You are on page 1of 25

‫ﻣﺠﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻤﻴﺔ؛ دورﻳﺔ ﻧﺼﻒ ﺳﻨﻮﻳﺔ ﻣﺤ ّﻜﻤﺔ ﺗﺼﺪر ﻋﻦ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ﻟﺘﺎﻣﻨﻐﺴﺖ – اﻟﺠ ـﺰاﺋﺮ‬

‫دور اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺺ اﻟﺸﺮﻋﻲ‬


‫واﺳﺘﻨﺒﺎط اﻷﺣﻜﺎم ﻣﻨﻪ‬

‫د‪ .‬ﺧﻠﻮق ﺿﻴﻒ اﷲ ﻣﺤﻤﺪ آﻏﺎ‬


‫اﺳﺘﺎذ أﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻤﺸﺎرك‬
‫ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﻧﻮح اﻟﻘﻀﺎة ﻟﻠﺸﺮﻳﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧﻮن‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ) اﻷردن – ﻋﻤﺎن (‬

‫ﺗﻬـ ـ ـ ــﺪف ﻫـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺪراﺳـ ـ ـ ــﺔ إﻟـ ـ ـ ــﻰ ﺑﻴ ـ ـ ـ ـﺎن دور اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ــﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻـ ـ ـ ــﺪي ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﺿـ ـ ـ ــﺒﻂ ﻓﻬـ ـ ـ ــﻢ‬
‫اﻟـ ـ ــﻨﺺ اﻟﺸ ـ ـ ــﺮﻋﻲ واﺳ ـ ـ ــﺘﻨﺒﺎط اﻷﺣﻜ ـ ـ ــﺎم ﻣﻨ ـ ـ ــﻪ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺧـ ـ ــﻼل ﺑﻴ ـ ـ ــﺎن أﻫﻤﻴ ـ ـ ــﺔ ﻓﻬ ـ ـ ــﻢ اﻟﻤﻘﺎﺻ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ‬
‫وﺗﺴـ ـ ـ ــﺨﻴﺮ ﻫـ ـ ـ ــﺬا اﻟﻔﻬـ ـ ـ ــﻢ ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﻋﻤﻠﻴـ ـ ـ ــﺔ اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ــﺎد اﻟﻔﻘﻬـ ـ ـ ــﻲ ﺑﺠﻌﻠـ ـ ـ ــﻪ ﺿـ ـ ـ ــﺎﺑﻄﺎ ﻟﻠﻔﺘـ ـ ـ ــﻮى وﻻﺳـ ـ ـ ــﺘﻨﺒﺎط‬
‫أﺣﻜـ ـ ــﺎم اﻟﻨـ ـ ــﻮازل ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﻨﺼـ ـ ــﻮص اﻟﺸـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ‪ ،‬وﻗـ ـ ــﺪ رﻛـ ـ ــﺰ اﻟﺒﺎﺣـ ـ ــﺚ ﻓـ ـ ــﻲ ﻫـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺪراﺳـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺑﻴـ ـ ــﺎن‬
‫ﻣﻌﻨـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ـ ــﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﺪي ﻋﻨـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻋﻠﻤـ ـ ـ ـ ــﺎء اﻷﺻـ ـ ـ ـ ــﻮل‪ ،‬وﺗﺤﺪﻳـ ـ ـ ـ ــﺪ ﺿـ ـ ـ ـ ــﻮاﺑﻄﻪ وﺑﻴـ ـ ـ ـ ــﺎن ﺻـ ـ ـ ـ ــﻠﺘﻪ‬
‫ﺑﺎﻷدﻟـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻗـ ـ ـ ــﺪ اﻋﺘﻤـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺒﺎﺣـ ـ ـ ــﺚ ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﻫـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺪراﺳـ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻤـ ـ ـ ــﻨﻬﺞ اﻻﺳـ ـ ـ ــﺘﻘﺮاﺋﻲ واﻟﻤ ـ ـ ـ ــﻨﻬﺞ‬
‫اﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ ‪.‬‬
‫وﻛ ـ ـ ــﺎن ﻣ ـ ـ ــﻦ اﺑ ـ ـ ــﺮز ﻧﺘ ـ ـ ــﺎﺋﺞ ﻫ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺪراﺳ ـ ـ ــﺔ ان اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ــﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻ ـ ـ ــﺪي ﻫ ـ ـ ــﻮ ﻋﺒ ـ ـ ــﺎرة ﻋ ـ ـ ــﻦ‬
‫‪ :‬ﺟﻌ ـ ـ ـ ـ ــﻞ اﻟﻤﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ وﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻴﻠﺔ ﻟﻼﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎد ﻻ ﻣﺼ ـ ـ ـ ـ ــﺪرا ﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬وان ﻟﻠﺘﺸـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻊ ﻣﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪ‬
‫ووﺳـ ـ ـ ــﺎﺋﻞ ﺗﺤﻘﻴـ ـ ـ ــﻖ ﻫـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﻤﻘﺎﺻـ ـ ـ ــﺪ اﻟﻌﻤـ ـ ـ ــﻞ ﺑﺎﻷﺣﻜـ ـ ـ ــﺎم اﻟﻤﺴـ ـ ـ ــﺘﻨﺒﻄﺔ ﻣـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻨﺼـ ـ ـ ــﻮص اﻟﺸـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ‪،‬‬
‫وﻫـ ـ ـ ــﻲ ﺿـ ـ ـ ــﻮاﺑﻂ ﻟﻔﻬـ ـ ـ ــﻢ اﻟـ ـ ـ ــﻨﺺ اﻟﺸـ ـ ـ ــﺮﻋﻲ واﺳـ ـ ـ ــﺘﻨﺒﺎط اﻷﺣﻜـ ـ ـ ــﺎم ﻣﻨـ ـ ـ ــﻪ واﻟﻔﺘـ ـ ـ ــﻮى ﺑـ ـ ـ ــﻪ وﺑﺎﻻﺳـ ـ ـ ــﺘﻨﺘﺎج‬
‫ﻳـ ـ ـ ــﺪﺧﻞ أﻳﻀـ ـ ـ ــﺎ اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ــﺎد ﺑـ ـ ـ ــﺎﻟﺮأي اﻟـ ـ ـ ــﺬي ﻳﺸـ ـ ـ ــﻤﻞ اﻟﻤﺼـ ـ ـ ــﺎﻟﺢ اﻟﻤﺮﺳـ ـ ـ ــﻠﺔ واﻻﺳﺘﺤﺴـ ـ ـ ــﺎن وﻏﻴﺮﻫـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻣﻦ اﻷدﻟﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ‪.‬‬

‫‪Abstract :‬‬
‫‪This study aims to explain the role of ijtihad Makassed to adjust to‬‬
‫‪understand the text and legitimate devise sentences him through‬‬
‫‪the statement of the importance of understanding the purposes of‬‬
‫‪legitimacy and harness‬‬ ‫‪this understanding‬‬ ‫‪in the‬‬ ‫‪process‬‬ ‫‪of‬‬
‫‪jurisprudence by making‬‬ ‫‪officers to devise‬‬ ‫‪provisions‬‬ ‫‪calamity‬‬ ‫‪of‬‬
‫‪religious texts, has focused researcher in this study on the meaning‬‬

‫اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻣﻦ‪ /‬ﺟﻮان ‪2013‬‬ ‫‪121‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻤﻴﺔ‬


‫د‪ .‬ﺧﻠﻮق ﺿﻴﻒ اﷲ ﻣﺤﻤﺪ آﻏﺎ‬ ‫دور اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺺ اﻟﺸﺮﻋﻲ‬

‫‪of‬‬ ‫‪ijtihad‬‬ ‫‪Makassedwhen‬‬ ‫‪scientists‬‬ ‫‪assets,‬‬ ‫‪and‬‬ ‫‪determine‬‬ ‫‪its‬‬


‫‪controls and the statement relates to the evidence, was adopted in‬‬
‫‪this study, the researcher on the inductive method and analytical‬‬
‫‪approach.‬‬
‫‪It was the most prominent results‬‬ ‫‪of this study that‬‬ ‫‪diligence‬‬
‫‪Makassed is about: making purposes‬‬ ‫‪legitimate means of‬‬ ‫‪diligence‬‬
‫‪not source it,‬‬ ‫‪and that‬‬ ‫‪the legislation purposes and means of‬‬
‫‪achieving them‬‬ ‫‪provisions,‬‬ ‫‪which controls to understand the text‬‬
‫‪and legitimate conclusion Conditions him‬‬ ‫‪and conclusion‬‬ ‫‪also‬‬
‫‪introduces diligence opinion, which includes‬‬ ‫‪interests sending‬‬ ‫‪and‬‬
‫‪plaudits and other mental evidence.‬‬

‫ﻣﻘﺪﻣ ــﺔ‬
‫اﳊﻤـ ـ ـ ـ ــﺪ ﷲ وﻛﻔـ ـ ـ ـ ــﻰ واﻟﺼـ ـ ـ ـ ــﻼة واﻟﺴـ ـ ـ ـ ــﻼم ﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻨـ ـ ـ ـ ــﱯ اﳌﺼـ ـ ـ ـ ــﻄﻔﻰ‪ ،‬وﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﻰ‬
‫آﻟﻪ‪ ،‬وﺻﺤﺒﻪ‪ ،‬وﻣﻦ اﺟﺘﱮ‪ ،‬وﺑﻌﺪ ‪،،،‬‬
‫ﳌـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻛـ ـ ـ ـ ــﺎن دور اﳌﻔـ ـ ـ ـ ــﱵ ﻻ ﻳﻘﺘﺼـ ـ ـ ـ ــﺮ ﻋـ ـ ـ ـ ــﺎدة ﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻹﺟﺎﺑـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻋـ ـ ـ ـ ــﻦ أﺳـ ـ ـ ـ ــﺌﻠﺔ‬
‫اﳌﺴ ـ ـ ـ ــﺘﻔﱵ ﲟ ـ ـ ـ ــﺎ ﳛﻔ ـ ـ ـ ــﻆ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﻓ ـ ـ ـ ــﺮوع ﻓﻘﻬﻴ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣﺸ ـ ـ ـ ــﺎ ﺔ ﳊﺎﻟﺘ ـ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬ﺑ ـ ـ ـ ــﻞ ﻳﺘﺠ ـ ـ ـ ــﺎوز ذﻟ ـ ـ ـ ــﻚ‬
‫ﻟﻴﺼ ـ ـ ـ ــﻞ ﺑﺎﺟﺘﻬﺎداﺗ ـ ـ ـ ــﻪ اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺪﻳﺔ إﱃ ﲢﻘﻴ ـ ـ ـ ــﻖ ﻣﻘﺼ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺎرع ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﺧ ـ ـ ـ ــﻼل ﻓﻬﻤ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﻟﻠ ـ ـ ـ ــﻨﺺ اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻲ ﻓﻬﻤ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳﻼﻣ ـ ـ ـ ــﺲ اﻟﻮاﻗ ـ ـ ـ ــﻊ ﻓﻴﺴ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺒﻂ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﺺ ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳﻌﺘﻘ ـ ـ ـ ــﺪ ان‬
‫ﻓﻴـ ـ ـ ــﻪ ﺻـ ـ ـ ــﻼح أﻣـ ـ ـ ــﺮ اﳌﺴـ ـ ـ ــﺘﻔﱵ ﻣـ ـ ـ ــﻦ ﺧـ ـ ـ ــﻼل ﺗﻌﻠﻴﻤـ ـ ـ ــﻪ وﺗﺄدﻳﺒـ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻗـ ـ ـ ــﺪ ﺟـ ـ ـ ــﺎءت ﻫـ ـ ـ ــﺬﻩ‬
‫اﻟﺪراﺳـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﺘﺒـ ـ ـ ـ ــﲔ ﻣـ ـ ـ ـ ــﺪى أﳘﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻫـ ـ ـ ـ ــﺬا اﻟﻨـ ـ ـ ـ ــﻮع ﻣـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ـ ــﺎد ﰲ اﺑ ـ ـ ـ ـ ـﺮاز ﻣﻼﺋﻤـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟـ ـ ـ ـ ــﻨﺺ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻲ ﻟﻠﻮاﻗـ ـ ـ ـ ــﻊ‪ ،‬وﻛـ ـ ـ ـ ــﺬﻟﻚ ﺣﺎﺟـ ـ ـ ـ ــﺔ اﳌﻔـ ـ ـ ـ ــﱵ ﻟـ ـ ـ ـ ــﻪ ﰲ اﺳـ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺒﺎط اﻷﺣﻜـ ـ ـ ـ ــﺎم‬
‫ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﻟ ـ ـ ـ ــﺬا ﻓﻘ ـ ـ ـ ــﺪ رﻏ ـ ـ ـ ــﺐ اﻟﺒﺎﺣ ـ ـ ـ ــﺚ ﰲ إﻓـ ـ ـ ـ ـﺮاد ﻫ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﳌﺴ ـ ـ ـ ــﺄﻟﺔ ﺑﺎﻟﺪراﺳ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﺑﻴ ـ ـ ـ ــﺎن‬
‫أﳘﻴﺘﻬﺎ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﱃ ﺑﻴﺎن ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﻔﻘﻪ اﻟﻮاﻗﻊ ‪.‬‬
‫واﻫﺘﻤـ ـ ـ ـ ــﺖ ﻫـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺪراﺳـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺒﻴـ ـ ـ ـ ــﺎن وﲢﺮﻳـ ـ ـ ـ ــﺮ ﻣﻮﺿـ ـ ـ ـ ــﻮﻋﺎت ﻫـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺪراﺳـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ ﻫﻴﺌ ـ ـ ـ ــﺔ اﺗﻀ ـ ـ ـ ــﺢ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﺧﻼﳍ ـ ـ ـ ــﺎ أﳘﻴ ـ ـ ـ ــﺔ اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺪي ﰲ ﻓﻬ ـ ـ ـ ــﻢ اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﺺ‬
‫اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻣﻦ ‪ /‬ﺟﻮان ‪2013‬‬ ‫‪122‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻤﻴﺔ‬
‫د‪ .‬ﺧﻠﻮق ﺿﻴﻒ اﷲ ﻣﺤﻤﺪ آﻏﺎ‬ ‫دور اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺺ اﻟﺸﺮﻋﻲ‬

‫اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻲ‪ ،‬وﻧﺎﻗﺸـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ أﻳﻀـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﺘﻜﻴﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﻒ اﻷﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﱄ اﻟﻔﻘﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﺒﻌﺾ اﳌﺴـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻞ‬
‫اﻟﻔﻘﻬﻴﺔ اﻟﻘﺪﳝﺔ واﳌﻌﺎﺻﺮة ‪.‬‬
‫وﺟﺎءت ﻫﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻵﺗﻴﺔ ‪:‬‬
‫‪ .1‬ﻣﺎ اﳌﻘﺼﻮد ﺑﺎﻻﺟﺘﻬﺎد اﳌﻘﺎﺻﺪي ؟‬
‫‪ .2‬ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ دور اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪي ﰲ ﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺒﻂ ﻓﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻨﺺ‬
‫اﻟﺸﺮﻋﻲ؟‬
‫وأﻣﺎ اﻫﺪاف ﻫﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ ﻓﻬﻲ ‪:‬‬
‫‪ .1‬ﺑﻴﺎن ﻣﻌﲎ اﻻﺟﺘﻬﺎد اﳌﻘﺎﺻﺪي ‪.‬‬
‫‪ .2‬ﺑﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن دور اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪي ﰲ ﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺒﻂ ﻓﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻨﺺ‬
‫اﻟﺸﺮﻋﻲ ‪.‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ‪:‬‬
‫ﺑﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺒﺤـ ـ ـ ـ ـ ــﺚ ﰲ اﻟﺪراﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﺴـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑﻘﺔ ذات اﻟﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺔ ﲟﻮﺿـ ـ ـ ـ ـ ــﻮع ﻫـ ـ ـ ـ ـ ــﺬا‬
‫اﻟﺒﺤ ـ ـ ـ ــﺚ ﺗﺒ ـ ـ ـ ــﲔ ﻟﻠﺒﺎﺣ ـ ـ ـ ــﺚ ان اﻛﺜﺮﻫ ـ ـ ـ ــﺎ ﺻ ـ ـ ـ ــﻠﺔ ﺑﺎﳌﻮﺿ ـ ـ ـ ــﻮع دراﺳ ـ ـ ـ ــﺔ ﻧ ـ ـ ـ ــﻮر اﻟ ـ ـ ـ ــﺪﻳﻦ‬
‫ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﳐﺘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر اﳋـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدﻣﻲ‪ ،‬ﺑﻌﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮان ‪ :‬اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪي )ﺣﺠﻴﺘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‪...‬‬
‫ﺿ ـ ـ ـ ـ ـﻮاﺑﻄﻪ ‪ ...‬ﳎﺎﻻﺗ ـ ـ ـ ــﻪ ( ‪ , ,‬ﲝ ـ ـ ـ ــﺚ ﻣﻨﺸ ـ ـ ـ ــﻮر ﰲ ﻛﺘ ـ ـ ـ ــﺎب اﻷﻣ ـ ـ ـ ــﺔ ﺻ ـ ـ ـ ــﺎدر ﻋ ـ ـ ـ ــﻦ‬
‫ﻣﺮﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺰ اﻟﺒﺤ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮث واﻟﺪراﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ‪ ,‬ﰲ وزارة اﻷوﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎف واﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺆون اﻹﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼﻣﻴﺔ‬
‫ﻗﻄ ـ ـ ـ ــﺮ‪ ,‬أﺻـ ـ ـ ـ ــﺪر ﺿ ـ ـ ـ ــﻤﻦ ﺳﻠﺴـ ـ ـ ـ ــﻠﺔ دورﻳ ـ ـ ـ ــﺔ ﺗﺼـ ـ ـ ـ ــﺪر ﻛ ـ ـ ـ ــﻞ ﺷـ ـ ـ ـ ــﻬﺮﻳﻦ ﺗﺴ ـ ـ ـ ــﻤﻰ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫)ﻛﺘﺎب ﻷﻣﺔ( اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ ‪ 1419 :‬ﻫـ ‪ 1998 -‬م‪.‬‬
‫ﻋـ ـ ـ ـ ــﺮض ﻓﻴـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﺒﺎﺣـ ـ ـ ـ ــﺚ ﳉﻮاﻧـ ـ ـ ـ ــﺐ ﻣـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻣﺒﺤـ ـ ـ ـ ــﺚ ﻣﺴـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻚ اﻟﻌﻠـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻋﻨـ ـ ـ ـ ــﺪ‬
‫اﻷﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮﻟﻴﲔ واﻟﻔﻘﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء واﻋﺘﱪﻫـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﳏـ ـ ـ ـ ـ ــﻮر اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد ﲜﻤﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ آﻓﺎﻗـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‪ ,‬ﻛﻤـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﲢ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪث ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮاﺑﻂ اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪي وﻣﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻠﺰﻣﺎﺗﻪ وﳎﺎﻻﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫وﻣﺸـ ـ ـ ـ ـ ــﻜﻼت ﻣﻌﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺮة ﰲ ﺿـ ـ ـ ـ ـ ــﻮء اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺪي وﲝـ ـ ـ ـ ـ ــﺚ ﰲ ﺛﻨﺎﻳـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ذﻟﻚ ﲢﻘﻴﻖ ﻣﺴﻤﻴﺎت ﺷﺮﻋﻴﻪ ﻣﻘﺎﺻﺪﻳﺔ ﻛﺎﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ‪.‬‬

‫اﻟﻌﺪد ‪ /8‬ﺟﻮان ‪2013‬‬ ‫‪123‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻤﻴﺔ‬


‫د‪ .‬ﺧﻠﻮق ﺿﻴﻒ اﷲ ﻣﺤﻤﺪ آﻏﺎ‬ ‫دور اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺺ اﻟﺸﺮﻋﻲ‬

‫ودراﺳ ـ ـ ـ ــﺔ ﻋﺒ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺴ ـ ـ ـ ــﻼم آﻳ ـ ـ ـ ــﺖ ﺳ ـ ـ ـ ــﻌﻴﺪ‪ ،‬وﻫ ـ ـ ـ ــﻲ رﺳ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺔ دﻛﺘ ـ ـ ـ ــﻮراﻩ ﺑﻌﻨـ ـ ـ ـ ـﻮان‪:‬‬
‫اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪي‪ :‬ﻣﻔﻬﻮﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﳎﺎﻻﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮاﺑﻄﻪ‪ ،‬ﲢ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ إﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮاف‬
‫اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻛﺘﻮر أﲪ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺮﻳﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﱐ‪ ،‬ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻣﺖ ﺑﻜﻠﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻵداب واﻟﻌﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮم اﻹﻧﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻴﺔ‬
‫ﲜﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ اﳋﺎﻣﺲ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط ‪.‬‬
‫ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮض ﻓﻴﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﺒﺎﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺚ ﻟﻠﺘﻌﺮﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻒ ﺑﺎﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪي‪ ،‬وﺑﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن‬
‫ﳎﺎﻻﺗﻪ‪ ،‬وﺿﻮاﺑﻄﻪ ‪.‬‬
‫وﻫ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺪراﺳ ـ ـ ـ ــﺔ ﺳ ـ ـ ـ ــﱰﻛﺰ اﻟﺒﺤ ـ ـ ـ ــﺚ ﺣ ـ ـ ـ ــﻮل ﺿ ـ ـ ـ ــﺒﻂ ﻓﻬ ـ ـ ـ ــﻢ اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﺺ اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻲ‬
‫ﻣـ ـ ـ ــﻦ ﺧـ ـ ـ ــﻼل اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ــﺪي‪ ،‬ﻛﻤـ ـ ـ ــﺎ ا ـ ـ ـ ــﺎ ﺳـ ـ ـ ــﺘﺘﻌﺮض ﻟﻨﻤـ ـ ـ ــﺎذج ﻋﻤﻠﻴ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﳌﺴﺎﺋﻞ ﺑﻨﻴﺖ أﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺟﺘﻬﺎد اﳌﻘﺎﺻﺪي ﻗﺪﳝﺎ وﺣﺪﻳﺜﺎ ‪.‬‬
‫وﻗ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻗﺘﻀ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﻃﺒﻴﻌ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺪراﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ أن ﺗﻘﺴ ـ ـ ـ ـ ــﻢ إﱃ ﻣﻄﻠ ـ ـ ـ ـ ــﺐ ﲤﻬﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺪي‪،‬‬
‫وﻣﻄﻠﺒﲔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻵﰐ ‪:‬‬
‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي ‪ :‬وﻓﻴﻪ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﻤﻔﺮدات اﻟﻌﻨﻮان ‪.‬‬
‫اﻟﻤﺒﺤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺚ اﻷول ‪ :‬ﺣﺠﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪي ودورﻩ ﰲ ﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺒﻂ ﻓﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ‬
‫اﻟﻨﺺ اﻟﺸﺮﻋﻲ ‪.‬‬
‫اﻟﻤﺒﺤ ـ ــﺚ اﻟﺜ ـ ــﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺿ ـ ـﻮاﺑﻂ اﻻﺟﺘﻬ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻ ـ ــﺪي وﳕ ـ ــﺎذج ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘ ـ ــﺎت اﻟﻔﻘﻬﻴ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻔﺘﺎوى ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺟﺘﻬﺎد اﳌﻘﺎﺻﺪي ‪.‬‬
‫اﳋﺎﲤﺔ وﻓﻴﻬﺎ اﻫﻢ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ واﻟﺘﻮﺻﻴﺎت ‪.‬‬
‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي ‪:‬‬
‫ﳝﺜ ـ ـ ـ ــﻞ اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﺪي ﲦ ـ ـ ـ ــﺮة ﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﻢ اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺪ ﻛﻠـ ـ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻓﻤ ـ ـ ـ ــﺎ اﳌﻘﺼـ ـ ـ ـ ــﻮد‬
‫ﺑﺎﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﺪي‪ ،‬وﻫـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻫـ ـ ـ ـ ــﻮ ﺣﺠـ ـ ـ ـ ــﺔ ﳝﻜـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻻﺳـ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺎد اﻟﻴﻬـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻨـ ـ ـ ـ ــﺪ‬
‫ﻋ ـ ـ ـ ــﺪم وﺟ ـ ـ ـ ــﻮد ﻧ ـ ـ ـ ــﺺ ﺷ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻲ ﰲ اﳌﺴ ـ ـ ـ ــﺄﻟﺔ‪ ،‬وﻣ ـ ـ ـ ــﺎ دورﻩ ﰲ ﺿ ـ ـ ـ ــﺒﻂ ﻓﻬ ـ ـ ـ ــﻢ اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﺺ‬
‫اﻟﺸـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻲ واﺳـ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺒﺎط اﻷﺣﻜـ ـ ـ ـ ــﺎم ﻣﻨـ ـ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻫـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻷﺳـ ـ ـ ـ ــﺌﻠﺔ ﲡﻴـ ـ ـ ـ ــﺐ ﻋﻨﻬـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻫـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ‬
‫اﻟﺪراﺳﺔ ﺑﺈذن اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺳﺎﺋﻠﲔ اﳌﻮﱃ ﻋﺰ وﺟﻞ اﻟﺘﻮﻓﻴﻖ واﻟﺴﺪاد ‪.‬‬

