You are on page 1of 14

‫الميقات للحج والعمرة على المذهب الشافعي ‪ -‬كتاب األم‬

‫اسم الكتاب‪:‬‬

‫األم‬

‫وز فيه ْالعُ ْم َرة ُ]‬


‫[بَاب ْال َو ْقت الَّذي ت َ ُج ُ‬

‫ع َرفَةَ‬ ‫سنَة ُكل َها َي ْو َم َ‬ ‫الر ُج ُل بعُ ْم َرة في ال َّ‬ ‫وز أ َ ْن يُه َّل َّ‬‫شافعي ‪َ -‬رح َمهُ اللَّهُ تَعَالَى ‪َ : )-‬ي ُج ُ‬ ‫ُُ (قَا َل ال َّ‬
‫طم َع بإد َْراك ْال َحج‬ ‫ط َم ْع بإد َْراك ْال َحج َوإ ْن َ‬ ‫سنَة إ َذا لَ ْم َي ُك ْن َحا ًّجا َولَ ْم َي ْ‬
‫غي َْرهَا م ْن ال َّ‬
‫َّام منًى َو َ‬ ‫َوأَي َ‬
‫ت ْالعُ ْم َرة ُ‬ ‫ع ْم َرة َوإ ْن لَ ْم يَ ْف َع ْل َوا ْعت َ َم َر َجازَ ْ‬ ‫ع ْم َرة أ َ ْو َحج َم َع ُ‬ ‫أَحْ َببْت لَهُ أ َ ْن َي ُكونَ إ ْه ََللُهُ ب َحج دُونَ ُ‬
‫علَى نَ ْفسه م ْن نَ ْذر أ َ ْو أ َ ْو َج َبهُ ت َ َب َّر َر أ َ ْو ا ْعت َ َم َر‬ ‫إن َكانَ أ َ ْو َج َب َها َ‬
‫ع ْم َرة ْ‬ ‫ع ْم َرة ُ ْاْلس ََْلم َو ُ‬
‫ع ْنهُ ُ‬ ‫ت َ‬‫َوأَجْ زَ أ َ ْ‬
‫غيْره‪.‬‬‫ع ْن َ‬ ‫َ‬

‫شافعي) ‪ :‬فَإ ْن قَا َل‬


‫(قَا َل ال َّ‬

‫(‪)641/2‬‬

‫سلَّ َم‬
‫علَيْه َو َ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َ‬ ‫سو ُل اللَّه ‪َ -‬‬ ‫وز أ َ ْن ت َ ُكونَ ْالعُ ْم َرة ُ في أَيَّام ْال َحج؟ قي َل قَ ْد أ َ َم َر َر ُ‬ ‫ْف يَ ُج ُ‬ ‫قَائل َو َكي َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬
‫ع َرفَة َومنًى َحا َجة ُم ْعت َم َرة ً َوالعُ ْم َرة ُ ل َها ُمتَقَد َمة َوقَ ْد‬ ‫َ‬ ‫ت َ‬ ‫ْ‬
‫على العُ ْم َرة فَ َوافَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت ال َح َّج َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شةَ فَأ ْد َخل ْ‬ ‫عائ َ‬ ‫‪َ -‬‬
‫ي في يَ ْوم النَّحْ ر‬ ‫صار َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫وب األ ْن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َّار بْنَ األس َْود َوأبَا أي َ‬ ‫ع ْنهُ ‪َ -‬هب َ‬ ‫َّ‬
‫ي اللهُ َ‬ ‫َّ‬
‫ع َم ُر ب ُْن الخَطاب ‪َ -‬رض َ‬ ‫ْ‬ ‫أ َ َم َر ُ‬
‫إن فَاتَهُ ْال َحج فَإ َّن أ َ ْع َ‬
‫ظ َم ْاألَيَّام‬ ‫ع ْم َرة ْ‬ ‫ع َم ُل ُ‬‫وف َويَ ْسعَى َويَحْ لقَ َويَح َّل فَ َه َذا َ‬ ‫ط َ‬ ‫َو َكانَ ُمه ًَّل ب َحج أ َ ْن يَ ُ‬
‫سك في َها للَّه ت َ َعالَى‪.‬‬ ‫ُح ْر َمةً أ َ ْو ََلهَا أ َ ْن يَ ْن َ‬

‫ع َر َفةَ َو ََل َليَالي منًى َّإَل أ َ ْن يَ ُكونَ َحا ًّجا‬


‫شافعي) ‪َ :‬و ََل َوجْ هَ َأل َ ْن يُ ْن َهى أ َ َحد أ َ ْن َي ْعت َم َر َي ْو َم َ‬ ‫( َقا َل ال َّ‬
‫ع َمل‬ ‫علَى َ‬ ‫ع َم َل ْال َحج ُكلَّهُ‪ ،‬ألَنَّهُ َم ْع ُكوف بمنًى َ‬ ‫علَى ْال َحج َو ََل َي ْعت َم ُر َحتَّى يُ ْكم َل َ‬ ‫فَ ََل يُدْخ ُل ْالعُ ْم َرة َ َ‬
‫ف‪ ،‬فَإ ْن ا ْعت َ َم َر َو ُه َو في َبقيَّة م ْن‬ ‫ط ْ‬‫ارة أ َ ْو لَ ْم َي ُ‬
‫اف للز َي َ‬ ‫ط َ‬ ‫الر ْمي َو ْاْلقَا َمة بمنًى َ‬ ‫ع َمل ْال َحج م ْن َّ‬ ‫م ْن َ‬
‫ع ْم َرة َ لَهُ َو ََل ف ْد َيةَ‬
‫ع َمل َحجه فَ ََل ُ‬
‫ع َمل م ْن َ‬ ‫علَى َ‬ ‫إحْ َرام َحجه أ َ ْو خَار ًجا م ْن إحْ َرام َحجه َو ُه َو ُمقيم َ‬
‫علَيْه ألَنَّهُ أ َ َه َّل ب ْالعُ ْم َرة في َو ْقت لَ ْم َي ُك ْن لَهُ أ َ ْن يُه َّل ب َها فيه‬ ‫َ‬
‫ارا‪َ ،‬و َه َذا قَ ْو ُل‬ ‫سنَة م َر ً‬ ‫الر ُج ُل في ال َّ‬ ‫س بأ َ ْن يَ ْعت َم َر َّ‬ ‫سنَة ُكل َها فَ ََل بَأ ْ َ‬ ‫شافعي) ‪َ :‬و ْالعُ ْم َرة ُ في ال َّ‬ ‫(قَا َل ال َّ‬
‫سنَة َّإَل َم َّرة ً‬ ‫غي َْر أ َ َّن قَائ ًَل م ْن ْالح َجازيينَ َكرهَ ْالعُ ْم َرة َ في ال َّ‬ ‫ْالعَا َّمة م ْن ْال َمكيينَ َوأ َ ْهل ْالب ُْل َدان‪َ ،‬‬
‫ش ْهر‬ ‫صلُ ُح َّإَل في يَ ْوم م ْن َ‬ ‫ش ْهر فَ ََل ت ُ ْشبهُ ْال َح َّج الَّذي ََل يَ ْ‬ ‫صلُ ُح في ُكل َ‬ ‫َت ْالعُ ْم َرة ُ ت َ ْ‬ ‫َواح َدةً‪َ ،‬وإ َذا َكان ْ‬
‫ي تُخَالفُهُ في َهذَا ُكله‪ ،‬فَإ ْن‬ ‫علَيْه َوه َ‬ ‫اس َ‬ ‫وز أ َ ْن تُقَ َ‬ ‫إن لَ ْم يُدْر ْك فيه ْال َح َّج فَاتَ إلَى قَابل فَ ََل يَ ُج ُ‬ ‫بعَيْنه ْ‬
‫َ‬
‫شة م َّم ْن ل ْم يَك ْن َمعَهُ َهدْي َوم َّم ْن َد َخ َل في أ ْمر النَّبي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫عائ َ‬ ‫َ‬
‫صفت؟ قي َل لهُ َ‬ ‫ْ‬ ‫على َما َو َ‬ ‫َ‬ ‫قَا َل قَائل‪َ :‬ما َد َّل َ‬
‫َ‬
‫على الط َواف للط ْمث فَأ َم َر َها‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت فَل ْم تَقد ْر َ‬ ‫َ‬ ‫ع ْم َرة ً فَعَر َك ْ‬ ‫سل َم ‪ -‬أ ْن يَ ُكونَ إحْ َرا ُمهُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫علَيْه َو َ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َ‬ ‫‪َ -‬‬
‫ْ‬
‫ع ْم َرت ُ َها في ذي الح َّجة‬ ‫َت ُ‬ ‫ً‬
‫َت قَارنَة َو َكان ْ‬ ‫ْ‬
‫سل َم ‪ -‬أ ْن تُه َّل بال َحج فَ َكان ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫عليْه َو َ‬ ‫َ‬ ‫صلى اللهُ َ‬‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫سو ُل الله ‪َ -‬‬ ‫َّ‬ ‫َر ُ‬
‫َ‬
‫ْف يُ ْنك ُر أ َحد بَ ْع َد‬ ‫ش ْهر فَ َكي َ‬ ‫ع ْم َرتَيْن في َ‬ ‫َت هَذه ُ‬ ‫ْ‬
‫سألتهُ أ ْن يُ ْعم َرهَا فَأ ْع َم َرهَا في ذي الح َّجة فَ َكان ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ث ُ َّم َ‬
‫سنَة َّإَل َم َّرةً؟‬ ‫ع ُم أ َ ْن ََل ت َ ُكونَ في ال َّ‬ ‫ش ْهر يَ ْز ُ‬ ‫سلَّ َم ‪ -‬بعُ ْم َرتَيْن في َ‬ ‫علَيْه َو َ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َ‬ ‫أ َ ْمر النَّبي ‪َ -‬‬
‫ع ْن بَ ْعض َولَد أَنَس بْن َمالك قَا َل ُكنَّا َم َع أَنَس بْن َمالك ب َم َّكةَ‬ ‫سيْن َ‬ ‫ع ْن ابْن أَبي ُح َ‬ ‫عيَ ْينَةَ َ‬ ‫أ َ ْخبَ َرنَا اب ُْن ُ‬
‫علي ْبن‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ع ْن ُم َجاهد َ‬ ‫ع ْن ابْن أَبي نَجيح َ‬ ‫عيَ ْينَةَ َ‬ ‫سهُ خ ََر َج فَا ْعت َ َم َر أ َ ْخبَ َرنَا اب ُْن ُ‬ ‫فَ َكانَ إ َذا َح َّم َم َرأْ َ‬
‫ع ْن ابْن‬ ‫سعيد َ‬ ‫ع ْن يَحْ يَى بْن َ‬ ‫ان َ‬ ‫ع ْم َرة‪ ،‬أ َ ْخبَ َرنَا ُ‬
‫س ْفيَ ُ‬ ‫ش ْهر ُ‬ ‫ع ْنهُ ‪ -‬قَا َل في ُكل َ‬ ‫ي اللَّهُ َ‬ ‫طالب ‪َ -‬رض َ‬ ‫أَبي َ‬
‫سنَة َم َّرتَيْن‪َ ،‬م َّرة ً م ْن ذي ْال ُحلَ ْيفَة َو َم َّرة ً م ْن ْالجُحْ فَة‪ ،‬أ َ ْخبَ َرنَا‬ ‫ت في َ‬ ‫شةَ ا ْعت َ َم َر ْ‬ ‫عائ َ‬ ‫سيب أ َ َّن َ‬ ‫ْال ُم َ‬
‫صلَّى اللَّهُ‬ ‫شةَ أ ُ َّم ْال ُمؤْ منينَ زَ ْو َج النَّبي ‪َ -‬‬ ‫عائ َ‬ ‫ع ْن ْالقَاسم بْن ُم َح َّمد أ َ َّن َ‬ ‫سار َ‬ ‫ص َدقَةَ بْن يَ َ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ان َ‬ ‫س ْفيَ ُ‬ ‫ُ‬
‫س ْب َحانَ‬ ‫َ‬
‫علَ ْي َها أ َحد؟ فَقَا َل ُ‬ ‫اب َذلكَ َ‬ ‫ع َ‬ ‫ْ‬
‫ص َدقَة‪ :‬فَقُلت ه َْل َ‬ ‫سنَة َم َّرتَيْن قَا َل َ‬ ‫ت في َ‬ ‫سل َم ‪ -‬ا ْعت َ َم َر ْ‬ ‫َّ‬ ‫علَيْه َو َ‬ ‫َ‬
‫ع ْب ُد‬ ‫ع ْن نَافع قَا َل ا ْعت َ َم َر َ‬ ‫ع ْقبَةَ َ‬ ‫سى بْن ُ‬ ‫ع ْن ُمو َ‬ ‫َس ب ُْن عيَاض َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الله أم ال ُمؤْ منينَ فَا ْستَحْ يَيْت‪ ،‬أ ْخبَ َرنَا أن ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫عبْد ال َمجيد‬ ‫ْ‬ ‫ع ْب ُد ال َو َّهاب ب ُْن َ‬ ‫ْ‬ ‫عام‪ ،‬أ ْخبَ َرنَا َ‬ ‫َ‬ ‫ع ْهد ابْن الزبَيْر َم َّرتَيْن في ُكل َ‬ ‫ع َم َر أَع َْوا ًما في َ‬ ‫اللَّه ب ُْن ُ‬
‫شافعي) ‪َ :‬وفي َما‬ ‫ش ْهر؟ قَا َل نَعَ ْم (قَا َل ال َّ‬ ‫ع ْن ْالعُ ْم َرة في ُكل َ‬ ‫طاء َ‬ ‫ع َ‬ ‫سئ َل َ‬ ‫ع ْن َحبيب ْال ُم َعلم قَا َل ُ‬ ‫َ‬
‫غيْرهَا في ذي ْالح َّجة َوفي أَنَّهُ‬ ‫سلَّ َم ‪َ -‬و َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫و‬ ‫ْه‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫َّ‬ ‫الل‬ ‫ى‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫ص‬
‫َ‬ ‫‪-‬‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ر‬ ‫م‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫ش‬
‫َ‬ ‫ائ‬ ‫ع‬
‫َ َ‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ْ‬ ‫ص‬
‫َو َ‬
‫ش ْهر َم َّرتَيْن‬ ‫ت في َ‬ ‫غيْره َوإ َذا َجازَ ْ‬ ‫ْ‬
‫وز في زَ َمان ال َحج َو َ‬ ‫ْ‬
‫ا ْعت َ َم َر في أ َ ْش ُهر ال َحج بَ َيان أ َ َّن العُ ْم َرة َ ت َ ُج ُ‬ ‫ْ‬
‫سنَة َّإَل َم َّرة ً َواح َدة ً‬ ‫ون في ال َّ‬ ‫ت َم ْعنَى ال َحج الَّذي ََل َي ُك ُ‬ ‫ْ‬ ‫سلَّ َم ‪ -‬زَ ا َيلَ ْ‬ ‫علَيْه َو َ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َ‬ ‫بأ َ ْمر النَّبي ‪َ -‬‬
‫صاحبُهُ‬ ‫ش ْهر‪َ ،‬وحينَ أ َ َرا َدهُ َ‬ ‫ت في ُكل َ‬ ‫صلُ َح ْ‬ ‫َو َ‬

‫(‪)641/2‬‬

‫علَيْه قَ ْب َل أ َ ْن يُ ْكملَهُ‬ ‫َّإَل أ َ ْن َي ُكونَ ُمحْ ر ًما بغَيْرهَا م ْن َحج أ َ ْو ُ‬


