You are on page 1of 18

‫ا لة الشاملة للحقوق‬

‫مارس ‪2021‬‬

‫ريخ النشر ‪2021 /03/ 1‬‬ ‫ريخ اﳌراجعة ‪2021/01/ 16‬‬ ‫ريخ اﻻستقبال ‪2021/01/12‬‬

‫اﳊاﻻت اﻻستﺜناﺋﻴة ﰲ ﻇﻞ التعﺪيﻞ الﺪستﻮري لﺴنة ‪2020‬‬


‫‪Exceptions under the constitutional amendment of 2020‬‬

‫د‪ .‬أﺣﺴﻦ ﻏرﰊ‬


‫جاﻣعة ‪ 20‬أوت ‪ 1955‬سﻜﻴﻜﺪة‬

‫‪GHARBI AHCENE‬‬

‫‪ahcenegharbi4@gmail.com‬‬
‫اﳌﻠﺨﺺ‬

‫ﻧﺺ اﳌﺆﺳﺲ الﺪﺳﺘوري اﳉﺰاﺋﺮي ﻋلﻰ اﳊاﻻت اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة الﱵ ﻳﱰﺗﺐ ﻋﻨﻬا اﳋﺮوج ﻋﻦ ﻗواﻋﺪ اﳌشﺮوﻋﻴة الﻌادﻳة‬
‫ﳌواﺟﻬة الﻈﺮوف الﱵ أدت إﱃ إﻋﻼن اﳊاﻻت اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة‪ ،‬ﻫﺬﻩ اﻷﺧﲑة ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺣالة اﳊﺼار‪ ،‬ﺣالة الﻄوارئ‪،‬‬
‫اﳊالة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة‪ ،‬ﺣالة اﳊﺮب‪ ،‬وﻛلﻬا ﺣاﻻت ﻳﺘﻢ إﻗﺮارﻫا واﻹﻋﻼن ﻋﻨﻬا مﻦ ﻗﺒﻞ رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة‪.‬‬

‫ﻳﺘﻌﲔ ﻋلﻰ رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة ﻋﻨﺪ اللجوء ﺣالة مﻦ اﳊاﻻت اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة أن ﻳﺘقﻴﺪ لضوابط اﳌوضوﻋﻴة والشﻜلﻴة‬
‫اﳌﻨﺼوص ﻋلﻴﻬا ﰲ الﺪﺳﺘور‪ ،‬لﺘﻔادي ﻋﺪم دﺳﺘورﻳة إﻋﻼن اﳊاﻻت اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة‪ ،‬وﻫﺬﻩ القﻴود الشﻜلﻴة واﳌوضوﻋﻴة‬
‫وضﻌﻬا اﳌﺆﺳﺲ الﺪﺳﺘوري ﳊﻤاﻳة اﳊﺮ ت واﳊقوق الﱵ ﻳﺘﻢ اﳌساس ا ﻋﻨﺪ إﻋﻼن ﻫﺬﻩ اﳊاﻻت اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة‪.‬‬

‫ﻛﻠﻤات ﻣﻔتاﺣﻴة ‪ :‬ﺣالة الﻄوارئ‪ ،‬ﺣالة اﳊﺼار‪ ،‬اﳊالة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة‪ ،‬ﺣالة اﳊﺮب‪ ،‬اﳊقوق واﳊﺮ ت‪ ،‬القﻴود‬
‫اﳌوضوﻋﻴة والشﻜلﻴة‪.‬‬

‫‪Abstract :‬‬

‫‪The text of the Algerian constitutional founder on the exceptional cases that‬‬
‫‪result in deviating from the rules of normal legality to face the circumstances‬‬
‫‪that led to the declaration of exceptional cases, the latter being the state of siege,‬‬
‫‪the state of emergency, the state of exception, the state of war, all of which are‬‬
‫‪cases that are approved and announced by the President of the Republic .‬‬

‫‪37‬‬ ‫أحسن غربي‬


‫المجلة الشاملة للحقوق‬
2021 ‫مارس‬

The President of the Republic, upon resorting to a case of exceptional cases,


must adhere to the substantive and formal controls stipulated in the constitution,
to avoid the unconstitutionality of declaring exceptional cases, and these formal
and objective restrictions were set by the constitutional founder to protect the
freedoms and rights that are violated when declaring these exceptional cases.

Key words :

State of emergency, state of siege, state of exception, state of war, rights and
freedoms, objective and formal restrictions.

Résumé :

Le texte du fondateur constitutionnel algérien sur les cas exceptionnels qui


conduisent à s'écarter des règles de légalité normale pour faire face aux
circonstances ayant conduit à la déclaration de cas exceptionnels, ces derniers
étant l'état de siège, l'état d'urgence, l'état d'exception, l'état de guerre, autant de
cas approuvés et annoncés par le président de la République .

Le Président de la République, en recourant à un cas d'exception, doit respecter


les contrôles de fond et formels prévus dans la constitution, pour éviter
l'inconstitutionnalité de la déclaration de cas d'exception, et ces restrictions
formelles et objectives ont été fixées par le fondateur constitutionnel pour
protéger les libertés et droits violés lors de la déclaration de ces cas d'exception.

Mots clés

État d'urgence, état de siège, état d'exception, état de guerre, droits et libertés,
restrictions objectives et formelles.

:‫اﳌقﺪﻣة‬

‫ إﻻ ﰲ‬،‫ إذ ﻻ ﺗقوم ﻫﺬﻩ اﻷﺧﲑة ي ﻧشاط‬،‫إذا ﻛان مﺒﺪأ اﳌشﺮوﻋﻴة ﻳﻌﺪ ﻗﻴﺪا ﻋلﻰ ﻧشاط وﺗﺼﺮﻓات اﻹدارة‬
‫ وبﺬلﻚ ﺗﻌﺘﱪ الﺪولة دولة‬،‫ وﻋلﻰ الﻨحو الﺬي ﳛقﻖ اﳌﺼلحة الﻌامة‬،‫اﳊﺪود الﱵ رﲰﻬا القاﻧون ﲟﻔﻬومﻪ الواﺳﻊ‬
‫ غﲑ أﻧﻪ أﺣﻴا ﻳﺼﻌﺐ ﺗﻄﺒﻴﻖ مﺒﺪأ‬،‫ إذ ﻳﱰﺗﺐ ﻋلﻰ ﳐالﻔة اﻹدارة لقواﻋﺪ اﳌشﺮوﻋﻴة بﻄﻼن ﺗﺼﺮﻓا ا‬،‫ﻗاﻧوﻧﻴة‬
‫اﳌشﺮوﻋﻴة ﻋلﻰ الﻨحو الﺬي بﻴﻨاﻩ ﺧﺼوﺻا ﰲ أوﻗات اﻻزمات ﻷن اﻻﺻﺮار ﻋلﻰ الﺘﻤسﻚ بﻪ ﻛﻤا ﻫو ﻳﺆدي إﱃ‬
2
‫ لﺬا ﳒﺪ أغلﺐ دول الﻌاﱂ اﻗﺮت بﺘوﺳﻴﻊ مﺒﺪأ اﳌشﺮوﻋﻴة ﰲ الﻈﺮوف غﲑ الﻌادﻳة‬،1‫ﺗﻌﺮﻳﺾ ﺳﻼمة الﺪولة للﺨﻄﺮ‬
‫ إذ لﺮﺟوع إﱃ‬،‫ومﻨﻬا اﳉﺰاﺋﺮ مﻦ ﺧﻼل ما ﻳﻌﺮف بﻨﻈﺮﻳة الضﺮورة والﱵ ﻳﻄلﻖ ﻋلﻴﻬا أﻳضا السلﻄات اﳌوﺳﻌة لﻺدارة‬

38 2020 ‫اﳊاﻻت اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة ﰲ ﻇﻞ الﺘﻌﺪﻳﻞ الﺪﺳﺘوري لسﻨة‬


‫ا لة الشاملة للحقوق‬
‫مارس ‪2021‬‬

‫الﺪﺳﺘور اﳉﺰاﺋﺮي ﳒﺪ أن اﳌﺆﺳﺲ الﺪﺳﺘوري ﻧﺺ ﻋلﻰ اﳊاﻻت اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة ﰲ اﳌواد مﻦ ‪ 97‬إﱃ ‪ 102‬مﻦ‬
‫الﺘﻌﺪﻳﻞ الﺪﺳﺘوري لسﻨة ‪ 2020‬مﻦ ﺧﻼل مﻨﺢ لﺮﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة الﻌﺪﻳﺪ مﻦ اﻻﺧﺘﺼاﺻات ﳌواﺟﻬة الﻈﺮوف غﲑ‬
‫الﻌادﻳة الﱵ ﻗﺪ ﲤﺮ ا الﺒﻼد‪ ،‬وذلﻚ وﻓﻖ اﻹﺟﺮاءات والشﻜلﻴات اﳌقﺮرة ﰲ الﺪﺳﺘور‪ ،‬ﻋلﻤا أﻧﻪ ﱂ ﻳﺼﺪر بﻌﺪ‬
‫القاﻧون الﻌضوي الﺬي ﻳﻨﻈﻢ ﺣالﱵ اﳊﺼار والﻄوارئ الﺬي أﺷارت إلﻴﻪ اﳌادة ‪ 92‬مﻦ دﺳﺘور ‪ 1996‬ﻗﺒﻞ الﺘﻌﺪﻳﻞ‬
‫وأﻛﺪت ﻋلﻴﻪ ﲨﻴﻊ الﺘﻌﺪﻳﻼت الﺪﺳﺘورﻳة الﻼﺣقة‪.‬‬
‫ﻳقﺼﺪ بﻨﻈﺮﻳة الﻈﺮوف اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة" أن بﻌﺾ اﻻﻋﻤال اﻹدارﻳة الﱵ ﺗﻌﺘﱪ غﲑ مشﺮوﻋة ﰲ الﻈﺮوف الﻌادﻳة‪ ،‬ﺗﻌﺪ‬
‫مشﺮوﻋة ﰲ الﻈﺮوف اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة‪ ،‬إذا ﻛاﻧﺖ ﻻزمة للﻤحاﻓﻈة ﻋلﻰ الﻨﻈام أو دوام ﺳﲑ اﳌﺮاﻓﻖ الﻌامة"‪.3‬‬
‫ﻳﱰﺗﺐ ﻋلﻰ ﻗﻴام اﳊاﻻت اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة الﱰﺧﻴﺺ للسلﻄات اﻻدارﻳة ﲣاذ ﲨلة مﻦ اﻻﺟﺮاءات اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة مﻦ أﺟﻞ‬
‫مواﺟﻬة الﻈﺮوف اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة الﱵ ﺪد الﺪولة ومﺆﺳسا ا والﻨﻈام الﻌام ﻓﻴﻬا وذلﻚ ﻋلﻰ ﺣساب اﳊقوق واﳊﺮ ت‬
‫الﻔﺮدﻳة واﳉﻤاﻋﻴة‪.4‬‬
‫لقﺪ مارس القضاء اﻹداري اﳌقارن دوراً مﻬﻤاً ﰲ ﲢﺪﻳﺪ مﻌاﱂ ﻧﻈﺮﻳة الﻈﺮوف اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة‪ ،‬ووضﻊ ﺷﺮوط اﻻﺳﺘﻔادة‬
‫مﻨﻬا‪ ،‬ﻛﻤا راﻗﺐ اﻹدارة ﰲ اﺳﺘﺨﺪام ﺻﻼﺣﻴا ا اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة ﲪاﻳة ﳊقوق اﻷﻓﺮاد وﺣﺮ ﻢ اﻻﺳاﺳﻴة‪ ،‬وﻫﺬﻩ الشﺮوط‬
‫ﻫﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬وﺟود ﻇﺮف اﺳﺘﺜﻨاﺋﻲ ﻳﻬﺪد الﻨﻈام الﻌام ﰲ الﺪولة وﺣسﻦ ﺳﲑ اﳌﺮاﻓﻖ الﻌامة ﻓﻴﻬا ﺳواء ﲤﺜﻞ ﻫﺬا الﻈﺮف ﰲ‬
‫ﺗﺼﺮﻓات ﻛان لﻺﻧسان دﺧﻞ ﻓﻴﻬا مﺜﻞ ﻗﻴام اﳊﺮب أو اضﻄﺮاب أو ﻋﺼﻴان وﲤﺮد أﻋﻤال ﲣﺮﻳﺐ وغﲑﻫا مﻦ‬
‫الﺘﺼﺮﻓات أو ﻇﺮف لﻴﺲ لﻺﻧسان دﺧﻞ ﻓﻴﻪ مﺜﻞ الﻜارثة الﻄﺒﻴﻌﻴة ﻛالﺰﻻزل والﻔﻴضا ت الﱪاﻛﲔ‪...‬‬
‫‪ -‬أن ﺗﻌجﺰ اﻹدارة ﻋﻦ أداء وﻇﻴﻔﺘﻬا ﺳﺘﺨﺪام ﺳلﻄا ا وﻓﻖ مﺒﺪأ اﳌشﺮوﻋﻴة ﰲ الﻈﺮوف الﻌادﻳة‪ ،‬ﻓﺘلجﺄ ﻻﺳﺘﺨﺪام‬
‫ﺳلﻄا ا اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة الﱵ ﺗوﻓﺮﻫا ﳍا ﻫﺬﻩ الﻨﻈﺮﻳة ﳌواﺟﻬة الﻈﺮف اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻳﺘﻌﲔ أن ﲢﺪد ﳑارﺳة السلﻄة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة اﳌﻤﻨوﺣة لﻺدارة ﲟﺪة الﻈﺮف اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻲ ﻓقط‪ ،‬ﻓﻼ ﳚوز لﻺدارة أن‬
‫ﺗسﺘﻤﺮ ﰲ اﻻﺳﺘﻔادة مﻦ اﳌشﺮوﻋﻴة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة ﳌﺪة ﺗﺰﻳﺪ ﻋلﻰ مﺪة الﻈﺮف اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬أن ﻳﻜون اﻹﺟﺮاء اﳌﺘﺨﺬ مﺘواز ً مﻊ ﺧﻄورة الﻈﺮف اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻲ وﰲ ﺣﺪود ما ﻳقﺘضﻲ مواﺟﻬة الﻈﺮف‬
‫اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻲ‪.5‬‬
‫ﻓﻜﻴﻒ ﻧﻈﻢ اﳌﺆسﺲ الﺪستﻮري اﳊاﻻت اﻻستﺜناﺋﻴة ﰲ التعﺪيﻞ الﺪستﻮري لﺴنة ‪ 2020‬وﻣا هي الضﻤا ت‬
‫اﳌﻤنﻮﺣة ﳊﻤاية اﳊر ت واﳊقﻮق ﰲ ﻣﻮاجهة تعﺴﻒ الﺴﻠطات العﻤﻮﻣﻴة ﰲ ﻓرض اﳊاﻻت اﻻستﺜناﺋﻴة؟‪.‬‬
‫ﺗﺘﻤﺜﻞ اﺧﺘﺼاﺻات رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة ﰲ الﻈﺮوف غﲑ الﻌادﻳة ﰲ إﻋﻼن ﺣالة اﳊﺼار‪ ،‬إﻋﻼن ﺣالة الﻄوارئ‪ ،‬إﻋﻼن‬
‫اﳊالة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة‪ ،‬إﻋﻼن ﺣالة اﳊﺮب‪.‬‬

‫‪39‬‬ ‫أحسن غربي‬


‫المجلة الشاملة للحقوق‬
‫مارس ‪2021‬‬

‫اﻋﺘﻤﺪ ﰲ ﻫﺬﻩ الﺪراﺳة ﻋلﻰ اﳌﻨﻬج الﺘحلﻴلﻲ الوﺻﻔﻲ مﻦ ﺧﻼل ﲢلﻴﻞ ﻧﺼوص الﺘﻌﺪﻳﻞ الﺪﺳﺘوري لسﻨة ‪2020‬‬
‫الﱵ ﻧﻈﻤﺖ اﳊاﻻت اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ‪ ،‬ﻛﻤا ﻗسﻤﻨا ﻫﺬﻩ الﺪراﺳة إﱃ ثﻼث ﻧقاط رﺋﻴسﻴة ﺗﺘضﻤﻦ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺣالﱵ الﻄوارئ واﳊﺼار‬
‫‪ -2‬اﳊالة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة‬
‫ﺣالة اﳊﺮب‬ ‫‪-3‬‬

