Professional Documents
Culture Documents
محاضرات الدولة 1
محاضرات الدولة 1
لقد تعددت اآلراء الفقهية حول تعريف الدولة نذكر منها :
تعرف الدولة على أنها( الدولة مجموعة من األفراد يمارسون نشاطهم على إقليم جغرافي
محدد و يخضعون لتنظيم معّين).
كما تعرف الدولة بأنها ( :ظاهرة سياسية و قانونية تعني جماعة من الن اس يقطنون رقعة
جغرافية معينة بصفة دائمة و مستقرة و يخضعون لتنظيم معّين).
أو هي (:الدول ة الش خص المعنوي ال ذي يرم ز إلى ش عب مس تقر على إقليم معّين حكام ا و
محكومين بحيث يكون لهذا الشخص المعنوي سلطة سياسية ذات سيادة).
و إذا ك ان من الممكن رد ظ اهرة الدول ة المعاص رة إلى أواخ ر الق رن 15حيث تك ونت
الممال ك الحديث ة في أوروب ا بع د زوال عص ر اإلقط اع ال ذي س اد الق رون الوس طى ،إّال أن
هذه لم تكن الصورة الوحيدة لنظام الدولة فقد عرف اإلنسان القديم نظام الدولة في إطار
نظام المدن السياسية في روما و أثينا و إسبرطا و في الحضارة الفرعونية و بابل و آشور
و الهند و الصين القديمة.
غ ير أن الكث يرين ينك رون على تل ك اإلمبراطوري ات ص فة الدول ة و ه ذا بس بب ارتك از
النظام فيها على قاعدة النظام الفردي بحيث تتركز السلطة في يد زعيم أو قائد هو مصدر
اإللزام إذ يستمد سلطته من الوحي اإللهي أو القوة ،و يفرض على الناس منطق المصلحة
العامة للمدينة بما ال يكون أمامهم إّال الطاعة و الخضوع و هذا باستثناء المدن السياسية
القديمة عند اإلغريق و الرومان و كذلك الدولة التي نشأت في بداية الرسالة المحمدية فقد
ك انت له ا نفس الخص ائص و الس مات االجتماعي ة و القانوني ة ال تي هي للدول ة الحديث ة ،و
رغم ذلك فقد انهارت فكرة الدولة في أوروبا بسقوط اإلمبراطورية الرومانية الغربية بعد
غزو القبائل الجرمانية لها ،و أدت إلى نشوء نظام اإلقطاع ،و لم تعرف العصور الوسطى
فكرة إسناد السلطة السياسية إلى شخص مج ّر د مستقل عن أشخاص الحاكم بل كان الفرد
يعد تابعا للسّيد اإلقطاعي تبعية شخصية ،و الذي يمّي ز نظام الدولة المعاصرة عن سابقتها
في العصور القديمة و الوسطى أنها منظمة قانونية أما سوابقها في التاريخ فلم تكن كذلك
إذ لم يكن اإلنس ان ق د تص ور بع د فك رة الدس تور في مفهومه ا الق انوني المل زم المع روف
حالي ا و ك ان ذل ك أم را طبيعي ا في ظ ل نظم سياس ية تق وم على فك رة الزعام ة و اختالط
الدول ة بش خص الح اكم فهي بعض حقوق ه و امتيازات ه الخاص ة تس نده فيه ا الق وة المادي ة و
عمق تأثير العقائد و التقاليد.
فحين ظهرت التفرقة بين صاحب السلطة و من يمارسها و قام الفصل بين الحاكم و س لطة
الحكم و ه و م ا يس ميه بعض الفقه اء بتأس يس الس لطة أي قي ام الدول ة ص احبة للس لطة
السياس ية و أن الح اكم أص بح مج رد أداة في ي د الدول ة تم ارس من خالل ه س لطتها ،ق امت
حينئذ الدولة المعاصرة حسب التعاريف المقدمة آنفا.
أركان الدولة:
من خالل التعاريف المقدمة نستنتج بأن للدولة أركان ثالثة هي :
I-الشعب
ب ديهيا أن الدول ة ال يمكن أن تق وم بغ ير جماع ة بش رية تعيش على وج ه ال دوام في ح دود
إقليم معّين ،و إذا كان وجود الشعب يمثل المحور األساسي لقيام الدولة فإنه ال يشترط أن
يبلغ عدده رقما معينا و ثابتا فعدده يختلف من دولة ألخرى فقد يقل إلى بضعة آالف و قد
يصل إلى مئات الماليين.
