You are on page 1of 20

‫مدخل إلى علم الجمال الماركسي ‪:‬‬

‫ٌعد علم الجمال موضوع بحث مستمر على مدار الفكر األنسانً بدبا ً من التصورات‬
‫األولى له حتى صٌاؼة مفهوم اإلستطٌقا كعلم على ٌد الفٌلسوؾ األلمانً بومجارتن‬
‫وصوالً للمثالٌن وعلى رأسهم هٌجل وإنتهاءاً إلى المادٌة الماركسٌة وعلم الجمال‬
‫الماركسً ‪ ,‬مع كون النظرٌة الماركسٌة التً صاؼها كارل ماركس وإنجلز قامت‬
‫باألساس على فحص عالقات التارٌخ من خالل العامل اإلقتصادي ومن ثم البحث فً‬
‫المضامٌن األٌدولوجٌة التً سٌطرت على أشكال الخطاب و لم تحتوي على ماٌخص‬
‫النظرٌة الجمالٌة بشكل مباشر‪ ,‬إال أن النظرٌة الماركسٌة كما عبر لٌون تروتسكً فً‬
‫كتابة نتابج وتوقعات الثورة الدابمة " الماركسٌة قبل كل شٌا هً منهج فً التحلٌل‬
‫‪,‬لٌس تحلٌل النصوص ‪,‬إنما تحلٌل العالقات اإلجتماعٌة "‪ 1‬فتعتبر الماركسٌة إتجاه‬
‫فكري رؤٌة للعالم بشكل عام بما فً ذلك الفن نقداً وإبداعا ً ‪ ,‬ورؼم أن ماركس لم ٌأتً‬
‫بالنظرٌة الشٌوعٌة من وحى الخٌال ‪ ,‬قدر ما إستعان بالدراسات السابقة علٌه فً‬
‫األنثربولجً من ناحٌة ومن ناحٌة أخرى الفلسفات السابقة علٌه سواء المثالٌة كما هو‬
‫الحال عند هٌجٌل أو المادٌة المٌكانٌكٌة أو البرجوازٌة عند فٌروباخ ‪ , 2‬ورؼم‬
‫اإلستفادات العدٌدة من السابقٌن علٌة إال أنه لم ٌقبل بالفلسفات السابقة كاملة ولم ٌرفضها‬
‫كاملة ‪ ,‬ؼٌر أن إنتقال النظرٌة الماركسٌة للفن عبر رواد صاؼوا بالتبعٌة نظرٌات‬
‫إنبثقت تماما ً من مبادئ المادٌة والجدلٌة الماركسٌة مثل جورج لوكاتش ولوسٌان ؼولد‬
‫مان ‪ ,‬لم ٌنتهوا تماما ً باإلحتجاز داخل تعالٌم ماركس ‪ ,‬ؼٌر أنهم أنطلقوا لما أرحب وإن‬
‫بقى تقسٌم ماركس األساسً للبنى الفوقٌة (الثقافة ‪ ,‬الفن ‪ ,‬الفلسفة ‪ ,‬األخالق ‪ ,‬الدٌن‬
‫)والبنى التحتٌة (اإلقتصاد ‪ ,‬السٌاسة )والجدل الدابم بٌنهم ‪ ,‬هو مافتح الباب لنقد‬
‫السٌسٌولوجً ‪,‬بإعتبار الفن منتج من ناحٌة ومن ناحٌة أخرى هو لحظة تارٌخٌة ذات‬
‫تخوم خاصة ناتجة عن صراع الطبقات وسٌطرة رأس المال ‪ ,‬ومن خالل البحث‬
‫سنحاول الوصول ألسس علم الجمالى الماركسً وتعرٌفه إرتكازاً إلى نموذج جورج‬