‫ﺣالﱵ الطﻮارئ واﳊﺼار‬ ‫‪-1‬‬


‫ﻗﺪ ﻳﺆدي اﳊﻔاظ ﻋلﻰ الﻨﻈام القاﻧوﱐ الساﺋﺪ وﺗﻄﺒﻴقﻪ ﰲ بﻌﺾ اﳊاﻻت إﱃ وضﻊ الﺪولة ﰲ ﺧﻄﺮ و لﺘاﱄ‬
‫الﻨﻈام القاﻧوﱐ ﻛﻤلﻪ ﻳﻜون ﻋﺮضة للﺨﻄﺮ‪ ،‬إذ ﺗﻌﲔ ﰲ مﺜﻞ ﻫﻜﺬا ﻇﺮف ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻧﻈﺮﻳة الﻈﺮوف اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة ﲢﺖ‬
‫مسﻤﻰ ﺣالة الﻄوارئ أو ﺣالة اﳊﺼار‪ ،6‬إذ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺣالة الﻄوارئ بﻄابﻊ اﳌشﺮوﻋﻴة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة وﺟوازﻳة ﺗﻄﺒﻴقﻬا‬
‫والﺘﻄﺒﻴﻖ اﳌﺆﻗﺖ ﳍا‪ ،7‬وﻋلﻴﻪ ﻳقﺼﺪ ا‪ ":‬ﻧﻈاما اﺳﺘﺜﻨاﺋﻴا ﻳﺘﻢ اﻋﻼﻧﻪ لﺪﻓﻊ اﳋﻄﺮ الﺬي أﱂ لﺒﻼد‪ ،‬ﺣﻴث ﻳﺘﻢ ﰲ‬
‫ﻫﺬﻩ اﳊالة ﺗقﻴﻴﺪ اﳊقوق واﳊﺮ ت الﻌامة مﱴ ﻛان ﻫﻨاك مساس ﻷمﻦ والﻨﻈام الﻌام‪ ،‬واﶈاﻓﻈة ﻋلﻰ اﻷمﻦ‬
‫والسﻜﻴﻨة الﻌامة وﲣول ﳌﺮﻓﻖ الﺒولﻴﺲ اﺧﺘﺼاﺻات إضاﻓﻴة‪ .‬أما ﺣالة اﳊﺼار ﻓﻬﻲ أﺷﺪ ﺧﻄورة مﻦ ﺣالة الﻄوارئ‬
‫وأدﱏ ﺧﻄورة مﻦ اﳊالة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة‪ ،‬ﺗﺘﺼﻞ ﻷﻋﻤال الﺘﺨﺮﻳﺒﻴة أو اﳌسلحة ﻛالﻌﺼﻴان أو الﺘﻤﺮد‪ ،‬ﻓﻴﺘﻢ اﻧﺘقال السلﻄة‬
‫ﰲ ﻫﺬﻩ اﳊالة إﱃ اﳉﻴﺶ للضﺮورة اﳌلحة‪ ،‬ﻓﺘﺨول للﺮﺋﻴﺲ اﲣاذ ﻛﻞ الﺘﺪابﲑ الﻼزمة ﻻﺳﺘﺘﺒاب الوضﻊ لﺘﻔادي‬
‫اللجوء إﱃ اﳊالة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة"‪ ،8‬وﻋلﻴﻪ ﻓﺈن ﺣالة اﳊﺼار ﻫﻲ أﻳضا ﻧﻈام اﺳﺘﺜﻨاﺋﻲ ﺗﻌﺮف ﻓﻴﻪ السلﻄات اﻻدارﻳة‬
‫ﺧﺮوﺟا ﻋﻦ اﳌشﺮوﻋﻴة الﻌادﻳة لﻨﻈﺮ إﱃ الﻈﺮوف الﱵ أدت إﱃ اﻋﻼن ﺣالة اﳊﺼار‪.9‬‬
‫ﻧﺺ اﳌﺆﺳﺲ الﺪﺳﺘوري ﻋلﻰ اﳊالﺘﲔ ﰲ اﳌادة ‪ 97‬مﻦ الﺘﻌﺪﻳﻞ الﺪﺳﺘوري لسﻨة ‪ 2020‬الﱵ ﺗقابلﻬا اﳌادة‬
‫‪ 105‬مﻦ الﺘﻌﺪﻳﻞ الﺪﺳﺘوري لسﻨة ‪ 2016‬دون أن ﳝﻴﺰ اﳌﺆﺳﺲ الﺪﺳﺘوري بﲔ اﳊالﺘﲔ مﻦ ﺣﻴث السﺒﺐ واﳉﻬة‬
‫اﳌﺨﺘﺼة واﻵ ر اﳌﱰﺗﺒة ﻋلﻰ اﻋﻼن اﳊالﺘﲔ‪.‬‬
‫‪ -1 -1‬ﻣﻦ ﺣﻴﺚ جهة اﻻﺧتﺼاص‬
‫مﻨﺢ اﳌﺆﺳﺲ الﺪﺳﺘوري لﺮﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة ﺻﻼﺣﻴة إﻋﻼن ﺣالﱵ اﳊﺼار والﻄوارئ دون غﲑﻩ ﺣﻴث ﺗضﻤﻨﺖ‬
‫اﳌادة ‪ 97‬الﻨﺺ ﻋلﻰ أﻧﻪ" ﻳقﺮر رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة‪ ،‬إذا دﻋﺖ الضﺮورة اﳌلحة‪ ،‬ﺣالة الﻄوارئ أو اﳊﺼار‪ ،"...‬إذ‬
‫ﺗﻌﺘﱪ ﺻﻼﺣﻴة رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة ﰲ اﻋﻼن اﳊالﺘﲔ ﺻﻼﺣﻴة ﺗقﺮﻳﺮﻳة ولﻴسﺖ ﳎﺮد اﻋﻼن ﻋﻦ اﳊالة‪ ،‬إذ ﳝلﻚ السلﻄة‬
‫الﺘقﺪﻳﺮﻳة ﰲ إﻗﺮار اﳊالﺘﲔ أو اﺳﺘﺒﻌاد اﳊالﺘﲔ أو اﳌﻔاضلة بﲔ اﳊالﺘﲔ مﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﻌﻤال اﳌﺆﺳﺲ الﺪﺳﺘور لﻌﺒارة‬
‫الﻄوارئ أو اﳊﺼار‪.‬‬
‫ﻛﻤا أﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ لﺮﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة ﺗﻔوﻳﺾ ﻫﺬﻩ الﺼﻼﺣﻴة للوزﻳﺮ اﻷول أو رﺋﻴﺲ اﳊﻜومة‪ ،‬ﺣسﺐ اﳊالة‪،‬‬
‫بﻨاء ﻋلﻰ ﻧﺺ اﳌادة ‪ 93‬ﻓقﺮة ‪ 03‬مﻦ الﺘﻌﺪﻳﻞ الﺪﺳﺘوري لسﻨة ‪ ،2020‬ﻛﻤا أﻧﻪ ﻗﻴﺪ اﳌﺆﺳﺲ الﺪﺳﺘوري رﺋﻴﺲ‬

‫‪40‬‬ ‫اﳊاﻻت اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة ﰲ ﻇﻞ الﺘﻌﺪﻳﻞ الﺪﺳﺘوري لسﻨة ‪2020‬‬


‫ا لة الشاملة للحقوق‬
‫مارس ‪2021‬‬

‫الﺪولة اﳌﻌﲔ ﰲ ﺣالة ﻋجﺰ رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة ﻋﻦ أداء مﻬامﻪ أو أثﻨاء ﺷﻐور مﻨﺼﺐ رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة ﺣﻴث ﻻ ﳝﻜﻦ‬
‫إﻋﻼن ﺣالﱵ اﳊﺼار أو الﻄوارئ مﻦ ﻗﺒﻞ رﺋﻴﺲ الﺪولة‪ ،‬إﻻ ﲟواﻓقة الﱪﳌان اﳌﻨﻌقﺪ بﻐﺮﻓﺘﻴﻪ ا ﺘﻤﻌﺘﲔ مﻌا‪ ،‬ما ﳚﻌﻞ‬
‫الﱪﳌان ﺷﺮﻳﻚ ﰲ ﻫﺬﻩ الﺼﻼﺣﻴة أثﻨاء غﻴاب رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة اﳌﻨﺘﺨﺐ ﻋلﻰ أﺳاس أن الﱪﳌان مﺆﺳسة دﺳﺘورﻳة‬
‫ﲤﺜﻞ الشﻌﺐ مﺜلﻬا مﺜﻞ رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة اﳌﻨﺘﺨﺐ مﻦ الشﻌﺐ‪ ،‬وﻳﻌلﻦ رﺋﻴﺲ الﺪولة اﳊالﺘﲔ بﻌﺪ اﺳﺘشارة اﶈﻜﻤة‬
‫الﺪﺳﺘورﻳة وا لﺲ اﻻﻋلﻰ لﻸمﻦ‪ .‬أما رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة ﻻ ﻳﻜون ﲝاﺟة إﱃ مواﻓقة الﱪﳌان ﻋﻨﺪ إﻋﻼن اﳊالﺘﲔ‪.‬‬
‫وﻳﻌود السﺒﺐ ﰲ مﻨﺢ اﳌﺆﺳﺲ الﺪﺳﺘوري لﺮﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة ﺻﻼﺣﻴة ﺗقﺮﻳﺮ اﳊاﻻت اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة ومﻦ بﻴﻨﻬا‬
‫ﺣالﱵ اﳊﺼار أو الﻄوارئ لﻜوﻧﻪ اﳌسﺆول اﻻول ﰲ الﺒﻼد واﳌﻜلف ﲝﻤاﻳة الﺪﺳﺘور واﳊقوق واﳊﺮ ت‪ ،‬ﻛﻤا أﻧﻪ‬
‫ﻳﺘوﱃ اﳉاﻧﺐ اﻻمﲏ ﻋﺘﺒارﻩ القاﺋﺪ اﻻﻋلﻰ للقوات اﳌسلحة ﻹضاﻓة إﱃ ﺗولﻴﻪ مﻬﻤة الﺪﻓاع الوطﲏ‪.10‬‬
‫‪ -2-1‬ﻣﻦ ﺣﻴﺚ الﺴبﺐ‬
‫إذا ﻛان السﺒﺐ ﻫو ﻋﺒارة ﻋﻦ ﺣالة ﻗاﻧوﻧﻴة أو مادﻳة ﺗﺪﻋو السلﻄة اﳌﺨﺘﺼة إﱃ الﺘﺪﺧﻞ ﳌواﺟﻬة ﻫﺬا اﳊالة‬
‫ﻓﺈﻧﻪ ﲞﺼوص ﺣالﱵ اﳊﺼار أو الﻄوارئ‪ ،‬ﻳﺘﻢ اﻻﻋﻼن ﻋﻦ ذلﻚ مﻦ ﻗﺒﻞ رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة إذا دﻋﺖ الضﺮورة اﳌلحة‬
‫دون أن ﳛﺪد اﳌﺆﺳﺲ الﺪﺳﺘوري ما اﳌقﺼود لضﺮورة اﳌلحة مﺜﻞ وﺟود ﺧﻄﺮ داﻫﻢ ﺗج ﻋﻦ اﻋﺘﺪاءات‬
‫واضﻄﺮا ت ﺧﻄﲑة ﻋلﻰ الﻨﻈام الﻌام أو وﺟود ﻛارثة ﻋامة‪ ،11‬وﰲ ﻇﻞ غﻴاب القاﻧون الﻌضوي الﺬي ﻳﻨﻈﻢ ﺣالﱵ‬
‫الﻄوارئ واﳊﺼار اﳌﻨﺼوص ﻋلﻴﻪ ﰲ اﳌادة ‪ 97‬الﻔقﺮة اﻷﺧﲑة‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻌﲔ الﻌودة إﱃ اﳌﻤارﺳة الﱵ ﺣﺪثﺖ ﺳابقا ﰲ‬
‫اﳉﺰاﺋﺮ ﺣﻴث ﰎ اﻻﻋﻼن ﻋﻦ ﺣالﱵ اﳊﺼار والﻄوارئ ﺳﻨﱵ ‪ 1991‬و‪ 1992‬وذلﻚ بسﺒﺐ أﻋﻤال ﺪد الﻨﻈام‬
‫الﻌام مﺜﻞ اﻻﻋﻤال الﺘﺨﺮﻳﺒﻴة أو الﻌﺼﻴان واﻋﻤال الﻌﻨف واﺳﺘﻤﺮارﻫا‪ ، ....‬غﲑ أﻧﻪ ﰲ الﺘجارب اﳌقارﻧة ﺗﻌلﻦ ﺣالة‬
‫الﻄوارئ بسﺒﺐ ﻛوارث طﺒﻴﻌﻴة مﺜﻞ الﺰﻻزل والﻔﻴضا ت واﳊﺮاﺋﻖ‪،....‬‬
‫ﻳﻌود ﺗقﺪﻳﺮ ﺣالة الضﺮورة اﳌلحة اﳌﻨﺼوص ﻋلﻴﻬا ﰲ الﺪﺳﺘور للسلﻄة الﺘقﺪﻳﺮﻳة لﺮﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة‪ ،12‬الﺬي ﱂ‬
‫ﻳقﻴﺪﻩ الﺪﺳﺘور ي ﺳﺒﺐ موضوﻋﻲ ﺳوى القﻴود الشﻜلﻴة الﱵ ﻧﺘﻄﺮق ﳍا ﻻﺣقا‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫ﳒﺪ أﻧﻪ اﺳﺘﻨﺪ إﱃ اﻻﺳﺒاب‬ ‫لﺮﺟوع إﱃ اﳌﺮﺳوم الﺮ ﺳﻲ رﻗﻢ ‪ 44-92‬اﳌﺘضﻤﻦ اﻋﻼن ﺣالة الﻄوارئ‬
‫الﺘالﻴة‪:‬‬
‫‪ -‬اﳌساس اﳋﻄﲑ واﳌسﺘﻤﺮ للﻨﻈام الﻌام اﳌسجﻞ ﰲ الﻌﺪﻳﺪ مﻦ ﻧقاط الﱰاب الوطﲏ‬
‫‪ -‬الﺘﻬﺪﻳﺪات الﱵ ﺗسﺘﻬﺪف اﺳﺘقﺮار اﳌﺆﺳسات واﳌساس اﳋﻄﲑ واﳌﺘﻜﺮر مﻦ اﳌواطﻨﲔ والسلﻢ اﳌﺪﱐ‪.‬‬
‫غﲑ أن اﳌﺮﺳوم الﺮ ﺳﻲ ‪ 196-91‬اﳌﺘضﻤﻦ ﺣالة اﳊﺼار‪ 14‬ﱂ ﻳسﺘﻨﺪ إﱃ أﺳﺒاب وإﳕا ﺗﻄﺮق مﺒاﺷﺮة ﰲ‬
‫اﳌادة ‪ 02‬مﻨﻪ ﻷﻫﺪاف إﻋﻼن ﺣالة اﳊﺼار‪.‬‬
‫‪ -3-1‬ﻣﻦ ﺣﻴﺚ الشﻜﻞ واﻹجراءات‬

