Professional Documents
Culture Documents
ليف
أ.د.ﳏﻤﺪ زاﻫﺪ ﺧﻠيﻞ اﳌﺸﻬﺪاﱐ
أﺳﺘﺎذ ﻋﻠﻢ الﻔﻠﻚ وﻣﺎ وراء الﻄﺒيﻌﺔ ـ ريس
2
158
م 594اﳌﺸﻬﺪاﱐ ،ﳏﻤﺪ زاﻫﺪ ﺧﻠيﻞ
اﺳﻢ الكﺘﺎب :راﺳﺎيكولوجيﺔ اﻻرقﺎم واﳊروف الﻌربيﺔ
اﺳﻢ اﳌؤلف :ﳏﻤﺪ زاﻫﺪ ﺧﻠيﻞ اﳌﺸﻬﺪاﱐ
رقﻢ اﻻيﺪاع :دار الكﺘب والو ئق بغﺪاد 2401 :لسنﺔ 2021
111صﻔحﺔ قيﺎس 21 × 14ﺳﻢ
الﺒﺎراﺳﺎيكولوجي ،ﻋﻠﻢ النﻔس اﳍﺎﻣﺸي
ﲨيع اﳊقوق ﳏﻔوظﺔ لﻠﻤؤلف .
م.و2021/ 2401 .
3
اﳌﺪﺧـ ـ ــﻞ
لقﺪ حﺎول اﻹنس ـ ــﺎن ﻣنذ القﺪم كﺸ ـ ــف ا ﻬول واﳋوض ﰲ ﻣﻌرفﺔ
أﺳ ـرار الﻄﺒيﻌﺔ بغيﺔ اﳊﺼ ــول إﱃ ﻣﺎ يﻔيﺪﻩ ﻣﻦ الﺘﺄﺛﲑات اﻹﳚﺎبيﺔ واﳊذر ﻣﻦ
الﻌواقب السـ ـ ــﻠﺒيﺔ الﱵ ﳜﺒﺌﻬﺎ لﻪ القﺪر ،فحﺎول بﺸـ ـ ــﱴ الﻄرائق الوصـ ـ ــول إﱃ
قﺎﻋﺪة أو قﺎنون ﲤكنﻪ ﻣﻦ ﻣﻌرفﺔ اﳌسـﺘقﺒﻞ واﻻﺳـﺘﻔﺎدة ﻣﻦ الﺘﺄﺛﲑات الﻔيز ئيﺔ
ﳑﺎ جﻌﻠﻪ يسـ ـ ـ ــﺘﺨﺪم ﻋﺸ ـ ـ ـ ـرات الﻄرائق ابﺘﺪاء ﻣﻦ الﺘقرب إﱃ اﻷرواح واﻵﳍﺔ
ﻣرورا لﺘنجيﻢ والكﻬﺎنﺔ وانﺘﻬﺎء حﺼـ ــﺎئيﺎت الكوﻣﺒيوتر ،وﻋﱪ ﻫذﻩ الرحﻠﺔ
الﻄويﻠﺔ الﱵ داﻣﺖ آﻻف الس ـ ــنﲔ ﱂ يس ـ ــﺘﻄع اﻹنس ـ ــﺎن الوص ـ ــول إﱃ قﺎﻋﺪة
ﻋﻠﻤيﺔ بﺘﺔ ﲤكنﻪ ﻣﻦ اﻹجﺎبﺔ ﻋﻠى ﲨيع أﺳ ـ ـ ـ ــﺌﻠﺘﻪ وتس ـ ـ ـ ــﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠى قض ـ ـ ـ ــﺎء
حوائجﻪ دون الرجوع إﱃ الﻔﻌﻞ اﳌﺎدي .
واﺷـ ـ ــﻬر الﻄرائق الﱵ اﺳـ ـ ــﺘﺨﺪﻣﻬﺎ اﻹنسـ ـ ــﺎن ﰲ الﺘنﺒؤ أو اﻻﺳـ ـ ــﺘﻔﺎدة ﻣﻦ
ﺧواص الﻔﻌـﻞ الﻔيز ئي ا رد ﻣﻦ اﳌـﺎدة ) اﻷرقـﺎم واﳊروف ( أو بﻌﺒـﺎرة أدق
ﻣﺎدة اﻷرقﺎم واﳊروف ،وذلﻚ لﻼﻋﺘقﺎد السـﺎئﺪ ن اﻷرقﺎم ﻫي لغﺔ الﻄﺒيﻌﺔ
الﱵ بوﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻃﺘﻬﺎ نﺘﻤكﻦ ﻣﻦ ﻣﻌرفﺔ قوانﲔ الﻄﺒيﻌﺔ ،وأن اﳊروف ﻫي ﻣﺎدتﻪ
الﻄﺒيﻌيـﺔ الﱵ ﲤكﻦ ﻣسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﺨـﺪﻣﻬـﺎ ﻣﻦ اﻻﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻔـﺎدة ﻣﻦ ﺧواص اﳌوجودات
الﻄﺒيﻌيﺔ و ﲢﺎد ﻫذيﻦ الﻌنﺼ ـ ـ ـ ـ ـريﻦ ) اﻷرقﺎم واﳊروف ( نﺘﻤكﻦ ﻣﻦ ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﱪ
أﻏوار أﺳـ ـ ـ ـرار الكون واﻻﺳ ـ ـ ـ ــﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﺧواص ـ ـ ـ ــﻪ اﳌؤﺛرة )الﻔيز ئيﺔ ( والﺘنﺒؤيﺔ
اﳌسﺘقﺒﻠيﺔ .
4
لق ــﺪ لﻌﺒ ــﺖ اﻷرق ــﺎم واﳊروف دورا كﺒﲑا ﰲ الﻌ ــﺪي ــﺪ ﻣﻦ اﻷفك ــﺎر
واﳌنﺎﻫﺞ الﻔﻠس ـ ــﻔيﺔ والﺪينيﺔ قﺪﳝﻬﺎ وحﺪيﺜﻬﺎ واﲣذ كﻞ واحﺪ ﻣنﻬﺎ ﻣنﻬجﺎ قﺪ
يراﻩ ﻏﲑ اﳌﺘﺨﺼـ ــص ﻣغﺎيرا بﻌض الﺸـ ــيء إﻻ انﻪ ﻣﻦ حيﺔ أﺧرى يﺪل ﻋﻠى
نﻔس النﺘﺎئﺞ ﰲ تقﺪﳝﻪ ،اﻷﻣر الذي جﻌﻞ الﻌﺪيﺪ ﻣﻦ الﻔﻼﺳـ ـ ــﻔﺔ واﳊكﻤﺎء
يؤكﺪون ﻋﻠى وجود الﺼ ـ ـ ــﻠﺔ بﲔ اﻷرقﺎم ﻣﻦ جﻬﺔ واﳊروف ﻣﻦ جﻬﺔ أﺧرى،
فﺎﻷرقﺎم الﱵ تقﱰن بﺘواريخ ﻣيﻼد أو اﻷحﺪاث الﱵ نﻌيﺸـ ــﻬﺎ ﺳـ ـواءً أكﺎنﺖ
ﺳـﻌيﺪة أم حزينﺔ كﺜﲑا ﻣﺎ تﺘزاﻣﻦ ﻣع تﻠﻚ اﻷحﺪاث ﺳـﻌﺪﻫﺎ وﳓسـﻬﺎ ﳑﺎ يﺪل
ﻋﻠى وجود ترابط بﲔ اﳊﺪث والرقﻢ اﳌﺘﻤﺜﻞ لﺘﺎريخ أو السـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻋﺔ الزﻣنيﺔ أو
الﻔﱰة الﻔﻠكيﺔ كﻤﺎ يرى اﳌنجﻤون ،ﰲ حﲔ نرى أﲰﺎء اﳌكونﺔ ﻣﻦ اﳊروف
بـﻞ وأﲰـﺎء ﲨيع ﻣﻔردات الﻄﺒيﻌـﺔ تقﱰن بﺘنـﺎﻏﻤـﺎت ﺧـﺎص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ كﺜﲑا ﻣـﺎ تكون
ﻣﺘوافقﺔ ﻣع حروف ذلﻚ اﻻﺳ ـ ــﻢ ،وقﺪﳝﺎ قرر ﻋﻠﻤﺎؤ اﳌسـ ـ ــﻠﻤﲔ أن ﰲ كﻞ
ﺳؤال جوابﻪ والذي ﳝكﻦ ﰲ نسب ـ ـ ـ ـ قواﻋﺪ ـ ـ ـ ـ حروف السؤال وﲟﻌرفﺔ ﻫذﻩ
النسب ﳝكﻦ الوصول إﱃ اﳉواب .
لقﺪ ﺳ ـ ـ ــﻌﺖ الﺪراﺳ ـ ـ ــﺎت الﺒﺎراﺳ ـ ـ ــﺎيكولوجيﺔ إﱃ الوص ـ ـ ــول ﰲ ﲨيع
اﻷفكــﺎر واﻷﻋﻤــﺎل والﻈواﻫر الغريﺒــﺔ لﺘﻤييز ﻣــﺎ ﻫو ﻋقﻼﱐ وﻋﻠﻤي وبﲔ ﻣــﺎ
ﻫو ﺿ ـ ــرب ﻣﻦ ﺿ ـ ــروب الوﻫﻢ واﳋﺪاع ،وﻣﻦ ﰒ ﲢﺎول أن ﺧذ كﻞ ظﺎﻫرة
فوق حس ـ ـ ــيﺔ وتﺪﺧﻞ ﰲ ﻏورﻫﺎ وﲢﻠﻞ اصـ ـ ـ ــﻠﻬﺎ لﺘﻌﻄي اﻷجوبﺔ اﳌقنﻌﺔ اﳌﺒنيﺔ
ﻋﻠى أصـول الﻌقﻞ والﻌﻠﻢ ،أو تنﻔي صـﺪق ﻫذﻩ الﻈﺎﻫرة وتكذب حﺼـوﳍﺎ،
وﳌﺎ كﺎنﺖ الﻈواﻫر اﳋﺎرقﺔ ﻣﺘنوﻋﺔ وﻣﺘﺸ ــﻌﺒﺔ ﰲ اﺳ ــﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ونﺘﺎئجﻬﺎ وجب
5
ﻋﻠى الﺪارﺳ ـ ــﲔ فرز كﻞ ظﺎﻫرة وكﻞ ﻋﻠﻢ ﻏيﱯ قﺪﱘ وحﺪيﺚ ودراﺳـ ـ ــﺘﻪ ﳎردا
ﻋﻦ كﻞ ﻣﺎ ﻋﻠق بﻪ ﻣﻦ اﳋرافﺎت والﺸــﻌوذات لﻠوصــول إﱃ حقيقﺔ ﻫذا الﻌﻠﻢ
وأصــولﻪ وﲟﺎ أن الكﺜﲑ ﻣﻦ الﻈواﻫر الغيﺒيﺔ كﺎن ﻣﺘﻌﻠقﻬﺎ اﻹنســﺎن ذاتﻪ وجب
ﻋﻠى الﺒﺎراﺳ ــﺎيكولوجي دراﺳ ــﺔ ﺳ ــﻠوك ص ــﺎحب ﻫذﻩ الﻈواﻫر اﳋﺎرقﺔ دراﺳ ــﺔ
نﻔس ــيﺔ وفيز ئيﺔ وكيﻤﺎئيﺔ لكي ﳝيز ﻣﻦ ﳝﺘﻠﻚ قﺪرة الﺘنﺒؤ ﻣﺜﻼ ﻋﻦ ﻏﲑﻩ ﻣﻦ
اﻷﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺨ ــﺎص وكﺜﲑا ﻣ ــﺎ ك ــﺎن ــﺖ اﻷجوب ــﺔ تقف أﻣ ــﺎم الﻌ ــﺪي ــﺪ ﻣﻦ الﻈواﻫر
الﺒﺎراﺳـ ـ ــﺎيكولوجيﺔ الﱵ ﻻ ﳝكﻦ لﻠﻌقﻞ أو الﻌﻠﻢ ان ﳚﺪ ﳍﺎ تﻔسـ ـ ـﲑا ﻣنﻄقيﺎ ،
وﳌـ ـ ــﺎ كـ ـ ــﺎن ـ ــﺖ اﻷرقـ ـ ــﺎم واﳊروف تﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرك ﰲ النﺘـ ـ ــﺎئﺞ السـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيكولوجيـ ـ ــﺔ
والﺒــﺎراﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎيكولوجيــﺔ اﳌﺘﻤﺜﻠــﺔ لﻔﻌــﻞ الﻔيز ئي اﳌؤﺛر ﰲ اﻵﺧريﻦ أو الﻔﻌــﻞ
الﺘنﺒؤي وجب ﻋﻠينﺎ تقﺪﱘ ﻫذﻩ اﻷفكﺎر الﻌﻠﻤيﺔ الﱵ ﻣﺎرﺳــﻬﺎ ﻋﻠﻤﺎؤ الﻌرب
واﺛﺒﺘوا ص ـ ـ ـ ــحﺘﻬﺎ لكي نكون قﺪ ﺳ ـ ـ ـ ــﺎﳘنﺎ ولو ﲜزء ﺿـ ـ ـ ـ ــﺌيﻞ ﲟﺎ قﺪم ﻋﻠﻤﺎؤ
الﻌرب ﻣﻦ ابﺪاﻋﺎت ﻋﻠى الﺼﻌيﺪ الﻌﻠﻤي اﳊضﺎري .
أن أﻫﻢ اﳌسـ ـ ــﺎئﻞ الﱵ ﺷـ ـ ــغﻠﺖ فكر اﻹنسـ ـ ــﺎن ﻣنذ القﺪﱘ وﻣﺎزالﺖ
تﺸغﻞ لﻪ ﻣسﺄلﺘﺎن ﻣﻬﻤﺘﺎن ﳘﺎ:
.1الﺘوص ـ ـ ـ ــﻞ إﱃ ﻃريقﺔ تنﺒؤيﺔ تﺒﲔ لﻪ اﳌس ـ ـ ـ ـ ــﺘقﺒﻞ وترﺷ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻩ إﱃ ﻣﺎ ﳜﺒﺊ لﻪ
القﺪر.
.2الﺘوص ـ ـ ــﻞ إﱃ ﻃريقﺔ ﲤكنﻪ ﻣﻦ الﺘحكﻢ بقوى الﻄﺒيﻌﺔ واﻻﺳ ـ ـ ــﺘﻌﺎنﺔ ﺎ ﰲ
تﻠﺒيﺔ رﻏﺒﺎتﻪ وقضﺎء حﺎجﺎتﻪ .
6
وﻣﻦ ﻣنﻄﻠق النقﻄ ــﺔ اﻷوﱃ نرى أن لﻠﺘنﺒؤ صـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورا ﻋ ــﺪي ــﺪة ﻋن ــﺪ
الﺸـ ــﻌوب واﳊضـ ــﺎرات ﻣنذ القﺪم فقﺪ كﺎن اﻹﻏريق ﻻ يقﺪﻣون ﻋﻠى أﻣر إﻻ
بﻌﺪ الﺘﻤﺎس النﺼــيحﺔ ﻣﻦ اﻵﳍﺔ واﺳــﺘﺸــﺎرة الكﻬنﺔ الذيﻦ كﺎنوا يﺪﻋون ﻣﻌرفﺔ
الغيب ،أﻣﺎ الكﻠﺪانيون فقﺪ ربﻄوا الﺘنﺒؤ وﻣﺼـﺎئر الﺒﺸـر بﺘحركﺎت النجوم ﰲ
اﻷبراج وﻣﺎ تﻌنيﻪ لﺒﲏ الﺒﺸـ ـ ـ ـ ــر فﻈﻬر ﻋنﺪﻫﻢ الﺘنجيﻢ واﺳـ ـ ـ ـ ــﺘﺨﺪم الكﻠﺪانيون
أيضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرات الﻄرائق اﻷﺧرى وﻣﻦ بينﻬ ـ ــﺎ ﻃريق ـ ــﺔ الﻔيﻠوﻣ ـ ــﺎنيس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
) (phylomancieوﻫي الﱵ تقوم ﻋﻠى أﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎس النﻈر إﱃ أﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــكﺎل
أﻏﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن اﻷﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـجـﺎر وﲢركﻬـﺎ وحﻔيف اﻷوراق ﻋنـﺪ ﻣرور الريﺢ ﻋﻠيﻬـﺎ كﻤـﺎ
اﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻌﻤﻞ اليو نيون والروﻣﺎنيون نقﻼ ﻋﻦ الكﻠﺪانيﲔ ﻃريقﺔ اﳍيﺪروﻣﺎنيس ـ ـ ـ ـ ــﺎ
) ( hydromancieوالﱵ اﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻌﻤﻠﻬـ ــﺎ اﳌﺘنﱯ الكﺒﲑ نوﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﱰاداﻣوس
الﻔرنس ــي وتﻌﺘﻤﺪ ﻫذﻩ الﻄريقﺔ ﻋﻠى تركيز النﻈر ﰲ وﻋﺎء ﻣﻠيء ﳌﺎء الﺘنﺒؤي
اﳌكون ﻣﻦ ﻣواد ﺧﺎصــﺔ .لﻠوصــول إﱃ وقﺖ ﳜيﻞ لذوي القﺎبﻠيﺔ الﺘنﺒؤيﺔ انﻪ
ﳝكﻦ ﻣﻌرفﺔ أﺳـ ـرار اﳌسـ ــﺘقﺒﻞ برؤيﺔ بﺼـ ـريﺔ أو بسـ ــﻤﺎع أصـ ـوات ﻻ يسـ ــﻤﻌﻬﺎ
ﺳـواﻩ ،واﺷـﺘﻬرت ﰲ أور ظواﻫر الﺘنﺒؤ وأﺧذت صـورا ﻣﺘﻌﺪدة تﻌﺘﻤﺪ اﻏﻠﺒﻬﺎ
إﱃ ﻣﺎ قﺪﻣﻪ الﻔكر القﺪﱘ ﻣﻦ اﻷﺳ ـ ـ ــس والقواﻋﺪ الﺘنﺒؤيﺔ إﻻ أن اﺷ ـ ـ ــﻬر ﻫذﻩ
الﻄرائق ﻫو ﻋﻠﻢ الﺘنجيﻢ الذي كﺎن ﳚﺪ لﻪ ﺳـ ـ ـ ـ ــوقﺎ رائجﺔ ﻋنﺪ اﳌﻠوك والﻌﺎﻣﺔ
ﻋﻠى حﺪ ﺳواء وﻣﺎزال ﳛﺘﻔظ ﲟكﺎنﺘﻪ اﳋﺎصﺔ بﲔ النﺎس ،وﰲ ﻋﺼر الذي
دﺧﻠنﺎ فيﻪ القرن اﳊﺎدي الﻌﺸ ـ ـ ـ ـريﻦ قرن الﻌوﳌﺔ واﻻتﺼ ـ ـ ـ ــﺎﻻت ﳒﺪ أن ظواﻫر
الﺘنﺒؤ ﲜﻤيع صورﻫﺎ الﻌﻠﻤيﺔ واﳋرافيﺔ ﻣﺎزالﺖ تسيﻄر ﻋﻠى ﻋقول اﳌﻼيﲔ ﻣﻦ
7
النـﺎس ﻏنيﻬﻢ وفقﲑﻫﻢ ﻣﻠكﻬﻢ وﻋﺒـﺪﻫﻢ ﻋـﺎﳌﻬﻢ وجـﺎﻫﻠﻬﻢ وذلـﻚ لرﻏﺒـﺔ النـﺎس
ﰲ ﻋﺪم اﻻﺳــﺘغنﺎء ﻋﻦ أيﺔ ﻃريقﺔ تﺪﳍﻢ ﻋﻠى ﻣﺼــﲑﻫﻢ وﻣســﺘقﺒﻠﻬﻢ ،بﻞ ﳒﺪ
ﰲ ﻋﺼر ﻋﺸرات اﳌنﻈﻤﺎت واﳌﻌﺎﻫﺪ واﳉﻤﻌيﺎت الﱵ تﻌﲏ لﻈواﻫر الﺘنﺒؤيﺔ
والﱵ يســﺘﺸــﲑﻫﺎ آﻻف اﻷﺷــﺨﺎص ﻋﻠى اﺧﺘﻼف ﻣراكزﻫﻢ ﻫذا الﻔﻌﻞ جﻌﻞ
القـﺎئﻤﲔ ﻋﻠى ﻫـذا اﻷﻣر ﳛـﺎولون اﺧـذ الﻈواﻫر الﺘنﺒؤيـﺔ ﻣـﺄﺧـذا ﻋﻠﻤيـﺎ يﺘوافق
ﻣع ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت الﻌﺼـ ـ ـ ــر لكي يقنع اﳉﻤﻬور اﳌﺘﻌﻄﺶ ﳌﺎ ﺳـ ـ ـ ــيحﻞ بﻪ ﰲ حيﺎتﻪ
وﻣسـ ـ ـ ـ ـ ــﺘقﺒﻠـﻪ ،وﻣﻦ بﲔ ﲨيع ﻫـذﻩ الﻄرائق الﺘنﺒؤيـﺔ الﱵ تقوم ﻋﻠى أﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎس
روحي وإﳍـﺎﻣي و ﻣﻠي وديﲏ ﰐ دور ﻋﻠﻢ اﻷرقـﺎم ) (Numerology
وﻋﻠﻢ اﳊروف ليجيﺒنﺎ ﻋﻦ ﲨيع اﻷﺳ ـ ـ ـ ــﺌﻠﺔ الﱵ تﺘﻌﻠق :ﻤﺎ ﻣﻦ حيﺔ الﺘنﺒؤ
وﲢﻠيﻞ الﺸـﺨﺼـيﺔ وﻣﺎ يﺘﻌﻠق ﻤﺎ ﻣﻦ اﻣور نسـﻤيﻬﺎ رﺳـﺎيكولوجيﺔ إن صـﺢ
الﺘﻌﺒﲑ .
وانﻄﻼقـﺎ ﻣﻦ النقﻄـﺔ الﺜـﺎنيـﺔ نرى أن اﻹنس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻣنـذ القـﺪم حـﺎول
بﺸ ـ ـ ـ ــﱴ الﻄرائق الﺘحﺎيﻞ ﻋﻠى قوى الﻄﺒيﻌﺔ لﻄﻠب الﻌون واﳌس ـ ـ ـ ــﺎﻋﺪة ﻣنﻬﺎ ،
ف ــﺎﻷﻣور الغريﺒ ــﺔ الﱵ ك ــﺎن يراﻫ ــﺎ ﰲ السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤ ــﺎء ﻣﻦ تﻌ ــﺎق ــب الﻠي ــﻞ والنﻬ ــﺎر
والكس ـ ـ ـ ــوف واﳋس ـ ـ ـ ــوف وﺳ ـ ـ ـ ــقوط ﳒﻢ وﻣﺎ أﺷ ـ ـ ـ ــﺒﻪ ذلﻚ جﻌﻠﻪ يؤﻣﻦ بقوى
الﻄﺒيﻌ ــﺔ واﻋﺘق ــﺪ ــﺎ تسـ ـ ـ ـ ـ ــيﻄر ﻋﻠى حي ــﺎت ــﻪ فقرب إليﻬ ــﺎ القرابﲔ وح ــﺎول
إرﺿ ـ ـ ـ ــﺎءﻫﺎ كي تيس ـ ـ ــر أﻣرﻩ ،وﲟرور السـ ـ ـ ــنﲔ وبﻌﺪ أن اﺧذ فكر اﻹنس ـ ـ ـ ــﺎن
لﺘﻄور تغﲑت نﻈرتـﻪ ﳍـذﻩ الﻈواﻫر بﻌـﺪ أن ﻋرف أﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيـﺎء كﺜﲑة ﰲ الﻄﺒيﻌـﺔ
أﻋﺎنﺘﻪ ﰲ حيﺎتﻪ وﺳـ ـ ـ ــﻬﻠﺖ ﻋﻠيﻪ ﻋيﺸ ـ ـ ــﻪ ،إﻻ انﻪ ﱂ يزل يﺒحﺚ ﻋﻦ إكسـ ـ ـ ــﲑ
8
ﺳـ ـ ـ ــحري يس ـ ـ ــﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠى ﲣﻄي ﻣﺸ ـ ـ ـ ــﺎكﻞ اﳊيﺎة وﳛﻞ لﻪ ﻋقﺪﻫﺎ فﻈﻬر ﻋﻠﻢ
الس ــحر وﻏﲑﻩ ﻣﻦ الﻌﻠوم إﻻ أ ﺎ ﱂ تﻌط اﳉواب الﺸ ــﺎﰲ لﻔض ــول اﻹنس ــﺎن ،
وﻋﻠى الرﻏﻢ ﳑـ ـ ــﺎ أحرزت ـ ــﻪ تكنولوجي ـ ــﺎ القرن الﻌﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريﻦ ﻣﻦ اﻻبﺘك ـ ــﺎرات
واﳌﺨﱰﻋﺎت الﱵ كﺎنﺖ تﻌﺪ قﺒﻞ بضــﻌﺔ ﻋقود ﻣﻦ الســنﲔ ﺿــر ﻣﻦ ﺿــروب
السـ ـ ـ ــحر أو اﳌسـ ـ ـ ــﺘحيﻞ ظﻞ اﻹنس ـ ـ ــﺎن يﺒحﺚ ﻋﻦ قوة فيز ئيﺔ ﻣؤﺛرة تﻠﱯ لﻪ
ﻣﺘﻄﻠﺒﺎتﻪ وتس ـ ـ ــﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠى ﲣﻄي ﻣﺸـ ـ ــﺎكﻠﻪ وحﻠﻬﺎ وﻫذا ﻣﺎ يؤديﻪ ﻋﻠﻢ اﻷرقﺎم
واﳊروف ﻣﻦ ج ــﺎنﺒ ــﻪ الﺜ ــﺎﱐ اﳉ ــﺎن ــب الﻔيز ئي اﳌؤﺛر ﰲ اﳌوجودات إذ يرى
ﻋﻠﻤﺎء اﳊروف واﻷرقﺎم انﻪ بﺘحويﻞ أيﺔ ﲨﻠﺔ أو ﻃﻠب إﱃ حروف ووﺿــﻌﻬﺎ
وفق ﻣربع ﺳـ ـ ــحري يﺘحقق اﻷﻣر اﳌﻄﻠوب ﰲ ﲨﻠﺔ الكﻼم اﳌوﺿـ ـ ــوع ﰲ ﻫذا
اﳌربع ،أن الﺘﺄﺛﲑ الﻔيز ئي الذي ﳛققﻪ ﻋﻠﻢ اﻷرقﺎم واﳊروف بﻌيﺪ كﻞ الﺒﻌﺪ
ﻋﻦ اﻻﺳـ ـ ـ ـ ــﺘﻌﺎنﺔ لﺸـ ـ ـ ـ ـ ــيﺎﻃﲔ أو الﺘقرب إﱃ قوى اﻷفﻼك وﻏﲑﻫﺎ بﻞ يؤدي
اﳊرف والرقﻢ دورا كﺒﲑا فيﻬــﺎ ﳌـﺎ ﳝﺘــﺎزان بـﻪ ﻣﻦ الﺘنــﺎﻏﻢ واﻻنسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجــﺎم وبﻌــﺪ
دراﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺘنﺎ الﻄويﻠﺔ والﺸـ ـ ـ ـ ــﺎﻣﻠﺔ ﻷص ـ ـ ـ ــول ﻋﻠﻢ اﻷرقﺎم واﳊروف فﺈن ﳝكننﺎ أن
نﻠﺨص أﻫﻢ النﺘﺎئﺞ الﱵ توصﻠنﺎ إليﻬﺎ لنقﺎط اﻵتيﺔ :
.1ﲢﺘوي بﻌض اﻷرقــﺎم ﻋﻠى ﺧواص ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحريــﺔ أو فيز ئيــﺔ تﻌﻤــﻞ ﰲ
جذب بﻌض اﳌوجودات والﺘﺄﺛﲑ ﻋﻠيﻬﺎ بﺸـكﻞ ﻋجيب وﻏﺎلﺒﺎ ﻣﺎ يكون
الﻔﻌﻞ الﻔيز ئي ﳍذﻩ اﻷرقﺎم ﺧﺎصـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﶈﺒﺔ واﳌودة وﻫذا ﻣﺎ أكﺪﻩ كﺒﺎر
الﻔﻼﺳ ـ ــﻔﺔ ﻣﻦ أﻣﺜﺎل أفﻼﻃون وفيﺜﺎﻏورس وإﺧوان الﺼ ـ ــﻔﺎ وابﻦ ﺧﻠﺪون
وﻏﲑﻫﻢ .
9
.2أن لكﻞ إنس ـ ـ ـ ـ ــﺎن أرقﺎﻣﺎ ﺧﺎص ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ تكون ﻣﻼزﻣﺔ ﳊيﺎتﻪ وتﻠﻌب ﰲ
بﻌض اﻷحيﺎن دورا رزا ﰲ ﺳ ـ ـ ــﲑ ﺷ ـ ـ ــﺨﺼـ ـ ــيﺘﻪ كﻤﺎ تس ـ ـ ــﺎﻋﺪ ﻋﻠى فﻬﻢ
بﻌض اﻷحﺪاث اﳌﺘﻌﻠقﺔ ﲝيﺎتﻪ ويرجع ﺳـ ـ ــﺒب ﻣﺎ ﳛﺼـ ـ ــﻞ لﻺنسـ ـ ــﺎن ﻣﻦ
تغيﲑ ﰲ ﺳـ ـ ــﻠوكﻪ ﰲ كﺜﲑ ﻣﻦ اﻷحيﺎن إﱃ أرقﺎﻣﻪ اﳋﺎصـ ـ ــﺔ لنسـ ـ ــﺒﺔ لﻪ ،
كﻤﺎ أن ﳒﺎح الﻌﺪيﺪ ﻣﻦ الﻌﻼقﺎت الﺸـ ـ ـ ـ ـ ــﺨﺼـ ـ ـ ـ ـ ــيﺔ يرجع ﰲ الكﺜﲑ ﻣﻦ
اﻷحيﺎن إﱃ الﺘنﺎﻏﻢ الرقﻤي الذي ﳛﻤﻠﻪ كﻼ الزوجﲔ أو الﺸريكﲔ .
.3اﻋﺘﻤــﺪ اﳌــﺪلول الرﻣزي لﻸرقــﺎم ﰲ تﻔس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﲑاتــﻪ ﻋﻠى بﻌض الﻌقــﺎئــﺪ
الﺪينيﺔ أو اﻷفكﺎر الﻔﻠسـ ـ ـ ــﻔيﺔ والﺘﺄﻣﻠيﺔ أو اﳊسـ ـ ـ ــﺎ ت الﻔﻠكيﺔ ﰲ حﲔ
يرى اﳌﺘﺼـ ـ ـ ـ ـ ــوفﺔ ﻣﻦ اﳌس ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻤﲔ إن اﳌﺪلول الرﻣزي لﻸرقﺎم يﻌود إﱃ ﻣﺎ
تسـﻤى بﻪ وذلﻚ ﲟﻌرفﺔ ﻣﺎ لﻠرقﻢ ﻣﻦ اﺳـﻢ حسـب قﺎﻋﺪة حسـﺎب اﳉﻤﻞ
اﳌﻌروف .
.4إذا أﺧ ـ ــذت القيﻤ ـ ــﺔ الﻌ ـ ــﺪدي ـ ــﺔ الﻄﺒيﻌي ـ ــﺔ اﳌﻌﱪ ﻋنﻬ ـ ــﺎ لكﻠﻤ ـ ــﺎت
ووﺿــﻌﺖ ﰲ أﺷــكﺎل ﻫنﺪﺳــيﺔ – ﻣربﻌﺎت ﺳــحريﺔ – فﺎن ﺧﺎصــيﺔ ﻫذﻩ
الكﻠﻤﺎت تﺘحول ﻣﻦ ﺷـ ـ ـ ــيء ﻣﻌنوي إﱃ ﺷـ ـ ـ ــيء ﻣﺎدي ،أو ﲟﻌﲎ آﺧر
تﺘحقق النﺘيجﺔ اﳌرجوة ﻣﻦ ﻫذﻩ الكﻠﻤﺎت .
.5أن ﻣوافقـﺔ أي كﻠﻤـﺔ أو ﲨﻠـﺔ – ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواء كـﺎنـﺖ اﲰـﺎ ﻣﻦ أﲰـﺎء ﷲ
تﻌﺎﱃ أم آيﺔ قرآنيﺔ كرﳝﺔ أو أيﺔ ﻋﺒﺎرة أﺧرى ﰲ قيﻤﺘﻬﺎ الﻌﺪديﺔ ﻣع ﻋﺪد
اﺳـﻢ ﺷـﺨص ﻣﺎ ،ﳝكنﻪ ﻣﻦ الﺘﺼـرف ﲞواص ﻫذﻩ الكﻠﻤﺔ أو اﳉﻤﻠﺔ إذا
ﻣﺎ اتﺒع قوانﲔ اﻷرقﺎم واﳊروف وﻫذا ﻣﺎ يراﻩ اﳌﺘﺼوفﺔ ﻣﻦ اﳌسﻠﻤﲔ .
10
.6إذا كـﺎن السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤال ﻣكون ﻣﻦ حروف واﳉواب ﻫو اﻵﺧر ﻣكون ﻣﻦ
حروف فﺒﺘﻄﺒيق قوانﲔ النسـ ـ ــب اﳊرفيﺔ والﻌﺪديﺔ ﻋﻠى حروف الس ـ ـ ـؤال
ﳝكﻦ ﻣﻌرفـﺔ اﳉواب ،وﻫـذا ﻣـﺎ قررﻩ ﻋﻠﻤـﺎء اﳊروف بقوﳍﻢ ) أن ﰲ كـﻞ
ﺳؤال جوابﻪ الذي يكﻤﻦ ﰲ حروف ﺳؤالﻪ (.
.7ﻻﺧﺘيـﺎر الوقـﺖ الﻔﻠكي دور كﺒﲑ ﰲ ﳒـﺎح اﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﺨـﺪاﻣـﺎت اﻷرقـﺎم
واﳊروف لوجود الﺼـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـﺔ بﲔ إﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌـﺎﻋـﺎت الكواكـب ونوع اﳊـﺎجـﺔ أو
الﻄﻠب أو السؤال اﳌﻌﱪ ﻋنﻬﺎ ﻷرقﺎم واﳊروف.
.8ﳝكﻦ الﺘوص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ إﱃ ﻣﻌرفـﺔ ﺳـ ـ ـ ـ ـ ــر الﻄـﺎقـﺔ الكـﺎﻣنـﺔ ﰲ اﳊروف ﻋﻦ
ﻃريقﲔ :
أ .الر ﺿـ ـ ـ ـ ــﺔ وا ﺎﻫﺪة النﻔس ـ ـ ـ ــيﺔ الﱵ تؤدي إﱃ ﻣﻌرفﺔ ﺳ ـ ـ ـ ـ ــر حروف
اﻷﲰﺎء أو اﳉﻤﻞ اﳌسـ ـ ــﺘﺨﺪﻣﺔ وﻣﻦ ﰒ الﺘﺼـ ـ ــرف ﺎ وﻫذا ﻣﺎ يراﻩ
كﺒﺎر اﳌﺘﺼوفﺔ .
ب .دراﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠﻢ اﳊروف وﻣﻌرفـﺔ قوانينـﻪ وﻣوازينـﻪ وكـﻞ ﻣـﺎ يﺘﻌﻠق بـﻪ
لﻠوصول إﱃ ﻣﻌرفﺔ ﺧواص ﻫذﻩ اﳊروف ﻣﻔردة كﺎنﺖ أم ﻣركﺒﺔ .
