ�ﺎة ،ﺠر�مﺔ اﺴتﻐﻼل اﻟنﻔوذ ﻟﻠحصول ﻋﻠﻰ اﻤت�ﺎزات ﻏیر ﻤبررة ،ﺠر�مﺔ اﻹﺜراء �ﻼ ﺴبب.
105
ﻋﻘﺪ اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎﺑﻊ
)(1
ﻛﻠﻪ ﻟﻠوﻗﺎ�ﺔ ﻤن اﻟﻔسﺎد وﻤكﺎﻓحتﻪ ،وﺨصص ﻤجموﻋﺔ ﻤن اﻟمواد ﻤنﻬﺎ ﺨصص ﻫذا اﻟﻘﺎﻨون
اﻟمواد 10 ، 9و 11ﻟﻠتداﺒیر اﻟمتﻌﻠﻘﺔ �ﺎﻟوﻗﺎ�ﺔ ﻤن اﻟﻔسﺎد ﻓﻲ ﻤجﺎل اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ،وﻤجموﻋﺔ أﺨرى
ﻟﻠﻌﻘو�ﺎت اﻟمتﻌﻠﻘﺔ �جراﺌم اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ وﻤنﻬﺎ اﻟمواد 25،27،37،32وﻏیرﻫﺎ.
ﺜﺎﻟثﺎ :اﻟم�ﺎدئ اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟمتﻌﻠﻘﺔ �ﺎﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻟواردة ﻓﻲ ﻗﺎﻨون ﻤحﺎر�ﺔ اﻟﻔسﺎد ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺘحسین
ﻤنﺎخ اﻷﻋمﺎل
ﻟﻘد وردت ﻫذﻩ اﻟم�ﺎدئ اﻟتﻲ ﺘﻠتﻘﻲ ﻓﻲ ﻤجﻠﻬﺎ ﻤﻊ اﻟم�ﺎدئ اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟتﻲ �ستند ﻋﻠیﻬﺎ ﻗﺎﻨون اﻟصﻔﻘﺎت
اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﻓﻲ )اﻟمﺎدة (9اﻟتﻲ ﻨصت ﻋﻠﻰ وﺠوب ق�ﺎم اﻹﺠراءات اﻟمت�ﻌﺔ ﻓﻲ ﻤجﺎل اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ
ﻋﻠﻰ ﻗواﻋد اﻟشﻔﺎف�ﺔ واﻟمنﺎﻓسﺔ اﻟشر�ﻔﺔ � .مﺎ أوردت ﻨﻔس اﻟمﺎدة ﻤجموﻋﺔ ﻤن اﻟﻘواﻋد اﻟتﻲ ﻤن ﺸﺄﻨﻬﺎ
ﺘكر�س ﻤﺎ ﯿﻠﻲ ﻋﻠﻰ وﺠﻪ اﻟخصوص:
وﻫكذا ﻨﻼﺤظ أن اﻟمشرع اﻟجزاﺌري �ﺎن ﺤر�صﺎ ﻋﻠﻰ إﻗصﺎء �ﻞ ﻤتﻌﺎﻤﻞ ،ﻻ ﺘتوﻓر ف�ﻪ اﻟشروط
اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ واﻟمﻬن�ﺔ ،وذﻟك ﺤﻔﺎظﺎ ﻋﻠﻰ اﻟمﺎل اﻟﻌﺎم وﻋﻠﻰ ﻨجﺎﻋﺔ اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ،ﻨﺎه�ك ﻋن ﻀمﺎن
ﻤنﺎخ أﻋمﺎل ﻤﻼﺌم ﯿتسم �حر�ﺔ اﻟم�ﺎدرة واﻟمسﺎواة اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﺒین رﺠﺎل اﻷﻋمﺎل ،ﻏیر أن �ﻌض أﻨواع
اﻹﻗصﺎء ﺨﺎﺼﺔ ذﻟك اﻟذي ﻻ ﯿرﺘ�ط �ﺎﻟنزاﻫﺔ ﻗد ﯿؤﺜر ﺴﻠ�ﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯿد ﻤن اﻟمؤﺴسﺎت اﻟمﻘص�ﺔ ﻓیؤدي ﺒﻬﺎ
إﻟﻰ اﻹﻓﻼس )ﻤثﻞ اﻹﻗصﺎء اﻟمتتﺎﻟﻲ ﻷﺴ�ﺎب ﺘﺎﻓﻬﺔ ،إﻗصﺎء اﻟمؤﺴسﺎت اﻟصﻐیرة واﻟمصﻐرة ،ﺘﻔضیﻞ
اﻟمؤﺴسﺎت اﻷﺠنب�ﺔ ،اﺸتراط �ﻔﺎءة ﻋﺎﻟ�ﺔ ﻓﻲ اﻟمؤﺴسﺎت اﻟمرﺸحﺔ �ﻌﻼﻤﺎت إﯿزو .(ISO
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
)-(1اﻟﻘﺎﻨون رﻗم 01/06اﻟمؤرخ ﻓﻲ 20ف�ﻔري 2006و اﻟمتﻌﻠق �ﺎﻟوﻗﺎ�ﺔ ﻤن اﻟﻔسﺎد و ﻤكﺎﻓحتﻪ،
106
ﻋﻘﺪ اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎﺑﻊ
وﻤن ﺠﻬﺔ ﺜﺎﻨ�ﺔ ﻓﺈن ﻨزاﻫﺔ اﻷﻋمﺎل ﺘﻌتمد ﻋﻠﻰ ﻤجموﻋﺔ ﻤن اﻟمﻌﺎﯿیر ﻟﻌﻞ أﻫمﻬﺎ اﻨﻌدام اﻟرﺸوة،
اﻟحو�مﺔ اﻟرﺸیدة ﻟﻘطﺎع اﻷﻋمﺎل وﺘحسین أداء ﻫذﻩ اﻷﻋمﺎل ﺘحق�ﻘﺎ ﻟﻠتنم�ﺔ �شتﻰ أ�ﻌﺎدﻫﺎ.
إن ﺤﺎﻻت اﻹﻗصﺎء �شتﻰ أﻨواﻋﻬﺎ �مكن أن ﺘﻠﻌب دو ار ﻤﻬمﺎ ﻓﻲ إﻗصﺎء اﻟمتﻌﺎﻤﻠین اﻻﻗتصﺎدﯿین
ﻏیر اﻷﻛﻔﺎء وﻏیر اﻟنز�ﻬین ﻤمﺎ �جﻌﻞ ﻤنﻬﺎ وﺴیﻠﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟتطﻬیر ﻤنﺎخ اﻷﻋمﺎل ﻤن اﻟﻔسﺎد,
ﻨشیر ﻓﻲ اﻟبدا�ﺔ إﻟﻰ أن اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻟتﻲ ﺘبرﻤﻬﺎ اﻟمصﺎﻟﺢ اﻟمتﻌﺎﻗدة ﺘخضﻊ ﻟﻠرﻗﺎ�ﺔ ﻗبﻞ
دﺨوﻟﻬﺎ ﺤیز اﻟتنﻔیذ وﻗبﻞ ﺘنﻔیذﻫﺎ و�ﻌدﻩ ،وﻓﻲ ﻫذا اﻟصدد ،ﺘمﺎرس ﻋمﻠ�ﺎت اﻟرﻗﺎ�ﺔ اﻟتﻲ ﺘخضﻊ ﻟﻬﺎ
)اﻟمﺎدة . (156
ّ اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﻓﻲ ﺸكﻞ رﻗﺎ�ﺔ داﺨﻠ�ﺔ ورﻗﺎ�ﺔ ﺨﺎرﺠ�ﺔ ورﻗﺎ�ﺔ اﻟوﺼﺎ�ﺔ
و ﺴنﻘتصر ﻓﻲ ﻤحﺎﻀرﺘنﺎ ﻋﻠﻰ �ﻞ ﻤن اﻟرﻗﺎ�ﺔ اﻟداﺨﻠ�ﺔ اﻟتﻲ ﺘمﺎرﺴﻬﺎ ﻟجنﺔ ﻓتﺢ اﻷظرﻓﺔ وﺘﻘی�م
اﻟﻌروض واﻟرﻗﺎ�ﺔ اﻟخﺎرﺠ�ﺔ اﻟتﻲ ﺘمﺎرﺴﻬﺎ ﻟجنﺔ اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ،ﺜم ﻨتطرق إﻟﻰ ﻤوﻀوع ﺘنﻔیذ اﻟصﻔﻘﺔ
وأﻫم ﻤﺎ ﯿتﻌﻠق ﺒﻬذا اﻟتنﻔیذ ﻤن ﻤسﺎﺌﻞ.
ﻻ ﺸك أن �ﻼ ﻤن ﻟجنﺔ ﻓتﺢ اﻷظرﻓﺔ وﺘﻘی�م اﻟﻌروض وﻟجنﺔ اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﺘضطﻠﻊ �مﻬﺎم
ﻤختﻠﻔﺔ ﻫدﻓﻬﺎ اﻷﺴمﻰ ﯿتمثﻞ ﻓﻲ اﻟتحﻘق ﻤن ﻤطﺎ�ﻘﺔ اﻟصﻔﻘﺔ اﻟتﻲ ﺘبرﻤﻬﺎ اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة ﻤﻊ ﻤﻘتض�ﺎت
اﻟﻘﺎﻨون.
ﺘﻬتم ﻫذﻩ اﻟﻠجنﺔ �ﻔتﺢ اﻷظرﻓﺔ اﻟمتضمنﺔ ﻟﻌروض اﻟمترﺸحین �مﺎ ﺘﻘوم ﺒتﻘی�م ﻫذﻩ اﻷﺨیرة.
و�ﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ دورﻫﺎ اﻟمﻬم ﻓﻲ ﺘﻘی�م ﻤستوى ﺘﺄﻫیﻞ اﻟمترﺸحین وﺘحﻠیﻞ ﻋروﻀﻬم ودورﻫﺎ �جﻬﺎز �سﺎﻋد
اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة ﻋﻠﻰ اﺘخﺎذ اﻟﻘرار اﻟمنﺎﺴب )ﻤنﺢ اﻟصﻔﻘﺔ أو اﻹﻋﻼن ﻋن ﻋدم ﺠدواﻫﺎ( ،ﻓﺈن ﻫذﻩ
107
ﻋﻘﺪ اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎﺑﻊ
اﻟﻠجنﺔ ﺘﻌتبر ﺠﻬﺎ از رﻗﺎﺒ�ﺎ داﺨﻠ�ﺎ ﺘحدﺜﻪ اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة ،وﻫو ﻤتكون ﻤن ﻤوظﻔین ﻤؤﻫﻠین ﺘﺎ�ﻌین
ﻟﻠمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة� ،ختﺎرون ﻟكﻔﺎءﺘﻬم .و�مكن اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة ،ﺘحت ﻤسؤوﻟیتﻬﺎ ،أن ﺘنشﺊ ﻟجنﺔ
أﺨرى ذات طﺎ�ﻊ ﺘﻘنﻲ ﺘكﻠﻒ �ﺈﻋداد ﺘﻘر�ر ﺘحﻠیﻞ اﻟﻌروض ،ﻟحﺎﺠﺎت ﻟجنﺔ ﻓتﺢ اﻷظرﻓﺔ وﺘﻘی�م اﻟﻌروض
)اﻟمﺎدة 160واﻟمﺎدة .(161
وﻻﺸك أﻨﻪ ﯿتوﺠب ﻋﻠﻰ اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة أن ﺘحرص ﻋﻠﻰ أن ﺘضمن ﻟجنﺔ ﻓتﺢ اﻷظرﻓﺔ وﺘﻘی�م
اﻟﻌروض ﺸﻔﺎف�ﺔ اﻹﺠراءات اﻟتﻲ ﺘﻘوم ﺒﻬﺎ وﻟذﻟك ﻓﻬﻲ ﺘسجﻞ أﺸﻐﺎﻟﻬﺎ اﻟمتﻌﻠﻘﺔ �ﻔتﺢ اﻷظرﻓﺔ وﺘﻘی�م
اﻟﻌروض ﻓﻲ ﺴجﻠین ﺨﺎﺼین ﯿرﻗمﻬمﺎ اﻵﻤر �ﺎﻟصرف و�ؤﺸر ﻋﻠیﻬمﺎ �ﺎﻟحروف اﻷوﻟﻰ )اﻟمﺎدة .(162
وﺘﻌتبر ﺒدورﻫﺎ ﻤن اﻟﻬیئﺎت اﻟرﻗﺎﺒ�ﺔ اﻟخﺎرﺠ�ﺔ اﻟتﻲ ﺘتمثﻞ ﻤﻬمتﻬﺎ اﻷﺴﺎﺴ�ﺔ ﻓﻲ اﻟـتـحـﻘـق ﻤـن
ﻤـطـﺎﺒـﻘـﺔ اﻟـصـﻔـﻘـﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﻟﻠتشر�ﻊ واﻟتنظ�م اﻟمﻌمول ﺒﻬمﺎ .وﺘرﻤﻲ اﻟرﻗﺎ�ﺔ اﻟخﺎرﺠ�ﺔ أ�ضﺎ إﻟﻰ اﻟتحﻘق
)اﻟمﺎدة .(163
ّ ﻤن ﻤطﺎ�ﻘﺔ اﻟتزام اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة ﻟﻠﻌمﻞ اﻟمبرﻤﺞ �ك�ف�ﺔ ﻨظﺎﻤ�ﺔ
و�تضﺢ ﻤن ﻨص اﻟمﺎدة 163اﻟسﺎﻟﻔﺔ اﻟذ�ر أن ﻟجنﺔ اﻟصﻔﻘﺎت ﺘكﻠﻒ �ﺎﻟرﻗﺎ�ﺔ اﻟﻘبﻠ�ﺔ اﻟخﺎرﺠ�ﺔ
اﻟمﺎدة .(165
ﻟﻠصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ) ّ
وﻫكذا ،و�ﻌد أن ﺘﻘوم ﻟجنﺔ ﻓتﺢ اﻷظرﻓﺔ وﺘﻘی�م اﻟﻌروض �ﻌمﻠﻬﺎ ،ﺘﻌرض ﻨتﺎﺌﺞ ﻫذا اﻷﺨیر ﻋﻠﻰ
اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة ﻟتتخذ رأﯿﻬﺎ إﻤﺎ �ﻘبول اﻟﻌروض أو إﻋﻼن ﻋدم ﺠدوى اﻟصﻔﻘﺔ ،وﻟﻬذﻩ اﻟﻐﺎ�ﺔ ،ﺘحدث
ﻟدى اﻟمصﻠحﺔ اﻟمﻌن�ﺔ ﻟجنﺔ أﺨرى ﺘسمﻰ ﻟجنﺔ اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﺘﻘوم ﺒتﻘد�م ﻤسﺎﻋدﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻤجﺎل
ﺘحضیر اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ و�ﺘمﺎم ﺘراﺘیبﻬﺎ ،ودراﺴﺔ دﻓﺎﺘر اﻟشروط واﻟصﻔﻘﺎت واﻟمﻼﺤق وﻤﻌﺎﻟجﺔ اﻟطﻌون
اﻟتﻲ �ﻘدﻤﻬﺎ اﻟمتﻌﻬدون )اﻟمﺎدة .(169
وﺘجتمﻊ ﻫذﻩ اﻟﻠجنﺔ� ،م�ﺎدرة ﻤن رﺌ�سﻬﺎ� ،مﺎ أﻨﻪ �مكن ﻟﻬﺎ أن ﺘستﻌین ،ﻋﻠﻰ ﺴبیﻞ اﻻﺴتشﺎرة،
�ﺄي ﺸخص ذي ﺨبرة ﻤن ﺸﺄﻨﻪ أن �سﺎﻋدﻫﺎ ﻓﻲ أﺸﻐﺎﻟﻬﺎ.وﻻ ﺘصﺢ اﺠتمﺎﻋﺎﺘﻬﺎ إﻻ �حضور اﻷﻏﻠب�ﺔ
اﻟمطﻠﻘﺔ ﻷﻋضﺎﺌﻬﺎ .و�ذا ﻟم �كتمﻞ ﻫذا اﻟنصﺎب ،ﺘجتمﻊ اﻟﻠجنﺔ ﻤن ﺠدﯿد ﻓﻲ ﻏضون اﻟثمﺎﻨ�ﺔ ) 8أ�ﺎم(
108
ﻋﻘﺪ اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎﺑﻊ
اﻟمواﻟ�ﺔ وﺘصﺢ ﻤداوﻟتﻬﺎ ،ﺤینئذ ،ﻤﻬمﺎ �كن ﻋدد اﻷﻋضﺎء اﻟحﺎﻀر�ن .وﺘتخذ اﻟﻘ اررات داﺌمﺎ �ﺄﻏﻠب�ﺔ
اﻷﻋضﺎء اﻟحﺎﻀر�ن .وﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘﻌﺎدل اﻷﺼوات �كون ﺼوت اﻟرﺌ�س ﻤرﺠحﺎ).اﻟمﺎدة (191
وﺘختﻠﻒ ﺘشكیﻠﺔ اﻟﻠجنﺔ ﺘ�ﻌﺎ ﻟنوﻋﻬﺎ ﺤیث ﺘوﺠد ﻤثﻼ اﻟﻠجنﺔ اﻟجﻬو�ﺔ ﻟﻠصﻔﻘﺎت)م ،(171ﻟجنﺔ
ﺼﻔﻘﺎت اﻟمؤﺴسﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻟوطن�ﺔ واﻟﻬ�كﻞ ﻏیر اﻟممر�ز ﻟﻠمؤﺴسﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻟوطن�ﺔ ذات اﻟطﺎ�ﻊ اﻹداري
)اﻟمﺎدة ،(172اﻟﻠجنﺔ اﻟوﻻﺌ�ﺔ ﻟﻠصﻔﻘﺎت )اﻟمﺎدة ،(173اﻟﻠجنﺔ اﻟبﻠد�ﺔ ﻟﻠصﻔﻘﺎت )اﻟمﺎدة ،(174اﻟﻠجنﺔ
اﻟﻘطﺎع�ﺔ ﻟﻠصﻔﻘﺎت )اﻟمﺎدة . (179
وﻤﻬمﺎ �ﺎﻨت ﺘشكیﻠتﻬﺎ ،ﺘﻌتبر ﻫذﻩ اﻟﻠجنﺔ ﻤر�ز اﺘخﺎذ اﻟﻘرار ف�مﺎ �خص رﻗﺎ�ﺔ اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ
اﻟداﺨﻠﺔ ﻀمن اﺨتصﺎﺼﻬﺎ .و�ﻬذﻩ اﻟصﻔﺔ� ،مكنﻬﺎ أن ﺘمنﺢ اﻟتﺄﺸیرة ﻋﻠﻰ اﻟصﻔﻘﺔ أو ﺘرﻓضﻬﺎ .وﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ
)اﻟمﺎدة .(195
ّ اﻟرﻓض� ،جب أن �كون ﻫذا اﻟرﻓض ﻤﻌﻠﻼ � ،مﺎ �مكنﻬﺎ أن ﺘرﻓق ﻗرارﻫﺎ ﺒتحﻔظﺎت
و ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ اﻟرﻓض ﻟجنﺔ ﺼﻔﻘﺎت اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة ﻤنﺢ اﻟتﺄﺸیرة� ،مكن ﻟمسؤول اﻟﻬیئﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ
اﻟمﻌنﻲ ،ﺒنﺎء ﻋﻠﻰ ﺘﻘر�ر ﻤن اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة ،أن ﯿتجﺎوز ذﻟك �مﻘرر ﻤﻌﻠﻞ ،وﺘ�ﻌﺎ ﻟذﻟك ،ﺘرﺴﻞ ﻨسخﺔ
ﻤن ﻤﻘرر اﻟتجﺎوز ،اﻟمﻌد ﺤسب اﻟشروط اﻟمنصوص ﻋﻠیﻬﺎ ﻓﻲ اﻟتشر�ﻊ واﻟتنظ�م اﻟمﻌمول ﺒﻬمﺎ ،إﻟﻰ
ﻤجﻠس اﻟمحﺎﺴ�ﺔ و�ﻟﻰ اﻟوز�ر اﻟمكﻠﻒ �ﺎﻟمﺎﻟ�ﺔ )ﺴﻠطﺔ ﻀ�ط اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ وﺘﻔو�ضﺎت اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم
واﻟمﻔتش�ﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠمﺎﻟ�ﺔ( و�ﻟﻰ ﻟجنﺔ اﻟصﻔﻘﺎت اﻟمﻌن�ﺔ )اﻟمﺎدة .(200
وﺘﻌتبر اﻟمرﺤﻠﺔ اﻷﺴﺎﺴ�ﺔ وﻫدف اﻟصﻔﻘﺔ ﺒرﻤتﻬﺎ ،وﻫﻲ ﻤرﺤﻠﺔ ﯿنﻔذ ﻓیﻬﺎ �ﻞ طرف اﻟتزاﻤﺎﺘﻪ اﻟواردة
ﻓﻲ دﻓتر اﻷع�ﺎء و�ذا اﻟتشر�ﻊ واﻟتنظ�م اﻟمﻌمول ﺒﻬمﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟمجﺎل إﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻗﺎﻨون اﻟصﻔﻘﺎت
اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﻨﻔسﻪ.
