‫اﻟﻤﺠﻠﺪ ‪ ، 10‬اﻟﻌﺪد ‪02‬‬

‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﺤﺮﻳﺎت‬

‫‪ ، 2022‬ص‪704-693‬‬

‫اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ ﻟﻸﻣﻦ ﻛﻀﻤﺎﻧﺔ ﻟ ﻘﻮق وا ﺮ ﺎت اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺔ‬

‫‪The supreme Security Coucil as guarantee of humain‬‬

‫‪right and freedoms‬‬
‫)‪(1‬ﻛﻴﻼ ز ﺮة‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻠﻴﺔ ا ﻘﻮق واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ أﺣﻤﺪ و ﺮان ‪02‬‬
‫‪Nawadir2948@yahoo.com‬‬

‫ﺗﺎر ﺦ اﻟ ﺸﺮ ‪:‬‬ ‫ﺗﺎر ﺦ ا ﻟﻘﺒﻮل ‪:‬‬ ‫ﺗﺎر ﺦ اﻻرﺳﺎل‪:‬‬

‫‪2022 / 10 / 10‬‬ ‫‪2022 / 09 / 19‬‬ ‫‪2022 / 07 / 16‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﳌ ﺺ‪:‬‬
‫ﻧــﺺ اﳌﺆﺳــﺲ اﻟﺪﺳــﺘﻮري ﻋ ـ ﻣﺠﻤﻮﻋــﺔ ﻣــﻦ ا ﻘــﻮق وا ﺮ ــﺎت اﻟﺪﺳــﺘﻮر ﺔ اﻟ ـ ﻳﺠــﺐ ﻋ ـ اﻟﺴــﻠﻄﺎت‬
‫اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ أن ﻌ ـ ف ــﺎ ﻟﻠﻤ ــﻮاﻃﻦ‪ ،‬ﺑ ــﻞ أﻟﺰﻣ ــﺎ ﺑﺘﻔﻌﻴﻠ ــﺎ ﺣ ـ ـ ﻳ ﺴـ ـ ﻟﻠﻤ ــﻮاﻃﻦ اﻹﺣﺴ ــﺎس ــﺎ واﻟﻌـ ـ ﺶ ـ ـ‬
‫ﻛﻨﻔ ﺎ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﻛﻔﻞ ﺣﻤﺎﻳ ﺎ ﺑﺄن ﻣﻨﺤﮫ ﻞ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ اﻟ ﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻟ ﺎ اﻟﺪﻓﺎع ﻋ ـﺎ ﺿـﺪ‬
‫أي ﻌﺴــﻒ ﻣــﻦ اﻟﺴــﻠﻄﺎت‪ ،‬وﺷــﻤﻠﺖ ــﺬﻩ اﻹﺟـﺮاءات اﻟﻈــﺮوف اﻟﻌﺎدﻳــﺔ واﻟﻈــﺮوف ﻏ ـ اﻟﻌﺎدﻳــﺔ‪ ،‬وﻓﻴﻤــﺎ ﻳ ـ‬
‫ﻧﺨﺼـ ــﺺ ﻣ ـ ــﺪاﺧﻠﺘﻨﺎ إﺣ ـ ــﺪى ـ ــﺬﻩ اﻹﺟ ـ ـﺮاءات‪ ،‬و ﺘﻌﻠ ـ ــﻖ اﻷﻣـ ــﺮ ﺑ ـ ــﺎﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ ـ ـ ﻟﻸﻣـ ــﻦ ﻛ ﻴﺌ ـ ــﺔ دﺳ ـ ــﺘﻮر ﺔ‬
‫اﺳ ﺸ ــﺎر ﺔ ﻳﻨ ــﺪرج اﺧﺘﺼﺎﺻ ـ ﺎ ﺿ ــﻤﻦ اﻹﺟ ـﺮاءات اﻟﺪﺳ ــﺘﻮر ﺔ ﻤﺎﻳ ــﺔ ا ﻘ ــﻮق وا ﺮ ــﺎت اﻟﺪﺳ ــﺘﻮر ﺔ ـ‬
‫اﻟﻈﺮوف اﻻﺳﺘ ﻨﺎﺋﻴﺔ‬

‫اﻟ ﻠﻤﺎت اﳌﻔﺘﺎﺣﻴﺔ‪:‬‬

‫اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ ﻟﻸﻣﻦ ‪-‬اﺳ ﺸﺎرة‪-‬ﻇﺮوف اﺳﺘ ﻨﺎﺋﻴﺔ‪-‬ﺣﻘﻮق وﺣﺮ ﺎت‪-‬ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻀﺮورة‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪:.The constitutional founder stipulated a set of constitutional rights‬‬
‫‪and freedoms that public authorities must recognize for the citizen,‬‬
‫‪and even obliged them to activate them so that the citizen can feel‬‬
‫‪them and live in their custody, and he has also ensured their protection‬‬

‫اﳌﺆﻟﻒ اﳌﺮﺳﻞ ‪ :‬ﻛﻴﻼ ز ﺮة‬

‫‪693‬‬
 ‫اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻸﻣﻦ ﻛﺂﻟﯿﺔ ﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﺤﺮﯾﺎتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
by giving him all the legal means by which he can defend them
against any abuse of Authorities, these procedures included normal
and extraordinary circumstances, and below we allocate our
intervention to one of these procedures. The matter concerns the
Supreme Security Council as a consultative constitutional body whose
jurisdiction falls within the constitutional procedures to protect
.constitutional rights and freedoms in exceptional circumstances
key words
The supreme security concil-consultation-exceptinal circumstances-right and
freedoms-state of necessity –

694
 ‫ﻛﯿﻼﻟﻲ زھﺮة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‪:‬‬
‫ﻳﻀﻤﻦ اﳌﺆﺳﺲ اﻟﺪﺳﺘﻮري ﻟﻠﻤﻮاﻃﻦ ا ﺰاﺋﺮي ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ا ﻘﻮق وا ﺮ ﺎت‬
‫اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺔ‪ ،‬و ﻮزﻋ ﺎ إ ﺻﻨﻔ ن ‪ ،‬ﺻﻨﻒ ﻳﺘﻜﻔﻞ ﻮ ﺑ ﻨﻈﻴﻤﮫ‪ ،‬وﺻﻨﻒ آﺧﺮ ﻳ ك ﺗﻨﻈﻴﻤﮫ‬
‫ﻟﻠﻤﺸﺮع اﻟﻌﺎدي ﻣﻊ وﺿﻊ ﻌﺾ اﻟﻘﻴﻮد واﻟﻀﻮاﺑﻂ اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺔ اﻟ ﻳﺘﻌ ن ﻋ ﺬا اﻷﺧ‬
‫ﻣﺮاﻋﺎ ﺎ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺬا اﻟﺼﻨﻒ ﻣﻦ ا ﻘﻮق‪ ،‬ﻛﻀﻤﺎن ﻟﺘﻔﻌﻴﻠ ﺎ وﺟﻌﻞ اﳌﻮاﻃﻦ ﻳ ﻨﻌﻢ ﺎ‪،‬‬
‫و ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إ ﺬﻩ اﻟﻀﻤﺎﻧﺔ ﻳﻜﺮس اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ واﻟﻄﺮق ﻤﺎﻳ ﺎ‪ ،‬ﻣﻦ ﺑ ن ﺬﻩ‬
‫اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋ دﺳﺘﻮر ﺔ اﻟﻘﻮاﻧ ن‪ ،‬واﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻹدار ﺔ واﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ا ﺟﺎﻧﺐ‬
‫ﺬﻩ اﳌﺪاﺧﻠﺔ ﻋ ﺿﻤﺎﻧﺔ‬ ‫اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮ ﻖ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﺴﻠﻂ اﻟﻀﻮء‬
‫أﺧﺮى ﻻ ﺗﻈ ﺮ ﻟﻠﻜﺜ ﻋ أ ﺎ وﺳﻴﻠﺔ ﻤﺎﻳﺔ ا ﻘﻮق وا ﺮ ﺎت اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺔ إﻻ ﺑﺎﻹﻃﻼع‬
‫ﻋ دور ﺎ وﺻﻼﺣﻴ ﺎ‪ .‬ﻣﻦ ﺑ ن ﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺔ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻻﺳ ﺸﺎرﺔ‬
‫ﺎﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ اﻹﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ ﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﻴﺔ‪...‬إ ﻏ ﺎ‪ ،‬وﺳﻮف ﻧﺮﻛﺰ ﺬﻩ‬
‫اﻟﺴﻄﻮر ﻋ دور اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ ﻟﻸﻣﻦ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺬﻩ ا ﻘﻮق وا ﺮ ﺎت اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺔ‬
‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻮﻗﻒ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺪﺳﺘﻮر وا ﺮوج ﻣﻦ ا ﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎدﻳﺔ إ ا ﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘ ﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟ‬
‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﺤﺮﯾﺎت‬

‫ﺗ ر ﻌﺾ اﻹﺟﺮاءات اﻟ ﻌﺪ ﻏ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻮ اﺗﺨﺬت اﻟﻈﺮوف اﻟﻌﺎدﻳﺔ‪ ،‬ﻣﻦ ﺧﻼل‬

‫ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺸﺄﺗﮫ و ﺸﻜﻴﻠﺘﮫ‪،‬وﻣﺎ ﺻﻼﺣﻴﺎﺗﮫ وﻣﺪى ﻓﻌﺎﻟﻴﺘﮫ ﺣﻤﺎﻳﺔ ا ﻘﻮق وا ﺮ ﺎت‬
‫اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺔ؟‬
‫اﳌﺒﺤﺚ اﻷول‪ :‬ﻌﺮ ﻒ اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ ﻟﻸﻣﻦ و ﺸﺄﺗﮫ ‪.‬‬
‫ﻧﺺ اﳌﺆﺳﺲ اﻟﺪﺳﺘﻮري ا ﺰاﺋﺮي اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎ ﻲ ﻣﻦ دﺳﺘﻮر ‪ 2020‬ﻋ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ‬
‫ا ﻘﻮق وا ﺮ ﺎت اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ واﳌﺴﺘﺠﺪة‪ ،‬ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺎ اﳌﻮاﻃﻦ ا ﺰاﺋﺮي وأﻟﺰم اﻟﺪوﻟﺔ ﻋ أن‬
‫ﻌﻤﻞ ﺟﺎ ﺪة ﻋ ﺗﻔﻌﻴﻠ ﺎ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺷﻤﻠ ﺎ ﺑﺎﻟﻜﺜ ﻣﻦ اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﻟﻈﺮوف اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﻟﻴﺼﻞ‬
‫ﻣﺴﺘﻮى ا ﻤﺎﻳﺔ ا ا ﺎﻻت اﻻﺳﺘ ﻨﺎﺋﻴﺔ‪،‬ﻻﺳﻴﻤﺎ اﺳ ﺸﺎرة ﻌﺾ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺔ‬
‫ﻻﻗﺮار ﺬﻩ ا ﺎﻟﺔ ‪،‬وا ﺮوج ﻣﻦ اﳌﻌ ﻮد واﻟﺪﺧﻮل ا ﺎﻻت ﻏ اﻟﻌﺎدﻳﺔ‪ ،‬وﻣﻦ ﺑ ن ﺬﻩ‬
‫اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻻﺳ ﺸﺎر ﺔ اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ ﻟﻸﻣﻦ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﮫ اﳌﺎدة ‪ 208‬ﻣﻦ اﻟﺪﺳﺘﻮر‪،‬‬
‫و ﻐﺮض اﻹﺣﺎﻃﺔ أﻛ ﺬﻩ اﳌﺆﺳﺴﺔ ﻧﺤﺪد ﻌﺮ ﻔﮫ و ﺸﺄﺗﮫ وﻛﺬا ﺸﻜﻴﻠﺘﮫ‪.‬‬
‫اﳌﻄﻠﺐ اﻷول‪ : :‬ﻌﺮ ﻔﮫ و ﺸﺄﺗﮫ‪.‬‬
‫ﺻﻨﻒ اﳌﺆﺳﺲ اﻟﺪﺳﺘﻮري اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ ﻟﻸﻣﻦ ﺿﻤﻦ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻻﺳ ﺸﺎر ﺔ وأﺣﺎل‬
‫ﻋ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺸﻜﻴﻠﺘﮫ وﻛﺬا اﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺗﮫ واﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺗﮫ‪.‬‬

‫‪695‬‬
 ‫اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻸﻣﻦ ﻛﺂﻟﯿﺔ ﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﺤﺮﯾﺎتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أوﻻ‪ :‬ﻌﺮ ﻒ اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ ﻟﻸﻣﻦ‬
‫ﺧﺪﻣﺔ ﺗﻘﺪم ﻣﻦ ﻃﺮف ﺺ أو ﻋﺪة أ ﺎص‬ ‫اﻻﺳ ﺸﺎرة ﻣﻌﻨﺎ ﺎ اﻻﺻﻄﻼ‬
‫ﻃﺒﻴﻌﻴ ن أو اﻋﺘﺒﺎر ن ﻣﺆ ﻠ ن داﺧﻠﻴ ن أو ﺧﺎرﺟﻴ ن ﻣﺤﻠﻴ ن أو دوﻟﻴ ن‪ ،‬اﻣﺎ ﻋﻦ ﻃﺮق‬
‫اﳌﺴ ﺸ )اﳌﺴﺘﺨﺪم( أو ﻋﻦ ﻃﺮ ﻖ اﻟﻄﻠﺐ أو اﻹﺧﻄﺎر ﻛﻤﺎ ﻮ ﻣﻌﺮوف ﺑﺎﻟ ﺴﺒﺔ ﻟﻠ ﻴﺌﺎت‬
‫اﻻﺳ ﺸﺎر ﺔ ذات اﻟﻄﺎ ﻊ ا ﻮﻣﻲ ‪،‬وﺗ ﻮن ﺬﻩ ا ﺪﻣﺔ ﻋ ﺷ ﻞ دراﺳﺎت وآراء‬
‫وﺗﻮﺻﻴﺎت ﺗﻤﺜﻞ أﺻﻠ ﺎ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋ ﺷ ﻞ ﺑﺪاﺋﻞ أو ﺣﻠﻮل ﳌﺸﺎ ﻞ ﻗﺎﺋﻤﺔ أو ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ‬
‫ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺼﻨﻊ أو ﺗﻄﻮ ﺮأو ﺗﻘﻴﻴﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.1‬‬
‫ﻛﻤﺎ ﻌﺮف ‪":‬ﺑﺄ ﺎ ﺧﺪﻣﺔ ﻳﻘﺪﻣ ﺎ ﺺ أو أ ﺎص ﻟ ﻢ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻘﻼل واﻟﺘﺄ ﻴﻞ ﻣﺎ‬
‫ﻳﻤﻜ ﺎ ﻣﻦ ﻌﺮ ﻒ و ﺤﺚ اﳌﺸﻜﻼت اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺴﻴﺎﺳﺎت اﳌﻨﻈﻤﺔ و ﻨﻈﻴﻤ ﺎ و ﻄﺮق‬
‫واﺟﺮاءات ﻋﻤﻠ ﺎ‪ ،‬وﻣﻦ ﺛﻢ اﻟﺘﻮﺟﻴﮫ ﻌﻤﻞ واﺟﺮاء ﻣﺤﺪد ﳌﻌﺎ ﺔ اﳌﺸﻜﻼت واﳌﺴﺎﻋﺪة‬
‫أﻳﻀﺎ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺘﻮﺻﻴﺎت اﳌﻘﺪﻣﺔ‪.2‬‬
‫أﻣﺎ اﻟ ﻴﺌﺎت اﻻﺳ ﺸﺎرﺔ ﻓﻴﻌﺮﻓ ﺎ ﺑﺄ ﺎ ﺗﻠﻚ اﻻﺟ ﺰة اﻟ ﺑﺤﻜﻢ ﺗﺨﺼﺼ ﺎ ﺬﻩ اﻷﻣﻮر‬
‫ﻌﺘ اﻗﺪر أﺟ ﺰة اﻟﺪوﻟﺔ ﻋ ﺗﺰو ﺪ وﺣﺪات اﻻدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﺮأي واﳌﺸﻮرة ﺷﺆون‬
‫اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺳﻮاء ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ أو اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻔﻨﻴﺔ ‪ ،‬وا ﻘﻴﻘﺔ أن ﻛﻔﺎﻳﺔ‬
‫اﻻدارة ﺗﺘﻮﻗﻒ ا ﺣﺪ ﻌﻴﺪ ﻋ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﺬﻩ ا ﺪﻣﺔ اﻻﺳ ﺸﺎر ﺔ ﻓﺎﻹدارة ﺗﻨﻄﻮي ﻋ‬
‫ﻣﺸﺎ ﻞ ﺸﺮ ﺔ‪ ،‬وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗ ﻮن ﻣﻌﺎ ﺎ ﻋ ﻧﺤﻮ ا ﺴﺎ ﻲ أﻓﻀﻞ‪.3‬‬
‫وﻗﺪ ﺣﺮص اﳌﺆﺳﺲ اﻟﺪﺳﺘﻮري ا ﺰاﺋﺮي ﻋ اﻓﺮاد ﺑﺎب ﺧﺎص ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﻻﺳ ﺸﺎرﺔ‬
‫و ﻮ اﻟﺒﺎب ا ﺎﻣﺲ اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟ ﻴﺌﺎت اﻻﺳ ﺸﺎر ﺔ‪ ،‬وذﻛﺮ اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ ﻟﻸﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺬﻩ‬
‫اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺬي ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﮫ اﳌﺎدة ‪ 208‬ﺑﻘﻮﻟ ﺎ‪ ":‬ﻳﺮأس رﺋ ﺲ ا ﻤ ﻮر ﺔ اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ‬
‫ﻟﻸﻣﻦ‪.‬‬
‫ﻳﻘﺪم اﳌﺠﻠﺲ اﻻﻋ ﻟﻸﻣﻦ ﻟﺮﺋ ﺲ ا ﻤ ﻮر ﺔ آراء اﳌﺴﺎﺋﻞ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻣﻦ اﻟﻮﻃ ‪.‬‬