‫ع ْم َرة فَ ََل يُدْخ ُل إحْ َرا ًما بغَيْره َ‬

‫علَى ْالعُ ْم َرة َما لَ ْم يَ ْد ُخ ْل في‬ ‫شافعي) ‪َ :‬وإ َذا أ َ َه َّل َر ُجل بعُ ْم َرة َكانَ لَهُ أ َ ْن يُدْخ َل ْال َح َّج َ‬ ‫( َقا َل ال َّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫عليْه ال َح َّج َول ْو فَعَ َل ل ْم يَلزَ ْمهُ َحج ألنَّهُ يَ ْع َم ُل في‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْس لهُ أ ْن يُدْخ َل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫الط َواف بالبَيْت فَإ َذا َد َخ َل فيه فَلي َ‬ ‫َّ‬
‫ع َمل ْالعُ ْم َرة َولَ ْو َكانَ إ ْه ََللُهُ ب َحج لَ ْم‬ ‫علَى َ‬ ‫ْس لَهُ إ ْدخَا ُل ْال َحج فيه َ‬ ‫ع ْم َرته في َو ْقت لَي َ‬ ‫ْال ُخ ُروج م ْن ُ‬
‫علَيْه ف ْديَة‬‫علَيْه ْالعُ ْم َرة َ َولَ ْو فَ َع َل لَ ْم يَ ُك ْن ُمه ًَّل بعُ ْم َرة َو ََل َ‬
‫يَ ُك ْن لَهُ أ َ ْن يُدْخ َل َ‬
‫ع َم َل‬ ‫علَى ْال َحج َحتَّى يُ ْكم َل َ‬ ‫سنَة ُكل َها َو َم ْن َح َّج لَ ْم يُدْخ ْل ْالعُ ْم َرة َ َ‬ ‫(قَا َل) ‪َ :‬و َم ْن لَ ْم يَ ُح َّج ا ْعت َ َم َر في ال َّ‬
‫ام إلَى آخرهَا َوإ ْن نَفَ َر النَّفَ َر ْاأل َ َّو َل فَا ْعت َ َم َر يَ ْومئذ لَز َمتْهُ ْالعُ ْم َرة ُ‬ ‫ْال َحج َو ُه َو آخ ُر أَيَّام الت َّ ْشريق إ ْن أَقَ َ‬
‫ي َولَ ْو أ َ َه َّل ب ْالعُ ْم َرة في يَ ْوم النَّ ْفر ْاأل َ َّول َولَ ْم‬ ‫ع َمل َولَ ْو أ َ َّخ َرهُ َكانَ أ َ َحبَّ إلَ َّ‬ ‫علَيْه ل ْل َحج َ‬ ‫ألَنَّهُ لَ ْم يَبْقَ َ‬
‫ع َمل ْال َحج فَ ََل يَ ْخ ُر ُج م ْنهُ َّإَل ب َك َماله َو ْال ُخ ُرو ُج‬ ‫ع َمل م ْن َ‬ ‫علَى َ‬ ‫يَ ْنف ْر َكانَ إ ْه ََللُهُ بَاط ًَل ألَنَّهُ َم ْع ُكوف َ‬
‫سول‬ ‫سنَّة َر ُ‬‫ف ُ‬ ‫سنَة َّإَل َم َّرةً‪َ ،‬و َه َذا خ ََل ُ‬ ‫ض ح َجازيينَا فَقَا َل ََل يَ ْعت َم ُر في ال َّ‬ ‫م ْنهُ (قَا َل) ‪َ :‬وخَالَفَنَا بَ ْع ُ‬
‫ف ف ْعل‬ ‫سنَة َواح َدة َم َّرتَيْن َوخ ََل ُ‬ ‫ش ْهر َواحد م ْن َ‬ ‫شة َ ف ي َ‬ ‫عائ َ‬ ‫سلَّ َم ‪ -‬فَقَ ْد أ َ َ‬
‫ع ْم َر َ‬ ‫علَيْه َو َ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َ‬
‫اللَّه ‪َ -‬‬
‫ص ُل‬ ‫ع َوام النَّاس َوأ َ ْ‬ ‫ع ْن ُه ْم ‪َ -‬و َ‬‫ي اللَّهُ َ‬ ‫ع َم َر َوأَنَس ‪َ -‬رض َ‬ ‫طالب َوابْن ُ‬ ‫علي بْن أَبي َ‬ ‫شةَ نَ ْفس َها َو َ‬‫عائ َ‬ ‫َ‬
‫َّ‬
‫صل ُح إَل في يَ ْوم‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫س َها بال َحج الذي ََل يَ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْف قَا َ‬ ‫سنَة فَ َكي َ‬ ‫صل ُح في ُكل ال َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫إن َكانَ قَ ْولهُ‪ :‬أ َّن العُ ْم َرة َ ت َ ْ‬ ‫قَ ْوله ْ‬
‫َ‬
‫ْف ل ْم يَ ْعت َم ْر في أي‬ ‫َ‬ ‫ي َوقت شَا َء‪ ،‬فَ َكي َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫سنَة؟ َوأي َوقت َوقت للعُ ْم َرة م ْن الش ُهور؟ فَإ ْن قَا َل‪ :‬أ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫م ْن ال َّ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫علَى َما قلنَا‪.‬‬ ‫ْ‬
‫ارا‪َ ،‬وقَ ْو ُل العَا َّمة َ‬ ‫َو ْقت شَا َء م َر ً‬

‫اب َم ْن أ َ َه َّل ب َح َّجتَيْن أ َ ْو ُ‬


‫ع ْم َرتَيْن]‬ ‫[بَ ُ‬

‫علَيْه َح ًّجا آخ ََر قَ ْب َل‬ ‫شافعي ‪َ -‬رح َمهُ اللَّهُ تَعَالَى ‪َ : )-‬م ْن أ َ َه َّل ب َح َّجتَيْن َمعًا أ َ ْو َح َّج ث ُ َّم أ َ ْد َخ َل َ‬ ‫(قَا َل ال َّ‬
‫غيْره (قَا َل)‬ ‫ضاء َو ََل َ‬ ‫عليْه في الثاني م ْن ف ْديَة َو ََل قَ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َي َء َ‬ ‫ْ‬
‫أ َ ْن يُ ْكم َل ال َح َّج فَ ُه َو ُمهل ب َحج َواحد َو ََل ش ْ‬
‫ط َواف َو ََل ح ََلق َو ََل َر ْمي َو ََل ُمقَام بمنًى‪ ،‬فَإ ْن قَا َل قَائل‬ ‫علَيْه َ‬‫ع َمل ْال َحج أ َ ْن ََل يَ ْبقَى َ‬ ‫‪َ :‬وإ ْك َما ُل َ‬
‫ْ‬
‫ون َك َمالُهُ‬ ‫علَى َك َماله فَيُدْخ ُل فيه َح َرا ًما َويَ ُك ُ‬ ‫ي بعَ َمله َ‬ ‫علَيْه في ْال َحج أ َ ْن يَأت َ‬ ‫ْف قُ ْلت َه َذا؟ قي َل َكانَ َ‬ ‫فَ َكي َ‬
‫ْ‬
‫أ َ ْن ي ُْخر َج م ْنهُ َح ََلَل م ْن يَ ْوم النَّحْ ر م ْن بَ ْعضه دُونَ بَ ْعض َوبَ ْع َد النَّحْ ر م ْن ُكله ب َك َماله فَل ْو ألزَ ْمنَاهُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ْال َح َّجتَيْن َوقُ ْلنَا‪ :‬أ َ ْك َم َل إحْ َدا ُه َما أ َ َم ْرنَاهُ ب ْاْلحْ ََلل َو ُه َو ُمحْ رم ب َحج‪َ ،‬ولَ ْو قُ ْلنَا لَهُ ََل ت َْخ ُر ُج م ْن إحْ َرام‬
‫ع َمل ْال َحج دُونَ بَ ْعض فَإ ْن قَا َل َو َما‬ ‫أ َ َحده َما َّإَل ب ُخ ُروجك م ْن ْاْلخَر ب َك َماله قُ ْلنَا لَهُ ائْت ببَ ْعض َ‬
‫ارا للَّذي بَ ْع َدهُ َولَ ْو َجازَ َه َذا‬ ‫ظ ً‬ ‫ع َمل ْال َحج؟ قي َل ْالح ََل ُق فَأ َ َم ْرنَاهُ أ َ ْن ََل يُ ْكم َل ْال َح َّج ا ْنت َ‬ ‫علَيْه م ْن َ‬ ‫يَ ْبقَى َ‬
‫َجازَ أ َ ْن يُقَا َل لَهُ أق ْم في بَلَدك أ ْو في َم َّكةَ َو ََل ت ُ ْعم ْل أل َحد حجيك َحتَّى ت ُ ْعم َل لْلخَر م ْن ُه َما َك َما يُقَا ُل‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ط َل ْاْلخ َُر َولَ ْو قُ ْلنَا بَ ْل يَ ْع َم ُل أل َ َحده َما َويَ ْبقَى ُمحْ ر ًما‬ ‫عم َل ب َحج َواحد َوبَ َ‬ ‫ون إنَّ َما َ‬‫ل ْلقَارن‪ ،‬فَيَ ُك ُ‬
‫ط‬‫سقَ َ‬ ‫علَيْه في أ َ َحده َما َما َ‬ ‫ب َ‬ ‫ْف يَج ُ‬ ‫ع َم َل ْاْلخَر فَ َكي َ‬ ‫ب ْاْلخَر قُ ْلنَا‪ :‬فَ ُه َو لَ ْم يُ ْكم ْل َ‬
‫ع َم َل أ َ َحده َما َوأ َ ْك َم َل َ‬
‫ع ْنهُ في ْاْلخَر؟ فَإ ْن قُ ْلت بَ ْل يَحل م ْن أ َ َحده َما‪ ،‬قي َل فَلَ ْم يَ ْلزَ ْمهُ أ َ َدا ُء ْاْلخَر إ َذا َجازَ لَهُ أ َ ْن يَ ْخ ُر َج م ْن‬ ‫َ‬
‫غيْره َّإَل بتَجْ ديد ُد ُخول فيه‪.‬‬ ‫ْاأل َّول لَ ْم يَ ْد ُخ ْل في َ‬ ‫َ‬

‫اخت ََلفًا َيقُولُونَ‬ ‫ع ْنهُ لَ ْم نَ ْعلَ ْم م ْن ُه ْم ْ‬


‫ظنَا َ‬ ‫َطاب َو َكثير م َّم ْن َحف ْ‬ ‫ع َم ُر ب ُْن ْالخ َّ‬‫شافعي) ‪َ :‬وإ َذا َكانَ ُ‬ ‫(قَا َل ال َّ‬
‫ضى ْال َح َّج ْالفَائتَ لَ ْم َي ُج ْز أ َ َبدًا‬ ‫سعَى َو َحلَقَ ث ُ َّم قَ َ‬‫اف َو َ‬ ‫ط َ‬ ‫إ َذا أ َ َه َّل ب َحج ث ُ َّم فَاتَهُ َ‬
‫ع َرفَةُ لَ ْم َيقُ ْم َح َرا ًما َو َ‬
‫ط إحْ َدى ا ْل َح َّجتَيْن‬ ‫سقُو ُ‬ ‫يم َح َرا ًما َب ْع َد ْال َحج ب َحج َوإ َذا لَ ْم َي ُج ْز لَ ْم يَ ُج ْز َّإَل ُ‬‫في الَّذي لَ ْم َيفُتْهُ ْال َحج أ َ ْن يُق َ‬
‫س ُن‬ ‫طاء أَنَّهُ قَا َل إ َذا أ َ َه َّل ب َح َّجتَيْن فَ ُه َو ُمهل ب َحج َوت َابَ َعهُ ْال َح َ‬ ‫ع َ‬‫ع ْن َ‬‫ي م ْن َوجْ ه َ‬ ‫َواَللَّهُ أ َ ْعلَ ُم َوقَ ْد ُرو َ‬
‫سن (قَا َل) ‪َ :‬و ْالقَ ْو ُل في ْالعُ ْم َرتَيْن َه َك َذا‬ ‫ب ُْن أَبي ْال َح َ‬

‫(‪)641/2‬‬
‫ط َواف‬ ‫صفَا َو ْال َم ْر َوة َو ْالح ََل ُق َوأ َ ْم ُر ُه ْم َم ْن فَاتَهُ ْال َحج أ َ ْن يَح َّل ب َ‬ ‫اف ب ْالبَيْت َوبال َّ‬ ‫الط َو ُ‬ ‫َو َك َما ُل ْالعُ ْم َرة َّ‬
‫غيْر أ َ ْش ُهر ْال َحج أل َ َّن َم ْن‬ ‫وز أ َ ْن يُه َّل ب ْال َحج في َ‬ ‫علَى أَنَّهُ ََل يَ ُج ُ‬ ‫س ْعي َوح ََلق َويَ ْقضي يَد ََُّلن َمعًا َ‬ ‫َو َ‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫يم َح َرا ًما إلى قَابل َو ََل أ َرا ُه ْم أ َم ُروهُ بال ُخ ُروج م ْن إحْ َرامه بالط َواف َو ََل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫فَاتَهُ ال َحج قَ ْد يَقد ُر أ ْن يُق َ‬
‫على أنَّهُ إذا خ ََر َج م ْن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫غيْر أ ْش ُهر ال َحج َويَدُل َ‬ ‫َ‬ ‫يم ُمحْ ر ًما ب َحج في َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وز لهُ أ ْن يُق َ‬ ‫يُقي ُم َح َرا ًما ألَنَّهُ ََل يَ ُج ُ‬
‫وز فيه‬ ‫ع ْم َرة ً َوقَ ْد ا ْبت َ َدأ َ َح ًّجا في َو ْقت يَ ُج ُ‬ ‫ير ُ‬‫ع ْم َرة ً َو ََل يَص ُ‬ ‫ار ُ‬‫ص َ‬ ‫ْس أ َ َّن َح َّجهُ َ‬ ‫ع ْم َرة ً فَلَي َ‬ ‫َحجه يُ ْعم ُل ُ‬
‫ًّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ع ْم َرة ً َجازَ أ ْن يَ ُكونَ َم ْن ا ْبت َ َدأ فَأ َه َّل ب َح َّجتَيْن ُمهَل ب َحج‬ ‫َ‬ ‫ْاْل ْه ََل ُل ب ْال َحج َول ْو َجازَ أ ْن يَ ْنفَس َخ ال َحج ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ص ْفت م ْن‬ ‫ع ْم َرة ً َّإَل َما َو َ‬ ‫ير َحجهُ ُ‬ ‫ع ْم َرة َولَ ْم يَ ُج ْز ل َم ْن قَا َل يَص ُ‬ ‫صلُ ُح أ َ ْن يُ ْبت َ َدأ َ َحج َو ُ‬‫ع ْم َرة ألَنَّهُ يَ ْ‬ ‫َو ُ‬
‫عليْه بَ ْع َد إ ْه ََلله به‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ع ْم َرة‪ ،‬فَأ َّما َم ْن أ َه َّل ب َحج ث َّم أ ْد َخ َل َ‬ ‫أَنَّهُ إ َذا ا ْبت َ َدأ فَأ َه َّل ب َح َّجتَيْن فَ ُه َو ُمهل ب َحج َو ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ع ْم َرة َم َع َحج‪َ ،‬ك َما لَ ْو ا ْبت َ َدأ َ‬ ‫ون ُ‬‫علَى َحج َو ََل ت َ ُك ُ‬ ‫َح ًّجا فَبَيَّنَ في ُكل َحال أ َ ْن ََل يَ ُكونَ ُمدْخ ًَل َح ًّجا َ‬
‫ف ْالعُ ْم َرة َ‬ ‫ص َر َ‬ ‫ع ْم َرة ً َجازَ أ َ ْن ت ُ ْ‬ ‫ف ْال َح َّج ُ‬ ‫صر َ‬ ‫علَيْه‪َ ،‬ولَ ْو َجازَ أ َ ْن يَ ْ‬ ‫علَى َحج لَ ْم يُدْخ ْل َ‬ ‫فَأ َ ْد َخ َل ُ‬
‫ع ْم َرة ً َ‬
‫ص َر ْفنَا إحْ َرا َمهُ إلَى الَّذي‬ ‫ع ْم َرة‪َ ،‬و َ‬ ‫ون َم ْن أ َ َه َّل بعُ ْم َرتَيْن في أ َ ْش ُهر ْال َحج ُمه ًَّل ب َحج َو ُ‬ ‫َح ًّجا فَيَ ُك ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫غي ُْر القَ ْول األ َّول م ْن أ َّن َم ْن أ َه َّل ب َح َّجتَيْن فَ ُه َو ُمهل ب َحج َو َم ْن‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َيء م ْن َه َذا َ‬ ‫وز ش ْ‬ ‫وز لَهُ‪َ ،‬و ََل يَ ُج ُ‬ ‫يَ ُج ُ‬
‫غي ُْر َذلكَ ‪.‬‬ ‫علَيْه َ‬
‫َي َء َ‬‫أ َ َه َّل بعُ ْم َرتَيْن فَ ُه َو ُمهل بعُ ْم َرة َو ََل ش ْ‬

‫اب ْالخ ََلف في َم ْن أ َ َه َّل ب َح َّجتَيْن أ َ ْو ُ‬


‫ع ْم َرتَيْن]‬ ‫[بَ ُ‬

‫شافعي) ‪َ - :‬رح َمهُ اللَّهُ ‪َ -‬وخ ََلفُنَا َر ُج ََلن م ْن النَّاس‪ ،‬فَقَا َل أ َ َح ُد ُه َما‪ :‬م ْن أ َ َه َّل ب َح َّجتَيْن لَز َمت َاهُ‬ ‫(قَا َل ال َّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ع َمله َما فَ ُه َو َرافض لْلخَر‪َ ،‬وقَا َل اْلخ َُر‪ُ :‬ه َو َرافض لْلخَر حينَ ا ْبت َ َدأ اْل ْه ََل َل‬ ‫فَإ َذا أ َ َخ َذ في َ‬
‫علَيْه ْالقَ َ‬
‫ضا ُء‪.‬‬ ‫الر ْفض َدم َو َ‬
‫علَيْه في َّ‬ ‫َوأَحْ سبُ ُه َما قَ َ‬
‫اَل‪َ :‬و َ‬

‫ْس‬‫ام أ َ َح َد ُه َما فَلَي َ‬ ‫ص َ‬‫ام يَ ْو َميْن فَ َ‬ ‫اَل‪َ :‬م ْن أَجْ َم َع ص َي َ‬ ‫ع ْن ُه َما َمعًا أَنَّ ُه َما قَ َ‬ ‫ي لي َ‬ ‫شافعي) ‪ :‬قَ ْد ُحك َ‬ ‫(قَا َل ال َّ‬
‫ْ‬
‫وز أ َ ْن َي ْد ُخ َل في ْاْلخَر َّإَل َب ْع َد ال ُخ ُروج م ْن ْاأل َ َّول‪َ ،‬و َه َك َذا َم ْن فَاتَتْهُ‬ ‫علَيْه ْاْلخ َُر ألَنَّهُ ََل يَ ُج ُ‬ ‫َ‬
‫ص ََلت َان َمعًا‪ ،‬ألَنَّهُ ََل َي ْد ُخ ُل في‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫زَ‬ ‫ْ‬
‫ل‬
‫َ ْ َ ْ‬‫ي‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫و‬ ‫‪،‬‬‫ة‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫اح‬ ‫و‬‫َ َ‬ ‫ة‬ ‫َ‬
‫َل‬ ‫ص‬ ‫َّ‬
‫إَل‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫ي‬
‫ْ َ‬‫م‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ْن‬‫ي‬‫َ‬ ‫ت‬‫َل‬ ‫َ‬ ‫ص‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫َ َ‬‫َّر‬ ‫ب‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ات‬‫و‬ ‫َ‬
‫َ َ‬ ‫ل‬‫ص‬
‫ص ُل بَ ْينَ ُه َما‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ف‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ع‬
‫ً‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫ط‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ْن‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫َ‬
‫َل‬ ‫ص‬
‫َ‬ ‫ى‬ ‫َو‬ ‫ن‬
‫ْ َ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫كَ‬ ‫ل‬‫ذ‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫)‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ق‬‫(‬ ‫ى‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫األ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫م‬ ‫وج‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫خ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫د‬‫ع‬‫َْ‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫م‬ ‫إَل‬‫َّ‬ ‫َر‬ ‫ْاْلخ‬
‫ْف لَ ْم َي ُك ْن ع ْن َد ُه َما َه َك َذا في ْال َحج؟ َم َع أَنَّهُ‬ ‫ص ََلة فَ َكي َ‬ ‫ص ْوم َوال َّ‬ ‫س ََلم‪ ،‬فَإ َذا َكانَ َه َذا َه َك َذا في ال َّ‬ ‫ب َ‬
‫ع َرفَةُ أ َ ْش َبهَ أ َ ْن‬ ‫َت َ‬ ‫ع ْم َرة ً إ َذا فَات ْ‬ ‫ير ُ‬ ‫ع َما أ َ َّن ْال َح َّج يَص ُ‬ ‫إن زَ َ‬ ‫عا قَ ْولَ ُه َما في ْال َحج‪ْ ،‬‬ ‫ي ُْلز ُم ُه َما أ َ ْن َي َد َ‬
‫وَلهُ‪.‬‬‫اَل َي ْقضي أ َ َح ُد ُه َما أ َ ْو لَ ْم َيقُ َ‬ ‫ع ْم َرة قَ َ‬ ‫وَل ُه َو َحج َو ُ‬ ‫ي ُْلز َم ُه َما إ َذا َكانَ ْاْلحْ َرا ُم ب َح َّجتَيْن ََلز ًما أ َ ْن يَقُ َ‬

