You are on page 1of 31

ISSN:2335-1462 eISSN: 2600-609X

833 853 0921 90 90

‫آليات الرقابة اإلدارية على املجلس الشعبي البلدي في التشريع الجزائري‬

Mechanisms of administrative control over the Municipal People's


Assembly in Algerian legislation

OUANOUKI Djamal ‫ج ـ ـمال ون ـ ـوق ـ ـ ـي‬


Faculty of Law and Political Science ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
University of Djelfa - Algeria ‫ الجزائر‬- ‫جامعة الجلفة‬
djamal1313@yahoo.com. .djamal1313@yahoo.com

2021/09/ 17 :‫تاريخ القبول‬ 2021/02/08 :‫تاريخ االستالم‬

Abstract: :‫ملخص باللغة العربية‬

The Municipal People's Council ‫يمثل المجلس الشعبي البلدي‬


represents the basis for decentralization, ‫مشاركة‬ ‫ومكان‬ ،‫الالمركزية‬ ‫قاعدة‬
and the place for citizens' participation in
،‫المواطنين في تسيير الشؤون العمومية‬
the conduct of public affairs. However, the
‫غير أن السلطة المركزية في الدولة‬
central authority in the state exercises
administrative control over the Municipal ‫تمارس رقابة إدارية على المجلس‬
People's Council, including the elected ‫األعضاء‬ ‫تشمل‬ ‫البلدي‬ ‫الشعبي‬
members of the Council, its deliberations, ‫المنتخبين في المجلس ومداوالته والهيئة‬
and the elected body as a whole, in order to
‫ من أجل ضمان توحيد‬،‫المنتخبة ككل‬
ensure the unification of the political,
‫واالقتصادية‬ ‫السياسية‬ ‫األهداف‬
economic and social objectives of the state.
.‫واالجتماعية في الدولة‬

Keywords: Decentralization, municipality, ،‫ البلدية‬،‫ الالمركزية‬:‫كلمات مفتاحية‬


administrative control, administrative .‫ الوصاية اإلدارية‬،‫الرقابة اإلدارية‬
guardianship.

853
‫آلـــيات الــرقابــة اإلداريــــة عـــلى اجملـــلــس الــشــعـــيب الــبلـــدي فــي الـتـــشريــع اجلــزائـــــري‬

‫مقدمـــــــة‪:‬‬
‫تختلف دول العالم في نوع النظام اإلداري المتبع فيها‪ ،‬وهي عموما تتراوح‬
‫بين المركزية اإلدارية التي تتشدد في تركيز أعمال اإلدارة بيد الحكومة‪ ،‬وبين‬
‫الالمركزية اإلدارية التي تعطي صالحيات واسعة للمجالس المنتخبة على مستوى‬
‫األقاليم في إطار دمقرطة اإلدارة‪ ،‬وتمكين المواطنين من ممارسة السلطة في شؤونهم‬
‫المحلية‪ ،‬فإذا كان النظام المركزي أو الوزاري يقوم على حصر الوظيفة اإلدارية بين‬
‫ممثلي الحكومة المركزية المقيمين في العاصمة وممثليهم في أقاليم الدولة‪ ،‬فإن‬
‫الالمركزية اإلدارية تقوم على توزيع اختصاصات الوظيفة اإلدارية بين السلطة‬
‫المركزية ووحدات إقليمية مستقلة تتمتع بالشخصية المعنوية‪ ،‬وهذه الوحدات المحلية‬
‫تتوزع داخل الدولة على أساس إقليمي جغرافي تسند لها مهمة اإلدارة واإلشراف على‬
‫كل ما يتعلق بحاجات ومتطلبات المواطنين المنتمين لها‪.‬‬
‫تتمتع هذه الوحدات المحلية بالقدرة على تسيير وادارة شؤونها الذاتية‪ ،‬ولذلك‬
‫تعد ركيزة من ركائز التنمية السياسية واالقتصادية واالجتماعية في الدولة‪ ،‬فهي‬
‫تساهم في تحقيق طموحات وحاجات المواطنين‪ ،‬وتعمل على إشراكه في خطط‬
‫التنمية واإلدارة المحلية‪ ،‬لكن هذه الهيئات المحلية غير مستقلة استقالال تاما عن‬
‫السلطة المركزية‪ ،‬بل أنها تخضع لنوع من الرقابة يسمى بالرقابة اإلدارية أو الوصاية‬
‫اإلدارية‪ ،‬تختلف جوهريا عن الرقابة الرئاسية التي تمارس في إطار النظام المركزي‪،‬‬
‫فالهدف من قيام الرقابة اإلدارية ليس اغتصاب دور الهيئات المحلية أو التعدي على‬
‫سلطاتها أو المساس باستقالليتها‪ ،‬بل أنها تهدف إلى ضمان عدم انحرافها عن‬
‫القوانين واللوائح السائدة في الدولة‪ ،‬ورقابة مشروعية األعمال الصادرة عنها‪.‬‬
‫لقد اتبع القانون الجزائري نظام اإلدارة المحلية منذ االستقالل‪ ،‬فكان اهتمامه‬
‫األول منصبا على البلدية‪ ،‬باعتبارها الخلية األساسية في التنظيم اإلداري للدولة‪ ،‬فقد‬
‫مرت التجربة البلدية بعدة تحوالت تعكسها فكرة الرقابة التي تمارسها السلطة المركزية‬
‫في الدولة على المجالس الشعبية البلدية‪ ،‬سواء كانت الرقابة على أعضائها أو‬
‫أعمالها أو على الهيئة ككل‪.‬‬
‫تم تكريس أهمية البلدية كوحدة قاعدية منذ أول دستور في الجزائر‪ ،‬حيث‬
‫نصت المادة التاسعة من دستور ‪ 3691‬بقولها "تعتبر البلدية أساسا للمجموعة‬

‫‪853‬‬
‫ونـــــــوقي جـــــــمال‬

‫الترابية واالقتصادية واالجتماعية"‪ ،1‬ونصت المادة ‪ 31‬من دستور ‪ 0202‬بقولها أن"‬


‫الجماعات المحلية للدولة هي البلدية والوالية‪ ،‬البلدية هي الجماعة القاعدية "‪ ،‬كما‬
‫تنص المادة ‪ 36‬من نفس الدستور على أنه "يمثل المجلس المنتخب قاعدة‬
‫الالمركزية‪ ،‬ومكان مشاركة المواطنين في تسيير الشؤون العمومية"‪.2‬‬
‫أما على المستوى التشريعي‪ ،‬فقد صدر األمر ‪ 02-91‬كأول قانون ينظم‬
‫البلديات عقب االستقالل‪ ،3‬الذي عرف عدة تعديالت إلى غاية صدور القانون ‪-62‬‬
‫‪ 20‬المتضمن قانون البلدية‪ ،4‬وأخي ار صدر القانون رقم ‪ 32-33‬المتعلق بالبلدية‬
‫للتكيف مع التحوالت السياسية واالقتصادية واالجتماعية من خالل إشراك هذه‬
‫الجماعة المحلية في اإلصالحات التي باشرتها الدولة‪.5‬‬
‫لقد لوحظ من خالل قوانين البلدية المتعاقبة أن هذه الرقابة تكون أحيانا مرنة‬
‫وأحيانا أخرى متشددة‪ ،‬ذلك أن تجسيد الالمركزية يتوقف على درجة العالقة بين‬
‫الجماعة المحلية والحكومة المركزية في الدولة‪ ،‬ولهذا تطرح هذه الدراسة اإلشكالية‬
‫اآلتية‪ :‬ما هي حدود الرقابة اإلدارية على المجالس الشعبية البلدية في القانون‬
‫الجزائري؟‬
‫لإلجابة على هذه اإلشكالية اتبعنا المنهج التحليلي الذي يقوم على تحليل‬
‫النصوص القانونية المنظمة ألوجة الرقابة الوصائية في قوانين البلدية المتعاقبة‪ ،‬كما‬
‫استعنا بالمنهج المقارن من أجل إبراز أوجه الشبة واالختالف فيما بينها‪.‬‬
‫قسمنا موضوع الدراسة إلى مبحثين‪ ،‬حيث تناولنا في المبحث األول‪ ،‬اإلطار‬
‫المفاهيمي للرقابة اإلدارية على الجماعات المحلية‪ ،‬ثم في المبحث الثاني تم التطرق‬
‫إلى مظاهر الرقابة اإلدارية على المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬

‫‪ 1‬دستور ‪ 3691‬الصادر في ‪ ،3691/26/32‬الجريدة الرسمية عدد ‪.92‬‬


‫‪ 2‬دستور ‪ 0202‬الصادر في ‪ ،0202/30/12‬الجريدة الرسمية رقم ‪.00‬‬
‫‪ 3‬األمر ‪ 02-91‬المؤرخ في ‪ 3691/23/30‬المتضمن قانون البلدية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪.9‬‬
‫‪ 4‬القانون ‪ 20-62‬المؤرخ في ‪ 3662/22/21‬المتضمن قانون البلدية (السابق)‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪.31‬‬
‫‪ 5‬القانون رقم ‪ 32-33‬المؤرخ في ‪ 0233/29/00‬المتعلق بالبلدية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪.11‬‬

‫‪863‬‬
‫آلـــيات الــرقابــة اإلداريــــة عـــلى اجملـــلــس الــشــعـــيب الــبلـــدي فــي الـتـــشريــع اجلــزائـــــري‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للرقابة اإلدارية على الجماعات المحلية‬


‫يتسم العمل اإلداري بالتنوع والتطور والتعقيد‪ ،‬من أجل تلبية حاجات‬
‫المواطنين عن طريق المرفق العام‪ ،‬ولذلك فقد أصبح النظام اإلداري للدولة يقوم على‬
‫عدم تركيز الصالحيات والمهام في يد سلطة مركزية في العاصمة من أجل تبسيط‬
‫اإلجراءات وتقريب المواطن من اإلدارة في شتى المجاالت‪ ،‬وفي الجزائر اعتمد‬
‫المؤسس الدستوري على وحدتين أساسيتين لبناء قاعدة المركزية هما البلدية والوالية‪،‬‬
‫حيث يتمتع كل منهما بشخصية معنوية متميزة تسمح لهم بأداء الخدمات للمواطنين‬
‫وتلبية احتياجاتهم المختلفة‪ ،‬لكن هذه الوحدات ال تتمتع باستقاللية مطلقة‪ ،‬بل تخضع‬
‫لما يسمى بالرقابة اإلدارية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفوو الرقابة اإلدارية‪.‬‬


‫إن الرقابة على اإلدارة تتخذ عدة صور للتحقق من أدائها للعمل المطلوب‬
‫منها طبقا لما تنص عليه القوانين واللوائح في كل دولة‪ ،‬وال يمكن الوصول إلى فهم‬
‫الرقابة اإلدارية على الجماعات المحلية إال من خالل تعريف الرقابة اإلدارية (الفرع‬
‫األول)‪ ،‬والتعرف على خصائصها التي تنفرد بها عن باقي األنظمة (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الرقابة اإلدارية‪.‬‬

‫أولا‪ -‬التعريف اللغوي‪:‬‬


‫يقول أحمد مختار في معجم اللغة العربة المعاصرة " رقب األمر‪ :‬الحظه‬
‫حرسه والحظه‪ ،‬وراقب هللا في أموره‪ :‬خافه‬ ‫َّ‬ ‫اقب َّ‬
‫يء‪ :‬رَقبه‪َ ،‬‬
‫خص أو الش َ‬ ‫الش َ‬ ‫وراعاه‪ ،‬ر َ‬
‫الرقابة اإلداريَّة‪ :‬مراقبة اإلدارة ُّ‬
‫للتأكد‬ ‫وخشيه‪ ،‬والرقابة مصدر (رَق َب)‪ ،‬وحق الرقابة‪ ،‬و َّ‬
‫بناء على طلب األفراد أو من تلقاء نفسها"‪،1‬‬ ‫ن‬
‫تصرفاتها للقانو ‪ ،‬وذلك ً‬
‫ُّ‬ ‫من مطابقة‬
‫وفي معجم مقاييس اللغة يقول ابن فارس" الراء والقاف والباء أصل واحد مطرد‪ ،‬يدل‬
‫على انتصاب لمراعاة شيء‪ ،‬من ذلك الرقيب وهو الحافظ‪ ،2‬ويقول جميل صليبا في‬

