You are on page 1of 52

‫ا ب ا ن م ساعة‬

‫الهﻼلي‬ ‫م‬
‫ال ح‬ ‫ﷲ ال ح‬
‫ال ق مة‬
‫ح ً ا ًا ًا م ارً ـا ــه‪ِ ،‬مـلء ال ـ اوات واﻷرض ومــا ب ه ــا‪ ،‬و ِمـلء مــا شــاء ر ــا مـ شــيء‬ ‫ال‬
‫وعلى آله وص ه وم ت ع ه اه وسار على‬ ‫ع ‪ ،‬وال ﻼة وال ﻼم على ال ع ث رح ة للعال ‪ ،‬س نا م‬
‫نه ه إلى ي م ال ي ‪ ،‬أما ع ‪:‬‬
‫ﻓع ـ ما ت ـ لى أب ـ ـ ال ـ ي – رضــي ﷲ ع ــه ‪ -‬ال ﻼﻓــة قــام ب ع ـ ع ـ ب ـ ال ــاب قاض ـًا علــى‬
‫ـ إل ــه اث ــان‪ ،‬ﻓ لـ مـ أبــي ـ إعفــاءه مـ الق ــاء‪،‬‬ ‫ال ي ــة‪ ،‬ﻓ ـ ع ـ سـ ة لـ ف ـ ح جل ــة‪ ،‬ولـ‬
‫أم م قة الق اء ت ل اﻹعفاء ا ع ؟‬ ‫‪ِ :‬‬ ‫ﻓقال له أب‬
‫‪ ،‬ع ف ل م ه ما له مـ حـ ﻓلـ‬ ‫ﻓقال ع ‪ :‬ﻻ ا خل فة رس ل ﷲ‪ ،‬ول ﻻ حاجة لي ع ق م م م‬
‫ل أك م ه‪ ،‬وما عل ه م واج ﻓل ُق ِّ ﻓي أدائه‪ ..‬أح ــل مـ ه ﻷخ ــه مــا ـ ل ف ــه‪ ..‬إذا ﻏــاب‬
‫أح ه تفق وه‪ ،‬وذا م ض عادوه‪ ،‬وذا اﻓ ق أعان ه‪ ،‬وذا اح اج ســاع وه‪ ،‬وذا أصـ واسـ ه‪ ..‬ديـ ه ال ـ ة‪،‬‬
‫ن؟!‬ ‫ن؟ ﻓ‬ ‫‪،‬ﻓ‬ ‫ال ع وف وال هي ع ال‬ ‫وخلقه اﻷم‬
‫ﻓــي هـ ا ال ــان عـ أن‬ ‫ـ‬ ‫ــأ أن‬ ‫ـامﻼ بــﻼ ع ــل‪ ،‬ﻓلـ‬
‫اب ﻓي الق اء عاما ـ ً‬ ‫ب ال‬ ‫ع‬ ‫لق م‬
‫أه ــل ال ي ــة اﻷخ ــار الـ ـ ي ت ـ ـ اﻹ ــان ﻓ ــي قلـ ـ ه ﻓ ـ ـ‬ ‫للقاض ــي ع ــل ح ق ــي بـ ـ‬ ‫تأكـ ـ أن ــه لـ ـ‬
‫اه اماته ‪ ،‬وع ُ شأن اﻵخـ ة لـ يه ﻓأنــاب ا إل هــا‪ ،‬وصــغ ت الـ ن ا ع ـ ه ﻓلـ ي اﻓ ـ ا عل هــا‪ ،‬و ِمـ ثَـ ﱠ لـ عـ‬
‫مة ب ه ‪ ،‬ون ح ث ﻓ عان ما ف ن إلى ال دون ال اجة لل هاب إلى القاضي‪.‬‬ ‫ه اك م ال لل‬
‫ـ ع ال ع ـ ات وﻻ‬ ‫مـ القلـ ب‪ ،‬ﻓاﻹ ــان‬ ‫ـ أثـ اﻹ ــان ع ـ ما يـ‬ ‫إلى ح‬ ‫إن ه ه ال اقعة تع‬
‫ر ‪.‬‬
‫ـ ة ﻷثـ اﻹ ــان علــى ج ــل ال ـ ا ة رضـ ان ﷲ علـ ه ‪ ،‬والـ ي‬ ‫ال ــارخ م ــاه‬ ‫إل ــا ـ‬ ‫ولقـ نقلـ‬
‫ـ ن ال ـ ار‪ ،‬و ع ـ ون اﻷح ــار‪ ،‬و ــال ن‬ ‫‪..‬‬ ‫ﻓ ه ال ـ‬ ‫كان ا ق ل إسﻼمه ق ما ضال ‪ ،‬أكل الق‬
‫ب ال ل ﻓي ل اﻹ اب ات والف ائل‪.‬‬ ‫ام‬ ‫على ال ه ات‪ ،‬ﻓفعل به اﻹ ان ما ﻓعل ح ى أص‬
‫تعل ه ار ات ال اد ة‪ ،‬وتغل آثارها ب ض ح على واقع ال ــاس مـ أثَـ َة وأنان ــة‬ ‫ﻓي ع‬ ‫ون إذ ن‬
‫وت اﻓ على ال ن ا‪..‬؛ ح ِ ّ ب ا أن نع ل اس ار على زادة اﻹ ان ﻓي قل ــا وقلـ ب مـ ح ل ــا ح ــى ي غ ـ‬
‫الع ف العام لﻸمة‪ ،‬وت ه ﻓ ها ال اه اﻹ اب ة ا ه ت ﻓي ال ل اﻷول‪.‬‬ ‫ُ‬
‫وم أه ال سائل ال ي تع ا ‪ -‬إذن ﷲ‪ -‬على ت ق ذل ‪ :‬اس عار ال اجــة ال اســة ل ــادة اﻹ ــان فــي‬
‫القل ب‪.‬‬
‫قه‪.‬‬ ‫ت‬ ‫ة‪ ،‬واش ت الع ة ن‬ ‫ال‬ ‫ت م اع اﻻح اج ت اه زادة اﻹ ان؛ ل ا ق‬ ‫ﻓ ل ا اس‬
‫ول ــي ت ـ ار م ــاع نا ت ــاه هـ ا اﻷمـ عل ــا أن نعـ د ل ـ ة ال ــل اﻷول ف عـ ف علــى ث ــار اﻹ ــان‬
‫وآثاره عل ه ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫لفــة‪ ،‬وال ــي ت هـ ب ضـ ح فــي‬ ‫ل ال ع ف على م احل اﻻرتقــاء وال ــادة اﻹ ان ــة وآثارهــا ال‬ ‫وعل ا‬
‫ن هـ ا‬ ‫لفة‪ ،‬ل‬ ‫ة تعامله مع أح اث ال اة وتقل اتها ال‬ ‫ل في‬ ‫عﻼﻗة ال ء ب ه و ال اس‪ ،‬وت ه‬
‫ا تأك ت – أنــه‬ ‫قي أمام نف ه‪ ،‬وساع ها ي أك –‬ ‫اه اﻹ اني ال‬ ‫ا ة ال آة ال ي ت ف م‬ ‫ال ع ف‬
‫ـ ن ذلـ مـ عاة ل ـ ه‬ ‫ازه ﻓــي رحل ــه اﻹ ان ــة‪،‬‬ ‫ﻻ ي ال ي ق ه ال ‪ ،‬وأن أمامه ش ا ًا عل ه أن‬
‫ــة ﻓــي ال ــﻼح ﴿ َح ﱠـى ِإ َذا‬ ‫ل ارك ما ﻓاته ق ل أن أت ه ال ت ﻓـﻼ ي فعــه ح ـ ال ـ م‪ ،‬وﻻ ال‬ ‫وس ه ال‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صـالِ ً ا ِ َ ـا تََ ْكـ ُ َ ـ ﱠﻼ ِإﱠن َهـا‬ ‫ِ‬
‫ال َر ِّب ْار ِج ُعـ ِن * َل َعّلـي أ ْ‬
‫َ ل َ ـ ٌة ُهـَ َقائلُ َهـا َومـ ْ َوَرائهـ ْ‬ ‫َع َ ـ ُل َ‬ ‫اء أَ َحـَ ُه ُ اْل َ ـ ْ ُت َقـ َ‬
‫َجـ َ‬
‫َب ْ َزٌخ ِإَلى َي ْ ِم ُي ْ َع ُ َن ﴾ ]ال م ن‪.[100 ،99 :‬‬
‫ﱠِ‬
‫ن ــأل ﷲ ع ـ وجــل أن ي ـ ق قل ــا و هــا اﻹ ــان‪ ،‬إنــه ولــي ذل ـ والقــادر عل ــه ﴿ َ ـا أَﱡي َه ـا ال ـ ي َ َ‬
‫آم ُ ـ ا‬
‫اس َ ِ ُ ا ِﱠ ِ َولِل ﱠ ُس ِل ِإ َذا َد َع ُ‬
‫اك ْ لِ َ ا ُ ْ ِ ُ ْ ﴾ ]اﻷنفال‪.[24 :‬‬ ‫ْ‬

‫‪3‬‬
‫الف ل اﻷول‬
‫م ث ار اﻹ ان‬
‫اة‬ ‫في ج ل ال‬

‫‪4‬‬
‫اة‬ ‫م ث ار اﻹ ان في ج ل ال‬
‫ق ـ ل تعــالى‪ ﴿ :‬أََل ـ تَـ َ ـ ض ـ ب ﱠ م ـ َ ًﻼ َ لِ ـ ًة َ ِ ـ ًة َ َ ـ ٍة َ ِ ـ ٍة أَص ـُلها ثَاِب ـ ٌ وَﻓ عه ـا ِﻓ ـي ال ﱠ ـ ِ‬
‫اء‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َُ‬ ‫َ َ َّ ْ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ْ َ ْ َ َ ََ ُ َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫)‪ (24‬تُ ْ ِتي أ ُ‬
‫ِها ﴾ ]إب ا ‪.[25-24:‬‬ ‫ُكَل َها ُ ﱠل ح ٍ إ ْذ ِن َرّ َ‬
‫ﻓاﻹ ان ال ة ال ة ال ار ة ال ي إذا ما أح ﱠا ﻏ سها ﻓي القل ﻓإنها تُ ‪ -‬إذن ﷲ – ث ًا‬
‫ار انعة‬
‫–‬ ‫و ــة ﻓــي ــل اﻻت اهــات واﻷوقــات‪ ،‬واﻷم لــة الع ل ــة ال ــي ت ـ ه ـ ه ال قــة م ـ ال ـ ة ــان‪ ،‬وس ـ‬
‫ــة مـ ح ــاة ال ـ ا ة‬ ‫تلـ ال ــار‪ ،‬مــع م جهــا ب ــاذج ت‬ ‫ع ن ﷲ وﻓ ــله – ﻓــي ال ــف ات القادمــة عـ‬
‫رض ان ﷲ عل ه ‪.‬‬
‫ا ة؟‬ ‫ل اذا ال ي ع ج ل ال‬
‫أص اب م‬ ‫ق مات‪ ،‬أول‬ ‫ع ع ﷲ ب ع قال‪ :‬م ان ُم ا ﻓل‬ ‫‪ ..‬أخ ج أب ُن‬
‫‪ ،‬ان ا خ ه ه اﻷمة‪ ،‬أب ﱠها قل ًا‪ ،‬وأع قها عل ً ا‪ ،‬وأقلها ت لﱡًفا‪ ..‬ق م اخ اره ﷲ ل ـ ة‬ ‫صلى ﷲ عل ه وسل‬
‫وسل ‪ ،‬ونْقـل دي ــه‪ ،‬ﻓ ـﱠه ا ــأخﻼقه و ـ ائقه ‪ ،‬ﻓهـ أصـ اب م ـ صــلى ﷲ عل ــه وســل‬ ‫ن ه صلى ﷲ عل ه‬
‫ة)‪.(1‬‬ ‫ﷲ رب ال‬ ‫ال‬ ‫كان ا على اله‬
‫ا ة« ‪:‬‬ ‫ال و ﻓي مق م ه ل اب »ح اة ال‬ ‫و ق ل أب ال‬
‫م ادر الق ة اﻹ ان ة والعا فة ال ي ــة‪ ،‬ال ــي ﻻ تـ ال‬ ‫ا ة وتار ه م أق‬ ‫ال‬ ‫ة وس‬ ‫ة ال‬ ‫إن ال‬
‫ـ ع ان فاؤهــا وخ دهــا ﻓــي مه ـ‬ ‫م هــا شــعلة اﻹ ــان‪ ،‬وت ـ عل بهــا م ــام القلـ ب‪ ،‬ال ــي‬ ‫هـ ه اﻷمــة تق ـ‬
‫ج ــة هامـ ة‬ ‫ال ــاح والع اصــف ال اد ــة‪ ،‬وال ــي إذا ان فــأت ﻓقـ ت هـ ه اﻷمــة ق تهــا وم تهــا وتأث هــا‪ ،‬وأصـ‬
‫ت لها ال اة على أك اﻓها‪.‬‬
‫إنها تارخ رجال جاءته دع ة اﻹسﻼم ﻓآم ا بها وص ق ها قلـ ه ‪ ..‬وضــع ا أيـ يه ﻓــي يـ ال سـ ل صــلى‬
‫علـ ه نف ســه وأمـ اله وع ـ ته ‪ ،‬واسـ اب ا ال ـ ارات وال ــاره ﻓــي سـ ل الـ ع ة إلــى‬ ‫ﷲ عل ــه وســل ‪ ،‬وهانـ‬
‫اﻹ ان الغ ‪ ،‬وال‬ ‫على نف سه وعق له ‪ ،‬وص رت ع ه ع ائ‬ ‫ﷲ‪ ،‬وأﻓ ى ق ها إلى قل ه ‪ ،‬وس‬
‫‪ ،‬وي ــار اﻵخ ـ ة علــى ال ـ ن ا‪ ،‬وال ـ ص علــى دع ـ ة‬ ‫وال ـ ة علــى ال ــاﻓ‬ ‫وال س ـ ل‪ ،‬وال ح ــة علــى ال ـ م‬
‫ــادة ال ــاد إلــى ــادة ﷲ وح ـ ه‪ ،‬وم ـ َج ـ ر اﻷد ــان إلــى ع ـ ل اﻹســﻼم‪ ،‬وم ـ‬ ‫ال ــاس‪ ،‬و خ ـ اج خل ـ ﷲ م ـ‬
‫وعلـ‬‫وح امها‪ ،‬وال ـ ق إلــى لقــاء ﷲ‪ ،‬وال ـ إلــى ال ــة‪ُ ،‬‬ ‫ض ال ن ا إلى َس َع ها‪ ،‬واﻻس هانة ب خارف ال ن ا ُ‬
‫اله ــة‪ ،‬وُعـ ـ ال ـ ـ ﻓ ــي ن ـ ـ ِرﻓـ ـ اﻹس ــﻼم وخ ات ــه ﻓ ــي الع ــال ‪ ،‬وان ــاره ﻷج ــل ذلـ ـ ﻓ ــي م ــارق اﻷرض‬
‫ومغار هــا‪ ،‬ون ـ ا ﻓــي ذلـ لـ ﱠ ته ‪ ،‬وه ـ وا ارحــاته ‪ ،‬وﻏــادروا أو ــانه ‪ ،‬و ـ ل ا ُم َه َ هـ وحـ ّ أمـ اله ح ــى أق لـ‬
‫القلـ ـ ب إل ــى ﷲ‪ ،‬وهﱠـ ـ ر ــح اﻹ ــان ق ــة عاص ــفة‪ ،‬ــة م ار ــة‪ ،‬وقامـ ـ دول ــة ال ح ـ ـ واﻹ ــان وال ــادة‬
‫اجا)‪.(2‬‬
‫ت اله ا ة ﻓي العال ‪ ،‬ودخل ال اس ﻓي دي ﷲ أﻓ ً‬ ‫وال ق ‪ ،‬وان‬

‫اﻷص هاني ) ‪ ،( 305/1‬دار ال اب الع ي – ب وت‪.‬‬ ‫) ‪ ( 1‬حل ة اﻷول اء ﻷبي ُن‬


‫‪.‬‬ ‫ف‬ ‫) ‪ (15/1‬ب‬ ‫)‪ (2‬ح اة ال ا ة لل ان هل‬

‫‪5‬‬
‫‪:‬‬ ‫ال ار الع‬
‫ُه رها فــي ج ــل ال ـ ا ة رضـ ان ﷲ علـ ه‬ ‫ث ع ث ار اﻹ ان وم‬ ‫إن اله ف اﻷساسي م ال‬
‫قها إذن ﷲ‪..‬‬ ‫ةل لك‬ ‫ة اﻹ ان ة‪ ،‬وتق ة الع‬ ‫ال‬ ‫ه اس ارة م اع اﻻح اج ن‬
‫ال ي ع ها – ع ن ﷲ – هي إج ال ‪:‬‬ ‫ث ار ل‬ ‫ولق ت اخ ار ع‬
‫‪.‬‬ ‫أوًﻻ‪ :‬ال ُ ادرة وال ُ ارعة لفعل ال‬
‫ثانًا‪ :‬تق ة ال ازع ال اخلي‪.‬‬
‫ثال ًا‪ :‬ال ه ﻓي ال ن ا‪.‬‬
‫ار ًعا‪ :‬ال أي اﻹلهي‪.‬‬
‫ة‪.‬‬ ‫خام ً ا‪ :‬إ قا الق ال‬
‫ة ﻓي ﷲ‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬ال‬
‫ً‬
‫اﻷﻓ اد‪.‬‬ ‫ﻼت ب‬ ‫سا ًعا‪ :‬اخ فاء ال اه ال ل ة وقلة ال‬
‫اﻹ ابي ﻓي ال اس‪.‬‬ ‫ثامًا‪ :‬ال أث‬
‫ة‪.‬‬ ‫تاسعا‪ :‬ات اذ الق ارات ال‬
‫ً‬
‫ة وال أن ة‪.‬‬ ‫عاش ًا‪ :‬ال ع ر ال‬
‫ـ ـ ة مـ ـ شـ ـ ة اﻹ ــان ال ار ــة‪ ،‬ولقـ ـ تـ ـ‬ ‫أن هـ ـ ه ال ــار الع ـ ـ م ــا ه ــي إﻻ ق ـ ـ ف‬ ‫وال ـ ـ ي الـ ـ‬
‫علــى عﻼق ــه ب ـ ن اه وآخ تــه‪،‬‬ ‫عﻼقــة ال ـ م ب ــه‪ ،‬وم هــا مــا ي ـ ع‬ ‫اخ ارهــا اقــة م عــة‪ ،‬ﻓ هــا مــا ي عل ـ‬
‫‪.‬‬ ‫ه آثاره على تعامﻼته مع اﻵخ‬ ‫وم ها ما‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -‬أخي القار – ع ً ا م ال فاص ل ح ل ه ه ال ار الع‬ ‫ول‬

‫‪6‬‬
‫ارعة لفعل ال‬ ‫أوﻻ‪ :‬ال ادرة وال‬
‫ً‬
‫ـادر وم ــار ًعا لفعــل ال ـ ‪ ،‬ي ـ ك فــي ال ــاة و أنــه ﻗـ‬
‫م أه ث ار اﻹ ان ال ي أن ت ـ صــاح ه م ـ ًا‬
‫ــعى جاهـً ا لل صـ ل إل هــا مه ــا لفــه ذلـ مـ بـ ل وتعـ وت ـ ة‪ ..‬تـ اه‬ ‫ُرفع له ار ة م ع ـ فهـ‬
‫ددا بل ان حالــه‪ » :‬ل ـ اللهـ‬ ‫ع أ اب ق ه م رضا ر ه وال ع ض ل ح ه ل فع إل ه م ً‬ ‫دوما ي‬
‫ً‬
‫«‪.‬‬ ‫وسع‬ ‫‪ ..‬ل‬ ‫ل‬
‫ﱠِ‬
‫َن )‪َ (57‬والـ ي َ ُهـ ْ‬ ‫َخ ْ ـَ ِة َرِّ ِهـ ْ ُم ْ ـِفُق‬
‫ِ‬ ‫ﱠِ‬
‫ولقـ قـ ر القـ آن هـ ه ال قــة ﻓــي ق لــه تعــالى‪ِ ﴿ :‬إ ﱠن الـ ي َ ُهـ ْ مـ ْ‬
‫ُ ُه ْ َو ِجَلـ ٌة أَﱠن ُه ـ ْ ِإَلـى‬ ‫ﱠِ‬ ‫ات َرِّ ِهـ ُي ْ ِم ُـ َن )‪ (58‬واﱠلـ ِ ي َ ُهـ ِبـَ ّ ِ‬
‫ِآَ ـ ِ‬
‫ِه ْ َﻻ ُ ْ ـ ِ ُ َن )‪َ (59‬والـ ي َ‬
‫ُي ْ تُـ َن َمـا َآتَـ ْ ا َوُقلُـ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِارع ن ِﻓي اْل ِ‬ ‫ِ‬
‫ات َو ُه ْ َل َها َسا ِ ُق َن ﴾ ]ال م ن‪.[61-57/‬‬ ‫َ َْ‬ ‫ِه ْ َار ِج ُع َن )‪ (60‬أُوَل َ ُ َ ُ َ‬ ‫َرّ ِ‬
‫ﻓاﻵ ات تُع ي دﻻﻻت واض ة علــى أن أصـ اب القلـ ب ال م ــة ال اشــعة ل هــا هـ أك ـ ال ــاس م ــارعة‬
‫ات وأس قه إل ها‪.‬‬ ‫لل‬
‫ا ة ‪ -‬رض ان ﷲ عل ه ‪ -‬وال ــي ت ـ هـ ا ال ع ــى‬ ‫اﻷم لة م ح اة ال‬ ‫‪ -‬أخي القار ‪ -‬ع‬ ‫ول‬
‫‪:‬‬
‫ادة‬ ‫‪ -‬خ ج جاب ب ع ﷲ رضي ﷲ ع ه ذات س ة إلى بﻼد ال وم ﻏازًا ﻓي س ل ﷲ‪ ،‬و ان ال‬
‫ـ ف ـ ده وهـ م لقـ ن ل قــف علــى أحـ اله ‪ ،‬و ُ ـ مـ أزرهـ ‪،‬‬ ‫مالـ بـ ع ـ ﷲ ال ع ــي‪ ،‬و ــان مالـ‬
‫ـ‬ ‫ــاب ب ـ ع ـ ﷲ‪ ،‬ﻓ ج ـ ه ماش ـًا ومعــه َغــل لــه‬ ‫وُ ـ ِلي ــاره مــا ـ ق نه م ـ ع ا ــة ورعا ــة‪ ،‬ﻓ ـ‬
‫ب مامــه و قـ ده‪ ،‬ﻓقــال لــه‪ :‬مــا ـ ــا أ ــا ع ـ ﷲ‪ ،‬لـ ﻻ ت ـ ‪ ،‬وقـ ـ ﷲ لـ هـ ًا لـ عل ــه ؟ ! ﻓقــال‪:‬‬
‫س ع رس ل ﷲ صلى ﷲ عل ه وسل ق ل‪ » :‬م أُﻏ ت ق ماه ﻓي س ل ﷲ ح مه ﷲ على ال ار«‪.‬‬
‫إل ــه‪ ،‬ونــاداه ــأعلى صـ ته‪ ،‬وقــال‪ :‬ــا أ ــا ع ـ‬ ‫‪ ،‬ثـ ال فـ‬
‫ﻓ ه مال وم ى ح ى ﻏ َ ا ﻓي مق مــة ال ـ‬
‫ـ ت عــال وقــال‪ :‬لق ـ س ـ ع ُ‬ ‫ﷲ‪ ،‬مال ـ ﻻ ت ـ غل ـ ‪ ،‬وهــي ﻓــي ح زت ـ ؟! ﻓع ـ ف جــاب ق ـ ه‪ ،‬وأجا ــه‬
‫رس ل ﷲ صلى ﷲ عل ه وسل ق ل‪ » :‬م أُﻏ ت ق ماه ﻓي س ل ﷲ ح مه ﷲ على ال ــار «‪ ،‬ﻓ اثـ ال ــاس‬
‫)‪.(1‬‬ ‫م اة م ذل ال‬ ‫أك‬ ‫أن ف ز به ا اﻷج ‪ ،‬ﻓ ا ُرِئي ج‬ ‫ع دوابه و ٌل م ه ي‬
‫ورو ال ائي ع أبي سع ب ال ُ َعﱠلى أنه قال‪:‬‬
‫علــى عهـ رسـ ل ﷲ صــلى ﷲ عل ــه وســل ‪ ،‬ﻓ رنــا ي ًمـا ورسـ ل ﷲ صــلى ﷲ عل ــه‬ ‫ك ا نغ و إلى ال‬
‫ﱡ‬
‫وسل قاع على ال ‪ ،‬ﻓقل ‪ :‬لق ح ث أم ‪ ،‬ﻓق أ رس ل ﷲ صلى ﷲ عل ه وسل ه ه اﻵ ة‪َ ﴿ :‬قـ ْ َنـ َ تََقلـ َ‬
‫اها َﻓـَ ِّل َو ْج َهـ َ َشـ ْ َ اْل َ ْ ـ ِ ِ اْل َ ـ َا ِم ﴾ ]ال قـ ة‪ ،[144/‬ح ــى ﻓـ غ مـ اﻵ ــة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو ْج ِهـ َ ﻓـي ال ﱠ ـ َ اء َﻓَل َُ ّل َ ﱠـ َ قْ َلـ ًة تَ ْ َ‬
‫ضـ َ‬

‫) ‪ ( 1‬أُس ـ الغا ــة ) ‪ ،( 307/1‬وت ــارخ اﻹس ــﻼم لل ـ ه ي ) ‪ ،(143/3‬وس ـ ة اب ـ ه ــام ) ‪ ،(218 ،217/3‬وح ـ ي‬
‫»م أُﻏ ت ق ماه‪ « ..‬أخ جه ال ار )‪ ،308/1‬رق ‪ ،(865‬وﻏ ه‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ق ــل أن ي ـ ل رسـ ل ﷲ صــلى ﷲ عل ــه وســل ﻓ ـ ن أول مـ صــلى ) ﻓــي‬ ‫ل اح ي‪ :‬تعال ن ع ر ع ـ‬ ‫ﻓقل‬
‫ات اه ال ة ( ﻓ ار ا ﻓ ل اه ا‪ ،‬ث ن ل رس ل ﷲ صلى ﷲ عل ه وسل وصلى ال اس ال ه ي م )‪.(1‬‬
‫‪ -‬وﻓي ي م م اﻷ ام َق َ◌ ِدم ْ قاﻓلة لع ال ح ب ع ف بهــا سـ ع ائة راحلــة ت ــل ال ــاع‪ ،‬ﻓل ــا دخلـ‬
‫اﻷرض بها‪ ،‬ﻓقال عائ ة‪ :‬ما ه ه ال ّ جة ؟ ﻓق ل لها‪ِ :‬ع لع ال ح ب ع ف‪ ..‬س ع ائة‬ ‫ال ي ة ارت‬
‫ا أع اه ﻓي ال ن ا‪ ،‬ول اب اﻵخ ة أع ‪.‬‬ ‫عائ ة‪ :‬ارك ﷲ‬ ‫وال عام‪ ،‬ﻓقال‬ ‫ناقة ت ل ال ُ وال ق‬
‫إل هــا ُم ـ ًعا‪ ،‬وقــال‪ :‬أشــه ك ــا‬ ‫ب ـ ع ـ ف‪ :‬ﻓ ـ ه‬ ‫ق وصل لع الـ ح‬ ‫وق ل أن ت ك ال ق ان ال‬
‫ج عها أح الها وأق ابها وأحﻼسها ﻓي س ل ﷲ‪.‬‬ ‫أُ ﱠمه أن ه ه الع‬
‫‪:‬‬ ‫في ال‬ ‫ال اف‬
‫الع ــى‪ ..‬ار ــة رضــا ﷲ وال ع ـ ض‬
‫صــاح اﻹ ــان ال ــي ﻻ ُي ـ أن ـ قه أح ـ إلــى ال ص ـ ل لل ا ــة ُ‬
‫ع‬ ‫أمامه ف صة لﻼﻗ اب م تل ال ا ة وﻻ‬ ‫ل ح ه ومغف ته ودخ ل ج ه‪ ،‬ل ل ت اه ح ً ا ح ت‬
‫اغ امها ﻷس اب خارجة ع إرادته ال ض أو الفق ‪ ،‬ول ا ﻓي ق ة ال َ ﱠ ائ خ م ال على ذل ‪:‬‬
‫اس رضي ﷲ ع ه ا قال‪ :‬أم رس ل ﷲ صلى ﷲ عل ه وسل ال اس أن ي ع ا ﻏــاز )ﻏـ وة‬ ‫ﻓع اب‬
‫ت ك(‪ ،‬ﻓ اءت ع ا ة م أص ا ه ﻓ ه ع ﷲ ب معقل ال ني‪ ،‬ﻓقال ا‪ :‬ا رس ل ﷲ اح ل ا‪ .‬ﻓقــال‪ » :‬ﷲ‬
‫ما أج ما أح ل عل ه «‪ ،‬ﻓ ﱠل ا وله اء‪ ،‬و َعـ ﱠ علـ ه أن ُ َ ـ ا عـ ال هــاد‪ ،‬وﻻ ـ ون نفقــة وﻻ م ـ ًـﻼ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ﱠ‬ ‫َج ما أ ِ‬ ‫ﻓأن ل ﷲ ع ره ‪ ﴿ :‬وَﻻ عَلى ﱠال ِ ي ِإ َذا ما أَتَ ِ ِ‬
‫َع ُـُ ُه ْ تَ ـ ُ مـ َ‬ ‫ك ل َ ْ َل ُه ْ ُقْل َ َﻻ أ ِ ُ َ ْ‬
‫َح لُ ُ ْ َعَل ْ ه تََ ل ْ ا َوأ ْ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ة‪.[92/‬‬ ‫]ال‬ ‫الﱠ ْم ِع َح َ ًنا أ ﱠَﻻ َ ِ ُ وا َما ُي ْ ِفُق َن ﴾‬
‫)‪(2‬‬

‫أه ــل الـ ـﱡ ث ر‬ ‫أتـ ـ ا رسـ ـ ل ﷲ ص ــلى ﷲ عل ــه وس ــل ﻓق ــال ا‪ :‬ذهـ ـ‬ ‫أن ﻓقـ ـ اء ال ه ــاج‬ ‫‪ -‬وﻓ ــي ال ـ ـ‬
‫ــا‬ ‫ال ‪ ،‬ﻓقال صلى ﷲ عل ه وسل ‪» :‬وما ذاك؟«‪ ،‬ﻓقــال ا‪ ُ :‬ــل ن‬ ‫العلى وال‬
‫)اﻷم ال ال ة( ال رجات ُ‬
‫ن ــلي‪ ،‬و ـ م ن ــا ن ـ م‪ ،‬و ـ ق ن وﻻ ن ـ ق‪ ،‬و ع ق ـ ن وﻻ نع ـ ‪ ،‬ﻓقــال رس ـ ل ﷲ صــلى ﷲ عل ــه‬
‫‪ ،‬وﻻ ـ ن أحـ أﻓ ــل مـ ‪ ،‬إﻻ مـ‬ ‫وسل ‪ » :‬أﻓﻼ أُعل ش ًا تُ ِر ن ه م س ق ‪ ،‬وت ق ن ه مـ‬
‫عـ‬
‫صـ ع م ــل مــا صـ ع ؟ «‪ ،‬قــال ا‪ :‬بلــى ــا رسـ ل ﷲ‪ ،‬قــال‪ » :‬تُ ـِّ ن‪ ،‬وت ـ ون‪ ،‬وتُ ِّ ـ ون‪ُ ،‬دبـ ــل صــﻼة‬
‫ثﻼثً ـا وثﻼث ـ م ـ ة «‪ ،‬ﻓ جــع ﻓق ـ اء ال هــاج إلــى رس ـ ل ﷲ صــلى ﷲ عل ــه وســل ﻓقــال ا‪ :‬س ـ ع إخ ان ــا أهــل‬
‫اﻷم ال ا ﻓعل ا‪ ،‬ﻓفعل ا م له‪.‬‬
‫اء «)‪.(3‬‬ ‫ﻓقال رس ل ﷲ صلى ﷲ عل ه وسل ‪ » :‬ذل ﻓ ل ﷲ ي ت ه م‬
‫ش ة ال ص على دع ة ال ل إلى ﷲ‪:‬‬

‫‪-‬‬ ‫ال ـ‬ ‫الق لــة أخ جــه ال ــائي ﻓــي ال ـ‬ ‫‪ – 168/1‬م ة الع ان‪ ،‬وحـ ي‬ ‫ﻻب‬ ‫الق آن الع‬ ‫) ‪ ( 1‬تف‬
‫ب ح ل ‪) -‬ج ‪ / 4‬ص ‪ ،408‬ب ق ‪.(19677‬‬ ‫أح‬ ‫) ج ‪ / 6‬ص ‪ ،291‬ب ق ‪ ،(11002‬وم‬
‫ي ‪.479/3‬‬ ‫ر لل‬ ‫) ‪ ( 2‬ال ر ال‬
‫) ‪ ( 3‬م ف عل ه‪ :‬وه ا لف م ل ‪ ،‬وأخ جه ال ار ) ‪ 289/1‬ب ق ‪ ،(807‬وم ل ) ‪ ،97/2‬ب ق ‪.( 1375‬‬