‫لوكاتش كمؤسس للواقعٌة النقدٌة وتقوم نظرٌته على العدٌد من المفاهٌم الماركسٌة ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬األسس الفكرية لعلم الجمال الماركسي ‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫تروتسكً ‪ ,‬نتابج وتوقعات الثورة الدابمة ‪ ,‬ترجمة بشار أبو سمرة ‪ ,‬مركز الدراسات اإلشتراكٌة ‪ 1002 ,‬ص‪43‬‬
‫‪2‬‬
‫جون مولٌنو ‪ ,‬كراسات إشتراكٌة ‪ ,‬الجزء األول‬
‫تقوم نظرٌة المادٌة التارٌخٌة و الجدل المادي على قلب هرم الجدل الهٌجٌلً والذي‬
‫ٌنطلق فً ثالوثه من العقل " الروح ‪ ,‬المثل ‪ ,‬هللا " وٌولً العقل أفضلٌه وذلك على‬
‫حساب المادة وٌري أن التارٌخ محدد بتطور األفكار أي أن الجدل ٌبدأ من مستوى قبلً‬
‫للمادة عند هٌجٌل فٌرى أن الجمال هو "التجلً المحسوس للفكرة إذ أن مضمون الفن‬
‫لٌس شٌبا سوى األفكار‪ ،‬أما الصورة التً ٌظهر علٌها األثر الفنً فإنها تستمد بنٌتها من‬
‫المحسوسات و الخٌاالت ‪ ،‬و ال بد أن ٌلتقً المضمون مع الصورة فً األثر الفنً‪ ،‬أو‬
‫بمعنى آخر البد أن ٌتحول المضمون إلى موضوع "‪ , 3‬وهذه األولوٌة لعالم األفكار‬
‫المجردة والتً ٌقٌمها هٌجٌل تؤدي لنتٌجة من التقسٌم هً العمل الذهنً والعمل الٌدوي‬
‫‪ ,‬وبالتالً الفن عند هٌجل إنعكاس لعمل ذهنً خالص ‪ٌ ,‬جد ماركس أن الفن إنعكاس‬
‫بإعتباره بنٌة فوقٌة لموضوع مادى أساسً وهو صراع الطبقات الناتج من تطور‬
‫أشكال الملكٌة وتحور أنماط اإلقتصاد ‪ ,‬وقد إستخدم جورج لوكاتش مفهوم اإلنعكاس‬
‫فً الفن من جوهر هٌجٌلً ووظٌفة ماركسٌة ‪ " ,‬فاألدب حسب لوكاتش لٌس هو الواقع‬
‫أو الحقٌقة بل هو انعكاس لهما ‪،‬حٌث ٌرتبط بموقؾ الكاتب إزاء تطور المجتمع‬
‫وبالتالً "ترتبط البنٌة الحقٌقٌة لعمل أدبً ما بعملٌة تحسٌن الصورة التً ٌرسمها العمل‬
‫للعوامل االجتماعٌة األساسٌة التً تحدد صورة العالم المرسوم"‪ 4‬بمعنى أن جوهر‬
‫اإلنعكاس عند لوكاتش قابم على أن صورة الواقع التً تنعكس من خالل الفن عبر‬
‫وسٌط هو وعً المبدع ‪ ,‬أي أن اإلبداع فً رأي لوكاتش لم ٌنتهً عند إنعكاسات البنٌة‬
‫التحتٌة على البنٌة الفوقٌة إنما إتخذ صورة فكرٌة هٌجلٌة مع ذلك ‪ ,‬وبما أن وعً‬
‫المبدع ي رأي لوكاتش البد وأن ٌكون مجاوز للحظته التارٌخٌة لٌتمكن من تؽٌٌر‬
‫الواقع فإن هذه الفكرة تعٌدنا مباشرتا ً إلى مقولة ربٌسٌة عند ماركس "لٌس وعً البشر‬
‫هو الذي ٌحدد وجودهم ‪ ,‬بل أن وجودهم اإلجتماعً هو الذي ٌحدد وعٌهم "‪ 5‬و تقلنا‬