‫‪1‬أﺣﻤﺪ ﻃﻴﻠﺐ‪،‬دور اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت رﺳﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ا ﺰاﺋﺮ‪،‬دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﳌﺠﻠﺲ اﻟﻮﻃ‬
‫اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻻﺟﺘﻤﺎ ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘ ‪ ،‬ﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻹﻋﻼم‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ا ﺰاﺋﺮ‪،2007 ،‬ص‬
‫‪163‬‬
‫‪2‬ﻧﻔﺲ اﳌﺮﺟﻊ‪،‬ص‪.164‬‬
‫‪3‬‬

‫‪696‬‬
 ‫ﻛﯿﻼﻟﻲ زھﺮة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻳﺤﺪد رﺋ ﺲ ا ﻤ ﻮر ﺔ ﻛﻴﻔﻴﺎت ﺗﻨﻈﻴﻢ اﳌﺠﻠﺲ اﻻﻋ ﻟﻸﻣﻦ وﻋﻤﻠﮫ" وﻗﺪ أﺣﺎل ا‬
‫ﺳﻠﻄﺔ رﺋ ﺲ ا ﻤ ﻮر ﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻧﻈﺎﻣﮫ اﻟﻘﺎﻧﻮ ﻲ إﻃﺎر ﺳﻠﻄﺘﮫ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ اﻟ ﻳﻘﺮ ﺎ‬
‫اﻟﺪﺳﺘﻮر‪.‬‬
‫وﻋﻠﻴﮫ‪ ،‬ﻌﺮف اﳌﺠﻠﺲ اﻻﻋ ﻟﻸﻣﻦ ﻋ اﻧﮫ ﻴﺌﺔ اﺳ ﺸﺎر ﺔ ﻟﺪى رﺋ ﺲ ا ﻤ ﻮر ﺔ‬
‫ﻳﺪ ﺑﺮأﻳﮫ ﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﻣﻦ ﺗﺨﺺ ﻣﻴﺎدﻳﻦ اﻟ ﺸﺎط اﻟﻮﻃ أو اﻟﺪو ‪ ،1‬و ﺬا‬
‫ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻈﺮوف اﻟﻌﺎدﻳﺔ ‪ ،‬واﻟﻈﺮوف ﻏ اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﻋ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺳﻮف ﻧﻮ ﮫ ﻓﻴﻤﺎ‬
‫ﻌﺪ‪.‬‬
‫ﻞ ا ﺎﻻت اﻟ ﺴﺘﻮﺟﺐ ﻓ ﺎ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﺳ ﺸﺎرة ﺬﻩ‬ ‫ﻓﻘﺮار رﺋ ﺲ ا ﻤ ﻮر ﺔ‬
‫اﻟ ﻴﺌﺔ ‪،‬ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋ اﻟﺘﻘﺎرﺮ اﻟ ﻳﻘﺪﻣ ﺎ اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ ﻟﻸﻣﻦ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻈﺮوف‬
‫ﻏ اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﻓ ﻮ ﻣﻦ ﻳﺤﺪد درﺟﺔ ﺧﻄﻮرة اﻷوﺿﺎع ‪ ،‬واﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﳌﻮاﺟ ﺎ‪ ،‬ﺣ‬
‫وان ﺎن ﻗﺮار ﺬﻩ اﻷﺧ ة ﻏ ﻣﻠﺰﻣﺎ ﻟﻜﻨﮫ إﺟﺮاء ﺷﻜ ﺟﻮ ﺮي ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺮﺋ ﺲ‬
‫ا ﻤ ﻮر ﺔ أن ﻳﺨﺎﻟﻔﮫ ﺣ وان ﺑﻘﻴﺖ ﻟﮫ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻘﺮاراﻟ ﺎ ﻲ ﻷﻧﮫ ﻌﺘ ﻣﺨﺘﺼﺎ ﻧﻮﻋﻴﺎ‬
‫ﻗﻀﺎﻳﺎ اﻷﻣﻦ واﻟﺪﻓﺎع ‪ ،3‬وﻷﻧﮫ ﻳﺘ ﻮن ﻣﻦ ﻣﺨﺘﺼ ن ﻛﺮﺋ ﺲ ا ﻮﻣﺔ ووزراءﻩ ‪...‬ا ‪.‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﺤﺮﯾﺎت‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﺸﺄﺗﮫ‬
‫ﺣﺮص اﳌﺆﺳﺲ اﻟﺪﺳﺘﻮري ﻋ إ ﺸﺎء ﺬﻩ اﻟ ﻴﺌﺔ اﻻﺳ ﺸﺎرﺔ ﻣﻨﺬ دﺳﺘﻮر ‪ 1963‬وﻓﻘﺎ‬
‫ﻷﺣ ﺎم اﳌﺎدة ‪ 67‬واﳌﺎدة‪ 68‬وﺳ اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ ﻟﻠﺪﻓﺎع‪ ،4‬ﺛﻢ ﻧﺺ ﻋﻠﻴﮫ اﳌﺎدة ‪125‬‬
‫ﻣﻦ دﺳﺘﻮر ‪ 1976‬ﺿﻤﻦ اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﺑﻘﻮﻟ ﺎ‪ ":‬ﻳﺆﺳﺲ ﻣﺠﻠﺲ أﻋ ﻟﻸﻣﻦ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ‬
‫رﺋ ﺲ ا ﻤ ﻮر ﺔ‪ ،‬ﻣ ﻤﺘﮫ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻵراء ﺣﻮل ﻞ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﻣﻦ اﻟﻮﻃ ‪،‬إ رﺋ ﺲ‬
‫ا ﻤ ﻮر ﺔ‪.‬‬
‫ﻳﺤﺪد رﺋ ﺲ ا ﻤ ﻮر ﺔ ﻃﺮق ﺗﻨﻈﻴﻢ اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ ﻟﻸﻣﻦ و ﺴﻴ ﻩ" ﻟﻴﺘﻢ ﺗﻜﺮﺴﮫ‬
‫دﺳﺘﻮر ‪ 1989‬اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ ﺿﻤﻦ اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻻﺳ ﺸﺎر ﺔ إﺿﺎﻓﺔ إ ﻌﺾ اﻟ ﻴﺌﺎت‬
‫اﻻﺳ ﺸﺎرﺔ ﺎﳌﺠﻠﺲ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻷﻋ ‪ ،‬وذﻟﻚ ﺿﻤﻦ أﺣ ﺎم اﳌﺎدة ‪ 162‬ﺑﻨﻔﺲ اﳌﻀﻤﻮن‬
‫واﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎت‪ ،‬و دﺳﺘﻮر ‪ 1996‬اﳌﻌﺪل ﺳﻨﺔ ‪ 2016‬ﺑﻤﻮﺟﺐ أﺣ ﺎم اﳌﺎدة ‪،197‬‬
‫وﺻﻮﻻ ا دﺳﺘﻮر ‪ 2020‬اﳌﺎدة ‪.208‬‬

‫‪1‬ﺣﻤﺪي أﻣ ن ﻋﺒﺪ اﻟ ﺎدي‪ ،‬ﻧﻈﺮ ﺔ اﻟﻜﻔﺎﻳﺔ اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪-‬دراﺳﺔ اﻻﺻﻮل اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻدار ﺔ‬
‫وﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﺎ اﳌﻘﺎرﻧﺔ‪ -‬رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺘﻮراﻩ‪،‬اﻟﻘﺎ ﺮة‪،1980 ،‬ص‪.482‬‬

