You are on page 1of 44

‫إميل سيوران‬

‫نصوص مختارة‬ ‫‪2‬‬


‫إميل سيوران‬

‫نصوص مختارة‬

‫)‪(2‬‬

‫إعداد‪:‬‬

‫‪Abbas fa.‬‬
Sense.
‫ُر‬‫أكب‬ ‫ٌم‬‫أل‬ ‫ٍم‬‫أل‬ ‫َّل‬‫ك‬ ‫ُّد‬‫ح‬
‫ِم نه‪.‬‬

‫‪1.‬‬
‫‏"إن في داخل المرء‬
‫غلياًن ا غير قابل‬
‫لالنحباس يحتاج إلى‬
‫التعبير عنه دون‬
‫توقف‪..".‬‬

‫‪2.‬‬
‫"أّي شعوٍر باالرتياح‬
‫حيَن نكتشُف على‬
‫عتبِة الفجر أّال فائدة‬
‫من الذهاِب إلى ُع ْم ِق‬
‫أّي شيء؟"‪..‬‬

‫‪3.‬‬
‫"عبًث ا ُن عِّو ُل على‬
‫إمكانّي ة أن نكون‬
‫لوحدنا‪ ،‬نحُن‬
‫َم خفورون دائًم ا‬
‫بذاتنا‪..".‬‬

‫‪4.‬‬
‫األخيرُة‬ ‫"األوراُق‬
‫ّد‬‫ب‬ ‫ال‬ ‫ا؛‬ ‫ًص‬ ‫َت ْس ُق ُط َر ْق‬
‫حٍّس كبيٍر‬ ‫من انعداِم‬
‫الخريف!"‪..‬‬ ‫كي نواجه‬

‫‪5.‬‬
‫نكاد ال نخسر عيبًا‬
‫حتى ُي سرع آخر إلى‬
‫الحلول محّل ه‪ ،‬ذاك‬
‫ثمن توازننا‪.‬‬

‫‪6.‬‬
‫"اذا كان من المقلق‬
‫أن نكون فرحين لمجّر د‬
‫كوننا أحياء‪ ،‬فإّن من‬
‫العادّي في المقابل‬
‫أن نكون حزانى حتى‬
‫قبل أن نشرع في‬
‫التمتمة!‪..".‬‬

‫‪7.‬‬
‫أن ُت شبه عّد اًء يتوّق ف‬
‫في ذروة العدو كي‬
‫يحاول فهم مبّر ر‬
‫الّس باق‪ .‬التأُّم ل‬
‫اعتراف بانقطاع‬
‫النفس‪.‬‬

‫‪8.‬‬
‫"عوضًا عن االنتباه إلى وجوه‬
‫الماّر ة‪ ،‬كنُت أتأّم ل أقدامهم‪،‬‬
‫فإذا هؤالء الهائجون ُم جّر د‬
‫ُخ ًط ى حثيثة‪ .‬إلى أين؟ فجأة‬
‫اّت ضح لي أّن مهّم تنا تتمّث ل‬
‫في مالمسة الُغ بار بحثًا عن‬
‫ِس ٍّر ال ِج َّد فيه!"‪..‬‬

‫‪9.‬‬
‫"الوعي‪ :‬حصيلة كّل‬
‫إحساس بالضيق منذ‬
‫والدتنا حتى الوضع‬
‫الراهن‪ ،‬تبّخ ر إحساسنا‬
‫بالضيق وظّل الوعي‪ ،‬إال‬
‫أّن ه خسر جذوره‪ ،‬بل إّن ه‬
‫بات يجهلها‪..".‬‬

‫‪10.‬‬
‫"نحصل تقريبًا على كّل شيء‬
‫باستثناء ما نتمّن اه في السّر ‪.‬‬
‫قد يكون من العدل أن يظّل ما‬
‫نحرص عليه أكثَر من غيره بعيَد‬
‫المنال‪ .‬أن يظّل جوهُر ذواتنا‬
‫ومسيرتنا خفَّي ا وغير متحّق ق‪.‬‬
‫و‬
‫ْه ُه‬ ‫َز‬‫و‬ ‫ب‬
‫َّد ِر َح ُه‬‫يستم‬ ‫أن‬ ‫ٍّل‬‫على ك‬
‫من المجد المرتبط بخساراته‬
‫الحميمة‪..".‬‬