‫‪ 1‬أحمد مختار عمر‪ ،‬معجم اللغة العربية المعاصرة‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مصر‪،0220 ،‬‬
‫ص ص ‪.601-600‬‬
‫‪ 2‬ابن فارس‪ ،‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬سوريا‪ ،3616 ،‬ص‪.201.‬‬

‫‪863‬‬
‫ونـــــــوقي جـــــــمال‬

‫الرقابة "رقب الشيء الحظه وحرسه‪ ،‬ورقب النجم رصده‪ ،‬والرقابة في اصطالح‬
‫المحدثين المراقبة‪ ،‬وهي التحقق من تنفيذ األمر على وجهه"‪ ،1‬أما في اللغة الفرنسية‬
‫‪ Contrôler‬يقول الالند في معجمه الفلسفي أن "الرقابة تعني الضبط أو المانع أو‬
‫الدور المنعي‪ ،‬وهو قديما سجل ثان‪ ،‬أو لوح محفوظ على حده للتحقق من األول‪ ،‬من‬
‫كون إقرار ما صحيحا‪ ،‬أو من كون عمل ما قد تم تنفيذه كما كان ينبغي"‪.2‬‬

‫ثاني ا‪ -‬التعريف الصطالحي‪:‬‬


‫إن الرقابة على اإلدارة متعددة وال يمكن حصرها في نوع واحد فقط‪ ،‬فالرقابة‬
‫السياسية على اإلدارة تمارس بطريقة مباشرة في ظل الحزب الواحد‪ ،‬أما في ظل‬
‫التعددية الحزبية فتقلصت أبعادها وأصبحت غير مباشرة كتوجيه األعضاء وتكييف‬
‫األنشطة مع برامج الحزب الفائز‪ ،‬أما الرقابة التشريعية فتتمثل في إنشاء البرلمان‬
‫للجان تحقيق في أية قضية تهم المصلحة العامة‪ ،‬أما الرقابة القضائية فتعني تحرك‬
‫القضاء ليراقب أعمال اإلدارة عن طريق دعاوى اإللغاء والتعويض‪ ،‬وأخي ار الرقابة‬
‫اإلدارية التي تعتبر رقابة داخلية مقارنة مع أنواع الرقابة األخرى التي تعتبر خارجية‬
‫بالنسبة لإلدارة‪ ،‬كما أنها ذاتية ألنها تمارس من طرف أجهزة إدارية على أجهزة إدارة‬
‫أخرى‪.3‬‬
‫تعرف الرقابة اإلدارية بأنها مجموعة من السلطات المحددة بواسطة القانون‬
‫التي تمارسها سلطة عليا على أعوانها الالمركزيين وعلى أعمالهم بهدف حماية‬
‫المصلحة العامة‪ ،4‬فالالمركزية تتطلب من الحكومة المركزية أن تتدخل بفعالية في‬

‫‪ 1‬جميل صليبا‪ ،‬المعجم الفلسفي‪ ،‬دار الكتاب اللبناني‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬لبنان‪ ،3600 ،‬ص‬
‫‪.936‬‬
‫‪ 2‬الالند‪ ،‬موسوعة الالند الفلسفية‪ ،‬تعريب خليل أحمد خليل‪ ،‬منشورات عويدات‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،0223 ،‬ص ‪.001‬‬
‫‪ 3‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬القانون اإلداري "التنظيم اإلداري"‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عنابة‪ ،0220 ،‬ص ص ‪.310-311‬‬
‫‪4 -Patrice Garant, Droit Administratif, 4E Edition, Les Edition Yvon Blais,‬‬
‫‪Canada, 1996, P.607.‬‬

‫‪863‬‬
‫آلـــيات الــرقابــة اإلداريــــة عـــلى اجملـــلــس الــشــعـــيب الــبلـــدي فــي الـتـــشريــع اجلــزائـــــري‬

‫نشاط الجماعات المحلية بهدف حراستها ومراقبتها ‪ Contrôler‬وتقييمها وتصحيح‬


‫النشاط المحلي‪.1‬‬
‫تتوزع الوظيفة اإلدارية في النظام الالمركزي بين السلطة المركزية والجماعات‬
‫المحلية‪ ،‬وتتنوع أساليب الرقابة اإلدارية إلى‪ :2‬الرقابة الرئاسية والرقابة الوصائية‪،‬‬
‫الرقابة الداخلية والرقابة الخارجية‪ ،‬الرقابة السابقة والرقابة الالحقة‪.‬‬
‫إن الهيئات الالمركزية وان كانت تتمتع بنوع من االستقالل‪ ،‬إال أنها استقاللية‬
‫نسبية تسمح للسلطة المركزية بالرقابة عليها ضمانا لوحدة وسالمة السياسة اإلدارية‬
‫في الدولة‪.3‬‬

‫ثالث ا‪ -‬الختالف الفقوي بين مصطلحي الرقابة اإلدارية والوصاية اإلدارية‪:‬‬

‫‪ -1‬التجاه المعارض لمصطلح الوصاية اإلدارية‪:‬‬


‫يرى هذا اتجاه أن مصطلح الرقابة اإلدارية هو األنسب ألن مبدأ الوصاية‬
‫يؤخذ به في القانون المدني النعدام األهلية‪ ،‬أما في اإلدارة المحلية فإنها تتمتع‬
‫باأله لية الكاملة في ممارسة التصرفات القانونية المنوطة بها‪ ،‬كما أن الوصاية تقوم‬
‫على فكرة إحالل شخص مكان شخص آخر فاقد أو ناقض األهلية من أجل رعاية‬
‫شؤونه وادارة أمواله‪ ،‬لحين يستكمل أهليته‪ ،4‬فمصطلح الوصاية فيه تقليل من شأن‬
‫اإلدارة المحلية وفقد الثقة فيها‪ ،‬فالوصاية المدنية تختلف عن الرقابة على اإلدارة‬
‫المحلية من عدة جوانب‪:5‬‬

‫‪1- Rémy Prud'homme, Décentralisation Et Développement, Annuaire Des‬‬


‫‪Collectivités Locales, Tome 16, 1996 , P.14‬‬
‫‪ 2‬عمار عوابدي‪ ،‬عملية الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة العامة في النظام الجزائري‪ ،‬الطبعة‬
‫الثالثة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،3662 ،‬ص ‪. 32‬‬
‫‪ 3‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬مصر‪ ،3669 ،‬ص‬
‫‪.60‬‬
‫‪ 4‬بسمة عولمي‪ ،‬تشخيص نظام اإلدارة المحلية والمالية المحلية في الجزائر‪ ،‬مجلة اقتصاديات شمال‬
‫افريقيا‪ ،‬جامعة الشلف‪ ،‬العدد ‪ ، 0229 ،2‬ص ‪. 093‬‬
‫‪ 5‬محمد عبد العال السناري‪ ،‬مبادئ ونظريات االقانون اإلداري‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫مصر‪ ،0221 ،‬ص ص ‪.930-939‬‬

‫‪868‬‬
‫ونـــــــوقي جـــــــمال‬

‫أ‪ -‬من حيث الودف‪ :‬تهدف الوصاية المدنية لحماية مصلحة فردية هي مصلحة‬
‫ناقص األهلية‪ ،‬في حين أن الرقابة على الهيئات المحلية تستهدف حماية مصلحة‬
‫الدولة من أجل فرض المشروعية‪.‬‬
‫ب‪ -‬من حيث طبيعة كل منوما‪ :‬أن الوصي يعد الممثل القانوني للقاصر فله أن‬
‫يباشر حقوق القاصر وأن يعمل باسمه‪ ،‬بينما ال توجد فكرة التمثيل في الرقابة‬
‫على الهيئات المحلية‪ ،‬إذا أن رقابة الهيئة المركزية ال تكون عادة إال بعد صدور‬
‫التصرف من الهيئة الالمركزية نظ ار الستقاللها وتمتعها بحقها في تمثيل نفسها‪.‬‬
‫ج‪ -‬من حيث الوسائل‪ :‬تتم الوصاية المدنية عن طريق حلول الوصي محل القاصر‪،‬‬
‫بينما تتعدد وسائل الرقابة على الهيئات المحلية ومنها الحلول والترخيص واإللغاء‬
‫وااليقاف‪.‬‬
‫لقد وضع القانون الحالي المجالس المحلية تحت نظام الوصاية اإلدارية‪ ،‬وما‬
‫يالحظ أن هذه النصوص التشريعية تصر بقوة على تمثيل إدارة الدولة على المستوى‬
‫المحلي‪ ،‬بحيث تضع المنتخب تحت وصاية إدارية فيجد نفسه بدون سلطة محلية‪،‬‬
‫فتتداخل وتتشابه إدارة الدولة مع اإلدارة المحلية ويقع تنازع في االختصاص بين‬
‫البلدية والدائرة مما يطرح السؤال حول المسير الحقيقي للبلدية‪.1‬‬

‫‪ -2‬التجاه المؤيد لمصطلح الوصاية اإلدارية‪:‬‬


‫يرى هذا االتجاه استخدام مصطلح الوصاية اإلدارية ألنه الترجمة الحرفية‬
‫لالصطالح الفرنسي ‪ La Tutelle Administrative‬الذي أصبح اآلن معروفا في‬
‫مجال القانون العام‪ ،‬كما أن مصطلح الرقابة يغطي مفهوم السلطة الرئاسية التي‬
‫تستخدم في النظام المركزي‪ ،2‬لكن هناك من يقول أن المشرع الفرنسي منذ عام‬
‫‪ 3600‬استبدل مصطلح الوصاية اإلدارية بمصطلح رقابة المشروعية ‪Contrôle De‬‬

‫‪1 Hamid Hamidi, La Relation Problématique Entre Élections Locales,‬‬


‫‪Décentralisation Et Promotion De La Gouvernance Locale En Algérie,‬‬
‫‪Revue Droit Societe Et Pouvoir,Vol 3, N1, University De Oran 2 , 2014,‬‬
‫‪P.24‬‬
‫‪ 2‬محمد الشافعي أو راس‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬منشو ارت جامعة بنها بمصر‪ ،‬بدون طبعة أو سنة نشر‪،‬‬
‫ص ‪.391‬‬

‫‪863‬‬
‫آلـــيات الــرقابــة اإلداريــــة عـــلى اجملـــلــس الــشــعـــيب الــبلـــدي فــي الـتـــشريــع اجلــزائـــــري‬

‫‪ Légalité‬بالنسبة للجماعات المحلية‪ ،‬بحيث أن مصطلح الوصاية اإلدارية يمارس‬


‫على المؤسسات العمومية التابعة للدولة كالجامعات والمستشفيات‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص الرقابة اإلدارية‪.‬‬


‫تتميز الوصاية اإلدارية بخصائص معينة يمكن إجمالها في اآلتي‪:2‬‬
‫أولا‪ -‬ل وصاية إل بنص‪ :‬ال تفرض الوصاية على الجماعية المحلية إال بنص‬
‫صريح وفي حدود هذا النص فقط‪ ،‬فاألصل هو استقاللية الوحدة اإلدارية‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬محدودية الوصاية‪ :‬ال تكون الوصاية اإلدارية شاملة بل على المشرع أن‬
‫يحدد الق اررات التي تكون محل رقابة السلطة المركزية‪ ،‬بحيث يترك للوحدة‬
‫المحلية الحرية في تقرير بعض شؤونها دون معقب عليها من السلطة المركزية‪،‬‬
‫وعلى العكس من ذلك تكون السلطة الرئاسية شاملة تنصب على شخص‬
‫المرؤوس وعلى أعماله كلها‪.‬‬
‫ثالث ا‪ -‬نسيبة الوصاية‪ :‬ليست الوصاية اإلدارية مطلقة‪ ،‬فاإلدارة المركزية ال تملك‬
‫فعل ما يحلو لها في مواجهة الوحدة المحلية‪ ،‬فلألشخاص المحلية حق المبادرة‬
‫دون الحاجة لرقابة مسبقة كاإلذن والتصريح إال إذا نص القانون على ذلك‪ ،‬وما‬
‫تملكه السلطة المركزية هو التصديق أو عدم التصديق على القرار برمته‪ ،‬فليس‬
‫لها أن تعدل فيها‪ ،‬أو تحل قرارها محل قرار الوحدة المحلية‪ ،‬ويقتصر أثر‬
‫التصديق على قابليته للتنفيذ فقط‪ ،‬بحيث يظل منسوبا إلى الوحدة المحلية التي‬
‫تملك حق العدول عنه رغم التصديق عليه‪.‬‬
‫رابع ا‪ -‬الطعن القضائي‪ :‬للوحدة المحلية الحق في اللجوء إلى القضاء لطلب إلغاء‬
‫الق اررات الصادرة عن السلطة المركزية التي تعدت بها على اختصاصاتها‪ ،‬أو‬
‫جاءت مخالفة للقانون‪ ،‬بينما ال يملك المرؤوس في النظام المركزي هذا الحق‬
‫في مواجهة رئيسه الذي له حق تعديل ق اررات مرؤوسه أو إلغائها‪.‬‬