‫علَى ْالعُ ْم َرة َو ََل‬ ‫ع ْم َرة يُدْخ ُل ْال َح َّج َ‬‫ع َملَيْن َّإَل ب َحج َو ُ‬ ‫شافعي) ‪َ :‬وب َه َذا قُ ْلنَا ََل يَ ْقر ُن بَيْنَ َ‬ ‫(قَا َل ال َّ‬
‫علَى ْال َحج إ َذا بَ َدأ َ ب ْال َحج أل َ َّن ْاأل َ ْ‬
‫ص َل أ َ ْن ََل نَجْ َم َع بَيْنَ َ‬
‫ع َملَيْن‪ ،‬فَلَ َّما َج َم َع بَ ْينَ ُه َما في‬ ‫يُدْخ ُل ْالعُ ْم َرة َ َ‬
‫علَى َما َجا َء فيه ْال َخبَ ُر ََل يُخَالفُهُ َو ََل يَق ُ‬
‫يس‬ ‫سل َم ل ْل َخبَر في ْال َج ْمع بَيْنه َما‪َ ،‬ولَ ْم يَجْ َم ْع بَ ْينَ ُه َما َّإَل َ‬ ‫َحال َ‬
‫علَيْه‪.‬‬
‫َ‬

‫(‪)641/2‬‬
‫[بَاب في َم َواقيت ْال َحج]‬

‫عبْد اللَّه بْن‬ ‫سالم بْن َ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ع ْن الز ْهري َ‬ ‫عيَ ْينَةَ َ‬ ‫ان ب ُْن ُ‬ ‫س ْفيَ ُ‬ ‫شافعي) ‪ :‬أ َ ْخبَ َرنَا ُ‬ ‫في ْال َم َواقيت (قَا َل ال َّ‬
‫سلَّ َم ‪ -‬قَا َل «يُهل أ َ ْه ُل ْال َمدينَة م ْن ذي ْال ُحلَ ْيفَة‬ ‫علَيْه َو َ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َ‬ ‫سو َل اللَّه ‪َ -‬‬ ‫ع ْن أَبيه أ َ َّن َر ُ‬ ‫ع َم َر َ‬ ‫ُ‬
‫َّ‬
‫سو َل الله ‪-‬‬ ‫َ‬
‫ع ُمونَ أ َّن َر ُ‬ ‫ع َم َر‪َ :‬ويَ ْز ُ‬ ‫شام م ْن الجُحْ فَة َويُهل أ ْه ُل نَجْ د م ْن قَ ْرن» قَا َل اب ُْن ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َويُهل أ ْه ُل ال َّ‬ ‫َ‬
‫َّ‬
‫عبْد الله ْبن‬ ‫ع ْن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سل َم ‪ -‬قَا َل « َويُهل أ ْه ُل اليَ َمن م ْن يَلَ ْملَ َم» أ ْخبَ َرنَا َمالكُ ب ُْن أنَس َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫علَيْه َو َ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َ‬ ‫َ‬
‫شام م ْن ْالجُحْ فَة‬ ‫ع َم َر أَنَّهُ قَا َل «أ َ َم َر أ َ ْه َل ْال َمدينَة أ َ ْن يُهلوا م ْن ذي ْال ُحلَ ْيفَة َوأ َ ْه َل ال َّ‬ ‫ع ْن ابْن ُ‬ ‫دينَار َ‬
‫صلَّى اللَّهُ‬ ‫سول اللَّه ‪َ -‬‬ ‫سم ْعت ُ ُه َّن م ْن َر ُ‬ ‫ث فَ َ‬ ‫ع َم َر‪ :‬أ َ َّما َهؤ ََُلء الث َّ ََل ُ‬ ‫َوأ َ ْه َل نَجْ د م ْن قَ ْرن» ‪ .‬قَا َل اب ُْن ُ‬
‫سلَّ َم ‪ -‬قَا َل‪َ « :‬ويُهل أ َ ْه ُل ْاليَ َمن م ْن‬ ‫علَيْه َو َ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َ‬ ‫سو َل اللَّه ‪َ -‬‬ ‫سلَّ َم ‪َ -‬وأ ُ ْخب ْرت أ َ َّن َر ُ‬ ‫علَيْه َو َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫ام َر ُجل م ْن أ ْهل ال َمدينَة في‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ق‬‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ر‬ ‫م‬
‫َ َ‬ ‫ع‬‫ُ‬ ‫ْن‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫َاف‬ ‫ن‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ْج‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ج‬
‫ُ‬ ‫ْن‬‫ب‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ْل‬‫س‬ ‫م‬
‫ََ ُ‬ ‫َا‬ ‫ن‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫ْ‬
‫خ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫»‬ ‫َيلَ َ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫سو َل الله م ْن أيْنَ ت َأ ُم ُرنَا أ ْن نُه َّل؟ قَا َل يُهل أ ْه ُل ال َمدينَة م ْن ذي ال ُحلَ ْيفَة َويُهل‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْال َمسْجد فَقَا َل‪َ :‬يا َر ُ‬
‫صلَّى اللَّهُ‬ ‫ي‪َ -‬‬ ‫ع ُمونَ أ َ َّن النَّب َّ‬ ‫شام م ْن ْالجُحْ فَة َويُهل أ َ ْه ُل نَجْ د م ْن قَ ْرن» قَا َل لي نَافع‪َ :‬و َي ْز ُ‬ ‫أ َ ْه ُل ال َّ‬
‫سالم‬ ‫سعي ُد ب ُْن َ‬ ‫سلَّ َم ‪ -‬قَا َل « َويُهل أ َ ْه ُل ْال َي َمن م ْن َيلَ ْملَ َم» (قَا َل) ‪َ :‬وأ َ ْخ َب َرنَا ُمسْل ُم ب ُْن خَالد َو َ‬ ‫علَيْه َو َ‬ ‫َ‬
‫سم ْعت‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫َ‬ ‫ْأ‬‫س‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫َّ‬ ‫الل‬ ‫ْد‬
‫ب‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ْنَ‬ ‫ب‬ ‫ر‬‫اب‬
‫َ َ َ َ‬ ‫ج‬ ‫ع‬ ‫م‬‫س‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ْر‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ب‬‫الز‬ ‫ُو‬ ‫ب‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ن‬‫ر‬ ‫ََ‬ ‫ب‬ ‫خ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫‪.‬‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ْج‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫ُ َ‬ ‫ج‬ ‫ْن‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫ْ‬ ‫ع‬ ‫َ‬
‫سلَّ َم ‪َ -‬يقُو ُل «يُهل أ َ ْه ُل ْال َمدينَة م ْن ذي ْال ُحلَ ْيفَة‬ ‫و‬
‫َ َ َ‬ ‫ْه‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫َّ‬ ‫الل‬ ‫ى‬ ‫َّ‬ ‫ل‬‫ص‬‫َ‬ ‫‪-‬‬ ‫ي‬‫َّ‬ ‫ب‬‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ُ‬
‫د‬ ‫ي‬ ‫ُر‬ ‫ي‬ ‫ه‬
‫َ ُ‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ى‪،‬‬ ‫ث ُ َّ َ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫يق ْاْلخ َُر م ْن ْالجُحْ فَة َوأ َ ْه ُل ْال َم ْغرب َويُهل أ َ ْه ُل ْالع َراق م ْن َذات ع ْرق َويُهل أ َ ْه ُل نَجْ د م ْن‬ ‫الطر ُ‬ ‫َو َّ‬
‫قَ ْرن َويُهل أ َ ْه ُل ْال َي َمن م ْن َيلَ ْملَ َم» ‪.‬‬

‫سلَّ َم ‪.-‬‬ ‫صلَّى اللَّهُ َ‬


‫علَيْه َو َ‬ ‫عبْد اللَّه النَّب َّ‬
‫ي‪َ -‬‬ ‫شافعي) ‪َ :‬ولَ ْم يُ َ‬
‫سم َجاب ُر ب ُْن َ‬ ‫(قَا َل ال َّ‬

‫س ًَل‬
‫َطاب ُم ْر َ‬ ‫ع َم َر بْن ْالخ َّ‬ ‫ع ْن ُ‬ ‫َطاب‪ ،‬قَا َل اب ُْن سيرينَ ‪ :‬ي ُْر َوى َ‬ ‫ع َم َر بْنَ ْالخ َّ‬ ‫سم َع ُ‬ ‫وز أ َ ْن يَ ُكونَ َ‬ ‫َوقَ ْد يَ ُج ُ‬
‫ص َحاب‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ع َم َر بْن الخَطاب م ْن أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫غي َْر ُ‬ ‫سم َع َ‬ ‫وز أ ْن يَ ُكونَ َ‬ ‫َ‬ ‫أَنَّهُ َوقَّتَ أل ْهل ال َم ْشرق َذاتَ ع ْرق‪َ ،‬ويَ ُج ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫طاء‬ ‫ع َ‬ ‫سالم قَا َل‪ :‬أ َ ْخبَ َرنَا اب ُْن ُج َريْج قَا َل أ َ ْخبَ َرني َ‬ ‫سعي ُد ب ُْن َ‬ ‫سلَّ َم ‪ -‬أ َ ْخبَ َرنَا َ‬ ‫علَيْه َو َ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َ‬ ‫النَّبي ‪َ -‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫سل َم ‪َ -‬وقتَ أل ْهل ال َمدينَة َذا ال ُحلَ ْيفَة َوأل ْهل ال َم ْغرب الجُحْ فَةَ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫علَيْه َو َ‬ ‫َّ‬
‫صلى اللهُ َ‬ ‫َّ‬ ‫سو َل الله ‪َ -‬‬ ‫َّ‬ ‫«أ َ َّن َر ُ‬
‫غيْره ْم قَ ْرنَ‬ ‫سلَكَ نَجْ دًا م ْن أ َ ْهل ْاليَ َمن َو َ‬ ‫َوأل َ ْهل ْال َم ْشرق َذاتَ ع ْرق َوأل َ ْهل نَجْ د قَ ْرنًا َو َم ْن َ‬
‫ع ْن ابْن ُج َريْج قَا َل‪ :‬فَ َرا َج ْعت‬ ‫سالم َ‬ ‫سعي ُد ب ُْن َ‬ ‫ْال َمنَازل‪َ ،‬وأل َ ْهل ْاليَ َمن يَلَ ْملَ َم» أ َ ْخبَ َرنَا ُمسْل ُم ب ُْن خَالد َو َ‬
‫ت َذاتَ ع ْرق َولَ ْم يَ ُك ْن أ َ ْه ُل‬ ‫ع ُموا لَ ْم ي َُوق ْ‬ ‫سلَّ َم ‪ -‬زَ َ‬ ‫علَيْه َو َ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َ‬ ‫ي‪َ -‬‬ ‫طا ًء فَقُ ْلت‪ :‬أ َ َّن النَّب َّ‬ ‫ع َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫سم ْعنَا أنَّهُ َوقَّتَ َذاتَ ع ْرق أ ْو ال َعقيقَ أل ْهل ال َم ْشرق قَا َل‪َ :‬ولَ ْم يَ ُك ْن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْال َم ْشرق حينَئذ‪ ،‬قَا َل َك َذلكَ َ‬
‫سلَّ َم ‪َ -‬ولَكنَّهُ يَأْبَى َّإَل‬ ‫علَيْه َو َ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َ‬ ‫ع َراق َولَك ْن أل َ ْهل ْال َم ْشرق َولَ ْم يَ ْع ُزهُ إلَى أ َ َحد دُونَ النَّبي ‪َ -‬‬
‫اوس‬ ‫ط ُ‬ ‫ع ْن ابْن َ‬ ‫ع ْن ابْن ُج َريْج َ‬ ‫سلَّ َم ‪َ -‬وقَّتَهُ‪ ،‬أ َ ْخبَ َرنَا ُمسْل ُم ب ُْن خَالد‪َ ،‬‬ ‫علَيْه َو َ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َ‬ ‫ي‪َ -‬‬ ‫أ َ َّن النَّب َّ‬
‫سلَّ َم ‪َ -‬ذاتَ ع ْرق َولَ ْم يَ ُك ْن حينَئذ أ َ ْه ُل‬ ‫علَيْه َو َ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َ‬ ‫سو ُل اللَّه ‪َ -‬‬ ‫ت َر ُ‬ ‫ع ْن أَبيه قَا َل‪ :‬لَ ْم ي َُوق ْ‬ ‫َ‬
‫اوس َواَللَّهُ أ َ ْعلَ ُم‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ط‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫َّ‬
‫إَل‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ب‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫حْ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫َ‬
‫َل‬ ‫و‬‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫)‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫اف‬ ‫َّ‬
‫ش‬ ‫ال‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫(‬ ‫ق‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫ع‬ ‫اتَ‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫اس‬‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫تَ‬ ‫َّ‬ ‫ق‬ ‫و‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬‫ق‬ ‫ر‬ ‫ْ‬
‫ش‬ ‫َم‬
‫ت النَّبي‬ ‫ش ْعثَاء أَنَّهُ قَا َل‪ :‬لَ ْم ي َُوق ْ‬ ‫ع ْن أَبي ال َّ‬ ‫ع ْمرو بْن دينَار َ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ع ْن ابْن ُج َريْج َ‬ ‫أ َ ْخ َب َرنَا ُمسْل ُم ب ُْن خَالد َ‬
‫اس بح َيال قَ ْرن َذات ع ْرق‪ ،‬أ َ ْخ َب َرنَا الثقَةُ‬ ‫ش ْيئًا فَات َّ َخ َذ النَّ ُ‬ ‫سلَّ َم ‪ -‬أل َ ْهل ْال َم ْشرق َ‬ ‫علَيْه َو َ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َ‬ ‫‪َ -‬‬
‫َطاب َوقَّتَ َذاتَ ع ْرق أل َ ْهل ْال َم ْشرق‪.‬‬ ‫ع َم َر بْنَ ْالخ َّ‬ ‫ع ْن ابْن سيرينَ أ َ َّن ُ‬ ‫وب َ‬ ‫ع ْن أَي َ‬ ‫َ‬

‫س ًَل‪َ ،‬و َذاتُ ع ْرق شَبيه بقَ َرن في ْالقُ ْرب َوأَلَ ْملَ ُم‪.‬‬ ‫ع َم َر بْن ْالخ َّ‬
‫َطاب ُم ْر َ‬ ‫شافعي) ‪َ :‬و َه َذا َ‬
‫ع ْن ُ‬ ‫(قَا َل ال َّ‬

‫علَى قَ ْرن َويَلَ ْملَ ُم‪َ ،‬ولَ ْو‬


‫سا َ‬ ‫شافعي) ‪ :‬فَإ ْن أَحْ َر َم م ْن َها أ َ ْه ُل ْال َم ْشرق َر َج ْوت أ َ ْن يَجْ زيَ ُه ْم قيَا ً‬ ‫(قَا َل ال َّ‬
‫َّ‬
‫ع ْن أبيه قَا َل‪َ « :‬وقتَ‬‫َ‬ ‫اوس َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫عبْد الله بْن ط ُ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ان َ‬ ‫ْ‬
‫سفيَ ُ‬ ‫َ‬
‫ي‪ ،‬أ ْخبَ َرنَا ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫أَهَلوا م ْن العَقيق َكانَ أ َحبَّ إل َّ‬
‫َ‬
‫شام ْالجُحْ فَةَ َوأل َ ْهل نَجْ د‬ ‫سلَّ َم ‪ -‬أل َ ْهل ْال َمدينَة َذا ْال ُحلَ ْيفَة َوأل َ ْهل ال َّ‬
‫علَيْه َو َ‬‫صلَّى اللَّهُ َ‬‫سو ُل اللَّه ‪َ -‬‬ ‫َر ُ‬
‫سلَّ َم ‪ -‬هَذه ْال َم َواقيتُ أل َ ْهل َها َول ُكل‬ ‫صلَّى اللَّهُ َ‬
‫علَيْه َو َ‬ ‫سو ُل اللَّه ‪َ -‬‬ ‫قَ ْرنًا َوأل َ ْهل ْاليَ َمن يَلَ ْملَ َم‪ ،‬ث ُ َّم قَا َل َر ُ‬
‫غيْر أ َ ْهل َها م َّم ْن أ َ َرا َد ْال َح َّج َو ْالعُ ْم َرة َ َو َم ْن َكانَ أ َ ْهلُهُ م ْن دُون‬ ‫آت أَت َى َ‬
‫علَ ْي َها م ْن َ‬