‫‪41‬‬ ‫أحسن غربي‬


‫المجلة الشاملة للحقوق‬
‫مارس ‪2021‬‬

‫ﻧﻈﺮا ﳋﻄورة إﻋﻼن ﺣالﱵ الﻄوارئ واﳊﺼار ﻋلﻰ اﳊقوق واﳊﺮ ت الﻌامة والﻔﺮدﻳة ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻌﲔ اﺣﱰام الشﺮوط‬
‫اﳌوضوﻋﻴة الﱵ بﻴﻨاﻫا ﰲ السﺒﺐ والقﻴود الشﻜلﻴة الﱵ أﻗﺮﻫا الﺪﺳﺘور‪ ،‬إذ ﻻ ﳝﻜﻦ لﺮﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة إﻋﻼن ﺣالة‬
‫الﻄوارئ أو ﺣالة اﳊﺼار‪ ،‬إﻻ بﻌﺪ اﺳﺘﻨﻔاذ الشﻜلﻴات واﻹﺟﺮاءات اﳌﻨﺼوص ﻋلﻴﻬا ﰲ اﳌادة ‪ 97‬واﳌﺘﻤﺜلة ﰲ‪:‬‬
‫‪ -‬اﺟﺘﻤاع ا لﺲ اﻷﻋلﻰ لﻸمﻦ الﺬي ﻳﺮأﺳﻪ رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة‪ ،‬بﻐﺮض ﺗقﺪﱘ اﻵراء ﰲ ﻛﻞ القضا اﳌﺘﻌلقة ﻷمﻦ‬
‫الوطﲏ أي ﺗشﺨﻴﺺ الوضﻊ اﻻمﲏ‪.15‬‬
‫‪ -‬اﺳﺘشارة رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة لﺮﺋﻴﺲ ﳎلﺲ اﻷمة‪،‬‬
‫‪ -‬اﺳﺘشارة رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة لﺮﺋﻴﺲ ا لﺲ الشﻌﱯ الوطﲏ‪،‬‬
‫‪ -‬اﺳﺘشارة رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة للوزﻳﺮ اﻷول أو رﺋﻴﺲ اﳊﻜومة‪ ،‬ﺣسﺐ اﳊالة‪،‬‬
‫‪ -‬اﺳﺘشارة رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة لﺮﺋﻴﺲ اﶈﻜﻤة الﺪﺳﺘورﻳة‪.‬‬
‫‪ -‬ﻳﺘﻌﲔ اﻋﻼن ﺣالة الﻄوارئ أو اﳊﺼار ﳌﺪة أﻗﺼاﻫا ثﻼثون )‪ (30‬ﻳوما‪ ،‬إذ ﳝﻜﻦ اﻋﻼن اﳊالﺘﲔ ﳌﺪة أﻗﻞ مﻦ‬
‫ثﻼثون ﻳوما‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ اﻋﻼن اﳊالﺘﲔ ﳌﺪة ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ ثﻼثون )‪ (30‬ﻳوما‪.‬‬
‫إن ﲢﺪﻳﺪ اﳌﺪة ﻛان ﻧﺘﻴجة اﳋﺼاﺋﺺ اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة ﳊالة الﻄوارئ واﳊﺼار ما ﻳﻌﲏ ضﺮورة ﺟﻌلﻬا إﺟﺮاء مﺆﻗﺖ‬
‫اﺳﺘﺜﻨاﺋﻲ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻧﺘﻬاء اﳌﺪة أو اﻧﺘﻬاء السﺒﺐ اﳌﺆدي إﱃ إﻋﻼن ﻫﺬﻩ اﳊاﻻت‪.16‬‬
‫‪ -‬ﺻﺪور مﺮﺳوم ر ﺳﻲ ﻳﺘضﻤﻦ إﻋﻼن ﺣالة الﻄوارئ أو ﺣالة اﳊﺼار ﳌﺪة مﻌلومة ﻻ ﺗﺘجاوز ثﻼثون ﻳوما‪.‬‬
‫ﻛاﻧﺖ اﳌﺪة ﻗﺒﻞ ﺗﻌﺪﻳﻞ ‪ 2020‬غﲑ ﳏﺪدة ﰲ الﺪﺳﺘور وإﳕا ﻳﺘﻢ ﲢﺪﻳﺪﻫا ﰲ اﳌﺮﺳوم الﺮ ﺳﻲ اﳌﻌلﻦ لﻜﻞ‬
‫ﺣالة مﻦ اﳊالﺘﲔ‪ ،‬و ﻻ ﳝﻜﻦ ﲤﺪﻳﺪ ﺣالة الﻄوارئ أو اﳊﺼار‪ ،‬إﻻ بﻌﺪ مواﻓقة الﱪﳌان اﳌﻨﻌقﺪ بﻐﺮﻓﺘﻴﻪ ا ﺘﻤﻌﺘﲔ‬
‫مﻌا‪ ،‬وﻫﻨا ﻳﺼﺒﺢ الﱪﳌان ﺷﺮﻳﻜا إﱃ ﺟاﻧﺐ رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة ﰲ إﻗﺮار اﳊالﺘﲔ‪ ،‬غﲑ أن ﻧﺺ اﳌادة ‪ 97‬ﱂ ﻳشﲑ إﱃ‬
‫مﺪة الﺘﻤﺪﻳﺪ ﻫﻞ ﻳﺘقﻴﺪ رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة والﱪﳌان ﲟﺪة ثﻼثون )‪ (30‬ﻳوما أثﻨاء الﺘﻤﺪﻳﺪ أم ﻻ ‪ ،‬ﻛﻤا ﱂ ﳛﺪد اﳌﺆﺳﺲ‬
‫الﺪﺳﺘوري ﻋﺪد مﺮات الﺘﻤﺪﻳﺪ وﻫﻞ ﻳﺒقﻰ الﺘﻤﺪﻳﺪ اﳋﻴار الوﺣﻴﺪ لﺮﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة إﱃ غاﻳة زوال ﺳﺒﺐ اﳊالﺘﲔ‪.‬‬
‫إن ﲢﺪﻳﺪ اﳌﺆﺳﺲ الﺪﺳﺘوري ﰲ الﺘﻌﺪﻳﻞ الﺪﺳﺘوري لسﻨة ‪ 2020‬ﳌﺪة إﻋﻼن الﻄوارئ أو اﳊﺼار ﻳﻌﺘﱪ‬
‫ضﻤاﻧة ﻫامة ﳊﻤاﻳة اﳊقوق واﳊﺮ ت الﱵ ﺗﺘﺄثﺮ ﻋﻼن ﺣالﱵ الﻄوارئ واﳊﺼار‪.‬‬
‫‪ -4-1‬ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﶈﻞ) اﻵ ر اﳌﱰتبة عﻠى إعﻼن ﺣالﱵ اﳊﺼار والطﻮارئ(‪:‬‬
‫ﱂ ﳛﺪد اﳌﺆﺳﺲ الﺪﺳﺘوري اﻵ ر اﳌﱰﺗﺒة ﻋلﻰ اﻋﻼن ﺣالة الﻄوارئ وأﻳضا إﻋﻼن ﺣالة اﳊﺼار‪ ،‬ﺳﺘﺜﻨاء‬
‫الﻨﺺ ﻋلﻰ اﲣاذ ﻛﻞ التﺪاﺑﲑ الﻼزمة ﻻﺳﺘﺘﺒاب الوضﻊ‪ ،‬إذ ﻳﱰﺗﺐ ﻋلﻰ إﻋﻼن ﺣالة مﻦ اﳊالﺘﲔ مﻨﺢ السلﻄات‬
‫اﻻدارﻳة ﺳلﻄات واﺳﻌة واﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة ﳐﺘلﻔة ﻋﻦ السلﻄات اﳌﻤﻨوﺣة ﳍا ﰲ الﻈﺮوف الﻌادﻳة‪ ،‬ﻋﺘﺒار أن الﻈﺮف الﺬي‬
‫ﲤﺮ بﻪ الﺒﻼد ﻫو ﻇﺮف ﻋﺼﻴﺐ ﻻ ﳝﻜﻦ مواﺟﻬﺘﻪ‪ ،‬إﻻ بﻨﻈام ﻗاﻧوﱐ اﺳﺘﺜﻨاﺋﻲ‪.17‬‬
‫وﰲ ﻇﻞ ﻋﺪم ﺻﺪور القاﻧون الﻌضوي اﳌﻨﻈﻢ ﳊالﱵ الﻄوارئ واﳊﺼار ﳝﻜﻦ اﻻﺳﺘﻌاﻧة ﻵ ر الﱵ ﺗضﻤﻨﺘﻬا‬
‫مﺮاﺳﻴﻢ اﻋﻼن ﺣالة اﳊﺼار والﻄوارئ ﺳﻨﱵ ‪ 1991‬و‪ 1992‬ﻋلﻰ الﺘواﱄ‪.‬‬

‫‪42‬‬ ‫اﳊاﻻت اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة ﰲ ﻇﻞ الﺘﻌﺪﻳﻞ الﺪﺳﺘوري لسﻨة ‪2020‬‬


‫ا لة الشاملة للحقوق‬
‫مارس ‪2021‬‬

‫أثر ﺣالة الطﻮارئ عﻠى اﳊر ت العاﻣة‬ ‫أ‪-‬‬


‫ﺗﻌﺘﱪ ﺣالة الﻄوارئ ﻧﻈاما اﺳﺘﺜﻨاﺋﻴا للضﺒط اﻻداري ﺗﱪرﻩ ﻓﻜﺮة اﳋﻄﺮ الوطﲏ‪ ،‬ﻓﺈذا ﺗﻔاﻗﻤﺖ اﻻوضاع اﻻمﻨﻴة‬
‫ﰲ الﺪولة ﻓﺈﻧﻪ ﺗﻌﻄﻰ اﻷولوﻳة للحﻔاظ ﻋلﻰ ﻛﻴان الﺪولة وﺣﻔظ الﻨﻈام واﺳﺘﻤﺮارﻳة اﳌﺆﺳسات ﻋلﻰ ﺣساب اﳊﺮ ت‬
‫واﳊقوق مﻊ اﻷﺧﺬ بﻌﲔ اﻻﻋﺘﺒار مﻌﻴار الﺘوازن مﻦ ﺣﻴث ضﺮورة اﻻﻫﺘﻤام ﳌﺼاﱀ الﻌامة اﳌشﱰﻛة ﳊﻔظ الﻨﻈام‬
‫واﳊﺪ مﻦ ﺗﺪﻫور الوضﻊ‪ ،‬وﻛﺬا اﻻﻧﺰﻻق اﳋﻄﲑ الﺬي ﻗﺪ ﻳﻨجﺮ ﻋﻨﻪ ﺗﺼﻌﻴﺪ ﰲ الﻌﻨف ما ﻳﻌﲏ ﺧﻄورة الوضﻊ أﻛﺜﺮ‬
‫‪18‬‬
‫ﳑا ﻫو ﻋلﻴﻪ‪.‬‬
‫وﻳﱰﺗﺐ ﻋلﻰ اﻋﻼن ﺣالة الﻄوارئ ﺗقﻴﻴﺪ ﳑارﺳة اﳊﺮ ت الﻌامة الﱵ ﻻ ﻳسﻤﺢ اﳌساس ا ﰲ الﻈﺮوف‬
‫الﻌادﻳة‪ ،19‬وﺗﺘﻤﺜﻞ آ ر ﺣالة الﻄوارئ ﺣسﺐ اﳌﺮﺳوم الﺮ ﺳﻲ ‪ 44-92‬ﰲ ما ﻳلﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗﺘﺨﺬ السلﻄات اﳌﺪﻧﻴة اﳌﺘﻤﺜلة ﰲ وزﻳﺮ الﺪاﺧلﻴة ﻋلﻰ اﳌسﺘوى الوطﲏ والواﱄ اﳌﺨﺘﺺ إﻗلﻴﻤﻴا ﲨﻴﻊ الﺘﺪابﲑ‬
‫الﻜﻔﻴلة ﲝﻔظ الﻨﻈام الﻌام واﺳﺘﺘﺒابﻪ ﻋﻦ طﺮﻳﻖ ﻗﺮارات إدارﻳة ﻳﺘﻌﲔ أن ﺗﺘﻤاﺷﻰ مﻊ ﺗوﺟﻴﻬات اﳊﻜومة‪.‬‬
‫‪ -‬ﺧولﺖ اﳌادة ‪ 03‬مﻦ اﳌﺮﺳوم الﺮ ﺳﻲ ‪ 44-92‬للحﻜومة ﺻﻼﺣﻴة اﲣاذ ﻛﻞ اﻻﺟﺮاءات الﺘﻨﻈﻴﻤﻴة ﻗﺼﺪ‬
‫اﻻﺳﺘجابة للﻬﺪف الﺬي اﻋلﻨﺖ مﻦ أﺟلﻪ ﺣالة الﻄوارئ واﳌﺘﻤﺜﻞ ﰲ اﺳﺘﺘﺒاب الوضﻊ‪ ،‬إذ ﳝﻜﻨﻬا اﲣاذ ﺗﺪابﲑ‬
‫لوﻗف ﻧشاط ﻛﻞ ﺷﺮﻛة أو ﺟﻬاز أو مﺆﺳسة أو ﻫﻴﺌة أو غلقﻬا مﻬﻤا ﻛاﻧﺖ طﺒﻴﻌﺘﻬا أو اﺧﺘﺼاﺻﻬا ﻋﻨﺪما‬
‫ﺗﻌﺮض ﻫﺬﻩ الﻨشاطات الﻨﻈام الﻌام والسﲑ الﻌادي للﻤﺆﺳسات واﳌﺼلحة الﻌلﻴا للﺒﻼد للﺨﻄﺮ‪ ،‬وبﺬلﻚ ﺗقﻴﺪ‬
‫ﺣﺮﻳة الﺘجارة مﺜﻼ‪.‬‬
‫وﺗﺘﺨﺬ ﻫﺬﻩ الﺘﺪابﲑ ﻋﻦ طﺮﻳﻖ ﻗﺮار وزاري ﳌﺪة اﻗﺼاﻫا ‪ 06‬أﺷﻬﺮ وﳝﻜﻦ أن ﺗﻜون ﻫﺬﻩ الﺘﺪابﲑ موضوع طﻌﻦ‬
‫وﻓﻖ ما ﻫو مﻨﺼوص ﻋلﻴﻪ ﰲ الﺘشﺮﻳﻊ والﺘﻨﻈﻴﻢ اﳌﻌﻤول بﻪ‪.20‬‬
‫‪ -‬ﳝﻜﻦ وزﻳﺮ الﺪاﺧلﻴة وضﻊ أي ﺷﺨﺺ راﺷﺪ ﻳﺘﺒﲔ أ ﱠن ﻧشاطﻪ ﻓﻴﻪ ﺧﻄورة ﻋلﻰ الﻨﻈام الﻌام والسﲑ الﻌادي‬
‫للﻤﺼاﱀ الﻌﻤومﻴة‪ ،‬وﻳﺘﻢ وضﻌﻪ ﰲ مﺮﻛﺰ أمﻦ ﳏﺪد‪ ،‬إذ ﺗﻨشﺄ مﺮاﻛﺰ اﻷمﻦ ﲟوﺟﺐ ﻗﺮارات ﻳﺘﺨﺬﻫا وزﻳﺮ الﺪاﺧلﻴة‬
‫واﳉﻤاﻋات اﶈلﻴة ما ﻳﻌﲏ ﺗقﻴﻴﺪ ﺣﺮﻳة الﺘﻨقﻞ وﺣﺮﻳة اﺧﺘﻴار موطﻦ اﻗامة اﳌﻜﻔولة دﺳﺘور ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻳقوم وزﻳﺮ الﺪاﺧلﻴة واﳉﻤاﻋات اﶈلﻴة ﻋلﻰ اﳌسﺘوى الوطﲏ والواﱄ ﻋلﻰ اﳌسﺘوى اﶈلﻲ ﲟا ﻳلﻲ‪:‬‬
‫‪ ‬ﺗقﻴﻴﺪ ﺣﺮﻳة الﺘﻨقﻞ ﻋﻦ طﺮﻳﻖ ﲢﺪﻳﺪ أو مﻨﻊ مﺮور اﻻﺷﺨاص أو السﻴارات ﰲ أماﻛﻦ وأوﻗات مﻌﻴﻨة وﺗﻨﻈﻴﻢ ﻧقﻞ‬
‫اﳌواد الﻐﺬاﺋﻴة والسلﻊ ذات الضﺮورة اﻷوﱃ‪ ،‬وﺗوزﻳﻌﻬا‪.‬‬
‫‪ ‬اﻧشاء مﻨاطﻖ اﻹﻗامة اﳌﻨﻈﻤة لﻐﲑ اﳌقﻴﻤﲔ ما ﻳﻌﲏ ﺗقﻴﻴﺪ ﺣﺮﻳة الشﺨﺺ ﰲ اﺧﺘﻴار موطﻦ اﻻﻗامة‬
‫‪ ‬مﻨﻊ مﻦ اﻹﻗامة أو وضﻊ ﲢﺖ اﻻﻗامة اﳉﱪﻳة ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻳﺘﺒﲔ أن ﻧشاطﻪ ﻓﻴﻪ ضﺮر لﻨﻈام الﻌام أو السﲑ‬
‫الﻌادي للﻤﺼاﱀ الﻌﻤومﻴة ما ﻳﻌﲏ ﺗقﻴﻴﺪ ﺣﺮﻳة الشﺨﺺ ﰲ اﺧﺘﻴار موطﻦ اﻻﻗامة وﺗقﻴﻴﺪ ﺣﺮﻳة الﺘﻨقﻞ‪.‬‬

