Professional Documents
Culture Documents
المحاضرات5- 4 :
المحورالثاني :النظام البرلماني /حالة النظام الدستوري البريطاني
يقوم النظام البرلماني على أساس الفصل المرن بين السلطات مع وجود تعاون وتوازن بين
السلطتين التنفيذية والتشريعية ،و يتسع النظام البرلماني لجميع أشكال الحكم سواء كان النظام
ملكية أو جمهورية أو إدارة جماعية ،ألن رئيس الدولة في النظام البرلماني ال يمارس
اختصاصاته بنفسه بل بواسطة وزرائه .ويوجد بالنظام البرلماني رئيس دولة وإلى جانبه
رئيس للحكومة :رئيس الدولة يسود وال يحكم ،أما رئيس الحكومة فيتولى مسؤولية الحكم.
ويتكون البرلمان عادة من مجلسين.وتتميز العالقة بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية
بالتعاون والرقابة المتبادلة مما يجعل النظام متسما ً بالتوازن .ويبدو التعاون في إمكان
مساهمة السلطة التنفيذية في عملية التشريع .أما الرقابة المتبادلة فتظهر في حق الحكومة في
حل البرلمان ،وإمكان مساءلة الحكومة أمام البرلمان عن طريق السؤال واالستجواب وطرح
الثقة بالحكومة وسحب الثقة منها.
ويوجد في العالم اليوم عديد من الدول التي تتبنى النظام البرلماني أهمها ،في أوربا :بريطانيا
وجمهورية ألمانيا االتحادية والنمسا وإيطاليا ولوكسمبورج وإيرلندا وبلجيكا وهولندا والسويد
والنرويج وإيسكتلندا والدانمارك .وفي آسيا :اليابان والهند .وفي أستراليا :أستراليا ونيوزلندا،
وفي أمريكا الشمالية بكندا.
و إذا كان المعيار األساسي لتحديد مفهوم النظام البرلماني يتمثل في المسؤولية السياسية
الجماعية للوزراء أمام البرلمان مقابل إمكانية حل البرلمان من قبل الجهاز التنفيذي ،فإن هذا
النظام يستلزم توفر العناصر التالية:
بهذا الخصوص ،شكل النظام البرلماني البريطاني نموذجا متميزا للنظام البرلماني،
وللتأويل المرن لقاعدة فصل السلط الذي يستلزم وجود تعاون وتوازن بين السلطتين التنفيذية
والتشريعية .هذا التميز ،استمد من الخصوصيات التي أحاطت بلحظات الميالد والتطور،
المرتبطة ،من جهة ،بقوة حضور معطى التاريخ البريطاني و التحول التدريجي تباعا من
"الملكية المطلقة "إلى" الملكية المقيدة "ف" الملكية البرلمانية" ،ومن جهة أخرى ،بارتباط
هذا النموذج بالدستور العرفي ،و مع بروز قواعد مكتوبة تمثلت في مستويات الحقوق
والحريات ،ووضع الملكية ،واختصاص البرلمان بغرفتيه :مجلس العموم و مجلس
اللوردات.
بهذا الخصوص ،فالقواعد المتعلقة بالمؤسسات الدستورية البريطانية ،غير مضمنة في
دستور مدون ،بل تعتبر وليدة أعراف رسختها الممارسة التاريخية العرفية ،وإلى جانب هذه
القواعد العرفية ،فإن المؤسسات الدستورية البريطانية تحكمها وثائق مكتوبة؛ منها ما يحدد
سلطة البرلمان ،ويقيد من سلطة الملك كالعهد األعظم لسنة 1215ووثيقة الحقوق لسنة
، 1689أو مجرد قوانين عادية ،منها قانون 1701الذي يمنع الكاثوليك من التربع على
العرش ،وكذا قوانين 1911و 1949المقلصة الختصاصات مجلس اللوردات.