‫‪8‬‬
‫كل ا ازداد اﻹ ان وشع ال ء ﻼوته ل ا ازدادت رﻏ ــه ﻓــي دعـ ة ال ــاس ج ًعـا إلــى ﷲ‪ ،‬و لــى ال ـ ر‬
‫م ـ ض ـ ال ـ ن ا إلــى ســعة ال ـ ن ا واﻵخ ـ ة‪ ،‬و ـ ﻻ وه ـ ي ـ ال ـ م ـ ح لــه عــان ن م ـ آثــار الق ـ د‬
‫ه ق ل ذل ‪ ،‬ﻓ َ ﱠ ﷲ ع وجل عل ه وح ره م هــا‪ ،‬لـ ل‬ ‫س ﻓ ها‪ ،‬وال ي ان ت‬ ‫وال ن ال ع ة ال‬
‫ﻓه ﻻ يه أ وﻻ ق ح ى ُي ّلِغ ال ع ة إل ه ما وسعه ال ه وال ق وال ال‪.‬‬
‫ل عل ه أن ال ع ة إلى ﷲ م أح اﻷع ال إل ه س انه‪..‬‬ ‫و ﻓعه ﻷداء ه ا ال اج‬
‫ا ة على دع ة ال ل إلى ﷲ‪.‬‬ ‫اش ح ص ال‬ ‫‪ ..‬م ه ا ُن رك‬
‫ب‬ ‫ه م ق مه ﻓأسل على ي ه‪ :‬ال‬ ‫ع إسﻼمه ُ ارع ال ع ة إلى ﷲ م َوث‬ ‫ال ي‬ ‫ﻓه ا أب‬
‫ب ع ف)‪.(1‬‬ ‫الع ام‪ ،‬وع ان ب عفان‪ ،‬و ل ة ب ُع ﷲ‪ ،‬وسع ب أبي وقاص‪ ،‬وع ال ح‬
‫اتﱠ ــع أثـ ه عـ وة بـ م ــع د‬ ‫وذ ـ ابـ إسـ اق أن رسـ ل ﷲ صــلى ﷲ عل ــه وســل ل ﱠ ـا ان ـ ف عـ ث ـ‬
‫ل إلى ال ي ة‪ ،‬ﻓأسل وسأله أن ي جع إلى ق مه اﻹسﻼم‪ ،‬ﻓقــال لــه رسـ ل ﷲ صــلى ﷲ‬ ‫ح ى أدر ه ق ل أن‬
‫ــان مـ ه ‪،‬‬ ‫عل ه وسل ‪ » :‬إنه قاتل ك «‪ ،‬وع ف رس ل ﷲ صلى ﷲ عل ه وسل أن ﻓـ ه ن ـ ة اﻻم ــاع للـ‬
‫اعا‪.‬‬
‫َح إل ه م أ اره ‪ ،‬و ان ﻓ ه ل ُم ًا م ً‬ ‫ﻓقال ع وة‪ :‬ا رس ل ﷲ‪ ،‬أنا أ َ‬
‫ل ــه ﻓـ ه ‪ ،‬ﻓل ــا أشـ ف علــى ُعﱠل ــة )م ــان م تفــع( –‬ ‫ﻓ ج ي ع ق مه إلى اﻹســﻼم رجــاء أن ﻻ ــالف ه‬
‫وق دعاه إلى اﻹسﻼم وأ ه له دي ه – رم ه ال ل م ل وجه‪ ،‬ﻓأصا ه ســه ﻓق لــه‪ ،‬ﻓق ــل لعـ وة‪ :‬مــا تـ‬
‫ﻓي دم ؟ قال‪ :‬امة أك م ي ﷲ بها‪ ،‬وشهادة ساقها ﷲ إلي)‪..(2‬‬
‫ّ‬

‫ة ال ل ة )‪.(449/1‬‬ ‫) ‪ ،(437/1‬وذ ه ال ل ي ﻓي ال‬ ‫ة ﻻب‬ ‫) ‪ ( 1‬ال‬


‫ــة ﻻبـ ـ ه ــام ) ‪ ،( 538/2‬وأُسـ ـ الغا ــة ) ‪ ،(768/1‬واﻻسـ ـ عاب ﻻبـ ـ ع ـ ـ ال ـ ـ ) ‪،(328/1‬‬ ‫) ‪ ( 2‬ال ـ ـ ة ال‬
‫)‪.(493/4‬‬ ‫واﻹصا ة ﻻب ح‬

‫‪9‬‬
‫ثان ا‪ :‬تق ة ال ازع ال اخلي )ال رع(‬
‫ـ ـ رات‪،‬‬ ‫كل ــا قـ ـ ِ اﻹ ــان‪ ،‬ازدادت ح اسـ ـ ة الفـ ـ د ت ــاه ال قـ ـ ع أو م ـ ـ د اﻻق ـ ـ اب مـ ـ ال ـ ـ هات وال‬
‫اسـ ة‪ ..‬قـ ل ع ـ ﷲ بـ م ــع د‪ :‬إن ال ـ م يـ‬ ‫تلـ ال‬
‫ضـ ُعف اﻹ ــان نق ـ‬
‫والع ـ صـ ح‪ ،‬ﻓ ل ــا َ‬
‫)‪(1‬‬
‫اب َم ﱠ على أنفه‪ ،‬ﻓقال ــه ه ـ ا‬ ‫ذن ه‬ ‫ج ل اف أن قع عل ه‪ ،‬ون الفاج ي‬ ‫ذن ه أنه قاع ت‬
‫) أ ‪ :‬ن ﱠ اه ب ه أو دﻓعه (‪.‬‬
‫ت ن‪..‬‬ ‫مع ى ذل أن درجة إ ان الف د ع ها شع ره وح اس ه ت اه ال ن ب‪ ،‬وﻓي أ اﻻت اه‬
‫ــة‪ ،‬أم مـ حــال مـ ت ـ‬ ‫صـ ر ج ــل مهـ د اﻻنه ــار ﻓــي أ ل‬ ‫قع ـ ت ـ‬ ‫‪ ..‬هل تق ب م حــال مـ‬
‫ذ ا ة على أنفه ؟‬
‫ـ ســل ك اﻹن ــان‪ ) ،‬و ـ ك مــع ــل نفـ رق ً ـا ﻻ غفــل‪،‬‬ ‫مـ ه ــا نقـ ل ــأن اﻹ ــان ال ــي هـ الـ‬
‫ـ ــاح ها ﻓـ ــي الغ ـ ـ وة وال وحـ ــة‪،‬‬ ‫وحارًس ـ ـا ﻻ ـ ــه ‪ ،‬وشـ ــاه ً ا ﻻ ُ امـ ــل وﻻ ـ ــابي‪ ،‬وﻻ ـ ــل وﻻ ي ـ ــى‪...‬‬
‫ــع وال ل ـ ة‪ ،‬و ُق هــا ﻓــي ــل زمــان‪ ،‬و ل هــا ﻓــي ــل م ــان‪ ،‬و ـ ﻓعها إلــى ال ـ ات دﻓ ًع ـا‪ ،‬و ـ عﱡها ع ـ‬ ‫وال‬
‫( )‪.(2‬‬ ‫وال‬ ‫ها س ل ال‬ ‫ال لل‪ ،‬و‬ ‫ها‬ ‫ال آث دعا‪ ،‬و‬
‫‪ ..‬ﻓي يـ م مـ اﻷ ــام ذ ـ ال ــي صــلى ﷲ عل ــه وســل أنـ اع ال ــل وأنهــا ل جــل أجـ ‪ ،‬ول جــل سـ ‪ ،‬وعلــى‬
‫رجل وزر‪.‬‬
‫ال َذ ﱠرٍة‬ ‫ِ‬
‫ـي ﻓ هــا إﻻ هـ ه اﻵ ــة ال امعــة الفــاذة‪َ ﴿ :‬ﻓ َ ـ ْ َ ْع َ ـ ْل م َْقـ َ‬
‫ّ‬
‫ﻓ ـ ل عـ ال ُ ُ ـ ؟ قــال‪ » :‬مــا أنـ ل ﷲ علـ‬
‫ال َذ ﱠرٍة َش ا َي َهُ ﴾)‪] (3‬ال ل لة‪.[8 ،7/‬‬ ‫ِ‬
‫َخ ْ ًا َي َهُ * َو َم ْ َ ْع َ ْل م َْق َ‬
‫اﻵ ــات ‪-‬‬ ‫م الع ل – ول ان م قال ذرة ــا تُ ـ‬ ‫ﻓع ما ي داد اﻹ ان أن ه اك ح اب على ال‬
‫اس ة وح ر ش ي ي ت اه ال عامل مع ج ع اﻷش اء‪.‬‬ ‫ﻓإن ذل م شأنه أن ي ﻓع ال ء لل ك‬
‫سل ك‬ ‫عات ل‬ ‫ال ل ك ومه ا ُو ِضع الق ان ال ارمة في ال‬ ‫‪ ..‬نع ‪ ،‬ه ا ه أه ﻗان ن ل‬
‫اﻷف اد فل ت تي ث ارها إﻻ إذا ُب ئ إصﻼح اﻹ ان في القل ب ل ن مـ ث تــه‪ :‬تق ــة الـ ازع الـ اخلي‪...‬‬
‫وص ق م ﻗال‪:‬‬
‫لها م نف ها دافع‬ ‫ع غّ ها‪ ...‬ما ل‬ ‫ﻻ ت هي اﻷنف‬
‫ال ارس اﻷم ‪:‬‬
‫ق ـ ل أب ـ اﻷعلــى ال ـ دود ‪ :‬إن اﻹ ــان ي ـ رع ﻓــي داخــل اﻹن ــان حارًس ـا م ـ ال ـ ة ي ﻓعــه إلــى الع ــل‬
‫ـ ع ـ قــان ن‬ ‫و ه على اﻻئ ار أوام ﷲ ع وجل‪ ..‬ه ا ال ازع ال ف ي ‪ ،‬وال ارس ال اخلي هـ الـ‬

‫) ‪ ( 1‬م ف عل ه‪ :‬ال ار ) ‪ ،( 2324 /5‬وم ل ) ‪.( 92/8‬‬


‫عة ال سائل‪.‬‬ ‫ال ا ص )‪ (71‬م م‬ ‫قمعل ن؟ل‬ ‫) ‪ ( 2‬رسالة هل ن‬
‫) ‪ ( 3‬أخ جه ال ار )‪ ،835/2‬رق ‪.(2242‬‬

‫‪10‬‬
‫ه ا ــة الفـ د‬ ‫ـ‬ ‫ال اس ﻓي ح قة اﻷم ‪..‬ه ا اﻹ ان هـ الـ‬ ‫اﻹسﻼم ال لقي وال ل ي و عله ناﻓ ً ا ب‬
‫م القل ‪.‬‬ ‫إذا ما ان ق ت‬ ‫ال ل ‪ ،‬واﻷمة ال ل ة إلى س اء ال‬
‫َ ـ ِ ب ن ي‪،‬‬ ‫‪ ..‬جــاء رجــل ﻓقعـ بـ ي ـ ال ــي صــلى ﷲ عل ــه وســل ‪ ،‬ﻓقــال‪ :‬ــا رسـ ل ﷲ إن لــي م لـ‬
‫و ن ن ي‪ ،‬و ع ـ ن ي‪ ،‬وأشـ ه وأضـ ه ‪ ،‬ﻓ ـ أنــا ﻓـ ه ؟!‪ ،‬ﻓقــال رسـ ل ﷲ صــلى ﷲ عل ــه وســل ‪ » :‬إذا‬
‫ــان‬ ‫ك و ب ك‪ ،‬وعقا ـ إ ــاه ‪ ،‬ﻓــإن ــان عقا ـ إ ــاه قـ ر ذنـ ه‬ ‫ما خان ك وع‬ ‫كان ي م ال امة ُ‬
‫ــان ﻓ ـ ًـﻼ لـ ـ ‪ ،‬ون ــان عقا ـ ـ إ ــاه ﻓـ ـ ق‬ ‫كفاًﻓـ ـا‪ ،‬ﻻ لـ ـ وﻻ عل ـ ـ ‪ ،‬ون ــان عقا ـ ـ إ ــاه دون ذنـ ـ ه‬
‫ل‪ ،‬ﻓ ى ال جل‪ ،‬وجعل يه ف و ــي‪ ،‬ﻓقــال رسـ ل ﷲ صــلى ﷲ عل ــه وســل ‪:‬‬ ‫الف‬ ‫له م‬ ‫ذن ه ‪ ..‬اق ُ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ـع اْل ـ ِاز اْل ِق ـ َ لِ ـ ِم اْل ِ ام ـ ِة َﻓ ـ َﻼ تُ ْ َل ـ نْف ـ َش ـ ًا وِن َ ـ ِ‬
‫ال َحﱠ ـة م ـ ْ‬
‫ان م َْق ـ َ‬
‫ُ َ ٌ ْ َ ْ َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ ََ َ ْ َْ‬ ‫« أمــا تق ـ أ ق لــه تعــالى‪َ ﴿ :‬وَن َ‬
‫َ ﴾ ]اﻷن اء‪.[47/‬‬ ‫َخ د ٍل أَتَ ا ِبها وَ َفى ِب ا ح ِ‬
‫اسِ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ َْ َ َ‬
‫له أح ار )‪.(1‬‬ ‫ﻓقال ال جل‪ :‬ا رس ل ﷲ ما أج لي وله ﻻء ش ًا خ ًا م مفارق ه ‪ ،‬أشه ك أنه‬
‫ش ة ال رع ‪:‬‬
‫ﻏﻼم ُ ج له ال ـ اج‪ ،‬و ــان أبـ ـ ُ ـ ج مـ خ اجــه‬ ‫ع عائ ة رضي ﷲ ع ها قال ‪ :‬ان ﻷبي‬
‫ج ًعا‪ ،‬ﻓأكل م ه لق ة ق ل أن أل ع ه‪ ،‬ﻓقال له الغﻼم‪ :‬ت ر ما ه ا ؟‬ ‫ﻓ اء ي ًما يء وواﻓ م أبي‬
‫ﻓقال أبـ ـ ‪ :‬ومــا هـ ؟‪ ،‬قــال‪ :‬ـ ت ه ـ ﻹن ــان ﻓــي ال اهل ــة ومــا أُح ـ ال هانــة ول ــي خ ع ــه‪ ،‬ﻓلق ــي‬
‫ع ئ ؟! ﻓعل ﻓعﻼ ع ًا‪ ..‬أدخل أص عه ﻓــي‬ ‫م ه )‪ ..(2‬ﻓ اذا ﻓعل أب‬ ‫أكل‬ ‫ﻓأع اني ب ل ‪ ،‬ﻓه ا ال‬
‫ه‪..‬‬ ‫ﻓ ه ﻓقاء ل شيء ﻓي‬
‫ـ‬ ‫ال ــل ن ال ـ ائ ‪ ،‬وج عـ ا اﻷ ــاض أق ــل رجــل‬ ‫ﻓي تار ه‪ ،‬قــال‪ :‬ل ــا ـ‬ ‫ال‬ ‫ورو اب ج‬
‫اﻷ ــاض‪ ،‬ﻓقــال والـ ي معــه‪ :‬مــا رأي ــا م ــل ه ـ ا قـ ‪ ،‬مــا ع لــه مــا ع ـ نا‪ ،‬وﻻ قار ــه‪،‬‬ ‫معــه ﻓ ﻓعــه إلــى صــاح‬
‫؟‪،‬‬ ‫ـأنا‪ ،‬ﻓقــال ا‪ :‬مـ أنـ‬
‫ــه‪ ،‬ﻓع ﻓـ ا أن لل جــل شـ ً‬ ‫ﻓقال ا‪ :‬هل أخ ت م ه ش ًا ؟ ﻓقال‪ :‬أمــا ﷲ لـ ﻻ ﷲ مــا أت ـ‬
‫وني وﻻ ﻏ ـ ل ق ـ ني‪ :‬ول ــي أح ـ ﷲ وأرضــى ب ا ــه‪ ،‬ﻓــأت ع ه رجـ ًـﻼ ح ــى‬ ‫ل‬ ‫ﻓقال‪ :‬ﻻ ﷲ ﻻ أخ‬
‫)‪(3‬‬
‫‪.‬‬ ‫ان هى إلى أص ا ه ﻓ أل ع ه ﻓإذا ه عام ب ع‬

‫)‪ ،320/5‬رق ـ ‪ (3165‬وأح ـ )‪ ،280/6‬رقـ ـ ‪ ،(26444‬وال هق ــي ﻓ ــي ش ــع‬ ‫ص ـ ح‪ :‬أخ ج ــه ال مـ ـ‬ ‫) ‪ ( 1‬حـ ي‬
‫) ‪.(280/2‬‬ ‫وال ه‬ ‫ه ال خ اﻷل اني ﻓي ص ح ال ﻏ‬ ‫اﻹ ان )‪ ،377/6‬رق ‪ ،(8586‬وص‬
‫) ‪ ( 2‬أخ جه ال ار )‪ 1395 / 3‬ب ق ‪.(3629‬‬
‫) ‪.(16/4‬‬ ‫نقﻼ ع تارخ ال‬
‫ﻓي ﻼل الق آن ‪ً ،505/1‬‬ ‫س ق‬ ‫) ‪ ( 3‬نقل ه ا ال‬

‫‪11‬‬
‫وم ث ار اﻹ ان ‪:‬‬
‫ثال ًا‪ :‬ال ه في ال ن ا‬
‫ــع ســعادة‬ ‫ــة ﻓــي ال ــيء مــع وج ـ ده «‪ ،‬وم ــال ذل ـ ‪ :‬ال فــل ال ـ‬ ‫مـ تع فــات ال ه ـ ‪ » :‬ان ـ اف ال‬
‫ـ ه ـ ا ال فــل‬ ‫ـ اء ال ي ـ م هــا‪ ،‬ول ـ ع ـ ما‬ ‫يلع ـ ال ـُ َمى‪ ،‬و ـ ص علــى اق ائهــا‪ ،‬و ل ـ‬ ‫ﻏــام ة ح ـ‬
‫ازهـً ا‬ ‫ـ‬ ‫ف رﻏ ه ع هــا‬ ‫ت ح صه وشغفه وﻓ حه به ا اللع قل و قل إلى أن ي ول وت‬ ‫عس‬
‫ﻓ ها وﻻ ُي الى ب ج دها إذا ما ُوج ت‪ ،‬وﻻ ن على ض اعها إذا ما ُﻓق ت‪.‬‬
‫وحــال ال ــاس مــع الـ ن ا – بـ ون اﻹ ــان – ــال اﻷ فــال مــع لِ َعـ ه ‪ ،‬ول ــي ي هـ وا ف هــا ﻻبـ مـ ن ـ‬
‫اﻹ ان في ﻗل ه ‪.‬‬
‫قل تعل صاح ه ال ن ا‪ ،‬ورﻏ ه ﻓ ها‪ ،‬وح صه عل ها‪.‬‬ ‫اﻹ ان ﻓي القل‬ ‫ﻓع ما ق‬
‫ــها ال ـ ء انع ــاس ل ـ اﻹ ــان‬ ‫‪ ..‬نعـ ‪ ،‬هـ لـ ي هــا ب نــه بــل ي هــا قل ــه‪ ،‬ﻓال هـ حالــة ُشـع رة‬
‫ال قي ﻓي قل ه‪ ،‬وه ﻻ ل م الفق ‪ ،‬وﻻ ي اﻓي مع الغ ى‪.‬‬
‫ي ــه‪ ،‬ﻓعلــى سـ ل ال ــال‪ :‬قـ ي ـ ﻓ ل ــه الع يـ‬ ‫‪ ..‬ال اه ﻓي ال ن ا ﻻ ي ــغل بهــا ـ ًا إذا مــا ُوجـ ت بـ‬
‫مــا ام ـ ت إل ــه يـ ه‪ ،‬وهـ‬ ‫م ال ﻼ ‪ ،‬ﻓإذا مــا أراد ال ـ وج مـ م لــه ﻓإنــه ﻻ قــف أمامهــا ـ ًﻼ إن ــا ي تـ‬
‫حالة قل ه اﻹ ان ة‪.‬‬ ‫فعله ب لقائ ة تع‬ ‫فعل ذل‬ ‫ح‬
‫ـ رة أشـ‬ ‫ازداد تعل صاح ه اﻵخ ة ورﻏ ه ﻓ هــا‪ ،‬وازداد زهـ ه ﻓــي الـ ن ا‬ ‫وأك‬ ‫اﻹ ان أك‬ ‫ول اق‬
‫معارض ه‬ ‫ها‬ ‫وأش ل رجة أنه ﻻ ي ك ل ف ه إﻻ أقل القل ل م ها و ا ُ ق له ض ورات ال اة‪ ،‬ول‬
‫ل ـ أ ال ــع ُ احــات الـ ن ا‪ ،‬ول ـ ﻷن إ انــه ــأبى عل ــه ذلـ و ﻓعــه ﻻسـ ار ــل مــا أت ــه ﻓــي ح اتــه لـ اره‬
‫دوما إلى م‬ ‫اك ﱠ ُ الﱠ َار ْاﻵَ ِخ َ َة ﴾ ]الق ‪ ،[77/‬ل ل ﻓه‬ ‫ِ‬
‫اج ً‬ ‫اﻵخ ة م ًﻼ ق ل ﷲ تعالى‪َ ﴿ :‬و ْاب َ ِغ َ ا آَتَ َ‬
‫َ ِم َ ال ﱡ ْن ا ﴾ ]الق‬ ‫ِ‬
‫‪.[77/‬‬
‫َ‬ ‫ي ه ق له تعالى‪َ ﴿ :‬وَﻻ تَ ْ َ َن َ‬
‫‪.‬‬ ‫ﻻ‪ ،‬و انه أبي عل ه أن ي سع ﻓي ه ا ال‬ ‫و‬
‫ه ا ان ا‪:‬‬
‫ــة‬ ‫مـ ه أحـ ال ع‬ ‫ات اﻹ ان ة تعامل ال ـ ا ة ‪ -‬رضـ ان ﷲ علـ ه ‪ -‬مــع الـ ن ا ﻓ انـ‬ ‫به ه ال‬
‫اﻷرض‪.‬‬ ‫غ ب م ها أم الي م ضعاف اﻹ ان ال ي ﻻ ي ال ن ﻓي م حلة ال ف لة والله‬
‫عاما ســاخًا‪ ،‬ولـ ي عـ‬
‫ً‬ ‫ﻓه ا أب ال رداء ن ل ه ج اعة م اﻷض اف ﻓي ل لة ش ي ة ال د ﻓأرسل إل ه‬
‫إل ـ ه اﻷﻏ ــة ﻓل ــا ه ـ ا ــال م جعل ـ ا ي ــاورون ﻓــي أم ـ ﱡ‬
‫الل ــف‪ ،‬ﻓقــال واح ـ م ـ ه ‪ :‬أنــا أذه ـ إل ــه وأكل ــه‪،‬‬
‫ﻻ قي م ح وﻻ َ ُ ن م‬ ‫ﻓ ى ح ى وقف على اب ح ته ﻓ آه ق اض ع وما عل ه إﻻ ث ب خ‬
‫ب د‪ ،‬ﻓقال ال جل ﻷبي ال رداء‪ :‬ما أراك بـ إﻻ ــا ن ـ ن ـ !! أيـ م ــاع ؟! فقــال‪ :‬ل ــا دار ه ــاك ُن ســل‬
‫اعا ل ما ن ل عل ه م م اع ول ا ﻗ اس ق ا في ه ه ال ار ش ً ا م ه ل ع ا ه إل ‪ ،‬ث إن‬ ‫إل ها ت ً‬

‫‪12‬‬
‫ــف مـ‬ ‫ف ف هــا خ ـ مـ ال ُ ِقـل‪ ،‬فأردنــا أن ن‬
‫في ق ا ال س ل ه إلى تل الـ ار ع ــة ـ ود ال ُ ِ ـ ّ‬
‫أثقال ا عﱠل ا ن از)‪.(1‬‬
‫ﷲ تاج ًا ﻓ اءه ذات ي م مال م » ح ـ م ت « مقـ اره سـ ع ائة ألــف درهـ ‪ ،‬ــات‬ ‫و ان ل ة ب ع‬
‫ونا‪.‬‬‫ل ل ه ج ًعا م ً‬
‫؟!! لعله ار م ﱠا شيء !!‬ ‫اأام‬ ‫ﻓ خل ْ عل ه زوج ه أم ل م‪ ،‬وقال ‪ :‬ما‬
‫ﻓقال‪ :‬ﻻ‪ ،‬ولِ ْع َ حل لة ال جل ال ل أن ‪ ،‬ول تف ت م ـ الل لــة وقلـ ‪ :‬مــا ـ رجــل ب ــه إذا ــان ي ــام‬
‫أخﻼئ ؟! ﻓإذا أصـ‬ ‫وﻓي ب ه ه ا ال ال ؟!‪ ،‬قال ‪ :‬وما غ م ه ؟! أي أن م ال اج م ق م و ﱠ‬
‫ص َ ٍر و ِجَفان‪ ،‬وق ـ ه بـ‬
‫م ﻓ ‪ ،‬ﻓل ا أص ح جعل ال ال ﻓي ُ‬ ‫ﷲ‪ ،‬إن م ﻓقة ب‬ ‫ﻓق ه ب ه ‪ ،‬ﻓقال‪ :‬رح‬
‫واﻷن ار)‪.(2‬‬ ‫ﻓق اء ال هاج‬
‫به م أهــل » ِح ـ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫اب ع‬ ‫ب ال‬ ‫ع‬ ‫ال م‬ ‫‪ ..‬وﻓي ي م م اﻷ ام دخل على أم‬
‫«‪ ،‬ﻓقال له ‪ :‬اك ا لي أس اء ﻓقـ ائ ح ــى أ ُسـّ حاجــاته ‪ ،‬ﻓ ﻓعـ ا إل ــه ا ًـا ﻓــإذا ــه ﻓــﻼن وﻓــﻼن‪ ،‬وســع بـ‬
‫عــام ‪ ،‬ﻓقــال‪ :‬وم ـ ســع ب ـ عــام ؟! ﻓقــال ا‪ :‬أم نــا‪ .‬قــال‪ :‬أم ـ ﻓق ـ ؟! قــال ا‪ :‬نع ـ ‪ ،‬و ﷲ إنــه ل ـ عل ــه‬
‫ــه‪ ،‬ثـ ع ـ إلــى ألــف دي ــار ﻓ علهــا ﻓــي‬ ‫دم عــه ل‬ ‫ح ى بللـ‬ ‫ىع‬ ‫اﻷ ام ال ال وﻻ ي ق ﻓي ب ه نار‪،‬‬
‫ــه علــى ق ــاء‬ ‫بهـ ا ال ــال ل ـ ع‬ ‫أم ـ ال ـ م‬ ‫إل‬ ‫ص ﱠة وقال‪ :‬اق ؤوا عل ه ال ﻼم م ي‪ ،‬وق ل ا له‪ :‬ع‬
‫ُ‬
‫حاجات ‪.‬‬
‫ونا إل ه راجع ن«‬ ‫إل ها ﻓإذا هي دنان ‪ ،‬ﻓ عل ُي ع ها ع ه و ق ل ‪ »:‬إنا‬ ‫جاء ال ﻓ ل ع ال ُ ﱠة ﻓ‬
‫ﻓهﱠـ زوج ــه مـ ع رة وقالـ ‪ :‬مــا شــأن ــا ســع ؟! أمــات أم ـ ال ـ م ؟! قــال‪ :‬بــل أع ـ مـ ذلـ ‪ .‬قالـ ‪:‬‬
‫ـي الـ ن ا‬ ‫أأُص ال ل ن ﻓي واقعة ؟! قال‪ :‬بل أع م ذل ‪ ،‬قال ‪ :‬وما أع مـ ذلـ ؟! قــال‪َ :‬‬
‫دخلـ ْ علـ ﱠ‬
‫ودخلـ ْ الف ــة ﻓــي ب ــي‪ .‬ﻓقالـ ‪ :‬ت ﱠلـ م هــا‪ ،‬قــال‪ :‬أوتُ ِع ــي علــى ذلـ ؟ قالـ ‪ :‬نعـ ‪ .‬ﻓأخ ـ‬
‫ل ُف ـ آخ تــي‪َ ،‬‬
‫ص َ ٍر ث وزعها)‪.(3‬‬ ‫ال نان ﻓ علها ﻓي ُ‬
‫أص ا ه وه ﻓي م ض ال ت ق ل له ‪ :‬إن ﻓي ه ا ال ــان‬ ‫‪ ..‬وه ا خ اب ب اﻷرت ي خل عل ه ع‬
‫ــى‪ ،‬ﻓقــال ا‪ :‬مــا ي ـ ؟!‬ ‫ـائﻼ قـ ‪ ،‬ثـ‬
‫م هــا سـ ً‬ ‫ألــف درهـ ‪ ،‬ﷲ مــا شـَ ْد ُت عل هــا را ً ـا قـ ‪ ،‬وﻻ م عـ‬ ‫ث ــان‬

‫) ‪ ( 1‬اﻹصا ة ج‪ 3‬ت ج ة ) ‪ ،(6117‬وأس الغا ة ) ‪ ،(159/4‬تارخ اﻹسﻼم لل ه ي ) ‪.( 107/2‬‬


‫) ‪ ،(20/5‬واﻹص ــا ة ) ‪ (229/2‬ت ج ــة ) ‪ ،(4266‬وحل ــة‬ ‫ال هـ ـ ي‬ ‫ق ــات ابـ ـ س ــع ) ‪ ،(214/3‬وتهـ ـ ي‬ ‫)‪(2‬‬
‫اﻷول اء ) ‪.(7/1‬‬
‫) ‪ ،(51/4‬وصــفة ال ــف ة )‬ ‫ال ه ـ ي‬ ‫) ‪ ( 3‬اﻹصــا ة ج‪ ،2‬ت ج ــة ) ‪ ،( 3270‬وحل ــة اﻷول ــاء ) ‪ ،(244/1‬وته ـ ي‬
‫‪.( 372/1‬‬

‫‪13‬‬
‫مـ هـ ا ال ــال مــا‬ ‫ﻓ لـ‬
‫ﻓقال أ ي ﻷن أص ابي م ا ول ي ال ا م أج ره ﻓي ه ه الـ ن ا شـ ًا‪ ،‬و نــي ق ـ‬
‫ن ث ا ا ل ل اﻷع ال ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ً‬ ‫أخاف أن‬
‫ــا أخــي‬ ‫‪ ..‬وه ا سع اب أبي وقاص ي ه إلى سل ان الفارسي ع ده ﻓ آه ي ي‪ ،‬ﻓقال له سع ‪ :‬ما ي‬
‫‪ ..‬؟ قــال ســل ان‪ :‬مــا أ ــي واحـ ة مـ اث ـ ‪ ،‬مــا‬ ‫رسـ ل ﷲ صــلى ﷲ عل ــه وســل ؟ ألـ‬ ‫ق ـ صـ‬ ‫؟ ألـ‬
‫ض ا على ال ن ا‪ ،‬وﻻ ا ة ﻓي اﻵخ ة‪ ،‬ول رس ل ﷲ صــلى ﷲ عل ــه عهـ إل ــا عهـ ً ا مــا أ ارنــي إﻻ قـ‬ ‫أ ي َ‬
‫تع ـﱠ ي ‪ ،‬قــال‪ :‬ومــا َع ِهـ إل ـ ؟ قــال‪َ :‬ع ِه ـ إل ــا أنــه فــي أح ـ م ـ ال ـ ن ا م ــل زاد ال اك ـ ‪ ،‬وﻻ أ ارنــي إﻻ ق ـ‬
‫تع ﱠ ي )‪ ..(2‬ﻓ ُ ع مال سل ان ﻓ ان ه خ ة ع دره ا)‪.(3‬‬

‫) ‪ ( 1‬اﻹصـ ــا ة‪ ،‬ج‪ ،1‬ت ج ـ ــة )‪ ،(2210‬وأس ـ ـ الغا ـ ــة ) ‪ ،( 316/1‬وحل ـ ــة اﻷول ـ ــاء ) ‪ ،(143/1‬وصـ ــفة ال ـ ــف ة )‬
‫‪.(168/1‬‬
‫اﻹ ـ ــان‬ ‫ان ـ ــي )‪ ،77/4‬رق ـ ـ ‪ ،(3695‬وال هق ـ ــي ﻓ ـ ــي ش ـ ــع‬ ‫) ‪ ( 2‬أخ ج ـ ــه أب ـ ـ عل ـ ــى )‪ ،80/8‬رق ـ ـ ‪ ،(4610‬وال‬
‫ﻓي ال ل ة )‪.(360/1‬‬ ‫)‪ ،307/7‬رق ‪ ،(10400‬وأب ن‬
‫) ‪ ( 3‬أخ جه اب ح ان )‪ ،481/2‬رق ‪.(706‬‬