‫اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻣﻦ ‪ /‬ﺟﻮان ‪2013‬‬ ‫‪124‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻤﻴﺔ‬


‫د‪ .‬ﺧﻠﻮق ﺿﻴﻒ اﷲ ﻣﺤﻤﺪ آﻏﺎ‬ ‫دور اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺺ اﻟﺸﺮﻋﻲ‬

‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول ‪ :‬اﻻﺟﺘﻬﺎد ﻟﻐﺔ واﺻﻄﻼﺣﺎ ‪:‬‬


‫أوﻻ ‪ :‬اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ـ ــﺎد ﻟﻐـ ـ ـ ـ ــﺔ ‪ :‬ﺑ ـ ـ ـ ــﺬل اﻟﻮﺳـ ـ ـ ـ ــﻊ وا ﻬ ـ ـ ـ ــﻮد ‪ ،1‬ﻣـ ـ ـ ـ ــﺄﺧﻮذ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﳉﻬـ ـ ـ ـ ــﺪ‬
‫ﻳﻦ ﻳَـْﻠ ِﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ُـﺰو َن‬ ‫ﱠ ِ‬
‫)ﺑﻀ ـ ـ ـ ـ ــﻢ اﳉ ـ ـ ـ ـ ــﻴﻢ ( وﻫ ـ ـ ـ ـ ــﻮ اﻟﻄﺎﻗ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻛﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﰲ ﻗﻮﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺗﻌ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱃ ‪ :‬اﻟ ـ ـ ـ ـ ــﺬ َ‬
‫ﻳﻦ َﻻ َِﳚـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـﺪو َن إِﱠﻻ‬ ‫ِ ﱠ ِ‬ ‫ﲔ ِﰲ اﻟ ﱠ‬ ‫ِِ‬ ‫اﻟْﻤﻄﱠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﱢﻮ ِﻋ ِ‬
‫ﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َـﺪﻗَﺎت َواﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬ َ‬ ‫ﲔ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َـﻦ اﻟْ ُﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْـﺆﻣﻨ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـﻴﻢ‬
‫اب أَﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ٌ‬ ‫ـﺨُﺮو َن ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـْﻨـ ُﻬ ْﻢ َﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺨَﺮ اﻟﻠﱠـ ـ ـ ـ ـ ــﻪُ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـْﻨـ ُﻬ ْﻢ َوَﳍـُـ ـ ـ ـ ـ ْـﻢ َﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َﺬ ٌ‬ ‫ُﺟ ْﻬ ـ ـ ـ ـ ـ َـﺪ ُﻫ ْﻢ ﻓَـﻴَ ْﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫]اﻟﺘﻮﺑﺔ‪. [79 :‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎ ‪ :‬اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻄﻼﺣﺎ ‪ :‬ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬل ا ﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮد ﰲ اﻟﻌﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ﺑﺄﺣﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم‬
‫اﻟﺸﺮع‪. 2‬‬
‫وﺑ ـ ـ ـ ـ ــﲔ اﻟﺘﻌﺮﻳ ـ ـ ـ ـ ــﻒ اﻟﻠﻐ ـ ـ ـ ـ ــﻮي واﻟﺘﻌﺮﻳ ـ ـ ـ ـ ــﻒ اﻻﺻ ـ ـ ـ ـ ــﻄﻼﺣﻲ ﻋﻤ ـ ـ ـ ـ ــﻮم وﺧﺼ ـ ـ ـ ـ ــﻮص‪،‬‬
‫ﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻻﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﻄﻼﺣﻲ أﺧـ ـ ـ ـ ـ ــﺺ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﺘﻌﺮﻳـ ـ ـ ـ ـ ــﻒ اﻟﻠﻐـ ـ ـ ـ ـ ــﻮي ؛ إذ اﻟﺘﻌﺮﻳـ ـ ـ ـ ـ ــﻒ‬
‫اﻟﻠﻐـ ـ ـ ـ ــﻮي ﻳﺸـ ـ ـ ـ ــﻤﻞ ﺑـ ـ ـ ـ ــﺬل اﻟﻮﺳـ ـ ـ ـ ــﻊ ﰲ ﲢﺼـ ـ ـ ـ ــﻴﻞ أي ﺷـ ـ ـ ـ ــﻲء ﳛﺘـ ـ ـ ـ ــﺎج ﲢﺼـ ـ ـ ـ ــﻴﻠﻪ إﱃ‬
‫ﺑ ـ ـ ـ ــﺬل وﺳ ـ ـ ـ ــﻊ ‪ ،3‬أﻣ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﺘﻌﺮﻳ ـ ـ ـ ــﻒ اﻻﺻ ـ ـ ـ ــﻄﻼﺣﻲ ﻓﺈﳕ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳﻌ ـ ـ ـ ــﲏ ﺑ ـ ـ ـ ــﺬل اﻟﻮﺳ ـ ـ ـ ــﻊ ﰲ‬
‫ﻣﻌﺮﻓﺔ اﳊﻜﻢ اﻟﺸﺮﻋﻲ ﺧﺎص ‪.‬‬
‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻤﻘﺎﺻﺪ ﻟﻐﺔ واﺻﻄﻼﺣﺎ ‪:‬‬
‫أوﻻ ‪ :‬اﻟﻤﻘﺎﺻﺪ ﻟﻐﺔ ‪:‬‬
‫اﻟﻤﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺪ ﻟﻐ ـ ـ ـ ــﺔ ‪ :‬ﲨ ـ ـ ـ ــﻊ ﻣﻘﺼ ـ ـ ـ ــﺪ‪ ،‬واﻟﻘﺼ ـ ـ ـ ــﺪ ﰲ اﻟﻠﻐ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟ ـ ـ ـ ــﻪ ﻋ ـ ـ ـ ــﺪة ﻣﻌ ـ ـ ـ ــﺎﱐ أﺧﺘ ـ ـ ـ ــﺎر‬
‫ﻣﻨﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳﺘﻨﺎﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺐ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻊ اﳌﻌ ـ ـ ـ ـ ــﲎ اﻻﺻ ـ ـ ـ ـ ــﻄﻼﺣﻲ وﻫ ـ ـ ـ ـ ــﻮ ‪ :‬اﻻﻋﺘﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺎد واﻷَ ﱡم ‪ ،4‬إذ‬
‫ﻓﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻷم واﻻﻋﺘﻤـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد وإﺗﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ــﻲء‪ ،‬وﻛﻠﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗـ ـ ـ ـ ـ ــﺪور ﺣـ ـ ـ ـ ـ ــﻮل إرادة اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲء‪،‬‬
‫واﻟﻌﺰم ﻋﻠﻴﻪ‪.5‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ ‪ :‬اﻟﻤﻘﺎﺻﺪ اﺻﻄﻼﺣﺎ ‪:‬‬
‫إذا أﻃﻠﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﰲ اﻟﻔﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ واﻷﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮل ﻗﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎ ﻣﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ‬
‫اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ‪ ،‬وﱂ ﻳـ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻛﺮ اﻟﻔﻘﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء واﻷﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮﻟﻴﻮن ﻗـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﳝﺎ ﺗﻌﺮﻳﻔـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ واﺿـ ـ ـ ـ ـ ــﺤﺎ ﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ‬
‫اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ‪ ،‬وإﳕ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﻲ إﺷ ـ ـ ـ ـ ــﺎرات ﻟﻠﻤﻌ ـ ـ ـ ـ ــﲎ اﻟﻌ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﳍ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻓﻌﻨ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﺗﻌﺮﻳ ـ ـ ـ ـ ــﻒ اﻟﻐـ ـ ـ ـ ـ ـﺰاﱄ‬
‫ﺑﺎﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺪ ﻗ ـ ـ ـ ــﺎل ‪ ) :‬وﻣﻘﺼ ـ ـ ـ ــﻮد اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺮع ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﳋﻠ ـ ـ ـ ــﻖ ﲬﺴ ـ ـ ـ ــﺔ ؛ وﻫ ـ ـ ـ ــﻮ ‪ :‬أن ﳛﻔ ـ ـ ـ ــﻆ‬

‫اﻟﻌﺪد ‪ /8‬ﺟﻮان ‪2013‬‬ ‫‪125‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻤﻴﺔ‬


‫د‪ .‬ﺧﻠﻮق ﺿﻴﻒ اﷲ ﻣﺤﻤﺪ آﻏﺎ‬ ‫دور اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺺ اﻟﺸﺮﻋﻲ‬

‫ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻴﻬﻢ دﻳ ـ ـ ـ ــﻨﻬﻢ‪ ،‬وﻧﻔﺴ ـ ـ ـ ــﻬﻢ‪ ،‬وﻋﻘﻠﻬ ـ ـ ـ ــﻢ‪ ،‬وﻧﺴ ـ ـ ـ ــﻠﻬﻢ‪ ،‬وﻣ ـ ـ ـ ــﺎﳍﻢ ؛ ﻓﻜ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳﺘﻀـ ـ ـ ـ ـﻤﻦ‬
‫ﺣﻔ ـ ـ ـ ـ ــﻆ ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻷﺻ ـ ـ ـ ـ ــﻮل اﳋﻤﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻓﻬ ـ ـ ـ ـ ــﻮ ﻣﺼ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ‪ ،‬وﻛ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳﻔ ـ ـ ـ ـ ــﻮت ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ‬
‫اﻷﺻﻮل ﻓﻬﻮ ﻣﻔﺴﺪة‪ ،‬ودﻓﻌﻬﺎ ﻣﺼﻠﺤﺔ (‪.6‬‬
‫وأﻣ ـ ـ ـ ــﺎ اﻵﻣـ ـ ـ ـ ــﺪي ﻓﻴﻘ ـ ـ ـ ــﻮل ‪ ) :‬إن اﳌﻘﺼ ـ ـ ـ ــﻮد ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﺷ ـ ـ ـ ــﺮع اﳊﻜ ـ ـ ـ ــﻢ ‪ :‬إﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﺟﻠ ـ ـ ـ ــﺐ‬
‫ﻣﺼﻠﺤﺔ‪ ،‬أو دﻓﻊ ﻣﻀﺮة‪ ،‬أو ﳎﻤﻮع اﻷﻣﺮﻳﻦ (‪.7‬‬
‫وﻗ ـ ـ ـ ـ ــﺎل اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻃﺒﻲ ‪ ) :‬ﺗﻜ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻴﻒ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ ﺗﺮﺟ ـ ـ ـ ـ ــﻊ إﱃ ﺣﻔ ـ ـ ـ ـ ــﻆ ﻣﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻫﺎ ﰲ‬
‫اﳋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻖ‪ ،‬وﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻻ ﺗﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪو ﺛﻼﺛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ أﻗﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ‪ :‬أﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻫﺎ ‪ :‬أن ﺗﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮن‬
‫ﺿ ـ ـ ـ ـ ــﺮورﻳﺔ‪ ،‬واﻟﺜ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱐ ‪ :‬أن ﺗﻜ ـ ـ ـ ـ ــﻮن ﺣﺎﺟﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬واﻟﺜﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ــﺚ ‪ :‬أن ﺗﻜ ـ ـ ـ ـ ــﻮن ﲢﺴ ـ ـ ـ ـ ــﻴﻨﻴﺔ ( ‪،8‬‬
‫وﻗﻮﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ‪ ) :‬إن اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرع ﻗﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﺑﺎﻟﺘﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻊ إﻗﺎﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﳌﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱀ اﻷﺧﺮوﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫واﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ(‪.9‬‬
‫وﰲ ﻛـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗﻘـ ـ ـ ـ ـ ــﺪم ﱂ ﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ ﺗﻌﺮﻳﻔـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺟﺎﻣﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﻣﺎﻧﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ‪ ،‬ﻓﻘـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ‬
‫ﺗﻀـ ـ ـ ـ ــﻤﻨﺖ اﻟﺘﻌﺮﻳﻔـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﺴـ ـ ـ ـ ــﺎﺑﻘﺔ اﻟﺘﻌﺮﻳـ ـ ـ ـ ــﻒ ﺑﺎﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻣـ ـ ـ ـ ــﻦ ﺧـ ـ ـ ـ ــﻼل ﺑﻴـ ـ ـ ـ ــﺎن أﻧ ـ ـ ـ ـ ـﻮاع‬
‫اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ وﻣﺮاﺗﺒﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وأﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻜﺎﳍﺎ ﺑﻌﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪا ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻀ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺒﻂ اﻻﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻄﻼﺣﻲ اﶈ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪد‪،‬‬
‫ﻟ ـ ـ ـ ــﺬﻟﻚ اﻫ ـ ـ ـ ــﺘﻢ اﳌﻌﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺮون ﺑﻀ ـ ـ ـ ــﺒﻂ ﻣﻔﻬ ـ ـ ـ ــﻮم اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺪ وﻣ ـ ـ ـ ــﻦ أﺟ ـ ـ ـ ــﻮد ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﺟ ـ ـ ـ ــﺎء ﰲ‬
‫ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺄﰐ ‪:‬‬
‫‪ .1‬ﻋـ ـ ـ ــﺮف اﺑـ ـ ـ ــﻦ ﻋﺎﺷـ ـ ـ ــﻮر ﻣﻘﺎﺻـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺘﺸ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻊ اﻟﻌﺎﻣـ ـ ـ ــﺔ ﺑﻘﻮﻟـ ـ ـ ــﻪ ‪ ) :‬ﻫـ ـ ـ ــﻲ اﳌﻌـ ـ ـ ــﺎﱐ‬
‫واﳊﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ اﳌﻠﺤﻮﻇـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرع‪ ،‬ﰲ ﲨﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ أﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮال اﻟﺘﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻊ‪ ،‬أو‬
‫ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ (‪.10‬‬
‫‪ .2‬وﻋﺮﻓﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋ ـ ـ ـ ــﻼل اﻟﻔﺎﺳ ـ ـ ـ ــﻲ ﺑﻘﻮﻟ ـ ـ ـ ــﻪ ‪ ) :‬اﳌـ ـ ـ ـ ـﺮاد ﲟﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ ‪ :‬اﻟﻐﺎﻳ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻣﻨﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ واﻷﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮار اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﱵ وﺿـ ـ ـ ـ ـ ــﻌﻬﺎ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرع‪ ،‬ﻋﻨـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻛـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﺣﻜـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ‬
‫أﺣﻜﺎﻣﻬﺎ (‪.11‬‬
‫واﳌﻼﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻆ ﰲ اﻟﺘﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻔﲔ اﻟﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑﻘﲔ أن اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪور ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ أﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ‬
‫اﻟﻐﺎﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺎت واﻷﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺪاف واﳌﺼ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱀ واﻟﻘﻀ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻳﺎ اﻟ ـ ـ ـ ـ ــﱵ راﻋﺎﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺎرع واﻋﺘﱪﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﰲ‬

‫اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻣﻦ ‪ /‬ﺟﻮان ‪2013‬‬ ‫‪126‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻤﻴﺔ‬


‫د‪ .‬ﺧﻠﻮق ﺿﻴﻒ اﷲ ﻣﺤﻤﺪ آﻏﺎ‬ ‫دور اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺺ اﻟﺸﺮﻋﻲ‬

‫أﺣﻜﺎﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ‪.‬وﻋﻠﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﳝﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﺗﻌﺮﻳـ ـ ـ ـ ـ ــﻒ ﻣﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ ﺑﺄ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‪ :‬ﻫـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﳌﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱐ‬
‫واﳊِ َﻜﻢ اﻟﱵ راﻋﺎﻫﺎ اﻟﺸﺎرع ﰲ ﺗﺸﺮﻳﻌﻪ ﻟﻸﺣﻜﺎم ‪.‬‬
‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي ‪:‬‬
‫إن اﳌﻘﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮد ﲟﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻄﻠﺢ اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪي ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺲ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳﺘﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدر إﱃ‬
‫اﻟ ـ ـ ـ ــﺬﻫﻦ ﻟﻠﻮﻫﻠ ـ ـ ـ ــﺔ اﻷوﱃ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ أن اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺪ ﻣﺴ ـ ـ ـ ــﺘﻘﻠﺔ ﺑ ـ ـ ـ ــﺬا ﺎ‪ ،‬وأ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗﻌﺘ ـ ـ ـ ــﱪ ﻣﺼ ـ ـ ـ ــﺪرا‬
‫ﻣﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻘﻼ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻣﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدر اﻟﺘﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻊ ﻛﺎﻟﻘﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎس واﳌﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ اﳌﺮﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺔ واﻟﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮف‬
‫وﻏﲑﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﻞ إن اﳌﻘﺼ ـ ـ ـ ـ ــﻮد ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻫﻨ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﻮ اﻋﺘﺒ ـ ـ ـ ـ ــﺎر اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪ واﻷﺧ ـ ـ ـ ـ ــﺬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﰲ‬
‫ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻔﻘﻬﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﱰﺟﻴﺢ واﻻﻋﺘﺒﺎر‪.‬‬
‫وﻗـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻋـ ـ ـ ـ ـ ــﺮف اﻟﺨـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدﻣﻲ اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺪي ﺑﻘﻮﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ‪ " :‬ﻫـ ـ ـ ـ ـ ــﻮ‬
‫اﻟﻌﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﲟﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ واﻻﻟﺘﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت إﻟﻴﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ واﻻﻋﺘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪاد ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﰲ ﻋﻤﻠﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫‪12‬‬
‫اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻔﻘﻬﻲ "‪.‬‬
‫وﻗﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮ‪ " :‬إﻋﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل اﻟﻌﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﰲ ﺗﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲔ ﻣﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرع ﰲ ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ‬
‫اﻟﻨﺼ ـ ـ ـ ــﻮص واﻷﺣﻜ ـ ـ ـ ــﺎم‪ ،‬وﺳ ـ ـ ـ ــﱪ أﻏـ ـ ـ ـ ـﻮار ﻣﻌﺎﻧﻴﻬ ـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬واﻟﻜﺸ ـ ـ ـ ــﻒ ﻋ ـ ـ ـ ــﻦ ﻏﺎﻳ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺎرع‬
‫ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﺗﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺎﺗﻪ‪ ،‬رﻋﺎﻳـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ‪-‬ﰲ ﻓﻘـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻨﺺ وﺗﻨﺰﻳﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‪ -‬اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﱵ‬
‫ﺗﺸـ ـ ـ ـ ـ ـﻜﻞ اﻟﻀ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑﻂ اﳌﻨﻬﺠ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‪ ،‬واﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ــﻖ اﻟﺜﻘ ـ ـ ـ ـ ــﺎﰲ‪ ،‬واﻟﺮؤﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﳌﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻸﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﰲ‬
‫ا ﺎل اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ واﳊﻀﺎري"‪. 13‬‬
‫وﳝﻜـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻘـ ـ ـ ـ ــﻮل ﺑـ ـ ـ ـ ــﺎن اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪي ﻫـ ـ ـ ـ ــﻮ ﻋﺒـ ـ ـ ـ ــﺎرة ﻋـ ـ ـ ـ ــﻦ ‪ :‬ﺟﻌ ـ ـ ـ ـ ــﻞ‬
‫اﳌﻘﺎﺻﺪ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻼﺟﺘﻬﺎد ﻻ ﻣﺼﺪرا ﻟﻪ ‪.‬‬
‫وﻫﻨ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻻ ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻹﺷ ـ ـ ـ ـ ــﺎرة اﱃ ان اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪي ﻳﻘ ـ ـ ـ ـ ــﻮم ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ‬
‫ﺛﻼﺛـ ـ ـ ــﺔ ﻋﻨﺎﺻـ ـ ـ ــﺮ ﻫـ ـ ـ ــﻲ ‪ :‬اﻟـ ـ ـ ــﻨﺺ ‪ ,‬اﻟﻮاﻗـ ـ ـ ــﻊ‪ ،‬وﳎﺘﻬـ ـ ـ ــﺪ ‪ :‬ﻓـ ـ ـ ــﺎﻟﻨﺺ ﻫـ ـ ـ ــﻮ اﻟـ ـ ـ ــﺪﻟﻴﻞ اﻟـ ـ ـ ــﺬي‬
‫ﻳ ـ ـ ـ ـﺮاد ﺗﻄﺒﻴـ ـ ـ ــﻖ ﺣﻜﻤـ ـ ـ ــﻪ وﻋﻠﺘـ ـ ـ ــﻪ وﻣﻘﺼـ ـ ـ ــﺪﻩ‪ ،‬واﻟﻮاﻗـ ـ ـ ــﻊ ﻫـ ـ ـ ــﻮ ﻣﻴـ ـ ـ ــﺪان اﻟﻔﻌـ ـ ـ ــﻞ واﻟﺘﺼـ ـ ـ ــﺮف‬
‫اﻟ ـ ـ ـ ـ ــﺬي ﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻴﻜﻮن ﳏﻜﻮﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻟﻚ اﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻨﺺ وﻣﻮﺟﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﳓ ـ ـ ـ ـ ــﻮ ﻣﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻩ وﻏﺎﻳﺎﺗ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‪،‬‬
‫وا ﺘﻬ ـ ـ ـ ــﺪ ﻫ ـ ـ ـ ــﻮ اﳌﻜﻠ ـ ـ ـ ــﻒ اﳌﺆﻫ ـ ـ ـ ــﻞ ﻋﻘ ـ ـ ـ ــﻼ وروﺣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﻤﻼﺋﻤ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑ ـ ـ ـ ــﲔ اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﺺ واﻟﻮاﻗ ـ ـ ـ ــﻊ‬
‫أي ﻟﺘﺴ ـ ـ ـ ـ ــﻴﲑ اﻟﻮاﻗ ـ ـ ـ ـ ــﻊ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ وﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻖ اﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻨﺺ وأﺣﻜﺎﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻪ وﻣﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻩ‪ ،‬وﺗﻨﺰﻳـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬

‫اﻟﻌﺪد ‪ /8‬ﺟﻮان ‪2013‬‬ ‫‪127‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻤﻴﺔ‬


‫د‪ .‬ﺧﻠﻮق ﺿﻴﻒ اﷲ ﻣﺤﻤﺪ آﻏﺎ‬ ‫دور اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺺ اﻟﺸﺮﻋﻲ‬