من الناحي ة القانوني ة ك ل ال دول تتمت ع بنفس الخص ائص إّال أن ه من الناحي ة السياس ية و
االقتصادية تعتبر كثافة السكان عامال هاما في ازدياد قوة الدولة و نفوذها.
و يرى الفقه أن وجود الشعب يعد ظاهرة طبيعية و سياسية ،فالظاهرة السياسية تتمثل في
أن أفراد الشعب يقطنون حتما أرضا معينة أما الظاهرة السياسية فتتمثل في خضوع هؤالء
األفراد لنظام سياسي معين و تجدر اإلشارة إلى أن هذه الجماعة البشرية المكونة للشعب
ال يشترط فيها أن تكون متجانسة أو غير متجانسة من الناحية االجتماعية :اللغة ،الدين .
.
اإلقليم
لقيام الدولة البد من وجود رقعة من األرض يقيم عليها أفراد الشعب على وجه الدوام و
االستقرار و من ثمة فإن القبائل الرحل ال يمكن أن تشكل دولة لعدم استقرارها في رقعة
معين ة .و اإلقليم ه و النط اق الجغ رافي ال ذي تباش ر في ه الدول ة س لطتها حيث ال يمكن
لسلطتين مستقلتين تتمتع كل منهما بالسيادة أن تجتمع معا إقليم واحد.
و إقليم الدولة يشمل على ما يلي :
* اإلقليم األرضي :يتحدد بحدود طبيعية مثل الجبال أو البحار أو بحدود اصطناعية مثل
األمالك الشائكة أو األسوار أو أي عالمات يستدل بها على نهاية اإلقليم و يمكن أن يكتفي
بخطوط الطول و العرض لتعيين الحد الفاصل بين دولة و أخرى.
* اإلقليم البحري :يشمل الجزء الساحلي من مياه البحر العامة المجاورة لشواطئ الدولة
و ك ذلك المي اه الداخلي ة في ح دودها من البح يرات و األنه ار الداخلي ة و ق د ث ار ج دل فقهي
حول تحديد نطاق البحر اإلقليمي حسم هذا النق اش في إطار اتفاقية قانون البحار 1982
بمسافة 12ميل بحري.
* اإلقليم الجوي :يشمل الفضاء الذي يعلو كل من اإلقليم األرضي و البحري و ال بد من
التفرقة بين طبقتين من الجو ،طبقة الغالف الهوائي المحيط باألرض حتى ارتفاع حوالي
1000كلم فه ذه الطبق ة تخض ع لس يادة الدول ة بالكام ل .و له ذا نص ت اتفاقي ة ش يكاغو في
المادة < : 1944-1تقر الدول المتعاقدة بأن لكل منها السيادة على الفضاء الجوي الذي
يعل و إقليمه ا> ،و فيه تتمتع الط ائرات المدني ة (دون حربي ة) يحق الهب وط ألسباب تقنية و
يمكن للدولة أن تغلق أجوائها في وجه الطائرات األجنبية كما يحق لها تحديد ممرات جوية
معينة للدخول إلى إقليمها.
و طبقة الفض اء الجوي ،و تمتد إلى ما ال نهاية و هي غير خاضعة لسيادة دولة ما وفقا
لقرارات األمم المتحدة الصادرة سنة 1966-1963بشأن اكتشاف الفضاء حيث أصبحت
ملكية مشتركة للبشرية.
السلطة السياسية
تعت بر الس لطة السياس ية من أهم العناص ر في تك وين الدول ة ح تى أن البعض يع ّر ف الدول ة
بالسلطة و يقول بأنها تنظيم لسلطة القهر أو اإلجبار.
و يمكن تعريف السلطة السياسية بأنها قدرة التصرف الحر التي تباشر بحكم سموها حكم
الن اس عن طري ق خل ق النظ ام و الق انون بص فة مس تمرة ،و تت ولى الس لطة السياس ية أداء
وظ ائف الدول ة الداخلي ة و الخارجي ة و تك ون مس ؤولة أم ام الجماع ات األخ رى عن كاف ة
الشؤون التي تتعلق باإلقليم و الشعب.
و لعل الطابع الرئيسي الذي يمّي ز الدولة الحديثة عن الوحدات السياسية التي كانت موجودة
في السابق هو تجميع السلطات في يد حكومة واحدة تملك من الوسائل المادية و القانونية
ما يمكنها من السيطرة التامة على اإلقليم دون منازعة من أية سلطة أخرى.