109
ﻋﻘﺪ اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎﺑﻊ
أﺜنﺎء ﻫذﻩ اﻟمرﺤﻠﺔ أو �ﻌدﻫﺎ ﺤسب ﺒنود اﻻﺘﻔﺎق وطب�ﻌﺔ اﻟصﻔﻘﺔ� ،حصﻞ اﻟمتﻌﻬد ﻋﻠﻰ أﺠرﻩ وﻓق
اﻟص�ﻐﺔ أو اﻟص�ﻎ اﻟمتﻔق ﻋﻠیﻬﺎ ﻤن ﻀمن اﻟص�ﻎ اﻟواردة ﻓﻲ ﻗﺎﻨون اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﻓﻲ اﻟمﺎدة 108
و ، 109وﻫﻲ :
-اﻟتسبیق :ﻫو �ﻞ ﻤبﻠﻎ ﯿدﻓﻊ ﻗبﻞ ﺘنﻔیذ اﻟخدﻤﺎت ﻤوﻀوع اﻟﻌﻘد ،و�دون ﻤﻘﺎﺒﻞ ﻟﻠتنﻔیذ اﻟمﺎدي ﻟﻠخدﻤﺔ،
-اﻟدﻓﻊ ﻋﻠﻰ اﻟحسﺎب :ﻫو �ﻞ دﻓﻊ ﺘﻘوم �ﻪ اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة ﻤﻘﺎﺒﻞ ﺘنﻔیذ ﺠزﺌﻲ ﻟموﻀوع اﻟصﻔﻘﺔ،
اﻟتسو�ﺔ ﻋﻠﻰ رﺼید ﺤسﺎب :ﻫو اﻟدﻓﻊ اﻟمؤﻗت أو اﻟنﻬﺎﺌﻲ ﻟﻠسﻌر اﻟمنصوص ﻋﻠ�ﻪ ﻓﻲ اﻟصﻔﻘﺔ �ﻌد
اﻟتنﻔیذ اﻟكﺎﻤﻞ واﻟمرﻀﻲ ﻟموﻀوﻋﻪ.
و ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر� ،جب أن ﺘﻘوم اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة �ﻌمﻠ�ﺎت اﻹﺜ�ﺎت اﻟتﻲ ﺘﻌطﻲ اﻟحـق ﻓﻲ اﻟدﻓﻊ
وذﻟك وﻓﻘﺎ ﻟﻶﺠﺎل اﻟمخوﻟﺔ ﻟﻬﺎ �مﻘتضﻰ ﻋﻘد اﻟصﻔﻘﺔ .و�بدأ ﺴر�ﺎن اﻵﺠﺎل اﻋت�ﺎ ار ﻤن ﺘﻘد�م ﺼﺎﺤب
)اﻟمﺎدة .(121
ّ اﻟصﻔﻘﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ طﻠ�ﺎ ﺒذﻟك ﻤدﻋمﺎ �ﺎﻟمبررات اﻟضرور�ﺔ
وﻤن ﺠﻬﺔ أﺨرى�،جب ﻋﻠﻰ اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة أن ﺘحرص ﻋﻠﻰ إ�جﺎد اﻟضمﺎﻨﺎت اﻟضرور�ﺔ اﻟتﻲ
ﺘت�ﺢ أﺤسن اﻟشروط ﻻﺨت�ﺎر اﻟمتﻌﺎﻤﻠین ﻤﻌﻬﺎ و /أو أﺤسن اﻟشروط ﻟتنﻔیذ اﻟصﻔﻘﺔ وﻫﻲ ﻀمﺎﻨﺎت �جب أن
)اﻟمﺎدة ، (124وﻤن ﻫذﻩ اﻟضمﺎﻨﺎت ﻤثﻼ �ﻔﺎﻟﺔ ﺘﻌﻬد اﻟتﻲ �جب أن �ﻘدﻤﻬﺎ
ّ ﺘدرج ﻀمن دﻓتر اﻟشروط
اﻟمتﻌﻬد ف�مﺎ �خـص اﻟصﻔـﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﻟﻸﺸﻐﺎل واﻟﻠوازم اﻟتﻲ ﺘتجﺎوز ﻤ�ﺎﻟﻐﻬﺎ ﺼﻔﻘﺔ أﺸﻐﺎل �ﻔوق ﻤبﻠﻎ
اﻟتﻘدﯿر اﻹداري ﻟﻠحﺎﺠﺎت أو اﻟصﻔﻘﺔ ،ﻤﻠ�ﺎر دﯿنﺎر ) 1 .000.000.000دج ،أو ﺼﻔﻘﺔ ﻟوازم �ﻔوق ﻤبﻠﻎ
اﻟتﻘدﯿر اﻹداري ﻟﻠحﺎﺠﺎت أو اﻟصﻔﻘﺔ ،ﺜﻼﺜمﺎﺌﺔ ﻤﻠیون دﯿنــﺎر ) 300. 000.000دج( وﻓﻲ اﻟحﺎﻟتین
اﻟسﺎ�ﻘتین� ،جب ﻋﻠﻰ اﻟمتﻌﻬد ﺘﻘد�م �ﻔﺎﻟــﺔ ﺘﻌـﻬد ﺘـﻔوق واﺤدا ﻓﻲ اﻟـمﺎﺌﺔ ) (% 1ﻤن ﻤبﻠﻎ اﻟــﻌرض .و�جب
اﻟنص ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟمطﻠب ﻓـﻲ دﻓتر اﻟشروط ﻟﻠدﻋوة ﻟﻠمنﺎﻓسﺔ.
وﻤن ﻫذﻩ اﻟضمﺎﻨﺎت أ�ضﺎ� ،ﻔﺎﻟﺔ ﺤسن ﺘنﻔیذ اﻟصﻔﻘﺔ �ﺎﻟنس�ﺔ ﻟ�ﻌض ﺼﻔﻘﺎت اﻟدراﺴﺎت واﻟخدﻤﺎت
واﻟتﻲ ﺘمكن اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة ﻤن اﻟتﺄﻛد ﻤن ﺤسن ﺘنﻔیذ اﻟخدﻤﺎت ،ﻗبﻞ دﻓﻊ ﻤستحﻘﺎﺘﻬﺎ،
110
ﻋﻘﺪ اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎﺑﻊ
و�طب�ﻌﺔ اﻟحﺎل ﻓﺈﻨﻪ ﯿتوﺠب ﻋﻠﻰ اﻟمتﻌﺎﻤﻠیـن اﻟمتﻌﺎﻗدﯿن وﻤنـﺎوﻟیﻬــم ،أن ﯿرﺼـدوا اﻟوﺴـﺎﺌﻞ اﻟ�شر�ـﺔ
واﻟمـﺎد�ﺔ اﻟمصـرح ﺒـﻬﺎ ﻓــﻲ ﻋروﻀﻬم ،ﻤﺎﻋدا اﻻﺴتثنﺎء اﻟمبرر) .اﻟمﺎدة .(126
ﻻﺸك أن اﻟﻔسﺦ �ﻌتبر ﺤﺎدﺜﺎ اﺴتثنﺎﺌ�ﺎ وﻋﺎرﻀﺎ ﯿترﺘب ﻋﻠ�ﻪ ﻨﻬﺎ�ﺔ ﻤس�ﻘﺔ أو ﻤ�كرة ﻟﻠصﻔﻘﺔ ﯿؤدي
إﻟﻰ إ�ﻘﺎف ﺘنﻔیذ اﻟﻌﻘد ﻗبﻞ أواﻨﻪ ).(1
وﻫكذا ،إذا ﻟم ﯿنﻔذ اﻟمتﻌﺎﻗد اﻟتزاﻤﺎﺘﻪ ،ﺘوﺠﻪ ﻟﻪ اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة إﻋذا ار ﻟ�ﻔﻲ �ﺎﻟتزاﻤﺎﺘﻪ اﻟتﻌﺎﻗد�ﺔ
ﻓﻲ أﺠﻞ ﻤحدد .و�ذا ﻟم ﯿتدارك اﻟمتﻌﺎﻗد ﺘﻘصیرﻩ ﻓﻲ اﻷﺠﻞ اﻟذي ﺤددﻩ اﻹﻋذار اﻟموﺠﻪ إﻟ�ﻪ ،ﻓﺈن اﻟمصﻠحﺔ
اﻟمتﻌﺎﻗدة �مكنﻬﺎ أن ﺘﻘوم �ﻔسﺦ اﻟصﻔﻘﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﻤن ﺠﺎﻨب واﺤد .و�مكنﻬﺎ �ذﻟك اﻟق�ﺎم �ﻔسﺦ ﺠزﺌﻲ
)اﻟمﺎدة ،(149ﺒﻞ إن �مكنﻬﺎ اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة اﻟق�ﺎم �ﻔسﺦ اﻟصﻔﻘﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﻤن ﺠﺎﻨب واﺤد،
ّ ﻟﻠصﻔﻘﺔ .
)اﻟمﺎدة .(150
ّ ﻋندﻤﺎ �كون ﻤبر ار �سبب اﻟمصﻠحﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ،ﺤتﻰ ﺒدون ﺨطﺄ ﻤن اﻟمتﻌﺎﻤﻞ اﻟمتﻌﺎﻗد
وز�ﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﻔسﺦ ﻤن ﺠﺎﻨب واﺤد� ،مكن اﻟق�ﺎم �ﺎﻟﻔسﺦ اﻟتﻌﺎﻗدي ﻟﻠصﻔﻘﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ ،ﻋندﻤﺎ �كون
ﻤبر ار �ظروف ﺨﺎرﺠﺔ ﻋن إرادة اﻟمتﻌﺎﻤﻞ اﻟمتﻌﺎﻗد ،ﺤسب اﻟشروط اﻟمنصوص ﻋﻠیﻬﺎ ﺼراﺤﺔ ﻟﻬذا اﻟﻐرض
)اﻟمﺎدة .(151
ّ
ﺨﺎﺘمﺔ
وﻫكذا �مكن اﻟﻘول أن اﻟصﻔﻘﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﻤن أﻫم اﻟﻌﻘود اﻹدار�ﺔ ذات اﻟطب�ﻌﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﻨظ ار
ﻹﺤﺎطتﻬﺎ �مجموﻋﺔ ﻤن اﻟﻘواﻋد اﻹﺠراﺌ�ﺔ ﺒﻬدف اﻟحﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟمﺎل اﻟﻌﺎم وﺘحﻘیق ﻤبدأ اﻟمسﺎواة اﻻﻗتصﺎد�ﺔ
ﻨﺎه�ك ﻋن ﺘحﻘیق اﻟمصﻠحﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ داﺨﻞ اﻟدوﻟﺔ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
-ﻋمﺎر ﺒوﻀ�ﺎف ،ﺸرح ﺘنظ�م اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ،اﻟﻘسم اﻟثﺎﻨﻲ ،ﺠسور ﻟﻠنشر واﻟتوز�ﻊ ،اﻟجزاﺌر ،اﻟط�ﻌﺔ اﻟخﺎﻤسﺔ،
،2017ص .30
111
ﻋﻘﺪ اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺴﺎﺑﻊ
ﻏیر أن �ثرة ﻤنﺎزﻋﺎت اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ وﺘنوع ﻤواﻀ�ﻌﻬﺎ" :ﻋدم اﻟمسﺎواة ﺒین اﻟمتنﺎﻓسین ﻤن
اﻟمﻘﺎوﻟین" و "ﺤجب اﻟمﻌﻠوﻤﺎت اﻟخﺎﺼﺔ �ﺎﻟصﻔﻘﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ" و "اﻟم�ﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻟتﻘی�م اﻟمﺎﻟﻲ" و "ﺤجﺔ ﺴرﻋﺔ
اﻹﻨجﺎز ﺒﻬدف ﺘﻔضیﻞ ﻤﻘﺎول ﻋﻠﻰ آﺨر" و "اﻹﺴتثنﺎءات اﻟحصر�ﺔ" و " اﻟم�ﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺸروط اﻷﻫﻠ�ﺔ"
و"اﻹﻋﻼن ﻋن اﻟصﻔﻘﺎت ﻓﻲ ﺠراﺌد ﻤﻐمورة ذات ﻤﻘروﺌ�ﺔ ﻤحدودة" إﻟﻰ ﻏیرﻫﺎ ﻤن اﻟمواﻀ�ﻊ اﻟتﻲ ﺠﻌﻠت
ﻤن اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﻤصد ار ﻟنﻬب اﻟمﺎل اﻟﻌﺎم ،ﺘطرح إﺸكﺎﻟ�ﺔ ﻨضﺞ اﻟمشﺎر�ﻊ ﻤمﺎ ﯿتطﻠب ﺘﻌز�ز
اﻟمنظوﻤﺔ اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ ﻤن ﺨﻼل إﺠراءات "ﺴﻬﻠﺔ ،واﻀحﺔ و ﺸﻔﺎﻓﺔ ﻗصد ﺴد �ﻞ أﺒواب اﺴت�ﺎﺤﺔ اﻟمﺎل اﻟﻌﺎم
و اﻟﻘضﺎء ﻋﻠﻰ ظﺎﻫرة اﻟﻔسﺎد اﻟتﻲ ﺘتسبب ﻓﻲ ﻫدر أﻤوال ﻀخمﺔ.
إن ﻏﻠق �ﻞ أﺒواب اﺴت�ﺎﺤﺔ اﻟمﺎل اﻟﻌﺎم ﻫدﻓﻪ إرﺴﺎء ﻗواﻋد اﻟرﻗﺎ�ﺔ و اﻟشﻔﺎف�ﺔ و اﻟمسﺎﺌﻠﺔ ،ﺨﺎﺼﺔ
وأن اﻟدﺴتور أوﻟﻰ ﻋنﺎ�ﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻟﻠصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﻤن ﺨﻼل إﺴنﺎدﻩ ﺘﻘنین اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟمتﻌﻠﻘﺔ
�ﺎﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﻟﻠبرﻟمﺎن ﻤن ﺨﻼل )اﻟمﺎدة ،(139وﻫو اﻷﻤر اﻟذي �ﻌكس اﻷﻫم�ﺔ اﻟ�ﺎﻟﻐﺔ اﻟذي
ﺘحتﻠﻬﺎ اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﻀمن اﻟمجﻬود اﻟﻌﺎم ﻟترﺸید و ﺘسییر و ﺤمﺎ�ﺔ اﻟمﺎل اﻟﻌﺎم و ﺘحﻘیق اﻟتنم�ﺔ ﻓﻲ
ظﻞ اﻟنزاﻫﺔ و اﻟشﻔﺎف�ﺔ.
112
ﻋﻘﻮد اﻟﺸﺮاﻛﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻣﻦ
ﻤــﻘـدﻤــﺔ
اﻨتﻬجت أﻏﻠب دول اﻟﻌﺎﻟم ﺴ�ﺎﺴﺔ ﺘحر�ر ﻻﻗتصﺎدﻫﺎ ﺴع�ﺎ إﻟﻰ ﺘصح�ﺢ اﻨﻌدام اﻟتوازﻨﺎت
اﻻﻗتصﺎد�ﺔ اﻟﻌمیق اﻟذي �ﻌﺎﻨﻲ ﻤنﻪ اﻟﻘطﺎع اﻟﻌموﻤﻲ و ذﻟك �ﻔتﺢ اﻟمجﺎل ﻟﻠﻘطﺎع اﻟخﺎص ﻗصد اﻟتخﻠص
ﻤن اﻹدارة اﻟحكوﻤ�ﺔ واﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠنشﺎط اﻻﻗتصﺎدي وﻤﺎ ﺼﺎﺤبﻬﺎ ﻤن ﻤشكﻼت ﺘﻘن�ﺔ و�خﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺠﺎﻨبﻲ
) (1
اﻟتمو�ﻞ و اﻹدارة.