.9إن أﺧـذ أيـﺔ كﻠﻤـﺔ وحـذف حروفﻬـﺎ الزائـﺪة ووز ـﺎ وفق ﻣيزان ﻃﺒـﺎع
اﳊروف يﻌﻄينﺎ لنﺘيجﺔ ﻃﺒع اﳌﺎدة اﳌس ــﻤﺎة ﳍذﻩ الكﻠﻤﺔ وﻣﺎ تﺪل ﻋﻠيﻪ
وﻫذا ﻣﺎ قررﻩ الﻔﻼﺳـ ـ ـ ـ ــﻔﺔ بقوﳍﻢ " أن ﲢﻠيﻞ كﻞ اﺳـ ـ ـ ـ ــﻢ دال ﻋﻠى ﻃﺒيﻌﺔ
ﻣسﻤﺎﻩ".
.10يرى القﺪﻣﺎء أن ﺳر الﺘﺄﺛﲑ اﳊﺎصﻞ ﰲ اﳊروف يرجع إﱃ ﺳﺒﺒﲔ :
11
أ .اﳌزاج الذي ﰲ اﳊروف واﳌﺒﲏ ﻋﻠى أﺳﺎس نﻈريﺔ الﻌنﺎصر اﻷربﻌﺔ.
ب .النسب الﻌﺪديﺔ بﲔ اﳊروف وﻣﺘﻌﻠقﺎ ﺎ .
وإذا ﻣﺎ أرد أن ﳒﻤﻞ ﻫذﻩ النقﺎط الﻌﺸ ــرة فيﻤكننﺎ أن نقول :أن
اﻷرقـﺎم واﳊروف الﱵ نسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﺨـﺪﻣﻬـﺎ ﰲ حيـﺎتنـﺎ لﻠﻌـﺪ واﻹحﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء أو الﺘﻌﺒﲑ
والكﻼم ﳎردة ،ﲢﺘوي ﻋﻠى ﺧواص وﻃــﺎقــﺔ فيز ئيــﺔ تﺘﻤﺜــﻞ ﻹﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌــﺎﻋــﺎت
اﳋﻔيﺔ ﻋﻠى وجﻪ ﺧﺎص ،كﻤﺎ ﳍﺎ اﺳــﺘﺨﺪاﻣﺎت ﺳــيكولوجيﺔ تســﺎﻋﺪ ﰲ فﻬﻢ
ﺷـ ـ ــﺨﺼـ ـ ــيﺘنﺎ وﻣﻦ حولنﺎ فضـ ـ ــﻼ ﻋﻦ اﺳـ ـ ــﺘﺨﺪاﻣﺎت تنﺒؤيﺔ ﻣﺒنيﺔ ﻋﻠى نسـ ـ ــب
اﳊروف واﻷرقﺎم ،وتوارﳜنﺎ تكﺸ ـ ــف لنﺎ اﳌس ـ ــﺘقﺒﻞ ا ﻬول ،وﻫذا ﻣﺎ يﺒحﺚ
ﻋنﻪ ﻋﻠﻢ الﺒﺎراﺳﺎيكولوجي ﰲ دراﺳﺘﻪ لﻠﻈواﻫر الغريﺒﺔ .
12
الﻔﺼﻞ اﻷول
ﺧواص اﻷرﻗام الﻔيز ئية والتنبؤية
.1اﻷرﻗام ﻋﱪ الﻌﺼور
ﺷـ ـ ـ ـ ـ ــغف النﺎس ﻷرقﺎم ﻋﱪ ﻋﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور الﺘﺎريخ إﻻ أ ﺎ ﰲ كﺜﲑ ﻣﻦ
اﻷحيﺎن أﺧذت ﻃﺎبﻌﺎ ﻣيﺘﺎفيزيقيﺎ أو صـ ـ ـ ــوفيﺎ ﰲ تﻔس ـ ـ ـ ـﲑا ﺎ فﺎلرقﻢ اﺧذ أول
ﺷ ـ ـ ــكﻞ لﻪ ﰲ الﻌﺪ ﻋنﺪﻣﺎ اقﱰن اﻹنس ـ ـ ــﺎن بزوجﻪ ﻋﻠى ﻫذﻩ اﻷرض وﺷ ـ ـ ــكﻞ
ﻣﻌﻬﺎ ﺛنﺎئيﺎ ،ﻫذا الﺜنﺎئي اﺧرج أول ﺧﻠيﺔ بﺸـ ـ ـ ـ ـريﺔ ﻣﺘﻤﺜﻠﺔ ﻷﺳـ ـ ـ ـ ــرة فﺎحﺘﺎج
اﻹنس ــﺎن إﱃ ان يﻌرف أفراد أﺳ ـرتﻪ ﻫذﻩ ،فﻌرف الﻌﺪ ول ص ــورﻩ ،وتﺸ ــﲑ
اﳌراجع الﺘﺎرﳜيﺔ إﱃ ان اﻹنسﺎن الﺒﺪائي ﻋرف ان اﺛنﲔ ﻣﻦ كﻞ ﺷيء "زائﺪ"
اﺛنﲔ ﻣﻦ الﺸـ ـ ــيء ذاتﻪ تسـ ـ ــﺎوي أربﻌﺔ ﻻ ﰲ بﻌض اﳊﺎﻻت فحسـ ـ ــب بﻞ ﰲ
ﲨيﻌﻬﺎ وبﻌﺪ ان وصــﻞ اﻹنســﺎن إﱃ تﺸــكيﻞ ا ﺘﻤﻌﺎت واﳊضــﺎرات احﺘﺎج
إﱃ ان يسـ ـ ـ ـ ــﺘﺨﺪم اﻷرقﺎم ﰲ ﳎﺎﻻت أوﺳ ـ ـ ـ ــع اﲣذت ﰲ الﻌﺎدة ﺷـ ـ ـ ـ ــكﻞ لغﺔ
ﻣﺪونﺔ تﺘض ـ ــﻤﻦ ﻣﺼ ـ ــﻄﻠحﺎت ﻣﺘﺸ ـ ــﺎ ﺔ فقﺪ اﻫﺘﻢ اﳌﺼ ـ ـريون القﺪﻣﺎء ﻷرقﺎم
وكﺎن ﳍﺎ الﺪور الكﺒﲑ ﰲ تﻄور اﳍنﺪﺳ ـ ـ ــﺔ ﻋنﺪﻫﻢ وﻣﺎ اﻷﻫراﻣﺎت القﺎئﻤﺔ ﳊﺪ
اﻵن إﻻ ﺷــﺎﻫﺪا ﻋﻠى ذلﻚ ،كﻤﺎ اﻫﺘﻢ الســوﻣريون ﻷرقﺎم واﺳــﺘﺨﺪﻣوﻫﺎ ﰲ
الﻌﺪيﺪ ﻣﻦ ﺷـ ـ ـ ـ ــؤون حيﺎ ﻢ ،كﻤﺎ أن اﳍنود وﺷـ ـ ـ ـ ــﻌب اﳌﺎ بﺸـ ـ ـ ـ ــكﻞ ﺧﺎص
اﺳـ ـ ـ ـ ــﺘﻌﻤﻠوا نﻔس اﻷﺳـ ـ ـ ـ ــﻠوب الذي نس ـ ـ ـ ــﺘﻌﻤﻠﻪ اﻵن ﰲ كﺘﺎبﺔ اﻷرقﺎم ﲟراتﺒﻬﺎ
اﻵحﺎد والﻌﺸ ـ ـرات واﳌﺌﺎت إﻻ أن الﻔض ـ ــﻞ اﻷول ﰲ تﻄور ﻋﻠﻢ اﻷرقﺎم يرجع
13
إﱃ الﺒﺎبﻠيﲔ الذي اﻫﺘﻤوا ﻷرقﺎم وﻃوروا اﺳـ ــﺘﺨﺪاﻣﺎ ﺎ لﺘﺸ ـ ـﻤﻞ الر ﺿـ ــيﺎت
فﺈليﻬﻢ يرجع الﻔض ــﻞ ﰲ ابﺘكﺎر جﺪول الض ــرب اﳌس ــﺘﺨﺪم اﻵن وﻫﻢ كذلﻚ
أول ﻣﻦ اﺳ ـ ــﺘﺨﺪم النﻈﺎم الس ـ ــﺘيﲏ ولﺸ ـ ــﺪة اﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﻷرقﺎم حس ـ ــﺒوا بﻌض
ﻣواقع اﻷجرام السـﻤﺎويﺔ ودونوا حركﺘﻬﺎ وﻣرقوم الزﻫرة ﺧﲑ ﺷـﺎﻫﺪ ﻋﻠى ذلﻚ
كﻤـﺎ أ ﻢ كـﺎنوا يﻌﻈﻤون الرقﻢ ) ( 7واﻋﻄوﻩ دﻻلـﺔ رﻣزيـﺔ ﺧـﺎص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻻقﱰانـﻪ
لكواكب السـ ـ ـ ــﺒﻌﺔ اﳌﻌروفﺔ لﺪيﻬﻢ آنذاك وﻣنﻪ ظﻬرت فكرة اﻷﺳـ ـ ـ ــﺒوع تﻠﻚ
الوحـﺪة الزﻣنيـﺔ الﱵ ﰐ بﲔ اليوم والﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻬر ،ولﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪة اﻫﺘﻤـﺎﻣﻬﻢ ﻷرقـﺎم
والﻔﻠﻚ ظﻬر الﺘنجيﻢ اﳌﺒﲏ ﻋﻠى الﺘوقﻌﺎت اﳌســﺘقﺒﻠيﺔ اﳌســﺘنﺒﻄﺔ ﻣﻦ توافقﺎت
اﻷرقـﺎم ﰲ درجـﺎت الﻔﻠـﻚ ،ان ﻫـذا الكﻢ اﳍـﺎئـﻞ ﻣﻦ اﳌﻌﻠوﻣـﺎت وﺧـﺎص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ
الﻔﻠكيﺔ ﻣنﻬﺎ والر ﺿ ـ ــيﺔ ﻣﻬﺪ الﻄريق لﻠﻌﺪيﺪ ﻣﻦ فﻼﺳ ـ ــﻔﺔ اليو ن وحكﻤﺎئﻬﺎ
لﺘﻄوير الﻌﺪيﺪ ﻣﻦ النﻈر ت الﱵ أدت اﻷرقﺎم دورا رزاً فيﻬﺎ .
.2ﻓيﺜاﻏورس
إﻻ ان الﻔضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ اﻷكﱪ ﰲ تﺒﲏ فكرة أو نﻈري ــﺔ " رﻣزي ــﺔ اﻷرق ــﺎم
وتنﺒؤا ﺎ " يرجع إﱃ الﻔيﻠس ـ ــوف اليو ﱐ فيﺜﺎﻏورس) (1اذ توص ـ ــﻞ وﻣﺪرﺳ ـ ــﺘﻪ
) (1فيﺜﺎﻏورس ولﺪ ﰲ ﺳـ ـ ـ ـ ــﺎﻣوس ﺳـ ـ ـ ـ ــنﺔ ) 497-572ق.م ( احﺪى اﳉزر اليو نيﺔ اﳌقﺎبﻠﺔ
ﳌﻠﻄيــﺔ ﰲ حكﻢ بوليقراﻃس ﻃــﺎﻏيــﺔ ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻣوس ،ﻫجر وﻃنــﻪ إﱃ ﻣﻠﻄيــﺔ ﰒ زار فنيقيــﺎ
وتﻌرف فيﻬﺎ ﻋﻠى بﻌض الﻌقﺎئﺪ الﺸ ـ ـ ـ ـ ــرقيﺔ ﰒ زار ﻣﺼ ـ ـ ـ ـ ــر وبقي فيﻬﺎ ﻣﺪة ﻃويﻠﺔ يﺪرس
ﻋقﺎئﺪ قﺪﻣﺎء اﳌﺼريﲔ وفﻠكﻬﺎ وﻫنﺪﺳﺘﻬﺎ وﳌﺎ اﺳﺘوﱃ قﻤﺒيز ﻋﻠى ﻣﺼر ذﻫب ﻣﻌﻪ إﱃ
بﻞ ودرس ﻫنﺎك اﳊســﺎب واﳌوﺳــيقى وأﺳ ـرار ا وس والزرادﺷــﺘيﺔ ﰒ ﻋﺎد إﱃ ﺳــﺎﻣوس
14
بﻌﺪ دراﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻃويﻠﺔ ﰲ ﳎﺎل اﳍنﺪﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ واﻷﻋﺪاد إﱃ أن الﺘﻔكﲑ ن الﻌﺪد
وﺧواصـ ـ ـ ــﻪ يﺸ ـ ـ ــكﻞ ﻋﻤق اﻷﺷ ـ ـ ــيﺎء كﻠﻬﺎ ،فﺎلﻌﺪد ليس ﲡريﺪا ﳏضـ ـ ـ ــﺎ بﻞ ﻫو
حقيقﺔ واقﻌيﺔ وان كﺎنﺖ حواﺳــنﺎ ﻻ تقوى ﻋﻠى تﺼــور اﻷﻣر بﺸــكﻞ ﻣﺒﺎﺷــر
ورأى فيﺜ ــﺎﻏورس "ان لﻸﻋ ــﺪاد ﺧواص ﻣك ــﺎني ــﺔ ﻃﺒيﻌي ــﺔ ب ــﻞ وروحي ــﺔ ﳏ ــﺪدة
بﺸ ـ ـ ـ ــكﻞ ص ـ ـ ـ ــحيﺢ وبﻔض ـ ـ ـ ــﻞ ترتيﺒﻬﺎ تﻠﺪ اﻷﻋﺪاد الكﺎئنﺎت واﻷﺷ ـ ـ ـ ــيﺎء الﱵ
نﺸﺎﻫﺪﻫﺎ "). (2
لقﺪ وجﺪ فيﺜﺎﻏورس جوﻫر الﻌﻼقﺎت الرقﻤيﺔ ﰲ اﻷرقﺎم فﺎلرقﻢ كﺎن
اﻷداة الرئيس ـ ـ ــﺔ ﰲ وصـ ـ ـ ــف الﻄﺒيﻌﺔ ،وكﺎن ﻫو اﳌﺎدة بﻞ والﺸـ ـ ـ ــكﻞ الﻌﺎم ،
وﻫذا اﻷﻣر جﻌﻠﻪ يﻌﺘقﺪ ان كﻞ ﺷــيء ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ رقﻢ يقول أرﺳــﻄو ﰲ كﺘﺎب
" ﻣﺎوراء الﻄﺒيﻌﺔ " )فرأوا ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أي الﻔيﺜﺎﻏورﺳـيﲔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ان ﻫذا الﻌﺎﱂ أﺷـﺒﻪ بﻌﺎﱂ
اﻷﻋﺪاد ﻣنﻪ ﳌﺎء أو النﺎر أو الﱰاب وقﺎلوا ان ﻣﺒﺎدئ اﻷﻋﺪاد ﻫي ﻋنﺎصـ ـ ــر
اﳌوجودات أو ان اﳌوجودات أﻋﺪاد ،وان الﻌﺎﱂ ﻋﺪد ونغﻢ " وقﺎلوا أيض ـ ـ ـ ــﺎ "
ان اﻷﻋــﺪاد ﳕــﺎذج ﲢــﺎكيﻬــﺎ اﳌوجودات دون ان تكون ﻫــذﻩ النﻤــﺎذج ﻣﻔــﺎرقــﺔ
لﺼ ـ ـ ـ ـ ــورﻫﺎ") (3ويرجع القوﻻن إﱃ الﺘوحيﺪ بﲔ ﻋﺎﱂ اﳌوجودات وﻋﺎﱂ اﻷﻋﺪاد
وقﺪ ﺳ ــﺎﻋﺪ ﻋﻠى ﻫذا الﺘﺼ ــور ا ﻢ ﱂ يكونوا ﳝﺜﻠون الﻌﺪد ﳎﻤوﻋﺎ حس ــﺎبيﺎ ،
وﻣنﻬﺎ إﱃ كريﺖ ﰒ اﺳـ ـ ـ ــﺘقر ﰲ افريﻄون أو كروتون ﰲ جنوب ايﻄﺎليﺎ اذ فﺘﺢ ﻣﺪرﺳـ ـ ـ ــﺘﻪ
ونﺸر ﻣذﻫﺒﻪ وآراءﻩ الﻔﻠسﻔيﺔ .
) (2ﻋﻠوم الﺒﺎبﻠيﲔ ،ﻣرﻏريﺖ روﺛﻦ ،تﻌريب يوﺳف حﱯ ،ص .111
) (3ﻋﺎﱂ ا ﻬول ،ترﲨﺔ بﺜينﺔ ﻋﺒﺪ الوﻫﺎب ،ص . 165
15
بﻞ ﻣقﺪارا وﺷـ ـ ـ ـ ــكﻼ وﱂ يكونوا يرﻣزون لﻪ ﻷرقﺎم بﻞ وإﳕﺎ يﺼ ـ ـ ـ ـ ــورونﻪ بنقط
ﻋﻠى قﺪر ﻣﺎ فيﻪ ﻣﻦ آحﺎد ،ويرتﺒون ﻫذﻩ النقط بﺸـكﻞ ﻫنﺪﺳـي :فﻠﻠواحﺪ
النقﻄ ــﺔ ،واﻻﺛن ــﺎن اﳋط ،والﺜﻼﺛ ــﺔ اﳌﺜﻠ ــﺚ ،واﻷربﻌ ــﺔ اﳌربع وﻫك ــذا وك ــﺎنوا
يﺼﻔون اﻷﻋﺪاد ﻷﺷكﺎل فيقولون اﻷﻋﺪاد اﳌﺜﻠﺜﺔ واﳌربﻌﺔ واﳌسﺘﻄيﻠﺔ ،ورﲟﺎ
كﺎنﺖ تﻌﲏ أجســﺎﻣﺎ ﻣربﻌﺔ أو ﻣﺜﻠﺜﺔ و ذﻩ اﳌﻔﺎﻫيﻢ ﺧرج الﻔيﺜﺎﻏورﺳــيﲔ راء
ﺧﺎص ــﺔ حول اﻷرقﺎم واﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ تﺸ ــﻤﻞ اﳌﺎد ت أو اﻷجس ــﺎم الﻔيز ئيﺔ وأ ﺎ
لنﺘيجﺔ حقﺎئق ﻣﻠﻤوﺳﺔ .
.3اﻷرﻗام الﻐاﻣﻀة
كﻤﺎ اﻫﺘﻢ الﻔيﺜﺎﻏورﺳـ ـ ـ ــيون ﲞواص اﻷرقﺎم وأﺳـ ـ ـ ـرارﻫﺎ الغﺎﻣضـ ـ ـ ــﺔ أو
الس ـ ــحريﺔ كﻤﺎ ﲰوﻫﺎ اذ ا ﻢ وجﺪوا ان لﺒﻌضـ ـ ــﻬﺎ ﺧواص ﺳـ ـ ــحريﺔ ﻋجيﺒﺔ ﰲ
الﺘـﺄﺛﲑ ﻋﻠى اﻷﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺨـﺎص بـﻞ وحﱴ الﺘحكﻢ بﺒﻌض جزئيـﺎت الﻄﺒيﻌـﺔ واليﻬﻢ
يرجع ابﺘكـ ــﺎر اﳌﺘواليـ ــﺔ الر ﻋيـ ــﺔ الﱵ أوجـ ــﺪﻫـ ــﺎ فيﺜـ ــﺎﻏورس حﱴ ان قَ َس ـ ـ ـ ـ ـ ـﻢ
الﻔيﺜﺎﻏورﺳـ ـ ـ ــيﲔ كﺎن )اقسـ ـ ـ ــﻢ ﻻﺳـ ـ ـ ــﻢ الر ﻋي اﳌغروس ﰲ روحنﺎ() (4ويرجع
اﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ذﻩ اﳌﺘواليﺔ إﱃ اﻻﻋﺘقﺎد ن ﻣﺼـ ـ ـ ـ ــﺪر ﻣنﺸـ ـ ـ ـ ــﺄ الﻄﺒيﻌﺔ ﻣوجود ﰲ
ﻣﺜﻞ ﻫذﻩ اﻷﺷ ـ ـ ـ ـ ــكﺎل الر ﻋيﺔ فﺎلﻌنﺎصـ ـ ـ ـ ــر اﳍنﺪﺳـ ـ ـ ـ ـ ــيﺔ أربﻌﺔ ) النقﻄﺔ واﳋط
.4أرسﻄو
لقﺪ اﺧذ أرﺳ ـ ـ ـ ــﻄو جﺎنﺒﺎ آﺧر لنسـ ـ ـ ـ ــﺒﺔ لﻸرقﺎم ﰲ كﺘﺎبﻪ ) ﻣﺎوراء
الﻄﺒيﻌﺔ( حيﺚ حﺎول إجراء بﻌض الﺘﻌﺪيﻼت ﻋﻠى الﻔﻠس ـ ـ ــﻔﺔ الﻔيﺜﺎﻏورﺳ ـ ـ ــيﺔ
فقرر ان ﻣﻦ اﻷرقـﺎم ﻣـﺎ يـﺪل ﻋﻠى الﻌـﺪالـﺔ وﻣنﻬـﺎ ﻣـﺎ يرﻣز إﱃ الروح وﻣنﻬـﺎ ﻣـﺎ
يرﻣز إﱃ الﻌقﻞ ويرﻣز ﻏﲑﻫﺎ لﻠحظ أو الﻔرصـ ـ ـ ـ ــﺔ ،وﻫذا ﻣﺎ يﺪل ﻋﻠى ﺳ ـ ـ ـ ــﻌﺔ
آراء أرﺳـ ــﻄو لﻔﻬﻢ اﻷرقﺎم ،إذ نسـ ــب إليﻬﺎ ﻣيزة روحﺎنيﺔ وقسـ ــﻤﻬﺎ ﰲ اﳊيﺎة
لكي تكون اكﺜر ﴰولي ــﺔ وﻣﻦ ﻫن ــﺎ نراﻩ يقول ﰲ اﻷرق ــﺎم " أ ــﺎ ﻻتﻌﱪ ﻋﻦ
) (11القﺒﺎلﺔ :كﻠﻤﺔ ﻋﱪيﺔ تﻌﲏ الﺘقﺎليﺪ وترجع اصـﻼ إﱃ ﲨﺎﻋﺔ اﳌذﻫب اليﻬودي الذي تنﺎقﻞ
اﻷﺳـرار ﺷــﻔو جيﻼ ﻋﻦ جيﻞ وأﺳـسـوا ﰲ القرن الﺜﺎلﺚ ﻋﺸــر اﳌيﻼدي ﻣذﻫﺒﺎ فﻠســﻔيﺎ
ﳛﺎول تﻔسﲑ الﻈواﻫر الﻄﺒيﻌﺔ تﻔسﲑا ﻏيﺒيﺎ .
) (12رﻣزيﺔ اﻷﻋﺪاد ﰲ الﻌﺼر الوﺳيط .ﻫوبر .
) (13جيﻤﺎتر :قسﻢ ﻣﻦ فكر القﺒﺎلﺔ الذي يﺘنﺎول الﻌﺪد ﰲ تﻔسﲑ ﲨيع الﻈواﻫر الﻄﺒيﻌيﺔ .
) (14رﻣزيﺔ اﻷﻋﺪاد ﰲ الﻌﺼر الوﺳيط .ﻫوبر .
) (15ولﺪ جويسيﱯ لسﻤو كﺎجﻠيوﺳﱰو ﰲ ليﻤو ﻋﺎم 1743ﻣﻦ ﻋﺎئﻠﺔ فقﲑة ،ﻋﻤﻞ ﰲ
بﺪايﺔ حيﺎتﻪ ﰲ الرﺳﻢ وكﺎن لﻪ ﻣيﻞ كﺒﲑ ﳓو ﻋﻠوم الغيب كﻤﺎ كﺎن كﺜﲑ الﺘنقﻞ وﻣﻦ ﺧﻼل
تنقﻼتﻪ ﻫذﻩ اكﺘسب ﻋﻠوم الغيب والﺘنجيﻢ واﻷرقﺎم والﻄب وﰲ ﻋﺎم 1776ﻋﺎد إﱃ لنﺪن
وأنﻈﻢ إﱃ ﲨﺎﻋﺔ اﳌﺎﺳونيﲔ اﻷحرار وأﺷﺘﻬر بﲔ اﻷوﺳﺎط ﲞﱪتﻪ ﰲ ﻋﻠوم الغيب ،إﻻ أن
ﻣﻌﺎرﺿﺘﻪ لﻠكنيسﺔ والﺒﺎ جﻌﻠﺘﻪ ﳜﻄيء ﻋنﺪﻣﺎ ذﻫب إﱃ روﻣﺎ ﻋﺎم 1789ﻹرﺳﺎء قﺎﻋﺪة
لﻠﻤﺎﺳونيﺔ حيﺚ القي القﺒض ﻋﻠيﻪ وحﺒس ﰲ قﻠﻌﺔ ﺳﺎنﺖ اﳒيﺎو ﰒ نقﻞ إﱃ قﻠﻌﺔ ﺳﺎن ليو
20
بﺒﺎريس "ان لكﻞ حرف ﻣﻦ حروف اﻷﲜﺪيﺔ قيﻤﺔ ﻋﺪديﺔ أو ﻣقﺎبﻠﺔ رقﻤيﺔ ،
وبﲔ ﳍﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﲢﻠيــﻞ أﲰــﺎء كــﺎتريﻦ دي ﻣيــﺪيﺘﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي ،وﻫنري الﺜــﺎلــﺚ
وﻫنري الرابع ﻣﻠكي فرنس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وأوﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺢ ﳍﻢ أنـﻪ حينﻤـﺎ ﲡﻤع اﻷرقـﺎم اﳌقـﺎبﻠـﺔ
لﻠحروف الﱵ تكون أﲰــﺎءﻫﻢ ،فــﺈن النﺘيجــﺔ )حــﺎص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ اﳉﻤع( ﳝكﻦ أن
"يقرأ" كﻤــﺎ تقرأ ﺧريﻄــﺔ اﳌنجﻢ ،ﰒ بــﺪأ يﻄﺒق نﻔس اﳌنﻬﺞ ﻋﻠى أﲰي كــﻞ
ﻣﻦ لويس الس ـ ــﺎدس ﻋﺸ ـ ــر وﻣﺎري انﻄوانيﺖ ،وقﺎلﺖ نﺒوءتﻪ ان اﳌﻠﻚ ﳚب
أن ﳛذر اﳌوت ﻋﻠى اﳌﺸ ـ ـ ــنقﺔ قﺒﻞ أن يﺒﻠغ الﺘﺎﺳ ـ ـ ــﻌﺔ والﺜﻼﺛﲔ قﺎل ﻣﺎ نﺼ ـ ـ ــﻪ
"ﳏكوم ﻋﻠيﻪ ن يﻔقﺪ رأﺳـﻪ حينﻤﺎ يﺜﺒﺖ أنﻪ يﺘحﻤﻞ جريرة اﳊرب" ،وقﺎل
ﻋﻦ ﻣﺎري انﻄوانيﺖ "ﺳ ــﺘكون ﺳ ــيﺌﺔ اﳊظ ،تﻌيس ــﺔ ﰲ فرنس ــﺎ ،ﻣﻠكﺔ دون
ﻋرش وﻻ نقود ،تﺘجﻌﺪ بﺸـ ـ ـ ـ ــر ﺎ قﺒﻞ اﻷوان بسـ ـ ـ ـ ــﺒب اﳊزن واﳍﻢ ،وتﻌيﺶ
)(16
ﻋﻠى ﻃﻌﺎم ئس وﺷجﻦ ويقﻄع رأﺳﻬﺎ"
و لﻔﻌﻞ ﲢققﺖ ﲨيع ﻫذﻩ الﺘنﺒؤات بﻌﺪ ﺳـ ـ ــنﲔ ﻣﻦ ﻫذا الﻠقﺎء ﳑﺎ يﺪل
ﻋﻠى أن الﺘنﺒؤ ﻷرقﺎم كﺎن ﳛﻈى ﲟنزلﺔ كﺒﲑة ﰲ أور .
وﻣﺎت فيﻬﺎ ﻋﺎم 1795م ﻋﻦ ﻋﻤر ينﺎﻫز الﺜﺎنيﺔ واﳋﻤسﲔ .راجع اﻹنسﺎن وقواﻩ اﳋﻔيﺔ ص
. 302 – 285
) (16اﻻنسﺎن وقواﻩ اﳋﻔيﺔ ،ص . 302 – 301
21
.7ﻋﻠﻢ اﻷرﻗام
ان فكرة رﻣزيﺔ اﻷرقﺎم والﺘنﺒؤ ﺎ ﻻقﺖ انﺘﺸــﺎرا واﺳــﻌﺎ لﺪى الﻌﺪيﺪ
ﻣﻦ الﻌﻠﻤﺎء الﻔﻼﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻔﺔ ورجﺎل الﺪيﻦ وظﻠﺖ ﻫذﻩ الﻔكرة ﻣسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيﻄرة ﻋﻠى
النﺎس بﺼ ـ ـ ـ ـ ــورة ﻋﺎﻣﺔ ،إﻻ أ ﺎ أﺧذت ﰲ ﻋﺼ ـ ـ ـ ـ ــر اﳊﺎﱄ ﻃﺎبﻌﺎ آﺧر يﻌﺘﻤﺪ
ﻋﻠى ﲢﻠيﻞ الﺸــﺨﺼــيﺔ وﻣﻌرفﺔ ﺳــﻠوك اﻹنســﺎن فﻈﻬر ﻋﻠﻢ جﺪيﺪ أﻃﻠق ﻋﻠيﻪ
ﻋﻠﻢ اﻷرقﺎم )) ((Numerologyالذي يﺘنﺎول دراﺳﺔ اﻷرقﺎم الﺸﺨﺼيﺔ
وﻋﻼقﺘﻬﺎ ﻹنسﺎن أو اﻷحﺪاث الﱵ تﺼيﺒﻪ .
وﻣﻦ ﺧﻼل الــﺪراﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت الﱵ قــﺎم ــﺎ الﻌــﺪيــﺪ ﻣﻦ ﻋﻠﻤــﺎء اﻷرقــﺎم
وبﻌض اﳌﺨﺘﺼ ــﲔ ﰲ ﻋﻠﻢ الﺒﺎراﺳ ــﺎيكولوجي وجﺪوا ان ﲦﺔ ﻋﻼقﺔ وترابط بﲔ
اﻷرقﺎم واﻹنسـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن وبﻌض اﻷحﺪاث الﱵ يﻌيﺸـ ـ ـ ـ ـ ــﻬﺎ ،كﻤﺎ يؤكﺪ الﻌﺪيﺪ ﻣﻦ
الﺒﺎراﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺎيكولوجيﲔ ﻋﻠى وجود ترابط بﲔ فﱰات زﻣنيﺔ رقﻤيﺔ وبﲔ اﳊﺎﻻت
الﱵ يﻌيﺸــﻬﺎ ﻣرﺿــﺎﻫﻢ النﻔســيﲔ ﳑﺎ يؤكﺪ ﻋﻠى صــﺪق ﻫذﻩ الﻔكرة أو النﻈريﺔ
كﻤﺎ يﻄﻠق ﻋﻠيﻬﺎ الﺒﻌض ،وﰲ اﳊقﻞ الﻌﻠﻤي الذي ﻻ يقﺒﻞ الﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻚ يؤكﺪ
الﻌـﺪيـﺪ ﻣﻦ الﻌﻠﻤـﺎء) (17انـﻪ بـﺪون اﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﺨـﺪام لغـﺔ اﻷرقـﺎم اﳌﺘﻤﺜﻠـﺔ لقوانﲔ
واﳌﻌﺎدﻻت الر ﺿ ـ ـ ــيﺔ ﻻﳝكﻦ فﻬﻢ الكﺜﲑ ﻣﻦ اﻻفﻌﺎل ﺳ ـ ـ ـواء كﺎنﺖ كونيﺔ ام
فيز ئيﺔ ام بيولوجيﺔ … حﱴ أﻃﻠق الﺒﻌض ﻋﻠى ﻋﺼ ــر اﺳ ــﻢ ﻋﺼ ــر اﻷرقﺎم
ﳌﺎ لﻸرقﺎم ﻣﻦ أﳘيﺔ ﰲ ﲨيع ا ﺎﻻت .
) (17أكﺪ ذلﻚ كﻞ ﻣﻦ الﻌﺎﱂ النﻔسي اﻷﳌﺎﱐ لودفيغ نيﺚ والنﻤسﺎوي كﺎرل ﻏوﺳﺘﺎف يونغ
وﻏﲑﳘﺎ .
22
.8اﻷرﻗام واﳌوسيﻘﻰ
وبﻌـﺪ ﻫـذﻩ اﳌقـﺪﻣـﺔ ﻻ بـﺪ لنـﺎ ﻣﻦ أن نـذكر اﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﺨـﺪاﻣـﺎت اﻷرقـﺎم
وصـ ـ ـ ــﻠﺘﻬﺎ لﻄﺒيﻌﺔ ولنﺒﺪأ بﻌﻼقﺔ اﻷرقﺎم ﳌوﺳ ـ ـ ـ ــيقى الﱵ تس ـ ـ ـ ــﻤوا ﺎ نﻔوس
النﺎس و ﺪأ ﺎ أﻋﺼ ـ ـ ـ ــﺎ ﻢ .ويرجع الﻔضـ ـ ـ ـ ــﻞ اﻷول ﰲ صـ ـ ـ ـ ــيﺎﻏﺔ اﳌوﺳـ ـ ـ ـ ــيقى
بﻌﻼقﺎت رقﻤيﺔ إﱃ فيﺜﺎﻏورس وﻣﺪرﺳﺘﻪ ﻋنﺪﻣﺎ اكﺘﺸﻔوا حقيقﺘﲔ :
أوﳍﻤﺎ :ان الﺼوت النﺎتﺞ ﻋﻦ اﳋيط الوتري يﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠى ﻃول ذلﻚ اﳋيط.
نيﻬﻤﺎ :أن النغﻤﺎت الﺼــوتيﺔ تﺘولﺪ بواﺳــﻄﺔ أو ر ذات أﻃوال ﻣﻌينﺔ وتﻌﱪ
ﻋﻦ نسب ﻣﻦ اﻷﻋﺪاد الﺼحيحﺔ .