‫‪11.‬‬
‫"من بين كّل ما‬
‫ُي عِّذ ُب نا‪ ،‬ال شيء‬
‫مثل الخيبة يمنحنا‬
‫اإلحساس بأّن نا‬
‫نلمس أخيرًا ما‬
‫هو حقيقّي ‪..".‬‬

‫‪12.‬‬
‫"بالنسبة إلى البعض‪ ،‬بالنسبة‬
‫إلى األغلب في الواقع‪،‬‬
‫الموسيَق ى منّش طة ومؤاسية‪.‬‬
‫بالنسبة إلى آخرين‪ ،‬هي ُم خِّد ٌر‬
‫مرغوٌب فيه‪ ،‬وسيلٌة غيُر‬
‫متوّق عة للَض ياع‪ ،‬للغرق مع‬
‫أفضل ما فينا‪..".‬‬

‫‪13.‬‬
‫"َن ظِل ُم الَك ْر َب حيَن َن منحُه منزلًة‬
‫ثانوّي ة أدنى بكثيٍر من منزلِة‬
‫الحيرة‪ ،‬الحّق أّن الَك ْر َب أكثر ِح ّد ًة‬
‫لكّن ه يربأ بنفسِه عن االستعراض‬
‫الذي تشغف به الحيرة‪ .‬إّن ه أكثر‬
‫تواضعًا وإن كان أكثر خرابًا‬
‫وقابًال لالنبثاق في أّي لحظة‪،‬‬
‫بينما تقُف الحيرُة على مسافٍة ‪،‬‬
‫محتفظًة بنفسها للمناسبات‬
‫الكبرى!"‪..‬‬

‫‪14.‬‬
‫"يستحيل علّي أن أعرف إن‬
‫كنُت أحمل نفسي على‬
‫َم حمل الجّد أم ال‪ .‬مأساة‬
‫الال ُم باالة أّن نا غير قادرين‬
‫على قياس تقُّد ِم ها‪ ،‬نتوّغ ُل‬
‫في الصحراء وال نعرف أبدًا‬
‫أين نحن‪..".‬‬

‫‪15.‬‬
‫ما من حقيقٍّي في أّي مكان‪،‬‬
‫ُر‬‫يجد‬ ‫ٌع‬‫خدا‬ ‫ٌر‬‫ظه‬ ‫َم‬ ‫ٍة‬‫جه‬ ‫ِّل‬‫ك‬ ‫في‬
‫بنا أال ننتظر منه شيئًا ‪ .‬لماذا إذْن‬
‫ُن ضيف إلى خيبتنا األصلّي ة‪ ،‬كّل‬
‫تلك الخيبات التي تجيء‬
‫لتأكيدها بانتظام شيطان يومًا‬
‫ّي‬
‫بعد يوم؟‬

‫‪16.‬‬
‫"كثيرًا ما يتراءى لنا‬
‫الجوهرّي في خاتمة‬
‫محادثة طويلة‪ ،‬األفكاُر‬
‫الُك برى ُت قال على عتبة‬
‫الباب‪..".‬‬

‫‪17.‬‬
‫ال أستطيع أن أتكّل م على غير ما‬
‫أشعر به‪ ،‬إّال أّن ي ال أشعر بشيء‬
‫في هذه اللحظة‪ .‬كّل شيء‬
‫ُم لغى في نظري ُم عّل ٌق بالنسبة‬
‫الّي ‪ ،‬أحاول أّال أستمَّد من ذلك‬
‫مرارًة وال ُع جًب ا‪ .‬جاء في القانون‬
‫الحقيقّي ‪:‬‬
‫خالل حيوات عديدة عشناها كم‬
‫من مرٍة ُو لدنا عبًث ا ومتنا عبًث ا!‬

‫‪18.‬‬
‫"من األفضل في‬
‫النهاية أن ال‬
‫نكون شيئًا على‬
‫ِش‬
‫أن نكون ْب َه‬
‫شيء‪..".‬‬

