Professional Documents
Culture Documents
ﺗﻬـ ـ ـ ــﺪف ﻫـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺪراﺳـ ـ ـ ــﺔ إﻟـ ـ ـ ــﻰ ﺑﻴ ـ ـ ـ ـﺎن دور اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ــﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻـ ـ ـ ــﺪي ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﺿـ ـ ـ ــﺒﻂ ﻓﻬـ ـ ـ ــﻢ
اﻟـ ـ ــﻨﺺ اﻟﺸ ـ ـ ــﺮﻋﻲ واﺳ ـ ـ ــﺘﻨﺒﺎط اﻷﺣﻜ ـ ـ ــﺎم ﻣﻨ ـ ـ ــﻪ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺧـ ـ ــﻼل ﺑﻴ ـ ـ ــﺎن أﻫﻤﻴ ـ ـ ــﺔ ﻓﻬ ـ ـ ــﻢ اﻟﻤﻘﺎﺻ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ
وﺗﺴـ ـ ـ ــﺨﻴﺮ ﻫـ ـ ـ ــﺬا اﻟﻔﻬـ ـ ـ ــﻢ ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﻋﻤﻠﻴـ ـ ـ ــﺔ اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ــﺎد اﻟﻔﻘﻬـ ـ ـ ــﻲ ﺑﺠﻌﻠـ ـ ـ ــﻪ ﺿـ ـ ـ ــﺎﺑﻄﺎ ﻟﻠﻔﺘـ ـ ـ ــﻮى وﻻﺳـ ـ ـ ــﺘﻨﺒﺎط
أﺣﻜـ ـ ــﺎم اﻟﻨـ ـ ــﻮازل ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﻨﺼـ ـ ــﻮص اﻟﺸـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ،وﻗـ ـ ــﺪ رﻛـ ـ ــﺰ اﻟﺒﺎﺣـ ـ ــﺚ ﻓـ ـ ــﻲ ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺪراﺳـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺑﻴـ ـ ــﺎن
ﻣﻌﻨـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ـ ــﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﺪي ﻋﻨـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻋﻠﻤـ ـ ـ ـ ــﺎء اﻷﺻـ ـ ـ ـ ــﻮل ،وﺗﺤﺪﻳـ ـ ـ ـ ــﺪ ﺿـ ـ ـ ـ ــﻮاﺑﻄﻪ وﺑﻴـ ـ ـ ـ ــﺎن ﺻـ ـ ـ ـ ــﻠﺘﻪ
ﺑﺎﻷدﻟـ ـ ـ ــﺔ ،وﻗـ ـ ـ ــﺪ اﻋﺘﻤـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺒﺎﺣـ ـ ـ ــﺚ ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﻫـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺪراﺳـ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻤـ ـ ـ ــﻨﻬﺞ اﻻﺳـ ـ ـ ــﺘﻘﺮاﺋﻲ واﻟﻤ ـ ـ ـ ــﻨﻬﺞ
اﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ .
وﻛ ـ ـ ــﺎن ﻣ ـ ـ ــﻦ اﺑ ـ ـ ــﺮز ﻧﺘ ـ ـ ــﺎﺋﺞ ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺪراﺳ ـ ـ ــﺔ ان اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ــﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻ ـ ـ ــﺪي ﻫ ـ ـ ــﻮ ﻋﺒ ـ ـ ــﺎرة ﻋ ـ ـ ــﻦ
:ﺟﻌ ـ ـ ـ ـ ــﻞ اﻟﻤﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ وﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻴﻠﺔ ﻟﻼﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎد ﻻ ﻣﺼ ـ ـ ـ ـ ــﺪرا ﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ،وان ﻟﻠﺘﺸـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻊ ﻣﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪ
ووﺳـ ـ ـ ــﺎﺋﻞ ﺗﺤﻘﻴـ ـ ـ ــﻖ ﻫـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﻤﻘﺎﺻـ ـ ـ ــﺪ اﻟﻌﻤـ ـ ـ ــﻞ ﺑﺎﻷﺣﻜـ ـ ـ ــﺎم اﻟﻤﺴـ ـ ـ ــﺘﻨﺒﻄﺔ ﻣـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻨﺼـ ـ ـ ــﻮص اﻟﺸـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ،
وﻫـ ـ ـ ــﻲ ﺿـ ـ ـ ــﻮاﺑﻂ ﻟﻔﻬـ ـ ـ ــﻢ اﻟـ ـ ـ ــﻨﺺ اﻟﺸـ ـ ـ ــﺮﻋﻲ واﺳـ ـ ـ ــﺘﻨﺒﺎط اﻷﺣﻜـ ـ ـ ــﺎم ﻣﻨـ ـ ـ ــﻪ واﻟﻔﺘـ ـ ـ ــﻮى ﺑـ ـ ـ ــﻪ وﺑﺎﻻﺳـ ـ ـ ــﺘﻨﺘﺎج
ﻳـ ـ ـ ــﺪﺧﻞ أﻳﻀـ ـ ـ ــﺎ اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ــﺎد ﺑـ ـ ـ ــﺎﻟﺮأي اﻟـ ـ ـ ــﺬي ﻳﺸـ ـ ـ ــﻤﻞ اﻟﻤﺼـ ـ ـ ــﺎﻟﺢ اﻟﻤﺮﺳـ ـ ـ ــﻠﺔ واﻻﺳﺘﺤﺴـ ـ ـ ــﺎن وﻏﻴﺮﻫـ ـ ـ ــﺎ
ﻣﻦ اﻷدﻟﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ.
Abstract :
This study aims to explain the role of ijtihad Makassed to adjust to
understand the text and legitimate devise sentences him through
the statement of the importance of understanding the purposes of
legitimacy and harness this understanding in the process of
jurisprudence by making officers to devise provisions calamity of
religious texts, has focused researcher in this study on the meaning
ﻣﻘﺪﻣ ــﺔ
اﳊﻤـ ـ ـ ـ ــﺪ ﷲ وﻛﻔـ ـ ـ ـ ــﻰ واﻟﺼـ ـ ـ ـ ــﻼة واﻟﺴـ ـ ـ ـ ــﻼم ﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻨـ ـ ـ ـ ــﱯ اﳌﺼـ ـ ـ ـ ــﻄﻔﻰ ،وﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﻰ
آﻟﻪ ،وﺻﺤﺒﻪ ،وﻣﻦ اﺟﺘﱮ ،وﺑﻌﺪ ،،،
ﳌـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻛـ ـ ـ ـ ــﺎن دور اﳌﻔـ ـ ـ ـ ــﱵ ﻻ ﻳﻘﺘﺼـ ـ ـ ـ ــﺮ ﻋـ ـ ـ ـ ــﺎدة ﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻹﺟﺎﺑـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻋـ ـ ـ ـ ــﻦ أﺳـ ـ ـ ـ ــﺌﻠﺔ
اﳌﺴ ـ ـ ـ ــﺘﻔﱵ ﲟ ـ ـ ـ ــﺎ ﳛﻔ ـ ـ ـ ــﻆ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﻓ ـ ـ ـ ــﺮوع ﻓﻘﻬﻴ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣﺸ ـ ـ ـ ــﺎ ﺔ ﳊﺎﻟﺘ ـ ـ ـ ــﻪ ،ﺑ ـ ـ ـ ــﻞ ﻳﺘﺠ ـ ـ ـ ــﺎوز ذﻟ ـ ـ ـ ــﻚ
ﻟﻴﺼ ـ ـ ـ ــﻞ ﺑﺎﺟﺘﻬﺎداﺗ ـ ـ ـ ــﻪ اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺪﻳﺔ إﱃ ﲢﻘﻴ ـ ـ ـ ــﻖ ﻣﻘﺼ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺎرع ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﺧ ـ ـ ـ ــﻼل ﻓﻬﻤ ـ ـ ـ ــﻪ
ﻟﻠ ـ ـ ـ ــﻨﺺ اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻲ ﻓﻬﻤ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳﻼﻣ ـ ـ ـ ــﺲ اﻟﻮاﻗ ـ ـ ـ ــﻊ ﻓﻴﺴ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺒﻂ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﺺ ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳﻌﺘﻘ ـ ـ ـ ــﺪ ان
ﻓﻴـ ـ ـ ــﻪ ﺻـ ـ ـ ــﻼح أﻣـ ـ ـ ــﺮ اﳌﺴـ ـ ـ ــﺘﻔﱵ ﻣـ ـ ـ ــﻦ ﺧـ ـ ـ ــﻼل ﺗﻌﻠﻴﻤـ ـ ـ ــﻪ وﺗﺄدﻳﺒـ ـ ـ ــﻪ ،وﻗـ ـ ـ ــﺪ ﺟـ ـ ـ ــﺎءت ﻫـ ـ ـ ــﺬﻩ
اﻟﺪراﺳـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﺘﺒـ ـ ـ ـ ــﲔ ﻣـ ـ ـ ـ ــﺪى أﳘﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻫـ ـ ـ ـ ــﺬا اﻟﻨـ ـ ـ ـ ــﻮع ﻣـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ـ ــﺎد ﰲ اﺑ ـ ـ ـ ـ ـﺮاز ﻣﻼﺋﻤـ ـ ـ ـ ــﺔ
اﻟـ ـ ـ ـ ــﻨﺺ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻲ ﻟﻠﻮاﻗـ ـ ـ ـ ــﻊ ،وﻛـ ـ ـ ـ ــﺬﻟﻚ ﺣﺎﺟـ ـ ـ ـ ــﺔ اﳌﻔـ ـ ـ ـ ــﱵ ﻟـ ـ ـ ـ ــﻪ ﰲ اﺳـ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺒﺎط اﻷﺣﻜـ ـ ـ ـ ــﺎم
ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ .
ﻟ ـ ـ ـ ــﺬا ﻓﻘ ـ ـ ـ ــﺪ رﻏ ـ ـ ـ ــﺐ اﻟﺒﺎﺣ ـ ـ ـ ــﺚ ﰲ إﻓـ ـ ـ ـ ـﺮاد ﻫ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴ ـ ـ ـ ــﺄﻟﺔ ﺑﺎﻟﺪراﺳ ـ ـ ـ ــﺔ ،وﺑﻴ ـ ـ ـ ــﺎن
أﳘﻴﺘﻬﺎ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﺑﻴﺎن ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﻔﻘﻪ اﻟﻮاﻗﻊ .
واﻫﺘﻤـ ـ ـ ـ ــﺖ ﻫـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺪراﺳـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺒﻴـ ـ ـ ـ ــﺎن وﲢﺮﻳـ ـ ـ ـ ــﺮ ﻣﻮﺿـ ـ ـ ـ ــﻮﻋﺎت ﻫـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺪراﺳـ ـ ـ ـ ــﺔ
ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ ﻫﻴﺌ ـ ـ ـ ــﺔ اﺗﻀ ـ ـ ـ ــﺢ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﺧﻼﳍ ـ ـ ـ ــﺎ أﳘﻴ ـ ـ ـ ــﺔ اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺪي ﰲ ﻓﻬ ـ ـ ـ ــﻢ اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﺺ
اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻣﻦ /ﺟﻮان 2013 122 ﻣﺠﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻤﻴﺔ
د .ﺧﻠﻮق ﺿﻴﻒ اﷲ ﻣﺤﻤﺪ آﻏﺎ دور اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺺ اﻟﺸﺮﻋﻲ
اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻲ ،وﻧﺎﻗﺸـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ أﻳﻀـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﺘﻜﻴﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﻒ اﻷﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﱄ اﻟﻔﻘﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﺒﻌﺾ اﳌﺴـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻞ
اﻟﻔﻘﻬﻴﺔ اﻟﻘﺪﳝﺔ واﳌﻌﺎﺻﺮة .
وﺟﺎءت ﻫﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻵﺗﻴﺔ :
.1ﻣﺎ اﳌﻘﺼﻮد ﺑﺎﻻﺟﺘﻬﺎد اﳌﻘﺎﺻﺪي ؟
.2ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ دور اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪي ﰲ ﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺒﻂ ﻓﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻨﺺ
اﻟﺸﺮﻋﻲ؟
وأﻣﺎ اﻫﺪاف ﻫﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ ﻓﻬﻲ :
.1ﺑﻴﺎن ﻣﻌﲎ اﻻﺟﺘﻬﺎد اﳌﻘﺎﺻﺪي .
.2ﺑﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن دور اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪي ﰲ ﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺒﻂ ﻓﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻨﺺ
اﻟﺸﺮﻋﻲ .
اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ :
ﺑﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺒﺤـ ـ ـ ـ ـ ــﺚ ﰲ اﻟﺪراﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﺴـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑﻘﺔ ذات اﻟﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺔ ﲟﻮﺿـ ـ ـ ـ ـ ــﻮع ﻫـ ـ ـ ـ ـ ــﺬا
اﻟﺒﺤ ـ ـ ـ ــﺚ ﺗﺒ ـ ـ ـ ــﲔ ﻟﻠﺒﺎﺣ ـ ـ ـ ــﺚ ان اﻛﺜﺮﻫ ـ ـ ـ ــﺎ ﺻ ـ ـ ـ ــﻠﺔ ﺑﺎﳌﻮﺿ ـ ـ ـ ــﻮع دراﺳ ـ ـ ـ ــﺔ ﻧ ـ ـ ـ ــﻮر اﻟ ـ ـ ـ ــﺪﻳﻦ
ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﳐﺘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر اﳋـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدﻣﻲ ،ﺑﻌﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮان :اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪي )ﺣﺠﻴﺘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ...
ﺿ ـ ـ ـ ـ ـﻮاﺑﻄﻪ ...ﳎﺎﻻﺗ ـ ـ ـ ــﻪ ( , ,ﲝ ـ ـ ـ ــﺚ ﻣﻨﺸ ـ ـ ـ ــﻮر ﰲ ﻛﺘ ـ ـ ـ ــﺎب اﻷﻣ ـ ـ ـ ــﺔ ﺻ ـ ـ ـ ــﺎدر ﻋ ـ ـ ـ ــﻦ
ﻣﺮﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺰ اﻟﺒﺤ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮث واﻟﺪراﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ,ﰲ وزارة اﻷوﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎف واﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺆون اﻹﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼﻣﻴﺔ
ﻗﻄ ـ ـ ـ ــﺮ ,أﺻـ ـ ـ ـ ــﺪر ﺿ ـ ـ ـ ــﻤﻦ ﺳﻠﺴـ ـ ـ ـ ــﻠﺔ دورﻳ ـ ـ ـ ــﺔ ﺗﺼـ ـ ـ ـ ــﺪر ﻛ ـ ـ ـ ــﻞ ﺷـ ـ ـ ـ ــﻬﺮﻳﻦ ﺗﺴ ـ ـ ـ ــﻤﻰ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
)ﻛﺘﺎب ﻷﻣﺔ( اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ 1419 :ﻫـ 1998 -م.
ﻋـ ـ ـ ـ ــﺮض ﻓﻴـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﺒﺎﺣـ ـ ـ ـ ــﺚ ﳉﻮاﻧـ ـ ـ ـ ــﺐ ﻣـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻣﺒﺤـ ـ ـ ـ ــﺚ ﻣﺴـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻚ اﻟﻌﻠـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻋﻨـ ـ ـ ـ ــﺪ
اﻷﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮﻟﻴﲔ واﻟﻔﻘﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء واﻋﺘﱪﻫـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﳏـ ـ ـ ـ ـ ــﻮر اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد ﲜﻤﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ آﻓﺎﻗـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ,ﻛﻤـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﲢ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪث ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮاﺑﻂ اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪي وﻣﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻠﺰﻣﺎﺗﻪ وﳎﺎﻻﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ
وﻣﺸـ ـ ـ ـ ـ ــﻜﻼت ﻣﻌﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺮة ﰲ ﺿـ ـ ـ ـ ـ ــﻮء اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺪي وﲝـ ـ ـ ـ ـ ــﺚ ﰲ ﺛﻨﺎﻳـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ذﻟﻚ ﲢﻘﻴﻖ ﻣﺴﻤﻴﺎت ﺷﺮﻋﻴﻪ ﻣﻘﺎﺻﺪﻳﺔ ﻛﺎﳌﻨﺎﺳﺒﺔ .
ودراﺳ ـ ـ ـ ــﺔ ﻋﺒ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺴ ـ ـ ـ ــﻼم آﻳ ـ ـ ـ ــﺖ ﺳ ـ ـ ـ ــﻌﻴﺪ ،وﻫ ـ ـ ـ ــﻲ رﺳ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺔ دﻛﺘ ـ ـ ـ ــﻮراﻩ ﺑﻌﻨـ ـ ـ ـ ـﻮان:
اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪي :ﻣﻔﻬﻮﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﳎﺎﻻﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮاﺑﻄﻪ ،ﲢ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ إﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮاف
اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻛﺘﻮر أﲪ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺮﻳﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﱐ ،ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻣﺖ ﺑﻜﻠﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻵداب واﻟﻌﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮم اﻹﻧﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻴﺔ
ﲜﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ اﳋﺎﻣﺲ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط .
ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮض ﻓﻴﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﺒﺎﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺚ ﻟﻠﺘﻌﺮﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻒ ﺑﺎﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪي ،وﺑﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن
ﳎﺎﻻﺗﻪ ،وﺿﻮاﺑﻄﻪ .
وﻫ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺪراﺳ ـ ـ ـ ــﺔ ﺳ ـ ـ ـ ــﱰﻛﺰ اﻟﺒﺤ ـ ـ ـ ــﺚ ﺣ ـ ـ ـ ــﻮل ﺿ ـ ـ ـ ــﺒﻂ ﻓﻬ ـ ـ ـ ــﻢ اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﺺ اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻲ
ﻣـ ـ ـ ــﻦ ﺧـ ـ ـ ــﻼل اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ــﺪي ،ﻛﻤـ ـ ـ ــﺎ ا ـ ـ ـ ــﺎ ﺳـ ـ ـ ــﺘﺘﻌﺮض ﻟﻨﻤـ ـ ـ ــﺎذج ﻋﻤﻠﻴ ـ ـ ـ ــﺔ
ﳌﺴﺎﺋﻞ ﺑﻨﻴﺖ أﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺟﺘﻬﺎد اﳌﻘﺎﺻﺪي ﻗﺪﳝﺎ وﺣﺪﻳﺜﺎ .