‫‪14‬‬
‫وم ث ار اﻹ ان‬
‫ار ًعا‪ :‬ال أي اﻹلهي‬
‫ات وما ِﻓي ْاﻷ َْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ض ﴾ ]ال ق ة‪.[284/‬‬ ‫ﷲ ع وجل ه مال ال ن وره وم ب أم ه ﴿ ﱠ َما ﻓي ال ﱠ َ َاو َ َ‬
‫‪ ،‬ف و ﻓع‪ُ ،‬عـ وُـ ل ﴿ َمـا‬ ‫و‬ ‫ﻻ ي ج له ش ﻓي مل ه‪ ،‬فعل ما اء‪ُ ..‬ق ِّ م وُ ِّخ ‪،‬‬
‫اس ِم ْ َر ْح َ ٍة َﻓ َﻼ ُم ْ ِ َ َل َها َو َما ُ ْ ِ ْ َﻓ َﻼ ُم ْ ِس َل َل ُه ِم ْ َ ْع ِ ِه ﴾ ]ﻓا ‪.[2/‬‬‫َ ْف َ ِح ﱠ ُ لِل ﱠ ِ‬
‫ون ــان ال ـ له ـ أمــام ﷲ س ـ اء ﻓــﻼ أﻓ ــل ة ل ـ أو ق لــة أو ل ـ ن إﻻ أنــه س ـ انه ي ـ م ـ إك امــه‬
‫ِ‬ ‫ﱠِ‬ ‫ِ‬
‫اج ََ ُحـ ا ال ﱠ ـِّ َات أ ْ‬
‫َن َن ْ َعَل ُهـ ْ‬ ‫وع اي ه ورعاي ه لل ـ م الـ ي ُ ﱡ نــه وُ ث ونــه علــى هـ اه ﴿ أ َْم َح ـ َ الـ ي َ ْ‬
‫ن ﴾ ]ال اث ة‪.[21/‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﱠِ‬
‫اه ْ َو َم َ اتُ ُه ْ َس َ‬
‫اء َما َ ْ ُ ُ َ‬ ‫اء َم ْ َ ُ‬ ‫َم ُ ا َو َع لُ ا ال ﱠ ال َ ات َس َ ً‬
‫َكال ي َ آ َ‬
‫ِ‬
‫اك ْ ﴾ ]ال ات‪.[13/‬‬ ‫ﻓال امة على ق ر اﻻس قامة ﴿ ِإ ﱠن أَ ْك َ َم ُ ْ ِع ْ َ ﱠ أ َْتَق ُ‬
‫ﱠ ِ‬
‫اء َﻏ َ ًقا ﴾ ]ال ‪.[16/‬‬ ‫اه ْ َم ً‬ ‫ام ا َعَلى ال ِ َقة َﻷ ْ‬
‫َسَق ْ َ ُ‬ ‫َن َل ِ ْ‬
‫اس ََق ُ‬ ‫﴿ َوأ ْ‬
‫و ل ا ارتقى الع ﻓي سل اﻹ ان ازدادت وﻻ ة ﷲ له ﴿ َو ُهَ َي ََ ﱠلى ال ﱠ ِال ِ َ ﴾ ]اﻷع اف‪.[196/‬‬
‫وﻓــي ال ـ ي الق ســي‪ » :‬وﻻ ي ـ ال ع ـ ي ق ـ ب إلــي ال اﻓــل ح ــى أح ــه‪ ،‬ﻓــإذا أح ــه ـ س ـ عه ال ـ‬
‫ّ‬
‫بها‪ ،‬ورجله ال ــي ــي بهــا‪ ،‬ولـ ســأل ي ﻷع ــه‪ ،‬ولـ‬ ‫ه‪ ،‬و ه ال ي ي‬ ‫ع ه‪ ،‬و ه ال ي‬
‫ـ ه ال ـ ت وأنــا أك ـ ه‬ ‫ال ـ م‬ ‫نف ـ‬ ‫ـ‬ ‫اس ـ عاذني ﻷع نــه‪ ،‬ومــا ت ـ ددت ع ـ شــيء أنــا ﻓاعلــه ت ـ دد ع ـ‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫م اءته «‬
‫ع ال م ‪.‬‬ ‫ه ه ال ﻻ ة وال فا ة ت ل الف د ال م ‪ ،‬وت ل ال‬
‫الف د‪:‬‬ ‫‪ ..‬فعلى م‬
‫ة و ل له ال عادة في الـ ار ‪،‬‬ ‫ا ُ ق له م ل ه ال‬ ‫ي لى ﷲ ع وجل أم ر ع ه ال م‬
‫على الع في أمـ ر الـ ن ا إﻻ أنهــا ت ــل فــي‬ ‫وفي ع اﻷح ان ﻗ ت ن م م اه تل ال ﻻ ة ال‬
‫ــي ع ـ ه ال ـ م مـ الـ ن ا‬ ‫اتها خ ًا ًا‪ ،‬وفي ه ا ال ع ى قـ ل صــلى ﷲ عل ــه وســل ‪ » :‬إن ﷲ ل‬
‫ال عام وال اب ت اف ن عل ه«)‪.(2‬‬ ‫وه ُ ه‪ ،‬ا ت ن م‬
‫اﻷمة واﻹ ان‪:‬‬
‫ة لﻸمة‪،‬‬ ‫اﻷﻓ اد – ه ا وه اك – ل ي ت ق به ال ﻻ ة وال‬ ‫اﻷمة‪ ،‬ﻓﻼ في إ ان ع‬ ‫أما ﻓي م‬
‫ﻓــي‬ ‫ﻓاﻷمــة ال ـ ال احـ ‪ ،‬ﻻ ـ ن صـ ً ا إﻻ إذا صـ ﱠ‬
‫ج ــع أع ــائه‪ .‬ع ــى أن وجـ د أﻓـ اد صــال‬
‫ذواته ﻻ في ﻻس ﻼب ال ة وال ُ ة اﻹله ة‪ ،‬بل ﻻب وأن ق م ا الع ل على إصﻼح ﻏ ه – إذن ﷲ‬
‫– وأن ي ـ ل ا ﻏا ــة جه ـ ه ﻓــي ذل ـ م ـ خــﻼل الع ــل علــى تق ــة اﻹ ــان ﻓــي قل ـ ه ‪ ،‬وت ـ ح ال ـ رات‬

‫) ‪ ( 1‬أخ جه ال ار )‪ ،2384 / 5‬ب ق ‪.(6137‬‬


‫اﻹ ــان )‪،321/7‬‬ ‫) ‪ ( 2‬ح ي ص ح‪ :‬أخ جه أح )‪ ،428/5‬رق ‪ .(23677‬وأخ جه أ ً ـا‪ :‬ال هقــي ﻓــي شــع‬
‫رق ‪ ،(10450‬وال اك )‪ ،231/4‬رق ‪ (7465‬وص ه‪ ،‬وص ه اﻷل اني ﻓي ص ح ال امع‪ ،‬ح ) ‪.(1814‬‬

‫‪15‬‬
‫ال اضع ون ان ال ات‪ ،‬وتع ه على ب ل ال ه ﻓي س ل‬ ‫ال ا ة ﻓي عق له ‪ ،‬ودﻓعه إلى‬ ‫وال فا‬
‫ﷲ‪.‬‬
‫وع ـ ما ي غ ـ ال ُع ـ ف العــام لﻸمــة‪ ،‬وت ـ ع ﻓ هــا معــاني ال ــﻼح‪ ،‬و تفــع م ـ ب اﻹ ــان ﻓــي القل ـ ب ول ـ‬
‫ب ـ ة معق لــة ت ـ ح لل ــل ات ــاذ ق ـ ارات ال ـ ة ب ـ ع شــه اته وم ــال ه م ـ أجــل ن ـ ة دي ــه‪ ..‬ع ئ ـ‬
‫اقا لق له تعالى‪ِ ﴿ :‬إ ﱠن ﱠ َ َﻻ ُ َغِّ ُ َما َِق ْ ٍم َح ﱠى ُ َغِّ ُ وا‬ ‫اﻷمة – إذنه س انه – م‬
‫ي ق معدﷲب‬
‫َما ِأ َْنُف ِ ِه ْ ﴾ ]ال ع ‪.[11/‬‬
‫ـ‬ ‫وتار خ اﻷمة خ شاه على أنه ع ما غل اﻹ ان وال ﻼح على ج ــل مـ أج ــال اﻷمــة فــإن ال‬
‫ن حل فه ‪ ،‬وال أي ـ اﻹلهــي ﻻ ي ــاوزه ‪ ..‬ان ـ – إن شـ – إلــى آ ــات القـ آن وهــي تُقـ ر وتُ ـ علــى‬
‫ه ـ ا ال ع ــى ﻓــي ق لــه تعــالى‪َ ﴿ :‬وِ ْن تَ ْ ـِ ُ وا َوتَ ﱠُقـ ا َﻻ َ ُ ـ ﱡ ُك ْ َ ْ ـُ ُه ْ َشـ ْ ًا﴾ ]آل ع ـ ان‪ ،[120/‬وق لــه‪َ ﴿ :‬بَل ـى ِإ ْن‬
‫تَ ِ وا وتَ ﱠُق ا و أْتُ ُ ِم َﻓ ِرِه ه َ ا ِ ْد ُك رﱡ ُ ِ َ ِة َآ َﻻ ٍ‬
‫ف ِم َ اْل َ َﻼِئ َ ِة ُم َ ِّ ِم َ ﴾ ]آل ع ان‪.[125/‬‬ ‫ََ ْ ْ ْ ْ َ ُْ ْ َ ْ ْ َ‬ ‫ْ ُ َ‬
‫ﻓاﻵ ــة ت ـ أن ال ﻼئ ــة س ـ ل س ـ ًعا ل ـ ال ـ م ‪ ،‬وتقاتــل معه ـ ﻓ ـ ر ت ققه ـ ال ـ وال ق ـ ‪ ،‬وﻓــي‬
‫م ه س ء الع اب‪.‬‬ ‫اﻹ ان ي ق ع ال أي اﻹلهي‪ ،‬وُ ك ال ل ن ﻷع ائه ل‬ ‫ال قابل ؛ ﻓع ما غ‬
‫‪:‬‬ ‫ال ع ال‬
‫ـ ‪َ ﴿ :‬وَلـ ْ َ ْ َعـ َل ﱠ ُ لِْل َ ـ ِاﻓ ِ َ َعَلـى اْل ُ ـ ْ ِمِ َ َسـِ ًﻼ﴾‬ ‫الغل ــة وال‬ ‫ــاده ال ـ م‬ ‫لق وع ﷲ ع وجــل‬
‫اء‪.[141/‬‬ ‫]ال‬

‫ه له ه اﻵ ة ق ل ‪:‬‬ ‫ع ه ا ال ال ﻓي تف‬ ‫س ق‬
‫ه ا ال ع القا ع م ى ي ق ؟‪ُ ..‬‬
‫وح م ﷲ جامع‪ :‬أنه م ى اس ق ت ح قة اﻹ ان ﻓي نف س ال م ‪ ،‬وت ﱠل‬ ‫إنه وع م ﷲ قا ع‪ُ ،‬‬
‫ﻓ ــي واق ــع ح ــاته م ه ً ـا لل ــاة‪ ،‬ون ا ًم ـا لل ـ ‪ ،‬وت ـ ًدا ﻓ ــي ــل خ ــا ة وح ــة‪ ،‬و ــادة ﻓ ــي ال ــغ ة‬
‫س ًﻼ‪.‬‬ ‫على ال م‬ ‫عل ﷲ لل اﻓ‬ ‫ة‪ ..‬ﻓل‬ ‫وال‬
‫وه ه ح قة ﻻ ف ال ارخ اﻹسﻼمي له واقعة واح ة تُ الفهــا‪ .‬وأنــا أُﻗـ ر فــي ثقــة ب عـ ﷲ ﻻ ُ ال هــا‬
‫ال م ‪ ،‬ول تل به في تار ه لــه‪ ،‬إﻻ وه ــاك ثغـ ة فــي ح قــة اﻹ ــان‪:‬‬ ‫ش ‪ ،‬أن اله ة ﻻ تل‬
‫ب ــة ال هــاد ﻓــي سـ ل‬ ‫إما في ال ع ر‪ ،‬وما فــي الع ــل – ومـ اﻹ ــان أَخـ ُ العـ ة‪ ،‬وعـ اد القـ ة ﻓــي ــل حـ‬
‫ل شائ ة – و ق ر ه ه ال غ ة ت ن اله ة ال ق ة‪،‬‬ ‫ل إضاﻓة وم‬ ‫ه ه ال ا ة وح ها م دة م‬ ‫ﷲ‪ ،‬وت‬
‫ي ج ون‪.‬‬ ‫ح‬ ‫لل م‬ ‫ث ع د ال‬
‫ال غـ ة ﻓــي تـ ك اعــة ال سـ ل صــلى ﷲ عل ــه وســل ‪ ،‬وﻓــي ال ــع ﻓــي الغ ــة‪.‬‬ ‫ﻓفي » أُح « مـ ًﻼ‪ ،‬انـ‬
‫ال غ ة ﻓي اﻻع از ال ة واﻹع ــاب بهــا ون ـ ان ال ـ اﻷصـ ل ! ولـ ذه ــا ن ــع ــل‬ ‫« ان‬ ‫وﻓي » ُح‬
‫ﻓــي تــار ه ل جـ نا شـ ًا مـ هـ ا‪ ..‬نع ﻓــه أو ﻻ نع ﻓــه‪ ..‬أمــا وعـ ﷲ‬ ‫ـ عـ ال ــل‬ ‫م ة ت لف ﻓ ها ال‬
‫ﻓه ح ﻓي ل ح ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ال ح قــة اﻹ ــان‬ ‫ة‪ ،‬هــي اسـ‬ ‫يء ل‬ ‫اﻻب ﻼء إن ا‬ ‫ة ﻗ ت ن لﻼب ﻼء‪ ..‬ول‬ ‫‪ ..‬نع ‪ ،‬إن ال‬
‫قــة‬ ‫– ف ــى اك ل ـ تل ـ ال‬ ‫ــل‬ ‫ُح ـ وﻗ ﱠ ـهُ ﷲ علــى ال‬
‫ومق ـ اته م ـ اﻷع ــال – ــا وﻗــع فــي أ ُ‬
‫وت ق وع ﷲ ع ق ‪.‬‬ ‫اﻻب ﻼء وال اح ه‪ ،‬جاء ال‬
‫عل لل اﻓ على ال م سـ ًﻼ «‪ ..‬إن ــا يـ ع ال اعــة‬ ‫الق آني‪ :‬أن ﷲ » ل‬ ‫‪ ..‬وح ُق ر ال‬
‫اقعا وع ًﻼ‪ .‬وأﻻ ـ ن اع ادهــا لــه‬
‫ال ل ة ﻻس ال ح قة اﻹ ان ﻓي قل ها ت ًار وشع ًار‪ ،‬وﻓي ح اتها و ً‬
‫ل للع انات‪ .‬إن ا ه لل قة ال ي وراءها‪.‬‬ ‫على ع انها‪ .‬ﻓال‬
‫ـ ات‬ ‫ل مق‬ ‫ل ح قة اﻹ ــان‪ ،‬ون ـ‬ ‫ة ﻓي أ زمان وﻓي أ م ان‪ ،‬إﻻ أن ن‬ ‫ب ا و ال ُ‬ ‫ول‬
‫ل الق ة‪.‬‬ ‫ل ‪ ..‬وم ح قة اﻹ ان أن نأخ الع ة ون‬ ‫قة ﻓي ح ات ا وواقع ا‬ ‫ه ه ال‬
‫إن اﻹ ــان ص ــلة ــالق ة ال ـ ‪ ،‬ال ــي ﻻ تَ ـ ُـعف وﻻ تف ــى‪ ..‬ون ال ف ـ انق ــاع ع ـ تل ـ الق ـ ة وانع ـ ال‬
‫ـ ر الق ـ ة ﻓــي ه ـ ا ال ـ ن‬ ‫ع هــا‪ ..‬ول ـ ت ل ـ ق ـ ة م ـ ودة مق عــة م ع لــة ﻓان ــة أن تغل ـ ق ـ ة م ص ـ لة‬
‫ج ًعا‪.‬‬
‫ــة ثاب ــة‬ ‫ح قــة اﻹ ــان وم هـ اﻹ ــان‪ ..‬إن ح قــة اﻹ ــان قـ ة ح‬ ‫ـ أن ُنفـ ِّ ق دائ ً ـا بـ‬ ‫أنــه‬ ‫ﻏ‬
‫ة والع ل‪ .‬وهــي ح قــة ضـ ة هائلــة‬ ‫ر ع ها م ال‬ ‫و ا‬ ‫ال ن ة‪ ،‬ذات أث ﻓي ال ف‬ ‫ث ت ال ام‬
‫ودة أن تقه ها)‪.(1‬‬ ‫تة ال‬ ‫كف لة ح تُ ِ‬
‫اجه ح قة ال ف ال ع لة ال‬
‫ن اذج لل ﻻ ة وال أي اﻹلهي ‪:‬‬
‫الف د أو ال اعة ال م ة‪.‬‬ ‫ة‪ ،‬س اء ان ذل على م‬ ‫وال اذج الع ل ة لل أي اﻹلهي لل م‬
‫الف د ‪:‬‬ ‫فعلى م‬
‫بـ مالـ ‪ ،‬قــال‪ :‬ــان رجــل مـ أصـ اب‬ ‫* أخـ ج ابـ أبــي الـ ن ا ﻓــي ــاب » ُم ــابي الـ ع ة « عـ أنـ‬
‫ّ‬
‫ٍ‬ ‫ﱠ‬
‫رس ل ﷲ صلى ﷲ عل ه وسل ُ ى أ ا معل و ــان تــاج ًا ي ـ ــال لــه ولغ ـ ه‪ ،‬و ــان لــه ُن ـ وورع‪ ،‬ﻓ ـ ج‬
‫ُم ََقِّ ـع ﻓــي ال ــﻼح‪ ،‬ﻓقــال‪ :‬ضــع م اعـ ﻓــإني قاتل ـ ‪ ،‬قــال‪ :‬شــأن ال ــال‪ ،‬قــال‪ :‬ل ـ ُ أُر ـ إﻻ‬ ‫مـ ة‪ ،‬ﻓل ــه لِـ‬
‫دمـ ‪ ،‬قــال‪ :‬ﻓـ رني أُصــلي‪ ،‬قــال‪ :‬صـ ِّـل مــا بـ ا لـ ‪ ،‬ﻓ ضــأ ثـ صـﱠـلى‪ ،‬ﻓ ــان مـ دعائــه‪ :‬ــا ودود‪ ،‬ــا ذا العـ ش‬
‫ال ـ ‪ ،‬ــا ﻓ ﱠعـ ًاﻻ ل ــا ُي ـ ‪ ،‬أســأل ع ت ـ ال ــي ﻻ تُـ ام)‪ ،(2‬ومل ـ ال ـ ﻻ ُ ــام)‪ ،(3‬و ـ رك ال ـ مــﻸ أر ــان‬
‫أذنــي‬ ‫أﻏ ي‪ .‬قالها ثﻼثًـا‪ ،‬ﻓــإذا هـ فــارس‪ ،‬ب ـ ه ح ــة راﻓعهــا بـ‬ ‫‪ ،‬ا مغ‬ ‫ع ش ‪ ،‬أن ت ف ي ش ه ا الل‬
‫ﻓق له‪ ،‬ث أق ل على ال اج ‪ ،‬ﻓقال مـ أنـ ‪ ،‬ﻓقـ أﻏــاث ي ﷲ ـ ؟ قــال‪ :‬إنــي مَلـ مـ أهــل‬ ‫ﻓ سه‪ ،‬ﻓ ع الل‬

‫) ‪ ( 1‬ﻓي ﻼل الق آن‪.( 783 ،782/2 ) :‬‬


‫) ‪ ( 2‬ﻻ تُ ام‪ :‬ﻻ تُ ل ‪.‬‬
‫) ‪ ( 3‬ﻻ ُ ام‪ :‬ﻻ ُي َ ل‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ﻷهــل ال ـ اء ضـ ﱠ ة‪ ،‬ثـ‬ ‫ال ـ اء ال ا عــة‪ ،‬ل ــا دعـ َت سـ ع ﻷبـ اب ال ـ اء قعقعــة‪ ،‬ثـ دعـ َت ثانً ـا‪ ،‬ﻓ ُ ـ ع‬
‫)‪(1‬‬
‫ﷲ أن ي ل ي ق له ‪.‬‬ ‫ثال ًا ﻓق ل‪ :‬دعاء م وب‪ ،‬ﻓ أل‬
‫ُ‬
‫ـ ر أن » ســف ة « رضــي ﷲ ع ــه ‪ -‬مـ لى رسـ ل ﷲ صــلى ﷲ عل ــه‬ ‫ب ال‬ ‫* وأخ ج ال اك ع م‬
‫أج َ ـة‬
‫ل ًحا م أل احها ﻓ ح ي الل ح ﻓــي َ‬ ‫ﻓ ها‪ ،‬ﻓ‬ ‫ﻓان ت سف ي ال ي‬ ‫ال‬ ‫وسل ‪ -‬قال‪ :‬ر‬
‫)‪ (2‬ﻓ ها اﻷس ‪ ،‬ﻓأق ل إلي ُي ني‪ ،‬ﻓقل ا أ ا ال ارث‪ :‬أنا سف ة م لى رس ل ﷲ صلى ﷲ عل ه وسل ‪ ،‬ﻓ أ أ‬
‫ّ‬
‫ــه ح ــى أخ ج ــي م ـ اﻷج ــة ووض ــع ي عل ــى ال ـ ‪ ،‬وه ه ـ ‪ ،‬ﻓ ـ أن ــه‬ ‫أرس ــه‪ ،‬واق ــل إل ــي‪ ،‬ﻓ ـ ﻓع ي‬
‫ّ‬
‫)‪(3‬‬
‫ه ‪.‬‬ ‫ي دع ي‪ ،‬ﻓ ان ذل آخ عه‬
‫( ﻓقــال ا‬ ‫* ول ا ﻓ ح ع و ب العاص رضي ﷲ ع ه م ‪ ،‬أتى أهلها ح دخل ب نة ) م أشـ ُـه ال ـ‬
‫لــه‪ :‬أيهــا اﻷم ـ ‪ ،‬إن ل ل ــا هـ ا ُسـ ة ﻻ ـ إﻻ بهــا‪ ،‬ﻓقــال له ـ ‪ :‬ومــا ذاك ؟ قــال ا‪ :‬إنــه ــان ل ــي ع ـ ة ل لــة‬
‫ت ل م ه ا ال ه ع نا إلى جارة ِ ب أب ها‪ ،‬ﻓأرض ا أب ها‪ ،‬وجعل ا عل هــا شـ ًا مـ ال ُ لــي وال ــاب‬
‫أﻓ ل ما ن‪ ،‬ث ألق اها ﻓي ه ا ال ل‪ ،‬ﻓقال له ع و‪ :‬إن ه ا ﻻ ن ﻓي اﻹسﻼم‪ ،‬ﻓإن اﻹسﻼم يه م ما‬
‫قل ًﻼ وﻻ ًا ح ى ه ﱡ ـ ا ــال ﻼء‪ ،‬ﻓل ــا أر ذلـ ع ـ و ـ‬ ‫وم َ ﻻ‬ ‫َ‬ ‫أشه ب نة وأب‬
‫ق له‪ ،‬ﻓأقام ا ُ‬
‫إل ه ع ‪ :‬ق أص ‪ ،‬إن اﻹسﻼم يه م ما ق لــه‪ ،‬وقـ ع ـ‬ ‫إلى ع ب ال اب رضي ﷲ ع ه ب ل ‪ ،‬ﻓ‬
‫إل ب اقة‪ ،‬ﻓألقها ﻓي داخل ال ل إذا أتاك ابي‪ ،‬ﻓل ا ق ِ م ال اب على ع و ﻓ ح ال اقة ﻓإذا ﻓ ها‪:‬‬
‫‪ :‬أما ع ‪:‬‬ ‫إلى ن ل أهل م‬ ‫ال م‬ ‫أم‬ ‫م ع ﷲع‬
‫‪.‬‬ ‫م ِﻗ لِ‬
‫‪ ،‬ف أل ﷲ ال اح القهار أن ُ‬ ‫فﻼ ت ‪ ،‬ون ان ال اح القهار ُ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫فإن‬
‫ــل ه ﻓ هــا‬ ‫لل ﻼء وال وج م ها‪ ،‬ﻷنهـ ﻻ قـ م‬ ‫ال ل – وق ته أ أهل م‬ ‫ﻓألقى ع و ال اقة ﻓي‬
‫)‪.(4‬‬ ‫اعا‪ ،‬وق ع تل ال ُ ﱠة ال ء ع أهل م‬
‫ذر ً‬ ‫ا وق أج اه ﷲ س ة ع‬ ‫إﻻ ال ل – ﻓأص‬
‫ال أي اﻹلهي للف ة ال م ة ‪:‬‬
‫ــل قـ ة‬ ‫إلى ال عارك ال ي خاضها ال ل اﻷول مع أعـ اء الـ ي ن ـ أن ال ـ ان »ال ــاد «‬ ‫ع ما ن‬
‫‪ ،‬مــع اﻷخـ ﻓــي اﻻع ــار ــأن الف ــة‬ ‫ال ـ م‬ ‫حل‬ ‫ان ال‬ ‫العﱠ ة‪ ،‬ومع ذل‬
‫ن أع ائه م ح الع د و ُ‬
‫‪-‬‬ ‫تلـ اﻷسـ اب – مه ــا بلغـ‬ ‫ان ـ‬ ‫أب ً ا ﻓي اﻷخ اﻷس اب ال اد ة ال احة أمامها‪ ،‬ول‬ ‫ال م ة ل تُق‬
‫م ا ع أع ائه ‪.‬‬ ‫أقل‬

‫) ‪ ( 1‬اﻹصا ة ) ‪.(182/4‬‬
‫مل ف ) ﻏا ة(‪.‬‬ ‫) ‪ ( 2‬أج ة‪ :‬ش‬
‫‪،‬بق )‬ ‫ا ة ﻷبي ُن‬ ‫رق ) ‪ ،( 6848‬ومع ﻓة ال‬ ‫ة ال ه ة ب وائ ال ان الع ة لل ص‬ ‫) ‪ ( 3‬إت اف ال‬
‫‪ ،( 3102‬ودﻻئل ال ة لل هقي‪ ،‬ب ق ) ‪.( 2293‬‬
‫) ‪ ( 4‬أخ ج ــه أبـ ـ ال ـ ـ خ ﻓ ــي الع ــة )‪ ،1424/4‬رقـ ـ ‪ ،(9373‬وابـ ـ ع ــاك )‪ ،(336/44‬ان ـ ـ ح ــاة ال ـ ـ ا ة‬
‫)‪.( 409 ،408/3‬‬

‫‪18‬‬
‫ِ ِ‬
‫ﻓفــي مع ــة ب ـ ر ي لــى ال أي ـ اﻹلهــي ﻓــي ص ـ ر م ع ـ دة ل ـ ج ﻓــي ال ها ــة ب ـ ع ـ ‪ ﴿ :‬إ ْذ ُ َغ ّ ـ ُ ُ‬
‫اء َمـاء لِ ُ َ ِّهـَ ُك ْ ِـ ِه َوُـ ْ ِه َ َعـ ْ ُ ْ ِر ْجـ َ ال ﱠ ـ ْ َ ِ‬
‫ان َولِ َـ ْ ِ َ َعَلـى ُقُلـ ِ ُ ْ‬
‫ال ﱡعاس أَم َ ًة ِم ْ ـه و َـِّ ل عَلـ ُ ِمـ ال ﱠ ـ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َُ ُ َ ْ ْ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ً‬
‫ِ‬ ‫ﱠ‬
‫َم ُـ ا َسـأُْل ِقي ِﻓـي ُقُلـ ِب الـ ي َ َ َفـ ُ وا‬ ‫ِ‬ ‫ﱠ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫َوُ َّ َ ه ْاﻷَْق َ َام )‪ (11‬إ ْذ ُي حي َرﱡ َ إَلى اْل َ َﻼئ َ ة أَّني َم َع ُ ْ َﻓ َّ ُـ ا الـ ي َ آ َ‬
‫ان ﴾ ]اﻷنفال‪.[12 ،11/‬‬ ‫اض ِ ُ ا ِم ْ ُه ْ ُ ﱠل َبَ ٍ‬ ‫َع َ ِ‬
‫اق َو ْ‬ ‫اض ِ ُ ا َﻓ ْ َق ْاﻷ ْ‬
‫ال ﱡ ْع َ َﻓ ْ‬
‫له ‪ ...‬عـ ان ــار القادسـ ة الع ـ –‬ ‫* وﻓي ﻓ ح ال ائ س ﷲ نه دجلة ل ع ُ عل ه ال ل ن‬
‫ـ ﻓ هــا أحـ وﻻ‬ ‫ـ ﻓــي ال ا ــة وال ها ــة – دخــل ســع بـ أبــي وقــاص )نهـ شـ ( ول ــه لـ‬ ‫ك ــا قـ ل ابـ‬
‫ـ ســع رضــي ﷲ‬ ‫ش ًا م ا ُغ ‪ ،‬بل ق ت ل الفـ س إلــى ال ـ ائ ور ـ ا ال ــف ‪ ،‬وضـ ﱡ ا ال ــف إلـ ه ‪ ،‬ولـ‬
‫ي دج د عازم على أخ اﻷم ال واﻷم عة م‬ ‫ع ه ش ا م ال ف ) لع ر نه دجلة (‪ ،‬وأخ سع أن‬
‫علــى شــا ئ دجلــة‬ ‫ســع ال ــل‬ ‫ـ‬ ‫ال ـ ائ ‪ ،‬و ن ـ إن ل ـ ت ر ــه ق ــل ثــﻼث ﻓــات عل ـ وتفــار اﻷم ـ ‪ .‬ﻓ‬
‫م بهـ ا ال ـ ﻓــﻼ تَ لُ ـ ن ) تَ ـُل ن ( إلـ ه معــه‪ ،‬وهـ‬ ‫ﷲ وأث ى عل ه وقال‪ :‬إن ع و ق اع‬ ‫ﻓ‬
‫لُ ـ ن إلـ إذا شــاؤوا ﻓ اوشـ ن ﻓــي ســف ه ‪ ،‬و نــي قـ ع مـ علــى ق ــع هـ ا ال ـ إلـ ه ‪ ،‬ﻓقــال ا ج ًعـا‪:‬‬
‫ع ـ دخ ـ ل‬ ‫ــل‬ ‫عـ م ﷲ ل ــا ولـ علــى ال شـ ﻓاﻓعــل‪ ،‬ﻓ ـ ب ســع ال ــاس إلــى الع ـ ر‪ ..‬وﻗ ـ أم ـ ســع ال‬
‫العلــي‬ ‫ــل‪ ،‬وﻻ ح ـ ل وﻻ ﻗ ـ ة إﻻ ــا‬ ‫ــل عل ــه‪ ،‬ح ـ ا ﷲ ونع ـ ال‬ ‫ون‬ ‫ــا‬ ‫ال ــاء أن ق ل ـ ا‪ » :‬ن ـ ع‬
‫ـ ون علــى وجــه‬ ‫ال ــاس‪ ،‬ولـ ي لــف ع ــه أحـ ‪ ،‬ﻓ ــاروا ﻓ هــا أن ــا‬ ‫ف ســه دجلــة واقـ‬ ‫الع ـ «‪ ،‬ثـ اقـ‬
‫وجــه ال ــاء مـ الف ســان وال ﱠجالــة‪ ،‬وجعــل ال ــاس ي ـ ث ن علــى‬ ‫‪ ،‬ﻓــﻼ ُيـ‬ ‫ال ــان‬ ‫اﻷرض ح ــى ملـ وا مــا بـ‬
‫ــا ي ـ ث ن علــى وجــه اﻷرض‪ ،‬وذل ـ ل ــا ح ــل له ـ م ـ ال أن ــة واﻷم ـ ‪ ،‬وال ث ـ ق ــأم ﷲ‬ ‫وجــه ال ــاء‬
‫ل جــل قــال لــه مال ـ ب ـ‬ ‫شــيء م ـ أم ع ـ ه ﻏ ـ ق ـ ح م ـ خ ـ‬ ‫ووع ـ ه ون ـ ه وتأي ـ ه‪..‬ول ُع ـ م لل ــل‬
‫م ــاعي‪ ،‬ﻓـ ده ال ـ ج إلــى ال انـ‬ ‫عــام ‪ ،‬ﻓـ عا صــاح ه ﷲ عـ وجــل وقــال‪ :‬اللهـ ﻻ ت عل ــي مـ ب ـ ه يـ ه‬
‫ونه‪ ،‬ﻓأخ ه ال اس ث ردوه على صاح ه ع ه‪.‬‬ ‫ق‬ ‫ال‬
‫م ــان ‪ .‬ث ـ قــال ا‪ :‬ﷲ مــا‬ ‫وع ـ ما رآه ـ الف ـ س ف ـ ن علــى وجــه ال ــاء قــال ا‪ :‬دي اًن ـا دي ا ًن ـا‪ ،‬أ ‪ :‬م ــان‬
‫تقاتل ن إن ً ا‪ ،‬بل تقاتل ن ج ا‪.‬‬
‫وا بها أح ً ا)‪.(1‬‬ ‫وخ ج ال ل ن م ال ه ول غ ق م ه أح ‪ ،‬ول فق وا ش ًا‪ ،‬ودخل ا ال ائ ول‬

