Professional Documents
Culture Documents
التراث اللامادي العثماني في الجزائر دراسة تاريخية أنثروبولوجية.the ottoman intangible heritage of algeria is an anthropological historical study.
التراث اللامادي العثماني في الجزائر دراسة تاريخية أنثروبولوجية.the ottoman intangible heritage of algeria is an anthropological historical study.
،1 رﻓﺎف ﺷﻬرزاد
1
،( )اﻟﺟزاﺋر- ﺑﺷﺎر- ﺟﺎﻣﻌﺔ طﺎﻫري ﻣﺣﻣد، ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ
chahrasaid1973@gmail.com
اﻟﻣﻠﺧص
ﯾﻌد اﻟﺗراث اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺛروة ﺣﺿﺎرﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﺗراﻛﻣت ﻋﺑر اﻟﻘرون ﻓﻬو ﯾﻣﺛل ﻫوﯾﺔ
اﻟﺷﻌب واﻷﻣﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ وﻣن ﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم ﻛﺎن ﻻﺑد ﻣن اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺄﺻﺎﻟﺗﻪ وﻋراﻗﺗﻪ واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﯾﻪ واﻟﺗراث ﻫو
اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﺎدي و اﻟﻣﻌﻧوي واﻟﻣرآة اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻷي ﺣﺿﺎرة ﻓﻌﻼﻗﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﺑﺎﻟﺗراث ﻋﻼﻗﺔ ﻋﺿوﯾﺔ ﺗﻣﺛل ﻫوﯾﺗﻪ وﺟذورﻩ
اﻟﺗﻐﯾر وﻫذا راﺟﻊ إﻟﻰ ﻋدة أﺳﺑﺎب ﯾﺗﻣﺛل أﻫﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻐﯾر
ّ ﻟﻛن اﻟﯾوم ﻫذا اﻟﺗراث ﻣﻬدد ﺑﺎﻟﺿﯾﺎع واﻟزوال و،اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ
و ﯾﺷﻛل اﻟﺗراث اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺎدي اﻟذي ورﺛﻪ اﻟﺟزاﺋرﯾون ﻋن،ﻧﻣط اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ و ﻋﺻرﻧﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ
وﺗﻌﯾد ﺑﻌﺛﻪ ﻣرة أﺧرى طﺑﻘًﺎ،اﻷﺗراك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣدن اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻣﺻد ارً ﺛرﯾﺎً ﺗﺗﻧﺎﻗﻠﻪ اﻷﺟﯾﺎل ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺗواﺗرة
. وﻫو ﺑﻬذا ﻛﻔﯾل ﺑرﺳم ﻫوﯾﺎت ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت واﻧﺗﻣﺎءاﺗﻬﺎ اﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ، ﻟﺗﺎرﯾﺧﻬﺎ وﺧﺻوﺻﯾﺎﺗﻬﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
864
chahrasaid1973@gmail.com : اﻹﻳﻤﻴﻞ اﻟﻤﻬﻨﻲ، رﻓﺎف ﺷﻬﺮزاد:اﻟﻤﺆﻟﻒ اﻟﻤﺮﺳﻞ
رﻓﺎف ﺷﻬرزاد اﻟﺗراث اﻟﻼﻣﺎدي اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر دراﺳﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ أﻧﺛروﺑوﻟوﺟﯾﺔ
اﻟﻣﻘدﻣﺔ:
ﻧظراً ﻻﺗﺳﺎع اﻟﺗراث اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺎدي اﻟﺟزاﺋري اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ،ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﻸﻓراد واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت أن ﯾﻛوﻧوا
ﻣﻧﺗﺟﯾن وﺣﺎﻣﻠﯾن ﻟﻬذا اﻟﺗراث ﻓﻲ آن واﺣد ،وﻫﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ ﻗوﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺗراث اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻟﻣوروث اﻟﺷﻌﺑﻲ وﻫﻲ
ْءٌ ﻣﻬﱞم ﻣن اﻟﺗراث ْ ،إذ ﻫذا
ﻋﻼﻗﺔ اﻧﺻﻬﺎرﯾﺔ ْﻛوﻧﻬﻣﺎ ﻣﻌﺎ ﻣرﺗﺑطﺎن ﺑذاﻛرة اﻷﻣﺔ وﻫوﯾﺗﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﻣوروث اﻟﺷﻌﺑﻲ ﺟز
ﻋدة ﻣن ﻓﻧون اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ّﺳﯾﻣﺎ
اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ زﻣﻧﯾﻧﺎ وﻣﻛﺎﻧﯾﺎ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗظم ﻓﻲ ﻣ ﺟﺎﻻت ّ
اﻟﻣوروث ْﻋﺑر أﻧﻣﺎطﻪ ّ
ﻓﻧون اﻷدب اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻣن أﺷﻌﺎر ،وﺣﻛﺎﯾﺎت ﺧراﻓﯾﺔ ،وﻗﺻص ﺷﻌﺑﯾﺔ وﻣﻼﺣم ،وأﻣﺛﺎل ،وأﻟﻐﺎز ،وﻋﺎدات،
وﺗﻘﺎﻟﯾد ،وﻣﻣﺎرﺳﺎت ﺷﻌﺑﯾﺔ ﻻ ﺗزال ﻣؤﺛرة ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري ،وﺳﻠوﻛﯾﺎﺗﻪ اﻟﻔردﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﺣراﻛﻪ
اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﺑل وﺣﺗﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن ﻣﻧﺎﺣﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟﻌﺻرﻧﺔ.
وﻧﺷﯾر إﻟﻰ أن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري ﻛﻐﯾرﻩ ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷﺧرى ﻣﺎ ﯾزال ﻣﺗﻣﺳك ﺑﻛﺛﯾر ﻣن
ﻣظﺎﻫر ﺛﻘﺎﻓﺗﻪ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻪ ﯾﺷﻛل ﻟﻧﻔﺳﻪ ﺣﺎﺟ از ﻣﻧﯾﻌﺎ ﯾﺣﺎﻓظ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﺻوﺻﯾﺎﺗﻪ اﻟﺳوﺳﯾوﺛﻘﺎﻓﯾﺔ
ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن ﺑﯾن أﻫداﻓﻬﺎ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟﺧﺻوﺻﯾﺎت.
وﺳﯾﺳﻬم ﻫذﻩ اﻟﻣﻘﺎل ﺑﺎﻟﻛﺷف ﻋن ﺑﻌض اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺗراث اﻟﻼﻣﺎدي اﻟﺟزاﺋري اﻟﻣوروث
ﻋن اﻷﺗراك)اﻟﻣﺟﺎﻟس وﻣﺎ ﯾراﻓﻘﻬﺎ ﻣن أﻫﺎزﯾﺞ واﻷﻟﻐﺎز ورﻗﺻﺎت ﺷﻌﺑﯾﺔ ،واﻻﺣﺗﻔﺎﻻت اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻣﺛل اﻟوﻋدة،
اﻟﺧﺗﺎن واﻷﻋﯾﺎد ،واﻟﻌﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد(ٕ ،واﻟﻰ اﻟﺗﻐﯾر اﻟذي ط أر ﻋﻠﻰ اﻟﺗراث اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺎدي ﻣن ﺧﻼل
ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ اﻧﺗروﺑوﻟوﺟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻌﺗﻣدﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻف وﻻﺳﺗﻘراء دراﺳﺔ
واﻟﻣﻧﻬﺞ ﻻﺳﺗردادي.
وﻣن أﺟل أن ﯾﻛون ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻣﻠﻣﺎ ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟﺟواﻧب ﻗدر اﻹﻣﻛﺎن اﺟﺗﻬدﻧﺎ أن ﺗﺗﻣﺣور إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎل ﺣول:
ﻫل اﻟﻣوروث اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻧﺻﻬر ﻣﻊ اﻟﺗراث اﻟﻼﻣﺎدي اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﺑوﺛﻘﺔ ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﺣدة؟
*اﻟﺗراث :ﻫو ذﻟك اﻟﺗراﻛم اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺣدود اﻟزاﺧر ﺑﺎﻟﻘﯾم واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد 1وﻣﻣﺎ ﻻﺷك ﻓﯾﻪ أن اﻟﺗراث
ﯾﻣﺛل ﺑﻣﻔﻬوﻣﻪ اﻟواﺳﻊ اﻟذاﻛرة اﻟﺣﯾﺔ ﻟﻠﻔرد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺗﻲ ﺑﻬﺎ ﯾﻣﻛن ﻣﻌرﻓﺔ ﻫذا اﻟﻔرد وﻫذا اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﯾﺗم
اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻫوﯾﺗﻪ واﻧﺗﻣﺎءﻩ إﻟﻰ ﺷﻌب ﻣن اﻟﺷﻌوب وﺣﺿﺎرة ﻣن اﻟﺣﺿﺎرات .2
865
رﻓﺎف ﺷﻬرزاد اﻟﺗراث اﻟﻼﻣﺎدي اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر دراﺳﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ أﻧﺛروﺑوﻟوﺟﯾﺔ
وﯾﻘﺻد ﺑﻌﺑﺎرة ”اﻟﺗراث اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻼﻣﺎدي“ ﺣﺳب اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﯾوﻧﺳﻛو ،ﺑﺎرﯾس )/10/17
2003م ( ﺗﻠك اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت واﻟﺗﺻورات وأﺷﻛﺎل اﻟﺗﻌﺑﯾر واﻟﻣﻌﺎرف واﻟﻣﻬﺎرات – وﻣﺎ ﯾرﺗﺑط ﺑﻬﺎ ﻣن آﻻت
وﻗطﻊ وﻣﺻﻧوﻋﺎت وأﻣﺎﻛن ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ – ﺗﻌﺗﺑرﻫﺎ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت واﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت ،وأﺣﯾﺎﻧﺎ اﻷﻓراد ،ﺟزءا ﻣن ﺗراﺛﻬم
اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ .وﻫذا اﻟﺗراث اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺎدي اﻟﻣﺗوارث ﺟﯾﻼ ﻋن ﺟﯾل ،ﺗﺑدﻋﻪ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت واﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت ﻣن
ﺟدﯾد ﺑﺻورة ﻣﺳﺗﻣرة ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻔق ﻣﻊ ﺑﯾﺋﺗﻬﺎ وﺗﻔﺎﻋﻼﺗﻬﺎ ﻣﻊ اﻟطﺑﯾﻌﺔ وﺗﺎرﯾﺧﻬﺎ ،وﻫو ﯾﻧﻣﻲ ﻟدﯾﻬﺎ اﻹﺣﺳﺎس
ﺑﻬوﯾﺗﻬﺎ واﻟﺷﻌور ﺑﺎﺳﺗﻣ اررﯾﺗﻬﺎ ،وﯾﻌزز ﻣن ﺛم اﺣﺗرام اﻟﺗﻧوع اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻟﻘدرة اﻹﺑداﻋﯾﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ .وﻻ ﯾؤﺧذ ﻓﻲ
اﻟﺣﺳﺑﺎن ﺳوى اﻟﺗراث اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺎدي اﻟذي ﯾﺗﻔق ﻣﻊ اﻟﺻﻛوك اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن،
وﻣﻊ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻻﺣﺗرام اﻟﻣﺗﺑﺎدل ﺑﯾن اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت واﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت واﻷﻓراد واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ .
*اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ :ﯾﺷﺗق ﻣﻔﻬوم ﻛﻠﻣﺔ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣن اﻟﻔﻌل اﻟﺛﻼﺛﻲ" ﺛﻘف" أو" ﺛﻘف" ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺣذق أو ﻣﻬر أو ﻓطن
أي ﺻﺎر ﺣﺎذﻗﺎ ﻣﺎﻫرا ،ﻓطﻧﺎ ،وﺛﻘف اﻟﺷﻲء أﻗﺎم اﻟﻣﻌوج ﻣﻧﻪ ﺳواﻩ ،وﺛﻘﺎﻓﺔ اﻹﻧﺳﺎن أدﺑﻪ ،وﻫذﺑﻪ وﻋﻠﻣﻪ ،3و
أول ﻣن اﺳﺗﻌﻣل ﻛﻠﻣﺔ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻫو اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن اﺑن ﺧﻠدون وﯾﻌﻧﻲ ﺑﻬﺎ اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ ﻣن
ﺧﻼل ﻧﻣط اﻟﻌﯾش اﻟﻌﻣراﻧﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘر إذ ﯾﻘول اﺑن ﺧﻠدون" ٕواذا أﻟﻔوا اﻟﻌﯾش واﻟدﻋﺔ ...ﻟم ﺗﻌد ﺗﻔرق ﺑﯾﻧﻬم ﻣﻊ
.4
اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻣن اﻟﻧﺎس إﻻ ﺑﺎﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟﺷﺎرة"
وﻗد أطﻠق ﻣﻔﻬوم اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﻧﺎن ﻟﻌﻠﻣﺎء اﻻﺟﺗﻣﺎع واﻻﻧﺗروﺑوﻟوﺟﯾن و اﻟﻣﻔﻛرﯾن ﻋﻠﻰ رأﺳﻬم اﻟﻣﻔﻛر
اﻟﺟزاﺋري ﻣﺎﻟك ﺑن ﻧﺑﻲ اﻟذي ﯾﻌرف اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ":أﻧﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺻﻔﺎت اﻟﺧﻠﻘﯾﺔ واﻟﻘﯾم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗؤﺛر ﻓﻲ اﻟﻔرد ﻣﻧذ وﻻدﺗﻪ ﻟﺗﺻﺑﺢ ﻻ ﺷﻌورﯾﺔ ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺑط ﺳﻠوﻛﻪ ﺑﺄﺳﻠوب اﻟﺣﯾﺎة ﻓﻲ اﻟوﺳط اﻟذي
وﻟد ﻓﯾﻪ ،ﻓﻬﻲ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﺣﯾط اﻟذي ﯾﺷﻛل ﻓﯾﻪ اﻟﻔرد طﺑﺎﻋﻪ وﺷﺧﺻﯾﺗﻪ ،وﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗﻛون ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺧﻠق ﺗﺎرﯾﺧﻪ ﺣﯾث ﺗوﻟد ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟﺗﺎرﯾﺦ إذ ﻟﯾس ﺛﻣﺔ ﺗﺎرﯾﺦ ﺑﻼ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻓﺎﻟﺷﻌب اﻟذي ﯾﻔﻘد
5
ﺛﻘﺎﻓﺗﻪ ﯾﻔﻘد ﺣﺗﻣﺎ ﺗﺎرﯾﺧﻪ"
وﻫﻧﺎك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗﻌﺎرﯾف ﺣول ﻣﻔﻬوم اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﯾﻣﻛن إﺟﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ أن اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻫﻲ ذﻟك اﻟﻧﺳﯾﺞ اﻟﻛﻠﻲ
اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻷﻓﻛﺎر واﻻﺟﺗﻬﺎدات واﻟﻌﺎدات وﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻘﯾم وطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻔﻛﯾر وآداب اﻟﺳﻠوك اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم
ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣن اﻷﻓراد.
ﯾﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﺗراث ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻣﺎدي وﺗراث اﻟﻼﻣﺎدي وﺗراث طﺑﯾﻌﻲ ،وﯾطﻠق اﻟﺛرات اﻟﻣﺎدي اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻋﻠﻰ ﻛل
ﻣﺎ ﯾدرﻛﻪ اﻟﻣرء ﺑﺣواﺳﻪ ﻣن ﻗﺻور وﻣﻌﺎﺑد وﻗﻼع وﻧﻘوش وﻣﺳﻼت وﻣﻧﺷﺂت ﻋﺳﻛرﯾﺔ وﻧﻘوش ﺣﺟرﯾﺔ واﻟﺗﻲ
ﻣرت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ وﺗﻧﺳب إﻟﻰ ﻋﺻور وﺣﺿﺎرات ﻋرﯾﻘﺔ ﻣوﻏﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ،وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ذﻟك
أﻧظﻣﺔ اﻟري واﻟﺳﻘﺎﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻼدﻧﺎ.
866
رﻓﺎف ﺷﻬرزاد اﻟﺗراث اﻟﻼﻣﺎدي اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر دراﺳﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ أﻧﺛروﺑوﻟوﺟﯾﺔ
أﻣﺎ اﻟﺗراث اﻟﻣﺎدي اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻓﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﻣﻌﺎﻟم اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣؤﻟﻔﺔ ﻣن اﻟﺗﺷﻛﯾﻼت اﻟﻔﯾزﯾﺎﺋﯾﺔ
واﻟﺑﯾوﻟوﺟﯾﺔ) اﻟﻣﺣﻣﯾﺎت اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﺷﻛﯾﻼت اﻟرﺳوﺑﯾﺔ(.
واﻟﺗراث ﻏﯾر اﻟﻣﺎدي :ﻫو ﺗراث ﻏﯾر ﻣﻠﻣوس وﯾﺷﻣل ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺗﻘﺎﻟﯾد وأﺷﻛﺎل اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﺷﻔﻬﻲ وأﻧواع
اﻟﻔﻧون واﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟطﻘوس واﻻﺣﺗﻔﺎﻻت وﻣن أﻧواع اﻟﺗراث ﻏﯾر اﻟﻣﺎدي اﻟذي ﯾﺷﻛل ﻣﻼﻣﺢ
اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﺛل اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻧﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﺗراث ،اﻟﺣﻛﺎﯾﺔ واﻷﻣﺛﺎل واﻷدب اﻟﺷﻌﺑﻲ ،اﻟﻣوﺳﯾﻘﻲ واﻟﻐﻧﺎء
واﻷزﯾﺎء واﻟﺣرف اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ،اﻟﻌﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد.6
ﺗزﺧر اﻟﺟزاﺋر ﺑرﺻﯾد ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻫﺎم ﻗﺑل أن ﺗﻠﺣق ﺑﺎﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ وﺗﺟﻠﻰ ذﻟك ﻓﻲ ﻋدد ﻋﻠﻣﺎﺋﻬﺎ اﻟذﯾن
ﺗرﻛوا ﺑﺻﻣﺎﺗﻬم ﻓﻲ ﺷﺗﻰ ﻓروع اﻟﻌﻠوم ،وﻛﺎن ﻟﻬم دور ﺑﺎرز ﻓﻲ ﺗﻧﺷﯾط اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب واﻟﻣﺷرق
7وﻫذا اﻟﺗﻧوع ﻓﻲ اﻟﺗراث اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﺗﻌﻠق ﺑﺷﻘﻪ اﻟﻼﻣﺎدي ﺷﻐل ﺣﯾ از ﻛﺑﯾر ﻣن
اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﺑﺄﻗﻼم اﻟﻣؤرﺧﯾن واﻟرﺣﺎﻟﺔ اﻷﺟﺎﻧب وﺑﻌض اﻟﻣﻐﺎرﺑﺔ ﻓدوﻧوا أﺧﺑﺎر اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري
ﺗدوﯾﻧﺎ ﺳردﯾﺎ ﻣﺑرزﯾن ﻣظﺎﻫر ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري آﻧذاك.
ﻣن ﺑﯾن ﻫؤﻻء ﻧﺟد اﻟراﻫب ﻫﺎﯾدو) (HAEDOاﻟذي ﻛﺎن أﺳﯾر ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻗدم ﻫﺎﯾدو ﻛﺗﺎﺑﻪ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ
اﻻﺳﺑﺎﻧﯾﺔ ﺳﻧﺔ 1612م ﻣن ﺧﻣﺳﺔ أﺟزاء ﺣول اﻟطﺑوﻏراﻓﯾﺎ واﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺟزاﺋر،اﺣﺗوى ﻛﺗﺎﺑﻪ ﻋﻠﻰ وﺻف
دﻗﯾق ﻟﻠﻌﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد واﻷﻋﯾﺎد واﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺎت واﻟﻠﻐﺎت واﻟﻠﺑﺎس وﺟﺎءت ﻣﻼﺣظﺎﺗﻪ دﻗﯾﻘﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻧﻪ أﻗﺎم ﻓﻲ
اﻟﺟزاﺋر ﻣن 1581/1578م ،وﻫو ﻧﻔس اﻟﻣﻧﺣﻰ اﻟذي ﺳﺎر ﻋﻠﯾﻪ اﻷب ﺑﯾﺎر دان (PERE PIERRE
) DANﻓﻧﺎﻟت ﻋﺎدات وﺗﻘﺎﻟﯾد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري ﺣظﺎ واﻓر ﻓﻲ ﻓﺻول ﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟﻣﻌﻧون"ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺑﻼد اﻟﺑرﺑرﯾﺔ
وﻗراﺻﻧﺗﻬﺎ" ﻟﺧص ﻓﯾﻪ ﻣﻼﺣظﺎﺗﻪ ﻣن ﺧﻼل رﺣﻼﺗﻪ ﻟﻠﺟزاﺋر ﻓﻲ ﺳﻧوات )1646-1645-1643م(.
رﻏم أن ﻛﺗﺎﺑﺎت اﻷﺟﺎﻧب ﻋن اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ اﻟﻌﻬد اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ﻗدﻣت ﻟﻧﺎ ﻣﺎدة ﻣﺻدرﯾﺔ ﻫﺎﻣﺔ إﻻ أﻧﻬﺎ
اﺗﺳﻣت ﺑﺎﻟﻧزﻋﺔ اﻟدﻋﺎﺋﯾﺔ واﻟﻌداﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن وﻫو ﻣﺎ ﻟﺧﺻﻪ اﻟﺑﺎﺣث ﻣوﻻي ﺑﻠﺣﻣﯾﺳﻰ ﺑﻘوﻟﻪ ﺣول ﻫذﻩ
اﻟﻛﺗﺎﺑﺎت" اﻧﻪ ﻧﺳﯾﺞ ﻣن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌداﺋﯾﺔ اﻟﺧﺎطﺋﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻬدﻓت ﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺟزاﺋر وﻋﺎدات ﺳﻛﺎﻧﻬﺎ ،اﻟذﯾن
وﺻﻔﻬم ﺑﺎﻟﻘﺳوة واﻟوﺣﺷﯾﺔ واﻟﻠﺻوﺻﯾﺔ واﻟﺷﻌوذة".8
أﻣﺎ اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﻗﻠﯾﻠﺔ ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﻧﺎﻓس أو ﺗزاﺣم اﻟﺗﺂﻟﯾف اﻷوروﺑﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺟزاﺋر
10
اﻟذي زار اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ أواﺧر اﻟﻘرن اﻟﺳﺎدس ﻋﺷر وﺳﺟل ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ،9ﻣﺛﺎل ذﻟك اﻟﺗﻣﻘروﺗﻲ
اﻧطﺑﺎﻋﺎﺗﻪ وﻣﻼﺣظﺎﺗﻪ ﺣول اﻻﯾﺎﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﺗﺎب ﺳﻣﺎﻩ "اﻟﻧﻔﺣﺔ اﻟﻣﺳﻛﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻔﺎرة اﻟﺗرﻛﯾﺔ" ،و
11
ﺗرك رﺣﻠﺔ ﺿﺧﻣﺔ ﺳﻣﺎﻫﺎ " ﻣﺎء اﻟﻣواﺋد" ﻓﻲ اﻟﻧﺻف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻘرن اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻋﺷر،ﺿﻣﻧﻬﺎ اﻟﻌﯾﺎﺷﻲ
أﺧﺑﺎر وﺣوادث ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ووﺻف اﻟﺳﻛﺎن واﻟﻌواﺋد وأﺣوال اﻟﻣﻌﺎش.