و�ﺎن أﻤﺎم ﻫذﻩ اﻟدول اﻟﻌدﯿد ﻤن اﻟوﺴﺎﺌﻞ ﻟﻠوﺼول إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻬدف اﻟذي أﺼ�ﺢ أﻛثر ﻤن ﻀروري
ﺴواء ذﻟك �طرق اﻟخوﺼصﺔ �مﻔﻬوﻤﻬﺎ اﻟكﻠﻲ واﻟتﻲ ﺘمثﻠت ﻓﻲ ﺒ�ﻊ اﻟمؤﺴسﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﻟﻠﻘطﺎع اﻟخﺎص
�مﺎ ﯿتضمنﻪ ذﻟك ﻤن ﻨﻘﻞ اﻟمﻠك�ﺔ و ﺨضوع اﻹدارة ﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻨون اﻟخﺎص ،و إﻤﺎ �ﺎﻟﻠجوء إﻟﻰ ﻤﺎ �سمﻰ
�ﺎﻟخوﺼصﺔ اﻟجزﺌ�ﺔ و اﻟذي �ﻌنﻲ اﻻﺴتﻌﺎﻨﺔ �ﺎﻹدارة اﻟخﺎﺼﺔ ﻟﻠنشﺎط اﻟﻌموﻤﻲ أي اﻟمزج ﺒین اﻟﻌﺎم و
اﻟخﺎص ﻤﻊ اﻹ�ﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻟمﻠك�ﺔ ﻟصﺎﻟﺢ اﻟدوﻟﺔ ،وﻫو ﻤﺎ ﻗد ﯿؤدي إﻟﻰ ﻨتﺎﺌﺞ ا�جﺎﺒ�ﺔ ﻟصﺎﻟﺢ اﻟنشﺎط ﻤن
ﺤیث اﻟنظﺎم اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ اﻟذي ﺘخضﻊ ﻟﻪ أو ﻤن ﺤیث طرق إدارﺘﻬﺎ ﻤﻊ اﻹ�ﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﻤﻠك�ﺔ اﻹدارة ﻟﻠمرﻓق
ﻛﺎﻤﻠﺔ أو ﺠزﺌ�ﺔ �شكﻞ �سمﺢ ﻟﻠﻘطﺎع اﻟخﺎص ﺒتمﻠك ﻨس�ﺔ ﻤن أﻤواﻟﻪ .و ﺘﻠﻌب ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻌﻘود اﻹدار�ﺔ
دو ار �بی ار ﻓﻲ ﺘحﻘیق ﻫذﻩ اﻟس�ﺎﺴﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ و �خﺎﺼﺔ ﻋﻘود اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم �ﺎﻻﻟتزام و إ�جﺎر اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم
وﻤشﺎر�ﺔ اﻻﺴتﻐﻼل و إدارة اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم ) .(2
و�مﺎ أن ﺘحﻘیق أﻫداف اﻟتنم�ﺔ اﻟمستداﻤﺔ ﻤن ﺨﻼل إﺘﺎﺤﺔ اﻟﻔرص ﻟﻠجم�ﻊ ﻟﻼﺴتﻔﺎدة ﻤن اﻟخدﻤﺎت
اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻟضرور�ﺔ �ﺎﻟكﻬر�ﺎء و اﻟﻐﺎز واﻟم�ﺎﻩ و اﻟصرف اﻟصحﻲ ...إﻟﺦ وﻏیرﻫﺎ ﻤن اﻟخدﻤﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ
ﺘمثﻞ ﻫدﻓﺎ ﻤشتر�ﺎ ﻟمختﻠﻒ اﻟس�ﺎﺴ�ﺎت اﻟوطن�ﺔ وﺸﻌﺎ ار ﺘتبنﺎﻩ ﻤﻌظم اﻟﻬیئﺎت و اﻟمنظمﺎت اﻻﻗتصﺎد�ﺔ
واﻟمﺎﻟ�ﺔ اﻹﻗﻠ�م�ﺔ و اﻟدوﻟ�ﺔ ،و ﻻن اﻟدوﻟﺔ أو اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ﻻ �مكنﻪ ﺘوﻓیر اﻟﻌرض اﻟكﺎﻓﻲ ﻟمواﺠﻬﺔ اﻟطﻠب
) (1أﻧظر.،رﺟب ﻣﺣﻣود طﺎﺟن ،ﻋﻘود اﻟﺷراﻛﺔ ،دار اﻟﻧﮭﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟﻘﺎھرة ،2007،ص. 7
)(2
أﻧظر ،رﺟب ﻣﺣﻣود طﺎﺟن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑﻖ ،ص.8
113
ﻋﻘﻮد اﻟﺸﺮاﻛﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻣﻦ
اﻟذي ﯿنمو �سرﻋﺔ و اﺴتمرار �ﻔﻌﻞ ﻋجز اﻟدوﻟﺔ اﻟمﺎﻟﻲ وز�ﺎدة اﻟضﻐوط ﻋﻠﻰ ﻤیزاﻨیتﻬﺎ ﻤﻊ ﻨﻘص اﻟﻔﻌﺎﻟ�ﺔ
واﻟكﻔﺎءة ﻓﻲ اﻟتسییر و اﻻﺒتﻌﺎد ﻋن ﻤﻌﺎﯿیرﻩ اﻟصح�حﺔ و اﻟمثﻠﻰ ﻟﻠموارد اﻟمتﺎﺤﺔ اﻟمﺎﻟ�ﺔ ،اﻟ�شر�ﺔ واﻟطب�ع�ﺔ
ﻤمﺎ أﺜر ﺴﻠ�ﺎ ﻋﻠﻰ اﻟبراﻤﺞ اﻻﺠتمﺎع�ﺔ و اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ،و ﻫو ﻤﺎ أدى �ﺎﻟتﺎﻟﻲ إﻟﻰ اﻟتﺄﺜیر ﻓﻲ ﺠودة و �م�ﺔ
اﻟخدﻤﺎت اﻟتﻲ ﺘﻘدﻤﻬﺎ ﻟداﻓﻊ اﻟضر��ﺔ .
أﻤﺎم اﻟﻌجز اﻟكبیر و اﻟتخﻠﻒ اﻟتﻘنﻲ ﻟﻠنشﺎط اﻻﻗتصﺎدي� ،ﺎن ﻻ ﺒد ﻤن اﻟ�حث ﻋن وﺴﺎﺌﻞ ﺒدﯿﻠﺔ
ﻟتحدﯿث ﻫذا اﻟنشﺎط ،ﻓكﺎن اﻟﻠجوء ﻟﻌﻘود اﻟشراﻛﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ و اﻟخﺎﺼﺔ ﻛوﺴﺎﺌﻞ ﺘسمﺢ إﻟﻰ ﺤد �بیر ﺒتحﻘیق
اﻷﻫداف اﻟمشﺎر إﻟیﻬﺎ .
�مكن ﺘﻌر�ف ﻋﻘد اﻟشراﻛﺔ �ﺄﻨﻪ “اﺘﻔﺎق �سمﻰ اﺘﻔﺎق اﻟمشروع ﺘﻌﻬد �موﺠ�ﻪ اﻟدوﻟﺔ أو اﻟمؤﺴسﺔ
اﻟﻌموﻤ�ﺔ إﻟﻰ ﺸخص ﺨﺎص ﻟمدة ﻤحددة ﺘتنﺎﺴب ﻤﻊ ﺤجم اﻻﺴتثمﺎر اﻟمرﺘﻘب إﻨجﺎزﻩ� ،مﺎ ﻟﻬﺎ ﻤﻬمﺔ ﺸﺎﻤﻠﺔ
)(1
و�ﻠ�ﺔ ﺘتضمن اﻟتمو�ﻞ واﻟبنﺎء واﻻﺴتﻐﻼل وﻓﻲ �ﻌض اﻷﺤ�ﺎن ﺘدﺒیر اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم”
و�ﻌرﻓﻪ اﻟتﻘر�ر اﻟصﺎدر ﻋن ﻤجﻠس اﻟتحﻠیﻞ اﻻﻗتصﺎدي اﻟﻔرﻨسﻲ ،اﻟذي ﯿدرﺠﻪ ﻀمن اﻷدوات
اﻟثﻼث اﻟمكوﻨﺔ ﻟﻠطﻠ�ﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ،إﻟﻰ ﺠﺎﻨب �ﻞ ﻤن اﻟصﻔﻘﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ وﺘﻔو�ضﺎت اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم� ،ﺄﻨﻪ ﻋﻘد
"�سمﺢ ﻟﻠشخص اﻟﻌﺎم أن �ﻌﻬد ﻟمؤﺴسﺔ �مﻬمﺔ ﺸﺎﻤﻠﺔ ،ﻓﻲ إطﺎر ﻋﻘد طو�ﻞ اﻷﺠﻞ ،ﻤﻘﺎﺒﻞ دﻓﻊ ﻤﻘﺎﺒﻞ ﻤمتد
ﻓﻲ اﻟزﻤن ،ﻤن طرف اﻟشخص اﻟﻌموﻤﻲ" ).(2
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)-(1اﻟندوة اﻟدوﻟ�ﺔ ﺤول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻟﻌﻘود اﻟمشﺎر�ﺔ ﺒین اﻟﻘطﺎﻋین اﻟﻌﺎم واﻟخﺎص ” “pppواﻟتحك�م ﻓﻲ ﻤنﺎزﻋﺎﺘﻬﺎ،
اﻟمنﻌﻘدة ﻓﻲ د�سمبر � 2011شرم اﻟش�ﺦ ﺠمﻬور�ﺔ ﻤصر اﻟﻌر��ﺔ ،أﺤمد ﺴید أﺤمد ﻤحمود) ،اﻟتحك�م ﻓﻲ ﻋﻘود اﻟشراﻛﺔ
)” ،“pppدار اﻟنﻬضﺔ اﻟﻌر��ﺔ ،2012 ،ص.45 :
)(2
– Notes du conseil d’analyse économique, Stéphane SAUSSIER, Jean TIROLE,(Renforcer
l’efficacité de la commande publique( 2015/3 , n° 22, p :3.
https://www.cae-eco.fr/staticfiles/pdf/cae-note022v2.pdf (consulté le 21/05/2021).
114
ﻋﻘﻮد اﻟﺸﺮاﻛﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻣﻦ
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾﻔﮫ �ﺄﻨﻪ ﻋﻘد إداري� ،ﻌﻬد �مﻘتضﺎﻩ ﺸخص ﻋموﻤﻲ ،ﻟﻠﻐیر� ،مﻬمﺔ ﺸﺎﻤﻠﺔ ﯿتمثﻞ
ﻤوﻀوﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺒنﺎء أو ﺘحو�ﻞ أو أﻋمﺎل ﺼ�ﺎﻨﺔ أو ﺼ�ﺎﻨﺔ ،اﺴتﻐﻼل أو ﺘسییر ﻤشروع ،ﺘجﻬیز ،أو أﻤوال
ﻤﻌنو�ﺔ ﻀرور�ﺔ ﻟﻠمرﻓق اﻟﻌﺎم ﻟمدة زﻤن�ﺔ ﻤحددة وﻓﻘﺎ ﻟمدة اﻫتﻼك اﻻﺴتثمﺎرات أو ﻟص�ﻎ ﺘمو�ﻞ ﻤتﻔق
ﻋﻠیﻬﺎ.
و�مكن أ�ضﺎ أن ﯿتمثﻞ ﻤوﻀوﻋﻪ ﻓﻲ ﺘصم�م �ﻞ اﻟمشروع أو ﺠزء ﻤنﻪ و�ﻞ اﻟتجﻬیزات أو اﻷﻤوال
اﻟمﻌنو�ﺔ و�ذﻟك ﺘﻘد�م ﺨدﻤﺎت ﺘسﺎﻫم ﻓﻲ ﻤمﺎرﺴﺔ اﻟشخص اﻟﻌموﻤﻲ ﻟمﻬمﺔ اﻟخدﻤﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ.
وﻓﻲ ﻤﺎ �خص اﻟمﻘﺎﺒﻞ اﻟمﺎﻟﻲ اﻟذي ﯿتﻘﺎﻀﺎﻩ اﻟمتﻌﺎﻗد اﻟخﺎص ،ﻓﺈﻨﻪ �متد طیﻠﺔ ﻤدة اﻟﻌﻘد �ﻠﻬﺎ ،وﻫو
ﻤرﺘ�ط �ﺄﻫداف اﻟنجﺎﻋﺔ اﻟمحددة ﻟﻬذا اﻷﺨیر ،أو وﻓﻘﺎ ﻟنتﺎﺌﺞ اﺴتﻐﻼل اﻟمرﻓق أو ﻤشروع اﻟبن�ﺔ اﻟتحت�ﺔ.
وﻫكذا ﻨﻼﺤظ أن ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﺘرﺘیب ﻗﺎﻨوﻨﻲ و ﻤؤﺴسﺎﺘﻲ ﺒواﺴطتﻪ �شترك اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم و ﯿتﻌﺎون
ﻤﻊ اﻟﻘطﺎع اﻟخﺎص ﻤن أﺠﻞ إﻨتﺎج و ﺘوز�ﻊ ﺴﻠﻊ و ﺨدﻤﺎت ﻋموﻤ�ﺔ ،و�حترم ف�ﻪ ﻤ�ﺎدئ اﻟتنم�ﺔ
اﻻﻗتصﺎد�ﺔ واﻻﺠتمﺎع�ﺔ اﻟمشتر�ﺔ �حیث ﻻ �ﻐﻠب أي ﺠﺎﻨب ﻋﻠﻰ اﻷﺨر ،و �ضم ﻤختﻠﻒ اﻟص�ﻎ اﻟتﻌﺎﻗد�ﺔ
ﻛﻌﻘود اﻹدارة و ﻋﻘود ﺘﺄﺠیر اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم ،ﻋﻘود اﻻﻤت�ﺎز و أﻨظمﺔ اﻟبوت �مختﻠﻒ أﺸكﺎﻟﻬﺎ ،اﻟتﻲ ﺘر�ط
اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم �ﺎﻟمستثمر اﻟخﺎص ﻟیتوﻟﻰ ﻫذا اﻷﺨیر ،اﻟتمو�ﻞ و اﻹدارة ،و ﺘﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘﻘﻪ ﻤسؤوﻟ�ﺔ
اﻟمخﺎطر اﻟتﻲ �ﺎﻨت ﺘﻘﻊ ﻤن ﻗبﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘق اﻟدوﻟﺔ ،ﻤﻊ إﺘﺎﺤﺔ اﻟﻔرﺼﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻟﻠق�ﺎم ﺒوظﺎﺌﻒ اﻟرﻗﺎ�ﺔ،
واﻟتوﺠ�ﻪ ﻟﻼﺴتمﺎرات و ﺘحدﯿد اﻟس�ﺎﺴﺎت اﻟسﻌر�ﺔ و ﺴ�ﺎﺴﺔ اﺴترﺠﺎع اﻟتكﺎﻟ�ف و ﺘداﺒیر اﻟدﻋم ﻟ�ﻌض
اﻷﻨشطﺔ ﺤتﻰ ﺘﻠك اﻟتﻲ ﯿتم إدارﺘﻬﺎ ﻤن طرف اﻟﻘطﺎع اﻟخﺎص ،ﻓﺎﻟمبدأ اﻷﺴﺎﺴﻲ ﻓﻲ ﻋﻘود اﻟشراﻛﺔ ﻫو
اﻟمسﺎﻫمﺔ اﻟمشتر�ﺔ ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﻌﺎم و اﻟخﺎص وﻓق ﻤﻬﺎم و ﻤسؤوﻟ�ﺎت ﻤحددة و ﺘﻘﺎﺴم اﻷﺨطﺎر اﻟمحتمﻠﺔ
�صﻔﺔ ﻤتوازﻨﺔ �حیث ﯿتحمﻞ �ﻞ طرف ،ﻓﻲ إطﺎر اﻟمروﻨﺔ اﻟتﻔﺎوﻀ�ﺔ اﻟمسؤوﻟ�ﺎت و اﻷﺨطﺎر اﻟتﻲ ﯿتحكم
ﻓیﻬﺎ ﺒدرﺠﺔ أﻛبر �مﺎ �ضمن ﻤصﺎﻟﺢ ﺠم�ﻊ اﻷطراف اﻟمتدﺨﻠﺔ )اﻟدوﻟﺔ ،اﻟمستثمر اﻟخﺎص ،اﻟمواطن أو
اﻟمستﻬﻠك( .وﻟمﺎ �ﺎﻨت ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﻤحﻞ دراﺴتنﺎ ،ﻓمن اﻟمنﺎﺴب اﻟتﻌرض ﻟظﻬورﻫﺎ ﺘﺎر�خ�ﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون
اﻟوﻀﻌﻲ اﻻﻨجﻠیزي و اﻟﻔرﻨسﻲ ،واﻹﺸﺎرة أ�ضﺎ ﻟشروطﻬﺎ وﺨصوﺼ�ﺎﺘﻬﺎ ووﻀﻌﻬﺎ اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ �ﺎﻟنس�ﺔ ﻟ�ﺎﻗﻲ
اﻟﻌﻘود اﻹدار�ﺔ اﻷﺨرى اﻟمشﺎﺒﻬﺔ ﻟﻬﺎ.
115
ﻋﻘﻮد اﻟﺸﺮاﻛﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻣﻦ
ﻤن اﻟمﻌروف أن اﻹدارة اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﺘسﻌﻰ داﺌمﺎ ﻟتحﻘیق اﻟمصﻠحﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤﻌتمدة ﻓﻲ ذﻟك ﻋﻠﻰ
أﺴﺎﻟیب ﻗﺎﻨوﻨ�ﺔ ﻋدة ،ﻤنﻬﺎ أﺴﻠوب اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم اﻟذي �ﻌد ﻤن أﻫم أوﺠﻪ اﻟنشﺎط اﻟذي ﺘﻘوم �ﻪ اﻹدارة ﻟتحﻘیق
اﻟمصﻠحﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ اﺤتراﻤﺎ ﻟمبدأ ﺼیرورة اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم.
وﺘﻌد ﻋﻘود اﻟشراﻛﺔ ﻤن اﺤدث اﻟطرق و اﻷﺴﺎﻟیب اﻟتﻲ ﺘﻠجﺄ إﻟیﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻹدارة اﻟمراﻓق اﻟﻌﺎﻤﺔ،
�صورة ﺤدﯿثﺔ ،ﻷن ﻫذا اﻟنوع ﻤن اﻟﻌﻘود ﯿؤدي إﻟﻰ ﺘكو�ن ﻋﻼﻗﺔ طو�ﻠﺔ اﻷﺠﻞ ﺒین اﻹدارة و اﻟمتﻌﺎﻗد ﻤﻌﻬﺎ
ﻓﻲ اﻟنواﺤﻲ اﻹدار�ﺔ و اﻟمﺎﻟ�ﺔ �ﻐرض إﻨشﺎء ﻤراﻓق ﺘتﻌﻠق �ﺎﻟبن�ﺎت اﻟتحت�ﺔ أو ﺒتنظ�م اﻟمراﻓق اﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒدءا
ﻤن اﻹﻨشﺎء ﺜم اﻻﺴتﻐﻼل و اﻟص�ﺎﻨﺔ ﺤتﻰ ﻨﻬﺎ�ﺔ ﻓترة اﻟﻌﻘد.
اﻟﻔرع اﻷول :ﻨشﺄة ﻋﻘود اﻟشراﻛﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻟخﺎﺼﺔ ﻓﻲ اﻟممﻠكﺔ اﻟمتحدة اﻟبر�طﺎﻨ�ﺔ
ﻛﺎن ﺘﺎر�ﺦ � 1990مثﺎ�ﺔ ﺘﺎر�ﺦ ﻤ�ﻼد ﻋﻘود اﻟشراﻛﺔ ﻓﻲ اﻟممﻠكﺔ اﻟمتحدة ،و ﻟكن ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﻟم
ﺘكن ﺘﻌرف ﺒتسم�ﺔ "اﻟشراﻛﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻟخﺎﺼﺔ" Partenariat Public-Privéو إﻨمﺎ ﺒتسم�ﺔ "ﻤ�ﺎدرة
اﻟتمو�ﻞ اﻟخﺎﺼﺔ" ،(PFI) Private Finance Initiativeوﻟﻌﻞ اﻟمصطﻠحﺎن �شیران إﻟﻰ ﻨﻔس اﻟمضمون
اﻟذي ﯿنحصر ﻓﻲ ﻤشﺎر�ﺔ اﻟﻘطﺎع اﻟخﺎص ﻓﻲ اﻟمؤﺴسﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ و اﻻﺴتﻐﻼل و اﻟص�ﺎﻨﺔ ،ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒﻞ ﻤﺎﻟﻲ
ﻤحدد ﻓﻲ ﺸكﻞ ﻤ�ﺎﻟﻎ ﺸﻬر�ﺔ أو ﻨصﻒ ﺴنو�ﺔ .وﻟﻘد �ﺎﻨت ﺒدا�ﺔ اﻟﻌمﻞ �ﺎﻟشراﻛﺔ ﻓﻲ ﻋﻬد ﺤكوﻤﺔ رﺌ�سﺔ
اﻟوزراء ﻤﺎرﺠر�ت ﺘﺎﺘشر ،ﺤین أﺠر�ت �ﻌض اﻟدراﺴﺎت ،اﻟتﻲ ﻨتﺞ ﻋنﻬﺎ اﻟسمﺎح ﻟﻠﻘطﺎع اﻟخﺎص ،ﺒتمو�ﻞ
اﻟمؤﺴسﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟتخف�ف اﻟﻌبء و اﻗتسﺎﻤﻪ ﻤﻊ اﻟمیزاﻨ�ﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ .وأﻤﺎ اﻟتطبیق اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻘود
ﻓكﺎن ﻓﻲ ﺴنﺔ� 1992ﻌد إﻟﻐﺎء اﻟحكوﻤﺔ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟتﻲ �ﺎﻨت ﺴﺎر�ﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ، 1989واﻟتﻲ �ﺎﻨت ﺘجﻌﻞ ﻤن
اﻟدوﻟﺔ اﻟممول اﻷول و اﻟوﺤید ﻟﻠمؤﺴسﺎت و اﻟمنشﺂت اﻟﻌموﻤ�ﺔ.