‫(‪)651/2‬‬

‫علَى أ َ ْهل َم َّكةَ» أ َ ْخبَ َرنَا الثقَةُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْالمي َقات َف ْليُ ْهل ْل م ْن َحي ُ‬
‫ع ْن ابْن‬ ‫ع ْن َم ْع َمر َ‬ ‫ي َذلكَ َ‬ ‫ئ َحتَّى يَأت َ‬ ‫ْث يُ ْنش ُ‬
‫سلَّ َم ‪ -‬في‬ ‫علَيْه َو َ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َ‬
‫ع ْن النَّبي ‪َ -‬‬ ‫ي اللَّهُ َ‬
‫ع ْن ُه َما ‪َ -‬‬ ‫عبَّاس ‪َ -‬رض َ‬ ‫ع ْن ابْن َ‬ ‫ع ْن أَبيه َ‬ ‫اوس َ‬ ‫ط ُ‬ ‫َ‬
‫ع ْن‬ ‫ع ْن ْالقَاسم بْن َم ْعن َ‬ ‫سالم َ‬ ‫سعي ُد ب ُْن َ‬ ‫ان في ْال َم َواقيت‪ ،‬أ َ ْخبَ َرنَا َ‬ ‫س ْفيَ ُ‬‫ْال َم َواقيت مثْ َل َم ْعنَى َحديث ُ‬
‫سلَّ َم ‪-‬‬‫علَيْه َو َ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َ‬‫سو ُل اللَّه ‪َ -‬‬ ‫عبَّاس أَنَّهُ قَا َل‪َ « :‬وقَّتَ َر ُ‬ ‫ع ْن ابْن َ‬ ‫اوس َ‬ ‫ط ُ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫طاء َ‬ ‫ع َ‬‫ع ْن َ‬ ‫لَيْث َ‬
‫شام ْالجُحْ فَةَ َوأل َ ْهل ْاليَ َمن يَلَ ْملَ َم َوأل َ ْهل نَجْ د قَ ْرنًا َو َم ْن َكانَ دُونَ‬ ‫أل َ ْهل ْال َمدينَة َذا ْال ُحلَ ْيفَة َوأل َ ْهل ال َّ‬
‫صلَّى‬ ‫سو َل اللَّه ‪َ -‬‬ ‫طاء «أ َ َّن َر ُ‬‫ع َ‬‫ع ْن َ‬ ‫ع ْن ابْن ُج َريْج َ‬ ‫ْث يَ ْب َدأ ُ» ‪ .‬أ َ ْخبَ َرنَا ُمسْل ُم ب ُْن خَالد َ‬ ‫َذلكَ فَم ْن َحي ُ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ي َك َذا َو َك َذا‬ ‫سلَّ َم ‪ -‬لَ َّما َوقتَ ال َم َواقيتَ قَا َل ليَ ْست َْمت ْع ال َم ْر ُء بأ ْهله َوثيَابه َحتَّى يَأت َ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫اللَّهُ َ‬
‫علَيْه َو َ‬
‫سلَّ َم ‪ -‬قَا َل‪ :‬إ َذا بَلَغُوا َك َذا َو َك َذا؟ أَهَلوا؟‬ ‫صلَّى اللَّهُ َ‬
‫علَيْه َو َ‬ ‫ي‪َ -‬‬ ‫ل ْل َم َواقيت» ‪ ،‬قُ ْلت‪ :‬أَفَلَ ْم يَ ْبلُ ْغك أ َ َّن النَّب َّ‬
‫قَا َل‪ََ :‬ل أَدْري‪.‬‬

‫اب ت َ ْفريع ْال َم َواقيت]‬


‫[بَ ُ‬

‫اوس‬ ‫ط ُ‬‫ع ْن َ‬ ‫ع ْمرو بْن دينَار َ‬ ‫عيَ ْينَةَ َ‬


‫ع ْن َ‬ ‫شافعي قَا َل أ َ ْخبَ َرنَا ُ‬
‫س ْفيَ ُ‬
‫ان ب ُْن ُ‬ ‫الربي ُع قَا َل أ َ ْخبَ َرنَا ال َّ‬
‫أ َ ْخبَ َرنَا َّ‬
‫الر ُج ُل يُهل م ْن أ َ ْهله َوم ْن بَ ْع َد َما يُ َجاو ُز‬‫عبَّاس " َّ‬ ‫ع ْمرو ْالقَائ َل َّإَل أَنَّا نُ َراهُ ابْنَ َ‬ ‫سم َ‬ ‫قَا َل‪ :‬قَا َل " َولَ ْم يُ َ‬
‫ع ْن أَبي‬ ‫ع ْمرو بْن دينَار َ‬ ‫عيَ ْينَةَ َ‬
‫ع ْن َ‬ ‫أَيْنَ شَا َء َو ََل يُ َجاو ُز ْالميقَاتَ َّإَل ُمحْ ر ًما‪ ،‬أ َ ْخبَ َرنَا ُ‬
‫س ْفيَ ُ‬
‫ان ب ُْن ُ‬
‫غي َْر ُمحْ رم‪.‬‬ ‫عبَّاس يَ ُرد َم ْن َج َاوزَ ْالميقَاتَ َ‬ ‫ش ْعثَاء أَنَّهُ َرأَى ابْنَ َ‬ ‫ال َّ‬

‫الر ُج ُل ب ْال َحج أ َ ْو ْالعُ ْم َرة م ْن دُون ميقَاته ث ُ َّم َر َج َع إ َلى‬ ‫شافعي) ‪َ :‬وب َه َذا نَأ ْ ُخذُ‪َ ،‬وإ َذا أ َ َه َّل َّ‬ ‫(قَا َل ال َّ‬
‫ْف أ َ َم ْرته بالر ُجوع َوقَ ْد أ َ ْلزَ ْمته إحْ َرا ًما قَ ْد‬ ‫ميقَاته فَ ُه َو ُمحْ رم في ُر ُجوعه َذلكَ ‪ ،‬فَإ ْن قَا َل قَائل‪ :‬فَ َكي َ‬
‫سا؟ قُ ْلت‪ُ :‬ه َو َوإ ْن‬ ‫غيْره أ َ ْو ق َيا ً‬‫عبَّاس أ َ ْم َخبَ ًرا م ْن َ‬ ‫عا َلبْن َ‬ ‫ا ْبت َ َدأَهُ م ْن دُون ميقَاته؟ أَقُ ْلت َذلكَ ات َبا ً‬
‫عبَّاس فَفيه أَنَّهُ في َم ْعنَى السنَّة‪ ،‬فَإ ْن قَا َل‪ :‬فَا ْذ ُك ْر السنَّةَ الَّتي ُه َو في َم ْعنَاهَا‪ ،‬قُ ْلت‪:‬‬ ‫عا َلبْن َ‬ ‫َكانَ اتبَا ً‬
‫ْس‬ ‫سلَّ َم ‪ْ -‬ال َم َواقيتَ ل َم ْن أ َ َرا َد َح ًّجا أ َ ْو ُ‬
‫ع ْم َرةً‪ ،‬أَلَي َ‬ ‫علَيْه َو َ‬‫صلَّى اللَّهُ َ‬ ‫سو ُل اللَّه ‪َ -‬‬ ‫أ َ َرأَيْت إ ْذ َوقَّتَ َر ُ‬
‫الط َواف َو ْال َع َمل َم َعهُ؟‬ ‫ورا أ َ ْن َي ُكونَ ُمحْ ر ًما م ْن ْالميقَات ََل َيحل َّإَل بإتْ َيان ْالبَيْت َو َّ‬ ‫ْال ُمري ُد لَ ُه َما َمأ ْ ُم ً‬
‫قَا َل‪َ :‬بلَى‪.‬‬

‫قُ ْلت‪ :‬ا ْفت ََراهُ َمأْذُونًا لَهُ قَ ْب َل بُلُوغ ْالميقَات أ َ ْن يَ ُكونَ َ‬
‫غي َْر ُمحْ رم؟ قَا َل‪ :‬بَلَى‪ .‬قُ ْلت‪ :‬أَفَت ََراهُ أ َ ْن يَ ُكونَ‬
‫ضهُ َح َرا ًما؟ قَا َل‪ :‬نَعَ ْم‪ .‬قُ ْلت أَفَ َرأَيْت إ َذا َج َاوزَ ْالميقَاتَ‬‫سفَره َح ََل ًَل َوبَ ْع ُ‬
‫ض َ‬ ‫َمأْذُونًا لَهُ أ َ ْن يَ ُكونَ بَ ْع ُ‬
‫فَأَحْ َر َم أ َ ْو لَ ْم يُحْ ر ْم ث ُ َّم َر َج َع إلَى ْالميقَات فَأَحْ َر َم م ْنهُ‪ ،‬أ َ َما أَت َى ب َما أُم َر به م ْن أ َ ْن يَ ُكونَ ُمحْ ر ًما م ْن‬
‫غيْره؟ قَا َل‪ :‬بَلَى‪َ .‬ولَكنَّهُ إ َذا َد َخ َل في إحْ َرام بَ ْع َد‬
‫ع َمل َ‬‫الط َواف ب ْالبَيْت َو َ‬‫ْالميقَات إلَى أ َ ْن يَح َّل ب َّ‬
‫ْس ب ُم ْبت َدئ إحْ َرا ًما م ْن ْالميقَات‪.‬‬
‫ْالميقَات فَقَ ْد لَز َمهُ إحْ َرا ُمهُ َولَي َ‬

‫علَيْه لَ ْو‬
‫يق َ‬ ‫ام قَ ْب َل ْالميقَات َك َما ََل يَض ُ‬
‫ئ ْاْلحْ َر َ‬ ‫علَيْه أ َ ْن يَ ْبت َد َ‬ ‫شافعي) ‪ :‬قُ ْلت إنَّهُ ََل يَض ُ‬
‫يق َ‬ ‫(قَا َل ال َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫أَحْ َر َم م ْن أ ْهله فَلَ ْم يَأت الميقَاتَ َّإَل َوقَ ْد تَقَد ََّم بإحْ َرامه ألنَّهُ قَ ْد أت َى ب َما أم َر به م ْن أ ْن يَ ُكونَ ُمحْ ر ًما‬
‫َ‬
‫ع َمل ْال َحج‪َ ،‬وإ َذا َكانَ َه َذا َه َك َذا َكانَ الَّذي َج َاوزَ ْالميقَاتَ ث ُ َّم‬ ‫الط َواف َو َ‬ ‫م ْن ْالميقَات إلَى أ َ ْن يَح َّل ب َّ‬
‫علَى ْالميقَات ُمحْ ر ًما ث ُ َّم َكانَ بَ ْع ُد ُمحْ ر ًما إلَى أ َ ْن‬ ‫أَحْ َر َم ث ُ َّم َر َج َع إلَيْه في َم ْعنَى َه َذا في أَنَّهُ قَ ْد أَت َى َ‬
‫علَيْه‬ ‫ب َ‬ ‫سفَ ًرا بالر ُجوع َوالزيَا َدة ُ ََل تُؤْ ث ُمهُ َو ََل تُوج ُ‬ ‫علَى نَ ْفسه َ‬ ‫وف َويَ ْع َم َل ْلحْ َرامه َّإَل أَنَّهُ زَ ا َد َ‬ ‫ط َ‬ ‫يَ ُ‬
‫إن شَا َء اللَّهُ تَعَالَى‪ ،‬فَإ ْن قَا َل‪ :‬أَفَ َرأَيْت َم ْن َكانَ أ َ ْهلُهُ م ْن دُون ْالميقَات أ َ ْو َكانَ م ْن أ َ ْهل‬ ‫ف ْديَةً ْ‬
‫سفَ ُر َذلكَ ُكله إحْ َرام َو َحالُهُ إ َذا َج َاوزَ أ َ ْهلَهُ َحا ُل َم ْن َج َاوزَ ْالميقَاتَ يَ ْف َع ُل َما أ َ َم ْرنَا به‬ ‫ْالميقَات؟ قُ ْلت َ‬
‫َم ْن َج َاوزَ ْالميقَاتَ ‪.‬‬

‫ع ْن ابْن ُج َريْج قَا َل قَا َل‬ ‫شافعي) ‪ :‬أ َ ْخبَ َرنَا ُمسْل ُم ب ُْن خَالد َو َ‬
‫سعي ُد ب ُْن َ‬
‫سالم َ‬ ‫(قَا َل ال َّ‬

‫(‪)656/2‬‬

‫ْ‬
‫ي ميقَاتَهُ‬ ‫اوس‪َ :‬م ْن شَا َء أ َ َه َّل م ْن بَيْته َو َم ْن شَا َء ا ْست َ ْمت َ َع بثيَابه َحتَّى يَأت َ‬ ‫ط ُ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ع ْم ُرو ب ُْن دينَار َ‬ ‫َ‬
‫عن ابْن ُج َر ْيج‬ ‫ْ‬ ‫سالم َ‬ ‫ُ‬
‫سعي ُد بْن َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫َولكن َل يُ َجاوزهُ إَل ُمحْ ر ًما يَ ْعني ميقاتهُ‪ ،‬أخبَ َرنَا ُمسْل ُم بْن خَالد َو َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫س َواء َو َم ْن شَا َء أ َ َه َّل من َو َرائ َها َو َمن شَا َء أ َهل من َها‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫طاء قَا َل‪ْ :‬ال َم َواقيتُ في ْال َحج َو ْالعُ ْم َرة َ‬ ‫ع َ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫َ‬
‫ع ْن ابْن ُج َريْج أَنَّ‬ ‫سالم َ‬ ‫سعي ُد ب ُْن َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫َوَل يُ َجاوزهَا إَل ُمحْ ر ًما َوب َهذا نَأخذ‪ ،‬أخبَ َرنَا ُمسْل ُم ب ُْن خَالد َو َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ع َم َد َذلكَ فَ ْليَ ْرج ْع إلَى ميقَاته فَ ْليُ ْهل ْل م ْنهُ َّإَل أَنْ‬ ‫طأ َ أ َ ْن يُه َّل ب ْال َحج م ْن ميقَاته أ َ ْو َ‬ ‫طا ًء قَا َل‪َ :‬و َم ْن أ َ ْخ َ‬ ‫ع َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫غيْره أ ْو يَخشَى أن يَفوتَهُ ال َحج إن َر َج َع فَليُ ْهرق َد ًما َوَل يَ ْرج ْع‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫سهُ أ ْمر يُ ْعذ ُر به من َو َجع أ ْو َ‬ ‫َ‬ ‫يَحْ ب َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ع ْن ابْن ُج َريْج أنهُ قا َل لعَطاء‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫غيْره شَاة‪ ،‬أخبَ َرنَا ُمسْلم َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫يق م ْن الدَّم في ال َحج أ ْو َ‬ ‫َوأ َ ْدنَى َما يُ ْهر ُ‬
‫يق َد ًما أَيَ ْخ ُر ُج َم َع َذلكَ‬ ‫ف ْال َحج فَيُ ْهر ُ‬ ‫ئ أ َ ْن يُه َّل ب ْال َحج م ْن ميقَاته َويَأْتي َوقَ ْد أَز َ‬ ‫أ َ َرأَيْت الَّذي ي ُْخط ُ‬
‫م ْن ْال َح َرم فَيُه َّل ب ْال َحج م ْن ْالحل؟ قَا َل‪ََ :‬ل‪َ .‬ولَ ْم يَ ْخ ُرجْ َخ ْشيَةَ الدَّم الَّذي يُ ْهر ُ‬
‫يق‪.‬‬

‫شافعي) ‪َ :‬وب َه َذا نَأ ْ ُخذُ َم ْن أ َ َه َّل م ْن دُون ميقَاته أ َ َم ْرنَاهُ بالر ُجوع إلَى ميقَاته َما بَ ْينَهُ َوبَيْنَ أ َ ْن‬ ‫(قَا َل ال َّ‬
‫علَى‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اف بالبَيْت لَ ْم نَأ ُم ْرهُ بالر ُجوع َوأ َم ْرنَاهُ أ ْن يُ ْهريقَ َد ًما‪َ ،‬وإ ْن لَ ْم يَ ْقد ْر َ‬ ‫ْ‬ ‫ط َ‬ ‫ْ‬
‫وف بالبَيْت فَإ َذا َ‬ ‫ط َ‬ ‫يَ ُ‬
‫َيء دُونَ ميقَاته َوأ َ َم ْرنَاهُ أ َ ْن‬ ‫عامدًا لَ ْم نَأ ْ ُم ْرهُ بأ َ ْن يَ ْخ ُر َج إلَى ش ْ‬ ‫الر ُجوع إلَى ميقَاته بعُ ْذر أ َ ْو ت ََر َكهُ َ‬
‫عامدًا َولَ ْو َكانَ ميقَاتُ ْالقَ ْوم قَ ْريَةً فَأَقَل َما‬ ‫يُ ْهريقَ َد ًما َو ُه َو ُمسيء في ت َْركه أ َ ْن يَ ْرج َع إ َذا أ َ ْم َكنَهُ َ‬
‫َت بُيُوت ُ َها ُمجْ ت َم َعةً أ َ ْو‬ ‫إن َكان ْ‬ ‫ي ْ‬ ‫َي ْلزَ ُمهُ في ْاْل ْه ََلل أ َ ْن ََل َي ْخ ُر َج م ْن بُيُوت َها َحتَّى يُحْ ر َم َوأ َ َحب إلَ َّ‬
‫صى بُيُوت َها م َّما َيلي َبلَ َدهُ الَّذي ُه َو أ َ ْب َع ُد م ْن َم َّكةَ َوإ ْن َكانَ َواديًا‬ ‫صى فَيُحْ ر ُم م ْن أ َ ْق َ‬ ‫ُمتَفَرقَةً أ َ ْن يَتَقَ َّ‬
‫ظ ْه ًرا م ْن ْاأل َ ْرض فَأَقَل َما‬ ‫صاهُ َوأ َ ْق َربُهُ ب َبلَده َوأ َ ْب َع ُدهُ م ْن َم َّكةَ َوإ ْن َكانَ ُ‬ ‫فَأ َ َحبَّ إلَى أ َ ْن يُحْ ر َم م ْن أ َ ْق َ‬
‫ض ُع أ َ ْو ْالقَ ْريَةُ َّإَل أ َ ْن َي ْعلَ َم‬ ‫علَيْه ا ْس ُم الظ ْهر أ َ ْو ْال َوادي أ َ ْو ْال َو ْ‬ ‫َي ْلزَ ُمهُ في َذلكَ أ َ ْن يُه َّل م َّما يَقَ ُع َ‬
‫صاهُ إلَى بَلَده الَّذي ُه َو أ َ ْب َع ُد م ْن َم َّكةَ‪ ،‬فَإنَّهُ إ َذا أَت َى‬ ‫ي أ َ ْن يُحْ ر َم م ْن أ َ ْق َ‬ ‫َم ْوض َع َها فَيُهل م ْنهُ َوأ َ َحب إلَ َّ‬
‫ت فَيُحْ ر ُم م ْن‬ ‫عل َم أ َ َّن ْالقَ ْريَةَ نُقلَ ْ‬
‫ضر‪َ ،‬وإ ْن َ‬ ‫ب َه َذا فَقَ ْد أَحْ َر َم م ْن ْالميقَات َيقينًا أ َ ْو زَ ا َد َوالز َيا َدة ُ ََل ت َ ُ‬
‫ع ْن‬ ‫عيَ ْينَةَ َ‬ ‫ان ب ُْن ُ‬ ‫علَيْه اَل ْس ُم َر َج َع أ َ ْو أَه ََراقَ َد ًما‪ ،‬أ َ ْخ َب َرنَا ُ‬
‫س ْف َي ُ‬ ‫ْالقَ ْر َية ْاألُولَى‪َ ،‬وإ ْن َج َاوزَ َما َيقَ ُع َ‬
‫سعي ُد ب ُْن ُجبَيْر َر ُج ًَل يُري ُد أ َ ْن يُحْ ر َم م ْن ميقَات َذات ع ْرق فَأ َ َخ َذ‬‫عبْد ْال َكريم ْال َجزَ ري قَا َل َرأَى َ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫بيَده َحتى أخ َر َجهُ م ْن البُيُوت َوقط َع به ال َوادي َوأت َى به ال َمقَاب َر ث َّم قا َل‪ :‬هَذه ذاتُ ع ْرق األولى‬ ‫َ‬ ‫َّ‬