867
رﻓﺎف ﺷﻬرزاد اﻟﺗراث اﻟﻼﻣﺎدي اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر دراﺳﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ أﻧﺛروﺑوﻟوﺟﯾﺔ
وﻗد ﻋرف اﻟﻌﻬد اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻧوﻋﺎ ﻣﺎ ﺗراﺟﻌﺎ ﺛﻘﺎﻓﯾﺎ ،ﻓﻠم ﺗﻛن ﻫﻧﺎك ﺣرﻛﺎت ﺗﺟدﯾد ﻓﻛرﯾﺔ
وﻻ اﻧﺗﻔﺎﺿﺎت ﻋﻠﻣﯾﺔ ذاﺗﯾﺔ أو ﻣﺗﺄﺛرة ﺑﺎﻟﺑﻼد اﻷوروﺑﯾﺔ ،12وﻟﻛن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري ظل ﻣﺗﻣﺳﻛﺎ ﺑﺗراﺛﻪ
ﻟﻼﻣﺎدي اﻟذي ﺷﻛل ﻟﺣﻣﺔ ﻗوﯾﺔ ،ﻓﻘد ﺣدث اﻣﺗزاج ﺑﯾن ﺗراﺛﯾﯾن -ﺟزاﺋري ﻋﺛﻣﺎﻧﻲ -ﻟﻬﻣﺎ ﺛﻘﻼﻫﻣﺎ ﻓﻲ
اﻟﺗﺎرﯾﺦ ،وﻣﻣﺎ ﻻﺷك ﻓﯾﻪ أن ﻫﻧﺎك ﻋواﻣل أﺛرت ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺧﻼل اﻟﻌﻬد اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ،
ﺧﺎﺻﺔ اﻟوﺟود اﻟﻣﺳﯾﺣﻲ ،واﻟﯾﻬودي ،وﻫﺟرة اﻷﻧدﻟﺳﯾﯾن ﺧﻼل اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻫﺟري ،ﻛﻣﺎ اﺗﺳﻣت اﻷوﺿﺎع
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻔوﺿﻰ واﻻﺿطراﺑﺎت ،وﺗﺄﺛرﻫﺎ أﯾﺿﺎ ﺑﺎﻷﻣراض واﻷوﺑﺋﺔ ،وﺣﺗﻰ اﻟﻛوارث اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ،رﻏم ذﻟك
ﻣﺎرس اﻟﺟزاﺋرﯾون ﻋﺎدات ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻛﺛﯾرة ،ﺣﺎﻓظوا ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﻐﺗﻬم وﺛﻘﺎﻓﺗﻬم،واﺳﺗطﺎع اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
اﻟﺟزاﺋري ﻣﺟﺎﺑﻬﺔ ﻫذﻩ اﻟﺻﻌوﺑﺎت ،وذﻟك ﻋن طرﯾق إﺣﯾﺎء اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺎت واﻻﺣﺗﻔﺎل ﺑﺎﻷﻋﯾﺎد اﻟدﯾﻧﯾﺔ واﻟﻣﺣﻠﯾﺔ
ﺧﺎﺻﺔ وان اﷲ اﻧﻌم ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﻧﻌﻣﺔ اﻹﺳﻼم وﻛذا رﻋﺎﯾﺔ اﻟﺧﻼﻓﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ،ﻓﻘد ﺳﺎﻋد اﻷﺗراك
اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻫوﯾﺗﻬﺎ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،وﻣﻘوﻣﺎت ﺷﺧﺻﯾﺗﻬﺎ وﺗراﺛﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬم ﺳﺎﻫﻣوا ﻓﻲ ﺗﻌزﯾز
اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﯾن ﻓﺋﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري ﺑﺄﺳس ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﯾدة اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ .13
ﻓﻛﺎن اﻟﺳﻛﺎن ﯾﺣﺗﻔﻠون ﺑﻌﯾد اﻟﻔطر وﻋﯾد اﻷﺿﺣﻰ وﯾﺗﻛرر ﻫذا اﻻﺣﺗﻔﺎل ﺳﻧوﯾﺎ وﯾﺿﺎف إﻟﻰ
اﻻﺣﺗﻔﺎل ﻋﺎدات ﻣﺣﻠﯾﺔ ﻻزاﻟت ﺗﻣﺎرس إﻟﻰ ﯾوﻣﻧﺎ ﻫذا ،وﺑﻧﻬﺎﯾﺔ ﺷﻬر رﻣﺿﺎن وﻋﻧد رؤﯾﺔ اﻟﻬﻼل ﯾﻧﻘل اﻟﺧﺑر
ﻋﻠﻰ ﺟﻧﺎح اﻟﺳرﻋﺔ إﻟﻰ اﻟداي ﻟﯾﺄﻣر ﺑﺈطﻼق اﻟﻣداﻓﻊ إﻋﻼﻧﺎ ﺑﺎﻧﺗﻬﺎء ﺷﻬر رﻣﺿﺎن وﺣﻠول اﻟﻌﯾد ،14اﻟذي
ﯾﻌرف ﻟدى اﻷﺗراك ﺑﺑﯾرم وﻓﻲ ﻟﻐﺔ اﻟﻔراﻧﻛﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ ﻟﻔظ ﺑﺎﺳﺎﻛﺎ ) (Pasacaﻷﻧﻪ ﯾﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻧوال ﻋﯾد
15
،ﻓﻌﻧد إﺷراق ﺷﻣس ذﻟك اﻟﯾوم وﺣﻠول اﻟﺻﺑﺢ ﺗطﻠق ﻧﯾ ارن اﻟﺑﻧﺎدق وﺗﻘوم اﻟﻔرق اﻟﻔﺻﺢ ﻟدى اﻟﻧﺻﺎرى
اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﺑﻌزف اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﺣرﺑﯾﺔ ،وﺑﻌد اﻹﻓراغ ﻣن ﺻﻼة اﻟﻌﯾد ﺗﻔﺗﺢ أﺑواب اﻟﻘﺻر ﻋﻠﻰ ﻣﺻراﻋﯾﻬﺎ
ﻟﻠﻌﺎﻣﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ ،وﻣن ﻣظﺎﻫر اﻻﺣﺗﻔﺎل داﺧل اﻟﻘﺻر ﻋزف اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ واﻟﻣﺂدب ٕواطﻼق اﻟﻣﻔرﻗﻌﺎت ،ﻛﺎﻧت
ﺻور اﻻﺣﺗﻔﺎﻻت ﺗدوم ﺛﻼث أﯾﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ ،أﻣﺎ ﻋﯾد اﻷﺿﺣﻰ ﻓﻘد ﻛﺎن ﯾﺳﻣﻰ أﻧداك ﺑﻘرﺑﺎت
ﺑﯾراﻣﻲ kurbar Bayrami 16وﻛﺎﻧت ﺗﺑدأ اﻻﺣﺗﻔﺎﻻت ﺑﻌد ﺧروج اﻟداي ﻣن اﻟﻣﺳﺟد ﻣﺗوﺟﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻘﺻر
أﯾن ﯾﻘوم ﺑذﺑﺢ أﺿﺣﯾﺔ اﻟﻌﯾد ﺛم ﯾرﻓﻊ اﻟﻌﻠم ﻋﻠﻰ ﺳطﺢ اﻟﻘﺻر وﺗطﻠق اﻟﻣداﻓﻊ طﻠﻘﺎﺗﻬﺎ ،ﺛم ﺑﻌد ذﻟك ﯾﻌﻠن
ﻟﻠرﻋﯾﺔ ﺑذﺑﺢ اﻷﺿﺎﺣﻲ.17
ﻛﺎن اﻻﺣﺗﻔﺎل أﯾﺿﺎ ﺑﯾوم ﻋﺎﺷوراء ،ﺣﯾث ﺗزﯾن اﻟدﻛﺎﻛﯾن وﺗﺑﺎع ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻔواﻛﻪ اﻟﺟﺎﻓﺔ ﻛﻣﺎ ﺗﻘدم اﻟﻬداﯾﺎ
ﻟﻸطﻔﺎل ،وﯾﺣﺗﻔل ﻛذﻟك ﺑﺎﻟﻣوﻟد اﻟﻧﺑوي اﻟﺷرﯾف ﺑﺗﺣﺿﯾر اﻟﻣداﺋﺢ اﻟﻧﺑوﯾﺔ وﺗزﯾن اﻟﺷوارع ﺑﺎﻟﺷﻣوع واﻷﻧوار
18
وﺗﻛﺛر اﻟﻌطﺎﯾﺎ ﻟﻠﻔﻘراء ،وﺗﻛﺗظ اﻟﻣﺳﺎﺟد ﺑﺎﻟﻣﺳﻠﻣﯾن وﺗﺑدأ اﻻﺑﺗﻬﺎﻻت وﺗﻼوة اﻟﻘرآن ﻟﻣدة ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﯾوم.