وتروي بﻌض اﻷﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻃﲑ ان اﻫﺘﻤــﺎم فيﺜــﺎﻏورس ﻷرقــﺎم نﺒع ﻣﻦ
اكﺘﺸـ ــﺎفﻪ السـ ــﻠﻢ اﳌوﺳـ ــيقي اﳌكون ﻣﻦ أربع درجﺎت ﻣﺘﺪاﺧﻠﺔ ،وقﺪ توصـ ــﻞ
إﱃ ذلﻚ ﻋﻦ ﻃريق الﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪفﺔ حينﻤﺎ كﺎن ﻣﺎرا أﻣﺎم دكﺎن حﺪاد وكﺎن أربﻌﺔ
ﻣﻦ اﳊــﺪاديﻦ يﻄرقون اﳊــﺪيــﺪ ﻋﻠى ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـنــﺎديﻦ ﳐﺘﻠﻔــﺔ اﳊجوم وبﻌــﺪ ان قــﺎم
ﲝس ـ ـ ــﺎب وزن الس ـ ـ ــنﺎديﻦ وجﺪ ان اوزا ﺎ ﻋﻠى النحو اﻵﰐ ) ، 9 ، 8 ، 6
( 12ونﺘيجﺔ لذلﻚ وجﺪ ان لكﻞ ﻣﺎ ﰲ الكون ﻣﻦ ﺧﻠق ارقﺎﻣﺎ ﻣﺘﺸـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺔ
ﻣﺘــﺪاﺧﻠــﺔ ،أي ان كــﻞ اﳋﻼئق ﻣﺘﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ــﺔ وﻣﺘــﺪاﺧﻠــﺔ ﰲ ﻣــﺪلوﻻ ــﺎ الرقﻤيــﺔ
ﻻﻋ ـ ــﺪاد ) (6 ، 8 ، 9 ، 12الﱵ تﺘن ـ ــﺎظر بﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرط ان يكون ﻋ ـ ــﺪد
اﻻﻫﺘزازات ﻣﺘنﺎﺳ ـ ـ ـ ـ ــقﺎ ﻣع الوزن ،وانﻄﻼقﺎ ﻣﻦ ﻫذﻩ اﳌﻼحﻈﺔ بﺪأ فيﺜﺎﻏورس
ﳚري ﲡـﺎربـﻪ ﻋﻠى ﳓو ﻣنﻬجي ﻣركز واكﺘﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــف أن القوانﲔ الﱵ تنص ﻋﻠى
النغﻤيـ ــﺔ والﺘنـ ـﺎﻏﻢ ﻣرﻫونـ ــﺔ بﻄول اﻻو ر ﰲ اﻵﻻت اﳌوﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيقيـ ــﺔ الوتريـ ــﺔ ،
23
فﺎلنغﻤﺎت الﺼ ـ ـ ـ ـ ــوتيﺔ النﺎﲡﺔ ﻣﻦ ﺧيﻄﲔ ﻃول أحﺪﳘﺎ ﺿ ـ ـ ـ ـ ــﻌف ﻃول اﻵﺧر
تﻌﻄي ﻣﱰددا ﻣغﺎيرا ﰲ نغﻤﺎ ﺎ الﺼـوتيﺔ ،كﻤﺎ ان الﻔﱰة اﳌوﺳـيقيﺔ بﲔ نوﻃﺘﲔ
تسـ ـ ـ ـ ــﻤى أحيﺎ الﺜﻤﺎنيﺔ ،وﳝكﻦ اﳊﺼـ ـ ـ ـ ــول ﻋﻠى نغﻤﺎت أﺧرى بوﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻃﺔ
ﺧيﻄﲔ النسـ ـ ــﺒﺔ بﲔ ﻃوليﻬﻤﺎ ﺛﻼﺛﺔ إﱃ اﺛنﲔ ،ﰲ ﻫذﻩ اﳊﺎلﺔ ينﺘﺞ أقﺼ ـ ـ ــرﻫﺎ
ربع نوﻃﺔ تس ـ ــﻤى ﳋﻤﺎﺳ ـ ــيﺔ وﰲ اﳊقيقﺔ فﺎن اﻷﻃوال النس ـ ــﺒيﺔ ﰲ النغﻤﺎت
النﺎﲡﺔ ﻣﻦ اﻻو ر الﺼوتيﺔ ﳝكﻦ ﲢﺪيﺪﻫﺎ بنسب اﻷﻋﺪاد الﺼحيحﺔ .
ولﺸﺪة تﻌﻠق الﻔيﺜﺎﻏورﺳيﲔ ﻷرقﺎم فﺎ ﻢ اﺳﺘﺒﺪلوا حركﺔ الكواكب
بﻌﻼقﺎت رقﻤيﺔ أيضـ ــﺎ فﻠقﺪ اﻋﺘقﺪوا ن اﻷجسـ ــﺎم اﳌﺘحركﺔ ﰲ الﻔضـ ــﺎء تولﺪ
أص ـوا كﻤﺎ ان اﳉس ــﻢ اﳌﺘحرك بﺼ ــورة ﻣﻔﺎجﺌﺔ يولﺪ نوﻃﺔ تﺼ ــﺎﻋﺪيﺔ ﻋكس
اﳉسﻢ اﳌﺘحرك بﺒطء ،وحسﺒﻤﺎ جﺎء ﰲ ﻋﻠﻢ الﻔﻠﻚ ﻋنﺪ الﻔيﺜﺎﻏورﺳيﲔ فﺎنﻪ
كﻠﻤﺎ كﱪت اﳌسـ ـ ـ ـ ــﺎفﺔ بﲔ الكواكب واﻷرض فﺎن حركﺔ الكواكب ﺳـ ـ ـ ـ ــﺘزداد
بﺼـ ـ ـ ــورة ﻣﻠحوظﺔ وبذلﻚ تﺘنﺎﺳ ـ ـ ــق اﻷص ـ ـ ـوات ،يقول الﻔيﻠسـ ـ ـ ــوف اليو ﱐ
فيﻠوﻻس ـ ـ ــﺎﳌﺸﻬور ﰲ القرن اﳋﺎﻣس قﺒﻞ اﳌيﻼد ـ ـ ـ " إذا ﱂ تكﻦ ذات ﻃﺒيﻌﺔ
رقﻤيﺔ ﰲ ﻋﻼقﺎ ﺎ ﻷﺷـ ـ ــيﺎء اﻷﺧرى فﻼ ﺷـ ـ ــيء ﺳـ ـ ــيكون ﻷي ﺷـ ـ ــيء وﳓﻦ
نسـﺘﻄيع ﻣﻼحﻈﺔ قوة اﻷرقﺎم تﻔرض نﻔسـﻬﺎ ﻻ ﻋﻠى اﻷرواح واﻵﳍﺔ فحسـب
بـ ــﻞ بكـ ــﻞ أﻋﻤـ ــﺎل وافكـ ــﺎر اﳉنس الﺒﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــري وﰲ كـ ــﻞ اﻷﻋﻤـ ــﺎل اليـ ــﺪويـ ــﺔ
)(18
واﳌوﺳيقى"
.9اﻷرﻗام واﻷﺣﻼم
وﱂ يقف اﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﺨـﺪام اﻷرقـﺎم ﻋنـﺪ ﻫـذا اﳊـﺪ بـﻞ دﺧـﻞ ﰲ اﳉـﺎنـب
اﳋﻔي لﻺنس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن اﳌﺘﻤﺜـﻞ ﻷحﻼم إذ تﻠﻌـب اﻷرقـﺎم دورا رزا ﰲ ﻣﻔردات
اﻷحﻼم ورﻣوزﻫــﺎ ،فــﺎﻷحﻼم الﱵ ﻻتﺘﺨﻠى ﻋﻦ أحــﺪ ﻣنّـﺎ ﲢﺘوي ﰲ الكﺜﲑ
ﻣنﻬﺎ ﻋﻠى رﻣوز ودﻻﻻت تكون رة اﳍﺎم ر ﱐ أو انﻄﺒﺎع نﻔسـ ــﺎﱐ أو ﻫوس
ﺷ ــيﻄﺎﱐ وقﺪ تنوﻋﺖ ﻣﺪارس تﻔس ــﲑ اﻷحﻼم ﰲ ﳏﺎوﻻ ﺎ الﺒحﺚ ﻋﻦ رﻣزيﺔ
اﻷحﻼم وﻣﺎ تﻌنيﻪ لﻺنسـ ـ ـ ــﺎن اﳊﺎﱂ وﳓﻦ لسـ ـ ـ ــنﺎ بﺼ ـ ـ ـ ــﺪد الﺘوﺳ ـ ـ ـ ــع ﰲ آرائﻬﻢ
وﻣــذاﻫﺒﻬﻢ ولكﻦ ﻣﻦ بﲔ ﲨيع ﻫــذﻩ اﳌــﺪارس الﱵ أﺧــذت كــﻞ واحــﺪة ﻣنﻬــﺎ
ﻣنﻬجﺎ ﺧﺎص ــﺎ ﰐ الرؤيﺔ اﻹﺳ ــﻼﻣيﺔ ﰲ تﻔس ــﲑ اﻷحﻼم الﱵ أرﺳ ــى قﺎﻋﺪ ﺎ
رﺳ ــول ﷲ حينﻤﺎ قﺎل ) :الرؤ ﺛﻼﺛﺔ ،فرؤ بﺸ ــرى ﻣﻦ ﷲ ،ورؤ
ﻣﻦ الﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيﻄـﺎن ،ورؤ ﳛـﺪث ـﺎ اﻹنس ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن نﻔس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ فﲑاﻫـﺎ () (19فـﺎلرؤيـﺔ
اﻹﺳﻼﻣيﺔ تﻔﺼﻞ بﲔ اﳊﻠﻢ والرؤ إﱃ ﺛﻼﺛﺔ اقسﺎم :
.1الرؤ :وﻫي الرؤ الﱵ يراﻩ اﻹنس ـ ـ ـ ــﺎن وﻣﺼ ـ ـ ـ ــﺪرﻫﺎ ﷲ ﺳ ـ ـ ـ ــﺒحﺎنﻪ وتﻌﺎﱃ
و ﰐ ﻷي إنس ـ ــﺎن ﰲ أي ﻣكﺎن ﻣنﺒﻬﺔ لﻌواقب اﻷﻣور أو ﻣﺸـ ـ ــﲑة إﱃ
26
لودفيغ نيـﺚ " اﻷﻋـﺪاد ﻣﻦ حيـﺚ ﻫي كيـﺎ ت ﻣس ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘقﻠـﺔ ذلـﻚ ان ظﻬور
اﻷﻋﺪاد ﰲ اﻷحﻼم ليس ﻣسـﺘغر ﲝﺪ ذاتﻪ ،فﺎﻷﻋﺪاد ﺷـﺎ ﺎ ﰲ ذلﻚ ﺷـﺄن
ﻏﲑﻫـﺎ ﻣﻦ ﻣنﺘجـﺎت الﻌقـﻞ ") (20وﰲ ﻣوﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع آﺧر يؤكـﺪ ﻋﻠى " ان الـﺪﻻلـﺔ
والقوة الرﻣزيﺘﲔ لﻠﻌﺪد يﻤنﺎن ﰲ ﻣيﺪان الوقﺎئع النﻔس ــيﺔ ،ولقﺪ أﺳ ــقﻄﺘﺎ ﰲ
ﻏﱪ الﻌــﺎﱂ اﳋــﺎرجي ،اﻣــﺎ اليوم فــﺎ ﻤــﺎ تﻔﻌﻼن ﻣﻔﻌوﳍﻤــﺎ ﰲ ﻋــﺎﱂ اﳊﻠﻢ وﰲ
ﲨيع اﳊــﺎﻻت القريﺒــﺔ ﻣﻦ اﳊﻠﻢ ") (21فغض النﻈر ﻋﻦ رﻣوز وﻣﻌــﺎﱐ اﻷرقــﺎم
وﻣـﺪلوﻻ ـﺎ ﰲ اﻷحﻼم يسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقط جزءا كﺒﲑا ﻣﻦ ﻣﻔﻬوﻣﻬـﺎ وﻣﻌنـﺎﻫـﺎ وﻣﻦ ﻫـذا
اﳌنﻄﻠق حرص الﻌــﺪيــﺪ ﻣﻦ ﻋﻠﻤــﺎء النﻔس ﻋﻠى اﻋﺘﺒــﺎر ان لﻸرقــﺎم ﰲ أحﻼم
اﳌراجﻌﲔ أو اﳌرﺿ ــى النﻔس ــيﲔ ﻣﻌﺎﱐ ﲢﻤﻞ ﰲ ﻃيﺎ ﺎ ﻣس ــﺎئﻞ ﻣﻬﻤﺔ تس ــﺎﻋﺪ
ﰲ فﻬﻢ ﺷـﺨﺼـيﺘﻪ اﳌريض وﻣﻌﺎ تﻪ النﻔسـيﺔ ويسـوق الﺪكﺘور لودفيغ ﻋﺸـرات
اﻷحﻼم الﱵ ﻋرﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﻋﻠيـ ــﻪ والﱵ تؤدي اﻷرقـ ــﺎم دورا ﰲ فﻬﻢ ﻣﻌـ ــﺎنيﻬـ ــﺎ
واكﺘﺸـ ـ ــﺎف ﻃﺒيﻌﺔ رأيﻬﺎ وﰲ ذلﻚ يؤكﺪ بﻌﺪ دراﺳـ ـ ــﺔ داﻣﺖ ﺳـ ـ ــنﲔ ﻃويﻠﺔ ﰲ
ﻫـذا ا ـﺎل ﻋﻠى " ان القيﻤـﺔ الرﻣزيـﺔ الﻌـﺎﻣـﺔ لﻠرقﻢ قـﺎبﻠـﺔ ﻻن تﺘـﺪﺧـﻞ بنس ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒـﺔ
ﻋﺎليﺔ ﻣﻦ اﳌﺼﺪاقيﺔ ،و حﺘﻤﺎل كﺒﲑ لﻠكﺸف ﻋﻦ اﳊقيقﺔ "). (22
) (23ﻣﻦ الﻌﻠﻤﺎء القﺪاﻣى الذيﻦ قرروا ذلﻚ اﻹﻣﺎم الﺒوﱐ وأبﻦ ﺳ ـ ـ ــﺒﻌﲔ والﺸ ـ ـ ــيخ اﻷكﱪ ﳏيي
الﺪيﻦ بﻦ ﻋرﰊ وﻏﲑﻫﻢ .
28
اﳍنﺪي اﳊكيﻢ كنكﻪ اﺳ ـ ـ ـ ــﺘنﺒط اﻷﻋﺪاد اﳌﺘحﺎبﺔ وذكر فيﻬﺎ ﺧواصـ ـ ـ ــﺎ ﻋﺪيﺪة
ﻣنﻬﺎ انﻪ إذا وﺿـﻌﺖ ﰲ ﻃﻌﺎم او ﺷـراب أو ﻏﲑ ذلﻚ ﳑﺎ يسـﺘﻌﻤﻠﻪ ﺷـﺨﺼـﺎن
لف بينﻬﻤﺎ ﳏﺒﺔ ﻋﻈيﻤﺔ وان رﲰﻬﺎ انسـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻋﻠى ﺛوبﻪ ﱂ يﻔﺎرقﻪ اﳊﺒيب أو
الﺼ ـ ـ ـ ــﺪيق فقﺪ ذكروا " ان ﻫذيﻦ الرقﻤﲔ ) ( 284 ، 220إذا كﺘﺒنﺎ ﻋﻠى
قﻄﻌﺘﲔ حﻠو اﳌذاق ،أو ﻋﻠى ورقﺘﲔ ووﺿـ ــﻌﺘﺎ ﰲ قﺪحﲔ ﻣﻦ اﳌﺎء وﺷـ ــرب
اﳌﻄﻠوب الرقﻢ اﻷص ـ ـ ـ ــغر والﻄﺎلب الرقﻢ اﻷكﱪ حﺼ ـ ـ ـ ـ ــﻞ بينﻬﻤﺎ ﳏﺒﺔ ﻋﻈيﻤﺔ
واﻃﺎع الﺸ ـ ـ ـ ــﺨص الذي اكﻞ القﻄﻌﺔ الﱵ ﲢﻤﻞ الرقﻢ ) ( 220الﺸ ـ ـ ـ ــﺨص
الﺜـﺎﱐ ﻃـﺎﻋـﺔ ﻋﻈيﻤـﺔ ،وذكر أفﻼﻃون " انـﻪ إذا كﺘﺒـﺖ ﻫـذﻩ اﻷﻋـﺪاد ﰲ كوز
ﻣﺎء جﺪيﺪ ﱂ ﳝسـ ـ ــﻪ اﳌﺎء وﺷـ ـ ــرب ﻣنﻪ ﺷـ ـ ــﺨﺼـ ـ ــﲔ يﺘولﺪ بينﻬﻤﺎ ﳏﺒﺔ اكيﺪة ﱂ
يﻌﻬـﺪاﻫـﺎ ﻣﻦ قﺒـﻞ") (24ويؤكـﺪ ﻫـذﻩ الﻈـﺎﻫرة الﻌـﺎﱂ واﳌؤرخ الﻌرﰊ ابﻦ ﺧﻠـﺪون
حينﻤﺎ قﺎل " ان اﻷﺷ ـ ـ ـ ـ ــﺨﺎص اﳌﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺘغﻠﲔ لﻄﻼﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻢ يؤكﺪون ان الﻌﺪديﻦ
اﳌﺘحﺎبﲔ ) ( 284 ، 220ﳍﻤﺎ ﺛﲑ ﰲ الربط وإﳚﺎد صـ ـ ـ ــﺪاقﺔ ﲪيﻤﺔ بﲔ
ﺷـ ـ ــﺨﺼ ـ ــﲔ") (25فﻬﻞ ﳛﻤﻼن ﻫذيﻦ الرقﻤﲔ إكسـ ـ ـﲑا لﻠﻤحﺒﺔ والﺼـ ـ ــﺪاقﺔ ام
ا ﻤﺎ ﳎرد وﻫﻢ نﻔسي يﺼيب النﺎس ! وﻫﻞ توجﺪ أرقﺎم ﻣﺘحﺎبﺔ اﺧرى ﲢﻤﻞ
ﻫذا السـ ـ ـ ـ ــر ام ان ذلﻚ السـ ـ ـ ـ ــر يقﺘﺼ ـ ـ ـ ـ ــر ﻋﻠى ﻫذيﻦ الرقﻤﲔ ! فﺎلﻌﺪيﺪ ﻣﻦ
اﳌﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘغﻠﲔ ذا اﳊقﻞ يؤكﺪون صـ ـ ـ ـ ـ ــﺪق الﺘﺄﺛﲑ واﻻﳒذاب الذي ترﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻪ
إﺷـ ـ ـ ــﻌﺎﻋﺎت ﻫذيﻦ الرقﻤﲔ أو ﻷحرى أيﺔ أرقﺎم ﻣﺘحﺎبﺔ وﻻ يﺸ ـ ـ ـ ــكﻚ أحﺪ
30
.11استﺨﺪاﻣات اﻷرﻗام ﻋنﺪ اﳌﺴﻠﻤﲔ
وقﺪ ﺷ ــﻬﺪت اﻷرقﺎم ﻋنﺪ ﻋﻠﻤﺎء اﳌس ــﻠﻤﲔ والﻔﻼﺳ ــﻔﺔ ﴰوليﺔ اكﺜر
إذ أ ﻢ ربﻄوا اﳊروف اﻷﲜــﺪيــﺔ ــﺎ وجﻌﻠوا لكــﻞ حرف رقﻤ ـﺎً وأﻃﻠقوا ﻋﻠى
ﻫذا الﻔﻌﻞ " حسـ ــﺎب اﳉﻤﻞ " وحسـ ــﺎب اﳉﻤﻞ قﺎﻋﺪة رقﻤيﺔ تﻔيﺪ ان لكﻞ
حرف ﻣﻦ حروف اﻷﲜ ــﺪي ــﺔ رقﻤ ــﺎ ﻣﻦ ﻣﺒﺘ ــﺪأ رقﻢ ) ( 1ﳊرف اﻷلف إﱃ
اﻻنﺘﻬﺎء لرقﻢ ) ( 1000ﳊرف الغﲔ كﻤﺎ ﻣوﺿ ـ ــﺢ ﳉﺪول ﰲ الﺼ ـ ــﻔحﺔ
الﺘﺎليﺔ .
جﺪول ﺣﺴاب اﳉﻤﻞ
32
الﺘﻌريف ،وتنﻈر كﻢ ﳍﺎ ﻣﻦ اﻷﻋﺪاد ـ ـ ـ ـ ﲝسﺎب اﳉﻤﻞ ـ ـ ـ ـ وتضر ﺎ ﰲ ﻋﺪد
أ م اﻷﺳـ ـ ـ ـ ــﺒوع وتذكرﻫﺎ ﻋﻠى ﻃﻬﺎرة وصـ ـ ـ ـ ــﻼة وﲨع ﳘﺔ وص ـ ـ ـ ــﻔﺎء ﻃﻦ ﰲ
ﻣوﺿـ ـ ــع ﺧﺎل ﻣﻦ اﻷصـ ـ ـوات فﺘجﺪ ﺳـ ـ ــرﻋﺔ اﻹجﺎبﺔ ") (26وﰲ ﻣوﺿـ ـ ــع آﺧر
يقول " ﺧذ ﻋﺪد حروف اﻷﲰﺎء وﻋﺪدﻫﺎ وﻋﺪد صورﻫﺎ الرقﻤيﺔ ـ أي ﻋﺪد
)(27
اﳊروف اﳌكون ﻣنﻬﺎ اﻻﺳ ــﻢ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ وتذكر بذلﻚ القﺪر ﳛﺼ ــﻞ اﳌﻄﻠوب "
فﺎﻹﻣﺎم الﺒوﱐ يﺸﲑ إﱃ بﻌض الﺸروط ﰲ اكﺘسﺎب الﻄﺎقﺔ الروحيﺔ اﻹﳍيﺔ أو
اﳌﺪد والﻌون اﻹﳍي ﰲ تيس ـ ـ ـ ــﲑ اﳌﻄﺎلب ﻋﻦ ﻃريق اﺳ ـ ـ ـ ــﺘﺨﺪام ﺳ ـ ـ ـ ــر الرقﻢ ﰲ
الﺘﻼوة والﱵ ترتﺒط بﺒﻌض الﺸروط اﻷﺧرى ) الﻄﻬﺎرة ،الﺼﻼة ،ﲨع اﳍﻤﺔ
،اﳌكـﺎن اﳋـﺎﱄ ( وكـﻞ ﻫـذﻩ الﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروط تنﻄﺒق ﰲ الﻌـﺪيـﺪ ﻣﻦ اﳌﻤـﺎرﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت
الﺒﺎراﺳ ـ ـ ـ ــﺎيكولوجيﺔ بﻞ تؤكﺪ الﱰابط بينﻬﻤﺎ إﻻ ان الﻔكرة اﻷوﱃ تكون ذات
ﲡﻠيﺎت إﳍيﺔ ،والﺜﺎنيﺔ اﺳﺘجﺎ ت و ﺛﲑات نﻔسيﺔ .
ان فكرة اﺳ ـ ـ ـ ــﺘﺨﺪام ﺧواص اﻷﲰﺎء واﻷرقﺎم ﻋنﺪ اﳌﺘﺼ ـ ـ ـ ـ ــوفﺔ تقوم
ﻋﻠى أﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺎس ﻣزج روحﺎنيﺔ اﻹنس ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻣع روحﺎنيﺔ اﻻﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻢ بوﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻃﺔ الرقﻢ
واﳌقﺼـود لروحﺎنيﺔ الﻄﺎقﺔ اﻹﳍيﺔ الﱵ ﳝنحﻬﺎ ﷲ ﻋز وجﻞ لﻺنسـﺎن فيحقق
ﺎ الﻌجﺎئب أو اﻷﻣر اﳌراد ،فﺎلرقﻢ ﻋنﺪﻫﻢ ﻫو الوﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻃﺔ بﲔ ﺳ ـ ـ ـ ـ ــر الروح
وﺳ ـ ـ ـ ـ ــر اﳉس ـ ـ ـ ـ ــﺪ الذي يولﺪ لنﺘيجﺔ الرقي الروحي لﻠﻤريﺪ أو لﻺنس ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﰲ
ﻋﺒﺎدتﻪ.
) (28ﻣﻔﺘﺎح السﻌﺎدة وﻣﺼﺒﺎح السيﺎدة ،الﻌﻼﻣﺔ ﻃﺎش كﱪي زادﻩ .
) (29الﻌﻠوم الﺒحﺘﺔ ،ﻋﻠي الﺪفﺎع ،ص 191
34
4 9 2
3 5 7
8 1 6
وتﺸـ ــﲑ بﻌض اﳌراجع الﺘﺎرﳜيﺔ ان فيﺜﺎﻏورس وﻣﺪرﺳـ ــﺘﻪ ﻫﻢ أول ﻣﻦ
اﻫﺘﻢ ــذا الﻌﻠﻢ ،وقــﺪ اﻫﺘﻤوا لوفق اﳌﺜﻠــﺚ الﻌــﺪدي واﻋﺘقــﺪوا انــﻪ ﳛﺘوي
ﻋﻠى ﺧواص واﺳـرار ﻋجيﺒﺔ ،ويﺸـﲑ بﻌض الﺪارﺳـﲔ إﱃ انﻪ فﻦ صـيﲏ ،إﻻ
أﱐ أرجﺢ أن واﺿـﻌي أﺳـس ﻫذا الﻌﻠﻢ وقواﻋﺪﻩ بﺼـورة ﴰوليﺔ اﳌسـﻠﻤون وان
كﺎن الوفق اﳌﺜﻠﺚ ﰲ اصـ ـ ــﻠﻪ يو نيﺎً ،فﺎلﻌﺎﱂ الﻌرﰊ بﺖ بﻦ قرﻩ وﺿـ ـ ــع أول
ﻣﻌﺎدلﺔ ر ﺿـ ـ ـ ــيﺔ توﺿ ـ ـ ــﺢ ﻃريقﺔ وﺿ ـ ـ ــع وتركيب ﻫذا الوفق ،كﻤﺎ ان اﺧوان
الﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻔﺎ اﻫﺘﻤوا ﻻوفﺎق وأﺷ ـ ـ ـ ـ ــﺎروا إﱃ احﺘوائﻬﺎ ﻋﻠى ﺧواص ﺛﲑيﺔ ،واﱃ
اﻹﻣﺎم الغزاﱄ يرجع الﻔض ــﻞ ﰲ ﲢويﻞ أرقﺎم الوفق اﳌﺜﻠﺚ إﱃ حروف بﻌﺪ ان
وجــﺪ ترابط واﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﱰاك بينﻬﻤــﺎ وبﲔ آيﺘﲔ ﻣﻦ القران الكرﱘ ﳘــﺎ قولــﻪ تﻌــﺎﱃ
)كﻬيﻌص( و) حﻢ ﻋس ـ ـ ــق ( واﺳ ـ ـ ــﺘﻄﺎع ان يﺜﺒﺖ الﻌﺪيﺪ ﻣﻦ ﺧواص ـ ـ ــﻪ حﱴ
ﲰي ﲰﻪ ) وفق الغزاﱄ ( أي الوفق اﳌﺜﻠﺚ ،وقﺪ اﻫﺘﻢ اﳌسﻠﻤون ذا الﻌﻠﻢ
وكﺘﺒوا فيﻪ ﻋﺸ ـ ـ ـرات الكﺘب وأﺿـ ـ ــﺎفوا وابﺘكروا وص ـ ـ ــﻤﻤوا الﻌﺪيﺪ ﻣﻦ قواﻋﺪﻩ
وأصـ ـ ـ ـ ـولﻪ واﺳـ ـ ـ ـ ــﺘﺨﺪﻣوا اﻵ ت القرآنيﺔ وأﲰﺎء ﷲ ﰲ قواﻋﺪﻩ وصـ ـ ـ ـ ــحﺖ ﳍﻢ
نﺘﺎئجﻬﺎ .
35
.14استﺨﺪام اﻻوﻓاق ﰲ الﻐﺮب
وﻋﻦ ﻃريق اﳌسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻤﲔ انﺘقــﻞ ﻫـذا الﻌﻠﻢ والﻔﻦ إﱃ الغرب حيــﺚ
ﺛر بﻌض ﻋﻠﻤـﺎء الر ﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيـﺎت بـﻪ كـﺎلﻌـﺎﱂ اليـﺎ ﱐ ﻣورا ﻣـﺎتوكود يوﻣوﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي
والر ﺿ ــي آوﺛر كيﻠي ) 1895 -1821م ( والﻔيز ئي اﻻﻣريكي بنجﺎﻣﲔ
فرانكﻠﲔ ) 1790 – 1709م( والر ﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي النﻤس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎوي ليو رد اويﻠر
) 1783 – 1707م ( وﻏﲑﻫﻢ وأكـ ــﺪوا ﻫؤﻻء ﻋﻠى وجود ترابط قوي
بﲔ اﻷرقﺎم وﻫذﻩ اﻷﺷ ـ ـ ــكﺎل اﳍنﺪﺳ ـ ـ ــيﺔ ،اﻷﻣر الذي جﻌﻠﻬﻢ يﻄﻠقون ﻋﻠيﻬﺎ
اﺳــﻢ " اﳌربﻌﺎت الســحريﺔ " ﳌﺎ فيﻬﺎ ﻣﻦ قوة ﺳــحريﺔ ﻣؤﺛرة ﻋجيﺒﺔ ،وﻣﺎ ﻫذا
اﻻﻫﺘﻤـﺎم قـﺪﳝـﺎ وحـﺪيﺜـﺎ إﻻ دليـﻞ ﻋﻠى ص ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪق الﺘـﺄﺛﲑ الﻔيز ئي ﳍـذا الﻌﻠﻢ ،
وﻣﻦ اﳉﺪير لذكر ان لﻼوفﺎق أﺷ ـ ــكﺎﻻ ﻋﺪيﺪة وﻃرائق كﺜﲑة فﻬي تﺘنوع ﰲ
أﺷـ ـ ـ ـ ــكﺎﳍﺎ بﲔ الوفق اﳌﺜﻠﺚ وحﱴ اﳌﺘس ـ ـ ـ ــع الذيﻦ يﻌﺪون اﻷصـ ـ ـ ـ ــﻞ ﰒ إﱃ ﻣﺎ
ﻻ ﺎيﺔ لﻪ ﻣﻦ اﻻوفﺎق .
36
. 2اﻻوفـﺎق الزوجيـﺔ ،وزوج الزوج ،وزوج زوج الزوج كـﺎلوفق اﳌربع واﳌﺜﻤﻦ
واﻻﺛﲏ ﻋﺸر … اﱁ .
. 3اﻻوفﺎق زوج الﻔرد ،وزوج فرد الﻔرد وﻣﺎ يﻠيﻬﺎ كﺎلوفق اﳌسـﺪس واﳌﻌﺸـر
وﻏﲑﻫﺎ .
وﳑﺎ ﳚﺪر اﻹﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرة إليﻪ أن ﻷي وفق أربﻌﺔ ﻣسـ ـ ـ ـ ـ ــﺎئﻞ ﻣﻬﻤﺔ ﳚب
ﻣراﻋﺎ ﺎ أﺛنﺎء إﻋﺪاد اﻷوفﺎق الرقﻤيﺔ وتركيﺒﻬﺎ وﻫي :
آ.أس الوفق :وﻫو الرقﻢ ال ــذي يﻄرح ﻣﻦ الرقﻢ الكﻠي ﻷي ح ــﺎج ــﺔ أو آي ــﺔ
قرآني ــﺔ أو رقﻢ آﺧر ،إذ لك ــﻞ وفق أس ﺧ ــﺎص ب ــﻪ فﻠﻠوفق اﳌﺜﻠ ــﺚ الرقﻢ
) (12ولﻠﻤربع ) (30وﻫكذا .
ب .ﳎﻤوع أي رقﻢ تريﺪ أن تض ـ ـ ــﻌﻪ ﰲ أي وفق يُق ّس ـ ـ ـﻢ ﻋﻠى ﻋﺪد أﺿ ـ ـ ــﻼع
الوفق بﻌﺪ ﻃرح أﺳﻪ ﻣنﻪ .
ج .لكــﻞ وفق بيــﺖ جﱪ أو ﺧــﺎنــﺔ ز دة وﻫي اﳌربع الــذي يضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎف إليــﻪ
الﻔﺎﺿـﻞ اﳊﺎصـﻞ ﻣﻦ الﺘقسـيﻢ إن كﺎن ﻫنﺎك ٍق ،وﻫي ﰲ الوفق اﳌﺜﻠﺚ
اﳋﺎنﺔ السﺎبﻌﺔ وﰲ اﳌربع اﳋﺎنﺔ الﺜﺎلﺜﺔ ﻋﺸر وﻫكذا .
د .تزيﺪ رقﻢ واحﺪ ﻋنﺪ كﻞ انﺘقﺎلﺔ ﻣﻦ ﺧﺎنﺔ إﱃ أﺧرى وﲝس ـ ــب تس ـ ــﻠس ـ ــﻠﻬﺎ
تﺼ ـ ــﺎﻋﺪ ﻣﻦ أص ـ ـغر ﻋﺪد ﰲ الوفق وحﱴ أكﱪ ﻋﺪد فيﻪ وﻫو اﳌغﻼق ،
ﻣع ﻣراﻋﺎة الز دة الﱵ تكون ﰲ بيﺖ اﳉﱪ.
وإذا أرد ان نوﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺢ ﻃريقــﺔ تنزيــﻞ اﻷرقــﺎم ﰲ كــﻞ وفق ﻣﻦ ﻫــذﻩ
اﻻوفﺎق لزﻣنﺎ كﺘﺎب كﺎﻣﻞ ،لذلﻚ ﺳ ـ ـ ــﺄحﺎول ان أﺳـ ـ ـ ــﻠط الضـ ـ ـ ــوء بﺸ ـ ـ ــكﻞ
37
ﳐﺘﺼـ ـ ـ ــر وبسـ ـ ـ ــيط ﻋﻠى كيﻔيﺔ أﻋﺪاد الوفق اﳌﺜﻠﺚ واﳌربع ﻷ ﻤﺎ يﻌﺪان بنﻈر
الﺪارﺳﲔ ﻣﻦ أﻫﻢ اﻻوفﺎق وفيﻤﺎ ﰐ توﺿيﺢ لذلﻚ :
38
ﻣﺜال ذلﻚ :
أﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ﷲ ) حﻔيظ ( ﻋﺪدﻩ ) ( 998أرد تنزيﻠﻪ ﰲ وفق ﻣﺜﻠﺚ
نﺘﺒع ﻣﺎ ﰐ :
986 = 12 – 998
328 = 3 ÷ 986والﻔﺎﺿﻞ ) ( 2
987نضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع الرقﻢ ) ( 328ﰲ ﻣﻔﺘــﺎح الوفق ونزيــﺪ ﻋﻠيــﻪ رقﻤــﺎ
واح ــﺪا ﰲ الﺒي ــﺖ الﺜ ــﺎﱐ وﻫك ــذا حﱴ بي ــﺖ اﳉﱪ ) اﳋ ــﺎن ــﺔ
السـ ــﺎبﻌﺔ ( فنزيﺪ ﻋﻠيﻪ رقﻤﺎ واحﺪا ﻣع فﺎﺿـ ــﻞ القسـ ــﻤﺔ وﻫو
الرقﻢ ) ، ( 2ﰒ نكﻤﻞ الز دة حﱴ نﺼﻞ إﱃ ﻣغﻼق الوفق
وﻫو اﳋـﺎنـﺔ الﺘـﺎﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌـﺔ واﻷﺧﲑة ،ليكﺘﻤـﻞ وفق اﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ﷲ
اﳊﻔيظ كﻤﺎ ﻣوﺿﺢ لﺸكﻞ اﻵﰐ :
39
.17ﻃﺮيﻘة إﻋﺪاد الوﻓﻖ اﳌﺮﺑﻊ
إن لﻠوفق اﳌربع ﻃرائق كﺜﲑة إﻻ ان اﺷﻬرﻫﺎ الﻄريقﺔ اﳌسﻤﺎة ) ازلﻦ(
اﳌوﺿحﺔ ﰲ ﻫذا الوفق الﻄﺒيﻌي الذي تﻌﺪ القﺎﻋﺪة ﰲ ﺳﲑ اﻷرقﺎم .
ﻣﺜـﺎل ذلﻚ :لﻔظ اﳉﻼلﺔ ﷲ ﻋﺪدﻩ ) ( 66أرد وﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌـﻪ ﰲ وفق ﻣربع ،
نﺘﺒع ﻣﺎ ﰐ :
40
36 = 30 – 66
9 = 4 ÷ 36
نضع الرقﻢ 9ﰲ ﻣﻔﺘﺎح الوفق وبز دة ﻋﺪد واحﺪ حﱴ ﻣغﻼقﻪ ﻋنﺪ
اﳋﺎنﺔ السﺎدﺳﺔ كﻤﺎ ﻣوﺿﺢ أد ﻩ .
41
.18سﺤﺮ اﻷوﻓاق الﺮﻗﻤية
ان ﻋﻠﻤـﺎء اﳊروف واﻷرقـﺎم يﻌﺘقـﺪون ان لكـﻞ ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيء ﰲ الﻄﺒيﻌـﺔ
ﺧﺎص ـ ــيﺔ وﺳ ـ ــر ،وﻣﻦ بينﻬﺎ ﻣﻔردات الكﻼم وﻫﻢ يرون انﻪ إذا أﺧذت أرقﺎم
ﲨﻠﺔ ﻣﻌينﺔ أو أرقﺎم ﻋﺒﺎرة ﺧﺎص ـ ـ ــﺔ أو آيﺔ قرآنيﺔ كرﳝﺔ ووﺿ ـ ـ ـ ــﻌﺖ حﺪ ﻫذﻩ
اﻻوفﺎق فﺎن ﺧﺎصيﺔ ﻫذﻩ اﳉﻤﻠﺔ الكﻼﻣيﺔ أو اﻵيﺔ القرآنيﺔ تﺘحول ﻣﻦ ﺷيء
ﻣﻌنوي إﱃ ﺷـ ـ ـ ــيء ﻣﺎدي ،أو ﲟﻌﲎ آﺧر تﺘحقق النﺘيجﺔ اﳌﺒﺘغﺎة ﻣﻦ الكﻼم
اﳌركب ،فﺒﺘنﺎﺳــق اﻷرقﺎم ﰲ ﻫذﻩ اﻷﺷــكﺎل اﳍنﺪﺳــيﺔ تكﻤﻦ ﺧﺎصــيﺔ الكون
أو اﳌﺎدة الﺘﺄﺛﲑيﺔ ﰲ اﻷﺷيﺎء .