‫‪19.‬‬
‫"نختاُر ونحسُم ما ُد منا ال‬
‫نتجاوز سطح األشياء‪ ،‬ما‬
‫أن نذهب إلى العمق‬
‫حّت ى َن عجُز عن االختيار‬
‫والحسم‪ ،‬وال يبقى في‬
‫ُم ستطاعنا إّال أن نتحّس ر‬
‫على السطح‪..".‬‬

‫‪20.‬‬
‫"إّن ُه المتياٌز أن نعيش في صراٍع‬
‫مع زمننا‪ ،‬نحن واعون في كّل‬
‫لحظة بأّن نا ال نفّك ر كاآلخرين‪.‬‬
‫هذا الُم ستوى من التباُي ن الحاّد ‪،‬‬
‫مهما بدا واهًي ا وعقيًم ا‪ ،‬يملُك‬
‫وضًع ا فلسفًّي ا عبًث ا نبحث عنه‬
‫في التأّم الت المعنّي ة‬
‫باألحداث‪..".‬‬

‫‪21.‬‬
‫ُأ غِل ُق الستائر وأنتظر‪ ،‬في الواقع‬
‫أنا ال أنتظر شيئًا ‪ ،‬أنا أغيُب فحسب‪.‬‬
‫أتطّه ُر ولو لبضع دقائق من‬
‫الشوائب التي تلّو ث العقل‬
‫وتزحمه‪ ،‬مرتقّي ا إلى وعٍي ُأ خِل‬
‫َي‬
‫ٌئ‬ ‫هاد‬ ‫أنا‬ ‫إذا‬ ‫وهكذا‬ ‫األنا‪،‬‬ ‫من‬
‫وكأّن ي أستريح خارج الكون‪.‬‬

‫‪22.‬‬
‫الكائُن مشبوه‪.‬‬
‫ماذا نقول إذْن عن‬
‫الحياة‪،‬‬
‫وهي انحراُف ُه‬
‫وَو ْص َم ُت ه؟‬

‫‪23.‬‬
‫"أما عالمنا الداخلي‪،‬‏وسماواتنا‬
‫الداخلية‪،‬‏وسرائرنا العميقة‪،‬‏فتقصر‬
‫دونها الحروف‏وال تصّو رها‬
‫الكلمات‪..".‬‬

‫‪24.‬‬
‫عُد ّو ان‪ ،‬أي‬
‫اإلنساُن نفُس ه‬
‫مقسوًم ا‪.‬‬

‫‪25.‬‬
‫ما جدوى أن نضبط‬
‫أنُف سنا من الصباح إلى‬
‫المساء ُم تلّب سين بالوهم‪،‬‬
‫أن نعود بال رحمة إلى‬
‫جذر كل فعل‪ ،‬أن نخسر‬
‫القضّي ة تلو القضّي ة في‬
‫محكمة ال ُق ضاة لها‬
‫سوانا؟‬

‫‪26.‬‬
‫ال تبدو الحياة أمرًا ُي مكُن‬
‫تحُّم ُل ُه إّال ألصحاب‬
‫الطبائع الخفيفة‪،‬‬
‫وتحديدًا أولئك الذين ال‬
‫يتذّك رون‪.‬‬

‫‪27.‬‬
‫نحن نؤّث ر في العالم بقْد ِر‬
‫ابتعادنا عنه وإنكارنا له‪،‬‬
‫إّن الزهد في الدنيا يمنح‬
‫سلطانًا ال حّد له‪.‬‬

‫‪28.‬‬
‫"ليس من شيٍء‬
‫عميق‪ ،‬ليس من‬
‫شيٍء حقيقّي إال ما‬
‫ُن خفيه‪..".‬‬

‫‪29.‬‬
‫"واآلن أمعنوا الّن ظر في‬
‫األمل‪ ،‬تأَّم ُل وا سخاءُه في‬
‫الغـش‪ ،‬رسوخُه في‬
‫التدجـيل‪ ،‬رفضه لألحداث؛‬
‫إّن ه تيـٌه وخيال‪ ،‬و في‬
‫هذا الَّت يـه تكمُن الحياة‪،‬‬
‫ومن هذا الخيال‬
‫تتغّذ ى‪..".‬‬