‫‪ 1‬شويح بن عثمان‪ ،‬حقوق وحريات الجماعات المحلة في الجزائر مقارنة بفرنسا‪ ،‬رسالة دكتوراه في‬
‫القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة تلمسان‪ ،0230-0231 ،‬ص ‪.220‬‬
‫‪ 2‬حسين عثمان‪ ،‬أصول القانون اإلداري‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬لبنان‪،0232 ،‬‬
‫ص ‪.190‬‬

‫‪865‬‬
‫ونـــــــوقي جـــــــمال‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التمييز بين الرقابة اإلدارية والرقابة الرئاسية‪.‬‬


‫إن تحديد معنى الرقابة اإلدارية يقودنا إلى التفرقة بينها وبين مفهوم الرقابة‬
‫الرئاسية أو التسلسلية‪ ،‬وهي الرقابة المعمول بها في إطار المركزية اإلدارية‪ ،‬لذلك‬
‫سنبحث أوجه التفرقة من حيث المفهوم كل منهما (الفرع األول)‪ ،‬ومن حيث نطاق‬
‫الرقابة المعمول بها (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التمييز بين الرقابة اإلدارية والرقابة الرئاسية من حيث المفوو ‪.‬‬
‫إن الرقابة الرئاسية أو التسلسلية هي أساس النظام الالمركزي يمارسها الرئيس‬
‫على مرؤوسيه‪ ،‬أما الوصاية اإلدارية فتمارس في النظام الالمركزي بين سلطة وصية‬
‫وهيئة المركزية كرقابة وزير الداخلية على مداوالت المجلس الشعبي الوالئي ورقابة‬
‫الوالي على مداوالت المجلس الشعبي البلدي‪ ،1‬فالرقابة الرئاسية تمكن الرئيس من‬
‫الهيمنة على شخص وعمل المرؤوس‪ ،‬بينما تحفظ الرقابة الوصائية استقاللية الهيئة‬
‫المحلية وتقتصر على مشروعة ق ارراتها واتفاقها مع نصوص القانون من عدمه‪،2‬‬
‫حيث يمارس الرئيس سلطته على شخص المرؤوس‪ ،‬فله الحق في تعيينه ومتابعته‬
‫وتوجيهه ونقله وترقيته طبقا للقوانين‪ ،‬كما يراقب الرئيس أعمال مرؤوسيه رقابة سابقة‬
‫أو الحقة فيوجه أعمالهم ويحل محلهم إذا تجاوزوا حدودهم‪.3‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التمييز بين الرقابة اإلدارية والرقابة الرئاسية من حيث نطاق الرقابة‪.‬‬

‫أولا‪ -‬شمولية الرقابة‪ :‬تعتبر الرقابة الرئاسية رقابة شاملة‪ ،‬فهي تتناول رقابة‬
‫مشروعية الق اررات الصادرة عن المرؤوسين‪ ،‬ورقابة المالئمة‪ ،‬بينما تقتصر‬

‫‪ 1‬منية شوايدية‪ ،‬الرقابة اإلدارية بين الوصاية اإلدارية والسلطة اإلدارية‪ ،‬حوليات جامعة قالمة للعلوم‬
‫االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،31‬ديسمبر ‪ ،0231‬ص ‪.160‬‬
‫‪ 2‬جابر جاد نصار‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون‬
‫سنة نشر‪ ،‬ص ‪.336‬‬
‫‪ 3‬فريد ابرادشة‪ ،‬نظرية التنظيم اإلداري في الجزائر‪ :‬مبدأ السلطة الرئاسية في الجزائر بين النص‬
‫والممارسة‪ ،‬مجلة الدراسات والبحوث القانونية‪ ،‬جامعة المسيلة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪ ،20‬جانفي‬
‫‪ ،0202‬ص ص ‪.326-320‬‬

‫‪866‬‬
‫آلـــيات الــرقابــة اإلداريــــة عـــلى اجملـــلــس الــشــعـــيب الــبلـــدي فــي الـتـــشريــع اجلــزائـــــري‬

‫الرقابة الوصائية على رقابة مشروعية الق اررات الصادرة عن الهيئات المحلية‪،1‬‬
‫بينما تترك رقابة المالئمة للهيئة الالمركزية تقدرها حسب ظروفها دون تعقيب‬
‫من السلطة المركزية‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬توجيه األوامر قبل التصرف‪ :‬تخول السلطة الرئاسية للرئيس اإلداري توجه‬
‫مرؤوسيهم واعطائهم أوامر ملزمة قبل أي تصرف‪ ،‬أما في التنظيم الالمركزي‬
‫الذي تتمتع فيه الوحدات الالمركزية باستقالل عن اإلدارة المركزية‪ ،‬فإن هذا‬
‫االستقالل يتنافى مع سلطة توجيه األوامر والتعليمات‪ ،‬إذا تقتصر الرقابة‬
‫الوصائية على التأكد من أن أعمال الهيئة الالمركزية مطابقة للشرعية دون‬
‫توجيه األوامر قبل التصرف‪.‬‬
‫ثالث ا‪ -‬سلطة التعديل‪ :‬يكون للرئيس اإلداري حق تعديل الق اررات الصادرة عن‬
‫الهيئات الخاضعة له‪ ،‬أما حق الرقابة الذي تمارسه الهيئة المركزية على أعمال‬
‫المجالس المحلية ال يجيز إال أحد المسلكين ال ثالث لهما‪ ،‬فهي إما تصدق‬
‫عليها جملة أو ترفضها جملة‪ ،‬فليس لها أن تعدل بالزيادة أو الحذف في قرار‬
‫الهيئات المحلية‪.2‬‬
‫رابع ا‪ -‬سلطة الحلول‪ :‬يعتبر حلول الرئيس محل مرؤوسيه أمر طبيعيا وتلقائيا للقيام‬
‫باألعمال التي تستلزمها الوظيفة اإلدارية‪ ،‬بينما في نظام الوصاية اإلدارية فإن‬
‫حلول السلطة المركزية محل الهيئات المحلية ال يكون إال في حاالت امتناع‬
‫هذه األخيرة عن القيام باختصاصاتها أو اإلخالل بالتزاماتها‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬من حيث المسؤولية‪.‬‬


‫يسأل الرئيس عن أعمال مرؤوسيه‪ ،‬إذ يفترض انه هو مصدر القرار وأن له‬
‫حق الرقابة واإلشراف والتوجيه‪ ،‬بينما ال تتحمل سلطة الوصاية أية مسؤولية بشأن‬
‫األعمال الصادر عن الجهاز المستقل المتمثل في المجلس المنتخب‪.3‬‬

‫‪ 1‬محمد عبد العال السناري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.901‬‬


‫‪ 2‬طعيمة الجرف‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دار الحمامي للطباع‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬القاهرة‪ ،3612 ،‬ص ‪.313‬‬
‫‪ 3‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،0231‬ص ‪.312‬‬

‫‪863‬‬
‫ونـــــــوقي جـــــــمال‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أنظمة الرقابة اإلدارية على الجماعات المحلية وأهدافوا‪.‬‬


‫إن الرقابة التي تمارس على الجماعات المحلية تتسع وتضيق بحسب النظام‬
‫المتبع في كل دولة‪ ،‬بحيث يمكن التمييز بين نظامين للرقابة‪ ،‬األول معمول به في‬
‫إنجلت ار والثاني مطبق في فرنسا (الفرع األول)‪ ،‬ثم نحدد في األخير األهداف المتوخاة‬
‫من ممارسة الرقابة على الجماعات المحلية (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أنظمة الرقابة اإلدارية على الجماعات المحلية‪.‬‬

‫أولا‪ -‬في النظا اإلنجليزي‪ :‬يتميز النظام اإلنجليزي بتحديد اختصاصات الجماعات‬
‫المحلية بدقة ووضوح بموجب قانون‪ ،‬ومرونة الرقابة التي تمارس على‬
‫الجماعات المحلية من طرف البرلمان والقضاء والحكومة المركزية‪ ،‬فالبرلمان ال‬
‫يتدخل عمليا إال في حالة منحها اختصاصات جديدة‪ ،‬وأما القضاء فال يتدخل‬
‫إال في حالة مخالفتها للقوانين‪ ،‬وأما رقابة الحكومة المركزية فإنها ضئيلة‪ ،‬يمكن‬
‫حصرها في الحاالت التالية‪ :1‬عند خروج الجماعات المحلية عن اختصاصها‬
‫والقوانين التي تحكمها‪ ،‬يحق للحكومة اللجوء للقضاء العادي إلجبارها على‬
‫احترام القانون‪ ،‬أوتقوم الحكومة بالتفتيش واسداء النصيحة وتقديم تقارير سنوية‬
‫للبرلمان الذي يقرر تقديم مكافآت سنوية عن حسن أدائها‪ ،‬أو تصدر الحكومة‬
‫بناء على تصريح البرلمان لوائح لتنظيم شؤون الجماعات المحلية‪.‬‬
‫ثاني ا‪ -‬في النظا الفرنسي‪ :‬عرفت فرنسا رقابة مشددة تمارسها السلطة المركزية على‬
‫الجماعات المحلية‪ ،‬وهي الرقابة التقليدية التي تخضع لها المجالس المحلية‬
‫كالحق في حلها أو توقيفها‪ ،‬والرقابة على أعمالها من حيث المصادقة على‬
‫مداوالتها أو إلغائها أو الحلول محل المجالس المحلية‪ ،‬والرقابة على أعضائها‬
‫كاإليقاف واإلقصاء‪.‬‬
‫يحكم الالمركزية المحلية في فرنسا القانون رقـم ‪ 213-1982‬المـؤرخ في ‪2‬‬
‫مـارس ‪ 1982‬المتعلـق بحقـوق وحريـات البلـديات والمقاطعـات والجهـات‪ ،‬حيث‬

‫‪ 1‬عبد الحليم بن مشري‪ ،‬نظام الرقابة اإلدارية على الجماعات المحلية في الجزائر‪ ،‬مجلة االجتهاد‬
‫القضائي‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬العدد ‪ ،0226 ،29‬ص ‪.321‬‬

‫‪863‬‬
‫آلـــيات الــرقابــة اإلداريــــة عـــلى اجملـــلــس الــشــعـــيب الــبلـــدي فــي الـتـــشريــع اجلــزائـــــري‬