‫غيْر َوجْ ه ْال َم َواقيت أ َ َه َّل ب ْال َحج إ َذا َحا َذى ْال َم َواقيتَ‬ ‫سلَكَ بَحْ ًرا أ َ ْو َب ًّرا م ْن َ‬ ‫شافعي) ‪َ :‬و َم ْن َ‬ ‫(قَا َل ال َّ‬
‫عل َم أَنَّهُ أ َ َه َّل َب ْع َد َما َج َاوزَ ْال َم َواقيتَ َكانَ‬
‫ط فَيُحْ ر َم م ْن َو َراء َذلكَ ‪ ،‬فَإ ْن َ‬ ‫ي أ َ ْن يَحْ ت َا َ‬‫ُمت َأَخيًا َوأ َ َحب إلَ َّ‬
‫شافعي قَا َل أ َ ْخ َب َرنَا ُمسْل ُم ب ُْن خَالد‬ ‫الربي ُع قَا َل أ َ ْخبَ َرنَا ال َّ‬
‫َك َم ْن َج َاوزَ هَا فَ َر َج َع أ َ ْو أَه ََراقَ َد ًما أ َ ْخ َب َرنَا َّ‬
‫غيْر ج َهة ْال َم َواقيت أَحْ َر َم إ َذا َحاذَى‬ ‫سلَكَ َبحْ ًرا أ َ ْو َب ًّرا م ْن َ‬
‫طاء أَنَّهُ قَا َل‪َ :‬م ْن َ‬ ‫ع َ‬
‫ع ْن َ‬ ‫ع ْن ابْن ُج َريْج َ‬ ‫َ‬
‫ْال َم َواقيتَ ‪.‬‬

‫س َراة أ َ َه َّل ب ْال َحج م ْن قَ ْرن‪َ ،‬و َذلكَ قَ ْب َل‬ ‫سلَكَ َك َدا َء م ْن أ َ ْهل نَج ْد َوال َّ‬ ‫شافعي) ‪َ :‬وب َه َذا نَأ ْ ُخذُ َو َم ْن َ‬ ‫(قَا َل ال َّ‬
‫طاء أ َ ْن‬ ‫ي ثَنيَّةَ َكدًى َو َذلكَ أ َ ْرفَ ُع م ْن قَ ْرن في نَجْ د َوأ َ ْعلَى َوادي قَ ْرن َوج َماعُ َذلكَ َما قَا َل َ‬ ‫ْ‬
‫ع َ‬ ‫أ َ ْن يَأت َ‬
‫ع ْن النَّبي‬ ‫اوس في ْال َم َواقيت َ‬ ‫ط ُ‬ ‫يث َ‬ ‫غيْر ج َهة ْال َم َواقيت‪ ،‬إ َذا َحا َذى ْال َم َواقيتَ َو َحد ُ‬ ‫يُه َّل َم ْن َجا َء م ْن َ‬
‫علَى ْال َم َواقيت ث َّمُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ع َّما دُونَهُ‪َ ،‬وذلكَ أنَّهُ أت َى َ‬ ‫َ‬
‫ض ُح َها َم ْعنًى َوأشَدهَا غنًى َ‬ ‫َ‬
‫سل َم ‪ -‬أ ْو َ‬ ‫َّ‬ ‫علَيْه َو َ‬‫صلَّى اللَّهُ َ‬ ‫‪َ -‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫غيْر أ ْهله َّن م َّم ْن أ َرا َد‬ ‫َ‬
‫عليْه َّن م ْن َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫سل َم ‪ُ « -‬ه َّن أل ْهله َّن َولكل آت َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫عليْه َو َ‬ ‫َّ‬
‫صلى اللهُ َ‬ ‫َّ‬ ‫ع ْن النَّبي ‪َ -‬‬ ‫قَا َل َ‬
‫ع ْم َرة ً َكانَ ميقَاتهُُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ع ْم َرة ً» َو َكانَ بَينًا فيه أ َّن ع َراقيًّا أ ْو شَاميًّا ل ْو َم َّر بال َمدينَة يُري ُد َح ًّجا أ ْو ُ‬ ‫َ‬
‫َح ًّجا أ ْو ُ‬
‫َذا ْال ُحلَ ْيفَة َوإ ْن َم َدنيًّا ل ْو َجا َء م ْن اليَ َمن َكانَ ميقَاتُهُ يَل ْمل َم َوأ َّن قَ ْولهُ يُهل أ ْه ُل ال َمدينَة م ْن ذي ال ُحل ْيفَة‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫طريقُ ُه ْم َوأ َ َّو ُل ميقَات يَ ُمرونَ به َوقَ ْولُهُ‬ ‫ون ذُو ْال ُحلَ ْيفَة َ‬‫إنَّ َما ُه َو ألَنَّ ُه ْم يَ ْخ ُر ُجونَ م ْن ب ََلده ْم َويَ ُك ُ‬
‫طريقُ ُه ْم َوأ َ َّو ُل ميقَات يَ ُمرونَ به‬ ‫شام م ْن ْالجُحْ فَة ألَنَّ ُه ْم يَ ْخ ُر ُجونَ م ْن ب ََلده ْم َو ْالجُحْ فَةُ َ‬ ‫َوأ َ ْه ُل ال َّ‬
‫طريقَ ُه ْم َّإَل أ َ ْن يَ ْع ُر ُجوا إلَ ْي َها َو َك َذلكَ قَ ْولُهُ في أ َ ْهل نَجْد َو ْاليَ َمن أل َ َّن‬ ‫ت ْال َمدينَةَ َو ََل ذُو ْال ُحلَ ْيفَة َ‬ ‫س ْ‬ ‫لَ ْي َ‬
‫ُك َّل َواحد م ْن ُه ْم خَارج م ْن بَلَده َو َك َذلكَ أ َ َّو ُل ميقَات يَ ُمرونَ به َوفيه َم ْعنًى آخ َُر أ َ َّن أ َ ْه َل نَجْ د ْاليَ َمن‬
‫يَ ُمرونَ بقَ ْرن‪،‬‬

‫(‪)652/2‬‬

‫ْ‬
‫طريقُ ُه ْم لَ ْم يُ َكلَّفُوا أ َ ْن يَأتُوا يَلَ ْملَ َم َوإنَّ َما ميقَاتُ يَلَ ْملَ َم أل َ ْهل غ َْور ْاليَ َمن تُهم َها م َّم ْن ه َ‬
‫ي‬ ‫َت َ‬
‫فَلَ َّما َكان ْ‬
‫َ‬
‫طريقُ ُه ْم‪.‬‬

‫علَى أ َ ْهل ْال َمدينَة‬ ‫غي ُْر َما قُ ْلت َواَللَّهُ أ َ ْع َل ُم َو َذلكَ أَنَّهُ لَ ْو َكانَ َ‬ ‫وز في ْال َحديث َ‬ ‫شافعي) ‪َ :‬و ََل َي ُج ُ‬ ‫(قَا َل ال َّ‬
‫أَيْنَ َكانُوا فَأ َ َرادُوا ْال َح َّج أ َ ْن يُهلوا م ْن ذي ْال ُحلَ ْيفَة َر َجعُوا م ْن ْال َي َمن إلَى ذي ْال ُحلَ ْيفَة َو َر َج َع أ َ ْه ُل‬
‫إن أ َ َرادُوا م ْن َها ْال َح َّج إلَى َيلَ ْملَ َم‪َ ،‬ولَك َّن َم ْعنَاهُ َما قُ ْلت َواَللَّهُ أ َ ْعلَ ُم َو ُه َو َم ْو ُجود في‬ ‫ْال َي َمن م ْن ْال َمدينَة ْ‬
‫ص ْفت َوقَ ْولُهُ "‬ ‫علَ ْي َها " َما َو َ‬ ‫ْال َحديث َم ْعقُول فيه َو َم ْعقُول في ْال َحديث في قَ ْوله " َول ُكل آت أ َت َى َ‬
‫علَيْه َّن ََل‬ ‫ع ْم َرةً‪ ،‬فَ َم ْن أَت َى َ‬ ‫علَيْه ْم يُري ُد َح ًّجا أ َ ْو ُ‬‫ع ْم َرة ً " أَنَّ ُه َّن َم َواقيتُ ل َم ْن أَت َى َ‬ ‫م َّم ْن أ َ َرا َد َح ًّجا أ َ ْو ُ‬
‫ْث يَ ْبدُو لَهُ‬‫ع ْم َرة ً فَ َج َاوزَ ْالميقَاتَ ث ُ َّم بَ َدا لَهُ أ َ ْن يَ ُح َّج أ َ ْو يَ ْعت َم َر أ َ َه َّل ب ْال َحج م ْن َحي ُ‬
‫يُري ُد َح ًّجا َو ََل ُ‬
‫شئُوا‬ ‫شئُوا م ْنهُ يُريدُونَ ْال َح َّج أ َ ْو ْالعُ ْم َرة َ حينَ أ َ ْن َ‬ ‫ون ميقَاتَ أ َ ْهله الَّذينَ أ َ ْن َ‬ ‫َو َكانَ َذلكَ ميقَاتَهُ َك َما يَ ُك ُ‬
‫ع ْم َرة ً أل َ َّن َه َذا‬ ‫سلَّ َم ‪ -‬بقَ ْوله م َّم ْن أ َ َرا َد َح ًّجا أ َ ْو ُ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َ‬
‫علَيْه َو َ‬ ‫سول اللَّه ‪َ -‬‬ ‫م ْنهُ‪َ ،‬و َه َذا َم ْعنَى أ َ ْمر َر ُ‬
‫علَيْه َّن م َّم ْن أ َ َرا َد َح ًّجا أ َ ْو‬‫ع ْم َرة ً َو َم ْعنَى قَ ْوله « َول ُكل آت أَت َى َ‬ ‫َج َاوزَ ْالميقَاتَ ََل يُري ُد َح ًّجا َو ََل ُ‬
‫ع ْم َرة ً» فَ َهذه إنَّ َما أ َ َرا َد ْال َح َّج أ َ ْو ْالعُ ْم َرة َ بَ ْع َد َما َج َاوزَ ْال َم َواقيتَ فَأ َ َرا َد َو ُه َو م َّم ْن دُونَ ْال َم َواقيت‬‫ُ‬
‫سل َم ‪َ « -‬و َم ْن َكانَ‬ ‫َّ‬ ‫عليْه َو َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫صلى اللهُ َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫صوبَة َوأ َرا َدهُ َو ُه َو َداخل في ُج ْملة ال َم َواقيت لقَ ْول النَّبي ‪َ -‬‬ ‫َ‬ ‫ْال َم ْن ُ‬
‫علَى أ َ ْهل َم َّكةَ» فَ َه َذا ُج ْملَةُ ْال َم َواقيت‪ ،‬أ َ ْخبَ َرنَا‬ ‫ْ‬ ‫أ َ ْهلُهُ دُونَ ْال َم َواقيت فَم ْن َحي ُ‬
‫ي َذلكَ َ‬ ‫ئ َحتَّى يَأت َ‬ ‫ْث يُ ْنش ُ‬
‫ع َم َر أَنَّهُ أ َ َه َّل م ْن ْالفَ ْرع‪.‬‬
‫ع ْن ابْن ُ‬ ‫ع ْن نَافع َ‬ ‫َمالك َ‬

‫ع ْم َرة ً ث ُ َّم بَ َدا لَهُ م ْن ْالفَ ْرع‬ ‫شافعي) ‪َ :‬و َه َذا ع ْن َدنَا َواَللَّهُ أ َ ْعلَ ُم أَنَّهُ َم َّر بميقَاته لَ ْم يُر ْد َح ًّجا َو ََل ُ‬ ‫(قَا َل ال َّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫غيْرهَا ث ُ َّم بَ َدا لَهُ ْاْل ْه ََل ُل فَأ َه َّل م ْن َها َولَ ْم يَ ْرج ْع إلَى ذي ال ُحلَ ْيفَة‬ ‫َ‬
‫ع م ْن َم َّكةَ أ ْو َ‬ ‫ْ‬
‫فَأ َ َه َّل م ْنهُ أ ْو َجا َء الفَ ْر ُ‬
‫َ‬
‫ض أ َ ْهل ْال َمدينَة‬ ‫سلَّ َم ‪ -‬في ْال َم َواقيت‪ ،‬فَلَ ْو أ َ َّن َب ْع َ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َ‬
‫علَيْه َو َ‬ ‫ع ْن النَّبي ‪َ -‬‬ ‫يث َ‬ ‫َو ُه َو َر َوى ْال َحد َ‬
‫ع ْم َرة ً‬ ‫ع ْم َرة ً ث ُ َّم خ ََر َج م ْن َها َك َذلكَ ََل يُري ُد َح ًّجا َو ََل ُ‬
‫عامدًا ََل يُري ُد َح ًّجا َو ََل ُ‬ ‫ف ل َحا َجته َ‬ ‫الطائ َ‬ ‫أَت َى َّ‬
‫ب ْال َح َر َم ث ُ َّم َب َدا لَهُ أ َ ْن يُه َّل ب ْال َحج أ َ ْو ْالعُ ْم َرة أ َ َه َّل م ْن َم ْوضعه َذلكَ َولَ ْم َي ْرج ْع‪ ،‬أ َ ْخ َب َرنَا‬ ‫ار َ‬ ‫َحتَّى قَ َ‬
‫ص َر‬ ‫ع ْن أَبيه أَنَّهُ قَا َل‪ :‬إ َذا َم َّر ْال َمكي بميقَات أ َ ْهل م ْ‬ ‫اوس َ‬ ‫ط ُ‬ ‫ع ْن ابْن َ‬ ‫ع ْن ابْن ُج َريْج َ‬ ‫سالم َ‬ ‫سعي ُد ب ُْن َ‬ ‫َ‬
‫علَى‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ال‬
‫َ َّ َ‬‫ر‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫إ‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪:‬‬‫س‬ ‫او‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ط‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ْج‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫ج‬
‫ُ َ‬ ‫ْن‬
‫ب‬ ‫ا‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ْن‬ ‫ب‬ ‫ُ‬
‫د‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫س‬
‫ََ َ‬‫َا‬ ‫ن‬ ‫ر‬‫ب‬ ‫ْ‬
‫خ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ا‪،‬‬ ‫م‬ ‫ر‬
‫ُ ً‬ ‫حْ‬‫م‬ ‫َّ‬
‫إَل‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ز‬‫ْ‬ ‫او‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫َل‬ ‫فَ‬
‫ْال َم َواقيت يُري ُد َم َّكةَ فَ ََل َي ْخلُ ْف َها َحتَّى َي ْعت َم َر‬

‫ع ْم َرة]‬ ‫اب ُد ُخول َم َّكة لغَيْر َ‬


‫إرا َدة َحج َو ََل ُ‬ ‫[بَ ُ‬

‫ع َّز َو َج َّل { َوإ ْذ َج َع ْلنَا ْالبَيْتَ َمثَابَةً للنَّاس َوأ َ ْمنًا}‬


‫شافعي ‪َ -‬رح َمهُ اللَّهُ تَعَالَى ‪ : )-‬قَا َل اللَّهُ َ‬
‫ُ (قَا َل ال َّ‬
‫[البقرة‪ ]625 :‬إلَى قَ ْوله { َوالر َّكع الس ُجود} [البقرة‪. ]625 :‬‬