‫‪697‬‬
 ‫اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻸﻣﻦ ﻛﺂﻟﯿﺔ ﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﺤﺮﯾﺎتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫و ﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﺪﺳﺎﺗ اﳌﺘﻌﺎﻗﺒﺔ واﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﺑ ن اﻟﻮﻇﻴﻔﺘ ن اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ واﻻﺳ ﺸﺎرﺔ اﻻ أن‬
‫اﳌﺆﺳﺲ اﻟﺪﺳﺘﻮري ﺣﺮص ﻋ اﻹﺑﻘﺎء ﻋ ﺬﻩ اﻟ ﻴﺌﺔ ﺿﻤﻦ اﻟ ﻴﺌﺎت اﻻﺳ ﺸﺎر ﺔ اﻟ‬
‫ﺗﻘﻮم ﻣ ﻤ ﺎ ﻋ ﺳﺪاد اﻟﻘﺮار اﻻداري واﻟﺴﻴﺎ وﺻﻌﻮ ﺔ اﻹﺟﺮاءات اﻟ ﺗ ر ﺎ اﻟ ﻮء‬
‫ا ﺬﻩ اﻟ ﻴﺌﺔ‪ ،‬ﻻﺳﻴﻤﺎ اﻟﻈﺮوف ﻏ اﻟﻌﺎدﻳﺔ‪.‬‬
‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎ ﻲ‪ :‬ﺗﻜﻮ ﻦ اﳌﺠﻠﺲ و ا ﻌﻘﺎدﻩ‬
‫ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع ا أﺣ ﺎم اﳌﺎدة اﻷو ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺮﺋﺎ رﻗﻢ ‪ 196-89‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑ ﻨﻈﻴﻢ‬
‫اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ ﻟﻸﻣﻦ وﻋﻤﻠﮫ ‪1‬ﻳﺘ ﻮن اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ ﻟﻸﻣﻦ ﻋ اﻟﺘﻮا ﻣﻦ‪:‬‬
‫‪-‬رﺋ ﺲ ا ﻤ ﻮر ﺔ ﻛﺮﺋ ﺲ ﻟﮫ‬
‫‪-‬رﺋ ﺲ ا ﻮﻣﺔ اﻟﻮز ﺮاﻷول ﺣﺎﻟﻴﺎ‬
‫‪-‬وز ﺮاﻟﺪﻓﺎع‬
‫‪-‬وز ﺮاﻟﺸﺆون ا ﺎرﺟﻴﺔ‬
‫‪-‬وز ﺮاﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ‬
‫‪-‬وز ﺮاﻟﻌﺪل‬
‫‪-‬وز ﺮاﻻﻗﺘﺼﺎد‬
‫‪-‬رﺋ ﺲ أر ﺎن ا ﺶ اﻟﺸﻌ اﻟﻮﻃ ‪.‬‬
‫ﻳﻨﻌﻘﺪ اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ ﻟﻸﻣﻦ أي وﻗﺖ ﺑﻨﺎء ﻋ دﻋﻮة ﻣﻦ رﺋ ﺲ ا ﻤ ﻮر ﺔ‪ ،‬وذﻟﻚ‬
‫اﺟﺘﻤﺎع ﻳﺤﺪد ﺟﺪول اﻋﻤﺎﻟﮫ رﺋ ﺴﮫ و ﺒﻠﻎ اﻷﻋﻀﺎء‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻮ ﺎﺗﺐ اﳌﺠﻠﺲ ﺑﺘﺤﺮﺮ‬
‫اﳌﺤﺎﺿﺮ اﻟ أﺳﻔﺮت ﻋ ﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎت ﻛﻤﺎ ﻳﺘﺎ ﻊ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﻘﺮارات اﻟ ﻳﺘﺨﺬ ﺎ رﺋ ﺲ‬
‫اﳌﺠﻠﺲ‪ ،‬وﻟﻠ ﺎﺗﺐ ﺳﻠﻄﺎت أﻗﺮ ﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮن‪ ،‬ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﮫ أن ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺼﺎ‬
‫اﻷﻣﻦ واﻹدارات واﻟ ﻴﺌﺎت اﻷﺧﺮى ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ واﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟ ﻟ ﺎ ﺻﻠﺔ ﺑﺎﳌ ﻤﺔ اﻟ‬
‫ﻳﺘﻮﻻ ﺎ ﺬا اﳌﺠﻠﺲ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮم ﺑﻤﺴﺎﻋﺪة ﻋﻤﻞ اﳌﺠﻠﺲ ﻋﻦ ﻃﺮ ﻖ دراﺳﺔ اﳌﻌﻄﻴﺎت‬
‫اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻣﻦ اﻟﺪاﺧ وا ﺎر ﻟﻠﺪول اﻟ ﻣﻦ ﺷﺎ ﺎ ان ﺴﺎﻋﺪ رﺋ ﺴﮫ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار‬
‫اﳌﻨﺎﺳﺐ ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻟ ﺬا اﻟ ﺎﺗﺐ ان ﻳﻘﺪم اﻗ ﺣﺎت ﻟﺘﺪﻋﻴﻢ ﻋﻤﻞ اﳌﺠﻠﺲ‪ ،‬و ﺒﻖ‬
‫ﺬا اﻟ ﺎﺗﺐ ﺴ ﺮﻋ ﻣﺘﺎ ﻌﺔ ﻞ اﻟﺘﻄﻮرات اﻟ ﻌﺮﻓ ﺎ اﻷزﻣﺔ و ﻘﻴﻢ أﺛﺮ ﺎ ﻋ اﻷﻣﻦ‪. 2‬‬

‫‪1‬ا ﺮ ﺪة اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ رﻗﻢ ‪45‬اﻟﺼﺎدرة ‪ 25‬أﻛﺘﻮ ﺮ ‪1989‬‬

‫‪2‬ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻮﺷﻌ ‪ ،‬اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎ ا ﺰاﺋﺮي‪ ،‬داراﻟ ﺪى‪،‬ا ﺰاﺋﺮ‪ ،1990 ،‬ص ‪271‬‬
‫‪698‬‬
 ‫ﻛﯿﻼﻟﻲ زھﺮة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﳌﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎ ﻲ‪: :‬ﺻﻼﺣﻴﺎت اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ ﻟﻼﻣﻦ ودورﻩ ﺣﻤﺎﻳﺔ ا ﻘﻮق وا ﺮ ﺎت‬
‫اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺔ‪.‬‬
‫ﻳﻜﻔﻞ اﻟﺪﺳﺘﻮر ا ﺰاﺋﺮي ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ا ﻘﻮق وا ﺮ ﺎت اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺔ وﺧﺺ ﻟ ﺎ ﻓﺼﻼ‬
‫ﺗﺤﺖ ﻣﺴ ‪ :‬ا ﻘﻮق اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ وا ﺮ ﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ"‪ ،‬و ﻣﻀﻤﻮﻧﺔ ﻣ ﻤﺎ ﺎﻧﺖ اﻟﻈﺮوف‬
‫ﻇﻞ اﻟﻈﺮوف ﻏ اﻟﻌﺎدﻳﺔ‪ ،‬ﻣﺎﻳﻔ ﻢ ﻣﻨﮫ أن دﺳ ة ﺬﻩ ا ﻘﻮق ﻮ ﺿﻤﺎﻧﺔ ﺣﺪ‬ ‫ﺣ‬
‫ذاﺗﮫ ﻣﻦ ﻞ اﻧ ﺎ ﺎت‪ ،‬وﻣﻌﺎﻗﺒﺔ ﻞ ﻣﻦ ﻳﻨ ﻜ ﺎ ﺿﻤﺎﻧﺔ أﻛ ‪ ،1‬ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﺳ ﺸﺎرة ﻣﺜﻞ ﺬﻩ‬
‫اﻟ ﻴﺌﺔ ﻋﻨﺪ ﻇ ﻮر ﺧﻄﺮ وﺷﻴﻚ ﻗﻴﺪ ﻋ ﺳﻠﻄﺔ رﺋ ﺲ ا ﻤ ﻮر ﺔ اﻋﻼن ﺬﻩ اﻟﻈﺮوف‬
‫وﻗﻴﺪ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻻﺟﺮاءات اﻟ ﻳﺘﺨﺬ ﺎ‪ ،‬ﺑﻞ اﻷﻛ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻗﻴﺪ ﻋ ا ﺮوج ﻋ أﺣ ﺎم‬
‫اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺣﺪ ذاﺗﮫ ﻓﻤ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﺬﻩ اﻟ ﻴﺌﺔ‪ ،‬وﻣﺎ ﻣﺪى ﻗﺪرﺗﮫ ﻋ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺬﻩ ا ﻘﻮق‬
‫وا ﺮ ﺎت؟‬
‫اﳌﻄﻠﺐ اﻷول‪ :‬ﺻﻼﺣﻴﺎت اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ ﻟﻸﻣﻦ‬
‫ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ ﺻﻼﺣﻴﺎت ﻋﺪﻳﺪة ﺣﺪد ﺎ اﳌﺎدة ‪ 4‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺮﺋﺎ ‪ 196-89‬واﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ‪:‬‬
‫‪-‬ﺗﻘﺪﻳﻢ اﳌﺸﻮرة ﻟﺮﺋ ﺲ ا ﻤ ﻮر ﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﻣﻦ اﻟﻮﻃ ‪.‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﺤﺮﯾﺎت‬

‫‪-‬ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻻ ﺪاف ﻣﺠﺎل أﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗﻘﺪﻳﺮاﻟﻮﺳﺎﺋﻞ واﻟﺸﺮوط اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻﺳﺘﺨﺪاﻣ ﺎ‬
‫‪ -‬وﺿﻊ ﺗﺪاﺑ اﻟﺘ ﺴﻴﻖ اﻟﻌﺎم اﺧﺘﻴﺎراﳌﻮارد واﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺬا اﳌﻴﺪان‪.‬‬
‫ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ ا ﺬﻩ اﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎت ﻳﺒﻘﻰ اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ ﻟﻸﻣﻦ ﻣﻦ أ ﻢ اﻟ ﻴﺌﺎت اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ‬
‫ﳌﺠﺎ ﺔ اﻷزﻣﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻌﺴﻜﺮ ﺔ‪ ،‬ﻻﺳﻴﻤﺎ اﻟﻈﺮوف ﻏ اﻟﻌﺎدﻳﺔ اﻟ ﺣﺪد ﺎ‬
‫اﻟﺪﺳﺘﻮر وذﻟﻚ ﻋ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎ ‪:‬‬
‫‪-1‬ﺣﺎﻟ اﻟﻄﻮارئ وا ﺼﺎر‪:2‬‬
‫ﻟﻢ ﻳﺤﺪد اﳌﺆﺳﺲ اﻟﺪﺳﺘﻮري ا ﺰاﺋﺮي اﳌﻌ اﻟﻘﺎﻧﻮ ﻲ ﻟ ﺬﻩ ا ﺎﻻت واﻛﺘﻔﻰ ﺑﺘﻘﻴﻴﺪ ﺎ‬
‫ﺸﺮط واﺣﺪ و اﻟﻀﺮورة اﳌ ﺔ واﺳﺘ ﺒﺎب اﻟﻮﺿﻊ ‪ ،‬ﻣﺎﻳﺠﻌﻠ ﺎ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﺘﺄو ﻼت‬

‫‪1‬ﺗﻨﺺ اﳌﺎدة ‪ 67‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم ‪196-89‬ﻋ اﻧﮫ‪":‬اﻻﳌﺠﻠﺲ اﻻﻋ ﻟﻠﺪﻓﺎع‪ :‬ﻳﺘﺄﻟﻒ اﳌﺠﻠﺲ اﻻﻋ ﻟﻠﺪﻓﺎع‬
‫ﻣﻦ رﺋ ﺲ ا ﻤ ﻮر ﺔ ووز ﺮ اﻟﺪﻓﺎع اﻟﻄ ‪،‬وز ﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ‪،‬ووز ﺮ اﻟﺸﺆون ا ﺎرﺟﻴﺔ‪ ،‬ورﺋ ﺲ ﻨﺔ اﻟﺪﻓﺎع‬
‫اﳌﺠﻠﺲ ‪ ،‬وﻋﻀﻮ ﻦ ﻌﻴ ﻤﺎ رﺋ ﺲ ا ﻤ ﻮر ﺔ"‪ ،‬اﻣﺎ اﳌﺎدة ‪ ":68‬ﺴ ﺸﺎر اﳌﺠﻠﺲ ﺟﻤﻴﻊ‬ ‫اﻟﻮﻃ‬
‫اﳌﺴﺎﺋﻞ اﻟﻌﺴﻜﺮ ﺔ"‬

‫رﻗﻢ ‪196-89‬‬ ‫‪2‬أﻧﻈﺮاﳌﻮاد ‪ 5،6،7،8،9،10،11‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺮﺋﺎ‬

‫‪699‬‬
 ‫اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻸﻣﻦ ﻛﺂﻟﯿﺔ ﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﺤﺮﯾﺎتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫واﳌﻔﺎ ﻴﻢ اﻟﻐﺎﻣﻀﺔ ﻓﻤﺎ ﻳﻈ ﺮ ﺳ ﺒﺎ ﻻﻋﻼن ﺬﻩ ا ﺎﻟﺔ ﻇﺮف ﻣﻌ ن وﻣ ﺎن ﻣﻌ ن وﻟﺪى‬
‫ﺺ ﻣﻌ ن ﻻ ﻳﻈ ﺮ ﻋﻨﺪ ﺺ آﺧﺮ ﺣ وان ﺴﺎوت اﻷوﺿﺎع‪ ،‬ﻟﻜﻦ اﻟﻔﻘﮫ ﺣﺎول‬
‫اﻋﻄﺎء ﻌﺮ ﻒ ﻟ ﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ أ ﺎ‪ :‬ﻧﻈﺎم ﻗﺎﻧﻮ ﻲ ﻳﺘﻘﺮر ﺑﻤﻘﺘ ﻗﻮاﻧ ن دﺳﺘﻮر ﺔ‪،‬ﺣﻤﺎﻳﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﺼﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ‪،‬وﻻ ﻳ ﺄ اﻟﻴﮫ اﻻ ﺑﺼﻔﺔ اﺳﺘ ﻨﺎﺋﻴﺔ وﻣﺆﻗﺘﺔ‪ ،‬ﳌﻮاﺟ ﺔ ﺣﺎﻻت ﻃﺎرﺋﺔ‪ ،‬ﻻ‬
‫ﺗﺘﻼءم واﻟﻘﻮاﻧ ن اﻟﻌﺎدﻳﺔ‪.1‬‬
‫أﻣﺎ ﺣﺎﻟﺔ ا ﺼﺎر‪ :‬ﻓ ﻧﻈﺎم اﺳﺘ ﻨﺎ ﻲ وﻣﺆﻗﺖ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻦ وﺿﻊ ﺸﺮ ﻊ ﻳﺨﻮل اﻟﺴﻠﻄﺔ‬
‫اﻟﻌﺴﻜﺮ ﺔ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ا ﻔﺎظ ﻋ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم‪ .‬وﻗﺪ ﻳ ﻮن ﺣﺼﺎر ﻋﺴﻜﺮي أو وﺿﻌﻴﺔ‬
‫ذات ﻃﺎ ﻊ ﺳﻴﺎ ‪،‬و ﺎﻟﺮﺟﻮع ا اﳌﺎدة ‪ 97‬ﻧﺠﺪ ان اﳌﺆﺳﺲ اﻟﺪﺳﺘﻮري ﻗﺪ ﻗﻴﺪ ﺳﻠﻄﺔ‬
‫رﺋ ﺲ ا ﻤ ﻮر ﺔ اﻻﻋﻼن ﻋﻦ ﺬﻩ ا ﺎﻻت ﻌﺪة ﻗﻴﻮد ﻣ ﺎ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ‬
‫ﺑﺎﻟﻀﺮورة اﳌ ﺔ‪ ،‬وان ﺎن ﻗﺪ أﺧﻄﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﺪد ﻣﻌ ﺬﻩ اﻟﻌﺒﺎرة ﻣﺎﻗﺪ ﻳﺠﻌﻠ ﺎ‬
‫ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﺔ ﻟﺮﺋ ﺲ ا ﻤ ﻮر ﺔ‪ ،‬واﳌﺪة اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ اﻟ ﺣﺪد ﺎ ﻋﻦ ﻏ‬
‫اﻟﻌﺎدة اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻷﺧ ﺑﺜﻼﺛ ن ﻳﻮم ‪،‬واﻟﺸﺮوط اﻟﺸ ﻠﻴﺔ اﻟ ﺗﺠﻌﻞ ﻣ ﺎ ﻗﻴﻮدا أﻛ‬
‫ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﻟﺴﻠﻄﺔ ﺬا اﻻﺧ اﻻﻋﻼن ﻋﻦ ﺬﻩ ا ﺎﻟﺔ ‪،‬و وﺟﻮب اﺳ ﺸﺎرة اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ‬
‫اﻟ ﻴﺌﺎت اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺔ اﻟ ﻳﻼﺣﻆ ﻣ ﺎ ا ﺎ ﻟ ﺴﺖ ﻓﻨﻴﺔ ﺑﻘﺪر ﻣﻦ ا ﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﺤﺎول‬
‫اﻻﺑﻘﺎء ﻋ ﻣﻀﻤﻮن ﻣﺒﺪأ اﻟﺘﻮازن ﺑ ن اﻟﺴﻠﻄﺎت‪ ،‬ﻋ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ اﺳ ﺸﺎرة اﳌﺠﻠﺲ‬
‫اﻻﻋ ﻟﻼﻣﻦ اﻟﺬي ﻌﺘ اﻟ ﻴﺌﺔ اﻟﻔﻨﻴﺔ اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ اﻟ ﺳﻮف ﺴﺘﺠﻴﺐ اﻛ ﺴﺎﺳﻴﺔ‬
‫اﻟﻮﺿﻊ وﺗﻘﺪﻳﺮﻣﺪى ﺧﻄﻮرة اﻟﻮﺿﻊ ﻋ ﺳﻼﻣﺔ اﻟﺪوﻟﺔ وﻣﺆﺳﺴﺎ ﺎ اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺔ‪.‬‬
‫‪-2‬ا ﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘ ﻨﺎﺋﻴﺔ‪ :2‬ﺬﻩ ا ﺎﻟﺔ ﻣﻦ ا ﺎﻻت ﻏ اﻟﻌﺎدﻳﺔ اﻟ ﺴﺘﻮﺟﺐ اﻻﺧﺮى‬
‫ﺗﺪﺧﻞ اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ ﻟﻸﻣﻦ‪ ،‬وﻗﺪ أﺣﺎﻃ ﺎ اﳌﺸﺮع اﻟﺪﺳﺘﻮري أﻳﻀﺎ ﺑﺎﻟﻜﺜ ﻣﻦ‬
‫اﻟﻀﻮاﺑﻂ‪،‬ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﻮﻋﻴﺔ ا ﻄﺮ اﻟﻮﺷﻴﻚ اﻟﺬي ﻳﺪا ﻢ اﺳﺘﻘﺮار اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺔ‬
‫ﻟﻠﺪوﻟﺔ و ﺪد اﺳﺘﻘﻼﻟ ﺎ وﺳﻼﻣﺔ ﺗﺮا ﺎ‪ ،‬وﺿﻮاﺑﻂ ﺷ ﻠﻴﮫ ﺴﺘﺪ اﺳ ﺸﺎرة اﻳﻀﺎ ﻌﺾ‬
‫اﻟ ﻴﺌﺎت اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺔ ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ ا اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ ﻟﻸﻣﻦ ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﻼﺣﻆ ﻋ اﻟﺼﻴﺎﻏﺔ‬
‫اﻟ اﺳﺘﻌﻤﻠ ﺎ اﳌﺆﺳﺲ اﻟﺪﺳﺘﻮري ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﺳ ﺸﺎرة اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ ﻟﻸﻣﻦ ﻓﺎﻧﮫ ﻗﺪ‬
‫اﻛﺘﻔﻰ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎل ﻋﺒﺎرة" ﻌﺪ اﻻﺳﺘﻤﺎع ا اﳌﺠﻠﺲ اﻻﻋ ﻟﻼﻣﻦ" و ﻋﺒﺎرة أﺑﺪا ﻻ‬
‫ﺬﻩ اﳌﺮﺣﻠﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋ اﺳﺘﻘﺮار اﻟﺪوﻟﺔ‬ ‫ﻌﻜﺲ اﺑﺪا ﻢ اﻟﺪور اﻟﺬي ﻳﻠﻌﺒﮫ‬