و �ﺎن اﻟﻬدف ﻤن ﻫذا اﻟنظﺎم ﻫو إﺤداث ﻗواﻋد ﻟبنﻰ ﺘحت�ﺔ ﺠدﯿدة ﻓﻲ اﻟمجﺎﻻت اﻟحیو�ﺔ اﻟتﻲ ﻟﻬﺎ
ﻋﻼﻗﺔ ﻤ�ﺎﺸرة ﻤﻊ اﻟمواطن� ،ﺎﻟصحﺔ ،و اﻟتﻌﻠ�م و ﻤ�ﺎﻩ اﻟشرب ﻤن ﺠﻬﺔ ،و ﺘخف�ض اﻟدﯿن اﻟﻌﺎم� ،ﺎﻟﻠجوء
إﻟﻰ اﻟﻘطﺎع اﻟخﺎص ،ﻟتمو�ﻞ ﻫذﻩ اﻟمشﺎر�ﻊ ﻤن ﺠﻬﺔ أﺨرى .وﻤمﺎ ﺸجﻊ ﻋﻠﻰ ذﻟك ،أ�ضﺎ ،إﻟزاﻤ�ﺔ اﺤترام
اﻟمﻘﺎﯿ�س اﻷور��ﺔ اﻟتﻲ ﻓرﻀت ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻷﻋضﺎء ﺨﻔض ﻨس�ﺔ اﻟﻌجز ﻓﻲ ﻤیزاﻨ�ﺎﺘﻬﺎ إﻟﻰ 30ﻓﻲ اﻟمﺎﺌﺔ
116
ﻋﻘﻮد اﻟﺸﺮاﻛﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻣﻦ
ﻤمﺎ ﺠﻌﻞ اﻟحكوﻤﺔ اﻟبر�طﺎﻨ�ﺔ ﻤﻠتزﻤﺔ �ﺄﻻ ﺘز�د ﻨس�ﺔ اﻗتراﻀﻬﺎ ﻋن � 60ﺎﻟمﺎﺌﺔ ﺘطب�ﻘﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟتوﺠیﻬﺎت
اﻷورو��ﺔ.
وﻤن ﻨﺎﺤ�ﺔ أﺨرى ﺠﺎء ﺘطبیق ﻫذا اﻟنوع ﻤن اﻟﻌﻘود ﻤتواﻓﻘﺎ و ﻤتزاﻤنﺎ ﻤﻊ ﻤﺎ ﺸﻬدﻩ اﻟﻌﺎﻟم ﻤن
ﺘﻐیرات ﻓﻲ ﺒدا�ﺔ اﻟتسﻌینﺎت ﻨحو اﻟخوﺼصﺔ ،و ﻓتﺢ اﻟمجﺎل أﻤﺎم اﻟﻘطﺎع اﻟخﺎص ﻟﻠمشﺎر�ﺔ ﻓﻲ اﻟح�ﺎة
اﻻﻗتصﺎد�ﺔ� ،ﻌد أن ﺜبت أن ﺴ�طرة اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘطﺎع اﻻﻗتصﺎدي أدى إﻟﻰ ﻨتﺎﺌﺞ ﺴﻠب�ﺔ �بیرة ﻋﻠﻰ اﻟمدى
اﻟطو�ﻞ ،أﻫمﻬﺎ ﻓﻘدان روح اﻟمنﺎﻓسﺔ اﻟتﻲ ﻫﻲ ﻤن أﻫم ر�ﺎﺌز اﻟنشﺎط اﻻﻗتصﺎدي.
وﻤن ا�جﺎﺒ�ﺎت ﻋﻘود "ﻤ�ﺎدرة اﻟتمو�ﻞ اﻟخﺎﺼﺔ" اﻟمذ�ورة اﻟسمﺎح ﻟﻠدوﻟﺔ �ﺎﻟﻠجوء إﻟﻰ اﻟتمو�ﻞ اﻟخﺎص
ﻓﻲ اﻹﻨشﺎء واﻻﺴتﻐﻼل ،وﺘطبیق اﻟطرق اﻟحدﯿثﺔ ﻓﻲ إدارة اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم ،دون ﻓﻘداﻨﻬﺎ ﻷﺼﻞ اﻟمرﻓق ،ﺤیث
ﺘمﺎرس رﻗﺎﺒتﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟنشﺎط اﻟخﺎص.
واﺒتدءا ﻤن ﻋﺎم 1994وﺠد ﻨظﺎم "ﻤ�ﺎدرة اﻟتمو�ﻞ اﻟخﺎﺼﺔ" ﻤجﺎﻻ ﻟﻠتطبیق اﻟﻔﻌﻠﻲ و اﻟﻌمﻠﻲ،ﻓﻘبﻞ
ﻫذا اﻟتﺎر�ﺦ �ﺎﻨت ﻋﻘود "اﻟتصم�م اﻟبنﺎء ،اﻟتمو�ﻞ واﻟتشﻐیﻞ" Design Build finance Operate
) ( DBFOﻫﻲ اﻟمط�ﻘﺔ �صورة أﺴﺎﺴ�ﺔ ﻓﻲ ﻤجﺎل اﻟمشروﻋﺎت اﻟبن�ﺔ اﻟتحت�ﺔ اﻟمتﻌﻠﻘﺔ �ﺎﻟطرق اﻟتﻲ ﺘدﻓﻊ
اﻟدوﻟﺔ ﻨﻔسﻬﺎ رﺴوم اﺴتخدام ﻫذﻩ اﻟطرق وﻟ�س اﻟمنتﻔﻊ �مﺎ ﻫو اﻟحﺎل ﻓﻲ ﻋﻘود اﻻﻟتزام.
وﻓﻲ ﻨوﻓمبر 1994ﻗررت اﻟحكوﻤﺔ ﻋدم ﺘﻘد�م اﻟدﻋم ﻟتطبیق ﻨظﺎم "اﻟتصم�م اﻟبنﺎء ،اﻟتمو�ﻞ
واﻟتشﻐیﻞ" إﻻ �ﻌد أن ﺘدرس إﻤكﺎﻨ�ﺔ ﺘطبیق ﻨظﺎم "ﻤ�ﺎدرة اﻟتمو�ﻞ اﻟخﺎﺼﺔ" ﺒدﻻ ﻤن اﻟنظﺎم اﻟﻘد�م و ﻟكن
اﻋت�ﺎ ار ﻤن ﺴنﺔ .1995ﻏیر أن ﻫدا اﻟنوع ﻤن اﻟﻌﻘود واﺠﻪ ﻤﻘﺎوﻤﺔ ﻤن ﻗبﻞ �ﻌض اﻹدارات ﻤتحججﺔ
�ﻌدم ﻗنﺎﻋﺎﺘﻬﺎ ﺒنجﺎح ﻫذا اﻟنظﺎم و ﻋدم رﻏبتﻬﺎ ﻓﻲ ﺘﻐییر طر�ﻘﺔ إدارﺘﻬﺎ ﻟﻠمراﻓق اﻟﻌﺎﻤﺔ .و أﻤﺎ ﻤجﺎل
ﺘطبیق "ﻤ�ﺎدرة اﻟتمو�ﻞ اﻟخﺎﺼﺔ" ﻓكﺎن �ﺎﻟخصوص ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟصحﺔ �سبب ﻤﺎ أﻗدﻤت ﻋﻠ�ﻪ اﻟحكوﻤﺔ آﻨذاك
ﻤن ﺘخف�ض ﻓﻲ ﻤیزاﻨیتﻪ ،ﻓكﺎن ﻻﺒد ﻤن دﻋوة اﻟﻘطﺎع اﻟخﺎص إﻟﻰ اﻟتدﺨﻞ �سرﻋﺔ ﻤن ﺨﻼل ﺘﻔﻌیﻞ ﻨموذج
"ﻤ�ﺎدرة اﻟتمو�ﻞ اﻟخﺎﺼﺔ" اﻟمشﺎر إﻟ�ﻪ آﻨﻔﺎ.
وﺘﻌتبر ﻋﻘود "ﻤ�ﺎدرة اﻟتمو�ﻞ اﻟخﺎﺼﺔ" ﻓﻲ ﺒر�طﺎﻨ�ﺎ ﻤن ﻋﻘود اﻟدوﻟﺔ ) اﻟتﻲ ﺘتضمن اﻟﻌدﯿد ﻤن
ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم و اﻟﻘﺎﻨون اﻟخﺎص و اﻟﻘﺎﻨون اﻟدوﻟﻲ إﻻ أن اﻟﻐﻠ�ﺔ ﺘظﻞ ﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم ( و ﻟ�ست
117
ﻋﻘﻮد اﻟﺸﺮاﻛﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻣﻦ
ﻋﻘود اﻟﻘﺎﻨون اﻟخﺎص ،ﻓﻬﻲ ﺘبرم و ﺘنﻔذ ﻓﻲ إطﺎر ﻗﺎﻨوﻨﻲ و إداري �سمﺢ ﻟﻠﻘطﺎع اﻟخﺎص �ﺈﻨشﺎء اﻟمراﻓق و
اﺴتﻐﻼﻟﻬﺎ و إدارﺘﻬﺎ ﻟمدة زﻤن�ﺔ طو�ﻠﺔ ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒﻞ ﻤ�ﺎﻟﻎ ﻤﺎﻟ�ﺔ ﯿتﻘﺎﻀﺎﻫﺎ ﻤن اﻟشخص اﻟمﻌنوي اﻟﻌﺎم اﻟموﻗﻊ
ﻟﻠﻌﻘد ،و ﺘحت إﺸراﻓﻪ� ،ﻌیدا ﻋن ﻤبدأ اﻟمسﺎواة ﺒین اﻟمتﻌﺎﻗدﯿن.
ﺸرﻋت ﻋﻘود اﻟشراﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻔرﻨسﻲ �مﻘتضﻰ اﻷﻤر رﻗم 2004-559اﻟمؤرخ ﻓﻲ 17ﺠوان
(JO N°14 du 19 juin 2004 ) 2004اﻟمﻌدل �ﺎﻟﻘﺎﻨون رﻗم 2008-735ﺒتﺎر�ﺦ 28ﺠو�ﻠ�ﺔ 2008
اﻟمتﻌﻠق �ﻌﻘود اﻟشراﻛﺔ و�ﺎﻟمﺎدة 14ﻤن ﻗﺎﻨون اﻹﺴراع ﻓﻲ وﺘیرة ﺒراﻤﺞ اﻟبنﺎء واﻻﺴتثمﺎر اﻟﻌموﻤﻲ-اﻟخﺎص.
) ،(1ﺜم ﺼدر ﻤرﺴوم رﻗم 2004-1119ﻓﻲ 19أﻛتو�ر � 2004ﺎﺴتحداث ﻤؤﺴسﺔ ﺨبراء ﺘسﺎﻋد ﻋﻠﻰ
ﺘطبیق ﻫذا اﻟنوع ﻤن اﻟﻌﻘود )، (JO N°246 du 21Octobre 2004و اﻟمرﺴوم رﻗم 2004-1145
اﻟمؤرخ ﻓﻲ 27أﻛتو�ر 2004ﻟتطبیق اﻟمواد 3و 4و 7ﻤن اﻷﻤر اﻟمشﺎر إﻟ�ﻪ ،واﻟمرﺴوم رﻗم -953
2005اﻟمؤرخ ﻓﻲ 4أوت 2005اﻟمﻌدل ﻟﻠمرﺴوم رﻗم 2004-1145اﻟمؤرخ ﻓﻲ 27أﻛتو�ر 2004
اﻟمشﺎر إﻟ�ﻪ و اﻟمﻌدل �ﺎﻟمرﺴوم رﻗم 2005-1740اﻟصﺎدر ﻓﻲ 3د�سمبر ،2005و أﺨی ار اﻟتﻌﻠ�مﺎت
اﻹدار�ﺔ اﻟصﺎدرة ﻓﻲ 29ﻨوﻓمبر 2005اﻟمتﻌﻠق �ضوا�ط ﺘطبیق ﻋﻘود اﻟشراﻛﺔ ﺒواﺴطﺔ اﻹدارات اﻟمحﻠ�ﺔ.
وﻨشیر ﻫنﺎ إﻟﻰ أن ﻋﻘود اﻟشراﻛﺔ ﻫﻲ أﺤد اﻟﻌﻘود اﻹدار�ﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻔرﻨسﻲ ﺘدﺨﻞ ﻀمن ﺤزﻤﺔ
اﻟﻌﻘود اﻹدار�ﺔ ذات اﻟطﺎ�ﻊ اﻻﻗتصﺎدي ،و ﻫﻲ اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ وﻋﻘود ﺘﻔو�ض اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم و أﺨی ار
ﻋﻘود اﻟشراﻛﺔ ﺒین اﻟﻘطﺎﻋین اﻟحكوﻤﻲ و اﻟخﺎص.
وﺘﻌود ﺠذور ﻫذا اﻟنوع ﻤن اﻟﻌﻘود ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻔرﻨسﻲ إﻟﻰ ﻋﺎم 1963ﺘﺎر�ﺦ ﺼدور ﺤكم ﻤجﻠس
اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻗض�ﺔ "ﻤدﯿنﺔ �وﻟوﻤب " Ville de Colombesاﻟذي أﺴس ﻟمﺎ �سمﻰ �صﻔﻘﺎت ﻤﻘﺎوﻻت
اﻷﺸﻐﺎل اﻟﻌموﻤ�ﺔ ) Marché d’entreprise de travaux publics(METPو ﻫﻲ ﻋﻘود ﺘبرم ﻤن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
)(1
- (modifiée par la Loi n° 2008-735 du 28 juillet 2008 relative aux contrats de partenariat et par
l'art. 14 de la loi pour l’accélération des programmes de construction et d’investissement publics et
)privés LAPCIPP
118
ﻋﻘﻮد اﻟﺸﺮاﻛﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻣﻦ
طرف أﺤد أﺸخﺎص اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم ﻤﻊ أﺤد أﺸخﺎص اﻟﻘﺎﻨون اﻟخﺎص �ﻐرض إﻨشﺎء اﻟتجﻬیزات اﻟضرور�ﺔ
ﻟﻠمرﻓق اﻟﻌﺎم ﺜم اﺴتﻐﻼﻟﻪ طوال ﻤدة اﻟﻌﻘد )اﻟتﻲ ﺘكون طو�ﻠﺔ ﻨسب�ﺎ( ﻓﻲ ﻤﻘﺎﺒﻞ ﺜمن ﺘدﻓﻌﻪ اﻟجﻬﺔ اﻹدار�ﺔ
اﻟمتﻌﺎﻗدة �صورة ﻤجزأة ﻋﻠﻰ ﻤدة اﻟﻌﻘد.
و أﻤﺎ اﻟنص اﻟذي أﺠﺎز ﻟﻺدارة اﻟﻠجوء إﻟﻰ ﻫذا اﻟنموذج اﻟتﻌﺎﻗدي ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺘﻬﺎ ﻤﻊ اﻟﻘطﺎع اﻟخﺎص
ﻫو اﻷﻤر رﻗم 2004-559اﻟصﺎدر ﻓﻲ 17ﺠوان 2004و اﻟمسمﻰ �ﺎﻷﻤر اﻟمتﻌﻠق �ﻌﻘود اﻟشراﻛﺔ� .مﺎ
ﻋﻬد اﻟمشرع اﻟﻔرﻨسﻲ ﻟﻠجنﺔ دﻋم ﺘطبیق ﻋﻘود اﻟشراﻛﺔ اﻟمنشﺄة �مﻘتضﻰ ﻤرﺴوم رﻗم 2004-1119
اﻟصﺎدر ﻓﻲ 19أﻛتو�ر 2004ﻤﻬمﺔ ﺘﻘد�م اﻟخبرة و اﻟمسﺎﻋدة ﻓﻲ ﻫذا اﻟمجﺎل .و�ﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻓﻘد
ﺘم إﻨشﺎء ﻟجنﺔ ﺒرﻟمﺎﻨ�ﺔ ﺴنﺔ 2006ﻟدراﺴﺔ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود و ﻤﻘﺎرﻨتﻬﺎ �ﺎﻟتشر�ﻌﺎت اﻷورو��ﺔ و ﺘﻘد�م ﻤﻘترﺤﺎت
ﻟتطو�رﻫﺎ ﻋﻠﻰ أﺴس اﻹﻓصﺎح ،اﻟمنﺎﻓسﺔ و اﻟشﻔﺎف�ﺔ.
_________________________
)( 1
.Voir, CE,15 Avril 1996,Préfet des Bouches-du-Rhône c/Commune de Lambesc, req. N°
168325.