‫‪43‬‬ ‫أحسن غربي‬


‫المجلة الشاملة للحقوق‬
‫مارس ‪2021‬‬

‫‪ ‬ﺗسﺨﲑ الﻌﻤال للقﻴام بﻨشاطا ﻢ اﳌﻬﻨﻴة ﰲ ﺣالة اﻻضﺮاب غﲑ الشﺮﻋﻲ أو غﲑ اﳌﺮﺧﺺ بﻪ‪ ،‬وﻳشﻤﻞ الﱰﺧﻴﺺ‬
‫اﳌﺆﺳسات الﻌﻤومﻴة واﳋاﺻة اﳌﻜلﻔة بﺘقﺪﱘ اﳋﺪمات ذات اﳌﻨﻔﻌة الﻌﻤومﻴة‬
‫‪ ‬اﻻمﺮ اﺳﺘﺜﻨاﺋﻴا‪ ،‬لﺘﻔﺘﻴﺶ لﻴﻼ أو ارا ما ﻳﻌﲏ اﳌساس ﲝﺮمة اﳌساﻛﻦ واﳊﻴاة اﳋاﺻة للﻤواطﻦ‪.‬‬
‫‪ ‬إﺻﺪار ﻗﺮارات الﻐلﻖ اﳌﺆﻗﺘة لقاﻋات الﻌﺮوض الﱰﻓﻴﻬﻴة وأماﻛﻦ اﻻﺟﺘﻤاﻋات مﻬﻤا ﻛاﻧﺖ طﺒﻴﻌﺘﻬا‪ ،‬ومﻨﻊ‬
‫اﳌﻈاﻫﺮات ﳛﺘﻤﻞ إﺧﻼل الﻨﻈام الﻌام بسﺒﺒﻬا أو الﻄﻤﺄﻧﻴﻨة الﻌﻤومﻴة ما ﻳشﻜﻞ مساس ﲝﺮﻳة الﺘﻈاﻫﺮ‬
‫واﻻﺟﺘﻤاع‪.‬‬
‫‪ ‬ﺗﻌلﻴﻖ ﻧشاط ا الﺲ اﶈلﻴة اﳌﻨﺘﺨﺒة أو ﺣلﻬا مﻦ ﻗﺒﻞ اﳊﻜومة ﲟوﺟﺐ مﺮاﺳﻴﻢ ﺗﻨﻔﻴﺬﻳة وﺗﻌﻴﲔ مﻨﺪوبﻴات‬
‫ﺗﻨﻔﻴﺬﻳة وﻫو مساس ﲝﺮﻳة ﺳﻴاﺳﻴة مﻦ ﺧﻼل ﺣﺮمان اﻻﻋضاء اﳌﻨﺘﺨﺒﲔ مﻦ ﺗسﻴﲑ الشﺆون الﻌﻤومﻴة اﶈلﻴة‬
‫واﻋﺘﻤاد آلﻴة الﺘﻌﻴﲔ ﳏﻞ اﻻﻧﺘﺨاب‪.‬‬
‫وﲰحﺖ اﳌادة ‪ 09‬مﻦ اﳌﺮﺳوم الﺮ ﺳﻲ ‪ 44-92‬ن ﻳﻌﻬﺪ وزﻳﺮ الﺪاﺧلﻴة واﳉﻤاﻋات اﶈلﻴة ﻋﻦ طﺮﻳﻖ‬
‫الﺘﻔوﻳﺾ للسلﻄات الﻌسﻜﺮﻳة ﻗﻴادة ﻋﻤلﻴات اﺳﺘﺘﺒاب اﻷمﻦ ﻋلﻰ اﳌسﺘوى اﶈلﻲ أو بﻌﺾ الﺪواﺋﺮ اﻻﻗلﻴﻤﻴة ﻓقط‪.‬‬
‫وﻧﺼﺖ اﳌادﺗﲔ ‪ 11 ،10‬مﻦ اﳌﺮﺳوم‪ 44-92‬ﻋلﻰ إمﻜاﻧﻴة إﺣالة بﻌﺾ اﳉﺮاﺋﻢ واﳉﻨﺢ اﳉسﻴﻤة اﳌﺮﺗﻜﺒة‬
‫ضﺪ أمﻦ الﺪولة أمام القضاء الﻌسﻜﺮي مﻬﻤا ﻛاﻧﺖ ﺻﻔة اﶈﺮضﲔ ﻋلﻰ ارﺗﻜا ا أو ﻓاﻋلﻴﻬا أو الشﺮﻛاء ﻓﻴﻬا‪،‬‬
‫وﺗسﺘﻤﺮ ﻫﺬﻩ اﳌﺘابﻌات القضاﺋﻴة ﺣﱴ ﰲ ﺣالة رﻓﻊ الﻄوارئ إذا ﻛاﻧﺖ ارﺗﻜﺒﺖ أثﻨاء اﻋﻼن اﳊالة‪.‬‬
‫أثر ﺣالة اﳊﺼار عﻠى اﳊر ت العاﻣة‬ ‫ب‪-‬‬
‫ﻋﻨﺪما ﺗﻌلﻦ ﺣالة اﳊﺼار ﻓﺈن ذلﻚ ﻳﻌﲏ ﻋجﺰ السلﻄات اﳌﺪﻧﻴة اﳌﺘﻤﺜلة ﺧﺼوﺻا ﰲ وزارة الﺪاﺧلﻴة والوﻻة‬
‫ورؤﺳاء ا الﺲ الشﻌﺒﻴة الﺒلﺪﻳة ﻋﻦ السﻴﻄﺮة ﻋلﻰ الوضﻊ وﳎا ة الﻈﺮف‪ ،‬ما ﻳسﻤﺢ للﻤﺆﺳسة الﻌسﻜﺮﻳة ن ﲢﻞ‬
‫ﳏﻞ السلﻄات اﳌﺪﻧﻴة ﰲ اﳊﻔاظ ﻋلﻰ الﻨﻈام الﻌام وأﻳضا ﳛﻞ القضاء الﻌسﻜﺮي ﳏﻞ القضاء الﻌادي ﰲ اﳌﺘابﻌات‬
‫والﻌقو ت ﺣﱴ لو ﻛان اﻷﺷﺨاص اﳌﺘابﻌﲔ ﻻ ﻳﻨﺘﻤون للﻤﺆﺳسة الﻌسﻜﺮﻳة )ﻳﺼﺒﺢ ﻹمﻜان مﺘابﻌة اﳌﺪﻧﻴﲔ أمام‬
‫القضاء الﻌسﻜﺮي إذا ﻛاﻧوا ﻳشﻜلون ﺧﻄﺮا ﻋلﻰ الﻨﻈام الﻌام(‪.‬‬
‫وﻧﺺ اﳌﺮﺳوم الﺮ ﺳﻲ ‪ 196-91‬ﰲ اﳌادة ‪ 03‬مﻨﻪ ﻋلﻰ ﺗﻔوﻳﺾ الﺼﻼﺣﻴات اﳌﻤﻨوﺣة للسلﻄات اﳌﺪﻧﻴة‬
‫ﲞﺼوص اﶈاﻓﻈة ﻋلﻰ الﻨﻈام الﻌام والشﺮطة إﱃ اﳌﺆﺳسة الﻌسﻜﺮﻳة‪ ،‬إذ ﻳﺘﻢ إﳊاق الشﺮطة لسلﻄات الﻌسﻜﺮﻳة‬
‫وﻫﺬﻩ السلﻄات الﻌسﻜﺮﻳة ﲣول ﻗاﻧو ﰲ ﺣالة اﳊﺼار مﻬام الشﺮطة‪.‬‬
‫غﲑ أن ﻫﺬا الﺘﻔوﻳﺾ الوارد ﰲ اﳌادة ‪ 03‬ﻻ ﻳﻌﲏ ﻧﺰع ﲨﻴﻊ الﺼﻼﺣﻴات للسلﻄات اﳌﺪﻧﻴة‪ ،‬إذ ﻳﺒقﻰ ﺟﺰء مﻨﻬا‬
‫ﲤارﺳﻪ السلﻄات اﳌﺪﻧﻴة اﳌﺨﺘﺼة‪.‬‬
‫وﲤﻨﺢ السلﻄات الﻌسﻜﺮﻳة ﲟوﺟﺐ أﺣﻜام اﳌﺮﺳوم الﺮ ﺳﻲ ‪ 196-91‬ما ﻳلﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬اﲣاذ ﺗﺪابﲑ اﻻﻋﺘقال اﻹداري‬

‫‪44‬‬ ‫اﳊاﻻت اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة ﰲ ﻇﻞ الﺘﻌﺪﻳﻞ الﺪﺳﺘوري لسﻨة ‪2020‬‬


‫ا لة الشاملة للحقوق‬
‫مارس ‪2021‬‬

‫‪ -‬اﺧضاع اﻻﻓﺮاد لﻺﻗامة اﳉﱪﻳة‪ ،‬وذلﻚ إذا ﺗﺒﲔ أن الﻔﺮد ﳝارس ﻧشاطا ﻳشﻜﻞ ﺧﻄﺮ ﻋلﻰ الﻨﻈام الﻌام واﻷمﻦ‬
‫الﻌﻤومﻲ والسﲑ الﻌادي للﻤﺮاﻓﻖ الﻌﻤومﻴة ما ﻳﻌﲏ ﺗقﻴﻴﺪ ﺣﺮﻳة الﺘﻨقﻞ وﺣﺮﻳة اﺧﺘﻴار الشﺨﺺ ﳌوطﻦ اﻻﻗامة‪.‬‬
‫ﻛﻤا مﻨحﺖ أﺣﻜام اﳌﺮﺳوم ضﻤا ت لﻸﻓﺮاد ﳏﻞ اﻻﻋﺘقال أو اﻹﻗامة اﳉﱪﻳة ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ ما ﻳلﻲ‪:‬‬
‫‪ ‬ﻳﺘﻌﲔ ﻋلﻰ السلﻄات الﻌسﻜﺮﻳة أثﻨاء القﻴام بﺘﺪبﲑ اﻻﻋﺘقال أو اﻻﻗامة اﳉﱪﻳة اﺣﱰام اﳊﺪود والشﺮوط الﱵ‬
‫ﲢﺪدﻫا اﳊﻜومة‬
‫‪ ‬ﻳﺘﻌﲔ ﻋلﻰ السلﻄات الﻌسﻜﺮﻳة أثﻨاء القﻴام بﺘﺪبﲑ اﻻﻋﺘقال أو اﻻﻗامة اﳉﱪﻳة اﺳﺘشارة ﳉﻨة رﻋاﻳة الﻨﻈام‬
‫الﻌام‪ 21‬اﳌﻨﺼوص ﻋلﻴﻬا ﰲ اﳌادة ‪ 05‬مﻦ اﳌﺮﺳوم ‪196-91‬‬
‫‪ ‬ﳝﻜﻦ أي ﺷﺨﺺ ﳏﻞ اﻋﺘقال أو إﻗامة ﺟﱪﻳة رﻓﻊ طﻌﻦ ﺣسﺐ الﺘسلسﻞ السلﻤﻲ‪ ،‬لﺪى السلﻄات اﳌﺨﺘﺼة‪.‬‬
‫وﺗﻄﺒﻴقا للﻤادة ‪ 04‬مﻦ اﳌﺮﺳوم الﺮ ﺳﻲ ‪ 196-91‬الﱵ ﻧﺼﺖ ﻋلﻰ ﻫﺬﻩ الﺘﺪابﲑ ﺻﺪر مﺮﺳومان‬
‫ﺗﻨﻔﻴﺬ ن‪ 22‬ﻳﺒﻴﻨان ﻛﻴﻔﻴة ﺗﻄﺒﻴﻖ اﳌادة ‪ ،04‬وﳘا‪:‬‬
‫‪ ‬اﳌﺮﺳوم الﺘﻨﻔﻴﺬي رﻗﻢ ‪ 201-91‬مﺆرخ ﰲ ‪ 25‬ﻳوﻧﻴو ﺳﻨة ‪ 1991‬ﻳضﺒط ﺣﺪود الوضﻊ ﰲ مﺮﻛﺰ اﻷمﻦ‬
‫وﺷﺮوطﻪ‪ ،‬ﺗﻄﺒﻴقا للﻤادة ‪ 04‬مﻦ اﳌﺮﺳوم الﺮ ﺳﻲ ‪.196-91‬‬
‫‪ ‬اﳌﺮﺳوم الﺘﻨﻔﻴﺬي رﻗﻢ ‪ 202-91‬مﺆرخ ﰲ ‪ 25‬ﻳوﻧﻴو ﺳﻨة ‪ 1991‬ﻳضﺒط الوضﻊ ﲢﺖ اﻻﻗامة اﳉﱪﻳة‬
‫وﺷﺮوطﻬا‪ ،‬ﺗﻄﺒﻴقا للﻤادة ‪ 04‬مﻦ اﳌﺮﺳوم الﺮ ﺳﻲ ‪.196-91‬‬
‫ﻛﻤا ﲤارس السلﻄات الﻌسﻜﺮﻳة ﲟوﺟﺐ اﳌادة ‪ 07‬مﻦ اﳌﺮﺳوم الﺮ ﺳﻲ ‪ 196-91‬و ضﻤﻦ اﳊﺪود‬
‫والشﺮوط الﱵ ﲢﺪدﻫا اﳊﻜومة الﺼﻼﺣﻴات الﺘالﻴة‪:‬‬
‫‪ -‬إﺟﺮاء ﺗﻔﺘﻴشات ﰲ اللﻴﻞ والﻨﻬار ﰲ اﶈال الﻌﻤومﻴة واﳋاﺻة وداﺧﻞ اﳌساﻛﻦ أو ﺗﻜلﻴف مﻦ ﻳقوم ﺬﻩ‬
‫الﺘﻔﺘﻴشات ما ﻳﻌﲏ اﳌساس ﲝﺮمة اﳌسﻜﻦ واﳊﻴاة اﳋاﺻة‪.‬‬
‫رة الﻔوضﻰ‪ ،‬واﻧﻌﺪام‬ ‫‪ -‬مﻨﻊ إﺻﺪار مﻨشورات أو اﻻﺟﺘﻤاﻋات والﻨﺪاءات الﻌﻤومﻴة‪ ،‬الﱵ ﻳﻌﺘقﺪ أ ا ﻛﻔﻴلة‬
‫اﻻمﻦ واﺳﺘﻤﺮارﻫا ما ﻳﻌﲏ اﳌساس ﲝﺮﻳة الﺘﻌﺒﲑ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻷمﺮ بﺘسلﻴﻢ اﻻﺳلحة والﺬﺧﲑة‪ ،‬ﻗﺼﺪ اﻳﺪاﻋﻬا‪.‬‬
‫وﺗﻨﻔﻴﺬا للﻤادة ‪ 07‬ﺻﺪر اﳌﺮﺳوم الﺘﻨﻔﻴﺬي‪ 23‬رﻗﻢ ‪ 204-91‬مﺆرخ ﰲ ‪ 25‬ﻳوﻧﻴو ﺳﻨة ‪ 1991‬ﳛﺪد ﺷﺮوط‬
‫ﺗﻄﺒﻴﻖ اﳌادة ‪ 07‬مﻦ اﳌﺮﺳوم الﺮ ﺳﻲ رﻗﻢ ‪.196-91‬‬
‫‪ -‬ﺗقﻴﻴﺪ ﺣﺮﻳة الﺘﻨقﻞ وﺣﺮﻳة الﺘجﻤﻊ ﻋﻦ طﺮﻳﻖ ﺗضﻴﻴﻖ أو مﻨﻊ مﺮور اﻻﺷﺨاص أو ﲡﻤﻌﻬﻢ ﰲ الﻄﺮق واﻷماﻛﻦ‬
‫الﻌﻤومﻴة‬
‫‪ -‬اﻧشاء مﻨاطﻖ ذات اﻗامة مقﻨﻨة لﻐﲑ اﳌقﻴﻤﲔ ما ﻳﻌﲏ ﺗقﻴﻴﺪ ﺣﺮﻳة الﺘﻨقﻞ وﺣﺮﻳة اﺧﺘﻴار موطﻦ اﻻﻗامة‬