‫ﻳﻨﺒﻐ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺗﻨﺰﻳﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻣﻌﺎﳉ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ﳌﺸـ ـ ـ ـ ـ ــﻜﻼت ذﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻚ اﻟﻮاﻗـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ وأﻗﻀـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺘﻪ‬
‫وأﺣﻮاﻟﻪ ‪.‬‬
‫اﻟﻤﺒﺤ ـ ـ ـ ـ ــﺚ اﻟﺜ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺣﺠﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻤﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ودور اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪي‬
‫ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺺ اﻟﺸﺮﻋﻲ ‪:‬‬
‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول ‪:‬ﺣﺠﻴﺔ ﻣﻘﺎﺻﺪ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ‪:‬‬
‫اﳌﻘﺼ ـ ـ ـ ــﻮد ﺑﺎﳊﺠﻴ ـ ـ ـ ــﺔ اﻋﺘﺒ ـ ـ ـ ــﺎر اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ دﻟ ـ ـ ـ ــﻴﻼ ﻣﺴ ـ ـ ـ ــﺘﻘﻼ ﻳﺼ ـ ـ ـ ــﻠﺢ‬
‫ﻟﺒﻨﺎء اﻷﺣﻜﺎم ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬ﻓﻬﻞ ﻫﺬا ﻣﺘﺤﻘﻖ ﰲ اﳌﻘﺎﺻﺪ ؟‬
‫اﺧﺘﻠ ـ ـ ـ ــﻒ اﻟﻌﻠﻤ ـ ـ ـ ــﺎء ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ اﻋﺘﺒ ـ ـ ـ ــﺎر اﻟﻤﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ دﻟ ـ ـ ـ ــﻴﻼ ﻣﺴ ـ ـ ـ ــﺘﻘﻼ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻴﻦ ‪:‬‬
‫اﻟﻘـ ـ ـ ــﻮل اﻷول ‪ :‬ذﻫـ ـ ـ ــﺐ اﻟﺨـ ـ ـ ــﺎدﻣﻲ وﻣـ ـ ـ ــﻦ واﻓﻘـ ـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻌﻠﻤـ ـ ـ ــﺎء اﻟـ ـ ـ ــﻰ ان‬
‫ﻣﻘﺎﺻـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ اﻟﺘـ ـ ــﻲ ﻳﻌﺘـ ـ ــﺪ ﺑﻬـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ــﻲ ﻋﻤﻠﻴـ ـ ــﺔ اﻻﺟﺘﻬـ ـ ــﺎد ﻟﻴﺴـ ـ ــﺖ دﻟـ ـ ــﻴﻼ‬
‫ﻣﺴﺘﻘﻼ‪.‬‬
‫ﻳﻘ ـ ـ ـ ــﻮل اﻟﺨـ ـ ـ ـ ــﺎدﻣﻲ‪ " :‬إن اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ اﻟـ ـ ـ ـ ــﱵ ﻳﻌﺘ ـ ـ ـ ــﺪ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﰲ ﻋﻤﻠﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ــﺎد ﺣﺠ ـ ـ ــﺔ ﺷ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ﻳﻘﻴﻨﻴ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﺣ ـ ـ ــﻖ ﺿ ـ ـ ــﺮوري ﻣﻘﻄ ـ ـ ــﻮع ﺑـ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻗ ـ ـ ــﺪ ﺛﺒ ـ ـ ــﺖ‬
‫ذﻟ ـ ـ ـ ــﻚ ﺑ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻨﺺ واﻹﲨ ـ ـ ـ ــﺎع واﻟ ـ ـ ـ ــﺪﻟﻴﻞ اﻟﻌ ـ ـ ـ ــﺎم واﳋ ـ ـ ـ ــﺎص واﻟ ـ ـ ـ ــﻮﺣﻲ اﳌﺘﻠ ـ ـ ـ ــﻮ واﳌ ـ ـ ـ ــﺮوي‬
‫وﺑﺎﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻘﺮاء اﻟﺘﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻓﺎت واﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﻦ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ وﻣﻘـ ـ ـ ـ ـ ــﺮرات اﻟﻘﻮاﻋـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ واﻷﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﻮل‬
‫اﻟﻔﻘﻬﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‪ .....‬إﻻ أن ﻫـ ـ ـ ـ ـ ــﺬا اﻟﺘﺄﻛﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﺰوم اﻻﻟﺘﻔـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت إﱃ ﻣﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ‬
‫اﻷﺣﻜـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم وﻣﻨﺎﻃﺎ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ واﻟﺘﻌﻮﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻋﻠﻴﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮاء ﰲ ﻓﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ اﻷﺣﻜـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم أو‬
‫اﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﺨﺮاﺟﻬﺎ وﺗﻨﺰﻳﻠﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﰲ اﻟﻮاﻗـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ اﳌﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺶ‪ ،‬أو ﰲ إﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮاء اﻟﻘﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﺎس ﻋﻠﻴﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫واﻹﳊ ـ ـ ـ ــﺎق ـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬أو ﻏ ـ ـ ـ ــﲑ ذﻟ ـ ـ ـ ــﻚ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﺿ ـ ـ ـ ــﺮوب اﻟﻔﻬ ـ ـ ـ ــﻢ واﻻﺳ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺘﺎج واﻟﻘﻴ ـ ـ ـ ــﺎس‬
‫واﻟﻨﻈـ ـ ـ ـ ــﺮ‪ ،‬ﻓﻬـ ـ ـ ـ ــﺬا اﻟﺘﺄﻛﻴـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻌﻤـ ـ ـ ـ ــﻞ ﺑﺎﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﺪ واﻟﺘﻌﻮﻳ ـ ـ ـ ـ ـﻞ ﻋﻠﻴـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻳـ ـ ـ ـ ــﺆدي‬
‫ﺣﺘﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺎ إﱃ ﻃ ـ ـ ـ ـ ــﺮح ﺳ ـ ـ ـ ـ ـﺆال ﻣﻬ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ﻳﺘﻌﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻖ ﲝﻘﻴﻘ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ذﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻚ اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﺑﺎﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪ‬
‫وﻃﺒﻴﻌﺘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣﻌﻨـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻩ اﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻘﻼل اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻷدﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ‬
‫واﻧﻔﺮادﻫـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﺎﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺒﺎط اﻷﺣﻜـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﻟﺘﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﲑ دﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﻼ ﺑﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻨﺺ واﻹﲨـ ـ ـ ـ ـ ــﺎع‪،‬‬

‫اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻣﻦ ‪ /‬ﺟﻮان ‪2013‬‬ ‫‪128‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻤﻴﺔ‬


‫د‪ .‬ﺧﻠﻮق ﺿﻴﻒ اﷲ ﻣﺤﻤﺪ آﻏﺎ‬ ‫دور اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺺ اﻟﺸﺮﻋﻲ‬

‫وﻣﺼ ـ ـ ـ ـ ــﺪرا ﻣﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻘﻼ ﻋﻨﻬﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أو ﻣﻬﻴﻤﻨ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠﻴﻬﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬وأﺻ ـ ـ ـ ـ ــﻼ ﻣﻘﻄﻮﻋ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‪،‬‬
‫وﺣﺠ ـ ـ ـ ــﺔ ﻳﺼ ـ ـ ـ ــﺎر إﻟﻴﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﰲ ﻣﻌﺮﻓ ـ ـ ـ ــﺔ أﺣﻜ ـ ـ ـ ــﺎم اﷲ ﺗﻌ ـ ـ ـ ــﺎﱃ وﻫ ـ ـ ـ ــﺪي رﺳـ ـ ـ ـ ـﻮﻟﻪ ﺻ ـ ـ ـ ــﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﻴـ ـ ـ ـ ــﻪ وﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻢ ؟ أم أﻧـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻋﻤ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﰲ إﻃ ـ ـ ـ ـ ــﺎر اﳌﻨﻈﻮﻣـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ‪ ،‬واﳔ ـ ـ ـ ـ ـﺮاط‬
‫ﺿ ـ ـ ـ ـ ــﻤﻦ أدﻟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﻗﻮاﻋ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻫﺎ وﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻳﻬﺎ وﺗﻮﺟﻴﻬﺎ ـ ـ ـ ـ ــﺎ؟ " ‪ ،14‬ورﺟ ـ ـ ـ ـ ــﺢ اﳋ ـ ـ ـ ـ ــﺎدﻣﻲ‬
‫ﺑﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ذﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻚ ان اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ﻟﻴﺴـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ دﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﻼ ﻣﺴـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻘﻼ‪ ،‬واﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﺪل‬
‫ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺑﺄدﻟﺔ ﻣﻨﻬﺎ ‪:‬‬
‫‪ .1‬اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ﻫـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺜﺎﺑﺘـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ــﺮع اﻹﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻼﻣﻲ‪ ،‬أي‬
‫ﺛﺎﺑﺘـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺄدﻟـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺸـ ـ ـ ــﺮع وﻧﺼﻮﺻـ ـ ـ ــﻪ ‪ ,‬ﻓﻬـ ـ ـ ــﻲ ﻣﺒﻨﻴـ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺸـ ـ ـ ــﺮع وﻣﻨﻀـ ـ ـ ــﺒﻄﺔ‬
‫ﺑﻘﻴﻮدﻩ وﻗﻮاﻋﺪﻩ‪.‬‬
‫واﻟﻘـ ـ ـ ـ ـ ــﻮل ﺑﺎﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻘﻼل اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻳـ ـ ـ ـ ـ ــﺆدي إﱃ ﻫـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻣﻬﺎ وﻃﺮﺣﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وذﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻚ‬
‫ﺑـ ـ ـ ــﺬﻫﺎب أﺻـ ـ ـ ــﻠﻬﺎ وﻣـ ـ ـ ــﺎ اﻧﺒﻨـ ـ ـ ــﺖ ﻋﻠﻴـ ـ ـ ــﻪ وﻫـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺘﺼـ ـ ـ ــﺮﻓﺎت اﻟﺸـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻬـ ـ ـ ــﻲ‬
‫ﻓﺮع ﻷﺻﻞ واﻟﻔﺮع ﻻ ﻳﺴﺘﻘﻞ ﻋﻦ أﺻﻠﻪ‪.‬‬
‫‪ .2‬اﺗﺼـ ـ ـ ـ ــﺎف اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ﺑـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻌﻤﻮم واﻟﺸـ ـ ـ ـ ــﻤﻮل واﻟﺜﺒـ ـ ـ ـ ــﺎت واﻻﻧﻀـ ـ ـ ـ ــﺒﺎط‬
‫ﻣﻜﺘﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ أن ﻣﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪرﻫﺎ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮع واﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرع اﻟﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱂ ﺑﺎﳊ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل‬
‫واﻷﺣـ ـ ـ ـﻮال‪ ،‬وﻟ ـ ـ ــﻮ ﻛﺎﻧ ـ ـ ــﺖ ﻏ ـ ـ ــﲑ ذﻟ ـ ـ ــﻚ وﻛﺎﻧ ـ ـ ــﺖ ﻋﻘﻠﻴـ ـ ـ ـﺔ ﳎ ـ ـ ــﺮدة ﳌ ـ ـ ــﺎ اﲣ ـ ـ ــﺬت‬
‫ﺗﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻚ اﻟﺴـ ـ ـ ـ ـ ــﻤﺎت‪ ،‬ﳑـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳﺆﻛ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﺑﺄ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺟـ ـ ـ ـ ـ ــﺰء ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻣﻨﻈﻮﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻊ‬
‫اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻜﻠﻲ‪.‬‬
‫‪ .3‬اﻧـ ـ ــﻪ ﻻ ﻳﻌﻘـ ـ ــﻞ ﺟﻌـ ـ ــﻞ ﻣـ ـ ــﺎ ﻫـ ـ ــﻮ راﺑـ ـ ــﻂ وﺟـ ـ ــﺎﻣﻊ ﻤﻮﻋـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﻔـ ـ ــﺮوع دﻟـ ـ ــﻴﻼ‬
‫ﻣﻦ أدﻟﺔ اﻟﺸﺮع ﻋﻠﻰ ﻓﺮع ﺟﺪﻳﺪ ﱂ ﻳﺜﺒﺖ اﻧﺪراﺟﻪ ﺿﻤﻨﻪ‪.15‬‬
‫اﻟﻘـ ـ ــﻮل اﻟﺜـ ـ ــﺎﻧﻲ‪:‬ذﻫـ ـ ــﺐ اﻟﻌﻠـ ـ ــﻮاﻧﻲ وﻣـ ـ ــﻦ واﻓﻘـ ـ ــﻪ اﻟـ ـ ــﻰ اﻋﺘﺒـ ـ ــﺎر ﻣﻘﺎﺻـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ‬
‫دﻟﻴﻼ ﻣﺴﺘﻘﻼ ‪.‬‬
‫ﻳﻘـ ـ ـ ــﻮل ﻃـ ـ ـ ــﻪ ﺟـ ـ ـ ــﺎﺑﺮ اﻟﻌﻠ ـ ـ ـ ـﻮاﱐ ‪ :‬وﻻ ﻳﻘـ ـ ـ ــﻒ ﻓﻘـ ـ ـ ــﻪ اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ــﺪ ﻋﻨـ ـ ـ ــﺪ ﺣـ ـ ـ ــﺪود اﻟﺘﻌﻠﻴـ ـ ـ ــﻞ‬
‫اﻟﻠﻔﻈ ـ ـ ـ ــﻲ واﻟﻘﻴ ـ ـ ـ ــﺎس اﳉﺰﺋ ـ ـ ـ ــﻲ‪ ،‬ﺑ ـ ـ ـ ــﻞ ﻳﻨﻄﻠ ـ ـ ـ ــﻖ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﻣ ـ ـ ـ ــﻨﻬﺞ اﺳ ـ ـ ـ ــﺘﻘﺮاﺋﻲ ﺷ ـ ـ ـ ــﺎﻣﻞ ﳛ ـ ـ ـ ــﺎول‬
‫اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﺑﻂ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲔ اﻷﺣﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم اﳉﺰﺋﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ وﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﰲ ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم دﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ‬

‫اﻟﻌﺪد ‪ /8‬ﺟﻮان ‪2013‬‬ ‫‪129‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻤﻴﺔ‬


‫د‪ .‬ﺧﻠﻮق ﺿﻴﻒ اﷲ ﻣﺤﻤﺪ آﻏﺎ‬ ‫دور اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺺ اﻟﺸﺮﻋﻲ‬

‫ﻣﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺮوﻋﻴﺘﻪ اﻟﻜﺜ ـ ـ ـ ـ ــﲑ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻷدﻟ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﺗﻀ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻓﺮت ﻋﻠﻴ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻌﺪﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ـﻮاﻫﺪ‪،‬‬
‫وﺑـ ـ ـ ــﺬﻟﻚ ﻳﻌﺘـ ـ ـ ــﱪ ﻫـ ـ ـ ــﺬا اﻟﻘـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻜﻠـ ـ ـ ــﻲ ﻣﻘﺼـ ـ ـ ــﺪا ﻣـ ـ ـ ــﻦ ﻣﻘﺎﺻـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ‪ ،‬ﻓﻴﺘﺤـ ـ ـ ــﻮل‬
‫إﱃ ﺣ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻛﻢ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﳉﺰﺋﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ﻗ ـ ـ ـ ـ ــﺎض ﻋﻠﻴﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻌ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ان ﻛ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻳﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻤﺪ وﺟ ـ ـ ـ ـ ــﻮدﻩ‬
‫ﻣﻨﻬ ـ ـ ــﺎ‪ .‬ﻓﻬـ ـ ـ ــﻮ ﻳﺸ ـ ـ ــﺒﻪ اﻟﻘـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن اﻟﻌﻠﻤ ـ ـ ــﻲ اﻟﺘﺠ ـ ـ ـ ـﺮﻳﱯ اﻟ ـ ـ ــﺬي ﻳﺴﺘﺨﻠﺼـ ـ ـ ــﻪ اﻟﺒﺎﺣـ ـ ـ ــﺚ ﻣـ ـ ـ ــﻦ‬
‫اﺳ ـ ـ ــﺘﻘﺮاء ﻧ ـ ـ ــﺎﻗﺺ ﻟ ـ ـ ــﺒﻌﺾ اﳉﺰﺋﻴ ـ ـ ــﺎت‪ ،‬ﰒ ﳛﻜ ـ ـ ــﻢ ﺑ ـ ـ ــﻪ ﻓﻴﻤ ـ ـ ــﺎ ﺑﻌ ـ ـ ــﺪ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻛ ـ ـ ــﻞ ﻣﺸ ـ ـ ــﺎﺑﻪ‬
‫ﳍﺎ ﱂ ﻳﺸﻤﻠﻪ اﻻﺳﺘﻘﺮاء‪ ،‬ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺻﻼﺣﻴﺘﻪ ﻟﻠﺘﻌﻤﻴﻢ ‪.16‬‬
‫واﺳﺘﺪل ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ ‪:‬‬
‫‪ .1‬اﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮل ﺑﺄﳘﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ودورﻩ وآﻓﺎﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﰲ إدراك ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺢ وﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻻ‬
‫ﻳﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺢ‪ ،‬واﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮل ﺑﺘﺤﺮﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻩ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻗﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮدﻩ ودﻋﻮﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ إﱃ اﻻﺑﺘﻜـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر‬
‫واﻟﺘﺠﺪﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ واﻹﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪاع واﻟﺘﻨـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﻳﺮ‪ ،‬وﻇـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮوف اﻟﻮاﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ وﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻨﺔ اﻟﺘﻄـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮر‬
‫وﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺨﺎﻣﺔ اﻷﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪاث اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﱵ ﻻ ﺗﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪر اﻟﻨﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮص اﳌﺘﻨﺎﻫﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ‬
‫ﻓﺤﺼﻬﺎ وﻣﻌﺮﻓﺔ أﺣﻮاﳍﺎ ‪.‬‬
‫‪ .2‬ان اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ﻣﻄﻠﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﺘﻘﻴﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ واﻟﻀـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺒﻂ ﺑﺎﻟﺘﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻴﻢ‬
‫واﻟﻮﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻞ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ‪ ،‬وﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣﻮﻛﻮﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻌﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ واﻟﻮاﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ‪ ،‬وان اﻟﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ــﱪة‬
‫ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﺗﻠﻚ اﳌﻘﺎﺻﺪ ﺑﺸﱴ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ أم ﻻ ‪.‬‬
‫‪ .3‬واﺣﺘﺠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮا ﺑﺎﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﺑﺎﳌﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدر واﻟﻘﻮاﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺘﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ اﻻﺟﺘﻬﺎدﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ أو‬
‫اﻟﺘﺒﻌﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ) اﻟﻘﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﺎس واﻻﺳﺘﺤﺴـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن واﳌﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ اﳌﺮﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺔ واﻟﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺮف‬
‫واﻟـ ـ ـ ـ ــﺬراﺋﻊ وﺑﻌـ ـ ـ ـ ــﺾ اﻟﻘﻮاﻋـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﻔﻘﻴـ ـ ـ ـ ــﻪ ( ﻓﻬـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺗﺆﺳـ ـ ـ ـ ــﺲ ﻣﺒـ ـ ـ ـ ــﺪأ اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ـ ــﺎد‬
‫اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪي اﳌﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻘﻞ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻨﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮص واﻹﲨﺎﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ‪ ,‬وان ﺗﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻚ‬
‫اﳌﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدر ﺣﺴـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ زﻋﻤﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ﻇﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﻣﺴـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻚ ﻣﻮﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺔ إﱃ اﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺒﺎط‬
‫اﻷﺣﻜـ ـ ـ ـ ــﺎم اﻟـ ـ ـ ـ ــﱵ ﱂ ﺗﻜـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻨﺼـ ـ ـ ـ ــﻮص ﻗـ ـ ـ ـ ــﺎدرة ﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﻰ اﺣﺘﻮاﺋﻬـ ـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﻛﺎﻧـ ـ ـ ـ ــﺖ‬
‫اﳊﺎﺟـ ـ ـ ــﺔ ﺷـ ـ ـ ــﺪﻳﺪة إﱃ اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ــﺪ اﻟـ ـ ـ ــﱵ ﻟـ ـ ـ ــﻮ ﺗﻌﻄﻠـ ـ ـ ــﺖ ﻟﺘﻌﻄﻠـ ـ ـ ــﺖ ﻛـ ـ ـ ــﻞ ﺗﻠـ ـ ـ ــﻚ‬
‫اﻷﺣﻜـ ـ ـ ـ ــﺎم‪ ،‬وﻟﻀـ ـ ـ ـ ــﺎﻋﺖ ﻣﺼـ ـ ـ ـ ــﺎﱀ اﻟﻨـ ـ ـ ـ ــﺎس‪ ،‬وﻻﻧﺘﻬـ ـ ـ ـ ــﺖ ﺧﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﻴﺔ ﺻـ ـ ـ ـ ــﻼﺣﻴﺔ‬
‫اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ وﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ودواﻣﻬﺎ وﻋﻤﻮﻣﻬﺎ ‪. 17‬‬

‫اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻣﻦ ‪ /‬ﺟﻮان ‪2013‬‬ ‫‪130‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻤﻴﺔ‬


‫د‪ .‬ﺧﻠﻮق ﺿﻴﻒ اﷲ ﻣﺤﻤﺪ آﻏﺎ‬ ‫دور اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺺ اﻟﺸﺮﻋﻲ‬