أصل نشأة السلطة
الجماعة البشرية نشأت بقصد تحقيق هدف معّين مادي و معنوي و هذا الهدف هو الذي
يح دد أنم اط الس لوك و نم ط حي اة األف راد داخ ل الجماع ة و إذا ك ان اله دف في الجماع ات
البدائي ة األولى كاألس ر و القبائ ل ال يتج اوز الرغب ة في حف ظ الن وع و ال دفاع ض د
االعت داءات األخ رى فإن ه حيث تق ّد م ال زمن بالجماع ات البش رية ب دأت تتول د بينهم عالق ات
قرابة جديدة ال تنبع من وحدة الساللة أو الدم فحسب و لكنها تنبع من وحدة أسلوب الحياة
و من وح دة المص الح المرتبط ة بوح دة األرض و من تش ابك اله دف االجتم اعي و امت داده
ليرب ط بين أف راد المجتم ع في أجيال ه المتعاقب ة و ب ذلك يتك ّو ن ت دريجيا ض مير جم اعي
يحتوي الضمائر الفردية في المجتمع و يحملها على الرضا بالنظام الجماعي.
و ينم و الض مير الجم اعي و به دف ص يانته ض د النزع ات الفردي ة تظه ر الس لطة العام ة
لتس هر على المص لحة الجماعي ة و تطوره ا و لتل زم الس لوكات الفردي ة بم ا يحق ق األمن و
السالم الجماعيين.
خصائص السلطة السياسية
-1السلطة السياسية عليا وشاملة لجميع نواحي الحياة.
-2السلطة السياسية ظاهرة تقوم على الرضا ،فالسلطة السياسية إذ تجد س ندها االجتم اعي
في كونه ا تس عى لتحقي ق اله دف الجم اعي و ص يانته و تط ويره و تعم ل على تحقي ق آم ال
األف راد و أه دافهم و له ذا ف إن الس لطة العام ة و إن أخ ذت في الحي اة الواقعي ة ش كل الق وة
المادية فإنها قبل كل شيء تعتمد في وجودها و في شرعية تصرفاتها على مدى ارتباطها
بالض مير الجم اعي و ص دق تعبيره ا عن ه و من ثم فهي تس تقر في األس اس على رض ا
المحكومين بها و قبولهم لها.
و لذلك قيل إن السلطة ال تنشئ الخضوع و لكن الهدف االجتماعي الذي تمثله السلطة هو
الذي يدعم هذا الخضوع و يؤكده ،و تأسيسا على ذلك استقر الفكر السياسي الحديث على
أن كل زمن تعيشه السلطة في أمن و بدون معارضة قوية من أحد يمثل قرينة نسبية ألن
الناس قد تقبل السلطة السياسية بالعادة أو بالكسل عن البحث عن سلطة أخرى أو بالخوف
من مقاومتها خشية التعّر ض لبطشها و انتقامها أيا كان األمر فالبد من المالحظة التالية :
-3السلطة كظاهرة قانونية :
المص لحة العام ة ال تي تتجم ع حوله ا الحي اة الجماعي ة و تح دد أه داف األف راد و أم الهم
المس تقبلية ال تتحق ق تلقائي ا فهي تتطلب من األف راد أن يس لكوا فيم ا بينهم أنماط ا معين ة من
السلوك ال تهدد هذه المصلحة العامة و ال تمنع دون تطورها و ليست قواعد هذا السلوك
في النهاي ة غ ير الق انون و من ثم تأك د أن الق انون ظ اهرة اجتماعي ة يرتب ط وج وده بوج ود
الجماع ة ينش أ معه ا و يتط ور بتطوره ا و ه و في نش أته و تط وره يأخ ذ ص ورة الجماع ة
ألنها هي التي توجبه و تفرضه صيانة لألمن و السالم الجماعيين.
و من هنا يقوم التالزم بين فكرة السلطة و فكرة القانون ،فالسلطة طالما بقيت أمينة لفكرة
القانون التي تعيش في ضمير األفراد فإنها تجد سندها النفسي لدى األفراد دون صعوبة و
لكنها تبدأ تتعرض الحتماالت عدم الرضا بها حين يتعارض سلوكها مع ما توجبه فكرة
القانون من أحكام.