‫اس إلَيْه َويَئُوبُونَ َيعُودُونَ إلَ ْيه َب ْع َد‬ ‫وب النَّ ُ‬ ‫شافعي) ‪ْ :‬ال َمثَا َبةُ في َك ََلم ْال َع َرب ْال َم ْوض ُع يَث ُ ُ‬ ‫(قَا َل ال َّ‬
‫اب إلَيْه اُجْ تُم َع إلَيْه‪ ،‬فَ ْال َمثَا َبةُ تَجْ َم ُع اَلجْ ت َما َ‬
‫ع َويَئُوبُونَ َيجْ ت َمعُونَ إلَيْه‬ ‫الذَّهَاب م ْنهُ‪َ ،‬وقَ ْد يُقَا ُل ث َ َ‬
‫َراجعينَ َب ْع َد َذهَابه ْم م ْنهُ َو ُم ْبت َ َدئينَ قَا َل َو َرقَةُ ب ُْن ن َْوفَل َي ْذ ُك ُر ْال َبيْتَ ‪.‬‬

‫ب إلَيْه ْاليَ ْع ُم ََلتُ الذَّ َوام ُل‬


‫َمثَابًا ََل فنَا َء ْالقَبَائل ُكل َها ‪ ...‬ت َْخ ُ‬

‫اش ب ُْن ُز َهيْر النَّ ْ‬


‫صري‪:‬‬ ‫َوقَا َل خ َد ُ‬

‫عى ‪َ ...‬وي ُْل َح ُق م ْن ُه ْم أ َ َّولُونَ َوآخ ُر‬ ‫ت بَ ْكر تَث ُ ُ‬


‫وب َوت ُ ْد َ‬ ‫فَ َما بَر َح ْ‬

‫اس م ْن َح ْوله ْم} [العنكبوت‪]11 :‬‬ ‫ف النَّ ُ‬ ‫َط ُ‬‫ع َّز َو َج َّل {أ َ َولَ ْم يَ َر ْوا أَنَّا َجعَ ْلنَا َح َر ًما آمنًا َويُتَخ َّ‬
‫َوقَا َل اللَّهُ َ‬
‫يم خَليله { َوأَذ ْن‬
‫اف َم ْن َح ْولَ ُه ْم َوقَا َل ْلب َْراه َ‬‫ط َ‬ ‫اخت َ‬
‫ف ْ‬ ‫َط ُ‬‫ار إلَيْه ََل يُتَخ َّ‬ ‫ص َ‬ ‫يَ ْعني َواَللَّهُ أ َ ْعلَ ُم‪ ،‬آمنًا َم ْن َ‬
‫عميق} [الحج‪. ]21 :‬‬ ‫ضامر يَأْتينَ م ْن ُكل فَج َ‬ ‫علَى ُكل َ‬ ‫في النَّاس ب ْال َحج يَأْتُوكَ ر َجاَل َو َ‬
‫اركَ َوتَعَالَى لَ َّما أ َ َم َر‬ ‫ضى م ْن أ َ ْهل ْالع ْلم يَ ْذ ُك ُر أ َ َّن اللَّهَ تَبَ َ‬ ‫ض َم ْن أ َ ْر َ‬ ‫سم ْعت بَ ْع َ‬ ‫شافعي) ‪ :‬فَ َ‬ ‫(قَا َل ال َّ‬
‫ي اللَّه‬‫ص ْي َحةً عبَا َد اللَّه أَجيبُوا َداع َ‬ ‫صا َح َ‬ ‫علَى ْال َمقَام فَ َ‬ ‫ف َ‬ ‫س ََل ُم ‪َ ،-‬وقَ َ‬ ‫علَيْه ال َّ‬ ‫يم ‪َ -‬‬‫ب َه َذا إب َْراه َ‬
‫ساء‪ ،‬فَ َم ْن َح َّج ْالبَيْتَ بَ ْع َد َدع َْوته فَ ُه َو م َّم ْن‬ ‫ص ََلب الر َجال َوأ َ ْر َحام الن َ‬ ‫اب لَهُ َحتَّى َم ْن في أ َ ْ‬ ‫فَا ْست َ َج َ‬
‫على النَّاس‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ع َّز َو َج َّل { َولله َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اب َدع َْوتَهُ َو َوقَاهُ َم ْن َوافَاهُ يَقولونَ لبَّيْكَ َداعي َربنَا لبَّيْكَ َوقَا َل اللهُ َ‬ ‫أ َ َج َ‬
‫ع َّز َو َج َّل‬ ‫سبيَل} [آل عمران‪ْ ]11 :‬اْليَةَ‪ ،‬فَ َكانَ َذلكَ َد ََللَةُ كت َاب اللَّه َ‬ ‫ع إلَيْه َ‬ ‫طا َ‬‫حج ْالبَيْت َمن ا ْست َ َ‬
‫عه ْدنَا‬ ‫اس َم ْندُوبُونَ إلَى إتْيَان ْالبَيْت بإحْ َرام‪َ ،‬وقَا َل اللَّهُ َ‬
‫ع َّز َو َج َّل { َو َ‬ ‫علَى أ َ َّن النَّ َ‬ ‫فينَا َوفي ْاأل ُ َمم‪َ ،‬‬
‫لطائفينَ َو ْالعَاكفينَ َوالر َّكع الس ُجود} [البقرة‪َ ]625 :‬وقَا َل‬ ‫ي ل َّ‬ ‫طه َرا بَيْت َ‬ ‫يم َوإ ْس َماعي َل أ َ ْن َ‬ ‫إلَى إب َْراه َ‬
‫{فَاجْ عَ ْل أ َ ْفئ َدة ً منَ النَّاس ت َ ْهوي إلَيْه ْم} [إبراهيم‪. ]71 :‬‬

‫ع ْن‬‫ع ْن ابْن أَبي لَبيد َ‬ ‫ي َ‬ ‫شافعي) ‪ :‬فَ َكانَ م َّما نَ َدبُوا به إلَى إتْ َيان ْال َح َرم ب ْاْلحْ َرام قَا َل‪َ :‬و ُرو َ‬ ‫( َقا َل ال َّ‬
‫شةَ إلَى‬ ‫ْ‬
‫ش َكا ال َوحْ َ‬ ‫طأهُ فَ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫طأ َ‬ ‫ْ‬
‫ط اللهُ ت َ َعالَى آ َد َم م ْن ال َجنَّة َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الرحْ َمن أنَّهُ قَا َل «لَ َّما أ َه َب َ‬ ‫عبْد َّ‬ ‫سلَ َمةَ بْن َ‬ ‫أَبي َ‬
‫س ْال َم ََلئ َكة؟ فَقَا َل خَطيئَتُك َيا آ َدم َولَك ْن ا ْذهَبْ فَإ َّن‬ ‫ص َوات ْال َم ََلئ َكة فَقَا َل َيا َرب َمالي ََل أ َ ْس َم ُع ح َّ‬ ‫أَ ْ‬
‫َطى َم ْوض َع‬ ‫ع ْرشي فَأ َ ْق َب َل َيتَخ َّ‬ ‫ْ‬
‫لي بَ ْيتًا ب َم َّكةَ فَأته فَا ْف َع ْل َح ْولَهُ نَحْ َو َما َرأَيْتَ ْال َم ََلئ َكةَ َي ْفعَلُونَ َح ْو َل َ‬
‫الردْم فَقَالُوا َب َّر َحجَّكَ يَا آ َدم لَقَ ْد َح َججْ نَا َه َذا ْال َبيْتَ‬ ‫ُكل قَ َدم قَ ْريَة َو َما بَ ْينَ ُه َما َمفَازَ ة فَلَقيَتْهُ ْال َم ََلئ َكةُ ب َّ‬
‫غيْره قَا َل‪:‬‬ ‫ع ْن ُم َح َّمد بْن َك ْعب ْالقُ َرظي أ َ ْو َ‬ ‫ع ْن ابْن أَبي لَبيد َ‬ ‫عام» أ َ ْخ َب َرنَا اب ُْن ُ‬
‫ع َي ْينَةَ َ‬ ‫قَ ْبلَك بأ َ ْلفَ ْي َ‬
‫عام» ‪.‬‬ ‫س ُككَ َيا آ َدم لَقَ ْد َح َججْ نَا قَ ْبلَك بأ َ ْلفَ ْي َ‬ ‫ت َب َّر نُ ُ‬ ‫« َح َّج آ َدم فَلَق َيتْهُ ْال َم ََلئ َكةُ فَقَالَ ْ‬

‫عيَ ْينَةَ َكانَ‬ ‫ع ْن أَبي َ‬


‫سلَ َمةَ َو ُ‬
‫س ْفيَانَ بْن ُ‬ ‫إن شَا َء اللَّهُ تَعَالَى َك َما قَالَ‪َ ،‬و َر َوى َ‬
‫شافعي) ‪َ :‬و ُه َو ْ‬ ‫(قَا َل ال َّ‬
‫شك في إ ْسنَاده‪.‬‬ ‫يَ ُ‬

‫ظا ًما لَهُ َو َمش َْوا ُحفَاةً‪،‬‬ ‫شافعي) ‪َ :‬ويُحْ َكى أ َ َّن النَّبيينَ َكانُوا يَ ُحجونَ فَإ َذا أَت َْوا ْال َح َر َم َمش َْوا إ ْع َ‬ ‫(قَا َل ال َّ‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ع ْن أ َحد م ْن النَّبيينَ َو ََل األ َمم الخَاليَة أنَّهُ َجا َء أ َحد البَيْتَ قَط إَل َح َرا ًما َولَ ْم يَ ْد ُخ ْل‬ ‫َ‬ ‫َولَ ْم يَحْك لَنَا َ‬
‫سنَّةَ‬‫إن ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫عل ْمنَاهُ إَل َح َرا ًما إَل في َح ْرب الفَتْح فَب َه َذا قلنَا َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫سل َم ‪َ -‬م َّكة َ‬ ‫َّ‬ ‫علَيْه َو َ‬ ‫َّ‬
‫صلى اللهُ َ‬ ‫َّ‬ ‫سو ُل اللَّه ‪َ -‬‬ ‫َر ُ‬
‫علَ َمائنَا قَالُوا فَ َم ْن نَ َذ َر أ ْنَ‬ ‫سم ْعنَاهُ م ْن ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫اللَّه ت َ َعالَى في عبَاده أ ْن ََل يَ ْد ُخ َل ال َح َر ُم إَل َح َرا ًما َوبأ َّن َم ْن َ‬
‫َ‬
‫ص ْفت َوأ َ َّن اللَّهَ ت َعَالَى‬ ‫سبُ ُه ْم قَالُوهُ َّإَل ب َما َو َ‬ ‫ع ْم َرة (قَا َل) ‪َ :‬و ََل أَحْ َ‬ ‫ي ْالبَيْتَ يَأْتيه ُمحْ ر ًما ب َحج أ َ ْو ُ‬ ‫ْ‬
‫يَأت َ‬
‫شا َء‬ ‫ام إ ْن َ‬ ‫سولَهُ الرؤْ يَا ب ْال َحق لَت َ ْد ُخلُ َّن ْال َمسْج َد ْال َح َر َ‬ ‫ص َدقَ اللَّهُ َر ُ‬ ‫َذ َك َر َوجْ هَ ُد ُخول ْال َح َرم فَقَا َل {لَقَ ْد َ‬
‫سك َوفي‬ ‫علَى َوجْ ه ُد ُخوله للن ُ‬ ‫س ُك ْم َو ُمقَصرينَ } [الفتح‪( ]21 :‬قَا َل) ‪ :‬فَ َد َّل َ‬ ‫اللَّهُ آمنينَ ُم َحلقينَ ُر ُءو َ‬
‫علَى ْالفَ ْرق بَيْنَ َم ْن‬ ‫سك َوأ َ َّن فيه َد ََللَةً َ‬ ‫ع ْن الن ُ‬ ‫ع ْفوه فيه َ‬ ‫صة اللَّه في ْال َح ْرب َو َ‬ ‫علَى ُر ْخ َ‬ ‫ْاأل َ ْمن َو َ‬
‫غي َْرهَا م ْن ْالب ُْل َدان َو َذلكَ أ َ َّن َجمي َع ْالب ُْل َدان ت َ ْست َوي ألَنَّ َها ََل ت ُ ْد َخ ُل بإحْ َرام َوإ َّن َم َّكةَ‬ ‫يَ ْد ُخ ُل َم َّكةَ َو َ‬
‫ْ‬
‫ت َ ْنفَر ُد بأ َ َّن َم ْن َد َخلَ َها ُم ْنت َابًا لَ َها لَ ْم يَ ْد ُخل َها َّإَل بإحْ َرام‪. .‬‬

‫طابينَ َوم ْن َم ْدخَله إيَّاهَا ل َمنَافع أ َ ْهل َها َو ْال َكسْب‬ ‫ص ل ْل َح َّ‬
‫ص َحابنَا َم ْن َر َّخ َ‬ ‫شافعي) ‪َّ :‬إَل أ َ َّن م ْن أ َ ْ‬ ‫(قَا َل ال َّ‬
‫اب َكسْب ََل ا ْنت َي ُ‬
‫اب‬ ‫اب َهؤ ََُلء َم َّكةَ ا ْنتيَ ُ‬ ‫علَيْه َه َذا ْالقَ ْو ُل إلَى أ َ َّن ا ْنت َي َ‬
‫سنَ َما يُحْ َم ُل َ‬ ‫لنَ ْفسه َو َرأَيْت أَحْ َ‬
‫طابيه ْم َكانُوا َم َماليكَ‬ ‫ت َ َبرر‪َ ،‬وأ َ َّن َذلكَ ُمتَت َابع َكثير ُمتَّصل فَ َكانُوا يُ ْشب ُهونَ ْال ُمقيمينَ في َها‪َ ،‬ولَ َع َّل َح َّ‬
‫ع ْنهُ َما لَي َ‬
‫ْس‬ ‫ط َ‬ ‫سقَ َ‬‫طا َ‬ ‫ساق ً‬ ‫علَى ْال َم ْملُوك َ‬ ‫ض ْال َحج َ‬ ‫سك‪ ،‬فَإ َذا َكانَ فَ ْر ُ‬ ‫غل بالن ُ‬‫غي َْر َمأْذُون لَ ُه ْم بالتَّشَا ُ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫غيْره ْم مثْلُهُ‪َ ،‬وإ ْن َكانَ ْ‬ ‫ْس في َ‬ ‫عبيدًا فَفيه ْم َه َذا ْال َم ْعنَى الَّذي لَي َ‬ ‫سك‪ ،‬فَإ ْن َكانُوا َ‬ ‫بفَ ْرض م ْن الن ُ‬
‫سك َو ََل التَّبَر َر َوأَنَّ ُه ْم يَجْ َمعُونَ أ َ َّن‬ ‫ْس قَ ْ‬
‫ص َد الن ُ‬ ‫ص َد ُه ْم في ُد ُخول َم َّكةَ لَي َ‬ ‫صةُ لَ ُه ْم ل َم ْعنَى أ َ َّن قَ ْ‬ ‫الر ْخ َ‬
‫ُد ُخولَ ُه ْم شَبيه بالدَّائم‬
‫(‪)654/2‬‬

‫سفَر فَ ََل َي ْد ُخ ُل َّإَل ُمحْ ر ًما ألَنَّهُ‬ ‫صةُ‪ ،‬فَأ َ َّما ْال َم ْر ُء يَأْتي أ َ ْهلَهُ ب َم َّكةَ م ْن َ‬ ‫َت لَهُ الر ْخ َ‬ ‫َف َم ْن َكانَ َه َك َذا َكان ْ‬
‫ْ‬
‫ْس ب َدائم الد ُخول فَلَ ْو ا ْست َأ َذنَ‬ ‫سالَة أ َ ْو زَ ْور أ َ ْهله َولَي َ‬ ‫ْ‬
‫ْس في َواحد م ْن ْال َم ْعنيينَ ‪ ،‬فَأ َ َّما ْال َبري ُد َيأتي بر َ‬ ‫لَي َ‬
‫ع ْنهُ َذلكَ ‪َ ،‬و َم ْن‬ ‫ط به َ‬ ‫ص ْفت أَنَّهُ َي ْسقُ ُ‬ ‫ي‪َ ،‬وإ ْن لَ ْم َي ْف َع ْل فَفيه ْال َم ْعنَى الَّذي َو َ‬ ‫فَ َد َخ َل ُمحْ ر ًما َكانَ أ َ َحبَّ إلَ َّ‬
‫ص ْفت؟‬ ‫علَى َما َو َ‬ ‫س أ َ ْن َي ْد ُخلَ َها بغَيْر إحْ َرام‪ ،‬فَإ ْن قَا َل قَائل‪َ :‬ما َد َّل َ‬ ‫ْ‬
‫ب فَ ََل بَأ َ‬ ‫َد َخ َل َم َّكةَ خَائفًا ْال َح ْر َ‬
‫س َر منَ‬ ‫ُ‬
‫اركَ َوت َ َعالَى {فَإ ْن أحْ ص ْرت ُ ْم فَ َما ا ْست َ ْي َ‬ ‫َاب َوالسنَّةُ‪ ،‬فَإ ْن قَا َل َوأَيْنَ ؟ قي َل قَا َل اللَّهُ تَبَ َ‬ ‫قي َل ْالكت ُ‬
‫ع ْم َرة أ َ ْن َيحلوا لخ َْوف ْال َح ْرب‪ ،‬فَ َكانَ َم ْن لَ ْم يُحْ ر ْم‬ ‫ْال َهدْي} [البقرة‪ ]611 :‬فَأَذنَ ل ْل ُمحْ رمينَ ب َحج أ َ ْو ُ‬
‫صلَّى اللَّهُ‬ ‫سو ُل اللَّه ‪َ -‬‬ ‫ب أ َ ْن ََل يُحْ ر َم م ْن ُمحْ رم َي ْخ ُر ُج م ْن إحْ َرامه‪َ ،‬و َد َخلَ َها َر ُ‬ ‫َاف ْال َح ْر َ‬
‫إن خ َ‬ ‫أ َ ْولَى ْ‬
‫علَيْه إ َذا َد َخلَ َها بغَيْر إحْ َرام ل َعدُو‬ ‫غي َْر ُمحْ رم ل ْل َح ْرب‪ ،‬فَإ ْن قَا َل قَائل‪ :‬فَ َه ْل َ‬ ‫ام ْالفَتْح َ‬ ‫ع َ‬‫سلَّ َم ‪َ -‬‬ ‫علَيْه َو َ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب بكل َوجْ ه فاسد‪ ،‬أ ْو ت ََركَ فل ْم يُ ْع َمل‪ ،‬فأ َّما‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ي إحْ َرا َمهُ؟ قي َل‪َ :‬ل‪ ،‬إن َما يَقضي َما َو َج َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َو َح ْرب أن يَقض َ‬
‫ع ْم َرتهَُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ضى َح َّجة اْلسَْلم َو ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫صلهُ أن َمن شَا َء ل ْم يَدخل َها إذا ق َ‬‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ُد ُخولُهُ َم َّكةَ بغَيْر إحْ َرام فل َّما كانَ أ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ضا ب ُكل‬ ‫صلُهُ فَ ْر ً‬ ‫غي َْر قَ ْرض فَلَ َّما َد َخلَ َها ُمح ًَّل فَت ََر َكهُ َكانَ ت َار ًكا لفَضْل َوأ َ ْمر لَ ْم يَ ُك ْن أ َ ْ‬ ‫صلُهُ َ‬ ‫َكانَ أ َ ْ‬
‫علَيْه إتْيَانُ َها ل َح َّجة ْاْلس ََْلم أ َ ْو نَ ْذر نَ َذ َرهُ فَت ََر َكهُ إيَّاهُ ََل بُ َّد أ َ ْن‬ ‫ضا َ‬ ‫َحال فَ ََل يَ ْقضيه‪ ،‬فَأ َ َّما إ َذا َكانَ فَ ْر ً‬
‫علَى‬‫ع ْنهُ بَ ْع َد َم ْوته أ َ ْو في بُلُوغ ْال َو ْقت الَّذي ََل يَ ْست َطي ُع أ َ ْن يَ ْست َْمسكَ فيه َ‬ ‫ضى َ‬ ‫يَ ْقضيَهُ أ َ ْو يُ ْق َ‬
‫ام إ َذا‬ ‫علَى َد ْفعه‪ ،‬ت ََركَ ْاْلحْ َر َ‬ ‫طان أ َ ْو أ َ ْمر ََل يَ ْقد ُر َ‬ ‫س ْل َ‬
‫وز ع ْندي ل َم ْن َد َخلَ َها خَائفًا م ْن ُ‬ ‫ْال َم ْر َكب‪َ ،‬ويَ ُج ُ‬
‫س ْعي‪َ ،‬وإ ْن لَ ْم يَ َخ ْفهُ فيه َما لَ ْم يَ ُج ْز لَهُ َواَللَّهُ أ َ ْعلَ ُم‪َ ،‬و َم ْن ْال َم َدنيينَ َم ْن قَا َل‪ََ :‬ل‬ ‫الط َواف َوال َّ‬ ‫خَافَهُ في َّ‬
‫غي َْر ُمحْ رم‪.‬‬ ‫ع َم َر َد َخ َل َم َّكةَ َ‬ ‫س أ َ ْن يَ ْد ُخ َل بغَيْر إحْ َرام َواحْ ت َ َّج بأ َ َّن ابْنَ ُ‬ ‫بَأ ْ َ‬