‫‪45‬‬ ‫أحسن غربي‬


‫المجلة الشاملة للحقوق‬
‫مارس ‪2021‬‬

‫‪ -‬مﻨﻊ إﻗامة أي ﺷﺨﺺ راﺷﺪ ﻳﺘﺒﲔ أﻧﻪ ﳝارس ﻧشاط مضﺮ لﻨﻈام الﻌام والسﲑ الﻌادي للﻤﺮاﻓﻖ الﻌﻤومﻴة‪ ،‬ﺣﻴث‬
‫ﺻﺪر مﺮﺳوم ﺗﻨﻔﻴﺬي‪ 24‬رﻗﻢ ‪ 203-91‬مﺆرخ ﰲ ‪ 25‬ﻳوﻧﻴو ﺳﻨة ‪ 1991‬ﻳضﺒط ﻛﻴﻔﻴات ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺗﺪابﲑ اﳌﻨﻊ‬
‫مﻦ اﻻﻗامة اﳌﺘﺨﺬة طﺒقا للﻤادة ‪ 08‬مﻦ اﳌﺮﺳوم الﺮ ﺳﻲ رﻗﻢ ‪.196-91‬‬
‫‪ -‬ﺗﻨﻈﻴﻢ مﺮور اﳌواد الﻐﺬاﺋﻴة أو بﻌﺾ اﳌﻌﺪات‪ ،‬وﺗوزﻳﻌﻬا‪.‬‬
‫‪ -‬مﻨﻊ اﻻضﺮا ت الﱵ ﺗﻌﺮﻗﻞ اﺳﺘﻌادة الﻨﻈام الﻌام الﻌادي للﻤﺮاﻓﻖ الﻌﻤومﻴة‬
‫‪ -‬اﻷمﺮ بﺘسﺨﲑ اﳌسﺘﺨﺪمﲔ للقﻴام بﻨشاطا ﻢ اﳌﻬﻨﻴة ﰲ اماﻛﻦ ﻋﻤلﻬﻢ‪ ،‬واﻷمﺮ ﻋﻦ طﺮﻳﻖ الﺘسﺨﲑ ﰲ ﺣالة‬
‫اﻻﺳﺘﻌجال والضﺮورة ﻛﻞ مﺮﻓﻖ ﻋﻤومﻲ أو مﺆﺳسة ﻋامة أو ﺧاﺻة بﺘقﺪﱘ اﳋﺪمات‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻨﻈﺮ اﶈاﻛﻢ الﻌسﻜﺮﻳة بﻌﺪ إﺧﻄارﻫا‪ ،‬ﰲ ﲨﻴﻊ اﳉﻨا ت واﳉﺮاﺋﻢ اﳋﻄﲑة اﳌﺮﺗﻜﺒة ﺧﻼل ﺣالة اﳊﺼار ضﺪ أمﻦ‬
‫الﺪولة مﻬﻤا ﻛاﻧﺖ ﺻﻔة مﺮﺗﻜﺒﻴﻬا أو مﻦ ﻳﺘواطﺄ مﻌﻬﻢ‪ ،‬ﻛﻤا ﺗسﺘﻤﺮ ﻫﺬﻩ اﳌﺘابﻌات ﺣﱴ ﰲ ﺣال رﻓﻌﺖ ﺣالة‬
‫اﳊﺼار إذا ﻛاﻧﺖ ارﺗﻜﺒﺖ اثﻨاﺋﻬا طﺒقا لﻨﺺ اﳌادﺗﲔ ‪ 12 ، 11‬مﻦ اﳌﺮﺳوم ‪.196-91‬‬
‫ﻛﻤا ﺗضﻤﻦ اﳌﺮﺳوم اﳌساس ﲝﺮﻳة ﺗﻜوﻳﻦ اﳉﻤﻌﻴات مﻦ ﺧﻼل الﻨﺺ ﻋلﻰ إﺟﺮاءات ﺗوﻗﻴف اﳉﻤﻌﻴات وﺣﻞ‬
‫ا الﺲ اﳌﻨﺘﺨﺒة ﻓﺈ ا ﺗﺘﺨﺬ ﲟوﺟﺐ مﺮاﺳﻴﻢ ﺗﻨﻔﻴﺬﻳة طﺒقا للﻤادﺗﲔ ‪ 09،10‬مﻦ اﳌﺮﺳوم ‪ 196-91‬ﺣﻴث ﰎ‬
‫لﻔﻌﻞ ﺣﻞ ا الﺲ اﶈلﻴة اﳌﻨﺘﺨﺒة ﺳﻨﱴ ‪ 1992‬و‪ 1993‬ﲟوﺟﺐ مﺮاﺳﻴﻢ ﺗﻨﻔﻴﺬﻳة‪.25‬‬
‫إن اﻻﺟﺮاءات والقﺮارات الﺼادرة اﺳﺘﻨادا إﱃ إﻋﻼن ﺣالﱵ الﻄوارئ أو اﳊﺼار ﺗﻌﺘﱪ ﺗﺼﺮﻓات إدارﻳة ﲣضﻊ‬
‫لﺮﻗابة القاضﻲ اﻹداري اﳌﺨﺘﺺ‪.26‬‬
‫‪ -5-1‬ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﳍﺪف والﻐاية‬
‫ﺣﺪد اﳌﺆﺳﺲ الﺪﺳﺘوري ﻫﺪﻓا ﻳﺘﻌﲔ بلوغﻪ ﻋﻨﺪ إﻋﻼن ﺣالﱵ الﻄوارئ واﳊﺼار وﻳﺘﻤﺜﻞ ﻫﺬا اﳍﺪف ﰲ‬
‫اﺳﺘﺘﺒاب الوضﻊ وذلﻚ مﻦ ﺧﻼل اﳊﻔاظ ﻋلﻰ الﻨﻈام واﻷمﻦ الﻌﻤومﻴﲔ وﻋودة اﻷمور إﱃ ﳎﺮاﻫا الﻄﺒﻴﻌﻲ‪ 27‬ﻗﺒﻞ‬
‫ﺣﺪوث الضﺮورة اﳌلحة الﱵ دﻋﺖ إﱃ ﺗقﺮﻳﺮ ﺣالة مﻦ اﳊالﺘﲔ‪ ،‬إذ ﻻ ﳝﻜﻦ اﻋﻼن ﺣالة مﻦ اﳊالﺘﲔ لﻐﺮض ﲢﺪﻳﺪ‬
‫ﻫﺪف آﺧﺮ ﺣﱴ لو ﻛان ﲢقﻴﻖ مﺼلحة ﻋامة للﺪولة‪.‬‬
‫وﻋلﻴﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ أن ﻳﻜون اﳍﺪف مﻦ وراء اﻋﻼن ﺣالة مﻦ اﳊالﺘﲔ ﻋث ذاﰐ أو مآرب ﺷﺨﺼﻴة ﻻ ﲤﺖ‬
‫بﺼلة إﱃ ﲢقﻴﻖ اﳌﺼلحة الﻌامة اﳌﺘﻤﺜلة ﰲ اﺳﺘﺘﺒاب الوضﻊ‪ ،‬وإﻻ ﻛان ﻗﺮار إﻋﻼن ﺣالة الﻄوارئ أو اﳊﺼار‬
‫مشوب بﻌﻴﺐ اﻻﳓﺮاف‪ ،‬وﻳﻜون مﻦ ﺳلﻄة القضاء اﳌﺨﺘﺺ الﻨﻈﺮ ﰲ مشﺮوﻋﻴﺘﻪ واﳊﻜﻢ لﻐاﺋﻪ أو الﺘﻌوﻳﺾ ﻋﻦ‬
‫اﻻضﺮار الﱵ ﺗﱰﺗﺐ ﻋﻦ إﻋﻼن ﻫﺬﻩ اﳊاﻻت‪.28‬‬
‫ﻧﺺ اﳌﺮﺳوم الﺮ ﺳﻲ ‪ 196-91‬اﳌﺘضﻤﻦ ﺣالة اﳊﺼار‪ 29‬ﰲ اﳌادة ‪ 02‬مﻨﻪ ﻋلﻰ اﻻﻫﺪاف اﳌﺘوﺧاة مﻦ‬
‫إﻋﻼن ﺣالة اﳊﺼار واﳌﺘﻤﺜلة ﰲ‪:‬‬
‫‪ ‬اﳊﻔاظ ﻋلﻰ اﺳﺘقﺮار مﺆﺳسات الﺪولة الﺪﳝقﺮاطﻴة واﳉﻤﻬورﻳة‬
‫‪ ‬اﺳﺘﻌادة الﻨﻈام الﻌام والسﲑ الﻌادي للﻤﺮاﻓﻖ الﻌﻤومﻴة بﻜﻞ الوﺳاﺋﻞ القاﻧوﻧﻴة والﺘﻨﻈﻴﻤﻴة‬

‫‪46‬‬ ‫اﳊاﻻت اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة ﰲ ﻇﻞ الﺘﻌﺪﻳﻞ الﺪﺳﺘوري لسﻨة ‪2020‬‬


‫ا لة الشاملة للحقوق‬
‫مارس ‪2021‬‬

‫إذا ﲣلﻔﺖ ﻫﺬﻩ اﻻرﻛان ﻓﺈن مﺮﺳوم إﻋﻼن ﺣالة الﻄوارئ أو ﺣالة اﳊﺼار ﻳﻜون طﻼ لﻌﺪم اﺣﱰام الضوابط‬
‫الﱵ ﺣﺪدﻫا الﺪﺳﺘور‪ ،‬ما ﻳﻌﲏ أن اﳊالة الﱵ ﻳﻌلﻦ ﻋﻨﻬا رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة ﺗﻜون غﲑ دﺳﺘورﻳة‪.‬‬
‫‪ -2‬اﳊالة ﻻستﺜناﺋﻴة‬
‫ﻳقﺼﺪ ﳊالة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة‪ ":‬أﺣﺪ اﻻﺑﺪاعات الﺪستﻮرية اﳊﺪيﺜة ﳌﻮاجهة اﻻﺣﺪاث اﳌﺴتﺠﺪة الﱵ تنتﺞ‬
‫عنها تشنﺠات ﺧطﲑة ﰲ ذات ا تﻤع الﻮاﺣﺪ‪ ،‬ويتأتى ذلك عﻦ طريق تﺪارك عﺠز التشريع القاﺋﻢ الذي لﻴﺲ‬
‫ﺑﻮسعﻪ ﲪاية ﻧﻈام وأﻣﻦ ووﺣﺪة الﺪولة"‪.30‬‬
‫ﻧﺺ اﳌﺆﺳﺲ الﺪﺳﺘوري ﻋلﻰ اﳊالة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة ﰲ اﳌادة ‪ 98‬مﻦ الﺘﻌﺪﻳﻞ الﺪﺳﺘوري لسﻨة ‪ 2020‬الﱵ بﻴﻨﺖ‬
‫اﳉﻬة اﳌﺨﺘﺼة ﻋﻼ ا وﺳﺒﺐ اﻋﻼن اﳊالة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة وﺷﺮوط واﺟﺮاءات اﻋﻼ ا واﻵ ر اﳌﱰﺗﺒة ﻋلﻰ اﻋﻼن اﳊالة‬
‫اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة واﳍﺪف اﳌﺘوﺧﻰ مﻦ اﻋﻼ ا‪.‬‬
‫‪ -1-2‬اﳉهة اﳌﺨتﺼة عﻼن اﳊالة اﻻستﺜناﺋﻴة‬
‫ﻳﺘﻢ اﻋﻼن اﳊالة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة مﻦ ﻗﺒﻞ رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة‪ ،‬إذ ﺗﻌﺘﱪ ﺻﻼﺣﻴة رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة ﰲ اﻋﻼن اﳊالة‬
‫اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة ﺻﻼﺣﻴة ﺗقﺮﻳﺮﻳة ولﻴسﺖ ﳎﺮد اﻋﻼن ﻋﻦ اﳊالة‪ ،‬إذ ﳝلﻚ السلﻄة ﰲ اﻗﺮار إﻋﻼن اﳊالة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة إذا‬
‫ﺗوﻓﺮ ﰲ ﻧﻈﺮﻩ ﺳﺒﺐ اﻋﻼ ا أو اﺳﺘﺒﻌادﻫا إذا ﱂ ﺗﺘحقﻖ اﺳﺒا ا ﺣﻴث ﻧﺺ اﳌﺆﺳﺲ الﺪﺳﺘوري ﰲ اﳌادة ‪ 98‬ﻋلﻰ‬
‫ﻋﺒارة" يقرر رﺋﻴﺲ اﳉﻤهﻮرية اﳊالة اﻻستﺜناﺋﻴة إذا ﻛاﻧﺖ‪"...‬‬
‫ﻛﻤا أﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ لﺮﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة ﺗﻔوﻳﺾ ﻫﺬﻩ الﺼﻼﺣﻴة للوزﻳﺮ اﻷول أو رﺋﻴﺲ اﳊﻜومة‪ ،‬ﺣسﺐ اﳊالة‪،‬‬
‫بﻨاء ﻋلﻰ ﻧﺺ اﳌادة ‪ 93‬ﻓقﺮة ‪ 03‬مﻦ الﺘﻌﺪﻳﻞ الﺪﺳﺘوري لسﻨة ‪ ،2020‬ﻛﻤا أﻧﻪ ﻗﻴﺪ اﳌﺆﺳﺲ الﺪﺳﺘوري رﺋﻴﺲ‬
‫الﺪولة اﳌﻌﲔ ﰲ ﺣالة ﻋجﺰ رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة ﻋﻦ أداء مﻬامﻪ أو ﺷﻐور مﻨﺼﺐ الﺮﺋﻴﺲ ﺣﻴث ﻻ ﳝﻜﻦ اﻋﻼن اﳊالة‬
‫اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة مﻦ ﻗﺒﻞ رﺋﻴﺲ الﺪولة إﻻ ﲟواﻓقة الﱪﳌان اﳌﻨﻌقﺪ بﻐﺮﻓﺘﻴﻪ ا ﺘﻤﻌﺘﲔ مﻌا‪ ،‬ما ﳚﻌﻞ الﱪﳌان ﺷﺮﻳﻚ ﰲ إﻋﻼن‬
‫اﳊالة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة‪ ،‬وذلﻚ ﻧﻈﺮا لﻐﻴاب رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة اﳌﻨﺘﺨﺐ ﻋلﻰ أﺳاس أن الﱪﳌان مﺆﺳسة دﺳﺘورﻳة ﲤﺜﻞ‬
‫الشﻌﺐ مﺜلﻬا مﺜﻞ رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة‪ ،‬وﻳﻌلﻦ رﺋﻴﺲ الﺪولة اﳊالة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة بﻌﺪ اﺳﺘشارة اﶈﻜﻤة الﺪﺳﺘورﻳة وا لﺲ‬
‫اﻻﻋلﻰ لﻸمﻦ ﺧﻼﻓا لﺮﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة الﺬي ﻻ ﳛﺘاج إﱃ مواﻓقة الﱪﳌان واﺳﺘشارة اﶈﻜﻤة الﺪﺳﺘورﻳة‪.‬‬
‫‪ -2-2‬سبﺐ اعﻼن اﳊالة اﻻستﺜناﺋﻴة‬
‫ﺗﻌلﻦ اﳊالة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة إذا ﻛاﻧﺖ الﺒﻼد مﻬﺪدة ﲞﻄﺮ داﻫﻢ ﻳوﺷﻚ أن ﻳﺼﻴﺐ اﳌﺆﺳسات الﺪﺳﺘورﻳة ﰲ‬
‫الﺪولة أو ﳝﺲ اﺳﺘقﻼل الﺪولة وﺳﻼمة ﺗﺮا ا‪ ،‬واﳉﻬة اﳌﺨول ﳍا ﺗقﺪﻳﺮ ﻫﺬﻩ اﻻﺳﺒاب ﻫﻲ رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة بﻨاء‬
‫ﻋلﻰ اﻻﺳﺘشارات الﱵ ﻳقوم ا واﻻﺳﺘﻤاع إﱃ ا لﺲ اﻻﻋلﻰ لﻸمﻦ وﳎلﺲ الوزراء اللﺬان ﻳﺮأﺳﻬﻤا رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة‬
‫ﺣﻴث ﻳﺘﻢ ﺗشﺨﻴﺺ الوضﻊ والوﺻول إﱃ ﻧﺘﻴجة مﻔادﻫا ﺗوﻓﺮ ﺳﺒﺐ إﻋﻼن اﳊالة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة أو ﻋﺪم ﺗوﻓﺮ السﺒﺐ‪.‬‬

‫‪47‬‬ ‫أحسن غربي‬


‫المجلة الشاملة للحقوق‬
‫مارس ‪2021‬‬

‫ﺗﺘﻤﺜﻞ اﳌﺆﺳسات الﺪﺳﺘورﻳة مﺜﻼ ﰲ ر ﺳة اﳉﻤﻬورﻳة والﱪﳌان واﳊﻜومة واﶈﻜﻤة الﺪﺳﺘورﻳة والﺒلﺪﻳة والوﻻﻳة‬
‫وغﲑﻫا مﻦ اﳌﺆﺳسات اﳌﻨﺼوص ﻋلﻴﻬا ﰲ الﺪﺳﺘور‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﻳسﺘﺒﻌﺪ ﻛﻞ مﺆﺳسة بﻌة للﺪولة غﲑ مﻨﺼوص ﻋلﻴﻬا‬
‫ﰲ الﺪﺳﺘور‪.‬‬
‫‪ -3-2‬ﺷروط وإجراءات إعﻼن اﳊالة اﻻستﺜناﺋﻴة‬
‫إن السلﻄة الﱵ ﻳﺘﺨﺬﻫا رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة ﰲ ﻇﻞ اﳊالة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة ﺗﻌﺪ ﺳلﻄة ﺧﻄﲑة ﻋلﻰ اﳊقوق واﳊﺮ ت‬
‫الﻌامة والﻔﺮدﻳة‪ ،‬ﳍﺬا اﺣاطﻬا اﳌﺆﺳﺲ الﺪﺳﺘوري بشﺮوط موضوﻋﻴة وﺷﻜلﻴة‪ ،31‬إذ ﻳﺘﻢ اﻋﻼن اﳊالة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة‬
‫ﲟوﺟﺐ مﺮﺳوم ر ﺳﻲ بﻨاء ﻋلﻰ السلﻄة الﺘقﺪﻳﺮﻳة لﺮﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة‪ 32‬وبﻌﺪ اﺣﱰام ﳎﻤوﻋة مﻦ الشﻜلﻴات‬
‫واﻹﺟﺮاءات اﳌﻨﺼوص ﻋلﻴﻬا ﰲ اﳌادة ‪ 98‬مﻦ الﺘﻌﺪﻳﻞ الﺪﺳﺘوري لسﻨة ‪ 2020‬واﳌﺘﻤﺜلة ﰲ‪:‬‬
‫‪ -‬اﺳﺘشارة رﺋﻴﺲ ﳎلﺲ اﻷمة‪،‬‬
‫‪ -‬اﺳﺘشارة رﺋﻴﺲ ا لﺲ الشﻌﱯ الوطﲏ‪،‬‬
‫اﺳﺘشارة رﺋﻴﺲ اﶈﻜﻤة الﺪﺳﺘورﻳة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اﻻﺳﺘﻤاع إﱃ ا لﺲ اﻷﻋلﻰ لﻸمﻦ‬ ‫‪-‬‬
‫اﻻﺳﺘﻤاع إﱃ ﳎلﺲ الوزراء‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ﺗوﺟﻴﻪ رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة ﺧﻄا لﻸمة‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬اﺟﺘﻤاع الﱪﳌان وﺟو ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻌلﻦ اﳊالة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة ﳌﺪة أﻗﺼاﻫا ﺳﺘون )‪ (60‬ﻳوما‪ ،‬إذ ﳝﻜﻦ اﻋﻼ ا ﳌﺪة أﻗﻞ مﻦ ﺳﺘون ﻳوما‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﻻ‬
‫ﳝﻜﻦ اﻋﻼ ا ﳌﺪة ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺳﺘون )‪ (60‬ﻳوما‪.‬‬
‫ﻛاﻧﺖ اﳌﺪة ﻗﺒﻞ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺳﻨة ‪ 2020‬غﲑ ﳏﺪدة ﰲ الﺪﺳﺘور وإﳕا ﻛاﻧﺖ مﻔﺘوﺣة اﻵﺟال ﻓﻬﻲ مﺮﺗﺒﻄة بﺰوال‬
‫الﻈﺮف اﳌﺆدي إﱃ اﻋﻼ ا أما ﰲ ﻇﻞ الﺘﻌﺪﻳﻞ الﺪﺳﺘوري لسﻨة ‪ 2020‬أﺻﺒﺢ إﻋﻼن اﳊالة ﳏﺪدة اﳌﺪة وﻳﺘﻌﲔ‬
‫لﺘﻤﺪﻳﺪ اﳊالة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة ﺣﺼول رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة ﻋلﻰ مواﻓقة أغلﺒﻴة أﻋضاء غﺮﻓﱵ الﱪﳌان ا ﺘﻤﻌﺘﲔ مﻌا دون‬
‫ﲢﺪﻳﺪ اﳌﺆﺳﺲ الﺪﺳﺘوري لﻨوع اﻻغلﺒﻴة ﻫﻞ ﻫﻲ بسﻴﻄة أم مﻄلقة‪ ،‬إذ ﻳﻌﺘﱪ ﲢﺪﻳﺪ اﳌﺪة ضﻤاﻧة ﳊقوق وﺣﺮ ت‬
‫اﻷﻓﺮاد‪.‬‬
‫ﺗﻨﺘﻬﻲ اﳊالة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة إذا زالﺖ أﺳﺒاب اﻋﻼ ا وﻓﻖ اﻻﺷﻜال واﻹﺟﺮاءات اﳌﺘﺒﻌة أثﻨاء إﻋﻼ ا طﺒقا لﻨﺺ‬
‫اﳌادة ‪ 98‬مﻦ الﺘﻌﺪﻳﻞ الﺪﺳﺘوري لسﻨة ‪.2020‬‬
‫‪ -4-2‬اﻵ ر اﳌﱰتبة عﻠى اعﻼن اﳊالة اﻻستﺜناﺋﻴة‬
‫ﲤﻨﺢ اﳊالة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة لﺮﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة ﺳلﻄة اﲣاذ الﺘﺪابﲑ اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة بﻐﺮض اﶈاﻓﻈة ﻋلﻰ اﺳﺘقﻼل الﺪولة‬
‫ومﺆﺳسا ا الﺪﺳﺘورﻳة‪ ،‬وﻳشﺮع رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة ﰲ ﻫﺬﻩ اﳊالة ﲟوﺟﺐ أوامﺮ ﺗﺘﺨﺬ ﰲ ﳎلﺲ الوزراء‪ ،‬ﻻ ﺗﻌﺮض ﻋلﻰ‬
‫الﱪﳌان طﺒقا لﻨﺺ اﳌادة ‪ 142‬مﻦ الﺘﻌﺪﻳﻞ الﺪﺳﺘوري لسﻨة ‪ ،2020‬إﻻ أ ا ﺗﻌﺮض بﻌﺪ اﻧﺘﻬاء اﳊالة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة‬