‫وﳝﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮد ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ذﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻚ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﺑﺎﻟﻘﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎس واﻻﺳﺘﺤﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن‬
‫وﻏﲑﳘ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﳌﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدر اﻻﺟﺘﻬﺎدﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻢ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻣﺮاﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎة اﻟﻌﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ‬
‫وﻣﻨﺎﺳﺒﺘﻬﺎ ﻟﻸﺣﻜﺎم اﳍﺎدﻓﺔ اﱃ ﲢﻘﻴﻖ ﻣﻘﺎﺻﺪ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻘﻮل اﻟﺮاﺟﺢ ‪:‬‬
‫واﻟ ـ ـ ـ ـ ــﺬي أﻣﻴ ـ ـ ـ ـ ــﻞ اﻟﻴ ـ ـ ـ ـ ــﻪ رﺟﺤ ـ ـ ـ ـ ــﺎن اﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ــﻮل اﻷول اﻟ ـ ـ ـ ـ ــﺬي ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﲔ أن ﻣﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪ‬
‫اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ ﻟﻴﺴ ـ ـ ـ ــﺖ دﻟ ـ ـ ـ ــﻴﻼً ﺷ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺎً ﻣﺴ ـ ـ ـ ــﺘﻘﻼً‪ ،‬ﻓﺎﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺪ ﺟ ـ ـ ـ ــﺎءت ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻨﺼ ـ ـ ـ ــﻮص‪،‬‬
‫وﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﺳ ـ ـ ـ ــﺘﻘﺮاء ﻋ ـ ـ ـ ــﺎدة اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺮع‪ ،‬وﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﺳ ـ ـ ـ ــﺘﻘﺮاء ﻓ ـ ـ ـ ــﺮوع اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ‪ ،‬واﺳ ـ ـ ـ ــﺘﻘﺮاء ﻓﻬ ـ ـ ـ ــﻢ‬
‫اﻟﺼ ـ ـ ــﺤﺎﺑﺔ‪ ..‬ﻓﻬ ـ ـ ــﻲ ﺟ ـ ـ ــﺎءت ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟ ـ ـ ــﻨﺺ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘ ـ ـ ــﺎﱄ ﻫ ـ ـ ــﻲ ﲦ ـ ـ ــﺮة ﻣ ـ ـ ــﻦ ﲦـ ـ ـ ـﺮات اﻟ ـ ـ ــﻨﺺ‪،‬‬
‫وﻛﻮ ﺎ ﲦﺮة ﻣﻦ ﲦﺮات اﻟﻨﺺ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺼﺢ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺼﺪراً اﺟﺘﻬﺎدﻳﺎً ؟‬
‫ﰒ إن اﳌﻘﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮد ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﻟﻮﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮل اﱃ اﳊﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ‪ .‬وﳏ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد‬
‫اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﺺ‪ ،‬ﻓ ـ ـ ـ ــﺎﳊﻜﻢ ﲦ ـ ـ ـ ــﺮة اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﺺ‪ ،‬واﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺪ ﲦ ـ ـ ـ ــﺮة اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﺺ وﻛﻤ ـ ـ ـ ــﺎ اﻧ ـ ـ ـ ــﻪ ﻻ ﳝﻜ ـ ـ ـ ــﻦ أن‬
‫ﻳﻜ ـ ـ ــﻮن اﳊﻜ ـ ـ ــﻢ ﻣﺼـ ـ ـ ــﺪرا وﻟ ـ ـ ــﻮ ﻛـ ـ ـ ــﺎن ﻛﻠﻴ ـ ـ ـ ـﺎً ﻛﺎﻟﻘﻮاﻋـ ـ ـ ــﺪ اﻟﻔﻘﻬﻴ ـ ـ ــﺔ ﻷ ـ ـ ـ ــﺎ ﲦـ ـ ـ ــﺮة اﻟـ ـ ـ ــﻨﺺ‪،‬‬
‫ﻓﻜ ـ ـ ـ ــﺬﻟﻚ اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺪ ﺟ ـ ـ ـ ــﺎءت ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﺺ‪ ،‬ﻓﻬ ـ ـ ـ ــﻲ ﲦ ـ ـ ـ ــﺮة اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﺺ‪ ،‬وﻻ ﳝﻜ ـ ـ ـ ــﻦ ﻟﺜﻤ ـ ـ ـ ــﺮة‬
‫اﻟـ ـ ـ ــﻨﺺ أن ﺗﻜـ ـ ـ ــﻮن ﻣﺼـ ـ ـ ــﺪراً ؛ ﻷ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣﺘﻮﻗﻔـ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ ﻣـ ـ ـ ــﺎ اﻧﺒﻨـ ـ ـ ــﺖ ﻋﻠﻴـ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻻ ﳝﻜ ـ ـ ـ ــﻦ‬
‫أن ﺗﻜﻮن ﺑﺮﺗﺒﺔ ﻣﺎ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬
‫اﻟﻤﻄﻠ ـ ـ ـ ــﺐ اﻟﺜ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ ‪ :‬دور اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ــﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺪي ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﺿ ـ ـ ـ ــﺒﻂ ﻓﻬ ـ ـ ـ ــﻢ اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﺺ‬
‫اﻟﺸﺮﻋﻲ ‪:‬‬
‫إن وﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪة اﳌﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪر اﻟﺘﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﻲ ﺗﻘﺘﻀ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ وﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪة اﳌﻨﻄ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻖ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬي‬
‫ﺗﻨﺘﻈﻢ ﻧﺼﻮﺻﻪ وروﺣﻪ وﻣﻘﺎﺻﺪﻩ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬واﳌﻨﻬﺞ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﻌﺎم ﰲ‬
‫ﲝـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺚ أي ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدة ﳚـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ أن ﻳﻜـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮن ﻣﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻘﺎ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻃﺒﻴﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﳌـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدة‬
‫اﳌﺪروﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻫ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻫﻨ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻨﺺ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻲ‪ ،‬وذﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻚ ﻻﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺒﺎط اﻷﺣﻜ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﻣﻨ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫روﺣ ـ ـ ـ ــﺎ وﻣﻘﺼ ـ ـ ـ ــﺪا‪ ،‬ﺑﺎﻋﺘﺒ ـ ـ ـ ــﺎر أن أﺣﻜ ـ ـ ـ ــﺎم اﻟﺘﺸـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻊ ﻟﻴﺴ ـ ـ ـ ــﺖ ﻧﺼﻮﺻ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻐﻮﻳ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓﻘ ـ ـ ـ ــﻂ‬
‫ﺑ ـ ـ ـ ــﻞ ﲤﺜ ـ ـ ـ ــﻞ إرادة اﳌﺸ ـ ـ ـ ــﺮع ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﺘﺸ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻊ‪ ،‬وان ﻣﻘﺼ ـ ـ ـ ــﺪ اﳌﺸ ـ ـ ـ ــﺮع ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﺘﺸـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻊ ﻫ ـ ـ ـ ــﻮ‬
‫اﻟﺘﻜﻠﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻒ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬي ﻳﻨﺒﻐـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ أن ﻳﺘﺠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﳌﻜﻠﻒ إﱃ أن ﻳﻜـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮن ﻣﻘﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻩ ﰲ‬

‫اﻟﻌﺪد ‪ /8‬ﺟﻮان ‪2013‬‬ ‫‪131‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻤﻴﺔ‬


‫د‪ .‬ﺧﻠﻮق ﺿﻴﻒ اﷲ ﻣﺤﻤﺪ آﻏﺎ‬ ‫دور اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺺ اﻟﺸﺮﻋﻲ‬

‫اﻟﻌﻤـ ـ ـ ــﻞ واﻟﻨﺘـ ـ ـ ــﺎﺋﺞ ﻣﺘﻔﻘـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ــﻊ ﻣﻘﺼـ ـ ـ ــﺪ اﳌﺸـ ـ ـ ــﺮع ﰲ اﻟﺘﺸ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻊ‪ ،‬وﻗـ ـ ـ ــﺪ أﺷـ ـ ـ ــﺎر إﱃ ﻫـ ـ ـ ــﺬا‬
‫اﳌﻌ ـ ـ ـ ــﲎ اﻹﻣ ـ ـ ـ ــﺎم اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺎﻃﱯ ﻓﻘ ـ ـ ـ ــﺎل‪ " :‬إن ﻗﺼ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺎرع ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﳌﻜﻠ ـ ـ ـ ــﻒ أن ﻳﻜ ـ ـ ـ ــﻮن‬
‫ﻗﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻩ ﰲ اﻟﻌﻤـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣﻮاﻓﻘـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻘﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﷲ ﰲ اﻟﺘﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻊ "‪ ،18 .‬وﻗـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل أﻳﻀ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ‪" :‬‬
‫‪19‬‬
‫إن اﻟﻘﺼﺪ ﻏﲑ اﻟﺸﺮﻋﻲ ﻫﺎدم ﻟﻠﻘﺼﺪ اﻟﺸﺮﻋﻲ "‪.‬‬
‫وﲟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أن اﻟﺜﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮت اﳌﻄﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻖ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻔﺎت اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ وﺧﺼﺎﺋﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻬﺎ ﻻ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ‬
‫ﺻ ـ ـ ــﻔﺎت اﺣﻜ ـ ـ ــﺎم اﻟﺸـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ ‪ -‬اﻟ ـ ـ ــﱵ ﻣﻨﻬ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻫ ـ ـ ــﻮ ﺛﺎﺑ ـ ـ ــﺖ وﻣﻨﻬ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻫ ـ ـ ــﻮ ﻣﺘﻐ ـ ـ ــﲑ‬
‫‪ -‬ذﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻚ أن اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻛﻠﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت‪ ،‬وﻻ ﻳﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻘﻴﻢ أن ﺗﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮن اﻟﻜﻠﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ﻣﺘﻐ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲑة‪،‬‬
‫وﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬا ﻻ ﻳﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲏ اﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪا ان ﺧﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﺺ اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻻ ﺗﻠﺘﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ ﺧﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﺺ‬
‫اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ ؛ ﻷن اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﺗﻨﺘﻤـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ إﱃ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ‪ ،‬ﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ان ﻳﻜـ ـ ـ ـ ـ ــﻮن ﺑﻴﻨﻬﻤـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻛﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎً ﻛﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـﲑاً ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﳋﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﺺ اﳌﺸـ ـ ـ ـ ـ ــﱰﻛﺔ‪ .‬ﻓﺨﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﺺ اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ وﺧﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﺺ‬
‫اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ ﺗﻠﺘﻘـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻓﻴﻤـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗﻠﺘﻘـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻓﻴـ ـ ـ ـ ــﻪ اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻣـ ـ ـ ـ ــﻊ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ‪ .‬ﻓﺎﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ ﻫـ ـ ـ ـ ــﻲ‬
‫اﻷﺣﻜـ ـ ـ ـ ــﺎم واﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻫـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻏﺎﻳـ ـ ـ ـ ــﺎت ﻫـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻷﺣﻜـ ـ ـ ـ ــﺎم‪ ،‬ﻓﺎﳌﻘـ ـ ـ ـ ــﺪار اﻟـ ـ ـ ـ ــﺬي ﺗﻠﺘﻘـ ـ ـ ـ ــﻲ‬
‫ﻓﻴـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻐﺎﻳـ ـ ـ ــﺎت ﻣـ ـ ـ ــﻊ اﻟﻮﺳـ ـ ـ ــﺎﺋﻞ ﺗﻜـ ـ ـ ــﻮن ﺧﺼﺎﺋﺼـ ـ ـ ــﻪ واﺣـ ـ ـ ــﺪة وﻣـ ـ ـ ــﻦ ﻫـ ـ ـ ــﺬﻩ اﳋﺼـ ـ ـ ــﺎﺋﺺ‬
‫ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ ﺳ ـ ـ ـ ــﺒﻴﻞ اﻹﲨـ ـ ـ ـ ـﺎل ﻻ اﳊﺼ ـ ـ ـ ــﺮ اﻟﺮﺑﺎﻧﻴ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬واﻟﺸ ـ ـ ـ ــﻤﻮل‪ ،‬واﻻﻃـ ـ ـ ـ ـﺮاد‪ ،‬اﻟـ ـ ـ ـ ـﱪاءة ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﺘﺤﻴﺰ ‪.‬‬
‫و اﻧﻔـ ـ ـ ـ ـﺮاد اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺪ ﻋ ـ ـ ـ ــﻦ أﺣﻜ ـ ـ ـ ــﺎم اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ ﲞﺎﺻ ـ ـ ـ ــﻴﺔ اﻟﺜﺒ ـ ـ ـ ــﺎت اﳌﻄﻠ ـ ـ ـ ــﻖ ﺟﻌﻠ ـ ـ ـ ــﺖ‬
‫ﻣﻨﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑﻄﺎ ﻟﻔﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ﻧﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮص اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ ؛ ﻷن اﻷﺣﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﻣﺮﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﲞ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼف‬
‫اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ــﺪ ﻓﻬ ـ ـ ــﻲ ﺛﺎﺑﺘ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﳌ ـ ـ ــﺎ ﺑﻴﻨ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﻦ أ ـ ـ ــﺎ ﻛﻠﻴ ـ ـ ــﺎت‪ ،‬وﻛﻮ ـ ـ ــﺎ ﻛﻠﻴ ـ ـ ــﺎت ﳛ ـ ـ ــﺘﻜﻢ إﻟﻴﻬ ـ ـ ــﺎ‬
‫اﳉﻤﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ ﰲ اﻷزﻣﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ واﻷﻣﻜﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ واﻟﻈ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮوف‪ ..‬ﻳﻘﺘﻀ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺛﺒﺎ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻓﻤﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ‬
‫اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻫﻲ ﻣﻌﺎن ﺛﺎﺑﺘﺔ‪.‬‬
‫وﳝﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ أن ﻧﻀ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﻒ إﱃ ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﳋﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﺺ اﳋﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ‪ ،‬ﺧﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺔ‬
‫اﳌﻌﻴﺎرﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﲟﻌ ـ ـ ـ ـ ــﲎ أ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣﻔ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻫﻴﻢ ﺗﻀ ـ ـ ـ ـ ــﺒﻂ ﻣﻔ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻫﻴﻢ أﺧ ـ ـ ـ ـ ــﺮى‪ ،‬ﻓﺎﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎد ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺜﻼً‬
‫ﻳﻨﺒﻐـ ـ ـ ـ ــﻲ أن ﻳﻜـ ـ ـ ـ ــﻮن ﻣﻨﻀـ ـ ـ ـ ــﺒﻄﺎً ﺑﺎﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﺪ‪ ،‬وﻟـ ـ ـ ـ ــﻮ ﺟـ ـ ـ ـ ــﺎء اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ـ ــﺎد ﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺧـ ـ ـ ـ ــﻼف‬
‫اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻻ ﻳﻘﺒ ـ ـ ـ ـ ــﻞ‪ ،‬ﻓﻬ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣﻌﻴﺎرﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‪ :‬أي ﻣﻴـ ـ ـ ـ ـ ـﺰان ﻟﻠﱰﺟ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺢ‪ ،‬وﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻢ اﻷوﻟﻮﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺎت‬

‫اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻣﻦ ‪ /‬ﺟﻮان ‪2013‬‬ ‫‪132‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻤﻴﺔ‬


‫د‪ .‬ﺧﻠﻮق ﺿﻴﻒ اﷲ ﻣﺤﻤﺪ آﻏﺎ‬ ‫دور اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺺ اﻟﺸﺮﻋﻲ‬

‫ﻳﻮﺿ ـ ـ ـ ـ ــﻊ ﺑﻨ ـ ـ ـ ـ ــﺎء ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪ‪ ،‬ﻓﻤﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ ﻣﻌﻴﺎرﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﲞ ـ ـ ـ ـ ــﻼف أﺣﻜ ـ ـ ـ ـ ــﺎم‬
‫ﻣﻌﲑة ﺑﺎﳌﻘﺎﺻﺪ‪.‬‬ ‫اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻌﻴﺎرﻳﺔ‪ ،‬ﺑﻞ ﱠ‬
‫وﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﳋﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﺺ اﳋﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ أﻳﻀ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﺘﻄﺒﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻖ اﻟﻌﻤﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‪ ،‬ﻓﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‬
‫ﻟﻴﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﺣﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﺣ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻻت اﻟﻔﻠﺴ ـ ـ ـ ـ ــﻔﺔ اﻟﻨﻈﺮﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺣﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺿ ـ ـ ـ ـ ــﺒﻂ‬
‫اﻷﺣﻜـ ـ ـ ــﺎم‪ ،‬ﻣـ ـ ـ ــﻦ ﰒ ﻓﺈ ـ ـ ـ ــﺎ ﺳـ ـ ـ ــﻮر ﳛـ ـ ـ ــﻴﻂ ﺑﺎﻷﺣﻜـ ـ ـ ــﺎم اﻟﺸ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ‪ ،‬ﻓﻬـ ـ ـ ــﻲ ﻟﻴﺴـ ـ ـ ــﺖ ﳎـ ـ ـ ــﺮد‬
‫ﻓﻠﺴ ـ ـ ـ ــﻔﺔ ﻧﻈﺮﻳ ـ ـ ـ ــﺔ ﺗ ـ ـ ـ ــﺘﻜﻠﻢ ﻋ ـ ـ ـ ــﻦ رﻓ ـ ـ ـ ــﻊ اﳊ ـ ـ ـ ــﺮج‪ ،‬وﺗ ـ ـ ـ ــﺘﻜﻠﻢ ﻋ ـ ـ ـ ــﻦ ﺟﻠ ـ ـ ـ ــﺐ ﻣﻨﻔﻌ ـ ـ ـ ــﺔ ‪...‬ﻻ‪،‬‬
‫ﺑ ـ ـ ــﻞ ﻫ ـ ـ ــﻲ ﻗﻀ ـ ـ ــﺎﻳﺎ واﻗﻌﻴ ـ ـ ــﺔ ﻃﺒﻘ ـ ـ ــﺖ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﺸـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ ووﻟﱠـ ـ ــﺪت ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻳﻌ ـ ـ ــﺮف ﺑﺎﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ــﺎد‬
‫اﳌﻘﺎﺻﺪي‪ ،‬أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ أ ﺎ ﻣﻌﻴﺎر ﻟﻼﺟﺘﻬﺎد ﺑﺎﳉﻤﻠﺔ‪.‬‬
‫ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﳋﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﺺ ﺟﻌﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑﻄﺎ ﻟﻌﻤﻠﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد‬
‫اﻟﻔﻘﻬﻲ ﰲ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺼﻮص واﺳﺘﻨﺒﺎط اﻷﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ‪.‬‬
‫وﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻨـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻇﺮ ﰲ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﳎﺘﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻳﻦ وﻣﻘﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻳﻦ اﺳﺘﺤﻀـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر ﻣﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ‬
‫اﻟﺸ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ وﺗ ـ ـ ـ ــﺬﻛﺮ ﻋﻠﻠﻬ ـ ـ ـ ــﺎ وﻣﻨﺎﻃﺎ ـ ـ ـ ــﺎ وﺣﻜﻤﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﺣ ـ ـ ـ ــﱴ ﻳ ـ ـ ـ ــﺘﻢ اﻟﻨﻈ ـ ـ ـ ــﺮ ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ أﺣﺴ ـ ـ ـ ــﻦ‬
‫وﺟـ ـ ـ ــﻪ وﺻـ ـ ـ ــﻮرة‪ ،‬وﺣـ ـ ـ ــﱴ ﺗﻔﻬـ ـ ـ ــﻢ اﻷﺣﻜـ ـ ـ ــﺎم وﺗﺴـ ـ ـ ــﺘﻨﺒﻂ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ وﻓ ـ ـ ـ ـﻖ ﻣـ ـ ـ ــﺎ ارﺗﺒﻄـ ـ ـ ــﺖ ﺑـ ـ ـ ــﻪ‬
‫‪20‬‬
‫ﻣﻦ ﻋﻠﻞ وإﺳﺮار وأﻏﺮاض وﻣﺸﺮوﻋﻴﺔ‪.‬‬
‫واﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺪي ﰲ ﺗﻄﺒﻴﻘـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ﻋﻠﻤـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء اﻷﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻻ ﻳﻜـ ـ ـ ـ ـ ــﻮن ﻣﺒﻨﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ‬
‫ﻏﲑ ﺛﻼﺛﺔ أﻣﻮر ﻫﻲ ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن ﻳﻜ ـ ـ ـ ــﻮن اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﺺ ﻇﻨﻴ ـ ـ ـ ــﺎ ﳛﺘﻤ ـ ـ ـ ــﻞ ﻋ ـ ـ ـ ــﺪة ﻣ ـ ـ ـ ــﺪﻟﻮﻻت وﻣﻌ ـ ـ ـ ــﺎن ﻓﻴﻜ ـ ـ ـ ــﻮن ﺗ ـ ـ ـ ــﺮﺟﻴﺢ‬
‫اﺣ ـ ـ ــﺪﻫﺎ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻵﺧ ـ ـ ــﺮ ﻣﺒﻨﻴ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻓﻴﻬ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﻦ ﻣﺼ ـ ـ ــﺎﱀ وﻣﻨ ـ ـ ــﺎﻓﻊ ) ﻣﻘﺎﺻ ـ ـ ــﺪ (‪،‬‬
‫ﻓﺘﻜـ ـ ـ ــﻮن اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ــﺪ وﺳـ ـ ـ ــﻴﻠﺔ ﻟﻠﱰﺟـ ـ ـ ــﻴﺢ ﺑﻴﻨﻬـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﺗﻠـ ـ ـ ــﻚ اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ــﺪ ﻟﻴﺴـ ـ ـ ــﺖ ﻧﺎﺷـ ـ ـ ــﺌﺔ ﻣـ ـ ـ ــﻦ‬
‫ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮاغ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ أﻗﺮﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮع اﺑﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪاء‪ ،‬ﻓﺎﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﺗﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺢ ﻟﻠﱰﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺢ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲔ‬
‫اﻻﺟﺘﻬﺎدات‪ ،‬وﻫﺬا ﳏﻞ إﲨﺎع‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ﻳﻜـ ـ ـ ـ ــﻮن اﻟـ ـ ـ ـ ــﻨﺺ ﻣﻨﻮﻃـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻌﻠـ ـ ـ ـ ــﺔ أو وﺻـ ـ ـ ـ ــﻒ أو ﺣﻜﻤـ ـ ـ ـ ــﺔ أو أي أﻣ ـ ـ ـ ـ ـﺮ ﻳـ ـ ـ ـ ــﺪور‬
‫ﻣﻌ ـ ـ ـ ــﻪ اﳊﻜ ـ ـ ـ ــﻢ اﳌﺴ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺒﻂ وﺟ ـ ـ ـ ــﻮدا وﻋ ـ ـ ـ ــﺪﻣﺎ ﻓﺘﻜ ـ ـ ـ ــﻮن اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺪ ﻏﺎﻳ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠ ـ ـ ـ ــﻨﺺ وﲦ ـ ـ ـ ــﺮة‬
‫ﻣﻦ ﲦﺎرﻩ‪.‬‬

‫اﻟﻌﺪد ‪ /8‬ﺟﻮان ‪2013‬‬ ‫‪133‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻤﻴﺔ‬


‫د‪ .‬ﺧﻠﻮق ﺿﻴﻒ اﷲ ﻣﺤﻤﺪ آﻏﺎ‬ ‫دور اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺺ اﻟﺸﺮﻋﻲ‬