‫ار‪.‬‬ ‫‪ 72-70/7‬اخ‬ ‫) ‪ ( 1‬ال ا ة وال ها ة ﻻب‬

‫‪19‬‬
‫وم ث ار اﻹ ان‬
‫ة‬ ‫ال‬ ‫خام ً ا‪ :‬إ قا الق‬
‫ــه ر ــه و ضــاه ﻓ ـ ه ي ـ‬ ‫ت ـ داد ر ــة الع ـ ﻓ ــي ال ــام ــل مــا‬ ‫اﻹ ــان م ـ القل ـ‬ ‫ع ـ ما ي ـ‬
‫ل ال ائ ﻓي س ل ذل ‪.‬‬ ‫ال عاب‪ ،‬و‬
‫م ــه‪ ،‬و ــاز‬ ‫ـاعا أﻗـ‬
‫أوضـ ً‬ ‫دومـا ي ـ‬
‫‪ ..‬اﻹ ان ال ي يـ ﻗ القـ ال ــة داخــل اﻹن ــان و علــه ً‬
‫م ح ود إم اناته‪..‬‬ ‫م اع أع‬
‫ﻓقــال ا‪ :‬ﷲ مــا‬ ‫ــعف‬ ‫‪ ..‬اج ع ي ما أص اب رس ل ﷲ صــلى ﷲ عل ــه وســل ﻓــي م ــة ‪ ،‬و ــان ا قلــة م‬
‫هـ ا القـ آن ُ هـ لهــا ــه قـ ‪ ،‬ﻓ ـ رجــل ُ ـ عه إ ــاه ؟ ﻓقــال ع ـ ﷲ بـ م ــع د‪ :‬أنــا أُسـ عه‬ ‫سـ ع ق ـ‬
‫إ اه‪ .‬ﻓقال ا‪ :‬إنا ن اه عل ‪ ،‬إن ا ن رجﻼ له ع ة ت ه وت عه م ه إذا أرادوه ِ َ ‪ .‬ﻓقال‪ :‬دع ني ﻓإن‬
‫ي‪.‬‬ ‫ﷲس عيو‬
‫جلـ س حـ ل ال ــة‪ ،‬ﻓ قــف ع ـ ال قــام‬ ‫ﻓــي ال ـ ى‪ ،‬وقـ‬ ‫ح ــى أتــى مقــام إبـ ا‬ ‫ثـ ﻏـ ا إلــى ال ـ‬
‫ان )‪َ (3‬عﱠل َ ـ ُه‬ ‫آن )‪َ (2‬خَل ـ َ ِْ‬
‫اﻹ ْن َ ـ َ‬
‫ﱠ‬
‫َعل ـ َ اْلُق ـ ْ َ‬ ‫)‪(1‬‬ ‫ال ـ ح – راﻓ ًع ـا به ــا ص ـ ته ‪ ﴿ -‬ال ـﱠ ْح َ ُ‬ ‫ـ ﷲ ال ـ ح‬ ‫وق ـ أ‪:‬‬
‫‪.[4-1/‬‬ ‫اْل َ َ َ‬
‫ان ﴾‬
‫]ال ح‬

‫مــا جــاء ــه م ـ ‪،‬‬ ‫وقال ‪ :‬مــاذا قــال ابـ أم ع ـ ؟! ت ــا لــه‪ ،‬إنــه ي لـ عـ‬ ‫وم ى ق ؤها‪ ،‬ﻓ أمل ه ق‬
‫ق أ ح ى بلغ م ها ما شاء ﷲ أن ي لغ‪ ،‬ث ان ـ ف إلــى أصـ ا ه والـ م‬ ‫ن وجهه وه‬ ‫وقام ا إل ه وجعل ا‬
‫خ ـ ا عل ـ ‪ ،‬ﻓقــال‪ :‬ﷲ مــا ــان أعـ اء ﷲ أهـ ن ﻓــي ع ــي مـ ه اﻵن‪ ،‬ون‬ ‫ـ ل م ــه‪ ،‬ﻓقــال ا لــه‪ :‬هـ ا الـ‬
‫ه ن)‪.(1‬‬ ‫‪ ،‬لق أس ع ه ما‬
‫لها ﻏ ً ا‪ ،‬قال ا‪ :‬ﻻ‪ ،‬ح‬ ‫ُﻏاديﱠه‬
‫ش ﻷَ‬
‫‪ ..‬وه ا ع و ب ال ح ي أب اءه ال ﻼثة ي ه ون للقاء أع اء ﷲ ﻓــي أُحـ ‪ ،‬ﻓعـ م علــى أن غـ و معهـ‬
‫‪ ،‬وهـ إلــى ذلـ‬ ‫اع ﻓي ال‬ ‫الف ة أج ع ا على م ع أب ه م ا ع م عل ه‪ ،‬ﻓه ش خ‬ ‫إلى ال هاد‪ ،‬ل‬
‫ع ره ‪ ،‬ﻓقال ا لــه‪ :‬ــا أ انــا‪ ،‬إن ﷲ عـ رك‪ ،‬ﻓعــﻼم تُ لــف نف ـ مــا أعفــاك‬ ‫أع ج ش ي الع ج‪ ،‬وق ع ره ﷲ‬
‫ﷲ م ه ؟!‬
‫ـ ه ‪ ،‬ﻓقــال‪ :‬ــا ن ــي ﷲ‪ ،‬إن‬ ‫ال ـ خ م ـ ق ـ له ‪ ،‬وان ل ـ إلــى رس ـ ل ﷲ صــلى ﷲ عل ــه وســل‬ ‫ﻓغ ـ‬
‫ني ع هـ ا ال ـ وهـ ي ـ رع ن ــأني أعـ ج‪ ،‬ﷲ إنــي ﻷرجـ أن أ ــأ ع ج ــي‬ ‫أب ائي ه ﻻء ي ون أن‬
‫ه ه ال ة‪.‬‬
‫ﻓقال رس ل ﷲ صلى ﷲ عل ه وسل ﻷب ائه‪ » :‬دع ه ؛ لعل ﷲ ع وجل أن ي زقه ال هادة «‪ .‬ﻓ ل ا ع ه‬
‫إذعانا ﻷم رس ل ﷲ صلى ﷲ عل ه وسل ‪.‬‬
‫ً‬

‫أعــﻼم ال ـ ﻼء للـ ه ي‪ ،‬وصــفة ال ــف ة ﻻبـ‬ ‫‪ ،314/1‬نقـ ًـﻼ عـ سـ‬ ‫) ‪ ( 1‬ص ر إ ان ة م ح ــاة ال ـ ا ة وال ــا ع‬
‫ال ز ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ــه إلــى ال ـ اء‬ ‫ح زوج ه‪ ،‬ث ات ه إلى الق لة ورﻓع‬ ‫ال وج‪ ،‬ح ى ودع ع و ب ال‬ ‫وما إن ِأزف وق‬
‫ــه أب ــاءه ال ﻼثــة‪ ..‬ول ــا ح ــي‬‫وقــال‪ » :‬اللهـ ارزق ــي ال ــهادة وﻻ ت دنــي إلــى أهلــي خائ ًـا «‪ .‬ثـ ان لـ ُ ـ‬
‫ــي ﻓ ــي‬ ‫و ـ ال ع ــة‪ ،‬وتف ـ ق ال ــاس ع ـ رس ـ ل ﷲ صــلى ﷲ عل ــه وســل ش ـ ه ع ـ و ب ـ ال ـ ح‬
‫ال ع ــل اﻷول و ـ علــى رجلــه ال ـ ة وثً ـا وه ـ قـ ل‪ :‬إنــي ل َ ـ اق إلــى ال ــة‪ ،‬إنــي ل َ ـ اق إلــى ال ــة‪،‬‬
‫و ــان وراءه اب ــه » خ ـ ﱠـﻼد « وم ــازال ال ـ ـ خ وﻓ ــاه اهـ ـ ان عـ ـ رسـ ـ ل ﷲ ص ــلى ﷲ عل ــه وس ــل ح ــى خـ ـ ﱠا‬
‫ات )‪.(1‬‬ ‫اﻻب وأب ه إﻻ ل‬ ‫ب‬ ‫شه ي على أرض ال ع ة‪ ،‬ل‬ ‫ص ع‬
‫ل ال ا ة ‪:‬‬ ‫أع ى‬
‫ﻓع َ ٌ إص ار ع ﷲ ب أم م م على ال هاد وه أع ى‪ ،‬وسف ه مع جـ‬ ‫م أث اﻹ ان َ‬ ‫ون تع‬
‫س ــع بـ ـ أب ــي وق ــاص إل ــى القادسـ ـ ة ل ﻼق ــاة الفـ ـ س‪ ،‬وهـ ـ ﻻ ـ ـ درع ــه‪ ،‬م ـ ـ ل ع ت ــه‪ ،‬ﻓ قـ ـ م ل ــل ار ــة‬
‫ال ا ة !! )‪.(2‬‬ ‫ال ل ‪ ...‬وه أع ى !! و اﻓ عل ها إلى أن ُق ل شه ً ا‪ ،‬وه‬
‫ﱠ‬
‫شﻼ ل اﻹ ان‪:‬‬
‫رضي ﷲ ع ه أخ ار ــة رسـ ل ﷲ صــلى ﷲ عل ــه وســل ﻓــي ﻏـ وة‬ ‫) رو ال ارخ أن جعف ب أبي ال‬
‫ــه‪ ،‬ﻓأخـ ال ا ــة ب ــاره‬ ‫عـ ﻓ ســه‪ ،‬ﻓعق هــا ثـ قاتــل‪ ،‬ﻓق عـ‬ ‫م تــة‪ ،‬ﻓقاتــل بهــا‪ ،‬ح ــى إذا أرهقــه الق ــال اقـ‬
‫ــه‬ ‫صـ ره وم‬ ‫ه‪ ،‬ح ى ق ل وله ثــﻼث وثﻼثـ ن سـ ة‪ ،‬ووجـ ال ــل ن مــا بـ‬ ‫ال ا ة ع‬ ‫ﻓق ع ‪ ،‬ﻓاح‬
‫ـﱡ‬ ‫و ع ة رمح‪ ،‬لها مـ اﻷمــام‪ ،‬ومــات ﻓ ــى الف ــان وهـ‬ ‫ض ةس‬ ‫ج احة‪ ،‬ما ب‬ ‫وما أق ل م ه ت ع‬
‫ب خارف ال ن ا‪.‬‬ ‫إلى ال ة‪ ،‬و غ ى ب ع ائها‪ ،‬و ه‬
‫ﻓي الع وق‪ ،‬ول ة روح ــة ت غلـ‬ ‫عق ة ت غلغل ﻓي اﻷح اء‪ ،‬ون ة إ ان ة ت‬ ‫رهام ﻏ‬ ‫هل ُي‬
‫على ال ع ر اﻷل ؟!‬
‫إلــى ال ــهادة‪،‬‬ ‫إن ه ا ال ﻼل م اﻹ ان واﻻح اب‪ ،‬ورجاء اﻷج وال ـ اب‪ ،‬وال ـ ق إلــى ال ــة‪ ،‬وال ـ‬
‫( )‪.(3‬‬ ‫ئ ال‬ ‫م ه ه ا ال ار ال‬ ‫م ع ‪ ،‬ول ق‬ ‫ًا‪ ،‬ول ُ‬ ‫؛ ﻻزال‬ ‫ول س له ولل م‬ ‫وال‬

‫) ‪.( 42/4‬‬ ‫أعﻼم ال ﻼء ) ‪ ،(54/1‬وتارخ اﻹسﻼم لل ه ي ) ‪ ،( 216/2‬وال ا ة وال ها ة ﻻب‬ ‫)‪(1‬س‬


‫‪ ،132 ،131/1‬نقـ ًـﻼ ع ـ اﻹص ــا ة ﻻب ـ ح ـ ‪ ،‬وال ق ــات ﻻب ـ‬ ‫) ‪ ( 2‬ص ـ ر إ ان ــة م ـ ح ــاة ال ـ ا ة وال ــا ع‬
‫سع ‪ ،‬وصفة ال ف ة ﻻب ال ز ‪ ،‬واﻻس عاب ﻻب ع ال ‪.‬‬
‫ال و ‪.‬‬ ‫) ‪ ( 3‬نف ات اﻹ ان ﻷبي ح‬

‫‪21‬‬
‫وم ث ار اﻹ ان ‪:‬‬
‫ة في ﷲ‬ ‫سادسا‪ :‬ال‬
‫ً‬
‫ـ ف ﻓــي شـ ون‬ ‫ــه سـ انه و أنــه مالـ ال لـ ‪ ،‬ال‬ ‫كل ــا ازداد اﻹ ــان ــا عـ وجــل ازدادت ثقــة الع ـ‬
‫ع ــه أ ح ــة أو سـ ة ﻓــي هـ ا ال ـ ن‪ ..‬القــادر ال ق ـ ر‪ ،‬الغف ـ ر‬ ‫ﻻ تغ ـ‬ ‫ـ ال ـ‬ ‫كــل ذرة ــه‪ ،‬العل ـ ال‬
‫ال ح ‪....‬‬
‫ــه‪ ،‬وقل ــه حاض ـ ًا‬ ‫ـ ح ذه ــه م ــغ ًﻻ ــال ف‬ ‫ت ـ داد ر ــة الع ـ ﻓــي ر ــه‬ ‫و ـ ه ـ ه ال قــة ﻓــي القل ـ‬
‫أش ـ اقه إل ــه‪...‬‬ ‫معــه‪ ..‬ﻓ جــه إل ــه اﻷع ــال‪ ،‬و ـ لــه اﻷﻓعــال ال ــي ت ض ـ ه‪ ُ ..‬ـ م ـ م اجاتــه و ـ‬
‫ث له‪.‬‬ ‫ض ه ل ا ق ﱠ أو زﱠل ق مه‪ ...‬ل م ه ال اع ة ﻓي ل أم ره‪ ،‬وال هادة على ما‬
‫ـ نه ﻻ ل ـ ن لــه‬ ‫ــي مـ ح ـ‬ ‫ال اس ﻓي ن ه وتقــل ال قــة ﻓـ ه ح ــى ت‬ ‫ُغ ح‬ ‫وﻓي ال قابل‪:‬‬
‫ـ غ ي عـ ه ‪ ،‬و ق ــع مـ قل ــه‬ ‫نف ًعـا أو ضـ ا‪ ،‬ﻓــﻼ ي ـ لهـ ﻓــي أﻓعالــه‪ ،‬وﻻ ــعى لعلـ م ل ــه ع ـ ه ‪ ،‬بــل‬
‫ال ع ﻓ ه ‪ ،‬وم ثﱠ ﻻ ي ائ ه أق اله أو أﻓعاله‪..‬‬
‫ــة تع ـ جهـ ًـﻼ ع ً ـا ــا ع ـ وجــل‪ ،‬وضــع ًفا ش ـ ي ً ا فــي اﻹ ــان ــه‪ ..‬ه ـ ه‬ ‫إن ال ــاء ص ـ رة‬
‫ل وت ي تلقائ ا ب ادة اﻹ ان ال قي ا وال قة ه‪.‬‬ ‫ها أن ت‬ ‫رة‬ ‫ال‬
‫ال اغ ن في ﷲ‪:‬‬
‫ـ عـ ق ــال بـ ر‪ ،‬ﻓقــال‪ :‬ــا رسـ ل‬ ‫بـ ال‬ ‫بـ مالـ رضــي ﷲ ع ــه‪ :‬ﻏــاب ع ــي أنـ‬ ‫ق ل أن ـ‬ ‫‪-‬‬
‫َلَ َ َ ﱠ ﷲ م ي ما أص ع‪.‬‬ ‫‪ ،‬ل أشه ني ﷲ ﻗ ال ال‬ ‫ﷲ‪ ..‬ﻏ ُ ع أول ق ال قاتل ه ال‬
‫(‪،‬‬ ‫ﻓل ــا ــان يـ م أُحـ وان ــف ال ــل ن‪ ،‬قــال‪ :‬اللهـ إنــي أع ـ ر إل ـ م ــا صـ ع هـ ﻻء ) ع ــي‪ :‬ال ــل‬
‫(‪ ،‬ث ـ تق ـ م ﻓاس ـ ق ل ســع ب ـ معــاذ‪ ،‬ﻓقــال‪ :‬ــا ســع ‪ ،‬ال ــة ورب‬ ‫وأبـ أ إل ـ م ــا ص ـ ع ه ـ ﻻء ) ع ــى‪ :‬ال ـ‬
‫ع أن أصف ما ص ع)‪.(1‬‬ ‫‪ ،‬إني أج ر ها دون أح ‪ .‬قال سع ‪ :‬ﻓ ا أس‬ ‫ال‬
‫وقــال‪ :‬أﻻ تـ ع ﷲ ؟ ﻓقلـ ‪:‬‬ ‫‪ -‬و ق ل سع ب أبي وقاص‪ :‬ل ا ان » أحـ « لق َ ــي ع ـ ﷲ بـ ج ـ‬
‫بلــى‪ .‬ﻓ ل نــا ﻓــي ناح ــة‪ ،‬ﻓ ـ ع ت‪ ،‬ﻓقل ـ ‪ :‬ــارب إذا لق ـ الع ـ و ﻓَلِّق ــي رجـ ًـﻼ ش ـ ي ً ا أســه‪ ،‬ش ـ ي ً ا ح ـ ده‪ ،‬أقاتلــه‬
‫و قاتل ي‪ ،‬ث ارزق ي ال ف عل ه ح ى أق له وآخـ ســل ه‪ ،‬ﻓــأ ﱠم ع ـ ﷲ بـ ج ـ علــى دعــائي‪ ،‬ثـ قــال‪ :‬اللهـ‬
‫ـ ع أنفــي وأذنــي‪ ،‬فــإذا لق ـ غـً ا‬ ‫رجﻼ ش ي ً ا ح ده‪ ،‬ش ي ً ا أسه‪ ،‬أقاتلــه ـ و قــاتل ي‪ ،‬ثـ أخـ ني‬
‫ارزق ي ً‬
‫وفي رس ل ‪ ،‬ف ق ل‪ :‬ص ﻗ ‪.‬‬ ‫ُج ع أنف وأذن ؟ فأﻗ ل‪:‬‬ ‫ﻗل ‪:‬‬
‫خ ًا مـ دعـ تي‪ ،‬لقـ رأي ــه آخـ ال هــار‪ ،‬ون أنفــه وأذنــه ل علقــان‬ ‫قال سع ‪ :‬ان دع ة ع ﷲ ب ج‬
‫ﻓي خ )‪.(2‬‬

‫)‪ ،1032 / 3‬ب ق ‪.(2651‬‬ ‫) ‪ ( 1‬رواه ال ار‬


‫ال ـ‬ ‫) ‪ ( 2‬أخ جــه ال هقــي ﻓــي س ـ ه ) ‪ ،( 307/6‬وال ــاك ﻓــي ال ـ رك ) ‪ ( 86/2‬وقــال‪ :‬ص ـ ح علــى ش ـ‬
‫)‪.( 112/1‬‬ ‫ول ُ جاه‪ ،‬وأورده ال ه ي ﻓي ال‬

‫‪22‬‬
‫م ـ ه أن ي ـ ه ل ــع ر ع ـ ‪،‬‬ ‫رض ــي ﷲ ع ــه لــ‬ ‫بـ عـ‬ ‫‪..‬وع ـ ما أراد م ـ ا م ــة ق ــل خ ــ‬
‫ج ًعا‬ ‫ا أني إن ا ﱠ ل‬ ‫أت ه ا وأح ه ا‪ ،‬ث أق ل على الق م ﻓقال‪ :‬أما ﷲ‪ ،‬ل ﻻ أن ت‬ ‫ﻓ اﻓق ا‪ .‬ﻓ ع ر ع‬
‫ت م ال ﻼة‪ .‬ث رﻓع ه على خ ة‪ ،‬ﻓل ا أوثق ه قال‪ :‬الله إ ﱠنا ق بلغ ا رسالة رس ل ‪ ،‬ﻓ لغــه‬ ‫م الق ل ﻻس‬
‫ع ب ا‪..‬‬‫الغ اة ما ُ‬
‫شع ًا قال ه ‪:‬‬ ‫و ع أن صل ه أن‬
‫ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ا العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ش صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـِّ ني عل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا ُيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ادﻓقـ ـب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع ا ل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي وقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان م عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬
‫ـارك علـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى أوصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال ِش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـْل ٍ م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﱠع‬
‫وذلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي ذات اﻹل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه ون ـ ـ ـ ـيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأ‬
‫لع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا أح ِفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْل إذا مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ م ـ ـ ـ ـ ـعـ ـل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــلـىا أ حـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي ﷲ م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ عي‬
‫ً‬

‫ـ ) ‪ ،( 130/3‬وحل ــة اﻷول ــاء ﻷب ــي ُن ـ ) ‪ ،( 113/1‬وس ـ‬ ‫) ‪ ( 1‬س ـ ة اب ـ ه ــام ) ‪ ،( 172/2‬وس ـ ة اب ـ‬


‫أعﻼم ال ﻼء لل ه ي )‪.(48/1‬‬

‫‪23‬‬
‫وم ث ار اﻹ ان‬
‫اﻷف اد‬ ‫ﻼت ب‬ ‫سا ًعا‪ :‬اخ فاء ال اه ال ل ة وﻗلة ال‬
‫على اﻹرادة‪.‬‬ ‫و‬ ‫عف اﻹ ان‪ :‬عل اله‬ ‫ع ما‬
‫أ اعها على إرادة اﻹن ــان‬ ‫ة ال ف‬ ‫مع اها س‬ ‫ل ما ت ل إل ه ال ف ‪ ،‬أ أن ﻏل ة اله‬ ‫ه‬ ‫واله‬
‫ح أس ً ا لها‪.‬‬ ‫وقل ه‪،‬‬
‫م القل‬ ‫‪ -‬ع ما ي‬ ‫أ ع ه ا اله‬ ‫أن ه نفعها ﻓ‬ ‫اﻻس ار ل ما ت‬ ‫ش ةت‬ ‫ﻓال ف‬
‫‪.‬‬ ‫على حق ق اﻵخ‬ ‫‪ -‬ال ع وال ل وال ل وال ع‬
‫وال ق ‪.‬‬ ‫عل ها أح ﻓ ج ع ذل ال‬ ‫وت ه أن ي‬ ‫دوما العل على اﻵخ‬
‫ً‬ ‫ت‬ ‫وال ف‬
‫علــى القل ـ ‪ :‬ال ـ ب والغ ـ‬ ‫ـ‬ ‫ع ـ ما‬ ‫ــأ ع ـ ه ـ ا اله ـ‬ ‫ــئ ﻓ‬ ‫ه ـ ال‬ ‫ت ـ ه ال ه ـ ر‬ ‫وال ـ ف‬
‫وال اع‪..‬‬
‫ة‪...‬‬ ‫أ ع ذل ‪ :‬الف ق وع م ال ام اﻷوام ال‬ ‫ﻓ‬ ‫اق وال ال‬
‫وال ف ت ه ال ّ‬
‫ال ف ‪.‬‬ ‫ﻼت م ضعف اﻹ ان وﻏل ة ه‬ ‫وه ا ت ل ج ع ال اه ال ل ة وال‬
‫ن إصﻼح اﻹ ــان‪ ،‬ف ل ــا ازداد‬ ‫اه ه ال ل ة إن ا‬ ‫ل م‬ ‫ع ال‬ ‫وال ل اﻷول واﻷم ل لعﻼج ال‬
‫اﻹ ان فــي القلـ ب ان ـ تــأث الهـ عل هــا وﻗ ـ اﻹرادة ودفعـ صــاح ها ل ــارم اﻷخــﻼق ومعال هــا‪..‬‬
‫اء َل ِغي ع ه عَلى عـ ٍ ِإ ﱠﻻ اﱠلـ ِ ي آَم ـ ا وع ِ ُلـ ا ال ﱠ ـ ِال ِ‬‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ات﴾‬ ‫َ‬ ‫َ َُ َ َ‬ ‫تأمل ق ل ﷲ تعالى‪َ ﴿ :‬وِ ﱠن َ ًا م َ اْل ُ َل َ َ ْ َ ْ ُ ُ ْ َ َ ْ‬
‫]ص‪.[24/‬‬
‫ﻼت‪:‬‬ ‫ة ل ل ال‬ ‫إ قا اﻹ ان ه ال ا ة ال‬
‫م ال ـ ﻼت‪ ،‬ﻓفــي ــل اﻷجـ اء اﻹ ان ــة‬ ‫إن الع ل على ز ادة اﻹ ان ﻓي القل ب ه ال ل اﻷول ل‬
‫ـ ع ال ع ـ ات‪ ،‬و ـ وض‬ ‫ت ـ ع القل ـ ب ل ـ اعي العف ـ وال ــفح وال ــامح وال غــاض ع ـ الهف ـ ات‪ ،‬ﻓاﻹ ــان‬
‫اته ال ــي قـ ت ـ و‬ ‫ما ح ً ا نهائ ا مـ خــﻼل ســل‬ ‫على ش‬ ‫ال ف س‪ ،‬ل ل ﻓإنه ل م ال اس أن ن‬
‫م ه ﻓي حالة ضــعف إ انــه‪ ،‬ولـ مـ ال اسـ ـ ل أن تـ ﻓع ا تلـ ال ـ ﻓات إلــى م اجه ــه وات ــاذ م قــف‬
‫ــار ل ف ــه وث ــات صـ ة م قفــه‪ ،‬ﻓ ـ داد اﻷمـ ر تعق ـً ا‪،‬‬ ‫م اد م ه؛ ﻷن ذل ق ي د إلى اﻻج هــاد ﻓــي اﻻن‬
‫ـل‬ ‫ل ـ ل ﻓــال ق ح ﻓــي م ــل ه ـ ه ال ــاﻻت أن ت ـ ن ال ا ــة هــي الع ــل علــى إ قــا اﻹ ــان ﻓــي القل ـ ب‪ ،‬ﻓ‬
‫ع إلى م ضاة ﷲ ع وجل‪.‬‬ ‫عى ﻓ ها ال‬ ‫ة إلى أج اء ص ة‬ ‫ت ر ا اﻷج اء ال‬
‫أمامــه‪ ،‬ع ـ ذلـ سـ غ‬ ‫ال ـ ء وراءه ول ـ‬ ‫– نف ـ‬ ‫ح – ﻓي الغال‬ ‫ﻓفي م ل ه ه اﻷج اء اﻹ ان ة ت‬
‫ﻼت تلقائ ا إذن ﷲ‪.‬‬ ‫م ال‬ ‫ال واﻓع‪ ،‬وت هي ال‬
‫عــة ال ـ ة ومــا ت لــه مـ ضــعف تــأبى‬ ‫اﻷﻓـ اد‪ ،‬ﻓال‬ ‫مع ــى هـ ا هـ انعـ ام حـ وث ال ـ ﻼت بـ‬ ‫لـ‬
‫ع أص ابها حاد اﻹ ان ي اد‬ ‫– ت ن ه ة‪ ،‬عارضة س عان ما ت ول ع ما‬ ‫ذل ‪ ،‬ول ها ‪ -‬إن ح ث‬
‫ِ‬
‫عل ه أن اتق ا ﷲ ﴿ ن ْع َ اْل َع ْ ُ ِإﱠن ُه أﱠَو ٌ‬
‫اب ﴾ ]ص‪.[30/‬‬

‫‪24‬‬
‫ي على ق ــع ال فقــة ال ــي ــان ي فقهــا علــى م ـ ح بـ أثاثــة‬ ‫ال‬ ‫فعلى س ل ال ال‪ :‬ع ما ع م أب‬
‫﴿َوَﻻ َ ْأَت ـ ِل أُوُل ـ‬
‫ﻷنــه ــان م ـ ت ل ـ ﻓــي حادثــة اﻹﻓ ـ ن ـ ل الق ـ آن ل ُ ـ ّ ه وﻏ ـ ه ف ـ لة العف ـ ق لــه تعــالى‪:‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ا أ ََﻻ تُ ِ ﱡ َن أ ْ‬
‫َن‬ ‫ِ‬ ‫اْلَف ْ ِل م ْ ُ ْ َوال ﱠ َعة أ ْ‬
‫َن ُي ْ تُ ا أُولِي اْلُق ْ َى َواْل َ َ اك َ َواْل ُ َهاج ِ َ ﻓي َسِ ل ﱠ َوْل َ ْعُف ا َوْل َ ْ َف ُ‬
‫َ ْغ ِف َ ﱠ ُ َل ُ ْ َ ﱠ ُ َﻏُف ٌر َر ِح ٌ ﴾ ]ال ر‪ [22/‬ﻓع ذل قال ال ي ‪ :‬بلى ﷲ إ ّنـا ن ـ أن تغفـ ل ــا ــا ر ــا‪،‬‬
‫ث أرجع إلى م ح ما ان له م ال فقة‪ ،‬وقال‪ :‬ﷲ ﻻ أن عها م ه أب ً ا )‪.(1‬‬
‫ــان إلــى رسـ ل ﷲ صــلى ﷲ عل ــه وســل ‪ ،‬ﻓ ــاذا‬ ‫‪ ..‬وع ـ ما اخ لــف رجــﻼن علــى م ـ اث ب ه ــا وذ ــا‬
‫ﻓعل معه ا ؟!‪.‬‬
‫ـ ان إلــى رسـ ل ﷲ صــلى ﷲ عل ــه‬ ‫عـ أم ســل ة رضــي ﷲ ع هــا قالـ ‪ :‬جــاء رجــﻼن مـ اﻷن ــار‬
‫ـ ن‬ ‫ب ه ا ب ة‪ ،‬ﻓقــال رسـ ل ﷲ صــلى ﷲ عل ــه وســل ‪ » :‬إن ـ ت‬ ‫ل‬ ‫ب ه ا ق ُد ِرس‬ ‫وسل ﻓي م ار‬
‫على ن ـ مــا أسـ ع‪ ،‬ﻓ ـ ق ـ‬ ‫ﻓإني أق ي ب‬
‫أل َ ُ ﱠ ه م‬ ‫ع‬
‫‪ ،‬ولعل ع‬ ‫إلي ون ا أنا‬
‫ّ‬
‫اما ﻓي ع قه ي م ال امة « ى‬ ‫له م ح أخ ه ش ًا ﻓﻼ أخ ه‪ ،‬ﻓإن ا أق ع له ق عة م ال ار أتي بها إس ً‬
‫ال ـ جﻼن وق ــال ــل واح ـ م ه ــا‪ :‬حق ــي ﻷخ ــي‪ .‬ﻓق ــال رس ـ ل ﷲ ص ــلى ﷲ عل ــه وس ــل ‪ » :‬أم ــا إذ قل ــا ﻓاذ ــا‬
‫)‪.(2‬‬
‫صاح ه«‬ ‫لل ل واح م‬ ‫ث اس ه ا ث ل‬ ‫ﻓاق ا ث ت ﱠخ َا ال‬
‫غ ائ ب ر‪:‬‬
‫ـ ة م ــا أد إلــى اخ ـ ﻼف‬ ‫ه ــاك ﻏ ــائ‬
‫ﻓــي ﻏ ـ وة ب ـ ر ان ـ‬ ‫ـ ال ــل ن علــى ال ـ‬ ‫ع ـ ما ان‬
‫معال ــة هـ ه‬ ‫ت ﱠـ‬ ‫ع ال اب أنه أح ِم ﻏ ه مـ ال ـ خ‪ ..‬ﻓ ـ‬ ‫ة ت زعها‪ ،‬و‬ ‫حل‬ ‫ال ع‬
‫لة؟‬ ‫ال‬
‫صـلِ ُ ا‬ ‫ِ ﱠ‬ ‫ال ُقـ ِل ْاﻷَنَفـ ِ ِ‬
‫ن ل س رة اﻷنفال و أت ق له تعالى‪ ﴿ :‬أَلُ َن َ َع ِ ْاﻷ َْنَف ِ‬
‫ال ﱠ َوال ﱠ ُسـ ل َﻓـاتُق ا ﱠ َ َوأَ ْ‬
‫ْ ُ‬ ‫َْ‬
‫ات َب ْ ِ ُ ْ َوأَ ِ ُع ا ﱠ َ َوَرُس َلهُ ِإ ْن ُ ْ ُ ْ ُم ْ ِمِ َ ﴾ ]اﻷنفال ‪ .[1 :‬ﻓ ج الغ ــائ مـ أيـ يه ت ا ًمـا‪ ،‬وأصـ‬
‫َذ َ‬
‫ورس له‪.‬‬
‫ث ب أت اﻵ ات ت ِّ ه اﻹ ان وعﻼماته‪ ،‬وأوردت ع صفات ال م ل ع ض ــل مـ ه نف ــه عل هــا‬
‫َي ََ ﱠ ُلـ َن )‪(2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﱠِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إ َ ا ًنـا َو َعَلـى َرِّهـ ْ‬ ‫﴿ إﱠن َ ا اْل ُ ْ م ُ َن ال ي َ إ َذا ُذك َ ﱠ ُ َوجَل ْ ُقُل ُ ُه ْ َوِ َذا ُتل َ ْ َعَل ْ ه ْ آَاتُهُ َزَاد ْت ُهـ ْ‬
‫وم ْغ ِفـ َةٌ وِرْز ٌق‬ ‫ِ‬ ‫درجـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﱠِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ات ع ْ ـَ َرِّهـ ْ‬‫ََ َ ٌ‬ ‫اه ْ ُي ْ فُقـ َن )‪ (3‬أُوَل ـ َ ُهـ ُ اْل ُ ْ م ُـ َن َحقـا َل ُهـ ْ‬ ‫ال ي َ ُ ُ َن ال ﱠ َﻼ َة َو ِم ﱠ ا َرَزْقَـ ُ‬
‫َك ِ ٌ ﴾ ]اﻷنفال ‪. [4 - 2 :‬‬