وﻗ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻗﺘﻀ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﻃﺒﻴﻌ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺪراﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ أن ﺗﻘﺴ ـ ـ ـ ـ ــﻢ إﱃ ﻣﻄﻠ ـ ـ ـ ـ ــﺐ ﲤﻬﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺪي،
وﻣﻄﻠﺒﲔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻵﰐ :
اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي :وﻓﻴﻪ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﻤﻔﺮدات اﻟﻌﻨﻮان .
اﻟﻤﺒﺤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺚ اﻷول :ﺣﺠﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪي ودورﻩ ﰲ ﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺒﻂ ﻓﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ
اﻟﻨﺺ اﻟﺸﺮﻋﻲ .
اﻟﻤﺒﺤ ـ ــﺚ اﻟﺜ ـ ــﺎﻧﻲ :ﺿ ـ ـﻮاﺑﻂ اﻻﺟﺘﻬ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻ ـ ــﺪي وﳕ ـ ــﺎذج ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘ ـ ــﺎت اﻟﻔﻘﻬﻴ ـ ــﺔ
ﻟﻔﺘﺎوى ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺟﺘﻬﺎد اﳌﻘﺎﺻﺪي .
اﳋﺎﲤﺔ وﻓﻴﻬﺎ اﻫﻢ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ واﻟﺘﻮﺻﻴﺎت .
اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي :
ﳝﺜ ـ ـ ـ ــﻞ اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﺪي ﲦ ـ ـ ـ ــﺮة ﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﻢ اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺪ ﻛﻠـ ـ ـ ـ ــﻪ ،ﻓﻤ ـ ـ ـ ــﺎ اﳌﻘﺼـ ـ ـ ـ ــﻮد
ﺑﺎﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﺪي ،وﻫـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻫـ ـ ـ ـ ــﻮ ﺣﺠـ ـ ـ ـ ــﺔ ﳝﻜـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻻﺳـ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺎد اﻟﻴﻬـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻨـ ـ ـ ـ ــﺪ
ﻋ ـ ـ ـ ــﺪم وﺟ ـ ـ ـ ــﻮد ﻧ ـ ـ ـ ــﺺ ﺷ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻲ ﰲ اﳌﺴ ـ ـ ـ ــﺄﻟﺔ ،وﻣ ـ ـ ـ ــﺎ دورﻩ ﰲ ﺿ ـ ـ ـ ــﺒﻂ ﻓﻬ ـ ـ ـ ــﻢ اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﺺ
اﻟﺸـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻲ واﺳـ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺒﺎط اﻷﺣﻜـ ـ ـ ـ ــﺎم ﻣﻨـ ـ ـ ـ ــﻪ ،ﻫـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻷﺳـ ـ ـ ـ ــﺌﻠﺔ ﲡﻴـ ـ ـ ـ ــﺐ ﻋﻨﻬـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻫـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ
اﻟﺪراﺳﺔ ﺑﺈذن اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺳﺎﺋﻠﲔ اﳌﻮﱃ ﻋﺰ وﺟﻞ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ واﻟﺴﺪاد .
ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻴﻬﻢ دﻳ ـ ـ ـ ــﻨﻬﻢ ،وﻧﻔﺴ ـ ـ ـ ــﻬﻢ ،وﻋﻘﻠﻬ ـ ـ ـ ــﻢ ،وﻧﺴ ـ ـ ـ ــﻠﻬﻢ ،وﻣ ـ ـ ـ ــﺎﳍﻢ ؛ ﻓﻜ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳﺘﻀـ ـ ـ ـ ـﻤﻦ
ﺣﻔ ـ ـ ـ ـ ــﻆ ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻷﺻ ـ ـ ـ ـ ــﻮل اﳋﻤﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻓﻬ ـ ـ ـ ـ ــﻮ ﻣﺼ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ ،وﻛ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳﻔ ـ ـ ـ ـ ــﻮت ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ
اﻷﺻﻮل ﻓﻬﻮ ﻣﻔﺴﺪة ،ودﻓﻌﻬﺎ ﻣﺼﻠﺤﺔ (.6
وأﻣ ـ ـ ـ ــﺎ اﻵﻣـ ـ ـ ـ ــﺪي ﻓﻴﻘ ـ ـ ـ ــﻮل ) :إن اﳌﻘﺼ ـ ـ ـ ــﻮد ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﺷ ـ ـ ـ ــﺮع اﳊﻜ ـ ـ ـ ــﻢ :إﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﺟﻠ ـ ـ ـ ــﺐ
ﻣﺼﻠﺤﺔ ،أو دﻓﻊ ﻣﻀﺮة ،أو ﳎﻤﻮع اﻷﻣﺮﻳﻦ (.7
وﻗ ـ ـ ـ ـ ــﺎل اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻃﺒﻲ ) :ﺗﻜ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻴﻒ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ ﺗﺮﺟ ـ ـ ـ ـ ــﻊ إﱃ ﺣﻔ ـ ـ ـ ـ ــﻆ ﻣﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻫﺎ ﰲ
اﳋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻖ ،وﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻻ ﺗﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪو ﺛﻼﺛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ أﻗﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم :أﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻫﺎ :أن ﺗﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮن
ﺿ ـ ـ ـ ـ ــﺮورﻳﺔ ،واﻟﺜ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱐ :أن ﺗﻜ ـ ـ ـ ـ ــﻮن ﺣﺎﺟﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ،واﻟﺜﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ــﺚ :أن ﺗﻜ ـ ـ ـ ـ ــﻮن ﲢﺴ ـ ـ ـ ـ ــﻴﻨﻴﺔ ( ،8
وﻗﻮﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ) :إن اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرع ﻗﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﺑﺎﻟﺘﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻊ إﻗﺎﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﳌﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱀ اﻷﺧﺮوﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ
واﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ(.9
وﰲ ﻛـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗﻘـ ـ ـ ـ ـ ــﺪم ﱂ ﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ ﺗﻌﺮﻳﻔـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺟﺎﻣﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﻣﺎﻧﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ،ﻓﻘـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ
ﺗﻀـ ـ ـ ـ ــﻤﻨﺖ اﻟﺘﻌﺮﻳﻔـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﺴـ ـ ـ ـ ــﺎﺑﻘﺔ اﻟﺘﻌﺮﻳـ ـ ـ ـ ــﻒ ﺑﺎﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻣـ ـ ـ ـ ــﻦ ﺧـ ـ ـ ـ ــﻼل ﺑﻴـ ـ ـ ـ ــﺎن أﻧ ـ ـ ـ ـ ـﻮاع
اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ وﻣﺮاﺗﺒﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وأﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻜﺎﳍﺎ ﺑﻌﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪا ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻀ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺒﻂ اﻻﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻄﻼﺣﻲ اﶈ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪد،
ﻟ ـ ـ ـ ــﺬﻟﻚ اﻫ ـ ـ ـ ــﺘﻢ اﳌﻌﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺮون ﺑﻀ ـ ـ ـ ــﺒﻂ ﻣﻔﻬ ـ ـ ـ ــﻮم اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺪ وﻣ ـ ـ ـ ــﻦ أﺟ ـ ـ ـ ــﻮد ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﺟ ـ ـ ـ ــﺎء ﰲ
ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺄﰐ :
.1ﻋـ ـ ـ ــﺮف اﺑـ ـ ـ ــﻦ ﻋﺎﺷـ ـ ـ ــﻮر ﻣﻘﺎﺻـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺘﺸ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻊ اﻟﻌﺎﻣـ ـ ـ ــﺔ ﺑﻘﻮﻟـ ـ ـ ــﻪ ) :ﻫـ ـ ـ ــﻲ اﳌﻌـ ـ ـ ــﺎﱐ
واﳊﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ اﳌﻠﺤﻮﻇـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرع ،ﰲ ﲨﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ أﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮال اﻟﺘﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻊ ،أو
ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ (.10
.2وﻋﺮﻓﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋ ـ ـ ـ ــﻼل اﻟﻔﺎﺳ ـ ـ ـ ــﻲ ﺑﻘﻮﻟ ـ ـ ـ ــﻪ ) :اﳌـ ـ ـ ـ ـﺮاد ﲟﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ :اﻟﻐﺎﻳ ـ ـ ـ ــﺔ
ﻣﻨﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ واﻷﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮار اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﱵ وﺿـ ـ ـ ـ ـ ــﻌﻬﺎ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرع ،ﻋﻨـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻛـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﺣﻜـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ
أﺣﻜﺎﻣﻬﺎ (.11
واﳌﻼﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻆ ﰲ اﻟﺘﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻔﲔ اﻟﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑﻘﲔ أن اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪور ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ أﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ
اﻟﻐﺎﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺎت واﻷﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺪاف واﳌﺼ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱀ واﻟﻘﻀ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻳﺎ اﻟ ـ ـ ـ ـ ــﱵ راﻋﺎﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺎرع واﻋﺘﱪﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﰲ
أﺣﻜﺎﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ .وﻋﻠﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﳝﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﺗﻌﺮﻳـ ـ ـ ـ ـ ــﻒ ﻣﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ ﺑﺄ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ :ﻫـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﳌﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱐ
واﳊِ َﻜﻢ اﻟﱵ راﻋﺎﻫﺎ اﻟﺸﺎرع ﰲ ﺗﺸﺮﻳﻌﻪ ﻟﻸﺣﻜﺎم .
اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ :ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي :
إن اﳌﻘﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮد ﲟﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻄﻠﺢ اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪي ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺲ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳﺘﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدر إﱃ
اﻟ ـ ـ ـ ــﺬﻫﻦ ﻟﻠﻮﻫﻠ ـ ـ ـ ــﺔ اﻷوﱃ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ أن اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺪ ﻣﺴ ـ ـ ـ ــﺘﻘﻠﺔ ﺑ ـ ـ ـ ــﺬا ﺎ ،وأ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗﻌﺘ ـ ـ ـ ــﱪ ﻣﺼ ـ ـ ـ ــﺪرا
ﻣﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻘﻼ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻣﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدر اﻟﺘﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻊ ﻛﺎﻟﻘﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎس واﳌﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ اﳌﺮﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺔ واﻟﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮف
وﻏﲑﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ،ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﻞ إن اﳌﻘﺼ ـ ـ ـ ـ ــﻮد ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻫﻨ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﻮ اﻋﺘﺒ ـ ـ ـ ـ ــﺎر اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪ واﻷﺧ ـ ـ ـ ـ ــﺬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﰲ
ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻔﻘﻬﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﱰﺟﻴﺢ واﻻﻋﺘﺒﺎر.
وﻗـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻋـ ـ ـ ـ ـ ــﺮف اﻟﺨـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدﻣﻲ اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺪي ﺑﻘﻮﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ " :ﻫـ ـ ـ ـ ـ ــﻮ
اﻟﻌﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﲟﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ واﻻﻟﺘﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت إﻟﻴﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ واﻻﻋﺘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪاد ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﰲ ﻋﻤﻠﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ
12
اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻔﻘﻬﻲ ".
وﻗﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮ " :إﻋﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل اﻟﻌﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﰲ ﺗﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲔ ﻣﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرع ﰲ ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
اﻟﻨﺼ ـ ـ ـ ــﻮص واﻷﺣﻜ ـ ـ ـ ــﺎم ،وﺳ ـ ـ ـ ــﱪ أﻏـ ـ ـ ـ ـﻮار ﻣﻌﺎﻧﻴﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ،واﻟﻜﺸ ـ ـ ـ ــﻒ ﻋ ـ ـ ـ ــﻦ ﻏﺎﻳ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺎرع
ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﺗﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺎﺗﻪ ،رﻋﺎﻳـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ-ﰲ ﻓﻘـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻨﺺ وﺗﻨﺰﻳﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ -اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﱵ
ﺗﺸـ ـ ـ ـ ـ ـﻜﻞ اﻟﻀ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑﻂ اﳌﻨﻬﺠ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ،واﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ــﻖ اﻟﺜﻘ ـ ـ ـ ـ ــﺎﰲ ،واﻟﺮؤﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﳌﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻸﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﰲ
ا ﺎل اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ واﳊﻀﺎري". 13
وﳝﻜـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻘـ ـ ـ ـ ــﻮل ﺑـ ـ ـ ـ ــﺎن اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪي ﻫـ ـ ـ ـ ــﻮ ﻋﺒـ ـ ـ ـ ــﺎرة ﻋـ ـ ـ ـ ــﻦ :ﺟﻌ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
اﳌﻘﺎﺻﺪ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻼﺟﺘﻬﺎد ﻻ ﻣﺼﺪرا ﻟﻪ .
وﻫﻨ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻻ ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻹﺷ ـ ـ ـ ـ ــﺎرة اﱃ ان اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪي ﻳﻘ ـ ـ ـ ـ ــﻮم ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ
ﺛﻼﺛـ ـ ـ ــﺔ ﻋﻨﺎﺻـ ـ ـ ــﺮ ﻫـ ـ ـ ــﻲ :اﻟـ ـ ـ ــﻨﺺ ,اﻟﻮاﻗـ ـ ـ ــﻊ ،وﳎﺘﻬـ ـ ـ ــﺪ :ﻓـ ـ ـ ــﺎﻟﻨﺺ ﻫـ ـ ـ ــﻮ اﻟـ ـ ـ ــﺪﻟﻴﻞ اﻟـ ـ ـ ــﺬي
ﻳ ـ ـ ـ ـﺮاد ﺗﻄﺒﻴـ ـ ـ ــﻖ ﺣﻜﻤـ ـ ـ ــﻪ وﻋﻠﺘـ ـ ـ ــﻪ وﻣﻘﺼـ ـ ـ ــﺪﻩ ،واﻟﻮاﻗـ ـ ـ ــﻊ ﻫـ ـ ـ ــﻮ ﻣﻴـ ـ ـ ــﺪان اﻟﻔﻌـ ـ ـ ــﻞ واﻟﺘﺼـ ـ ـ ــﺮف
اﻟ ـ ـ ـ ـ ــﺬي ﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻴﻜﻮن ﳏﻜﻮﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻟﻚ اﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻨﺺ وﻣﻮﺟﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﳓ ـ ـ ـ ـ ــﻮ ﻣﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻩ وﻏﺎﻳﺎﺗ ـ ـ ـ ـ ــﻪ،
وا ﺘﻬ ـ ـ ـ ــﺪ ﻫ ـ ـ ـ ــﻮ اﳌﻜﻠ ـ ـ ـ ــﻒ اﳌﺆﻫ ـ ـ ـ ــﻞ ﻋﻘ ـ ـ ـ ــﻼ وروﺣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤﻼﺋﻤ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑ ـ ـ ـ ــﲔ اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﺺ واﻟﻮاﻗ ـ ـ ـ ــﻊ
أي ﻟﺘﺴ ـ ـ ـ ـ ــﻴﲑ اﻟﻮاﻗ ـ ـ ـ ـ ــﻊ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ وﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻖ اﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻨﺺ وأﺣﻜﺎﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻪ وﻣﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻩ ،وﺗﻨﺰﻳـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﻳﻨﺒﻐ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺗﻨﺰﻳﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻣﻌﺎﳉ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ﳌﺸـ ـ ـ ـ ـ ــﻜﻼت ذﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻚ اﻟﻮاﻗـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ وأﻗﻀـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺘﻪ
وأﺣﻮاﻟﻪ .
اﻟﻤﺒﺤ ـ ـ ـ ـ ــﺚ اﻟﺜ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ :ﺣﺠﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻤﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ودور اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪي
ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺺ اﻟﺸﺮﻋﻲ :
اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول :ﺣﺠﻴﺔ ﻣﻘﺎﺻﺪ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ :
اﳌﻘﺼ ـ ـ ـ ــﻮد ﺑﺎﳊﺠﻴ ـ ـ ـ ــﺔ اﻋﺘﺒ ـ ـ ـ ــﺎر اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ دﻟ ـ ـ ـ ــﻴﻼ ﻣﺴ ـ ـ ـ ــﺘﻘﻼ ﻳﺼ ـ ـ ـ ــﻠﺢ
ﻟﺒﻨﺎء اﻷﺣﻜﺎم ﻋﻠﻴﻪ ،ﻓﻬﻞ ﻫﺬا ﻣﺘﺤﻘﻖ ﰲ اﳌﻘﺎﺻﺪ ؟
اﺧﺘﻠ ـ ـ ـ ــﻒ اﻟﻌﻠﻤ ـ ـ ـ ــﺎء ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ اﻋﺘﺒ ـ ـ ـ ــﺎر اﻟﻤﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ دﻟ ـ ـ ـ ــﻴﻼ ﻣﺴ ـ ـ ـ ــﺘﻘﻼ
ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻴﻦ :
اﻟﻘـ ـ ـ ــﻮل اﻷول :ذﻫـ ـ ـ ــﺐ اﻟﺨـ ـ ـ ــﺎدﻣﻲ وﻣـ ـ ـ ــﻦ واﻓﻘـ ـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻌﻠﻤـ ـ ـ ــﺎء اﻟـ ـ ـ ــﻰ ان
ﻣﻘﺎﺻـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ اﻟﺘـ ـ ــﻲ ﻳﻌﺘـ ـ ــﺪ ﺑﻬـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ــﻲ ﻋﻤﻠﻴـ ـ ــﺔ اﻻﺟﺘﻬـ ـ ــﺎد ﻟﻴﺴـ ـ ــﺖ دﻟـ ـ ــﻴﻼ
ﻣﺴﺘﻘﻼ.