‫‪ -3‬أن ﻳﻨﻌ ـ ـ ـ ــﺪم اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﺺ اﳌﺘﻌﻠ ـ ـ ـ ــﻖ ﲝﻜ ـ ـ ـ ــﻢ اﻟﻨﺎزﻟ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘ ـ ـ ـ ــﺎﱄ ﻳﻜ ـ ـ ـ ــﻮن اﳌﻨ ـ ـ ـ ــﺎط اﳋ ـ ـ ـ ــﺎص‬
‫أو اﻟﻌ ـ ـ ـ ــﺎم ﻏ ـ ـ ـ ــﲑ ﻣﺘﺤﻘ ـ ـ ـ ــﻖ‪ ،‬وﺗﻜ ـ ـ ـ ــﻮن اﻟﻨﺎزﻟ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ـ ــﱵ ﻳـ ـ ـ ـ ـﺮاد إﳚ ـ ـ ـ ــﺎد اﳊﻜ ـ ـ ـ ــﻢ ﳍ ـ ـ ـ ــﺎ ﻏ ـ ـ ـ ــﲑ‬
‫ﻣﺘﻼﺋﻤ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ـ ــﻊ اي ﺣﻜ ـ ـ ـ ــﻢ ﺛﺎﺑﺘ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﺴ ـ ـ ـ ــﺒﺐ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﻷﺳ ـ ـ ـ ــﺒﺎب أو ﻗﺮﻳﻨ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻘـ ـ ـ ـ ـﺮاﺋﻦ‬
‫أو أي أﻣـ ـ ـ ـ ــﺮ ﻳﻜ ـ ـ ـ ـ ــﻮن ﻓﻴ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺗﻄﺒﻴ ـ ـ ـ ـ ــﻖ ذﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻚ اﳊﻜـ ـ ـ ـ ــﻢ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺗﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻚ اﻟﻮاﻗﻌ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣﻮﻗﻌ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻟﻠﺘﻌﺴ ـ ـ ـ ـ ــﻒ واﻻﺿ ـ ـ ـ ـ ــﻄﺮاب‪ ،‬ﻓﺘﻜ ـ ـ ـ ـ ــﻮن اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ﺿ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑﻄﺎ ﳍ ـ ـ ـ ـ ــﺬا اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎد‬
‫ﰲ ﻓﻬ ـ ـ ــﻢ اﻟ ـ ـ ــﻨﺺ وﲢﺪﻳ ـ ـ ــﺪ ﻣﻨﺎﻃ ـ ـ ــﻪ اﻟ ـ ـ ــﺬي ﻳﺘﻌﻠ ـ ـ ــﻖ ﺑ ـ ـ ــﻪ اﳊﻜ ـ ـ ــﻢ وﺟ ـ ـ ــﻮدا وﻋ ـ ـ ــﺪﻣﺎ وﻣ ـ ـ ــﻦ‬
‫ﰒ ﺗﺜﺒﻴـ ـ ـ ــﺖ ﻫـ ـ ـ ــﺬا اﳊﻜـ ـ ـ ــﻢ ﳍـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﻨﺎزﻟـ ـ ـ ــﺔ ﺑﻌـ ـ ـ ــﺪ ﲢﻘـ ـ ـ ــﻖ اﳌﻨﺎﺳـ ـ ـ ــﺒﺔ ‪21‬ﺑﻴﻨﻬﻤـ ـ ـ ــﺎ ) اﳊﻜـ ـ ـ ــﻢ‬
‫واﳌﻨ ـ ـ ـ ـ ــﺎط (‪ .‬ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻟﻠﺘﺸـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻊ ﻣﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ووﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻞ ﲢﻘﻴﻘﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻷﺣﻜ ـ ـ ـ ـ ــﺎم‪ 22 .‬وﻫ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‬
‫ﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮاﺑﻂ ﻟﻠﻔﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ واﻻﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺘﺎج ‪ :‬ﻓﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻨﺺ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻲ واﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺘﺎج اﻷﺣﻜـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم‬
‫ﻣﻨ ـ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬وﺑﺎﻻﺳ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺘﺎج ﻳ ـ ـ ـ ــﺪﺧﻞ اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ــﺎد ﺑ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺮأي اﻟ ـ ـ ـ ــﺬي ﻳﺸ ـ ـ ـ ــﻤﻞ اﳌﺼ ـ ـ ـ ــﺎﱀ اﳌﺮﺳ ـ ـ ـ ــﻠﺔ‬
‫واﻻﺳﺘﺤﺴﺎن وﻏﲑﻫﺎ ‪.‬‬
‫اﻟﻤﺒﺤ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺚ اﻟﺜ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮاﺑﻂ اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪي وﻧﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎذج ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎت اﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﻟﻔﺘﺎوى ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي‬
‫اﻟﻤﻄﻠﺐ اﻷول ‪ :‬ﺿﻮاﺑﻂ اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي‪:‬‬
‫إن ﺿ ـ ـ ـ ـ ـﻮاﺑﻂ اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﺪ اﳌﻌﺘـ ـ ـ ـ ــﱪة ﰲ اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ـ ــﺎد ﻫـ ـ ـ ـ ــﻲ ﲨﻠـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ـ ـ ــﻦ اﳌﻌـ ـ ـ ـ ــﺎﱐ‬
‫اﳌﻠﺤﻮﻇ ـ ـ ـ ــﺔ ﰲ اﻟﺘﺼ ـ ـ ـ ــﺮﻓﺎت اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ واﻟ ـ ـ ـ ــﱵ ﰎ اﻟﺘﻮﺻ ـ ـ ـ ــﻞ إﻟﻴﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﺧ ـ ـ ـ ــﻼل اﻷدﻟ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫واﳌﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدر اﻟﺘﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﻴﺔ ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﳓـ ـ ـ ـ ـ ــﻮ اﻹﲨـ ـ ـ ـ ـ ــﺎع واﻟﻘﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﺎس واﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻨﺺ واﻻﺳﺘﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﻼح‬
‫واﻻﺳﺘﺤﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن واﻟﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮف وﻏﲑﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‪ .‬وﻟﻠﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻷﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮل واﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﺜﻤﺎرﻫﺎ ﰲ‬
‫اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎد واﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺒﺎط اﻷﺣﻜ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﺿـ ـ ـ ـ ـ ـﻮاﺑﻄﻪ وﺷ ـ ـ ـ ـ ــﺮوﻃﻪ‪ .‬وﺗﻌﺘ ـ ـ ـ ـ ــﱪ ﺗﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻚ اﻟﻀـ ـ ـ ـ ـ ـﻮاﺑﻂ‬
‫واﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮوط ﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻧﻔﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻬﺎ ﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮاﺑﻂ ﲢﻘﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻖ اﳌﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺧﺘﻼف أﻧﻮاﻋﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫وآﺛﺎرﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ذﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻚ ان ﺟ ـ ـ ـ ـ ــﻮﻫﺮ اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﻮ ﲢﻘﻴ ـ ـ ـ ـ ــﻖ اﳌﺼ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱀ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ﲜﻠ ـ ـ ـ ـ ــﺐ‬
‫اﳌﻨ ـ ـ ـ ــﺎﻓﻊ ﻟﻠﻨ ـ ـ ـ ــﺎس ودرء اﳌﻔﺎﺳ ـ ـ ـ ــﺪ واﳌﻬﺎﻟ ـ ـ ـ ــﻚ ﻋ ـ ـ ـ ــﻨﻬﻢ‪ .‬واﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ــﻞ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﻀـ ـ ـ ـ ـﻮاﺑﻂ ﻫ ـ ـ ـ ــﻮ‬
‫اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﺑﺎﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻧﻔﺴ ـ ـ ـ ـ ــﻬﺎ‪ ،‬واﻟﺘﻔﻮﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﻓﻴﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﻮ اﻟﺘﻔﻮﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﲟ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮاد اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺎرع‬
‫ﻟﺸﺮﻋﻪ ودﻳﻨﻪ ‪.‬‬

‫اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻣﻦ ‪ /‬ﺟﻮان ‪2013‬‬ ‫‪134‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻤﻴﺔ‬


‫د‪ .‬ﺧﻠﻮق ﺿﻴﻒ اﷲ ﻣﺤﻤﺪ آﻏﺎ‬ ‫دور اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺺ اﻟﺸﺮﻋﻲ‬

‫ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻟﻚ ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﻌﺮض اﻟﺒﺎﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺚ ﻷﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ اﻟﻀ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮاﺑﻂ اﳌﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﱰﻛﺔ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲔ‬
‫اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺪي وﻣﺮاﻋ ـ ـ ـ ــﺎة اﳌﺼ ـ ـ ـ ــﺎﱀ ﺑﺄﻧﻮاﻋﻬ ـ ـ ـ ــﺎ اﳌﺨﺘﻠﻔ ـ ـ ـ ــﺔ ﻋﻨ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺘﻌﺎﻣ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣ ـ ـ ـ ــﻊ‬
‫اﻟﻨﺼ ـ ـ ــﻮص اﻟﺸ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ﻻﺳ ـ ـ ــﺘﻨﺒﺎط أﺣﻜ ـ ـ ــﺎم اﻟﻨ ـ ـ ـ ـﻮازل ﻣﻨﻬ ـ ـ ــﺎ ﺑﺈﳚ ـ ـ ــﺎز‪ ،‬وﻫ ـ ـ ــﻲ ﻛﻤـ ـ ـ ــﺎ ﻳ ـ ـ ــﺄﰐ‬
‫‪:‬‬
‫‪ -1‬ﻋـ ـ ــﺪم ﻣﻌﺎرﺿـ ـ ــﺘﻬﺎ ﻟﻠـ ـ ــﻨﺺ أو ﺗﻔﻮﻳﺘﻬـ ـ ــﺎ ﻟـ ـ ــﻪ ﺳـ ـ ــﻮاء ﻛـ ـ ــﺎن ﻧﺼـ ـ ــﺎ ﻗﻄﻌﻴـ ـ ــﺎ أو‬
‫ﻇﻨﻴﺎ‪.‬‬
‫ﻧﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻓﻤـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﳌﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺮوف أﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻻ ﳚـ ـ ـ ـ ـ ــﻮز ﻟﻠﻤﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱀ اﳊﻘﻴﻘﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ أن ﺗﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرض ً‬
‫ﻗﻄﻌﻴً ـ ـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬وذﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻚ ﻷن ﺗﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻚ اﳌﺼ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱀ ﺟﺎرﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ وﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻖ ﻧﺼﻮﺻ ـ ـ ـ ـ ــﻬﺎ وأدﻟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﺣﺘﻤـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ إﱃ ﺗﻘﺮﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺮ اﻟﺘﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرض ﺑـ ـ ـ ـ ـ ــﲔ‬
‫اﻟﻘﻄﻌﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﺈن ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺬا اﻟﺘﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرض ﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺆول ً‬
‫اﻟﻘﻮاﻃـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ‪ ،‬وﻫـ ـ ـ ـ ـ ــﺬا ﳏـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل وﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺮدود‪ ،‬ﻷﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣﻮﻗـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ ﰲ ا ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرع‬
‫ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﻗﺾ واﻟﻨﻘﺺ واﻟﺘﻘﺼﲑ ‪.23‬‬
‫ﻓـ ـ ـ ـ ــﻼ ﳚـ ـ ـ ـ ــﻮز إﻃﻼﻗًـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗﻘـ ـ ـ ـ ــﺪﱘ اﳌﺼـ ـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ ﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻫـ ـ ـ ـ ــﻮ ﻗﻄﻌـ ـ ـ ـ ــﻲ وﻳﻘﻴـ ـ ـ ـ ــﲏ )ﻓـ ـ ـ ـ ــﺈذا‬
‫اﺗﻀ ـ ـ ـ ـ ــﺤﺖ ﻗﻄﻌﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺔ دﻻﻟﺘ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬اﺗﻀـ ـ ـ ـ ـ ــﺢ ﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻘﻮط اﺣﺘﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺎل اﳌﺼ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ اﳌﻈﻨﻮﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﰲ‬
‫ﻣﻘﺎﺑﻠ ـ ـ ـ ــﻪ ( ‪ 24.‬ﻓﻤﺤ ـ ـ ـ ــﺎل أن ﳜ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻒ اﻟﻈ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻌﻠ ـ ـ ـ ــﻢ‪ ،‬ﻷن ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻢ ﻛﻴ ـ ـ ـ ــﻒ ﻳﻈـ ـ ـ ـ ــﻦ‬
‫ﺧﻼﻓﻪ‪ 25 ،‬وﻋﻠﻰ ﻫﺬا إﲨﺎع اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ واﻟﺘﺎﺑﻌﲔ وأﺋﻤﺔ اﻟﻔﻘﻪ‪،‬‬
‫ﻓﺎﳌﺼ ـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ ﻻ ﳝﻜ ـ ـ ـ ــﻦ ﳍ ـ ـ ـ ــﺎ أن ﺗﻌ ـ ـ ـ ــﺎرض ﻛﺘﺎﺑًـ ـ ـ ــﺎ وﻻ ﺳ ـ ـ ـ ــﻨﺔ‪ ،‬ﻓ ـ ـ ـ ــﺈن وﺟ ـ ـ ـ ــﺪ ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻳﻈ ـ ـ ـ ــﻦ أﻧ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣﺼ ـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ وﻗ ـ ـ ـ ــﺪ ﻋﺎرﺿ ـ ـ ـ ــﺖ أﺻـ ـ ـ ـ ـﻼً ﺛﺎﺑﺘً ـ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ أﺣ ـ ـ ـ ــﺪﳘﺎ ﻓﻠ ـ ـ ـ ــﻴﺲ ذﻟ ـ ـ ـ ــﻚ‬
‫ﲟﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ إﻃﻼﻗًـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﻻ ﺗﻌﺘـ ـ ـ ـ ـ ــﱪ ﲝـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل ‪ 26.‬ﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻨﺺ اﻟﻘﻄﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻳﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﲎ ﺑﺘﺤﻘﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﻖ‬
‫اﳌﺼ ـ ـ ــﺎﱀ اﳊﻘﻴﻘﻴ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ وﻓ ـ ـ ــﻖ ﻣ ـ ـ ـ ـﺮاد اﻟﺸ ـ ـ ــﺎرع وﻫ ـ ـ ــﻲ ﻏ ـ ـ ــﲑ ﻗﺎﺑﻠ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴ ـ ـ ــﲑ واﻟﺘﺄوﻳ ـ ـ ــﻞ‬
‫ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـﻰ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺮ اﻷﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺎم واﻷﺣـ ـ ـ ـ ـ ـﻮال وﻟ ـ ـ ـ ـ ــﺬا ﺟﻌﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺎرع ﻗﻄﻌﻴً ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻻ ﻳﺘﻄ ـ ـ ـ ـ ــﺮق إﻟﻴ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫اﻻﺣﺘﻤﺎل واﻻﻓﱰاض ‪.‬‬
‫وأﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣﻌﺎرﺿ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﳌﺼ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ ﻟﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻨﺺ اﻟﻈ ـ ـ ـ ـ ــﲏ‪ ،‬ﻓﺤﻜﻤﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻛﺤﻜ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ﻣﻌﺎرﺿـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﺺ اﻟﻘﻄﻌـ ـ ـ ـ ــﻲ ‪ ،‬ﻓ ـ ـ ـ ــﻼ ﳚـ ـ ـ ـ ــﻮز ﻣـ ـ ـ ـ ــﺜﻼً ﳐﺎﻟﻔ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ـ ـ ــﺪﻟﻮﱄ اﳊ ـ ـ ـ ــﻴﺾ واﻟﻄُ ْﻬـ ـ ـ ـ ــﺮ ﻟﻠ ُﻘـ ـ ـ ـ ـ ْـﺮء‬

‫اﻟﻌﺪد ‪ /8‬ﺟﻮان ‪2013‬‬ ‫‪135‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻤﻴﺔ‬


‫د‪ .‬ﺧﻠﻮق ﺿﻴﻒ اﷲ ﻣﺤﻤﺪ آﻏﺎ‬ ‫دور اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺺ اﻟﺸﺮﻋﻲ‬

‫ﺑﺈﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪاث ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮل ﺛﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺚ‪ ،‬ﳉﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ ﻣﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ اﳌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮأة أو اﻟﺮﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ‪ ،‬أو ﻟﺘﻐ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲑ‬
‫‪27‬‬
‫اﻟﻈﺮف‪.‬‬
‫وأﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﺟﻴﺢ اﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﺣﺘﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻻت اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻨﺺ اﻟﻈ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲏ ﻣﺮاﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎة ﻟﻠﻤﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱀ‬
‫وﺗﻘ ـ ـ ــﺪﻳﺮﻫﺎ ﻓﻬـ ـ ـ ــﻮ أﻣ ـ ـ ــﺮ وارد وﻣﻄﻠـ ـ ـ ــﻮب ﺣـ ـ ـ ــﱴ ﻳﻜ ـ ـ ــﻮن اﳊﻜـ ـ ـ ــﻢ أﻗ ـ ـ ــﺮب ﳌ ـ ـ ـ ـﺮاد اﻟﺸـ ـ ـ ــﺎرع‪،‬‬
‫وأﺟﻠﺐ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻋﺪم ﻣﻌﺎرﺿﺘﻬﺎ ﻟﻺﺟﻤﺎع‪.‬‬
‫واﻹﲨ ـ ـ ـ ـ ــﺎع ﻛ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻨﺺ اﻟﻘﻄﻌ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﰲ دﻻﻟﺘ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺣﻜﻤ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﰲ اﻟﻴﻘ ـ ـ ـ ـ ــﲔ وﻋ ـ ـ ـ ـ ــﺪم‬
‫اﻟﺘﺄوﻳـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ وﻣﺮاﻋـ ـ ـ ـ ـ ــﺎة اﳌﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱀ‪ ،‬وﰲ ﺗﻘﺪﳝـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﳌﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ إن ﺗﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرض ﻣﻌﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻇﺎﻫﺮﻳ ـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻛﺎﻹﲨ ـ ـ ـ ــﺎع ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ ﲢ ـ ـ ـ ــﺮﱘ ﺷ ـ ـ ـ ــﺤﻢ اﳋﻨﺰﻳ ـ ـ ـ ــﺮ‪ ،‬وﺗﻮرﻳ ـ ـ ـ ــﺚ اﳉ ـ ـ ـ ــﺪة ﻟ ـ ـ ـ ــﻸب ﻣ ـ ـ ـ ــﻊ‬
‫‪28‬‬
‫اﳉﺪة ﻟﻸم‪ ،‬وﻏﲑ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﳌﺴﺎﺋﻞ اﻟﱵ ﲢﻘﻖ ﻓﻴﻬﺎ اﻹﲨﺎع اﻟﻘﻄﻌﻲ‪.‬‬
‫‪ -3‬ﻋﺪم ﻣﻌﺎرﺿﺘﻬﺎ ﻟﻠﻘﻴﺎس‪.‬‬
‫اﻟﻘﻴـ ـ ـ ــﺎس ﻫـ ـ ـ ــﻮ اﳌﺼـ ـ ـ ــﺪر اﻟﺘﺸ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﻲ ﺑﻌـ ـ ـ ــﺪ اﻟـ ـ ـ ــﻨﺺ واﻹﲨـ ـ ـ ــﺎع‪ ،‬وﻫـ ـ ـ ــﻮ ﲪـ ـ ـ ــﻞ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ‬
‫اﻟـ ـ ـ ــﻨﺺ ﻟﻌﻠـ ـ ـ ــﺔ أو أﻣـ ـ ـ ــﺮ آﻳـ ـ ـ ــﻞ إﱃ ﻣﺼـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ‪ ،‬وﻣﺜﺎﻟـ ـ ـ ــﻪ ‪ :‬ﻗﻴـ ـ ـ ــﺎس ﺷـ ـ ـ ــﺤﻢ اﳋﻨﺰﻳـ ـ ـ ــﺮ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ‬
‫ﳊﻤـ ـ ـ ـ ــﻪ ﰲ اﻟﻨﺠﺎﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ واﻻﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻘﺬار واﻟﻀ ـ ـ ـ ـ ــﺮر‪ ،‬وﻗﻴـ ـ ـ ـ ــﺎس اﻟﻨﻔ ـ ـ ـ ـ ــﺎس ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﳊ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺾ ﰲ‬
‫ﻣﻨـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻮطء ﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻸذى واﻟﻀـ ـ ـ ـ ـ ــﺮر‪ ،‬وﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮ ﻳﺴـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺪ إﱃ وﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﻒ ﻳﺘﻨﺎﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ‬
‫ﺣﻜﻤ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺬا اﻟﻮﺻ ـ ـ ـ ـ ــﻒ ﻗ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﲰ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻩ اﻷﺻـ ـ ـ ـ ـ ـﻮﻟﻴﻮن )اﳌﻨﺎﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺐ(‪ ،‬اﻟ ـ ـ ـ ـ ــﺬي ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﱴ‬
‫‪29‬‬
‫ﻋﺮض ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﻮل ﺗﻠﻘﺘﻪ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮل ‪.‬‬
‫‪ .4‬ﻋﺪم ﺗﻔﻮﻳﺘﻬﺎ ﻟﻤﺼﻠﺤﺔ أﻫﻢ ﻣﻨﻬﺎ أو ﻣﺴﺎوﻳﺔ ﻟﻬﺎ‪.‬‬
‫إن اﳌﺼ ـ ـ ـ ــﺎﱀ ﺗﺘﻨ ـ ـ ـ ــﻮع ﺑﺎﻋﺘﺒ ـ ـ ـ ــﺎرات ﳐﺘﻠﻔ ـ ـ ـ ــﺔ أﳘﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﺣﻴ ـ ـ ـ ــﺚ اﻟﻘ ـ ـ ـ ــﻮة واﻟﻘﻄ ـ ـ ـ ــﻊ‬
‫واﻟﻀـ ـ ـ ـ ــﺮورة‪ ،‬وﻋﻨـ ـ ـ ـ ــﺪ ﺗﻌـ ـ ـ ـ ــﺬر اﳉﻤـ ـ ـ ـ ــﻊ ﺑـ ـ ـ ـ ــﲔ ﻫـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻻﻋﺘﺒـ ـ ـ ـ ــﺎرات اﻟﺜﻼﺛـ ـ ـ ـ ــﺔ واﺳـ ـ ـ ـ ــﺘﺤﺎﻟﺘﻪ‬
‫ﻳﻌ ـ ـ ـ ــﺪ إدراك ﻫ ـ ـ ـ ــﺬا اﻟﻀ ـ ـ ـ ــﺎﺑﻂ وﻓﻬﻤ ـ ـ ـ ــﻪ وﺗ ـ ـ ـ ــﺮﺟﻴﺢ واﺣ ـ ـ ـ ــﺪ ﻣﻨﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ اﻷﺧ ـ ـ ـ ــﺮ أﻣ ـ ـ ـ ـ ـﺮا‬
‫دﻗﻴﻘـ ـ ـ ــﺎ وﻋﻤﻴﻘـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﳛﺘـ ـ ـ ــﺎج إﱃ دراﻳـ ـ ـ ــﺔ ﻛﺎﻓﻴـ ـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ـ ــﻦ ا ﺘﻬـ ـ ـ ــﺪ وﺧـ ـ ـ ــﱪة ﺑﺎﻟﻐـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﳌﺼـ ـ ـ ــﺎﱀ‬
‫اﻟﺸـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ وﻣﺮاﺗﺒﻬـ ـ ـ ـ ــﺎ وﺗﻌﺎرﺿـ ـ ـ ـ ــﻬﺎ وﺗﺮﺟﻴﺤﻬـ ـ ـ ـ ــﺎ ورﺑﻄﻬـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻮﻗـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻊ واﳌﺘﻐ ـ ـ ـ ـ ـﲑات‪ .‬وﻣـ ـ ـ ـ ــﻦ‬
‫اﻷﻣﺜﻠ ـ ـ ـ ــﺔ اﳌﻌﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺮة ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ ذﻟ ـ ـ ـ ــﻚ‪ ،‬ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟ ـ ـ ـ ــﻮ ﻃ ـ ـ ـ ــﺮح اﳌﺴ ـ ـ ـ ــﻠﻤﻮن ﻗﻀ ـ ـ ـ ــﻴﺔ ﻋﻤ ـ ـ ـ ــﻞ اﳌـ ـ ـ ـ ـﺮأة‬

‫اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻣﻦ ‪ /‬ﺟﻮان ‪2013‬‬ ‫‪136‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻤﻴﺔ‬


‫د‪ .‬ﺧﻠﻮق ﺿﻴﻒ اﷲ ﻣﺤﻤﺪ آﻏﺎ‬ ‫دور اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺺ اﻟﺸﺮﻋﻲ‬