أخذت مالمح النظام البرلماني في بريطانيا تبرز منذ أواخر القرن السابع عشر وخاصة بعد
ثورة .1688ثم ما لبثت أسس هذا النظام وقواعده التقليدية أن اتضحت وترسخت خالل
القرنين التاليين .1فالصراع الذي دار بين الملك والبرلمان ،الممثل لألرستقراطية ،خالل
القرون الخمسة السابقة أدى تدريجيا إلى ضعف وزن الملك وتأثيره في الحياة السياسية في
حين انتقلت مهام ممارسة الحكم إلى حكومة متضامنة منبثقة عن البرلمان وتعمل تحت
مراقبته .وهكذا أصبح البرلمان ،الممثل لإلرادة "الشعبية" المصدر األساسي للسلطة بينما
تحولت الملكية إلى مؤسسة رمزية تسود وال تحكم .فاالختصاصات الدستورية ،التي
تمارسها الملكية نظريا وشكليا فقط تتمثل في :تعيين الحكومة ،قيادة الجيش ،حل البرلمان
ودعوته لالنعقاد ،المصادقة على القوانين ،خلق مناصب لوردات ،إشهار الحرب وعقد
السلم ،والسلطة الديبلوماسية ،ولكن تطبيقا لقاعدة أن" الملك يسود وال يحكم" ،فإنه ال
يمارس عمليا هذه االختصاصات ،بل يمارسها الوزير األول ،الذي يرأس حكومة مسؤولة
أمام البرلمان.
وأذى قيام الوزراء بممارسة مهام الحكم الفعلي بعيدا عن تأثير وتدخل الملك الذي كان
مضطرا الختيارهم من بين أعضاء البرلمان ،لظهور القاعدة البرلمانية الجوهرية المتمثلة
1سيكون القرنين 18و 19حافلين بالتحوالت السلمية ،التي ستجعل النظام البريطاني يمر من نظام" الملكية المقيدة "إلى
"نظام الملكية البرلمانية" ،أي من نظام يمارس فيه الملك حكما مقيدا ،بموافقة البرلمان على القانون والضريبة ،إلى نظام
يتولى فيه الحكم وزير أول ،ناجم عن أغلبية برلمانية ومسؤول أمامها ،و ذالك بعد إصالح النظام االنتخابي ،من خالل
إقرار االقتراع العام المتساوي والسري وتعميم حق االقتراع للرجال والنساء من جهة؛ و من جهة أخرى ،بعد اعتماد قوانين
تقلص صالحيات مجلس اللوردات ،وحصر سلطة التشريع في مجلس العموم المعبر عن اإلرادة الشعبية بواسطة االنتخاب.
بمسؤولية الحكومة سياسيا أمام البرلمان ،وكان وزراء الملك في السابق ،المختارين من
قبله بحرية ليعاونوه في شؤون الحكم ،مسؤولين مباشرة أمامه فقط .وهكذا أضيفت إلى
مسؤولية الوزراء السابقة أمام الملك ،مسؤولية جديدة أمام البرلمان .وقد استمرت قاعدة
المسؤولية السياسية المزدوجة هذه طوال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ،وكانت خالل
ذلك تتحول شيئا فشيئا ومع ازدياد سلطة البرلمان ونفوذه لتصبح مسؤولية وحيدة اتجاه
البرلمان فقط.
ولم يكن الوزراء في البدء مسؤولين أمام البرلمان إال انفراديا ،كما كان حالهم أمام الملك .وقد
بدأت هذه المسؤولية بالظهور في الميدان الجنائي حيث كان باستطاعة مجلس العموم أن
يوجه للوزراء االتهام في حال ارتكابهم لجرم ما ،ويؤدي هذا االتهام لتقديمهم للمحاكمة أمام
مجلس اللوردات ،وشيئا فشيئا أخذ البرلمان يعتبر ارتكاب الوزراء ألخطاء سياسية فادحة
بمثابة جرم يمكن أن يؤدي إلى توجيه اتهام يكون من نتيجته على األقل إجبار وزير على
استقالته .لما كان الوزراء قد اعتادوا أن يجتمعوا فيما بينهم ويتداولوا ويقرروا ما يشاءون من
أمور متعلقة بقضايا الحكم ،فقد ظهر لديهم شعور من التكافل والتضامن ما لبث أن تطور
تدريجيا ليأخذ شكل المسؤولية التضامنية أمام البرلمان باعتبارهم يشكلون هيئة جماعية
واحدة.