‫استبدل مصطلح الرقابة أو الوصاية اإلدارية ‪La Tutelle Administrative‬‬


‫بمصطلح آخر هو رقابة المشروعية ‪ ،Le Contrôle De Légalité‬وهو ما جاء في‬
‫الفصل الرابع من هذا القانون‪.1‬‬
‫لقد تخلى المشرع الفرنسي على الوصاية اإلدارية المشددة المعمول فيها في‬
‫ظل قانون البلدية الجزائري الحالي كما سنرى الحقا‪ ،‬وحل محله الرقابة القضائية‪،‬‬
‫ويمكن تلخيص الرقابة الممارسة في ظل القانون الفرنسي الحالي على النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬الرقابة على األشخاص‪ :‬حافظ المشرع الفرنسي على الرقابة التقليدية الممارسة‬
‫على األشخاص‪ ،‬حيث يشغل كل من رئيس البلدية ومساعديه موقع خاص‪ ،‬إذ‬
‫يجوز دون غيرهم توقيفهم لمدة أقصاها شهر بموجب قرار وزاري مسبب‪ ،‬ويلغى‬
‫بمرسوم يتخذ في مجلس الوزراء‪ ،‬ويتفسر هذه اإلجراءات التأديبية بالنظر إلى‬
‫ازدواجية الوظيفة وهي تمثيل البلدية وتمثيل الدولة‪ ،‬بينما ال تتخذ مثل هذه‬
‫اإلجراءات ضد أعضاء المجلس المنتخبين اآلخرين إال في حالة شكاوى ضدهم‬
‫وبعد دعوتهم لتقديم تفسيرات مكتوبة أو شفوية‪ ،‬فهنا يمكن معاقبتهم على‬
‫األخطاء الجسيمة مثل التزوير أو المخالفات المالية أو سلوك مخالف للمصلحة‬
‫العامة‪ ،‬ويمكن للمنتخبين بقرار من المحكمة اإلدارية في حالة رفضهم أداء‬
‫مهامهم التي يوجبها القانون‪.2‬‬
‫‪ -2‬الرقابة على األعمال‪ :‬حدثت تغييرات جوهرية بالنسبة للرقابة على األعمال منذ‬
‫قانون ‪ 0‬مارس ‪ 3600‬إذ ألغى الوصاية التي تمارسها السلطة اإلدارية مسبقا‬
‫واستبدله برقابة قضائية يتم إجرائها الحقا ‪ ،3a posteriori‬ففي السابق كان‬
‫إلغاء الق اررات غير المشروعة يتم من طرف المحافظ وفي كثير من األحيان‬
‫ألسباب بسيطة‪ ،‬أما اآلن فال يتم اإللغاء إال عن طريق القاضي اإلداري وألسباب‬
‫قانونية‪.‬‬

‫‪1 Loi N°82-213 Du 02 Mars 1982, Relative Aux Droits Et Libertés Des‬‬
‫‪Communes, Des Départements Et Des Régions, Www.Legifrance.Gou.Fr‬‬
‫‪2 André Legrand Et Céline Wiener, Le Droit Public, DILA, Paris, 2017,‬‬
‫‪P.92.‬‬
‫‪3 Nadine Poulet-Gibot Leclerc, Droit Administratif: Sources, Moyens,‬‬
‫‪Contrôles, Editions Bréal, 3e Edition, 2007, P.21‬‬

‫‪863‬‬
‫ونـــــــوقي جـــــــمال‬

‫إن الق اررات الصادرة عن الجماعات المحلية تكون نافذة بمجرد نشرها‪ ،‬فال‬
‫يستطيع المحافظ إلغائها إال عن طريق القضاء اإلداري في حالة عدم مشروعيتها‪،‬‬
‫أي انها رقابة الحقة‪ ،‬وهذا ال يمنع من وجود بعض األعمال القانونية التي يجب‬
‫على مجلس البلدية أو المحافظة أو اإلقليم إحالتها إلى مفوض الدولة إلعالم‬
‫المحافظ ‪ ،‬كالق اررات المتعلقة بالضبط اإلداري‪ ،‬والق اررات الفردية المتعلقة بالتعيين‬
‫والترقية الموظفين المحليين‪ ،‬فإن تبين للمحافظ أن هذه الق اررات مشروعة يعلن‬
‫المجلس المحلي بذلك لتكون نافذة‪ ،‬أما إذا تبين له عدم مشروعيتها فليس للمحافظ‬
‫أن يقرر إلغائها‪ ،‬بل عليه أن يطعن فيها أمام المحكمة اإلدارية ‪.1‬‬
‫وعليه فإن بعض األعمال الواردة على سبيل الحصر ال تكون قابلة للتنفيذ إال‬
‫بعد تحويلها إلى المحافظ من أجل رقابة مشروعيتها‪ ،‬ويتم تحويلها في أي وقت ماعد‬
‫الصفقات والميزانية تحول إلى المحافظ وجوبا خالل ‪ 31‬يوم‪ ،‬أما باقي األعمال فليس‬
‫هناك حاجة إلرسالها إلى المحافظ‪ ،‬بل تكون نافذة بمجرد نشرها أو تبليغ األطراف‬
‫المعنية‪ ،‬ويتولى المحافظ مراقبة األعمال المرسلة له فإذا رأى انها غير مشروعة‬
‫فعليه أن يرفع دعوى إللغائها خالل شهرين من استالمها‪ ،‬كما يمكن للمحافظ أن‬
‫‪La suspension de‬‬ ‫يطلب من رئيس المحكمة اإلدارية تعليق األعمال مؤقتا‬
‫‪ l’exécution de l’acte‬إذا كان هناك شك في عدم مشروعيتها‪ ،‬أما بالنسبة إلى‬
‫سلطة الحلول ‪ La substitution d’office‬فبقيت كما هي في الرقابة التقليدية وعلى‬
‫سبيل المثال عندما ال يمارس رئيس البلدية بدور في سلطته الشرطية عندما يكون‬
‫هناك إخالل بالنظام العام‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهداف الرقابة اإلدارية‪.‬‬


‫إن الرقابة على اإلدارة ضرورة لتحقيق األهداف المسطرة في سياسة الدولة‬
‫من كل الجوانب السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية‪.‬‬

‫‪ 1‬فريدة مزياني‪ ،‬المجالس المحلية في ظل نظام التعددية السياسية في التشريع الجزائري‪ ،‬بحث مقدم‬
‫لنيل شهادة دكتوراه دولة في القانون‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،0221 ،‬ص ص ‪.13-12‬‬
‫‪2 André Legrand Et Céline Wiener, Op Cit , P.93.‬‬

‫‪833‬‬
‫آلـــيات الــرقابــة اإلداريــــة عـــلى اجملـــلــس الــشــعـــيب الــبلـــدي فــي الـتـــشريــع اجلــزائـــــري‬

‫أولا‪ -‬من الناحية السياسية‪ :‬تهدف الرقابة على اإلدارة المحلية إلى التأكد من أن‬
‫ق اررات السلطة التشريعية والقضائية محترمة وأن العمل التنفيذي يسير في إطار‬
‫القانون‪ ،‬وبالتالي توحيد السياسات المقررة من طرف الدولة على كامل التراب‬
‫اإلقليمي دون استثناء‪ ،‬كما تحافظ الرقابة على المصلحة العامة للدولة بجميع‬
‫مضامينها السياسية واالقتصادية واإلدارية والحضارية‪.1‬‬
‫ثانيا‪ -‬من الناحية اإلدارية والقانونية‪ :‬إن الرقابة على اإلدارة المحلية تلعب دو ار‬
‫هاما في احترام مبدأ المشروعية وسيادة القانون‪ ،2‬كما أن دور الرقابة ال يقتصر‬
‫على مجرد اكتشاف ما وقع من أخطاء أو انحرافات‪ ،‬بل يعمل على استكمال‬
‫عملية التقويم البناء‪ ،‬مما يعمل على تجنب األخطاء وتجاوز سلبيات‪.‬‬
‫ثالث ا‪ -‬من الناحية المالية‪ :‬تعمل الرقابة على التأكد من أن السياسات المالية يتم‬
‫التصرف فيها وفقا للخطة المقررة‪ ،‬ومالئمة االعتمادات المالية للمشاريع‬
‫المخصصة لها‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مظاهر الرقابة اإلدارية على المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬


‫تتمثل الرقابة اإلدارية في متابعة الهيئات المركزية واشرافها على المجالس‬
‫المحلية من حيث تشكيلها وحلها ومراقبة أنشطتها وأعمالها‪ ،3‬ويقوم التوجه الفرنسي‬
‫في الرقابة على خضوع الجماعات المحلية لرقابة دقيقة محكمة خالفا للنظام‬
‫االنجليزي فضال عن الرقابة البرلمانية والرقابة القضائية‪ ،4‬وهو النهج الذي اتبعه‬
‫المشرع الجزائري من خالل تشديد الرقابة على المجالس المحلية‪ ،‬كما يتضح من‬
‫أحكام قانون البلدية وقانون الوالية‪ ،‬فالرقابة اإلدارية التي تمارسها السلطة المركزية‬
‫على الوحدات اإلدارية تشمل أعضائها من المنتخبين (المطلب األول)‪ ،‬وتمارس‬

‫‪ 1‬أحمد سويقات‪ ،‬تطور عملية الرقابة الشعبية على أعمال اإلدارة العامة في النظام الجزائري‪ ،‬مذكرة‬
‫لنيل شهادة الماجستير في اإلدارة والمالية‪ ،‬كلية الحقوق بن عكنون‪ ،‬جامعة الجزائر‪-0223 ،‬‬
‫‪ ،0220‬ص ‪.1‬‬
‫‪ 2‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬قانون اإلدارة المحلية‪ ،‬دار العلوم‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬الجزائر‪ ،0222 ،‬ص ‪. 61‬‬
‫‪ 3‬هاني علي الطهراوي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬األردن‪ ،0229 ،‬ص ‪. 026‬‬
‫‪ 4‬عبد الغني بسيوني‪ ،‬التنظيم اإلداري‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬مصر‪ ،0222 ،‬ص ‪. 61‬‬

‫‪833‬‬
‫ونـــــــوقي جـــــــمال‬

‫الرقابة على أعمالها وتصرفاتها (المطلب الثاني)‪ ،‬وتمتد إلى الرقابة على الوحدة‬
‫اإلدارية ككل (المطلب الثالث)‪ ،‬والهدف من ذلك هو الحفاظ على وحدة السياسة‬
‫اإلدارية للدولة ورقابة المشروعية من أجل التحقق من أن عمل هذه الوحدات مطابق‬
‫للقوانين واللوائح‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الرقابة اإلدارية على العضوية في المجلس المنتخب‪.‬‬


‫إن استقاللية المجموعات المحلية ال تمنع قانونا السلطة المركزية من ممارسة‬
‫الرقابة على األشخاص المشرفين على التسيير المحلي للبلدية‪ ،‬حيث تملك السلطة‬
‫المركزية وقفهم أو إقصائهم من المجالس المنتخبة‪ ،‬باإلضافة إلى حالة االستقالة‬
‫التلقائية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬توقيف العضو المنتخب‪.‬‬


‫نص قانون البلدية على سلطة الوالي في توقيف العضو المنتخب في المادة‬
‫‪ 21‬منه‪ ،‬ويالحظ على هذا النص أنه حدد بدقة أسباب التوقيف واجراءاته‪.‬‬
‫أولا‪ -‬شروط التوقيف‪ :‬يجب أن تكون الجريمة التي يتابع فيها العضو المنتخب من‬
‫نوع جناية أو جنحة‪ ،‬وبالتالي تخرج المخالفات عن مجال تطبيق التوقيف‪،‬‬
‫ويجب أن تكون تلك الجناية أو الجنحة لها صلة بالمال العام أو ألسباب مخلة‬
‫بالشرف‪ ،‬أما بالنسبة للتدابير القضائية‪ ،‬فهي التدابير التي ال تمكن العضو‬
‫المنتخب من االستمرار في ممارسة عهدته االنتخابية بصفة صحيحة‪.‬‬
‫إذا كان القانون الجديد حصر أسباب التوقيف في السببين المذكورين‬
‫أعاله‪ ،‬فإن السبب الوحيد للتوقيف في قانون البلدية السابق ‪ 20-62‬هو‬
‫المتابعة الجزائية التي تحول دون مواصلة المنتخب البلدي لمهامه‪.1‬‬
‫ثانيا‪ -‬من حيث الختصاص‪ :‬ينعقد االختصاص للوالي باعتباره الجهة الوصية في‬
‫إصدار قرار توقيف المنتخب البلدي‪ ،‬وقد جاء نص المادة ‪ 21‬بصيغة‬
‫الوجوب‪ ،‬بينما نجد أن المادة ‪ 10‬من قانون ‪ 20-62‬قد أحاطت العضو‬
‫الموقوف ببعض الضمانات‪ ،‬وهي‪ :‬أن يكون قرار الوالي معلال‪ ،‬إذ يجب أن‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 10‬من قانون البلدية رقم ‪ 20-62‬السابق‪.‬‬