ﻳﻘ ـ ـ ـ ــﻮل اﻟﺨـ ـ ـ ـ ــﺎدﻣﻲ " :إن اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ اﻟـ ـ ـ ـ ــﱵ ﻳﻌﺘ ـ ـ ـ ــﺪ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﰲ ﻋﻤﻠﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ
اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ــﺎد ﺣﺠ ـ ـ ــﺔ ﺷ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ﻳﻘﻴﻨﻴ ـ ـ ــﺔ ،وﺣ ـ ـ ــﻖ ﺿ ـ ـ ــﺮوري ﻣﻘﻄ ـ ـ ــﻮع ﺑـ ـ ـ ــﻪ ،وﻗ ـ ـ ــﺪ ﺛﺒ ـ ـ ــﺖ
ذﻟ ـ ـ ـ ــﻚ ﺑ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻨﺺ واﻹﲨ ـ ـ ـ ــﺎع واﻟ ـ ـ ـ ــﺪﻟﻴﻞ اﻟﻌ ـ ـ ـ ــﺎم واﳋ ـ ـ ـ ــﺎص واﻟ ـ ـ ـ ــﻮﺣﻲ اﳌﺘﻠ ـ ـ ـ ــﻮ واﳌ ـ ـ ـ ــﺮوي
وﺑﺎﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻘﺮاء اﻟﺘﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻓﺎت واﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﻦ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ وﻣﻘـ ـ ـ ـ ـ ــﺮرات اﻟﻘﻮاﻋـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ واﻷﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﻮل
اﻟﻔﻘﻬﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ .....إﻻ أن ﻫـ ـ ـ ـ ـ ــﺬا اﻟﺘﺄﻛﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﺰوم اﻻﻟﺘﻔـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت إﱃ ﻣﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ
اﻷﺣﻜـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم وﻣﻨﺎﻃﺎ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ واﻟﺘﻌﻮﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻋﻠﻴﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ،ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮاء ﰲ ﻓﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ اﻷﺣﻜـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم أو
اﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﺨﺮاﺟﻬﺎ وﺗﻨﺰﻳﻠﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﰲ اﻟﻮاﻗـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ اﳌﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺶ ،أو ﰲ إﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮاء اﻟﻘﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﺎس ﻋﻠﻴﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
واﻹﳊ ـ ـ ـ ــﺎق ـ ـ ـ ــﺎ ،أو ﻏ ـ ـ ـ ــﲑ ذﻟ ـ ـ ـ ــﻚ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﺿ ـ ـ ـ ــﺮوب اﻟﻔﻬ ـ ـ ـ ــﻢ واﻻﺳ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺘﺎج واﻟﻘﻴ ـ ـ ـ ــﺎس
واﻟﻨﻈـ ـ ـ ـ ــﺮ ،ﻓﻬـ ـ ـ ـ ــﺬا اﻟﺘﺄﻛﻴـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻌﻤـ ـ ـ ـ ــﻞ ﺑﺎﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﺪ واﻟﺘﻌﻮﻳ ـ ـ ـ ـ ـﻞ ﻋﻠﻴـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻳـ ـ ـ ـ ــﺆدي
ﺣﺘﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺎ إﱃ ﻃ ـ ـ ـ ـ ــﺮح ﺳ ـ ـ ـ ـ ـﺆال ﻣﻬ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ﻳﺘﻌﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻖ ﲝﻘﻴﻘ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ذﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻚ اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﺑﺎﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪ
وﻃﺒﻴﻌﺘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ،وﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣﻌﻨـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻩ اﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻘﻼل اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻷدﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ
واﻧﻔﺮادﻫـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﺎﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺒﺎط اﻷﺣﻜـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﻟﺘﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﲑ دﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﻼ ﺑﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻨﺺ واﻹﲨـ ـ ـ ـ ـ ــﺎع،
وﻣﺼ ـ ـ ـ ـ ــﺪرا ﻣﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻘﻼ ﻋﻨﻬﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أو ﻣﻬﻴﻤﻨ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠﻴﻬﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ،وأﺻ ـ ـ ـ ـ ــﻼ ﻣﻘﻄﻮﻋ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﻪ،
وﺣﺠ ـ ـ ـ ــﺔ ﻳﺼ ـ ـ ـ ــﺎر إﻟﻴﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﰲ ﻣﻌﺮﻓ ـ ـ ـ ــﺔ أﺣﻜ ـ ـ ـ ــﺎم اﷲ ﺗﻌ ـ ـ ـ ــﺎﱃ وﻫ ـ ـ ـ ــﺪي رﺳـ ـ ـ ـ ـﻮﻟﻪ ﺻ ـ ـ ـ ــﻠﻰ
اﷲ ﻋﻠﻴـ ـ ـ ـ ــﻪ وﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻢ ؟ أم أﻧـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻋﻤ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﰲ إﻃ ـ ـ ـ ـ ــﺎر اﳌﻨﻈﻮﻣـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ،واﳔ ـ ـ ـ ـ ـﺮاط
ﺿ ـ ـ ـ ـ ــﻤﻦ أدﻟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﻗﻮاﻋ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻫﺎ وﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻳﻬﺎ وﺗﻮﺟﻴﻬﺎ ـ ـ ـ ـ ــﺎ؟ " ،14ورﺟ ـ ـ ـ ـ ــﺢ اﳋ ـ ـ ـ ـ ــﺎدﻣﻲ
ﺑﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ذﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻚ ان اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ﻟﻴﺴـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ دﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﻼ ﻣﺴـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻘﻼ ،واﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﺪل
ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺑﺄدﻟﺔ ﻣﻨﻬﺎ :
.1اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ﻫـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺜﺎﺑﺘـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ــﺮع اﻹﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻼﻣﻲ ،أي
ﺛﺎﺑﺘـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺄدﻟـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺸـ ـ ـ ــﺮع وﻧﺼﻮﺻـ ـ ـ ــﻪ ,ﻓﻬـ ـ ـ ــﻲ ﻣﺒﻨﻴـ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺸـ ـ ـ ــﺮع وﻣﻨﻀـ ـ ـ ــﺒﻄﺔ
ﺑﻘﻴﻮدﻩ وﻗﻮاﻋﺪﻩ.
واﻟﻘـ ـ ـ ـ ـ ــﻮل ﺑﺎﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻘﻼل اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻳـ ـ ـ ـ ـ ــﺆدي إﱃ ﻫـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻣﻬﺎ وﻃﺮﺣﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وذﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻚ
ﺑـ ـ ـ ــﺬﻫﺎب أﺻـ ـ ـ ــﻠﻬﺎ وﻣـ ـ ـ ــﺎ اﻧﺒﻨـ ـ ـ ــﺖ ﻋﻠﻴـ ـ ـ ــﻪ وﻫـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺘﺼـ ـ ـ ــﺮﻓﺎت اﻟﺸـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ،ﻓﻬـ ـ ـ ــﻲ
ﻓﺮع ﻷﺻﻞ واﻟﻔﺮع ﻻ ﻳﺴﺘﻘﻞ ﻋﻦ أﺻﻠﻪ.
.2اﺗﺼـ ـ ـ ـ ــﺎف اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ﺑـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻌﻤﻮم واﻟﺸـ ـ ـ ـ ــﻤﻮل واﻟﺜﺒـ ـ ـ ـ ــﺎت واﻻﻧﻀـ ـ ـ ـ ــﺒﺎط
ﻣﻜﺘﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ أن ﻣﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪرﻫﺎ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮع واﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرع اﻟﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱂ ﺑﺎﳊ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل
واﻷﺣـ ـ ـ ـﻮال ،وﻟ ـ ـ ــﻮ ﻛﺎﻧ ـ ـ ــﺖ ﻏ ـ ـ ــﲑ ذﻟ ـ ـ ــﻚ وﻛﺎﻧ ـ ـ ــﺖ ﻋﻘﻠﻴـ ـ ـ ـﺔ ﳎ ـ ـ ــﺮدة ﳌ ـ ـ ــﺎ اﲣ ـ ـ ــﺬت
ﺗﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻚ اﻟﺴـ ـ ـ ـ ـ ــﻤﺎت ،ﳑـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳﺆﻛ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﺑﺄ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺟـ ـ ـ ـ ـ ــﺰء ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻣﻨﻈﻮﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻊ
اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻜﻠﻲ.
.3اﻧـ ـ ــﻪ ﻻ ﻳﻌﻘـ ـ ــﻞ ﺟﻌـ ـ ــﻞ ﻣـ ـ ــﺎ ﻫـ ـ ــﻮ راﺑـ ـ ــﻂ وﺟـ ـ ــﺎﻣﻊ ﻤﻮﻋـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﻔـ ـ ــﺮوع دﻟـ ـ ــﻴﻼ
ﻣﻦ أدﻟﺔ اﻟﺸﺮع ﻋﻠﻰ ﻓﺮع ﺟﺪﻳﺪ ﱂ ﻳﺜﺒﺖ اﻧﺪراﺟﻪ ﺿﻤﻨﻪ.15
اﻟﻘـ ـ ــﻮل اﻟﺜـ ـ ــﺎﻧﻲ:ذﻫـ ـ ــﺐ اﻟﻌﻠـ ـ ــﻮاﻧﻲ وﻣـ ـ ــﻦ واﻓﻘـ ـ ــﻪ اﻟـ ـ ــﻰ اﻋﺘﺒـ ـ ــﺎر ﻣﻘﺎﺻـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ
دﻟﻴﻼ ﻣﺴﺘﻘﻼ .
ﻳﻘـ ـ ـ ــﻮل ﻃـ ـ ـ ــﻪ ﺟـ ـ ـ ــﺎﺑﺮ اﻟﻌﻠ ـ ـ ـ ـﻮاﱐ :وﻻ ﻳﻘـ ـ ـ ــﻒ ﻓﻘـ ـ ـ ــﻪ اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ــﺪ ﻋﻨـ ـ ـ ــﺪ ﺣـ ـ ـ ــﺪود اﻟﺘﻌﻠﻴـ ـ ـ ــﻞ
اﻟﻠﻔﻈ ـ ـ ـ ــﻲ واﻟﻘﻴ ـ ـ ـ ــﺎس اﳉﺰﺋ ـ ـ ـ ــﻲ ،ﺑ ـ ـ ـ ــﻞ ﻳﻨﻄﻠ ـ ـ ـ ــﻖ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﻣ ـ ـ ـ ــﻨﻬﺞ اﺳ ـ ـ ـ ــﺘﻘﺮاﺋﻲ ﺷ ـ ـ ـ ــﺎﻣﻞ ﳛ ـ ـ ـ ــﺎول
اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﺑﻂ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲔ اﻷﺣﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم اﳉﺰﺋﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ وﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﰲ ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم دﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ
ﻣﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺮوﻋﻴﺘﻪ اﻟﻜﺜ ـ ـ ـ ـ ــﲑ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻷدﻟ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ،وﺗﻀ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻓﺮت ﻋﻠﻴ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻌﺪﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ـﻮاﻫﺪ،
وﺑـ ـ ـ ــﺬﻟﻚ ﻳﻌﺘـ ـ ـ ــﱪ ﻫـ ـ ـ ــﺬا اﻟﻘـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻜﻠـ ـ ـ ــﻲ ﻣﻘﺼـ ـ ـ ــﺪا ﻣـ ـ ـ ــﻦ ﻣﻘﺎﺻـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ ،ﻓﻴﺘﺤـ ـ ـ ــﻮل
إﱃ ﺣ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻛﻢ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﳉﺰﺋﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ﻗ ـ ـ ـ ـ ــﺎض ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻌ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ان ﻛ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻳﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻤﺪ وﺟ ـ ـ ـ ـ ــﻮدﻩ
ﻣﻨﻬ ـ ـ ــﺎ .ﻓﻬـ ـ ـ ــﻮ ﻳﺸ ـ ـ ــﺒﻪ اﻟﻘـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻌﻠﻤ ـ ـ ــﻲ اﻟﺘﺠ ـ ـ ـ ـﺮﻳﱯ اﻟ ـ ـ ــﺬي ﻳﺴﺘﺨﻠﺼـ ـ ـ ــﻪ اﻟﺒﺎﺣـ ـ ـ ــﺚ ﻣـ ـ ـ ــﻦ
اﺳ ـ ـ ــﺘﻘﺮاء ﻧ ـ ـ ــﺎﻗﺺ ﻟ ـ ـ ــﺒﻌﺾ اﳉﺰﺋﻴ ـ ـ ــﺎت ،ﰒ ﳛﻜ ـ ـ ــﻢ ﺑ ـ ـ ــﻪ ﻓﻴﻤ ـ ـ ــﺎ ﺑﻌ ـ ـ ــﺪ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻛ ـ ـ ــﻞ ﻣﺸ ـ ـ ــﺎﺑﻪ
ﳍﺎ ﱂ ﻳﺸﻤﻠﻪ اﻻﺳﺘﻘﺮاء ،ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺻﻼﺣﻴﺘﻪ ﻟﻠﺘﻌﻤﻴﻢ .16
واﺳﺘﺪل ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ :
.1اﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮل ﺑﺄﳘﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ودورﻩ وآﻓﺎﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﰲ إدراك ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺢ وﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻻ
ﻳﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺢ ،واﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮل ﺑﺘﺤﺮﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻩ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻗﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮدﻩ ودﻋﻮﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ إﱃ اﻻﺑﺘﻜـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر
واﻟﺘﺠﺪﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ واﻹﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪاع واﻟﺘﻨـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﻳﺮ ،وﻇـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮوف اﻟﻮاﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ وﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻨﺔ اﻟﺘﻄـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮر
وﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺨﺎﻣﺔ اﻷﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪاث اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﱵ ﻻ ﺗﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪر اﻟﻨﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮص اﳌﺘﻨﺎﻫﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ
ﻓﺤﺼﻬﺎ وﻣﻌﺮﻓﺔ أﺣﻮاﳍﺎ .
.2ان اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ﻣﻄﻠﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﺘﻘﻴﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ واﻟﻀـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺒﻂ ﺑﺎﻟﺘﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻴﻢ
واﻟﻮﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻞ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ،وﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣﻮﻛﻮﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻌﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ واﻟﻮاﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ ،وان اﻟﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ــﱪة
ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﺗﻠﻚ اﳌﻘﺎﺻﺪ ﺑﺸﱴ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ أم ﻻ .
.3واﺣﺘﺠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮا ﺑﺎﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﺑﺎﳌﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدر واﻟﻘﻮاﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺘﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ اﻻﺟﺘﻬﺎدﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ أو
اﻟﺘﺒﻌﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ) اﻟﻘﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﺎس واﻻﺳﺘﺤﺴـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن واﳌﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ اﳌﺮﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺔ واﻟﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺮف
واﻟـ ـ ـ ـ ــﺬراﺋﻊ وﺑﻌـ ـ ـ ـ ــﺾ اﻟﻘﻮاﻋـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﻔﻘﻴـ ـ ـ ـ ــﻪ ( ﻓﻬـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺗﺆﺳـ ـ ـ ـ ــﺲ ﻣﺒـ ـ ـ ـ ــﺪأ اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ـ ــﺎد
اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪي اﳌﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻘﻞ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻨﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮص واﻹﲨﺎﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ,وان ﺗﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻚ
اﳌﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدر ﺣﺴـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ زﻋﻤﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ﻇﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﻣﺴـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻚ ﻣﻮﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺔ إﱃ اﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺒﺎط
اﻷﺣﻜـ ـ ـ ـ ــﺎم اﻟـ ـ ـ ـ ــﱵ ﱂ ﺗﻜـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻨﺼـ ـ ـ ـ ــﻮص ﻗـ ـ ـ ـ ــﺎدرة ﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﻰ اﺣﺘﻮاﺋﻬـ ـ ـ ـ ــﺎ ،وﻛﺎﻧـ ـ ـ ـ ــﺖ
اﳊﺎﺟـ ـ ـ ــﺔ ﺷـ ـ ـ ــﺪﻳﺪة إﱃ اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ــﺪ اﻟـ ـ ـ ــﱵ ﻟـ ـ ـ ــﻮ ﺗﻌﻄﻠـ ـ ـ ــﺖ ﻟﺘﻌﻄﻠـ ـ ـ ــﺖ ﻛـ ـ ـ ــﻞ ﺗﻠـ ـ ـ ــﻚ
اﻷﺣﻜـ ـ ـ ـ ــﺎم ،وﻟﻀـ ـ ـ ـ ــﺎﻋﺖ ﻣﺼـ ـ ـ ـ ــﺎﱀ اﻟﻨـ ـ ـ ـ ــﺎس ،وﻻﻧﺘﻬـ ـ ـ ـ ــﺖ ﺧﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﻴﺔ ﺻـ ـ ـ ـ ــﻼﺣﻴﺔ
اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ وﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ودواﻣﻬﺎ وﻋﻤﻮﻣﻬﺎ . 17
وﳝﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮد ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ذﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻚ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﺑﺎﻟﻘﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎس واﻻﺳﺘﺤﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن
وﻏﲑﳘ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﳌﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدر اﻻﺟﺘﻬﺎدﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻢ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻣﺮاﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎة اﻟﻌﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
وﻣﻨﺎﺳﺒﺘﻬﺎ ﻟﻸﺣﻜﺎم اﳍﺎدﻓﺔ اﱃ ﲢﻘﻴﻖ ﻣﻘﺎﺻﺪ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ.