ومقابل تخليه لوزرائه عن مهام الحكم الفعلي ،احتفظ الملك لنفسه بحق اعتباره غير مسؤول
عن أعماله اتجاه أي سلطة أخرى .وإذا كانت حرمة الملك وقدسية شخصه قاعدة مؤكدة منذ
القدم ومستندة لالعتقاد القائل بأن الملك ال يمكن أن يخطأ فإن هذه القاعدة أصبحت مقبولة
بصورة أفضل بعد ابتعاد الملك فعليا عن ممارسة مسؤوليات الحكم .وهكذا استقرت من
خالل الظروف والممارسة العرفية مجموعة القواعد األساسية التي اتصف ويتصف بها
النظام البرلماني.
فوجود مؤسسة ملكية قائمة عبر مبدأ الوراثة وكذلك مجلس اللوردات المكون من أعضاء
يعينون لمدى الحياة أو يتولون مناصبهم بالوراثة قد يدعو لالعتقاد بأن االنتخابات ال تلعب
إال دورا هامشيا محدودا في الحياة السياسية إال أن الحقيقة مغايرة لهذا تماما.
فالمؤسسات السياسية الوراثية لم يعد لها تأثير كبير في البالد.
أما الدور الرئيسي ،فتلعبه المؤسسة االنتخابية من خالل تفاعلها وتأثرها بطبيعة النظام
الحزبي القائم في البالد ،والمتميز بوجود حزبين رئيسيين فيها .فلقد أدى انقسام األغلبية
الساحقة من الشعب البريطاني إلى تيارين سياسيين رئيسيين :يتجسد األول بحزب المحافظين
ويتمثل الثاني بحزب العمال ،إلى زيادة أهمية وفعالية وتأثير المؤسسة االنتخابية في حياة
البالد ،بالنسبة للمؤسسات السياسية األخرى .فالشعب البريطاني عندما يتجه ،مبدئيا مرة كل
خمس سنوات ،إلى صناديق االقتراع النتخاب أعضاء مجلس العموم ويحمل إلى هذا المجلس
أغلبية من النواب منتمين إلى أحد الحزبين الكبيرين إنما يقوم بشكل مباشر باختيار السياسة
العامة التي يفضل أن تسير عليها البالد خالل السنوات الخمس التالية ،كما يقوم ،في نفس
الوقت ،باختيار الوزير األول ،الذي سيكون حكما رئيس الحزب الفائز باالنتخابات ،وأعضاء
الحكومة الذين سيكونون أيضا من بين األعضاء القياديين لهذا الحزب.
يتألف البرلمان البريطاني عمليا ،من مجلس اللوردات ،و مجلس العموم .فمجلس اللوردات
يمثل بقايا الطبقة األرستقراطية وتقاليدها التاريخية ،ويضم حاليا حولي 800لورد .ويحتل
أعضاؤه مقاعدهم فيه بشكل عام إما بالوراثة أو بالتعيين لمدى الحياة من قبل الملك وبناء
على اقتراح الحكومة .2أما مجلس العموم :وهو الهيئة الممثلة للشعب البريطاني ألنه ينتخب
انتخابا مباشرا من قبله.3
وينتخب المجلس من بين أعضائه رئيسا يدعى المتحدث ( 4)Speakerويتمتع هذا ببعض
الحقوق واالمتيازات ومن أهمها :حق تنظيم المناقشات في المجلس ،وحق البت فيما إذا كان
مشروع القانون المعروض على المجلس طابعا ماليا ،وبالتالي ال يجوز عرضه على مجلس
اللوردات .لقد كان مجلسا البرلمان(اللوردات والعموم) يتمتعان في الماضي بنفس
الصالحيات فيما يتعلق بإقرار القوانين المالية والعادية .فاتفاقهما كان ضروريا إلقرارها .إال
أن صالحيات مجلس اللوردات أخذت بالتناقص لحساب مجلس العموم.
يتمتع البرلمان بثالث صالحيات رئيسية هي :الصالحية المالية الخاصة بإقرار الموازنة
والضرائب وصالحية تشريع القوانين العادية وصالحية مراقبة أعمال الحكومة (التي يختص
بها مجلس العموم فقط).