‫هذه المقولة لمقولة أخرى ذات صله وثٌقة بعالقة أفكارماركس بهٌجٌل من ناحٌة‬
‫وموقؾ لوكاتش من كالٌهما من ناحٌة أخرى وهً " ظلت الفلسفة تفسر العالم بطرق‬
‫مختلفة ولكن المهم تؽٌٌره "‪ 6‬من هذه العبارة ٌنبع الفارق الجوهري بٌن كل من هٌجٌل‬
‫الذي ٌعتقد فً العقل كقضٌة أولى وبٌن ماركس وإنجلز الذان أعتبران كل من األخالق‬
‫والعقٌدة والفلسفة أشباحا لٌست سوى انعكاسات وأصداء لعملٌات الحٌاة الفعلٌة كما جاء‬
‫فً كتابهما األٌدولوجٌا األلمانٌا ومما سبق نجد مقت ماركس لعالم األفكار الفوقٌة التى‬
‫‪3‬‬
‫كامل محمد محمد عوٌضة‪ ،‬هٌجل‪ ،‬دار الكتب العلمٌة ‪،‬ط‪ ،2994، 2‬بٌروت‪ ،‬ص‪211‬‬
‫‪4‬‬
‫جورج لوكاتش دراسات فً الواقعٌة ‪ ،‬ترجمة ‪ :‬ناٌؾ بلوز‪ ،‬المؤسسة الجامعٌة للنشر و التوزٌعـ بٌروت ‪ ،‬ط‪، 2995 ، 5‬ص ‪،231‬‬
‫‪239.‬‬
‫‪5‬‬
‫كارل ماركس ‪ ,‬فرٌدرٌك إنجلز ‪ ,‬األٌدولوجٌا األلمانٌة ‪ ,‬ترجمة د‪.‬فؤاد أٌوب ‪ ,‬دمشق ص‪30‬‬
‫‪6‬‬
‫المرجع السابق‬
‫تربط العربة أمام الحصان ‪ ,‬أي أن الفلسفة المثالٌة تنطلق من األساس من قلب ؼٌر‬
‫جابز فً نظر ماركس هذا القلب الٌؤدي إلدراك حقٌقة الصراع الطبقً وألنه ٌبدأ من‬
‫مسلمات ذهنٌة ‪ ,‬وبالتالً لن ٌستطٌع تؽٌر الواقع بل ٌستمر فً اإلنسالب ‪ ,‬وبالتالً‬
‫إٌمان ماركس بقدرة الفرد على تؽٌر واقعه من خالل " إدراك التناقضات الطبقٌة من‬
‫وجهة نظر البلولتارٌا "‪ , 7‬هو إٌمان أصٌل فً تكوٌن النظرٌة الماركسٌة ‪ ,‬وفً إدراك‬
‫العالم ‪ ,‬لٌس فقط ألنه وجد التارٌخ قابم على صراعات الطبعة العاملة مع الطبقة المالكة‬
‫وتخوم التارٌخ تقوم على لحظات حاسمة فً هذا الصراع القدٌم للملكٌة ‪ ,‬إنما أٌضا ً‬
‫إعتبر ماركس "العمل هو الشرط األساسً األول للوجود اإلنسانً ‪ ,‬وأن العمل بمعنى‬
‫ما خلق اإلنسان نفسه "‪ , 8‬وبالتالً فإن التقسٌم الشرطً للعمل والذي ٌتم إستدعابه من‬
‫تؽٌب هٌجٌل للعمل الٌدوي "المادة" فً مقابل العمل الذهنً " المثل " على إعتبار‬
‫إعتقاد هٌجٌل فً األفكار ٌنتهً عند ماركس تماما ً ألن الدراسات التى إرتكز علٌها‬
‫ماركس أكدت من ناحٌة أن مرحلة صناعة األدوات فً تارٌخ اإلنسان البدابً هً‬
‫المرحلة الفارقة فً تعقد التفكٌر البشري ‪ ,‬وعلى حسب صٌاؼة بٌنٌامٌن فرانكٌن أن‬