‫‪48‬‬ ‫اﳊاﻻت اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة ﰲ ﻇﻞ الﺘﻌﺪﻳﻞ الﺪﺳﺘوري لسﻨة ‪2020‬‬


‫ا لة الشاملة للحقوق‬
‫مارس ‪2021‬‬

‫ﻋلﻰ اﶈﻜﻤة الﺪﺳﺘورﻳة ﻹبﺪاء الﺮأي بشﺄ ا دون أن ﻳﺮﺗﺐ اﳌﺆﺳﺲ الﺪﺳﺘوري أثﺮا ﻋلﻰ الﺮأي الﺬي ﺗﺒﺪﻳﻪ اﶈﻜﻤة‬
‫الﺪﺳﺘورﻳة‪ ،‬ﻫﻞ ﻫو ملﺰم أم غﲑ ملﺰم لﺮﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة وﻫﺬا اﻻثﺮ رﺗﺒة اﳌﺆﺳﺲ الﺪﺳﺘوري ﻷول مﺮة ﰲ الﺘﻌﺪﻳﻞ‬
‫الﺪﺳﺘوري ﺳﻨة ‪ 2020‬ﺣﻴث ﺗﻨﺺ الﻔقﺮة اﻷﺧﲑة مﻦ ﻧﺺ اﳌادة ‪ 98‬ﻋلﻰ أﻧﻪ‪" :‬يعرض رﺋﻴﺲ اﳉﻤهﻮرية‪ ،‬ﺑعﺪ‬
‫اﻧقضاء ﻣﺪة اﳊالة اﻻستﺜناﺋﻴة‪ ،‬القرارات الﱵ اﲣذها أثناءها عﻠى اﶈﻜﻤة الﺪستﻮرية ﻹﺑﺪاء الرأي ﺑشأ ا"‪.‬‬
‫إن اﻋﻼن اﳊالة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة ﳝ ّﻜﻦ السلﻄات الﻌامة مﻦ اﲣاذ اﻻﺟﺮاءات الﻌاﺟلة ﲪاﻳة للﻤﺼلحة الﻌامة‬
‫اﳌﺘﻤﺜلة ﰲ بقاء الﺪولة ومﺆﺳسا ا الﺪﺳﺘورﻳة‪ ،‬دون ﲢقﻴﻖ مﺼاﱀ أﺧﺮى‪ ،‬إذ ﺗﻨﺘﻈﻢ القواﻧﲔ ﲨﻴﻌﻬا ﰲ مﺼلحة بقاء‬
‫الﺪولة‪ ،‬لﺬا ﲤﻨﺢ اﳊالة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة للسلﻄات اﻹدارﻳة اﲣاذ اﻻﺟﺮاءات الﱵ ﺗﺘﻄلﺒﻬا اﶈاﻓﻈة ﻋلﻰ الﻨﻈام الﻌام ولو‬
‫ﺧالﻔﺖ بﺬلﻚ القاﻧون ﰲ مﺪلولﻪ اللﻔﻈﻲ مادامﺖ السلﻄات اﻹدارﻳة اﳌﺨﺘﺼة ﺪف إﱃ ﲢقﻴﻖ اﳌﺼلحة الﻌامة‪.33‬‬
‫اﺧﺘلف الﻔقﻪ بشﺄن طﺒﻴﻌة القﺮارات الﱵ ﺗﺘﺨﺬ بﻨاء ﻋلﻰ اﻋﻼن اﳊالة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة‪ ،‬إذ ذﻫﺐ ﻓﺮﻳﻖ إﱃ‬
‫اﻋﺘﺒارﻫا ﻗﺮارات إدارﻳة ﺗقﺒﻞ الﻄﻌﻦ أمام القضاء اﳌﺨﺘﺺ بﻴﻨﻤا ﻳﺮى ﻓﺮﻳﻖ آﺧﺮ أ ا ﺗﻌﺪ مﻦ أﻋﻤال اﳊﻜومة "أﻋﻤال‬
‫السﻴادة" ﻻ ﺗقﺒﻞ الﻄﻌﻦ القضاﺋﻲ أي ﻻ ﲣضﻊ لﺮﻗابة القضاء وﻻ لﺮﻗابة الﱪﳌان‪ ،34‬وﻧﺮى مﻦ ﺟاﻧﺒﻨا ان اﳌﺆﺳﺲ‬
‫الﺪﺳﺘوري ﰲ ﻧﺺ اﳌادة ‪ 98‬أﺧﺬ ﳌوﻗف الﺜاﱐ ﻹضاﻓة إﱃ ﻧﺺ اﳌادة ‪ 142‬مﻦ الﺘﻌﺪﻳﻞ الﺪﺳﺘوري ﺳﻨة‬
‫‪ 2020‬ﺣﻴث أﺧضﻊ القﺮارات الﱵ ﺗﺘﺨﺬ ﺧﻼل ﻓﱰة اﳊالة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة وﺟو للﻤحﻜﻤة الﺪﺳﺘورﻳة لﺘﺒﺪي رأ‬
‫بشﺄ ا ما ﻳﻌﲏ اﺳﺘﺒﻌاد ﺧضوﻋﻬا لﺮﻗابة القضاء‪ ،‬ﻛﻤا أن اﻷوامﺮ الﱵ ﻳﺘﺨﺬﻫا رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة ﺧﻼل اﳊالة‬
‫اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة ﻻ ﺗﻌﺮض ﻋلﻰ الﱪﳌان ﺧﻼﻓا لﻸوامﺮ الﱵ ﻳﺘﺨﺬﻫا ﺧﻼل ﺷﻐور ا لﺲ الشﻌﱯ الوطﲏ أو ﺧﻼل الﻌﻄلة‬
‫الﱪﳌاﻧﻴة الﱵ ﺗﻌﺮض ﻋلﻰ الﱪﳌان ﰲ أول دورة لﻪ‪.‬‬
‫‪ -5-2‬اﳍﺪف ﻣﻦ اعﻼن اﳊالة اﻻستﺜناﺋﻴة‬
‫ﻳﺘﻤﺜﻞ اﳍﺪف مﻦ وراء ﺗقﺮﻳﺮ وإﻋﻼن رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة اﳊالة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة طﺒقا لﻨﺺ اﳌادة ‪ 98‬مﻦ الﺘﻌﺪﻳﻞ‬
‫الﺪﺳﺘوري لسﻨة ‪ 2020‬ﰲ اﶈاﻓﻈة ﻋلﻰ اﺳﺘقﻼل الﺪولة واﶈاﻓﻈة ﻋلﻰ اﺳﺘقﻼل اﳌﺆﺳسات الﺪﺳﺘورﻳة الﱵ ﺗقوم‬
‫ﻋلﻴﻬا الﺪولة ﺣﻴث ﺗضﻤﻨﺖ اﳌادة ﻋﺒارة" تﺴتﻮجبها اﶈاﻓﻈة عﻠى استقﻼل اﻷﻣة واﳌﺆسﺴات الﺪستﻮرية ﰲ‬
‫اﳉﻤهﻮرية"‪.‬‬
‫إذا ﲣلﻔﺖ ﻫﺬﻩ اﻻرﻛان السابﻖ ذﻛﺮﻫا ﻓﺈن مﺮﺳوم إﻋﻼن اﳊالة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة ﻳﻜون طﻼ لﻌﺪم اﺣﱰام رﺋﻴﺲ‬
‫اﳉﻤﻬورﻳة الضوابط والقﻴود الﱵ ﺣﺪدﻫا الﺪﺳﺘور ﰲ اﳌادة ‪ ،98‬ما ﻳﻌﲏ أن اﳊالة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة الﱵ اﻋلﻦ ﻋﻨﻬا رﺋﻴﺲ‬
‫اﳉﻤﻬورﻳة ﺗﻜون غﲑ دﺳﺘورﻳة‪.‬‬
‫‪ -3‬ﺣالة اﳊرب‬

‫‪49‬‬ ‫أحسن غربي‬


‫المجلة الشاملة للحقوق‬
‫مارس ‪2021‬‬

‫ﻳقﺼﺪ ﲝالة اﳊﺮب" اﳊالة اﳊاﲰة الﱵ تﻜﻮن أﺷﺪ ﻣﻦ اﳊالة اﻻستﺜناﺋﻴة‪ ،‬ويتبﺪى ﰲ عﺪم اﻻﻗتﺼار عﻠى‬
‫أن تﻜﻮن البﻼد ﻣهﺪدة ﲞطر داهﻢ‪ ،‬وإﳕا يشﱰط أن يﻜﻮن العﺪوان واﻗعا أو عﻠى وﺷك الﻮﻗﻮع ﺣﺴﺐ ﻣا‬
‫ﻧﺼﺖ عﻠﻴﻪ الﱰتﻴبات اﳌﻼءﻣة ﳌﻴﺜاق اﻷﻣﻢ اﳌتﺤﺪة"‪.35‬‬
‫ﻧﺺ اﳌﺆﺳﺲ الﺪﺳﺘوري ﰲ اﳌواد مﻦ ‪ 100‬إﱃ ‪ 102‬مﻦ الﺘﻌﺪﻳﻞ الﺪﺳﺘوري لسﻨة ‪ 2020‬ﻋلﻰ إﻋﻼن ﺣالة‬
‫اﳊﺮب ﺳواء مﻦ ﺣﻴث اﳉﻬة اﳌﺨﺘﺼة ﻋﻼ ا أو ﺳﺒﺐ إﻋﻼن اﳊﺮب واﻹﺟﺮاءات اﳌﺘﺒﻌة ﻹﻋﻼ ا واﻵ ر اﳌﱰﺗﺒة‬
‫ﻋﻦ إﻋﻼن اﳊﺮب‪.‬‬
‫‪ -1-3‬اﳉهة اﳌﺨتﺼة عﻼن اﳊرب‬
‫ﺗﻌلﻦ ﺣالة اﳊﺮب ﺣسﺐ ﻧﺺ اﳌادة ‪ 100‬مﻦ الﺘﻌﺪﻳﻞ الﺪﺳﺘوري ﺳﻨة ‪ 2020‬مﻦ ﻗﺒﻞ رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة‬
‫إذا ﺗوﻓﺮت اﺳﺒا ا‪ ،‬إذ ﻧﻼﺣظ اﺳﺘﻌﻤال اﳌﺆﺳﺲ الﺪﺳﺘوري لﻌﺒارة يُعﻠﻦ رﺋﻴﺲ اﳉﻤهﻮرية بﺪﻻ مﻦ ﻋﺒارة يقرر‬
‫رﺋﻴﺲ اﳉﻤهﻮرية الﱵ اﺳﺘﻌﻤلﻬا اﳌﺆﺳﺲ الﺪﺳﺘوري ﰲ اﳊاﻻت السابقة‪.‬‬
‫إن ﺳﺒﺐ ﺗﻐﻴﲑ اﳌﺆﺳﺲ الﺪﺳﺘوري ﻋﺒارة ﻳقﺮر بﻌﺒارة ﻳﻌلﻦ رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة ﰲ ﻧﻈﺮ ﻫو أن اﳊﺮب ﺗﻜون‬
‫مﻔﺮوضة ﻋلﻰ الﺪولة‪ ،‬إذ ﻻ ﺗﺒادر اﳉﺰاﺋﺮ ﻗﺮار الﺪﺧول ﰲ ﺣﺮب وإﳕا ﳍا اﳊﻖ ﰲ اﻋﻼن اﳊﺮب دﻓاﻋا ﻋﻦ‬
‫اﺳﺘقﻼل الﺪولة ووﺣﺪ ا ضﺪ أي ﺧﻄﺮ ﺧارﺟﻲ‪.‬‬
‫إن إﻋﻼن ﺣالة اﳊﺮب ﳐولة دﺳﺘور لﺮﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة وﻫﻲ ﺻﻼﺣﻴة ﻻ ﺗقﺒﻞ الﺘﻔوﻳﺾ طﺒقا لﻨﺺ اﳌادة‬
‫‪ ،93‬غﲑ أﻧﻪ ﳝﻜﻦ ﳑارﺳﺘﻬا مﻦ ﻗﺒﻞ رﺋﻴﺲ الﺪولة ﰲ ﺣال ﺷﻐور مﻨﺼﺐ رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة أو ﻋجﺰﻩ الﺒﺪﱐ اﳌﺜﺒﺖ‬
‫ﻗاﻧو ‪ ،‬لﻜﻦ بقﻴود ﺗﻄﺮﻗﻨا ﳍا ﲞﺼوص اﳊاﻻت السابقة‪.‬‬
‫‪ -2-3‬سبﺐ إعﻼن ﺣالة اﳊرب‬
‫ﺣﺪدت اﳌادة ‪ 100‬مﻦ الﺘﻌﺪﻳﻞ الﺪﺳﺘوري لسﻨة ‪ 2020‬ﺳﺒﺐ إﻋﻼن اﳊﺮب واﳌﺘﻤﺜﻞ ﰲ ﺣالة وﻗوع‬
‫ﻋﺪوان ﻓﻌلﻲ ﻋلﻰ الﺒﻼد أو ﻛان الﻌﺪوان وﺷﻴﻚ الوﻗوع‪ ،‬وذلﻚ وﻓﻖ الﱰﺗﻴﺒات اﳌﻼءمة ﳌﻴﺜاق اﻷمﻢ اﳌﺘحﺪة‪ ،‬وﻋلﻴﻪ‬
‫ﻓﺈن اﳋﻄﺮ ﰲ ﺣالة اﳊﺮب ﻫو ﺧﻄﺮ ﰐ مﻦ اﳋارج ولﻴﺲ مﻦ الﺪاﺧﻞ ﺧﻼﻓا للحاﻻت السابقة أﻳﻦ ﻳﻜون اﳋﻄﺮ‬
‫داﺧلﻴا ﻳﺘﻌﲔ ﺗقﺮﻳﺮ اﳊالة اﳌﻨاﺳﺒة للﺘﺼﺪي إلﻴﻪ أما اﳋﻄﺮ اﳋارﺟﻲ ﻓﻼ ﳝﻜﻦ ﺻﺪﻩ إﻻ مﻦ ﺧﻼل الﺪﺧول ﰲ‬
‫اﳊﺮب والﺪﻓاع ﻋﻦ اﺳﺘقﻼل اﻷمة ووﺣﺪ ا‪.‬‬
‫‪ -3-3‬ﺷﻜﻠﻴات وإجراءات إعﻼن اﳊرب‬
‫ﻳﺘﻌﲔ ﻹﻋﻼن ﺣالة اﳊﺮب وبﻌﺪ ﲢقﻖ السﺒﺐ اﳌﺆدي إﱃ إﻋﻼ ا اﺣﱰام الﻌﺪﻳﺪ مﻦ الشﻜلﻴات واﻻﺟﺮاءات‬
‫الﺪﺳﺘورﻳة‪ ،‬إذ ﻻ ﳝﻜﻦ اﻹﻋﻼن ﻋﻦ اﳊﺮب‪ ،‬إﻻ بﻌﺪ اﺗﺒاع اﻻﺟﺮاءات الﺘالﻴة‪:‬‬
‫‪ -‬اﺟﺘﻤاع ﳎلﺲ الوزراء والﺬي ﻳﺮأﺳﻪ رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة‬
‫‪ -‬اﻻﺳﺘﻤاع إﱃ ا لﺲ اﻻﻋلﻰ لﻸمﻦ الﺬي ﻳﺮأﺳﻪ رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة‪.‬‬
‫‪ -‬اﺳﺘشارة رﺋﻴﺲ ﳎلﺲ اﻷمة‪ ،‬ورﺋﻴﺲ ا لﺲ الشﻌﱯ الوطﲏ‪ ،‬ورﺋﻴﺲ اﶈﻜﻤة الﺪﺳﺘورﻳة‪.‬‬