‫‪833‬‬
‫آلـــيات الــرقابــة اإلداريــــة عـــلى اجملـــلــس الــشــعـــيب الــبلـــدي فــي الـتـــشريــع اجلــزائـــــري‬

‫يتضمن قرار الوالي سبب التوقيف حفاظا على حقوق العضو‪ ،‬ويجب أن‬
‫يستطلع الوالي رأي المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬وهو رأي استشاري غير ملزم لكنه‬
‫جوهري لصدور قرار التوقيف في ظل القانون القديم‪.‬‬
‫وبالتالي يكون النص الحالي قد منح الوالي سلطات واسعة‪ ،‬فيكفي تعرض‬
‫المنتخب لتدابير قضائية بسيطة يرى الوالي أن من شأنها عرقلة مهامه حتى‬
‫يصدر قرار بتوقيفه‪ ،1‬وال بد أن نعرف أن قرار التوقيف يهدف إلى الحفاظ على‬
‫نزاهة ومصداقية التمثيل الشعبي‪ ،‬فإذا كان هدفه تحقيق غاية أخرى (سياسية أو‬
‫حزبية مثال) فإنه يكون معيبا باالنحراف بالسلطة مما يجعله قابال لإللغاء‪.2‬‬
‫ثالث ا‪ -‬من حيث اآلثار‪ :‬يترتب عن صدور قرار التوقيف تجميد عضوية‬
‫المنتخب البلدي مؤقتا إلى غاية صدور حكم نهائي من الجهة القضائية‬
‫المختصة‪ ،‬فإذا قضى ببراءته استعاد المنتخب عضويته فو ار وعاد إلى مهامه‬
‫دون الحاجة لصدور قرار جديد‪ ،‬أما في حالة الحكم باإلدانة فإننا نطبق حالة‬
‫اإلقصاء حيث تسقط عضوية المنتخب نهائيا ويستخلف بالمرشح الذي يليه في‬
‫القائمة خالل شهر بموجب قرار من الوالي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إقصاء العضو المنتخب‪.‬‬


‫أولا‪ -‬من حيث السبب‪ :‬في حالة صدور قرار نهائي ببراءة المنتخب البلدي فإن يعود‬
‫ليستأنف عهدته االنتخابية من جديد‪ ،‬لكن في حالة اإلدانة الجزائية النهائية‬
‫لألسباب المذكورة في المادة ‪ 23‬المشار إليها‪ ،‬فإن العضو المنتخب يتعرض‬
‫لإلقصاء بقوة القانون‪.‬‬
‫ثاني ا‪ -‬من حيث الختصاص‪ :‬يتم اتخاذ قرار اإلقصاء من طرف الوالي طبقاً للمادة‬
‫‪ 22‬بينما كان قرار اإلقصاء في قانون ‪ 20-62‬السابق من اختصاص‬

‫‪ 1‬فريدة دبوشة‪ ،‬الرقابة الوصائية على ق اررات المجلس الشعبي البلدي في ظل قانون البلدية رقم ‪-33‬‬
‫‪ ،20‬مركز جيل البحث العلمي‪ ،‬مجلة جيل األبحاث القانونية المعمقة‪ ،‬العدد ‪ ،00‬فيفري ‪،0202‬‬
‫ص ‪.31‬‬
‫‪ 2‬عتيقة بلجبل‪ ،‬فعالية الرقابة اإلدارية على أعمال اإلدارة المحلية‪ ،‬مجلة االجتهاد القضائي‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬العدد ‪ ،0226 ،29‬ص ‪.361‬‬

‫‪838‬‬
‫ونـــــــوقي جـــــــمال‬

‫المجلس الشعبي البلدي الذي يعلن حالة اإلقصاء بموجب مداولة‪ ،‬ثم يصدر‬
‫الوالي قرار إثبات اإلقصاء طبقا للمادة ‪ 11‬منه‪.‬‬
‫أما إجراءات اإلقصاء في األمر ‪ 02-91‬فإنها أكثر صرامة‪ ،‬حيث‬
‫تتطلب اجتماع المجلس الشعبي البلدي وجوبا في جلسة مغلقة إلبداء رأيه بعد‬
‫سماع العضو المعني‪ ،‬ثم يرفع الوالي رأي المجلس مرفقا بمالحظاته إلى وزير‬
‫الداخلية‪ ،‬ويتم اإلقصاء بموجب مرسوم‪.1‬‬
‫ثالث ا‪ -‬من حيث األثر‪ :‬يترتب على اإلقصاء زوال صفة العضوية بشكل نهائي‪ ،‬ويتم‬
‫استخالف العضو المقصى بالمرشح الذي يليه مباشرة في نفس القائمة‬
‫االنتخابية خالل شهر واحد بقرار من الوالي طبقا للمادة ‪ 23‬من قانون البلدية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الستقالة التلقائية لعضو المنتخب‪.‬‬


‫أولا‪ -‬من حيث سبب اإلقالة‪ :‬يختلف سبب اإلقالة في القانون الحالي على القانون‬
‫السابق ‪ ،20-62‬فسبب إقالة العضو المنتخب طبقا للمادة ‪ 21‬من القانون‬
‫الحالي هو الغياب المتكرر بدون عذر مقبول ألكثر من ثالث دورات عادية‬
‫خالل نفس السنة‪ ،‬بينما كان يتم إقالة المنتخب في القانون ‪ 20-62‬طبقا‬
‫للمادة ‪ 13‬إذا تبين بعد انتخابه أنه غير قابل لالنتخاب قانونا أو تعتريه حالة‬
‫من حاالت التنافي‪ ،‬أما األمر ‪ 02-91‬فنص على أسباب مشابهة في القانون‬
‫الحالي دون اشتراط الغياب بشكل متتالي‪ ،‬حسب المادة ‪ 62‬منه التي ذكرت‬
‫سبب اإلقالة بالغياب عن تلبية ثالث دعوات حضور متتالية بدون سبب‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬من حيث اإلجراءات‪ :‬بعد ثبوت الغيابات الثالثة من طرف المنتخب‪ ،‬يتم‬
‫استدعاءه بشكل قانوني للمثول أمام أعضاء المجلس الشعبي البلدي من أجل‬
‫سماع أقواله وتقديم مبررات غيابه‪ ،‬وسواء حضر جلسة االستماع أو غاب رغم‬
‫صحة تبليغه قانونا‪ ،‬فإن المجلس يتداول بشأنه فإذا كانت األسباب التي قدمها‬
‫غير مبررة وفق تقدير المجلس‪ ،‬فإن المجلس يقرر إقالته بموجب مداولة ثم‬
‫يخطر الوالي بذلك‪ ،‬أما في القانون ‪ 20-62‬فإن قرار اإلقالة يتخذه الوالي متى‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 60‬مكرر من القانون ‪ 26-03‬يعدل ويتمم األمر ‪ 02-91‬المتضمن قانون البلدية‬


‫(السابق)‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪.01‬‬
‫‪833‬‬
‫آلـــيات الــرقابــة اإلداريــــة عـــلى اجملـــلــس الــشــعـــيب الــبلـــدي فــي الـتـــشريــع اجلــزائـــــري‬

‫ثبت سبب اإلقالة‪ ،‬دون أن يتطرق إلى إجراءات اتخاذ مثل هذا القرار‪ ،‬بينما‬
‫جاء نص المادة ‪ 62‬من األمر ‪ 02-91‬على أن قرار االستقالة يتخذه الوالي‪،‬‬
‫لكنه منح العضو المنتخب ضمانة هامة جدا وهي الطعن القضائي في قرار‬
‫اإلقالة خالل ‪ 32‬أيام من تبليغه أمام المحكمة المختصة‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬من حيث اآلثار‪ :‬إذا كان توقيف العضو المنتخب يترتب عليه حرمانه من‬
‫مهمته االنتخابية مؤقتا لحين صدور الحكم النهائي‪ ،‬فإن اإلقالة أو االستقالة‬
‫التلقائية تعني إزالة صفة العضوية عنه نهائيا وبالتالي استخالفه بالمرشح الذي‬
‫يليه مباشرة في القائمة االنتخابية بقرار من الوالي طبقا ألحكام المادة ‪ 23‬من‬
‫قانون البلدية‪ ،‬ويالحظ ان األمر ‪ 02-91‬نص على أن الطعن القضائي يوقف‬
‫قرار اإلقالة‪ ،‬بينما يكون قرار الوالي نافذا وفوريا بمجرد ثبوت سبب اإلقالة في‬
‫قانون البلدية ‪.20-62‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الرقابة اإلدارية على أعمال المجلس المنتخب‪.‬‬


‫ال يقتصر نظام الرقابة اإلدارية من طرف السلطة الوصية على أعضاء‬
‫المجالس المنتخبة‪ ،‬بل يمتد إلى رقابة أعمالهم في شكل مداوالت تصدر عن أعضاء‬
‫المجلس بعد التصويت عليها‪ ،‬وليس الهدف من هذه الرقابة تعديل تلك المداوالت‬
‫باإلضافة أو الحذف‪ ،‬بل التحقق من مشروعيتها ومطابقتها للقوانين واللوائح ومن ثم‬
‫المصادقة عليها في جملتها أو عدم المصادقة عليها‪ ،‬كما يحق للسلطة الوصية‬
‫إبطال المداوالت إذا تحققت حالة من الحاالت المحددة في القانون والتي تستدعي‬
‫ذلك‪ ،‬وال تقتصر أعمال السلطة المحلية على األعمال اإليجابية‪ ،‬بل قد تمتنع عن‬
‫القيام بواجباتها المحددة قانونا بما يعطل سير المرفق العام ويخل بالنظام العمومي‪،‬‬
‫فتتدخل السلطة الوصية وتحل محل السلطة المحلية للقيام باألعمال التي امتنعت عن‬
‫أدائها‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المصادقة‪.‬‬


‫أولا‪-‬المصادقة الضمنية‪ :‬نصت المادة ‪ 19‬من قانون البلدية على أن مداوالت‬
‫المجلس الشعبي البلدي تعتبر قابلة للتنفيذ بعد ‪ 03‬يوما من تاريخ إيداعها‬
‫بالوالية بعد أن كانت ‪ 31‬يوم فقط طبقا للمادة ‪ 23‬من قانون البلدية ‪،20-62‬‬

‫‪835‬‬
‫ونـــــــوقي جـــــــمال‬

‫و‪ 02‬يوم طبقا للمادة ‪ 321‬من األمر ‪ ،02-91‬وبعد انقضاء هذا األجل‬
‫تعتبر مداوالت المجلس الشعبي البلدي نافذة وقابلة للتطبيق‪.‬‬
‫ثاني ا‪ -‬المصادقة الصريحة ‪ :‬هناك مداوالت نظ ار ألهميتها ال تنفذ إال بعد مصادقة‬
‫مسبقة وصريحة من طرف الوالي تطبيقا للمادة ‪ 11‬من قانون البلدية‪ ،‬وهي‬
‫أربع حاالت محددة على سبيل الحصر‪ :‬الميزانيات والحسابات‪ ،‬قبول الهبات‬
‫والوصايا األجنبية‪ ،‬اتفاقات التوأمة‪ ،‬التنازل عن األمالك العقارية البلدية‪ ،‬وتفاديا‬
‫لتأخر صدور المصادقة‪ ،‬فقد نصت المادة ‪ 10‬من قانون البلدية على أنه إذا لم‬
‫يعلن الوالي ق ارره خالل ‪ 12‬يوم من إيداع المداولة‪ ،‬فإنها تعتبر مصادقا عليها‪،‬‬
‫وهو نفس األجل المنصوص عليه بالمادة ‪ 21‬من قانون ‪ 20-62‬والمادة ‪320‬‬
‫من األمر ‪.02-91‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬البطالن‪.‬‬