‫رﻗﻢ ‪196-89‬‬ ‫‪1‬أﻧﻈﺮاﳌﻮاد ‪ 5،6،7،8،9،10،11‬ﻣﻦ اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺮﺋﺎ‬

‫‪ 2‬اﻟﻤﺎدة‪ 98‬ﻣﻦ اﻟﺪﺳﺘﻮر‬
‫‪700‬‬
 ‫ﻛﯿﻼﻟﻲ زھﺮة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺬﻩ اﳌﺮﺣﻠﺔ ‪،‬وﻟﮫ‬ ‫وﺗﺮا ﺎ‪ .‬ﺗﺤﺖ ﻗﻴﺎدة رﺋ ﺲ ا ﻤ ﻮر ﺔ اﻟﺬي ﺳﻴ ﻮن رﺟﻞ اﳌ ﻤﺔ‬
‫ﺳﻠﻄﺔ اﺗﺨﺎذ ﻞ اﻻﺟﺮاءات اﻻﺳﺘ ﻨﺎﺋﻴﺔ اﳌﺨﻮﻟﺔ ﻟﮫ دﺳﺘﻮر ﺎ‪.‬‬
‫‪-3‬ﺣﺎﻟﺔ ا ﺮب‪ :1‬ﻌﺘ ﺬﻩ ا ﺎﻟﺔ اﻷﺧﻄﺮ ﺑ ن ﻣﺜﻴﻼ ﺎ اﻟﺴﺎﺑﻖ ذﻛﺮ ﺎ‪ ،‬و اﻷﺧﺮى‬
‫ﺴﺘﻮﺟﺐ أﻳﻀﺎ اﺳ ﺸﺎرة اﳌﺠﻠﺲ اﻻﻋ ﻟﻸﻣﻦ‪ ،‬ﻣ وﻗﻊ ﻋﺪوان ﻓﻌ ﻋ اﻟﺒﻼد وﺷﻴﻚ‬
‫اﻟﻮﻗﻮع‪ ،‬ﺣﺴﺐ اﻟﺸﺮوط اﻟ ﺣﺪد ﺎ ﻣﻴﺜﺎق اﻻﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻋﻨﺪ ﻌﺮ ﻔﮫ ﻟﻠﻌﺪوان‪.2‬‬
‫و ﺎﻟﺮﺟﻮع ا اﳌﺎدة ‪ 100‬اﻟ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﺬﻩ ا ﺎﻟﺔ ﻓﻘﺪ أﻓﺮد ﻟ ﺎ اﳌﺆﺳﺲ ﺷﺮوط‬
‫ﺧﺎﺻﺔ واﺟﺮاءات ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ا اﻟﺸﺮوط اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺸﺮط اﳌﻮﺿﻮ‬
‫و ﻮ اﻟﻌﺪوان أﺿﺎف ا وﺟﻮب اﺳ ﺸﺎرة اﻟ ﻴﺌﺎت اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺔ ﻣﺜﻞ رﺋ ﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﺔ‬
‫ورﺋ ﺲ اﳌﺠﻠﺲ اﻟﺸﻌ اﻟﻮﻃ ورﺋ ﺲ اﳌﺠﻠﺲ اﻟﺪﺳﺘﻮري وﺿﺮورة اﺟﺘﻤﺎع اﻟ ﳌﺎن‪،‬‬
‫أﻟﺰم أﻳﻀﺎ اﳌﺸﺮع اﻟﺪﺳﺘﻮري إﺷﺮاك اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻋﻼن ﻋﻦ ﺬﻩ ا ﺎﻟﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻟﺰم‬
‫رﺋ ﺲ ا ﻤ ﻮر ﺔ ﺑﺘﻮﺟﻴﮫ ﺧﻄﺎب ﻟﻸﻣﺔ ﻷن اﻹﺟﺮاء ﺬﻩ اﳌﺮة ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻮﻗﻴﻒ اﻟﻌﻤﻞ‬
‫ﺑﺎﻟﺪﺳﺘﻮر و ﺴﻠﻴﻢ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺴﻠﻄﺎت ﻟﺮﺋ ﺲ ا ﻤ ﻮر ﺔ‬
‫اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎ ﻲ‪ . :‬دورﻩ ﺣﻤﺎﻳﺔ ا ﻘﻮق وا ﺮ ﺎت اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﺤﺮﯾﺎت‬

‫ان ﺗﻘﻴﻴﺪ اﳌﺆﺳﺲ اﻟﺪﺳﺘﻮري ﺳﻠﻄﺔ رﺋ ﺲ ا ﻤ ﻮر ﺔ ﺑﺎﺳ ﺸﺎرة ﻌﺾ اﻟ ﻴﺌﺎت‬

‫اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺔ ﻻﺳﻴﻤﺎ اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ ﻟﻸﻣﻦ اﻟﺬي ﻳﺘﺪﺧﻞ ﺸ ﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻧﻈﺮا ﻟﺘﺨﺼﺼﮫ‪،‬‬
‫ﺬﻩ اﻟﻔ ة‬ ‫ﺗ ر ﺎ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻻﺟﺮاءات اﻟ ﻳﺨﻮﻟ ﺎ اﻟﺪﺳﺘﻮر ﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻀﺒﻂ اﻻداري‬
‫وﺧﻄﻮر ﺎ ﻋ ا ﻘﻮق وا ﺮﺎت‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬اﻹﺟﺮاءات اﻟ ﻳﺘﺨﺬ ﺎ رﺋ ﺲ ا ﻤ ﻮر ﺔ اﻟﻈﺮوف ﻏ اﻟﻌﺎدﻳﺔ وﻣﺪى ﺗﺄﺛ ﺎ‬
‫ﻋ ا ﺮ ﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪:‬‬
‫ﻳﺨﻮل اﻟﺪﺳﺘﻮر ﻟﺮﺋ ﺲ ا ﻤ ﻮر ﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻋﻼن أي ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ا ﺎﻻت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻞ‬
‫اﻻﺟﺮاءات‪ ،‬واﻟﺴﺒﻞ اﻟ ﻣﻦ ﺷﺄ ﺎ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم واﻷﻣﻦ اﻟﻌﺎم‪ ،‬وﻛﺬا‬
‫ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻮﻃﻦ وﺗﺮاﺑﮫ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﻷي ﻓﺮد ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد ان ﺸﺘ ﻲ ﻣﻦ ﺬﻩ اﻹﺟﺮاءات‬
‫اﻟ ﻟ ﺎ ﻣﺎﻳ ر ﺎ وﻣﻦ ﺬﻩ اﻹﺟﺮاءات ﻧﺬﻛﺮ‪:‬‬

‫‪1‬اﻟﻌﺪوان ﻓﻲ ﻣﯿﺜﺎق اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ھﻮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﻜﻮن ﻓﻲ وﺿﻊ ﯾﺘﯿﺢ ﻟﮫ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ أو اﻟﻌﺴﻜﺮي‬
‫ﻟﻠﺪوﻟﺔأو ﺗﻮﺟﯿﮭﮫ‪ ،‬وﯾﺄﻣﺮ أو ﯾﺸﺎرك ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻌﻠﯿﺔ ‪ ،‬ﻋﻤﺪا وﻋﻦ ﻋﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﯿﻂ ﻟﻌﻤﻞ ﻋﺪواﻧﻲ ‪.‬‬
‫‪2‬ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺘﻮح ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺜﻤﺎن‪ ،‬رﺋ ﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻔﺪرا ‪ ،‬اﻟ ﻴﺌﺔ اﳌﺼﺮ ﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب‪،1977،‬ص ‪.192‬‬
‫‪701‬‬
 ‫اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻸﻣﻦ ﻛﺂﻟﯿﺔ ﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﺤﺮﯾﺎتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪-‬اﻻﻋﺘﻘﺎل اﻹداري ﺿﺪ ﻞ ﺺ راﺷﺪ ﻳﺘ أن ﺸﺎﻃﮫ ﺸ ﻞ ﺧﻄﻮرة ﻋ اﻟﻨﻈﺎم‬
‫واﻷﻣﻦ اﻟﻌﺎﻣﻴ ن او ﻋ اﻟﺴ ا ﺴﻦ ﻟﻠﻤﺼﺎ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬و ذﻟﻚ ﻣﺴﺎس ﺑﺤﺮﻣﺔ‬
‫اﻹ ﺴﺎن ‪.‬‬

‫ﻳﺔ و ﺬا ﻣﺴﺎس ﺑﺤﺮ ﺔ اﻹﻗﺎﻣﺔ ‪.‬‬ ‫ﺎص ﺗﺤﺖ اﻹﻗﺎﻣﺔ ا‬ ‫‪-‬ﻳﺠﻮز وﺿﻊ اﻷ‬

‫‪-‬وﺿﻊ ﻗﻴﻮد ﻋ ﺣﺮﺔ اﻷ ﺎص واﻻﺟﺘﻤﺎع واﻻﻧﺘﻘﺎل واﻹﻗﺎﻣﺔ واﳌﺮور أﻣﺎﻛﻦ أو‬

‫أوﻗﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ واﻟﻘﺒﺾ ﻋ اﳌﺸ ﺒﮫ ﻓ ﻢ أو ا ﻄﺮ ﻦ ﻋ اﻷﻣﻦ واﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم واﻋﺘﻘﺎﻟ ﻢ‬
‫واﻟ ﺧﻴﺺ ﺑﺘﻔﺘ ﺶ اﻷ ﺎص واﻷﻣﺎﻛﻦ دون اﻟﺘﻘﻴﺪ ﺑﺄﺣ ﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮن ‪.‬‬

‫ﻒ واﻟ ﺸﺮات واﳌﻄﺒﻮﻋﺎت واﳌﺤﺮرات و ﺎﻓﺔ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻌﺒ ﻻﺳﻴﻤﺎ‬ ‫‪-‬اﻷﻣﺮ ﺑﻤﺮاﻗﺒﺔ اﻟ‬
‫اﻻﻋﻼم‪.‬‬

‫‪-‬ﻳﺠﻮز إﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ا ﻄ ة اﳌﺎﺳﺔ ﺑﺄﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ ا اﳌﺤﺎﻛﻢ اﻟﻌﺴﻜﺮ ﺔ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ‬
‫اﳌﺤﺎﻛﻢ اﳌﺪﻧﻴﺔ‪.‬‬

‫‪-‬اﻷﻣﺮﺑﺎﻟﺘﻔﺘ ﺶ ﻟﻴﻼ أو ﺎرا‪.‬‬

‫و ﻞ ﺬﻩ اﻹﺟﺮاءات ﻌﺘ اﻧ ﺎ ﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ ﻟ ﻘﻮق وا ﺮ ﺎت اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺔ ﻟﻜﻦ ﺗﻘﻴﻴﺪ ﺎ‬

‫ﻣﻦ ﻃﺮف اﳌﺆﺳﺲ اﻟﺪﺳﺘﻮري ﺑﺎﻟﻜﺜ ﻣﻦ اﻟﻀﻮاﺑﻂ‪ ،‬ﻻﺳﻴﻤﺎ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﺗﺨﺎذ اﳌﺸﻮرة ﻣﻦ‬
‫ﻌﺾ اﻟ ﻴﺌﺎت ﳌﻨﺢ اﻟﻀﻮء اﻷﺧﻀﺮ ﻟﺮﺋ ﺲ ا ﻤ ﻮر ﺔ ﻹﻋﻼن ﺬﻩ ا ﺎﻻت و ﺎﻟﺘﺎ اﺗﺨﺎذ‬
‫ﺬﻩ اﻹﺟﺮاءات اﻛ ﺿﻤﺎﻧﺔ ﻟ ﺎ‪ ،‬ﻻﺳﻴﻤﺎ اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ ﻟﻸﻣﻦ اﻟﺬي ﻳﻈ ﺮ دورﻩ ﻣﻦ ﺧﻼل‬
‫ﺸﻜﻴﻠﮫ ﻓ ﻮ ﻳﺠﻤﻊ ﺼﻴﺎت ذات اﺧﺘﺼﺎص ﻓ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﻹﺑﺪاء اﻟﺮأي اﻟﺴﺪﻳﺪ‬
‫ﻻﺗﺨﺎذ ﻣﺜﻞ ﺬا اﻹﺟﺮاء‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻣﺤﺪودﻳﺔ دور اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ ﻟﻸﻣﻦ‬
‫ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع ا ﻣﻮاد اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻟ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻋﻦ اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ ﻟﻸﻣﻦ ﻧﺠﺪ ﻋﻦ اﳌﺆﺳﺲ‬
‫اﻟﺪﺳﺘﻮري ﻗﺪ وﺿﻊ اﺧﺘﺼﺎﺻﺎت اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ اﻷﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺣﺪود اﻻﺳ ﺸﺎرة ﻓﻘﺪ اﻛﺘﻔﻰ‬
‫ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎل ﻋﺒﺎرة‪ ":‬ﻌﺪ اﻻﺳﺘﻤﺎع"‪ ،‬اﻟﺬي ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻣﻔ ﻮﻣ ﺎ ﻋﻨﺪ ﺣﺪود اﻻﺳ ﺸﺎرة‪،‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ا ﻌﺪادﻩ ﺿﻤﻦ اﻟﻔﺼﻞ اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟ ﻴﺌﺎت اﻻﺳ ﺸﺎر ﺔ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﻌ ﺑﻤﻔ ﻮم‬