‫‪50‬‬ ‫اﳊاﻻت اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة ﰲ ﻇﻞ الﺘﻌﺪﻳﻞ الﺪﺳﺘوري لسﻨة ‪2020‬‬


‫ا لة الشاملة للحقوق‬
‫مارس ‪2021‬‬

‫‪ -‬اﺟﺘﻤاع الﱪﳌان وﺟو‬


‫‪ -‬ﺗوﺟﻴﻪ رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة ﺧﻄاب لﻸمة ﻳﻌلﻤﻬا لوضﻊ‪.‬‬
‫‪ -4-3‬اﻵ ر اﳌﱰتبة عﻠى إعﻼن ﺣالة اﳊرب‬
‫ﻳﱰﺗﺐ ﻋلﻰ إﻋﻼن ﺣالة اﳊﺮب الﻌﺪﻳﺪ مﻦ اﻵ ر الﱵ ﺣﺪد ا اﳌادﺗﲔ ‪ 101‬و‪ 102‬مﻦ الﺘﻌﺪﻳﻞ الﺪﺳﺘوري‬
‫لسﻨة ‪ 2020‬واﳌﺘﻤﺜلة ﰲ ما ﻳلﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻳﺘﻢ ﺗوﻗﻴف الﻌﻤﻞ لﺪﺳﺘور طﻴلة مﺪة إﻋﻼن اﳊﺮب‪ ،‬وإن ﻛان الﺒﻌﺾ ﻳﺮى ن إﻳقاف الﻌﻤﻞ لﺪﺳﺘور ﻳشﻤﻞ‬
‫بﻌﺾ الﻨﺼوص ﻓقط مﻦ أﺟﻞ درء الﻈﺮف اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻲ اﳌﺘﻤﺜﻞ ﰲ اﳊﺮب‪.36‬‬
‫‪ -‬ﻳقوم رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة ﲜﻤﻊ ﲨﻴﻊ السلﻄات ﰲ ﻳﺪﻩ ﺣﻴث ﻳﺼﺒﺢ ﻫو السلﻄة الﺘﻨﻔﻴﺬﻳة والﺘشﺮﻳﻌﻴة والقضاﺋﻴة‪،‬‬
‫وﳝﻜﻨﻪ أن ﻳﺼﺪر ﻗﺮارات ﳍا ﻗوة القاﻧون أو اﻷﺣﻜام القضاﺋﻴة‪ ،‬ﻛﻤا ﳝﻜﻨﻪ ﺗﻌﺪﻳﻞ القواﻧﲔ القاﺋﻤة أو إلﻐاﺋﻬا‬
‫وﺗﻌﻄﻴلﻬا ﳌواﺟﻬة الﻈﺮف اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻲ الﺬي ﲤﺮ بﻪ الﺒﻼد اﻷمﺮ الﺬي ﻳﺆثﺮ ﻋلﻰ ﺣقوق وﺣﺮ ت اﻷﻓﺮاد‪.37‬‬
‫‪ -‬ضﺮورة ﲤﺪﻳﺪ الﻌﻬﺪة الﺮ ﺳﻴة وﺟو إذا ﺻادﻓﺖ اﻳﺘﻬا مﻊ ﺣالة اﳊﺮب وﻳسﺮي الﺘﻤﺪﻳﺪ إﱃ غاﻳة اﻧﺘﻬاء ﺣالة‬
‫اﳊﺮب‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗوﻗﻴﻊ رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة اﺗﻔاﻗﻴات اﳍﺪﻧة ومﻌاﻫﺪات السلﻢ‪ ،‬وﻳلﺘﻤﺲ رأي اﶈﻜﻤة الﺪﺳﺘورﻳة بشﺄن اﻻﺗﻔاﻗﻴات‬
‫اﳌﺘﻌلقة ﻤا‪ ،‬وﻳقوم بﻌﺮض ﻫﺬﻩ اﻻﺗﻔاﻗﻴات ﻓورا ﻋلﻰ ﻛﻞ غﺮﻓة مﻦ غﺮﻓﱵ الﱪﳌان بﻐﺮض اﳌواﻓقة الﺼﺮﳛة ﻋلﻰ‬
‫ﻫﺬﻩ اﻻﺗﻔاﻗﻴات‪.‬‬
‫‪ -‬ﻳﺘوﱃ رﺋﻴﺲ الﺪولة ﰲ ﺣالة ﺷﻐور مﻨﺼﺐ رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة ﺧﻼل مﺪة اﳊﺮب ﻧﻔﺲ الﺼﻼﺣﻴات اﳌﻤﻨوﺣة‬
‫دﺳﺘور لﺮﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة‪.38‬‬
‫إن القﺮارات الﱵ ﺗﺘﺨﺬﻫا السلﻄات اﳌﺨﺘﺼة أثﻨاء ﺣالة اﳊﺮب ﻻ ﲣضﻊ لﺮﻗابة القضاء ﻷن وﺟود الﺪولة ﰲ‬
‫ﺣالة اﳊﺮب مﻌﺮض للﺨﻄﺮ وأن الﺪولة ﺳابقة ﻋلﻰ القاﻧون ما ﻳﻌﲏ ضﺮورة اﶈاﻓﻈة ﻋلﻴﻬا وإذا لﺰم اﻻمﺮ ذلﻚ ﺧﺮق‬
‫القاﻧون‪ ،‬غﲑ أﻧﻪ ﻳﺮى ﺟاﻧﺐ مﻦ الﻔقﻪ أن القضاء ﳝﻜﻨﻪ مﺮاﻗﺒة مﺪى ﺗواﻓﺮ الﻌﻨاﺻﺮ اﳌﺆدﻳة إﱃ إﻋﻼن ﻫﺬﻩ اﳊالة‪.39‬‬
‫اﳋاﲤة‬
‫مﻨﺢ اﳌﺆﺳﺲ الﺪﺳﺘوري ﰲ دﺳﺘور ‪ 1996‬الﻌﺪﻳﺪ مﻦ الﺼﻼﺣﻴات لﺮﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة الﱵ ﻳﻬﺪف مﻦ ﺧﻼﳍا‬
‫إﱃ اﶈاﻓﻈة ﻋلﻰ الﻨﻈام واﻷمﻦ واﶈاﻓﻈة ﻋلﻰ مﺆﺳسات الﺪولة وﻋلﻰ وﺣﺪة اﻷمة واﺳﺘقﻼﳍا‪ ،‬وﻫﺬﻩ الﺼﻼﺣﻴات‬
‫ﺗﺘﻤﺜﻞ ﰲ اﻋﻼن اﳊاﻻت اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة الﱵ ﺗﺘﺪرج ﺣسﺐ اﳋﻄورة مﻦ ﺣالة اﳊﺼار إﱃ ﺣالة الﻄوارئ إﱃ اﳊالة‬
‫اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة وأﺧﲑا ﺣالة اﳊﺮب‪ ،‬غﲑ أن ﺳلﻄة رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة ﰲ إﻗﺮار أو إﻋﻼن ﻫﺬﻩ اﳊاﻻت لﻴسﺖ ﺳلﻄة‬

‫‪51‬‬ ‫أحسن غربي‬


‫المجلة الشاملة للحقوق‬
‫مارس ‪2021‬‬

‫مﻄلقة وإﳕا ﻫﻲ مقﻴﺪة لﻌﺪﻳﺪ مﻦ القﻴود اﳌوضوﻋﻴة والشﻜلﻴة الﱵ ﻳﺘﻌﲔ اﺣﱰامﻬا ﺣﱴ ﺗﻜون اﳊالة اﳌﻌلﻦ ﻋﻨﻬا‬
‫غﲑ ﳐالﻔة للﺪﺳﺘور‪.‬‬

‫لقﺪ ﻋﻤﻞ اﳌﺆﺳﺲ الﺪﺳﺘوري ﰲ ﺗﻌﺪﻳﻞ ‪ 2020‬ﻋلﻰ ﺗقﻴﻴﺪ ﺻﻼﺣﻴة رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة أﻛﺜﺮ ﰲ اللجوء إﱃ‬
‫اﳊاﻻت اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة مﻦ ﺧﻼل إدراج ﻗﻴﺪ اﳌﺪة اﶈﺪدة بﺜﻼثﲔ ﻳوما ﰲ ﺣالﱵ الﻄوارئ واﳊﺼار وﺳﺘون ﻳوما ﰲ‬
‫اﳊالة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة‪ ،‬ﻛﻤا أﻧﻪ ﻗﻴﺪ رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة ﲞﺼوص ﲤﺪﻳﺪ اﳊالة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة ‪،‬ﻛﻤا ﻳﻌﺮض رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة بﻌﺪ‬
‫اﻧﺘﻬاء اﳊالة اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة القﺮارات الﱵ اﲣﺬﻫا ﻋلﻰ اﶈﻜﻤة الﺪﺳﺘورﻳة لﺘﺒﺪي رأ بشﺄ ا وذلﻚ ﰲ إطار إضﻔاء اﳌﺰﻳﺪ‬
‫مﻦ اﳊﻤاﻳة ﻋلﻰ اﳊقوق واﳊﺮ ت ﰲ ﻇﻞ الﻈﺮوف غﲑ الﻌادﻳة الﱵ ﻗﺪ ﲤﺮ ا الﺒﻼد‪.‬‬

‫إﻻ أﻧﻪ ﻧطالﺐ ﻹسراع ﰲ سﻦ القاﻧﻮن العضﻮي الذي ينﻈﻢ ﺣالﱵ الطﻮارئ واﳊﺼار الذي ﱂ ير النﻮر‬
‫ﻣنذ ﻣا يقارب ﲬﺴة وعشرون )‪ (25‬سنة أي ﻣنذ أن ﻧﺺ عﻠﻴﻪ اﳌﺆسﺲ الﺪستﻮري ﰲ دستﻮر ‪ ،1996‬ﻛﻤا‬
‫أﻧﻪ يتعﲔ الﻔﺼﻞ ﺑﲔ ﺣالﱵ الطﻮارئ واﳊﺼار وتنﻈﻴﻢ ﻛﻞ ﺣالة ﲟادة ﻣﺴتقﻠة ﻣﻦ ﺣﻴﺚ الﺴبﺐ واﻵ ر اﳌﱰتبة‬
‫عﻠى ﻛﻞ ﺣالة ﻣﻦ اﳊالتﲔ‪ ،‬إذ يتعﲔ عﻠى اﳌﺆسﺲ الﺪستﻮري ﲢﺪيﺪ ﺣالة الضرورة ﺑﺪﻗة ﺣﱴ ﻻ يﱰك ا ال‬
‫لتﺪﺧﻞ الﺴﻠطة التنﻔﻴذية أو ﺣﱴ لﻠﱪﳌان‪ ،‬وذلك ﻧﻈرا ﳋطﻮرة هذه اﳊاﻻت عﻠى اﳊقﻮق واﳊر ت‪.‬‬

‫يتعﲔ أيضا عﻠى اﳌﺆسﺲ الﺪستﻮري تﻮﺿﻴﺢ سبﺐ إعﻼن اﳊالة اﻻستﺜناﺋﻴة ﺑﺪﻗة تﻔاد ﻷي ويﻞ أو‬
‫عﻠى اﻷﻗﻞ اﻹﺣالة إﱃ ﻗاﻧﻮن عضﻮي ﳛﺪد سبﺐ إعﻼن اﳊالة اﻻستﺜناﺋﻴة ﺑﺪﻗة واﻵ ر اﳌﱰتبة عﻠﻴها ﰲ إطار‬
‫أﺣﻜام اﳌادة ‪ 98‬ﻣﻦ التعﺪيﻞ الﺪستﻮري لﺴنة ‪.2020‬‬

‫اﳍﻮاﻣﺶ‪:‬‬

‫‪ 1‬د‪ /‬ﺳامﻲ ﲨال الﺪﻳﻦ‪ ،‬الﺮﻗابة ﻋلﻰ أﻋﻤال اﻹدارة‪ ،‬مﻨشﺄة اﳌﻌارف‪ ،‬اﻻﺳﻜﻨﺪرﻳة مﺼﺮ‪ ،‬دون طﺒﻌة و رﻳخ ‪ ،‬ص‪.121‬‬
‫‪ 2‬اﳌادة ‪ 16‬دﺳﺘور اﳉﻤﻬورﻳة الﻔﺮﻧسﻴة اﳋامسة الﺼادر ﰲ ‪ 04‬أﻛﺘوبﺮ ‪ 1958‬والﺘﻌﺪﻳﻼت الﱵ طﺮأت ﻋلﻴﻪ إﱃ غاﻳة ‪،2008‬‬
‫اﳌواد مﻦ ‪ 119‬إﱃ ‪ 122‬مﻦ دﺳﺘور ﲨﻬورﻳة ﺗﺮﻛﻴا الﺼادر ﻋام ‪ 1982‬وﺗﻌﺪﻳﻼﺗﻪ إﱃ غاﻳة ‪،2017‬‬
‫اﳌادة ‪ 138‬مﻦ دﺳﺘور الﱪﺗﻐال لسﻨة ‪ 1976‬و ﺗﻌﺪﻳﻼﺗﻪ إﱃ غاﻳة ﺳﻨة ‪،2005‬‬
‫اﳌادة ‪ 154‬مﻦ دﺳﺘور ﲨﻬورﻳة مﺼﺮ الﻌﺮبﻴة الﺼادر ﰲ ‪ 30‬ﻧوﻓﻤﱪ ‪ 2012‬اﳌﻌﺪل ﺳﻨة ‪.2014‬‬
‫‪ 3‬د‪ /‬ماﺟﺪ راغﺐ اﳊلو‪ ،‬القضاء اﻹداري‪ ،‬اﳌﻜﺘﺒة القاﻧوﻧﻴة لﺪار اﳌﻄﺒوﻋات اﳉامﻌﻴة‪ ،‬اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳة مﺼﺮ‪ ،1995 ،‬ص‪.51‬‬
‫‪ 4‬رضﻴة بﺮﻛاﻳﻞ‪ ،‬ﺗقﻴﺪ اﳊقوق واﳊﺮ ت الﻌامة ﰲ ﻇﻞ ﺣالﱵ الﻄوارئ واﳊﺼار ﰲ الﻨﻈام القاﻧوﱐ اﳉﺰاﺋﺮي‪ ،‬ﳎلة اﻻﺳﺘاذ الﺒاﺣث للﺪراﺳات القاﻧوﻧﻴة‬
‫والسﻴاﺳﻴة‪ ،‬ا لﺪ الﺜاﱐ‪ ،‬الﻌﺪد الﻌاﺷﺮ‪ ،2018 ،‬ص‪.715‬‬
‫‪ 5‬د‪ /‬ماﺟﺪ راغﺐ اﳊلو‪ ،‬القضاء اﻹداري‪ ،‬دار اﳌﻄﺒوﻋات اﳉامﻌﻴة‪ ،‬اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳة مﺼﺮ‪ ،1985 ،‬ص ‪.58-57‬‬

‫‪52‬‬ ‫اﳊاﻻت اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة ﰲ ﻇﻞ الﺘﻌﺪﻳﻞ الﺪﺳﺘوري لسﻨة ‪2020‬‬