‫‪30.‬‬
‫”كل تناقضاتي تأتي مما يلي‪ :‬ال‬
‫أحد يستطيع أن يحب الحياة‬
‫مثلي‪ ،‬وأْن ُي حس‪ ،‬في وقت واحد‬
‫وبطريقة غير متقطعة تقريًب ا‪،‬‬
‫إحساًس ا بعدم اإلنتماء وبالمنفى‬
‫والتخلي‪ .‬أنا مثل إنسان أكول‬
‫يفقد شهية األكل بسبب طول‬
‫تفكيره في الجوع‪..".‬‬

‫‪31.‬‬
‫الحكمُة تستر جراحنا‪:‬‬
‫إنها تعّل منا كيف‬
‫ننزف خفيًة ‪.‬‬

‫‪32.‬‬
‫"لم نعد راغبين في‬
‫تحّم ل تبعات الحقائق‪،‬‬
‫وال في أن نكون‬
‫ضحاياها أو شركاءها‪.‬‬
‫أحلُم بعاَل ٍم نموت فيه‬
‫من أجل فاصلة‪..".‬‬

‫‪33.‬‬
‫ثّم ة راهب وجّز ار‬
‫يتحاربان داخل‬
‫كّل رغبة‪.‬‬

‫‪34.‬‬
‫ال حركة وال نجاح دون‬
‫اهتمام كّل ي بالقضايا‬
‫الثانوّي ة‪ ،‬الحياة مهنُة‬
‫حشرات‪.‬‬

‫‪35.‬‬
‫ال يمكننا تجّن ب عيوب‬
‫البشر دون أن نهرب في‬
‫الوقت نفسه من‬
‫فضائلهم‪ ،‬هكذا نفلس‬
‫بواسطة الحكمة‪.‬‬

‫‪36.‬‬
‫"اإلطراُء يصنع من إحدى سمات‬
‫الشخصّي ة دميًة متحّر كة‪ ،‬وللحظٍة ‪،‬‬
‫تأخذ العينان األكثر حيوّي ًة تحت‬
‫نعومته هيئًة بقرّي ة‪ ،‬ولّم ا كان‬
‫اإلطراء يتسّل ل أبعد من المرض‪،‬‬
‫معطبًا بالدرجة نفسها الُغ دد‬
‫واألحشاء والفكر‪ ،‬فهو السالح‬
‫الوحيد المتاح لنا كي نستعبد‬
‫أشباهنا ونفسدهم ونحّط م‬
‫معنوّي اتهم‪..".‬‬

‫‪37.‬‬
‫كّل ما كان عقٌل في خطر‪،‬‬
‫أحّس أكثر بالحاجِة إلى‬
‫أن يبدو سطحّي ا‪ ،‬أن‬
‫يّت خذ له مظهر الخّف ة‪،‬‬
‫أن يضاعف سوء الفهم‬
‫في ما يخّص ه‪.‬‬

‫‪38.‬‬
‫أنا شبيه بالدمية المتحّر كة‬
‫المكسورة التي سقطت عيناها إلى‬
‫الداخل‪ .‬هذه العبارة التي نطق بها‬
‫مريض عقلي‪ ،‬أعمُق من كّل األعمال‬
‫التي وضعت في االستقراء‬
‫الباطنّي ‪.‬‬

‫‪39.‬‬
‫إنتهى الكتاب‬
‫نصوص مختارة‬

‫‪-2-‬‬

‫إميل سيوران‪.1995 -1911 :‬‬

‫هو فيلسوٌف وكاتٌب روماني نشر أعماله‬


‫باللغتين الفرنسية والرومانية‪ ،‬قام‬
‫بتأليف ‪ 15‬كتابًا إلى جانب المخطوطات‬
‫التي عثر عليها بعد وفاته‪ .‬ومن أهم‬
‫مؤلفاته المترجمة للغة العربية‪ :‬كتاب‬
‫تاريخ ويوتوبيا‪ ،‬صدر عام ‪2010‬م‪ ،‬وكتاب‬
‫المياه كلها بلون الغرق‪ ،‬صدر عام‬
‫‪2013‬م‪ ،‬وكتاب لو كان آدم سعيدا‪ ،‬صدر‬
‫عام ‪2014‬م‪ ،‬وكتاب مثالب الوالدة‪ ،‬صدر‬
‫عام ‪2015‬م‪.‬‬

You might also like