119
ﻋﻘﻮد اﻟﺸﺮاﻛﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻣﻦ
ﻟم �ﻌرف اﻟمشرع اﻟجزاﺌري ﻋﻘد اﻟشراﻛﺔ و�ﻨمﺎ أﺸﺎر إﻟﻰ أﺤد أﺴﺎﻟیب ﻫذا اﻷﺨیر ،وﻫو ﻨظﺎم اﻟبنﺎء
)(1
اﻟتﻲ ﻨصت ﻋﻠﻰ أﻨﻪ" : اﻟتشﻐیﻞ و اﻟتحو�ﻞ ،وذﻟك �ﺎﻟرﺠوع إﻟﻰ ﻨص اﻟمﺎدة 17ﻤن ﻗﺎﻨون اﻟم�ﺎﻩ
ﺘخضﻊ �ذﻟك ﻟﻸﻤﻼك اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻻﺼطنﺎع�ﺔ ﻟﻠم�ﺎﻩ،اﻟمنشﺂت و اﻟﻬ�ﺎﻛﻞ اﻟتﻲ ﺘﻌتبر ﻤﻠكﺎ ﯿرﺠﻊ ﻟﻠدوﻟﺔ ﺒدون
ﻤﻘﺎﺒﻞ �ﻌد ﻨﻔﺎذ ﻋﻘد اﻻﻤت�ﺎز أو اﻟتﻔو�ض ﻟﻺ�جﺎر واﻻﺴتﻐﻼل اﻟمبرم ﻤﻊ ﺸخص طب�ﻌﻲ أو ﻤﻌنوي ﺨﺎﻀﻊ
)(2
،ﻏیر أن اﻟمشروع اﻟتمﻬیدي ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟمتﻌﻠق �ﺎﻟشراﻛﺔ ﺒین اﻟﻘطﺎع ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم أو اﻟﻘﺎﻨون اﻟخﺎص"
اﻟﻌموﻤﻲ واﻟخﺎص ﻓﻲ اﻟمﺎدة اﻟثﺎﻨ�ﺔ ﻤنﻪ �ﻌرﻓﻬﺎ �ﺄﻨﻬﺎ “ﻋﻘد ﻤكتوب طو�ﻞ اﻷﺠﻞ� ،كﻠﻒ �موﺠ�ﻪ طرف
ﻤتﻌﺎﻗد ﻋﺎم ،طرﻓﺎ ﺨﺎﺼﺎ �مﻬمﺔ ﺸﺎﻤﻠﺔ ﺘﻘﻊ ﻀمن ﻤجﺎل اﺨتصﺎﺼﻪ ،ﺘتﻌﻠق �ﺎﻟتمو�ﻞ اﻟكﻠﻲ أو اﻟجزﺌﻲ
اﻟتصم�م ،اﻟبنﺎء ،إﻋﺎدة اﻟتﺄﻫیﻞ ،ﺘوﺴ�ﻊ ،ﺘجدﯿد ،اﺴتﻐﻼل وﺼ�ﺎﻨﺔ ﻤشﺎر�ﻊ اﻟبن�ﺔ اﻟتحت�ﺔ اﻟمﺎد�ﺔ واﻟﻼﻤﺎد�ﺔ
ﻟضمﺎن ﺴیر اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم.(3) ”.
وﻓﻲ اﻟجﺎﻨب اﻟمﺎﻟﻲ ،ﯿتم دﻓﻊ أﺠر ﻟﻠطرف اﻟخﺎص وﻓق ﻋﻘد اﻟشراﻛﺔ ،وﻓق ﺤﺎﻟتین ﻫمﺎ:
-اﻷوﻟﻰ “أﺘﻌﺎب وﻓق ﻋﻘد اﻟشراﻛﺔ ،ﻋن طر�ق دﻓﻌﺎت ﻤ�ﺎﺸرة وﻤنتظمﺔ”،
-اﻟطرف اﻟمتﻌﺎﻗد اﻟﻌﺎم :و�ﻘصد �ﻪ اﻟدوﻟﺔ واﻟجمﺎﻋﺎت اﻟمحﻠ�ﺔ واﻟمؤﺴسﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ� ،ﻌد اﻟحصول ﻋﻠﻰ
اﻟمواﻓﻘﺔ اﻟمس�ﻘﺔ ﻤن ﺴﻠطﺔ اﻟوﺼﺎ�ﺔ ﻹﺒرام ﻋﻘد ﺸراﻛﺔ ﺒین اﻟﻘطﺎﻋین اﻟﻌﺎم واﻟخﺎص،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
)(1
-ﺷﺎﯾب ﺑﺎﺷﺎ ﻛرﯾﻣﺔ و ﻣﺳﻛر ﺳﮭﺎم" ،أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺷراﻛﺔ ﺑﯾن اﻟﻘطﺎﻋﯾن اﻟﻌﺎم واﻟﺧﺎص ﻓﻲ إطﺎر إﻧﺟﺎز اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ" ،ﻣﺟﻠﺔ
اﻷﺳﺗﺎذ اﻟﺑﺎﺣث ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﻣﺟﻠد ،04اﻟﻌدد ،02اﻟﺳﻧﺔ ،2019ص .1622
)(2
-ﻗﺎﻧون رﻗم 12-05ﻣؤرخ ﻓﻲ 04أوت 2005ﯾﺗﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻣﯾﺎه )ج ر ﻋدد ،60اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ 4ﺳﺑﺗﻣﺑر2005اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم
ﻣـؤرخ
ّ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم 03-08اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 23ﯾﻧﺎﯾر ) 2008ج ر ﻋدد ،04اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ 27ﯾﻧﺎﯾر ، (2008وﺑﺎﻷﻣر رﻗم 02-09
ﻓﻲ 22ﯾوﻟﯾو ) 2009ج ر ﻋدد ،44اﻟﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ 4ﻏﺷت .2005
)(3
.ﺟرﯾدة اﻟﺷروق ﺑﺗﺎرﯾﺦ 15ﻣﺎرس 2021
https://www.echoroukonline.com
ﺗﺎرﯾﺦ اﻟزﯾﺎرة 21 :ﻣﺎي 2021
120
ﻋﻘﻮد اﻟﺸﺮاﻛﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻣﻦ
-اﻟطرف اﻟخﺎص :و�كون ﻤؤﺴسﺔ وطن�ﺔ ،ﺘجمﻊ ﻤؤﺴسﺎت وطن�ﺔ أو ﺘجمﻊ ﻤؤﺴسﺎت وطن�ﺔ أو أﺠنب�ﺔ ،أو
ﺸر�ﺔ ﻤشروع اﻟتﻲ ﺘدﺨﻞ ﻓﻲ ﺸراﻛﺔ اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم واﻟخﺎص ﻤﻊ اﻟطرف اﻟمتﻌﺎﻗد اﻟﻌﺎم.
ﯿؤ�د اﻟمشروع اﻟتمﻬیدي ﻟﻘﺎﻨون اﻟشراﻛﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻟخﺎﺼﺔ اﻟجزاﺌري ﻋﻠﻰ أن اﻟمشﺎر�ﻊ اﻟتﻲ ﺘﻐطیﻬﺎ
ﻋﻘود اﻟشراﻛﺔ �جب أن ﺘس�ﻘﻬﺎ ﺤﺎﺠﺔ ﺘم ﺘحدﯿدﻫﺎ ﻤن ﻗبﻞ اﻟطرف اﻟمتﻌﺎﻗد اﻟﻌﺎم وأن ﺘحدد وﻓﻘﺎ ﻟﻸوﻟو�ﺎت
اﻟوطن�ﺔ واﻟمحﻠ�ﺔ واﻷﻫداف اﻟمحددة ﻓﻲ اﻟس�ﺎﺴﺎت اﻟﻘطﺎع�ﺔ.
و�تم ﺘجسید اﻟمشﺎر�ﻊ ﻤوﻀوع ﻋﻘود اﻟشراﻛﺔ اﻟمتﻌﻠﻘﺔ �مشﺎر�ﻊ اﻟتجﻬیز ،ﻋن طر�ق دﻋوة ﻤﻔتوﺤﺔ
إﻟﻰ اﻟمنﺎﻓسﺔ ﻻﻨتﻘﺎء أﺤسن ﻋرض ،وﺘتم ﻋﻠﻰ ﻤرﺤﻠتین اﻷوﻟﻰ ﺘشمﻞ “ﺘﻠﻘﻲ اﻟﻌروض اﻟتﻘن�ﺔ ﻓﻘط دون
اﻹﺸﺎرة إﻟﻰ اﻟسﻌر” ،واﻟثﺎﻨ�ﺔ “ﺘﻠﻘﻲ اﻟﻌروض اﻟمﺎﻟ�ﺔ ﻤن اﻟمرﺸحین”� ،مﺎ �جوز ﻤنﺢ ﻋﻘود اﻟشراﻛﺔ ﻋن
طر�ق اﻟحوار اﻟتنﺎﻓسﻲ ،إذا ﺜبت أﻨﻪ ﻤن اﻟصﻌب ﺘحدﯿد اﻟوﺴﺎﺌﻞ واﻟحﻠول اﻟتﻘن�ﺔ واﻟمﺎﻟ�ﺔ ﻟتﻠب�ﺔ ﺤﺎﺠ�ﺎﺘﻪ،
وﻋرﻓت )اﻟمﺎدة (17ﻤن ﻤشروع اﻟﻘﺎﻨون اﻟحوار اﻟتنﺎﻓسﻲ أﻨﻪ “إﺠراء �سمﺢ ﻟﻠطرف اﻟمتﻌﺎﻗد اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ
َ
أﺴﺎس ﺒرﻨﺎﻤﺞ وظ�ﻔﻲ� ،ﺎﻟتﺄﻫیﻞ اﻷوﻟﻲ ،ﺜم اﻟشروع ﻓﻲ اﻟمنﺎﻓسﺎت ﻤﻊ اﻟمرﺸحین ﻤن أﺠﻞ ﺘحدﯿد اﻟحﻞ…
وﺨﻼل اﻟمنﺎﻗشﺎت ،ﯿتم اﻻﺴتمﺎع إﻟﻰ �ﻞ ﻤترﺸﺢ ﻓﻲ ظﻞ ظروف ﻤن اﻟمسﺎواة اﻟتﺎﻤﺔ واﻟسر�ﺔ”.
وﺘبرم ﻋﻘود اﻟشراﻛﺔ ﻤﻊ ﻤترﺸﺢ ﯿتم ﺘحدﯿدﻩ� ،شكﻞ اﺴتثنﺎﺌﻲ ﻋن طر�ق اﻟتﻔﺎوض اﻟم�ﺎﺸر و�ﻌد
ﻤواﻓﻘﺔ ﻤجﻠس اﻟوزراء ،إذا ﺘﻌﻠق اﻷﻤر �ﺎﻟدﻓﺎع اﻟوطنﻲ أو اﻷﻤن اﻟﻌموﻤﻲ ،وﻟضمﺎن اﺴتم ارر�ﺔ اﻟمرﻓق
اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ اﻻﺴتﻌجﺎل ﻷﺴ�ﺎب ﻨﺎﺘجﺔ ﻋن ظروف ﻏیر ﻤتوﻗﻌﺔ ﻤثﻞ اﻟكوارث اﻟطب�ع�ﺔ ،و�ذا �ﺎن
ﻤوﻀوع اﻟﻌﻘد ﯿتﻌﻠق ﺒنشﺎط �كون اﺴتﻐﻼﻟﻪ ﺤك ار ﻋﻠﻰ ﺼﺎﺤب ﺒراءة اﻻﺨتراع.
وﺘنﺎول ﻤشروع اﻟﻘﺎﻨون ،ﺠزﺌ�ﺔ ﺘﻘی�م اﻟﻌروض ،ﺤیث ﯿتم إﻨشﺎء ﻟجنﺔ ﻓتﺢ وﺘﻘی�م اﻟﻌروض ﻟدى
اﻟطرف اﻟمتﻌﺎﻗد ،و�تم إﺒرام ﻋﻘد اﻟشراﻛﺔ ﻤﻊ اﻟمرﺸﺢ اﻟذي ﻗدم أﺤسن ﻋرض ﻤن ﺤیث اﻟمزا�ﺎ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ،
ﻋﻠﻰ أﺴﺎس اﻟتز��ﺔ اﻟمثﻠﻰ ﻟمﻌﺎﯿیر اﻟتﻘی�م اﻟمختﻠﻔﺔ ،ﻻﺴ�مﺎ “اﻟتكﻠﻔﺔ اﻹﺠمﺎﻟ�ﺔ ﻟﻠﻌرض وآﺠﺎل اﻹﻨجﺎز،
اﻟمردود�ﺔ ﻤن ﺤیث اﻟجودة واﻟتنم�ﺔ اﻟمستداﻤﺔ ،اﻟطﺎ�ﻊ اﻟجمﺎﻟﻲ واﻟوظ�ﻔﻲ ،اﻻﻨﻌكﺎﺴﺎت اﻻﺠتمﺎع�ﺔ
واﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﻟﻠمشروع.
121
ﻋﻘﻮد اﻟﺸﺮاﻛﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻣﻦ
ﺴنتنﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟمطﻠب أﻫم اﻟشروط اﻟتﻲ ﯿتضمنﻬﺎ ﻫذا اﻟنوع ﻤن اﻟﻌﻘود.
ﯿبرم ﻋﻘد اﻟشراﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﻟمدة ﺘحدد وﻓﻘﺎ ﻟمدة اﻫتﻼك اﻻﺴتثمﺎرات أو طرق اﻟتمو�ﻞ اﻟمﻌتمدة،
وﻫو ﯿتضمن �ﺎﻟضرورة ﺸروطﺎ ﻤتﻌﻠﻘﺔ ﺒﻬذﻩ اﻟمدة.وﻓﻲ �ﻞ اﻷﺤوال ،ﻻ �جب أن ﺘتﻌدى ﻫذﻩ اﻟمدة ﻤدة
اﻫتﻼك اﻻﺴتثمﺎر.
و�ﺎﻟنس�ﺔ ﻟﻠجزاﺌر ﻓﺈن ﻤدة اﻟشراﻛﺔ ﺘحدد ﺒین اﻟﻘطﺎﻋین ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ،و�كون اﻟﻌﻘد ﻏیر ﻗﺎﺒﻞ ﻟﻠتحدﯿد،
ﻏیر أﻨﻪ �مكن ﺘحدﯿدﻩ �شكﻞ اﺴتثنﺎﺌﻲ.
و�حصﻞ اﻨتﻬﺎء ﻋﻘد اﻟشراﻛﺔ ﻋند اﻨتﻬﺎء اﻵﺠﺎل اﻟتﻌﺎﻗد�ﺔ ،و�صﻔﺔ اﺴتثنﺎﺌ�ﺔ و�حﻞ أﺨیر ،ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ
ﻋدم ﻗدرة اﻟطرف اﻟخﺎص اﻟوﻓﺎء �ﺎﻟتزاﻤﺎﺘﻪ �سبب ﻋدم ﻗدرﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟدﻓﻊ أو إﻓﻼﺴﻪ ،أو اﻻﻨتﻬﺎﻛﺎت اﻟجس�مﺔ
ﻻﻟتزاﻤﺎﺘﻪ ،وﻷﺴ�ﺎب ﻤتﻌﻠﻘﺔ �ﺎﻟنظﺎم اﻟﻌﺎم.
ﯿندرج ﻀمن ﻫذا اﻟﻌنصر ﻤسﺄﻟﺔ ﺘﻘﺎﺴم اﻟتمو�ﻞ ،ﻀمﺎن اﻟدوﻟﺔ واﻟطﺎ�ﻊ اﻟﻘﺎﺒﻞ ﻟﻠتكی�ف ﻟطرق
اﻟتمو�ﻞ.
-1ﺘﻘﺎﺴم اﻟتمو�ﻞ:
اﻷﺼﻞ أن اﻟشر�ك ﯿتحمﻞ �ﻠﻔﺔ اﻟمشروع �ﻠﻬﺎ ﻏیر أﻨﻪ �مكنﻪ أن ﯿتحمﻞ ﺠزءا ﻤنﻬﺎ ﺒﻞ اﻟجزء
اﻷﻛبر ﻨظ ار ﻟطب�ﻌﺔ ﻋﻘد اﻟشراﻛﺔ ﻨﻔسﻪ( وﻫو أﻤر ﻤﻬم ﺨﺎﺼﺔ إذا ﻟم �كن �ﺎﺴتطﺎﻋتﻪ ﺘحمﻞ �ﻠﻔﺔ اﻟمشروع
ﻛﻠﻬﺎ أو إذا �ﺎﻨت ﺸروط اﻟتمو�ﻞ اﻟمﻘترﺤﺔ ﻤن اﻟطرف اﻟﻌموﻤﻲ أﻛثر ﺠﺎذﺒ�ﺔ� ،مﺎ �مكنﻪ أن ﯿتﻘﺎﺴمﻬﺎ ﻤﻊ
اﻟطرف اﻟﻌموﻤﻲ ،وﻟذﻟك �مكن أن ﯿتضمن ﻋﻘد اﻟشراﻛﺔ ﺸرط ﺘكی�ف أو ﺘحیین اﻟتمو�ﻞ ﺸر�طﺔ أن �ﻘدم
اﻟشر�ك ﺘمو�ﻠﻪ �ﺎﻤﻼ ﺨﻼل اﻟمدة اﻟتﻲ �حددﻫﺎ اﻟطرف اﻟﻌموﻤﻲ.
122
ﻋﻘﻮد اﻟﺸﺮاﻛﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻣﻦ
�مكن ﻟﻠدوﻟﺔ أن ﺘﻘدم ﻀمﺎﻨﺎ ﻟﻠﻌﻘد وذﻟك ﺤسب اﻟحﺎﻟﺔ� ،مﺎ �مكنﻬﺎ أن ﺘحدد ﺴﻘﻔﺎ أو ﻨس�ﺔ ﻤﻌینﺔ
ﻟﻬذا اﻟضمﺎن� ،ﺄن ﺘحدد ﺴﻘﻒ 10ﻤﻼﯿیر دﯿنﺎر أو ﻨس�ﺔ % 80ﻤن ﻤبﻠﻎ اﻟتمو�ﻞ.
-ﻤبﻠﻐﺎ ﻤﻘسطﺎ ﯿدﻓﻌﻪ اﻟطرف اﻟﻌموﻤﻲ :ﺤیث �مكن ﻟﻠطرف اﻟﻌموﻤﻲ أن ﯿبرم ﻋﻘد ﺘجﻬیزات ﻤثﻼ ﯿتضمن
ﺸرط دﻓﻊ اﻟمبﻠﻎ ﻋﻠﻰ دﻓﻌﺎت ﺨﻼل ﻤدة اﻟﻌﻘد �ﻠﻬﺎ )ﻤثﻞ ﺤﺎﻟﺔ ﻋﻘد ﺘﻔو�ض اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم( ،وﻫكذا ﯿ�ﻘﻰ
ﻤصدر اﻟثمن ﻋموﻤ�ﺎ إﻻ أن اﻟثمن ﻤﻘسط.
-ﻤبﻠﻐﺎ ﻤرﺘ�طﺎ �ﺄﻫداف اﻟنجﺎﻋﺔ :ﺤیث �مكن ﻟﻠطرف اﻟﻌموﻤﻲ ر�ط اﻟمﻘﺎﺒﻞ �ﺄﻫداف اﻟنجﺎﻋﺔ� ،مﻌنﻰ أن
�حﻘق اﻟشر�ك اﻟنجﺎﻋﺔ اﻟمطﻠو�ﺔ ،وﻗد �كون ﻫذا اﻟر�ط اﺨت�ﺎر�ﺎ أو ﻗد �كون إﻟزاﻤ�ﺎ.
و�ذا ﺘضمن اﻟﻌﻘد ﺸرط اﻟنجﺎﻋﺔ ف�جب أن ﺘدرج ﻀمنﻪ ﻤﻌﺎﯿیر ﺘﻘدﯿر أو ﺘﻘی�م ﻫذﻩ اﻟنجﺎﻋﺔ ﻤثﻞ ﺠودة
اﻟخدﻤﺎت اﻟمﻘدﻤﺔ ،ﺠودة اﻟمنشﺂت أو اﻟتجﻬیزات أو اﻷﻤوال اﻟمﻌنو�ﺔ ،و�ذا اﻟشروط اﻟتﻲ ﺘوﻀﻊ ﻤن ﺨﻼﻟﻬﺎ
ﻫذﻩ اﻟنجﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻤتنﺎول اﻟطرف اﻟﻌموﻤﻲ.