كﻤـﺎ يرى ﻋﻠﻤـﺎء اﻻوفـﺎق ان وﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع اﻷرقـﺎم ﰲ ﻫـذﻩ اﻷﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـكـﺎل
اﳍنﺪﺳ ـ ـ ـ ــيﺔ ﻻ يكﻔي ﳊﺼـ ـ ـ ـ ــول الﺘﺄﺛﲑ اﳌﺒﺘغى بﻞ ﳛﺘﺎج ﰲ ﳊﻈﺔ الكﺘﺎبﺔ إﱃ
رص ـ ـ ـ ــﺪ أوقﺎت فﻠكيﺔ ﻣنﺎﺳ ـ ـ ـ ــﺒﺔ وذلﻚ لﻼﻋﺘقﺎد الس ـ ـ ـ ــﺎئﺪ ان ﻫنﺎك توافق بﲔ
اﳊﺪث واﻹﺷ ـ ــﻌﺎﻋﺎت الﱵ تﺼ ـ ــﺪرﻫﺎ الكواكب فﻬﻢ يﺼ ـ ــرحون ن كﺘﺎبﺔ أي
ﺷــكﻞ ﻫنﺪﺳــي ﻣﻌﲔ ﰲ وقﺖ فﻠكي ﺧﺎص يﻌجﻞ ﻣﻦ الﺘوافق بﲔ ﻣﻔردات
اﳌﺎدة اﳌكﺘوبﺔ أو اﳌوجودة ﰲ ﻫذا الﺸــكﻞ وإﺷــﺎﻋﺎت الكواكب اﳌوافقﺔ ﳍذا
الوفق الذي بﺪورﻩ يﻌكس إﺷ ـ ـ ــﻌﺎﻋﺎت اﳊﺎجﺔ اﳌرجوة ﻋﻠى الﺸ ـ ـ ــﺨص اﳌﻌﲏ
فيحﺼــﻞ الﺘﺄﺛﲑ أو تﺘحقق النﺘيجﺔ ،وﻫنﺎك ﻣﻦ يﺸــﱰط لﺼــحﺔ الﺘﺄﺛﲑ النﺎتﺞ
ﻣﻦ ﻫذﻩ اﻷﺷ ـ ــكﺎل قراءة بﻌض اﻵ ت القرآنيﺔ أو اﺳ ـ ــﺘﺨراج اﻋوان اﻻوفﺎق
واﻣﻼكﻬﺎ وﻣﺎ إﱃ ذلﻚ ،وإذا كﺎنﺖ اﻷوفﺎق ﳍﺎ ﺛﲑ كﺒﲑ ﰲ اﺳـ ـ ـ ـ ــﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ
فــﺎن اﳉﻤــﺎليــﺔ الﻔنيــﺔ واﳍنــﺪﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيــﺔ ﳍــذﻩ اﻷرقــﺎم تﻠﻌــب دورا رزا ﰲ الﺘوافق
42
واﻻنسجﺎم بينﻬﺎ وبﲔ اﻹنسﺎن فكﻤﺎ ان الﺘﺼﺎﻣيﻢ اﳍنﺪﺳيﺔ اﳌﻌﻤﺎريﺔ ﳍﺎ دور
رزا ﰲ الﺘﺄﺛﲑ ﻋﻠى اﻹنسـ ـ ـ ـ ــﺎن فكذلﻚ ﻫذﻩ اﻷﺷـ ـ ـ ـ ــكﺎل اﳍنﺪﺳـ ـ ـ ـ ــيﺔ ﻷن ﳍﺎ
انﻄﺒﺎع ﲨﺎﱄ وقيﻢ نﻔسيﺔ داﺧﻞ اﻹنسﺎن .
) (30ﺳر اﻷﺳرار ،اﳌنسوب ﻷرﺳﻄو ،ﲢقيق أﲪﺪ الﱰيكي ،ص . 125لﻠﻤزيﺪ ﻣﻦ
اﳌﻌﻠوﻣﺎت راجع كﺘﺎبنﺎ "رﻣزيﺔ اﻷرقﺎم واﳊروف ﰲ الﻔكر الﻌرﰊ" .
43
.20اﻻستﺨﺪاﻣات الﺮﻗﻤية لﻠوﺣﻲ اﳊياة واﳌﻤات
كﻤﺎ اﺳﺘﺨﺪم الﻌرب اﳌسﻠﻤون ﻃريقﺔ رقﻤيﺔ أﺧرى لﻠﺘنﺒؤ واﻻﺳﺘﺸﺎرة
ﰲ ﻣﻌرفﺔ ﻃﺒيﻌﺔ الﺸ ـ ـ ـريﻚ أو اﳌس ـ ـ ــﺎفر أو اﳌريض وﻣﺎ ﺳ ـ ـ ــﺘؤول اليﻪ ﻋﺎقﺒﺘﻪ ﰲ
الﺘوفيق أو الرجوع أو الﺸﻔﺎء وﻣﺎ إﱃ ذلﻚ وﻫذﻩ الﻄريقﺔ تسﻤى اﻻﺳﺘﺸﺎرة
ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ) لوحي اﳊيــﺎة واﳌﻤــﺎت ( وﻫـذيﻦ الﻠوحﲔ ﳘـﺎ جـﺪوﻻن يوجـﺪ فيﻬــﺎ
"ﺛﻼﺛﲔ" ) (30رقﻤﺎ ﻣوزﻋﲔ بﺸ ــكﻞ ﻣﺘس ــﺎ ٍو لكﻞ ﻣنﻬﻤﺎ ﲬس ــﺔ ﻋﺸ ــر رقﻤﺎ
و ﺧذ أرقﺎم أﺳـﻢ اﳌريض ﻣﺜﻼ ويوم ﻣرﺿـﻪ وإﺿـﺎفﺔ رقﻢ ﻣﻌﲔ وﲨع النﺎتﺞ ﰒ
تقسـيﻤﻪ ﻋﻠى الرقﻢ ) ( 30والنﻈر إﱃ الﻔﺎﺿـﻞ فﺈن كﺎن رقﻤﺎ ﰲ لوح اﳊيﺎة
تﻌﺎﰱ وإﻻ زاد ﻣرﺿـﻪ او ﻣﺎت وﷲ أﻋﻠﻢ ،كﻤﺎ اﺳـﺘﺨﺪم الﻌرب ﻃرقﺎ اﺧرى
رقﻤيﺔ ﰲ الﺘنﺒؤ وﻣﻌرفﺔ ﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻠوك اﻹنسـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن وﻃﺒﺎﻋﻪ وكﻠﻬﺎ تﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠى ﲢويﻞ
حروفﻪ إﱃ أرقﺎم ﰒ تقسـيﻤﻬﺎ ﻋﻠى أرقﺎم ﻣﻌينﺔ واﻻﺳـﺘﺪﻻل ﻣﻦ قي الﺘقسـيﻢ
حســب جﺪاول ﺧﺎصــﺔ توﺿــﺢ ﻣﻌﺎﱐ اﻷرقﺎم الﻔﺎﺿــﻠﺔ كﻤﺎ ذكر بﻌضــﻬﺎ ﰲ
ﻣﻠحق الكﺘﺎب .
44
الﻌﺼــر الوﺳــيط ﻣقﺘﺼ ـرا ﻋﻠى الﺘﻔس ـﲑات الﺪينيﺔ والﺘنﺒؤيﺔ أﺧذت ﰲ ﻋﺼــر
جﺎنﺒﺎ ﻋﻠﻤيﺎ وﺳــﺎيكولوجيﺎ ليكون اكﺜر ﴰوليﺔ ﰲ تﻔس ـﲑاتﻪ اﻷﻣر الذي ﻣﻬﺪ
الﻄريق لﺒﻌض ﻋﻠﻤﺎء اﻷرقﺎم ن ﳚﻤﻌوا ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﺎت ﻣﺎﻣض ـ ـ ـ ـ ـ ــى ﻣﻦ اﳌﻌﻠوﻣﺎت
والقواﻋـ ـ ــﺪ الﱵ ﲣص اﻷرقـ ـ ــﺎم وكـ ـ ــﻞ ﻣـ ـ ــﺎ ترﻣز إليـ ـ ــﻪ ﻣﻦ ﻣﻌـ ـ ــﺎﱐ تنﺒؤيـ ـ ــﺔ أو
ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎيكولوجيـ ـ ــﺔ ﰲ ﻋﻠﻢ جـ ـ ــﺪيـ ـ ــﺪ أﻃﻠقوا ﻋﻠيـ ـ ــﻪ اﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ )) ﻋﻠﻢ اﻷرقـ ـ ــﺎم
(( Numerologyوﻣﻦ ﻣنﻄﻠق الﻌﻠﻢ اﳉـﺪيـﺪ فـﺎن ﻋﻠﻤـﺎء اﻷرقـﺎم يقررون
أن لكﻞ انســﺎن أرقﺎﻣﺎً ﺧﺎصــﺔ تكون ﻣﻼزﻣﺔ ﳊيﺎتﻪ وتﻠﻌب دورا رزا ﰲ ﺳــﲑ
ﺷ ـ ــﺨﺼ ـ ــيﺘﻪ كﻤﺎ تس ـ ــﺎﻋﺪ ﻋﻠى فﻬﻢ بﻌض اﻷحﺪاث اﳌﺘﻌﻠقﺔ ﲝيﺎتﻪ ،ولذلﻚ
يرون ان الﺘغﲑ اﳊﺎصـﻞ ﰲ ﺳـﻠوك اﻹنسـﺎن ﻣﻦ ﺳـنﺔ إﱃ أﺧرى أو بﲔ ﻣولود
ﰲ ﺷ ـ ــﻬر ﻣﻌﲔ و ﱐ ﰲ ﺷ ـ ــﻬر آﺧر يﻌود ﰲ كﺜﲑ ﻣﻦ اﻷحيﺎن إﱃ الرقﻢ وﻣﺎ
يﻌنيﻪ ﻣﻦ رﻣوز لنس ـ ـ ـ ـ ــﺒﺔ ﳍذا اﻹنس ـ ـ ـ ـ ــﺎن ،كﻤﺎ يقررون ﻣﻦ حيﺔ أﺧرى ان
النجﺎح اﳊﺎص ـ ــﻞ ﰲ الﻌﺪيﺪ ﻣﻦ الﻌﻼقﺎت الزوجيﺔ أو الﻌﻤﻠيﺔ أو اﳌﺎليﺔ يرجع
ﰲ اص ـ ـ ــﻠﻪ إﱃ الﺘنﺎﻏﻢ واﻻنسـ ـ ــجﺎم اﳊﺎصـ ـ ــﻞ بﲔ أرقﺎم ﻫذيﻦ الﺸـ ـ ـ ـريكﲔ أو
الزوجﲔ و لﻌكس فﺎن الﺘنﺎفر اﳊﺎص ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ يﻌود إﱃ إﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻌﺎﻋﺎت اﻷرقﺎم وﻣﺎ
تنﺘجــﻪ ﻣﻦ الﻔﻌــﻞ اﳌﻌــﺎكس ،بــﻞ يؤكــﺪ الﻌــﺪيــﺪ ﻣﻦ ﻋﻠﻤــﺎء اﻷرقــﺎم ﻋﻠى أن
اﳌسﺘنﺪات الﱵ ﳛﻤﻠﻬﺎ كﻞ إنسﺎن واﳌﺘﻤﺜﻠﺔ رقﺎم بﻄﺎقﺘﻪ الﺸﺨﺼيﺔ أو جواز
ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻔرﻩ أو أوراقﻪ الرﲰيـﺔ بﻞ حﱴ رقﻢ ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيـﺎرتﻪ أو بيﺘـﻪ وﻣﺎ إﱃ ذلﻚ تكون
ﻣوافقﺔ ﰲ أكﺜر ﻣﻦ %90ﻣع اﻷرقﺎم الﺸـ ـ ـ ــﺨﺼـ ـ ـ ــيﺔ ﳍذا اﻹنسـ ـ ـ ــﺎن ﳑﺎ يﺪل
ﻋﻠى وجود الﻌﻼقـﺔ بينـﻪ ﻣﻦ جﻬـﺔ واﻷرقـﺎم ﻣﻦ جﻬـﺔ نيـﺔ ،ﻣﻦ اجـﻞ ذلـﻚ
45
ظﻬر ﻋﻠﻢ اﻷرقــﺎم الــذي يﺘن ــﺎول الﻌﻼقــﺔ السـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيكولوجي ــﺔ والرﻣزيــﺔ بﲔ الرقﻢ
واﻹنسﺎن .وإذا ﻣﺎ أردت ان أﺷﲑ إﱃ اﻻﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت الﱵ يﺘنﺎوﳍﺎ ﻫذا الﻌﻠﻢ
فﺎنﻪ ﳝكنﲏ إﳚﺎزﻫﺎ لنقﺎط اﻵتيﺔ :
.1ﲢﻠيﻞ الﺸﺨﺼيﺔ ودراﺳﺔ ﺳﻠوك اﻹنسﺎن .
.2ﻣﻌرفﺔ الﺘوافق بﲔ الزوجﲔ أو الﺸريكﲔ .
.3الﺘجﺎرة واﳌﺎل واﻷﻋﻤﺎل .
.4كﺸف اﳉرائﻢ والقﺒض ﻋﻠى ا رﻣﲔ .
.5رصﺪ الﺘقﻠﺒﺎت الﻄﺒيﻌيﺔ اﳌﺪﻣرة .
.6اﺳﺘﺨراج بﻌض الﺘنﺒؤات اﳌسﺘقﺒﻠيﺔ .
46
لﻠﺒيع أو الﺸراء أو اﻻرتقﺎء ﳑﺎ يﺸﲑ إﱃ تغﻠغﻞ ﻫذا الﻌﻠﻢ ﰲ أصول اﻻقﺘﺼﺎد
بﻞ ويﺘﻌﺪاﻩ إﱃ جوانب أﺧرى يﻄول ﺷرحﻬﺎ .
47
الس ـ ـ ـ ـ ــﺒﻌينﺎت وبﺪايﺔ الﺘس ـ ـ ـ ـ ــﻌينﺎت ﻣﻦ ﻫذا القرن ظﻬرت بﻌض الﺪراﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺎت
الرقﻤيﺔ الﱵ قﺎم ﺎ أﺳـﺎتذة ﻣﺘﺨﺼـﺼـون لر ﺿـيﺎت تﺸـﲑ وتﺪل ان لﺒﻌض
اﻷرقﺎم ﰲ القرآن الكرﱘ دﻻلﺔ تنﺒؤيﺔ وﻣﻦ بﲔ ﻫذﻩ الﺪراﺳـ ــﺎت الﺪراﺳـ ــﺔ الﱵ
قﺎم ﺎ الﺪكﺘور رﺷ ـ ـ ــﺎد ﺧﻠيﻔﺔ الﱵ أﻃﻠق ﻋيﻬﺎ اﺳ ـ ـ ــﻢ ) ﻣﻌجزة القرآن( حيﺚ
قـﺎم جراء بﻌض اﻹحﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎئيـﺎت الرقﻤيـﺔ ﰲ القرآن الكرﱘ وﺧرج ن لﻠرقﻢ
) (19ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﻋجيـب ﰲ الﺘكرار القرآﱐ وﻣﻦ ﰒ أﻋﻄى نﺘيجـﺔ تـﺪل ﻋﻠى ان
ــﺎيــﺔ الﻌــﺎﱂ ﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺘكون ﰲ الﻌــﺎم ) (1709اﳍجري أي الﻌــﺎم ) ( 2280
اﳌيﻼدي واﻋﺘﻤــﺪ ﰲ اﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﺨﻼص ﻫــذﻩ النﺘيجــﺔ ﻋﻠى اﺧــذ القيﻤــﺔ الرقﻤيــﺔ
لﻠحروف اﳌﻔرقﺔ ﰲ فواتﺢ الس ـ ــور القرآنيﺔ وﲨﻌﻬﺎ ،والذي جﻌﻠﻪ يؤكﺪ ذلﻚ
ان الرقﻢ اﳋﺎرج ﻫو أيض ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣﻦ ﻣضـ ـ ـ ـ ــﺎﻋﻔﺎت الرقﻢ ) ، ( 19وﻣﻦ الﺘنﺒؤات
اﻷﺧرى الﱵ انﺘﺸ ـ ـ ــرت ﺧﻼل السـ ـ ــنﲔ اﳌﺎﺿ ـ ـ ــيﺔ الﺘنﺒؤات اﳌﺘﻌﻠقﺔ بزوال دولﺔ
إﺳ ـرائيﻞ وﻣﻦ أﺷ ــﻬرﻫﺎ الﺪراﺳ ــﺔ القرآنيﺔ الﱵ قﺎم ﺎ أﺳ ــﺘﺎذ الر ﺿ ــيﺎت بس ــﺎم
ــﺎد جرار حيــﺚ اﻫﺘﻢ ﻫو اﻵﺧر لرقﻢ ) (19ﰲ القرآن الكرﱘ وﻣــﺎلــﻪ ﻣﻦ
ﻋﻼقـﺎت وارتﺒـﺎﻃـﺎت وﺧرج بﻌـﺪ إحﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎئيـﺎت رقﻤيـﺔ قرآنيـﺔ وفﻠكيـﺔ ان زوال
دولﺔ إﺳ ـ ـ ـرائيﻞ ﺳ ـ ـ ــيكون بﻌﺪ ) ( 76ﺳ ـ ـ ــنﺔ ﻣﻦ ﺳ ـ ـ ــيس ـ ـ ــﻬﺎ ،أي ﰲ الﻌﺎم
) 2023أو 2023م( اﳌيﻼدي). (31
) (31لقﺪ قﺸﺖ ﻫذيﻦ اﳌنﻬجﲔ وﻏﲑﳘﺎ بﺘﻔﺼيﻞ ﰲ كﺘﺎﰊ ) رﻣزيﺔ اﻷرقﺎم واﳊروف ﰲ
الﻔكر الﻌرﰊ ( اﳌؤلف.
48
و لنﺘيجﺔ فﺎن تنﺒؤات اﻷرقﺎم أﺧذت جﺎنﺒﺎ ﻣﻠحوظﺎ ﺧﻼل الﻌقود
اﳌﺎﺿ ـ ــيﺔ فﺒﺪأ اﳌﻬﺘﻤون بذلﻚ تﻄﺒيق بﻌض اﻹحﺼ ـ ــﺎئيﺎت الرقﻤيﺔ ﻋﻠى حركﺔ
اﻷفﻼك أو بﻌض اﻵ ت القرآنيـ ــﺔ واﳋروج بنﺘـ ــﺎئﺞ أو توقﻌـ ــﺎت تـ ــﺪل ﻋﻠى
حﺼول حﺎدﺛﺔ أو زوال ﻣﻠﻚ أو حﺪوث كﺎرﺛﺔ أو ﻣﺎ إﱃ ذلﻚ .
.24رﻣوز اﻷرﻗام
وﻣﻦ بﲔ ﲨيع ﻫذﻩ اﻻﺳـ ــﺘﺨﺪاﻣﺎت ﺧذ ﳎﺎل ﲢﻠيﻞ الﺸـ ــﺨﺼـ ــيﺔ
دورا رزا ،فﺒﻤﺎ ان لﻸرقﺎم رﻣوزا وﻣﺪلوﻻت وﲟﺎ ان لﻺنسﺎن أرقﺎﻣﺎً فﺒﻤﻌرفﺔ
رﻣوز أرقﺎﻣﻪ نﺘﻤكﻦ ﻣﻦ ﲢﻠيﻞ ﺷــﺨﺼــيﺘﻪ وﻫذﻩ ﻫي الﻔكرة الرائجﺔ ﰲ الكﺜﲑ
ﻣﻦ دول الﻌﺎﱂ ﰲ ﻋﺼـ ـ ــر وﻷﳘيﺔ ﻫذا اﳌوﺿـ ـ ــوع ﺳـ ـ ــﺄورد أﻫﻢ ﻣﺎ تﻌنيﻪ بﻌض
اﻷرقﺎم ﻣﻦ رﻣوز لكي يسـ ـ ـ ـ ــﺘﻔيﺪ ﻣنﻬﺎ القﺎرئ ﰲ ﻣﻌرفﺔ ﻃﺒﺎﻋﻪ وﺷـ ـ ـ ـ ــﺨﺼـ ـ ـ ـ ــيﺔ
اﶈيﻄﲔ ب ــﻪ وﻣ ــﺎ إﱃ ذل ــﻚ ،وفيﻤ ــﺎ ﰐ أﻫﻢ ﻣ ــﺎ تﻌني ــﻪ أرق ــﺎم اﻵح ــﺎد ﻣﻦ
رﻣوز:
الﺮﻗﻢ ) ( 1
يرﻣز ﻫذا الرقﻢ ﰲ كﺜﲑ ﻣﻦ اﻷحيﺎن إﱃ الﻌنﺼ ـ ـ ـ ـ ــر اﻷول ،أصـ ـ ـ ـ ــﻞ
اﻷﺷــيﺎء ،الﺒﺪايﺔ ،اﳋﻄوة اﻷوﱃ ﰲ كﻞ ﺷــيء ،كﻤﺎ يرﻣز إﱃ ) ﷲ ( فﺎ
واحﺪ أحﺪ ،واﱃ اﻷب أو الﻌنﺼـ ـ ــر الذكري أو النﻔس أو الذات أو اﻷ ،
وﰲ اﳌﺪلول الﻔسـﻠجي لﻺنسـﺎن يرﻣز إﱃ الرأس أو الﻌضـو اﳉنسـي وقﺪ يرﻣز
إﱃ اﳌوت ،وﰲ اﳌــﺪلول الﻔﻠكي فــﺎنــﻪ ﳝﺜــﻞ الﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻤس الﱵ ترﻣز إﱃ اﳌركز
49
السﻠﻄوي واﳊكوﻣي واﻹدارات الﻌﺎﻣﺔ كﻤﺎ تﻌﲏ الكراﻣﺔ والكرم والﺪينﺎﻣيكيﺔ
والقي ــﺎدة واﻻﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘقﻼلي ــﺔ وﰲ ﻣ ــﺪلوﳍ ــﺎ السـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﱯ ترﻣز إﱃ الغرور واﻷ ني ــﺔ
والﺪكﺘﺎتوريﺔ والسيﻄرة .
الﺮﻗﻢ ) ( 2
يرﻣز ﻫـذا الرقﻢ ﰲ كﺜﲑ ﻣﻦ اﻷحيـﺎن إﱃ الﺜنـﺎئيـﺔ ) الﻠيـﻞ والنﻬـﺎر ،
الذكر واﻷنﺜى ،الﻄويﻞ والقﺼـ ـ ـ ــﲑ ،السـ ـ ـ ــﻤﺎء واﻷرض … ، ( ..كﻤﺎ يرﻣز
إﱃ الزوج الذي يكون فيﻪ اﳉزئﲔ بﻌﲔ احﺪﳘﺎ لﻶﺧر وﻻ يﺸـ ـ ـ ـ ــكﻼن كﻼ
إﻻ ﳎﺘﻤﻌﲔ ) زوج ﻣﻦ اﻷح ــذي ــﺔ ،القﻔ ــﺎزات ،وكﻔﱵ اﳌيزان … ( كﻤ ــﺎ
يﺸــﲑ ﰲ ﻣﺪلولﻪ اﻹﳚﺎﰊ إﱃ اﻻتﺼــﺎل واﻻلﺘحﺎم وﰲ الســﻠﱯ إﱃ اﻻنﻔﺼــﺎل،
وﻣﻦ النﺎحيﺔ الوجﺪانيﺔ فﺎنﻪ يرﻣز إﱃ الزﻣﺎلﺔ ،اﳊﻤﺎيﺔ ،اﳊب ،الﺼـ ـ ــﺪاقﺔ ،
الﺸـ ـ ـراكﺔ … .وﰲ تكويﻦ اﻹنسـ ـ ــﺎن الﻔسـ ـ ــﻠجي يرﻣز إﱃ اﻷﻋضـ ـ ــﺎء الﺜنﺎئيﺔ
الﻌينﲔ ،اﻷذنﲔ ،اليــﺪيﻦ ،القــﺪﻣﲔ ،وقــﺪ يرﻣز إﱃ الﺘنــﺎقض والﻌكس ،
أو اﳉﻬـﺎز اﳉنسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي الـذكري واﻷنﺜوي ،وﰲ اﳌـﺪلول الﻔﻠكي فـﺎنـﻪ يرﻣز إﱃ
الﺼـ ــﺪاقﺔ والﻠﻄﺎفﺔ واﳊسـ ــﺎﺳـ ــيﺔ واﳉﺎذبيﺔ والﺘﻔﻬﻢ وروح اﳌﺸـ ــﺎركﺔ وﰲ اﳌﺪلول
السﻠﱯ يرﻣز إﱃ اﳌزاجيﺔ وﻋﺪم القﺪرة ﻋﻠى الﺘنﻔيذ وقﻠﺔ الوفﺎء .
الﺮﻗﻢ ) ( 3
يسﺘﺨﺪم ﻫذا الرقﻢ ﰲ الﻠغﺔ الﺪارجﺔ لﻺﺷﺎرة إﱃ اﳌﺜﻠﺚ أو الﺸكﻞ
اﳌﺜﻠﺜي ﻣﻬﻤـﺎ كـﺎن كﻤـﺎ يرﻣز إﱃ اﳉﻤـﺎﻋـﺔ ﻷنـﻪ أول ﻣراتﺒﻬـﺎ واﱃ الﻌـﺎئﻠـﺔ )اﻷب
اﻷم والﻄﻔـﻞ ( ﻫـذا الرقﻢ ﳝﺘﻠـﻚ قوة ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحريـﺔ كﺒﲑة فقـﺪ ورد ﰲ الكﺜﲑ ﻣﻦ
50
القﺼ ـ ـ ـ ــﺎئﺪ الﺪينيﺔ القﺪﳝﺔ واﻷﺳـ ـ ـ ــﺎﻃﲑ واﻷد ن حﱴ اص ـ ـ ـ ــﺒﺢ رﻣزا ﻣﻬﻤﺎ فيﻬﺎ
)ﺛﻼﺛــﺔ أﻣنيــﺎت ،ﺛﻼﺛــﺔ الغــﺎز ،ﺛﻼث ا ــﺎر ،تكرار القول أو الﻌﻤــﻞ ﺛﻼث
ﻣرات ( كﻤــﺎ يﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲑ ﰲ الكﺜﲑ ﻣﻦ اﻷحيــﺎن إﱃ الﻔــﺄل اﳊسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ،وبنﻈر
الﻔﻠكيﲔ فﺎن ﻫذا الرقﻢ ﻣرتﺒط بكوكب اﳌﺸﱰي الذي يرﻣز إﱃ الﺪيﻦ واﳊظ
والﻔﻠسـ ـ ـ ـ ـ ـﻔـﺔ والﻌـﺪالـﺔ والﻄﻤوح واﳌرح ،وﰲ ﻣـﺪلولـﻪ السـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﱯ يرﻣز إﱃ حـب
الذات ،الغﲑة ،الكسﻞ ،اﳋﻄﺄ ﰲ الﺘﺄقﻠﻢ.
الﺮﻗﻢ ) ( 4
تﻌود الكﺜﲑ ﻣﻦ رﻣوز ﻫذا الرقﻢ إﱃ الﻔيﺜﺎﻏورﺳ ـ ـ ــيﲔ الذيﻦ ﺛروا بﻪ
وبنوا ﻋﻠيـﻪ تﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورات كﺜﲑة ،فﻬـذا الرقﻢ يرﻣز إﱃ ﻣـﺎﻫو ر ﻋي ﰲ اص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻠـﻪ
كﺎﳉﻬﺎت اﻷربﻌﺔ والﻔﺼـ ـ ـ ـ ــول اﻷربﻌﺔ والﻌنﺎصـ ـ ـ ـ ــر اﻷربﻌﺔ … .كﻤﺎ يرﻣز إﱃ
الﺒنﺎء والقﺎﻋﺪة واﻷﺳ ـ ــﺎس والﺘكﺎﻣﻞ واﻻﺳـ ـ ــﺘﻤرار وﻣﺒﺎدئ الر ﺿـ ـ ــيﺎت ودورة
الﻄﺒيﻌﺔ ،كﻤﺎ يرﻣز إﱃ الﺼ ـ ـ ـ ـ ــحﺔ واﳉﻤﺎل واﻻنس ـ ـ ـ ـ ــجﺎم والﻌﺪالﺔ والرفﺎﻫيﺔ ،
ويرى الﻔﻠكيون ان ﻫــذا الرقﻢ يﺘﻌﻠق بكوكــب اورانوس الــذي يرﻣز إﱃ حــب
الﻌﻠﻢ والنﻈ ــﺎم والنزاﻫ ــﺔ واﳊ ــﺪس واﳌﻔ ــﺎجﺌ ــﺎت وح ــب اﳊري ــﺔ واﻻﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘقﻼل
واﻷص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎلــﺔ وﲨيع اﳋﱪات ﻏﲑ اﳌﺘوقﻌــﺔ وﰲ ﻣــﺪلولــﻪ السـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﱯ يﻌﲏ الكــﺂبــﺔ
والﻔوﺿى وﻋﺪم اﻻﺳﺘقرار والﺘغيﲑ اﳌسﺘﻤر .
الﺮﻗﻢ ) ( 5
يرﻣز ﻫ ــذا الرقﻢ ﰲ اكﺜر اﻷحي ــﺎن إﱃ الﻌﻄ ــﺎء أو اﻷﺧ ــذ ﻻن كﻼ
الﻔﻌﻠﲔ ﻣﺘﻌﻠق ليﺪ اﳌكونﺔ ﻣﻦ اﻷصـ ـ ـ ــﺎبع اﳋﻤس ـ ـ ـ ــﺔ ،كﻤﺎ يرﻣز إﱃ النجﻤﺔ
51
اﳋﻤﺎﺳ ــيﺔ الﱵ تﻌﲏ ﰲ ﻣﺪلوﳍﺎ اﳊب واﳊيﺎة والقوة الس ــحريﺔ ،وﰲ اﻹﺳ ــﻼم
يرﻣز ﻫذا الرقﻢ إﱃ أركﺎن الﺪيﻦ اﳋﻤسﺔ والﺼﻠوات اﳋﻤسﺔ وقﺪ يﺸﲑ إﱃ رد
اﻹصــﺎبﺔ لﻌﲔ واﳊســﺪ ) ﲬســﺔ وﲬيســﺔ( وﰲ بﻌض رﻣوزﻩ يﻌﲏ اﳌﻤﺎرﺳــﺎت
اﳉنسـيﺔ كﻤﺎ يﺪل ﻋﻠى اﳊيويﺔ والزواج واﻹﺷـﻌﺎع واﳊيﺎة اﻻجﺘﻤﺎﻋيﺔ والﻌﻼقﺔ
الﻄيﺒـﺔ ﻣع اﻵﺧريﻦ ،وبنﻈر اﳌنجﻤﲔ فـﺎن ﻫـذا الرقﻢ ﻣﺘﻌﻠق بكوكـب ﻋﻄـﺎرد
الذي يﻌﲏ قوة الﺘﻔكﲑ والﻠﺒـﺎقﺔ والﻌﻔويﺔ واﳌﻬﺎرات اليـﺪويﺔ والﻌقﻠيـﺔ واﻹبﺪاع،
وﰲ ﻣﺪلولﻪ السﻠﱯ يرﻣز إﱃ الﻌﺼﺒيﺔ والسرﻋﺔ واﻻنﺘقﺎد .
الﺮﻗﻢ ) ( 6
ﻫذا الرقﻢ يرﻣز إﱃ الﻔرديﺔ والزوجيﺔ فـ ) ( 6 = 2 × 3اذ يﺸكﻞ
اﲢﺎد اﻻﺛنﲔ كﻤﺎ يرﻣز إﱃ ربع اليوم واﱃ ﺧﻠق الكون وبنﻈر الﻔيﺜﺎﻏورﺳـ ـ ـ ــيﲔ
إﱃ الﺼـ ــحﺔ وقﺪ يرﻣز إﱃ الزوج ﻷنﻪ حﺎصـ ــﻞ ﺿـ ــرب الرقﻢ ) ( 3اﳌذكر ﻣع
الرقﻢ ) ( 2اﳌؤنــﺚ ،وﰲ الﻠغــﺔ اﻹنكﻠيزيــﺔ يرﻣز إﱃ اﳉنس ،وﻣﻦ ﻣﻌــﺎنيــﺔ
اﻻنسـ ـ ـ ـ ــجﺎم والﺘجﺪد والس ـ ـ ـ ــﻌي وراء الكﻤﺎل والزواج والﺘﻔﺎﻫﻢ واﳌﺘﻌﺔ واﳊظ
النسﱯ ،وﰲ اﳌﺪلول السﻠﱯ يﻌﲏ الغﲑة والﻌنﺎد والغرور وﻋﺪم اﳌﺒﺎﻻة .
الﺮﻗﻢ ) ( 7
اﺧذ ﻫذا الرقﻢ ﻃﺎبﻌﺎ دينيﺎ ﰲ الكﺜﲑ ﻣﻦ اﳊضـ ـ ـ ـ ــﺎرات القﺪﳝﺔ وﻣﻦ
بﲔ اكﺜر رﻣوزﻩ يﻌﲏ اﻷﺳـﺒوع أو الزﻣﻦ أو الوقﺖ كﻤﺎ يﻌﲏ السـﻤوات السـﺒع
واﻷرﺿـ ـ ـ ــي السـ ـ ـ ــﺒع أو اﳉنﺎن الس ـ ـ ــﺒع وكﺜﲑا ﻣﺎ يﺘﻌﻠق لﺪيﻦ ويﻌﲏ اﳌيﻞ إﱃ
الﺘقوى والﺘﻤسـ ـ ـ ـ ـ ــﻚ تﻌﺎﱃ ،انﻪ رقﻢ الﺪيﻦ والﺘﻔﺎؤل والغﻤوض ،ويرى
52
الﻔﻠكيون ان ﻫــذا الرقﻢ ﻣﺘﻌﻠق بكوكــب نﺒﺘون الــذي ،يرﻣز إﱃ قوة اﳊــﺪس
واﻻرتقﺎء الروحي وحب الﺪيﻦ واﻹﺧﻼص والﺘواﺿ ـ ـ ــع والﺒس ـ ـ ــﺎﻃﺔ وﰲ ﻣﺪلولﻪ
السﻠﱯ يرﻣز إﱃ السذاجﺔ واﳊسﺎﺳيﺔ والسﻄحيﺔ واﻻنﻌزال وﻋﺪم اﳌﺒﺎﻻة .
الﺮﻗﻢ ) ( 8
يرﻣز ﻫذا الرقﻢ إﱃ الﺪﻋﺎئﻢ القويﺔ واﳌﺘينﺔ ،ويﻌﲏ اﻹدراك اﳊسـ ـ ـ ــي
والﺘﻔــﺎﻫﻢ و ﺧــذ ﰲ بﻌض اﻷحيــﺎن ﲰــﺔ الﻌــﺪالــﺔ كﻤــﺎ يرﻣز إﱃ اﻻنس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـجــﺎم
الﻌـ ــﺎﻃﻔي ،وﰲ ﻣـ ــﺪلولـ ــﻪ الﻔﻠكي فﻬو ﻣﺘﻌﻠق بكوكـ ــب زحـ ــﻞ الـ ــذي يﻌﲏ
الﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼبـﺔ والﺘحﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيـﻞ اﳌـﺎﱄ واﳌكـﺎفﺌـﺎت واﳌﺜـﺎبرة واﳉـﺪ والﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﱪ وﲢﻤـﻞ
اﳌسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــؤوليـﺔ ،وﰲ ﻣـﺪلولـﻪ السـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﱯ يرﻣز إﱃ الكـﺂبـﺔ واليـﺄس وﻋـﺪم الﻔـﺎﻋﻠيـﺔ
واﳋﻤول واﳌﺎديﺔ والﻄﻤع .