خصائص الدولة
خصائص الدولة
تتمثل خصائص الدولة في السيادة و الشخصية المعنوية أو القانونية :
– Iالسيادة
تعريف السيادة :يمكن تعريف السيادة بأنها سلطة سياسية آمرة ،نابعة من ذات الدولة ،و
ق ادرة على تنظيم نفس ها ،و على ف رض توجيهاته ا ،دون أن تك ون خاض عة داخلي ا أو
خارجيا لغيرها ،فهي في الداخل أعلى السلطات التي تملك أمر الحكم فيما ينشأ بين األف راد
و الوحدات الداخلي ة من خالفات ،و هي كذلك ال تخض ع ماديا و ال معنوي ا لسلطة أخرى
مهما كان نوعها.
و تقوم سيادة الدولة على عدة خصائص :
-س يادة ش املة :يقص د به ا ألنه ا تنطب ق على جمي ع س كان الدول ة باس تثناء المتمتعين
باالمتيازات أو الحصانة الدبلوماسية.
-س يادة دائم ة :أنه ا تتع دى في أعم ار الق ائمين عليه ا و النظ ام الدس توري ال ذي تعم ل في
إطاره.
-سيادة ال تقبل التجزئة :و معنى ذلك أنه في الدولة الواحدة سواء كانت دولة موحدة أو
مركب ة و س واء ك انت تأخ ذ بالنظ ام المرك زي أو الالمرك زي فإنه ا في ك ل الح االت ذات
سيادة واحدة.
-سيادة مطلقة :أي أن الدولة داخل حدودها تمثل أعلى سلطة عامة ال مكان لسلطة أخرى
منافسة لها و أنها خارج حدودها ال تخضع لسلطة أعلى منها.
مظاهر السيادة :
-السيادة اإليجابية و السيادة السلبية :
السيادة السلبية يقصد بها عدم خضوع سلطة الدولة ألي جهة أخرى مهما كان نوعها ،أما
المفه وم اإليج ابي للس يادة فه و ال ذي ي برر س لطة الدول ة بك ل م ا تق وم ب ه من ح ق األم ر و
النهي و الزج ر في ال داخل و تمثي ل الدول ة و ت رتيب حق وق و التزام ات له ا و عليه ا في
الخارج.
-السيادة الداخلية و السيادة الخارجية:
يقص د بالس يادة الداخلي ة ح ق األم ر في مواجه ة ك ل س كان الدول ة أم ا الس يادة الخارجي ة
فيقصد بها عدم خضوع الدولة لسلطة أجنبية فيما عدا ما تلتزم به في مجال عالقاتها مع
ال دول األخ رى طبق ا لقواع د الق انون ال دولي و يعّب ر عن الس يادة الخارجي ة بمص طلح
االستقالل.
-السيادة الشخصية و السيادة اإلقليمية:
في الس ابق ك انت الس يادة ح ق شخص ي للمل ك و له ذا ف إن ق وانين الدول ة ك انت تطّب ق على
مواطنيه ا و ل و ك انوا مقيمين خ ارج إقليمه ا و ه و م ا يعّب ر عن ه بالس يادة الشخص ية و ق د
هج رت ه ذه النظري ة و حالي ا يأخ ذ بمفه وم الس يادة اإلقليمي ة أي أن س لطة الدول ة يتح دد
مجالها في نطاق حدود إقليم الدولة.
من هو صاحب السيادة ؟
المقصود بهذا التساؤل هو تحديد صاحب السلطة السياسية ذات السيادة ،ال شك أن الدولة
هي صاحبة السلطة السياسية العليا و هذه السلطة تكون مجردة و مستقلة في وجودها عن
األشخاص الممارسين لها و هم طبقة الحكام في الدولة فهم مجرد أداة في يد الدولة تمارس
من خاللهم مظاهر سلطتها.
و إذا كانت الدولة شخصا معنويا مجردا فإن السلطة فيها البد أن تنسب إلى صاحب محدد
يمارسها بصورة فعلية فمن هو الصاحب الفعلي لهذه السلطة السياسية ذات السيادة ؟
في هذا الصدد قيلت نظريتان هما :
-1نظرية سيادة األم**ة :مض مون ه ذه النظري ة أن الس يادة تك ون لألم ة بإعتباره ا وح دة
مجردة مستقلة عن سائر األفراد المكونين لها ،فالسيادة ال تكون لفرد من األفراد أو جماعة
من الجماع ات و إنم ا تنس ب إلى الش خص الجم اعي ال ذي يش مل مجم وع األف راد و ه ذا
الشخص هو ما يعبر عنه بكلمة األمة.