-ﻤداﺨیﻞ ﺨﺎرﺠ�ﺔ :ﺤیث �مكن أن ﯿتضمن اﻟﻌﻘد ﺸرطﺎ �حدد ﺒوﻀوح اﻟمداﺨیﻞ اﻟتﻲ ﯿرﺨص ﻟﻠشر�ك
ﺘحصیﻠﻬﺎ ﻤﻘﺎﺒﻞ اﺴتﻐﻼل اﻟمجﺎل أو اﻟمنشﺂت أو اﻟتجﻬیزات أو اﻷﻤوال اﻟمﻌنو�ﺔ وذﻟك �منﺎﺴ�ﺔ ق�ﺎﻤﻪ
ﺒنشﺎطﺎت ﺨﺎرﺠﺔ ﻋن ﻤﻬﺎم اﻟخدﻤﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻟمخوﻟﺔ ﻟﻠطرف اﻟﻌموﻤﻲ ﺸر�طﺔ ﻋدم إﻟحﺎق أي ﻀرر ﺒﻬذﻩ
اﻟمﻬﺎم.
ﻻ ﺸك أن أﺤد أﻫم اﻟخصﺎﺌص اﻟممیزة ﻟﻌﻘد اﻟشراﻛﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻟخﺎﺼﺔ ﯿتمثﻞ ﻓﻲ أن اﻟﻌﻘد �سمﺢ
ﺒتﻘﺎﺴم اﻟمخﺎطر ﺒین اﻟطرف اﻟﻌموﻤﻲ واﻟمتﻌﺎﻤﻞ اﻟخﺎص ،واﻟمﻠﻔت ﻟﻼﻨت�ﺎﻩ أن ﻫذﻩ اﻟخﺎﺼ�ﺔ ﻻ ﺘوﺠد
123
ﻋﻘﻮد اﻟﺸﺮاﻛﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻣﻦ
ﻀمن ﻋنﺎﺼر ﺘﻌر�ف ﻋﻘد اﻟشراﻛﺔ اﻟمذ�ورة ﻓﻲ ﻤﻘدﻤﺔ ﻫذا اﻟﻔصﻞ )ﻤشروع ﻗﺎﻨون اﻟشراﻛﺔ( ،و�ﻨمﺎ ﯿتطرق
إﻟ�ﻪ ﻤن ﺨﻼل ﺸرط إﺠ�ﺎري ﻤن اﻟﻌﻘد �سمﻰ ﺸرط ﺘﻘﺎﺴم اﻟمخﺎطر.
واﻟواﻗﻊ أن اﻟمخﺎطر ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟشراﻛﺔ ﻤتنوﻋﺔ وﻋدﯿدة ﻤنﻬﺎ ﺘﻠك اﻟمرﺘ�طﺔ ﺒتصم�م اﻟتجﻬیزات ،وﺘﻠك
اﻟمتﻌﻠﻘﺔ �ﺎﻟجﺎﻨب اﻟمﺎﻟﻲ ،واﻟمخﺎطر اﻟتﻘن�ﺔ وﻏیرﻫﺎ ،وﻟذﻟك ﻤن اﻷﻓضﻞ ﺘحدﯿد اﻟمخﺎطر ﺒدﻗﺔ وﻤﺎ ﯿتحمﻠﻪ
ﻤنﻬﺎ اﻟطرف اﻟﻌموﻤﻲ ،وﻤﺎ �ﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺘق اﻟمتﻌﺎﻤﻞ.
�ضمن اﻟمتﻌﺎﻤﻞ ﻤﻊ اﻟطرف اﻟﻌموﻤﻲ ،اﻟتحكم ﻓﻲ إﻨجﺎز اﻷﺸﻐﺎل ،وﻫذا �ﻌنﻲ أن اﻟطرف اﻟﻌموﻤﻲ
ﻏیر ﻤجبر ﻋﻠﻰ اﻟتحكم ﻓﻲ اﻻﻨجﺎز وأﻨﻪ �ﻌﻬد �مﻬمﺔ اﻟتحكم ﻟﻠمتﻌﺎﻤﻞ ﻋﻠﻰ أﺴﺎس اﻟكﻔﺎءة واﻟنجﺎﻋﺔ ﻓﻲ
اﻻﻨجﺎز.
وﻗد �جیز اﻟﻘﺎﻨون اﻛتسﺎب اﻷﻤوال اﻟمستﻌمﻠﺔ ﻓﻲ إﻨجﺎز اﻟمشروع �ﻌد اﻻﻨتﻬﺎء ﻤن إﻨجﺎزﻩ.
ﻟﻘد رأﯿنﺎ أن ﻋﻘد اﻟشراﻛﺔ ﻫو ﻋﻘد ﻤكتوب �منﺢ ﻤﻬمﺔ ﺸﺎﻤﻠﺔ ﻟﻠمتﻌﺎﻤﻞ اﻻﻗتصﺎدي ﺘحت طﺎﺌﻠﺔ
اﻟتحكم �ﺎﻟمشروع ،ﻤدﺘﻪ طو�ﻠﺔ ﻋموﻤﺎ ،و�تﻘﺎﻀﻰ اﻟمتﻌﺎﻤﻞ ﻤﻘﺎ�ﻼ ﻤن طرف اﻟشخص اﻟﻌموﻤﻲ طیﻠﺔ ﻤدة
ﺴر�ﺎن اﻟﻌﻘد ،و�تم ﻨظر�ﺎ ﺘﻘﺎﺴم اﻟمخﺎطر ﺒین اﻟطرﻓین ،ﻤﻊ اﻹﺸﺎرة إﻟﻰ أﻨﻪ ﯿ�ﻘﻰ ﺼ�ﻐﺔ اﺴتثنﺎﺌ�ﺔ ﻤﻘﺎرﻨﺔ
ﺒ�ﺎﻗﻲ ﻋﻘود ﺘﻔو�ضﺎت اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم.وﻋﻠ�ﻪ� ،مكن اﺴتخﻼص اﻟﻌنﺎﺼر اﻷﺴﺎﺴ�ﺔ اﻟتﺎﻟ�ﺔ ﻟﻌﻘد اﻟشراﻛﺔ:
ﺘﻌتبر اﻟشراﻛﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻟخﺎﺼﺔ ﻋﻘدا إذ ﺘنﻌﻘد �مجرد اﻟتطﺎﺒق ﺒین إرادﺘین ﻫمﺎ إرادة اﻟطرف
اﻟﻌموﻤﻲ وﻤصﻠحﺔ اﻟشر�ك .
124
ﻋﻘﻮد اﻟﺸﺮاﻛﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻣﻦ
وﻋﻠﻰ ﻏرار ﻋﻘود اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ وﺘﻔو�ضﺎت اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم،ﻻ ﺘستط�ﻊ اﻟمصﻠحﺔ اﻟمتﻌﺎﻗدة إﺒرام
ﻤﺎ ﺘشﺎء ﻤن اﻟﻌﻘود و�ﻨمﺎ ﺘﻠك اﻟتﻲ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺒنشﺎطﻬﺎ وﻓﻲ إطﺎر ﻗطﺎﻋﻬﺎ و�ﺎﻟتﺎﻟﻲ ﯿوﺠد ﻤع�ﺎران ﻟتكی�ف
ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود وﻫمﺎ :ﻤع�ﺎر اﻟﻘطﺎع وﻤع�ﺎر اﻟنشﺎط� ،مﺎ أن ﻫذﻩ اﻟمصﻠحﺔ ﻤﻘیدة �ﺎﺘ�ﺎع ﻋدة إﺠراءات ﻟكﻲ
ﺘتﻌﺎﻗد ﻤﻊ اﻟﻐیر ،وﻤنﻬﺎ ﺸرط اﻟكتﺎ�ﺔ اﻟذي ﯿتجﻠﻰ ﺼراﺤﺔ ﻤن ﺨﻼل اﻟمشروع اﻟتمﻬیدي اﻟذي وﺼﻔﻬﺎ
�ﺄﻨﻬﺎ ﻋﻘود ﻤكتو�ﺔ.
ذﻟك أن أﻫمیتﻪ اﻟﻘصوى ﺘكمن ﻓﻲ �وﻨﻪ �سمﺢ �منﺢ أو ﺘكﻠ�ف اﻟشر�ك �مﻬمﺔ ﺸﺎﻤﻠﺔ ﺘتﻔرع إﻟﻰ
ﻤﻬﺎم ﻓرع�ﺔ ﻤنﻬﺎ أﻨﻬﺎ ﻤﻬمﺔ أﺴﺎﺴ�ﺔ إﺠ�ﺎر�ﺔ وأﻨﻬﺎ اﺨت�ﺎر�ﺔ ﻨﺎه�ك ﻋن �وﻨﻬﺎ ﻤﻬمﺔ ﺨدﻤﺔ ﻋموﻤ�ﺔ.
-اﻟمﻬمﺔ اﻹﺠ�ﺎر�ﺔ :ﺤیث أن ﻤوﻀوع اﻟﻌﻘد ﯿتمثﻞ ﻓﻲ ﻤنﺢ ﻤﻬمﺔ ﺸﺎﻤﻠﺔ �كمن ﻤوﻀوﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺘمو�ﻞ ﺠزﺌﻲ
أو �ﻠﻲ ،ﺒنﺎء أو ﺘحو�ﻞ ،أﻋمﺎل ﺼ�ﺎﻨﺔ ،ﺼ�ﺎﻨﺔ ،اﺴتﻐﻼل أو ﺘسییر ﻤنشﺂت ﺘجﻬیزات أو أﻤوال ﻤﻌنو�ﺔ
ﻀرور�ﺔ ﻟﻠخدﻤﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ.
ﻓﺄﻤﺎ اﻟتمو�ﻞ ،ﻓمن دون ﺸك أن اﻟذي �ﻘوم �ﻪ ﻫو اﻟشر�ك ،وأﻨﻪ �ﻌتبر أﺴﺎس ﻋﻘد اﻟشراﻛﺔ ﺒرﻤتﻪ،
ﺸر�طﺔ ﺘطبیق ﺸرط أو ﺒند ﺘﻘﺎﺴم اﻟمخﺎطر )ﻤﻊ اﻟﻌﻠم أن اﻟمتﻌﺎﻤﻞ اﻟﻌموﻤﻲ ﻫو اﻟذي ﯿتحمﻞ اﻟكﻠﻔﺔ
اﻟنﻬﺎﺌ�ﺔ ﻓﻲ آﺨر اﻟمطﺎف(.
وأﻤﺎ ﺘحو�ﻞ اﻟمنشﺂت ،ﻓیتمثﻞ ﻓﻲ ﺤﺎﻻت إﻋﺎدة ﺘﺄﻫیﻞ ﺘجﻬیزات أو ﻤنشﺂت ﻤوﺠودة ﻤس�ﻘﺎ.
وأﻤﺎ اﻹﺸﺎرة إﻟﻰ اﻷﻤوال اﻟمﻌنو�ﺔ ف�ﻌنﻲ ذﻟك ﻗطﺎﻋﺎت ذات ﺘكنوﻟوﺠ�ﺎ ﻋﺎﻟ�ﺔ ﻤثﻞ اﻻﺘصﺎﻻت
اﻻﻟكتروﻨ�ﺔ أو اﻹﻋﻼم اﻵﻟﻲ.
125
ﻋﻘﻮد اﻟﺸﺮاﻛﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻣﻦ
وأﻤﺎ �ﺎﻟنس�ﺔ ﻟﻠ�ﺎﻗﻲ ،ﻓیبدو ﻤن اﻟصﻌب اﺴت�ﻌﺎب اﻻﺨتﻼف ﺒین ﻤصطﻠﺢ أﻋمﺎل اﻟص�ﺎﻨﺔ واﻟص�ﺎﻨﺔ
و�ین اﻻﺴتﻐﻼل واﻟتسییر.
-اﻟمﻬمﺔ اﻻﺨت�ﺎر�ﺔ :وﺘتمثﻞ ﻓﻲ إﻤكﺎﻨ�ﺔ إدراج ﻤﻬﺎم أﺨرى ﻀمن ﻋﻘد اﻟشراﻛﺔ ،وﻤن ذﻟك ﻤثﻼ ق�ﺎم
اﻟشر�ك �ﺎﻟتصم�م اﻟكﻠﻲ أو اﻟجزﺌﻲ ﻟﻠمنشﺂت.
إن اﻹﺸﺎرة إﻟﻰ ﺘﻘد�م ﺨدﻤﺎت ﻫدﻓﻬﺎ ﻓﻘط اﻟمسﺎﻫمﺔ ﻓﻲ ﻤﻬمﺔ اﻟخدﻤﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻟتﻲ ﺘ�ﻘﻰ ﻤن
ﺼﻼﺤ�ﺎت اﻟطرف اﻟﻌموﻤﻲ وﻫو ﻤﺎ �میز اﻟشراﻛﺔ ﻋن ﺘﻔو�ض اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم ،ﻓﺎﻟشراﻛﺔ ﻟ�س ﺘﻔو�ض ﻤﻬمﺔ
اﻟخدﻤﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ �ﺎﻟرﻏم ﻤن أن اﺴتﻐﻼل اﻟمنشﺄة �مكن أ�ضﺎ أن �ﻌنﻲ اﺴتﻐﻼل اﻟخدﻤﺔ اﻟمرﺘ�طﺔ �ﻪ
ﻛتحصیﻞ ﻤ�ﺎﻟﻎ ﻤﺎﻟ�ﺔ ﻟحسﺎب اﻟطرف اﻟﻌموﻤﻲ ،ﻓمﻬمﺔ اﻟتحصیﻞ ﻫنﺎ ﻻ ﺘخﻞ �ﺎﻟتكی�ف اﻷﺼﻠﻲ ﻟﻠﻌﻘد
ﻋﻠﻰ أﻨﻪ ﺸراﻛﺔ.
�مكن أن �ﻌﻬد اﻟطرف اﻟﻌموﻤﻲ ﻟﻠمتﻌﺎﻤﻞ اﻟخﺎص ﺒتصم�م )اﻟمنشﺄة( اﻹﻨجﺎز أي ﻤﻬمﺔ ﻤتﻌﻠﻘﺔ
�ﺎﻟتحكم ﻓﻲ اﻹﻨجﺎز ،ﻓمثﻼ ﺤین �ختﺎر اﻟطرف اﻟﻌموﻤﻲ أن �ﻌﻬد �مﻬمﺔ اﻟتحكم ﻓﻲ اﻻﻨجﺎز إﻟﻰ اﻟمتﻌﺎﻤﻞ
اﻟخﺎص ،ﻓﺈﻨﻪ ﻤن ﺒین ﺸروط ﺘنﻔیذ اﻟﻌﻘد اﻟمﻌتمدة ،ﺘوﺠد إﻟزاﻤ�ﺔ ﺘحدﯿد ﻓر�ق ﺘحكم ﻓﻲ اﻹﻨجﺎز ﻤكﻠﻒ
ﺒتصم�م اﻟمنشﺂت أو اﻟتجﻬیزات أو اﻷﻤوال اﻟمﻌنو�ﺔ و�متﺎ�ﻌﺔ إﻨجﺎزﻫﺎ.
وﻓﻲ ﻤﺎ ﯿتﻌﻠق �ﺎﻟم�ﺎﻨﻲ ،ﻓﺈن اﻟﻌروض اﻟخﺎﺼﺔ ﺒﻬﺎ ﺘتضمن �ﺎﻟضرورة ﻤشروﻋﺎ ﻫندﺴ�ﺎ أو
ﻤﻌمﺎر�ﺎ.
وأﺨی ار ﻓﺈﻨﻪ ﻤن ﺒین ﻤﻌﺎﯿیر ﻤنﺢ اﻟﻌﻘد ،ﯿوﺠد �ﺎﻟضرورة ﻤع�ﺎر اﻟجودة اﻟشﺎﻤﻠﺔ ﻟﻠمنجزات .و�ذا ﺤدث
أن اﺤتﻔظ اﻟطرف اﻟﻌموﻤﻲ �مﻬمﺔ اﻟتحكم ﻓﻲ اﻹﻨجﺎز ،ف�مكنﻪ أن ﯿﻠجﺄ ﻫو ﻨﻔسﻪ إﻟﻰ ﻓر�ق ﺘحكم ﻓﻲ
اﻹﻨجﺎز ﻓﻲ ﻤﺎ ﯿتﻌﻠق �ﺎﻟجزء اﻟذي ﯿتحمﻠﻪ ﻤن اﻟتصم�م .وﻓﻲ �ﻞ اﻷﺤوال ،ﻓﺈن اﺨت�ﺎر اﻟمشروع اﻟﻬندﺴﻲ
أو اﻟمﻌمﺎري ﯿ�ﻘﻰ ﻤن ﺼﻼﺤ�ﺎت اﻟطرف اﻟﻌموﻤﻲ.
126
ﻋﻘﻮد اﻟﺸﺮاﻛﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻣﻦ
إﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻤﺎ ذ�ر ﺴﺎ�ﻘﺎ ،ﻓﺈن ﻋﻘود اﻟشراﻛﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻟخﺎﺼﺔ ﺘستجیب �صﻔﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ إﻟﻰ
اﻷﻫداف واﻟمتطﻠ�ﺎت اﻻﺴتثمﺎر�ﺔ ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟمنشﺂت و اﻟخدﻤﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ،وﺘﻐطﻲ اﻟكثیر ﻤن اﻟنﻘﺎﺌص
واﻟﻌیوب اﻟتﻲ ﺘظﻬر �سبب اﻻﺤتكﺎر اﻟﻌموﻤﻲ �مﺎ ﯿﻠﻲ:
* ﺘحسین وﻀع�ﺔ ﺸ�كﺎت اﻟتوز�ﻊ و رﻓﻊ اﻟمستوى اﻟكﻠﻲ ﻟﻌرض اﻟمنشﺂت و اﻟخدﻤﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ �مﺎ
ﯿتنﺎﺴب ﻤﻊ اﻟنمو اﻟسكﺎﻨﻲ و ﺘزاﯿد اﻟطﻠب.
* اﻟحد ﻤن ﺘكﺎﻟ�ف إﻨجﺎز اﻟمشﺎر�ﻊ اﻟجدﯿدة و اﻟتخف�ف ﻤن ﺤدة اﻟصدﻤﺔ اﻟتﻲ �مكن أن ﺘحدث �ﻔﻌﻞ
اﻻرﺘﻔﺎع اﻟمﻔﺎﺠﺊ ﻟﻸﺴﻌﺎر �سبب اﻷزﻤﺎت اﻟمﺎﻟ�ﺔ اﻟﻌﺎرﻀﺔ اﻟتﻲ �مكن أن ﺘتﻌرض ﻟﻬﺎ اﻟحكوﻤﺎت ﻤن ﻓترة
ﻷﺨرى.
*ﺘسمﺢ ﻋﻘود اﻟشراﻛﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻟخﺎﺼﺔ �ضمﺎن ﻤصﺎدر ﻤﺎﻟ�ﺔ إﻀﺎف�ﺔ ﻟتمو�ﻞ ﻤیزاﻨ�ﺔ اﻟجمﺎﻋﺎت اﻟمحﻠ�ﺔ
ﻋن طر�ق اﻟب�ﻊ اﻟﻌموﻤﻲ ﻟتراﺨ�ص ﻤمﺎرﺴﺔ اﻟنشﺎط و ﻤنﺢ اﻟمستثمر�ن اﻟخواص اﻤت�ﺎزات ﺘﻘد�م اﻟخدﻤﺔ
اﻟﻌموﻤ�ﺔ.