‫ﻟﺰﻳـ ـ ـ ــﺎدة اﻹﻧﺘـ ـ ـ ــﺎج‪ ،‬ﻓـ ـ ـ ــﺈن ﻫـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﻘﻀـ ـ ـ ــﻴﺔ ﺗﺘﺠﺎذ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋـ ـ ـ ــﺪة ﻣﺼـ ـ ـ ــﺎﱀ ‪ :‬ﻣﺼـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ زﻳـ ـ ـ ــﺎدة‬
‫اﻹﻧﺘ ـ ـ ـ ــﺎج ﻟﺘﻘﻮﻳ ـ ـ ـ ــﺔ اﻻﻗﺘﺼ ـ ـ ـ ــﺎد‪ ،‬وﻣﺼ ـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ اﻷﺳ ـ ـ ـ ــﺮة ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﱰﺑﻴ ـ ـ ـ ــﺔ واﻟﻌﻨﺎﻳ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﻣﺼ ـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ‬
‫ﺻﻴﺎﻧﺔ ا ﺘﻤﻊ ﻣﻦ اﻻﺧﺘﻼط اﳌﺸﲔ وﻧﺘﺎﺋﺠﻪ‪.30‬‬
‫وﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳﻨﻄﺒ ـ ـ ـ ــﻖ ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ ﺿـ ـ ـ ـ ـﻮاﺑﻂ اﳌﺼ ـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ اﳌﺮﺳ ـ ـ ـ ــﻠﺔ ﻏﺎﻟﺒ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳﻨﻄﺒ ـ ـ ـ ــﻖ ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ‬
‫ﺿـ ـ ـ ـ ـ ـﻮاﺑﻂ اﻟﻌ ـ ـ ـ ـ ــﺮف ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻧﺎﺣﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺂل وﻣﺼ ـ ـ ـ ـ ــﲑ ﻛ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣﻨﻬﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻨ ـ ـ ـ ـ ــﺪ أﻋﻤﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ؛‬
‫ـﺎﻟﻌﺮف ﻣ ـ ـ ــﺎ ﺗﻌ ـ ـ ــﺎرف ﻋﻠﻴ ـ ـ ــﻪ اﻟﻨ ـ ـ ــﺎس‪ ،‬واﳌﺼ ـ ـ ــﻠﺤﺔ اﳌﺮﺳ ـ ـ ــﻠﺔ ﻫ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ــﱵ ﱂ ﻳﺸ ـ ـ ــﻬﺪ ﳍ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻓـــ ُ‬
‫اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺎرع ﺑﺎﻻﻋﺘﺒ ـ ـ ـ ــﺎر وﻻ ﺑﺎﻹﻟﻐ ـ ـ ـ ــﺎء ؛ وﻋﻠﻴ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓ ـ ـ ـ ــﻼ ﻳﻌﺘ ـ ـ ـ ــﱪ اﻟﻌ ـ ـ ـ ــﺮف ان ﺗﻌ ـ ـ ـ ــﺎرض ﻣ ـ ـ ـ ــﻊ‬
‫أﺻ ـ ـ ـ ــﻞ ﺷ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻲ ﻗﻄﻌ ـ ـ ـ ــﻲ أو إﲨ ـ ـ ـ ــﺎع‪ ،‬وﻳﺸ ـ ـ ـ ــﱰط ﻓﻴ ـ ـ ـ ــﻪ أﻣ ـ ـ ـ ــﻮرا ﺧﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻛ ـ ـ ـ ــﺄن ﻳﻜـ ـ ـ ـ ــﻮن‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻋﻨﺪ إﻧﺸﺎء اﳌﻌﺎﻣﻼت وﻫﻜﺬا ‪.31‬‬
‫اﻟﻤﻄﻠـ ـ ـ ـ ــﺐ اﻟﺜـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻧﻤـ ـ ـ ـ ــﺎذج ﻣـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻔﻘﻬﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻔﺘـ ـ ـ ـ ــﺎوى ﺷـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ‬
‫ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي ‪.‬‬
‫ﻋﻨـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـﺮﺑﻂ ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﲔ ﻧﺼ ـ ـ ـ ـ ــﻮص اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ وﻣﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻫﺎ اﻟﻌﻤﻠﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻮﺻ ـ ـ ـ ـ ــﻮل‬
‫إﱃ ﺣﻜ ـ ـ ـ ــﻢ ﻧﺎزﻟ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻨ ـ ـ ـ ـ ـﻮازل ﰲ واﻗ ـ ـ ـ ــﻊ اﻷﻣ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﳝﻜ ـ ـ ـ ــﻦ اﻻﺳ ـ ـ ـ ــﺘﻔﺎدة ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﻓﻬ ـ ـ ـ ــﻢ‬
‫اﻟﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻒ اﻟﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱀ وﻃـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻘﺘﻬﻢ ﺑﺘﺤﻘﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻖ ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﳌﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱐ واﳌﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻫﻴﻢ ﰲ‬
‫اﺟﺘﻬـ ـ ـ ــﺎدا ﻢ‪ ،‬ﻟﻴﻜـ ـ ـ ــﻮن ﻫـ ـ ـ ــﺬا اﻟﻔﻬـ ـ ـ ــﻢ ﻣﻌﻴـ ـ ـ ــﺎرا وﻣﻴﺰاﻧـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻌﻠﻤـ ـ ـ ــﺎء وﻣﻔـ ـ ـ ــﱵ ﻫـ ـ ـ ــﺬا اﻟﺰﻣـ ـ ـ ــﺎن‬
‫ﻟﻠﺘﻌﺎﻣ ـ ـ ــﻞ ﻣـ ـ ـ ــﻊ ﻣـ ـ ـ ــﺎ ﳚـ ـ ـ ــﺪ ﻣـ ـ ـ ــﻦ ﻧ ـ ـ ـ ـﻮازل وأﺣـ ـ ـ ــﺪاث‪ ،‬وذﻟـ ـ ـ ــﻚ ﺑﺈﺷـ ـ ـ ــﺎﻋﺔ ﺛﻘﺎﻓـ ـ ـ ــﺔ اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ــﺪ‬
‫اﻟﻌﻘﻼﻧﻴ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ـ ــﱵ ﺗ ـ ـ ـ ـ ـﺮﺑﻂ اﻷﺣﻜ ـ ـ ـ ــﺎم ﺑﻮﻇﻴﻔﺘﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ودورﻫ ـ ـ ـ ــﺎ ﰲ ﺗﺮﻗﻴ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﻔﺲ‬
‫وﺗﺰﻛﻴﺔ اﳊﻴﺎة ‪.‬‬
‫وﺳﺄﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻌﺮض ﺑﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺾ ﳕ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎذج اﺟﺘﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﻟﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻒ اﻟﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱀ اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪي‬
‫ﻟﻌﻠﻬـ ـ ـ ــﺎ ﺗﺒـ ـ ـ ــﲔ ﻛﻴـ ـ ـ ــﻒ ﻳﺴـ ـ ـ ــﻬﻢ ﻫـ ـ ـ ــﺬا اﻟﻨـ ـ ـ ــﻮع ﻣـ ـ ـ ــﻦ اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ــﺎد ﰲ ﺿـ ـ ـ ــﺒﻂ ﻓﻬـ ـ ـ ــﻢ اﻟـ ـ ـ ــﻨﺺ‬
‫اﻟﺸﺮﻋﻲ واﺳﺘﻨﺒﺎط اﻷﺣﻜﺎم ﻣﻨﻪ ‪.‬‬

‫اﻟﻌﺪد ‪ /8‬ﺟﻮان ‪2013‬‬ ‫‪137‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻤﻴﺔ‬


‫د‪ .‬ﺧﻠﻮق ﺿﻴﻒ اﷲ ﻣﺤﻤﺪ آﻏﺎ‬ ‫دور اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺺ اﻟﺸﺮﻋﻲ‬

‫اﻻﻧﻤﻮذج اﻷول ‪ :‬ﻗﺘﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟﻮاﺣﺪ ‪:‬‬


‫ورد ﰲ اﻻﺛ ـ ـ ـ ـ ــﺮ أن ﻋﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺮ ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﳋﻄ ـ ـ ـ ـ ــﺎب )رﺿ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﷲ ﻋﻨ ـ ـ ـ ـ ــﻪ( ﻗَـﺘَـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻧﻔـ ـ ـ ـ ـ ـﺮاً ‪-‬‬
‫وﺳ ـ ـ ـ ـ ّـﺮ (‪" ،‬وﻗ ـ ـ ـ ــﺎل‪:‬‬ ‫ﲬﺴ ـ ـ ـ ــﺔ أو ﺳ ـ ـ ـ ــﺒﻌﺔ ‪ -‬ﺑﺮﺟ ـ ـ ـ ــﻞ ﻗﺘﻠ ـ ـ ـ ــﻮﻩ ﻗﺘ ـ ـ ـ ــﻞ ﻏﻴﻠ ـ ـ ـ ــﺔ )أي‪ :‬ﺧﺪﻳﻌ ـ ـ ـ ــﺔ ِ‬
‫ﻟﻮ اﺷﱰك ﻓﻴﻬﺎ أﻫﻞ ﺻﻨﻌﺎء ﻟﻘﺘﻠﺘﻬﻢ"‪.32‬‬
‫ﻓﻔـ ـ ـ ــﻲ ﻫـ ـ ـ ــﺬا اﻷﺛـ ـ ـ ــﺮ اﺟﺘﻬـ ـ ـ ــﺪ اﻣـ ـ ـ ــﲑ اﳌـ ـ ـ ــﺆﻣﻨﲔ ﻋﻤـ ـ ـ ــﺮ ﺑـ ـ ـ ــﻦ اﳋﻄـ ـ ـ ــﺎب )رﺿـ ـ ـ ــﻲ‬
‫اﷲ ﻋﻨـ ـ ـ ـ ــﻪ( ﺑﺈﳚـ ـ ـ ـ ــﺎد ﺣﻜـ ـ ـ ـ ــﻢ ﺷـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻲ ﳌﺴـ ـ ـ ـ ــﺄﻟﺔ ﺟـ ـ ـ ـ ــﺪت ﰲ زﻣﺎﻧـ ـ ـ ـ ــﻪ – ﻗﺘـ ـ ـ ـ ــﻞ اﳉﻤﺎﻋـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻮاﺣ ـ ـ ـ ـ ــﺪ – ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﺧ ـ ـ ـ ـ ــﻼل اﻟﻨﺼ ـ ـ ـ ـ ــﻮص اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ذات اﻟﺼ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺔ ﺑﺎﻟﻘﺼ ـ ـ ـ ـ ــﺎص وﻫ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‬
‫ـﲔ ﺑِـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟْ َﻌ ْ ِ‬
‫ﲔ‬ ‫ﺲ َواﻟْ َﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ْ َ‬ ‫ﻗﻮﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺗﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱃ ‪ :‬وَﻛﺘَْﺒـﻨَـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ َﻋﻠَـ ـ ـ ـ ـ ـ ْـﻴ ِﻬ ْﻢ ﻓِ َﻴﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أَ ﱠن اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻨﱠـ ْﻔﺲ ﺑِـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻨﱠـ ْﻔ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ـﺎص‬ ‫ِ‬ ‫اﻟﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﱠﻦ ﺑِ ﱢ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـﻒ ﺑِـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْـﺎﻷَﻧْﻒ َو ْاﻷُذُ َن ﺑِـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْـﺎﻷُذُن َو ﱢ‬
‫ﺼـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ٌ‬ ‫وح ﻗ َ‬‫اﳉُـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـﺮ َ‬
‫ﺎﻟﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﱢﻦ َو ْ‬ ‫َو ْاﻷَﻧْـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫‪]...‬اﳌﺎﺋـ ـ ـ ـ ــﺪة‪ ،[٤٥ :‬وﻫـ ـ ـ ـ ــﻮ دال ﺑﻈـ ـ ـ ـ ــﺎﻫﺮﻩ ﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﻰ اﺧـ ـ ـ ـ ــﺬ اﻟـ ـ ـ ـ ــﻨﻔﺲ اﻟﻮاﺣـ ـ ـ ـ ــﺪة ﺑـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻨﻔﺲ‬
‫ُوﱄ ْاﻷَﻟْﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـﺎب‬ ‫ـﺎص َﺣﻴَـ ـ ـ ـ ـ ــﺎةٌ ﻳَـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أ ِ َ‬ ‫ﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬‫اﻟﻮاﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪة‪ ،‬وﻗﻮﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺗﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱃ ‪َ ) :‬وﻟَ ُﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْـﻢ ِﰲ اﻟْﻘ َ‬
‫ﻟَ َﻌﻠﱠ ُﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ْـﻢ ﺗَـﺘﱠـ ُﻘ ـ ـ ـ ـ ــﻮ َن(]اﻟﺒﻘ ـ ـ ـ ـ ــﺮة‪ ،[١٧٩ :‬ﻓﺤﻜ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ﺑﻘﺘ ـ ـ ـ ـ ــﻞ اﳉﻤﺎﻋ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻮاﺣ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﲢﻘﻴﻘ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﳌﻘﺼ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﺣﻔ ـ ـ ـ ـ ــﻆ اﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻨﻔﺲ واﻟ ـ ـ ـ ـ ــﱵ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺪوم اﻟﻮﺟ ـ ـ ـ ـ ــﻮد اﻹﻧﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱐ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻷرض‬
‫اﻟﻌﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮان‪ ،‬وأﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻩ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻟﻚ ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺤﺎﺑﺔ رﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮل اﷲ ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬ ‫وﻳﺘﺤﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻖ ُ‬
‫وﺳﻠﻢ‪.‬‬
‫اﻻﻧﻤﻮذج اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺟﻤﻊ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ‪:‬‬
‫ﲨ ـ ـ ـ ـ ــﻊ اﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ــﺮآن اﻟﻜ ـ ـ ـ ـ ــﺮﱘ ﰲ اﳌﺼ ـ ـ ـ ـ ــﺤﻒ ﰲ ﻋﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﳋﻠﻴﻔ ـ ـ ـ ـ ــﺔ أﰊ ﺑﻜ ـ ـ ـ ـ ــﺮ )رﺿـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﷲ‬
‫ـﺘﺤﺮ اﻟﻘﺘ ـ ـ ـ ــﻞ ﻳ ـ ـ ـ ــﻮم اﻟﻴﻤﺎﻣ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﻘ ـ ـ ـ ـ ّـﺮاء اﻟﻘ ـ ـ ـ ــﺮآن‪ ،33‬وﻫ ـ ـ ـ ــﺬا دﻟﻴ ـ ـ ـ ــﻞ‬ ‫ﻋﻨ ـ ـ ـ ــﻪ(‪ ،‬ﺑﻌ ـ ـ ـ ــﺪ أن اﺳ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻋﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻖ اﻟﻔﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪي ﻋﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺤﺎﺑﺔ )رﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮان اﷲ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﻬﻢ‬
‫أﲨﻌـ ـ ـ ــﲔ(‪ ،‬ﻓـ ـ ـ ــﺈ ّن ﻫـ ـ ـ ــﺬا اﻻﻣـ ـ ـ ــﺮ ﱂ ﻳﻔﻌﻠـ ـ ـ ــﻪ رﺳـ ـ ـ ــﻮل اﷲ وﻻ أﻣـ ـ ـ ــﺮ ﺑـ ـ ـ ــﻪ وﻻ ﻳﻮﺟـ ـ ـ ــﺪ ﻧـ ـ ـ ــﺺ‬
‫ﰲ ﻛﺘ ـ ـ ــﺎب اﷲ ﻳ ـ ـ ــﺄﻣﺮ ﺑﻔﻌﻠ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬اﻻ ﻗﻮﻟ ـ ـ ــﻪ ﺗﻌ ـ ـ ــﺎﱃ ‪) :‬إِﻧﱠ ـ ـ ــﺎ َْﳓ ـ ـ ـ ُـﻦ ﻧـَﱠﺰﻟْﻨَ ـ ـ ــﺎ اﻟ ـ ـ ـ ـ ﱢﺬ ْﻛَﺮ َوإِﻧﱠـ ـ ــﺎ ﻟَ ـ ـ ــﻪُ‬
‫َﳊَ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻓِﻈُﻮ َن(]اﳊﺠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ‪ [٩ :‬اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪال ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺗﻌﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﷲ ﺗﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱃ ﲝﻔﻈ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻟﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﺼ ـ ـ ـ ــﺤﺎﺑﺔ رأوا أن ﰲ ﲨﻌ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣﺼ ـ ـ ـ ــﻠﺤﺔ ﺗﻨﺎﺳ ـ ـ ـ ــﺐ ﻣﻘﺼ ـ ـ ـ ــﻮد اﻟﺸـ ـ ـ ـ ــﺎرع ﲝﻔ ـ ـ ـ ــﻆ اﻟ ـ ـ ـ ــﺪﻳﻦ‬
‫ﻣـ ـ ـ ـ ــﻦ ﺧـ ـ ـ ـ ــﻼل اﳊﻔـ ـ ـ ـ ــﺎظ ﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﻰ اﳌﺼـ ـ ـ ـ ــﺪر اﻟـ ـ ـ ـ ــﺬي ﻳُﺴـ ـ ـ ـ ــﺘﻘﻰ ﻣﻨـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﺘﻮﺣﻴـ ـ ـ ـ ــﺪ اﳋـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺺ‬

‫اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻣﻦ ‪ /‬ﺟﻮان ‪2013‬‬ ‫‪138‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻤﻴﺔ‬


‫د‪ .‬ﺧﻠﻮق ﺿﻴﻒ اﷲ ﻣﺤﻤﺪ آﻏﺎ‬ ‫دور اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺺ اﻟﺸﺮﻋﻲ‬

‫اﳋـ ـ ـ ــﺎﱄ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﺷ ـ ـ ـ ـﻮاﺋﺐ اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺮك واﻻﳓ ـ ـ ـ ـﺮاف‪ ،‬واﻟـ ـ ـ ــﺬي ﺑ ـ ـ ـ ــﻪ ﻳُﻌـ ـ ـ ــﺮف اﷲ وﻳُﻌﺒ ـ ـ ـ ــﺪ‪ ،‬وﺑ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﻳﻌ ـ ـ ـ ـ ــﺮف اﳊ ـ ـ ـ ـ ــﻼل واﳊ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮام‪ ،‬وﻛﺎﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻞ اﻟﺘﻜ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻴﻒ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﺒﺤﻔﻆ ﻛﺘ ـ ـ ـ ـ ــﺎب اﷲ‬
‫ﳛﻔﻆ ﻫﺬا اﻟﺪﻳﻦ ‪.‬‬
‫اﻻﻧﻤﻮذج اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ :‬اﻟﻜﻔﺎءة‪ 34‬ﺑﻴﻦ اﻟﺰوﺟﻴﻦ ‪:‬‬
‫ﻋﻨ ـ ـ ـ ــﺪ اﻻﻃ ـ ـ ـ ــﻼع ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻗ ـ ـ ـ ــﺮرﻩ اﻟﻔﻘﻬ ـ ـ ـ ــﺎء ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﺷ ـ ـ ـ ـﱰاط اﻟﻜﻔ ـ ـ ـ ــﺎءة ﺑ ـ ـ ـ ــﲔ‬
‫اﻟ ـ ـ ـ ــﺰوﺟﲔ ﻟﺼ ـ ـ ـ ــﺤﺔ ﻋﻘ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟ ـ ـ ـ ــﺰواج ﻳﺴﺘﺸ ـ ـ ـ ــﻜﻞ اﳌ ـ ـ ـ ــﺮء أن ﻳﻜ ـ ـ ـ ــﻮن اﻟﻨﺴ ـ ـ ـ ــﺐ واﻻﻧﺘﻤ ـ ـ ـ ــﺎء‬
‫اﻟﻌﺸـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﺮي واﻟﻘﺒﻠـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣـ ـ ـ ـ ــﻦ ﲨﻠـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻷﻣـ ـ ـ ـ ــﻮر اﻟـ ـ ـ ـ ــﱵ ﺗﻄﻠـ ـ ـ ـ ــﺐ ﻓﻴﻬـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﻜﻔـ ـ ـ ـ ــﺎءة وﻛـ ـ ـ ـ ــﺄن‬
‫اﻹﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼم ﻳﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ اﻟﻌﻨﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺔ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﱵ ﻋﺮﻓﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﺒﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺔ ﰲ ﻛﺜ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲑ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت‬
‫واﳊﻀﺎرات ‪.‬‬
‫واﻟ ـ ـ ـ ــﺬي ﻳﻔ ـ ـ ـ ــﺘﺢ ﻟﻨ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ـ ــﺎب اﻟﻔﻬ ـ ـ ـ ــﻢ ﳌ ـ ـ ـ ــﺎ ﻗ ـ ـ ـ ــﺮرﻩ اﻟﻔﻘﻬ ـ ـ ـ ــﺎء ﰲ ﻫ ـ ـ ـ ــﺬا اﳌﻮﺿ ـ ـ ـ ــﻮع‬
‫أﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮان‪ :‬أﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﳘﺎ اﻟﻨﻈ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ إﱃ ﻣﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺰواج واﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﱵ ﲢ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮي ﰲ ﺑﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻫﺎ‬
‫اﻻﺟﺘﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻋﻲ وﺿ ـ ـ ـ ـ ــﻊ اﻷﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺲ واﳌﻘﻮﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ﻟﺘﻘﻮﻳ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺔ اﻷرﺣ ـ ـ ـ ـ ــﺎم وﻋﻼﻗـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت‬
‫اﻟﺘﻜﺎﻓ ـ ـ ــﻞ واﻟ ـ ـ ـ ـﱰاﺣﻢ اﳌﺒﻨﻴ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﻘﺮاﺑ ـ ـ ــﺔ‪ .‬وﻣ ـ ـ ــﻦ ﻫﻨ ـ ـ ــﺎ ﻛ ـ ـ ــﺎن اﺷ ـ ـ ـ ـﱰاط ﻣـ ـ ـ ــﺎ اﺷ ـ ـ ــﱰﻃﻪ‬
‫اﻟﻔﻘﻬ ـ ـ ـ ــﺎء ﻣﺒﻨﻴـ ـ ـ ـ ـﺎً ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ ﻣﻌﺮﻓ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ـ ــﻨﻬﻢ ﺑ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻌﺮف اﻟﺴ ـ ـ ـ ــﺎﺋﺪ ﰲ ﺑﻴﺌ ـ ـ ـ ــﺘﻬﻢ اﻟ ـ ـ ـ ــﱵ ﲢ ـ ـ ـ ــﺪﺛﻮا‬
‫ﻓﻴﻬ ـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬وأن اﻟﺘﻜ ـ ـ ـ ــﺎﻓﺆ ﰲ اﻟﻨﺴ ـ ـ ـ ــﺐ ﰲ ﺗﻠ ـ ـ ـ ــﻚ اﻟﺒﻴﺌ ـ ـ ـ ــﺔ ﻫ ـ ـ ـ ــﻮ ﺗﺄﺻ ـ ـ ـ ــﻴﻞ ﻟﺼ ـ ـ ـ ــﻠﺔ اﻷرﺣ ـ ـ ـ ــﺎم‬
‫ﲟﻘﺪﻣﺎ ﺎ وأﺳﺒﺎ ﺎ ‪.‬‬
‫ﻓﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻗ ـ ـ ـ ـ ــﺮرﻩ اﻟﻔﻘﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎء ﰲ ﻣﻮﺿ ـ ـ ـ ـ ــﻮع اﻟﻜﻔ ـ ـ ـ ـ ــﺎءة ﻻ ﻳﻠﻐ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﲝ ـ ـ ـ ـ ــﺎل ﻣﻌﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺎر اﻟﺘﻔﺎﺿ ـ ـ ـ ـ ــﻞ‬
‫ـﺎس إِﻧﱠـ ـ ـ ــﺎ َﺧﻠَ ْﻘﻨَ ـ ـ ـ ــﺎ ُﻛﻢ ﱢﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ذَ َﻛـ ـ ـ ـ ـ ٍﺮ‬ ‫اﳊﻘﻴﻘ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺜﺎﺑ ـ ـ ـ ــﺖ ﺑﻘﻮﻟ ـ ـ ـ ــﻪ ﺗﻌ ـ ـ ـ ــﺎﱃ ‪ ):‬ﻳَـ ـ ـ ــﺎ أَﻳـﱡ َﻬ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﻨﱠـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ـﺎرﻓُﻮا إِ ﱠن أَ ْﻛـ ـ ـ ـ ـ َـﺮَﻣ ُﻜ ْﻢ ِﻋﻨـ ـ ـ ـ ـ َـﺪ اﻟﻠﱠـ ـ ـ ـ ـ ِـﻪ أَﺗْـ َﻘـ ـ ـ ـ ــﺎ ُﻛ ْﻢ‬ ‫ِ ِ‬
‫َوأُﻧﺜَـ ـ ـ ـ ـ ٰـﻰ َو َﺟ َﻌ ْﻠﻨَـ ـ ـ ـ ــﺎ ُﻛ ْﻢ ُﺷـ ـ ـ ـ ـ ُـﻌﻮﺑًﺎ َوﻗَـﺒَﺎﺋـ ـ ـ ـ ـ َـﻞ ﻟﺘَـ َﻌـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫ـﲑ(]اﳊﺠ ـ ـ ـ ـ ـﺮات‪ ،[١٣ :‬وﻻ ﻳﻠﻐـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻘـ ـ ـ ـ ــﺪوة ﰲ ﻓﻌـ ـ ـ ـ ــﻞ اﻟﺮﺳـ ـ ـ ـ ــﻮل‬ ‫إِ ﱠن اﻟﻠﱠـ ـ ـ ـ ــﻪَ َﻋﻠِـ ـ ـ ـ ـ ِ‬
‫ـﻴﻢ َﺧﺒـ ـ ـ ـ ـ ٌ‬
‫ٌ‬
‫ﺎﻋﺘَ ـ ـ ـ ـ ﱠـﻞ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﺑﻘﻮﻟ ـ ـ ـ ــﻪ ﺻ ـ ـ ـ ــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴ ـ ـ ـ ــﻪ وﺳ ـ ـ ـ ــﻠﻢ ‪ ) :‬أ َْﻋﻄ َﻬ ـ ـ ـ ــﺎ َوﻟَ ـ ـ ـ ـ ْـﻮ َﺧﺎَﲤًـ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ـ ـ ْـﻦ َﺣﺪﻳ ـ ـ ـ ــﺪ‪ ،‬ﻓَ ْ‬
‫ـﺎل‪ :‬ﻓَـ َﻘـ ـ ـ ـ ْﺪ َزﱠو ْﺟﺘُ َﻜ َﻬ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ـﺎل‪َ :‬ﻛـ ـ ـ ـ َﺬا َوَﻛـ ـ ـ ـ َﺬا‪ ،‬ﻗَـ ـ ـ َ‬ ‫آن؟ ﻗَـ ـ ـ َ‬ ‫ـﻚ ِﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟ ُﻘ ـ ـ ــﺮ ِ‬
‫ـﺎل‪َ :‬ﻣ ـ ـ ــﺎ َﻣ َﻌ ـ ـ ـ َ َ ْ‬ ‫ﻟَـ ـ ــﻪُ‪ ،‬ﻓَـ َﻘ ـ ـ ـ َ‬
‫ﻚ ِﻣ َﻦ اﻟ ُﻘْﺮآن ( ‪.‬‬
‫ِ ‪35‬‬
‫ِﲟَﺎ َﻣ َﻌ َ‬