19
أﺳﯾر اﻟداي ﻓﻲ وﻛﺎﻧت ﺗﻘﺎم اﻷﻓراح واﻷﻋراس وﻓﻘﺎ ﻟﺗﻌﺎﻟﯾم اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ وﻗد وﺻف ﻟﻧﺎ ﺗﯾدﻧﺎ
ﻣﻌﺳﻛر ﻗﺑوﻟﻪ دﻋوة اﺣد اﻟﺷﺑﺎب اﻟﻣرﻣوﻗﯾن ﻟﺣﺿور ﺣﻔل زﻓﺎﻓﻪ ﻓﻘﺎل"...ﻛﺎن اﻟﺷرط اﻷول ﻟﻠزواج-ﺣﺗﻰ ﻻ
ﯾﻛون ﺣراﻣﺎ-أن ﻻ ﯾﺳﺑق أن رأى أﺣد اﻟﻌروﺳﯾن اﻵﺧر ،وﺑﻌد اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﻫذا ﯾﺗﻔق اﻟﺷﺎب ﻣﻊ اﻟﺷﺧص اﻟذي
868
رﻓﺎف ﺷﻬرزاد اﻟﺗراث اﻟﻼﻣﺎدي اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر دراﺳﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ أﻧﺛروﺑوﻟوﺟﯾﺔ
ﺳﯾﺻﺑﺢ ﺻﻬ ار ﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﻠﻎ اﻟذي ﺳﯾدﻓﻌﻪ ﻟﻪ ﻣﻘﺎﺑل ﺗزوﯾﺟﻪ ﺑﺎﺑﻧﺗﻪ ...وﺑﻌد اﻻﺗﻔﺎق اﻟذي ﯾﻛون ﺣﺳب
إﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻬم ﯾذﻫﺑون ﻣﻊ ﺑﻌض اﻷﺻدﻗﺎء إﻟﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ وﺗﻘ أر اﻟﻔﺎﺗﺣﺔ ﺛم ﯾﺗﻔﻘون ﻋﻠﻰ ﻣوﻋد اﻟﻌرس،وﻓﻲ ﻟﯾﻠﺔ ذﻟك
اﻟﯾوم ﺗﺻﺑﻎ اﻟﻌروس ﯾدﻫﺎ ﺑﺎﻟﺣﻧﺎء وﻓﻲ اﻟﺻﺑﺎح ﯾﺣﺿر اﻟطﻌﺎم ﻟﻠﺿﯾوف...ﻛﺎن اﻟرﺟﺎل ﯾﺟﻠﺳون ﻓﻲ ﻣﻧزل
ﻣﺳﺗﻘل ﻋن ﻣﻧزل اﻟﻧﺳﺎء اﻟﻼﺋﻲ ﻻ ﯾﺗرﻛن اﻟﻌروس وﺣدﻫﺎ وﻻ ﯾﻧﻘطﻌن ﻋن إطﻼق اﻟزﻏﺎرﯾد ﺣﺗﻰ ﯾﺄﺗﻲ
اﻟﻌرﯾس ...ﯾدﺧل اﻟﻌرﯾس إﻟﻰ ﻣﻧزل ﻋروﺳﻪ ﻓﯾﺟدﻫﺎ وﺣﯾدة ﺟﺎﻟﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺳرﯾر ،ﻣزﯾﻧﺔ ﯾﻐطﻲ وﺟﻬﻬﺎ ﻣﻧدﯾل
ﻣن ﺣرﯾر ،وﺑﻌد إﺗﻣﺎم اﻟزواج ﯾدﺧل اﻷب وﯾﺧرج اﻟﻌرﯾس ﻟﯾﻌود إﻟﻰ اﻟﻣدﻋوﯾن ،ﯾﺟرد اﻷب اﺑﻧﺗﻪ وﯾﺄﺧذ
ﻗﻣﯾﺻﻬﺎ اﻟذي ﯾﻬدأ ﻣن روﻋﻪ ﻓﯾرﯾﻪ ﻟﻛل ﺿﯾوﻓﻪ ﺛم ﯾرﺳﻠﻪ إﻟﻰ اﻷﺻدﻗﺎء ﻟﯾﺑرﻫن ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﻔﺎف اﺑﻧﺗﻪ،
وﻛﺎﻧت اﻷﻓراح ﻓﻲ اﻷﻋراس ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﻣﺎ ﯾﻣﺛﻠﻪ اﻟﻘﻣﯾص ...ﺑﻌد أن ﯾﻧﺗﻬﻲ اﻟزواج وﺗﻧﺗﻬﻲ اﻷﻓراح ﯾﺄﺧذ
20
اﻟزوج زوﺟﺗﻪ إﻟﻰ ﺑﯾﺗﻪ ...وﯾﺟب ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﻌﺗﻧﻲ ﺑﻬﺎ وأن ﻻ ﯾﻘﺻر ﻣن واﺟﺑﺎﺗﻪ ﻧﺣوﻫﺎ."...
رﻏم ﻋﺑﺎرات اﻻﺳﺗﻬﺟﺎن واﻟﺳﺧرﯾﺔ اﻟﺗﻲ وﺻف ﺑﻬﺎ ﺗﯾدﻧﺎ ﻫذﻩ اﻟﻌﺎدات إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﻛس ﻣدى ﺗﻣﺳك
اﻟﺟزاﺋري ﺑﺄﺻﺎﻟﺗﻪ وﺻون ﺷرﻓﻪ واﺣﺗراﻣﻪ ﻟﻸﻋراف واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد .
ﻛﻣﺎ اﻧﺗﺷرت اﻷﻟﻌﺎب ﻟﻠﺗﺳﻠﯾﺔ واﻟﻣﺑﺎرزة 21واﻟﻣﺳﺎﻣرة ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻟس وﺳط ﺣﻠﻘﺎت ﻣﻛﻔﻠﯾن اﻷرﺟل دون اﺳﺗﻌﻣﺎل
22
اﻟﻛراﺳﻲ ﯾﺗﺟﺎذﺑون أطراف اﻟﺣدﯾث ﺣول ﺧﯾوﻟﻬم أو ﺗﺟﺎرﺗﻬم،ﯾدﺧﻧون ﻏﻠﯾوﻧﻬم وﯾﻣرروﻧﻪ ﻣن اﺣدﻫم إﻟﻰ اﻷﺧر.
ﻛﻣﺎ ﻛﺎﻧوا ﯾﺟﺗﻣﻌون ﺣول ﻣداح أو ﻣﻧﺷد ﯾروي ﻗﺻص أﻟف ﻟﯾﻠﺔ وﻟﯾﻠﺔ وأﺳﺎطﯾر ﻋﻧﺗرة ٕواﺑطﺎل اﻹﺳﻼم،
وﻛﺎن ﻫﻧﺎك ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﺷﻌراء ﺷﻌﺑﯾون ﯾﻧددون ﺑﺎﻟﻣظﺎﻟم وﯾﺻﻔون ﻓﻘر اﻟﻧﺎس وﺻﺑرﻫم وﯾﻌدون
اﻟﻣﺣروﻣﯾن ﺑﯾوم اﻟﻔرج اﻟﻘرﯾب ،وﻟم ﯾﻛن ﯾﺻﺣب ﻫذا اﻟﻣﻧظر ﺿﺟﯾﺞ وﻻ ﺻراخ ،اﻟﻌﯾون ﺟﺎﺣظﺔ واﻵذان
23
ﺗﺳﻣﻊ واﻟﻔﻛر ﺷﺎرد ،وﺣﯾن ﯾﻧﺗﻬﻲ اﻟﻣﻧﺷد أو اﻟراوي ﺗﺟﻣﻊ ﻟﻪ اﻷﻣوال ﺛم ﯾﺗﻔرق اﻟﺣﻔل اﻟﺳﺎﻫر ﻓﻲ ﺟﻧﺢ اﻟﻠﯾل.
واﻧﺗﺷرت اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ واﻟﻐﻧﺎء رﻏم اﺧﺗﻼف وﺟﻬﺔ ﻧظر اﻟﻌﻠﻣﺎء ﺣوﻟﻬﻣﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
ﻛﺣﻔﻼت اﻟزواج وﻟﻘﺎء اﻟﺳﯾدات ﻓﻲ اﻟﺣﻣﺎم واﻟﺧﺗﺎن ،واﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺎت اﻟدﯾﻧﯾﺔ ﻛﺎﻟﻣوﻟد اﻟﻧﺑوي وﺗﺟﻣﻊ رﻛب اﻟﺣﺞ وﻟﻠﯾﻠﺔ
24
اﻟﻘدر ،واﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺎت اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻛﺗوﻟﻲ اﻟﺑﺎﺷﺎ اﻟﺟدﯾد وﺣﻔﻠﺔ اﻟدﻧوش واﻻﺣﺗﻔﺎل ﺑﺎﻧﺗﺻﺎر ﻛﺑﯾر.
و ﯾروي اﻟزﻫﺎر أن اﻟﻧﺳﺎء أﯾﺿﺎ ﻛن ﯾﻌزﻓن اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ،وﻛﺎن اﻟﻣﻐﻧون واﻟﻌﺎزﻓون واﻟراﻗﺻون ﯾﺟﺎزون
ﻓﻲ اﻟﺣﻔﻼت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣﺟﺎزاة ﺳﺧﯾﺔ ،واﺣﺗﻔظ أﻫل اﻟﺣﺿر ﺑﺂﻻﺗﻬم اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ ﯾﻌزﻓون ﺑﻬﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻧﻔردون
ﺑﺄﻧﻔﺳﻬم ﻛﻧوع ﻣن أﻧواع اﻟﺗﺳﻠﯾﺔ ،25وﺗﻌد اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ أﻛﺛر أﻧواع اﻷدب اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻗدرة ﻋﻠﻰ ﺣﻔظ وﺣﻣل
وﺗرﺟﻣﺔ أﻓﻛﺎر أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري ،وﻛذا ﻋﺎداﺗﻪ وﺗﻘﺎﻟﯾدﻩ وأﻋراﻓﻪ وﻣﻌﺗﻘداﺗﻪ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﻗد اﻧﺗﺷرت
ﺑﺷﻛل واﺳﻊ ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺧﻼل اﻟﻌﻬد اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ .
ﻛﻣﺎ ﻋرف اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري ﺗﺑﺎدل اﻷﻟﻐﺎز ﻛﻧوع ﻣن اﻟﺗﺳﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﺟﺄ إﻟﯾﻬﺎ رﺟﺎل اﻟﻌﻠم
واﻷدب ﻹﺛراء اﻟﻣﺷﻬد اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ وﺳد اﻟﻔراغ اﻟﺣﺎﺻل ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ،وﺑﻠﻎ ﺑﻬم اﻷﻣر إﻟﻰ أن ﺗراﺳﻠوا ﺑﻬﺎ ﻣن
869
رﻓﺎف ﺷﻬرزاد اﻟﺗراث اﻟﻼﻣﺎدي اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر دراﺳﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ أﻧﺛروﺑوﻟوﺟﯾﺔ
ﻣﻧﺎطق ﺑﻌﯾدة وﻟم ﯾﺳﺗﺛن ﻣن ذﻟك ﺣﺗﻰ ﻛﺑﺎر اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻛﻌﺑد اﻟﻛرﯾم اﻟﻔﻛون وﺳﻌﯾد ﻗدورة ،وأﺣﻣد اﻟﻣﻘري واﻗﺑل
26
ﺑﻌﺿﻬم إﻟﻰ اﻟﺗﺄﻟﯾف ﻓﻲ اﻷﻟﻐﺎز ﻣﺛل اﻟﻛﺗﺎب اﻟذي أﻟﻔﻪ أﺣﻣد اﻟﺑوﻧﻲ
وﻣن اﻟﺻروح اﻟﻣﻌﻣﺎرﯾﺔ واﻷﺛرﯾﺔ ﺑﺎﻟﺟزاﺋر اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ واﻟﺗﻲ ارﺗﺑطت ارﺗﺑﺎطﺎ وﺛﯾﻘﺎ ﺑﺎﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ
وﻧﺳﺟت ﺣوﻟﻬﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺳﺎطﯾر ﻧﺟد اﻟﻘﺑور واﻷﺿرﺣﺔ، ،ﻓﺑﻧﺎء اﻷﺿرﺣﺔ واﻻﻋﺗﻧﺎء ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻌﻬد
ﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﻌﻠق اﻟﻧﺎس ﺑﻬﺎ ،و زﯾﺎرﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣواﻋﯾد ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻟﻠدﻋﺎء أو طﻠب اﻟﺷﻔﺎء ،أو اﻟوﻓﺎء ﺑﻧدر ﻣﺎ.
وﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﻘوﻣون ﺑﺎﻟدﻋﺎء ،ﯾدﻋون و ﯾﺗﺑرﻛون ﺑﺎﻷوﻟﯾﺎء ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧﺣو .." :وﻧﻔﻌﻧﺎ ﺑﺑرﻛﺎﺗﻪ و ﺑرﻛﺔ
أﻣﺛﺎﻟﻪ أﻣﯾن " ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺧﺗﻠف اﻟﻣﺗـرددون ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷﻣﻛﻧﺔ ﺑﺎﺧﺗﻼف أﻫداﻓﻬم وﻣﻘﺎﺻدﻫم ،و ﺗﻌﻛس ﻫذﻩ
اﻟﻣﻌﺗﻘدات ﺗراث ﻟﻼﻣﺎدي ﻣﺧزون ﻓﻲ اﻟذاﻛرة اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﻔرد اﻟﺟزاﺋري ،وﻣـن اﻷﺳﺎطﯾر اﻟﻐرﯾﺑﺔ أﻛل ﻣﺎ
ﯾﺗﺑﻘﻰ ﻣن طﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺻﺣن اﻟذي أﻛل ﻣﻧﻪ اﻟوﻟﻲ ﻻﻋﺗﻘـﺎدﻫم ﺑﺑرﻛـﺔ اﻟطﻌﺎم اﻟذي أﻛل ﻣﻧﻪ ،ﻓﻘد ﻛﺎن اﻷوﻟﯾﺎء
ﻋﻣوﻣﺎ ﯾﺣظون ﺑـﺄﻛﺑر اﻻﺣﺗـرام ﺣﯾث ّأن اﻟﻧﺎس ﯾﻘوﻣون ﺑﺗﻘﺑﯾل أﯾدﯾﻬم وﯾدﻋوﻧﻬم ﻟﻠﺿﯾﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻟﻬم.27
وﻋرﻓت ﺑﻌض اﻷﺿرﺣﺔ أﯾﺎﻣﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻟزﯾﺎرﺗﻬﺎ وﯾﺑدو ّأن ﻫذا اﻟﺗﺧﺻﯾص راﺟﻊ ﻟﻠﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺎم
ﻟﻌل أﺑﺳط ﻣﺛﺎل ﯾﻣﻛن ﺗﻘدﯾﻣﻪ ،ﻫو اﻟﺻدﻗﺎت اﻷﺳﺑوﻋﯾﺔ
ﻓﻲ اﻷﺿرﺣﺔ ﻓﻲ ﯾـوم ﻣﻌـﯾن دون اﻷﯾـﺎم اﻷﺧرى ،و ّ
اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﻘﯾﻣﻬﺎ ﺿرﯾﺢ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن اﻟﺛﻌﺎﻟﺑﻲ ﻛل ﻟﯾﻠﺔ ﺟﻣﻌﺔ ،و ﻓﻲ أﺛﻧﺎء اﻟزﯾﺎرة ﻛﺎﻧت ﺗﻘﺎم طﻘوس ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ
ﻫذﻩ اﻷﺿـرﺣﺔ ،ﺗﻌﻛـس ﻫـدف اﻟزﯾﺎرة ،ﺳواء ﻟطﻠب اﻟﺷﻔﺎء ،أو ﻟطﻠب ﺣل ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣﺎ ،ﺣﯾث ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗ ارﻓـق ﻫـذﻩ
اﻟزﯾﺎرة ذﺑﺢ ﺣﯾواﻧﺎت ﻛـﺎﻟﺑﻘر ،أو ذﺑﺢ اﻟدواﺟن أو اﻟﻣﻌز و ﻏﯾرﻫﺎ ،وﻣن اﻟطﻘوس اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻘﺎم ﻓﻲ
اﻷﺿرﺣﺔ اﻟطواف ﺣول اﻟﺿرﯾﺢ و اﺳـﺗﻌﻣﺎل اﻟﺑﺧور واﻟﺷﻣوع ،و اﻟﻐﺳل و اﻟﺷرب ﻣن اﻟﻣﺎء اﻟﻣوﺟودة ﻫﻧﺎك
ﺳواء ﻛﺎن ﺑﺋ ار أو ﻣﺎء ،ﻻﻋﺗﻘﺎد اﻟزاﺋرﯾن أن ﻫذﻩ اﻟﻣﯾﺎﻩ ﻣﺑﺎرﻛﺔ و ﻟﻬﺎ ﻗدرة ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺷﻔﺎء أﻣﺎ اﻟزﯾﺎرات
اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻼ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗم إﻻ ﺑﻣواﻋﯾد ﻣﺣددة و ﻫذﻩ اﻟﻣواﻋﯾد ﺗﺳﻣﻰ "اﻟﻣوﺳم" أو "اﻟﺣﺿرة" أو "اﻟرﻛب"،
واﻟذي ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن اﺣﺗﻔﺎل دﯾﻧﻲ ﯾﺣﺗﻔل ﺑـﻪ اﻟﻧﺎس ﻓﻲ وﻗت ﻣﻌﯾن ،و ﯾﺳﺗوﺟب اﺳﺗﺧدام أزﯾﺎء ﻣﻌﯾﻧﺔ و
ﻣراﺳﯾم ﺧﺎﺻـﺔ ،وﻗـد ﯾﺣرص ﺑﻌض اﻟﻧﺎس ﻋﻠﻰ ﺗﻧﺎول أطﻌﻣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻌﺑﯾ ار ﻋن ﻓرﺣﺗﻬم .28
ﻟﻠوﻋدة وظﺎﺋف ودﻻﻻت ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎﻫو دﯾﻧﻲ واﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﺛﻘﺎﻓﻲ ،ﻓﻬﻲ ﺳﻠوك ﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺗراث اﻟﺷﻌﺑﻲ وﻋﺎدة
ﻣﺎرﺳﻬﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻌﻬد اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ وﻣﺎزاﻟت إﻟﻰ ﯾوﻣﻧﺎ اﻟﺣﺎﻟﻲ ﻣﻧﺗﺷرة ﻓﻲ اﻷرﯾﺎف واﻟﻣدن وﻫﻲ
ظﺎﻫرة ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ اﻧﺛروﺑوﻟوﺟﯾﺔ ﺗﻌﻛس ﺳﻠوك ﻋﻘﺎﺋدي ﯾﺗرﺟم اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻔردﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﻔرد اﻟﺟزاﺋري.
-3أﺳﺑﺎب اﻧدﺛﺎر وﺗﻠف اﻟﺗراث اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺎدي و آﻟﯾﺎت اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﯾﻪ:
ﯾﺷﻬد ﻋﺎﻟﻣﻧﺎ اﻟﯾوم ﺗطورات ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ورﻗﻣﯾﺔ ،ﻣﺎ ﺑﺎت ﯾﺷﻛل ﺧطر ﻋﻠﻰ اﻟﻣوروﺛﺎت واﻟﻣﻌﺎرف
اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺗﻬﺎ اﻟﺗراث اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻟﻼﻣﺎدي اﻟﻣﻬدد ﺑﺎﻟﺗدﻣﯾر اﻟﻣﺗزاﯾد ،ﻷﺳـﺑﺎب ﻟﻌل أﻫﻣﻬﺎ ﺗﻐﯾر اﻷﺣوال
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر وﻗﻠﺔ اﻟوﻋﻲ ﻟدى اﻟﻣواطﻧﯾن ﺑﺄﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗراث اﻟﺣﺿﺎري وﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺗﻘﺑل اﻷﺟﯾﺎل اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻘﺎدﻣﺔ.
870
رﻓﺎف ﺷﻬرزاد اﻟﺗراث اﻟﻼﻣﺎدي اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر دراﺳﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ أﻧﺛروﺑوﻟوﺟﯾﺔ
وﯾﺣﺗوي اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ ﺗراث ﻻﻣﺎدي ﻣﺗﻧوع واﻟﺳﺑب راﺟﻊ إﻟﻰ ﺷﺳﺎﻋﺔ اﻟﺟزاﺋر ،وﺗﻌدد
اﻟﺛﻘﺎﻓﺎت ﻓﯾﻬﺎ ،وﯾﺳﻌﻰ اﻟﺑﺎﺣﺛون اﻟﺟزاﺋرﯾون ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻻﻧﺛروﺑوﻟوﺟﯾﺎ واﻷدب اﻟﺷﻌﺑﻲ واﻟﻣﻬﺗﻣﯾن ﺑﺎﻟﻔوﻟﻛﻠور
إﻟﻰ دراﺳﺔ ﻫذا اﻟﺗراث ،وﻗد ﺗﻘدﻣت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺎت أﺷواطﺎ ﻛﺑﯾرة ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺟﻣﻊ واﻟﺗﺻﻧﯾف،
ﺣﯾث ﻧﺟد ﻋدة دارﺳﯾن ﻗد أﻟﻔوا ﻣﺻﻧﻔﺎت ﻋﻧﻬﺎ ،وﻛﻠﻬم ﯾﺳﻌون إﻟﻰ ﻫدف واﺣد ﻫو ﺧدﻣﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ،
ﺑﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ وﺗﻘﯾﯾدﻫﺎ ،ﻟﻛﻲ ﻻ ﺗﻧدﺛر ﻣﻊ اﻟزﻣن واﻻﺧﺗﻼف اﻟوﺣﯾد ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ ﻫو طرﯾﻘﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ أو
اﻟﺗﺑوﯾب ،ﻓﻬﻧﺎك ﻣن ﻗﺎم ﺑوﺿﻊ ﻫذا اﻟﺗراث ﻓﻲ ﻣﺻﻧف ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣوﺿوﻋﻲ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻗﺳم ﻫذا اﻟﺗراث
ﺣﺳب ﻣواﺿﯾﻌﻪ ﻛﺎﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻷﻟﻐﺎز أو اﻟﻣدﯾﺢ اﻟﻧﺑوي و اﻟﺷﻌر اﻟﺷﻌﺑﻲ وﻣن ﺑﯾن اﻟﻣﺻﻧﻔﺎت ﻧﺟد اﻷﻣﺛﺎل
اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺻﻧﻔﻬﺎ ﻣﺣﻣد ﺑن أﺑﻲ ﺷﻧب وﻫو ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺷﻬور ،أﺳﻬم ﺑﻘﺳط ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟـﺎل ﺣﯾث
ﻛﺎن ﯾﺷﻐل أﺳﺗﺎذا ﺑﺎﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻶداب ﺑﺎﻟﺟزاﺋرـ اﻟﻧواة اﻷوﻟﻰ ﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ـ وﻗـد وﺿـﻊ ﻣﺻﻧﻔﻪ ﻓﻲ
ﻣﺳﺗﻬل اﻟﻘـرن اﻟﻌﺷرﯾن ،اﻟذي أﺳﻣﺎﻩ )أﻣﺛﺎل ﺟزاﺋرﯾﺔ ﻣن اﻟﺟزاﺋر واﻟﻣﻐرب( وﻫو ﻟم ﯾﻛﺗف ﻓﯾﻪ ﺑذﻛر اﻷﻣﺛﺎل
اﻟﺳﺎﺋرة ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻘط ،ﺑل ﺗوﺳﻊ ﻓﯾﻪ ﻓذﻛر أﯾﺿﺎ اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ ،وﻗد
ﻛﺎن ﻛﺗﺎﺑﻪ ﻫذا روﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ،ﻷﻧﻪ ﻋﻣد إﻟﻰ ﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻷﻣﺛﺎل اﻟﺗﻲ ﺟﻣﻌﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﺟﻣﻌﻪ اﻟﺑﺎﺣﺛون
اﻟﻣﺳﺗﺷرﻗون ،وأﯾﺿﺎ ﺑﻌودﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﻛﺗب اﻟﺗراﺛﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻣﺛﺎل.29
وﻣﻊ وﺟود ﺟﯾل ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن واﻟدارﺳﯾن ﻣﻣن درﺳوا ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ وﺗﺧﺻﺻوا ﻓﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ
اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ وﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﺗﺧﺻﺻﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻰ ﺑﻌﻠم اﻹﻧﺳﺎن ،ﻫؤﻻء ﺑذﻟوا ﺟﻬدا ﻣﺷﻛو ار وﻗدﻣوا
ﻟﻧﺎ دراﺳﺎت ﻣﯾداﻧﯾﺔ وﻧظرﯾﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣوروﺛﺎت و اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ و اﻟﻔﻠﻛﻠور ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر .30
وﻗد وﺿﻌت اﻟدوﻟﺔ ﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺧزون اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻣن أﯾدي اﻟﻌﺎﺑﺛﯾن ﺑﺛروات اﻷﻣم ،ﺧﺎﺻﺔ
ﻟﻣﺎ ﯾﺷﻬد اﻟﻌﺎﻟم اﻟﯾوم ﻣن ﺗطورات ﻣﺗﻼﺣﻘﺔ و ﻣﺗﺳﺎرﻋﺔ واﻟﻌوﻟﻣﺔ وﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق وﺿﻌت و ازرة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ
ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗراث اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ وﻓق ﻗواﻧﯾن ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗراث و ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺧطوطﺎت
اﻟﺗﻲ ﺗﺷرف ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ و ازرة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ وﻗد ﺗم إﻧﺷﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺗﻧﻔﯾذ ذﻟك ﻓﻬﻧﺎك ﺟﻣﻌﯾﺎت ﻋﺑر
اﻟوطن ﻟﻠﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ و ﻣﺧﺎﺑر ﻟﻠﻣﺧطوطﺎت و ﻣﻬرﺟﺎﻧﺎت ﻟﻠﺣرف اﻟﯾدوﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ واﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت
اﻵن ﺿﻣن أوﻟوﯾﺎت و ازرة اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ وﺗرﻣﯾم اﻟﻘﻼع و اﻟﺣﺻون اﻟﺗﻲ ﺗزﺧر ﺑﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر.