*�سﺎﻫم اﻟمستثمر اﻟخﺎص ﻤن ﺨﻼل ﻋﻘود اﻟشراﻛﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻟخﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺘحدﯿد و اﻛتشﺎف ﻤجﺎﻻت
و ﻓرص اﺴتثمﺎر�ﺔ ﺠدﯿدة ﯿتم ﺘمو�ﻠﻬﺎ ﻤن ﺨﻼل ﻤسﺎﻫمﺔ اﻟمستﻌمﻠین ،و ﻫﻲ ﺒﻬذا ﺘسﺎﻫم ﻓﻲ ﺘوﺴ�ﻊ ﻗﺎﺌمﺔ
اﻟخدﻤﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ إﻟﻰ ﻤجﺎﻻت ﺠدﯿدة �مﺎ ﯿتواﻛب ﻤﻊ ﺘطورات اﻟمجتمﻊ و ﻤتطﻠ�ﺎت اﻟﻌصر.
* ﺘمكن ﻋﻘود اﻟشراﻛﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻟخﺎﺼﺔ اﻟمستثمر اﻟخﺎص ﻤن اﻟمسﺎﻫمﺔ ﻓﻲ ﺘﻬیئﺔ و إﻋﺎدة ﺘﺄﻫیﻞ
و ﺘوﺴﻌﺔ اﻟمنشﺂت اﻟﻘﺎﻋد�ﺔ اﻟحﺎﻟ�ﺔ.
*ﺘمكن ﻤن اﺴتﻘطﺎب رؤوس اﻷﻤوال اﻟخﺎﺼﺔ و ﺘوﺴﻌﺔ و ﺘحﻔیز ﻨشﺎط اﻷﺴواق اﻟمﺎﻟ�ﺔ اﻟمحﻠ�ﺔ �مﺎ �سﺎﻫم
ﻓﻲ ﺘخف�ف ﻀﻐط اﻟتمو�ﻞ اﻟحكوﻤﻲ ﻟﻠمشﺎر�ﻊ.
*اﻟسرﻋﺔ ﻓﻲ اﻻﻨجﺎز �ﻔﻌﺎﻟ�ﺔ اﻗتصﺎد�ﺔ أﻛبر و ﺒتكﺎﻟ�ف أﻗﻞ �سبب اﻟمروﻨﺔ اﻟتﻲ �متﺎز ﺒﻬﺎ اﻟﻘطﺎع اﻟخﺎص
ﻋﻠﻰ ﻋكس اﻟبیروﻗراط�ﺔ و ﺘﻌﻘد اﻹﺠراءات اﻹدار�ﺔ اﻟتﻲ ﺘمیز اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم.
127
ﻋﻘﻮد اﻟﺸﺮاﻛﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻣﻦ
*رﻓﻊ اﻟموارد اﻟج�ﺎﺌ�ﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ و اﻟجمﺎﻋﺎت اﻟمحﻠ�ﺔ ﻤن ﺨﻼل ﺤزﻤﺔ اﻟضراﺌب و اﻟرﺴوم اﻟتﻲ ﯿدﻓﻌﻬﺎ
اﻟمستثمر.
*ﺘحو�ﻞ اﻟتكنوﻟوﺠ�ﺎ و اﻟمﻌرﻓﺔ اﻟﻔن�ﺔ و ﺘحسین ﻗدرات اﻷداء اﻹداري و اﻟوظ�ﻔﻲ ﻟدى إطﺎرات و ﻋمﺎل
اﻟمؤﺴسﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ.
و�ﺎﻟمﻘﺎرﻨﺔ ﻤﻊ اﻟترﺘی�ﺎت اﻷﺨرى ،ﻓﺈن ﻋﻘود اﻟشراﻛﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻟخﺎﺼﺔ ﺘوﺠد ﺤﻠوﻻ ﻤﻌﻘوﻟﺔ ﻟﻠتﻌﺎﻤﻞ ﻤﻊ
إﺨﻔﺎﻗﺎت ﻨموذج اﻟسوق و اﻟمنﺎﻓسﺔ اﻟكﺎﻤﻠﺔ ﻓﻲ اﻟتﻌﺎﻤﻞ ﻤﻊ اﻟخصﺎﺌص اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﻟﻠخدﻤﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ،ﻓتمكن
اﻟسﻠطﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﻤن :
*ﺘوﻓیر اﻟﻌرض اﻟمنﺎﺴب ﻤن ﺨﻼل ﺤشد اﻟتمو�ﻼت اﻟﻼزﻤﺔ ﻟذﻟك إذ ﺘشیر دراﺴﺔ ﻋﻠﻰ أن ﻋﻘود اﻟشراﻛﺔ
ﺴتمكن ﻓرﻨسﺎ ،ﻤثﻼ ،ﻤن ﺘمو�ﻞ ﻤشﺎر�ﻊ ﻋموﻤ�ﺔ �ق�مﺔ 20ﻤﻠ�ﺎر أورو ﺨﻼل اﻟﻌشر ﺴنوات اﻟمﻘبﻠﺔ).(1
*إ�جﺎد ﺤﻠول ﻹﺸكﺎﻻت اﻟس�ﺎﺴﺎت اﻟسﻌر�ﺔ ﻓﻲ اﻟخدﻤﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ ،و إﺘﺎﺤﺔ ﻓرﺼﺔ اﻟرﻗﺎ�ﺔ و اﻟتنظ�م
و اﻟتوﺠ�ﻪ اﻟحكوﻤﻲ �مﺎ ﯿتنﺎﺴب ﻤﻊ أﻫداف اﻟمصﻠحﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤﻊ إﻤكﺎﻨ�ﺔ اﻋتمﺎد ﻨظﺎم ﺘسﻌیرة ﯿتنﺎﺴب ﻤﻊ
أﻫداف اﻟمر دود�ﺔ و اﻟر�ح�ﺔ اﻟتجﺎر�ﺔ ﻟﻠمستثمر اﻟخﺎص،و اﻹ�ﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﻓرص اﻟدﻋم اﻟحكوﻤﻲ ﻟ�ﻌض
اﻷﻨشطﺔ و اﻟﻔروع اﻹﻨتﺎﺠ�ﺔ ذات اﻟمرد ود�ﺔ اﻟتجﺎر�ﺔ اﻟضع�ﻔﺔ و اﻟتﻲ ﯿنتﺞ ﻋن ﺘطبیق ﻨظﺎم اﻟسﻌر
اﻟحق�ﻘﻲ ﻓیﻬﺎ أﺜ ار ﻏیر ﻤرﻏوب ف�ﻪ.
* ف�مﺎ ﯿتﻌﻠق �ﺎﻻﺤتكﺎرات اﻟطب�ع�ﺔ،ﻓﺈن ﻋﻘود اﻟشراﻛﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻟخﺎﺼﺔ ﺘمنﺢ اﻟمستثمر اﻟخﺎص إﻤكﺎﻨ�ﺔ
اﺨتراق أﺴواق و ﻗطﺎﻋﺎت ﻨشﺎط اﺤتكﺎر�ﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺒﻬذا ﺘسﺎﻫم ﻓﻲ �سر اﻻﺤتكﺎرات اﻟطب�ع�ﺔ و إدﺨﺎل ﻨوع
ﻤن اﻟمنﺎﻓسﺔ اﻟتﻲ ﺘتمثﻞ ﻓﻲ اﻟمنﺎﻓسﺔ ﻤن أﺠﻞ اﻛتسﺎب اﻷﺴواق اﻟﻌﺎﻤﺔ و اﻟحصول ﻋﻠﻰ ﺘراﺨ�ص
واﻤت�ﺎزات ﻤمﺎرﺴﺔ اﻟنشﺎط ،و�ﺎﻟمﻘﺎﺒﻞ ﻓﻬﻲ ﻻ ﺘمنحﻪ اﻟس�ﺎدة اﻟكﺎﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻗطﺎﻋﺎت ﺘمتﺎز �خﺎﺼ�ﺔ اﻻﺤتكﺎر
__________________________
)(1
-Didier Willot , Nouveau Partenariat Publique Privé, Cahier d’Industries, N°97, Juillet-
Aout,2004,p13.
128
ﻋﻘﻮد اﻟﺸﺮاﻛﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻣﻦ
و إﻨمﺎ ﺘ�ﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻤجﺎﻻت ﻟﻠتدﺨﻞ و اﻟرﻗﺎ�ﺔ اﻟحكوﻤ�ﺔ ﻤمﺎ �حد ﻤن ﺤجم اﻷﻀرار و اﻟنتﺎﺌﺞ اﻟسﻠب�ﺔ اﻟنﺎﺘجﺔ
ﻋن ﻫذﻩ اﻟخﺎﺼ�ﺔ ).(1
*إن ﻋﻘود اﻟشراﻛﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻟخﺎﺼﺔ ﺘسمﺢ ﺒتﻘر�ب وﺠﻬﺎت اﻟنظر و طرق ﺘﻘی�م و اﺨت�ﺎر اﻟمشﺎر�ﻊ
�ﺎﻟشكﻞ اﻟذي ﻻ ﯿتنﺎﻓﻰ وﻻ ﯿتﻌﺎرض ﻤن ﺨﻼﻟﻪ رؤ�ﺔ اﻟطرﻓین اﻟمتﻌﺎﻗدﯿن ﻟﻸﻫداف اﻟمتوﺨﺎة ﻤن اﻟمشﺎر�ﻊ
اﻟمختﺎرة ،ﺒﻞ �مكن أن ﯿتواﻓﻘﺎ ﻓﻲ إطﺎر رؤ�ﺔ ﺘﻌﺎﻗد�ﺔ ﺘضمن ﻤن ﺨﻼل اﻟمروﻨﺔ اﻟتﻔﺎوﻀ�ﺔ ﻤصﺎﻟﺢ
)(2
اﻷطراف اﻟمتدﺨﻠﺔ
ﺨـــﺎﺘـمـﺔ
�مثﻞ ﻗطﺎع اﻟخدﻤﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﻗطﺎﻋﺎ ﻤﻬمﺎ ﻟتحﻘیق اﻟتنم�ﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ و اﻻﺠتمﺎع�ﺔ ،و�مثﻞ
اﻻﺴتثمﺎر اﻟخﺎص اﻟسبیﻞ اﻷﻤثﻞ ﻟتنم�ﺔ اﻟﻘطﺎع �ﺎﻟنظر إﻟﻰ اﻟﻌجز اﻟذي أﺜبتﻪ ﻨموذج اﻹدارة اﻟحكوﻤ�ﺔ ﻓﻲ
اﻻﺴتجﺎ�ﺔ إﻟﻰ ﻤتطﻠ�ﺎت اﻟﻘطﺎع ﻤن ﻤوارد ﻤﺎﻟ�ﺔ و ﻗدرات �شر�ﺔ و�دار�ﺔ و ﺘكنوﻟوﺠ�ﺔ.ﻛمﺎ �مثﻞ ﻨظﺎم
اﻟشراﻛﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻟخﺎﺼﺔ أﻓضﻞ اﻟص�ﻎ اﻟتﻲ �مكن ﻤن ﺨﻼﻟﻬﺎ ﻓتﺢ اﻟﻘطﺎع أﻤﺎم اﻟم�ﺎدرة اﻻﺴتثمﺎر�ﺔ
اﻟخﺎﺼﺔ و ذﻟك ﻟﻌدﯿد اﻟمزا�ﺎ اﻟتﻲ ﺘوﻓرﻫﺎ و ﻟﻠمروﻨﺔ اﻟتﻲ ﺘتمیز ﺒﻬﺎ �حیث �مكن ﺨﻠق ﻤستوى ﻤﻌین ﻤن
اﻟتواﻓق ﺒین أﻫداف اﻟمصﻠحﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ وأﻫداف اﻟمصﻠحﺔ اﻟخﺎﺼﺔ.
إن ﺘﻌم�م اﺴتﻌمﺎل ﻤشروﻋﺎت اﻟشراﻛﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ اﻟخﺎﺼﺔ �مكن أن �مثﻞ �ﺎﻟنس�ﺔ ﻟﻠجزاﺌر ﺒد�ﻼ
ﻓﻌﺎﻻ ﻋن اﻟخوﺼصﺔ اﻟتﻲ أﺜبتت ﻓشﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺘحﻘیق أﻫداف اﻟتنم�ﺔ اﻟمستداﻤﺔ .و ﻷن اﻻﺴتﻔﺎدة ﻤن ﻫذﻩ
اﻟﻌﻘود ﯿرﺘ�ط ﺤتمﺎ ﺒتوﻓیر ﻤنﺎخ ﻗﺎﻨوﻨﻲ ﯿتنﺎﺴب ﻤﻌﻬﺎ �ﺎﻋت�ﺎرﻫﺎ آﻟ�ﺔ ﻟﻠتمو�ﻞ ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟبنﻰ اﻟتحت�ﺔ.
__________________________
)(1
.Rapport des Entrepreneurs Français Internationaux-SEFI- en Collaboration avec
Confédération of International Contractors-CICA-,Pour Un Nouveau Partenariat Public
Privé, Novembre 2001.p4.
)(1
.E.S.Saves, Privatisation et partenariat Public privé, traduit de l’Américain par Michel le
Sead’h, Ed Nouveaux Horizons, Paris, 2002.p18.
129
ﻋﻘﻮد اﻟﺸﺮاﻛﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﯿﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻣﻦ
وﻤن ﻫنﺎ ﻓﺈن اﻟمشرع اﻟجزاﺌري ﻤطﺎﻟب �ﺎﻟتدﺨﻞ اﻟسر�ﻊ ﻟوﻀﻊ ﺘشر�ﻊ ﯿنظم اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻟﻌﻘود
اﻟشراﻛﺔ ﻤستﻔیدا ﻤن اﻟتجر�ﺔ اﻟﻔرﻨس�ﺔ واﻹﻨجﻠیز�ﺔ.
وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر،ﻓﺈن اﻟتشر�ﻊ اﻟمﻘترح �جب أن ﯿنظم اﻹﺠراءات اﻟﻘبﻠ�ﺔ ﻹﺒرام اﻟﻌﻘد وﻤراﺤﻠﻬﺎ
واﻟﻬیئﺎت اﻟمختصﺔ اﻟتﻲ ﻗد ﺘتدﺨﻞ ﻓﻲ اﻟﻌمﻠ�ﺔ اﻟﻌﻘد�ﺔ و دورﻫﺎ� ،ﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺘنظ�م ﻤختﻠﻒ ﺠواﻨب
اﻟﻌمﻠ�ﺔ اﻟﻌﻘد�ﺔ.
130
ﺧﺎﺗﻤﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺘﺼﺎدي
ﺨـــــﺎﺘــمـــﺔ ﻋﺎﻤﺔ
وﻫكذا ﻨﻼﺤظ ،ﻤن ﺨﻼل ﻫذﻩ اﻟسﻠسﻠﺔ ﻤن اﻟمحﺎﻀرات ،أن اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي ،ﻗﺎﻨون
ﺤدﯿث ﻻ ﯿزال ﻓﻲ طور اﻹﻨشﺎء واﻟتكون ،وﻫو ﻤﺎ �ﻔسر �ثرة واﺨتﻼف اﻟتﻌﺎر�ف اﻟﻔﻘﻬ�ﺔ اﻟخﺎﺼﺔ �ﻪ ،ﻫذا
ﻤن ﺠﻬﺔ،
وﻤن ﺠﻬﺔ ﺜﺎﻨ�ﺔ ،ﻓﺈن أﻏﻠب اﻟمﻘﺎر�ﺎت اﻟﻔﻘﻬ�ﺔ ﺘر�ز إﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻫداف و�ﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوﺴﺎﺌﻞ اﻟتﻲ
�ستﻌمﻠﻬﺎ ﻫذا اﻟﻘﺎﻨون ،و�ﺎﻟتﺎﻟﻲ �مكننﺎ أن ﻨﺄﺨذ �ﺄي ﺘﻌر�ف� ،مﺎ �مكننﺎ اﻗتراح أي ﺘﻌر�ف آﺨر �ﺄﺨذ ﻫذﻩ
اﻷﻫداف أو ﻫذﻩ اﻟوﺴﺎﺌﻞ �ﻌین اﻻﻋت�ﺎر.
إن أﺴ�ﺎب وﻤبررات اﻟتدﺨﻞ اﻟﻌموﻤﻲ ﻓﻲ اﻟح�ﺎة اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﺘ�ﻘﻰ ﻤتنوﻋﺔ وﻤتﻐیرة ﺤسب اﻷوﻗﺎت
واﻟمجﺎﻻت ،إﻻ أن أداة اﻟتدﺨﻞ اﻷﺴﺎﺴ�ﺔ ﺘ�ﻘﻰ ﻤن دون ﺸك اﻷداة اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ ،وﻟذﻟك ﻓﺎﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم
اﻻﻗتصﺎدي ﻗﺎﻨون ﻤستمر وﻤرﺘ�ط ﺒوﺠود اﻟدوﻟﺔ ﻨﻔسﻬﺎ.
وﻤﻬمﺎ �كن ﻤن أﻤر ،ﻓﺈن اﻟواﻗﻊ اﻟمع�ش ،ﯿبین أﻨﻪ ﻻ ﻏنﻰ ﻋن اﻟدوﻟﺔ ﻷﻨﻬﺎ ﺘ�ﻘﻰ ﻓﻲ ﻨﻬﺎ�ﺔ
اﻟمطﺎف اﻟضﺎﻤن اﻟذي ﻟﻪ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟتدﺨﻞ ،ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﻓترات اﻷزﻤﺎت ،وﻻ أدل ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻤن ﺘدﺨﻠﻬﺎ
ﺤﺎﻟ�ﺎ �سبب اﻷزﻤﺔ اﻟصح�ﺔ اﻟتﻲ أﺤدﺜتﻬﺎ ﺠﺎﺌحﺔ �وﻓید .(1) 19
ﻟﻘد ﺘﺄﺜر اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي �مختﻠﻒ اﻟمراﺤﻞ اﻟتﻲ ﻤر ﺒﻬﺎ ،اﺒتداء ﻤن ﻤحﺎوﻻت اﻟتﺄﺼیﻞ
اﻟﻔﻘﻬﻲ اﻷوﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﯿد ﻤجموﻋﺔ ﻤن اﻟﻔﻘﻬﺎء واﻟمنظر�ن ،ﻤرو ار �مرﺤﻠﺔ اﻟﻌوﻟمﺔ ﺜم ﻤرﺤﻠﺔ اﻟرﻗمنﺔ ،ﻟتصﻞ
ﺤﺎﻟ�ﺎ إﻟﻰ "اﻟﻌصر اﻟرا�ﻊ" ﻟﻬذا اﻟﻘﺎﻨون ،أﻻ وﻫو اﻟﻌصر اﻹ�كوﻟوﺠﻲ ،وﻤﺎ أﺤدﺜﻪ ﻫذا اﻷﺨیر ﻤن ﺘﺄﺜیر ﻋﻠﻰ
« Il y’a une écologisation اﻟﻘﺎﻨون ﻋموﻤﺎ وﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي ﻋﻠﻰ وﺠﻪ اﻟخصوص
)(2
،وﻫو ﻤﺎ » du droit de manière générale ,et du droit économique, en particulier
�ﻔتﺢ آﻓﺎﻗﺎ ﺠدﯿدة أﻤﺎم اﻟ�ﺎﺤثین ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔرع اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻻﺒتكﺎر و�ﻋﺎدة ﺒنﺎء ﻤﻔﺎه�م ﻗﺎﻨوﻨ�ﺔ ﺠدﯿدة.