2مجلس اللوردات الذي انبثق من التمثيل األرستقراطي الوراثي في المجلس الكبير ،فقد هذه الصفة مع تراجع نسبة المقاعد
الوراثية في تشكيله ،وتكاثر نسبة اللوردات المعينين من قبل الملك أو الحكومة ،والذين ال ينتمي معظمهم إلى فئة
األرستقراطية التقليدية ،كما أن دمقرطة النظام البرلماني ،لم تقتصر على تعديل تشكيل مجلس اللوردات ،بل إنها امتدت
خالل القرن 20إلى سلطاته التشريعية والمالية ،التي تم تقليصها لفائدة مجلس العموم ،حيث كان للمجلسين سلطات متساوية
ب قانون اإلصالح كثي ًرا من سلطة مجلس اللوردات .كما قلصت القوانين البرلمانية لعامتقريبًا حتى عام 1832م ،حينما َسلَ َ
1911م وعام 1949من فعالية مجلس اللوردات.
3يتركب مجلس العموم من 650عضوا ،يتم انتخابهم لمدة خمس سنوات باإلقتراع األحادي اإلسمي في دورة واحدة ،وقد
نجم عن إقرار بريطانيا لهذا النمط االنتخابي ،بروز ثنائية حزبية.
4في العرف البرلماني البريطاني العريق ،يعد رئيس مجلس العموم فوق الميول السياسية ،ومن المفترض به أن يمثل
القوانين واألعراف البرلمانية فقط .كما أنه الشخص المسؤول عن إدارة المناقشات في المجلس ومنح حق الكالم لألعضاء
أثناء النقاش تحت قبته .و ال يحق لرئيس المجلس المشاركة في التصويت أو اإلدالء برأيه واالشتراك في المناقشات إال
ألغراض تنظيمية .لذا عندما يتم انتخاب رئيس مجلس العموم من بين أعضاء المجلس ،يتوجب عليه أن يتوقف عن تمثيل
الحزب الذي ينتمي إليه في البرلمان.
ويقوم النظام البرلماني على مجموعة من األسس والمتطلبات التي يتميز بها عن غيره من
األنظمة السياسية األخرى وهي:
1-2-وجود ثنائية الجهاز التنفيذ :و يعني وجود منصبي رئاسة الدولة ورئاسة الحكومة،
وتكون المسؤولية السياسية ملغاة على عاتق الحكومة ،وتكون الوزارة مسؤولة مسؤولية
تضامنية أمام البرلمان وهذا يفضي بطبيعة الحال إلى وجود رئيس دولة بغض النظر سواء
أكان ملكا ً أم رئيسا ً للجمهورية ،غير مسؤول سياسيا ً أي يسود وال يحكم ويختص بأمور
شكلية وفخرية ولكن رئيس الدولة يسأل جنائيا ً في األنظمة الجمهورية "عكس األنظمة
الملكية التي تعد الملك منزه عن الخطأ وبالتالي عن المسؤولية".
2- 2وجود تعاون وتوازن ما بين السلطات :فالنسبة لهذا األساس فهو يعني أن توزيع
االختصاصات ما بين السلطات مرن غير جامد ،فمع قيام السلطة التشريعية بوظيفة التشريع
فإن للسلطة التنفيذية الحق في اقتراح القوانين والتصديق عليها وبالمقابل فإن للسلطة
التشريعية الحق في مراقبة أعمال السلطة التنفيذية والتصديق على االتفاقيات التي تقدمها
السلطة التنفيذية ،وتنظيم العالقة هذه بين السلطتين يكون قائما ً على فكرة التوازن بينهما
فهناك مساواة وتداخل بين السلطتين ،فللسلطة التنفيذية الحق في دعوة البرلمان لالنعقاد
وحتى حله ،وكذلك للبرلمان الحق في استجواب الوزراء والتحقيق معهم وحجب الثقة عن
الوزارء أي تقرير المسؤولية الوزارية.
و على هذا األساس ،تعتبر المسؤولية الحكومية الخاصية المميزة للنظام البرلماني ،حيث
انه ال يمكن اضافة صبغة نظام برلماني على أي نظام بدون هذه المسؤولية .و تعني
المسؤولية السياسية للحكومة أن بإمكان البرلمان أن يجبرها على االستقالة بسحب الثقة
من رئيس الحكومة (الوزير األول) أو أحد الوزراء مما يؤذي الى استقالة الحكومة .الى
جانب ذالك هناك ملتمس الرقابة الذي يكون بمبادرة من مجلس النواب (في هذه الحالة :
مجلس العموم) ،و الذي اذا تمت الموافقة عليه ،يستلزم استقالة الحكومة.