‫‪.260 ،259/3‬‬ ‫ﻻب‬ ‫الق آن الع‬ ‫)‪ (1‬تف‬


‫اﻷرنـ و ‪ :‬إسـ اده ح ـ ‪ ،‬وابـ أبــي شـ ة ) ‪ .( 353/7‬واﻹسـ ام‪:‬‬ ‫) ‪ ،(320/6‬وقال شع‬ ‫)‪ (2‬أخ جه اﻹمام أح‬
‫هي ال ي ة ال ي ُت ﱠ ك بها ال ار‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ﻓــي نف ــه‪ ،‬وأيـ هـ مـ هـ ه ال ــفات‪ ،‬وهــل هـ‬ ‫أح ع ه ه اﻵ ات ﻓي الغ ائ ‪ ،‬أم أنه سـ ف‬ ‫ﻓهل ف‬
‫م م حقا أم ﻻ؟‬
‫ـ‬ ‫ثـ ت ــي ال ـ رة ﻓ ـ ه ــا َمـ ﱠ ﷲ علـ ه مـ ن ـ ع ـ ﻓــي هـ ه الغـ وة ال ار ــة‪ ،‬وأن هـ ا ال‬
‫كــان م ـ ع ـ ﷲ ع ـ وج ــل وح ـ ه‪ ،‬ﻻ م ـ ع ـ أنف ــه ‪ ،‬ﻓلق ـ ﻏ ﱠ ـه ال ع ــاس‪ ،‬وأن ـ ل عل ـ ه الغ ـ ‪ ،‬وأم ـ ه‬
‫ع وه ‪.‬‬ ‫أق امه ‪ ،‬وأوه‬ ‫ال ﻼئ ة‪ ،‬وس د رم ه ‪ ،‬وث‬
‫ُ ل ب ال ء وقل ه‪.‬‬ ‫ورة اﻻس ا ة وال س ل‪ ،‬وت ِّ ﻓه أن ﷲ‬ ‫ث ت ه اﻵ ات‬
‫ـ َعُف َن ِﻓ ـي‬ ‫َوا ْذ ُك ـ ُ وا ِإ ْذ أَ ْن ـ ُ ْ َقلِ ـ ٌـل ُم ْ َ ْ‬ ‫ـعف ‪﴿ :‬‬ ‫ــان ا م‬ ‫وتع ـ د اﻵ ــات ب ـ اك ته إل ــى أ ــام م ــة ح ـ‬
‫ات َل َعﱠل ُ ـ ْ تَ ْ ـ ُ ُ و َن ﴾‬ ‫ال ﱠ ِ ـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﱠ‬
‫]اﻷنفــال ‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫اك ْ َوأَﱠي ـَ ُك ْ ِب َ ْ ـ ِِه َوَرَزَق ُ ـ ْ م ـ َ‬ ‫َن َي ـ َ َ َف ُ ُ ال ﱠ ـ ُ‬
‫اس َﻓ ـ َآو ُ‬ ‫ْاﻷ َْر ِ‬
‫ض تَ َ ـا ُﻓ َن أ ْ‬
‫‪.[26‬‬
‫و ارج ــع ــل واحـ ـ مـ ـ ه إ ان ــه‪ ،‬ون ــي أمـ ـ الغ ــائ ‪ ..‬ج ــاءت اﻵ ــة ال اد ــة‬ ‫و ع ـ أن ت ـ ـ دت القلـ ـ ب ‪،‬‬
‫َن ِﱠ ِ خ ـه ولِل ﱠ س ـ ِل وِل ـِ‬ ‫اعَل ُ ـ ا أَﱠن َ ـا َﻏِ ْ ـ ُ ْ ِم ـ ْ َش ـي ٍء َﻓ ـأ ﱠ‬
‫َُُ ُ َ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ـ الغ ــائ ﴿ َو ْ‬ ‫ــة تق‬ ‫ـ ث عـ‬ ‫ل‬ ‫واﻷر ع ـ‬
‫آم ْــ ُ ْ ِـ ـا ﱠ ِ َو َمــا أ َْن َ ْل َــا َعَلــى َع ْـ ـ ِ َنا َي ـ ْ م اْلُف ْ َقـ ـ ِ‬
‫ان َيــ ْ َم اْل ََقــى‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫اْلُق ـى واْل َـ ـامى واْل ــ ِ‬
‫اك ِ َوا ْبــ ِ‬
‫ال ﱠ ــ ل إ ْن ُ ْـ ـ ُ ْ َ‬‫َْ َ َ َ َ َ َ‬
‫َ‬
‫ان َ ﱠ ُ َعَلى ُ ِّل َشي ٍء َق ِ ي ٌ ﴾ ]اﻷنفال ‪.[41 :‬‬‫اْل َ ْ َع ِ‬
‫ْ‬

‫‪26‬‬
‫وم ث ار ش ة اﻹ ان ال ار ة‬
‫اﻹ ابي في ال اس‬ ‫ثامً ا‪ :‬ال أث‬
‫ل ـ علــى ال ــل ﻓق ـ أن ـ ن صــال ً ا ﻓــي نف ــه‪ ،‬بــل عل ــه أن ع ــل علــى إصــﻼح ﻏ ـ ه ﴿ َ ـا ُب َ ـ ﱠي أَِق ـ ِ‬
‫َصا َ َ ِإ ﱠن َذلِ َ ِم ْ َع ْ ِم ْاﻷ ُُم ِر﴾ ]لق ان‪.[17/‬‬ ‫اص ْ َعَلى َما أ َ‬
‫وف و ْان َه َع ِ اْل ْ َ ِ و ِ‬
‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ال ﱠ َﻼة وأْم ِاْل ع ِ‬
‫َ َ ُْ َ ُْ‬
‫ال ِإﱠنِ ي ِم َ اْل ُ ْ لِ ِ َ ﴾]ﻓ ل ‪.[33/‬‬ ‫﴿ وم ْ أَح َق ًﻻ ِم ﱠ ْ َدعا ِإَلى ﱠ ِ وع ِ ل ِ‬
‫صال ً ا َوَق َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َُْ ْ‬
‫َج َ اْل ُ ْ لِ ِ َ ﴾ ]اﻷع اف‪.[170/‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﱠِ‬
‫ام ا ال ﱠ َﻼةَ ِإنﱠا َﻻ ُن ُع أ ْ‬ ‫﴿ َوال ي َ ُ َ ّ ُ َن اْل َاب َوأََق ُ‬
‫ﻓال ـ ـ ع ة إلـ ــى ﷲ هـ ــي ع ـ ــل ال سـ ــل وأت ـ ــاعه ﴿ُق ـ ـ ْل َه ـ ـِ ِه َس ـ ـِ لِي أ َْد ُع ـ ـ ِإَل ـ ـى ﱠ ِ َعَل ـ ـى َ ِ ـ ـ َ ٍة أَ َن ـ ـا َو َم ـ ـ ِ‬
‫اتﱠَ َعِ ي﴾]ي سف‪.[108/‬‬
‫ـ ل م وجـ د روح حــي‪،‬‬ ‫اﻹ ــابي فـ ه ‪ ..‬هـ ا ال ــأث‬ ‫ون اح ال ا ة في دع تــه لل ــاس ع ــي ال ــأث‬
‫ُ ُج ﻼمه م ًﻼ ال ﻗة وال فقة علـ ه ‪ ..‬وﻻ‬ ‫‪،‬‬ ‫ه ﻹنقاذ اﻵخ‬ ‫على ﻗل ه ت‬ ‫ور ة جارفة ته‬
‫ه في ﻗل ه‪.‬‬ ‫به ه ال الة إﻻ م خﻼل ق ة اﻹ ان وت‬ ‫ال ل‬
‫ـق‬ ‫‪ ..‬اﻹ ان ال ــي يـ ﻓع صــاح ه لل ـ ء ب ف ــه ﻓــي ال ــام الع ــل ال ــالح ق ــل أن يـ ع ال ــاس إل ــه‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫ق له ﻓعله‪ ،‬وم ثَ ﱠ ي داد تأث ه ﻓي اﻵخ‬
‫ـ ة‪ ،‬ال ــي تُ ـ ك‬ ‫ها الع ل هي ال ل ــة ال‬ ‫اح ها اﻻنفعال‪ ،‬و‬ ‫ة ال ي‬ ‫‪ :‬ال ل ة ال‬ ‫قلس ق‬
‫إلى الع ل‪.‬‬ ‫اﻵخ‬
‫ـ ق ﻓعلــه ق لــه‪ ،‬ﻓــإن ل اتــه تقــف علــى أبـ اب اﻵذان ﻻ ت عـ اها إلــى القلـ ب مه ــا‬ ‫و ق ل‪ :‬أ ا دا ة ﻻ‬
‫ل اته ارعة‪ ،‬و اراته بل غة)‪.(1‬‬ ‫كان‬
‫م ى ن ث في ال اس‪:‬‬
‫إن تغ حــال اﻷمــة اﻷلـ لـ يـ إﻻ إذا ﻏﱠـ أب اؤهــا مــا أنف ــه ‪ ،‬ألـ قــل سـ انه ﴿ ِإ ﱠن ﱠ َ َﻻ ُ َغِّـ ُ َمـا‬
‫َِق ْ ٍم َح ﱠى ُ َغِّ ُ وا َما ِأ َْنُف ِ ِه ْ ﴾ ]ال ع ‪.[11 :‬‬
‫‪ ..‬ﻓ جة ال اد ة ﻓي ُعل ‪ ،‬وان اب ال ل ن‬ ‫اﻷم ال‬ ‫نا أن ه ا ال غ ل‬ ‫وال اقع‬
‫اﻷرض ﻓ ــي ازد ــاد‪ ،‬ول ــي ي ـ اﻷخ ـ أي ـ يه إل ــى تغ ـ م ــا أنف ــه ‪ ،‬وتق ــة اﻹ ــان ﻓ ــي قل ـ ه ‪ ،‬وت ـ ح‬
‫إ اًنـا ق ــا ارسـ ً ا‬ ‫اﻹ ابي ال ائ ﻓ ه ؛ ﻻب مـ وجـ د رجــال مـ م‬ ‫اﻷﻓ ار وال ع ق ات ﻓي عق له ‪ ،‬وال أث‬
‫ال ه ات‪.‬‬ ‫ال اس على ال وج م‬ ‫أمام أم اج ال اد ة العات ة‪ ،‬وُع‬ ‫كال ال‬
‫الـ وح ال ِق ــة‪ ،‬واﻹ ــان‬ ‫ال ـ هج‪ ،‬صــاح‬ ‫هي وجـ د ال ـ‬ ‫ة لل غ‬ ‫م ه ا نق ل أن ال ا ة ال‬
‫ح ُو ِج َ ت معه أس اب ال اح ج ًعا‪.‬‬ ‫ال ا‪ :‬إذا ُو ِج ال م ال‬ ‫ال ي‪ ،‬و ا ق ل اﻹمام ح‬

‫) ‪ ( 1‬ﻓي ﻼل الق آن ‪.2369/4‬‬

‫‪27‬‬
‫القل ب ب ﷲ ‪:‬‬
‫صــا‪ ،‬ور ــة ﻓ ــي نف ــع‬
‫ف ـ ح القلـ ـ ب ل ــﻼم الـ ـ عاة هــ ﷲ عـ ـ وج ــل ﻓ ــإن أر مــ ه صـ ـ ًقا وخﻼ ً‬ ‫إن ال ـ‬
‫ال ع ‪ ،‬وشفقة صادقة عل ه ﻓإنه س انه ف ح له – ف له – قل ه ‪.‬‬
‫ا ﻓي‬ ‫م لة الع ع ره اﻹ ان أح ه ﷲ ع وجل‪ ،‬وم ثَ ﱠ وضع له الق ل ﻓي اﻷرض‬ ‫و ل ا عل‬
‫ــه ج ــل‪ ،‬ﻓ ــاد ج ــل ﻓــي أهــل‬‫ال ي ‪ » :‬إذا أحـ ﷲ ع ـً ا نــاد ج ــل‪ :‬إن ﷲ ـ ﻓﻼًنـا ﻓأح ــه‪،‬‬
‫ه أهل ال اء ث ي ضع له الق ل ﻓي اﻷرض «)‪.(1‬‬ ‫ﻓﻼنا ﻓأح ه‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ال اء‪ :‬إن ﷲ‬
‫ُت َلح ل رع ‪:‬‬ ‫أصلح نف‬
‫ي ان راحلة ع و بـ العــاص رضــي ﷲ ع ــه‬ ‫ال ي رضي ﷲ ع ه وه‬ ‫‪ ..‬ان إلى أبي‬
‫قائﻼ‪ » :‬ا ع و‪ ،‬ات ﷲ ﻓــي سـ ائ ك وعﻼن ـ‬
‫ال جه إلى ال ام ً‬ ‫وه ي ص ه ق ل سف ه على رأس ال‬
‫واس ه‪ ،‬ﻓإنه ي اك و ع ل ‪ ..‬ﻓ م ع ال اﻵخـ ة‪ ،‬وأ َِرد ــا تع ــل وجــه ﷲ‪ ،‬و ـ والـً ا ل ـ معـ ‪ ،‬وﻻ‬
‫ت ــف ال ــاس عـ ـ أسـ ـ اره ‪ ،‬واك ـ ِ‬
‫ـف عﻼن ـ ـ ه ‪ ..‬وذا وع ـ ـ أصـ ـ ا ﻓ ــأوج ‪ ،‬وأص ــلح نف ـ ـ تُ ـ ـَلح لـ ـ‬
‫«)‪.(2‬‬ ‫رع‬
‫إلــى ع ـ ﻓـ عاه ﻓ ــان م ــا‬ ‫ــاب‪ ،‬ثـ عـ‬ ‫ال ـ ت أوصــى اسـ ﻼف ع ـ بـ ال‬ ‫أا‬ ‫‪ ..‬ول ا ح‬
‫ﷲ‬ ‫م ـ مــا خف ـ‬ ‫ل ـ ﻓـ ق‬ ‫وصــاه ــه‪ :‬إن أول مــا أح ـ رك نف ـ ‪ ،‬وأح ـ رك ال ــاس‪ ..‬ﻓــإنه ل ـ ي ال ـ ا خــائف‬
‫وَﻓ َ ْق ه)‪.(3‬‬
‫اب ال رع)‪.(4‬‬ ‫ب ال‬ ‫وع ال ِ َ ر ب م مة قال‪ :‬ا ن عل م ع‬

‫) ‪ ( 1‬م ف عل ه‪ ،‬أخ جه ال ار )‪ ،1175/3‬رق ‪ ،(3037‬وم ل )‪ ،2030/4‬رق ‪.(2637‬‬


‫ا ة ‪.544/1‬‬ ‫) ‪ ( 2‬ح اة ال‬
‫ا ة ‪.541/1‬‬ ‫) ‪ ( 3‬ح اة ال‬
‫) ‪ ( 4‬أخ جه اب سع )‪.(290/3‬‬

‫‪28‬‬
‫وم ث ار اﻹ ان‪:‬‬
‫ة‬ ‫تاسعا‪ :‬ات اذ الق ارات ال‬
‫ً‬
‫ــه‪ ،‬أو أذ‬ ‫يل ـ‬
‫ي ع ـ ض ال ـ ء ﻓــي ح اتــه ل اقــف ت ــاج م ــه إلــى ات ــاذ ق ـ ارت ق ـ ي ـ ج ع هــا نق ـ‬
‫ددا ق ل ات اذها‪ ،‬و ل ُف ِّ ـ ﻓ هــا‪ ،‬و ـ ازن بـ ال اجـ الـ ي ي‬ ‫ُ ه‪ ،‬أو ض اﻵخ م ه‪ ،‬ل ل ت ه م ً‬
‫ُ ﱡه على ﻓعل ال يء و اﻷض ار ال ي ق ت ت على ﻓعله‪ ،‬م ا ق ي د ﻓي ال ها ة إلى ت ك ال ــام‬ ‫ال‬
‫ة ﻓي دن اه وآخ ته‪.‬‬ ‫ه‪ُ ،‬فِّ ت على نف ه م الح‬
‫اﻹ ان م ه‪ ،‬وﻓــي ال قابــل ؛ ل ــا ازداد اﻹ ــان َقـ ِ القلـ‬ ‫وع م ت‬ ‫ضعف القل‬‫َ‬ ‫‪ ..‬ه ا ال ال ع‬
‫سل ي عل ه‪..‬‬ ‫ن لها م ال اح ة ال اه ة تأث‬ ‫وسهل على صاح ه ات اذ الق ارات ال ي ق‬
‫ومـ ـ أم ل ــة هـ ـ ه القـ ـ ارات‪ :‬ال ــهادة علـ ــى الـ ـ ف أو اﻵخـ ـ ‪ ،‬اﻻع ـ ـ اف ال ــأ‪ ،‬ق ـ ـ ل ال ُ ــح‪ ،‬اﻷمـ ـ‬
‫الع ـ ة‪ ،‬ال ـ ة ــا ــه‬ ‫ُ‬ ‫ــال ع وف وال هــي عـ ال ـ لﻸصـ قاء وأصـ اب ال اصـ ‪ ،‬اﻹنفــاق ﻓــي وقـ‬
‫ال ء‪..‬‬
‫ن اذج م ﻗة‪:‬‬
‫ه ا ال ع ى ‪:‬‬ ‫ا ة‪ ،‬وال ي ت‬ ‫اﻷم لة الع ل ة م ح اة ال‬ ‫أخي القار ع‬ ‫ول‬
‫ﻻ‬ ‫ــاب رضــي ﷲ ع ــه وعلــى عاتقــه ق ــة مــاء‪ ،‬ﻓقلـ ‪ :‬ــا أم ـ ال ـ م‬ ‫ع ـ بـ ال‬ ‫‪ -‬قال ع وة‪ :‬رأي‬
‫أن أك ـ ها‪ ،‬وم ــى‬ ‫ﻓــي نف ــي ن ـ ة‪ ،‬ﻓأح ـ‬ ‫ي غي ل ذل ‪ ،‬ﻓقال‪ :‬ل ﱠ ا أت ــي ال ﻓـ د ال ـ ع وال اعــة دخلـ‬
‫الق ة إلى ح ة ام أة م اﻷن ار ﻓأﻓ ﻏها ﻓي إنائها )‪.(1‬‬
‫‪ ،‬عائـ ـ‬ ‫ـاب رضـي ﷲ ع ـه‪ ،‬ﻓقـال‪ :‬ـا أم ـ ال ـ م‬ ‫رجﻼ مـ أهـل م ـ أتـى ع ـ بـ ال‬
‫أن ً‬ ‫‪ -‬وع أن‬
‫و ق ـ ل ‪:‬أنــا اب ـ‬ ‫ـ ي ال ـ‬ ‫اب ـ ع ـ و ب ـ العــاص ﻓ ـ ق ه ﻓ ــل‬ ‫م ـ ال ل ـ ‪ ،‬قــال‪ :‬ع ـ ت معــا ًذا‪ ،‬قــال‪ :‬ســا ق‬
‫ﻓاض ه‪،‬‬ ‫؟ خ ال‬ ‫ع إلى ع و أم ه الق وم وُق م اب ه معه‪ ،‬ﻓق ما‪ ،‬ﻓقال ع ‪ :‬أي ال‬ ‫اﻷك م ‪ ،‬ﻓ‬
‫ه ال ـ ‪ ،‬وع ـ قـ ل‪ :‬اضـ ب ابـ اﻷكـ م ‪ .‬قـال أنـ ‪ :‬ﻓ ـ ب‪ ،‬ـ ﷲ ضـ ه ون ـ ُن ـ ضـ ه ﻓ ـا‬ ‫ﻓ عل‬
‫‪ :‬ضع ال ـ علـى صـلعة ع ـ و‪ ،‬ﻓقـال‪ :‬ـا أم ـ ال ـ م ‪،‬‬ ‫أقلع ع ه ح ى ت ا أن ُي ﻓع ع ه‪ ،‬ث قال ع لل‬
‫ار ؟ قـال‪ :‬ـا‬
‫تعّ ت ال اس وق ول ته أُمهاته أحـ ًا‬ ‫لع و‪ُ :‬م‬ ‫ض ي‪ ،‬وق اس ق ت م ه‪ ،‬ﻓقال ع‬ ‫إن ا اب ه ال‬
‫أم ال م ‪ ،‬ل أعل ول أت ي)‪.(2‬‬
‫بهــا‪ ،‬ﻓ ـ خل ع ـ ال ـ ق‬ ‫قـ م‬ ‫إبـ ًـﻼ وارت ع هــا إلــى ال ــى ﻓل ــا س ـ‬ ‫‪ -‬وع ـ اب ـ ع ـ قــال‪ :‬اش ـ‬
‫ه ه اﻹبل ؟ ق ل لع ﷲ ب ع ‪ ،‬ﻓ عل ق ل‪ :‬ا ع ﷲ ب ع ‪ :‬ــخ ــخ‪ ،‬ابـ‬ ‫إبﻼ س ًانا ﻓقال‪ :‬ل‬
‫ً‬ ‫ﻓأ‬
‫بهــا‬ ‫ها و ع ـ‬ ‫؟ قال‪ :‬ما ه ه اﻹبل ؟ قل ‪ :‬اش‬ ‫ال م‬ ‫ا أم‬ ‫أسعى‪ ،‬ﻓقل ‪ :‬مال‬ ‫أم ال م ‪ ،‬ﻓ‬

‫العفاني )‪.( 435/5‬‬ ‫رس ح‬ ‫) ‪ ( 1‬صﻼح اﻷمة ﻓي عل اله ة لل‬


‫الع ال ) ‪.(36010‬‬ ‫(‪،‬‬ ‫ﻓي )ﻓ ح م‬ ‫) ‪ ( 2‬رواه اب ع ال‬

‫‪29‬‬
‫‪ ،‬ــا‬ ‫‪ ،‬اســق ا إبــل ابـ أم ـ ال ـ م‬ ‫إلى ال ى أب غي ما ي غي ال ل ن‪ ،‬ﻓقال‪ :‬ارع إبل ابـ أم ـ ال ـ م‬
‫)‪.(1‬‬ ‫مال ال ل‬ ‫ع ﷲ ب ع ‪ ،‬اﻏ ُ إلى ر ِ‬
‫أس مال ‪ ،‬واجعل الف ل ﻓي ب‬
‫ة‪:‬‬ ‫إس اء ال‬
‫ـ ال ـ ي ب ســالة ته ــة ون ـ ة‬ ‫إل ــه أبـ‬ ‫ــارات خالـ بـ ال ل ـ ال ال ــة ﻓــي العـ اق عـ‬ ‫‪ ..‬ع ان‬
‫ﻓقال ﻓ ها‪:‬‬
‫وت ل‪ ،‬و اك أن ت ل‬
‫ُ‬ ‫ف‬ ‫ُع‬ ‫ي ﷲ ل ‪ ،‬وﻻ ي خل‬ ‫ة‪ ،‬فأت‬ ‫أ ا سل ان ال ة وال‬ ‫» فل ه‬
‫ع ل فإن ﷲ له ال َ ّ وه ولي ال اء «‪.‬‬
‫‪ ..‬وع ما أ ﱠم ع ب ال اب سع ب أبي وقاص على ح ب الع اق أرسل إل ه وأوصاه ﻓقال‪:‬‬
‫ﻻ غ ﱠنـ مـ ﷲ أن ِق ــل خــال رسـ ل ﷲ صــلى ﷲ عل ــه وســل وصــاح رسـ ل ﷲ‪ ،‬ﻓــإن ﷲ عـ وجــل ﻻ‬
‫إﻻ ال اعــة‪ ،‬ﻓال ــاس‬ ‫أح ـ ن ـ‬ ‫ب ــه و ـ‬ ‫ـ ‪ ،‬ﻓــإن ﷲ ل ـ‬ ‫ـ ال ـ ئ ال‬ ‫ـ ال ـ ئ ال ـ ئ‪ ،‬ول ــه‬
‫ــاده‪ ،‬ي فاضــل ن العا ــة و ـ ر ن مــا ع ـ ه ال اعــة‪،‬‬ ‫ش ـ فه ووض ـ عه ﻓــي ذات ﷲ س ـ اء‪ ،‬ﷲ ر ه ـ وه ـ‬
‫إلــى أن ﻓارق ــا‪ ،‬ﻓال مــه ﻓإنــه اﻷم ـ ‪ .‬ه ـ ه‬ ‫رس ـ ل ﷲ صــلى ﷲ عل ــه وســل م ـ ُع ـ‬ ‫أري ـ‬ ‫اﻷم ـ ال ـ‬ ‫ﻓــان‬
‫)‪.(2‬‬ ‫م ال اس‬ ‫عل ‪،‬و‬ ‫ع ها ح‬ ‫ع ي إ اك إن ت ها ورﻏ‬
‫‪:‬‬ ‫اف م ال ف‬ ‫اﻻن‬
‫م ي‪ ،‬ﻓأخ أذنه ثـ‬ ‫أُذن ﻓاق‬ ‫ع‬ ‫‪ ..‬ان لع ان ب عفان رضي ﷲ ع ه ع ‪ ،‬ﻓقال له‪ :‬إني‬
‫قال ع ان رضي ﷲ ع ه‪ :‬اش د‪ ،‬ا ح ا ق اص ال ن ا‪ ،‬ﻻ ق اص اﻵخ ة)‪.(3‬‬
‫ــاب رضــي ﷲ ع ــه ﻓــي ال ـ ق ومعــه ال ـ رة‪،‬‬ ‫‪ ..‬وع ـ إ ــاس ب ـ ســل ة ع ـ أب ــه قــال‪ :‬م ـ ﱠ ع ـ ب ـ ال‬
‫ﻓ فق ــي بهــا خفقــة ﻓأصــاب ـ ف ث ـ ي‪ ،‬ﻓقــال‪ :‬أم ـ ع ـ ال ـ ‪ .‬ﻓل ــا ــان ﻓــي العــام ال ُ ق ــل لق ــي ﻓقــال‪ :‬ــا‬
‫ﻓان ل بي إلى م لــه ﻓأع ــاني سـ مائــة درهـ وقــال‪ :‬اسـ ع بهــا‬ ‫سل ة‪ ،‬تُ ال ج ؟ ﻓقل ‪ :‬نع ‪ .‬ﻓأخ ب‬
‫ها)‪.(4‬‬ ‫ما ذ تها‪ .‬قال‪ :‬وأنا ما ن‬ ‫ال م‬ ‫على ح ِّ ‪ ،‬واعل أنها ال فقة ال ي خفق ‪ .‬قل ‪ :‬ا أم‬

‫ـ ـ ر‪ ،‬وم ـ ـ ف ابـ ـ أب ــى شـ ـ ة‪ ،‬وأورده‬ ‫س ــع بـ ـ م‬ ‫لل هق ــي )‪ ،(12156 ،147 / 6‬وسـ ـ‬ ‫ال ـ ـ‬ ‫) ‪ ( 1‬ال ـ ـ‬
‫الع ال )‪.( 36006‬‬ ‫ﻓي‬ ‫ال قي اله‬
‫)‪ ،(306/4‬ال ا ــة وال ها ــة )‪ ،(42 / 7‬ال ام ــل ﻓ ــي ال ــارخ ﻻبـ ـ اﻷث ـ ـ )‪ ،(408 / 1‬وح ــاة‬ ‫) ‪ ( 2‬ت ــارخ ال ـ ـ‬
‫ا ة ) ‪.( 548/1‬‬ ‫ال‬
‫) ‪.( 111/2‬‬ ‫ال‬ ‫الع ة « لل‬ ‫ة ﻓي م اق‬ ‫نقﻼ ع » ال اض ال‬
‫ا ة ‪ً ،537/1‬‬ ‫) ‪ ( 3‬ح اة ال‬
‫ا ة ) ‪.( 536/1‬‬ ‫)‪ ،(578 / 2‬وح اة ال‬ ‫) ‪ ( 4‬تارخ ال‬

‫‪30‬‬
‫وم ث ار اﻹ ان‬
‫ة وال أن ة‬ ‫عاشًا‪ :‬ال ع ر ال‬
‫قادر على ﻓعل أ شــيء‪ ..‬ق ًـا م ًـا‪ ..‬حاضـ ًا‬
‫ا ع وجل ع ي‪ :‬ال قة ه س انه را ًا‬ ‫اﻹ ان ال‬
‫ﻏ ﻏائ ‪ ..‬ع ً ا جل ًﻼ‪ ..‬رؤوًﻓا رح ً ا‪..‬‬
‫و ل ــا ت ـ ه ـ ه ال ق ــة ﻓ ــي قلــ الع ــ ت ــ دت م ــه ال ــاوف ال ــي ت هــ ال ــاس‪ :‬ــال ف م ـ س ـ ة‬
‫ه اﻷ ام‪.‬‬ ‫ق ل ال ه ل وما ت‬ ‫وال ف م ال‬ ‫ال ال‬
‫و ل ا ضعف اﻹ ان‪ ،‬وقل ال قة زادت ال اوف‪ ،‬و ه ت أمارات الهلع والف ع واﻻض اب ع ال ع ض‬
‫ك ا ِ ـا ﱠ ِ﴾ ]آل‬
‫ﻻب ـ ﻼء أو نق ـ أو ت ـ ‪ ،‬أل ـ قــل س ـ انه ﴿ َس ـُ ْل ِقي ِﻓ ـي ُقُل ـ ِب اﱠل ـ ِ ي َ َ َف ـ ُ وا ال ﱡ ْع ـ َ ِ َ ـا أَ ْش ـ َ ُ‬
‫ع ان‪.[151 :‬‬
‫ﻓال ك ا عاني م ضــعف بــل انعـ ام ال قــة ــه سـ انه‪ ،‬وت هـ ال ـ ة ال ُ ـ ة لهـ ا ال ـ ك ع ـ الـ ق‬
‫وهلعا‪.‬‬
‫واﻻب ﻼء‪ :‬ر ًا وﻓ ًعا ً‬
‫ــل ﻓــي قل ـ ب ال ــاس ) ــال ف علــى ﻓ ـ ات ال ـ زق‪ ،‬وال ـ ف م ـ‬ ‫‪ ..‬ق ـ ل اب ـ ت ــة‪ :‬ال ـ ف ال ـ‬
‫ﻓي قل ه )‪.(1‬‬ ‫ق ل ال ه ل ( ه ال ك ال‬ ‫ال‬
‫ع ـ تع ضــه لل ـ وال ﻼ ــا واﻷقـ ار‬ ‫القلـ‬ ‫ال م هــاد الـ ف ‪ ،‬ار ـ ال ــأش‪ ،‬م ـ‬ ‫وﻓي ال قابل ت‬
‫اخ َ ـ ْ ُه ْ َﻓـ َ َاد ُه ْ ِإ َ اًنـا َوَقـاُل ا َح ْ ـ ُ َا ﱠ ُ َوِن ْعـ َ اْل َ ِ ـ ُـل‬ ‫ﱠِ‬
‫اس ِإ ﱠن الﱠ َ‬
‫اس َقـ ْ َج َ ُعـ ا َل ُ ـ ْ َﻓ ْ‬ ‫ال َل ُه ُ ال ﱠ ُ‬
‫ال ل ة ﴿ ال ي َ َق َ‬
‫)‪َ (173‬ﻓ ْانَقَل ُ ا ِبِ ْع َ ٍة ِم َ ﱠ ِ َوَﻓ ْ ٍل َل ْ َ ْ َ ْ ُه ْ ُس ٌء ﴾ ]آل ع ان‪.[174 - 173 :‬‬
‫ص ـَ َق ﱠ ُ َوَرُس ـ لُ ُه َو َم ـا َزَاد ُه ـ ْ ِإ ﱠﻻ ِإ َ اًن ـا‬ ‫﴿ َوَل ﱠ ـا َأَر اْل ُ ْ ِم ُ ـ َن ْاﻷَ ْح ـ َ َ‬
‫اب َق ـالُ ا َه ـ َ ا َم ـا َو َع ـ َ َنا ﱠ ُ َوَرُس ـ لُ ُه َو َ‬
‫َوتَ ْ لِ ً ا ﴾ ]اﻷح اب‪.[22 :‬‬
‫م ـ ه ــا ن ـ رك مع ــى الق ـ ل ــأن‪ » :‬ح ـ ا ﷲ ونع ـ ال ــل « هــي ل ــة ال ـ م ع ـ م اجهــة ال اقــف‬
‫ة‪.‬‬ ‫ال‬
‫و ل ا ازداد اﻹ ان ازدادت ال قة ا ح ى ت ل ل روتها ﻓ ح ثقة م لقة ق ة أش رس ًخا مـ ال ــال‬
‫ال واسي‪ ،‬وت ه آثارها وق اﻷح اث ال ا ة والع ـ ة‪ ،‬ــل مــا حـ ث ل ســى عل ــه ال ــﻼم ع ـ ما خـ ج‬
‫قـ ل أت اعــه‪﴿ :‬‬ ‫ـ ده ل ـ ح ال ـ أمــامه وﻓ عـ ن وراءهـ‬ ‫ار م ﻓ ع ن ل ــه أدر هـ‬ ‫مع ب ي إس ائ ل ﻓ ًا‬
‫ن م ِعي رِي س ه ِ ي ِ ﴾ ]ال‬ ‫ﱠ‬ ‫ِإنﱠا َل ُ ْ َرُك َ‬
‫ع اء‪.[62 :‬‬ ‫عل ه به وء ال اث ﻓي ره‪ َ ﴿ :‬ﻼ ِإ ﱠ َ َ َ ّ َ َ ْ‬ ‫ن ﴾ ]ال ع اء‪[61 :‬‬