‫اﻟﻌﺪد ‪ /8‬ﺟﻮان ‪2013‬‬ ‫‪139‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻤﻴﺔ‬


‫د‪ .‬ﺧﻠﻮق ﺿﻴﻒ اﷲ ﻣﺤﻤﺪ آﻏﺎ‬ ‫دور اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺺ اﻟﺸﺮﻋﻲ‬

‫ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻨﻈﺮ إﱃ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﳛﻘ ـ ـ ـ ـ ــﻖ اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﰲ ﺑﻴﺌ ـ ـ ـ ـ ــﺔ وﻋ ـ ـ ـ ـ ــﺮف اﺟﺘﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻋﻲ ﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﺪ ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﻮ‬
‫ﻣﻔﺘـ ـ ـ ـ ــﺎح اﻟﻔﻬـ ـ ـ ـ ــﻢ ﳌ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻳﺴﺘﺸـ ـ ـ ـ ــﻜﻞ ﺑﻌـ ـ ـ ـ ــﺾ اﻟﻔﺘ ـ ـ ـ ـ ــﺎوى ﰲ ﻗﻀـ ـ ـ ـ ــﻴﺔ اﻟـ ـ ـ ـ ــﺰواج أو ﻏﲑﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫وﻳﺒﻘ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻨﻈـ ـ ـ ـ ــﺮ اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﺪي اﻟﻜﻠـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻫ ـ ـ ـ ــﻮ اﻷداة اﳌﻨﻬﺠﻴـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻷﻣﺜـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـﻊ‬
‫اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ وأﺣﻜﺎﻣﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أو اﻟﺘﻌﺎﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﱰاث واﻻﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻔﺎدة ﻣﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ‬
‫ﺑﺼﲑة ‪.36‬‬
‫اﻻﻧﻤﻮذج اﻟﺮاﺑﻊ ‪ :‬رﻣﻲ اﻟﺠﻤﺎر ﻓﻲ أﻳﺎم اﻟﺘﺸﺮﻳﻖ ‪:‬‬
‫ﺗﺘﺰاﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﰲ اﻵوﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻷﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲑة أﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم اﳊ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺞ أﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪاد اﳊﺠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎج ﺑﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻜﻞ‬
‫ﻣﻄ ـ ـ ـ ــﺮد وﻗ ـ ـ ـ ــﺪ ﳒ ـ ـ ـ ــﻢ ﻋ ـ ـ ـ ــﻦ ﻫ ـ ـ ـ ــﺬا اﻟﺘﺰاﻳ ـ ـ ـ ــﺪ ﺗـ ـ ـ ـ ـﺰاﺣﻢ ﻋﻨﻴ ـ ـ ـ ــﻒ وﻣﻀ ـ ـ ـ ــﺎﻳﻘﺔ ﺷ ـ ـ ـ ــﺪﻳﺪة أدت‬
‫إﱃ ﺗﻐ ـ ـ ـ ــﲑ اﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ــﺎد ﻛﺜ ـ ـ ـ ــﲑ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻌﻠﻤ ـ ـ ـ ــﺎء اﳌﻔﺘ ـ ـ ـ ــﲔ ﰲ ﻛﺜ ـ ـ ـ ــﲑ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﳌﺴ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻞ‪ ،‬وﳐﺎﻟﻔ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﳌﺸ ـ ـ ـ ـ ــﻬﻮر ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﳌ ـ ـ ـ ـ ــﺬاﻫﺐ ﲣﻔﻴﻔ ـ ـ ـ ـ ـﺎً ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻨ ـ ـ ـ ـ ــﺎس ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻀ ـ ـ ـ ـ ــﻴﻖ واﳊ ـ ـ ـ ـ ــﺮج‪ ،‬وﻛ ـ ـ ـ ـ ــﻢ‬
‫ﺳﻴﺤﺼ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻟﻠﻨ ـ ـ ـ ـ ــﺎس ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﺷ ـ ـ ـ ـ ــﺪة وﻛ ـ ـ ـ ـ ــﺮب ﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻮ ﲤﺴ ـ ـ ـ ـ ــﻚ أوﻟﺌ ـ ـ ـ ـ ــﻚ اﻟﻌﻠﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺎء ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﺄﻗﻮال‬
‫أﺋﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻬﻢ أو أﻓﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮا ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ دون اﻋﺘﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر ﻟﺘﻐ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲑ اﻷﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮال واﻟﻈ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮوف واﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻼف‬
‫اﻷزﻣﻨﺔ وا ﺘﻤﻌﺎت‪.‬‬
‫ﻓﺮﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﳉﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر ﰲ أﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم اﻟﺘﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻖ ﻳﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪأ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ زوال اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻤﺲ‬
‫ﺑﺎﻻﺗﻔ ـ ـ ــﺎق‪ ،‬ودﻟ ـ ـ ــﻴﻠﻬﻢ ﺣ ـ ـ ــﺪﻳﺚ اﺑـ ـ ـ ــﻦ ﻋﺒ ـ ـ ــﺎس رﺿ ـ ـ ــﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻤـ ـ ـ ــﺎ أﻧ ـ ـ ــﻪ ﻗ ـ ـ ــﺎل ‪) :‬رﻣـ ـ ـ ــﻰ‬
‫‪37‬‬
‫رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﺣﲔ زاﻟﺖ اﻟﺸﻤﺲ (‬
‫وأﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﺎﻳ ـ ـ ـ ــﺔ وﻗ ـ ـ ـ ــﺖ اﻟﺮﻣ ـ ـ ـ ــﻲ ﻓﻔﻴ ـ ـ ـ ــﻪ ﺧ ـ ـ ـ ــﻼف اﻟﻔﻘﻬ ـ ـ ـ ــﺎء ﻓﻌﻨ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺎﻓﻌﻴﺔ واﳊﻨﺎﺑﻠ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫‪ :38‬آﺧ ـ ـ ــﺮ وﻗـ ـ ـ ــﺖ اﻟﺮﻣ ـ ـ ــﻲ ﻳﻨﺘﻬ ـ ـ ــﻲ ﺑﻐ ـ ـ ــﺮوب ﴰـ ـ ـ ــﺲ اﻟﻴ ـ ـ ــﻮم اﻟﺮاﺑ ـ ـ ــﻊ ﻣ ـ ـ ــﻦ أﻳ ـ ـ ــﺎم اﻟﻨﺤـ ـ ـ ــﺮ‪،‬‬
‫وﻫـ ـ ـ ــﻮ آﺧـ ـ ـ ــﺮ أﻳـ ـ ـ ــﺎم اﻟﺘﺸ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻖ‪ ،‬ودﻟـ ـ ـ ــﻴﻠﻬﻢ ‪ :‬أن أﻳـ ـ ـ ــﺎم اﻟﺘﺸ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻖ ﻛﻠﻬـ ـ ـ ــﺎ وﻗـ ـ ـ ــﺖ ﻟﻠﺮﻣـ ـ ـ ــﻲ‪،‬‬
‫ﻓﺈذا أﺧﺮﻩ ﻣﻦ أول وﻗﺘﻪ إﱃ آﺧﺮﻩ ﱂ ﻳﻠﺰﻣﻪ ﺷﻲء ‪.‬‬
‫وأﻣ ـ ـ ـ ــﺎ اﳊﻨﻔﻴ ـ ـ ـ ــﺔ واﳌﺎﻟﻜﻴ ـ ـ ـ ــﺔ ‪ : 39‬ﻓﻘﻴ ـ ـ ـ ــﺪوا رﻣ ـ ـ ـ ــﻲ ﻛ ـ ـ ـ ــﻞ ﻳ ـ ـ ـ ــﻮم ﺑﻴﻮﻣ ـ ـ ـ ــﻪ ﰒ ﻓﺼ ـ ـ ـ ــﻠﻮا‬
‫‪ :‬ﻓ ـ ـ ــﺬﻫﺐ اﳊﻨﻔﻴ ـ ـ ــﺔ إﱃ أﻧ ـ ـ ــﻪ ﻳﻨﺘﻬ ـ ـ ــﻲ رﻣ ـ ـ ــﻲ اﻟﻴ ـ ـ ــﻮم اﻟﺜ ـ ـ ــﺎﱐ ﻣ ـ ـ ــﻦ أﻳـ ـ ـ ــﺎم اﻟﻨﺤ ـ ـ ــﺮ ﺑﻄﻠ ـ ـ ــﻮع‬
‫ﻓﺠـ ـ ـ ــﺮ اﻟﻴـ ـ ـ ــﻮم اﻟﺜﺎﻟ ـ ـ ـ ـﺚ‪ ،‬ورﻣـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻴـ ـ ـ ــﻮم اﻟﺜﺎﻟـ ـ ـ ــﺚ ﻳﻨﺘﻬـ ـ ـ ــﻲ ﺑﻄﻠـ ـ ـ ــﻮع اﻟﻔﺠـ ـ ـ ــﺮ ﻣـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻴ ـ ـ ـ ــﻮم‬

‫اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻣﻦ ‪ /‬ﺟﻮان ‪2013‬‬ ‫‪140‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻤﻴﺔ‬


‫د‪ .‬ﺧﻠﻮق ﺿﻴﻒ اﷲ ﻣﺤﻤﺪ آﻏﺎ‬ ‫دور اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺺ اﻟﺸﺮﻋﻲ‬

‫اﻟﺮاﺑ ـ ـ ـ ـ ــﻊ‪ ،‬ﻓﻤ ـ ـ ـ ـ ــﻦ أﺧ ـ ـ ـ ـ ــﺮ اﻟﺮﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻲ إﱃ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻌ ـ ـ ـ ـ ــﺪ وﻗﺘ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓﻌﻠﻴ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻘﻀ ـ ـ ـ ـ ــﺎء‪ ،‬وﻋﻠﻴ ـ ـ ـ ـ ــﻪ دم‬
‫ﻋﻨﺪﻫﻢ ‪.‬‬
‫واﻟ ـ ـ ـ ــﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ ﺟ ـ ـ ـ ـﻮاز اﻟﺮﻣ ـ ـ ـ ــﻲ ﺑﻌ ـ ـ ـ ــﺪ ﻣﻐ ـ ـ ـ ــﺮب ـ ـ ـ ــﺎر اﻟﺮﻣ ـ ـ ـ ــﻲ ﻫ ـ ـ ـ ــﻮ ﺣ ـ ـ ـ ــﺪﻳﺚ‬
‫اﻹذن ﻟﻠﺮﻋ ـ ـ ـ ــﺎء ﺑ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺮﻣﻲ ﻟ ـ ـ ـ ــﻴﻼً ؛ ﻓﻌ ـ ـ ـ ــﻦ اﺑ ـ ـ ـ ــﻦ ﻋﺒ ـ ـ ـ ــﺎس رﺿ ـ ـ ـ ــﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻤ ـ ـ ـ ــﺎ‪ ,‬ﻗ ـ ـ ـ ــﺎل ‪) :‬‬
‫أن اﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ رﺧﺺ ﻟﻠﺮﻋﺎة أن ﻳﺮﻣﻮا ﻟﻴﻼً (‪. 40‬‬
‫وذﻫـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ اﳌﺎﻟﻜﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ‪ : 41‬إﱃ أﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻳﻨﺘﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ أداء اﻟﺮﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ إﱃ ﻏـ ـ ـ ـ ـ ــﺮوب ﻛـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ‬
‫ﻳ ـ ـ ـ ــﻮم‪ ،‬وﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻌ ـ ـ ـ ــﺪﻩ ﻗﻀ ـ ـ ـ ــﺎء ﻟ ـ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻳﻔ ـ ـ ـ ــﻮت اﻟﺮﻣ ـ ـ ـ ــﻲ ﺑﻐ ـ ـ ـ ــﺮوب ﴰ ـ ـ ـ ــﺲ اﻟﻴ ـ ـ ـ ــﻮم اﻟﺮاﺑ ـ ـ ـ ــﻊ‪،‬‬
‫وﻳﻠﺰﻣـ ـ ـ ـ ــﻪ دم ﰲ ﺗـ ـ ـ ـ ــﺮك رﻣـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺣﺼـ ـ ـ ـ ــﺎة أو ﰲ ﺗـ ـ ـ ـ ــﺮك رﻣـ ـ ـ ـ ــﻲ اﳉﻤﻴـ ـ ـ ـ ــﻊ‪ ،‬وﻛـ ـ ـ ـ ــﺬﻟﻚ ﻳﻠﺰﻣـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫دم إذا أﺧﺮ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ رﻣﻲ اﳊﺼﻴﺎت إﱃ اﻟﻠﻴﻞ‪.42‬‬
‫وﻗ ـ ـ ـ ــﺪ اﺧﺘ ـ ـ ـ ــﺎر ﻛﺜ ـ ـ ـ ــﲑ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﶈﻘﻘ ـ ـ ـ ــﲔ وﺟﻬ ـ ـ ـ ــﺎت اﻹﻓﺘ ـ ـ ـ ــﺎء ﺟ ـ ـ ـ ـﻮاز اﻟﺮﻣ ـ ـ ـ ــﻲ ﻟ ـ ـ ـ ــﻴﻼً‬
‫ﻣﺮاﻋـ ـ ـ ــﺎة ﻟﻠﺴـ ـ ـ ــﻌﺔ واﻟﺘﻴﺴـ ـ ـ ــﲑ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﳊﺠـ ـ ـ ــﺎج ﻣـ ـ ـ ــﻦ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـﺪﱠة واﻟﺰﺣـ ـ ـ ــﺎم وﺣﻔﻈـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠـ ـ ـ ــﻨﻔﺲ‬
‫ﻣـ ـ ـ ــﻦ اﳍـ ـ ـ ــﻼك واﳌـ ـ ـ ــﻮت ﻧﺘﻴﺠـ ـ ـ ــﺔ ﻟـ ـ ـ ــﺬﻟﻚ اﻟﺰﺣـ ـ ـ ــﺎم‪ ،‬وﻫﻨـ ـ ـ ــﺎ ﻇﻬـ ـ ـ ــﺮ ﺟﻠﻴـ ـ ـ ــﺎ دور اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ــﺎد‬
‫اﳌﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ــﺪي ﰲ اﻟﱰﺟـ ـ ـ ـ ــﻴﺢ ﺑـ ـ ـ ـ ــﲔ اﻟﻨﺼـ ـ ـ ـ ــﻮص اﻟﺸـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ واﻟﻌﻤـ ـ ـ ـ ــﻞ ﲟـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻳﻐﻠـ ـ ـ ـ ــﺐ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـﻰ‬
‫‪.43‬‬
‫اﻟﻈﻦ اﻧﻪ اﺻﻠﺢ ﻟﻠﻌﺒﺎد‬
‫اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ واﻟﺘﻮﺻﻴﺎت‬
‫ﺑﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬا اﻟﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮض اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬي ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻣﻨﺎﻩ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻣﻮﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮع " دور اﻻﺟﺘﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد‬
‫اﻟﻤﻘﺎﺻـ ـ ـ ــﺪي ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﺿـ ـ ـ ــﺒﻂ ﻓﻬـ ـ ـ ــﻢ اﻟـ ـ ـ ــﻨﺺ اﻟﺸـ ـ ـ ــﺮﻋﻲ واﺳـ ـ ـ ــﺘﻨﺒﺎط اﻷﺣﻜـ ـ ـ ــﺎم ﻣﻨـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﻧﺸﲑ إﱄ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ واﻟﱵ أﳘُﻬﺎ ‪:‬‬ ‫"‪ُ ،‬‬
‫‪ .1‬اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪي ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﻮ ﻋﺒ ـ ـ ـ ـ ــﺎرة ﻋ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ‪ :‬ﺟﻌ ـ ـ ـ ـ ــﻞ اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ‬
‫وﺳﻴﻠﺔ ﻟﻼﺟﺘﻬﺎد ﻻ ﻣﺼﺪرا ﻟﻪ ‪.‬‬
‫‪ .2‬ان ﻟﻠﺘﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻊ ﻣﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ووﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻞ ﲢﻘﻴﻘﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻷﺣﻜـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم‪ ،‬وﻫـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮاﺑﻂ‬
‫ﻟﻔﻬ ـ ـ ـ ــﻢ اﻟ ـ ـ ـ ــﻨﺺ اﻟﺸ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻲ واﺳ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺘﺎج اﻷﺣﻜ ـ ـ ـ ــﺎم ﻣﻨ ـ ـ ـ ــﻪ وﺑﺎﻻﺳ ـ ـ ـ ــﺘﻨﺘﺎج ﻳ ـ ـ ـ ــﺪﺧﻞ‬
‫أﻳﻀ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻻﺟﺘﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺮأي اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬي ﻳﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻤﻞ اﳌﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱀ اﳌﺮﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺔ‬
‫واﻻﺳﺘﺤﺴﺎن وﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ اﻷدﻟﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ‪.‬‬

‫اﻟﻌﺪد ‪ /8‬ﺟﻮان ‪2013‬‬ ‫‪141‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻤﻴﺔ‬


‫د‪ .‬ﺧﻠﻮق ﺿﻴﻒ اﷲ ﻣﺤﻤﺪ آﻏﺎ‬ ‫دور اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺺ اﻟﺸﺮﻋﻲ‬

‫اﻟﺘﻮﺻﻴﺎت ‪:‬‬
‫‪ .1‬ﻳﻮﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺒﺎﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺚ اﳉﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﳌﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺆوﻟﺔ ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﳌﻨـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻫﺞ اﻟﺪراﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺔ ﰲ‬
‫اﳌﺮاﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ اﻟﺪراﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺔ اﻷوﱃ ﺑﺈﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻓﺔ ﻣﻮﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﻋﺎت ﻣﻘﺎﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻌﺔ‬
‫ﻟﻜﺘـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ اﻟﱰﺑﻴـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻹﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻼﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻟﻴﺒـ ـ ـ ـ ـ ــﺪأ اﻟﻄﺎﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ ﺑﻔﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ اﳌﻘﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﻮد ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫وﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﰲ ﺗﺸﺮﻳﻊ اﻷﺣﻜﺎم ‪.‬‬
‫‪ .2‬ﻛﻤـ ـ ـ ــﺎ ﻳﻮﺻـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺒﺎﺣـ ـ ـ ــﺚ اﳉﺎﻣﻌـ ـ ـ ــﺎت ﺑﺘـ ـ ـ ــﺪرﻳﺐ اﻟﻄﻠﺒـ ـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ـ ــﻦ ﺧـ ـ ـ ــﻼل ﻣ ـ ـ ـ ـﻮاد‬
‫اﻟﺜﻘﺎﻓ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻹﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻼﻣﻴﺔ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺘﻔﻜ ـ ـ ـ ـ ــﲑ اﳌﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺪي وإﺑـ ـ ـ ـ ـ ـﺮاز دور اﳋﻄ ـ ـ ـ ـ ــﺎب‬
‫اﳌﻘﺎﺻﺪي ﲝﻞ اﳌﺸﻜﻼت‪.‬‬
‫‪ .3‬ﻋﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪورات اﻟﺘﺪرﻳﺒﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻘﻀـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎة واﳌﻔﺘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲔ وواﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻌﻲ اﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻮاﻧﲔ‬
‫واﻷﻧﻈﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ اﻻﺟﺘﻬﺎد اﳌﻘﺎﺻﺪي‪.‬‬

‫اﻟﻬﻮاﻣﺶ واﻹﺣﺎﻻت‪:‬‬

‫‪ 1‬اﳉﻮﻫﺮي‪ ،‬اﲰﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﲪﺎد‪ ،‬اﻟﺼﺤﺎح‪ ،‬ﻣﻄﺒﻮع ﻣﻊ اﻟﺼﺤﺎح ﰲ اﻟﻠﻐﺔ واﻟﻌﻠﻮم‪ ،‬إﻋﺪاد وﺗﺼﻨﻴﻒ ﻧﺪﱘ‬
‫ﻣﺮﻋﺸﻠﻲ وأﺳﺎﻣﺔ ﻣﺮﻋﺸﻠﻲ‪ ،‬دار اﳊﻀﺎرة‪ ،‬ﺑﲑوت ‪460/1‬‬
‫‪ 2‬اﺑﻦ ﻗﺪاﻣﻪ‪ ،‬اﻹﻣﺎم ﻣﻮﻓﻖ اﻟﺪﻳﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ اﲪﺪ ﺑﻦ ﻗﺪاﻣﻪ اﳌﻘﺪﺳﻲ‪ ،‬روﺿﺔ اﻟﻨﺎﻇﺮ وﺟﻨﺔ اﳌﻨﺎﻇﺮ ﰲ أﺻﻮل‬
‫اﻟﻔﻘﻪ ‪ ،‬اﳌﻄﺒﻌﺔ اﻟﺴﻠﻔﻴﺔ وﻣﻜﺘﺒﺘﻬﺎ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫﺮة‪ ،‬ط‪ 1391 ) 4/‬ﻫـ (‪ ،‬ص ‪190‬‬
‫‪ 3‬اﻟﺮازي ‪ ,‬ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﳊﺴﲔ‪ ،‬اﶈﺼﻮل‪ ،‬ﲢﻘﻴﻖ ﻃﻪ ﺟﺎﺑﺮ ﻓﻴﺎض اﻟﻌﻠﻮاﱐ‪ ،‬ط‪1400 ،1/‬ﻫـ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫اﻹﻣﺎم ﳏﻤﺪ‪ ،‬اﻟﺮﻳﺎض ‪8 - 7 / 3‬‬
‫‪ 4‬ﻳﻨﻈﺮ ‪ :‬اﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮر‪ ،‬ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻜﺮم اﻷﻧﺼﺎري )ت ‪711:‬ﻫـ (‪ ،‬ﻟﺴﺎن اﻟﻌﺮب‪ ،‬ﺑﲑوت‪ ،‬دار ﺻﺎدر‪ ،‬ﻣﺎدة "‬
‫ﻗﺼﺪ " ‪ ،353/3‬اﻷزﻫﺮي‪ ،‬ﳏﻤﺪ ﺑﻦ أﲪﺪ ﺬﻳﺐ اﻟﻠﻐﺔ‪ ،‬ﲢﻘﻴﻖ ‪ :‬ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم ﳏﻤﺪ ﻫﺎرون‪ ،‬اﳌﺆﺳﺴﺔ‬
‫اﳌﺼﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺘﺄﻟﻴﻒ واﻹﻧﺒﺎء واﻟﻨﺸﺮ‪1964 ،‬م‪ ،358/8 ،‬ﻣﺮﻋﺸﻠﻲ‪ ،‬ﻧﺪﱘ وأﺳﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻟﺼﺤﺎح ﰲ اﻟﻠﻐﺔ )‬
‫ﲡﺪﻳﺪ ﺻﺤﺎح اﻟﻌﻼﻣﺔ اﳉﻮﻫﺮي واﳌﺼﻄﻠﺤﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﻔﻨﻴﺔ ﻟﻠﺠﺎﻣﻊ واﳉﺎﻣﻌﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ (‪ ،‬ﺗﻘﺪﱘ‪ :‬ﻋﺒﺪ اﷲ‬
‫اﻟﻌﻼﻳﻠﻲ‪ ،‬ﺑﲑوت‪ ،‬دار اﳊﻀﺎرة‪. 524/2 ،‬‬
‫‪ 5‬ﻳﻨﻈﺮ ‪ :‬اﻟﻴﻮﰊ‪ ،‬د‪ .‬ﳏﻤﺪ ﺳﻌﺪ‪ ،‬ﻛﺘﺎب ﻣﻘﺎﺻﺪ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺎﻷدﻟﺔ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ‪ ،‬دار اﳍﺠﺮة‬
‫ﻟﻠﻨﺸﺮ‪ ،‬اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ‪1418 ،‬ﻫـ )ط‪ ،( 1‬ص ‪28‬‬
‫‪ 6‬اﻟﻐﺰاﱄ‪ ،‬أﰊ ﺣﺎﻣﺪ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ )ت‪505‬ه(‪ ،‬اﳌﺴﺘﺼﻔﻰ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ اﻷﺻﻮل‪ ،‬ﲢﻘﻴﻖ‪ :‬د‪ .‬ﳏﻤﺪ‬
‫ﺳﻠﻴﻤﺎن اﻷﺷﻘﺮ‪ ،‬ﺑﲑوت‪ ،‬ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ‪1997،‬م ) ط‪491/2 ،(1‬‬