الﺮﻗﻢ ) ( 9
يرﻣز ﻫـذا الرقﻢ إﱃ اﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻬر اﳊﻤـﻞ الﺘسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌـﺔ كﻤـﺎ يـﺪل ﻋﻠى الﻌﻠو
والســﻌﺔ الكﻤﺎل وكذلﻚ قوة اﳋﲑ أو قوة الﺸــر ﰲ بﻌض اﻷحيﺎن ﻷنﻪ اقوى
اﻷرقﺎم وقﺪ يرﻣز إﱃ ﺎيﺔ اﳌﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎريع واﻷﻋﻤﺎل أو اﻷجﻞ ،ويرى الﻔﻠكيون
ان ﻫذا الرقﻢ ﻣﺘﻌﻠق بكوكب اﳌريخ الذي يرﻣز إﱃ الﺸــجﺎﻋﺔ واﳉرأة واﻷقﺪام
والوفﺎء والﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣع اﻷحﺪاث ،وﰲ ﻣﺪلولﻪ السـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﱯ يﻌﲏ اﳉﺪال والﺘﻬور
والﺘسرع والقسوة وا ﺎزفﺔ الرﻋنﺎء ﰲ القول والﻌﻤﻞ .
53
.25ﺗﻔﺴﲑ رﻣزية اﻷرﻗام
ان اﳌﺪلول الرﻣزي ﳍذﻩ اﻷرقﺎم الﺘس ـ ـ ـ ــﻌﺔ أو ﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ اﳌراتب الﱵ
ﱂ نذكرﻫﺎ يﻌﺘﻤﺪ ﰲ اكﺜر أص ـ ـ ـولﻪ ﻋﻠى أﺳ ـ ـ ــﺎس ديﲏ أو ﻣﻠي أو فﻠكي وقﺪ
انﺘقـﻞ ﻋﱪ حضـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرات ﻋـﺪة جيﻼ ﻋﻦ جيـﻞ حﱴ كون ﻫـذا الكﻢ اﳍـﺎئـﻞ ﻣﻦ
اﳌﻌﻠوﻣ ــﺎت الﱵ تﺘﻌﻠق ﻷرق ــﺎم وﻫ ــذا ﻣ ــﺎقررﻩ ﻫوبر حينﻤـ ــﺎ ق ــﺎل " الرﻣزي ــﺔ
اﳌﻌقـﺪة الﱵ ﲡس ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪت ﰲ ﻋﻠﻢ اﻹﳍيـﺎت ﻋنـﺪ الﺒـﺎبﻠيﲔ ﱂ ﲣﺘف ﻣﻦ الوجود
ﻋﻠى ﻏرار اﻷلواح الﱵ نقﺸــﺖ ﻋﻠيﻬﺎ ،كﻤﺎ تﺜﺒﺖ ذلﻚ ﻋودة اﻷﻋﺪاد ﻋينﻬﺎ
إﱃ الﻈﻬور ﰲ نس ـ ــب ﺷ ـ ــﺒﻪ ﻣﺘﻤﺎﺛﻠﺔ حينﻤﺎ وجﺪت رﻣزيﺔ اﻷﻋﺪاد تﻄﺒيقﺎ ﳍﺎ
ﰲ اﻃوار ﻻحقﺔ ") (32ان ﻫذا اﳌﺪلول والرﻣزيﺔ ﳍذﻩ اﻷرقﺎم كﺎن نﺘيجﺔ تراكﻢ
أفكﺎر وحض ـ ـ ـ ـ ــﺎرات واد ن وﻣﻌﺘقﺪات كﺜﲑة ﺧرج ليﺘﺸ ـ ـ ـ ـ ــكﻞ ﰲ ﺞ جﺪيﺪ
يﺘنﺎول دراﺳ ــﺔ ﺳ ــﻠوك اﻹنس ــﺎن وتﺼ ــرفﺎتﻪ بﻌﺪ ان كﺎن ﻣقﺘﺼـ ـرا ﻋﻠى اﳉﺎنب
الـﺪيﲏ فيقول ﻫوبر " لقـﺪ ارتـﺪى اﻻﻋﺘقـﺎد الﻌـﺎم بـﺪﻻلـﺔ الﻌـﺪد ﰲ الﻌﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر
الوﺳـ ــيط ﻣﻈﺎﻫر ﻣﺘﺨﻠﻔﺔ تﺒﺎينﺖ تﺒﻌﺎ لﺪرجﺔ الﺜقﺎفﺔ السـ ــﺎئﺪة ،فﻬذا الﻌﺼـ ــر
ادرج الﻌﺪد الرﻣزي بﲔ القيﻢ الﻌﺪيﺪة اﳌكرﺳـﺔ دينيﺎ قﺎﻃﻌﺎ ﻋﻠى نﻔسـﻪ لﺘﺎﱄ
الﻄريق إﱃ تﻔسﲑ ﺳﺎيكولوجي كﺎن ﻏﲑ ﻣرﻏوب فيﻪ ﻋﻠى اﻹﻃﻼق"). (33
وإذا كﺎن ﻣﺪلول اﻷرقﺎم دينيـﺎ ﻣسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘقى ﻣنﻬجـﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ اﻹﳍيـﺎت
والكﺘب اﳌقﺪﺳـ ـ ـ ـ ــﺔ أو ﻣﻼ كﺎن ﻣﺼ ـ ـ ـ ــﺪرﻩ الﻔكر الﻔﻠسـ ـ ـ ـ ــﻔي ،فﺎن اﳉﺎنب
55
الرقﻤي ﰲ تﻔسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲑ اﳌــﺪلول الرﻣزي ﳉﻤيع اﻷرقــﺎم ﻣﻬــﺎ كــﺎنــﺖ ﻣراتﺒﻬــﺎ وﻫــذا
الرأي يﻌود ﰲ اص ـ ـ ـ ـ ــﻠﻪ إﱃ الﻔيﻠس ـ ـ ـ ــوف اليو ﱐ فيﻠوﻻوس إذ قﺎل " ان ﺛﲑ
الﻌﺪد وﻣﺎﻫيﺘﻪ ﳚب ان يقﺎﺳـ ــﺎ لقوة اﳌﺘضـ ــﻤنﺔ ﰲ اﻷﻋﺪاد الﻌﺸـ ــرة اﻷوﱃ "
) (34وقﺪ تﺒﲎ ﻫذا الرأي ﻏﺎلﺒيﺔ الﺪارﺳ ـ ـ ــﲔ لﻌﻠﻢ اﻷرقﺎم ،وﻫنﺎك ﻣﻦ يرى ان
الﺘﻔس ـ ـ ــﲑ الرﻣزي لﻠرقﻢ ﻫو اﳌﺘﻤﺜﻞ ﳊﺪث الذي يﺘزاﻣﻦ ﻣع ﻫذا الرقﻢ ،كﻤﺎ
يرى آﺧرون أن ﻣﻌﺎﱐ اﻷرقﺎم اﳌذكورة ﰲ الكﺘب السﻤﺎويﺔ تﺪل ﻋﻠى رﻣوزﻫﺎ
كﻤ ــﺎ ﻫو اﳊ ــﺎل ﻋن ــﺪ اﳌسـ ـ ـ ـ ـ ــيحيﲔ ال ــذي يرون ﰲ الرقﻢ ) ) ( 666الرقﻢ
الﺸـيﻄﺎﱐ( ﻷن رؤيﺔ يوحنﺎ ﰲ اﳌنﺎم أنذرت بﻪ ،وكذلﻚ الرقﻢ ) ) ( 13رقﻢ
اﳌوت ( ﻷنﻪ تﻌﻠق لﻌﺸـﺎء اﻷﺧﲑ الذي حضـرﻩ السـيﺪ اﳌسـيﺢ ﻋﻠيﻪ السـﻼم
)(35
ﻣع حوارييﻪ اﻻﺛﲏ ﻋﺸــر وتزاﻣﻦ اﳊﺪث ﻣع صــﻠﺒﻪ كﻤﺎ يﻌﺘقﺪ اﳌســيحيون
ويقرر آﺧرون ان لﺘﺎريخ ﻣيﻼد اﻹنس ـ ـ ـ ــﺎن اﳌﺪﱐ ﻣﺪلول ﻣﻬﻢ ﰲ ﺳ ـ ـ ـ ــﲑ حيﺎتﻪ
وﺳـ ــﻠوكﻪ وﺷـ ــﺨﺼـ ــيﺘﻪ لذا يﻬﺘﻤون ﻷرقﺎم ) (31-1ﻣﻦ الﺸـ ــﻬر ،ﰲ حﲔ
يرى اﳌﺘﺼـ ــوفﺔ اﳌسـ ــﻠﻤﲔ كﻤﺎ قرر ﺳـ ــﺎبقﺎ ان اﳌﺪلول الرقﻤي يرجع ﰲ اصـ ــﻠﻪ
إﱃ اﳊروف اﻷﲜﺪيﺔ وحسـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺎ الرقﻤي فﻠﻔظ اﳉﻼلﺔ ) ﷲ ( يرﻣز إﱃ الرقﻢ
) ( 66ﻷنـ ــﻪ ﻋـ ــﺪدﻩ و لﻌكس فـ ــﺎن الرقﻢ ) ( 66يرﻣز إﱃ لﻔظ اﳉﻼلـ ــﺔ
57
.26ﻗواﻋﺪ اﻷرﻗام ﰲ ﲢﻠيﻞ الﺸﺨﺼية
ان ﻋﻠﻤﺎء اﻷرقﺎم وﺿـ ـ ــﻌوا قواﻋﺪ كﺜﲑة تسـ ـ ــﺎﻋﺪ اﻹنسـ ـ ــﺎن ﰲ ﻣﻌرفﺔ
أرقـﺎﻣـﻪ الﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺨﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيـﺔ لكي يﺘﻤكﻦ ﻣﻦ ﻣﻌرفـﺔ الﻌﻼقـﺔ بﲔ اﳊـﺪث وحيـﺎتـﻪ
الﺸـ ـ ـ ــﺨﺼ ـ ـ ـ ــيﺔ ،وﲟﺎ ان ﻫذﻩ القواﻋﺪ كﺜﲑة ﺳ ـ ـ ـ ــنورد أﳘﻬﺎ لكي يرى القﺎرئ
صﺪق ﻫذﻩ اﳌنﻬجيﺔ أو ﻋﺪﻣﻬﺎ وفيﻤﺎ يﻠي أﻫﻢ ﻫذﻩ القواﻋﺪ .
. 1رﻗﻢ اليوم :
يسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﺨرج ﻫـذا الرقﻢ ﻣﻦ ﻣﻌرفـﺔ يوم الوﻻدة فـﺎن كـﺎن رقﻤـﺎ واحـﺪاً
فﻬو ،وان كــﺎن زوجــﺎ ﳚﻤع ليكون رقﻤــﺎ واحــﺪا ،فــﺎﳌولود ﰲ ) ( 27ﻣﻦ
الﺸﻬر يكون رقﻢ يوﻣﻪ ). (9
.2الﺮﻗﻢ الﺮئيﺲ ) اﳌوﺣﺪ ( :
يســﺘﺨرج ﻫذا الرقﻢ ﻣﻦ ﲨع أرقﺎم اليوم والﺸــﻬر والســنﺔ وتقﻠيﺼــﻬﻢ
ليكونوا رقﻤـﺎً واحـﺪاً ،فﻤﺜﻼ اﳌولود ﰲ ) ( 1996 / 7 / 15يكون رقﻤـﻪ
الرئيسي ) ( 2ﻷن ] + 8 ، 38 = 1 + 9 + 9 + 6 + 7 + 1 + 5
[ 2 = 1 + 1 ، 11 = 3وﻫذا الرقﻢ يﻠﻌب دورا ﻣﻬﻤﺎ ﰲ حيﺎة اﻹنســﺎن
واﻷحﺪاث الﱵ يﻌيﺸﻬﺎ .
. 3رﻗﻢ اﻻسﻢ :
يسـﺘﺨرج ﻫذا الرقﻢ ﻣﻦ ﲢويﻞ حروف اﻻﺳـﻢ إﱃ أرقﺎم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ حسـب
جﺪول قيﻢ اﳊروف اﻵﰐ ـ ـ ـ ﰒ ﳚﻤﻌوا ويقﻠﺼوا ليﺸكﻠوا رقﻤﺎ واحﺪا ،فﻤﺜﻼ
اﺳـ ـ ـ ــﻢ زيﺪ فﺎن رقﻤﻪ ) ( 3ﻻن ] حرف الزاي = ، 7وحرف اليﺎء = ، 1
58
وحروف الــﺪال = [ 4وﲜﻤع ﻫــذﻩ اﻷرقــﺎم ] 1 + 2 ، 12 = 4 + 1 + 7
=. [ 3
اﳊﺮوف الﺮﻗﻢ
غ ق ي 1 1
ر ك ب 2
ش ل جـ 3
ت م د 4
ث ن ﻫـ 5
خ س و 6
ذ ع ز 7
ض ف حـ 8
ظ ص ط 9
59
الﻔﱰة الﻔﻠكية الﺮﻗﻢ الﱪج ت
إﱃ ﻣﻦ
20نيسﺎن 21ـ آذار 9 اﳊﻤﻞ 1
21آ ر 21نيسﺎن 6 الﺜور 2
21حزيران 22آ ر 5 اﳉوزاء 3
22ﲤوز 22حزيران 2 السرﻃﺎن 4
22آب 23ﲤوز 1 اﻷﺳﺪ 5
22أيﻠول 23آب 5 الﻌذراء 6
22تﺸريﻦ أول 23أيﻠول 6 اﳌيزان 7
21تﺸريﻦ ﱐ 23تﺸريﻦ أول 9 الﻌقرب 8
21كﺎنون ﱐ 22تﺸريﻦ ﱐ 3 القوس 9
20كﺎنون ﱐ 22كﺎنون أول 8 اﳉﺪي 10
18ﺷﺒﺎط 21كﺎنون ﱐ 4 الﺪلو 11
20آذار 19ﺷﺒﺎط 7 اﳊوت 12
60
الﻔﺼﻞ الﺜاﱐ
اﳊﺮوف الﻌﺮﺑية ﻣﻦ النﻄﻖ إﱃ التنبؤ والﻌﻼج
.1ﻣﺪﺧﻞ
ﻋﻠى الرﻏﻢ ﳌﺎ ﰲ اﻷلﻔﺎظ ﻣﻦ ﺛﲑ قوي ﰲ نﻔس اﳌس ـ ـ ـ ــﺘﻤع إﻻ أن
اﻏﻠب الﺪراﺳـ ــﺎت اﳌﻌﺎصـ ــرة حول حروف لغﺘنﺎ الﻌربيﺔ أﺧذت جوانب لغويﺔ
أو بﻼﻏيــﺔ أو ﳓويــﺔ وقﻠﻤــﺎ تﻄرقــﺖ دراﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﳌــﺎ ﰲ اﳊرف الﻌرﰊ ﻣﻦ ﺛﲑ
فيز ئي أو تنﺒؤي فكﻠنﺎ يﻌﻠﻢ ﻣﺎ لﻸلﻔﺎظ ﻣﻦ اﺛر فﻌﺎل ﰲ نﻔس اﳌسـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻤع ،
فكﻢ ﻣﻦ ﺧﻄﺒﺔ كﺎن ﳍﺎ الﺪور اﻷكﱪ ﰲ جيﺞ روح اﳊﻤﺎس ﰲ الﺸـ ـ ـ ـ ــﻌوب
ﻃﺎلﺒﲔ الﺘحرر ﻣﻦ قيود الﻈﻠﻢ والض ـ ـ ــﻼل ،وكﻢ ﻣﻦ قﺼـ ـ ــيﺪة ﺷ ـ ـ ــﻌريﺔ ﻏﲑت
حكﻤﺎ وقﻠﺒﺖ نﻈﺎﻣﺎ ،وﰲ ﻋﺼ ـ ــر كﺜﲑا ﻣﺎ نﺸ ـ ــﺎﻫﺪ ﻋﻠى ﺷ ـ ــﺎﺷ ـ ــﺎت الﺘﻠﻔﺎز
فرق الروك والﺒوب واﻏﺎنيﻬﺎ وﻣﺎ تﻔﻌﻠﻪ ﳌس ـ ـ ـ ــﺘﻤﻌﲔ ﻣﻦ الﺼ ـ ـ ـ ــﺨب وفقﺪان
الوﻋي واﳍســﺘﲑ واﳉنون الﻼإرادي ،ونﻔس الﺸــيء نﺸــﺎﻫﺪﻩ بﺼــورة أﺧرى
ﰲ اﳌوالـﺪ الـﺪينيـﺔ واﳌنـﺎقـب النﺒويـﺔ إذ نﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻫـﺪ بﻌض النـﺎس ) الـﺪراويﺶ (
يﻔقﺪون الوﻋي )ينجذبون ( ﻋنﺪ ﲰﺎﻋﻬﻢ بﻌض القﺼــﺎئﺪ واﳌﺪائﺢ الﱵ تﺘغﲎ
لرﺳ ـ ــول ص ـ ــﻠى ﷲ ﻋﻠيﻪ وﺳ ـ ــﻠﻢ وص ـ ــحﺎبﺘﻪ وأوليﺎء ﷲ الﺼ ـ ــﺎﳊﲔ .فﻬﻞ
الﺘــﺄﺛﲑ ﰲ ﻫــذﻩ اﳊــﺎﻻت تﺞ ﻋﻦ الﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوت وﻃريقــﺔ اﻹلقــﺎء الﱵ تغﲎ ــﺎ
الﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻋر أو اﳌغﲏ أو اﳋﻄيــب ؟ أم تﺞ ﻋﻦ ﻣﻌــﺎﱐ اﻷلﻔــﺎظ اﳌكﺘوبــﺔ ﻣﻦ
61
اﳊروف ؟ أم يرجع إﱃ اﻻﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻌﺪاد الروحي والنﻔس ـ ـ ـ ـ ــي ﰲ اﳌس ـ ـ ـ ـ ــﺘﻤع ؟ إن
اﻹجﺎبﺔ ﻋﻠى ﻫذا الﺘس ــﺎؤل ﳛﺘﺎج إﱃ دراﺳ ــﺔ ﺷ ــﺎﻣﻠﺔ ﳉﻤيع ﻫذﻩ الﻌنﺎص ــر ،
فكﻤﺎ لﺼـ ـ ـ ــوت اﳌغﲏ اﳉﻤيﻞ أو الﺼـ ـ ـ ــﺎﺧب ﻣﻦ ﺛﲑ وكﻤﺎ لﻠحﺎلﺔ النﻔسـ ـ ـ ــيﺔ
واﻻﺳﺘﻌﺪاد النﻔسي ﻣﻦ ﺛﲑ ﻫو اﻵﺧر ،فكذلﻚ لﻠﻤﻌﺎﱐ اﳌغﲎ ﺎ واﳌﻠقﺎة
إﱃ نﻔس اﳌسﺘﻤع ﺛﲑ ﻣﻬﻢ آﺧر ،وﻣﺎ يﺸﻌر بﻪ اﻹنسﺎن اﳌؤﻣﻦ ﻣﻦ ﺧﺸوع
أو بكـ ــﺎء ﻋنـ ــﺪ ﲰـ ــﺎﻋـ ــﻪ لﺒﻌض اﻵ ت القرآنيـ ــﺔ ﺧﲑ دليـ ــﻞ ﳌـ ــﺎ ﰲ اﻷلﻔـ ــﺎظ
وﻣﻌﺎنيﻬﺎ ﻣﻦ ﺛﲑ ،فكﻢ ﻣﻦ كﻠﻤﺔ فﻌﻠﺖ ﰲ اﳌﺘﻠقي فﻌﻞ الس ــيف لقﻄع ،
ﻫ ــذا اﻷﻣر ﳚﻌﻠن ــﺎ نقرر ان اﳌﻌ ــﺎﱐ الﱵ نﺘكﻠﻢ ــﺎ ونﻌﱪ ــﺎ ﻋﻦ أفك ــﺎر أو
ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻌور … .ليسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ ﳎردة ! بـﻞ ﳍـﺎ ﻃـﺎقـﺔ كـﺎﻣنـﺔ إذا ﻣـﺎﻋرفنـﺎ قواﻋـﺪﻫـﺎ
وﻣﻌﺎدﻻ ﺎ ﲤكنﺎ ﻣﻦ اﺳـ ــﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﰲ حيﺎتنﺎ بﺸـ ــكﻞ ﻋجيب ،بﻞ قﺪ ﳓقق
ﺎ أﻣوراً يﻌﺪﻫﺎ النﺎس ﺿـرب ﻣﻦ ﺿـروب اﳋيﺎل أو اﳌسـﺘحيﻞ .وﻣﻦ ﺧﻼل
دراﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺘنـﺎ الﻄويﻠـﺔ ﳊقيقـﺔ الﻔﻌـﻞ الﻔيز ئي لﻠحروف وجـﺪ ان ﳍـذﻩ اﳊروف
تنﺎﺳـ ـ ــﺒﺎت ﻋﺪديﺔ ﰲ ﺛﲑﻫﺎ ﻋﻠى اﻹنسـ ـ ــﺎن بﺼـ ـ ــورة ﺧﺎصـ ـ ــﺔ واﳊيﺎة بﺼـ ـ ــورة
ﻋﺎﻣﺔ ،فﺒﺎﺳـ ـ ــﺘﻄﺎﻋﺘنﺎ ان ﳔﺘﺼـ ـ ــر ﺧﻄﺒﺔ ﻃويﻠﺔ أو ﻣوﺿـ ـ ــوﻋﺎ ﻣﻌينﺎ ﰲ حروف
قﻠيﻠﺔ تؤدي نﻔس ﻏرض ﻫذﻩ اﳋﻄﺒﺔ أو اﳌوﺿ ـ ـ ـ ـ ــوع بﻞ قﺪ تكون أقوى ﺛﲑاً
إذا ﻣﺎ حولنﺎ ﻫذﻩ اﳋﻄﺒﺔ إﱃ أرقﺎم وﲨﻌنﺎﻫﺎ واﺧذ حروف ﻫذا الرقﻢ .
وﻣﻦ حيـﺔ أﺧرى فﺎن اﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﺨـﺪاﻣﺎت اﳊروف ﻻ تقﺘﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﻋﻠى
الﺘﺄﺛﲑ الﻔيز ئي ﳌﺎ ﲤﻠكﻪ ﻣﻦ ﻃﺎقﺔ كﺎﻣنﺔ فيﻬﺎ ،بﻞ ﳍﺎ اﺳـ ـ ـ ــﺘﺨﺪاﻣﺎت أﺧرى
ﺧـذ صـ ـ ـ ـ ـ ــﺒغـﺔ تنﺒؤيـﺔ ﰲ كﺜﲑ ﻣﻦ اﻷحيـﺎن ،فﻌﻠﻤـﺎء اﳊروف الـذي يﺘنـﺎولون
62
اﳉﺎنب الﺘنﺒؤي يقرون ان لكﻞ ﺳ ـ ـ ـ ـؤال جواب ،واﳉواب يكﻤﻦ ﰲ حروف
السؤال وﲟﻌرفﺔ نسب اﳊروف وﻣوازينﻬﺎ ﳝكﻦ الﺘوصﻞ إﱃ حروف اﳉواب ،
ﻫذا اﳉﺎنب ﻣﻦ الﺪراﺳ ـ ـ ــﺎت اﳊرفيﺔ يﻄﻠق ﻋﻠيﻪ أﺳ ـ ـ ــﻢ ))ﻋﻠﻢ اﳉﻔر (( الذي
ﺳ ــنﺘحﺪث ﻋﻠيﻪ ﻻحقﺎ ،وﳌﺎ كﺎنﺖ اﻷﺳ ــﺌﻠﺔ اﳌﻄروحﺔ ﻣﺘنوﻋﺔ وﻣﺘﻌﺪدة وﻣﻦ
أﳘﻬﺎ تﻠﻚ اﻷﺳــﺌﻠﺔ الﱵ تﺘﻌﻠق ﲟســﺘقﺒﻞ اﻹنســﺎن وﻣﺼــﲑﻩ ،أصــﺒحﺖ قواﻋﺪ
ﻫــذا الﻌﻠﻢ ﳐﻔيــﺔ ويكﺘنﻔﻬــﺎ الغﻤوض اﻷﻣر الــذي جﻌــﻞ بﻌض الــﺪارﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲔ
الﻠغويﲔ ينكرون ص ـ ـ ـ ـ ـ ـح ــﺔ ﻫ ــذا الﻌﻠﻢ ونﻈر تـ ـﻪ ،ولكﻦ ﰲ اﳊق ــﻞ الﻌﻠﻤي
ﻻﳝكﻦ لنﺎ ان ﳓكﻢ ﻋﻠى ﺷـ ـ ـ ــيء ﲟجرد ﻋﺪم ﻣﻌرفﺘنﺎ ﻻصـ ـ ـ ـ ــولﻪ أو قواﻋﺪﻩ ،
ولذلﻚ حﺎولنﺎ ان نسﻠط الضوء حول أﻫﻢ القضﺎ الﱵ يﺘنﺎوﳍﺎ ﻋﻠﻢ اﳊروف
ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـواء كﺎنﺖ فيز ئيﺔ أم تنﺒؤيﺔ .وﳌﺎ كﺎنﺖ أﻫﻢ اﳌسـ ـ ـ ـ ـ ــﺎئﻞ الﱵ يﺘنﺎوﳍﺎ ﻋﻠﻢ
الﺒﺎراﺳﺎيكولوجيﺎ ﻣسﺄلﺔ الﺘنﺒؤ وﻣسﺄلﺔ الﺘﺄﺛﲑ الﻔيز ئي ا رد ﻋﻦ اﳌﺎدة ،فﺎن
دراﺳــﺘنﺎ ﻫذﻩ ﺳــﺘكون جﺪيﺪة ﰲ ﻣوﺿــوﻋﻬﺎ وﻃرحﻬﺎ لﻸفكﺎر ،ﺧﺎصــﺔ واننﺎ
وجﺪ صـ ـ ــﺪق ﻫذﻩ الﻌﻼقﺔ وص ـ ـ ــحﺘﻬﺎ بﲔ اﳊروف واﳊﺪث ﻣﻦ جﻬﺔ وبﲔ
اﻹنسـ ــﺎن والكون ﻣﻦ جﻬﺔ أﺧرى ،فﺎﳊروف الﱵ نﺘكﻠﻤﻬﺎ ونكﺘﺒﻬﺎ ليسـ ــﺖ
ﳎردة بﻞ ﳍﺎ قوة وﻃﺎقﺔ فيز ئيﺔ ﻣؤﺛرة وﳍﺎ قواﻋﺪ تنﺒؤيﺔ ﲤكننﺎ ﻣﻦ ﺳ ــﱪ أﻏوار
الﻌﺎﱂ ا ﻬول بﺸرط ان تسﺘﺨﺪم ﺿﻤﻦ قواﻋﺪ وحسﺎ ت ﺧﺎصﺔ .
63
.2النظﺮ ت الﻔكﺮية ﰲ ﺗﻔﺴﲑ ﻣﻔﺮدات الﻠﻐة
وﻫنﺎك ﻣس ـ ـ ـ ــﺄلﺔ ﻣﻬﻤﺔ تﺘﻌﻠق ﳌﻔردات – الكﻠﻤﺎت – الﱵ نﻌرفﻬﺎ
ونﺘحـﺪث ـﺎ ،ﻫـذﻩ الكﻠﻤـﺎت ﻫـﻞ ﻫي ﻣﻦ وﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻌنـﺎ ! أم ﻫي ﻣوﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوﻋـﺔ
ﻷصـ ـ ـ ــﻞ ﳍذﻩ اﳌسـ ـ ـ ــﻤيﺎت ! ﳑﺎ ﻻﺷ ـ ـ ــﻚ فيﻪ ان اﳌس ـ ـ ـ ــﻤيﺎت الﱵ ننﻄق ﺎ
ونﻄﻠقﻬﺎ ﻋﻠى اﻷﺷــيﺎء ليســﺖ ﻫي اﻷﺷــيﺎء بذا ﺎ فكﻠﻤﺔ ) ﺧﺒز ( ﻣﺜﻼً ﻫي
ليسـ ــﺖ اﳋﺒز الذي كﻠﻪ فﺎلرﻣز الﻠغوي ﺷـ ــيء واﳌرﻣوز بﻪ ﺷـ ــيء آﺧر ،ان
ﻫذﻩ اﻷفكﺎر والﺘسـ ــﺎؤﻻت حول اﳌﻔردات الكﺜﲑة الﱵ نﺘكﻠﻢ ﺎ ﲨﻌﻬﺎ كﺒﺎر
الﻔﻼﺳـ ـ ــﻔﺔ ﰲ ﺳـ ـ ـؤال واحﺪ ﻫو )) إﱃ أي حﺪ نسـ ـ ــﺘﻄيع ان نسـ ـ ــﺘﺪل ﻋﻠى
ﻃﺒيﻌــﺔ الﻌــﺎﱂ اﳋــﺎرجي ﻣﻦ ﻃﺒيﻌــﺔ الﻠغــﺔ الﱵ نﺘحــﺪث ــﺎ ﻋﻦ ذلــﻚ الﻌــﺎﱂ((
وقﺪ تنوﻋﺖ اﻷجوبﺔ ﳍذا السـ ـ ـ ـؤال إﻻ أننﺎ نس ـ ـ ـ ــﺘﻄيع ان ﳒﻤﻠﻬﺎ بﺜﻼث فرق
كﻤﺎ قرر الﻔﻼﺳﻔﺔ وﻫي :
الﻔﺮيﻖ اﻷول :يرى ) ان ﺧﺼ ــﺎئص الﻌﺎﱂ ﻣﻦ ﺧﺼ ــﺎئص الﻠغﺔ ،
فﺎلكﻠﻤﺔ ﻻﳝكﻦ ﳍﺎ ان تﱰكب إﻻ بﺘوافر جﺎنﺒﲔ ﳘﺎ :اﳌسـنﺪ إليﻪ ﻣﻦ جﻬﺔ،
واﳌسنﺪ ﻣﻦ جﻬﺔ أﺧرى وﻫذا رأي افﻼﻃون واﺳﺒينوزا وليﺒنﺘز وﻫيجﻞ وبرادﱄ
وﻏﲑﻫﻢ .
الﻔﺮيﻖ الﺜـاﱐ :يرى ) ان اﻹنس ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﳏـﺎل ﻋﻠيـﻪ ان يﺘجـﺎوز بﻌﻠﻤـﻪ
حﺪود كﻠﻤﺎت الﻠغﺔ إﱃ حيﺚ الﻌﺎﱂ اﳋﺎرجي ﰲ ذاتﻪ ( ويس ــﺘﺪلون ﲟﻔردات
الﺘﻌﺒﲑ الﱵ ﻻﳝكﻦ اﻹحــﺎﻃــﺔ ــﺎ ،فﻤﺜﻼ إذا أردت ان تقول ) ان اﳊﻠيــب
ابيض ( ﲡﺪ انﻚ تﺸ ــرح كﻠﻤﺔ ﺧرى وﻫذﻩ بﺜﺎلﺜﺔ ورابﻌﺔ وﻫﻠﻢ جرا وﺳ ــﺘﻈﻞ
64
تﻌﱪ ﻋﻦ بيﺎض اﳊﻠيب وﻻ وﺳـ ـ ــيﻠﺔ أﻣﺎﻣﻚ لﻠﺨروج ﻣﻦ نﻄﺎق الكﻠﻤﺎت إﱃ
حقيقـﺔ )الﺒيـﺎض ( الـذي يوصـ ـ ـ ـ ـ ــف بـﻪ اﳊﻠيـب ،فكيف إذا أردت ان تﻌﱪ
لﺼ ـ ــﺪيقﻚ ﻋﻦ ﺷ ـ ــﻌور انﺘﺎبﻚ كﺎﳊزن واﳌرض أو اﳋوف أو الﻔرح أو ﻣﺎ إﱃ
ذلﻚ ،وﺧﻼص ـ ـ ـ ـ ــﺔ قول ﻫذا الﻔريق ) ان ﲨيع أنواع اﳌﻌرفﺔ إﳕﺎ ﻫي كﻠﻤﺎت
لغويﺔ ﻻ اكﺜر وﻻ اقﻞ ( وﻣﻦ دﻋﺎة ﻫذا الﻔريق وليﻢ اوكﺎم و ركﻠي وﻏﲑﳘﺎ.
الﻔﺮيﻖ الﺜالﺚ :يرى ) ان اﻹنس ـ ـ ـ ــﺎن ﰲ وﺳ ـ ـ ـ ــﻌﻪ ان يﺪرك حقيقﺔ
ﻣــﺎ ،ﻏﲑ كﻠﻤــﺎت الﻠغــﺔ الﱵ يﺘكﻠﻢ ــﺎ ( ويﻌﺘقــﺪ ﻫــذا الﻔريق ان ﻣﺜــﻞ ﻫــذﻩ
اﳊقيقـﺔ يسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘحيـﻞ ﻋﻠى الﻠغـﺔ ان تﻌﱪ ﻋنﻬـﺎ ،وﻫـذا رأي الﻔﻼﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻔـﺔ الـذيﻦ
)(36
ﺧذون ﻹدراك اﳊسي كﱪجسون وكذلﻚ اﳌﺘﺼوفﺔ .