‫اإلنسان حٌوان ٌصنع األدوات ‪ ,‬أي تعقد شروط وأدوات العمل أكسب التفكٌر البشري‬
‫تعقٌداته كذلك ‪.‬‬
‫وبالتالً فإن إٌمان ماركس باألفكار الٌأتً قبل المادة وأن الفكرة لم تظهر بمعزل على‬
‫التفاعل مع المادة ‪ ,‬بمعنى أن المادة لٌست إنعكاس للفكرة كما عند هٌجٌل ولكن الفكرة‬
‫بالضرورة إنعكاس للمادة ‪ ,‬وعلٌه فإن نشأة اللؽة أرتبطت بشكل أساسً بالعمل ‪ ,‬أي‬
‫بإنعكاس األشٌاء فً ذهن اإلنسان البدابً ‪ ,‬وإكتساب إنعكاساتها تعقٌدات حالت دون‬
‫التفكٌر فٌها بدون لؽة ‪ ,‬وبالتالً اللؽة كعالم أفكار بالنسبة لماركس لن تكون بدون‬
‫العمل‪ , 9‬فً حٌن أن هٌجٌل ٌرى اللؽة فضاء ؼٌر مرتبط باإلنتاج كما أوضحنا فً‬
‫عالقة هٌجٌل باألفكار ‪ ,‬وٌرى الفن نظرة جدلٌة إذ إعتبره ظاهرة مركبة كونه ٌشارك‬
‫الدٌن والفلسفة فً تعبٌره عن الحقٌقة الروحٌة ولكنه ٌختلؾ عنهما‪ ،‬إذ هو ٌقدم هذه‬
‫الحقٌقة فً صورة محسوسة وعلى الرؼم من ارتباط الفن بالظاهر المحسوس إال أنه‬
‫سمة روحٌة ذلك ألن العمل الفنً لٌس مجرد عمل محسوس ٌتساوى‬ ‫ً‬ ‫ٌكسب المحسوس‬
‫بأي حقٌقة مادٌة أخرى‪ ،‬فالعنصر الحسً فً الفن ال ٌرتبط إال بتلك الحواس ذات‬
‫القدرة على التعقل مثل البصر و السمع ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫كارل ماركس ‪,‬بؤس الفلسفة ‪ ,‬ص‪29‬‬
‫‪8‬‬
‫كارل ماركس ‪ ,‬فرٌدرٌك إنجلز ‪ ,‬األٌدولوجٌا األلمانٌة ‪ ,‬ترجمة د‪.‬فؤاد أٌوب ‪ ,‬دمشق ص ‪90‬‬
‫‪9‬‬
‫إرنست فٌشر ‪ ,‬ضرورة الفن ‪ ,‬راجع ‪,‬ص ‪1_2‬‬
‫على مستوى أخر تأثر ماركس بمادٌة فروباخ " الخطأ األساسً لكل نزعة مادٌة بما‬
‫فً ذلك فٌروباخ هو أن الواقع والعالم الحسً ‪ ,‬كان ٌتم النظر إلٌهم فقط على شكل‬
‫موضع لتأمل ‪ ,‬لٌس كنشاط إنسانً فً مٌدان العمل ولٌس ذاتٌا ً "‪ , 10‬وهو ما أسماه‬
‫ماركس المادٌة البرجوازٌة او المٌكانٌكٌة ‪ ,‬بمعنى أنها تعامل اإلنسان بإعتباره سلبً ‪,‬‬
‫نتاج للظروؾ المادٌة ‪ ,‬كأن البشر أشٌاء ‪ ,‬فالعامل الملحق باآللة كعنصر إنتاج هو‬
‫معادل لألرض واآللة ‪,‬ومن هنا ٌنتج مفهوم التشٌوء من نقد فٌروباخ والمادٌة‬
‫المٌكانٌكٌة ‪ ,‬ؼٌر أن مثلث الجدل الهٌجٌلً ومادٌة فٌروباخ ‪ ,‬هما طرفً معادلة البدء‬
‫لدى ماركس ؼٌر أنه أنتج نوع من الجدل المادي المرتكز على قضٌة مادٌة تصارع‬