‫ا لة الشاملة للحقوق‬
‫مارس ‪2021‬‬

‫د‪ /‬ﳏﻤود ﳏﻤﺪ ﺣاﻓظ‪ ،‬القضاء اﻹداري ﰲ القاﻧون اﳌﺼﺮي واﳌقارن‪ ،‬دار الﻨﻬضة الﻌﺮبﻴة‪ ،‬القاﻫﺮة مﺼﺮ‪ ،1993 ،‬ص‪.46‬‬
‫د‪ /‬ملﻴﻜة الﺼﺮوخ‪ ،‬الﻌﻤﻞ اﻹداري‪ ،‬الﻄﺒﻌة اﻷوﱃ‪ ،‬دار القلﻢ‪ ،‬الﺮ ط اﳌﻐﺮب‪ ،2012 ،‬ص‪.64‬‬
‫‪ 6‬ﺟورج ﻗودﻳﻞ‪ ،‬بﻴار دلقولقﻴﻪ‪ ،‬القاﻧون اﻹداري‪ ،‬اﳉﺰء الﺜاﱐ‪ ،‬الﻄﺒﻌة اﻷوﱃ‪ ،‬ﺗﺮﲨة مﻨﺼور القاضﻲ‪ ،‬ﳎﺪ اﳌﺆﺳسة اﳉامﻌﻴة للﺪراﺳات والﻨشﺮ والﺘوزﻳﻊ‪،‬‬
‫بﲑوت لﺒﻨان‪ ،2008 ،‬ص‪.419‬‬
‫‪ 7‬ﺟلول مولودي‪ ،‬ﺗﻄﺒﻴقات أﻧﻈﻤة الﻄوارئ بﲔ ﺣﻔظ الﻨﻈام الﻌام واﺣﱰام اﳊقوق واﳊﺮ ت " دراﺳة مقارﻧة"‪ ،‬ﳎلة مﻌاﱂ للﺪراﺳات القاﻧوﻧﻴة والسﻴاﺳﻴة‬
‫‪ ،‬الﻌﺪد الﺜالث‪ ،‬مارس ‪ ،2018‬ص‪.85‬‬
‫‪ 8‬ابﺮاﻫﻴﻢ ﺗوﻧﺼﲑا ‪ ،‬ﺗشﺮﻳﻌات الضﺮورة دراﺳة مقارﻧة بﲔ الﺪﺳﺘور اﳉﺰاﺋﺮي واﳌﺼﺮي‪ ،‬مﺬﻛﺮة لﻨﻴﻞ ﺷﻬادة اﳌاﺟسﺘﲑ ﰲ اﳊقوق ﲣﺼﺺ ﻗاﻧون دﺳﺘوري‪،‬‬
‫ﻛلﻴة اﳊقوق والﻌلوم السﻴاﺳﻴة‪ ،‬ﺟامﻌة ﳏﻤﺪ ﺧﻴضﺮ بسﻜﺮة‪ ،2014-2013 ،‬ص‪.86‬‬
‫‪ 9‬ﲰﻴة ﺧاضﺮ‪ ،‬ﺗقﻴﻴﺪ اﳊﺮ ت الﻌامة ﰲ ﻇﻞ ﺣالة اﳊﺼار‪ ،‬ﳎلة القاﻧون الﺪﺳﺘوري واﳌﺆﺳسات السﻴاﺳﻴة‪ ،‬ا لﺪ الﺜاﱐ‪ ،‬الﻌﺪد ‪ ،03‬ﺟوان ‪،2018‬‬
‫ص‪.93‬‬
‫‪ 10‬ﲪﺰة ﻧقاش ‪ ،‬الﻈﺮوف اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة والﺮﻗابة القضاﺋﻴة‪ ،‬مﺬﻛﺮة مقﺪمة لﻨﻴﻞ ﺷﻬادة اﳌاﺟسﺘﲑ ﰲ القاﻧون الﻌام‪ ،‬ﻓﺮع اﻻدارة الﻌامة واﻗلﻴﻤﻴة القاﻧون‪ ،‬ﻛلﻴة‬
‫اﳊقوق والﻌلوم السﻴاﺳﻴة ﺟامﻌة مﻨﺘوري ﻗسﻨﻄﻴﻨة‪ ،2011-2010 ،‬ص‪.45‬‬
‫‪ 11‬ﺟورج ﻗودﻳﻞ‪ ،‬بﻴار دلقولقﻴﻪ‪ ،‬مﺮﺟﻊ ﺳابﻖ‪ ،‬ص‪.423‬‬
‫‪ 12‬د‪ /‬ﳏﻤﺪ الﺼﻐﲑ بﻌلﻲ‪ ،‬الوﺳﻴط ﰲ اﳌﻨازﻋات اﻹدارﻳة‪ ،‬دار الﻌلوم للﻨشﺮ والﺘوزﻳﻊ‪ ،‬ﻋﻨابة اﳉﺰاﺋﺮ‪ ،2009 ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ 13‬اﳌﺮﺳوم الﺮ ﺳﻲ رﻗﻢ ‪ 44-92‬مﺆرخ ﰲ ‪ 09‬ﻓﱪاﻳﺮ ﺳﻨة ‪ ،1992‬ﻳﺘضﻤﻦ اﻋﻼن ﺣالة الﻄوارئ‪ ،‬اﳌﺘﻤﻢ‪ ،‬اﳉﺮﻳﺪة الﺮﲰﻴة رﻗﻢ‪ 10‬مﺆرﺧة ﰲ ‪ 09‬ﻓﱪاﻳﺮ‬
‫ﺳﻨة ‪.1992‬‬
‫‪ 14‬مﺮﺳوم رﻗﻢ ‪ 196-91‬مﺆرخ ﰲ ‪ 04‬ﻳوﻧﻴو ﺳﻨة ‪ ،1991‬ﻳﺘضﻤﻦ ﺗقﺮﻳﺮ ﺣالة اﳊﺼار‪ ،‬اﳉﺮﻳﺪة الﺮﲰﻴة رﻗﻢ ‪ 29‬مﺆرﺧة ﰲ ‪ 12‬ﻳوﻧﻴو ﺳﻨة ‪.1991‬‬
‫‪ 15‬اﳌادة ‪ 208‬مﻦ الﺘﻌﺪﻳﻞ الﺪﺳﺘوري لسﻨة ‪.2020‬‬
‫‪ 16‬د‪ /‬دﻳة آﻳﺖ ﻋﺒﺪ اﳌالﻚ‪ ،‬الﻨﻈام القاﻧوﱐ ﳊقوق اﻹﻧسان ﰲ ﺣاﻻت الﻄوارئ ﰲ ﻇﻞ القاﻧون الﺪوﱄ اﻹﺗﻔاﻗﻲ ‪ ،‬ﳎلة ﺻوت القاﻧون الﻌﺪد اﻷول‪،‬‬
‫أﻓﺮﻳﻞ ‪ ،2014‬ص‪.67‬‬
‫‪ 17‬ﲪﺰة ﻧقاش ‪ ،‬مﺮﺟﻊ ﺳابﻖ‪ ،‬ص‪.45‬‬
‫‪ 18‬ﺣﻴاة غﻼي ‪ ،‬ﺣﺪود ﺳلﻄات الضﺒط اﻹداري‪ ،‬مﺬﻛﺮة لﻨﻴﻞ ﺷﻬادة اﳌاﺟسﺘﲑ ﰲ القاﻧون الﻌام اﳌﻌﻤﻖ‪ ،‬ﻛلﻴة اﳊقوق والﻌلوم السﻴاﺳﻴة ﺟامﻌة أﰊ بﻜﺮ‬
‫بلقاﻳﺪ ﺗلﻤسان‪ ،2015-2014 ،‬ص‪.109‬‬
‫‪ 19‬إبﺮاﻫﻴﻢ مة ‪ ،‬لواﺋﺢ الضﺒط اﻹداري بﲔ اﳊﻔاظ ﻋلﻰ الﻨﻈام الﻌام وضﻤان اﳊﺮ ت الﻌامة‪ ،‬أطﺮوﺣة مقﺪمة لﻨﻴﻞ ﺷﻬادة الﺪﻛﺘوراﻩ ﰲ القاﻧون الﻌام‪،‬‬
‫ﻛلﻴة اﳊقوق والﻌلوم السﻴاﺳﻴة ﺟامﻌة أﰊ بﻜﺮ بلقاﻳﺪ ﺗلﻤسان‪ ،2015-2014 ،‬ص‪.187‬‬
‫‪ 20‬اﳌﺮﺳوم الﺮ ﺳﻲ رﻗﻢ ‪ 320-92‬مﺆرخ ﰲ ‪ 11‬غشﺖ ﺳﻨة ‪ ،1992‬ﻳﺘﻤﻢ اﳌﺮﺳوم الﺮ ﺳﻲ رﻗﻢ ‪ 44-92‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 09‬ﻓﱪاﻳﺮ ﺳﻨة ‪ 1992‬اﳌﺘضﻤﻦ‬
‫اﻋﻼن ﺣالة الﻄوارئ‪ ،‬اﳉﺮﻳﺪة الﺮﲰﻴة رﻗﻢ ‪ 61‬مﺆرﺧة ﰲ ‪ 12‬غشﺖ ﺳﻨة ‪.1992‬‬
‫‪21‬‬
‫تتﻜﻮن الﻠﺠنة ﻣﻦ‪ :‬الواﱄ‪ ،‬ﳏاﻓظ الشﺮطة الوﻻﺋﻴة‪ ،‬ﻗاﺋﺪ ﳎﻤوﻋة الﺪرك الوطﲏ‪ ،‬رﺋﻴﺲ القﻄاع الﻌسﻜﺮي‪ ،‬إن اﻗﺘضﻰ اﻷمﺮ‪ ،‬ﺷﺨﺼﻴﺘان مﻌﺮوﻓﺘان‬
‫بﺘﻤسﻜﻬﻤا ﳌﺼلحة الﻌامة‬
‫‪ 22‬اﳉﺮﻳﺪة الﺮﲰﻴة رﻗﻢ ‪ 31‬مﺆرﺧة ﰲ ‪ 26‬ﻳوﻧﻴو ﺳﻨة ‪.1991‬‬
‫‪ 23‬اﳉﺮﻳﺪة الﺮﲰﻴة رﻗﻢ ‪ 31‬مﺆرﺧة ﰲ ‪ 26‬ﻳوﻧﻴو ﺳﻨة ‪.1991‬‬
‫‪ 24‬اﳉﺮﻳﺪة الﺮﲰﻴة رﻗﻢ ‪ 31‬مﺆرﺧة ﰲ ‪ 26‬ﻳوﻧﻴو ﺳﻨة ‪.1991‬‬
‫‪ 25‬اﳌﺮﺳوم الﺘﻨﻔﻴﺬي رﻗﻢ ‪ ، 141/92‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 11‬أبﺮﻳﻞ ‪ ، 1992‬ﻳﺘضﻤﻦ ﺣﻞ ﳎالﺲ ﺷﻌﺒﻴة وﻻﺋﻴة‪ ،‬اﳉﺮﻳﺪة الﺮﲰﻴة رﻗﻢ ‪ ، 27‬مﺆرﺧة ﰲ ‪ 12‬أبﺮﻳﻞ‬
‫ﺳﻨة ‪.1992‬‬
‫اﳌﺮﺳوم الﺘﻨﻔﻴﺬي رﻗﻢ ‪ ، 142/92‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪11‬أبﺮﻳﻞ ‪ ، 1992‬ﻳﺘضﻤﻦ ﺣﻞ ﳎالﺲ ﺷﻌﺒﻴة الﺒلﺪﻳة‪ ،‬اﳉﺮﻳﺪة الﺮﲰﻴة رﻗﻢ ‪ ، 27‬مﺆرﺧة ﰲ ‪ 12‬أبﺮﻳﻞ ﺳﻨة‬
‫‪.1992‬‬

‫‪53‬‬ ‫أحسن غربي‬


‫المجلة الشاملة للحقوق‬
‫مارس ‪2021‬‬

‫اﳌﺮﺳوم الﺘﻨﻔﻴﺬي رﻗﻢ ‪ ،105/93‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 05‬ماﻳو ‪ ، 1993‬ﻳﺘضﻤﻦ ﺣﻞ ﳎلﺲ ﺷﻌﱯ وﻻﺋﻲ‪ ،‬اﳉﺮﻳﺪة الﺮﲰﻴة رﻗﻢ ‪ ،30‬مﺆرﺧة ﰲ ‪ 09‬ماﻳو ﺳﻨة‬
‫‪.1993‬‬
‫اﳌﺮﺳوم الﺘﻨﻔﻴﺬي رﻗﻢ ‪ 106/93‬اﳌﺆرخ ﰲ ‪ 05‬ماﻳو‪ ، 1993‬ﻳﺘضﻤﻦ ﺣﻞ ﳎالﺲ ﺷﻌﺒﻴة الﺒلﺪﻳة‪ ،‬اﳉﺮﻳﺪة الﺮﲰﻴة رﻗﻢ ‪ ،30‬مﺆرﺧة ﰲ ‪ 09‬ماﻳو ﺳﻨة‬
‫‪.1993‬‬
‫‪ 26‬ﻫﻨﺪون ﺳلﻴﻤاﱐ‪ ،‬ﺳلﻄات الضﺒط ﰲ اﻻدارة اﳉﺰاﺋﺮﻳة‪ ،‬أطﺮوﺣة مقﺪمة لﻨﻴﻞ ﺷﻬادة الﺪﻛﺘوراﻩ ﰲ القاﻧون الﻌام ﲣﺼﺺ إدارة ومالﻴة‪ ،‬ﻛلﻴة اﳊقوق‬
‫ﺟامﻌة اﳉﺰاﺋﺮ‪ ،2013-2012 ،1‬ص‪.248‬‬
‫‪ 27‬ﲪﺰة ﻧقاش ‪ ،‬مﺮﺟﻊ ﺳابﻖ‪ ،‬ص‪..45‬‬
‫‪ 28‬د‪ /‬ﳏﻤﺪ ﻋلﻲ ﻋﺒﺪ الﻔﺘاح ‪ ،‬الوﺟﻴﺰ ﰲ القضاء اﻻداري" مﺒﺪأ اﳌشﺮوﻋﻴة – دﻋوى اﻻلﻐاء دراﺳة مقارﻧة"‪ ،‬دار اﳉامﻌة اﳉﺪﻳﺪة‪ ،‬اﻻﺳﻜﻨﺪرﻳة مﺼﺮ‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص‪.83‬‬
‫‪ 29‬مﺮﺳوم رﻗﻢ ‪ 196-91‬مﺆرخ ﰲ ‪ 04‬ﻳوﻧﻴو ﺳﻨة ‪ ،1991‬ﻳﺘضﻤﻦ ﺗقﺮﻳﺮ ﺣالة اﳊﺼار‪ ،‬اﳉﺮﻳﺪة الﺮﲰﻴة رﻗﻢ ‪ 29‬مﺆرﺧة ﰲ ‪ 12‬ﻳوﻧﻴو ﺳﻨة ‪.1991‬‬
‫‪ 30‬ابﺮاﻫﻴﻢ مة ‪ ،‬مﺮﺟﻊ ﺳابﻖ‪ ،‬ص‪.197‬‬
‫‪ 31‬ابﺮاﻫﻴﻢ ﺗوﻧﺼﲑا ‪ ،‬مﺮﺟﻊ ﺳابﻖ‪ ،‬ص‪.112‬‬
‫‪ 32‬د‪ /‬ﳏﻤﺪ الﺼﻐﲑ بﻌلﻲ‪ ،‬مﺮﺟﻊ ﺳابﻖ‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ 33‬د‪ /‬ﳏﻤﺪ ﻓﺆاد ﻋﺒﺪ الﺒاﺳط‪ ،‬القضاء اﻹداري‪ ،‬دار اﳉامﻌة اﳉﺪﻳﺪة للﻨشﺮ‪ ،‬اﻻﺳﻜﻨﺪرﻳة مﺼﺮ‪ ،2005 ،‬ص‪.54‬‬
‫‪ 34‬ﻫﻨﺪون ﺳلﻴﻤاﱐ‪ ،‬مﺮﺟﻊ ﺳابﻖ‪ ،‬ص‪.255-254‬‬
‫‪ 35‬إبﺮاﻫﻴﻢ مة ‪ ،‬مﺮﺟﻊ ﺳابﻖ‪ ،‬ص‪.202‬‬
‫‪ 36‬ﳒاح غﺮﰊ‪ ،‬ﲤﻜﲔ اﳊقوق ﰲ إطار اﳊﺪود الﱵ ﺗﺮﲰﻬا الﺪولة ﰲ الﻈﺮوف اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة‪ ،‬ﳎلة اﳌﻔﻜﺮ‪ ،‬ا لﺪ ‪ ،12‬الﻌﺪد ‪ ،01‬ﺟاﻧﻔﻲ ‪،2017‬‬
‫ص‪.469‬‬
‫‪ 37‬إبﺮاﻫﻴﻢ مة ‪ ،‬مﺮﺟﻊ ﺳابﻖ‪ ،‬ص‪.206‬‬
‫‪ 38‬مﻼﺣﻈة‪ :‬إذا ﰎ إﻋﻼن ﺣالة مﻦ ﻫﺬﻩ اﳊاﻻت اﻻربﻌة مﻦ ﻗﺒﻞ رﺋﻴﺲ الﺪولة ﰲ ﺣالة ﺷﻐور مﻨﺼﺐ رﺋﻴﺲ اﳉﻤﻬورﻳة أو ﺣﺼول ماﻧﻊ لﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳشﱰط‬
‫الﺪﺳﺘور مواﻓقة الﱪﳌان اﳌﻨﻌقﺪ بﻐﺮﻓﺘﻴﻪ ﻋلﻰ إﻋﻼن اﳊالة وذلﻚ بﻌﺪ اﺳﺘشارة ا لﺲ الﺪﺳﺘوري وا لﺲ اﻷﻋلﻰ لﻸمﻦ طﺒقا الﻔقﺮة اﻷﺧﲑة مﻦ اﳌادة ‪96‬‬
‫مﻦ الﺘﻌﺪﻳﻞ دﺳﺘوري ﺳﻨة ‪.2020‬‬
‫‪ 39‬د‪ /‬ﻋﻴﺪ مسﻌود اﳉﺒﻬﲏ‪ ،‬القضاء اﻹداري وﺗﻄﺒﻴقاﺗﻪ ﰲ اﳌﻤلﻜة الﻌﺮبﻴة السﻌودﻳة‪ ،‬الﻄﺒﻌة اﻷوﱃ‪ ،‬مﻄابﻊ ا ﺪ الﺘجارﻳة‪ ،‬الﺮ ض‪ ،1984 ،‬ص‪.33‬‬

‫‪54‬‬ ‫اﳊاﻻت اﻻﺳﺘﺜﻨاﺋﻴة ﰲ ﻇﻞ الﺘﻌﺪﻳﻞ الﺪﺳﺘوري لسﻨة ‪2020‬‬

You might also like