أﻫم ﻣﺑﺎدئ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،
إن ﻣراﻗﺑﺔ ﻫذا اﻹرث اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻣﺗﻧوع واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﯾﻌﺗﺑر أﺣد ّ
ذﻟك أن اﻟﺗراث اﻟﻼﻣﺎدي ﻓﻲ ﻧظر ﻟوﯾزة ﻏﺎﻟﯾز اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﺑﺎﻟﻣرﻛز اﻟوطﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ﻟﻠﺑﺣث ﻓﻲ ﻋﺻور ﻣﺎ ﻗﺑل
اﻟﺗﺎرﯾﺦ واﻹﻧﺳﺎن ،ﻫو »طﺎﻗﺔ ﻣﺗﺟددة« ﻣﺎ ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺑﺣث واﻻﺑﺗﻛﺎر ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺗراث
ﺷﺎ وﻣن ﻫﻧﺎ ﺟﺎء ﻋﻧوان اﻟدورة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﺟﺎﺋزة اﻟﻌرﺑﯾﺔ
ﻣﻬﻣ ً
اﻟﻼﻣﺎدي ﺣﯾث ﻻ ﯾزال اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ّ
ﺗﺷﺟﯾﻌﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺣث اﻟﯾوم ﻹﯾﺟﺎد اﻟﺣﻠول ﻗﺑل ﻓوات اﻷوان ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد ﺗﻼﺷﻲ
ً ﻟﻸﻟﻛﺳو» :اﻟﺗراث اﻟﻼﻣﺎدي«
ﺑﻌض أﺷﻛﺎل ﻫذا اﻟﺗراث .وﻻ ﯾﻘﺗﺻر اﻷﻣر ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﻔردات واﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗراﺛﯾﺔ اﻟﻼﻣﺎدﯾﺔٕ ،واﻧﻣﺎ
اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻗﺎﺑﻠﯾﺗﻬﺎ ﻟﻠﺗﺣدﯾث واﻟﻌﺻرﻧﺔ ﺑﻌﯾداً ﻋن ﺗﺛﺑﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻐﻠﻔﺎت ﺟﺎﻣدة ﻟﻠﻔرﺟﺔ وأﺧذ اﻟﺻور اﻟﺗذﻛﺎرﯾﺔ
871
رﻓﺎف ﺷﻬرزاد اﻟﺗراث اﻟﻼﻣﺎدي اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر دراﺳﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ أﻧﺛروﺑوﻟوﺟﯾﺔ
ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻪ
وذﻟك ﻣﺎ ﺳﻌت إﻟﯾﻪ اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺈﺑراز اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ وا ﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ وﻛذا اﻟﻐﻧﻰ واﻟﺗﻧوع اﻟذي ّ
اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻼﻣﺎدي ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﻗطﺎر اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣؤﻛدﯾن ﻋﻠﻰ ﺿرورة ﺟﻣﻌﻪ وﺗدوﯾﻧﻪ واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ
ﺗوظﯾﻔﻪ ﻓﻲ اﻟﺧطط واﻻﺳﺗراﺗﺟﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ.
-4ﺟﻬود اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ و ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﯾوﻧﺳﻛو ﻓﻲ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺗراث ﻏﯾر اﻟﻣﺎدي:
ﻣﺟﺎﻻ ﻗﺎﺑل ﻟﻼﻧدﺛﺎر ﺑﺣﻔظﻪ وﺣﻣﺎﯾﺗﻪ وﺗطوﯾرﻩ
ً ﺗﻬدف اﻟﯾوﻧﺳﻛو إﻟﻰ ﺗوﺛﯾق ا ﻟﺗراث اﻟﺷﻔﻬﻲ ﻛوﻧﻪ
وﺗﺑﻧﯾﻪ وﻧﻘﻠﻪ ﻟﻠﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣدرﺳﻲ وﻏﯾر اﻟﻣدرﺳﻲ وﻧﺷر اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ اﻟﺗﻣﺛﯾﻠﯾﺔ ﻟﻠﺗراث اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻟﺻون اﻟﻬوﯾﺔ
ﻟﻠﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ واﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ وﻟﯾﻛون ﻣﺻدر إﻟﻬﺎم ﻟﻠﻔﻧﺎﻧﯾن واﻟﻣوﻫوﺑﯾن وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ.
وﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗراث اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺎدي ﺑوﺻﻔﻪ ﺑوﺗﻘﺔ ﻟﻠﺗﻧوع اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ وﻋﺎﻣﻼ ﯾﺿﻣن
اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ،وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺎ أﻛدﺗﻪ ﺗوﺻﯾﺔ اﻟﯾوﻧﺳﻛو ﺑﺷﺄن ﺻون اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ واﻟﻔوﻟﻛﻠور ﻟﻌﺎم 1989
ٕ ،واﻋﻼن اﻟﯾوﻧﺳﻛو اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺑﺷﺄن اﻟﺗﻧوع اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻟﻌﺎم ٕ ، 2001واﻋﻼن اﺳطﻧﺑول ﻟﻌﺎم ، 2002
اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻓﻲ اﺟﺗﻣﺎع اﻟﻣﺎﺋدة اﻟﻣﺳﺗدﯾرة اﻟﺛﺎﻟث ﻟوزراء اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ،وﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﺗراﺑط اﻟﺣﻣﯾم ﺑﯾن اﻟﺗراث
اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺎدي واﻟﺗراث اﻟﻣﺎدي اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻟطﺑﯾﻌﻲٕ ،واذ ﯾﻼﺣظ أن ﻋﻣﻠﯾﺗﻲ اﻟﻌوﻟﻣﺔ واﻟﺗﺣول
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻣﺎ ﺗوﻓراﻧﻪ ﻣن ظروف ﻣﺳﺎﻋدة ﻋﻠﻰ إﻗﺎﻣﺔ ﺣوار ﻣﺗﺟدد ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت،
ﻓﺈﻧﻬﻣﺎ ،ﺷﺄﻧﻬﻣﺎ ﺷﺄن ظواﻫر اﻟﺗﻌﺻب ،ﺗﻌرﺿﺎن اﻟﺗراث اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺎدي ﻷﺧطﺎر اﻟﺗدﻫور واﻟزوال
واﻟﺗدﻣﯾر ،وﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﺑﺳﺑب اﻻﻓﺗﻘﺎر إﻟﻰ اﻟﻣوارد اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺻون ﻫذا اﻟﺗراث.31
أﻣﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ﻓﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ أﻛﺛر ﻷﻧﻪ ﻫو ﺻﺎﺣب اﻟﺗراث واﻟﺧزان اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻟﻪ ﻓﯾﺟب ﻋﻠﻰ
اﻷﻓراد ﺻﯾﺎﻧﺔ ﻫذا اﻟﺗراث ﺿﻣن اﻟﻌﻣل اﻟﺟﻣﻌﻲ ،وأﺷﺎر أ.د .ﻫـﺎﻧﻲ ﻫﯾﺎﺟـﻧﻪ ﻣﻣﺛل اﻷردن ﻓﻲ اﻟﻠﺟﻧﺔ
اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﯾوﻧﺳﻛو ﺑﺷﺄن ﺻون اﻟﺗراث اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺎدي إﻟﻰ أن:
»ﻣراﻛز اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺣﻠﻲ وراﺑطﺎﺗﻪ ،واﻟﻣﺗﺎﺣف ،ودور اﻟﻣﺣﻔوظﺎت ،واﻟﻛﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﻣﺎﺛﻠﺔ اﻷﺧرى
ﯾﻣﻛن أن ﺗؤدي دوراً ﺣﯾوﯾﺎً ﻓﻲ دﻋم ﻧﻘل اﻟﺗراث اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺎدي ٕواطﻼع ﻋﺎﻣﺔ اﻟﺟﻣﻬور ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ
ﻫذا اﻟﺗراث ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ .وﻟﻛﻲ ﺗﺳﻬم ﻫذﻩ اﻟﻣراﻛز واﻟراﺑطﺎت ﻓﻲ اﻟﺗوﻋﯾﺔ
ﺑﺎﻟﺗراث اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺎدي وﺑﺄﻫﻣﯾﺗﻪ ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗُﺷ ﱠﺟﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :أن ﺗﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ
ﻛﻔﺿﺎء ﺛﻘﺎﻓﻲ ﯾﻣﻛن ﻓﻲ إطﺎرﻩ ﺻون ﺗراﺛﻬﺎ اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺎدي ﺑﺎﺳﺗﺧدام وﺳﺎﺋل ﻏﯾر رﺳﻣﯾﺔ ،أن
ﺗُﺳﺗﺧدم ﻛﺄﻣﺎﻛن ﻟﻧﻘل اﻟﻣﻌرﻓﺔ واﻟﻣﻬﺎرات اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻓﺗﺳﻬم ﺑذﻟك ﻓﻲ اﻟﺣوار ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن اﻷﺟﯾﺎل ،أن ﺗﻌﻣل
ﻛﻣراﻛز ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺑﺷﺄن اﻟﺗراث اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺎدي ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺣﻠﻲ.32
ﺧﺎﺗﻣﺔ:
ﯾﺣﻣل اﻟﺗراث أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑرى ﻟدورﻩ اﻟﻔﻌﺎل ﻓﻲ ﺗﻐذﯾﺔ اﻟﻌﻘل اﻟﺟﻣﻌﻲ وﻣدﻩ ﺑﺎﻟﻘﯾم ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب إﺳﻬﺎﻣﻪ ﻓﻲ
ﺗﺷﻛﯾل اﻟوﻋﻲ اﻟﻌﺎم ،وﻟﻬذا ﻛﺎن اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﯾﻪ وﻧﺷرﻩ وﻧﻘﻠﻪ ﻋﺑر اﻷﺟﯾﺎل واﻟﺣرص ﻋﻠﻰ ﺿﻣﺎن اﺳﺗﻣ اررﯾﺗﻪ
ﺧﯾطﺎ ﺷﻌورًﯾﺎ ﯾﺿﻣن
ً ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺟﻣﯾﻊ ﺑﻼ اﺳﺗﺛﻧﺎء ،ﻓﻛﻠﻧﺎ راع وﻛﻠﻧﺎ ﻣﺳؤول ﻋن ﺻون ﺗراﺛﻧﺎ اﻟذي ﯾُ ﻣﺛل
ﺗواﺻل اﻷﺟﯾﺎل ،ﻛﻣﺎ ﯾﺣدد ﻣﻼﻣﺢ ﻫوﯾﺗﻧﺎ.
872
رﻓﺎف ﺷﻬرزاد اﻟﺗراث اﻟﻼﻣﺎدي اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر دراﺳﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ أﻧﺛروﺑوﻟوﺟﯾﺔ
:اﻟﻣﻼﺣق
- Jérôme Louis, La question d’Orient sous Louis-Philippe. Histoire. Ecole pratique des hautes
études ephe paris, 2004,p159.