) (36جـﺎبر بﻦ حيـﺎن ،زكي ﳒيـب ﳏﻤود ص . 109جـﺪليـﺔ اﳊرف الﻌرﰊ ،ﳏﻤـﺪ ﻋنﱪ
ص . 255
65
اﳊروف " ﻫو ﻋﻠﻢ حﺚ ﻋﻦ ﺧواص اﳊروف إفرادا وتركيﺒـﺎ ،وﻣوﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوﻋﻪ
اﳊروف اﳍجﺎئيﺔ ،وﻣﺎدتﻪ اﻻوفﺎق والﱰاكيب ،وصــورتﻪ تقســيﻤﻬﺎ كﻤﺎ وكيﻔﺎً
و ليف اﻷقس ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم والﻌزائﻢ وﻣـﺎ ينﺘﺞ ﻋنﻬــﺎ ،وفـﺎﻋﻠــﻪ اﳌﺘﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف ،وﻏـﺎيﺘــﻪ
الﺘﺼ ــرف ﻋﻠى وجﻪ ﳛﺼ ــﻞ بﻪ اﳌﻄﻠوب ايقﺎﻋﺎ وانﺘزاﻋﺎ ،وﻣرتﺒﺘﻪ الروحﺎنيﺎت
والﻔﻠﻚ والنجﺎﻣﺔ"). (37
أﻣﺎ الﻌﻼﻣﺔ ابﻦ ﺧﻠﺪون فﲑى أن ﻋﻠﻢ اﳊروف ﻣﺘﻌﻠق لﻄﻠسـﻤﺎت
ويقول ﰲ ذلﻚ " ﻋﻠﻢ أﺳ ـ ــرار اﳊروف ﻫو اﳌس ـ ــﻤى ذا الﻌﻬﺪ لس ـ ــيﻤيﺎء ،
نقﻞ وﺿ ـ ــﻌﻪ ﻣﻦ الﻄﻠس ـ ــﻤﺎت إليﻪ ﰲ إص ـ ــﻼح أﻫﻞ الﺘﺼ ـ ــرف ﻣﻦ اﳌﺘﺼ ـ ــوفﺔ
فﺎﺳــﺘﻌﻤﻞ اﺳــﺘﻌﻤﺎل الﻌﺎم ﰲ اﳋﺎص ") (38ونقرأ ﰲ دائرة اﳌﻌﺎرف اﻹﺳــﻼﻣيﺔ
" ﻋﻠﻢ اﳊروف يقوم ﻋﻠى ﺧﺼــﺎئص ﺧﻔيﺔ ﳊروف اﳍجﺎء ولﻸﲰﺎء القﺪﺳــيﺔ
اﳌﻼئكيﺔ الﱵ تﺘكون ﻣﻦ اﳊروف … ..وﻫو فرع ﻣﻦ اﳉﻔر "). (39
أﻣﺎ الﻌﻼﻣﺔ القنوجي فيقول " ﻋﻠﻢ الﺘﺼـ ـ ـ ـ ـ ــرف ﳊروف واﻷﲰﺎء ،
ﻫذا ﻋﻠﻢ ﺷـ ـريف يﺘوص ــﻞ ﳌﺪاوﻣﺔ ﻋﻠيﻪ ﻋﻠى ﺷـ ـرائط ﻣﻌينﺔ ور ﺿ ــﺔ ﺧﺎص ــﺔ
إﱃ ﻣ ــﺎ ين ــﺎﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب تﻠ ــﻚ اﳊروف أو اﻷﲰ ــﺎء ﻣﻦ اﳋواص … وينق ــﻞ ﻋﻦ
صــﺎحب ﻣﺪينﺔ الﻌﻠوم قولﻪ … ﻫذا ﻋﻠﻢ ﻻيﺘوصــﻞ إليﻪ اﻻ بر ﺿــﺔ وﳎﺎﻫﺪة
ﻣراﻋيﺎ لقواﻋﺪ الﺸـريﻌﺔ حﱴ يﻔﺘﺢ لﻪ أبواب اﳌﻠكوت فيﺘﺼـرف ﰲ روحﺎنيﺎت
.4ﺗﻘﺴيﻤات اﳊﺮوف
ولﻌﻠﻤﺎء اﳊروف تقسـ ـ ـ ـ ـ ــيﻤﺎت ﻣﺘﻌﺪدة وﻣﺘنوﻋﺔ لﻠحروف اﳍجﺎئيﺔ
تﺸــﻤﻞ كﻞ حيﺜيﺔ كونيﺔ ،فﻤﻦ اﳊروف ﻣﺎﻫو ﻋﻠوي وﻣﺎ ﻫو ﺳــﻔﻠي ،وﻣنﻬﺎ
ﻣـﺎ ﻫو ظﻠﻤـﺎﱐ وآﺧر نوراﱐ ،وﻣنﻬـﺎ ﻣـﺎ ﻫو ﻣـذكر وﻣنﻬـﺎ ﻣـﺎ ﻫو ﻣؤنـﺚ ،كﻤـﺎ
68
ان بﻌضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬــﺎ حــﺎر وآﺧر رد ،وﻣنﻬــﺎ ﻣــﺎ ﻫو تراﰊ وﻣــﺎئي وﻫوائي و ري
حسـب اصـول الﻌنﺎصـر اﻻربﻌﺔ … .اﱁ حﱴ ذكر بﻌضـﻬﻢ ان لﻌﻠﻢ اﳊروف
اكﺜر ﻣﻦ ﻣﺎئﺔ وﲦﺎنيﺔ وأربﻌﲔ قس ـ ـ ـ ـ ـ ــﻤﺎ يﺸ ـ ـ ـ ـ ــﻤﻞ ﲨيع ﻣﻔردات اﳊيﺎة .وﻫذا
الﺘقس ـ ـ ـ ـ ـ ــيﻢ اﳌﺘﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻌب واﳌﺘنوع لﻠحروف يقوم ﰲ اكﺜر أصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــولﻪ ﻋﻠى ركنﲔ
أﺳﺎﺳيﲔ ﳘﺎ :
اوﻻ :الﻌنﺎصـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻻربﻌﺔ الﱵ حﺪدﻫﺎ بﻼتو ،اذ يﻌﺘقﺪ اﻷقﺪﻣون
ان كﻞ ﺷـ ـ ـ ــيء ﰲ الﻄﺒيﻌﺔ ﻻيكﺎد ان ينﻔﻚ ﻋﻦ احﺪ ﻫذﻩ الﻌنﺎص ـ ـ ـ ــر اﻻربﻌﺔ
)النﺎر ،اﳍواء ،اﳌﺎء ،الﱰاب ( وﲟﺎ ان اﳊروف ﻫي ﻣﺎدة اﳊيﺎة اﳌسـﺘﺨﺪﻣﺔ
ﰲ الﻠغﺔ والﱵ تﺸﲑ إﱃ الﺘﻔﺎﻫﻢ بﲔ بﲏ الﺒﺸر ،إذن فﻬي داﺧﻠﺔ ﺿﻤﻦ ﻫذا
الﺘقسيﻢ .
نيــﺎ :الﺘقس ـ ـ ـ ـ ـ ــيﻤــﺎت الﻔﻠكيــﺔ والقيﻤــﺔ الرقﻤيــﺔ لﻠحروف ،وﻫــذا
الﺘقسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيﻢ يﻌﺘﻤـﺪ ﻋﻠى ﻣـﺎ لكـﻞ حرف ﻣﻦ كوكـب أو برج أو ﻣنزلـﺔ فﻠكيـﺔ أو
قيﻤــﺔ رقﻤيــﺔ … اﱁ ،اذ تﻠﻌــب ﻫــذﻩ اﳌﻔردات دورا كﺒﲑا ﰲ إﳚــﺎد الﻌﻼقــﺔ
الﺘﺄﺛﲑيﺔ أو الﺘنﺒؤيﺔ بﲔ اﳊروف ﻣﻦ جﻬﺔ وﻣﺎدة الﻄﺒيﻌﺔ ﻣﻦ جﻬﺔ أﺧرى .
.5الﻌناﺻﺮ اﻻرﺑﻌة
إﻻ أن أﻫﻢ أﺳــﺎس ﻣســيﻄر ﻋﻠى فكرة الﻌﻼقﺔ الﺘﺄﺛﲑيﺔ بﲔ اﳊروف
وﻣـﺎدة الﻄﺒيﻌـﺔ ﻫي الﻌنـﺎصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻻربﻌـﺔ ) الﻄﺒـﺎئع اﻻربﻌـﺔ ( ،إذ يرى ﻋﻠﻤـﺎء
اﳊروف ان ﻣقيﺎس ﻣﻔردات الﻄﺒيﻌﺔ يﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠى اﻷص ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ اﳌس ـ ـ ـ ـ ـ ــﻤﺎت بﻪ ،
69
فﻠﻤﻌرفـﺔ الﻄﺒع اﳊرﰲ والﻔيزيقي ﳌـﺎدة ﻣـﺎ ينﻈر إﱃ حروفﻬـﺎ اﳌكون ﻣنﻬـﺎ اﲰﻬـﺎ
وقيﺎﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻬﺎ ﻋﻠى ﻣيزان اﳊروف ،ﻫذﻩ الﻔكرة جﻌﻠﺖ لﻌﻠﻢ اﳊروف قسـ ـ ـ ـ ـ ــﻤﺎ
فرﻋيﺎ يﻄﻠق ﻋﻠيﻪ اﺳﻢ )ﻋﻠﻢ ﻣﻌﺎﱐ اﳊروف الﻄﺒيﻌي( الذي ﻋرفﻪ الﻌﺎﱂ الﻌرﰊ
ج ــﺎبر بﻦ حي ــﺎن ن ــﻪ "الﻌﻠﻢ لﻄﺒ ــﺎئع اﳋ ــﺎصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ الﱵ ت ــﺪل ﻋﻠيﻬ ــﺎ حروف
الكﻠﻤﺎت ،اذ أن كﻞ كﻠﻤﺔ دالﺔ ﻋﻠى ﻃﺒيﻌﺔ ﻣسـ ـ ــﻤﺎﻫﺎ ﻻحرف الﱵ ركﺒﺖ
ﻣنﻬ ــﺎ") (41ولﻌ ــﺎﳌن ــﺎ الﻌرﰊ ج ــﺎبر بﻦ حي ــﺎن تقسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيﻤ ــﺎت ﻣﺘﻌ ــﺪدة لﻠحروف
وﻃﺒﺎئﻌﻬﺎ إﻻ أن أص ــﻠﻬﺎ يﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠى نﻈريﺔ الﻌنﺎص ــر اﻻربﻌﺔ وﻣﻔردات الكون
الﱵ ﻣﺎزالﺖ ﲢﺎفظ ﻋﻠى ﻣكﺎنﺘﻬﺎ لﺪى الﻌﺪيﺪ ﻣﻦ الﻌﻠﻤﺎء والﺪارﺳﲔ .
وترجع اصـ ـ ـ ــول نﻈريﺔ الﻌنﺎصـ ـ ـ ــر اﻻربﻌﺔ إﱃ اﻋﺘقﺎد الﻔيﺜﺎﻏورﺳـ ـ ـ ــيﲔ
وﺷـﺎركﻬﻢ فيﻬﺎ ايضـﺎ الﻔيﻠسـوف الﺼـقﻠي اﻣﺒذونﻠيس ) 440-500ق.م (
ان كﻞ اﻷﺷ ـ ـ ــيﺎء تﺘكون ﻣﻦ أربﻌﺔ ﻋنﺎص ـ ـ ــر ﻣﺘﻤيزة ﻫي :الﱰاب واﳌﺎء واﳍواء
والنﺎر ،ﲤﺘزج ﻣع بﻌض ـ ـ ـ ــﻬﺎ بنس ـ ـ ــب ﳐﺘﻠﻔﺔ لﺘكون ﳐﺘﻠف اﻷجس ـ ـ ـ ــﺎم ،وان
الﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيء ال ــذي ﳛ ــﺎفظ ﻋﻠى تركي ــب اﳌواد ﻫو اﳉ ــذب والﺘن ــﺎفر ،او اﳊ ــب
والكرﻩ ،وذﻫﺒوا إﱃ ان الﻌنﺎص ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻻربﻌﺔ نﻔس ـ ـ ـ ـ ـ ــﻬﺎ تكونﺖ بﺘجﺎذب وتنﺎفر
زوجﲔ ﻣﻦ الﺼـ ـ ـ ــﻔﺎت اﳌﺘنﺎقضـ ـ ـ ــﺔ ﳘﺎ :اﳊﺎر والﺒﺎرد ،واﳉﺎف والرﻃب كﻤﺎ
ﻣوﺿﺢ ﰲ اﳌﺨﻄط اﻵﰐ :
ويﻌﱪ الﻌﺎﱂ الﻌرﰊ ابﻦ حﺒﺎن ﻋﻦ ص ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺔ اﳊروف لﻄﺒﺎئع بقولﻪ "
انﻈر إﱃ اﳊروف كيف وﺿ ــﻌﺖ ﻋﻠى الﻄﺒﺎئع ،واﱃ الﻄﺒﺎئع كيف وﺿ ــﻌﺖ
ﻋﻠى اﳊروف ،وكيف تنﺘقـ ــﻞ الﻄﺒـ ــﺎئع إﱃ اﳊروف واﳊروف إﱃ الﻄﺒـ ــﺎئع
") (42فﻬـذا اﻷﻣر ليس بغريـب حس ـ ـ ـ ـ ـ ــب نﻈريـﺔ الﻄﺒـﺎئع فﻤـﺎ داﻣـﺖ اﳊروف
أداة الﺘﻌﺒﲑ ولغــﺔ الﺘﻔــﺎﻫﻢ فﻼ بــﺪ ﻣﻦ ان تكون ﻣﻦ ﲨﻠــﺔ اﳌوجودات وﲟــﺎ أن
ﲨيع اﳌوجودات ﻻتنﻔـﻚ ﻋﻦ احـﺪ ﻫـذﻩ الﻌنـﺎصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻻربﻌـﺔ فـﺈذن ﻻبـﺪ ﳍـذﻩ
اﳊروف ﻣﻦ تقس ـ ـ ــيﻢ ﺧﺎص لنسـ ـ ــﺒﺔ لﻠﻄﺒﺎئع اﻻربﻌﺔ ،وﳓﻦ إذا ﻣﺎ ارد ان
نقيس اﻷﺷـ ـ ــيﺎء قيﺎﺳـ ـ ــﺎ ﻋﻠى حروفﻬﺎ فﻼ يسـ ـ ــﻌنﺎ ﻣﺌﺎت ا ﻠﺪات ﻣﻦ الكﺘب
لكﺜرة اﳌوجودات ﰲ اﳊيـﺎة ،ولـذلـﻚ فـﺎلسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺒيـﻞ الوحيـﺪ إﱃ حﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﻫـذﻩ
اﳌﻔردات واﳌوجودات ﻻ يكون اﻻ ﻣﻦ ﺧﻼل قيﺎﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻬﺎ ﻋﻠى ﻣوازيﻦ حروفﻬﺎ
الﻄﺒﺎئﻌيﺔ وبذلﻚ تﻌرف ﻣﺎ ﲡﺎذب ﻣنﻬﺎ وﻣﺎ تنﺎفر ،يقول ابﻦ حيﺎن أيضـﺎ "
الكﻼم كﻠـﻪ ﻋﻠى اﳊروف – أي ﻣكون ﻣﻦ اﳊروف – وﻻ كﻼم اﻻ بﺘـﺄليف
اﳊروف ﱂ يكﻦ ب ــﺪ ﻣﻦ ان يقع ﰲ الﻄﺒ ــﺎئع ﻣﺜ ــﻞ ذل ــﻚ فحقيق ان يكون
.7الﺬرية اﳌنﻄﻘية
ولنرجع ﻣرة أﺧرى إﱃ ﻣـﺎ قررﻩ ﻋـﺎﳌنـﺎ الﻌرﰊ ابﻦ حيـﺎن حول نﻈريـﺔ
أو فكرة تﺼـ ـ ـ ـ ـ ـريف ﻃﺒﺎئع اﳊروف ،ﻫذﻩ النﻈريﺔ الﱵ تﺒنﺘﻬﺎ احﺪى ﻣﺪارس
اﳌنﻄق اﳌﻌﺎصـرة وﻫي ﻣﺪرﺳـﺔ برترانﺪ رﺳـﻞ اﳌﻌروفﺔ ﺳـﻢ )) الذريﺔ اﳌنﻄقيﺔ((
وﺧﻼص ـ ــﺘﻬﺎ ان الﻌﺎﱂ الﻄﺒيﻌي ﻣﻦ حيﺔ يقﺎبﻠﻪ ﻋﺎﱂ الﻠغﺔ ﻣﻦ حيﺔ أﺧرى ،
وانــﻪ إذا كــﺎن ﻋﻠﻢ الﻄﺒيﻌــﺔ الــذري قــﺪ فﺘــﺖ اﳌــﺎدة إﱃ ذرات كــﻞ ذرة ﻣكونــﺔ
ﻣﻦ نيوترو ت وبروتو ت ،فﻌﻠﻢ اﳌنﻄق ال ــذري ﻫو ال ــذي يق ــﺎبﻠ ــﻪ ﰲ ﻋﻠﻢ
الﻠغ ــﺔ ،وﻫو الــذي يﻔﺘ ــﺖ الﻠغ ــﺔ اﳌكونــﺔ ﻣﻦ الكﻠﻤ ــﺎت إﱃ حروف وقي ــﺎس
الﺜــﺎنيــﺔ ﻋﻠى اﳌوازيﻦ والﻄﺒــﺎئع لكي يﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ إﱃ ﻃــﺎقــﺔ اﳊروف الﻔيز ئيــﺔ أو
ﺧﻔﺎ اﳊروف الﺘنﺒؤيﺔ ،وقﺪﳝﺎ نقﻞ الﻌﻼﻣﺔ جﺎبر بﻦ حيﺎن ﻋﻦ الﻔﻼﺳ ـ ـ ـ ــﻔﺔ
قوﳍﻢ " ان الكﺘـﺎبـﺔ دالـﺔ ﻋﻠى ﻣـﺎ ﰲ الﻠﻔظ اﳌنﻄوق ،والﻠﻔظ دال ﻋﻠى ﻣـﺎ ﰲ
الﻔكر ،وﻣﺎ ﰲ الﻔكر دال ﻋﻠى ﻣﺎﻫيﺔ اﻷﺷيﺎء"). (47
76
فيﻪ كﻤﺎ أﺛﺒﺘنﺎ ﰲ كﺘﺎب النﺒﺎت وكﺘﺎب اﻷحجﺎر وكﺘﺎب اﳊيوان ـ ـ ﻣﻦ تﻌﺪيﺪ
ﻣ ــﺎ فيﻬ ــﺎ ﻣﻦ أنواﻋﻬ ــﺎ كﻠﻬ ــﺎ ،ولكﻦ ﻣﻠن ـﺎ إﱃ الﺘﺨﻔيف وق ــﺪ ﻋﻠﻤن ــﺎك وج ــﻪ
القيﺎس فيﻪ"). (48
ﻋﻠى أن حروف الكﻠﻤﺔ الكﺎﺷ ـ ـ ــﻔﺔ ﻋﻦ ﻃﺒيﻌﺔ ﻣس ـ ـ ــﻤﺎﻫﺎ ﻻ تﺘكﺎفﺄ
ﰲ قو ﺎ وﻻ ﰲ ﻣقﺪارﻫﺎ ،فﻤﻦ اﳊروف ﻣﺎ يﺪل ﻋﻠى ظﺎﻫر الﺸـ ـ ـ ـ ـ ــيء وﻣنﻬﺎ
ﻣـﺎ يـﺪل ﻋﻠى ﻃنـﻪ ؛ وكـذلـﻚ ﻣﻦ اﳊروف ﻣـﺎ يقـﺎبـﻞ الوزن أكﺜر ﻣﻦ ﻏﲑﻩ "
إن ﰲ اﳊروف الواقﻌﺔ ﻋﻠى اﻻدويﺔ وﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ الﺜﻼﺛﺔ اﻷجنﺎس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ النﺒﺎت
واﳊيوان واﳊجر ـ ـ ﻣﺎ ينﺒﺊ ﻋﻦ ﻃنﻪ وﻻ ينﺒﺊ ﻋﻤﺎ ﰲ ظﺎﻫرﻩ ،وفيﻬﺎ ﻣﺎ ﻫو
لﻌكس ﻣﺜـﻞ أن ينﺒﺊ ﻋﻤـﺎ ﰲ الﻈـﺎﻫر وﻻ يـﺪل ﻋﻠى الﺒـﺎﻃﻦ وفيﻬـﺎ ﻣـﺎ يوجـﺪ
ﲨيﻌﺎ وفيﻬﺎ ﻣﺎ يﺪل ﻋﻠى ﻣﺎ فيﻬﺎ ـ ـ ظﺎﻫرا و ﻃنﺎ ـ ـ وز دة ﲢﺘﺎج إﱃ ان تﻠقى
ويرﻣى ﺎ ،كﻤﺎ ﳛﺘﺎج النﺎقص إﱃ ان يﺘﻢ ويزيﺪ"). (49
ﻫــذا ﻣﻦ حيــﺚ دﻻلــﺔ اﳊروف ﻋﻠى ظــﺎﻫر اﻷﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيــﺎء و ﻃنﻬــﺎ أو
ﻣﺸـﱰكﺎ أو ﻣضـﺎفﺎ إليﻬﺎ ز دة أو حذف ز دة ﻣنﻬﺎ ،كﻤﺎ أن أﺳـﺎس الﺼـنﻌﺔ
ﻋنﺪ ابﻦ حيﺎن يقوم ﻋﻠى أﺳ ــﺎس ﺿ ــﺒط ﻣيزان حروف الكﻠﻤﺔ لكي ينض ــﺒط
ﻣيزان اﳌـﺎدة الﱵ يﺘنـﺎوﳍـﺎ لﺘحويـﻞ والﱰكيـب ﰲ ﲡـﺎربـﻪ وﰲ ذلـﻚ قـﺪ قسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ
اﳊروف اﻷﲜﺪيﺔ إﱃ ﻃﺒﺎئع أربﻌﺔ وجﻌﻞ لكﻞ قس ـ ــﻢ ﻣنﻬﺎ ﻣرتﺒﺔ كﻤﺎ ﻣوﺿ ـ ــﺢ
ﰲ اﳉﺪول الﺘﺎﱄ :
) (48اﻷحجﺎر ﻋﻠى رأي بﻠينﺎس اﳉزء اﻷول – ﳐﺘﺎرات كراوس ،ص . 154 - 146
) (49كﺘﺎب اﳋواص الكﺒﲑ ،اﳌقﺎلﺔ اﻷوﱃ ،ﳐﺘﺎرات كراوس ،ص . 239
77
ﻣاء ﻫواء ﺗﺮاب ر الﺪرجات
د جـ ب ا ﻣرتﺒﺔ
ح ز و ﻫـ درجﺔ
ل ك ي ط دقيقﺔ
ع س ن م نيﺔ
ر ق ص ف لﺜﺔ
خ ث ت ش رابﻌﺔ
غ ظ ض ذ ﺧﺎﻣسﺔ
) (50اﻷحجﺎر ﻋﻠى رأي بﻠينﺎس ،اﳉزء الﺜﺎﱐ – ﳐﺘﺎرات كراوس ،ص . 163 – 162
78
ﻣﻌروف فﺈن وز ﺎ اﳊرﰲ يســﺎوي قﲑاط وﺳــﺘﺔ دراﻫﻢ ونﺼــف وﲬســﺔ دوانيق
ﻷن ]حرف الذال = قﲑاط ،وحرف اﳍﺎء = درﻫﻢ ونﺼ ـ ـ ــف ،وحرف الﺒﺎء
– ﲬس دراﻫﻢ وﲬس ـ ـ ـ ــﺔ دوانيق[ وقﺪ قس ـ ـ ـ ــﻢ اوزان ﻃﺒﺎئع اﳊروف إﱃ أربﻌﺔ
ﻣراتب لكي يﻌرف وزن كﻞ ﻣﺎدة ﺳواء كﺎنﺖ حيوا ً أو نﺒﺎ ً أو ترا ً .
ان ﻫذﻩ الﺘقﺎﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ اﳊرفيﺔ الﻄﺒﺎئﻌيﺔ الﱵ اﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﺨﺪﻣﻬﺎ الﻌﺎﱂ الﻌرﰊ
جﺎبر بﻦ حيﺎن ـ ـ ـ وﻫو كيﻤﺎئي ﻻ ينكر فضﻠﻪ ـ ـ ـ ﰲ ﲡﺎربﻪ لﺘؤكﺪ ﻋﻠى صحﺔ
ﻫذا اﻻفﱰاض إن ﱂ نﻄﻠق ﻋﻠيﻪ نﻈريﺔ ،فﺈن وزن اﳌﺎدة اﶈضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرة حس ـ ـ ـ ـ ـ ــب
لﻔﻈﻬﺎ اﳌكون ﻣنﻬﺎ ﻋﻠى ﻣيزان ﻃﺒﺎئع اﳊروف ليﻌﻄينﺎ ﳎﺎﻻ أوﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع لﻄﺒيﻌﺔ
الﺼـ ـ ـ ــﻠﺔ بﲔ ﻫذﻩ اﳌﺎدة وﻃﺒيﻌﺔ ﻣﺘﻌﻠقﻬﺎ ،وقﺪﳝﺎ قرر الﻔﻼﺳ ـ ـ ـ ــﻔﺔ :إن ﲢﻠيﻞ
كﻞ اﺳ ـ ـ ـ ــﻢ دال ﻋﻠى ﻃﺒيﻌﺔ اﳌسـ ـ ـ ــﻤى ،فﺘحﻠيﻞ كﻠﻤﺔ ذﻫب ﻣﺜﻼ يﺪل ﻋﻠى
ﻃﺒيﻌـﺔ الـذﻫـب الﻌيﲏ الـذي ﲰي بـذلـﻚ اﻻﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ" وكـذلـﻚ فـﺈنـﻪ بﺘحﻠيـﻞ أي
ﻋنﺼ ــر كيﻤﺎوي أو ذري ﳝكﻦ لنﺎ أن نس ــﺘﺪل ﻋﻠى ﻣﺘﻌﻠقﺔ ﺳ ـواء كﺎن ﲡﺎذ
أو تنﺎفرا" .
وإذا كــﺎن جــﺎبر بﻦ حيــﺎن يرى أن قيــﺎس وزن كﻠﻤــﺔ ﻣــﺎ يكون برد
حروفﻬﺎ إﱃ أصـﻠﻬﺎ ،فﺈن الﻔيﻠسـوف اليو ﱐ أرﺳـﻄو يقرر أن لﺼـورة الكﻠﻤﺔ
أو اﳌﺎدة ﺛﲑ يﻌﻄي ﳊقيقﺔ ﻣســﻤﺎﻩ قوة أو ﻃﺎقﺔ فيز ئيﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ وليس اﳌقﺼــود
لﺼ ــورة ﻋنﺪﻩ الﺸ ــيء اﳌﺎدي أو رﺳ ــﻢ حروف الكﻠﻤﺔ بﻞ الﻄﺎقﺔ الكﺎﻣنﺔ ﰲ
رﺳ ــﻢ الكﻠﻤﺔ أو ﻫيﺌﺔ اﳌﺎدة يقول ﰲ ذلﻚ "كﻞ ﺷ ــيء ﰲ الﻌﺎﱂ ﳛركﻪ ﻋﺚ
داﺧﻠي ليﺼــﺒﺢ ﺷــيﺌﺎ أكﱪ ﳑﺎ كﺎن ﻋﻠيﻪ ،وكﻞ ﺷــيء ﻫو الﺼــورة أو اﳊقيقﺔ
79
الﱵ نﺸـ ــﺄت ﻋﻤﺎ كﺎن اﳌﺎدة ﳍﺎ … ولكﻦ ﻫذﻩ اﳌﺎدة بغﲑ صـ ــورة ﺳـ ــوف ﻻ
تكون ﺷ ـ ــيﺌﺎ ﻷن كﻞ ﺷ ـ ــيء ص ـ ــورة ،إن اﳌﺎدة ﲟﻌنﺎﻫﺎ اﻷوﺳ ـ ــع ﻫي إﻣكﺎنيﺔ
الﺼورة ،والﺼورة ﻫي اﳊقيقﺔ الﺘﺎﻣﺔ لﻠﻤﺎدة" ويقول أيضﺎ "إن الﺼورة ليسﺖ
الﺸــكﻞ فقط ،ولكنﻬﺎ القوة اﳌﺸــكﻠﺔ ،وﻫي ﺿــرورة داﺧﻠيﺔ و ﻋﺚ يﻌجﻦ
اﳌﺎدة ا ردة إﱃ ﺷـكﻞ وﻏرض ﺧﺎص .إ ﺎ ﲢقيق ﻣقﺪرة اﳌﺎدة القويﺔ ،إ ﺎ
كﻤيﺔ القوى الكﺎﻣنﺔ ﰲ أي ﺷ ـ ــيء ليﻌي ويكون ويﺼ ـ ــﺒﺢ .إن الﻄﺒيﻌﺔ ﻏزو
الﺼورة لﻠﻤﺎدة والﺘﺪرج والﺘقﺪم وانﺘﺼﺎر اﳊيﺎة"). (51
أﻣﺎ ﻣﺎ يقررﻩ اﳌﺘﺼـ ـ ـ ـ ــوفﺔ ﻣﻦ اﳌسـ ـ ـ ـ ــﻠﻤﲔ وابﻦ ﻋرﰊ بوجﻪ ﺧﺎص إن
اﳊروف اﳍجـﺎئيـﺔ ليسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺖ رﻣوزا ﳎردة بـﻞ ﻫي أﻣﻢ وأقوام ﻣنﻬـﺎ الﻌﺒيـﺪ وﻣنﻬـﺎ
اﻷﺳـ ـ ـ ــيﺎد وقﺪ أفرد ﳍﺎ الﺸ ـ ـ ــيخ اﻷكﱪ ابﻦ ﻋرﰊ ﰲ فﺘوحﺎتﻪ فﺼـ ـ ـ ــﻠﲔ كﺎﻣﻠﲔ
)حواﱄ أربﻌﲔ صـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻔحـﺔ كﺒﲑة( إذ قرر أن الﺘكﻠﻢ حول ﺧواص اﳊروف ﻻ
ﳝكﻦ الﺘوصﻞ إليﻪ إﻻ ﻋﻦ ﻃريق الكﺸف واﳌﺸﺎﻫﺪة اﻹﳍيﺔ الﱵ تنﺎل لﺘﻌﺒﺪ
واﻻجﺘﻬﺎد ـ ـ ـ ـ ـ وﻫذا ﻣﺎ تﺒنﺎﻩ القنوجي ﻋنﺪﻣﺎ ﻋرف ﻋﻠﻢ اﳊروف وقﺎل ﻋنﻪ ﻻ
ﳝكﻦ الﺘوصﻞ إليﻪ إﻻ بﻄريق الكﺸف واﳌﺸﺎﻫﺪة ـ ولذلﻚ جﺎء كﻼم الﺸيخ
اﻻكﱪ حول اﳊروف فيﻪ ﺷـ ـ ــيء ﻣﻦ اﻹ ﺎم والغﻤوض واﺷ ـ ـ ــﺘﻤﻞ ﻋﻠى ﻣنﻬﺞ
فﻠسﻔي صوﰲ ﻏﲑ واﺿﺢ اﳌﻌﲎ – كﻌﺎدتﻪ ﰲ الكﺘﺎبﺔ – يقول ﰲ ذلﻚ "وﳌﺎ
كوﺷـ ــﻔنﺎ ﻋﻦ بسـ ــﺎئط اﳊروف وجﺪ ﻫﺎ ﻋﻠى أربﻌﺔ ﻣراتب )حروف( ﻣرتﺒﺘﻬﺎ
ﺳـ ـ ـ ــﺒع أفﻼك وﻫي اﻷلف والزاي والﻼم )وحروف( ﻣرتﺒﺘﻬﺎ ﲦﺎنيﺔ أفﻼك وﻫي
) (56اﳌقﺼود ﻷرواح :أﻋﺪاد اﳊروف واﻷﻋﺪاد إذ ﲨﻌﺖ ﻻ ﳝكﻦ أن ﲣرج رقﻤﲔ ﰲ
نﻔس اﳌرتﺒﺔ .
) (57اﻷصول والضوابط اﶈكﻤﺔ ،اﻻﻣﺎم الﺒوﱐ ،ص . 22
83
إن ﻣﺼ ــﻄﻠﺢ الروح ﻫو تﻌﺒﲑ قﺪﱘ لﻠقوة الﱵ تكﻤﻦ داﺧﻞ اﳊروف
ونسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻄيع أن نﻄﻠق ﻋﻠى ﻫـذﻩ اﳋـﺎصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيـﺔ اﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ )الﻄـﺎقـﺔ الﻔيز ئـﺔ الـذاتيـﺔ
لﻠحروف( والﱵ ﻫي اﳉزء الك ــﺎﻣﻦ ﰲ ذات اﳊروف ﻻ تنﻔ ــﻚ ﻋنﻬﻢ ولكﻦ
ﻻ يرى أﺛرﻫﺎ إﻻ ﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ حسب قوانينﻬﺎ اﳊرفيﺔ والﻌﺪديﺔ .
وإذا كﺎن لﻔﻼﺳـﻔﺔ اليو ن تقسـيﻢ ﺛﻼﺛي لﻠحروف فﺎن الﻌﺎﱂ الﻌرﰊ
داود اﻻنﻄﺎكي يرى ان لكﻞ حرف ﺳـ ـ ــﺒع قوى ﻣؤﺛرة ﳝكﻦ اﺳ ـ ــﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﰲ
اكﺘسـ ــﺎب ﺳـ ــر اﳊرف اﳌسـ ــﺘﺨﺪم وﰲ ذلﻚ يقول "أﻋﻠﻢ أن لﻠحرف جسـ ــﻤﺎ
وروحﺎ ونﻔســﺎ وقﻠﺒﺎ وﻋقﻼ وقوة كﻠيﺔ وقوة ﻃﺒيﻌيﺔ ،فﺼــورة اﳊرف جســﻤﻪ ،
وﺿـربﻪ ﰲ ﻣﺜﻠﻪ روحﻪ ،وﰲ ﺛﻼﺛﺔ أﻣﺜﺎلﻪ نﻔسـﻪ ،وﰲ أربﻌﺔ أﻣﺜﺎلﻪ قﻠﺒﻪ ،وﲤﺎم
ظﻬور قﻠﺒــﻪ وﻋقﻠــﻪ ،وﻣربع قوتــﻪ الﻄﺒيﻌيــﺔ ﰲ ﻋﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر قوتــﻪ الكﻠيــﺔ ") (58إن
ﻫذيﻦ الﺘقسـ ـ ــيﻤﲔ يؤكﺪان ﻋﻠى أن اﺳـ ـ ــﺘﺨﺪام ﻃﺎقﺔ اﳊروف اﳌؤﺛرة ﻻ يكون
إﻻ ﲟﻌرفﺔ نسب تﻠﻚ اﳊروف فﺒﻤﻌرفﺔ قواﻋﺪ وأﺳس ﻫذﻩ النسب اﳊرفيﺔ أو
الرقﻤيﺔ يسﻬﻞ ﻋﻠى اﻹنسﺎن اﺳﺘﺨﺪام ﻃﺎقﺔ اﳊروف والﺘﺄﺛﲑ ﺎ واﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ
فيﻤﺎ وﺿ ــﻌﺖ لﻪ ،وﳍذا يرى ﻋﻠﻤﺎء اﳊروف أنﻪ ﳚب ﻋﻠى اﳌﺸ ــﺘغﻞ ﲞواص
ﻫذﻩ اﳊروف أن يﻌرف كﻞ ﺷـيء ﻋنﻬﺎ ﻣذكرﻫﺎ وﻣؤنﺜﻬﺎ ،قويﻬﺎ وﺿـﻌيﻔﻬﺎ ،
نورانيﻬﺎ وظﻠﻤﺎنيﻬﺎ … إﱁ .