‫سلَّ َم ‪-‬‬ ‫صلَّى اللَّهُ َ‬


‫علَيْه َو َ‬ ‫ي‪َ -‬‬ ‫ص ْفنَا َواحْ ت َ َّج بأ َ َّن النَّب َّ‬ ‫عبَّاس يُخَالفُهُ َو َمعَهُ َما َو َ‬ ‫شافعي) ‪َ :‬واب ُْن َ‬ ‫(قَا َل ال َّ‬
‫ص ْفنَا ُم َحاربًا‪ ،‬فَإ ْن‬ ‫سل َم ‪َ -‬د َخلَ َها َك َما َو َ‬ ‫َّ‬ ‫علَيْه َو َ‬ ‫َّ‬
‫صلى اللهُ َ‬ ‫َّ‬ ‫ي‪َ -‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ام الفَتْح َ‬
‫غي َْر ُمحْ رم َوأ َّن النَّب َّ‬ ‫ع َ‬ ‫َد َخلَ َها َ‬
‫صلى‬‫َّ‬ ‫صار النَّبي ‪َ -‬‬ ‫علَى إحْ َ‬ ‫يس َ‬ ‫َ‬
‫سل َم ‪ -‬قي َل لَهُ‪ :‬أفَت َق ُ‬ ‫َّ‬ ‫علَيْه َو َ‬ ‫َّ‬
‫صلى اللهُ َ‬ ‫َّ‬ ‫علَى َم ْدخَل النَّبي ‪َ -‬‬ ‫يس َ‬ ‫قَا َل أَق ُ‬
‫ب ُمخَالفَة لغَيْرهَا‪ ،‬قي َل‪َ :‬و َه َك َذا ا ْفعَ ْل في ْال َح ْرب‬ ‫سلَّ َم ‪ -‬ب ْال َح ْرب؟ فَإ ْن قَا َل‪ََ :‬ل‪ ،‬أل َ َّن ْال َح ْر َ‬ ‫علَيْه َو َ‬ ‫اللَّهُ َ‬
‫َت‪ََ ،‬ل تُفَر ْق بَ ْينَ ُه َما في َم ْوضع َوتَجْ َم ْع بَ ْينَ ُه َما في آخ ََر‪.‬‬ ‫ْث َكان ْ‬ ‫َحي ُ‬

‫اب ميقَات ْالعُ ْم َرة َم َع ْال َحج]‬


‫[بَ ُ‬

‫ع ْنهُ َح َّجةُ‬ ‫ت َ‬ ‫شافعي) ‪َ - :‬رح َمهُ اللَّهُ ‪َ :-‬وميقَاتُ ْالعُ ْم َرة َو ْال َحج َواحد َو َم ْن قَ َرنَ أَجْ زَ أ َ ْ‬ ‫(قَا َل ال َّ‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫عل ْي َها َح َّجة فَ َذلكَ لهُ َما بَ ْينَهُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫عليْه َد ُم الق َران َو َم ْن أ َه َّل بعُ ْم َرة ث َّم بَ َدا لهُ أ ْن يُدْخ َل َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ع ْم َرتُهُ َو َ‬ ‫ْاْلس ََْلم َو ُ‬
‫اف ب ْالبَيْت فَقَ ْد َد َخ َل في ْالعَ َمل الَّذي يُ ْخر ُجهُ م ْن‬ ‫اف ب ْالبَيْت فَإ َذا ا ْفتَت َ َح َّ‬
‫الط َو َ‬ ‫الط َو َ‬ ‫َوبَيْنَ أ َ ْن يَ ْفت َت َح َّ‬
‫وز لَهُ أ َ ْن يَ ْد ُخ َل في إحْ َرام َولَ ْم يَ ْست َ ْكم ْل ْال ُخ ُرو َج م ْن إحْ َرام قَ ْبلَهُ‪ ،‬فَ ََل يُدْخ ُل إحْ َرا ًما‬ ‫ْاْلحْ َرام‪ ،‬فَ ََل يَ ُج ُ‬
‫الط َواف فَأ َ ْد َخ َل‬ ‫غيْره م ْن أ َ ْهل ْالع ْلم‪ ،‬فَإ َذا أ َ َخ َذ في َّ‬ ‫طاء َو َ‬ ‫ع َ‬‫علَيْه‪َ ،‬و َه َذا قَ ْو ُل َ‬ ‫ْس ُمقي ًما َ‬ ‫علَى إحْ َرام لَي َ‬ ‫َ‬
‫ْف َكانَ لَهُ‬ ‫ضاؤُ هُ َو ََل ف ْديَة لت َْركه‪ ،‬فَإ ْن قَا َل قَائل‪َ :‬و َكي َ‬ ‫علَيْه قَ َ‬ ‫علَيْه ال َح َّج لَ ْم يَ ُك ْن به ُمحْ ر ًما َولَ ْم يَ ُك ْن َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫وز في‬ ‫َ‬
‫علَ ْي َها َح ًّجا؟ قي َل‪ :‬ألنَّهُ لَ ْم يَ ْخ ُرجْ م ْن إحْ َرام َها‪َ ،‬و َه َذا ََل يَ ُج ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫أ َ ْن يَ ُكونَ ُم ْفردًا بالعُ ْم َرة ث َّم يُدْخ ُل َ‬
‫علَيْه‬‫صلَّى اللَّهُ َ‬ ‫سول اللَّه ‪َ -‬‬ ‫اب َر ُ‬ ‫ص َح ُ‬ ‫شةُ َوأ َ ْ‬ ‫عائ َ‬ ‫ت َ‬ ‫إن شَا َء اللَّهُ‪« :‬أَهَلَّ ْ‬ ‫ص ْوم َوقي َل لَهُ ْ‬ ‫ص ََلة َو ََل َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ضا ُء فَأ َم َر َم ْن لَ ْم يَ ُك ْن‬ ‫ْ‬
‫سل َم ‪ -‬القَ َ‬‫َّ‬ ‫علَيْه َو َ‬ ‫َّ‬
‫صلى اللهُ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫‪-‬‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫َزَ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ء‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫ض‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ونَ‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫َظ‬ ‫ت‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫‪-‬‬ ‫م‬ ‫َّ‬
‫َو َ‬ ‫ل‬‫س‬‫َ‬
‫يض بَ ْينَ َها‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َت ُم ْعت َم َرة ً بأ ْن لَ ْم يَ ُك ْن َم َع َها َهدْي فَلَ َّما َحا َل ال َمح ُ‬ ‫ع ْم َرةً‪ ،‬فَ َكان ْ‬ ‫َم َعهُ َهدْي أ ْن يَجْ َع َل إحْ َرا َمهُ ُ‬ ‫َ‬
‫سلَّ َم ‪ -‬أ َ ْن تُدْخ َل‬
‫علَيْه َو َ‬‫صلَّى اللَّهُ َ‬ ‫سو ُل اللَّه ‪َ -‬‬ ‫ع ْم َرت َها َو َرهقَ َها ْال َحج أ َ َم َرهَا َر ُ‬
‫َوبَيْنَ ْاْلحْ ََلل م ْن ُ‬
‫اف‬
‫الط َو َ‬ ‫علَى ْالعُ ْم َرة َما لَ ْم يَ ْفت َتحْ َّ‬
‫َت قَارنَةً» ‪ ،‬فَب َه َذا قُ ْلنَا يُدْخ ُل ْال َح َّج َ‬ ‫علَ ْي َها ْال َح َّج فَفَعَلَ ْ‬
‫ت فَ َكان ْ‬ ‫َ‬

‫(‪)655/2‬‬

‫ص ََلتَيْن أ َ ْن ت ُ ْق َرنَا أ َ ْو في‬


‫وز َه َذا في َ‬ ‫َو َذ َك ْرت لَهُ ق َرانَ ْال َحج َو ْالعُ ْم َرة فَإ َذا قَا َل َجائز قي َل أَفَيَ ُج ُ‬
‫وز أ َ ْن تَجْ َم َع بَيْنَ َما تُفَر ُق أ َ ْنتَ بَ ْينَهُ‬
‫ص ْو َميْن؟ فَإ ْن قَا َل‪ََ :‬ل‪ ،‬قي َل فَ ََل يَ ُج ُ‬
‫َ‬

‫ع ْنهُ‬
‫ظتُ َ‬ ‫ع ْم َرة ً َفإ َّن أ َ ْكث َ َر َم ْن َلقيتُ َو َحف ْ‬ ‫شافعي) ‪َ :‬ولَ ْو أ َ َه َّل ب ْال َحج ث ُ َّم أ َ َرا َد أ َ ْن يُدْخ َل َ‬
‫ع َليْه ُ‬ ‫(قَا َل ال َّ‬
‫علَيْه في ت َْرك ْالعُ ْم َرة م ْن قَ َ‬
‫ضاء َو ََل ف ْد َية‪.‬‬ ‫ْس َذلكَ لَهُ‪َ ،‬وإ َذا لَ ْم يَ ُك ْن َذلكَ لَهُ فَ ََل ش ْ‬
‫َي َء َ‬ ‫َيقُو ُل‪ :‬لَي َ‬

‫س َكان يَ ْد ُخ ُل أ َ َح ُد ُه َما في ْاْلخَر‬‫َت السنَّةُ أَنَّ ُه َما نُ ُ‬‫ْف إ َذا َكان ْ‬ ‫شافعي) ‪ :‬فَإ ْن قَا َل قَائل فَ َكي َ‬ ‫(قَا َل ال َّ‬
‫علَى ْالعُ ْم َرة فَإنَّ َما زَ ا َد إحْ َرا ًما أ َ ْكث َ َر م ْن إحْ َرام ْالعُ ْم َرة‪ ،‬فَإ َذا أ َ ْد َخ َل‬ ‫َويَ ْفت َرقَان في أَنَّهُ إ َذا أ َ ْد َخ َل ْال َح َّج َ‬
‫ْس بفَ ْرق يَ ْمنَ ُع‬ ‫ص ْفت فَلَي َ‬ ‫علَى ْال َحج زَ ا َد إحْ َرا ًما أَقَ َّل م ْن إحْ َرام ْال َحج َو َه َذا َوإ ْن َكانَ َك َما َو َ‬ ‫ْالعُ ْم َرة َ َ‬
‫اس َما ُه َو أ َ ْبعَ ُد م ْنهُ‪َ ،‬و ََل أ َ ْعلَ ُم ُح َّجةً في ْالفَ ْرق بَيْنَ َه َذا‬ ‫علَى ْاْلخَر ألَنَّهُ يُقَ ُ‬ ‫سا َ‬ ‫أ َ َح ُد ُه َما أ َ ْن يَ ُكونَ قيَا ً‬
‫ع ْن بَ ْعض التَّابعينَ ‪،‬‬ ‫ع ْنهُ م َّم ْن لَقيت‪َ ،‬وقَ ْد ي ُْر َوى َ‬ ‫سم ْعت َ‬ ‫ع َّم ْن َ‬ ‫ظ َ‬ ‫ص ْفت م ْن أَنَّهُ الَّذي أَحْ فَ ُ‬ ‫َّإَل َما َو َ‬
‫َيء أ َ ْم ََل‬
‫سلَّ َم ‪ -‬فيه ش ْ‬ ‫علَيْه َو َ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َ‬ ‫سول اللَّه ‪َ -‬‬ ‫ص َحاب َر ُ‬ ‫ع ْن أ َ َحد م ْن أ َ ْ‬ ‫َو ََل أَدْري ه َْل يَثْبُتُ َ‬
‫ْس يَثْبُتُ ‪َ ،‬و َم ْن َرأَى أ َ ْن ََل يَ ُكونَ‬ ‫ع ْنهُ ‪َ -‬ولَي َ‬ ‫ي اللَّهُ َ‬
‫طالب ‪َ -‬رض َ‬ ‫علي بْن أَبي َ‬ ‫ع ْن َ‬‫ي َ‬ ‫فَإنَّهُ قَ ْد ُرو َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َي َء لت َْرك َها َو َم ْن َرأى لهُ أ ْن يُدْخ َل‬ ‫عليْه َو ََل ش ْ‬ ‫َ‬ ‫ْي َ‬ ‫ْ‬
‫ع ْم َرة اْلس ََْلم َو ََل َهد َ‬ ‫ع ْنهُ م ْن ُ‬ ‫ُم ْعت َم ًرا فَ ََل يُجْ زي َ‬
‫ْ‬
‫ع ْنهُ م ْن َح َّجة اْلس ََْلم َو ُ‬
‫ع ْم َرته‬ ‫علَى ْال َحج َرأى أ ْن يُجْ زي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْالعُ ْم َرة َ َ‬

‫ام ب َم َّكةَ إلَى ْال َحج أ َ ْنشَأ َ ْال َح َّج م ْن َم َّكةَ َوإ َذا أ َ َه َّل ب ْال َحج ث ُ َّم أ َ َرا َد ْالعُ ْم َرة َ‬ ‫الر ُج ُل بعُ ْم َرة ث ُ َّم أَقَ َ‬ ‫َوإ َذا أ َ َه َّل َّ‬
‫عا َم ُه َما ب َم َّكةَ أ َ َه َّل‬ ‫أ َ ْنشَأ َ ْالعُ ْم َرة َ م ْن أَي َم ْوضع شَا َء إ َذا خ ََر َج م ْن ْال َح َرم َوقَ ْد أَج ُد ُه َما إ َذا أَقَ َ‬
‫ام َ‬
‫ص ْفت؟ قي َل أ َ َه َّل‬ ‫َكإ ْه ََلل أ َ ْهل ْاْلفَاق أ َ ْن يَ ْرجعُوا إلَى َم َواقيته ْم‪ ،‬فَإ ْن قَا َل قَائل‪َ .‬ما ْال ُح َّجةُ في َما َو َ‬
‫سلَّ َم ‪َ -‬معَهُ بعُ ْم َرة ث ُ َّم أ َ َم َر ُه ْم يُهلونَ ب ْال َحج إ َذا‬ ‫علَيْه َو َ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َ‬ ‫سول اللَّه ‪َ -‬‬ ‫ص َحاب َر ُ‬ ‫عا َّمةُ أ َ ْ‬‫َ‬
‫علَى َه َذا َولَ ْم أ َ ْعلَ ْم في َهذَا خ ََلفًا منْ‬ ‫سا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ت ََو َّج ُهوا إلى منى من َمكة فكانَت العُ ْم َرة إذا َح َّج ق ْبل َها قيَا ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫الرحْ َمن‬ ‫ع ْب َد َّ‬ ‫سل َم ‪َ -‬‬‫َّ‬ ‫َ‬
‫عليْه َو َ‬ ‫َّ‬
‫صلى اللهُ َ‬ ‫َّ‬ ‫ع ْنهُ م َّم ْن لَقيته‪ ،‬فَإ ْن قَا َل قَائل‪ :‬قَ ْد أ َ َم َر النَّبي ‪َ -‬‬ ‫ظت َ‬ ‫أ َ َحد َحف ْ‬
‫ع ْم َرت ُ َها‬ ‫ت ب ْال َحج م ْن َم َّكةَ َو ُ‬ ‫ع ْم َرة ً فَأَهَلَّ ْ‬‫شةُ َكانَ إحْ َرا ُم َها ُ‬ ‫شةَ م ْن الت َّ ْنعيم فَعَائ َ‬ ‫عائ َ‬ ‫بْن أَبي بَ ْكر يُ ْعم ُر َ‬
‫ص ْفنَا‪.‬‬
‫ت في َه َذا ُح َّجة ع ْن َدنَا ل َما َو َ‬ ‫م ْن الت َّ ْنعيم نَافلَة‪ ،‬فَلَ ْي َ‬
‫س ْ‬
‫ع ْم َرة ث ُ َّم أَقَ َ‬
‫ام‬ ‫َو َم ْن أ َ َه َّل بعُ ْم َرة م ْن خَارج ْال َح َرم َف َذلكَ ُمجْ زئ َ‬
‫ع ْنهُ‪ ،‬فَإ ْن لَ ْم يَ ُك ْن َد َخ َل قَ ْبلَ َها ب َحج أ َ ْو ُ‬
‫علَيْه إ َذا َجا َء‬ ‫َي َء َ‬‫ع ْم َرتَهُ ْال َواجبَةَ َر َج َع إلَى ميقَاته َو ُه َو ُمحْ رم في ُر ُجوعه َذلكَ َو ََل ش ْ‬ ‫َت ُ‬‫ب َم َّكةَ فَ َكان ْ‬
‫علَيْه ُم َجزئَةً َ‬
‫ع ْنهُ‪.‬‬ ‫ع ْم َرتُهُ ْال َواجبَةُ َ‬ ‫ميقَاتُهُ ُمحْ ر ًما َوإ ْن لَ ْم يَ ْفعَ ْل أَه ََراقَ َد ًما فَ َكان ْ‬
‫َت ُ‬