2- Jérôme Louis, op cit ,p 172
3 - Jérôme Louis, op cit ,p 194
4- Jérôme Louis, op cit ,p 192
.2020/05/26 ﺑﺘﺎرﯾﺦ،21.44: ﺳﺎﻋﺔ اﻻرﺗﺒﺎط ﺑﺎﻟﺸﺒﻜﺔ، https://www.oumyasmin.com -5
1
Canonnier turc, Gabriel-Alexandre Decamps, 1830.: 01رﻗم اﻟﻣﻠﺣق
873
رﻓﺎف ﺷﻬرزاد اﻟﺗراث اﻟﻼﻣﺎدي اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر دراﺳﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ أﻧﺛروﺑوﻟوﺟﯾﺔ
874
رﻓﺎف ﺷﻬرزاد اﻟﺗراث اﻟﻼﻣﺎدي اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر دراﺳﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ أﻧﺛروﺑوﻟوﺟﯾﺔ
1
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم 03:
875
رﻓﺎف ﺷﻬرزاد اﻟﺗراث اﻟﻼﻣﺎدي اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر دراﺳﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ أﻧﺛروﺑوﻟوﺟﯾﺔ
3
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم 04:
ﯾﻣﺛل ﺳﯾدة ﻣن ﺣرﻣﻠك ﻗﺻر ﺑﺎي ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ اﺣﻣد ﺑن ﺷرﯾف ﻓﻲ ﻛﺎﻣل اﻧﺎﻗﺗﻬﺎ
876
رﻓﺎف ﺷﻬرزاد اﻟﺗراث اﻟﻼﻣﺎدي اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر دراﺳﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ أﻧﺛروﺑوﻟوﺟﯾﺔ
4
اﻟﻣﻠﺣق رﻗم:05اﻟﻠﺑﺎس اﻟﺗﻘﻠﯾدي اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻌﻬد اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ
877
رﻓﺎف ﺷﻬرزاد اﻟﺗراث اﻟﻼﻣﺎدي اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر دراﺳﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ أﻧﺛروﺑوﻟوﺟﯾﺔ
اﻟﻬواﻣش:
-1أﺷرف ﺻﺎﻟﺢ ﻣﺣﻣد اﻟﺳﯾد ،اﻟﺗراث اﻟﺣﺿﺎري ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ أﺳﺑﺎب اﻟدﻣﺎر واﻟﺗﻠف وطرق اﻟﺣﻔﺎظ ،ﻣؤﺳﺳﺔ
اﻟﻧور ﻟﻠﺛﻘﺎﻓﺔ واﻹﻋﻼم،ﺟﺎﺋزة اﻟﻧور ﻟﻺﺑداع ،دورة اﻟﻣﻔﻛر ﻋﺑد اﷲ اﻟﺻﺎﺋﻎ ،اﻟﺳوﯾد،2009،ص. ) 05
(www.alnoor.se
-2اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ.
-3اﺑن ﻣﻧظور،ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب،ﻣﺞ،1ج ،6ص،492ﯾﻧظر :دﻧﯾس ﻛوش ،ﻣﻔﻬوم اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ،
ﺗرﺟﻣﺔ ﻣﻧﯾر اﻟﺳﻌﯾداﻧﻲ ،ﻣراﺟﻌﺔ اﻟطﺎﻫر ﻟﺑﯾب ،ﻣرﻛز دراﺳﺎت اﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺑﯾروت،2007 ،
ص.123-122
-4ﺳﺎﻣﯾﺔ ﻋزﯾز ،ﻋﻣر ﺣﻣداوي ،دور اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻬوﯾﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻌوﻟﻣﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ
اﻟﻌﻠوم اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻋدد ﺧﺎص )اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟدوﻟﻲ اﻻول ﺣول اﻟﻬوﯾﺔ واﻟﻣﺟﺎﻻت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ظل
اﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺳوﺳﯾوﺗﻘﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ص.dspce.univ-ouargla.dz ،714-713
-5ﻣﺎﻟك ﺑن ﻧﺑﻲ ،ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،ﺗرﺟﻣﺔ ﻋﺑد اﻟﺻﺑور ﺷﺎﻫﯾن ،دار اﻟﻔﻛر ،اﻟﺟزاﺋر ،1994 ،ص.19
-6أﺷرف ﺻﺎﻟﺢ ﻣﺣﻣد اﻟﺳﯾد ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق،ص.8-7
-7ارزﻗﻲ ﺷوﺗﯾﺎم،اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري وﻓﻌﺎﻟﯾﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻬد اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ،1830-1519رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل درﺟﺔ
دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺣدﯾث واﻟﻣﻌﺎﺻر ،إﺷراف ﻋﻣﺎر ﺑن ﺧروف ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،2006-2005،ص .322
- 9ﻣوﻻي ﺑﺎﻟﺣﻣﯾﺳﻲ ،اﻟﺟزاﺋر ﻣن ﺧﻼل رﺣﻼت اﻟﻣﻐﺎرﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻬد اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ،اﻟﺷرﻛﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،
اﻟﺟزاﺋر ،ط ،2ص.14
- 10اﻟﺗﻣﻘروﺗﻲ :ﻫو أﺑو اﻟﺣﺳن ﻋﻠﻲ ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﻠﻲ ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻰ ﻗرﯾﺔ ﺗﻣﻘروت ﺑوادي درﻋﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب اﻻﻗﺻﻰ،
وﻟد ﻓﻲ ﺣواﻟﻲ 1560و ﺗﻘﻠد ﻣﻧﺎﺻب ﻫﺎﻣﺔ ورﺳﻣﯾﺔ ﺑﺑﻼط ﻣراﻛش ،ﻛﻠف ﺑﺳﻔﺎرة ﻧﺣو اﺳﺗﺑول ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1589م
،ﻧزل ﺑﺑﻌض اﻟﻣدن اﻟﺳﺎﺣﻠﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،ﺳﺟل اﻟﺳﻔﯾر اﻧطﺑﺎﻋﺎﺗﻪ وﻣﻼﺣظﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻛﺗﺎب ﺳﻣﺎﻩ "اﻟﻧﻔﺣﺔ اﻟﻣﺳﻛﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﺳﻔﺎرة اﻟﺗرﻛﯾﺔ" ،ﺗﺣدث اﻟﺗﻣﻘروﺗﻲ ﻋن اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ دﻫﺎﺑﻪ واﯾﺎﺑﻪ ﻗدم ﻫذا اﻟرﺣﺎﻟﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻧﻔﯾﺳﺔ ﻋن اﻟﺟزاﺋر
ﺧﻼل اﻟﻌﻬد اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ.ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص.17
-11اﻟﻌﯾﺎﺷﻲ :ﻫو أﺑو ﺳﻠﯾم ﻋﺑد اﷲ ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن أﺑﻲ ﺑﻛر ،اﻟﻌﯾﺎﺷﻲ اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ وﻟد ﺑﻘﺑﯾﻠﺔ آﯾت ﻋﯾﺎش ﻗرب ﺗﺎﻓﻼﻟت
ﻓﻲ 1628م ﻛﺎن ﻣﺣدﺛﺎ وﺻوﻓﯾﺎ وﻋﺎﻟﻣﺎ وﺷﺎﻋ ار ،ﺗرك رﺣﻠﺔ ﺿﺧﻣﺔ ﺳﻣﺎﻫﺎ "ﻣﺎء اﻟﻣواﺋد" ،رﺣﻠﺔ ﻗﯾﻣﺔ وﺻف ﻣن
ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﺟﻧوب اﻟﺟزاﺋري وﻣدﻧﻪ وﻋﻠﻣﺎﺋﻪ .ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص.18
-12اﺑو اﻟﻘﺎﺳم ﺳﻌد اﷲ ،ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺟزاﺋر اﻟﺣدﯾث ،ﺑداﯾﺔ اﻻﺣﺗﻼل،ط،3اﻟﺷرﻛﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر،1982 ،ص.151
-13ج.أو .ﻫﺎﺑﻧﺳﺗراﯾت ،رﺣﻠﺔ اﻟﻌﺎﻟم اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ:ج.أو .ﻫﺎﺑﻧﺳﺗراﯾت)1145ﻫـ1732-م( ،ﺗرﺟﻣﺔ وﺗﻘدﯾم وﺗﻌﻠﯾق
ﻧﺎﺻر اﻟدﯾن ﺳﻌﯾدوﻧﻲ ،دار اﻟﻐرب اﻻﺳﻼﻣﻲ ،ﺗوﻧس) ،ب.د(،ص.46
- 14ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ،ص. 48
-15اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ.
878
رﻓﺎف ﺷﻬرزاد اﻟﺗراث اﻟﻼﻣﺎدي اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر دراﺳﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ أﻧﺛروﺑوﻟوﺟﯾﺔ
-16وﻟﯾم ﺳﺑﻧﺳر ،اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ﻋﻬد رﯾﺎس اﻟﺑﺣر ،ص ،100ﯾﻧظر Dr Shaw; Voyage dans la Régence
D' Alger traduit de Langlais par J Malin éditeur; paris 1830;p129.