اﻟﻘﻮل اﻟﺮاﺟﺢ :
واﻟ ـ ـ ـ ـ ــﺬي أﻣﻴ ـ ـ ـ ـ ــﻞ اﻟﻴ ـ ـ ـ ـ ــﻪ رﺟﺤ ـ ـ ـ ـ ــﺎن اﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ــﻮل اﻷول اﻟ ـ ـ ـ ـ ــﺬي ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﲔ أن ﻣﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪ
اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ ﻟﻴﺴ ـ ـ ـ ــﺖ دﻟ ـ ـ ـ ــﻴﻼً ﺷ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺎً ﻣﺴ ـ ـ ـ ــﺘﻘﻼً ،ﻓﺎﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺪ ﺟ ـ ـ ـ ــﺎءت ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻨﺼ ـ ـ ـ ــﻮص،
وﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﺳ ـ ـ ـ ــﺘﻘﺮاء ﻋ ـ ـ ـ ــﺎدة اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺮع ،وﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﺳ ـ ـ ـ ــﺘﻘﺮاء ﻓ ـ ـ ـ ــﺮوع اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ،واﺳ ـ ـ ـ ــﺘﻘﺮاء ﻓﻬ ـ ـ ـ ــﻢ
اﻟﺼ ـ ـ ــﺤﺎﺑﺔ ..ﻓﻬ ـ ـ ــﻲ ﺟ ـ ـ ــﺎءت ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟ ـ ـ ــﻨﺺ ،وﺑﺎﻟﺘ ـ ـ ــﺎﱄ ﻫ ـ ـ ــﻲ ﲦ ـ ـ ــﺮة ﻣ ـ ـ ــﻦ ﲦـ ـ ـ ـﺮات اﻟ ـ ـ ــﻨﺺ،
وﻛﻮ ﺎ ﲦﺮة ﻣﻦ ﲦﺮات اﻟﻨﺺ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺼﺢ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺼﺪراً اﺟﺘﻬﺎدﻳﺎً ؟
ﰒ إن اﳌﻘﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮد ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﻟﻮﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮل اﱃ اﳊﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ .وﳏ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد
اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﺺ ،ﻓ ـ ـ ـ ــﺎﳊﻜﻢ ﲦ ـ ـ ـ ــﺮة اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﺺ ،واﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺪ ﲦ ـ ـ ـ ــﺮة اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﺺ وﻛﻤ ـ ـ ـ ــﺎ اﻧ ـ ـ ـ ــﻪ ﻻ ﳝﻜ ـ ـ ـ ــﻦ أن
ﻳﻜ ـ ـ ــﻮن اﳊﻜ ـ ـ ــﻢ ﻣﺼـ ـ ـ ــﺪرا وﻟ ـ ـ ــﻮ ﻛـ ـ ـ ــﺎن ﻛﻠﻴ ـ ـ ـ ـﺎً ﻛﺎﻟﻘﻮاﻋـ ـ ـ ــﺪ اﻟﻔﻘﻬﻴ ـ ـ ــﺔ ﻷ ـ ـ ـ ــﺎ ﲦـ ـ ـ ــﺮة اﻟـ ـ ـ ــﻨﺺ،
ﻓﻜ ـ ـ ـ ــﺬﻟﻚ اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺪ ﺟ ـ ـ ـ ــﺎءت ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﺺ ،ﻓﻬ ـ ـ ـ ــﻲ ﲦ ـ ـ ـ ــﺮة اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﺺ ،وﻻ ﳝﻜ ـ ـ ـ ــﻦ ﻟﺜﻤ ـ ـ ـ ــﺮة
اﻟـ ـ ـ ــﻨﺺ أن ﺗﻜـ ـ ـ ــﻮن ﻣﺼـ ـ ـ ــﺪراً ؛ ﻷ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣﺘﻮﻗﻔـ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ ﻣـ ـ ـ ــﺎ اﻧﺒﻨـ ـ ـ ــﺖ ﻋﻠﻴـ ـ ـ ــﻪ ،وﻻ ﳝﻜ ـ ـ ـ ــﻦ
أن ﺗﻜﻮن ﺑﺮﺗﺒﺔ ﻣﺎ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﻠﻴﻪ.
اﻟﻤﻄﻠ ـ ـ ـ ــﺐ اﻟﺜ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ :دور اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ــﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺪي ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﺿ ـ ـ ـ ــﺒﻂ ﻓﻬ ـ ـ ـ ــﻢ اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﺺ
اﻟﺸﺮﻋﻲ :
إن وﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪة اﳌﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪر اﻟﺘﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﻲ ﺗﻘﺘﻀ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ وﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪة اﳌﻨﻄ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻖ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬي
ﺗﻨﺘﻈﻢ ﻧﺼﻮﺻﻪ وروﺣﻪ وﻣﻘﺎﺻﺪﻩ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،واﳌﻨﻬﺞ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﻌﺎم ﰲ
ﲝـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺚ أي ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدة ﳚـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ أن ﻳﻜـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮن ﻣﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻘﺎ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻃﺒﻴﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﳌـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدة
اﳌﺪروﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ،وﻫ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻫﻨ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻨﺺ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻲ ،وذﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻚ ﻻﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺒﺎط اﻷﺣﻜ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﻣﻨ ـ ـ ـ ـ ــﻪ
روﺣ ـ ـ ـ ــﺎ وﻣﻘﺼ ـ ـ ـ ــﺪا ،ﺑﺎﻋﺘﺒ ـ ـ ـ ــﺎر أن أﺣﻜ ـ ـ ـ ــﺎم اﻟﺘﺸـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻊ ﻟﻴﺴ ـ ـ ـ ــﺖ ﻧﺼﻮﺻ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻐﻮﻳ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓﻘ ـ ـ ـ ــﻂ
ﺑ ـ ـ ـ ــﻞ ﲤﺜ ـ ـ ـ ــﻞ إرادة اﳌﺸ ـ ـ ـ ــﺮع ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﺘﺸ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻊ ،وان ﻣﻘﺼ ـ ـ ـ ــﺪ اﳌﺸ ـ ـ ـ ــﺮع ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﺘﺸـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻊ ﻫ ـ ـ ـ ــﻮ
اﻟﺘﻜﻠﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻒ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬي ﻳﻨﺒﻐـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ أن ﻳﺘﺠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﳌﻜﻠﻒ إﱃ أن ﻳﻜـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮن ﻣﻘﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻩ ﰲ
اﻟﻌﻤـ ـ ـ ــﻞ واﻟﻨﺘـ ـ ـ ــﺎﺋﺞ ﻣﺘﻔﻘـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ــﻊ ﻣﻘﺼـ ـ ـ ــﺪ اﳌﺸـ ـ ـ ــﺮع ﰲ اﻟﺘﺸ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻊ ،وﻗـ ـ ـ ــﺪ أﺷـ ـ ـ ــﺎر إﱃ ﻫـ ـ ـ ــﺬا
اﳌﻌ ـ ـ ـ ــﲎ اﻹﻣ ـ ـ ـ ــﺎم اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺎﻃﱯ ﻓﻘ ـ ـ ـ ــﺎل " :إن ﻗﺼ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺎرع ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﳌﻜﻠ ـ ـ ـ ــﻒ أن ﻳﻜ ـ ـ ـ ــﻮن
ﻗﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻩ ﰲ اﻟﻌﻤـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣﻮاﻓﻘـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻘﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﷲ ﰲ اﻟﺘﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻊ " ،18 .وﻗـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل أﻳﻀ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ " :
19
إن اﻟﻘﺼﺪ ﻏﲑ اﻟﺸﺮﻋﻲ ﻫﺎدم ﻟﻠﻘﺼﺪ اﻟﺸﺮﻋﻲ ".
وﲟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أن اﻟﺜﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮت اﳌﻄﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻖ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻔﺎت اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ وﺧﺼﺎﺋﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻬﺎ ﻻ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ
ﺻ ـ ـ ــﻔﺎت اﺣﻜ ـ ـ ــﺎم اﻟﺸـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ -اﻟ ـ ـ ــﱵ ﻣﻨﻬ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻫ ـ ـ ــﻮ ﺛﺎﺑ ـ ـ ــﺖ وﻣﻨﻬ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻫ ـ ـ ــﻮ ﻣﺘﻐ ـ ـ ــﲑ
-ذﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻚ أن اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻛﻠﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ،وﻻ ﻳﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻘﻴﻢ أن ﺗﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮن اﻟﻜﻠﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ﻣﺘﻐ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲑة،
وﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬا ﻻ ﻳﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲏ اﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪا ان ﺧﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﺺ اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻻ ﺗﻠﺘﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ ﺧﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﺺ
اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ ؛ ﻷن اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﺗﻨﺘﻤـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ إﱃ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ ،ﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ان ﻳﻜـ ـ ـ ـ ـ ــﻮن ﺑﻴﻨﻬﻤـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﻛﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎً ﻛﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـﲑاً ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﳋﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﺺ اﳌﺸـ ـ ـ ـ ـ ــﱰﻛﺔ .ﻓﺨﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﺺ اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ وﺧﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﺺ
اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ ﺗﻠﺘﻘـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻓﻴﻤـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗﻠﺘﻘـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻓﻴـ ـ ـ ـ ــﻪ اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻣـ ـ ـ ـ ــﻊ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ .ﻓﺎﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ ﻫـ ـ ـ ـ ــﻲ
اﻷﺣﻜـ ـ ـ ـ ــﺎم واﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻫـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻏﺎﻳـ ـ ـ ـ ــﺎت ﻫـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻷﺣﻜـ ـ ـ ـ ــﺎم ،ﻓﺎﳌﻘـ ـ ـ ـ ــﺪار اﻟـ ـ ـ ـ ــﺬي ﺗﻠﺘﻘـ ـ ـ ـ ــﻲ
ﻓﻴـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻐﺎﻳـ ـ ـ ــﺎت ﻣـ ـ ـ ــﻊ اﻟﻮﺳـ ـ ـ ــﺎﺋﻞ ﺗﻜـ ـ ـ ــﻮن ﺧﺼﺎﺋﺼـ ـ ـ ــﻪ واﺣـ ـ ـ ــﺪة وﻣـ ـ ـ ــﻦ ﻫـ ـ ـ ــﺬﻩ اﳋﺼـ ـ ـ ــﺎﺋﺺ
ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ ﺳ ـ ـ ـ ــﺒﻴﻞ اﻹﲨـ ـ ـ ـ ـﺎل ﻻ اﳊﺼ ـ ـ ـ ــﺮ اﻟﺮﺑﺎﻧﻴ ـ ـ ـ ــﺔ ،واﻟﺸ ـ ـ ـ ــﻤﻮل ،واﻻﻃـ ـ ـ ـ ـﺮاد ،اﻟـ ـ ـ ـ ـﱪاءة ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ
اﻟﺘﺤﻴﺰ .
و اﻧﻔـ ـ ـ ـ ـﺮاد اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺪ ﻋ ـ ـ ـ ــﻦ أﺣﻜ ـ ـ ـ ــﺎم اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ ﲞﺎﺻ ـ ـ ـ ــﻴﺔ اﻟﺜﺒ ـ ـ ـ ــﺎت اﳌﻄﻠ ـ ـ ـ ــﻖ ﺟﻌﻠ ـ ـ ـ ــﺖ
ﻣﻨﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑﻄﺎ ﻟﻔﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ﻧﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮص اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ ؛ ﻷن اﻷﺣﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﻣﺮﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﲞ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼف
اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ــﺪ ﻓﻬ ـ ـ ــﻲ ﺛﺎﺑﺘ ـ ـ ــﺔ ،ﳌ ـ ـ ــﺎ ﺑﻴﻨ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﻦ أ ـ ـ ــﺎ ﻛﻠﻴ ـ ـ ــﺎت ،وﻛﻮ ـ ـ ــﺎ ﻛﻠﻴ ـ ـ ــﺎت ﳛ ـ ـ ــﺘﻜﻢ إﻟﻴﻬ ـ ـ ــﺎ
اﳉﻤﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ ﰲ اﻷزﻣﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ واﻷﻣﻜﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ واﻟﻈ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮوف ..ﻳﻘﺘﻀ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺛﺒﺎ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ،ﻓﻤﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ
اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻫﻲ ﻣﻌﺎن ﺛﺎﺑﺘﺔ.
وﳝﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ أن ﻧﻀ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﻒ إﱃ ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﳋﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﺺ اﳋﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ،ﺧﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺔ
اﳌﻌﻴﺎرﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ،ﲟﻌ ـ ـ ـ ـ ــﲎ أ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣﻔ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻫﻴﻢ ﺗﻀ ـ ـ ـ ـ ــﺒﻂ ﻣﻔ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻫﻴﻢ أﺧ ـ ـ ـ ـ ــﺮى ،ﻓﺎﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎد ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺜﻼً
ﻳﻨﺒﻐـ ـ ـ ـ ــﻲ أن ﻳﻜـ ـ ـ ـ ــﻮن ﻣﻨﻀـ ـ ـ ـ ــﺒﻄﺎً ﺑﺎﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﺪ ،وﻟـ ـ ـ ـ ــﻮ ﺟـ ـ ـ ـ ــﺎء اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ـ ــﺎد ﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺧـ ـ ـ ـ ــﻼف
اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻻ ﻳﻘﺒ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ،ﻓﻬ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣﻌﻴﺎرﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ :أي ﻣﻴـ ـ ـ ـ ـ ـﺰان ﻟﻠﱰﺟ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺢ ،وﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻢ اﻷوﻟﻮﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺎت
ﻳﻮﺿ ـ ـ ـ ـ ــﻊ ﺑﻨ ـ ـ ـ ـ ــﺎء ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ،ﻓﻤﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ ﻣﻌﻴﺎرﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﲞ ـ ـ ـ ـ ــﻼف أﺣﻜ ـ ـ ـ ـ ــﺎم
ﻣﻌﲑة ﺑﺎﳌﻘﺎﺻﺪ. اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻌﻴﺎرﻳﺔ ،ﺑﻞ ﱠ
وﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﳋﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﺺ اﳋﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ أﻳﻀ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﺘﻄﺒﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻖ اﻟﻌﻤﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ،ﻓﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ
ﻟﻴﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﺣﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﺣ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻻت اﻟﻔﻠﺴ ـ ـ ـ ـ ــﻔﺔ اﻟﻨﻈﺮﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ،ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺣﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺿ ـ ـ ـ ـ ــﺒﻂ
اﻷﺣﻜـ ـ ـ ــﺎم ،ﻣـ ـ ـ ــﻦ ﰒ ﻓﺈ ـ ـ ـ ــﺎ ﺳـ ـ ـ ــﻮر ﳛـ ـ ـ ــﻴﻂ ﺑﺎﻷﺣﻜـ ـ ـ ــﺎم اﻟﺸ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ ،ﻓﻬـ ـ ـ ــﻲ ﻟﻴﺴـ ـ ـ ــﺖ ﳎـ ـ ـ ــﺮد
ﻓﻠﺴ ـ ـ ـ ــﻔﺔ ﻧﻈﺮﻳ ـ ـ ـ ــﺔ ﺗ ـ ـ ـ ــﺘﻜﻠﻢ ﻋ ـ ـ ـ ــﻦ رﻓ ـ ـ ـ ــﻊ اﳊ ـ ـ ـ ــﺮج ،وﺗ ـ ـ ـ ــﺘﻜﻠﻢ ﻋ ـ ـ ـ ــﻦ ﺟﻠ ـ ـ ـ ــﺐ ﻣﻨﻔﻌ ـ ـ ـ ــﺔ ...ﻻ،
ﺑ ـ ـ ــﻞ ﻫ ـ ـ ــﻲ ﻗﻀ ـ ـ ــﺎﻳﺎ واﻗﻌﻴ ـ ـ ــﺔ ﻃﺒﻘ ـ ـ ــﺖ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﺸـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ ووﻟﱠـ ـ ــﺪت ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻳﻌ ـ ـ ــﺮف ﺑﺎﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ــﺎد
اﳌﻘﺎﺻﺪي ،أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ أ ﺎ ﻣﻌﻴﺎر ﻟﻼﺟﺘﻬﺎد ﺑﺎﳉﻤﻠﺔ.
ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﳋﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﺺ ﺟﻌﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑﻄﺎ ﻟﻌﻤﻠﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد
اﻟﻔﻘﻬﻲ ﰲ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺼﻮص واﺳﺘﻨﺒﺎط اﻷﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ .
وﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻨـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻇﺮ ﰲ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﳎﺘﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻳﻦ وﻣﻘﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻳﻦ اﺳﺘﺤﻀـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر ﻣﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ
اﻟﺸ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ وﺗ ـ ـ ـ ــﺬﻛﺮ ﻋﻠﻠﻬ ـ ـ ـ ــﺎ وﻣﻨﺎﻃﺎ ـ ـ ـ ــﺎ وﺣﻜﻤﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﺣ ـ ـ ـ ــﱴ ﻳ ـ ـ ـ ــﺘﻢ اﻟﻨﻈ ـ ـ ـ ــﺮ ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ أﺣﺴ ـ ـ ـ ــﻦ
وﺟـ ـ ـ ــﻪ وﺻـ ـ ـ ــﻮرة ،وﺣـ ـ ـ ــﱴ ﺗﻔﻬـ ـ ـ ــﻢ اﻷﺣﻜـ ـ ـ ــﺎم وﺗﺴـ ـ ـ ــﺘﻨﺒﻂ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ وﻓ ـ ـ ـ ـﻖ ﻣـ ـ ـ ــﺎ ارﺗﺒﻄـ ـ ـ ــﺖ ﺑـ ـ ـ ــﻪ
20
ﻣﻦ ﻋﻠﻞ وإﺳﺮار وأﻏﺮاض وﻣﺸﺮوﻋﻴﺔ.
واﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺪي ﰲ ﺗﻄﺒﻴﻘـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ﻋﻠﻤـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء اﻷﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻻ ﻳﻜـ ـ ـ ـ ـ ــﻮن ﻣﺒﻨﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ
ﻏﲑ ﺛﻼﺛﺔ أﻣﻮر ﻫﻲ :
-1أن ﻳﻜ ـ ـ ـ ــﻮن اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﺺ ﻇﻨﻴ ـ ـ ـ ــﺎ ﳛﺘﻤ ـ ـ ـ ــﻞ ﻋ ـ ـ ـ ــﺪة ﻣ ـ ـ ـ ــﺪﻟﻮﻻت وﻣﻌ ـ ـ ـ ــﺎن ﻓﻴﻜ ـ ـ ـ ــﻮن ﺗ ـ ـ ـ ــﺮﺟﻴﺢ
اﺣ ـ ـ ــﺪﻫﺎ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻵﺧ ـ ـ ــﺮ ﻣﺒﻨﻴ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻓﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﺼ ـ ـ ــﺎﱀ وﻣﻨ ـ ـ ــﺎﻓﻊ ) ﻣﻘﺎﺻ ـ ـ ــﺪ (،
ﻓﺘﻜـ ـ ـ ــﻮن اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ــﺪ وﺳـ ـ ـ ــﻴﻠﺔ ﻟﻠﱰﺟـ ـ ـ ــﻴﺢ ﺑﻴﻨﻬـ ـ ـ ــﺎ ،وﺗﻠـ ـ ـ ــﻚ اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ــﺪ ﻟﻴﺴـ ـ ـ ــﺖ ﻧﺎﺷـ ـ ـ ــﺌﺔ ﻣـ ـ ـ ــﻦ
ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮاغ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ أﻗﺮﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮع اﺑﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪاء ،ﻓﺎﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﺗﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺢ ﻟﻠﱰﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺢ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲔ
اﻻﺟﺘﻬﺎدات ،وﻫﺬا ﳏﻞ إﲨﺎع.
-2أن ﻳﻜـ ـ ـ ـ ــﻮن اﻟـ ـ ـ ـ ــﻨﺺ ﻣﻨﻮﻃـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻌﻠـ ـ ـ ـ ــﺔ أو وﺻـ ـ ـ ـ ــﻒ أو ﺣﻜﻤـ ـ ـ ـ ــﺔ أو أي أﻣ ـ ـ ـ ـ ـﺮ ﻳـ ـ ـ ـ ــﺪور
ﻣﻌ ـ ـ ـ ــﻪ اﳊﻜ ـ ـ ـ ــﻢ اﳌﺴ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺒﻂ وﺟ ـ ـ ـ ــﻮدا وﻋ ـ ـ ـ ــﺪﻣﺎ ﻓﺘﻜ ـ ـ ـ ــﻮن اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺪ ﻏﺎﻳ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠ ـ ـ ـ ــﻨﺺ وﲦ ـ ـ ـ ــﺮة
ﻣﻦ ﲦﺎرﻩ.
-3أن ﻳﻨﻌ ـ ـ ـ ــﺪم اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﺺ اﳌﺘﻌﻠ ـ ـ ـ ــﻖ ﲝﻜ ـ ـ ـ ــﻢ اﻟﻨﺎزﻟ ـ ـ ـ ــﺔ ،وﺑﺎﻟﺘ ـ ـ ـ ــﺎﱄ ﻳﻜ ـ ـ ـ ــﻮن اﳌﻨ ـ ـ ـ ــﺎط اﳋ ـ ـ ـ ــﺎص
أو اﻟﻌ ـ ـ ـ ــﺎم ﻏ ـ ـ ـ ــﲑ ﻣﺘﺤﻘ ـ ـ ـ ــﻖ ،وﺗﻜ ـ ـ ـ ــﻮن اﻟﻨﺎزﻟ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ـ ــﱵ ﻳـ ـ ـ ـ ـﺮاد إﳚ ـ ـ ـ ــﺎد اﳊﻜ ـ ـ ـ ــﻢ ﳍ ـ ـ ـ ــﺎ ﻏ ـ ـ ـ ــﲑ
ﻣﺘﻼﺋﻤ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ـ ــﻊ اي ﺣﻜ ـ ـ ـ ــﻢ ﺛﺎﺑﺘ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﺴ ـ ـ ـ ــﺒﺐ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﻷﺳ ـ ـ ـ ــﺒﺎب أو ﻗﺮﻳﻨ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻘـ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﻦ
أو أي أﻣـ ـ ـ ـ ــﺮ ﻳﻜ ـ ـ ـ ـ ــﻮن ﻓﻴ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺗﻄﺒﻴ ـ ـ ـ ـ ــﻖ ذﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻚ اﳊﻜـ ـ ـ ـ ــﻢ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺗﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻚ اﻟﻮاﻗﻌ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣﻮﻗﻌ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﻟﻠﺘﻌﺴ ـ ـ ـ ـ ــﻒ واﻻﺿ ـ ـ ـ ـ ــﻄﺮاب ،ﻓﺘﻜ ـ ـ ـ ـ ــﻮن اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ﺿ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑﻄﺎ ﳍ ـ ـ ـ ـ ــﺬا اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎد
ﰲ ﻓﻬ ـ ـ ــﻢ اﻟ ـ ـ ــﻨﺺ وﲢﺪﻳ ـ ـ ــﺪ ﻣﻨﺎﻃ ـ ـ ــﻪ اﻟ ـ ـ ــﺬي ﻳﺘﻌﻠ ـ ـ ــﻖ ﺑ ـ ـ ــﻪ اﳊﻜ ـ ـ ــﻢ وﺟ ـ ـ ــﻮدا وﻋ ـ ـ ــﺪﻣﺎ وﻣ ـ ـ ــﻦ
ﰒ ﺗﺜﺒﻴـ ـ ـ ــﺖ ﻫـ ـ ـ ــﺬا اﳊﻜـ ـ ـ ــﻢ ﳍـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﻨﺎزﻟـ ـ ـ ــﺔ ﺑﻌـ ـ ـ ــﺪ ﲢﻘـ ـ ـ ــﻖ اﳌﻨﺎﺳـ ـ ـ ــﺒﺔ 21ﺑﻴﻨﻬﻤـ ـ ـ ــﺎ ) اﳊﻜـ ـ ـ ــﻢ
واﳌﻨ ـ ـ ـ ـ ــﺎط ( .ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻟﻠﺘﺸـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻊ ﻣﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ووﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻞ ﲢﻘﻴﻘﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻷﺣﻜ ـ ـ ـ ـ ــﺎم 22 .وﻫ ـ ـ ـ ـ ــﻲ
ﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮاﺑﻂ ﻟﻠﻔﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ واﻻﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺘﺎج :ﻓﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻨﺺ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻲ واﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺘﺎج اﻷﺣﻜـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم
ﻣﻨ ـ ـ ـ ــﻪ ،وﺑﺎﻻﺳ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺘﺎج ﻳ ـ ـ ـ ــﺪﺧﻞ اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ــﺎد ﺑ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺮأي اﻟ ـ ـ ـ ــﺬي ﻳﺸ ـ ـ ـ ــﻤﻞ اﳌﺼ ـ ـ ـ ــﺎﱀ اﳌﺮﺳ ـ ـ ـ ــﻠﺔ
واﻻﺳﺘﺤﺴﺎن وﻏﲑﻫﺎ .
اﻟﻤﺒﺤ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺚ اﻟﺜ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ :ﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮاﺑﻂ اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪي وﻧﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎذج ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ
اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎت اﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﻟﻔﺘﺎوى ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي
اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول :ﺿﻮاﺑﻂ اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي:
إن ﺿ ـ ـ ـ ـ ـﻮاﺑﻂ اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﺪ اﳌﻌﺘـ ـ ـ ـ ــﱪة ﰲ اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ـ ــﺎد ﻫـ ـ ـ ـ ــﻲ ﲨﻠـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ـ ـ ــﻦ اﳌﻌـ ـ ـ ـ ــﺎﱐ
اﳌﻠﺤﻮﻇ ـ ـ ـ ــﺔ ﰲ اﻟﺘﺼ ـ ـ ـ ــﺮﻓﺎت اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ واﻟ ـ ـ ـ ــﱵ ﰎ اﻟﺘﻮﺻ ـ ـ ـ ــﻞ إﻟﻴﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﺧ ـ ـ ـ ــﻼل اﻷدﻟ ـ ـ ـ ــﺔ
واﳌﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدر اﻟﺘﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﻴﺔ ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﳓـ ـ ـ ـ ـ ــﻮ اﻹﲨـ ـ ـ ـ ـ ــﺎع واﻟﻘﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﺎس واﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻨﺺ واﻻﺳﺘﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﻼح
واﻻﺳﺘﺤﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن واﻟﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮف وﻏﲑﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ .وﻟﻠﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻷﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮل واﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﺜﻤﺎرﻫﺎ ﰲ
اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎد واﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺒﺎط اﻷﺣﻜ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﺿـ ـ ـ ـ ـ ـﻮاﺑﻄﻪ وﺷ ـ ـ ـ ـ ــﺮوﻃﻪ .وﺗﻌﺘ ـ ـ ـ ـ ــﱪ ﺗﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻚ اﻟﻀـ ـ ـ ـ ـ ـﻮاﺑﻂ
واﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮوط ﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻧﻔﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻬﺎ ﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮاﺑﻂ ﲢﻘﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻖ اﳌﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺧﺘﻼف أﻧﻮاﻋﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
وآﺛﺎرﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ،ذﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻚ ان ﺟ ـ ـ ـ ـ ــﻮﻫﺮ اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﻮ ﲢﻘﻴ ـ ـ ـ ـ ــﻖ اﳌﺼ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱀ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ﲜﻠ ـ ـ ـ ـ ــﺐ
اﳌﻨ ـ ـ ـ ــﺎﻓﻊ ﻟﻠﻨ ـ ـ ـ ــﺎس ودرء اﳌﻔﺎﺳ ـ ـ ـ ــﺪ واﳌﻬﺎﻟ ـ ـ ـ ــﻚ ﻋ ـ ـ ـ ــﻨﻬﻢ .واﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ــﻞ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﻀـ ـ ـ ـ ـﻮاﺑﻂ ﻫ ـ ـ ـ ــﻮ
اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﺑﺎﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻧﻔﺴ ـ ـ ـ ـ ــﻬﺎ ،واﻟﺘﻔﻮﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﻓﻴﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﻮ اﻟﺘﻔﻮﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﲟ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮاد اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺎرع
ﻟﺸﺮﻋﻪ ودﻳﻨﻪ .
ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻟﻚ ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﻌﺮض اﻟﺒﺎﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺚ ﻷﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ اﻟﻀ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮاﺑﻂ اﳌﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﱰﻛﺔ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲔ
اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺪي وﻣﺮاﻋ ـ ـ ـ ــﺎة اﳌﺼ ـ ـ ـ ــﺎﱀ ﺑﺄﻧﻮاﻋﻬ ـ ـ ـ ــﺎ اﳌﺨﺘﻠﻔ ـ ـ ـ ــﺔ ﻋﻨ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺘﻌﺎﻣ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣ ـ ـ ـ ــﻊ
اﻟﻨﺼ ـ ـ ــﻮص اﻟﺸ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ﻻﺳ ـ ـ ــﺘﻨﺒﺎط أﺣﻜ ـ ـ ــﺎم اﻟﻨ ـ ـ ـ ـﻮازل ﻣﻨﻬ ـ ـ ــﺎ ﺑﺈﳚ ـ ـ ــﺎز ،وﻫ ـ ـ ــﻲ ﻛﻤـ ـ ـ ــﺎ ﻳ ـ ـ ــﺄﰐ
:
-1ﻋـ ـ ــﺪم ﻣﻌﺎرﺿـ ـ ــﺘﻬﺎ ﻟﻠـ ـ ــﻨﺺ أو ﺗﻔﻮﻳﺘﻬـ ـ ــﺎ ﻟـ ـ ــﻪ ﺳـ ـ ــﻮاء ﻛـ ـ ــﺎن ﻧﺼـ ـ ــﺎ ﻗﻄﻌﻴـ ـ ــﺎ أو
ﻇﻨﻴﺎ.
ﻧﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﻓﻤـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﳌﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺮوف أﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻻ ﳚـ ـ ـ ـ ـ ــﻮز ﻟﻠﻤﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱀ اﳊﻘﻴﻘﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ أن ﺗﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرض ً
ﻗﻄﻌﻴً ـ ـ ـ ـ ــﺎ ،وذﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻚ ﻷن ﺗﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻚ اﳌﺼ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱀ ﺟﺎرﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ وﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻖ ﻧﺼﻮﺻ ـ ـ ـ ـ ــﻬﺎ وأدﻟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﺣﺘﻤـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ إﱃ ﺗﻘﺮﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺮ اﻟﺘﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرض ﺑـ ـ ـ ـ ـ ــﲔ
اﻟﻘﻄﻌﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ،ﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﺈن ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺬا اﻟﺘﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرض ﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺆول ً
اﻟﻘﻮاﻃـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ،وﻫـ ـ ـ ـ ـ ــﺬا ﳏـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل وﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺮدود ،ﻷﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣﻮﻗـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ ﰲ ا ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرع
ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﻗﺾ واﻟﻨﻘﺺ واﻟﺘﻘﺼﲑ .23
ﻓـ ـ ـ ـ ــﻼ ﳚـ ـ ـ ـ ــﻮز إﻃﻼﻗًـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗﻘـ ـ ـ ـ ــﺪﱘ اﳌﺼـ ـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ ﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻫـ ـ ـ ـ ــﻮ ﻗﻄﻌـ ـ ـ ـ ــﻲ وﻳﻘﻴـ ـ ـ ـ ــﲏ )ﻓـ ـ ـ ـ ــﺈذا
اﺗﻀ ـ ـ ـ ـ ــﺤﺖ ﻗﻄﻌﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺔ دﻻﻟﺘ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ،اﺗﻀـ ـ ـ ـ ـ ــﺢ ﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻘﻮط اﺣﺘﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺎل اﳌﺼ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ اﳌﻈﻨﻮﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﰲ
ﻣﻘﺎﺑﻠ ـ ـ ـ ــﻪ ( 24.ﻓﻤﺤ ـ ـ ـ ــﺎل أن ﳜ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻒ اﻟﻈ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻌﻠ ـ ـ ـ ــﻢ ،ﻷن ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻢ ﻛﻴ ـ ـ ـ ــﻒ ﻳﻈـ ـ ـ ـ ــﻦ
ﺧﻼﻓﻪ 25 ،وﻋﻠﻰ ﻫﺬا إﲨﺎع اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ واﻟﺘﺎﺑﻌﲔ وأﺋﻤﺔ اﻟﻔﻘﻪ،
ﻓﺎﳌﺼ ـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ ﻻ ﳝﻜ ـ ـ ـ ــﻦ ﳍ ـ ـ ـ ــﺎ أن ﺗﻌ ـ ـ ـ ــﺎرض ﻛﺘﺎﺑًـ ـ ـ ــﺎ وﻻ ﺳ ـ ـ ـ ــﻨﺔ ،ﻓ ـ ـ ـ ــﺈن وﺟ ـ ـ ـ ــﺪ ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ
ﻳﻈ ـ ـ ـ ــﻦ أﻧ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣﺼ ـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ وﻗ ـ ـ ـ ــﺪ ﻋﺎرﺿ ـ ـ ـ ــﺖ أﺻـ ـ ـ ـ ـﻼً ﺛﺎﺑﺘً ـ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ أﺣ ـ ـ ـ ــﺪﳘﺎ ﻓﻠ ـ ـ ـ ــﻴﺲ ذﻟ ـ ـ ـ ــﻚ
ﲟﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ إﻃﻼﻗًـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ،وﻻ ﺗﻌﺘـ ـ ـ ـ ـ ــﱪ ﲝـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل 26.ﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻨﺺ اﻟﻘﻄﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻳﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﲎ ﺑﺘﺤﻘﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﻖ
اﳌﺼ ـ ـ ــﺎﱀ اﳊﻘﻴﻘﻴ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ وﻓ ـ ـ ــﻖ ﻣ ـ ـ ـ ـﺮاد اﻟﺸ ـ ـ ــﺎرع وﻫ ـ ـ ــﻲ ﻏ ـ ـ ــﲑ ﻗﺎﺑﻠ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴ ـ ـ ــﲑ واﻟﺘﺄوﻳ ـ ـ ــﻞ
ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـﻰ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺮ اﻷﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺎم واﻷﺣـ ـ ـ ـ ـ ـﻮال وﻟ ـ ـ ـ ـ ــﺬا ﺟﻌﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺎرع ﻗﻄﻌﻴً ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻻ ﻳﺘﻄ ـ ـ ـ ـ ــﺮق إﻟﻴ ـ ـ ـ ـ ــﻪ
اﻻﺣﺘﻤﺎل واﻻﻓﱰاض .
وأﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣﻌﺎرﺿ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﳌﺼ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ ﻟﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻨﺺ اﻟﻈ ـ ـ ـ ـ ــﲏ ،ﻓﺤﻜﻤﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻛﺤﻜ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ﻣﻌﺎرﺿـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ
اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﺺ اﻟﻘﻄﻌـ ـ ـ ـ ــﻲ ،ﻓ ـ ـ ـ ــﻼ ﳚـ ـ ـ ـ ــﻮز ﻣـ ـ ـ ـ ــﺜﻼً ﳐﺎﻟﻔ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ـ ـ ــﺪﻟﻮﱄ اﳊ ـ ـ ـ ــﻴﺾ واﻟﻄُ ْﻬـ ـ ـ ـ ــﺮ ﻟﻠ ُﻘـ ـ ـ ـ ـ ْـﺮء
ﺑﺈﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪاث ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮل ﺛﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺚ ،ﳉﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ ﻣﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ اﳌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮأة أو اﻟﺮﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ،أو ﻟﺘﻐ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲑ
27
اﻟﻈﺮف.
وأﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﺟﻴﺢ اﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﺣﺘﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻻت اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻨﺺ اﻟﻈ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲏ ﻣﺮاﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎة ﻟﻠﻤﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱀ
وﺗﻘ ـ ـ ــﺪﻳﺮﻫﺎ ﻓﻬـ ـ ـ ــﻮ أﻣ ـ ـ ــﺮ وارد وﻣﻄﻠـ ـ ـ ــﻮب ﺣـ ـ ـ ــﱴ ﻳﻜ ـ ـ ــﻮن اﳊﻜـ ـ ـ ــﻢ أﻗ ـ ـ ــﺮب ﳌ ـ ـ ـ ـﺮاد اﻟﺸـ ـ ـ ــﺎرع،
وأﺟﻠﺐ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ .
-2ﻋﺪم ﻣﻌﺎرﺿﺘﻬﺎ ﻟﻺﺟﻤﺎع.
واﻹﲨ ـ ـ ـ ـ ــﺎع ﻛ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻨﺺ اﻟﻘﻄﻌ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﰲ دﻻﻟﺘ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺣﻜﻤ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﰲ اﻟﻴﻘ ـ ـ ـ ـ ــﲔ وﻋ ـ ـ ـ ـ ــﺪم
اﻟﺘﺄوﻳـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ وﻣﺮاﻋـ ـ ـ ـ ـ ــﺎة اﳌﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱀ ،وﰲ ﺗﻘﺪﳝـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﳌﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ إن ﺗﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرض ﻣﻌﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﻇﺎﻫﺮﻳ ـ ـ ـ ــﺎ ،ﻛﺎﻹﲨ ـ ـ ـ ــﺎع ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ ﲢ ـ ـ ـ ــﺮﱘ ﺷ ـ ـ ـ ــﺤﻢ اﳋﻨﺰﻳ ـ ـ ـ ــﺮ ،وﺗﻮرﻳ ـ ـ ـ ــﺚ اﳉ ـ ـ ـ ــﺪة ﻟ ـ ـ ـ ــﻸب ﻣ ـ ـ ـ ــﻊ
28
اﳉﺪة ﻟﻸم ،وﻏﲑ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﳌﺴﺎﺋﻞ اﻟﱵ ﲢﻘﻖ ﻓﻴﻬﺎ اﻹﲨﺎع اﻟﻘﻄﻌﻲ.
-3ﻋﺪم ﻣﻌﺎرﺿﺘﻬﺎ ﻟﻠﻘﻴﺎس.
اﻟﻘﻴـ ـ ـ ــﺎس ﻫـ ـ ـ ــﻮ اﳌﺼـ ـ ـ ــﺪر اﻟﺘﺸ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﻲ ﺑﻌـ ـ ـ ــﺪ اﻟـ ـ ـ ــﻨﺺ واﻹﲨـ ـ ـ ــﺎع ،وﻫـ ـ ـ ــﻮ ﲪـ ـ ـ ــﻞ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ
اﻟـ ـ ـ ــﻨﺺ ﻟﻌﻠـ ـ ـ ــﺔ أو أﻣـ ـ ـ ــﺮ آﻳـ ـ ـ ــﻞ إﱃ ﻣﺼـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ ،وﻣﺜﺎﻟـ ـ ـ ــﻪ :ﻗﻴـ ـ ـ ــﺎس ﺷـ ـ ـ ــﺤﻢ اﳋﻨﺰﻳـ ـ ـ ــﺮ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ
ﳊﻤـ ـ ـ ـ ــﻪ ﰲ اﻟﻨﺠﺎﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ واﻻﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻘﺬار واﻟﻀ ـ ـ ـ ـ ــﺮر ،وﻗﻴـ ـ ـ ـ ــﺎس اﻟﻨﻔ ـ ـ ـ ـ ــﺎس ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﳊ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺾ ﰲ
ﻣﻨـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻮطء ﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻸذى واﻟﻀـ ـ ـ ـ ـ ــﺮر ،وﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮ ﻳﺴـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺪ إﱃ وﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﻒ ﻳﺘﻨﺎﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ
ﺣﻜﻤ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ،وﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺬا اﻟﻮﺻ ـ ـ ـ ـ ــﻒ ﻗ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﲰ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻩ اﻷﺻـ ـ ـ ـ ـ ـﻮﻟﻴﻮن )اﳌﻨﺎﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺐ( ،اﻟ ـ ـ ـ ـ ــﺬي ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﱴ
29
ﻋﺮض ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﻮل ﺗﻠﻘﺘﻪ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮل .
.4ﻋﺪم ﺗﻔﻮﻳﺘﻬﺎ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ أﻫﻢ ﻣﻨﻬﺎ أو ﻣﺴﺎوﻳﺔ ﻟﻬﺎ.
إن اﳌﺼ ـ ـ ـ ــﺎﱀ ﺗﺘﻨ ـ ـ ـ ــﻮع ﺑﺎﻋﺘﺒ ـ ـ ـ ــﺎرات ﳐﺘﻠﻔ ـ ـ ـ ــﺔ أﳘﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ـ ـ ــﺚ اﻟﻘ ـ ـ ـ ــﻮة واﻟﻘﻄ ـ ـ ـ ــﻊ
واﻟﻀـ ـ ـ ـ ــﺮورة ،وﻋﻨـ ـ ـ ـ ــﺪ ﺗﻌـ ـ ـ ـ ــﺬر اﳉﻤـ ـ ـ ـ ــﻊ ﺑـ ـ ـ ـ ــﲔ ﻫـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻻﻋﺘﺒـ ـ ـ ـ ــﺎرات اﻟﺜﻼﺛـ ـ ـ ـ ــﺔ واﺳـ ـ ـ ـ ــﺘﺤﺎﻟﺘﻪ
ﻳﻌ ـ ـ ـ ــﺪ إدراك ﻫ ـ ـ ـ ــﺬا اﻟﻀ ـ ـ ـ ــﺎﺑﻂ وﻓﻬﻤ ـ ـ ـ ــﻪ وﺗ ـ ـ ـ ــﺮﺟﻴﺢ واﺣ ـ ـ ـ ــﺪ ﻣﻨﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ اﻷﺧ ـ ـ ـ ــﺮ أﻣ ـ ـ ـ ـ ـﺮا
دﻗﻴﻘـ ـ ـ ــﺎ وﻋﻤﻴﻘـ ـ ـ ــﺎ ،وﳛﺘـ ـ ـ ــﺎج إﱃ دراﻳـ ـ ـ ــﺔ ﻛﺎﻓﻴـ ـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ـ ــﻦ ا ﺘﻬـ ـ ـ ــﺪ وﺧـ ـ ـ ــﱪة ﺑﺎﻟﻐـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﳌﺼـ ـ ـ ــﺎﱀ
اﻟﺸـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ وﻣﺮاﺗﺒﻬـ ـ ـ ـ ــﺎ وﺗﻌﺎرﺿـ ـ ـ ـ ــﻬﺎ وﺗﺮﺟﻴﺤﻬـ ـ ـ ـ ــﺎ ورﺑﻄﻬـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻮﻗـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻊ واﳌﺘﻐ ـ ـ ـ ـ ـﲑات .وﻣـ ـ ـ ـ ــﻦ
اﻷﻣﺜﻠ ـ ـ ـ ــﺔ اﳌﻌﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺮة ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ ذﻟ ـ ـ ـ ــﻚ ،ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟ ـ ـ ـ ــﻮ ﻃ ـ ـ ـ ــﺮح اﳌﺴ ـ ـ ـ ــﻠﻤﻮن ﻗﻀ ـ ـ ـ ــﻴﺔ ﻋﻤ ـ ـ ـ ــﻞ اﳌـ ـ ـ ـ ـﺮأة
ﻟﺰﻳـ ـ ـ ــﺎدة اﻹﻧﺘـ ـ ـ ــﺎج ،ﻓـ ـ ـ ــﺈن ﻫـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﻘﻀـ ـ ـ ــﻴﺔ ﺗﺘﺠﺎذ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋـ ـ ـ ــﺪة ﻣﺼـ ـ ـ ــﺎﱀ :ﻣﺼـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ زﻳـ ـ ـ ــﺎدة
اﻹﻧﺘ ـ ـ ـ ــﺎج ﻟﺘﻘﻮﻳ ـ ـ ـ ــﺔ اﻻﻗﺘﺼ ـ ـ ـ ــﺎد ،وﻣﺼ ـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ اﻷﺳ ـ ـ ـ ــﺮة ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﱰﺑﻴ ـ ـ ـ ــﺔ واﻟﻌﻨﺎﻳ ـ ـ ـ ــﺔ ،وﻣﺼ ـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ
ﺻﻴﺎﻧﺔ ا ﺘﻤﻊ ﻣﻦ اﻻﺧﺘﻼط اﳌﺸﲔ وﻧﺘﺎﺋﺠﻪ.30
وﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳﻨﻄﺒ ـ ـ ـ ــﻖ ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ ﺿـ ـ ـ ـ ـﻮاﺑﻂ اﳌﺼ ـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ اﳌﺮﺳ ـ ـ ـ ــﻠﺔ ﻏﺎﻟﺒ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳﻨﻄﺒ ـ ـ ـ ــﻖ ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ
ﺿـ ـ ـ ـ ـ ـﻮاﺑﻂ اﻟﻌ ـ ـ ـ ـ ــﺮف ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻧﺎﺣﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺂل وﻣﺼ ـ ـ ـ ـ ــﲑ ﻛ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣﻨﻬﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻨ ـ ـ ـ ـ ــﺪ أﻋﻤﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ؛
ـﺎﻟﻌﺮف ﻣ ـ ـ ــﺎ ﺗﻌ ـ ـ ــﺎرف ﻋﻠﻴ ـ ـ ــﻪ اﻟﻨ ـ ـ ــﺎس ،واﳌﺼ ـ ـ ــﻠﺤﺔ اﳌﺮﺳ ـ ـ ــﻠﺔ ﻫ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ــﱵ ﱂ ﻳﺸ ـ ـ ــﻬﺪ ﳍ ـ ـ ــﺎ ﻓـــ ُ
اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺎرع ﺑﺎﻻﻋﺘﺒ ـ ـ ـ ــﺎر وﻻ ﺑﺎﻹﻟﻐ ـ ـ ـ ــﺎء ؛ وﻋﻠﻴ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓ ـ ـ ـ ــﻼ ﻳﻌﺘ ـ ـ ـ ــﱪ اﻟﻌ ـ ـ ـ ــﺮف ان ﺗﻌ ـ ـ ـ ــﺎرض ﻣ ـ ـ ـ ــﻊ
أﺻ ـ ـ ـ ــﻞ ﺷ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻲ ﻗﻄﻌ ـ ـ ـ ــﻲ أو إﲨ ـ ـ ـ ــﺎع ،وﻳﺸ ـ ـ ـ ــﱰط ﻓﻴ ـ ـ ـ ــﻪ أﻣ ـ ـ ـ ــﻮرا ﺧﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻛ ـ ـ ـ ــﺄن ﻳﻜـ ـ ـ ـ ــﻮن
ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻋﻨﺪ إﻧﺸﺎء اﳌﻌﺎﻣﻼت وﻫﻜﺬا .31
اﻟﻤﻄﻠـ ـ ـ ـ ــﺐ اﻟﺜـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ :ﻧﻤـ ـ ـ ـ ــﺎذج ﻣـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻔﻘﻬﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻔﺘـ ـ ـ ـ ــﺎوى ﺷـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ
ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي .
ﻋﻨـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـﺮﺑﻂ ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﲔ ﻧﺼ ـ ـ ـ ـ ــﻮص اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ وﻣﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻫﺎ اﻟﻌﻤﻠﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻮﺻ ـ ـ ـ ـ ــﻮل
إﱃ ﺣﻜ ـ ـ ـ ــﻢ ﻧﺎزﻟ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻨ ـ ـ ـ ـ ـﻮازل ﰲ واﻗ ـ ـ ـ ــﻊ اﻷﻣ ـ ـ ـ ــﺔ ،ﳝﻜ ـ ـ ـ ــﻦ اﻻﺳ ـ ـ ـ ــﺘﻔﺎدة ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﻓﻬ ـ ـ ـ ــﻢ
اﻟﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻒ اﻟﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱀ وﻃـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻘﺘﻬﻢ ﺑﺘﺤﻘﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻖ ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﳌﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱐ واﳌﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻫﻴﻢ ﰲ
اﺟﺘﻬـ ـ ـ ــﺎدا ﻢ ،ﻟﻴﻜـ ـ ـ ــﻮن ﻫـ ـ ـ ــﺬا اﻟﻔﻬـ ـ ـ ــﻢ ﻣﻌﻴـ ـ ـ ــﺎرا وﻣﻴﺰاﻧـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻌﻠﻤـ ـ ـ ــﺎء وﻣﻔـ ـ ـ ــﱵ ﻫـ ـ ـ ــﺬا اﻟﺰﻣـ ـ ـ ــﺎن
ﻟﻠﺘﻌﺎﻣ ـ ـ ــﻞ ﻣـ ـ ـ ــﻊ ﻣـ ـ ـ ــﺎ ﳚـ ـ ـ ــﺪ ﻣـ ـ ـ ــﻦ ﻧ ـ ـ ـ ـﻮازل وأﺣـ ـ ـ ــﺪاث ،وذﻟـ ـ ـ ــﻚ ﺑﺈﺷـ ـ ـ ــﺎﻋﺔ ﺛﻘﺎﻓـ ـ ـ ــﺔ اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ــﺪ
اﻟﻌﻘﻼﻧﻴ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ـ ــﱵ ﺗ ـ ـ ـ ـ ـﺮﺑﻂ اﻷﺣﻜ ـ ـ ـ ــﺎم ﺑﻮﻇﻴﻔﺘﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ودورﻫ ـ ـ ـ ــﺎ ﰲ ﺗﺮﻗﻴ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﻔﺲ
وﺗﺰﻛﻴﺔ اﳊﻴﺎة .
وﺳﺄﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻌﺮض ﺑﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺾ ﳕ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎذج اﺟﺘﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﻟﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻒ اﻟﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱀ اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪي
ﻟﻌﻠﻬـ ـ ـ ــﺎ ﺗﺒـ ـ ـ ــﲔ ﻛﻴـ ـ ـ ــﻒ ﻳﺴـ ـ ـ ــﻬﻢ ﻫـ ـ ـ ــﺬا اﻟﻨـ ـ ـ ــﻮع ﻣـ ـ ـ ــﻦ اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ــﺎد ﰲ ﺿـ ـ ـ ــﺒﻂ ﻓﻬـ ـ ـ ــﻢ اﻟـ ـ ـ ــﻨﺺ
اﻟﺸﺮﻋﻲ واﺳﺘﻨﺒﺎط اﻷﺣﻜﺎم ﻣﻨﻪ .
اﳋـ ـ ـ ــﺎﱄ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﺷ ـ ـ ـ ـﻮاﺋﺐ اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺮك واﻻﳓ ـ ـ ـ ـﺮاف ،واﻟـ ـ ـ ــﺬي ﺑ ـ ـ ـ ــﻪ ﻳُﻌـ ـ ـ ــﺮف اﷲ وﻳُﻌﺒ ـ ـ ـ ــﺪ ،وﺑ ـ ـ ـ ــﻪ
ﻳﻌ ـ ـ ـ ـ ــﺮف اﳊ ـ ـ ـ ـ ــﻼل واﳊ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮام ،وﻛﺎﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻞ اﻟﺘﻜ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻴﻒ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ،ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﺒﺤﻔﻆ ﻛﺘ ـ ـ ـ ـ ــﺎب اﷲ
ﳛﻔﻆ ﻫﺬا اﻟﺪﻳﻦ .
اﻻﻧﻤﻮذج اﻟﺜﺎﻟﺚ :اﻟﻜﻔﺎءة 34ﺑﻴﻦ اﻟﺰوﺟﻴﻦ :
ﻋﻨ ـ ـ ـ ــﺪ اﻻﻃ ـ ـ ـ ــﻼع ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻗ ـ ـ ـ ــﺮرﻩ اﻟﻔﻘﻬ ـ ـ ـ ــﺎء ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﺷ ـ ـ ـ ـﱰاط اﻟﻜﻔ ـ ـ ـ ــﺎءة ﺑ ـ ـ ـ ــﲔ
اﻟ ـ ـ ـ ــﺰوﺟﲔ ﻟﺼ ـ ـ ـ ــﺤﺔ ﻋﻘ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟ ـ ـ ـ ــﺰواج ﻳﺴﺘﺸ ـ ـ ـ ــﻜﻞ اﳌ ـ ـ ـ ــﺮء أن ﻳﻜ ـ ـ ـ ــﻮن اﻟﻨﺴ ـ ـ ـ ــﺐ واﻻﻧﺘﻤ ـ ـ ـ ــﺎء
اﻟﻌﺸـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﺮي واﻟﻘﺒﻠـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣـ ـ ـ ـ ــﻦ ﲨﻠـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻷﻣـ ـ ـ ـ ــﻮر اﻟـ ـ ـ ـ ــﱵ ﺗﻄﻠـ ـ ـ ـ ــﺐ ﻓﻴﻬـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﻜﻔـ ـ ـ ـ ــﺎءة وﻛـ ـ ـ ـ ــﺄن
اﻹﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼم ﻳﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ اﻟﻌﻨﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺔ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﱵ ﻋﺮﻓﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﺒﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺔ ﰲ ﻛﺜ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲑ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت
واﳊﻀﺎرات .