النتائج المترتبة :
* الس يادة تمث ل وح دة واح دة غ ير قابل ة للتجزئ ة فم ا دام أن األم ة هي ش خص واح د ف إن
السيادة تكون كذلك واحدة غير مجزئة و يترتب عن ذلك األخذ بمبدأ "الديمقراطية النيابية"
أو "الديمقراطية غير المباشرة".
* االنتخاب يعتبر وظيفة و ليس حقا من الحقوق السياسية و هذا ما يتوافق مع األخذ بمبدأ
"اإلقتراع المقيد".
* النائب في البرلمان يعتبر ممثال لألمة بأسرها و ليس ممثال لناخبي دائرته.
* القانون يكون تعبيرا عن إرادة األمة.
األمة تشمل األجيال الماضية ،الحالية و المستقبلية.
االنتقادات الموجه لهذه النظرية :
* ك ان له ذه النظري ة فائ دة في الح د من س لطات المل وك لكنه ا حالي ا أص بحت عديم ة
الجدوى.
* ت ؤدي ه ذه النظري ة إلى االع تراف بالشخص ية القانوني ة لألم ة و ه ذا غ ير مقب ول من
الناحية القانونية.
* أنها تؤدي إلى االستبداد م ادام أن القانون هو تعب ير عن إرادة األمة و ليس تعبيرا عن
إرادة األغلبية.
-2نظرية سيادة الشعب :
مض مون ه ذه النظري ة أن الس يادة تنس ب إلى الش عب باعتب اره مك ّو ن من مجموع ة من
األفراد و من ثم تكون السيادة حق لكل فرد من أفراد الشعب أي أنها تكون مجزئة على
أفراد الشعب بالمفهوم السياسي.
النتائج المترتبة عن نظرية سيادة الشعب:
يترتب عنها عدة نتائج هي :
* السيادة تكون مجزأة بين األفراد و بالتالي يكون لكل فرد حقا ذاتيا في مباشرة الس لطة و
هذا ما يتماشى مع نظام الديمقراطية المباشرة و شبه المباشرة.
* االنتخاب يعتبر حقا و ليس وظيفة و هذا المبدأ يتماشى مع نظام "االقتراع العام".
* الن ائب في البرلم ان يعت بر ممثال لدائرت ه االنتخابي ة و من ثم يمكن للن اخبين إعط اء
تعليمات ملزمة للنائب كما أنه يكون مسؤوال أمامهم عن تنفيذ وكالته و يلتزم بأن يقدم لهم
حسابا عنها كما يحق للناخبين عزل النائب من وكالته في أي وقت.
* الق انون يك ون تعب يرا عن إرادة األغلبي ة الممثل ة في هيئ ة الن اخبين و من ثم يتعّين على
األقلية اإلذعان لرأي األغلبية دون إعتبار ما إذا كانت هذه اإلرادة أكيدة و دائمة أم ال.
النقد الموجه لهذه النظرية :
إذا ك ان االتج اه الح ديث في الدس اتير ق د اتج ه إلى األخ ذ بمب دأ س يادة الش عب لكون ه أك ثر
تحقيقا للديمقراطية إال أنه هناك انتقادات وجهت لهذه النظرية :
* يترتب عن األخذ بمبدأ سيادة الشعب تبعية النواب لجمهور ناخبيهم و هذا ما قد يؤدي
إلى تحقيق المصلحة الخاصة على حساب المصلحة العامة.
* هذه النظرية تقول بتجزئة السيادة على أفراد الشعب و هذا يؤدي إلى وجود سياديتين
سيادة مجزأة بين األفراد و سيادة الدولة باعتبارها شخص معنوي.
و على العموم فإن معظم الدساتير حاولت التوفيق بين النظرتين و ذلك باألخذ بمبادئ من
كليهم ا كاألخ ذ ب االقتراع الع ام و إلغ اء الوكال ة اإللزامي ة و إعتب ار الن ائب ممثال لألم ة أو
للشعب.