‫أولا‪ -‬البطالن المطلق‪:‬‬


‫‪ -1‬من حيث حالت البطالن المطلق‪ :‬تبطل طبقا للمادة ‪ 16‬من قانون البلدية‬
‫الجزائري وبقوة القانون في الحاالت التالية‪ :‬المداوالت المخالفة للدستور والقوانين‬
‫والتنظيمات‪ ،‬المداوالت التي تمس رموز الدولة وشعارها‪ ،‬المداوالت غير المحررة‬
‫باللغة العربية‪ ،‬وتشكل هذه الحاالت الثالث مبر ار إللغاء المداولة بقوة القانون‪ ،‬ألنها‬
‫تمس بمبادئ دستورية عليا تعتبر أسمى من القوانين‪ ،‬وتهدف إلى الحفاظ على‬
‫وحدة الدولة وأمنها‪ ،‬وقد حددت المادة ‪ 320‬من األمر ‪ 02-91‬حالتين للبطالن‬
‫المطلق هما المداوالت التي تتناول موضوعا خارجا عن اختصاص المجلس‬
‫والمداوالت التي يجريها المجلس خالفا لقانون أو مرسوم‪ ،‬وهي نفس الحاالت التي‬
‫كررتها المادة ‪ 22‬من قانون ‪ 20-62‬مع إضافة المداوالت المخالفة للتنظيم‬
‫والمداوالت التي تجري خارج االجتماعات الشرعية للمجلس الشعبي البلدي‪.‬‬
‫‪ -2‬من حيث اإلجراءات‪ :‬في حالة ثبوت وجود حالة من حاالت البطالن المطلق‬
‫فإن الوالي يقرر إلغاء المداولة‪ ،‬ويالحظ أن المادتان ‪ 321‬من األمر ‪02-91‬‬
‫و‪ 22‬من قانون ‪ 20-62‬نصتا بشكل صريح على أن يكون قرار الوالي معلال‪،‬‬
‫والتعليل يفرض على الوالي ذكر الحالة التي استوجبت البطالن‪ ،‬وهو ما أغفل عنه‬

‫‪836‬‬
‫آلـــيات الــرقابــة اإلداريــــة عـــلى اجملـــلــس الــشــعـــيب الــبلـــدي فــي الـتـــشريــع اجلــزائـــــري‬

‫القانون الحالي‪ ،‬كما أن األمر ‪ 02-91‬انفرد عن القوانين السابقة بأنه لم يحصر‬


‫حق تقرير البطالن المطلق على الوالي دون سواه‪ ،‬بل أجاز لألطراف المعنيين –‬
‫أي من له المصلحة ‪ -‬أن يقترحوا بطالن المداولة ولهم أن يعترضوا عليه‪ ،‬إذ‬
‫يجوز لصاحب المصلحة أن يقدم طعنا أمام الوالي ببطالن المداولة كما يجوز له‬
‫أن يعترض على بطالن المداولة التي تعنيه‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬البطالن النسبي‪:‬‬


‫‪ -1‬من حيث حالت البطالن النسبي‪ :‬نصت المادة ‪ 92‬من نفس القانون على حالة‬
‫البطالن النسبي‪ ،‬وهي الحالة التي تتعلق بشفافية ومصداقية المداولة‪ ،‬إذا شارك‬
‫رئيس المجلس الشعبي البلدي أو أحد األعضاء وكانت لهم مصلحة شخصية فيها‬
‫سواء حضروا بصفتهم الشخصية أو كانت ألزواجهم أو ألصولهم أو لفروعهم إلى‬
‫الدرجة الرابعة مصلحة شخصية فيها‪ ،‬ففي كل هذه الحاالت ودعما لمصداقية‬
‫المجلس وشفافية اإلجراءات ونزاهتها‪ ،‬فإن المداولة تكون محل بطالن نسبي‪.‬‬
‫وهذا أمر منطقي إذا من المفروض أن العضو المنتخب يركز على القضايا‬
‫العامة التي انتخب من أجلها‪.1‬‬
‫بينما نصت المادة ‪ 21‬من القانون السابق ‪ 20-62‬على حالة وحيدة للبطالن‬
‫النسبي وهي "المداوالت التي قد يشارك فيها أعضاء من المجلس الشعبي البلدي‬
‫لهم مصلحة شخصية في القضية أو كانوا وكالء عنها"‪ ،‬وهي نفس الحالة الواردة‬
‫باألمر ‪ 02-91‬بموجب المادة ‪ 322‬منه‪ ،‬في حين وسعت المادة ‪ 92‬الحالية‬
‫نطاق البطالن النسبي لتشمل األزواج واألصول والفروع الذين لهم مصلحة‬
‫شخصية حتى الدرجة الرابعة‪.‬‬
‫‪ -2‬من حيث اإلجراءات‪ :‬إذا ثبت وجود حاالت من حاالت البطالن النسبي‪ ،‬يكون‬
‫على األعضاء المنتخبين التزام بالتصريح بذلك لرئيس المجلس الشعبي البلدي بأنه‬
‫موجود في حالة تعارض المصالح‪ ،‬أما رئيس المجلس الشعبي البلدي الموجود في‬
‫حالة تعارض مصالح‪ ،‬فإنه يلتزم بإعالن ذلك للمجلس‪ ،‬ويعود للوالي وحده سلطة‬

‫‪ 1‬عمار بوضياف‪ ،‬الرقابة اإلدارية على مداوالت المجالس البلدية في التشريعين الجزائري والتونسي‪،‬‬
‫مجلة االجتهاد القضائي‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬العدد ‪ ،0226 ،29‬ص ‪.01‬‬

‫‪833‬‬
‫ونـــــــوقي جـــــــمال‬

‫إصدار قرار ببطالن المداولة شرط أن يكون معلال‪ ،‬غير أنه لم تحدد مدة معينة‬
‫لممارسة الوالي لسلطة اإللغاء المداولة إلغاء نسبيا كما كان معمول به سابقا‪.‬‬
‫حيث كانت المادة ‪ 21‬من القانون السابق ‪ 20-62‬تنفرد بأحكام متميزة‪،‬‬
‫فهي تمنح الوالي مهلة شهر واحد من تاريخ إيداع محضر المداولة لدى الوالية لتقرير‬
‫بطالن المداولة‪ ،‬كما اعترفت لصاحب المصلحة بحقه في طلب إلغاء المداولة أمام‬
‫الجهة القضائية المختصة أي القضاء اإلداري خالل شهر من تعليق المداولة‪ ،‬عن‬
‫طريق دعوى اإللغاء‪ ،‬وهو تج سيد للرقابة الشعبية على أعمال المجلس البلدي فضال‬
‫عن رقابة الوالي‪ ،‬أما المادة ‪ 321‬من األمر ‪ 02-91‬فقلصت األجل إلى ‪ 31‬يوم‬
‫من إيداع المداولة‪ ،‬وخولت لكل من له مصلحة أن يطعن فيها خالل ‪ 31‬يوم ايداعها‬
‫أمام الوالي‪ ،‬الذي يبت في طلب اإللغاء خالل ‪ 12‬يوم من تقديمه‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الحلول‪.‬‬

‫أولا‪ -‬مفوو الحلول‪:‬‬


‫إن سلطة الوصاية ال تمارس رقابتها فقط على األعمال اإليجابية التي تصدر‬
‫عن الهيئة المستقلة المحلية‪ ،‬ولكنها تراقب أيضا األعمال السلبية لهذه الهيئات عندما‬
‫ال تبادر إلى القيام بواجباتها التي فرضها عليها قانونا‪ ،‬وهو ما يسمى بالحلول‪.‬‬
‫إن الحلول ليس اختصاص عاما واال جاز للحكومة المركزية أن تعتدي بصفة‬
‫مستمرة ودائمة على ما خوله القانون من اختصاصات للجماعة المحلية‪ ،‬ما يهدم‬
‫فكرة الالمركزية من أساسها‪ ،‬بل هو اختصاص استثنائي ال يكون إال حيث يرخص‬
‫القانون ذلك وشريطة إثبات التقصير واإلهمال من المجالس المنتخبة‪.1‬‬
‫إن الحكمة من إقرار الحلول هو التوفيق بين المصالح المحلية التي تتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية‪ ،‬وبين فكرة المصلحة العامة التي تبقى موجها لمؤسسات الدولة‬
‫والحؤول دون تقاعس الهيئات المحلية عن أداء التزاماتها‪.2‬‬

‫‪ 1‬طعيمة الجرف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.306‬‬


‫‪ 2‬بن عيشة عبد الحميد‪ ،‬تطور نظام الوصاية اإلدارية على المجلس الشعبي البلدي في القانون‬
‫الجزائري‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية االقتصادية والسياسية‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،3‬العدد ‪ ،23‬مارس ‪ ،0230‬ص ‪.311‬‬
‫‪833‬‬
‫آلـــيات الــرقابــة اإلداريــــة عـــلى اجملـــلــس الــشــعـــيب الــبلـــدي فــي الـتـــشريــع اجلــزائـــــري‬

‫إذا كان الحلول في الرقابة الرئاسية التي يمارسها الرئيس على مرؤوسيه‬
‫من االختصاصات التلقائية في النظام المركزي‪ ،‬فإن الحلول في إطار النظام‬
‫الالمركزي ال يكون إال بنص قانوني حتى ال يتحول إلى اغتصاب للسلطة المحلية‬
‫من طرف السلطة المركزية‪ ،‬وقد نصت على هذا اإلجراء الخطير المواد ‪322‬‬
‫و‪ 323‬و‪ 320‬من قانون البلدية‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬حالت تطبيق الحلول‪:‬‬


‫حددت المواد السابقة حاالت الحلول في ثالثة مجاالت‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ -3‬امتناع السلطة البلدية عن القيام باإلجراءات المتعلقة بحفظ النظام العام والنظافة‬
‫والسكينة العمومية وديمومة المرفق العام‪ ،‬وخاصة عدم التكفل بالعملية االنتخابية‬
‫والخدمة الوطنية والحالة المدنية‪ ،‬وطبقا للمادة ‪ 322‬من قانون البلدية يمكن‬
‫للوالي أن يتخذ كل االجراءات المتعلقة بالحفاظ على األمن والسكينة العمومية‬
‫وديمومة المرافق العامة‪ ،‬وذلك عندما ال تقوم السلطات البلدية بهذه الواجبات‬
‫وخاصة العمليات االنتخابية والخدمة الوطنية والحالة المدنية‪.‬‬
‫‪ -0‬امتناع رئيس المجلس الشعبي البلدي عن اتخاذ الق اررات الموكلة له بموجب‬
‫القوانين والتنظيمات‪ ،‬ففي هذه الحالة يقوم الوالي بإعذاره للقيام بعمله خالل أجل‬
‫معين‪ ،‬فإذا انتهى األجل دون القيام بالعمل المطلوب‪ ،‬تدخل الوالي تلقائيا للقيام‬
‫به‪.‬‬
‫‪ -1‬إذا وقع اختالل خطير بالمجلس الشعبي البلدية يحول دون التصويت على‬
‫الميزانية‪ ،‬فإن الوالي وطبقا للمادة ‪ 309‬يقوم باستدعاء المجلس في دورة غير‬
‫عادية للمصادقة عليها‪ ،‬فإذا لم يتم المصادقة تدخل الوالي للتصديق على‬
‫الميزانية وتنفيذها‪.‬‬
‫أما القانون البلدي السابق ‪ 20-62‬فقد حدد حاالت حلول الوالي محل‬
‫المجلس الشعبي البلدي في المواد ‪ 03‬و‪ 00‬و‪ 01‬و‪ 312‬و‪.311‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الرقابة اإلدارية على المجلس المنتخب ذاته‪.‬‬


‫إن الرقابة على الهيئات المحلية من طرف السلطة المركزية تمتد إلى حل‬
‫المجلس المنتخب إذا تحققت أسباب معينة‪ ،‬وكان األمر ‪ 02-91‬يسمح فضال عن‬

‫‪833‬‬
‫ونـــــــوقي جـــــــمال‬

‫حل المجلس‪ ،‬بإيقاف المجلس المحلي لمدة شهر‪ ،‬وتم االستغناء على اإليقاف‬
‫بموجب القانون الحالي والسابق‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حالت الحل‪.‬‬