‫قضٌة مادٌة أخرى ‪ٌ ,‬نتج فً أسفل رأس المثلث قضٌة مثالٌة أو فكرٌة ‪ ,‬وعلى هذا فإن‬
‫الموضوع المثالً الناتج ‪ ,‬مادام هو نتاج تدافع قضٌتن مادٌتن موجودتٌن ومشروطتٌن‬
‫بالعمل فإنه من السهل تؽٌره الناتج الفكري مادامت ركابزه االولى معلومة ومادٌة ‪,‬‬
‫وعلى األقل فإن الوعً بالناتج الفكري المثالً ‪ ,‬سٌكون أكبر ‪ ,‬وبالتالً إهتم ماركس‬
‫بوعً األفراد وتحٌدٌداً أصحاب العمل الٌدوي ‪ ,‬بإعتبار أن أصحاب العمل الذهنى ؼٌر‬
‫قادرٌن على اإلنتاج وأقصى ماٌخرج منهم هو األٌدولوجٌة الكهنوتٌة ‪ ,‬التى تدع الطبقة‬
‫العاملة ولذلك نجد جورج لوكاتش فً كتاب التارٌخ والوعً الطبقً ٌتحدث عن الوعً‬
‫الزابؾ ٌستسلم لإلنسالب الموجه من طبقة المالك التى تتؽذى على مجهود العمال‬
‫والوعً الحقٌقً الذي ٌدرك لحظته التارٌخٌة وصراعاتها وٌستطٌع الكشؾ عن البعد‬
‫األٌدولوجً فً الخطاب الموجه للعمال وٌقول لوكاتش أن الماركسٌة األصٌلة التعنى‬
‫التسلٌم األعمى بنتابج بحث ماركس ‪ ,‬والتعنى اإلٌمان بنظرٌة أوبأخرى والتأوٌل كتاب‬
‫مقدس ‪ ,‬إنما األصالة ترجع فً الماركسٌة إلى المنهج بشكل حصري ‪ , 11‬ذلك تحدٌداً‬
‫ماٌحدد قٌمة إستفادة لوكاتش من ماركس ‪ ,‬العلى مستوى األفكار التى طرحها ماركس‬
‫إنما على مستوى منظومة التفكٌر نفسها ‪ ,‬ولهذا نجد أن لوكاتش إستطاع إعادة إنتاج‬
‫مصطلحات ماركس ‪ ,‬بل أنها إكتسبت لدٌه معان أخرى ‪.‬‬
‫فالفن الواقعً بالنسبة للوكاتش هو ذلك الذي ٌنعكس حقٌقة و بطرٌقة أصٌلة على‬
‫الواقع‪ ,‬وهو ال ٌنفصل عن مفهوم "النموذجً"‪ .‬أما ذلك الذي ٌنعكس بطرٌقة زابفة و‬
‫مشبوهة فانعكاسه تجرٌدي ـ طبٌعـً ـ إن كلمة انعكاس لدى لوكاتش ال تعنً " تصوٌرً ا‬
‫فوتوؼرافٌا للواقع و لكن تشكٌالً للنمطً الذي ٌصبح أساسا ً ألسلوب واقعً"‪ 12‬و إن‬

‫‪10‬‬
‫جون مولٌنو ‪ ,‬كراسات إشتراكٌة ‪ ,‬الجزء األول‬
‫‪11‬‬
‫كارل ماركس ‪,‬التارٌخ والوعى الطبقً ‪,‬ت حنا الشاعر ‪ ,‬االندلس ‪2(.‬ـ‪)20‬‬
‫‪12‬‬
‫بٌٌر زٌما‪ ،‬النقد االجتماعً‪ ،‬ترجمة عاٌدة لطفً‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الفكر للدراسات والنشر والتوزٌع‪ ،2992 ،‬القاهرة‪ ،‬بارٌس‪ ،‬ص ‪4‬‬
‫على األدب أن ٌظهر الحقٌقة الموضوعٌة بجالء و بشكل خاص‪ٌ ،‬قوم العقل فٌها ـ‬