-IIالشخصية المعنوية :القانونية
* تعريف الشخصية المعنوية:
هي جماع ة من األش خاص يض مهم تك وين يس عى إلى تحقي ق ه دف معين أو مجموع ة من
األموال ترصد لتحقيق غرض معين يمنحها القانون صفة الشخصية فتكون شخصا مستقال
و متميزا عن األشخاص الذين يساهمون في نشاطها أو يستفيدون منها كالدولة ،الوالية ،و
الش ركات ...تمي يزا له ا عن األش خاص اآلدم يين و البعض عّر فه ا بأنه ا تش خيص ق انوني
لألمة.
و االع تراف للدول ة بالشخص ية القانوني ة يع ني أنه ا وح دة قانوني ة مس تقلة و متم يزة عن
الحكام و المحكومين لها طابع الدوام و االستقرار ال تزول بزوال الحكام و سلطة الدول ة و
تقوم على أساس تحقيق مصالح الجماعة.
* النتائج المترتبة على شخصية الدولة:
-1األهلية القانونية للدولة :مادام أن الدولة كائن قانوني قائم بذاته و مستقل عن الحكام
و المحكومين البد أن يسلم لها بقدرات قانونية مستقلة تمكنها ليس من إتيان أعمال مادية
فق ط ب ل من ممارس ة مختل ف التص رفات القانوني ة و ه و م ا يطل ق علي ه باألهلي ة القانوني ة
سواء كانت :
أهلية وجوب :و يقصد بها ص الحية الشخص لكسب الحقوق و تحمل االلتزام ات و هي
تختلط بالشخصية وجودا و عدما( .الجنين في بطن أمه يملك أهلية وجوب ناقصة).
أهلي ة أداء :ص الحية الش خص ألن يباش ر بنفس ه التص رفات القانوني ة ال تي من ش أنها أن
تكسبه حقا أو تحمله دين.
و بما أن الدولة كغيرها من األشخاص المعنوية ال تستطيع أن تمارس بذاتها ما تخوله لها
أهليته ا القانوني ة من أعم ال و تص رفات و إنم ا يم ارس ه ذه األعم ال نياب ة عنه ا و باسمها
أشخاص آدميون و هم الحكام طبقا لما ينص عليه الدستور و تتميز أهلية الدولة بخاصيتين
هما :
-تصرفات اإلرادة المنفردة.
-قدرة القهر المادي أو امتياز التنفيذ المباشر.
-2الذم **ة المالي **ة :معن اه مجم وع م ا يك ون للش خص من حق وق و التزام ات مالي ة ،و
باعتب ار الدول ة ش خص ق انوني له ا ذم ة مالي ة خاص ة به ا و مس تقلة عن الذم ة المالي ة
لألعض اء المك ونين له ا و لممثليه ا ال ذين يتص رفون باس مها و من ثم ف إن الحق وق و
االلتزامات التي ترتبها تصرفات حكام الدولة باسمها و لحسابها ال تعود إلى الذمة المالية
لهؤالء الحكام و لكنها تكّو ن حقوق و التزامات لحساب الدولة ذاتها (يمكن للدول ة أن تك ون
دائنة أو مدينة).
-3وح**دة الدول**ة و ديموماته**ا :المقص ود ب أن الدول ة تمث ل وح دة قانوني ة واح دة ه و أن
تعدد سلطاتها العامة من تشريعية و تنفيذية و قض ائية و كذلك تعدد ممثلي الدولة و تعدد
األجهزة و األشخاص التي تعبر عن إرادتها و تعمل باسمها ال يغّي ر من وصفها كشخص
ق انوني واح د ،و المقص ود ب أن الدول ة تمث ل وح دة قانوني ة دائم ة فيع ني أن وج ود الدول ة
كشخص قانوني و استمرارها ال يتأثر بتغير األشخاص الممثلين لها أو بتغير نظام الحكم
فيها ،و ما يبرر استمرار الدولة و ديمومتها اعتبارها شخصا قانونيا مستقال و متميزا في
وج وده و حيات ه عن وج ود و حي اة األف راد المك ونين ل ه أو الممثلين ل ه و أنه ا تس تهدف
أغراضا تتجاوز عمر جيل بذاته من أجيال شعبها.
يترتب على صفة ديمومة الدولة اآلتي:
-الحق وق ال تي تثبت للدول ة في مواجه ة الغ ير و ك ذلك االلتزام ات ال تي تتعه د به ا الدول ة
لصالح الغير تبقى واجبة النفاذ للدولة أو عليها مهما حدثت التغيرات التي تصيب الشكل
الدستوري أو تغّير الحكام.