‫حددت المادة ‪ 29‬من قانون البلدية ثماني حاالت للحل‪ ،‬هي‪:‬‬
‫أولا‪ -‬خرق أحكا الدستور‪ :‬يتضمن الدستور العديد من النصوص والمبادئ التي‬
‫يتعين احترامها باعتباره القانون األسمى في البالد‪.‬‬
‫ثاني ا‪ -‬إلغاء انتخاب جميع أعضاء المجلس‪ :‬كعمليات تزوير أو خرق الضمانات‬
‫المتعلقة بشفافية ونزاهة االنتخابات‪ ،‬مما يؤدي إلى إلغاء العملية االنتخابية‪.‬‬
‫ثالث ا‪ -‬استقالة جماعية ألعضاء المجلس‪ :‬تؤدي استقاالتهم الجماعية إلى تعطيل‬
‫التنمية في البلدية‪ ،‬فتتدخل الوصاية لحل‪.‬‬
‫رابع ا‪ -‬بقاء المجلس يشكل مصدر اختاللت خطيرة في التسيير‪ :‬كتغليب الحسابات‬
‫الضيقة أو الحزبية‪ ،‬على حساب المصلحة العامة للبلدية‪.‬‬
‫خامس ا‪ -‬إذا أصبح عدد المنتخبين أقل من األغلبية المطلقة حتى بعد الستخالف‪:‬‬
‫إذ أصبح عدد المنتخبين أقل من األغلبية المطلقة تم حل المجلس‪.‬‬
‫سادس ا‪ -‬وجود خالفات خطيرة بين أعضاء المجلس الشعبي البلدي تعيق السير‬
‫العادي للبلدية‪ :‬قد تصل األمور إلى حد عدم التفاهم المطلق بين األعضاء‬
‫دون التوصل إلى حلول وسطى‪ ،‬مما يشكل خلال خطي ار على السير العادي‬
‫للبلدية‪.‬‬
‫سابع ا‪ -‬اندماج بلديات أو ضموا أو تجزئتوا‪ :‬إن دمج البلدية مع بعضها البعض‬
‫وانشاء بلدية جديدة أو ضمها لبلدية أخرى أو تقسيم البلدية إلى عدة بلديات‪،‬‬
‫وفق التقسيم اإلقليمي الجديد الذي تتخذه البرلمان‪ ،‬يعد سببا من األسباب التي‬
‫تستدعي حل المجلس واعادة تشكيله حسب الوضع الجديد‪.‬‬
‫ثامنا‪ -‬حدوث ظروف استثنائية تحول دون تنصيب المجلس المنتخب‪ :‬وهي‬
‫ظروف لم تكن متوقعة‪ ،‬ولم يحدد المشرع المقصود بهذه الظروف االستثنائية‬
‫وطبيعتها وشروطها التي تستوجب معها حل المجلس‪.‬‬

‫‪833‬‬
‫آلـــيات الــرقابــة اإلداريــــة عـــلى اجملـــلــس الــشــعـــيب الــبلـــدي فــي الـتـــشريــع اجلــزائـــــري‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الختصاص‪.‬‬


‫إذا تحققت إحدى الحاالت المذكور سابقا‪ ،‬فإن قرار الحل يكون بموجب‬
‫مرسوم رئاسي صادر عن رئيس الجمهورية بعد تقرير يقدمه وزير الداخلية‪ ،‬وبالتالي‬
‫فإن حل المجالس الشعبية البلدية هو اختصاص حصري لرئيس الجمهورية‪ ،‬ويالحظ‬
‫أن قرار الحل كان مسألة غامضة في قانون ‪ 20-62‬حيث نصت المادة ‪ 11‬على‬
‫أن حل المجلس المنتخب يكون بموجب "مرسوم" يتخذ في مجلس الوزراء دون تحديد‬
‫نوع المرسوم هل مرسوم رئاسي أو مرسوم تنفيذي‪ ،‬ومن الناحية العملية كان قرار‬
‫الحل يتم بموجب مرسوم تنفيذي صادر عن رئيس الحكومة‪ ،‬وقد كانت المادة ‪ 0‬من‬
‫المرسوم الرئاسي ‪ 22-60‬تعطي الحكومة الحق في تعليق نشاط المجالس المنتخبة‬
‫أو حلها‪ ،‬وفي هذه الحالة تعين السلطة الوصية مندوبيات تنفيذية إلى أن يتم تجديد‬
‫تلك المجالس عن طريق االنتخابات‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬آثار الحل‪.‬‬

‫أولا‪ -‬تعيين متصرف لتسيير شؤون البلدية مؤقت ا‪:‬‬


‫يترتب على صدور المرسوم الرئاسي المتضمن حل المجلس الشعبي البلدي‬
‫ونشره بالجريدة الرسمية إلغاء وجود المجلس برمته‪ ،‬وازالة صفة العضوية عن كافة‬
‫األعضاء المنتخبين‪ ،‬مع بقاء الشخصية المعنوية للبلدية‪ ،‬غير أنه حفاظا على‬
‫مصالح المواطنين وديمومة المرفق العام‪ ،‬فإنه يجب على الوالي خالل ‪ 32‬أيام‬
‫الموالية لحل المجلس‪ ،‬أن يصدر ق ار ار بتعيين متصرفا ومساعدين اثنين توكل لهم‬
‫مهمة تسيير شؤون البلدية‪ ،2‬وتنتهي مهامهم بمجرد تنصيب المجلس الجديد‪.‬‬
‫إذا كان القانون الحالي ينص على تعيين متصرف ومساعدين عند االقتضاء‪،‬‬
‫فإن القانون ‪ 20-62‬في مادته ‪ 19‬يرتب على الحل إنشاء مجلس مؤقت بقرار من‬

‫‪ 1‬مرسوم رئاسي ‪ 22-60‬المؤرخ في ‪ 3660/20/26‬المتضمن إعالن حالة الطوارئ‪ ،‬الجردة‬


‫الرسمية عدد ‪.32‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 6‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 322-39‬المؤرخ في ‪ 0239/21/03‬يحدد كيفيات تجديد‬
‫المجالس الشعبية البلدية والوالئية المحلة‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪.30‬‬

‫‪833‬‬
‫ونـــــــوقي جـــــــمال‬

‫الوالي خالل ‪ 32‬أيام من الحل‪ ،‬غير ان مهامه محصورة ومقيدة تقتصر على مجرد‬
‫تسيير األعمال اإلدارية الجارية واتخاذ الق اررات التحفظية المستعجلة التي تكفل‬
‫الحفاظ على أمالك البلدية وحمايتها‪ ،‬بينما مهمة المتصرف المعين من طرف الوالي‬
‫في القانون الحالي واسعة تشمل كل ما كان المجلس البلدي القديم يقوم به من مهام‬
‫وصالحيات لحين انتخاب المجلس الجديد‪.‬‬
‫ثاني ا‪ -‬إجراءا انتخابات جديدة‪:‬‬
‫‪ -1‬في حالة الظروف العادية‪ :‬يتم إجراء انتخابات لتجديد المجلس الشعبي البلدي‬
‫المنحل خالل ‪ 9‬أشهر من الحل‪ ،‬فإذا تم تنصيب المجلس الجديد فإنه يكمل‬
‫الفترة المتبقية للتجديد العام للمجالس الشعبية البلدية‪ ،‬غير أنه ال يمكن إجراء‬
‫هذه االنتخابات في السنة األخيرة للعهدة االنتخابية‪ ،‬فإذا وقع حل المجلس في‬
‫السنة األخيرة للعهد االنتخابية فإن المتصرف ومساعديه المعينين من طرف‬
‫الوالي يستمرون في تسيير شؤون البلدية إلى غاية انتهاء العهدة االنتخابية‬
‫للمجلس المنحل والتي قد تفوق ستة أشهر‪ ،‬خاصة إذا صدر قرار الحل في بداية‬
‫السنة األخيرة للمجلس المنحل‪ ،1‬كذلك في قانون ‪ 33-62‬وطبقا للمادة ‪ 19‬منه‪،‬‬
‫فإن انتخابات تجديد المجلس الشعبي البلدي خالل مدة أقصاها ‪ 9‬أشهر من‬
‫الحل‪.‬‬
‫‪ -2‬في حالة الظروف الستثنائية‪ :‬إن المهلة المحددة بـ ‪ 9‬أشهر لتجديد المجلس‬
‫ليست مطلقة‪ ،‬فقد تقع ظروف استثنائية أو مساس خطير بالنظام العام يحول‬
‫دون إجراء هذه االنتخابات‪ ،‬ففي هذه الحالة يقدم الوالي اقتراحا معلال لوزير‬
‫الداخلية بتأجيل االنتخابات‪ ،‬ويتخذ في مجلس الوزراء قرار التأجيل إلى أجل‬
‫الحق يوافق تنظيم االنتخابات‪ ،2‬وبالتالي فقد يتم تجديد المجلس بعد أكثر من‬
‫ستة أشهر قد تصل إلى سنة أو سنتين مثال‪ ،‬وهنا يقوم الوالي بتعيين متصرف‬
‫يتمتع بالصالحيات المخولة قانونا للمجلس ورئيسه وتنتهي مهام المتصرف بقوة‬
‫القانون بمجرد تنصيب المجلس الجديد‪.3‬‬

‫‪ 1‬المواد ‪ ،26 ،20‬و‪ 12‬من قانون البلدية السالف الذكر‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 1‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 322-39‬المشار إليه‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 13‬من قانون البلدية السالف الذكر‪.‬‬

‫‪833‬‬
‫آلـــيات الــرقابــة اإلداريــــة عـــلى اجملـــلــس الــشــعـــيب الــبلـــدي فــي الـتـــشريــع اجلــزائـــــري‬

‫خاتمـــــــة‪:‬‬
‫من خالل العرض المتقدم لموضوع الرقابة اإلدارية وتطبيقاتها على المجلس‬
‫الشعبي البلدي‪ ،‬توصلنا إلى مجموعة من النتائج والتوصيات‪ ،‬والتي يمكن عرضها‬
‫بإيجاز على النحو اآلتي بيانه‪:‬‬

‫أولا‪ -‬النتائج المتوصل إليوا‪:‬‬


‫‪ -‬إن فكرة الرقابة ضرورية لتجسيد وحدة الدولة‪ ،‬وتطبيق سياساتها في المجاالت‬
‫االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬باعتبار أن البلدية هي الوحدة اإلدارية اإلقليمية‬
‫األقرب لتجسيد تطلعات المواطنين واشباع حاجاتهم المختلفة‪ ،‬ورغم أنها هيئة‬
‫مستقلة ومنتخبة من طرف المواطنين وتتمتع بالشخصية المعنوية‪ ،‬فإن استقاللها‬
‫يجب أن يكون في حدود مراعاة القوانين واللوائح‪.‬‬
‫‪ -‬إن المالحظ أن الرقابة التي تمارسها السلطات الوصية على المجلس الشعبي‬
‫البلدي رقابة مقننة ومحددة بموجب النصوص التشريعية والتنظيمية‪ ،‬وأن هذه‬
‫النصوص عرفت بعض االختالفات من حيث درجة وشدة الرقابة اإلدارية التي‬
‫تمارسها السلطة الوصية على المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬
‫‪ -‬إن الرقابة الممارسة في إطار القانون الحالي ‪ 20-33‬أكثر صرامة مقارنة‬
‫بالنصوص األخرى‪ ،‬وتعطي أحيانا سلطات مطلقة للوالي في الرقابة على‬
‫المجلس الشعبي البلدي سواء على الهيئة ذاتها أو على أعضائها أو على‬
‫أعمالها‪.‬‬
‫‪ -‬وسع المشرع من الحاالت المستوجبة لحل المجلس الشعبي البلدي وبالتالي فقد‬
‫فتح الباب على مصرعيه من أجل تدخل السلطة الوصية‪ ،‬كما أنه أعطى للوالي‬
‫سلطة تعيين متصرف له نفس سلطات المجلس المنحل‪ ،‬فضال عن انه ذكر‬
‫حالة الظروف االستثنائية دون تحديد مفهومها وضوابطها مما يؤدي إلى بقاء‬
‫المتصرف في منصبه لمدة غير معلومة‪ ،‬وبالتالي فقد تراجع عما كان معموال به‬
‫من قبل‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للرقابة على أعمال المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬يالحظ أن القانون الحالي‬
‫رفع من المدة المحددة لنفاذ المداولة إلى ‪ 03‬يوم بعد أن كانت ‪ 31‬يوم فقط من‬
‫تاريخ ايداعها الوالية‬
‫‪838‬‬
‫ونـــــــوقي جـــــــمال‬