‫وف ب ْال َبيْت‬ ‫ط َ‬ ‫َو َم ْن أ َ َه َّل بعُ ْم َرة م ْن َم َّكةَ فَفي َها قَ ْو ََلن‪ ،‬أ َ َح ُد ُه َما أَنَّهُ إ َذا َل ْم َي ْخ ُرجْ إلَى ْالحل َحتَّى َي ُ‬
‫ي بت ْلكَ ْالعُ ْم َرة خَار ًجا م ْن ْال َح َرم ث ُ َّم‬ ‫علَيْه أ َ ْن َي ْخ ُر َج فَيُلَب َ‬ ‫صفَا َو ْال َم ْر َوة لَ ْم َي ُك ْن َح ََل ًَل َو َكانَ َ‬‫َوبال َّ‬
‫إن لَ ْم َي ُك ْن َحلَقَ ‪َ ،‬وإ ْن َكانَ َحلَقَ أَه ََراقَ‬ ‫علَيْه‪ْ ،‬‬ ‫َي َء َ‬‫وف َب ْع َدهَا َو َي ْسعَى َويَحْ لقَ أ َ ْو يُقَص َر َو ََل ش ْ‬ ‫ط َ‬‫َي ُ‬
‫وف‬‫ط َ‬ ‫ي خَار ًجا م ْن ْال َح َرم ث ُ َّم يَ ُ‬ ‫علَيْه أ َ ْن يُلَب َ‬ ‫سا َء فَ ُه َو ُم ْفسد لعُ ْم َرته َو َ‬ ‫اب الن َ‬
‫ص َ‬ ‫َد ًما‪َ ،‬وإ ْن َكانَ أ َ َ‬
‫ْ‬ ‫ي هَذه ْالعُ ْم َرة َ إ َذا أ َ ْف َ‬
‫س َدهَا بعُ ْم َرة ُم ْست َأنَفَة َوإنَّ َما‬ ‫َو َي ْسعَى َويُقَص َر أ َ ْو َيحْ لقَ َو َي ْن َح َر َب َدنَةً ث ُ َّم يَ ْقض َ‬
‫يق َد ًما لَ َها‪َ ،‬و ْالقَ ْو ُل‬ ‫ع ْم َرة َويُ ْهر ُ‬ ‫ُخ ُرو ُجهُ م ْن ْال َح َرم ل َهذه ْالعُ ْم َرة ْال ُم ْفس َدة‪َ ،‬و ْالقَ ْو ُل ْاْلخ َُر أ َ َّن هَذه ُ‬
‫ْاأل َ َّو ُل أ َ ْشبَهُ ب َها َواَللَّهُ أ َ ْعلَ ُم َولَكنَّهُ لَ ْو أ َ َه َّل ب َحج م ْن َم َّكةَ َولَ ْم يَ ُك ْن َد َخ َل َم َّكةَ ُمحْ ر ًما َولَ ْم يَ ْرج ْع إلَى‬
‫ع ْنهُ م ْن َح َّجة ْاْلس ََْلم ْال َحج م ْن َم َّكةَ أل َ َّن ع َما َد ْال َحج‬ ‫ت َ‬‫ميقَاته أَه ََراقَ َد ًما لت َْركه ْالميقَاتَ َوأَجْ زَ أ َ ْ‬
‫ئ م ْن‬ ‫صلُ ُح أ َ ْن يَ ْبت َد َ‬ ‫ع َمل ْالعُ ْم َرة س َوى ْال َو ْقت في ْال َح َرم فَ ََل يَ ْ‬ ‫ع َرفَةُ َو َجمي ُع َ‬ ‫غيْر ْال َح َرم َو َذلكَ َ‬ ‫في َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ع ْم َرة من ميقاته ث َّم يَ ْرج َع إلى بَلده‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫لر ُجل أن يُهل ب َحج أ ْو ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ع َمل َها َوع َماده‪َ ،‬وأك َرهُ ل َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َم ْوضع ُمنت َهى َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫أ َ ْو يُق َ‬
‫ي‬‫عليْه َولكن أحب لهُ أن يَ ْمض َ‬ ‫يم ب َم ْوضعه َوإن فعَ َل فَل فديَة َ‬

‫(‪)651/2‬‬

‫ل َوجْ هه فَيَ ْقص َد قَ ْ‬


‫ص َد نُ ُ‬
‫سكه‬

‫طريقَة م َّما ُه َو أ َ ْبعَ ُد م ْن َها لغَيْر أ َ ْمر يَنُوبُهُ أ َ ْو ر ْفق به‪ ،‬فَإ ْن‬ ‫غي َْر َ‬‫( َقا َل) ‪َ :‬و َك َذلكَ أ َ ْك َرهُ لَهُ أ َ ْن يَ ْسلُكَ َ‬
‫طريق فَ ََل أ َ ْك َرهُ َذلكَ لَهُ َو ََل ف ْد َيةَ في أ َ ْن َي ْع ُر َج َوإ ْن َكانَ لغَيْر‬ ‫طريق أ َ ْرفَقَ م ْن َ‬ ‫َت َ‬ ‫نَا َبهُ أ َ ْمر أ َ ْو َكان ْ‬
‫علَى‬‫سنَتَيْن َكانَ َ‬ ‫سنَةً أ َ ْو َ‬
‫طريق َ‬ ‫ام ب َم َّكةَ أ َ ْو في َبلَده أ َ ْو في َ‬ ‫سنَة فَأَقَ َ‬ ‫ع ْذر َو َم ْن أ َ َه َّل بعُ ْم َرة في َ‬ ‫ُ‬
‫سنَة‬ ‫ع ْنهُ أل َ َّن َو ْقتَ ْالعُ ْم َرة في َجميع ال َّ‬ ‫َت هَذه ْالعُ ْم َرة ُ ُمجْ زئَةً َ‬ ‫وف ب ْالبَيْت َو َكان ْ‬ ‫ط َ‬ ‫إحْ َرامه َحتَّى َي ُ‬
‫ضاهُ‬ ‫علَى إحْ َرامه َوخ ََر َج م ْنهُ َوقَ َ‬ ‫عامه َذلكَ لَ ْم َي ُك ْن لَهُ ْال ُمقَا ُم َ‬ ‫ت َك ْال َحج الَّذي إ َذا فَاتَ في َ‬ ‫س ْ‬ ‫َولَ ْي َ‬
‫ع ْنهُ‬‫ت َ‬ ‫اف ُمفيقًا أَجْ زَ أ َ ْ‬‫ط َ‬ ‫ع ْقلُهُ ث ُ َّم َ‬
‫َب َ‬‫َوأ َ ْك َرهُ َه َذا لَهُ للت َّ ْعزير بإحْ َرامه َولَ ْو أ َ َه َّل بعُ ْم َرة ُمفيقًا ث ُ َّم َذه َ‬
‫ع ْقله‪.‬‬‫ضر ْال ُم ْعت َم َر َما بَ ْينَ ُه َما م ْن َذهَاب َ‬ ‫اف َو ََل َي ُ‬ ‫َوع َما ُد ْالعُ ْم َرة ْاْل ْه ََل ُل َو َّ‬
‫الط َو ُ‬

‫إن لَ ْم‬ ‫علَى َم ْن َج َاوزَ ْالميقَاتَ َ‬


‫غي َْر ُمحْ رم أ َ ْن يَ ْرج َع إلَيْه ْ‬ ‫شافعي) ‪ :‬فَقَا َل قَائل‪ :‬ل َم َجعَ ْلتَ َ‬ ‫(قَا َل ال َّ‬
‫َف فَ ْوتَ ْال َحج؟ قُ ْلت لَهُ لَ َّما أُم َر في َحجه بأ َ ْن يَ ُكونَ ُمحْ ر ًما م ْن ميقَاته َو َكانَ في َذلكَ َد ََللَة َ‬
‫علَى‬ ‫يَخ ْ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ام م ْن أ ْهله إلى الميقَات‬ ‫ْ‬
‫عليْه في ابْت َدائه اْلحْ َر َ‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫أَنَّهُ يَك ُ‬
‫ون في َما بَيْنَ ميقَاته َوالبَيْت ُمحْ ر ًما َو ََل يَك ُ‬
‫ون َ‬ ‫ُ‬
‫علَى اَلبْت َداء‬ ‫ارج ْع َحتَّى ت َ ُكونَ ُمه ًَّل في ْال َم ْوضع الَّذي أُم ْرت أ َ ْن ت َ ُكونَ ُمه ًَّل به َ‬ ‫ُمحْ ر ًما قُ ْلت لَهُ ْ‬
‫إن لَ ْم يَ ْرج ْع إلَيْه‬ ‫عبَّاس ل َما يُ ْشبهُ م ْن َد ََللَة السنَّة فَإ ْن قَا َل قَائل‪ :‬فَل َم قُ ْلت ْ‬ ‫َوإنَّ َما قُ ْلنَاهُ َم َع قَ ْول ابْن َ‬
‫سو ُل‬ ‫علَيْه؟ قُ ْلت لَهُ لَ َّما َج َاوزَ َما َوقَّتَ لَهُ َر ُ‬ ‫غيْره أَه ََراقَ َد ًما َ‬ ‫ع ْذر ب َذلكَ َو ََل َ‬ ‫غيْر ُ‬ ‫لخ َْوف فَ ْوت َو ََل َ‬
‫ي بالبَ َدل م َّما ت ََركَ فَإ ْن‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َ‬ ‫اللَّه ‪َ -‬‬
‫عليْه أ َم ْرنَاهُ أ ْن يَأت َ‬ ‫ي ب َك َمال َما َ‬ ‫سل َم ‪ -‬فَت ََركَ أ ْن يَأت َ‬ ‫عليْه َو َ‬
‫ْس لَهُ ث ُ َّم‬‫ش ْي َء لَي َ‬ ‫ع َمل يُ َجاو ُزهُ َو ُم َج َاوزَ تُهُ ال َّ‬ ‫َيء يَ ْلزَ ُمهُ في َ‬ ‫ْف َجعَ ْلت ْالبَ َد َل م ْن ت َْرك ش ْ‬ ‫قَا َل فَ َكي َ‬
‫عليْه فَتَجْ عَ ُل ال َّ‬
‫ص ْو َم‬ ‫َ‬ ‫ش ْيئًا َ‬ ‫غيْر ال َحج َ‬ ‫ْ‬ ‫َجعَ ْلت ْالبَ َد َل م ْنهُ َد ًما يُ ْهريقهُ َوأ ْنتَ إنَّ َما تَجْ عَ ُل البَ َد َل في َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ص ََلة َ ُمخَالفَان ْال َح َّج ُم ْخت َلفَان في أ َ ْنفُسه َما قَا َل فَأَنَّى‬ ‫ص ْو َم َوال َّ‬
‫إن ال َّ‬ ‫ص ََلة؟ قُ ْلت َّ‬ ‫ص ََلة َ بال َّ‬ ‫ص ْوم َوال َّ‬ ‫بال َّ‬
‫ْ‬
‫ص ََلة ُ فَيَأتي بالبَ َدل َو ََل يَ ُك ُ‬
‫ون‬ ‫ْ‬ ‫س ُد ال َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫س ُد ال َحج فَيَ ْمضي فيه َويَأتي ببَ َدنَة َوالبَ َدل َوتَف ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫اخت ََلف ُه َما؟ قلت يَف ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ص ََلة في‬ ‫س ْعي َويُحْ ر ُم بال َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ع َرفَة َو ُه َو ُمحْ رم فَيَ ْخ ُر ُج م ْن ال َحج بط َواف َو َ‬ ‫َ‬ ‫ارة َويَفُوتُهُ يَ ْو ُم َ‬ ‫َّ‬
‫عليْه َكف َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سنَته َوتَفُوتُهُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫َوقت فَيَ ْخ ُر ُج ال َوقتُ فَ ََل يَ ْخ ُر ُج م ْن َها َويَفُوتُهُ ال َحج فَ ََل يَقضيه إَل في مثل يَ ْومه م ْن َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ص ْو ُم فَيَ ْقضيه م ْن غَد َويُ ْفس ُدهُ ع ْن َدنَا ع ْن َدك بقَ ْيء‬ ‫عته َويَفُوتُهُ ال َّ‬ ‫سا َ‬ ‫ص ََلة ُ فَيَ ْقضي َها إ َذا َذ َك َر َها م ْن َ‬ ‫ال َّ‬
‫إن َو َج َدهُ َوبَ َدل َم َع‬ ‫علَيْه عتْ ُق َرقَبَة ْ‬ ‫ب َ‬ ‫ارة َويَعُو ُد لَهُ َويُ ْفس ُدهُ بج َماع فَيَج ُ‬ ‫علَيْه َكفَّ َ‬ ‫ون َ‬ ‫غيْره فَ ََل يَ ُك ُ‬ ‫َو َ‬
‫ف؟ ‪.‬‬ ‫ْث يَ ْخت َل ُ‬ ‫ْ‬
‫ْف تَجْ َم ُع بَيْنَ ال ُم ْخت َلف َحي ُ‬ ‫س َّم ْينَا فَ َكي َ‬ ‫اخت ََلفه َما في َما س َوى َما َ‬ ‫ْ‬

‫ْ‬ ‫شافعي) ‪َ :‬وقُ ْلت لَهُ ْال ُح َّجةُ في َه َذا أَنَّا لَ ْم نَ ْعلَ ْم ُمخَالفًا في أ َ َّن ل َّ‬
‫لر ُجل أ َ ْن يُه َّل قَ ْب َل أ َ ْن َيأت َ‬
‫ي‬ ‫(قَا َل ال َّ‬
‫إن ت ََركَ ْاْل ْه ََل َل م ْن ميقَاته َولَ ْم َي ْرج ْع إلَيْه أَجْ زَ أَهُ َحجهُ َوقَا َل أ َ ْكث َ ُر أ َ ْهل ْالع ْلم‬ ‫ميقَاتُهُ َو ََل في أَنَّهُ ْ‬
‫ع ْنهُ َوم ْن قَ ْول أ َ ْكثَره ْم فيه أ َ ْن قَالُوا في التَّارك‬ ‫ئ َ‬ ‫علَيْه َو َحجهُ ُمجْ ز ُ‬ ‫يق َد ًما َوقَا َل أَقَل ُه ْم ََل ش ْ‬
‫َي َء َ‬ ‫يُ ْهر ُ‬
‫ع َها يُ َهريق َد ًما فَ َج َع ْلنَا َو َج َعلُوا‬ ‫يق َد ًما‪َ ،‬وقُ ْلنَا في ْالج َمار َي َد ُ‬ ‫ْال َب ْيتُوتَةَ بمنًى َوت َارك ُم ْز َدلفَةَ يُ ْهر ُ‬
‫ع َمل ْال َحج َد ًما‬ ‫ْاْل ْب َدا َل في أ َ ْش َيا َء م ْن َ‬

‫غيْره يَ ْرج ُع أ َ ْو‬


‫ع ْم َرة ً ث ُ َّم أ َ َه َّل دُونَهُ فَمثْ ُل َ‬ ‫(قَا َل) ‪َ :‬وإ َذا َج َاوزَ ْال َمكي ميقَاتًا أَت َى َ‬
‫علَيْه يُري ُد َح ًّجا أ َ ْو ُ‬
‫علَيْه َد َم ْال ُمتْ َعة؟ قي َل أل َ َّن اللَّهَ‬
‫ْف قُ ْلت َه َذا في ْال َمكي َوأ َ ْنتَ ََل تَجْ َع ُل َ‬ ‫يق َد ًما‪ ،‬فَإ ْن قَا َل قَائل‪َ :‬و َكي َ‬
‫يُ ْهر ُ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ع َّز َو َج َّل قَا َل { َذلكَ ل َم ْن لَ ْم يَ ُك ْن أ ْهلهُ َحاضري ال َمسْجد ال َح َرام} [البقرة‪]611 :‬‬ ‫َ‬

‫مقاَلت‪-‬كتب‪-‬مرتبطة‪-‬الميقات‪-‬للحج‪-‬والعمرة‪-‬على‪https://www.al-feqh.com/ar/-‬‬
‫المذهب‪-‬الشافعي‪-‬كتاب‪-‬األم‬

You might also like