‫ــل ن‬ ‫وﻓي رحلة اله ـ ة و ــا ــان ال سـ ل صــلى ﷲ عل ــه وســل وصــاح ه ﻓــي ﻏــار ثـ ر إذ ال ـ‬
‫خ ًﻓا ش ي ً ا على رس ل ﷲ صلى ﷲ عل ــه وســل ‪ ،‬وعلــى الـ ع ة‪ ،‬و قـ ل ل سـ ل‬ ‫إلي ﻓ الغار‪ ،‬اف أب‬
‫ه رآنا‪ ..‬إن ُق ل ُ ﻓإن ا أنا رجل واح ‪ ،‬ون ُق لـ َ‬ ‫ﷲ صلى ﷲ عل ه وسل ‪ :‬ا ن ي ﷲ ل أن أح ه أ أ‬

‫‪.‬‬ ‫)‪ (1‬رسائل اب ت ة ﻓي ال‬

‫‪31‬‬
‫اﻷمة‪ ،‬ل فاجأ أن رس ل ﷲ صلى ﷲ عل ه وســل لـ ي ــأث بهـ ه ال ــاوف‪ ،‬بــل ــان هــاد الـ ف ‪،‬‬ ‫هل‬ ‫أن‬
‫مـ م ــاوف‪:‬‬ ‫ار ال أش‪ ،‬على ثقة م لقة ا ع وجل‪ ،‬و ا ذل واض ً ا م إجاب ه على ما أثاره أب‬
‫ا أ ا ‪ ،‬اث ان ﷲ ثال ه ا‪ ..‬ﻻ ت ن إن ﷲ مع ا)‪.(1‬‬ ‫اس‬
‫أن ة القل ‪:‬‬
‫مـ ث ــار اﻹ ــان الع ــة تلـ ال أن ــة وال ـ ة ال ــي ـ ها ﻓــي القلـ ‪ ،‬ﻓ ـ ه ســاك ًا ع ـ ج ــان اﻷحـ اث‬
‫س ن ال اث ـا ‪ ،‬ال ـ ـه – سـ انه – لـ ل ع ـ ما ذهـ ع ـار بـ اسـ إلـى رسـ ل ﷲ صـلى ﷲ عل ـه وسـل‬
‫ـ ‪،‬‬ ‫واﻹي اء أُك ه على ال ل م رس ل ﷲ صلى ﷲ عل ه وسل ‪ ،‬وذ ـ آلهـة ال فـار‬ ‫و أة ال ع ي‬ ‫ه أنه ت‬ ‫ل‬
‫ً ـا‬ ‫ت ـ قل ـ ؟«‪ ،‬ﻓقــال ع ــار‪ :‬أج ـ قل ــي م‬ ‫ﻓ ــا ــان م ـ رس ـ ل ﷲ صــلى ﷲ عل ــه وســل إﻻ أنــه ســأله‪» :‬ﻓ ـ‬
‫اﻹ ان‪ ،‬ﻓقال رس ل ﷲ صلى ﷲ عل ه وسل ‪ » :‬ﻓإن عادوا ﻓع «)‪.(2‬‬
‫‪ ..‬وع ما أس ت الـ وم ع ـ ﷲ بـ ح اﻓــة ال ــه ي ﻓقــال لــه ال ا ــة‪ :‬ت ﱠ ـ وﻻ ألق ـ ﻓــي ال قـ ة )وعــاء‬
‫ال ــل‬ ‫م ـ ن ــاس(‪ ،‬قــال‪ :‬مــا أﻓعــل‪ ..‬ﻓ ـ عا ــال ق ة ال ــاس ﻓ ُ ل ـ ز ً ـا‪ ،‬وأُﻏل ـ ‪ ،‬ودعــا رجـ ًـﻼ م ـ أس ـ‬
‫ﻓع ض عل ه ال ان ة‪ ،‬ﻓأبى‪ ،‬ﻓألقاه ﻓــي ال قـ ة ﻓــإذا ع امــه تلـ ح‪ ،‬وقــال لع ـ ﷲ‪ :‬ت ﱠ ـ وﻻ ألق ـ ‪ ،‬قــال‪ :‬مــا‬ ‫ُ‬
‫أﻓعل‪ ،‬ﻓأم ه أن ُيلقى ﻓي ال ق ة ى‪ ،‬ﻓقال ا‪ :‬ق ج ع‪ ،‬ق ى‪ .‬قال‪ :‬ردوه‪ ،‬ﻓقال ع ﷲ‪ :‬ﻻ ت أنــي ـ‬
‫أن‬ ‫أح ـ‬ ‫ح ل لي إﻻ نف واح ة ُفعل بها هـ ا ﻓــي ﷲ‪ ،‬ـ‬ ‫ج ًعا م ا ت أن ت ع بي ول ي‬
‫ﻓي‪ ،‬ث تُ ـﱠـل علـ ﱠ‬
‫ـي ﻓ فعــل بــي هـ ا‪ ،‬قــال‪ :‬ﻓأع ـ م ــه‪ ،‬وأحـ أن لقــه‪،‬‬ ‫ن لي م اﻷنف ع د ل شع ة ﱠ‬
‫ﻓقال‪ :‬قِّل رأسي وأ لق ‪ ،‬قال‪ :‬ما أﻓعل‪ ،‬قال‪ :‬قِّل رأسي وأ لق وأ لـ معـ ث ــان مـ ال ــل ‪ ،‬قــال‪ :‬أمــا‬
‫ه ه ﻓ ع ‪ ،‬ﻓق ل رأسه وأ لقه وأ ل معه ث ان م ال ل ‪ ،‬ﻓل ا ق ِ م ا على ع ب ال اب قام إل ه ع‬
‫رأس علــج‪،‬‬ ‫ــازح ن ع ـ ﷲ ق لـ ن‪ :‬ق لـ‬ ‫ﻓقﱠل رأسه‪ ،‬قــال‪ :‬ﻓ ــان أصـ اب رسـ ل ﷲ صــلى ﷲ عل ــه وســل‬
‫ق ل له ‪ :‬أُ لِ ب ل الق لة ث ان ن م ال ل )‪.(3‬‬

‫م‪.‬‬ ‫ال‬ ‫) ‪ ( 1‬أخ جه ال ار )‪ ،1427 / 3‬رق ‪ ،( 3707‬والق ة ب امها ﻓي س ة اب ه ام‪ ،‬وال ح‬


‫) ‪،( 182 / 14‬‬ ‫) ‪ ( 2‬أخ جـ ــه اب ـ ـ سـ ــع ) ‪ ،(178 / 1 / 3‬وأب ـ ـ ن ـ ـ ﻓـ ــي » ال ل ـ ــة « ) ‪ ،(140 / 1‬وال ـ ـ‬
‫ا ة ) ‪.( 222/1‬‬ ‫ﻓي ح اة ال‬ ‫ه‪ ،‬وواﻓقه ال ه ي‪ ،‬وال ان هل‬ ‫وأخ جه ال اك ) ‪ ( 357 / 2‬وص‬
‫)‪ ،( 212 ،11/3 ،597/1‬مع ﻓــة ال ـ ا ة ﻷبــي ن ـ اﻷصـ هاني )‪ 352 / 11‬رقـ‬ ‫) ‪ ( 3‬أس الغا ة ﻻب اﻷث‬
‫‪.(359 / 27) -‬‬ ‫‪ ،(3608‬تارخ دم‬

‫‪32‬‬
‫كل ة أخ ة ح ل ث ار اﻹ ان‬
‫مـ القلـ ‪ ،‬ﻗـ تعﱠ ف ــا‬ ‫ث ار لﻺ ان ال ي ع ما ي‬ ‫‪ ..‬ه ه – أخي القارئ – ع‬
‫أم ل هــا الع ل ــة‪ ،‬و ــا ذ نــا – ســا ًقا – ــأن الهـ ف مـ هـ ا ال ـ ح‬ ‫عل ها وع ا ع‬
‫ة اﻹ ان ة‪.‬‬ ‫شع رنا اﻻح اج ال ي لل‬ ‫ه اس ارة م اع نا‪ ،‬وتع‬
‫ـ مـ اﻷم لــة الع ل ــة لهـ ه‬ ‫ول ي ي أك ل ي ا هـ ا ال ــع ر عل ــا أن ن عـ ف علــى ال‬
‫ال ــار وغ هــا‪ ،‬وذلـ م ـ خــﻼل القـ اءة فــي ال ـ ال ــي ت ـ ث عـ ال عــاني اﻹ ان ــة‪،‬‬
‫ا ة‪.‬‬ ‫ها ال اﻗع الع لي في ج ل ال‬ ‫وت‬
‫قــة ــاب‪ » :‬ح ــاة‬ ‫ال ـ ال ــي ت ـ ث عـ ج ــل ال ـ ا ة بهـ ه ال‬ ‫ولعل م أن‬
‫رح ه ﷲ‪.‬‬ ‫ي سف ال ان هل‬ ‫اة«ل‬ ‫ال‬

‫‪33‬‬
‫الف ل ال اني‬

‫حال مع ر ؟‬ ‫ك‬

‫‪34‬‬
‫ال ــاه الع ل ـة لهـ ه‬ ‫ي – إذن ﷲ – ال ي في ه ا الف ل عـ م احــل اﻻرتقــاء اﻹ ــاني‪ ،‬و عـ‬
‫ت اه ض ف اﻹ ان في ﻗل ا – إﻻ م رح ﷲ‪.‬‬ ‫ال احل‪ ،‬واله ف م ه ا ال ي ه اس عار ال‬
‫وال ﻗي‪.‬‬ ‫ة في ال غ‬ ‫‪ ،‬ازدادت ال‬ ‫وت ﱠ – أخي – أنه ل ا ازداد ال ع ر ال‬
‫نف ه وحال ه‬ ‫ل ل أدع نف ي وأدع ك إلى ﻗ اءة ه ا الف ل عق ل ا وم اع نا وأن ق م ل مّ ا ب ق‬
‫اﻹ ان ة م خﻼل ع ض اه اماته وســل ه وواﻗعــه علــى ال احــل اﻹ ان ــة ال ـ رة فــي هـ ه ال ــف ات‪،‬‬
‫حال ﻗل ه مع ر ه؟‬ ‫ع ف أي ه م اﻹ ان ؟ و‬ ‫فلعله ب ل‬

‫‪35‬‬
‫حال مع ر ؟‬ ‫ك‬
‫ن ر القل ‪:‬‬
‫ه وت ما ح لها ؛ ﻓإذا ما ﻏاب ع ها ع ‪ ،‬ل ﻓإن للقل ن ر ُي ـ ــه‪،‬‬ ‫ك ا أن للع ن ر تُ‬
‫َع َ ى َﻓ ُه َ ِﻓي ْاﻵ ِخ َ ِة‬ ‫﴿ وم َ ِ ِ ِ‬ ‫و حقائ اﻷم ر ﻓإذا ما ﻏاب ع ه ذل ال ر ع ِ ي وتاه وت‬
‫ان ﻓي َه ه أ ْ‬
‫ََْ َ‬
‫ل سِ ًﻼ ﴾ ]اﻹس اء‪.[72 :‬‬
‫َض ﱡ َ‬
‫َع َ ى َوأ َ‬
‫أْ‬
‫القل ُم ل ا‪ ،‬قاس ًا ض ًقا م ح ً ا‪.‬‬ ‫ون ر القل ه أه م ه ل اته‪ ،‬ﻓ ونه‬
‫اﻵثــار اﻹ اب ــة‬ ‫مـ نـ ر اﻹ ــان تغ ـ ت ع ــه‪ ،‬وت ـ حال ــه‪ ،‬و هـ ت عـ‬ ‫ﻓإذا ما دخله ـ‬
‫على صاح ه‪.‬‬
‫ـ ص ـ ه‪،‬‬ ‫أك ـ وأك ـ ‪ ،‬وت‬ ‫؛ ي ﱠ ر القلـ‬ ‫ال ر ﻓي ال خ ل‪ ،‬واﻹ ان ﻓي ال ادة وال‬ ‫وع ما‬
‫اﻹ اب على اه امات وسل ك صاح ه‪.‬‬ ‫ذل‬ ‫و ع‬
‫‪ -‬ــإذن ﷲ – ثـ لـ ع ــل صــاح ه اسـ ار علــى زادتــه ؛ ﻓ ـ ق‬ ‫أمــا إذا مــا دخــل نـ ر اﻹ ــان القلـ‬
‫ــة‪ :‬اخ فــاء ال ـ‬ ‫ل‪ ،‬و و ﻓي القل ‪ ،‬وم ثَـ ﱠ ت حــف ال ل ــة إل ــه مـ ة ثان ــة ل ـ ن ال‬ ‫ح ه‪ ،‬وق‬
‫ال َعَل ْ ِه ُ ْاﻷ ََم ُ َﻓَق َ ْ ُقلُ ُ ُه ْ ﴾ ]ال ي ‪.[16 :‬‬
‫م اﻵثار اﻹ اب ة وال ار ال ة لﻺ ان ﴿ َﻓ َ َ‬
‫لـ ال ـ ب‬ ‫ــا‬ ‫و ـ ل أك ـ هـ ا ال ع ــى ق لــه صــلى ﷲ عل ــه وســل ‪ » :‬إن اﻹ ــان َ ْ َلـ ﻓــي القلـ ب‬
‫ﻓ دوا إ ان «)‪.(1‬‬
‫أشـ ها‬ ‫عـ ًدا عـ ًدا ﻓــأ قلـ‬ ‫ـ‬ ‫علــى القلـ ب عـ ض ال‬ ‫وق لــه صــلى ﷲ عل ــه وســل ‪ » :‬تُعـ ض الفـ‬
‫ه ن ة س داء ‪ « ..‬ال ي )‪.(2‬‬ ‫ن‬
‫ق ة القل هي ال ا ة‪:‬‬
‫ل اﻹ ان ﻓي القل ‪.‬‬ ‫وارتقاء‪ ،‬ل م حلة لها س اتها وم اه ها‪،‬‬ ‫ك ا أن لل ن م احل ن‬
‫ُـ ﱡ‬ ‫ب ـ ر اﻹ ــان‪ ،‬ح ـ‬ ‫وال حلة اﻷولى لﻼرتقاء اﻹ اني هي م حلة » ب ا ــة ال ق ــة «‪ ..‬ق ــة القلـ‬
‫إدخال ن ر اﻹ ان إلى قل ه‪ ،‬ل أ ال ــاة تـ ب ﻓــي ج اتــه‪ ،‬وت ـ أ معهــا م حلــة ج يـ ة‬ ‫ﷲ ع وجل على الع‬
‫وت ـ ﻓــي م ــاع ه‪..‬‬ ‫عل ــه الهـ‬ ‫– ق ــل ق ــه – م لـ قـ سـ‬ ‫ﻻ‪ ،‬والقلـ‬ ‫ﻓــي م ـ ة صــاح ه‪ ...‬و ـ‬

‫َح َ ْ َـاهُ‬
‫ان َم ْ ًـا َﻓأ ْ‬
‫ــا قها ﴿ أََو َمـ ْ َ ـ َ‬ ‫ف ح ا تف ح ــه نف ــه وه اهــا‪ ،‬و غ ـ لهــا‪ ،‬و ـ ن علــى مــا ف تهــا أو ُ‬
‫اس َ م َلُه ِﻓي ال ﱡ لُ ِ‬
‫ات َل ْ َ ِ َ ِارٍج ِم ْ َها‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫﴾ ]اﻷنعام‪.[122 :‬‬ ‫َ‬ ‫َو َج َعْلَ ا َل ُه ُن ًار َ ْ ي ِه ﻓي ال ﱠ ِ َ ْ َ ُ‬

‫ع ى‪ :‬ي لى‪.‬‬ ‫ه‪ ،‬و ل‬ ‫ت‬ ‫)‪(1‬س‬


‫) ‪ ( 2‬أخ جه م ل )‪ ،128/1‬رق ‪.(144‬‬

‫‪36‬‬
‫ق مـ ُسـ اته‪،‬‬ ‫ﻗل ًﻼ م غفل ه و‬ ‫ف‬ ‫عل القل‬ ‫م ال ر‬ ‫ت أ ال ق ة – في الغال – ب‬
‫ـ ث عـ‬ ‫في ح قة ال ــاة وال ـ ت‪ ،‬و ـ داد شــغفه لل عـ ف علــى تفاصـ ل مــا‬ ‫ل أ معها العقل في ال ف‬
‫ل ــا اسـ جع ذ ــات ال اضــي‪،‬‬ ‫ﻗع في ه ه ال حلة‪ ،‬سـ ة ال ــع ر ال ـ م علــى القلـ‬ ‫ال ت‪ ،‬وم ال‬
‫‪ ،‬ف فعه ه ا ال ــع ر إلــى ال ــاء مـ ﷲ عـ وجــل‬ ‫واﻷخ اء ال ي وﻗع ف ها في ح ﷲ‪ ،‬وفي ح اﻵخ‬
‫‪.‬‬ ‫ل إلى الع ل على رد ال ق ق ال ي اس ل ها م اﻵخ‬ ‫وال جاء في عف ه ومغف ته وت ه‪ ،‬و فعه‬
‫وﻓي ه ه ال حلة اﻷولى م م احل اﻻرتقاء اﻹ اني م ال قع أن َ ُغ ح ال ن ا – ول قلـ ﻼ‪ -‬ﻓــي‬
‫ذل على تعامله مع مف داتها‪ ،‬ع أن ان ُ اب وُ اﻓ عل ها‪ ،‬وُف ِّ ﻓ ها ل ــل نهــار‪،‬‬ ‫ع الع ‪ ،‬و ع‬
‫وﻻ ُي ــالي ‪ -‬ﻓــي س ـ ل ن لهــا – غ ـ ه‪ ،‬و ال ـ ر ال ـ ق ـ ُ ـ ه لﻶخ ـ ‪ ...‬ت ـ ح صــه عل هــا ي ــاق ‪،‬‬
‫م ح ال ن ا‬ ‫ا ال ع‪ ،‬ون قي ال‬ ‫ذل ت ا مل ا ﻓي ال عامﻼت والع ل على ض ها‬ ‫ل‬
‫ﻓي القل ‪.‬‬
‫وم ـ أه ـ ال ــاه الع ل ــة له ـ ه ال حلــة‪ :‬اﻻت ــاه اﻹ ــابي ن ـ أداء ال ــادات وﻓ ــائل اﻷع ــال‪ ،‬ﻓ ـ‬
‫ـ ها ال ات ــة‪ ،‬و ـ ل ص ـ ام رم ــان‬ ‫ــة ﻓ ــي أول وق ه ــا‪ ،‬ول اقه ــا‬ ‫الع ـ ح ً ـا عل ــى أداء ال ــل ات ال‬
‫سـ ره وأج ائــه‪،‬‬ ‫عـ‬ ‫ــة ﻓــي تعلـ أح ــام تــﻼوة القـ آن‪ ،‬وحفـ‬ ‫و امه‪ ،‬واﻹك ار م ص ام ال ع‪ ،‬وت ل ــه ال‬
‫ــادات‬ ‫و داد ح صه على سـ اع دروس العلـ ‪ ،‬واﻻل ـ ام ــا ـ اﻻل ـ ام ــه م ــا ُي ضــي ﷲ عـ وجــل مـ‬
‫ــاج‪،‬‬ ‫ال ـ ارح‪ ،‬و ـ داد ح صــه ـ ل علــى نفــع اﻵخـ وال ــام قـ قه عل ــه ﻓ ـ ه ــل الـ ح ‪ ،‬وُعـ ال‬
‫و عى ﻓي ق اء ح ائج ال اس‪.‬‬
‫إ اك واﻻغ ار ب ا ات ال ق ة‪:‬‬
‫‪:‬‬ ‫وصل الع ي – ف ل ﷲ – إلى م حلة » ب ا ة ال ق ة «‪ ،‬و ان ا م ها على ق‬
‫ــه للع ــل علــى‬ ‫ح ث لــه‪ ،‬ﻓف ـ ت ه ــه وع‬ ‫ود ال‬ ‫ال‬ ‫ﻓ ح آثار ال ق ة‪ ،‬و ال غ‬ ‫اﻷول‪ :‬ق‬ ‫الق‬
‫لــه ال صــاد ؛‬ ‫‪ ،‬وأن الـ ف‬ ‫ال ال قي اﻹ اني‪ ،‬واك فى ــا صــار إل ــه‪ ،‬ون ــي أن اﻹ ــان ي ـ و ـ ق‬ ‫اس‬
‫علــى‬ ‫ال ــل‬ ‫م ــا يـ ث‬ ‫ة للهـ‬ ‫ﻓــي قل ــه شـ ًا ﻓ ـ ًا‪ ،‬ﻓ عـ د – ال ـ رج – ال ـ‬ ‫عــل اﻹ ــان ي ــاق‬ ‫ما‬
‫اته‪.‬‬ ‫اه اماته وسل‬
‫ة ال امــة للهـ ‪ ،‬إﻻ أن‬ ‫ع د ل اب عه ه م الغفلة ال ي ة وال م الع ـ ‪ ،‬وال ـ‬ ‫ل‬ ‫‪ ..‬نع ‪ ،‬ﻓي الغال‬
‫–‬ ‫أح الــه اﻹ اب ــة س ـ قل ـ ًا ع ـ ال ـ ال ـ ب ـ أ ــه م حلــة » ب ا ــة ال ق ــة «‪ ،‬ﻓه ـ ُ ــلي ل ــه ل ـ‬
‫كال ــاب ‪ -‬ح ً ـا علــى ال ــﻼة ﻓــي أول وق هــا ال ـ و اصــة صــﻼة الف ـ ‪ ..‬وهـ ﻻ ـ ق ل ــه ﻏ ـ‬
‫قــة املــة ت ﱡ ـ ًﻼ مـ‬ ‫ب‪ ،‬ل ه ق ﻻ ق ل ال‬ ‫ان ا ً ا ص ً ا ﻓي معامﻼته ال اد ة‪ ...‬وه ﻻ‬ ‫م‬
‫ل م اﻵخ أو ت ًقا ل ل ة ي ه ت قها‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫ت ﱡ ال ق ة‪:‬‬
‫أما الق ال اني‪ :‬ﻓه ق ق علِ أن ما َم ﱠ ﷲ عل ه م دخ ل ن ر اﻹ ان إلى قل ــه مــا هـ إﻻ »ب ا ــة«‬
‫رحلة س القل إلى ﷲ‪ ،‬ﻓ ﱠ ع ساع ال ‪ ،‬واج ه ﻓي تعاه وم اد القل اﻹ ان‪.‬‬
‫الق م ال قع أن ُ مه ﷲ ع وجل ﻓ قل إلى م حلة ج ي ة م م احــل اﻻرتقــاء اﻹ ــاني‪ ،‬وهــي‬ ‫ها ِ‬
‫م حلة‪ » :‬ت ﱡ واس ام ال ق ة «‪.‬‬
‫وم م اه ه ه ال حلة‪:‬‬
‫وأك ‪.‬‬ ‫أك‬ ‫زادة ال ص على ﻓعل ال‬ ‫‪‬‬
‫زادة ال رع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ال ــيء – ع ـ ال ـ ن ا‪ ،‬وع ـ م الف ـ ح ال ـ ي إ الهــا وزادتهــا‪ ،‬أو ال ـ ن‬ ‫ــة – ع ـ‬ ‫ان ـ اف ال‬ ‫‪‬‬
‫ونق انها‪.‬‬
‫على ﻓ اتها ُ‬ ‫الع‬
‫وال ـ اق ن ـ‬ ‫ازد اد ال ف ﻓي ال ت وم ان ة لقائــه ﻓــي أ وقـ ‪ ،‬م ــا ي ﻓعــه إلــى ز ــادة ال ـ‬ ‫‪‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻓعل ال‬
‫ولق أخ نا رس ل ﷲ صلى ﷲ عل ه وسل بهـ ه العﻼمــات‪ ،‬ﻓعـ ابـ م ــع د رضــي ﷲ ع ــه قــال‪ :‬قل ــا‪ :‬ــا‬
‫ﻺ ْس ـ َﻼ ِم َﻓ ُه ـَ َعَل ـى ُن ـ ٍر ِم ـ ْ َرِّ ـ ِه ﴾ ]ال م ـ ‪ .[22 :‬ـ ان ـ ح‬
‫رس ـ ل ﷲ‪ ،‬ق لــه تعــالى‪ ﴿ :‬أََﻓ ـ ْ َش ـ َ َح ﱠ ص ـ ْ َره لِ ْ ِ‬
‫ُ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ال ر ؟ قال‪ » :‬إذا دخل ال ر القلـ ان ـ ح وانفـ ح «‪ ،‬قل ــا‪ :‬ــا رسـ ل ﷲ‪ ،‬ومــا عﻼمــة ذلـ ؟ قــال‪» :‬اﻹنا ــة‬
‫إلى دار ال ل د‪ ،‬وال اﻓي ع دار الغ ور‪ ،‬واﻻس ع اد لل ت ق ل ن وله«)‪.(1‬‬
‫ة لﻺ ان‪:‬‬ ‫اس ار ال ادة ال‬
‫علـى معـامﻼت الع ـ ﻓـي‬ ‫اﻹم اد اﻹ اني‪ ،‬ﻓـإن ذلـ مـ شـأنه أن يـ ع‬ ‫و‬ ‫ال ق ة م القل‬ ‫ع ما ت‬
‫ش ى ال اﻻت و اصة ﻓي تعامله مع ره‪ ،‬ومع ال ن ا‪ ،‬ومع ال ال‪ ،‬ومع ال اس‪ ،‬ومع أح اث ال اة‪...‬‬
‫ـل‬ ‫م م حلة إلى م حلـة ﻓـي رحلـة سـ ه إلـى ﷲ ح ـى‬ ‫قة لﻺ ان ل ا ارتقى القل‬ ‫و ل ا اس ت ال ادة ال‬
‫ر القل ي ال ائ مع ﷲ‪ ،‬أو ع ى‬ ‫ال‬ ‫ل إل ه ع ﻓي ه ه ال حلة ‪ -‬ع اﻷن اء ‪ -‬ح‬ ‫أن‬ ‫إلى أق ب ما ُ‬
‫م ـل‬ ‫أب ـ‬ ‫ا جاء ﻓي ال ـ ي ‪ » :‬قلـ‬ ‫ال اوات واﻷرض‬ ‫ال ﻻ ت ُ ﱡه ﻓ ة ما دام‬ ‫آخ ‪ :‬القل ال ل اﻷب‬
‫ه ﻓ ة ما دام ال اوات واﻷرض «)‪.(2‬‬ ‫ال فا ﻻ ت‬
‫وﻓي أث اء رحلة القل إلى ﷲ ث له ح ث هام وﻓارق وم ر ّ أﻻ وه » ال ﻻدة ال ان ة«‪.‬‬
‫ول ‪ -‬أخي القار – ع ً ا م ال ف ل ح ل ه ه ال قا ال ي ت اول انع اسات اﻻرتقاء اﻹ اني علــى‬
‫م العﻼقات وال عامﻼت‪.‬‬ ‫ال‬

‫اﻹ ان )‪ ،352/7‬رق ‪.(10552‬‬ ‫) ‪ ( 1‬أخ جه ال اك )‪ ،346/4‬رق ‪ ،(7863‬وال هقي ﻓي شع‬


‫ًا‪ :‬أ م ًسا‪.‬‬ ‫وم‬
‫) ‪ ( 2‬أخ جه م ل ) ‪ (89/1‬رق ) ‪ ،(386‬واﻷس د ال ُ اد‪ :‬ش ة ال اض ﻓي س اد‪ُ ،‬‬

‫‪38‬‬
‫ة لﻺ ان‪:‬‬ ‫ال عامل مع ال ن ا م اس ال ادة ال‬
‫ال ـ ن ا علــى‬ ‫ع أن ي ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـاﻓﻼ‪ ،‬ﻻ‬
‫ت ـ صــاح ه ﻏـ ً‬‫ع ـ ما ـ ن اﻹ ــان م ـ ًار نائ ً ـا م وً ـا ﻓــي القل ـ‬
‫لها‪..‬‬ ‫ةت‬ ‫ح صه عل ها‪ ،‬و داد ﻓ ه ﻓ ها وﻓي‬ ‫ح ق ها‪ ،‬بل ي اها ج لة م ه ة ت ه اﻷ ار‪،‬‬
‫سـُ ِّب أمـ‬ ‫ـ الف ـ ﻓــي م ـ ق له‪ ،‬و ـ‬ ‫ال ًـا ﻓــي ال رســة أو ال امعــة ت ـ ه‬ ‫ﻓــإن ــان هـ ا ال ـ‬
‫زواجه‪ ،‬وع له‪ ،‬إلخ‪.‬‬
‫ُ ع ه إل ها و ﱠاها ل ف ه‪...‬‬ ‫ن ة ال امع إلى دن ا ﻏ ه‪..‬‬ ‫ل الغ ى‪ ،‬و‬ ‫ون ان ﻓق ًا ت ه‬
‫ة إن اء أم اله‪ ،‬وم ا قة أق انه‪ ،‬واﻏ ام ل ﻓ صة تلـ ح أمامـه مـ شـأنها أن‬ ‫ﻓي‬ ‫ون ان ث ا ت ه دائ الف‬
‫تُ ه ث اء‪.‬‬
‫ح ــاله ج ًع ـا ــال اﻷ ف ــال وه ـ يله ـ ن ال ـ ُ مى‪ ..‬ف ح ـ ن إذا م ــا ح ــل ا عل ــى ُدم ــة ج ي ـ ة‪ ،‬و ق ـ ن معه ــا‬
‫ال اعات ال ال‪ ،‬و ن ن عل ها إذا ما ان ت وتع ل ‪ ،‬و ل ـ ن ـ اء ال ـ وال ـ م هـا‪ .‬ﻓـإذا جلـ إلـ ه مـ‬
‫م ال به و ألعابه واه اماته ‪.‬‬ ‫وت اوز م حلة ال ف لة‪ ،‬ت ه ﻏ‬ ‫ُ ُه قل ًﻼ ﻓي الع‬
‫ـ ل أ شـيء م هـا‪ ،‬و ﱡـ ن أن‬ ‫هـا و اﻓ ـ ن عل هـا‪ ،‬و ف حـ ن ب‬ ‫ك ل حال ال اس مع ال ن ا‪ ،‬ﻓه يله ن‬
‫رة تلقائ ة‬ ‫ال ق ة م ها‪ ،‬فإنه – و‬ ‫ه ا ه ﻏا ة ال ـعادة‪ ،‬فإذا ما اس ق اﻹ ان في ﻗل ب ع ه ‪ ،‬واس‬
‫– ﻻ ون في أنف ه ر ة في م ار ة م ح له الله به ا ال ‪ ،‬وت ف رغ ه ‪ -‬ش ً ا ف ً ا – ع ها‪..‬‬
‫أي يه ‪ ،‬بل ه انع اس ل عة ال حلة اﻹ ان ة ال ي ارتقـ ا إل هـا‪ ،‬ـال مـ ان قـل إلـى م حلـة‬ ‫ه ا ال ل ل‬
‫ال ل غ م اﻷ فال ع ما أت ه أب ه ال ُ م ة ال ي ال ا تاﻗـ نف ـه إل هـا فـي ال ِ ـ َغ ‪ ،‬فـإذا ـه ي عامـل معهـا بـ ون‬
‫وس عان ما ي ها وﻻ ُي الي بها‪.‬‬ ‫لهفة وﻻ ش ف‪ُ ،‬‬
‫ول ـ مع ــى ان ـ اف ال ــة ع ـ ال ـ ن ا ه ـ ه هــا وت ه ــا وع ـ م ال عامــل م ــع مف داتهــا‪ ،‬بــل إن الف ـ د ﻓــي ه ـ ه‬
‫ال حلة ي عامل معها على أنها م رعة لﻶخـ ة‪ ،‬وأنهـا ُم ـ ﱠ ة لـه ل ـاع ه ﻓـي إن ـاح مه ـة وجـ ده عل هـا‪ ،‬وﻻ ـأس مـ‬
‫ال ع بها الق ر ال ﻻ ُي ه تل ال ه ة‪.‬‬
‫أو ع ــى آخ ـ ‪ :‬ت ـ ج ال ــة ﻓــي ال ـ ن ا‪ ،‬وال ــغف بهــا‪ ،‬وال ـ ص واللهفــة عل هــا م ـ قل ــه‪ ،‬ﻓ عامــل معهــا‬
‫نم ي ك‬ ‫ة ﻓي ال ار ‪ ،‬و ِّ ه م نفع نف ه وأم ه‬ ‫عقله ق ل م اع ه‪ ،‬و ا ُ ق له م ل ه ال‬
‫ه‪.‬‬ ‫ﻓ ها وﻻ ت‬ ‫ﻓ ها أث ًا صال ً ا‪ ،‬و ل تُ ح ال ن ا ﻓي ي ه‪ ،‬ي‬
‫اﻻرتقاء اﻹ اني وال عامل مع ال ال‪:‬‬
‫ع ن م خﻼل وج ده معه أن ُ قق ا‬ ‫م ال اس ﱡ ن أنه‬ ‫ال ال ه أه رم » لل ن ا «‪ ،‬وال‬
‫ج ع أمان ه و ل ا ﻷنف ه ال عادة‪ ،‬و ع ا اهج ال اة ف ا شاءوا‪ ،‬ل ل ُ ِّ ل ال ال ال ادة اﻷساس ة‬
‫ال اس‪.‬‬ ‫ب‬ ‫وال‬ ‫لل ع وال اﻓ‬