وانﻄﻼق ــﺎ ﻣﻦ ﻫ ــذﻩ القواﻋ ــﺪ واﻷفك ــﺎر ف ــﺈنن ــﺎ بﺘحﻠي ــﻞ اﳊروف الﱵ
تﺘكون ﻣنﻬﺎ ايﺔ كﻠﻤﺔ ﻣﻦ الكﻠﻤﺎت ﳝكننﺎ أن نقرر ﻣﻦ حيﺚ الكﻢ والكيف
.9ﻗﺼة ﻋﺠيبة
وﳑﺎ ﳛسـ ـ ــﻦ أن نضـ ـ ــيﻔﻪ ﰲ ﻣوﺿ ـ ـ ــوﻋنﺎ ﻫذا ﻣﺎ ذكرﻩ الﻌﻼﻣﺔ ﳏﻤﺪ
فريﺪ وجﺪي نقﻼ ﻋﻦ جريﺪة )الﻌﻠﻢ( الﺼ ـ ـ ــﺎدرة ﰲ 22أبريﻞ 1912ﲢﺖ
ﻋنوان ) ﻣﺸ ـ ـ ــﺎﻫﺪة ﻏريﺒﺔ ،الس ـ ـ ــﻼح اﳊﺎد ﻻ يؤﺛر ﰲ اﳉسـ ـ ـ ــﻢ اﻹنسـ ـ ـ ــﺎﱐ (
وﻣوﺿــوع ﻫذﻩ اﳊكﺎيﺔ الواقﻌيﺔ يوردﻫﺎ اﶈرر بقولﻪ " اتﺼــﻞ بنﺎ أول أﻣس انﻪ
ﺳــﺘجري ﲡربﺔ ﻋجيﺒﺔ وﻣﺸــﺎﻫﺪة ﻏريﺒﺔ ﻋﻠى جســﻢ اﻹنســﺎن ﰲ ﻋيﺎدة بﻌض
اﻷﻃﺒــﺎء فــذﻫــب أحــﺪ ﳏرري جريــﺪة ) الﻌﻠﻢ ( إﱃ تﻠــﻚ الﻌيــﺎدة وﻫنــﺎك رأى
ﲨﻌﺎ ﻏﲑ قﻠيﻞ ﻣﻦ اﳌﺼريﲔ واﻷجﺎنب رجﺎﻻ وﺳيﺪات وﰲ ﻣنﺘﺼف السﺎﻋﺔ
85
اﳋﺎﻣسـ ـ ـ ــﺔ حضـ ـ ـ ــر إﱃ تﻠﻚ الﻌيﺎدة ﻣﻬنﺪس ﻣﺼـ ـ ـ ــري وحضـ ـ ـ ــرة بﺖ أفنﺪي
ﺳـ ــﻠيﻤﺎن ﻣﻦ ﻣسـ ــﺘﺨﺪﻣي اﳊكوﻣﺔ فقﺪﻣﻪ الﺪكﺘور بﻼتﺸـ ــي ﻫراري صـ ــﺎحب
الﻌيﺎدة لﻠحﺎﺿـ ـ ـ ـريﻦ ،وقﺎل انﻪ ﺳ ـ ـ ـ ــيجري أﻣﺎﻣكﻢ ﲡربﺔ ليس ﳍﺎ ﻣﺜيﻞ وﻋنﺪ
ذلﻚ وقف حضـ ـ ـ ـ ـ ــرة اﳌﻬنﺪس ﰲ يﺪﻩ ورقﺔ ﻃوﳍﺎ 0,20ﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ وﻋرﺿ ـ ـ ـ ـ ــﻬﺎ
0,13ﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻢ وقﺎل :إن ﻫذﻩ الورقﺔ تﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻤﻞ ﻋﻠى بﻌض اﳊروف اﳌكﺘوبﺔ
ﳊﱪ وأ ﻣس ـ ـ ـ ــﺘﻌﺪ بكﺘﺎبﺘﻬﺎ ﻋﻠى أي ورقﺔ أﻣﺎﻣكﻢ إذا أردﰎ وﺳـ ـ ـ ـ ــﺄﳏو ﻫذا
اﳊﱪ ﳌـﺎء ﰲ وﻋـﺎء أﻣـﺎم أﻋينكﻢ ﰒ أﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع ﻋﻠيـﻪ جـﺎنﺒـﺎ ﻣﻦ الرﻣـﺎد وادﻫﻦ بـﻪ
ﻋضــو ﻣﻦ أﻋضــﺎء أي ﺷــﺨص ﻣنكﻢ وبﻌﺪ جﻔﺎفﻪ ﻻﳝكﻦ لﻠســﻼح أن يؤﺛر
فيــﻪ بقﻄع أو جرح فﻤﻦ ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء ﻣنكﻢ ان يﺘقــﺪم ﻹجراء ﻫــذﻩ الﺘجربــﺔ ﻋﻠى
جسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤـﻪ فﻠيﺘقـﺪم .فـﺄحجﻤوا ﲨيﻌـﺎ ﻣﻦ أجـﺎنـب ووﻃنيﲔ ﻋﻠى إجراء ﻫـذﻩ
الﺘجربﺔ اﳋﻄرة ،ولكﻦ احﺪ الﺸ ـ ـ ـ ــﺒﺎن اﳌﺼـ ـ ـ ـ ـريﲔ تقﺪم أﺧﲑا وقﺎل انﻪ يقﺒﻞ
جراء ﻫذﻩ الﺘجربﺔ ﻋﻠى ﺳ ـ ـ ــﺎقﻪ ،وبﻌﺪ ان ﻣﻞ اﳊﺎﺿـ ـ ـ ــرون الورقﺔ اﳌكﺘوبﺔ
احض ـ ـ ــر ﺧﺎدم الﻄﺒيب قﺪحﺎ ﻣﻦ اﳌﺎء القراح ووﻋﺎء فﺎﺧذ حضـ ـ ـ ــرة اﳌﻬنﺪس
ﲟحو اﳊﱪ ﻣﻦ الورقﺔ ﳌﺎء وبﻌﺪ ان تﻠون اﳌﺎء ﳊﱪ وﱂ يﺒق اﺛر لﻠورقﺔ وﺿع
ﻋﻠيﻪ الﱰاب ،ﰒ لﻄخ ﺳﺎق ذلﻚ الﺸﺨص وانﺘﻈر حﱴ جف وتﺸربﻪ اﳉﻠﺪ
،ﰒ أﻣر اﻷﻃﺒـﺎء ان ﳚربوا أﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠحﺘﻬﻢ فﺘقـﺪﻣوا ﻋﻠيـﻪ واحـﺪا بﻌـﺪ واحـﺪ وكـﻞ
ﻣنﻬﻢ بيﺪﻩ ﺳ ــﻼح ﻣﺜﻞ الس ــكﲔ واﳌﺸ ــرط واﳌوس وﳌﺎ ﱂ تؤﺛر تﻠﻚ اﻷﺳ ــﻠحﺔ
الﱵ اﻋﺘﺎدوا اﺳـ ـ ــﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﰲ الﻌﻤﻠيﺎت اﳉراحيﺔ احضـ ـ ــروا أﺳـ ـ ــﻠحﺔ جﺪيﺪة ﱂ
86
تكﻦ تسـ ـ ـ ـ ــﺘﻌﻤﻞ ﻣﻦ قﺒﻞ ﻣﻄﻠقﺎ فكﺎن نﺼ ـ ـ ـ ــيﺒﻬﺎ نﺼـ ـ ـ ـ ــيب اﻷﺳـ ـ ـ ـ ــﻠحﺔ اﻷوﱃ
فﺎﺳﺘوﱃ الﺪﻫﺸﺔ ﻋﻠى اﳊﺎﺿريﻦ وﻫنﺎ اذﻫﻞ اﳌﻬنﺪس بنجﺎح ﲡربﺘﻪ اﳌﺪﻫﺸﺔ.
اﻣﺎ اﻷﻃﺒﺎء الذيﻦ كﺎنوا يﺒﺎﺷـ ـ ـ ـ ـ ــرون ﻋﻤﻠيﺔ الﺘجربﺔ فﻬﻢ حضـ ـ ـ ـ ـ ـرات
الـﺪكﺘور ﻣـﺎنﻔريـﺪ نور والـﺪكﺘور افـﺎيو والـﺪكﺘور ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎكس ،اﻣـﺎ الورقـﺔ الﱵ
كﺘﺒﻬـﺎ اﳌﻬنـﺪس فكـﺎنـﺖ فيﻬـﺎ اﳊروف الﺘـﺎليـﺔ )ل س ع ا و( ﻣكﺘوبـﺔ ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘـﺔ
ﻣرات ﻋﻠى اوﺿ ـ ــﺎع ﳐﺘﻠﻔﺔ ،وقﺪ قﺎل أ ﺎ وحﺪﻫﺎ ﻻتكﻔي لﻠغرض اﳌقﺼ ـ ــود
بـﻞ ان الس ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﰲ ﺛﻼث حروف أﺧرى ﻻﳝكنﲏ ان ابوح ـﺎ ﻷحـﺪ وﻷجـﻞ
ذلﻚ اكﺘﺒﻬﺎ ﳌﺎء ﻋﻠى ظﻬر الورقﺔ وفﻌﻼ كﺘﺒﺘﻬﺎ .
ﰒ اﺷﺎر اﳌؤلف ـ اﶈرر ـ فقﺎل ﻋﻦ ﻫذﻩ اﳌسﺄلﺔ :
وقﺪ ﺳـ ـ ـ ـ ــﺄلﻪ اﶈرر إﻋﻄﺎءﻩ تﻔﺼـ ـ ـ ـ ــيﻼت ﻋﻦ ﻃريق اﻫﺘﺪائﻪ إﱃ ﻫذﻩ
اﳌسﺄلﺔ فﺎجﺎب ﲟﺎ ﰐ:
) لقﺪ ﲝﺜﺖ ﻃويﻼ ﻋﻤﺎ ﻫو اﻹنسـ ـ ـ ــﺎن وﻣﺎ وجﻪ تﻔضـ ـ ـ ــيﻠﻪ ﻋﻠى ﲨيع
اﳌﺨﻠوقـﺎت فرأيـﺖ انـﻪ جس ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ وﻋقـﻞ يﱰكـب ﻣﻦ اﳊروف ،كـﺎنـﺖ اﳊروف
ﻫي القوة الﻔﻌﺎلﺔ ﰲ تﻔض ـ ـ ـ ــيﻞ اﻹنس ـ ـ ـ ــﺎن ﻻ ﺎ ترﲨﺎن الﻌقﻞ واﳌﻌﱪ ﻋﻦ قوتﻪ
الــذاتيــﺔ ﰲ ﻫــذا الﻌــﺎﱂ .لــذلــﻚ وجــﺪت ﻣوﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوع الﺘــﺄﺛﲑ والﺘــﺄﺛر ﰲ نﻔس
اﻹنسـ ــﺎن ﻻن كﻠﻤﺘﲔ رﲟﺎ تنﺘﺞ ﻋنﻬﻤﺎ تغيﲑ دﻣﻪ إﱃ درجﺔ ﻣؤﺛرة ﰲ جسـ ــﻤﻪ
قـﺪ تؤدي ﲝيـﺎتـﻪ كـﺪرا وكﻤـﺪا ،وكﻠﻤﺘﲔ اﺧرتﲔ ﲤﻸنـﻪ اﻣﻼ وتنﻌﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎنـﻪ ﻣﻦ
ﲬﻠولــﻪ و ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ فيــﺄﰐ ﻣﻦ اﻷفﻌــﺎل ﻣــﺎ تﻌجز ﻋنــﻪ القوى الكﺒﲑة .وﻫنــﺎك
كﻠﻤﺘـ ــﺎن اﺧر ن رﲟـ ــﺎ ا رت اﳊروب الﱵ تـ ــذﻫـ ــب ﻵﻻف ﻣﻦ النﻔوس ،
87
ﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻤﻦ ذلــﻚ ينﺘﺞ ان أجزاء الكﻼم اﳌﻌﱪ ﻋنﻬــﺎ ﳊروف ﻫي روح ذلــﻚ
الﺘﺄﺛﲑ ،والﺘﺄﺛﲑ الﺼ ـ ـ ـ ــﺎدر ﻋنﻬﻤﺎ ﳚﻤع اﻷفﻌﺎل ﻋﻠى اﺧﺘﻼفﻬﺎ ورﲟﺎ ان ﻫذﻩ
اﳊروف ﻋنﺪ وص ــوﳍﺎ إﱃ اﳌخ بﻄريق اﻷذن ﲢﺪث ﻫذا ﻣﻦ الﺪاﺧﻞ ،فﻼبﺪ
ان يكون ﳍﺎ قوة أﺧرى تؤﺛر ﻋﻠى اﻷجس ـ ــﺎم ﻣﻦ اﳋﺎرج كﻤﺎ تﺸ ـ ــﺎﻫﺪ ﺛﲑﻫﺎ
ﻣﻦ الﺪاﺧﻞ ،وﻣﻦ ﻫنﺎ بﺪأت الﺒحﺚ ﰲ ﻣﻌرفﺔ قوة كﻞ حرف ﻣنﻔردا واﳌﻌﲎ
اﳌس ــﺘكﻦ فيﻪ وجوﻫر فﻌﻠﻪ ﰲ الﺘﺄﺛﲑ داﺧﻼ وﺧﺎرجﺎ ﻋﻦ اﻹنس ــﺎن ،ﰒ ﻣﻌرفﺔ
اﳊروف ﻣﺸـ ــﱰكﺔ بﻌضـ ــﻬﺎ ﻣع بﻌض و ﺛﲑﻫﺎ ﻣﻦ الﺪاﺧﻞ واﳋﺎرج ،فكﺎنﺖ
نﺘيجﺔ الﺒحﺚ ﻫي ﻣﻌرفﺔ حقيقﺔ الﺘﺄﺛﲑ .
وﳌـﺎ كـﺎنـﺖ اﳊروف ﳍـﺎ ﻫـذﻩ القوة الﻔﻌـﺎلـﺔ ﰲ كـﻞ ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــيء واﶈركـﺔ
لنﻈﺎم الﻌﺎﱂ والﺪافﻌﺔ لﻺنسـ ـ ـ ـ ــﺎن إﱃ اﻣﺘﺸ ـ ـ ـ ــﺎق اﳊسـ ـ ـ ـ ــﺎم واﻃﻼق الرصـ ـ ـ ـ ــﺎص
واﳌقذوفﺎت فﻼ بﺪ ان يكون ﳍﺎ قوة ﺳـ ــﻠﺒيﺔ أﺧرى تقﺎبﻞ ﻫذﻩ القوة اﻹﳚﺎبيﺔ
وتقي اﻷجسـ ـ ـ ـ ــﺎم قوة ﺛﲑ السـ ـ ـ ــﻼح اﳊﺎد وﻏﲑﻩ كﺎلرصـ ـ ـ ـ ــﺎص ،وقﺪ كﺎنﺖ
النﺘيجـﺔ ﻣﻦ كـﻞ ذلـﻚ اﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﺨراج اﳊروف اﳌكﺘوبـﺔ ﰲ الورقـﺔ الﱵ ﳍـﺎ ذلـﻚ
)(59
الﺘﺄﺛﲑ الﻌجيب ﰲ وقﺎيﺔ اﳉسﻢ ﻣﻦ ذلﻚ السﻼح اﳊﺎد "
ان ﻫــذﻩ اﳊــﺎدﺛــﺔ اﳌوﺛقــﺔ والﺘجربــﺔ الﻌﻤﻠيــﺔ لﺘؤكــﺪ لــﺪليــﻞ الــذي ﻻ
يقﺒﻞ الﺸـ ـ ـ ــﻚ ﻣﺎ لﻠحروف ﻣﻦ ﺛﲑ ﺳـ ـ ـ ــحري ﻋجيب ﰲ اﳌﺎد ت ،فيﺎ ﻫﻞ
ترى ﻣﺎذا احﺘوت ﻫذﻩ اﳊروف اﳋﻤس ــﺔ ) ل س ع ا م ( لكي ﲢﻤي ﺳ ــﺎق
ﻫــذا الرجــﻞ ﻣﻦ القﻄع أو الﻄﻌﻦ أو اﳉرح ،ﻻ بــﺪ ﻣﻦ ان يكون ﳍــﺎ فﻌــﻞ
) (59دائرة ﻣﻌﺎرف القرن الﻌﺸريﻦ ،ﳏﻤﺪ فريﺪ وجﺪي ،جـ ، 3ص . 416
88
فيز ئي ﻋجيـب ،فقـﺪ يكون لﻌﻤﻠيـﺔ دﻫﻦ ﻣنﻄقـﺔ ﻣﻌينـﺔ ﻣﻦ اﳉسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ﲟـﺎدة
ﻫـذﻩ اﳊروف ﺛﲑ ذري أو اﺷـ ـ ـ ـ ـ ـﻌـﺎﻋي ﻋﻠى ﻫـذﻩ اﳌنﻄقـﺔ فﺘﺘحول اﳌكو ت
الﺒﺸـريﺔ ﰲ جسـﻢ اﻹنسـﺎن إﱃ ﻣﺎدة صـﻠﺒﺔ ﻻتؤﺛر فيﻬﺎ السـكﲔ أو اﳌﺸـرط أو
حﱴ الﻄﻠقﺎت النﺎريﺔ وﺷ ـ ــﻈﺎ اﳌقذوفﺎت ﻣع اﺷ ـ ـﱰاك ﻫذا الﻌض ـ ــو الﺒﺸ ـ ــري
لﺼ ـ ـ ــورة اﳊيﺔ الﻄﺒيﻌيﺔ لﻼنس ـ ـ ــﺎن ،إن ﻫذﻩ الﺘجربﺔ والﻌﺸـ ـ ـ ـرات ﻣنﻬﺎ والﱵ
اجرينــﺎ بﻌض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬــﺎ لﺘؤكــﺪ ان لﻠحروف ﺛﲑ ﺧﻔي ﰲ ذا ــﺎ ،ان حرف اﳊــﺎء
اﳌﺎئي إذا كﺘب ﰲ ورقﺔ ﻣﺎ وﻏسـ ـ ـ ـ ــﻞ ﳌﺎء وﺷـ ـ ـ ـ ـربﻪ اﶈﻤوم اﳔﻔضـ ـ ـ ـ ــﺖ درجﺔ
حرارتﻪ وﻫذا الﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﳎر ت اﳌﻌرفﺔ لﺪى ﻋﻠﻤﺎء اﳊروف ،فﻤﺎ ﻫو السـ ـ ــر
ﰲ ﻫــذا اﳊرف أﻷنــﻪ ﳝﺜــﻞ اﳊرف اﻷول ﻣﻦ كﻠﻤــﺔ اﳊﻤى ،أم ﻻن لــﻪ ﺛﲑ
آﺧر .
إن ﻋﻠﻤـ ـ ــﺎء اﳊروف يقررون أن ﻣرض اﳊﻤى يﺘكون ﻣﻦ ﺛﻼﺛـ ـ ــﺔ
حروف ﻫي ) ح ،م ،ى ( اﺛنﺎن ﻣنﻬﺎ ر ن يسـ ـ ـ ـ ــﺒﺒﺎن ز دة اﳊرارة ) م ،
ى ( وواحـﺪ ﻣنﻬﻤـﺎ ﻣـﺎئي ﻫو ) ح ( وبكﺘـﺎبـﺔ ﻫـذا اﳊرف ﲦـﺎن ﻣرات بﻌـﺪدﻩ
يكون قـ ــﺪ ﻏﻠـ ــب ﻃﺒع اﳊرارة فﺘنﺨﻔض اﳊﻤى ﻋنـ ــﺪ اﳌريض إذن ﻻبـ ــﺪ ان
يكون لس ـ ــر اﳊروف ﺛﲑ ﻋﻠى جس ـ ــﻢ اﻹنس ـ ــﺎن وﻏﺪدﻩ وﺧﻼ ﻩ الﱵ تﻠﻌب
ﻫي اﻷﺧرى ﻻﺳﺘجﺎبﺔ لﻠﻔﻌﻞ الذي تؤديﻪ ﻃﺎقﺔ اﳊرف .
89
. 10ﺗﻔﺴﲑ ﻧظﺮية ﺧواص اﳊﺮوف
ان ﻫذﻩ الﻈواﻫر اﳋﺎرقﺔ ) فوق اﳊسـ ـ ــيﺔ ( جﻌﻠﺖ الﻌﻠﻤﺎء ﳛﺎولون
اﳚــﺎد تﻔس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﲑات ﻣنﻄقيــﺔ بﻌيــﺪة ﻋﻦ كــﻞ ﻣــﺎ ﻫو ﺧراﰲ أو ﻏﲑ واقﻌي وﻣﻦ
اﺷﻬر تﻔسﲑا ﻢ رأ ن ﳘﺎ :
.1ان الﻄﺎقﺔ السحريﺔ الﱵ ﰲ اﳊروف ترجع إﱃ اﳌزاج الذي فيﻬﺎ ،اذ
ان اﳊروف ﻣقس ـ ــﻤﺔ ﻋﻠى الﻄﺒﺎئع اﻻربﻌﺔ ،وﲣﺘص كﻞ ﻃﺒيﻌﺔ بﺼ ـ ــنف
ﻣﻦ اﳊروف يقع الﺘﺼـ ـ ـ ـريف ﰲ ﻃﺒيﻌﺘﻬﺎ فﻌﻼ وانﻔﻌﺎﻻ بذلﻚ الﺼ ـ ـ ـ ــنف
فﺘنوﻋﺖ اﳊروف بقوانﲔ يﻄﻠق ﻋﻠيﻬﺎ الﺒسط والﺘكسﲑ.
.2ان ﺳــر اﳊروف ﳛﺼــﻞ بســﺒب النســب الﻌﺪديﺔ ،فﺎن حروف اﲜﺪ
دالﺔ ﻋﻠى أﻋﺪادﻫﺎ اﳌﺘﻌﺎرفﺔ وﺿﻌﺎ وﻃﺒﻌﺎ ،ولﻸﲰﺎء أوفﺎق كﻤﺎ لﻼﻋﺪاد
،وﳜﺘص كﻞ ص ـ ــنف ﻣﻦ اﳊروف بﺼـ ـ ــنف ﻣﻦ اﻷوفﺎق الذي ينﺎﺳ ـ ــﺒﻪ
ﻣﻦ حيﺚ ﻋﺪد الﺸ ـ ـ ــكﻞ أو ﻋﺪد اﳊروف واﻣﺘزاج الﺘﺼ ـ ـ ــرف ﰲ الس ـ ـ ــر
اﳊرﰲ والســر الﻌﺪدي ﻷجﻞ الﺘنﺎﺳــب الذي بينﻬﻤﺎ ،ولﻠﺘنﺎﺳــب اﳊرﰲ
والﻌﺪدي أﺷـكﺎل كﺜﲑة كﺘنﺎﺳـب )الﺒﺎء ،والكﺎف ،والراء ( فكﻞ ﻣﻦ
ﻫــذﻩ اﳊروف ﳛﻤــﻞ دﻻلــﺔ الرقﻢ ) ( 2ولكﻦ بﺘﻔــﺎوت ﰲ كــﻞ ﻣرتﺒــﺔ ،
فـﺎلﺒـﺎء ﳌرتﺒـﺔ اﻵحـﺎد والكـﺎف ﳌرتﺒـﺔ الﻌﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرات ،والراء ﳌرتﺒـﺔ اﳌﺌـﺎت ،
وكذلﻚ اﳊﺎل لﺒقيﺔ اﳊروف اﳌﺒنيﺔ ﻋﻠى ﻫذا الﺘقسـ ــيﻢ اﳌسـ ــﻤى بﺘقسـ ــيﻢ
اﳌراتب أو ) ايقغ ( ،وكﻤﺎ ﻫو اﳊﺎل بﺘنﺎﺳـ ـ ـ ـ ــب اﳌراتب فﺎن تنﺎﺳ ـ ـ ـ ــب
الﺘضــﻌيف يﻠﻌب دروا ﻣﻬﻤﺎ ﰲ ﺧﺎصــيﺔ اﳊرف كﺎلﺘنﺎﺳــب اﳊﺎصــﻞ بﲔ
90
اﻻربﻌﺔ واﻻﺛنﲔ وﻫو ﻣﺎ يس ـ ــﻤى بنس ـ ــﺒﺔ الض ـ ــﻌف أو تنﺎﺳ ـ ــب الﺜﻠﺚ أو
الربع وﻫكذا.
.11رأي اﺑﻦ ﺧﻠﺪون ﰲ ﺧواص اﳊﺮوف
ﳛﺎول الﻌﻼﻣﺔ ابﻦ ﺧﻠﺪون أن يﻔسـ ـ ـ ـ ــر ﺳـ ـ ـ ـ ــر الﺘﺼـ ـ ـ ـ ـريف ﳊروف
فيقول " ﰒ اﺧﺘﻠﻔوا ﰲ ﺳ ـ ــر الﺘﺼ ـ ــرف الذي ﰲ اﳊروف ﻣﺎ ﻫو ،فﻤنﻬﻢ ﻣﻦ
جﻌﻠﻪ لﻠﻤزاج الذي فيﻪ ،وقس ــﻢ اﳊروف بﺘقس ــيﻢ الﻄﺒﺎئع إﱃ أربﻌﺔ أص ــنﺎف
كﻤﺎ لﻠﻌنﺎص ــر واﺧﺘﺼ ــﺖ كﻞ ﻃﺒيﻌﺔ بﺼ ــنف ﻣﻦ اﳊروف يقع الﺘﺼـ ـريف ﰲ
ﻃﺒيﻌﺘﻬﺎ فﻌﻼ وانﻔﻌﺎﻻ بذلﻚ الﺼ ـ ـ ـ ـ ــنف فﺘنوﻋﺖ اﳊروف بقﺎنون ص ـ ـ ـ ـ ـ ــنﺎﻋي
يسـ ـ ــﻤى الﺘكسـ ـ ــﲑ إﱃ ريﺔ وﻫوائيﺔ وﻣﺎئيﺔ وترابيﺔ ﻋﻠى حسـ ـ ــب الﻌنﺎصـ ـ ــر ،
فــﺎﻷلف لﻠنــﺎر والﺒــﺎء لﻠﻬواء واﳉيﻢ لﻠﻤــﺎء والــﺪال لﻠﱰاب ،ﰒ ترجع كــذلــﻚ
ﻋﻠى الﺘواﱄ ﻣﻦ اﳊروف والﻌنﺎص ـ ــر إﱃ ان تنﻔﺪ فﺘﻌﲔ لﻌنﺎص ـ ــر النﺎر حروف
ﺳﺒﻌﺔ اﻷلف واﳍﺎء والﻄﺎء واﳌيﻢ والﻔﺎء والسﲔ والذال ،وتﻌﲔ لﻌنﺎصر اﳍواء
ﺳـ ــﺒﻌﺔ أيضـ ــﺎ الﺒﺎء والواو واليﺎء والنون والضـ ــﺎد والﺘﺎء والﻈﺎء ،وتﻌﲔ لﻌنﺼـ ــر
اﳌﺎء أيضـﺎ ﺳـﺒﻌﺔ اﳉيﻢ والزاي والكﺎف والﺼـﺎد والقﺎف والﺘﺎء والغﲔ ،وتﻌﲔ
لﻌنﺎصـ ــر الﱰاب أيضـ ــﺎ ﺳـ ــﺒﻌﺔ حروف الﺪال واﳊﺎء والﻼم والﻌﲔ والراء واﳋﺎء
والﺸـ ـ ــﲔ (60).واﳊروف النﺎريﺔ لﺪفع اﻷﻣراض الﺒﺎردة وﳌض ـ ـ ــﺎﻋﻔﺔ قوة اﳊرارة
) (60ﻫذا الﺘقس ــيﻢ الذي اﻋﺘﻤﺪﻩ الﻌﻼﻣﺔ ابﻦ ﺧﻠﺪون ﻫو تقس ــيﻢ اﳌغﺎربﺔ فقط الذيﻦ يرون ان
حرف الﺼـ ـ ــﺎد ﻣكﺎن السـ ـ ــﲔ ،وحرف الضـ ـ ــﺎد ﻣكﺎن الﺼـ ـ ــﺎد ،وحرف السـ ـ ــﲔ ﻣكﺎن
الﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲔ ،وحرف الغﲔ ﻣكـﺎن الﻈـﺎء ،وحرف الﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲔ ﻣكـﺎن الغﲔ ،فﱰتيـب أﲜـﺪ
91
حيﺚ تﻄﻠب ﻣضـ ـ ــﺎﻋﻔﺎ ﺎ اﻣﺎ حس ـ ـ ـﺎً أو حكﻤﺎً لﺘضـ ـ ــﻌيف قوة اﳌريخ والقﺘﻞ
والﻔﺘﻚ ،واﳌﺎئيﺔ أيضـ ــﺎ لﺪفع اﻷﻣراض ﻣﻦ اﳊﻤيﺎت وﻏﲑﻫﺎ وتضـ ــﻌيف القوة
الﺒﺎردة حيﺚ تﻄﻠب ﻣض ــﺎﻋﻔﺎ ﺎ حس ـﺎً أو حكﻤﺎً لﺘض ــﻌيف قوة القﻤر)، (61
وﻣنﻬﻢ ﻣﻦ جﻌﻞ ﺳ ـ ـ ــر الﺘﺼـ ـ ـ ــرف الذي ﰲ اﳊروف ﰲ النسـ ـ ـ ــﺒﺔ الﻌﺪديﺔ فﺎن
حروف أﲜـﺪ دالـﺔ ﻋﻠى أﻋـﺪادﻫـﺎ اﳌﺘﻌـﺎرفـﺔ وﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻌـﺎ وﻃﺒﻌـﺎ فﺒينﻬﻤـﺎ ﻣﻦ اجـﻞ
تنﺎﺳـ ـ ـ ــب اﻷﻋﺪاد تنﺎﺳـ ـ ـ ـ ــب فيﻤﺎ بينﻬﺎ أيض ـ ـ ـ ــﺎ كﻤﺎ بﲔ الﺒﺎء والكﺎف والراء
لـ ــﺪﻻلﺘﻬـ ــﺎ كﻠﻬـ ــﺎ ﻋﻠى اﻻﺛنﲔ كﻼ ﰲ ﻣرتﺒﺘـ ــﻪ ،فـ ـﺎلﺒـ ــﺎء ﻋﻠى اﺛنﲔ ﰲ ﻣرتﺒـ ــﺔ
اﻵحﺎد ،والكﺎف ﻋﻠى اﺛنﲔ ﰲ ﻣرتﺒﺔ الﻌﺸـ ـ ـ ـ ـ ـرات ،والراء ﻋﻠى اﺛنﲔ ﰲ ﻣرتﺒﺔ
اﳌﺌ ــﺎت وك ــﺎل ــذي بينﻬﻤ ــﺎ وبﲔ اﳌيﻢ والق ــﺎف ب ــﺪﻻلﺘﻬ ــﺎ ﻋﻠى اﻻربﻌ ــﺔ .وبﲔ
الﺘس ـ ــﻠس ـ ــﻠي يكون ﻫكذا ) أﲜﺪ ﻫوز حﻄي كﻠﻤﻦ ﺳ ـ ــﻌﻔص قرﺳ ـ ــﺖ ﺛﺨذ ظغﺶ( ﰲ
حﲔ يرى اﳉﻤﻬور ان الﱰتيـب اﻻﲜـﺪي يكون ﻋﻠى ﻫـذا النس ـ ـ ـ ـ ـ ــق ) أﲜـﺪ ﻫوز حﻄي
كﻠﻤﻦ ﺳ ــﻌﻔص قرﺷ ــﺖ ﺛﺨذ ﺿ ــﻈغ ( ﻣﻦ حيﺔ = أﺧرى فﺎن ابﻦ ﺧﻠﺪون اﺳ ــﺘﺨﺪم
ترتيب اﳋﻔيف والﺜقيﻞ ﰲ اﳊروف وﻫو ﻣﺎ يسﻤى ب ـ ) ﻤﺖ ( أي النﺎر واﳍواء ﰒ اﳌﺎء
والﱰاب ،ﻻن الن ــﺎر اﺧف ﻣﻦ اﳍواء واﳍواء اﺧف ﻣﻦ اﳌــﺎء وﻫك ـذا ،وﻫــذا الﱰتيــب
ﻣﻌروف ولكنـﻪ ﳜـﺎلف ترتيـب ) نﺘﻬﻢ ( الـذي اﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﺨـﺪﻣـﻪ ﲨﻬور الﻌﻠﻤـﺎء ،ولـذا فـﺎن
اﻋﺘﻤــﺎد ﰲ ترتيــب ﻃﺒــﺎئع اﳊروف كــﺎن ﻋﻠى رأي اﳉﻤﻬور وليس اﳌغــﺎربــﺔ وﰲ ﻣﻠحق
الكﺘﺎب ﺳــﱰى ﻋزيزي القﺎرئ الﺘقســيﻤﺎت اﳊرفيﺔ الﻄﺒﺎئﻌيﺔ ﻋنﺪ اﳉﻤﻬور وﻋنﺪ اﳌغﺎربﺔ
ﻋﻠى حﺪ ﺳواء لﱰى الﻔرق بينﻬﻤﺎ .
) (61قس ـ ــﻢ اﻻقﺪﻣون ﻣﻦ الﻔﻼﺳ ـ ــﻔﺔ واﳌنجﻤﲔ الكواكب ﻋﻠى الﻄﺒﺎئع اﻻربﻌﺔ فجﻌﻠوا اﳌريخ
لﻌنﺼـر النﺎر لذلﻚ أﺷـﺎروا إﱃ ﻋﻼقﺘﻪ ﳊروب والﺪم واﳌﺸـﺎكﻞ ،وجﻌﻠوا القﻤر ﺿـﻤﻦ
ﻋنﺼر اﳌﺎء فربﻄوﻩ لزراﻋﺔ واﻷﻣراض الﺒﺎردة وﻣﺎ إﱃ ذلﻚ .
92
اﻻربﻌﺔ واﻻﺛنﲔ نسـ ــﺒﺔ ﺿـ ــﻌف وﺧرج لﻸﲰﺎء أوفﺎق كﻤﺎ لﻸﻋﺪاد ﳜﺘص كﻞ
ص ــنف ﻣﻦ اﳊروف بﺼ ــنف ﻣﻦ اﻻوفﺎق ينﺎﺳ ــﺒﻪ ﻣﻦ حيﺚ ﻋﺪد الﺸ ــكﻞ أو
ﻋﺪد اﳊروف واﻣﺘزاج تﺼ ـ ـ ـ ـ ــرف ﻣﻦ السـ ـ ـ ـ ـ ــر اﳊرﰲ والسـ ـ ـ ـ ـ ــر الﻌﺪدي ﻻجﻞ
الﺘنﺎﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــب الذي بينﻬﻤﺎ فﺄﻣﺎ ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــر الﺘنﺎﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــب الذي بﲔ اﳊروف وأﻣزجﺔ
الﻄﺒﺎئع ،أو بﲔ اﳊروف واﻷﻋﺪاد فﺄﻣر ﻋسـ ـ ـ ــر ﻋﻠى الﻔﻬﻢ اذ ليس ﻣﻦ قﺒيﻞ
الﻌﻠوم والقيﺎﺳﺎت واﳕﺎ ﻣسﺘنﺪﻫﻢ فيﻪ إﱃ الذوق والكﺸف .قﺎل الﺒوﱐ " :
وﻻ تض ــﻦ ان ﺳ ــر اﳊروف ﳑﺎ يﺘوص ــﻞ إليﻪ لقيﺎس الﻌقﻠي ،واﳕﺎ ﻫو بﻄريقﺔ
اﳌﺸ ـ ـ ــﺎﻫﺪة والﺘوفيق اﻹﳍي" وأﻣﺎ الﺘﺼ ـ ـ ـريف ﰲ ﻋﺎﱂ الﻄﺒيﻌﺔ ﰲ ﻫذﻩ اﳊروف
واﻷﲰـﺎء اﳌركﺒـﺔ فيﻬـﺎ و ﺛر اﻷكوان ﻋﻦ ذلـﻚ فـﺎﻣر ﻻ ينكر لﺜﺒوتـﻪ ﻋﻠى كﺜﲑ
ﻣنﻬﻢ .وقﺪ يض ــﻦ ان تﺼ ــرف ﻫؤﻻء وتﺼ ــرف أص ــحﺎب الﻄﻠس ــﻤﺎت واحﺪ
وليس كذلﻚ ،فﺎن حقيقﺔ الﻄﻠس ـ ـ ـ ــﻢ و ﺛﲑﻩ ﻋﻠى ﻣﺎ حققﻪ اﻫﻠﻪ ) انﻪ قوى
روحﺎنيﺔ ﻣﻦ جوﻫر القﻬر تﻔﻌﻞ فيﻤﺎ لﻪ ركب فﻌﻞ ﻏﻠﺒﻪ وقﻬر ﺳ ـ ـ ـ ـرار فﻠكيﺔ
ونســب ﻋﺪديﻪ وﲞورات جﻠﺒﺎت لروحﺎنيﺔ ذلﻚ الﻄﻠســﻢ ﻣﺸــﺪودة فيﻪ ﳍﻤﺔ
،فﺎئﺪ ﺎ ربط الﻄﺒﺎئع الﻌﻠويﺔ لﻄﺒﺎئع السـ ـ ـ ــﻔﻠيﺔ ( ولذلﻚ يقولون ﻣوﺿـ ـ ـ ــوع
الكيﻤيﺎء جسـ ــﺪ ﰲ جسـ ــﺪ ﻷن اﻹكسـ ــﲑ أجزاءﻩ كﻠﻬﺎ جسـ ــﻤﺎنيﺔ ،ويقولون
ﻣوﺿـوع الﻄﻠسـﻢ روح ﰲ جسـﺪ ﻷن ربط الﻄﺒﺎئع الﻌﻠويﺔ ﰲ الﻄﺒﺎئع السـﻔﻠيﺔ
جس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ،والﻄﺒـﺎئع الﻌﻠويـﺔ روحـﺎنيـﺔ ،ولﺘحقيق الﻔرق بﲔ تﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف أﻫـﻞ
الﻄﻠس ـ ــﻤﺎت وأﻫﻞ اﻷﲰﺎء بﻌﺪ ان تﻌﻠﻢ تﺼ ـ ــرف ﰲ ﻋﺎﱂ الﻄﺒيﻌﺔ كﻠﻪ اﳕﺎ ﻫو
لﻠنﻔس اﻹنسﺎنيﺔ واﳍﻤﻢ الﺒﺸريﺔ .