3-2وجود نوع من الصرامة الحزبية أو االنضباط الحزبي :وهو مطلب أساسي آخر ،إذ
يتطلب النظام البرلماني نوع من االنضباط الحزبي ألنه وكما قلنا فإن الحزب الفائز باألغلبية
البرلماني هو الذي يشكل الحكومة وبالتالي فإن الحكومة ..ومن الناحية النظرية سوف تتمتع
بأغلبية برلمانية مساندة مما يسهل عمل الحكومة ،وقد يثور التساؤل لماذا؟ فالجواب ألننا
وكما نعرف إن السلطة المالية مثالً بيد البرلمان فإنه في حالة وجود انضباط حزبي قد تكون
أية خالفات وعدم التزام نائب من حزب األغلبية بالتصويت لمشروع الحكومة سيؤدي إلى
نوع من الجمود في العمل الحكومي.
ولذلك نرى انه بمرور الوقت فإن األحزاب البريطانية ولكونها تتبع النظام البرلماني نرى
أنها تتميز باالنضباط الحزبي العالي بل والمركزية المفرطة في بعض األحيان .بيد إن هذا
الكالم وإن أنطبق على الدول المتقدمة ديمقراطيا ً لكنه ال ينطبق في حقيقة األمر على الدول
ذات التجربة السياسية الحديثة والتي تفتقد إلى الجذور الديمقراطية والى ترسيخ قواعد
وأحوال ممارسة العمل الحكومي بأسلوب ديمقراطي.
إذا كانت النظم البرلمانية تختلف في كثير من معالمها فإن المعيار أو الجامع بينها من الناحية
القانونية هو مسئولية الوزراء السياسية أمام البرلمان فيما عدا هذا العنصر المشترك بين
النظم البرلمانية هناك عدة نظم برلمانية تبعا ً لعدد األحزاب السائدة في الدولة .فإذا كان هناك
حزبان سياسيان يسيطران على الحياة السياسية كما هو الحال في إنجلترا أو حزب واحد
مسيطر كما هو الحال في الهند فإن الحكومة تقوم بممارسة مهمة الحكم والقيادة وهي تتمتع
بقدر من الثبات وال تكون عرضة للتهديد من جانب البرلمان الذي يتحول إلى مجلس لتسجيل
األحداث والمناقشات ،أما إذا كانت هناك عدة أحزاب ليس من بينها حزب حائز على األغلبية
المطلقة داخل البرلمان فإن الحكومة ستتكون من ائتالف بين عناصر غير متناسقة وغير
ثابتة ،ويرجع عدم الثبات إلى كثرة مساءلة الحكومة من جانب البرلمان وسحب الثقة منها،
وهنا يبدو على العكس من الصورة السابقة أن البرلمان هو الجهاز المسيطر على الحياة
السياسية .والمثال على هذا نظام الجمهورية الرابعة في فرنسا (.)1958-1946
أ -المزايا:
-يؤدي إلى التفاعل الحقيقي بين السلطات الثالث التي تعد كالً منها مكملة لألخرى.
-اهمية المسؤولية السياسية مما يعني استحالة التهرب من الخطأ السياسي وسهولة معرفة
المسؤول الحقيقي عن الخطأ.
-هو نظام غير فعال في الدول ذات التجربة السياسية الحديثة فهو يحتاج إلى وعي وإدراك
سياسيين عاليين ،إضافة إلى تعمق التجربة الحزبية.
فمثال ،على عكس تشرذم األحزاب ،التي كانت وراء عدم استقرار النظام البرلماني
للجمهوريتين الثالثة والرابعة في فرنسا ،فإن الثنائية الحزبية البريطانية ،تؤذي ألغلبية
منسجمة وتمكن من استقرار الحكومة .كما أن انضباط األحزاب البريطانية ،د كان وراء
استقرار النظام البرلماني البريطاني بحيث أن حزب األغلبية يساند الحكومة ،في جميع
األحوال ،كما أن نواب المعارضة منضبطون لمواقف حزبهم ،وال يساندون في الغالب
السياسة الحكومية.