-17ﺣﺻﺎم ﺻورﯾﺔ ،اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن إﯾﺎﻟﺗﻲ اﻟﺟزاﺋر وﺗوﻧس ﺧﻼل اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ
اﻟﺣدﯾث واﻟﻣﻌﺎﺻر،إﺷراف ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ﺑن ﻧﻌﻣﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ وﻫران،ﻗﺳم اﻟﺗﺎرﯾﺦ وﻋﻠم اﻵﺛﺎر-2012،
،2013ص.172
-18ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص.173
-19وﻟد ﺗﯾدﻧﺎ ﺳﻧﺔ 1758ﻓﻲ ﯾوزﯾس ﻻﻧﻐدوك ﻣن ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻛﺎﺛوﻟﯾﻛﯾﺔ ﻣﯾﺳورة اﻟﺣﺎل ،ﻣﺎرس ﻣﻬﻧﺔ ﻧﻘل ﺑراﻣﯾل اﻟﺧﻣر
ﻣن ﻣﺎﻻﻗﺎ اﻟﻰ ﻣرﺳﯾﻠﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺗن ﺳﻔﯾﻧﺔ أﺳﺑﺎﻧﯾﺔ وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﻗﺑﺿﻪ ﻗرﺻﺎن اﻟﺑﺣر اﻟﺗﺎﺑﻌﯾن ﻟداي اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ ﻣﺗﻧﻬﺎ،
وﻟﺳوء اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن داي اﻟﺟزاﺋر واﺳﺑﺎﻧﯾﺎ اﻋﺗﺑر ﺗﯾدﻧﺎ أﺳﯾرا ،اﺷﺗراﻩ ﺑﺎي ﻣﻌﺳﻛر اﻟذي ﻛﺎن ﺑﺣﺎﺟﺔ ﻟﺷﺧص ﻣﺛﻘف
وﻣﺧﻠص ﻹدارة ﻣﻧزﻟﻪ ،ﻓﺑﻘﻲ ﻓﻲ ﻗﺻرﻩ وﻓﻲ ﺧدﻣﺗﻪ ﻣدة ﺛﻼﺛﺔ اﻋوام وﺳﺑﻌﺔ اﺷﻬر ،ﺗدرج ﺗﯾدﻧﺎ ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﻰ ان ﺻﺎر
ﺧزﻧدار ﺑﺎي اﻟﻐرب اﻟﺟزاﺋري ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﺛﻣﺎن ﺑﺎﺷﺎ اﻟﻣﻠﻘب ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺑﻣﺣﻣد اﻟﻛﺑﯾر)1791-1766م( ،وﻗد
أﻛﺳﺑﺗﻪ ﻣﻐﺎﻣراﺗﻪ ﻣﻊ أﻫل اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ اﻟﻐرب أﺷﯾﺎء ﻛﺛﯾرة ،ﻛﺗب ﻣذﻛراﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺻد ار ﻫﺎﻣﺎ وﺗﺣﻔظ ﻣذﻛرات
ﺗﯾدﻧﺎ ﻏﯾر ﻣطﺑوﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﺑﺑﺎرﯾس ،ﻗﺳم ﻣﺧطوطﺎت ف.أ ﻓرﻧﺳﺎ رﻗم ،10877وﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ 140
ﺻﻔﺣﺔ .ﯾﻧظر ﻋﻣﯾراوي اﺣﻣﯾدﻩ ،اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ أدﺑﯾﺎت اﻟرﺣﻠﺔ واﻷﺳر ﺧﻼل اﻟﻌﻬد اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ)ﻣذﻛرات ﺗﯾدﻧﺎ أﻧﻣوذﺟﺎ(،
دار اﻟﻬدى ،اﻟﺟزاﺋر،2003،ص.34-33
-20ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص .90-89
-21ج.أو .ﻫﺎﺑﻧﺳﺗراﯾت ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق،ص.49
-22ﻋﻣﯾراوي اﺣﻣﯾدﻩ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .92
اﻟﻐرب اﻹﺳﻼﻣﻲ -23أﺑو اﻟﻘﺎﺳم ﺳﻌد اﷲ ،ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺟزاﺋر اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 1830-1500م ،دار
،ﺑﯾروت،ط ،1998، 1ص .291
-24ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ ،ص.440
اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﺟزاﺋر ﺧﻼل اﻟﻌﻬد اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ودورﻫﺎ اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ)-925 -25ﻓوزﯾﺔ ﻟزﻏم ،اﻟﺑﯾوﺗﺎت واﻻﺳر
1246ﻫـ1830-1520/م( ،اﺷراف ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﻌﻣر ،أطروﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ واﻟﺣﺿﺎرة اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ ،وﻫران-2013،
2014م،ص.396
-26اﺑو اﻟﻘﺎﺳم ﺳﻌد اﷲ ،ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺟزاﺋر اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.443-442-441 ،
-27ﯾﺎﺳﯾن ﺑودرﯾﻌﺔ ،أوﻗﺎف اﻷﺿرﺣﺔ واﻟزواﯾﺎ ﺑﻣدﯾﻧﺔ اﻟﺟزاﺋر وﺿواﺣﯾﻬﺎ ﺧﻼل اﻟﻌﻬد اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺣﺎﻛم
اﻟﺷرﻋﯾﺔ وﺳﺟﻼت ﺑﯾت اﻟﻣﺎل واﻟﺑﺎﯾﻠك ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﺗﺧﺻص ﺗﺎرﯾﺦ ﺣدﯾث ،اﺷراف ،ﻋﺎﺋﺷﺔ
ﻏطﺎس،2007-2006 ،ص ، 75أﺷرف ﺻﺎﻟﺢ ﻣﺣﻣد ﺳﯾد ،اﻟﻣراﻛز اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ دار اﻟﺳﻠطﺎن )اﻟﺟزاﺋر( أواﺧر
اﻟﻌﺻر اﻟﺗرﻛﻲ ،أﻣﺎراﺑك ،ﻣﺟﻠﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﺻدر ﻋن اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ،اﻟﻣﺟﻠد
اﻟراﺑﻊ ،اﻟﻌدد اﻟﺳﺎﺑﻊ،2013،ص ،68-67ﯾﻧظرwww.amarabac.com:
-28ﯾﺎﺳﯾن ﺑودرﯾﻌﺔ ،ﻧﻔﺳﻪ.
879
رﻓﺎف ﺷﻬرزاد اﻟﺗراث اﻟﻼﻣﺎدي اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر دراﺳﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ أﻧﺛروﺑوﻟوﺟﯾﺔ
29اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣد ﺑن أﺑﻲ ﺷﻧب اﻟﻣوﻟود ﺑوﻻﯾﺔ " اﻟﻣدﯾﺔ" اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻌد ﻋن اﻟﺟزاﺋر اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ﺑﻧﺣو 90ﻛﯾﻠوﻣﺗ ار ،ﯾوم
اﻟﺛﻼﺛﺎء اﻟﻣواﻓق ) 10ﻣن رﺟب 1286ﻫـ= 26ﻣن أﻛﺗوﺑر ) 1869م ،وﻧﺷﺄ ﻓﻲ أﺳرة ﺗﻌود ﺟذورﻫﺎ إﻟﻰ ﻣدﯾﻧﺔ
"ﺑروﺳﺔ" اﻟﺗرﻛﯾﺔ وﻛﺎﻧت ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﻐﻧﻰ واﻟﯾﺳﺎر وﺗﻌﻣل ﺑﺎﻟزراﻋﺔ .وﻗد ﻋﻧﯾت ﻫذﻩ اﻷﺳرة ﺑﺗرﺑﯾﺔ اﺑﻧﻬﺎ
وﺗﻌﻠﯾﻣﻪ؛ ﻓﺣﻔظ ﺷﯾﺋﺎ ﻣن اﻟﻘرآن وﺗﻌﻠـم ﻣﺑـﺎدئ اﻟﻘـراءة واﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،ﺛم اﻟﺗﺣق ﺑﺎﻟﻣدارس اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻧﺷﺄﺗﻬﺎ ﻓرﻧﺳﺎ وﻓق
ﺧطﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﺷر ﺛﻘﺎﻓﺗﻬﺎ ،ﻓﺗﻌﻠم اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ وﻗ أر آداﺑﻬﺎ وﺗﺎرﯾﺧﻬﺎ ،وﺑﻌد أن أﻧﻬﻰ ﺗﻌﻠﯾﻣﻪ اﻟﺛﺎﻧوي اﻟﺗﺣق ﺑﻣدرﺳﺔ دار
اﻟﻣﻌﻠﻣﯾن اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﺑ ـ "أﺑﻲ زرﯾﻌـﺔ " ﺑﺎﻟﻘرب ﻣن اﻟﺟزاﺋر ،وﻗﺿﻰ ﺑﻬﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﻟﻠدراﺳﺔ ﺗﺧرج ﺑﻌدﻫﺎ ﻣﺟﺎ از ﺑﺗﻌﻠﯾم اﻟﻠﻐـﺔ
اﻟﻔرﻧﺳـﯾﺔ وآداﺑـﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣدارس اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ،ﺗرك اﺑن أﺑﻲ ﺷﻧب ﻣؤﻟّﻔﺎت وﺗﺣﻘﯾﻘﺎت وﻋﻠم ﻏزﯾر ،ﻓﻣن ﻛﺗﺑﻪ :ﺗﺣﻔﺔ
اﻷدب ﻓﻲ ﻣﯾزان أﺷﻌﺎر اﻟﻌرب 1906و ، 1928ﺷرح ﻟﻣﺛﻠﺛﺎت ﻗطرب ، 1906أﺑو دﻻﻣﺔ وﺷﻌرﻩ وﻫو أطروﺣﺗﻪ
ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟدﻛﺗوراﻩ اﻟﺗﻲ ﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺳﻧﺔ 1924م ،اﻷﻣﺛﺎل اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ اﻟدارﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر وﺗوﻧس واﻟﻣﻐرب 3
أﺟزاء ، 1907اﻷﻟﻔﺎظ اﻟطﻠﯾﺎﻧﯾﺔ اﻟدﺧﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ ﻋﺎﻣﺔ اﻟﺟزاﺋر ﻻ زال ﻣﺧطوطًﺎ ،ﻓﻬرﺳت اﻟﻛﺗب اﻟﻣﺧطوطﺔ ﻓﻲ
ﺧزاﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻷﻋظم ﺑﺎﻟﺟزاﺋر 1909وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻛﺗب واﻟﻣؤﻟﻔﺎت و ﻗد ﺗﺣﻘق ﻻﺑن أﺑﻲ ﺷﻧب ﻣﺎ أراد ،ﻓﻘد ﻗﺎم
ﻓﻲ ﻓﺗرة وﺟﯾزة ﻻ ﺗﺗﻌدى اﻟﻌﺷرﯾن ﺳﻧﺔ ﺑﺗﺣﻘﯾق ﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻣن اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ و اﻟﻣﻐﺎرﺑﯾﺔ و اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟﻬﺎﻣﺔ
،و اﺳﺗطﺎع ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة ﻧﻔﺳﻬﺎ أن ﯾﺗرﺟم ﺟزء ﻣن ﺗﻠك اﻟدراﺳﺎت و اﻟدواوﯾن اﻟﺷﻌرﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻋﺑر ﻣﻧﻬﺞ
ﻋﻠﻣﻲ أﻛﺎدﯾﻣﻲ دﻗﯾق ،ﺳﻬل ﺗواﺻـل اﻟﻔرﻧﺳﯾﯾن ﺛﻘﺎﻓﯾﺎ ﻣﻊ اﻟﺗراث اﻟﺟزاﺋري اﻟﻌرﯾق ،و اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺣﻘﻘﻬﺎ و
ﺗرﺟﻣﻬﺎ ﻣﺣﻣد ﺑن أﺑﻲ ﺷﻧب ﺗدل ﻋﻠﻰ اﻋﺗ اززة ﺑﺎﻧﺗﻣﺎﺋﻪ اﻟﺣﺿﺎري و اﻧﺗﻣﺎﺋﻪ اﻟوطﻧﻲ.ﯾﻧظر :ﺣﺳﯾن ﺗروش ،اﻻﻧﺗﻣﺎء
اﻟﺣﺿﺎري و اﻟﺗواﺻل ﻣﻊ اﻵﺧر ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗرﺟﻣﺔ ﻋﻧد ﻣﺣﻣد ﺑن أﺑﻲ ﺷﻧب ) ،( 1869/1929اﻻﻧﺗرﻧﯾت،
،hocaiche@yahoo.frﺳﺎﻋﺔ اﻻرﺑﺎط ﺑﺎﻟﺷﺑﻛﺔ ،11.40:اﻟﺗﺎرﯾﺦ .2015/09/17
-30ﻫﻧﺎك ﻋدة رﺳﺎﺋل ﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻋﺎﻟﺟت اﻟﺗراث ﻟﻼﻣﺎدي ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣﺛﺎل ذﻟك :ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﺣول اﻻﻟﻐﺎز
اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻻوراس "واد اﻟطﺎﻗﺔ" أﻧﻣوذﺟﺎ ﺟﻣﻊ ودراﺳﺔ اﻟطﺎﻟﺑﺔ ﺣﻠﯾﻣﺔ ﻋواج ،اﺷراف اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣد زرﻣﺎن ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
اﻟﺣﺎج ﻟﺧﺿر ﺑﺎﺗﻧﺔ.2007-2006،
-31ﻧص اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﺻون اﻟﺗراث اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺎدي ، https://ich.unesco.org/ar/convention،ﺳﺎﻋﺔ
اﻻرﺗﺑﺎط /00.13:ﺑﺗﺎرﯾﺦ.2020/05/29
-32ﻣﻘﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺑﻛﺔ ﺗﺣت ﻋﻧوان :د .اﻟﻬﯾﺎﺟﻧﺔ :ﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ ﻟﻬﺎ دور ﻓﺎﻋل ﻓﻲ ﺗﻌزﯾز اﻟﺗراث ،...
http://alrai.com/article/445310.html
ﺳﺎﻋﺔ اﻻرﺗﺑﺎط /00.13:ﺑﺗﺎرﯾﺦ.2020/05/29
880