-المعاه دات و االتفاق ات ال تي تبرمه ا الدول ة م ع غيره ا من ال دول تبقى قائم ة و واجب ة
النفاذ مادامت الدولة قائمة بغض النظر عن تغّير ممثليها.
-الق وانين ال تي تص درها الس لطات المختص ة في الدول ة تبقى هي األخ رى قائم ة و واجبة
النف اذ مهم ا تغّي ر النظ ام الدس توري إلى أن يتم تع ديلها أو إلغائه ا ص راحة أو ض منا وفق ا
لإلجراءات المحددة لذلك.
111خضوع الدولة للقانون
خضوع الدولة للقانون
الدولة القانونية
دولة القانون
الدولة القانونية المقصود بها هو أن كل التصرفات الصادرة عن ممثلي الدولة و الناطقين
باسمها أن تكون خاضعة لقاعدة قانونية أسمى و أعلى .و هو حديث النشأة نظرا إلختالط
شخصية الحاكم بشخصية الدولة في القديم.
عناصر الدولة القانونية و وسائل تحقيقها
-1وجود الدستور :بغض النظر عن نوعيته .و هو إحدى الضمانات على وجود الدولة
القانونية ألنه الذي يحدد السلطة داخل الدولة و اختصاصات هذه السلطة بحيث إذا خ رجت
السلطة عن نص دستوري فإن تصرفها يكون غير شرعي.
-2مبدأ الفصل بين السلطات :انطالقا من أن مهام الدولة تطبيق القانون "تشرع و تنفذها
إم ا عن طري ق الس لطة القض ائية أو التنفيذي ة" ،فللدول ة ثالث وظ ائف قض ائية ،تش ريعية و
تنفيذي ة و الس لطة س تهوي و تجعل ه "مال ك الس لطة" و تدفع ه للتعس ف و االس تبداد و تجنب ا
ل ذلك نفص ل بين الس لطات الح اكم ال يس تطيع أن يمس بحق وق و حري ات الدول ة ك ل سلطة
تقابلها سلطة أخرى تراقبها ،حتى نضمن عدم اعتداء سلطة على حريات األفراد.
-3خضوع اإلدارة للقانون" :س يادة الق انون" ،ك ل التص رفات ال تي تق وم به ا اإلدارة س واء
ك انت تتمث ل في ق رارات إداري ة أو أعم ال مادي ة يجب أن تك ون تنفي ذا لقاع دة قانوني ة
موض وعة مس بقا ،اإلدارة في مرك ز أدنى من الس لطة التش ريعية ألن ه ذه األخ يرة تعتم د
على الشعب.
-4ت**درج القواع**د القانوني**ة :الق وانين المطبق ة داخ ل الدول ة متنوع ة موض وعة في ش كل
تسلسل هرمي في القمة نجد الدستور و في المرتب ة الثانية التش ريع أو القوانين العادية ثم
في المرتبة الثالثة اللوائح التنفيذية أو المراسيم ،و في األخير القرارات الفردية.
-5االع**تراف ب**الحقوق و الحري**ات الفردي**ة العام**ة :الدول ة (الس لطات) يجب أن تح ترم
حقوق و حريات األفراد داخل المجتمع ،اإلشكال أن نوعية الحقوق تختلف باختالف النظام
السياسي.
بصفة عامة في المرحلة السابقة كان موقف الدولة سلبي أي أنه ال يحق للدولة التصرف
مسا بحقوق و حريات األفراد أي أنها ال تتدخل في النشاطات الفردية .و مع ظهور النظام
االش تراكي أص بح دور الدول ة ت دخلي لم يع د ب المفهوم الس لبي ،ب ل يف رض على الدول ة
التدخل لتحقيق الحقوق لألفراد خاصة الحماية االجتماعية" :التعليم ،الصحة "...و الحماية
االقتصادية "الشغل".
-6تنظيم رقابة قضائية و استقاللها :هو الذي يكفل احترام تطبيق القواعد القانونية ،له ا
عدة أشكال :الرقابة السياسية ،القضائية و الرقابة اإلدارية التي تمارسها السلطة المركزية
على الهيئات اإلدارية األدنى الموضوعة تحت رئاستها و كذلك المرافق اإلدارية.
الرقاب ة القض ائية تم ارس من خالل المح اكم س واء ك انت مح اكم القض اء الع ادي أو مح اكم
القضاء اإلداري.
رقابة الرأي العام.