93
ان النﻔس اﻹنس ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎنيﺔ ﳏيﻄﺔ لﻄﺒيﻌﺔ وحﺎكﻢ ﻋﻠيﻬﺎ لذات ،إﻻ
ان تﺼـ ـ ـ ـ ـ ــرف أﻫﻞ الﻄﻠسـ ـ ـ ـ ـ ــﻤﺎت اﳕﺎ ﻫو اﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺘنزال روحﺎنيﺔ اﻷﻣﻼك وربﻄﻬﺎ
لﺼ ــور أو لنس ــب الﻌﺪديﺔ حﱴ ﳛﺼ ــﻞ ﻣﻦ ذلﻚ نوع ﻣزاج بﻔﻌﻞ اﻹحﺎلﺔ
والغﻠب ) كﻤﺎ ﳛﺼـ ــﻞ لﻠﺨﻤﲑة ﻣﻦ تغيﲑ( ،وتﺼـ ــرف أصـ ــحﺎب اﻷﲰﺎء اﳕﺎ
ﻫو ﲟـﺎ ﳛﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﳍﻢ ـﺎﻫـﺪة والكﺸـ ـ ـ ـ ـ ــف ﻣﻦ النور اﻹﳍي واﻹﻣـﺪاد الر ﱐ
فيسـ ــﺨر الﻄﺒيﻌﺔ لذلﻚ ﻃﺎئﻔﺔ ﻏﲑ ﻣسـ ــﺘﻌﺼـ ــيﺔ وﻻ ﲢﺘﺎج إﱃ ﻣﺪد ﻣﻦ القوى
الﻔﻠكيـﺔ وﻻ ﻏﲑﻫـﺎ ،ﻻن ﻣـﺪدﻫﻢ أﻋﻠى ﻣنﻬـﺎ وﳛﺘـﺎج أﻫـﻞ الﻈﻠﻤـﺎت إﱃ قﻠيـﻞ
ﻣﻦ الر ﺿـ ــﺔ تﻔيﺪ النﻔس قوة ﻋﻦ اﺳـ ــﺘنزال روحﺎنيﺔ اﻷفﻼك وأﻫون ﺎ وجﻬﺔ
ر ﺿـ ـ ــيﺔ ﲞﻼف اﻫﻞ اﻷﲰﺎء فﺎن ر ﺿـ ـ ــﺘﻬﻢ ﻫي الر ﺿـ ـ ــﺔ الكﱪى وليسـ ـ ــﺖ
بقﺼـ ـ ـ ــﺪ الﺘﺼـ ـ ـ ــرف ﰲ اﻻكوان اذ ﻫو حجﺎب واﳕﺎ الﺘﺼـ ـ ـ ــرف حﺎص ـ ـ ــﻞ ﳍﻢ
بﻌرض كراﻣﺔ ﻣﻦ كراﻣﺎت ﷲ ،فﺎن ﺧﻼ ص ـ ــﺎحب اﻷﲰﺎء ﻣﻦ ﻣﻌرفﺔ اﺳ ـ ـرار
ﷲ وحقﺎئق اﳌﻠكوت الذي ﻫو نﺘيجﺔ اﳌﺸـ ـ ـ ــﺎﻫﺪة والكﺸـ ـ ـ ــف واقﺘﺼـ ـ ـ ــر ﻋﻠى
ﻣنﺎﺳ ـ ـ ــﺒﺎت اﻷﲰﺎء وﻃﺒﺎئع اﳊروف والكﻠﻤﺎت تﺼـ ـ ـ ــرف ﺎ ﻣﻦ ﻫذﻩ اﳊيﺜيﺔ
وﻫؤﻻء ﻫﻢ اﻫﻞ الس ـ ــيﻤيﺎء ﰲ اﳌﺸ ـ ــﻬور ،كﺎن إذا ﻻفرق بينﻪ وبﲔ ص ـ ــﺎحب
الﻄﻠسـ ــﻤﺎت بﻞ صـ ــﺎحب الﻄﻠسـ ــﻤﺎت اوﺛق ﻣنﻪ ﻻنﻪ يرجع إﱃ ﻃﺒيﻌﺔ ﻋﻠﻤيﺔ
وقوانﲔ ﻣرئيﺔ ،واﻣﺎ أص ــحﺎب اﺳ ـرار اﻷﲰﺎء إذا فﺎتﻪ الكﺸ ــف الذي يﻄﻠع
بﻪ ﻋﻠى حقﺎئق الكﻠﻤﺎت وآ ر اﳌنﺎﺳـﺒﺎت بﻔوات اﳋﻠوص ﰲ الوجﻬﺔ وليس
ﰲ الﻌﻠوم اﻻص ـ ـ ـ ــﻄﻼحيﺔ قﺎنون برﻫﺎﱐ يﻌول ﻋﻠيﻪ يكون حﺎلﻪ اﺿ ـ ـ ـ ــﻌف رتﺒﺔ
وقﺪ ﳝزج صـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎحب اﻷﲰﺎء قوى الكﻠﻤﺎت واﻷﲰﺎء بقوى الكواكب فيﻌﲔ
94
بذكر اﻷﲰﺎء اﳊسـﲎ أو ﻣﺎ يرﺳـﻢ ﻣﻦ اوقﺎ ﺎ بﻞ ولسـﺎئر اﻷﲰﺎء اوقﺎ تكون
ﻣﻦ حﻈوظ الكوكب الذي ينﺎﺳـ ـ ـ ــب ذلﻚ اﻻﺳـ ـ ـ ــﻢ كﻤﺎ فﻌﻠﻪ الﺒوﱐ ﰲ كﺘﺎبﻪ
الذي ﲰﺎﻩ ) اﻻﳕﺎط ( وﻫذﻩ اﳌنﺎﺳــﺒﺔ ﻣﻦ لﺪن اﳊضــرة الﻌﻤﺎئيﺔ وﻫي برزﺧيﺔ
الكﻤﺎل اﻻﲰﺎئي واﳕﺎ تنزل تﻔيضـ ــﻠﻬﺎ ﰲ اﳊقﺎئق ﻋﻠى ﻣﺎ ﻫي ﻋﻠيﻪ ﳌنﺎﺳـ ــﺒﺔ
واﺛﺒﺎت ﻫذﻩ اﳌنﺎﺳـ ـ ــﺒﺔ ﻋنﺪﻫﻢ اﳕﺎ ﻫو ﲝكﻢ اﳌﺸـ ـ ــﺎﻫﺪة ،فﺎذا ﺧﻼ ص ـ ــﺎحب
اﻷﲰﺎء ﻋﻦ تﻠﻚ اﳌﺸﺎﻫﺪة وتﻠقى تﻠﻚ اﳌنﺎﺳﺒﺔ تقﻠيﺪا كﺎن ﻋﻤﻠﻪ ﲟﺜﺎبﺔ ﻋﻤﻞ
صـ ـ ـ ــﺎحب الﻄﻠسـ ـ ـ ــﻢ بﻞ ﻫو اوﺛق ﻣنﻪ كﻤﺎ قﻠنﺎ ،وكذلﻚ قﺪ ﳝزج أصـ ـ ـ ــحﺎب
الﻄﻠسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤـ ــﺎت ﻋﻤﻠـ ــﻪ وقوى كواكﺒـ ــﻪ بقوى الـ ــﺪﻋوات اﳌؤلﻔـ ــﺔ ﻣﻦ كﻠﻤـ ــﺎت
ﳐﺼ ـ ـ ــوص ـ ـ ــﺔ ﳌنﺎﺳـ ـ ـ ــﺒﺔ بﲔ الكﻠﻤﺎت والكواكب ،إﻻ ان ﻣنﺎﺳـ ـ ـ ــﺒﺔ الكﻠﻤﺎت
ﻋنﺪﻫﻢ ليسـ ـ ـ ــﺖ كﻤﺎ ﻫي ﻋنﺪ اصـ ـ ـ ــحﺎب اﻷﲰﺎء ﰲ اﻻﻃﻼع ﻋﻠى اصـ ـ ـ ــول
ﻣﺸـ ـ ــﺎﻫﺪة اﳕﺎ يرجع إﱃ ﻣﺎ اقﺘض ـ ـ ــﺘﻪ اص ـ ـ ــول ﻃريقﺘﻬﻢ الس ـ ـ ــحريﺔ ﰲ اقﺘس ـ ـ ــﺎم
الكواكـب ﲜﻤيع ﻣـﺎ ﰲ ﻋـﺎﱂ اﳌكو ت ﻣﻦ جواﻫر واﻋراض وذوات وﻣﻌـﺎﱐ ،
واﳊروف واﻷﲰﺎء ﻣﻦ ﲨﻠﺔ ﻣﺎ فيﻪ ولكﻦ واحﺪ ﻣﻦ الكوكب ﻏريﺒﺔ ﻣنكرة ﰲ
تقس ـ ـ ـ ـ ــيﻢ ﺳ ـ ـ ـ ـ ــور القرآن الكرﱘ وآيﻪ ﻋﻠى ﻫذا النحو كﻤﺎ فﻌﻠﻪ ابو ﻣسـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻤﺔ
ا ريﻄي ﰲ الغﺎيﺔ) ، (62والﻈﺎﻫر ﻣﻦ حﺎل الﺒوﱐ ﰲ اﳕﺎﻃﻪ انﻪ اﻋﺘﱪ ﻃريقﺘﻬﻢ
فــﺈن تﻠــﻚ اﻻﳕــﺎط إذا تﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﻔحﺘﻬــﺎ وتﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻔحــﺖ الــﺪﻋوات الﱵ تﻈﻤنﺘﻬــﺎ
وتقسـيﻤﻬﺎ ﻋﻠى ﺳـﺎﻋﺎت الكواكب السـﺒﻌﺔ ﰒ وقﻔﺖ ﻋﻠى الغﺎيﺔ وتﺼـﻔحﺖ
قيﺎﺳـ ـ ــﺎت الكواكب إﱃ الﺪﻋوة الﱵ تقﺎم لﻪ ﺎ ﺷـ ـ ــﻬﺪ لﻪ اﻣﺎ نﻪ ﻣﻦ ﻣﺎد ﺎ
) (63ﻣقﺪﻣﺔ ابﻦ ﺧﻠﺪون ،ص 549وﻣﺎ بﻌﺪﻫﺎ بﺘﻬذيب واﺧﺘﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر ،دائرة ﻣﻌﺎرف القرن
الﻌﺸريﻦ ،ﳏﻤﺪ فريﺪ وجﺪي ،جـ 3ص. 416
96
.12اﺷتﻘاق ﻣﻌاﱐ الكﻠﻤات ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻬا
وإذا كـﺎنـﺖ لﻠحروف ﻃـﺎقـﺔ فيز ئيـﺔ ذاتيـﺔ ﻣؤﺛرة ﰲ اﻷﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيـﺎء ﻣﻌﱪ
ﻋنﻬﺎ ﻋنﺪ القﺪﻣﺎء لقوة الروحﺎنيﺔ لﻠحرف ،فﺈن ﳍﺎ ﻣﻦ جﺎنب آﺧر قواﻋﺪ
ر ﺿــيﺔ تﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠى نســب اﳊروف واﻷﻋﺪاد تســﺎﻋﺪ ﻋﻠى اكﺘﺸــﺎف ا ﻬول
وﻣﻌرفﺔ اﻷحﺪاث اﳌسـ ـ ـ ــﺘقﺒﻠيﺔ قﺒﻞ وقوﻋﻬﺎ ،أو بﻌﺒﺎرة أﺧرى ﳍﺎ قﺪرة تنﺒؤيﺔ،
ورﲟﺎ تكون ﻫذﻩ الﻔكرة لﻠوﻫﻠﺔ اﻷوﱃ ﻏريﺒﺔ بﻌض الﺸ ـ ـ ـ ــيء ولكﻦ إذا رجﻌنﺎ
إﱃ ﻣـﺎدة الﻠغـﺔ الﻌربيـﺔ وقرأ ﻣـﺎ ﰲ ﻣﻌـﺎﲨﻬـﺎ وقواﻣيسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻬـﺎ نرى أن ذلـﻚ ليس
ﻏريﺒﺎً ،ولننقﻞ بﻌض ﻋﺒﺎرات الﻠغويﲔ ﰲ ذلﻚ .
يقول ابﻦ فﺎرس ﰲ فقﻪ الﻠغﺔ ـ ـ ـ ـ ب القول ﻋﻠى لغﺔ الﻌرب ،ﻫﻞ
ﳍﺎ قيﺎس؟ وﻫﻞ يﺸﺘق بﻌض الكﻼم ﻣﻦ بﻌض ؟ "اﲨع أﻫﻞ الﻠغﺔ ـ ـ ـ ـ ـ اﻻ ﻣﺎ
ﺷ ــذ ﻣنﻬﻢ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أن لﻠغﺔ الﻌرب قيﺎﺳ ــﺎ ،وان الﻌرب تﺸ ــﺘق بﻌض الكﻼم ﻣﻦ
بﻌض ،واﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ اﳉﻦ ﻣﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘق ﻣﻦ اﻻجﺘنـﺎن ،وان اﳉيﻢ والنون تـﺪل ﻋﻠى
السـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﱰ ،تقول الﻌرب لﻠﺪرع :جنﻪ أو اجنﻪ الﻠيﻞ ،وﻫذا جنﲔ أي ﻫو ﰲ
بﻄﻦ اﻣﻪ ،وان اﻻنس ﻣﻦ الﻈﻬور ،يقولون :آنســﺖ الﺸــيء أي ابﺼـرتﻪ ،
)(64
وﻋﻠى ﻫذا ﺳـ ـ ـ ــﺎئر كﻼم الﻌرب ،ﻋﻠﻢ بذلﻚ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ وجﻬﻠﻪ ﻣﻦ جﻬﻞ"
ويقول الﻌﻼﻣﺔ ابﻦ ﻣنﻈور " :واﻣﺎ ﻣﺎ تقﺎرب بﻌضـ ـ ـ ـ ـ ــﻬﺎ ﻣﻦ بﻌض وتﺒﺎﻋﺪﻫﺎ ـ
أي اﳊروف ـ ـ فﺎن ﳍﺎ ﺳرا يكﺸﻔﻪ ﻣﻦ تﻌنﺎﻩ ،كﻤﺎ انكﺸف لنﺎ ﺳرﻩ ﰲ حﻞ
اﳌﱰﲨﺎت لﺸـ ـ ـ ـ ـ ــﺪة احﺘيﺎجنﺎ إﱃ ﻣﻌرفﺔ ﻣﺎ يﺘقﺎرب ﻣنﻬﺎ بﻌضـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣﻦ بﻌض ،
.13التﻌﺮيﻒ ﳉﻔﺮ
ان ﻋﻠﻤﺎء اﳊروف وﺧﺎص ـ ــﺔ اﳌﺸ ـ ــﺘغﻠﲔ بقس ـ ــﻤﻪ الﺘنﺒؤي يقررون ان
ﰲ كﻞ ﺳـؤال جوابﻪ الذي يكﻤﻦ ﰲ حروفﻪ اﳌكون ﻣنﻬﺎ ،فكﻤﺎ ان الســؤال
ﻣكون ﻣﻦ حروف ﻣﻌروفﺔ وﻣﻔﻬوﻣﺔ وكذلﻚ اﳉواب فﺈذا اﺳ ـ ــﺘﻄﺎع اﻹنس ـ ــﺎن
ﻣﻌرفﺔ نس ـ ـ ـ ـ ــب وقواﻋﺪ حروف الس ـ ـ ـ ـؤال اﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻄﺎع ان يﻌرف حروف جوابﻪ
ﻻﺷﱰاك اﳉواب بنﻔس ﻣﺎدة السؤال وﻫي اﳊروف .
ﻫــذﻩ الﻔكرة جﻌﻠــﺖ الﻌﻠﻤــﺎء الﻌرب اﻷولﲔ ﳜرجون ﻋﻠﻤــﺎ جــﺪيــﺪا
ﳜص الﺘنﺒؤات اﳌسـ ــﺘقﺒﻠيﺔ ﻣﻌﺘﻤﺪيﻦ ﻋﻠى اﳊروف اﳍجﺎئيﺔ أﻃﻠقوا ﻋﻠيﻪ اﺳـ ــﻢ
) ﻋﻠﻢ اﳉﻔر ( وﲰي ذا اﻻﺳــﻢ ﻻن أص ـولﻪ اﻷوﱃ كﺘﺒﺖ ﻋﻠى جﻠﺪ ﺷــﺎة ،
وجﻠﺪ الﺸـ ـ ــﺎة يﻄﻠق ﻋﻠيﻪ اﺳ ـ ــﻢ اﳉﻔر فﺄﺧذ الﻌﻠﻢ اﺳـ ـ ــﻢ جﻠﺪ الﺸـ ـ ــﺎة .وقﺒﻞ
اﳋوض ﰲ اﻷفكﺎر اﳊرفيﺔ الﱵ توص ـ ـ ــﻞ إﱃ إﺧراج الﺘنﺒؤات اﳌس ـ ـ ــﺘقﺒﻠيﺔ ﻻبﺪ
لنﺎ كﻌﺎدتنﺎ ان نﻌرف ﻋﻠﻢ اﳉﻔر ونذكر قﺼﺘﻪ وأصولﻪ ﺧﺘﺼﺎر .
100
ان الغﻤوض والﺘﻌقيــﺪ الــذي ﳛويــﻪ قواﻋــﺪ ﻫــذا الﻌﻠﻢ جﻌــﻞ الﻌــﺪيــﺪ
ﻣﻦ الﺒﺎحﺜﲔ يﻌﺪونﻪ ﻣﻦ اﻷﺳ ـ ــﺎﻃﲑ أو اﳌس ـ ــﺘحيﻼت الﱵ ﻻﳝكﻦ إدراكﻬﺎ اذ
يقررون ان ﻣﻌرفﺔ ﻫذﻩ النسـب أو القواﻋﺪ السـريﺔ ﻻﳝكﻦ الﺘوصـﻞ إليﻬﺎ أبﺪا،
اﻷﻣر الذي جﻌﻠﻬﻢ يﻌﺪونﻪ ﻣﻦ ﻫرﻃقﺎت الﻔكر اﻹنسـ ـ ـ ــﺎﱐ ،ولكﻦ لرجوع
إﱃ ﻣقـﺎﻻت اﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻬر الﻠغويﲔ نرى ا ﻢ يقررون ﻋﻠى ﻋكس الﻔﺌـﺔ اﻷوﱃ ان
لﻠغﺘنﺎ الﻌربيﺔ ﺳ ـ ـ ــر ظﺎﻫر وﺳ ـ ـ ــر ﻃﻦ ﺳ ـ ـ ـواء كﺎن ﺧﺎص ـ ـ ــيﺔ ﺛﲑيﺔ فيز ئيﺔ ام
تنﺒؤيﺔ ،وقﺪ ذكر قﺪﳝﺎ اﻹﻣﺎم ﻋﻠي بﻦ اﰊ ﻃﺎلب ـ ـ ـ رﺿي ﷲ ﻋنﻪ ـ ـ ـ ﰲ ﺞ
الﺒﻼﻏـﺔ "ان لكـﻞ ظـﺎﻫر ﻃنـﺎً ﻋﻠى ﻣﺜـﺎلـﻪ" فـﺈذا اﻋﺘﱪ اﳊروف ﻣـﺎدة ظـﺎﻫرة
لسؤال ﻣﻌﲔ فﺈذن ﻻبﺪ ﻣﻦ ان يكون لنﻔس اﳊروف ﻣﻌﲎ اﺧر ﻃﻦ لذلﻚ
السؤال وﻫو ﻣﺎ يﻄﻠق ﻋﻠيﻪ ﳉواب .
ان الﻈﻬور اﻷول لﻼﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﺨﺪاﻣﺎت اﳊرفيﺔ الﺘنﺒؤيﺔ ﰲ فكر الﻌرﰊ
كﺎن ﻋﻠى يﺪ ﳔﺒﺔ ﻣﻦ اﻷصـ ـ ـ ــﻔيﺎء ﺷ ـ ـ ــغﻠﻬﻢ الﺼـ ـ ـ ــﻔﺎء الروحي والنﻔسـ ـ ـ ــي ﻣﻦ
ﻣﺎد ت اﳊيﺎة اﻷﻣر الذي ﻣﻬﺪ لﻠﻌﺪيﺪ ﻣنﻬﻢ الﺘوصﻞ إﱃ ﻣﻌرفﺔ بﻌض أﺳرار
الكون وﻣﻦ بينﻬﺎ اﳊروف اﳍجﺎئيﺔ وﻣﻦ ﰒ توص ــﻠوا ان كﻞ ﺳـ ـؤال يكﻤﻦ فيﻪ
جواب ــﻪ ،ولكﻦ – كﻤ ــﺎ قﻠن ــﺎ – ﻻ ﳝكﻦ الﺘوصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ إﱃ اﳉواب اﻻ ﲟﻌرف ــﺔ
النسـب اﳊرفيﺔ والﻌﺪديﺔ بﲔ حروف السـؤال ﻣﻦ جﻬﺔ وﻣﺎدة اﳉﻔر ﻣﻦ جﻬﺔ
أﺧرى وبﻄرائق ﻣﻌقﺪة يﻄﻠق ﻋﻠيﻬﺎ اﺳ ـ ــﻢ ) الﻠقط واﻻﺳ ـ ــﺘنﻄﺎق( وﻫذا اﻷﻣر
ﻻيكون إﻻ بﻔﻬﻢ حقيقﺔ اﳉﻔر وﻣﺎ لﻠحروف ﻣﻦ ﻣوازيﻦ وﻋﻼقﺎت .
101
.14ﺣﻘيﻘة اﳉﻔﺮ وﺗﺮﻛيبﻪ
فــﺄﻣــﺎ حقيقــﺔ اﳉﻔر ،فــﺎ ــﺎ تقوم ﻋﻠى أﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎس اﳊروف اﻷﲜــﺪيــﺔ
وبس ــﻄﻬﺎ وتوليﺪﻫﺎ بﺸ ــكﻞ ص ــﻔحﺎت ﻣﺘﻌﺪدة ،ويكون ذلﻚ ﺧذ اﳊروف
اﳍجﺎئيﺔ الﺜﻤﺎنيﺔ والﻌﺸ ـ ـ ـريﻦ وجﻌﻠﻬﺎ ﰲ بﺪايﺔ جﺪول ﻣكون ﻣﻦ ) 28ﻣربع
افقي × 28ﻣربع ﻋﻤودي( ﰒ تكسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﻫـذﻩ اﳊروف حﱴ ـﺎيﺘﻬـﺎ ليكﺘﻤـﻞ
اﳉﺪول ﻣكو الﺼ ـ ـ ـ ـ ــﻔحﺔ اﻷوﱃ ﻣﻦ كﺘﺎب اﳉﻔر ،ﰒ تكس ـ ـ ـ ـ ــر حروف كﻞ
ﺳــﻄر ﻣﻦ ﻫذﻩ الﺼــﻔحﺔ كﺎلﻄريقﺔ اﻷوﱃ ﻣﺸــكﻠﲔ ﲦﺎﱐ وﻋﺸ ـريﻦ صــﻔحﺔ ،
والﺸـ ـ ــيء نﻔسـ ـ ــﻪ يﻄﺒق ﻋﻠى ﻫذﻩ الﺼـ ـ ــﻔحﺎت لﺘﺸـ ـ ــكﻞ ﲟجﻤوﻋﻬﺎ )(784
صـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻔحـﺔ ﻫي ﻣـﺎدة اﳉﻔر أو كﻤـﺎ ﲰـﺎﻫـﺎ اﻹﻣـﺎم جﻌﻔر الﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدق )اﳋـﺎفيـﺔ
اﳊرفيﺔ( ،يقول اﻹﻣﺎم الﺒوﱐ ﻣوﺿ ـ ـ ـ ـ ــحﺎ ﻃريقﺔ وﺿ ـ ـ ـ ـ ــع اﳉﻔر الكﺒﲑ "تضـ ـ ـ ـ ــع
حروف اﲜﺪ ﻫوز إﱃ آﺧرﻫﺎ ) ( 28حرفﺎ كﻞ حرف ) ( 28صﻔحﺔ وكﻞ
صـ ـ ــﻔحﺔ ) ( 22ﺳـ ـ ــﻄرا وكﻞ ﺳـ ـ ــﻄر ) ( 28بيﺘﺎ ،وكﻞ بيﺖ ) (28حرفﺎ
وﳛﻔظ اﳊرف اﻷول ،والﺜﺎﱐ لﻠﺼـ ــﻔحﺔ الﺜﺎنيﺔ واﳊرف الﺜﺎلﺚ لرتﺒﺔ السـ ــﻄر
بقيﺎﺳ ـ ـ ـ ــﻪ ،والرابع ﳌرتﺒﺔ الﺒيﺖ ،فيكون ﻣكﺘوب ﰲ الﺒيﺖ ﻣﻦ الكﺘﺎب أربع
ألﻔﺎت وﰲ اﻷﺧﲑ أربع ﻏينﺎت ﻋﻠى وﺿـ ـ ـ ـ ــع ﳛﺼـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻣنﻪ اربع ﻣرات ﰲ كﻞ
ﺿ ـ ــﻠع ﻣﻦ اﻷﺿ ـ ــﻼع ﻃوﻻ وﻋرﺿ ـ ــﺎ ،وﻋﻠى ﻫذا القيﺎس يكون اﳉﻔر الكﺒﲑ
ﲦﺎنيﺔ وﻋﺸ ــرون كﺘﺎ وكﻞ كﺘﺎب ﲦﺎنيﺔ وﻋﺸ ــرون ص ــﻔحﺔ وكﻞ ص ــﻔحﺔ ﲦﺎنيﺔ
102
وﻋﺸرون بيﺘﺎً ـ ـ ـ ـ أي ﻣربﻌﺎ ﰲ كﻞ بيﺖ ـ ـ ـ ـ وﰲ كﻞ بيﺖ اربع حروف وﳎﻤوع
ﻋﺪد صﻔحﺎت اﳉﻔر ) ( 784صﻔحﺔ وﻋﺪد ﺳﻄورﻩ ). (69)"(31952
وﲜﻤﻌنـﺎ لﻌـﺪد ﲨيع اﻻحرف اﳌوجودة ﰲ ﻫـذﻩ الﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻔحـﺎت فـﺎ ـﺎ
ﺳ ــﺘﺒﻠغ ) (2458624حرفﺎً ،فﺘﺼ ــور وأنﺖ أﻣﺎم ﻫذﻩ الﺼ ــﻔحﺎت اﳌكونﺔ
ﻣﻦ آﻻف اﳊروف اﳌﺘنﺎظرة وﲟقﺪورك ان ﲡﺪ نس ـ ــﺒﺔ أي ﺳـ ـ ـؤال ﻣع ﻣﻌرفﺘﻚ
لقواﻋﺪ لقط اﳉواب واﺳ ــﺘنﻄﺎقﻪ ،افﻼ تﺘﻤكﻦ ﻣﻦ ﻣﻌرفﺔ حروف جواب أي
ﺳؤال ! .
.16الزايﺮجة
وﻻ يقﺘﺼـ ــر الﺘنﺒؤ اﳊرﰲ ﻋﻠى ﻋﻠﻢ اﳉﻔر الذي يﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠى أﺳـ ــﺎس
إﳚـﺎد الﻌﻼقـﺔ بﲔ حروف السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤال وﻣـﺎدة اﳉﻔر ،بـﻞ ﻫنـﺎك قواﻋـﺪ وقوانﲔ
حرفيـﺔ وﻋـﺪديـﺔ تسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻬﻢ ﰲ نﻔس النﺘيجـﺔ الﺘنﺒؤيـﺔ لﻠحرف الﱵ تسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻤى بـ
)الزايرجﺔ( والزايرجﺔ قواﻋﺪ وقوانﲔ حســﺎبيﺔ ﻣســﺘﺨرجﺔ ﻣﻦ اصــول ﻋﻠﻢ اﳉﻔر
وﻣﺒﺘكر ﺎ ﻫو الﻌﺎﱂ الﻌرﰊ اﳌغرﰊ أبو ﻋﺒﺪ ﷲ الســﺒﱵ الذي حﻞ أصــول ﻋﻠﻢ
اﳉﻔر ﰲ قوانﲔ حس ـ ــﺎبيﺔ "والزايرجﺔ ﻫو ﻋﻠﻢ اﺳ ـ ــﺘنﻄﺎق اﳊروف واﺳ ـ ــﺘجوا ﺎ
) (72ﺳر اﻻﺳرار ﰲ ﻋﻠﻢ اﻻﺧيﺎر ،ﻋﺒﺪ الﻔﺘﺎح الﻄوﺧي ،ص . 7
) (73لﺪينﺎ كﺘﺎب ﲢﺖ الﻄﺒع ﳛﻤﻞ ﻋنوان ) رﻣزيﺔ اﻷرقﺎم واﳊروف ﰲ الﻔكر الﻌرﰊ ( يﺘنﺎول
ﲨيع ﻫذﻩ اﻷفكﺎر بﺼورة ﻣﻔﺼﻠﺔ وﺷﺎﻣﻠﺔ .
106
وينق ــﻞ الﻌﻼﻣ ــﺔ ابﻦ ﻣنﻈور ﻋﻦ الﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيخ الﺒوﱐ قول ــﻪ "ﻣن ــﺎزل القﻤر ﲦ ــﺎني ــﺔ
وﻋﺸـ ـ ـ ــرون ﻣنﻬﺎ اربﻌﺔ ﻋﺸـ ـ ـ ــر فوق اﻷرض واربﻌﺔ ﻋﺸـ ـ ـ ــر ﲢﺖ اﻷرض ،قﺎل
وكذلﻚ اﳊروف ﻣنﻬﺎ أربﻌﺔ ﻋﺸ ـ ـ ــر ﻣﻬﻤﻠﺔ فوق اﻷرض ،وﻣنﻬﺎ اربﻌﺔ ﻋﺸ ـ ـ ــر
ﲢﺖ اﻷرض ،فﻤﺎ ﻫو ﻣنﻬﺎ ﻏﲑ ﻣنقوط فﻬو أﺷـﺒﻪ ﲟنﺎزل السـﻌود ،وﻣﺎ ﻫو
ﻣنﻬــﺎ ﻣنقوط فﻬو النحوس واﳌﻤﺘزجــﺎت وﻣــﺎ كــﺎن ﻣنﻬــﺎ لــﻪ نقﻄــﺔ واحــﺪة فﻬو
اقرب إﱃ الســﻌود ،وﻣﺎ ﻫو بنقﻄﺘﲔ فﻬو ﻣﺘوﺳــط ﰲ النحوس فﻬو اﳌﻤﺘزج،
وﻣﺎﻫو بﺜﻼث نقﺎط فﻬو ﻋﺎم النحوس"). (74
ان ﻋﻠﻤﺎئنﺎ الﻌرب وجﺪوا صــﻠﺔ ﺧﻔيﺔ بﲔ الكواكب واﳊروف اﻻ ا ﻢ
ﱂ يس ـ ـ ــﺘﻄيﻌوا ان يﻌﱪوا ﻋنﻬﺎ ﻻﺷ ـ ـ ــﻌﺎﻋﺎت أو الﱰددات الﱵ ترﺳ ـ ـ ـ ــﻠﻬﺎ ﻫذﻩ
الكواكـ ــب ويكون ﳍـ ــﺎ توافق وتنـ ــﺎﻏﻢ ﻣع بﻌض ﻣﻔردات الكون وﻣﻦ بينﻬـ ــﺎ
اﳊروف أو تنﺎفرﻫﺎ ،والﺸيء نﻔسﻪ ينﻄﺒق ﰲ اﺳﺘﺨﺪام اﳊروف ﰲ الﺘنﺒؤات
اذ يقرر ﻋﻠﻤﺎء ﻫذا الﻔﻦ ان لوقﺖ الس ـؤال اﳌﺘﻤﺜﻞ لﻄﺎلع الﻔﻠكي دور كﺒﲑ
ﰲ ﲢﺪيﺪ صحﺔ جوابﻪ .
ان ﻫذﻩ اﻷفكﺎر القﺪﳝﺔ ﰲ دراﺳﺔ ﺧﺎصيﺔ اﳊروف الﺘنﺒؤيﺔ ﻣﻬﺪت
الﻄريق لﺒﻌض الﺪارﺳﲔ اﳌﻌﺎصريﻦ لﻠغﺘنﺎ الﻌربيﺔ واﺷﺘقﺎقﺎ ﺎ وحروفﻬﺎ فﺨرجوا
بنﺘﺎئﺞ ﻃيﺒﺔ تؤكﺪ ان لﻠحرف الﻌرﰊ ﺧﺎصــيﺔ فيز ئيﺔ وتنﺒؤيﺔ ،وﻫذا ﻣﺎ اكﺪﻩ
اﻷﺳـ ــﺘﺎذ ﳏﻤﺪ ﻋنﱪ ﰲ دراﺳـ ــﺘﻪ الﺸـ ــﺎﻣﻠﺔ حول )جﺪليﺔ اﳊرف الﻌرﰊ وفيز ء
الﻔكر واﳌﺎدة( إذ أكﺪ ان ﳊروف لغﺘنﺎ الﻌربيﺔ ﺛﲑ فيز ئي ﰲ اﳌﺎد ت وﻣﻦ
) (75جﺪليﺔ اﳊرف الﻌرﰊ وفيز ء الﻔكر واﳌﺎدة ،ﳏﻤﺪ ﻋنﱪ ،ص . 27
) (76الكﻬف .آيﺔ . 18
108
اﶈتو ت
اﶈتو ت ﺻﻔﺤة
اﳌﺪﺧـ ـ ــﻞ 3
الﻔﺼﻞ اﻷول 12
ﺧواص اﻷرقﺎم الﻔيز ئيﺔ والﺘنﺒؤيﺔ
.1اﻷرقﺎم ﻋﱪ الﻌﺼور 12
.2فيﺜﺎﻏورس 2
.3اﻷرقﺎم الغﺎﻣضﺔ 15
.4أرﺳﻄو 16
.5اﻷرقﺎم ﻋنﺪ اﳌسﻠﻤﲔ 17
.6اﻷرقﺎم ﰲ القرون الوﺳﻄى 18
.7ﻋﻠﻢ اﻷرقﺎم 21
.8اﻷرقﺎم واﳌوﺳيقى 22
.9اﻷرقﺎم واﻷحﻼم 24
.10اﻷرقﺎم اﳌﺘحﺎبﺔ 27
.11اﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت اﻷرقﺎم ﻋنﺪ اﳌسﻠﻤﲔ 30
.12اﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت اﻷرقﺎم ﻋنﺪ اﳌﺘﺼوفﺔ 31
.13اﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت اﻷرقﺎم ﰲ اﻻوفﺎق 33
109
.14اﺳﺘﺨﺪام اﻻوفﺎق ﰲ الغرب 35
.15أنواع اﻷوفﺎق وأصوﳍﺎ 35
.16ﻃريقﺔ إﻋﺪاد الوفق اﳌﺜﻠﺚ 37
.17ﻃريقﺔ إﻋﺪاد الوفق اﳌربع 39
.18ﺳحر اﻷوفﺎق الرقﻤيﺔ 41
.19حسﺎب الغﺎلب واﳌغﻠوب الرقﻤي 42
.20اﻻﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت الرقﻤيﺔ لﻠوحي اﳊيﺎة 43
واﳌﻤﺎت
.21اﻻﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت اﳊﺪيﺜﺔ لﻸرقﺎم 43
.22اﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت ﺳﺎيكولوجيﺔ واقﺘﺼﺎديﺔ لﻸرقﺎم 45
111
.14حقيقﺔ اﳉﻔر وتركيﺒﻪ 101
.15اﺳﺘﺨراج اﳉواب ﻣﻦ اﳉﻔر 102
.16الزايرجﺔ 104
.17الزﻣﻦ الﻔﻠكي وﻋﻼقﺘﻪ ﲜواب السؤال 105
اﶈﺘو ت 108
112
113