‫ثاني ا‪ -‬التوصيات‪:‬‬
‫‪ -‬ال بد من تضييق نطاق حاالت الحل المجلس الشعبي البلدي أو تحديدها تحديدا‬
‫دقيقا ال يقبل االجتهاد الشخصي‪ ،‬ففي حالة صدور قرار الحل فمن األفضل أن‬
‫يتولى مهمة تسيير شؤون البلدية مجلس مؤقت يسهر على تسيير الشؤون العادية‬
‫للمواطنين او اتخاذ الق اررات ذات الطابع االستعجالي‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن تقليص آجال الرقابة الوصائية للتحقق من مشروعية المداولة في مدة أقل‬
‫من المدة المقررة حاليا‪ ،‬ويمكن أن نقترج أجل ‪ 32‬أيام فقط‪.‬‬
‫‪ -‬ال بد من تسبيب الق اررات المتعلقة ببطالن المداولة حتى تبسط المحكمة رقابتها‬
‫بشكل كافي‪ ،‬عند الطعن فيه من طرف رئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬فالمالحظ‬
‫أن الحاالت المستوجبة لبطالن المداولة يصدر فيها الوالي قرار بالبطالن دون أن‬
‫يكون مسببا‪.‬‬
‫‪ -‬تسبيب القرار المتعلق بتوقيف أعضاء المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬فلم يعد الوالي في‬
‫القانون الحالي ملزما بتسبيب قرار التوقيف‪ ،‬كما أن العضو المنتخب المعرض‬
‫للتوقيف أو االقصاء لم يعد من حقه أن يرفع تظلما إداريا ضد قرار الوالي أو‬
‫يطعن فيه‪ ،‬وهذا من شأنه المساس باستقاللية المجلس وحسن سيره‪.‬‬
‫‪ -‬يجب منح ضمانات للمجالس المنتخبة في التظلم على ق اررات السلطة الوصية أو‬
‫الطعن فيها قضائيا أمام القضاء اإلداري المختص‪ ،‬أو التخلي عن الرقابة‬
‫المسبقة واستبدالها بالرقابة الالحقة من طرف القضاء اإلداري كما هو معمول به‬
‫في النموذج الفرنسي منذ ‪ 3600‬أي التحول من الوصاية المشددة إلى رقابة‬
‫المشروعية‪ ،‬باإلضافة إلى توسيع قاعدة الرقابة الشعبية على المجلس الشعبي‬
‫البلدي‪ ،‬مما يؤدي إلى تحقيق المشاركة الشعبية الحقيقية في تسيير الشؤون‬
‫المحلية والرقابة عليها‪.‬‬

‫قائمــــــــــــة المراجع‪:‬‬

‫أولا‪ -‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -‬جابر جاد نصار‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بدون طبعة‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬بدون سنة نشر‪.‬‬

‫‪833‬‬
‫آلـــيات الــرقابــة اإلداريــــة عـــلى اجملـــلــس الــشــعـــيب الــبلـــدي فــي الـتـــشريــع اجلــزائـــــري‬

‫‪ -‬حسين عثمان‪ ،‬أصول القانون اإلداري‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بدون طبعة‪،‬‬
‫لبنان‪0232 ،‬‬
‫‪ -‬طعيمة الجرف‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دار الحمامي للطباع‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.3612‬‬
‫‪ -‬عبد الغني بسيوني‪ ،‬التنظيم اإلداري‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.0222‬‬
‫‪ -‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬القانون اإلداري (التنظيم اإلداري)‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار العلوم‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪.0220 ،‬‬
‫‪ -‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬قانون اإلدارة المحلية‪ ،‬دار العلوم‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.0222‬‬
‫‪ -‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة‬
‫الرابعة‪ ،‬الجزائر‪ ،0231 ،‬ص‪.312.‬‬
‫‪ -‬عمار عوابدي‪ ،‬عملية الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة العامة في النظام‬
‫الجزائري‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.3662 ،‬‬
‫‪ -‬ماجد راغب الحلو‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬بدون طبعة‪،‬‬
‫مصر‪.3669 ،‬‬
‫‪ -‬محمد عبد العال السناري‪ ،‬مبادئ ونظريات االقانون اإلداري‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مصر‪.0221 ،‬‬
‫‪ -‬محمد الشافعي أو راس‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬منشورات جامعة بنها بمصر‪ ،‬بدون‬
‫طبعة أو سنة نشر‪.‬‬
‫‪ -‬هاني علي الطهراوي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.0229‬‬

‫ثاني ا‪ -‬المقالت العلمية‪:‬‬


‫‪ -‬بسمة عولمي‪ ،‬تشخيص نظام اإلدارة المحلية و المالية المحلية في الجزائر‪ ،‬مجلة‬
‫اقتصاديات شمال افريقيا‪ ،‬جامعة الشلف العدد ‪ ،0229 ، 2‬ص ص ‪-011‬‬
‫‪.002‬‬

‫‪835‬‬
‫ونـــــــوقي جـــــــمال‬

‫‪ -‬بن عيشة عبد الحميد‪ ،‬تطور نظام الوصاية اإلدارية على المجلس الشعبي البلدي‬
‫في القانون الجزائري‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية االقتصادية‬
‫والسياسية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،3‬العدد ‪ ،23‬مارس ‪،0230‬‬
‫ص ص ‪.329-321‬‬
‫‪ -‬عتيقة بلجبل‪ ،‬فعالية الرقابة اإلدارية على اعمال اإلدارة المحلية‪ ،‬مجلة االجتهاد‬
‫القضائي‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬العدد ‪ ،0226 ،29‬ص ص ‪-363‬‬
‫‪.021‬‬
‫‪ -‬عبد الحليم بن مشري‪ ،‬نظام الرقابة اإلدارية على الجماعات المحلية في الجزائر‪،‬‬
‫مجلة االجتهاد القضائي‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬العدد ‪ ،0226 ،29‬ص‬
‫ص ‪.302-323‬‬
‫‪ -‬عمار بوضياف‪ ،‬الرقابة اإلدارية على مداوالت المجالس البلدية في التشريعين‬
‫الجزائري والتونسي‪ ،‬مجلة االجتهاد القضائي‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،0226 ،29‬ص ص ‪.01-31‬‬
‫‪ -‬فريدة دبوشة‪ ،‬الرقابة الوصائية على ق اررات المجلس الشعبي البلدي في ظل‬
‫قانون البلدية رقم ‪ ،20-33‬مركز جيل البحث العلمي‪ ،‬مجلة جيل األبحاث‬
‫القانونية المعمقة‪ ،‬العدد ‪ ،00‬فيفري ‪ ،0202‬ص ص ‪.20-33‬‬
‫‪ -‬فريد ابرادشة‪ ،‬نظرية التنظيم اإلداري في الجزائر‪ :‬مبدأ السلطة الرئاسية في‬
‫الجزائر بين النص والممارسة‪ ،‬مجلة الدراسات والبحوث القانونية‪ ،‬جامعة‬
‫المسيلة‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪ ،20‬جانفي ‪ ،0202‬ص ص ‪.331-69‬‬
‫‪ -‬منية شوايدية‪ ،‬الرقابة اإلدارية بين الوصاية اإلدارية والسلطة اإلدارية‪ ،‬حوليات‬
‫جامعة قالمة للعلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،31‬ديسمبر ‪ ،0231‬ص ص‬
‫‪.161-101‬‬

‫ثالثا‪ -‬الرسائل والمذكرات العلمية‪:‬‬


‫‪ -‬أحمد سويقات‪ ،‬تطور عملية الرقابة الشعبية على أعمال اإلدارة العامة في النظام‬
‫الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في اإلدارة والمالية‪ ،‬كلية الحقوق بن‬
‫عكنون‪ ،‬جامعة الجزائر‪.0220-0223 ،‬‬

‫‪836‬‬
‫آلـــيات الــرقابــة اإلداريــــة عـــلى اجملـــلــس الــشــعـــيب الــبلـــدي فــي الـتـــشريــع اجلــزائـــــري‬

‫‪ -‬شويح بن عثمان‪ ،‬حقوق وحريات الجماعات المحلة في الجزائر مقارنة بفرنسا‪،‬‬


‫رسالة دكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة تلمسان‪.0230-0231 ،‬‬
‫‪ -‬فريدة مزياني‪ ،‬المجالس المحلية في ظل نظام التعددية السياسية في التشريع‬
‫الجزائري‪ ،‬بحث مقدم لنيل شهادة دكتوراه دولة في القانون‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫قسنطينة‪.0221 ،‬‬

‫رابعا‪ -‬النصوص القانونية‪:‬‬

‫‪ .1‬الدساتير‪:‬‬
‫‪ -‬دستور ‪ 3691‬المؤرخ في ‪ ،3691/26/32‬الجريدة الرسمية عدد ‪.92‬‬
‫‪ -‬دستور ‪ 0202‬المؤرخ في ‪ ،0202/30/12‬الجريدة الرسمية رقم ‪.00‬‬

‫‪ .2‬القوانين واألوامر‪:‬‬
‫‪ -‬األمر ‪ 02-91‬المؤرخ في ‪ 3691/23/30‬المتضمن قانون البلدية‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪.9‬‬
‫‪ -‬القانون ‪ 20-62‬المؤرخ في ‪ 3662/22/21‬المتضمن قانون البلدية (السابق)‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪.31‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 32-33‬المؤرخ في ‪ 0233/29/00‬المتعلق بالبلدية‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪.11‬‬

‫‪ .3‬المراسي ‪:‬‬
‫‪ -‬المرسوم الرئاسي رقم ‪ 22-60‬المؤرخ في ‪ 3660/20/26‬المتضمن إعالن حالة‬
‫الطوارئ‪ ،‬الجردة الرسمية عدد ‪.32‬‬
‫‪ -‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 322-39‬المؤرخ في ‪ 0239/21/03‬يحدد كيفيات تجديد‬
‫المجالس الشعبية البلدية والوالئية المحلة‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪.30‬‬

‫خامس ا‪ -‬المعاج والموسوعات‪:‬‬


‫‪ -‬أحمد مختار عمر‪ ،‬معجم اللغة العربية المعاصرة‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫مصر‪.0220 ،‬‬

‫‪833‬‬
‫ونـــــــوقي جـــــــمال‬

.3616 ،‫ سوريا‬،‫ الجزء الثاني‬،‫ دار الفكر‬،‫ معجم مقاييس اللغة‬،‫ ابن فارس‬-
،‫ بدون طبعة‬،‫ الجزء األول‬،‫ دار الكتاب اللبناني‬،‫ المعجم الفلسفي‬،‫ جميل صليبا‬-
3600 ،‫لبنان‬
،‫ منشورات عويدات‬،‫ تعريب خليل أحمد خليل‬،‫ موسوعة الالند الفلسفية‬،‫ الالند‬-
.0223 ،‫ بيروت‬،‫الطبعة الثانية‬

:‫ قائمة المراجع األجنبية‬-‫سادس ا‬

1. OUVRAGES :
- ANDRÉ Legrand Et Céline Wiener, Le Droit Public, Dila, Paris,
2017.
- Nadine Poulet-Gibot Leclerc, Droit Administratif: Sources,
Moyens, Contrôles, Editions Bréal, 3e Edition, 2007.

2. ARTICLES :
- HAMID Hamidi, La Relation Problématique Entre Élections
Locales, Décentralisation Et Promotion De La Gouvernance Locale
En Algérie, Revue Droit Societe Et Pouvoir,Vol 3, N1, University
De Oran 2 , 2014- Patrice Garant, Droit Administratif, 4e Edition,
Les Edition Yvon Blais, Canada, 1996.
- RÉMY Prud'homme, Décentralisation Et Développement,
Annuaire Des Collectivités Locales, Tome 16, 1996.

3. LES LOIS :
- Loi N°82-213 Du 02 Mars 1982, Relative Aux Droits Et Libertés
Des Communes,Des Départements Et Des Régions,
Www.Legifrance.Gou.Fr.

833

You might also like