‫‪39‬‬
‫عــة الـ ف وح هــا ال ـ ي لل ــال‪ ،‬و ُشـ ِّ ها ــه ؛ ﻓــإن مـ م اخلــه ال ئ ـ ة‬ ‫وﻷن ال ان عل ذل ‪ ،‬و علـ‬
‫عل ــى ال ــاس‪ :‬إز ــاء هـ ـ ه ال ع ــة ﻓـ ـ ه ‪ ،‬وت ـ ـ فه مـ ـ ال ـ ـ ق ل ال هـ ـ ل‪ ،‬ومـ ـ اح ال ــة حـ ـ وث الفقـ ـ ‪...‬‬
‫﴿ال ﱠ َ ان ِع ُك اْلَفْق و أْم ُك ِاْلَف َ ِ‬
‫اء﴾ ]ال ق ة‪.[268 :‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُ َ ُ ُ َ َ َ ُُ ْ‬
‫ـث‬ ‫ﻓــإذا مــا اسـ ق اﻹ ــان – ق ــة ح ــة م ــة مـ القلـ – ــان مـ أهـ عﻼمــات ال غ ـ الـ‬
‫قة تعامله مع ال ال‪.‬‬ ‫لل ء‪ :‬اخ ﻼف‬
‫ِ‬
‫﴿ َوتُ ﱡ ـ َن اْل َ ـ َ‬
‫ال ُح ـا َج ـا﴾‬ ‫اﻷش ـ اء لل ـ ف‬ ‫ـ ًا‪ ،‬ﻓال ــال م ـ أح ـ‬ ‫‪ ..‬نع ـ ‪ ،‬ﻓــي ال ا ــة ﻻ ـ ن ال غ ـ‬
‫‪.[20 :‬‬ ‫]الف‬

‫ذل ـ‬ ‫إﻻ أن ال ه وال غف ال ال س ِقل ثائ تــه ‪ -‬ن ـ ا ‪ -‬ﻓــي ذات الع ـ ‪ ،‬و ﱠل ــا ن َ ـا اﻹ ــان أك ـ انع ـ‬
‫على قة تعامله معه‪ ،‬ﻓ ـ داد إنفاقــه ﻓــي أوجــه ال ـ ال لفــة‪ ،‬و ــهل عل ــه ات ــاذ قـ ار اﻹنفــاق ﻻسـ ا ﻓــي‬
‫الع واﻻح اج ﴿ ﱠال ِ ي َ ُي ْ ِفُق َن ِﻓي ال ﱠ ﱠ ِاء َوال ﱠ ﱠ ِاء ﴾ ]آل ع ان‪.[134 :‬‬
‫أوقات ُ‬
‫ُح ا م ه‪ ،‬ﻻ ع له‪.‬‬ ‫وش ًا ﻓ ًا ي ق ع تعل القل ال ال‪ ،‬وم ثَ ﱠ‬
‫ه ال ء في ف حه ع ما ُ فاجأ ب ادة رصـ ه‬ ‫ع‬ ‫مل‬ ‫في ه ا ال ان ‪ :‬نق‬ ‫وم م اه ال غ‬
‫فــي ح نــه ع ـ فقـ ه جـ ء مـ مالــه‪ ،‬أو ع ـ‬ ‫مل ـ‬ ‫فقة ار ــة‪ ،‬و ـ ل نقـ‬ ‫م ال ال‪ ،‬أو ع الف ز‬
‫كل هعـ‬ ‫ض اع م ل ة دن ة ان في م اول ي ه‪ ،‬ول مع ى ه ا أن م اع الف ح وال ن ﻻ ت‬
‫ْسـ ْ ا َعَلـى‬ ‫ِ‬
‫ه م ان ال هـ ال قــي ﴿ل َ ـْ َﻼ َتأ َ‬ ‫إ ال ال ال أو إد اره ول ه انفعال ل ي س عان ما ي ول‬
‫اك ْ ﴾ ]ال ي ‪.[23 :‬‬ ‫َما َف َات ُ ْ َوَﻻ َت ْفَ ُح ا ِ َ ا َ‬
‫آت ُ‬
‫وم ـ ال ــاه الع ل ــة لل غ ـ فــي ه ـ ا ال ان ـ ‪ :‬ال ـ احة ﻓــي ال ــع وال ـ اء‪ ،‬ﻓ ـ ه ﻻ ُي ـ ق ﻓــي ســع‬
‫ه أرخ اﻷسعار‪ ،‬أو ُغالي ه ل عه أعﻼها‪.‬‬ ‫ال يء ل‬
‫و ل ــا قـ اﻹ ــان أك ـ وأك ـ صــار اﻹنفــاق أحـ إل ــه مـ اﻹم ــاك‪ ،‬وه ـ حـ فعــل ذلـ فعلــه ب ـ اﻓع‬
‫ــة ال ائ ــة ال ــي ي غــي أن‬ ‫ال قــة الع قــة ــأن اﻵخ ـ ة هــي خ ـ وأ قــى‪ ،‬وأن ال ــاة ﻓــي ال ــة هــي ال ــاة ال‬
‫ي ه لها الع ﻓ د ذل اﻹ ان إلى ت ﱡ أ ﻓ صة ﻹرسال ما ُ ـ إرســاله مـ أمـ ال وخﻼﻓــه إلــى داره‬
‫ال ا ة »ه اك«‪ ،‬و صع ة ﻓي إ قاء ال يء ل اره ال ن ة ال ي ع أنه س ها ب ل ة وأخ ‪.‬‬
‫أنــه‬ ‫سـ ة ال سـ ل صــلى ﷲ عل ــه وســل ‪ ،‬و ـ‬ ‫ول أن ت أك م هـ ا ال ع ــى أك ـ وأك ـ إذا مــا راجعـ‬
‫غ ــائ خ ـ‬ ‫ـ ة مـ الغ ــائ‬
‫مات ودرعه م ه ًنـا ع ـ يهـ د مــع أنــه صــلى ﷲ عل ــه وســل قـ جاءتــه أمـ ال‬
‫ى الفق ‪ ،‬ﻓ ا ق ل أن ب مال رضي ﷲ ع ه‪ :‬ما ُسـ ل رسـ ل‬ ‫وال ائف‪ ،‬ل ه ان ُي فقها إنفاق م ﻻ‬
‫ﷲ صلى ﷲ عل ه وسل على اﻹسﻼم ش ًا إﻻ أع اه‪ ،‬ولق جاءه رجل أله الع اء ﻓأع اه ﻏ ً ا ب ج ل ‪،‬‬
‫)‪.(1‬‬
‫ى الفق‬ ‫ﻓ جع إلى ق مه ﻓقال‪ :‬ا ق م أسل ا‪ ،‬ﻓإن م ً ا ع ي ع اء م ﻻ‬

‫) ‪ ( 1‬أخ جه م ل ﻓي الف ائل )‪.(2312‬‬

‫‪40‬‬
‫ا شاة‪ ،‬ﻓقال ال ي صلى ﷲ عل ه وسل ‪ » :‬ما قي م ها ؟ « قال ‪ :‬ما قــي م هــا إﻻ‬ ‫وع عائ ة أنه ذ‬
‫ك فها‪ .‬قال‪ » :‬قي لها إﻻ فها «)‪.(1‬‬
‫ﻓــي عـ م وجـ د أﻏ ــة ﻓــي ب ــه ت ــه وتقــي ضـ ﻓه مـ بـ د‬ ‫ولق مـﱠ عل ــا قـ ل أبــي الـ رداء ع ـ ما ع تـ‬
‫ــل عل هــا مـ م ــاع‪ ،‬ولـ ُ ﱠـا اسـ ق ا ﻓــي هـ ه‬ ‫ال اء ح ـ قــال‪ :‬ل ــا دار ه ــاك ُن ســل إل هــا ت اعــا ــل مــا ن‬
‫ال ار ش ا م ها ل ع ا بها إل ‪.‬‬
‫ة ه‪ ،‬ﻓلق اس عاذ رس ل ﷲ صــلى ﷲ عل ــه وســل م ــه » وأعـ ذ ـ‬ ‫الفق وال‬ ‫مع ى ه ا ه ح‬ ‫ول‬
‫ال ــال‬ ‫ت ﻓعــه إلــى ال ـ‬ ‫ــها القلـ‬ ‫م ال ف والفق «)‪ .(2‬ول ا – ه ا ‪ -‬ن ل عـ حالــة إ ان ــة ســامقة‬
‫أم ره ﻓ ها‪ ،‬ورســال ــل مــا ُ ـ إرســاله إلــى الـ ار ال ا ــة‪ ،‬وح ــى لـ‬ ‫على ال ن ا‪ ،‬واﻻك فاء أقل القل ل ل‬
‫ع لها ﻓي مع ه‪.‬‬ ‫ﷲ عل ها وﻻ‬ ‫ت ع ب ع ها ﻓإنه‬
‫ــة ع لهـ ﻓــي ال ــارة ع ــان بـ عفــان‪ ،‬وع ـ‬ ‫ان ه ــاك أث ــاء ﻓــي ال ـ ا ة رضـ ان ﷲ علـ ه ن‬ ‫ولق‬
‫ـ ن أ ﻓ صــة‬ ‫ال ـ ح ب ـ ع ـ ف‪ ،‬ول ـ ه ــان ا ُ ـ ن إنفــاق أم ـ اله أك ـ م ـ ح ـ ه ﻹم ــاكها‪ ،‬و ــان ا ي‬
‫الع ـ ة‪،‬‬ ‫ت ــاح له ـ ل ـ ل ال ـ م ـ تل ـ اﻷم ـ ال ــا ﻓعــل ع ــان ب ـ عفــان رضــي ﷲ ع ــه ﻓــي ت ه ـ ج ـ‬
‫ــا مـ ﱠ عل ــا – ع ـ ما أخـ ج ــل ت ارتــه ال ــي جــاءت‬ ‫بـ عـ ف ‪-‬‬ ‫رومة‪ ،‬و ا ﻓعــل ع ـ الـ ح‬ ‫وش اء ب‬
‫ا أع اه ﻓي ال ن ا‪ ،‬ول اب اﻵخ ة أع ‪.‬‬ ‫ة عائ ة‪ :‬ارك ﷲ‬ ‫ع وجل ع ما بلغه ق ل ال‬ ‫م ال ام‬
‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫اﻻرتقاء اﻹ اني وال عل‬
‫ﻓي أوقات الغفلة وق ل ح وث ال ق ة اﻹ ان ة‪ ،‬ت ن ثقة ال ء ﻓي ره‪ ،‬وﻓي أنه مال ال ن ومـ ب أمـ ره‬
‫ـ ة‪ ،‬ومـ ثَـ ﱠ ي ـ داد‬ ‫والقــائ عل ــه ؛ م ـ ودة‪ ،‬وﻓــي ال قابــل ت ـ ن ثق ــه ﻓــي ال ــاس وﻓــي قـ راته ال ــاه ة أمامــه‬
‫له ـ أق الــه‬ ‫ــعى ل ــل رضــاه واﻻس ـ فادة م ـ ه ‪ ،‬ل ـ ل ت ـ ه ي ـ‬ ‫إ انــه ﻓــي إم ان ــة نفعه ـ أو ض ـ ه لــه‪،‬‬
‫ص رته أمامه لعله ي ال ح ته ‪.‬‬ ‫عى دوما ل‬ ‫ن م نق ه ‪..‬‬ ‫حه ‪ ،‬و‬ ‫وأﻓعاله‪ ..‬ف ح‬
‫فإذا ما ح ث ال ق ة وازداد اﻹ ان ﻗ ة ورس ًخا في القل ازدادت ت ًعا له ال قة في ﷲ ع وجــل‪ ،‬ومـ‬
‫َث ﱠ ت ل ه ه ال اع ت ر ا ن ه س انه‪ ،‬وان ف عـ ال ــاس‪ ،‬قــل اﻻه ــام بهـ وال ف ـ فـ ه ‪،‬‬
‫قه سـ انه‬ ‫ع‬ ‫ع ذل – إذن ﷲ – ول‬ ‫ق‬ ‫وال ص على ن ل رضاه ‪ ،‬ون ان رضاه ع ه س‬
‫– ت ًعا ﻻ ﻗ ً ا ‪.-‬‬

‫ه ال ـ ـ خ‬ ‫)‪ ،644/4‬رقـ ـ ‪ (2470‬وق ــال‪ :‬صـ ـ ح‪ ،‬وصـ ـ‬ ‫صـ ـ ح‪ :‬أخ ج ــه أح ـ ـ )‪ ،(50/6‬وال مـ ـ‬ ‫) ‪ ( 1‬حـ ـ ي‬
‫ة ب ق ) ‪.(2544‬‬ ‫اﻷل اني ﻓي ال ل لة ال‬
‫) ‪ ( 2‬أخ ج ـ ــه اب ـ ـ أب ـ ــى ش ـ ـ ة )‪ ،24/6‬رق ـ ـ ‪ ،(29184‬وأب ـ ـ داود )‪ ،324/4‬رق ـ ـ ‪ ،(5090‬وأح ـ ـ )‪ ،42/5‬رق ـ ـ‬
‫‪ ،(20446‬وقال ال خ اﻷل اني ص ح اﻹس اد‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫ال ــاس‬ ‫ﷲ و له ﷲ إلى ال ــاس‪ ،‬و مـ أسـ‬ ‫‪ ..‬ﻗال صلى ﷲ عل ه وسل ‪ » :‬م أرضى ال اس‬
‫ب ضا ﷲ فاه ﷲ ُم َنة ال اس«)‪.(1‬‬
‫ــه ج ــل ف ــاد ج ــل فــى أهــل‬ ‫فﻼنا فأح ه‬ ‫وﻗال‪ » :‬إذا أح ﷲ ع ا ناد ج ل إن ﷲ‬
‫اء ث ي ضع له الق ل فى اﻷرض«)‪.(2‬‬ ‫ه أهل ال‬ ‫فﻼنا فأح ه‬ ‫اء إن ﷲ‬ ‫ال‬
‫ل ال ء ل رجة اﻻس غ اء القل ي ع ه ‪،‬‬ ‫ال اس‪ ،‬وال ع ﻓ ه ح ى‬ ‫ال عل‬ ‫نق‬ ‫و ل ا ن ا اﻹ ان أك‬
‫‪.‬‬ ‫ال فع وال‬ ‫به م ح‬ ‫أو ع ى آخ ‪ :‬ي ق ع تعل القل‬
‫اﻷع ــال‪ ،‬ل ــه ي عامــل معهـ اع ــار أنهـ مـ ج لــة اﻷسـ اب‬ ‫م ــاع ته ﻓــي عـ‬ ‫لـ‬ ‫‪ ..‬نع ه قـ‬
‫ُ ـ ك اﻷحـ اث وُ ــئ ال ــائج ﻓهـ ﷲ عـ وجــل‪ ،‬ومــا ال ـ إﻻ سـ ار ﻹ هــار‬ ‫ال ــي قـ أخـ بهــا‪ ،‬أمــا الـ‬
‫ه‪.‬‬ ‫ق رته ور‬
‫ـ قه ‪،‬‬ ‫أخ م ﷲ ع‬ ‫اع م‬ ‫أخ ه‬ ‫نف ‪ ،‬ول‬ ‫و ل ﻓه ق أخ م ه ما ُع نه إ اه‬
‫وأنه م د أدوات ل ص ل رزق ره – س انه – إل ه‪.‬‬
‫قي ﻓي القل ‪.‬‬ ‫اﻹ ان ال‬ ‫‪ ..‬وه ا ت ه ال رج ث ار اﻻس غ اء ع ال اس ت ًعا ل‬
‫اﻻرتقاء اﻹ اني وال عامل مع أح اث ال اة‪:‬‬
‫ال ــاة ال ن ــة مــا هــي إﻻ م ــه ع ـ ت لــى ــه م ــاه صــفات ﷲ ع ـ وجــل ﴿ أَوَلـ ْ ـ ِ‬
‫ف ِب َ ِّـ َ أَﱠنـ ُه‬ ‫َ ْ َ‬
‫ش ِه ٌ ﴾ ]ﻓ ل ‪.[53 :‬‬ ‫َعَلى ُ ِّل َش ْي ٍء َ‬
‫واله ف الع م وج د ال ل قات به ه ال ة على اخ ﻼف أش الها وأل انهــا وأوصــاﻓها هـ ال ﻻلــة علــى‬
‫ِ‬ ‫ِ ﱠِ‬ ‫ض و ِْ ِ ﱠ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اس َو َمـا‬‫اخ َﻼف اللْ ل َوال ﱠ َه ِار َواْلُفْل ال ي تَ ْ ِ ﻓي اْل َ ْ ِ ِ َ ا َي ْ َفـ ُع ال ﱠـ َ‬ ‫ِ‬
‫ﷲ ﴿ إ ﱠن ﻓي َخْل ِ ال ﱠ َ َاوات َو ْاﻷ َْر َ‬
‫اح وال ﱠ ـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ﱠ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اب‬ ‫ض َ ْعـ َ َم ْ ِت َهـا َوَـ ﻓ َهـا مـ ْ ُ ـ ّل َدا ـﱠة َوتَ ْ ـ ِ ال ِّ َـ ِ َ َ‬ ‫َح َـا ِـه ْاﻷ َْر َ‬‫أَ ْنـ َ َل ﱠ ُ مـ َ ال ﱠ ـ َ اء مـ ْ َمـاء َﻓأ ْ‬
‫ض َﻵ ٍ‬
‫ات لَِق ْ ٍم َ ْع ِقلُ َن ﴾ ]ال ق ة‪.[164 :‬‬ ‫ِ‬
‫اْل ُ َ ﱠ ِ َب ْ َ ال ﱠ َ اء َو ْاﻷ َْر ِ َ‬
‫واله ـ ف ـ ل م ـ تقل ــات أح ـ اث ال ــاة م ـ س ـ ﱠاء وض ـ ﱠاء‪ ،‬وع ــاء وم ــع‪ ،‬وص ـ ة وم ـ ض‪ ،‬إلــخ ؛ ه ـ‬
‫ــه‪ ...‬وســائ صــفاته‪ ،‬وأ ً ـا اخ ــار م قــف اﻹن ــان‬ ‫إ هــار ق رتــه س ـ انه وقﱡ م ــه‪ ،‬وع تــه‪ ،‬ورح ــه‪ ،‬وح‬
‫ِ‬
‫َح َ ُ َع َ ًﻼ ﴾ ]ال ل ‪.[2 :‬‬ ‫م ها ﴿ ل َ ْ لُ َ ُ ْ أَﱡ ُ ْ أ ْ‬
‫به ا له‪ ،‬وعل ه أن ي ع ف على ره م خﻼل ه ه ال اه واﻷح اث ال ي ت ث‬ ‫واﻹن ان ه ال ا‬
‫أمامه‪ ،‬و اه ها دوما ﴿ ْان ُ َ ن ِ ف ْاﻵ ِ‬
‫ات َل َعﱠل ُه ْ َ ْفَق ُه َن ﴾ ]اﻷنعام‪.[65 :‬‬ ‫ْ ْ َ َُّ ُ َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ل ـ ل ــات اله ـ واﻻن فــاء ن ـ ـ اﻷرض ق ـ ت ُ ـ ل ب ــه و ـ ال ؤ ــة ال ـ ة وال ل ــل ال قــي‬
‫ِ‬
‫ات و ْاﻷ َْر ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ن ﴾ ]ي ســف‪:‬‬ ‫ض َ ُ ـﱡ و َن َعَل ْ َهـا َو ُهـ ْ َع ْ َهـا ُم ْع ِ ُ‬
‫ضـ َ‬ ‫له ه ال اه واﻷحـ اث ﴿ َوَ ـأَّي ْ مـ ْ آَـة ﻓـي ال ﱠ ـ َ َاو َ‬
‫‪.[105‬‬

‫ه ال خ اﻷل اني ﻓي »ص ح ال امع« ب ق )‪.(6010‬‬ ‫)‪ 609/4‬ب ق ‪ ،(2414‬وص‬ ‫) ‪ ( 1‬أخ جه ال م‬


‫) ‪ ( 2‬م ف عل ه‪ :‬أخ جه ال ار )‪ ،1175/3‬رق ‪ ،(3037‬وم ل )‪ ،2030/4‬رق ‪.(2637‬‬

‫‪42‬‬
‫علــه ي ــه ‪-‬‬ ‫هـ ﻓــي القلـ‬ ‫مـ ال ـ ر‬ ‫ـ‬ ‫ا ــة‬ ‫ن‬ ‫ﻓإذا ما اس ق اﻹ ان ؛ ﻓإنه ﻓي ال ا ة‬
‫ة ال ي ي سلها ﷲ ع وجل‪.‬‬ ‫ح له‪ ،‬و اصة ﻓي اﻵ ات ال‬ ‫ع ال يء – لِ ا‬
‫ـ ة أك ـ ل ـ داد ال ؤ ــة العامــة وض ـ ًحا‪ ،‬و ـ داد ر ـ اﻷح ـ اث‬ ‫ن ـ ر ال‬ ‫ﻓــإذا مــا ن ــا اﻹ ــان أك ـ ‪ ،‬ق ـ‬
‫وال اه ا ع وجل‪.‬‬
‫ن ن ـ ها م ـ ودة‪ ،‬ول هــا‬ ‫ﻗع أﻻ ت ن ه ه ال ؤ ة حاض ة في ل اﻷوﻗــات‪ ،‬بــل سـ‬ ‫‪ ..‬نع ‪ ،‬م ال‬
‫علــى ف ـ الع ـ وم ــاع ه‪،‬‬ ‫ـ ور ال ﻗـ وازد ــاد ال ـ اﻹ ــاني‪ ،‬ل ـ‬ ‫س داد م ــاح ها – ــإذن ﷲ –‬
‫اه ة إلى شــه د صــفات ﷲ عـ وجــل وهــي تع ــل‪،‬‬ ‫انه في ح قة ال ح ‪ْ َ ،‬عُ م ال‬ ‫ف عله‬
‫ل ما ث أمامه و ل ما ــاه ه ــا عـ وجــل ﴿ أََﻓـ َأ َْي ُ ْ َمـا تَ ْ ُ ثُـ َن )‪ (63‬أَأَ ْنـ ُ ْ تَ ْ َرُع َنـ ُه أ َْم َن ْ ـ ُ‬ ‫ف‬
‫ال ﱠ ِارُع َن ﴾ ]ال اقعة‪.[64 ،63 :‬‬
‫﴿ َﻓَل ْ تَْقُلُ ُه ْ َوَل ِ ﱠ ﱠ َ َق ََل ُه ْ َو َما َرَم ْ َ ِإ ْذ َرَم ْ َ َوَل ِ ﱠ ﱠ َ َرَمى ﴾ ]اﻷنفال‪.[17 :‬‬
‫اح ُ ْ لِ َ ْعَل َ ﱠ ُ َم ْ َ َ ا ُﻓ ُه ِاْل َغ ْ ِ ﴾ ]ال ائ ة‪[94 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫﴿ َلَ ْ ُلَ ﱠن ُ ُ ﱠ ُ ِ َ ْيء م َ ال ﱠ ْ تََاُلهُ أ َْي ُ ْ َوِرَم ُ‬
‫قــة‪ ..‬ان ـ إل ــه وهـ قـ ل ﻷصـ ا ه‪ » :‬إن‬ ‫انــه لــه ﻓــي هـ ه ال‬ ‫ـ‬ ‫و ــان صــلى ﷲ عل ــه وســل‬
‫ــاده‪ ،‬ﻓــإذا أريـ‬ ‫ـِّ ف به ــا‬ ‫فان ل ت أحـ وﻻ ل اتــه‪ ،‬ول ه ــا آي ــان مـ آ ــات ﷲ‪،‬‬ ‫ﻻي‬‫والق‬ ‫ال‬
‫«)‪.(1‬‬ ‫ف ما‬ ‫ذل ﻓ ﱡل ا وادع ا ح ى ي‬
‫و ان ق ل‪ » :‬إن ا أنا م لغ ﷲ يه ‪ ،‬ون ا أنا قاس ‪ ،‬ﷲ ُع ي «)‪.(2‬‬
‫اب ه قال‪ » :‬ق ل ا لها‪ :‬ما أخ و ما أع ى‪.(3)« ...‬‬ ‫وع ما مات اب ل‬
‫ع ـ أن ق ــل أ ــا ارﻓــع‬ ‫قــة‪ ،‬ﻓه ـ ا ع ـ ﷲ ب ـ ع ـ‬ ‫ـ ن ﻓــي ــﻼل ه ـ ه ال‬ ‫ــان ال ـ ا ة ـ ل‬ ‫ولق ـ‬
‫ه علــى سـ عة مغــادرة ال ــان‪ ،‬ومــع‬ ‫ع د م ًعا إلــى أصـ ا ه ُي ـ ه ق لــه و ـ‬ ‫خ‬ ‫ال ه د ﻓي ح‬
‫ه ا ال ضع ال ت إﻻ أنه ل ي تل ال قة ﻓقال له ‪ :‬ال اء‪ ،‬ﻓق ق ل ﷲ أ ا راﻓع)‪.(4‬‬
‫وه ا ال ف ل ب ع و ال وسي ُق ّ على م ح له ق ة إسﻼمه ق ل‪ :‬وأبــى ﷲ إﻻ أن ُ ـ ع ي عـ‬
‫ق له)‪..(5‬‬
‫ورة س اد َد ْيِ ه قال له ﻓي مع ض ح ي ه‪:‬‬ ‫ب الع ام ب صي اب ه ع ﷲ‬ ‫وع ما ان ال‬

‫) ‪( 1‬م ف عل ه‪ :‬أخ جه ال ار )‪ ،353 / 1‬ب ق ‪ ،( 993‬وم ل )‪ ،35 / 3‬ب ق ‪.(2153‬‬


‫)‪ ،389/19‬رقـ‬ ‫اني ﻓــي ال ع ـ ال ـ‬ ‫)‪ ،133 / 28‬ب ق ‪ ،(16936‬و ال‬ ‫ص ح‪ :‬أخ جه أح‬ ‫)‪(2‬حي‬
‫ة ب ق )‪.(1628‬‬ ‫ه ال خ اﻷل اني ﻓي ال ل لة ال‬ ‫‪ ،(914‬وص‬
‫أخ جه ال ار )‪ ،2435 / 6‬ب ق ‪.(6228‬‬ ‫)‪(3‬جء م ح ي‬
‫ــة‬ ‫رق ـ ‪ ،3813 :‬ان ـ ال ـ ة ال‬ ‫ه ج ‪ /4‬ص ‪ 1484‬ح ـ ي‬ ‫أخ جــه ال ــار ﻓــي ص ـ‬ ‫) ‪ ( 4‬جـ ء مـ حـ ي‬
‫لعلي ال ﱠﻼبي ‪.418/2‬‬
‫ـ ــة ﻻب ـ ـ ه ـ ــام )‪/ 2‬‬ ‫) ‪ ( 5‬مع ﻓـ ــة ال ـ ـ ا ة ﻷبـ ــي ن ـ ـ اﻷص ـ ـ هاني‪ ،175 / 11) -‬ب ـ ـ ق ‪ ،(3500‬ال ـ ـ ة ال‬
‫‪.(226‬‬

‫‪43‬‬
‫مــا أراد ح ــى قلـ ‪ :‬ــا‬ ‫ﷲ مــا در ـ‬ ‫ا ُب ي إن ع ت ع شيء م ه ﻓاس ع عل ه م ﻻ ‪ ،‬قال ع ﷲ‪:‬‬
‫أ ه‪ ،‬م م ﻻك؟ قال‪ :‬ﷲ‪.‬‬
‫ه)‪.(1‬‬ ‫ع ه دي ه ق‬ ‫اق‬ ‫ة م دي ه إﻻ قل ‪ :‬ا م لى ال‬ ‫ﻓي‬ ‫ﷲ ما وقع‬ ‫قال ع ﷲ‪:‬‬
‫مع ال ع والع اء ‪:‬‬
‫قــة‬ ‫علــى‬ ‫ومــع انع ــاس اﻻرتقــاء اﻹ ــاني علــى وض ـ ح ال ؤ ــة ﻵ ــات ﷲ ال لفــة‪ ،‬ﻓإنــه أ ً ـا ي ـ ع‬
‫اسـ ال الع ـ لهــا‪ ،‬وتعاملــه معهــا‪ ،‬ﻓ ـ ه يـ ال ـ ع ال ــي تَـ ِ د عل ــه ــا ال ـ ع ‪ ،‬و فـ ح ف ــله – س ـ انه –‬
‫حالــة القل ـ‬ ‫ع ـ وجــل ﻓــي قل ــه ل ـ‬ ‫علــى نف ــه ه ـ ا الف ــل‪ ،‬وم ـ ثَـ ﱠ ته ـ ج م ــاع اﻻم ــان‬ ‫و ـ‬
‫ال اك ‪.‬‬
‫وال ﻼ ا ت ه – ون ت اي قل ًﻼ ﻓي ال ا ة – ﱠإﻻ أنه س عان ما ع د ه إ انه إلى‬ ‫‪ ..‬وﻓي أوقات ال‬
‫وع م ال ع أو ال َ ـ ﱡ ‪ ،‬بــل ومـ ال قــع ‪ -‬مــع اسـ ار ال ـ اﻹ ــاني – أن ـ ال ـ ء ﻓــي حالــة‬ ‫ال‬
‫ه اﻷح اث‪.‬‬ ‫قل ه مه ا ﱠ‬
‫تقل‬ ‫ال ضا ع ﷲ‪،‬‬
‫ـ ل لهــا ﻓــي‬ ‫و اس ار ال اﻹ اني ي داد ﻓه الع ﻷح اث ال اة وتقل اتهــا و اصــة ال ل ــة م هــا ل‬
‫ن ه إلى ع اء م ﷲ ع وجل ﴿ ُق ْل َل ْ ُ ِ َ َا ِإ ﱠﻻ َما َ َ َ ﱠ ُ َلَا ﴾ ]ال ة‪.[51 :‬‬
‫» ع ًا ﻷم ال م إن أم ه له له خ وﻻ ن ه ا إﻻ لل م ‪ ،‬إن أصاب ه س اء ش ﻓ ان خ ًا لــه‪،‬‬
‫ون أصاب ه ض اء ص ﻓ ان خ ًا له « )‪.(2‬‬
‫ـ ه – ومــا ﻓ هــا مـ ضــعف – لـ‬ ‫الع ـ إﻻ أن‬ ‫ه إل ه أنه مه ا ارتقــى اﻹ ــان ﻓــي قلـ‬ ‫وم ا يل م ال‬
‫تُفارقه‪ ،‬ل ل ﻓ ال قع أن تَ ِ ّل اﻷق ام ﻓي ع اﻷم ر القل لة وال ادرة‪ ،‬ل داعي اﻹ ان ُسـ عان مــا يـ ﻓع‬
‫ص ــاح ه للعـ ـ دة ال ـ ـ عة وال ــة ال ـ ـ ح‪ ،‬واسـ ـ اف ال ــ إل ــى ﷲ ﴿ ِإ ﱠن اﱠلــ ِ ي اتﱠَقــ ا ِإ َذا م ﱠ ـ ـه َ ـ ـ ِائ ِ‬
‫ف مـ ـ َ‬
‫ٌ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َ ْ‬
‫ان تَ َ ﱠك ُ وا َﻓِإ َذا ُه ْ ُم ْ ِ ُ و َن ﴾ ]اﻷع اف‪.[201 :‬‬
‫ال ﱠ ْ َ ِ‬
‫اﻻرتقاء اﻹ اني وال الة القل ة‪:‬‬
‫أوقــات شــع ره‬ ‫ال ـ ء ان ـ اح ﻓــي ص ـ ره‪ ،‬وت ــاءل‬ ‫ل ــا أح ـ‬ ‫اﻹ ــان وازداد ن ـ ره ﻓــي القل ـ‬ ‫كل ــا ق ـ‬
‫‪ ،‬ﻓإذا ما اس ال ر ﻓي دخ ل القلـ ازدادت م ــاحة ال ــاة ــه‪ ،‬وشـ ًا ﻓ ـ ًا تُ ـ ح م ــاحة ال ــاة‬ ‫ال‬
‫ــع ــه ال ـ ء ﻓــي ل ــة ســع ة م ـ‬ ‫ـاعا م ـ ﻏ هــا‪ ،‬ـ ث ح ـ ث هــام ومــاد‬
‫ﻓــي القل ـ أك ـ وأك ـ ات ـ ً‬
‫ل ــات ع ـ ه‪ ،‬أﻻ وهـ شــع ره ب ـ ك قل ــه ﻓــي صـ ره ح ــة سـ عة وم ـ ة‪ ،‬وهـ ا مــا ُ ـ ى بـ ﻻدة القلـ‬
‫ال ــي‪ ،‬أو » الـ ﻻدة ال ان ــة «‪ ،‬وال ــي ــفها أح ـ ال ــلف ق لــه‪ :‬ـ ســاج ً ا ﻓــي صــﻼة ﻓ ـ يـ م مـ اﻷ ــام‪،‬‬
‫وُق م ال د ل ــي شـ ُـع ت ــأن قل ــي لـ ُقـ مـ سـ ته‪ ..‬أ ‪ :‬حـ ث لــه خ ـ ع وه ـ وشـ ة ان ـ اب‬