‫اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻣﻦ ‪ /‬ﺟﻮان ‪2013‬‬ ‫‪142‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻤﻴﺔ‬


‫د‪ .‬ﺧﻠﻮق ﺿﻴﻒ اﷲ ﻣﺤﻤﺪ آﻏﺎ‬ ‫دور اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺺ اﻟﺸﺮﻋﻲ‬

‫‪ 7‬اﻵﻣﺪي‪ ،‬ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﰊ ﳏﻤﺪ‪ ،‬اﻹﺣﻜﺎم ﰲ أﺻﻮل اﻷﺣﻜﺎم‪ ،‬ﺑﲑوت‪ ،‬دار اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‪1983 ،‬م )ط‪،(1‬‬
‫‪. 296/3‬‬
‫‪ 8‬اﻟﺸﺎﻃﱯ‪ ،‬أﺑﻮ إﺳﺤﺎق إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻣﻮﺳﻰ اﻟﻠﺨﻤﻲ )ت‪790‬ه(‪ ،‬اﳌﻮاﻓﻘﺎت ﰲ أﺻﻮل اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ‪ ،‬ﺗﻌﻠﻴﻖ ‪ :‬ﻋﺒﺪ‬
‫اﷲ دراز‪ ،‬ﺑﲑوت‪ ،‬دار اﳌﻌﺮﻓﺔ‪8/2 ،‬‬
‫‪ 9‬اﻟﺸﺎﻃﱯ ‪،‬اﳌﻮاﻓﻘﺎت ‪37/2‬‬
‫‪ 10‬اﺑﻦ ﻋﺎﺷﻮر‪ ،‬اﻟﺸﻴﺦ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻄﺎﻫﺮ ﻣﻘﺎﺻﺪ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ‪ ،‬ﻃﺒﻊ ﻣﺼﻨﻊ اﻟﻜﺘﺎب ﻟﻠﺸﺮﻛﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ‪1978 ،‬م )‬
‫ط‪ ،( 1/‬ص ‪50‬‬
‫‪ 11‬اﻟﻔﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻋﻼل ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ‪ ،‬ﻣﻘﺎﺻﺪ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﻣﻜﺎرﻣﻬﺎ‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪1979 ،‬م‬
‫) ط‪ ،( 2/‬ص ‪.3‬‬
‫‪ 12‬اﳋﺎدﻣﻲ‪ ،‬ﻧﻮر اﻟﺪﻳﻦ‪ ،‬اﻻﺟﺘﻬﺎد اﳌﻘﺎﺻﺪي ‪ , ,‬ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻛﺘﺎب اﻻﻣﺔ ‪ ,‬ﻗﻄﺮ ‪ 1419,‬ﻫـ ‪,‬ج‪ ،1‬ص‪39‬‬
‫‪ 13‬ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم آﻳﺖ ﺳﻌﻴﺪ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺘﻮراﻩ ﺑﻌﻨﻮان‪ :‬اﻻﺟﺘﻬﺎد اﳌﻘﺎﺻﺪي‪ :‬ﻣﻔﻬﻮﻣﻪ ﳎﺎﻻﺗﻪ ﺿﻮاﺑﻄﻪ ﲢﺖ‬
‫إﺷﺮاف اﻟﺪﻛﺘﻮر أﲪﺪ اﻟﺮﻳﺴﻮﱐ‪ ،‬ﻛﻠﻴﺔ اﻵداب واﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﲜﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ اﳋﺎﻣﺲ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‪،‬‬
‫‪http://www.maghress.com/attajdid/9288‬‬
‫‪ 14‬اﳋﺎدﻣﻲ ‪ ,‬اﻻﺟﺘﻬﺎد اﳌﻘﺎﺻﺪي ‪133/1 ,‬‬
‫‪ 15‬ﻳﻨﻈﺮ ‪ :‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‬
‫‪ 16‬ﻳﻨﻈﺮ ‪ :‬اﻟﻌﻠﻮاﱐ‪ ،‬ﻃﻪ ﺟﺎﺑﺮ ‪ ،‬ﻣﻘﺎﺻﺪ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ‪ ،‬دار اﳍﺎدي‪ ،‬ﺑﲑوت‪ ،‬ط‪1421 ،1‬ﻫـ ‪ 2001 -‬م‪ ،‬ص‬
‫‪125 - 124‬‬
‫‪ 17‬ﻳﻨﻈﺮ ‪ :‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‬
‫‪ 18‬اﻟﺸﺎﻃﱯ‪ ،‬اﳌﻮاﻓﻘﺎت ‪331/2‬‬
‫‪ 19‬اﻟﺸﺎﻃﱯ‪ ،‬اﳌﻮاﻓﻘﺎت ‪386/2‬‬
‫‪ 20‬ﻳﻨﻈﺮ ‪ :‬اﳋﺎدﻣﻲ ‪ :‬اﻻﺟﺘﻬﺎد اﳌﻘﺎﺻﺪي ‪134 /1‬‬
‫‪ 21‬اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻫﻲ ‪ :‬وﺻﻒ ﻇﺎﻫﺮ ﻣﻨﻀﺒﻂ ﳛﺼﻞ ﻋﻘﻼ ﻣﻦ ﺗﺮﺗﺐ اﳊﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺢ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻘﺼﻮدا ﻣﻦ‬
‫ﺣﺼﻮل ﻣﺼﻠﺤﺔ أو دﻓﻊ ﻣﻔﺴﺪة ‪.‬‬
‫‪ 22‬ﻳﻨﻈﺮ ‪ :‬ﻓﺘﺤﻲ اﻟﺪرﻳﲏ‪ ،‬اﳌﻨﺎﻫﺞ اﻻﺻﻮﻟﻴﺔ ﰲ اﻻﺟﺘﻬﺎد ﺑﺎﻟﺮأي ﰲ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻻﺳﻼﻣﻲ ‪ ,‬اﳌﺘﺤﺪة ﻟﻠﺘﻮزﻳﻊ ‪,‬‬
‫ﺳﻮرﻳﺎ ‪ ,‬ط‪ ،1985 ,2‬ص‪27‬‬
‫‪ 23‬ﻳﻨﻈﺮ ‪ :‬أﺑﻮ زﻫﺮة‪ ،‬أﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ اﻻﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬ص ‪.397‬‬
‫‪ 24‬ﻳﻨﻈﺮ ‪ :‬اﻟﺒﻮﻃﻲ‪ ،‬ﳏﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ رﻣﻀﺎن‪ ،‬ﺿﻮاﺑﻂ اﳌﺼﻠﺤﺔ ﰲ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ‪1992 ،‬م‬
‫) ط‪، (6/‬ص‪132‬‬
‫‪ 25‬ﻳﻨﻈﺮ ‪ :‬اﳌﺴﺘﺼﻔﻰ ‪126/2،‬‬

‫اﻟﻌﺪد ‪ /8‬ﺟﻮان ‪2013‬‬ ‫‪143‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻤﻴﺔ‬


‫د‪ .‬ﺧﻠﻮق ﺿﻴﻒ اﷲ ﻣﺤﻤﺪ آﻏﺎ‬ ‫دور اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺺ اﻟﺸﺮﻋﻲ‬

‫‪ 26‬ﻳﻨﻈﺮ ‪ :‬اﻟﺒﻮﻃﻲ‪ ،‬ﺿﻮاﺑﻂ اﳌﺼﻠﺤﺔ ‪،‬ص ‪193‬‬


‫‪ 27‬ﻳﻨﻈﺮ ‪ :‬وﻫﺒﺔ اﻟﺰﺣﻴﻠﻲ‪ ،‬أﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ اﻻﺳﻼﻣﻲ ‪ ، 807/2‬اﻟﺒﻮﻃﻲ‪ ،‬ﺿﻮاﺑﻂ اﳌﺼﻠﺤﺔ‪ ،‬ص ‪136‬‬
‫‪ 28‬ﻳﻨﻈﺮ ‪ :‬ﺷﻠﱯ‪ ،‬ﺗﻌﻠﻴﻞ اﻷﺣﻜﺎم ‪،‬ص ‪.327‬‬
‫‪ 29‬ﻳﻨﻈﺮ ‪ :‬ﺷﻠﱯ‪ ،‬ﺗﻌﻠﻴﻞ اﻷﺣﻜﺎم‪ ،‬ص‪ ،218‬و‪240‬‬
‫‪ 30‬ﻫﺬا اﳌﺜﺎل أوردﻩ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺒﺪ ا ﻴﺪ اﻟﻨﺠﺎر ﰲ ﺳﻴﺎق ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻋﻦ دور اﳌﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﰲ ﻓﻬﻢ اﻟﺪﻳﻦ وﻋﻦ‬
‫اﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﺳﺘﺨﺪام ﻋﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎد واﻻﺟﺘﻤﺎع واﻟﻨﻔﺲ ﻟﻴﺘﻴﺴﺮ ﻟﻠﻤﺠﺘﻬﺪ ﻓﻬﻢ اﳌﻘﺼﺪ اﻟﺸﺮﻋﻲ وﲢﺪﻳﺪ ﺻﻴﻐﺔ دﻳﻨﻴﺔ‬
‫ﳊﻞ ﻫﺬﻩ اﳌﺸﻜﻠﺔ‪ ،‬ﻣﻊ ﻫﺬا ﻳﻨﺒﻐﻲ اﳊﺬر ﻣﻦ اﻟﻮﻗﻮع ﰲ اﳌﺰاﻟﻖ واﳌﺼﺎﱀ اﳌﻮﻫﻮﻣﺔ ﺑﺎﻻﺳﺘﺌﻨﺎس ﺬﻩ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﱵ‬
‫ﻫﻲ ﻧﺘﺎج ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﳌﺎدﻳﺔ ﰲ أﻏﻠﺒﻬﺎ‪ ،‬واﻟﱵ ﺗﺒﻘﻰ ﻇﻨﻴﺔ ﺗﻔﺘﻘﺮ اﱃ اﻻﻧﻀﺒﺎط واﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﺮار اﻟﻌﻠﻮم‬
‫اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ‪ ،‬ﻓﻘﻪ اﻟﺘﺪﻳﻦ ‪ ،109/1‬وﺗﻮﻓﻴﻖ اﻟﻄﻮﻳﻞ‪ ،‬أﺳﺲ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ‪ ،‬ص‪ ،149‬ﻧﻘﻼ ﻋﻦ اﻟﺸﺎﻃﱯ‪ ،‬ود‪.‬‬
‫اﻟﻌﺒﻴﺪي‪ ،‬ﻣﻘﺎﺻﺪ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ‪ ،‬ص‪ ،172‬وﻗﺪ أوردﻩ أﻳﻀﺎ اﻟﺪﻛﺘﻮر اﻟﺒﻮﻃﻲ‪ ،‬ﺿﻮاﺑﻂ اﳌﺼﻠﺤﺔ‪260،261 ،‬‬
‫‪ 31‬اﻧﻈﺮ ﲢﻘﻴﻖ ذﻟﻚ ﰲ ﻛﺘﺎب اﶈﺼﻮل ﻟﻠﺮازي ج‪/ 2‬ق‪ 397/ 2‬وﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ‪ ،‬واﻷﺣﻜﺎم ﰲ أﺻﻮل اﻷﺣﻜﺎم‬
‫ﻟﻶﻣﺪي‪ ،290/3 ،‬وﺗﻌﻠﻴﻞ اﻷﺣﻜﺎم‪ ،‬ﻟﻠﺸﻠﱯ ‪،‬ص‪ ،135‬وﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ‪ ،‬وأﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ‪ ،‬ﻟﻠﱪدﻳﺴﻲ‪ ،‬ص‪.255‬‬
‫‪ 32‬اﻟﺒﺨﺎري‪ ،‬ﺻﺤﻴﺢ اﻟﺒﺨﺎري‪ ،‬ﻛﺘﺎب اﻟﺪﻳﺎت‪ ،‬ﺑﺎب ‪ :‬إذا أﺻﺎب ﻗﻮم ﻣﻦ رﺟﻞ ﻫﻞ ﻳﻌﺎﻗﺐ أو ﻳﻘﺘﺺ ﻣﻨﻬﻢ‬
‫ﻛﻠﻬﻢ ‪،‬ﺣﺪﻳﺚ رﻗﻢ )‪ ،(6500‬وﻗﺎل اﺑﻦ ﺣﺠﺮ‪ :‬وﻫﺬا اﻷﺛﺮ ﻣﻮﺻﻮل إﱃ ﻋﻤﺮ ﺑﺄﺻﺢ اﻷﺳﺎﻧﻴﺪ‪) ،‬ﻳﻨﻈﺮ‪ :‬اﺑﻦ‬
‫ﺣﺠﺮ‪ ،‬ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري‪ ،‬ﻣﺼﺪر ﺳﺎﺑﻖ‪ ،(227/12) ،‬وﰲ ﻣﻮﻃﺄ اﻹﻣﺎم ﻣﺎﻟﻚ‪ ،‬ﻛﺘﺎب اﻟﺪﻳﺎت‪ ،‬ﺑﺎب اﻟﻨﻔﺮ‬
‫ﳚﺘﻤﻌﻮن ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻞ واﺣﺪ‪ ،‬رﻗﻢ )‪ ،(670‬وﻗﺎل ﻋﻨﻪ اﻟﺰرﻗﺎﱐ اﺳﻨﺎدﻩ ﻣﺘﺼﻞ‪ ،‬ﻣﻮﻃﺄ ﻣﺎﻟﻚ‪ ،‬ﻣﺼﺪر ﺳﺎﺑﻖ‪،‬‬
‫)‪.(17/3‬‬
‫‪ 33‬ﺣﺪﻳﺚ ﲨﻊ اﻟﻘﺮآن رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ‪ ،‬ﻛﺘﺎب‪ :‬ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﻘﺮآن‪ ،‬ﺑﺎب‪ :‬ﲨﻊ اﻟﻘﺮآن‪ ،‬رﻗﻢ اﳊﺪﻳﺚ‬
‫)‪.(4701‬‬
‫‪ 34‬اﻟﻜﻔﺎءة ﻟﻐﺔ ‪ :‬ﻳﻘﺎل اﻟﻜﻔﺆ‪ :‬اﻟﻨﻈﲑ‪ ،‬وﻧﻈﲑ اﻟﺸﻲء ﻣﺜﻠﻪ‪ ،‬واﻟﻜﻔﺆ ‪ :‬اﳌﻤﺎﺛﻞ واﻟﻘﻮي اﻟﻘﺎدر‪ ،‬واﻟﻜﻔﺎءة ‪:‬‬
‫اﳌﻤﺎﺛﻠﺔ ﰲ اﻟﻘﻮة واﻟﺸﺮف‪ ،‬وﻣﻨﻪ اﻟﻜﻔﺎءة ﰲ اﻟﺰواج ‪ :‬أي ان ﻳﻜﻮن اﻟﺮﺟﻞ ﻣﺴﺎوﻳﺎً ﻟﻠﻤﺮأة ﰲ ﺣﺴﺒﻬﺎ ودﻳﻨﻬﺎ‪،‬‬
‫ﻳﻨﻈﺮ ‪ :‬اﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮر‪ ،‬ﻟﺴﺎن اﻟﻌﺮب‪ ،‬ﻣﺎدة " ﻛﻔﺄ"‪.139/1 ،‬‬
‫‪ 35‬اﻟﺒﺨﺎري‪ ،‬ﺻﺤﻴﺢ اﻟﺒﺨﺎري‪ ،‬ﻛﺘﺎب ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﻘﺮآن ‪ ،‬ﺑﺎب ﺧﲑﻛﻢ ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻢ اﻟﻘﺮآن وﻋﻠﻤﻪ ‪ ،‬ﺣﺪﻳﺚ رﻗﻢ )‬
‫‪( 5029‬‬
‫‪ ،http://www.alrashad.org/issues/18/18-Adhami.htm 36‬وﻳﻨﻈﺮ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﺷﺮط‬
‫اﻟﻜﻔﺎءة ﻋﻨﺪ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﰲ ‪ :‬اﻟﻜﺎﺳﺎﱐ‪ ،‬ﺑﺪاﺋﻊ اﻟﺼﻨﺎﺋﻊ ‪ ،469/2‬اﻟﺴﺮﺧﺴﻲ‪ ،‬اﳌﺒﺴﻮط ‪ ،21/4‬ﻋﻠﻴﺶ‪ ،‬ﻣﻨﺢ‬
‫اﳉﻠﻴﻞ ﺷﺮح ﳐﺘﺼﺮ ﺧﻠﻴﻞ ‪ ،293/3‬اﻟﺮﻣﻠﻲ‪ ،‬ﺎﻳﺔ اﶈﺘﺎج إﱃ ﺷﺮح أﻟﻔﺎظ اﳌﻨﻬﺎج ‪ ،53/6‬اﺑﻦ ﻗﺪاﻣﺔ‪ ،‬اﳌﻐﲏ‬
‫ﰲ ﻓﻘﻪ اﻹﻣﺎم أﲪﺪ اﻟﺸﻴﺒﺎﱐ ‪،372/7‬‬
‫‪ 37‬رواﻩ أﲪﺪ ﰲ ﻣﺴﻨﺪﻩ‪ ،‬ﺣﺪﻳﺚ رﻗﻢ ) ‪. 386/4 ،( 2635‬‬

‫اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻣﻦ ‪ /‬ﺟﻮان ‪2013‬‬ ‫‪144‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻤﻴﺔ‬


‫د‪ .‬ﺧﻠﻮق ﺿﻴﻒ اﷲ ﻣﺤﻤﺪ آﻏﺎ‬ ‫دور اﻻﺟﺘﻬﺎد اﻟﻤﻘﺎﺻﺪي ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺺ اﻟﺸﺮﻋﻲ‬

‫‪ 38‬ﻳﻨﻈﺮ ‪ :‬اﻟﺸﺮﺑﻴﲏ‪ ،‬ﺎﻳﺔ اﶈﺘﺎج ‪ ،435 / 2‬اﺑﻦ ﻗﺪاﻣﺔ‪ ،‬اﳌﻐﲏ ‪450 / 3‬‬
‫‪ 39‬ﻳﻨﻈﺮ ‪ :‬اﻟﺴﺮﺧﺴﻲ‪ ،‬اﳌﺒﺴﻮط ‪ ،68 / 4‬اﻟﺪﺳﻮﻗﻲ‪ ،‬ﴰﺲ اﻟﺪﻳﻦ ﳏﻤﺪ ﻋﺮﻓﻪ‪ ،‬ﺣﺎﺷﻴﺔ اﻟﺪﺳﻮﻗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮح‬
‫اﻟﻜﺒﲑ ﻟﻠﺪردﻳﺮ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫﺮة‪ ،‬دار إﺣﻴﺎء اﻟﻜﺘﺐ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ 51 / 2 ،‬اﳌﻴﺪاﱐ‪ ،‬ﻋﺒﺪ اﻟﻐﲏ ﺑﻦ ﻃﺎﻟﺐ ﺑﻦ ﲪﺎدة ﺑﻦ‬
‫إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﻐﻨﻴﻤﻲ اﻟﺪﻣﺸﻘﻲ اﳊﻨﻔﻲ )اﳌﺘﻮﰱ‪1298 :‬ﻫـ(‪ ،‬اﻟﻠﺒﺎب ﰲ ﺷﺮح اﻟﻜﺘﺎب ‪. 161 /2‬‬
‫‪ 40‬اﳍﻴﺜﻤﻲ‪ ،‬ﻧﻮر اﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﰊ ﺑﻜﺮ ) ت ‪، ( 807‬ﳎﻤﻊ اﻟﺰواﺋﺪ وﻣﻨﺒﻊ اﻟﻔﻮاﺋﺪ‪ ،‬ﻃﺒﻌﺔ دار اﻟﻔﻜﺮ‪،‬‬
‫ﺑﲑوت‪ ،‬ﻃﺒﻌﺔ ‪ ،329/3 1412‬ورواﻩ اﻟﻄﱪاﱐ ﰲ اﻟﻜﺒﲑ وﻓﻴﻪ إﺳﺤﺎق ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ أﰊ ﻓﺮوة وﻫﻮ ﻣﱰوك‪.‬‬
‫‪ 41‬ﻳﻨﻈﺮ ‪ :‬اﻟﺪﺳﻮﻗﻲ‪ ،‬ﺣﺎﺷﻴﺔ اﻟﺪﺳﻮﻗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮح اﻟﻜﺒﲑ ﻟﻠﺪردﻳﺮ‪ ،51 / 2 ،‬وﺷﺮح اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ‪480 / 1‬‬
‫‪ 42‬ﻳﻨﻈﺮ ‪ :‬اﻟﻜﺎﺳﺎﱐ‪ ،‬ﺑﺪاﺋﻊ اﻟﺼﻨﺎﺋﻊ ‪ ،137 / 2‬اﻟﻌﺜﻴﻤﲔ‪ ،‬ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﺎﱀ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ‪ ،‬اﻟﺸﺮح اﳌﻤﺘﻊ ﻋﻠﻰ زاد‬
‫اﳌﺴﺘﻨﻘﻊ‪ ،‬ﻣﺆﺳﺴﺔ إﻣﺎم ﻟﻠﻨﺸﺮ ‪1416،‬ﻫـ ) ط‪ ،385 / 7 ،(1/‬ﻓﺘﺎوى اﳊﺞ واﻟﻌﻤﺮة واﻟﺰﻳﺎرة‪ ،‬ﲨﻊ ﳏﻤﺪ‬
‫اﳌﺴﻨﺪ‪ ،‬دار اﻟﻮﻃﻦ‪ ،‬اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻷوﱃ‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪ 43‬ﻳﻨﻈﺮ ‪ :‬اﳌﺰﻳﺪ‪ ،‬د‪ .‬ﺻﺎﱀ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ اﻟﻔﻬﺪ‪ ،‬ﻓﻘﻪ اﻷﺋﻤﺔ اﻷرﺑﻌﺔ ﺑﲔ اﻟﺰاﻫﺪﻳﻦ ﻓﻴﻪ واﳌﺘﻌﺼﺒﲔ ﻟﻪ‪ ،‬ﻣﻄﺒﻌﺔ‬
‫اﳌﺪﱐ‪ ،‬ﻣﺼﺮ‪ 1413 ،‬ﻫـ‪ ) ،‬ط‪ ،(1/‬ص ‪. 66‬‬

‫اﻟﻌﺪد ‪ /8‬ﺟﻮان ‪2013‬‬ ‫‪145‬‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ آﻓﺎق ﻋﻠﻤﻴﺔ‬

You might also like