﴿ ﺘم �ﻔضﻞ ﻤن ﷲ وﻋوﻨﻪ ﴾
-------------------------------
(1)-Jean-Baptiste Racine, op.cit, p 10.
(2)-Idem, p 19.
131
ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ واﻟﻤﺼﺎدر
.1اﻟمراﺠﻊ اﻟﻌﺎﻤﺔ.
-5ﷴ اﻟصﻐیر �ﻌﻠﻲ ،اﻟﻘﺎﻨون اﻹداري ،دار اﻟﻌﻠوم ،ﻋنﺎ�ﺔ ،اﻟجزاﺌر، 2004 ،ص 17
-6ﻋمﺎر ﺒوﻀ�ﺎف"،اﻟوﺠیز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻹداري" ،ﺠسور ﻟﻠنشر واﻟتوز�ﻊ ،اﻟجزاﺌر.2007 ،
-7ﻤسﻌود ﺴم�ﺢ ،اﻟموﺴوﻋﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ،ﺸر�ﺔ اﻟمطبوﻋﺎت ﻟﻠتوز�ﻊ و اﻟنشر ،ﺒیروت.1997 :
-8ﷴ ﻓﺎروق ﻋبد اﻟحمید ،ﻨظر�ﺔ اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻟجزاﺌري ﺒین اﻟمﻔﻬوﻤین اﻟتﻘﻠیدي واﻻﺸتراﻛﻲ-
دراﺴﺔ ﻤﻘﺎرﻨﺔ ،دﯿوان اﻟمطبوﻋﺎت اﻟجﺎﻤع�ﺔ ،اﻟجزاﺌر.1984 ،
-9ﻨبیﻞ إﺴمﺎﻋیﻞ ﻋمر "اﻟتحك�م ﻓﻲ اﻟمواد اﻟمدﻨ�ﺔ واﻟتجﺎر�ﺔ اﻟوطن�ﺔ واﻟدوﻟ�ﺔ" دار اﻟجﺎﻤﻌﺔ اﻟجدﯿدة ﻟﻠنشر،
اﻹﺴكندر�ﺔ ،2004ص .17
-10ﻋمﺎر ﻋمورة ،اﻟوﺠیز ﻓﻲ ﺸرح اﻟﻘﺎﻨون اﻟتجﺎري ،دار اﻟمﻌرﻓﺔ ،اﻟجزاﺌر2009 ،
-11ﺠﻲ ﻫوﻟتن وﻟسون ،ﺘرﺠمﺔ �ﺎﻤﻞ ﺴﻠمﺎن اﻟﻌﺎﻨﻲ" ،اﻻﻗتصﺎد اﻟجزﺌﻲ-اﻟمﻔﺎه�م واﻟتطب�ﻘﺎت" ،دار اﻟمر�ﺦ
ﻟﻠنشر ،اﻟر�ﺎض 1981
.2اﻟمراﺠﻊ اﻟمتخصصﺔ.
-1ﻀ�ﺎء ﻤجید اﻟموﺴوي ،اﻟخوﺼصﺔ واﻟتصح�حﺎت اﻟﻬ�كﻠ�ﺔ"آراء واﺘجﺎﻫﺎت" ،د م ج ،اﻟجزاﺌر) ،ﻤن دون
ﺘﺎر�ﺦ اﻟنشر(
-2رﺸید واﻀﺢ ،اﻟمؤﺴسﺔ ﻓﻲ اﻟتشر�ﻊ اﻟجزاﺌري ﺒین اﻟنظر�ﺔ واﻟتطبیق ،دار ﻫوﻤﻪ ،ﻟﻠط�ﺎﻋﺔ واﻟنشر
واﻟتوز�ﻊ ،اﻟجزاﺌر2002 ،
132
ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ واﻟﻤﺼﺎدر
-3ﻋمﺎر ﺒوﻀ�ﺎف ،ﺸرح ﺘنظ�م اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ ،اﻟﻘسم اﻟثﺎﻨﻲ ،ﺠسور ﻟﻠنشر واﻟتوز�ﻊ ،اﻟجزاﺌر،
اﻟط�ﻌﺔ اﻟخﺎﻤسﺔ.2017 ،
-4رﺠب ﻤحمود طﺎﺠن ،ﻋﻘود اﻟشراﻛﺔ ،دار اﻟنﻬضﺔ اﻟﻌر��ﺔ ،اﻟط�ﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،اﻟﻘﺎﻫرة 2007،
.3اﻟمﻘﺎﻻت.
-1ﺒر�ب�ﺔ ﺤسﺎم اﻟین" ،ﺘﻔو�ض اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم ﻤﻔﻬوم ﺠدﯿد وﻤستﻘﻞ ﻓﻲ إدارة اﻟمراﻓق اﻟﻌﺎﻤﺔ" ﻤجﻠﺔ اﻟمﻔكر،
اﻟﻌدد اﻟرا�ﻊ ﻋشر ،اﻟموﻗﻊ اﻻﻟكتروﻨﻲ https://www.asjp.cerist.dz/en/article/62408ﺘم
اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟمﻘﺎل ﺒتﺎر�ﺦ 17أﺒر�ﻞ 2021ﻋﻠﻰ اﻟسﺎﻋﺔ 11س.
-2ﺒوﺤﺎﻟﺔ اﻟطیب"،اﻟنظﺎم اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻟﻌﻘد اﻻﺌتمﺎن اﻟمستندي ودورﻩ ﻓﻲ اﻟتجﺎرة اﻟخﺎرﺠ�ﺔ" ،ﻤجﻠﺔ �حوث
ﺠﺎﻤع�ﺔ ،اﻟجزاﺌر ،1اﻟﻌدد ،9رﻗم ،2ص ص 222-208ﻋﻠﻰ اﻟموﻗﻊ اﻟتﺎﻟﻲ:
https://www.asjp.cerist.dz/en/article/74301
ﺘﺎر�ﺦ اﻟز�ﺎرة .2021/04/07
-3ﻟط�ﻔﺔ ﺒوﺸنﺎق وز�نب ﺒوﺸنﺎق" ،اﻟتﻔرﻗﺔ ﺒین اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم واﻟﻘﺎﻨون اﻟخﺎص ﻓﻲ ظﻞ اﻟتطورات اﻟراﻫنﺔ"
ﻤجﻠﺔ أ�حﺎث ﻗﺎﻨوﻨ�ﺔ وﺴ�ﺎﺴ�ﺔ،ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻟصدﯿق ﺒن �حیﻰ ،ﺠ�جﻞ،اﻟجزاﺌر ،اﻟمجﻠد ، 05اﻟﻌدد ، 02د�سمبر
،2020ص ص.290-278
-4ﻋبد اﻟﻌﺎﻟﻲ ﺤﻔظ ﷲ ،ﻟجﻠط ﻓواز" ،اﻟتﺄﺼیﻞ اﻟمﻔﺎه�مﻲ ﻟﻌﻘد اﻟو�ﺎﻟﺔ اﻟمحﻔزة �ﺄﺴﻠوب ﻟسیر اﻟمراﻓق
اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟمحﻠ�ﺔ ﻓﻲ ظﻞ اﻟمرﺴوم اﻟتنﻔیذي 199-18اﻟمتﻌﻠق ﺒتﻔو�ضﺎت اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم" ،ﻤجﻠﺔ اﻟمشكﺎة ﻓﻲ
: اﻻﻟكتروﻨﻲ اﻟموﻗﻊ ،2020 ،1 اﻟمجﻠد،5اﻟﻌدد واﻟﻘﺎﻨون، اﻟتنم�ﺔ اﻻﻗتصﺎد،
https://www.asjp.cerist.dz/en/article/117397
ﺘﺎر�ﺦ اﻟز�ﺎرة 24أﺒر�ﻞ 2021ﻋﻠﻰ اﻟسﺎﻋﺔ 19س.
-5ﺤراش ﻓوزي و ﺨﻠﻔﻲ ﻋبد اﻟرﺤمن"،ﺘخصص اﻟﻘﺎﻀﻲ اﻟجزاﺌﻲ اﻻﻗتصﺎدي ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻨون اﻟجزاﺌري"،
اﻟمجﻠﺔ اﻷﻛﺎد�م�ﺔ ﻟﻠ�حث اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ ،اﻟمجﻠد ،11اﻟﻌدد ،04اﻟسنﺔ .2020
-6ﺸﺎﻤﻲ �ﺎﺴین"،اﻹﺠراءات اﻟمك�ﻔﺔ �نموذج ﻟﻼﻗتصﺎد اﻹﺠراﺌﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻨون اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ" ،ﻤجﻠﺔ
اﻟ�حوث اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ واﻻﻗتصﺎد�ﺔ ،اﻟمر�ز اﻟجﺎﻤﻌﻲ أﺤمد ﺒن �حیﻰ اﻟوﻨشر�سﻲ ،ﺘ�سمسیﻠت ،اﻟﻌدد 03ﺠﺎﻨﻔﻲ
،2020ﻋﻠﻰ ﻤوﻗﻊ:
133
ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ واﻟﻤﺼﺎدر
https://www.asjp.cerist.dz/en/article/105886
-7ﺸﺎﯿب �ﺎﺸﺎ �ر�مﺔ و ﻤسكر ﺴﻬﺎم" ،أﺴﺎﻟیب اﻟشراﻛﺔ ﺒین اﻟﻘطﺎﻋین اﻟﻌﺎم واﻟخﺎص ﻓﻲ إطﺎر إﻨجﺎز
اﻟمشﺎر�ﻊ اﻟﻌموﻤ�ﺔ" ،ﻤجﻠﺔ اﻷﺴتﺎذ اﻟ�ﺎﺤث ﻟﻠدراﺴﺎت اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ واﻟس�ﺎﺴ�ﺔ ،اﻟمجﻠد ،04اﻟﻌدد ،02اﻟسنﺔ
.2019
-8ﻋﻠﻲ ﷴ"،ﻀوا�ط اﻟتحك�م ﻓﻲ ﻤنﺎزﻋﺎت اﻟﻌﻘود اﻟدوﻟ�ﺔ" ،ﻤجﻠﺔ ﻤﻌﺎﻟم ﻟﻠدراﺴﺎت اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ واﻟس�ﺎﺴ�ﺔ"،
اﻟﻌدد اﻟثﺎﻨﻲ ،د�سمبر ،2017ﻋﻠﻰ اﻟموﻗﻊ اﻟتﺎﻟﻲ:
https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/520/1/2/69284
ﺘﺎر�ﺦ اﻟز�ﺎرة ،أﺒر�ﻞ .2020
-9أﻤیرة اﻟمرﻀﻲ ﻋوض" ،اﻟﻘﺎﻨون اﻟخﺎص واﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم)ﻤحﺎوﻻت ﻤﺎﺒین اﻹﻟﻐﺎء واﻟصمود(" ،ﻤجﻠﺔ
اﻻﺠتﻬﺎد ﻟﻠدراﺴﺎت اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ واﻻﻗتصﺎد�ﺔ ،اﻟمجﻠد ،08اﻟﻌدد ،04اﻟسنﺔ ،2019ص ص .316-300
-10ﻋبـد اﻟـرزاق ﻤـوﻻي ﻟخضـر " ،اﻟﻌواﻤـﻞ اﻟمحـددة ﻟنمـو اﻟﻘطـﺎع اﻟخـﺎص �ﺎﻟـدول اﻟنﺎﻤیـﺔ – د ارﺴـﺔ ﺤﺎﻟـﺔ
اﻟج ازﺌـر– " ﻤجﻠـﺔ اﻟواﺤﺎت ﻟﻠ�حوث و اﻟدراﺴﺎت"،ﻋدد .(2010)09
.4اﻟرﺴﺎﺌﻞ وﻷطروﺤﺎت.
-اﻟنوﻋﻲ أﺤمد ،اﻟنظﺎم اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻟﻸﻤﻼك اﻟوطن�ﺔ اﻟﻌموﻤ�ﺔ ﻓﻲ اﻟتشر�ﻊ اﻟجزاﺌري ،أطروﺤﺔ ﻟنیﻞ ﺸﻬﺎدة
اﻟد�توراﻩ ﻋﻠوم ﻓﻲ اﻟحﻘوق ،ﺘخصص ﻗﺎﻨون ﻋﻘﺎري� ،ﻠ�ﺔ اﻟحﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟس�ﺎﺴ�ﺔ ،ﺠﺎﻤﻌﺔ ﷴ ﺨ�ضر،
�سكرة ،اﻟسنﺔ اﻟجﺎﻤع�ﺔ .2018/2017
-ﻤﻌﺎﺸو ﻋمﺎر " اﻟضمﺎﻨﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻻﻗتصﺎد�ﺔ اﻟدوﻟ�ﺔ ﻓﻲ اﻟتجر�ﺔ اﻟجزاﺌر�ﺔ -ﻓﻲ ﻋﻘود اﻟمﻔتﺎح
واﻹﻨتﺎج ﻓﻲ اﻟید" ) رﺴﺎﻟﺔ د�توراﻩ( ﻤﻌﻬد اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻨوﻨ�ﺔ واﻹدار�ﺔ -ﺠﺎﻤﻌﺔ اﻟجزاﺌر .1993 .ص .321
-اﻟدﺴﺎﺘیر
-اﻟﻘواﻨین
-اﻟﻘﺎﻨون رﻗم 09-16اﻟمؤرخ ﻓﻲ 3أوت ) 2016ج ر ﻋدد 46ﻟسنﺔ (2016اﻟمتضمن ﻗﺎﻨون ﺘرق�ﺔ
اﻻﺴتثمﺎر.
-ﻤرﺴوم رﺌﺎﺴﻲ رﻗم 247- 15ﻤؤرخ ﻓﻲ 2ذي اﻟحجﺔ ﻋﺎم 1436اﻟمواﻓق 16ﺴبتمبر ﺴنﺔ 2015
ﯿتضمن ﺘنظ�م اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ وﺘﻔو�ضﺎت اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم.
-اﻟمرﺴوم اﻟرﺌﺎﺴﻲ رﻗم 247 -15اﻟمؤرخ ﻓﻲ 16ﺴبتمبر 2015واﻟمتضمن ﺘنظ�م اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ
وﺘﻔو�ضﺎت اﻟمرﻓق اﻟﻌﺎم) .اﻟمﻌدل واﻟمتمم( ج ر ﻋدد ،50ﺼﺎدرة ﺒتﺎر�ﺦ 20ﺴبتمبر 2015
135
ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ واﻟﻤﺼﺎدر
-اﻟﻘرارات
-اﻟﻘرار اﻟمؤرخ ﻓﻲ 19د�سمبر 2015اﻟمحدد ﻟك�ف�ﺎت اﻹﻗصﺎء ﻤن اﻟمشﺎر�ﺔ ﻓﻲ اﻟصﻔﻘﺎت اﻟﻌموﻤ�ﺔ
.6ﻣﺼﺎدر أﺧﺮى
-1أﺤمد ﺴید أﺤمد ﻤحمود) ،اﻟتحك�م ﻓﻲ ﻋﻘود اﻟشراﻛﺔ” ،( “pppدار اﻟنﻬضﺔ اﻟﻌر��ﺔ ،2012 ،اﻟندوة
اﻟدوﻟ�ﺔ ﺤول :اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻟﻌﻘود اﻟمشﺎر�ﺔ ﺒین اﻟﻘطﺎﻋین اﻟﻌﺎم واﻟخﺎص ” “pppواﻟتحك�م ﻓﻲ
ﻤنﺎزﻋﺎﺘﻬﺎ ،اﻟمنﻌﻘدة ﻓﻲ د�سمبر � 2011شرم اﻟش�ﺦ ﺠمﻬور�ﺔ ﻤصر اﻟﻌر��ﺔ.
-2أ.د ﺘراري ﺜﺎﻨﻲ ﻤصطﻔﻰ ،ﻤدﺨﻞ ﻟﻠﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم اﻻﻗتصﺎدي ،اﻟسنﺔ اﻟثﺎﻟثﺔ ﻟ�سﺎﻨس اﻟﻘﺎﻨون اﻟﻌﺎم ،اﻟسنﺔ
اﻟجﺎﻤع�ﺔ ،2021-2020اﻟﻔصﻞ اﻟثﺎﻨﻲ ،ص .2ﻋﻠﻰ ﻤوﻗﻊ ﻤنصﺔ اﻟتﻌﻠ�م ﻋن �ﻌد:
https://elearn.univ-oran2.dz/mod/resource/view.php?id=35441
ﺗﺎرﯾﺦ اﻟزﯾﺎرة ،أﺑرﯾل .2020
136
ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ واﻟﻤﺼﺎدر
. �ﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷﺠنب�ﺔ:ﺜﺎﻨ�ﺎ
I-Ouvrages généraux.
1-G.D. Feldman, Army, Industry and Labor in Germany :1914-1918, Princeton University
Press. Princeton. 1966.
2-Joseph. Hamel et Gaston. Lagarde, Traité de droit commercial, Tome1, Paris, Dalloz 1954,
in 4e, IX-1-172 pages.
3-Mohammed Bedjaoui, Pour un nouvel ordre économique international : Nouveaux défis au
droit international, UNESCO, 1979, 295 pages.
II-Ouvrages spéciaux.
III-Articles
1-François BORELLA, « Le droit public économique algérien » (2 parties), Revue algérienne
des sciences juridiques et politiques, 499-562, N°3 et 729-853 1966, N. 4
2-Aurore Gaillet, «Le droit public allemand et la Première Guerre mondiale », Jus Politicum,
n°15 [http://juspoliticum.com/article/Le-droit-public-allemand-et-la-Premiere-Guerre-
mondiale-1067.html
3-V.I. Lenine, « Sur l’infantilisme de Gauche », in Œuvres Complètes, Editions Sociales,
Paris 1961, vol. 27.
4-Mahiou Ahmed, « Les implications du nouvel ordre économique et le droit international »,
in. R.B.D.I 1976.2 - pp. 421 à 450.
137
ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ واﻟﻤﺼﺎدر
IV-Thèse
1-Jean- Louis AUTIN « Le droit économique algérien, l’examen des institutions juridiques
au service de la formation sociale », thèse soutenue en juin 1976 à l’université de Montpellier.
2-Alain Lagadec. De l’interprétation des clauses contractuelles à la qualification du contrat.
Droit. Thèse de doctorat, Université de Toulon, France, 2017.
3-Amina Mernache. Le statut et le rôle de l’État algérien dans l’économie : rupture et
continuité. Droit. Université Paris-Est, 2017.
4-Elvira Talapina. Contribution à la théorie du droit public économique par l’analyse
comparative du droit français et du droit russe. Droit. Université de la Réunion, 2011.
https://tel.archives-ouvertes.fr/tel-00867003/document . Consulté le 21/04/2020
V-Autres sources
1–Notes du conseil d’analyse économique, Stéphane SAUSSIER, Jean TIROLE,(Renforcer
l’efficacité de la commande publique( 2015/3 , n° 22.
https://www.cae-eco.fr/staticfiles/pdf/cae-note022v2.pdf (consulté le 21/05/2021).
2-Rapport des Entrepreneurs Français Internationaux-SEFI- en Collaboration avec
Confédération of International Contractors-CICA-,Pour Un Nouveau Partenariat Public Privé,
Novembre 2001.
138
اﻟﻔـ ـ ـﻬ ـ ـﺮس
144
اﻟﻔـ ـ ـﻬ ـ ـﺮس
148