‫) ‪ ( 1‬ال ار )‪.(3129‬‬
‫) ‪ ( 2‬أخ جه م ل )‪ ،2295/4‬رق ‪.(2999‬‬

‫‪44‬‬
‫ة إلــى أن‬ ‫ا ه ‪ ،‬ث ع د ع ذل إلى حال ه ال‬ ‫د ﱠل القل‬ ‫إلى اﻷسفل‪ ،‬وع ما ﻗام ال ن م ال‬
‫رة ﻻ إراد ة‪.‬‬ ‫ر ف ها ه ا اﻷم‬ ‫أو ال عاء أو ال ف ‪ ،‬ي‬ ‫في ال ﻼة أو ال‬ ‫ات أخ‬ ‫تأتي ل‬
‫ع وجل‪،‬‬ ‫الع د ة ال ﱠقة‬ ‫نم ً‬
‫علقا أش اء َت ل ب ه و‬ ‫ه ا اﻷم أن القل ﻗ ل ذل‬ ‫وتف‬
‫ــه‬ ‫ـ‬ ‫الـ‬ ‫كــال عل ال ــال‪ ،‬أو ال ــاس أو ال ـ ‪ ،‬أو العقــار‪ ..‬هـ ه اﻷشـ اء ت ـ ن ا ــة ال ـ‬
‫ــة‬ ‫ه‪ ،‬فإذا ما ن ا اﻹ ان فــي ﻗل ــه ضـ ُـعف تلـ العﻼئـ واﻷغــﻼل‪ ،‬ح ــى تــأتي الل‬ ‫الع ‪ ،‬وال ثاق ال ُ قِّ‬
‫ــع و ه ـ‬ ‫ـ ُح ـ ا م هــا‪ُ ،‬م ً‬
‫علق ـا ب ــه‪ ،‬ل ـ ل ت ـ ه‬ ‫وت ف ــل ع ـ القل ـ ‪،‬‬ ‫ال ــع ة ع ـ ما ت ق ــع‬
‫ع إل ه‪...‬‬ ‫ﷲ‪ ،‬ودعائه‪ ،‬وال‬ ‫بع ذ‬ ‫و‬
‫ــة ال ـ ة‪،‬‬ ‫وﻓ ــي ه ـ ا ال ع ــى ق ـ ل اب ـ ال ـ ‪ :‬ﻓلل ـ وح ﻓ ــي ه ـ ا الع ــال ن ــأتان‪ ،‬إح ـ اه ا‪ :‬ال ــأة ال‬
‫ــا ُولـ ب نــه وانف ــل عـ م ـ ة‬ ‫عــه‪،‬‬ ‫وال ان ــة‪ :‬ن ــأة قل ــة روحان ــة‪ُ ،‬ي لـ بهــا قل ــه‪ ،‬و ف ــل ع ـ م ـ ة‬
‫ال ‪.‬‬
‫ل تلِ ا مل ت ال ـ اوات‬ ‫ح عل ه ال ﻼم قال لل ار ‪ :‬إن‬ ‫أن ال‬ ‫وﻓي اب » ال ه « لﻺمام أح‬
‫واﻷرض ح ى تُ ل وا م ت ‪.‬‬
‫ش خ اﻹسﻼم اب ت ــة ‪ -‬رح ــه ﷲ – قـ ل‪ :‬هــي وﻻدة اﻷرواح والقلـ ب‬ ‫قائﻼ‪ :‬س ع‬
‫ً‬ ‫د اب ال‬ ‫و‬
‫م ه )‪.(1‬‬
‫م اﻷب ان‪ ،‬وخ وجها م عال ال عة‪ ،‬ا ُول ت اﻷب ان م ال ن‪ ،‬وخ ج‬
‫وع ما ت ث – إذن ﷲ وﻓ ــله ‪ -‬تلـ الـ ﻻدة للقلـ ‪ ،‬ﻓإنــه ي قــل إلــى م حلــة ج يـ ة مـ م احــل ح اتــه‪،‬‬
‫ــال اع ‪ ،‬سـ ـ ع ال جـ ــل‬ ‫ـ ـ ح قلًـ ـا ر ًقـ ـا سـ ـ ع ال ـ ــأث‬ ‫وت هـ ـ آثارهـ ــا ب ضـ ـ ح ﻓ ــي تفاعلـ ــه مـ ــع اﻷحـ ـ اث‬
‫ـ ر واﻻسـ عاء ﻓــي‬ ‫واﻻضـ اب ع ـ ذ ـ ﷲ ﴿ اﱠلـ ِ ي َ ِإ َذا ُذ ِكـ َ ﱠ ُ َو ِجَلـ ْ ُقُلـ ُ ُه ْ ﴾ ]اﻷنفــال‪ ..[2 :‬سـ ع ال‬
‫والف وال ﻼة و اصة ع ت ة اﻹح ام‪.‬‬ ‫ال عاء وال‬
‫أو‬ ‫الة م حاﻻت ال أث وال اوب مع ق اءة الق آن أو ال عاء أو الـ‬ ‫ه وخ عه‬ ‫ع صاح ه به‬
‫]اﻹس اء‪ .[109 :‬وت داد س عة وقـ ة هـ ا ال فاعــل ل ــا زاد نـ ر‬ ‫ال اجاة ﴿ َوَ ِ ﱡ و َن لِ ْﻸَ ْذَق ِ‬
‫ان َي ْ ُ َن َوَ ِ ُ ُه ْ ُخ ُ ًعا﴾‬
‫اﻹ ان ه‪.‬‬

‫اﻻرتقاء اﻹ اني والعﻼﻗة مع ﷲ ع وجل‪:‬‬


‫ــل‬ ‫الق ـﱠ ة وال ــعف‪ ،‬ﻓه ــاك م ـ‬ ‫‪ ..‬ه ـ ه العﻼقــات ت فــاوت مــا ب ـ‬ ‫ل ــل واح ـ مﱠ ـا عﻼقــات مــع اﻵخ ـ‬
‫ـ ‪ ،‬مــع اﻷخـ ﻓــي اﻻع ــار‬ ‫ــل ال ت ــة ال‬ ‫ل ال ت ــة العاشـ ة‪ ،‬وه ــاك مـ‬ ‫ال ت ة اﻷولى‪ ،‬وه اك م‬
‫ة م ارسات‪ ،‬ورص ‪ ،‬وثقة‪ ،‬وم اع ‪.‬‬ ‫‪ ،‬بل هي ن‬ ‫ﻻ ي ت ت ها ق ارات م ال‬ ‫أن ه ه ال ات‬

‫) ‪.( 146/1‬‬ ‫ﻻب ال‬ ‫) ‪ ( 1‬م ارج ال ال‬

‫‪45‬‬
‫ول ل م ت ة م اه ت ها ع ﻏ ها‪ ،‬ﻓ اح ال ت ة اﻷولى له م انة خاصة ع ال ـ ء ت علــه ُ ِ ـ ﱡ لــه‬
‫ـ ه ﻓ ــي خ ص ـ اته‪ ...‬ف ـ ح ق ــه‪ ،‬و ـ اق إل ــى رؤ ــه‪ ،‬وَ َ ـﱠ أ ﻓ ص ــة للقائ ــه‪ ،‬و ــع‬ ‫أس ـ اره‪ ،‬و‬
‫ة مه ا ال ال ة‪.‬‬ ‫ه‪ ،‬وﻻ ل م ه ه ال‬
‫ه‪ ،‬ول ـ‬ ‫ـ‬ ‫لــف‪ ..‬نع ـ ‪ ،‬هـ ف ـ ح ب ؤ ــه و ــع‬ ‫ال ت ــة ال ام ــة – م ـ ًﻼ – ﻓــاﻷم‬ ‫أمــا صــاح‬
‫اﻷول‪.‬‬ ‫ل‬
‫س قه‪.‬‬ ‫م‬ ‫ال ت ة العاش ة ﻓالعﻼقة أقل‬ ‫أما صاح‬
‫فإذا ما سأل ال اح مﱠ ا نف ه ع عﻼﻗ ه ب ِّه‪ ،‬وأ م ت ة ت ل ؟‬
‫في ال ات اﻷولى‪ ،‬وذل م خﻼل رص م اه ه ه العﻼﻗة‪ ..‬فﻼ ش ق إلى‬ ‫فإن ا سُ فاجأ أنها ل‬
‫اجاته‪ ،‬وﻻ سعادة في ﻗ ه‪ ،‬وﻻ ف ح ــال ل ة ــه‪ ،‬وﻻ تـ ﱡع بـ ه‪ ،‬و ــل هـ ا ـ ضـ ف‬ ‫لقائه‪ ،‬وﻻ أُن‬
‫‪.‬‬ ‫اﻹ ان‪ ،‬وض ف ال قة ه س انه و ق ره الع‬
‫ـ ت ـ ر ا‪،‬‬ ‫اﻹ ــان ﻓــي القلـ ‪ ،‬ﻓــإن هـ ه العﻼقــة ت‬ ‫ــة‪ ،‬وقـ‬ ‫ال ق ــة اﻹ ان ــة ال‬ ‫‪ ..‬ﻓــإذا مــا حـ ث‬
‫ﻓــي ال ــع د ل ــا زاد اﻹ ــان ح ــى ت ــل ال ت ــة اﻷولــى‪،‬‬ ‫وت قــل مـ م ت ــة إلــى م ت ــة أعلــى م هــا‪ ،‬وت ـ‬
‫ﻓــي ال لـ ة ــه‬ ‫ــة ﻓــي ﷲ‪ ،‬وال ضــا ــه‪ ،‬وال ــعادة ﻓــي ذ ـ ه‪ ،‬وال ه ــة ﻓــي تــﻼوة ﻼمــه‪ ،‬واﻷنـ‬ ‫تـ داد ال‬ ‫حـ‬
‫وم اجاته‪.‬‬
‫له ــا‪،‬‬ ‫م ــاع ته ﻓ ــي أم ـ ر الع ـ‬ ‫‪ ..‬ي ـ داد ال ـ ر القل ــي ال ـ ائ مع ــه – س ـ انه‪ -‬ل ُ ـ س ـ اله و ل ـ‬
‫ــل اﻷمـ إلــى اﻻع ـ ار عـ‬ ‫و شــهاده علــى مــا ـ ث لــه مـ ت ـ ي ال ـ ب ‪ ،‬أو إعـ اض ال ُ ع ضـ ‪ ،‬بــل‬
‫ﷲ على نع ه ) الله ما أص ح بــي مـ نع ــة أو أحـ مـ خلقـ ﻓ ـ وحـ ك ﻻ‬ ‫ج د ال اس ون انه ش‬
‫( )‪.(1‬‬ ‫ول ال‬ ‫ل ‪ ،‬ﻓل ال‬ ‫ش‬
‫الف صة ال ي ل ﻓ ها ال ان‪ ،‬وته أ اﻷص ات ل ل ب ه‪ ،‬و ُـ ﱡ إل ــه أشـ اقه‪ ،‬و عـ ض عل ــه شـ اي ه‪،‬‬ ‫‪ ..‬ي‬
‫و ل م ه حاج ه ﴿ ِإﱠن َ ا أ َْش ُ َبِّي َو ُحْ ِني ِإَلى ﱠ ِ َوأ َْعَلُ ِم َ ﱠ ِ َما َﻻ َت ْعَل ُ َن ﴾ ]ي سف‪..[86 :‬‬
‫أو ت ُاوز‪..‬‬ ‫‪ ُ ..‬ارع ﻓي اس ضائه إذا ما وقع م ه تق‬
‫ــل م ــا أنعـ ـ ﷲ عل ــه »خ ـ ـ ال ــاس أنفعهـ ـ‬ ‫‪ ..‬يـ ـ داد ب ل ــه لل هـ ـ ﻓ ــي خ م ــة دي ــه‪ ،‬ودعـ ـ ة خلق ــه إل ــه‪ ،‬ونفعهـ ـ‬
‫لل اس«)‪..(2‬‬
‫قل ه ﻓي حالة م اﻻم ان ن ه س انه‪.‬‬ ‫الغ ى ه‪ ،‬و‬ ‫ع‬ ‫‪..‬‬
‫‪ ..‬ي داد و داد تعلقه ه‪ ،‬واس غ ائه ع ﻏ ه‪.‬‬

‫)‪ ، 5/6‬رق ـ ‪ ،(9835‬وال هق ـي ﻓ ـي ش ــع‬ ‫) ‪ ( 1‬أخ ج ــه أب ـ داود )‪ ، 318/4‬رق ـ ‪ ، (5073‬وال ــائي ﻓ ـي ال ـ‬
‫‪.‬‬ ‫ح‬ ‫اﻷرن و ‪ :‬ح ي‬ ‫اﻹ ان )‪ ، 89/4‬رق ‪ ، (4368‬وقال شع‬
‫ح ـ ‪ :‬أخ ج ــه ال ـ ارق ي ﻓ ـي اﻷﻓ ـ اد‪ ،‬وال لع ـي ع ـ ج ــاب ‪ ،‬وح ـ ه اﻷل ــاني ﻓ ــي ص ـ ح ال ــامع ب ـ ق‬ ‫) ‪ ( 2‬حـ ي‬
‫)‪.(6662 ،3289‬‬

‫‪46‬‬
‫ه ا ه مع ى ال ص ل إلى ﷲ في ال ن ا‪ ،‬ف ــا قـ ل ابـ رجـ ‪ :‬ال صـ ل إلــى ﷲ ن عــان‪ :‬أحـ ه ا فــي‬
‫ال ن ا‪ ،‬وال اني في اﻵخ ة‪.‬‬
‫ــه‪ ،‬ف ج تــه‬ ‫فال اد ه‪ :‬أن القل ب ت ــل إلــى مع ف ــه‪ ،‬فــإذا ع ِ ف ــه أحﱠ ــه و ِأن ـ‬ ‫فأما ال ص ل ال ن‬
‫اﻵثار‪ :‬اب آدم‪ ،‬ا ل ي ت ني‪ ،‬فإن وج ت ي وج ت ــل شــيء‪،‬‬ ‫ا في ع‬ ‫م ها ﻗ ً ا‪ ،‬ول عائها م ً ا‪،‬‬
‫ون ُف ﱡ فات ل شيء‪.‬‬
‫وأمــا ال صـ ل اﻷخـ و ‪ :‬فـ خ ل ال ــة ال ــي هــي دار امــة ﷲ ﻷول ائــه‪ ،‬ول ـ ه فــي درجاتهــا م فــاوت ن فــي‬
‫تفاوت ﻗل ه في الق ب‪َ ﴿ :‬وال ﱠ اُِق َن ال ﱠ اُِق َن )‪ (10‬أُوَلِ َ اْل ُ َقﱠ ُ َن ﴾ ]ال اقعة‪.[11 ،10 :‬‬
‫)‪(1‬‬
‫الق ب‬

‫ال ل ة لل اﻓ اب رج ‪.‬‬ ‫ة ﻓي س‬ ‫) ‪ ( 1‬ال‬

‫‪47‬‬
‫ة اﻹ ان ة‬ ‫أه اف ال‬
‫ﻓي ال ف ات ال ا قة ع م احل إ قا وت يـ وتق ــة اﻹ ــان وال ــي مـ ال ف ـ ض‬ ‫ت ف ل ﷲ ال ي‬
‫آثارهــا ـ ل‬ ‫آثارها الف د ﻓي تعامله مع ر ــه‪ ،‬ومــع الـ ن ا‪ ،‬ومــع ال ــاس‪ ،‬ومــع أحـ اث ال ــاة‪ ،‬و ــع‬ ‫ع‬ ‫أن‬
‫ﻓي أح ال قل ه‪.‬‬
‫غ ه ه ال احل ﻓــي أهـ اف ثﻼثــة ‪ ،‬عل ــا أن ن ــعها أمام ــا ون ــعى لل صـ ل إل هــا‪ ..‬هـ ه‬ ‫و ا أن ُن‬
‫اﻷه اف هي ‪:‬‬
‫ــة‪ ،‬بــل ن ـ ها ق ــة‬ ‫ام ال ق ــة م ـ القل ـ ‪ ،‬ﻓــﻼ ن ـ ق ــة ل‬ ‫أوﻻ‪ :‬اله ـ ف الق ـ ‪ :‬وه ـ ت ﱡ ـ واس ـ‬
‫ً‬
‫ل أ معها ال اة ت ب ﻓي ج اته‪ ،‬ولقـ أج ــل آثارهــا رسـ ل ﷲ صــلى ﷲ عل ــه‬ ‫م القل‬ ‫ة دائ ة ت‬ ‫ح‬
‫ﻓقال‪ » :‬اﻹنا ة إلى دار ال ل د‪ ،‬وال ــاﻓي عـ دار الغـ ور‪،‬‬ ‫وسل ع ما ُس ل ع عﻼمات دخ ل ال ر القل‬
‫واﻻس ع اد لل ت ق ل ن وله «)‪.(1‬‬
‫اﻹ ــان عـ ت ﱡ ـ‬ ‫ـ ال صـ ل إل ــه إﻻ اسـ ار ت و ـ القلـ‬ ‫ثانً ا‪ :‬وﻻدة القل ال ي‪ :‬ه ا اله ف ﻻ‬
‫وانف ــاله ع ــه‪ .‬أو ع ــى آخـ ‪ :‬انق ــاع‬ ‫ال ق ة م ه‪ ،‬وال ق د ب ﻻدة القل ال ي‪ :‬أ ت ره مـ أَسـ الهـ‬
‫ع العﻼئ ال ي ان القل ُم علًقا بها م دون ﷲ ال ال وال اه وال اس‪ ،‬ال ي ت ل ب ه و‬ ‫ال ل ال‬
‫ال عل ال ام ا ع وجل‪ ،‬واﻻل ام ه‪ ،‬وال جه ال ائ ن ه‪.‬‬
‫ـ ة‪ ،‬ومـ عﻼمــات حـ وثها‪ :‬رقــة القلـ‬ ‫ـ رة‬ ‫علــى ال ل ــة‬ ‫ه ه ال ﻻدة ت ع ما علـ ال ـ ر ﻓــي القلـ‬
‫ــاره‪ ،‬وم ـ‬ ‫ــه وخ ـ عه وس ـ ده ‪ ،‬وســه لة اس ـ عائه إذا أراد صــاح ه اس‬ ‫وس ـ عة تــأث ه ــال اع ‪ ،‬وه‬
‫رﻏ ــه ﻓــي‬ ‫لفــة‪ ،‬ﻓ ـ داد ق ــه مـ ر ــه‪ ،‬وتعلقــه ــه‪ ،‬وتـ ق‬ ‫ﻓــي عﻼقــات ال ـ ء ال‬ ‫مل ـ‬ ‫ل ‪:‬ت‬ ‫آثارها‬
‫ال ة‪...‬‬ ‫هن‬ ‫عه ﻓي ال اس‪ ،‬و داد ت‬ ‫ة‪ ،‬و قل‬ ‫رة مل‬ ‫ال ن ا‬
‫ة وال أن ة وال ﻼم ال اخلي‪.‬‬ ‫ل ‪ :‬راحة ال ال وال ع ر ال‬ ‫وم آثارها‬
‫ر القل ي ال ائ مع ﷲ‪ ،‬وال علـ ال ـ ي ــه – سـ انه – أو ع ــى آخـ ‪ :‬ت ق ـ‬ ‫اله ف ال ال ‪ :‬ال‬
‫ـ ث إذا مــا‬‫ق له صلى ﷲ عل ــه وســل ع ـ ما ُسـ ل عـ اﻹح ــان ﻓقــال‪ » :‬أن تع ـ ﷲ أنـ تـ اه «)‪ ، (2‬وهـ ا‬
‫اس ـ اﻹم ـ اد اﻹ ــاني للقل ـ ‪ ،‬ﻓ ـ داد ــه ال ـ ر‪ ،‬ح ــى ـ قل ً ـا ســل ً ا أب ً ـا‪ ،‬وم ـ آثــار ذل ـ ‪ :‬خ ـ ع‬
‫‪ ،‬وأع ــى‬ ‫‪ ،‬وأ غـ‬ ‫ا قال صلى ﷲ عل ه وسل ‪ » :‬م أح‬ ‫ع وجل‬ ‫ال اع وال ل ك ﻓي م له‬
‫ل اﻹ ان «)‪.(3‬‬ ‫‪ ،‬وم ع ‪ ،‬ﻓق اس‬

‫ه‪.‬‬ ‫ت‬ ‫)‪(1‬س‬


‫) ‪ ( 2‬م ف عل ه‪ ،‬أخ جه ال ار )‪ ،27/1‬رق ‪ ،(50‬وم ل )‪ ،39/1‬رق ‪.(9‬‬
‫ه ال ـ خ اﻷل ــاني ﻓــي ص ـ ح ال ــامع‬ ‫ص ـ ح‪ :‬أخ جــه أب ـ داود )‪ ،354 / 4‬ب ـ ق ‪ ،( 4683‬وص ـ‬ ‫) ‪ ( 3‬حـ ي‬
‫ب ق )‪.(5965‬‬

‫‪48‬‬
‫ــ‬ ‫ــه وم ــا أخ ــأه لـ ـ‬ ‫ــ ل‬ ‫وق ــال‪ » :‬ﻻ ي ل ــغ الع ـ ـ ح ق ــة اﻹ ــان ح ــى علـ ـ أن م ــا أص ــا ه لـ ـ‬
‫ه«)‪.(1‬‬ ‫ل‬
‫ــا قــال صــلى ﷲ عل ــه‬ ‫ـامﻼ إ ان ـا‬
‫لفــة تعـ ً‬ ‫وم ـ آثارهــا ـ ل ‪ :‬ال عامــل مــع أح ـ اث ال ــاة وتقل اتهــا ال‬
‫ﻓ ــان خ ـ ًا‬ ‫ن ه ا إﻻ لل ـ م ‪ ،‬إن أصــاب ه سـ اء شـ‬ ‫وﻻ‬ ‫وسل ‪ » :‬ع ًا ﻷم ال م إن أم ه له له خ‬
‫له‪ ،‬ون أصاب ه ض اء ص ﻓ ان خ ًا له «)‪.(2‬‬
‫في سعادة ع ة وعﻼﻗة م ة مع ر ه‪ ..‬فه شــاكٌ ﻷنع ــه‪،‬‬ ‫ة‬ ‫والقل في ه ه ال حلة الع‬
‫ن ه‪.‬‬ ‫ٌ ب ه‪ ،‬في ش ق دائ إل ه وت جه م‬ ‫اض ق ائه‪ ،‬م‬
‫صابٌ على بﻼئه‪ ،‬ر ٍ‬
‫ة‪ ،‬وأن ي رها‬ ‫ﻓ له‪ ،‬وأن عل ا م أص اب القل ب ال ل ة ال‬ ‫ن أل ﷲ ع وجل أن ل ا ع‬
‫ل ات ال هل والغفلة واله ‪.‬‬ ‫ب ر اﻹ ان ه‪ ،‬و جها م‬

‫ــا ﻓ ــي م ــع ال وائـ ـ )‪ ،(58/1‬وق ــال اله ــى‪ :‬إسـ ـ اده ح ـ ـ ‪ .‬وأخ ج ــه‬ ‫ان ــي‬ ‫صـ ـ ح‪ :‬أخ ج ــه ال‬ ‫) ‪ ( 1‬حـ ـ ي‬
‫اني ورجاله ثقات‪.‬‬ ‫وال‬ ‫)‪ ،441/6‬رق ‪ ،(27530‬قال اله ي )‪ :(197/7‬رواه أح‬ ‫أ ً ا‪ :‬أح‬
‫) ‪ ( 2‬أخ جه م ل )‪ ،2295/4‬رق ‪.(2999‬‬

‫‪49‬‬
‫كل ة أخ ة‬
‫‪:‬‬ ‫أخي ال‬
‫ت مي إل ه ال ف ات ال ا قة ه ت ــة وتق ــة ال ــع ر اﻻح ــاج إلــى ال قــي‬ ‫ال‬ ‫ان اله ف ال ئ‬ ‫لق‬
‫اﻹ ــان‪،‬‬ ‫ﻓي‬ ‫له الع ائ ن ال‬ ‫ا ة ال ق د ال ُ ِعل ال ة‪ ،‬وُ ِ‬ ‫ن ذل‬ ‫ﻓي م ارج اﻹ ان؛ ل‬
‫على تق ه‪.‬‬ ‫والع ل ال‬
‫ل ل أدع نف ي وأدع ك – أخي – وق ل أن ن ك ه ه ال ف ات إلى اس ار تل ال الة ال ــع رة ال ــي‬
‫مع ث ار اﻹ ان وم احله‪ ،‬وذل ﻓــي ات ــاذ قـ ار جــازم ب ا ــة ج يـ ة مــع ﷲ عـ وجــل‪،‬‬ ‫ن‬ ‫ق ان اب ا ون‬
‫وع م صادق على إح اء قل ا اﻹ ان‪.‬‬
‫ــا – أخ ــي – ن ـ الق ـ ار اﻵن وق ــل أن ــعف ع م ــا‪ ،‬وأح ـ ر نف ــي و ــاك م ـ اﻻس ـ ا ة ل س ــاوس‬
‫ال ان أن وﻓ ا وم اﻏل ا وأع ارنا ﻻ ت ح ب ل ‪ ،‬ﻓال ُ ي القل ب وُ ِّ ي ال ف س ه ﷲ عـ وجــل‪،‬‬
‫وه س انه ي مﱠا – ا ة – ص ق ال ة‪ ،‬وق ة الع م ح ى ُ ي قل ا و ح صـ ورنا ب ـ ر اﻹ ــان ﴿‬
‫ِ‬
‫‪.[21 :‬‬ ‫ان َخ ْ ًا َل ُه ْ ﴾ ]م‬ ‫َﻓإ َذا َع َ َم ْاﻷ َْم ُ َﻓَل ْ َ‬
‫ص َ ُق ا ﱠ َ َل َ َ‬
‫وُ م ﱠا ع ص ق العـ م‪ُ :‬ح ـ اﻻسـ عانة ــه وال ــل عل ــه ﻓــي ت ق ـ ذلـ اﻷمـ ﴿َﻓـِإ َذا َع َ ْمـ َ َﻓ ََ ﱠ ـ ْل‬
‫َعَلى ﱠ ِ ﴾ ]آل ع ان ‪.[159 :‬‬
‫م ه ا ت ه أه ة ت ج ة هـ ا ال ــع ر وهـ ا العـ م ب عائــه سـ انه دعــاء ال ـ ال ـ ِ ف علــى الغـ ق‬
‫ُ‬
‫ال ـ ق ــأن ر ــه –هـ وحـ ه– القــادر علــى إنقــاذه‪ ،‬وعل ــا أن نـ اوم علــى ذلـ ح ــى ـ ح ﷲ صـ ورنا‪ ،‬و ـ ق‬
‫قل ا‪ ،‬و ﻓع ا إلى ال قي ﻓي م ارج اﻹ ان‪.‬‬
‫ع وجل‪.‬‬ ‫ول عل – أخي – أن مف اح اﻹجا ة ه ال ع وال ُ قة واس عار اﻻح اج ال اس‬
‫ق لــه صــلى ﷲ عل ــه وســل ‪ » :‬إن ت ـ ق ﷲ‬ ‫ﻓل أ م اﻵن ال عاء وال ع واﻹل اح على ﷲ‪ ،‬ول ـ‬
‫ق «)‪.(1‬‬

‫ل ﻻ أن ه انا ﷲ‬ ‫ه انا له ا وما ا ل ه‬ ‫ال‬ ‫وال‬


‫وعلى آله وص ه وم سار على نه ه وات ع ه اه إلى ي م ال ي ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وصل الله على س نا م‬
‫ّ‬

‫ه ال ـ ـ خ اﻷل ــاني ﻓ ــي‬ ‫) ‪ ( 1‬أخ ج ــه ال ــائي )‪ ، 60/4‬رقـ ـ ‪ ، (1953‬وال ــاك )‪ ، 688/3‬رقـ ـ ‪ ،(6527‬وصـ ـ‬
‫ص ح ال امع ب ق )‪.(1415‬‬

‫‪50‬‬
‫ال ق مة‬
‫اة‬ ‫الف ل اﻷول‪ :‬م ث ار اﻹ ان في ج ل ال‬
‫ا ة؟‬ ‫ع ج ل ال‬ ‫ل اذا ال ي‬
‫ال ار الع‬
‫ارعة لفعل ال‬ ‫أوﻻ‪ :‬ال ادرة وال‬
‫ً‬
‫ﻓي ال‬ ‫ال اﻓ‬
‫ش ة ال ص على دع ة ال ل إلى ﷲ‬
‫ثان ا‪ :‬تق ة ال ازع ال اخلي )ال رع(‬
‫ال ارس اﻷم‬
‫ش ة ال رع‬
‫ثال ًا‪ :‬ال ه في ال ن ا‬
‫ه ا ان ا‬
‫ار ًعا‪ :‬ال أي اﻹلهي‬
‫اﻷمة واﻹ ان‬
‫ال ع ال‬
‫ن اذج لل ﻻ ة وال أي اﻹلهي‬
‫ال أي اﻹلهي للف ة ال م ة‬
‫ة‬ ‫ال‬ ‫خام ً ا‪ :‬إ قا الق‬
‫أع ى ل ال ا ة‬
‫شﻼل اﻹ ان‬ ‫ﱠ‬
‫ة في ﷲ‬ ‫سادسا‪ :‬ال‬
‫ً‬
‫ال اﻏ ن ﻓي ﷲ‬
‫اﻷف اد‬ ‫ﻼت ب‬ ‫سا ًعا‪ :‬اخ فاء ال اه ال ل ة وﻗلة ال‬
‫ﻼت‬ ‫ة ل ل ال‬ ‫إ قا اﻹ ان ه ال ا ة ال‬
‫ﻏ ائ ب ر‬
‫اﻹ ابي في ال اس‬ ‫ثامً ا‪ :‬ال أث‬
‫م ى ن ث ﻓي ال اس‬
‫القل ب ب ﷲ‬
‫تُ َلح ل رع‬ ‫أصلح نف‬

‫‪51‬‬
‫ة‬ ‫تاسعا‪ :‬ات اذ الق ارات ال‬
‫ً‬
‫ن اذج م قة‬
‫ة‬ ‫إس اء ال‬
‫اف م ال ف‬ ‫اﻻن‬
‫ة وال أن ة‬ ‫عاشًا‪ :‬ال ع ر ال‬
‫أن ة القل‬
‫كل ة أخ ة ح ل ث ار اﻹ ان‬
‫حال مع ر ؟‬ ‫الف ل ال اني ‪:‬‬
‫ن ر القل‬
‫هي ال ا ة‬ ‫ق ة القل‬
‫إ اك واﻻﻏ ار ب ا ات ال ق ة‬
‫ت ﱡ ال ق ة‬
‫ة لﻺ ان‬ ‫اس ار ال ادة ال‬
‫ة لﻺ ان‬ ‫ال عامل مع ال ن ا م اس ال ادة ال‬
‫اﻻرتقاء اﻹ اني وال عامل مع ال ال‬
‫ال‬ ‫اﻻرتقاء اﻹ اني وال عل‬
‫اﻻرتقاء اﻹ اني وال عامل مع أح اث ال اة‬
‫مع ال ع والع اء‬
‫اﻻرتقاء اﻹ اني وال الة القل ة‬
‫اﻻرتقاء اﻹ اني والعﻼقة مع ﷲ ع وجل‬
‫ة اﻹ ان ة‬ ‫أه اف ال‬
‫ام ال ق ة م القل‬ ‫‪ :‬ت ﱡ واس‬ ‫أوًﻻ‪ :‬اله ف الق‬
‫ال ي‬ ‫ثانًا‪ :‬وﻻدة القل‬
‫ر القل ي ال ائ مع ﷲ ع وجل‬ ‫اله ف ال ال ‪ :‬ال‬
‫كل ة أخ ة‬
‫الفه س‬

‫‪52‬‬

You might also like