واﻟ ـ ـ ـ ــﺬي ﻳﻔ ـ ـ ـ ــﺘﺢ ﻟﻨ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ـ ــﺎب اﻟﻔﻬ ـ ـ ـ ــﻢ ﳌ ـ ـ ـ ــﺎ ﻗ ـ ـ ـ ــﺮرﻩ اﻟﻔﻘﻬ ـ ـ ـ ــﺎء ﰲ ﻫ ـ ـ ـ ــﺬا اﳌﻮﺿ ـ ـ ـ ــﻮع
أﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮان :أﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﳘﺎ اﻟﻨﻈ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ إﱃ ﻣﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺰواج واﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﱵ ﲢ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮي ﰲ ﺑﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻫﺎ
اﻻﺟﺘﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻋﻲ وﺿ ـ ـ ـ ـ ــﻊ اﻷﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺲ واﳌﻘﻮﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ﻟﺘﻘﻮﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺔ اﻷرﺣ ـ ـ ـ ـ ــﺎم وﻋﻼﻗـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت
اﻟﺘﻜﺎﻓ ـ ـ ــﻞ واﻟ ـ ـ ـ ـﱰاﺣﻢ اﳌﺒﻨﻴ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﻘﺮاﺑ ـ ـ ــﺔ .وﻣ ـ ـ ــﻦ ﻫﻨ ـ ـ ــﺎ ﻛ ـ ـ ــﺎن اﺷ ـ ـ ـ ـﱰاط ﻣـ ـ ـ ــﺎ اﺷ ـ ـ ــﱰﻃﻪ
اﻟﻔﻘﻬ ـ ـ ـ ــﺎء ﻣﺒﻨﻴـ ـ ـ ـ ـﺎً ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ ﻣﻌﺮﻓ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ـ ــﻨﻬﻢ ﺑ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻌﺮف اﻟﺴ ـ ـ ـ ــﺎﺋﺪ ﰲ ﺑﻴﺌ ـ ـ ـ ــﺘﻬﻢ اﻟ ـ ـ ـ ــﱵ ﲢ ـ ـ ـ ــﺪﺛﻮا
ﻓﻴﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ،وأن اﻟﺘﻜ ـ ـ ـ ــﺎﻓﺆ ﰲ اﻟﻨﺴ ـ ـ ـ ــﺐ ﰲ ﺗﻠ ـ ـ ـ ــﻚ اﻟﺒﻴﺌ ـ ـ ـ ــﺔ ﻫ ـ ـ ـ ــﻮ ﺗﺄﺻ ـ ـ ـ ــﻴﻞ ﻟﺼ ـ ـ ـ ــﻠﺔ اﻷرﺣ ـ ـ ـ ــﺎم
ﲟﻘﺪﻣﺎ ﺎ وأﺳﺒﺎ ﺎ .
ﻓﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻗ ـ ـ ـ ـ ــﺮرﻩ اﻟﻔﻘﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎء ﰲ ﻣﻮﺿ ـ ـ ـ ـ ــﻮع اﻟﻜﻔ ـ ـ ـ ـ ــﺎءة ﻻ ﻳﻠﻐ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﲝ ـ ـ ـ ـ ــﺎل ﻣﻌﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺎر اﻟﺘﻔﺎﺿ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
ـﺎس إِﻧﱠـ ـ ـ ــﺎ َﺧﻠَ ْﻘﻨَ ـ ـ ـ ــﺎ ُﻛﻢ ﱢﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ذَ َﻛـ ـ ـ ـ ـ ٍﺮ اﳊﻘﻴﻘ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺜﺎﺑ ـ ـ ـ ــﺖ ﺑﻘﻮﻟ ـ ـ ـ ــﻪ ﺗﻌ ـ ـ ـ ــﺎﱃ ):ﻳَـ ـ ـ ــﺎ أَﻳـﱡ َﻬ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﻨﱠـ ـ ـ ـ ُ
ـﺎرﻓُﻮا إِ ﱠن أَ ْﻛـ ـ ـ ـ ـ َـﺮَﻣ ُﻜ ْﻢ ِﻋﻨـ ـ ـ ـ ـ َـﺪ اﻟﻠﱠـ ـ ـ ـ ـ ِـﻪ أَﺗْـ َﻘـ ـ ـ ـ ــﺎ ُﻛ ْﻢ ِ ِ
َوأُﻧﺜَـ ـ ـ ـ ـ ٰـﻰ َو َﺟ َﻌ ْﻠﻨَـ ـ ـ ـ ــﺎ ُﻛ ْﻢ ُﺷـ ـ ـ ـ ـ ُـﻌﻮﺑًﺎ َوﻗَـﺒَﺎﺋـ ـ ـ ـ ـ َـﻞ ﻟﺘَـ َﻌـ ـ ـ ـ ـ َ
ـﲑ(]اﳊﺠ ـ ـ ـ ـ ـﺮات ،[١٣ :وﻻ ﻳﻠﻐـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻘـ ـ ـ ـ ــﺪوة ﰲ ﻓﻌـ ـ ـ ـ ــﻞ اﻟﺮﺳـ ـ ـ ـ ــﻮل إِ ﱠن اﻟﻠﱠـ ـ ـ ـ ــﻪَ َﻋﻠِـ ـ ـ ـ ـ ِ
ـﻴﻢ َﺧﺒـ ـ ـ ـ ـ ٌ
ٌ
ﺎﻋﺘَ ـ ـ ـ ـ ﱠـﻞ ٍ ِ ِ ِ
ﺑﻘﻮﻟ ـ ـ ـ ــﻪ ﺻ ـ ـ ـ ــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴ ـ ـ ـ ــﻪ وﺳ ـ ـ ـ ــﻠﻢ ) :أ َْﻋﻄ َﻬ ـ ـ ـ ــﺎ َوﻟَ ـ ـ ـ ـ ْـﻮ َﺧﺎَﲤًـ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ـ ـ ْـﻦ َﺣﺪﻳ ـ ـ ـ ــﺪ ،ﻓَ ْ
ـﺎل :ﻓَـ َﻘـ ـ ـ ـ ْﺪ َزﱠو ْﺟﺘُ َﻜ َﻬ ـ ـ ــﺎ ـﺎلَ :ﻛـ ـ ـ ـ َﺬا َوَﻛـ ـ ـ ـ َﺬا ،ﻗَـ ـ ـ َ آن؟ ﻗَـ ـ ـ َ ـﻚ ِﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟ ُﻘ ـ ـ ــﺮ ِ
ـﺎلَ :ﻣ ـ ـ ــﺎ َﻣ َﻌ ـ ـ ـ َ َ ْ ﻟَـ ـ ــﻪُ ،ﻓَـ َﻘ ـ ـ ـ َ
ﻚ ِﻣ َﻦ اﻟ ُﻘْﺮآن ( .
ِ 35
ِﲟَﺎ َﻣ َﻌ َ
ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﳛﻘ ـ ـ ـ ـ ــﻖ اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﰲ ﺑﻴﺌ ـ ـ ـ ـ ــﺔ وﻋ ـ ـ ـ ـ ــﺮف اﺟﺘﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻋﻲ ﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﺪ ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﻮ
ﻣﻔﺘـ ـ ـ ـ ــﺎح اﻟﻔﻬـ ـ ـ ـ ــﻢ ﳌ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻳﺴﺘﺸـ ـ ـ ـ ــﻜﻞ ﺑﻌـ ـ ـ ـ ــﺾ اﻟﻔﺘ ـ ـ ـ ـ ــﺎوى ﰲ ﻗﻀـ ـ ـ ـ ــﻴﺔ اﻟـ ـ ـ ـ ــﺰواج أو ﻏﲑﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
وﻳﺒﻘ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻨﻈـ ـ ـ ـ ــﺮ اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﺪي اﻟﻜﻠـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻫ ـ ـ ـ ــﻮ اﻷداة اﳌﻨﻬﺠﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻷﻣﺜـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـﻊ
اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ وأﺣﻜﺎﻣﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أو اﻟﺘﻌﺎﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﱰاث واﻻﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻔﺎدة ﻣﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ
ﺑﺼﲑة .36
اﻻﻧﻤﻮذج اﻟﺮاﺑﻊ :رﻣﻲ اﻟﺠﻤﺎر ﻓﻲ أﻳﺎم اﻟﺘﺸﺮﻳﻖ :
ﺗﺘﺰاﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﰲ اﻵوﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻷﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲑة أﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم اﳊ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺞ أﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪاد اﳊﺠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎج ﺑﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻜﻞ
ﻣﻄ ـ ـ ـ ــﺮد وﻗ ـ ـ ـ ــﺪ ﳒ ـ ـ ـ ــﻢ ﻋ ـ ـ ـ ــﻦ ﻫ ـ ـ ـ ــﺬا اﻟﺘﺰاﻳ ـ ـ ـ ــﺪ ﺗـ ـ ـ ـ ـﺰاﺣﻢ ﻋﻨﻴ ـ ـ ـ ــﻒ وﻣﻀ ـ ـ ـ ــﺎﻳﻘﺔ ﺷ ـ ـ ـ ــﺪﻳﺪة أدت
إﱃ ﺗﻐ ـ ـ ـ ــﲑ اﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ــﺎد ﻛﺜ ـ ـ ـ ــﲑ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻌﻠﻤ ـ ـ ـ ــﺎء اﳌﻔﺘ ـ ـ ـ ــﲔ ﰲ ﻛﺜ ـ ـ ـ ــﲑ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﳌﺴ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻞ ،وﳐﺎﻟﻔ ـ ـ ـ ــﺔ
اﳌﺸ ـ ـ ـ ـ ــﻬﻮر ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﳌ ـ ـ ـ ـ ــﺬاﻫﺐ ﲣﻔﻴﻔ ـ ـ ـ ـ ـﺎً ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻨ ـ ـ ـ ـ ــﺎس ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻀ ـ ـ ـ ـ ــﻴﻖ واﳊ ـ ـ ـ ـ ــﺮج ،وﻛ ـ ـ ـ ـ ــﻢ
ﺳﻴﺤﺼ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻟﻠﻨ ـ ـ ـ ـ ــﺎس ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﺷ ـ ـ ـ ـ ــﺪة وﻛ ـ ـ ـ ـ ــﺮب ﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻮ ﲤﺴ ـ ـ ـ ـ ــﻚ أوﻟﺌ ـ ـ ـ ـ ــﻚ اﻟﻌﻠﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺎء ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﺄﻗﻮال
أﺋﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻬﻢ أو أﻓﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮا ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ دون اﻋﺘﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر ﻟﺘﻐ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲑ اﻷﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮال واﻟﻈ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮوف واﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻼف
اﻷزﻣﻨﺔ وا ﺘﻤﻌﺎت.
ﻓﺮﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﳉﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر ﰲ أﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم اﻟﺘﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻖ ﻳﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪأ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ زوال اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻤﺲ
ﺑﺎﻻﺗﻔ ـ ـ ــﺎق ،ودﻟ ـ ـ ــﻴﻠﻬﻢ ﺣ ـ ـ ــﺪﻳﺚ اﺑـ ـ ـ ــﻦ ﻋﺒ ـ ـ ــﺎس رﺿ ـ ـ ــﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻤـ ـ ـ ــﺎ أﻧ ـ ـ ــﻪ ﻗ ـ ـ ــﺎل ) :رﻣـ ـ ـ ــﻰ
37
رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﺣﲔ زاﻟﺖ اﻟﺸﻤﺲ (
وأﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﺎﻳ ـ ـ ـ ــﺔ وﻗ ـ ـ ـ ــﺖ اﻟﺮﻣ ـ ـ ـ ــﻲ ﻓﻔﻴ ـ ـ ـ ــﻪ ﺧ ـ ـ ـ ــﻼف اﻟﻔﻘﻬ ـ ـ ـ ــﺎء ﻓﻌﻨ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺎﻓﻌﻴﺔ واﳊﻨﺎﺑﻠ ـ ـ ـ ــﺔ
:38آﺧ ـ ـ ــﺮ وﻗـ ـ ـ ــﺖ اﻟﺮﻣ ـ ـ ــﻲ ﻳﻨﺘﻬ ـ ـ ــﻲ ﺑﻐ ـ ـ ــﺮوب ﴰـ ـ ـ ــﺲ اﻟﻴ ـ ـ ــﻮم اﻟﺮاﺑ ـ ـ ــﻊ ﻣ ـ ـ ــﻦ أﻳ ـ ـ ــﺎم اﻟﻨﺤـ ـ ـ ــﺮ،
وﻫـ ـ ـ ــﻮ آﺧـ ـ ـ ــﺮ أﻳـ ـ ـ ــﺎم اﻟﺘﺸ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻖ ،ودﻟـ ـ ـ ــﻴﻠﻬﻢ :أن أﻳـ ـ ـ ــﺎم اﻟﺘﺸ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻖ ﻛﻠﻬـ ـ ـ ــﺎ وﻗـ ـ ـ ــﺖ ﻟﻠﺮﻣـ ـ ـ ــﻲ،
ﻓﺈذا أﺧﺮﻩ ﻣﻦ أول وﻗﺘﻪ إﱃ آﺧﺮﻩ ﱂ ﻳﻠﺰﻣﻪ ﺷﻲء .
وأﻣ ـ ـ ـ ــﺎ اﳊﻨﻔﻴ ـ ـ ـ ــﺔ واﳌﺎﻟﻜﻴ ـ ـ ـ ــﺔ : 39ﻓﻘﻴ ـ ـ ـ ــﺪوا رﻣ ـ ـ ـ ــﻲ ﻛ ـ ـ ـ ــﻞ ﻳ ـ ـ ـ ــﻮم ﺑﻴﻮﻣ ـ ـ ـ ــﻪ ﰒ ﻓﺼ ـ ـ ـ ــﻠﻮا
:ﻓ ـ ـ ــﺬﻫﺐ اﳊﻨﻔﻴ ـ ـ ــﺔ إﱃ أﻧ ـ ـ ــﻪ ﻳﻨﺘﻬ ـ ـ ــﻲ رﻣ ـ ـ ــﻲ اﻟﻴ ـ ـ ــﻮم اﻟﺜ ـ ـ ــﺎﱐ ﻣ ـ ـ ــﻦ أﻳـ ـ ـ ــﺎم اﻟﻨﺤ ـ ـ ــﺮ ﺑﻄﻠ ـ ـ ــﻮع
ﻓﺠـ ـ ـ ــﺮ اﻟﻴـ ـ ـ ــﻮم اﻟﺜﺎﻟ ـ ـ ـ ـﺚ ،ورﻣـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻴـ ـ ـ ــﻮم اﻟﺜﺎﻟـ ـ ـ ــﺚ ﻳﻨﺘﻬـ ـ ـ ــﻲ ﺑﻄﻠـ ـ ـ ــﻮع اﻟﻔﺠـ ـ ـ ــﺮ ﻣـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻴ ـ ـ ـ ــﻮم
اﻟﺮاﺑ ـ ـ ـ ـ ــﻊ ،ﻓﻤ ـ ـ ـ ـ ــﻦ أﺧ ـ ـ ـ ـ ــﺮ اﻟﺮﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻲ إﱃ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻌ ـ ـ ـ ـ ــﺪ وﻗﺘ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓﻌﻠﻴ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻘﻀ ـ ـ ـ ـ ــﺎء ،وﻋﻠﻴ ـ ـ ـ ـ ــﻪ دم
ﻋﻨﺪﻫﻢ .
واﻟ ـ ـ ـ ــﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ ﺟ ـ ـ ـ ـﻮاز اﻟﺮﻣ ـ ـ ـ ــﻲ ﺑﻌ ـ ـ ـ ــﺪ ﻣﻐ ـ ـ ـ ــﺮب ـ ـ ـ ــﺎر اﻟﺮﻣ ـ ـ ـ ــﻲ ﻫ ـ ـ ـ ــﻮ ﺣ ـ ـ ـ ــﺪﻳﺚ
اﻹذن ﻟﻠﺮﻋ ـ ـ ـ ــﺎء ﺑ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺮﻣﻲ ﻟ ـ ـ ـ ــﻴﻼً ؛ ﻓﻌ ـ ـ ـ ــﻦ اﺑ ـ ـ ـ ــﻦ ﻋﺒ ـ ـ ـ ــﺎس رﺿ ـ ـ ـ ــﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻤ ـ ـ ـ ــﺎ ,ﻗ ـ ـ ـ ــﺎل ) :
أن اﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ رﺧﺺ ﻟﻠﺮﻋﺎة أن ﻳﺮﻣﻮا ﻟﻴﻼً (. 40
وذﻫـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ اﳌﺎﻟﻜﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ : 41إﱃ أﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻳﻨﺘﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ أداء اﻟﺮﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ إﱃ ﻏـ ـ ـ ـ ـ ــﺮوب ﻛـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ
ﻳ ـ ـ ـ ــﻮم ،وﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻌ ـ ـ ـ ــﺪﻩ ﻗﻀ ـ ـ ـ ــﺎء ﻟ ـ ـ ـ ــﻪ ،وﻳﻔ ـ ـ ـ ــﻮت اﻟﺮﻣ ـ ـ ـ ــﻲ ﺑﻐ ـ ـ ـ ــﺮوب ﴰ ـ ـ ـ ــﺲ اﻟﻴ ـ ـ ـ ــﻮم اﻟﺮاﺑ ـ ـ ـ ــﻊ،
وﻳﻠﺰﻣـ ـ ـ ـ ــﻪ دم ﰲ ﺗـ ـ ـ ـ ــﺮك رﻣـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺣﺼـ ـ ـ ـ ــﺎة أو ﰲ ﺗـ ـ ـ ـ ــﺮك رﻣـ ـ ـ ـ ــﻲ اﳉﻤﻴـ ـ ـ ـ ــﻊ ،وﻛـ ـ ـ ـ ــﺬﻟﻚ ﻳﻠﺰﻣـ ـ ـ ـ ــﻪ
دم إذا أﺧﺮ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ رﻣﻲ اﳊﺼﻴﺎت إﱃ اﻟﻠﻴﻞ.42
وﻗ ـ ـ ـ ــﺪ اﺧﺘ ـ ـ ـ ــﺎر ﻛﺜ ـ ـ ـ ــﲑ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﶈﻘﻘ ـ ـ ـ ــﲔ وﺟﻬ ـ ـ ـ ــﺎت اﻹﻓﺘ ـ ـ ـ ــﺎء ﺟ ـ ـ ـ ـﻮاز اﻟﺮﻣ ـ ـ ـ ــﻲ ﻟ ـ ـ ـ ــﻴﻼً
ﻣﺮاﻋـ ـ ـ ــﺎة ﻟﻠﺴـ ـ ـ ــﻌﺔ واﻟﺘﻴﺴـ ـ ـ ــﲑ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﳊﺠـ ـ ـ ــﺎج ﻣـ ـ ـ ــﻦ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـﺪﱠة واﻟﺰﺣـ ـ ـ ــﺎم وﺣﻔﻈـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠـ ـ ـ ــﻨﻔﺲ
ﻣـ ـ ـ ــﻦ اﳍـ ـ ـ ــﻼك واﳌـ ـ ـ ــﻮت ﻧﺘﻴﺠـ ـ ـ ــﺔ ﻟـ ـ ـ ــﺬﻟﻚ اﻟﺰﺣـ ـ ـ ــﺎم ،وﻫﻨـ ـ ـ ــﺎ ﻇﻬـ ـ ـ ــﺮ ﺟﻠﻴـ ـ ـ ــﺎ دور اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ــﺎد
اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﺪي ﰲ اﻟﱰﺟـ ـ ـ ـ ــﻴﺢ ﺑـ ـ ـ ـ ــﲔ اﻟﻨﺼـ ـ ـ ـ ــﻮص اﻟﺸـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ واﻟﻌﻤـ ـ ـ ـ ــﻞ ﲟـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳﻐﻠـ ـ ـ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـﻰ
.43
اﻟﻈﻦ اﻧﻪ اﺻﻠﺢ ﻟﻠﻌﺒﺎد
اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ واﻟﺘﻮﺻﻴﺎت
ﺑﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬا اﻟﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮض اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬي ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻣﻨﺎﻩ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻣﻮﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮع " دور اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد
اﻟﻤﻘﺎﺻـ ـ ـ ــﺪي ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﺿـ ـ ـ ــﺒﻂ ﻓﻬـ ـ ـ ــﻢ اﻟـ ـ ـ ــﻨﺺ اﻟﺸـ ـ ـ ــﺮﻋﻲ واﺳـ ـ ـ ــﺘﻨﺒﺎط اﻷﺣﻜـ ـ ـ ــﺎم ﻣﻨـ ـ ـ ــﻪ
ﻧﺸﲑ إﱄ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ واﻟﱵ أﳘُﻬﺎ : "ُ ،
.1اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪي ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﻮ ﻋﺒ ـ ـ ـ ـ ــﺎرة ﻋ ـ ـ ـ ـ ــﻦ :ﺟﻌ ـ ـ ـ ـ ــﻞ اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ
وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻼﺟﺘﻬﺎد ﻻ ﻣﺼﺪرا ﻟﻪ .