‫‪702‬‬
 ‫ﻛﯿﻼﻟﻲ زھﺮة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﳌﺨﺎﻟﻔﺔ ان اﳌﺮور ﻋ اﺳ ﺸﺎرة اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ ﻟﻸﻣﻦ ﻮ اﺟﺮاء وﺟﻮ ﻲ ﻋ رﺋ ﺲ‬
‫ا ﻤ ﻮر ﺔ اﻻ أﻧﮫ ﻟﻢ ﻳﻠﺰﻣﮫ ﺑﻀﺮورة رأﻳﮫ‪ ،‬اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﻄﺮح ﻣﺪى ﻓﻌﺎﻟﻴﺘﮫ‪ ،‬وﻛﻴﻒ ﻟ ﻴﺌﺔ‬
‫ﻓﻨﻴﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ أن ﻳ ﻮن رأ ﺎ ﻋ ﺳ ﻴﻞ اﻻﺳ ﺸﺎرة ‪ ،‬وﻣﺎ اﻟ ﺪف ﻣﻦ اﺳ ﺸﺎرﺗﮫ ﻣﺎدام‬
‫أن ﺳﻠﻄﺔ اﻟﺘﻘﺮ ﺮ ﺗﺒﻘﻰ ﻟﮫ ﻓﻘﻂ؟‪ ،‬ﻋ ﻋﻜﺲ اﻟ ﺸﺮﻌﺎت اﳌﻘﺎرﻧﺔ اﻟ أﻟﺰﻣﺖ رﺋ ﺲ‬
‫ا ﻤ ﻮر ﺔ ﺑﻀﺮورة اﻷﺧﺬ ﺬا اﻟﺮأي‪.‬‬
‫ﺧﺎﺗﻤﺔ‪:‬‬
‫ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﺣﺪ أن ﻳﺤﺘﺞ ﺬﻩ اﻹﺟﺮاءات ﻟﻄﺎﳌﺎ أ ﺎ ﺗﻔﺮﺿ ﺎ ﻇﺮوف ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺴﻤﺢ ﺑﺎﺗﺨﺎذ‬
‫اﺟﺮاءات ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺴﻤﺢ ﻟﻠﻀﺒﻂ اﻻداري أن ﻳﺘﺨﺬ ﺎ اﻟﻈﺮوف اﻟﻌﺎدﻳﺔ‪ ،‬ﺬا ﻻ‬
‫ﻌ أن اﳌﺴﺄﻟﺔ ﻋﻠ ﺎ ﻌﺾ اﳌﺂﺧﺬ وﻧﻘ ح ﻌﺾ اﻟﺘﻮﺻﻴﺎت ﻠ ﺎ‪:‬‬
‫‪-1‬ﻻ ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎﺳ ﺸﺎرة اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ ﻟﻸﻣﻦ ﻋ وﺟﮫ اﻹﺟﺮاء اﻟﺸﻜ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﺑﻞ ﻳﺠﺐ‬
‫اﻻﻟ ام ﺑﺮأﻳﮫ ﻷن ﺳﻠﻄﺎت اﻟﻀﺒﻂ اﻹداري ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ أ ﺎ اﳌﺨﺘﺼﺔ ﳌﻮاﺟ ﺔ ﺬﻩ اﻟﻈﺮوف‬
‫اﻻ أن اﺳ ﺸﺎرة أ ﻞ اﻻﺧﺘﺼﺎص ﺴﺪد ﻣﻦ ﺬﻩ اﻹﺟﺮاءات‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ اﻻﻟ ام ﺑﺮأﻳﮫ‪.‬‬
‫‪-2‬ﻣﺘﺎ ﻌﺔ اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ ﻟﻸﻣﻦ ﻴﺌﺔ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﻓﻴﺠﺐ اﺳ ﺸﺎرﺗﮫ اﻋﻼن ا ﺎﻻت‬
‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﺤﺮﯾﺎت‬

‫ﻏ اﻟﻌﺎدﻳﺔ و ﺠﺐ اﺳ ﺸﺎرﺗﮫ اﻳﻀﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻤﺪﻳﺪ ﺎ وﻛﺬا ا ﺎء ﺎ‪.‬‬

‫‪-3‬ﻳﺠﺐ إﺻﺪار ﺗﻨﻈﻴﻢ أو ﻗﺎﻧﻮن ﻋﻀﻮي ﻳﺤﺪد ﻟﻨﺎ ا ﺎﻻت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺑﻮﺿﻮح وﺗﺤﺪﻳﺪ‬
‫اﺧﺘﺼﺎﺻﺎت اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ ﻟﻸﻣﻦ ﺑﻮﺿﻮح ودﻗﺔ وﺗﻮﺳﻴﻊ ﺻﻼﺣﻴﺎﺗﮫ‪.‬‬
‫‪-4‬اذا ﺎن اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ ﻟﻸﻣﻦ ﻮ ﻣﻦ ﻳﺘﺎ ﻊ ﻞ اﻟﺘﻄﻮرات اﻟ ﻌﺮﻓ ﺎ ﺬﻩ اﳌﺮﺣﻠﺔ‬
‫ﻳﺠﺐ أن ﻳ ﻮن رﺋ ﺲ ا ﻤ ﻮر ﺔ ﻋ اﺗﺼﺎل داﺋﻢ ﺑﺨﺼﻮص أي اﺟﺮاء ﺳﻮف ﻳﺘﺨﺬﻩ ﻷﻧﮫ‬
‫ﺳ ﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﻤﺎﻳﺔ ا ﻘﻮق وا ﺮ ﺎت اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺔ ﻻﺳﻴﻤﺎ أن ﺬﻩ اﻹﺟﺮاءات ﻏ ﺧﺎﺿﻌﺔ‬
‫ﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﻀﺎء ﻻﻋﺘﺒﺎر ﺎ أﻋﻤﺎل ﺳﻴﺎدة‪.‬‬
‫‪ -5‬اﻟﺴﻤﺎح ﻟ ﺬا اﳌﺠﻠﺲ ﺑﺎﻋﻼم اﳌﻮاﻃﻨ ن داﺋﻤﺎ ﺑﺎﳌﺴﺘﺠﺪات وﻛﺬا اﻻﺟﺮاءات اﳌﺘﺨﺬة‬
‫ﻤﺎﻳﺔ اﺳﺘﻘﺮاراﻟﺪوﻟﺔ وﺗﺮا ﺎ‪.‬‬

‫‪703‬‬
 ‫اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻸﻣﻦ ﻛﺂﻟﯿﺔ ﻟﺤﻤﺎﯾﺔ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﺤﺮﯾﺎتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ‪:‬‬

‫أوﻻ ‪ /‬ﻗﺎﺋﻤﺔ اﳌﺼﺎدر‪:‬‬

‫أ‪ -‬اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺎت‪:‬‬

‫‪ -1‬ﻣﻴﺜﺎق اﻻﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة اﳌﻮﻗﻊ ‪ 26‬ﻳﻮﻧﻴﮫ ‪1945‬‬

‫ب ‪ -‬اﻟﻘﻮاﻧ ن‪:‬‬

‫رﻗﻢ ‪ 196-98‬اﳌﺘﻌﻠﻖ ﺑ ﻨﻈﻴﻢ اﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋ ﻟﻸﻣﻦ وﻋﻤﻠﮫ ا ﺮ ﺪة اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ‬ ‫‪ -1‬اﳌﺮﺳﻮم ااﻟﺮﺋﺎ‬
‫رﻗﻢ ‪45‬اﻟﺼﺎدرة ‪ 25‬أﻛﺘﻮ ﺮ ‪1989‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ ‪ /‬ﻗﺎﺋﻤﺔ اﳌﺮاﺟﻊ‪:‬‬

‫أ‪ -‬اﻟﻜﺘﺐ‪:‬‬

‫ا ﺰاﺋﺮ‪،‬دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﳌﺠﻠﺲ اﻟﻮﻃ‬ ‫رﺳﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‬ ‫‪ -1‬أﺣﻤﺪ ﻃﻴﻠﺐ‪،‬دور اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت‬

‫اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻻﺟﺘﻤﺎ ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘ ‪ ،‬ﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻹﻋﻼم‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ا ﺰاﺋﺮ‪2007. ،‬‬

‫اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪-‬دراﺳﺔ اﻻﺻﻮل اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻدار ﺔ‬ ‫‪ -2‬ﺣﻤﺪي أﻣ ن ﻋﺒﺪ اﻟ ﺎدي‪ ،‬ﻧﻈﺮ ﺔ اﻟﻜﻔﺎﻳﺔ‬

‫وﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﺎ اﳌﻘﺎرﻧﺔ‪ -‬رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺘﻮراﻩ‪،‬اﻟﻘﺎ ﺮة‪1980 ،‬‬

‫ا ﺰاﺋﺮي‪ ،‬داراﻟ ﺪى‪،‬ا ﺰاﺋﺮ‪1990. ،‬‬ ‫‪ -3‬ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻮﺷﻌ ‪ ،‬اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻴﺎ‬

‫‪ -4‬ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺘﻮح ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺜﻤﺎن‪ ،‬رﺋ ﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻔﺪرا ‪ ،‬اﻟ ﻴﺌﺔ اﳌﺼﺮ ﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب‪1977،‬‬

‫‪704‬‬