.2ان ﻟﻠﺘﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻊ ﻣﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ووﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻞ ﲢﻘﻴﻘﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻷﺣﻜـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ،وﻫـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮاﺑﻂ
ﻟﻔﻬ ـ ـ ـ ــﻢ اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﺺ اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻲ واﺳ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺘﺎج اﻷﺣﻜ ـ ـ ـ ــﺎم ﻣﻨ ـ ـ ـ ــﻪ وﺑﺎﻻﺳ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺘﺎج ﻳ ـ ـ ـ ــﺪﺧﻞ
أﻳﻀ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺮأي اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬي ﻳﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻤﻞ اﳌﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱀ اﳌﺮﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺔ
واﻻﺳﺘﺤﺴﺎن وﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ اﻷدﻟﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ .
اﻟﺘﻮﺻﻴﺎت :
.1ﻳﻮﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺒﺎﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺚ اﳉﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﳌﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺆوﻟﺔ ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﳌﻨـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻫﺞ اﻟﺪراﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺔ ﰲ
اﳌﺮاﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ اﻟﺪراﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺔ اﻷوﱃ ﺑﺈﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻓﺔ ﻣﻮﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﻋﺎت ﻣﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ
ﻟﻜﺘـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ اﻟﱰﺑﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻹﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻼﻣﻴﺔ ،ﻟﻴﺒـ ـ ـ ـ ـ ــﺪأ اﻟﻄﺎﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ ﺑﻔﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ اﳌﻘﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﻮد ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
وﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﰲ ﺗﺸﺮﻳﻊ اﻷﺣﻜﺎم .
.2ﻛﻤـ ـ ـ ــﺎ ﻳﻮﺻـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺒﺎﺣـ ـ ـ ــﺚ اﳉﺎﻣﻌـ ـ ـ ــﺎت ﺑﺘـ ـ ـ ــﺪرﻳﺐ اﻟﻄﻠﺒـ ـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ـ ــﻦ ﺧـ ـ ـ ــﻼل ﻣ ـ ـ ـ ـﻮاد
اﻟﺜﻘﺎﻓ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻹﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺘﻔﻜ ـ ـ ـ ـ ــﲑ اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪي وإﺑـ ـ ـ ـ ـ ـﺮاز دور اﳋﻄ ـ ـ ـ ـ ــﺎب
اﳌﻘﺎﺻﺪي ﲝﻞ اﳌﺸﻜﻼت.
.3ﻋﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪورات اﻟﺘﺪرﻳﺒﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻘﻀـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎة واﳌﻔﺘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲔ وواﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻌﻲ اﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮاﻧﲔ
واﻷﻧﻈﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ اﻻﺟﺘﻬﺎد اﳌﻘﺎﺻﺪي.
اﻟﻬﻮاﻣﺶ واﻹﺣﺎﻻت:
1اﳉﻮﻫﺮي ،اﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﲪﺎد ،اﻟﺼﺤﺎح ،ﻣﻄﺒﻮع ﻣﻊ اﻟﺼﺤﺎح ﰲ اﻟﻠﻐﺔ واﻟﻌﻠﻮم ،إﻋﺪاد وﺗﺼﻨﻴﻒ ﻧﺪﱘ
ﻣﺮﻋﺸﻠﻲ وأﺳﺎﻣﺔ ﻣﺮﻋﺸﻠﻲ ،دار اﳊﻀﺎرة ،ﺑﲑوت 460/1
2اﺑﻦ ﻗﺪاﻣﻪ ،اﻹﻣﺎم ﻣﻮﻓﻖ اﻟﺪﻳﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ اﲪﺪ ﺑﻦ ﻗﺪاﻣﻪ اﳌﻘﺪﺳﻲ ،روﺿﺔ اﻟﻨﺎﻇﺮ وﺟﻨﺔ اﳌﻨﺎﻇﺮ ﰲ أﺻﻮل
اﻟﻔﻘﻪ ،اﳌﻄﺒﻌﺔ اﻟﺴﻠﻔﻴﺔ وﻣﻜﺘﺒﺘﻬﺎ ،اﻟﻘﺎﻫﺮة ،ط 1391 ) 4/ﻫـ ( ،ص 190
3اﻟﺮازي ,ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﳊﺴﲔ ،اﶈﺼﻮل ،ﲢﻘﻴﻖ ﻃﻪ ﺟﺎﺑﺮ ﻓﻴﺎض اﻟﻌﻠﻮاﱐ ،ط1400 ،1/ﻫـ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
اﻹﻣﺎم ﳏﻤﺪ ،اﻟﺮﻳﺎض 8 - 7 / 3
4ﻳﻨﻈﺮ :اﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮر ،ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻜﺮم اﻷﻧﺼﺎري )ت 711:ﻫـ ( ،ﻟﺴﺎن اﻟﻌﺮب ،ﺑﲑوت ،دار ﺻﺎدر ،ﻣﺎدة "
ﻗﺼﺪ " ،353/3اﻷزﻫﺮي ،ﳏﻤﺪ ﺑﻦ أﲪﺪ ﺬﻳﺐ اﻟﻠﻐﺔ ،ﲢﻘﻴﻖ :ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﳏﻤﺪ ﻫﺎرون ،اﳌﺆﺳﺴﺔ
اﳌﺼﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺘﺄﻟﻴﻒ واﻹﻧﺒﺎء واﻟﻨﺸﺮ1964 ،م ،358/8 ،ﻣﺮﻋﺸﻠﻲ ،ﻧﺪﱘ وأﺳﺎﻣﺔ ،اﻟﺼﺤﺎح ﰲ اﻟﻠﻐﺔ )
ﲡﺪﻳﺪ ﺻﺤﺎح اﻟﻌﻼﻣﺔ اﳉﻮﻫﺮي واﳌﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻠﺠﺎﻣﻊ واﳉﺎﻣﻌﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ( ،ﺗﻘﺪﱘ :ﻋﺒﺪ اﷲ
اﻟﻌﻼﻳﻠﻲ ،ﺑﲑوت ،دار اﳊﻀﺎرة. 524/2 ،
5ﻳﻨﻈﺮ :اﻟﻴﻮﰊ ،د .ﳏﻤﺪ ﺳﻌﺪ ،ﻛﺘﺎب ﻣﻘﺎﺻﺪ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻷدﻟﺔ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ،دار اﳍﺠﺮة
ﻟﻠﻨﺸﺮ ،اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ1418 ،ﻫـ )ط ،( 1ص 28
6اﻟﻐﺰاﱄ ،أﰊ ﺣﺎﻣﺪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ )ت505ه( ،اﳌﺴﺘﺼﻔﻰ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ اﻷﺻﻮل ،ﲢﻘﻴﻖ :د .ﳏﻤﺪ
ﺳﻠﻴﻤﺎن اﻷﺷﻘﺮ ،ﺑﲑوت ،ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ 1997،م ) ط491/2 ،(1
7اﻵﻣﺪي ،ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﰊ ﳏﻤﺪ ،اﻹﺣﻜﺎم ﰲ أﺻﻮل اﻷﺣﻜﺎم ،ﺑﲑوت ،دار اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ1983 ،م )ط،(1
. 296/3
8اﻟﺸﺎﻃﱯ ،أﺑﻮ إﺳﺤﺎق إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ اﻟﻠﺨﻤﻲ )ت790ه( ،اﳌﻮاﻓﻘﺎت ﰲ أﺻﻮل اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ،ﺗﻌﻠﻴﻖ :ﻋﺒﺪ
اﷲ دراز ،ﺑﲑوت ،دار اﳌﻌﺮﻓﺔ8/2 ،
9اﻟﺸﺎﻃﱯ ،اﳌﻮاﻓﻘﺎت 37/2
10اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر ،اﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻄﺎﻫﺮ ﻣﻘﺎﺻﺪ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ،ﻃﺒﻊ ﻣﺼﻨﻊ اﻟﻜﺘﺎب ﻟﻠﺸﺮﻛﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ1978 ،م )
ط ،( 1/ص 50
11اﻟﻔﺎﺳﻲ ،ﻋﻼل ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ ،ﻣﻘﺎﺻﺪ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﻣﻜﺎرﻣﻬﺎ ،ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط1979 ،م
) ط ،( 2/ص .3
12اﳋﺎدﻣﻲ ،ﻧﻮر اﻟﺪﻳﻦ ،اﻻﺟﺘﻬﺎد اﳌﻘﺎﺻﺪي , ,ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻛﺘﺎب اﻻﻣﺔ ,ﻗﻄﺮ 1419,ﻫـ ,ج ،1ص39
13ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم آﻳﺖ ﺳﻌﻴﺪ ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺘﻮراﻩ ﺑﻌﻨﻮان :اﻻﺟﺘﻬﺎد اﳌﻘﺎﺻﺪي :ﻣﻔﻬﻮﻣﻪ ﳎﺎﻻﺗﻪ ﺿﻮاﺑﻄﻪ ﲢﺖ
إﺷﺮاف اﻟﺪﻛﺘﻮر أﲪﺪ اﻟﺮﻳﺴﻮﱐ ،ﻛﻠﻴﺔ اﻵداب واﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﲜﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ اﳋﺎﻣﺲ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط،
http://www.maghress.com/attajdid/9288
14اﳋﺎدﻣﻲ ,اﻻﺟﺘﻬﺎد اﳌﻘﺎﺻﺪي 133/1 ,
15ﻳﻨﻈﺮ :اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ
16ﻳﻨﻈﺮ :اﻟﻌﻠﻮاﱐ ،ﻃﻪ ﺟﺎﺑﺮ ،ﻣﻘﺎﺻﺪ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ،دار اﳍﺎدي ،ﺑﲑوت ،ط1421 ،1ﻫـ 2001 -م ،ص
125 - 124
17ﻳﻨﻈﺮ :اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ
18اﻟﺸﺎﻃﱯ ،اﳌﻮاﻓﻘﺎت 331/2
19اﻟﺸﺎﻃﱯ ،اﳌﻮاﻓﻘﺎت 386/2
20ﻳﻨﻈﺮ :اﳋﺎدﻣﻲ :اﻻﺟﺘﻬﺎد اﳌﻘﺎﺻﺪي 134 /1
21اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻫﻲ :وﺻﻒ ﻇﺎﻫﺮ ﻣﻨﻀﺒﻂ ﳛﺼﻞ ﻋﻘﻼ ﻣﻦ ﺗﺮﺗﺐ اﳊﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺢ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻘﺼﻮدا ﻣﻦ
ﺣﺼﻮل ﻣﺼﻠﺤﺔ أو دﻓﻊ ﻣﻔﺴﺪة .
22ﻳﻨﻈﺮ :ﻓﺘﺤﻲ اﻟﺪرﻳﲏ ،اﳌﻨﺎﻫﺞ اﻻﺻﻮﻟﻴﺔ ﰲ اﻻﺟﺘﻬﺎد ﺑﺎﻟﺮأي ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻻﺳﻼﻣﻲ ,اﳌﺘﺤﺪة ﻟﻠﺘﻮزﻳﻊ ,
ﺳﻮرﻳﺎ ,ط ،1985 ,2ص27
23ﻳﻨﻈﺮ :أﺑﻮ زﻫﺮة ،أﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ اﻻﺳﻼﻣﻲ ،ص .397
24ﻳﻨﻈﺮ :اﻟﺒﻮﻃﻲ ،ﳏﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ رﻣﻀﺎن ،ﺿﻮاﺑﻂ اﳌﺼﻠﺤﺔ ﰲ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ،ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ1992 ،م
) ط، (6/ص132
25ﻳﻨﻈﺮ :اﳌﺴﺘﺼﻔﻰ 126/2،
38ﻳﻨﻈﺮ :اﻟﺸﺮﺑﻴﲏ ،ﺎﻳﺔ اﶈﺘﺎج ،435 / 2اﺑﻦ ﻗﺪاﻣﺔ ،اﳌﻐﲏ 450 / 3
39ﻳﻨﻈﺮ :اﻟﺴﺮﺧﺴﻲ ،اﳌﺒﺴﻮط ،68 / 4اﻟﺪﺳﻮﻗﻲ ،ﴰﺲ اﻟﺪﻳﻦ ﳏﻤﺪ ﻋﺮﻓﻪ ،ﺣﺎﺷﻴﺔ اﻟﺪﺳﻮﻗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮح
اﻟﻜﺒﲑ ﻟﻠﺪردﻳﺮ ،اﻟﻘﺎﻫﺮة ،دار إﺣﻴﺎء اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ 51 / 2 ،اﳌﻴﺪاﱐ ،ﻋﺒﺪ اﻟﻐﲏ ﺑﻦ ﻃﺎﻟﺐ ﺑﻦ ﲪﺎدة ﺑﻦ
إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﻐﻨﻴﻤﻲ اﻟﺪﻣﺸﻘﻲ اﳊﻨﻔﻲ )اﳌﺘﻮﰱ1298 :ﻫـ( ،اﻟﻠﺒﺎب ﰲ ﺷﺮح اﻟﻜﺘﺎب . 161 /2
40اﳍﻴﺜﻤﻲ ،ﻧﻮر اﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﰊ ﺑﻜﺮ ) ت ، ( 807ﳎﻤﻊ اﻟﺰواﺋﺪ وﻣﻨﺒﻊ اﻟﻔﻮاﺋﺪ ،ﻃﺒﻌﺔ دار اﻟﻔﻜﺮ،
ﺑﲑوت ،ﻃﺒﻌﺔ ،329/3 1412ورواﻩ اﻟﻄﱪاﱐ ﰲ اﻟﻜﺒﲑ وﻓﻴﻪ إﺳﺤﺎق ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ أﰊ ﻓﺮوة وﻫﻮ ﻣﱰوك.
41ﻳﻨﻈﺮ :اﻟﺪﺳﻮﻗﻲ ،ﺣﺎﺷﻴﺔ اﻟﺪﺳﻮﻗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮح اﻟﻜﺒﲑ ﻟﻠﺪردﻳﺮ ،51 / 2 ،وﺷﺮح اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ 480 / 1
42ﻳﻨﻈﺮ :اﻟﻜﺎﺳﺎﱐ ،ﺑﺪاﺋﻊ اﻟﺼﻨﺎﺋﻊ ،137 / 2اﻟﻌﺜﻴﻤﲔ ،ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﺎﱀ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ،اﻟﺸﺮح اﳌﻤﺘﻊ ﻋﻠﻰ زاد
اﳌﺴﺘﻨﻘﻊ ،ﻣﺆﺳﺴﺔ إﻣﺎم ﻟﻠﻨﺸﺮ 1416،ﻫـ ) ط ،385 / 7 ،(1/ﻓﺘﺎوى اﳊﺞ واﻟﻌﻤﺮة واﻟﺰﻳﺎرة ،ﲨﻊ ﳏﻤﺪ
اﳌﺴﻨﺪ ،دار اﻟﻮﻃﻦ ،اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ ،ص .110
43ﻳﻨﻈﺮ :اﳌﺰﻳﺪ ،د .ﺻﺎﱀ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ اﻟﻔﻬﺪ ،ﻓﻘﻪ اﻷﺋﻤﺔ اﻷرﺑﻌﺔ ﺑﲔ اﻟﺰاﻫﺪﻳﻦ ﻓﻴﻪ واﳌﺘﻌﺼﺒﲔ ﻟﻪ ،ﻣﻄﺒﻌﺔ
اﳌﺪﱐ ،ﻣﺼﺮ 1413 ،ﻫـ ) ،ط ،(1/ص . 66