‫بوصفه المرآة التً تتلقى الصورة و تعكسها ـ بتؽٌٌر الكثٌر من مالمح الصورة و‬
‫‪13‬‬
‫تفاصٌلها فً عملٌة إعادة صٌاؼة الخطاب‬
‫وفً عالقة األدب بالتطور التارٌخً وهً عالقة لم تكن تطرح هكذا فٌما قبل ماركس‬
‫إال بدون نسق فكري كما عند مدام دوستال ‪ ,‬إال أنها منذ ماركس إتخذت نهج واضح‬
‫وٌقول رامان سلدن أن جورج بلٌخانوؾ فً مناقشته لـ"تارٌخ األدب الفرنسً"‬
‫لالنسون‪ ،‬فٌواخذ على النسون أنه ٌعتبر الكتاب الذٌن ٌصفهم ممثلٌن للبرجوازٌة‪،‬‬
‫وبوجه عام‪ ،‬نراه ٌربط عن طٌب خاطر تطور األدب الفرنسً بتطور النظام‬
‫االجتماعً فً فرنسا‪ .‬ومن ٌقرأ كتابه ٌجد فٌه أدلة عدٌدة على الفكرة التً مؤداها ما‬
‫ٌلً‪ :‬بما أن األدب انعكاس للمجتمع‪ ،‬وبما أن المجتمع حسب بٌلنسكً‪ ،‬وحدة أضداد فإن‬

‫وحدة األضداد هذه تحدد مسٌرة تطور األدب لكن األمر الذي ٌدعو لألسؾ هو أن‬
‫النسون لم ٌدرك أهمٌة كل تلك الفكرة ومؤداها وأنه لم ٌعرؾ بالتالً كٌؾ ٌطبقها‬
‫تطبٌقا منطقٌا ومتماسكا على دراسة تارٌخ األدب" ولذلك ٌنبؽً على حد تعبٌر‬
‫بلٌخانوؾ "أن ندرس بدأب وانتباه تارٌخ تطور البشرٌة الروحً فً جمٌع المٌادٌن" من‬
‫وجهة نظر المادٌة االقتصادٌة التً هً وحدها القادرة على "تقدٌم تفسٌر علمً حقا‬
‫لتارٌخ البشرٌة الروحً ‪ , 14‬هذا القدرة التى ٌشرحها سلدن للمنهج الشٌوعً الماركسً‬
‫فً فهم العالم لم تتحول لنظرٌة أدبٌة ونقدٌة هكذا ‪ ,‬بل أن الواقعٌة النقدٌة واإلشتراكٌة‬
‫وجودها فً الساحة األدبٌة ضمن النظرٌات الماركسٌة لم ٌكن إال بعد أن ناصبت العداء‬
‫للشكالنٌٌن واستطاعت أن تمزج بٌن جمالٌات القرن التاسع عشر والثورة السٌاسٌة ‪،‬‬
‫كسمات أساسٌة تنفرد بهما ‪ .15‬وركز سلدن فً هذا النطاق على تفسٌر بعض القضاٌا‬
‫‪:‬العامة المرتبطة بالواقعٌة االشتراكٌة التً تتلخص إجماال فً‬
‫أوال‪ :‬مبدأ الوالء للحزب (االلتزام بقضٌة حزب الطبقة العاملة) النابع‪ ،‬على حد تعبٌر‬
‫(سلدن‪ ،‬من مقالة لٌنٌن عن" تنظٌم الحزب وأدب الحزب)‪.‬‬
‫ثانٌا‪ :‬خاصٌة "الشعبٌة" أو األممٌة باعتبارها خاصٌة أساسٌة مطلوبة فً الجمالٌات‬
‫والسٌاسة معا‪ ،‬وٌحقق العمل الفنً لكل فترة هذه الخاصٌة حٌن ٌعبر عن مستوى عال‬

‫‪14‬‬
‫أنظر الفن والتصور المادي للتارٌخ‪ ،‬ترجمة جورج طرابٌشً‪ ،‬دار الطلٌعة‪ ،‬بٌروت‪ ،‬ط‪ .2911 ،2‬ص ‪229 – 221‬‬
‫‪15‬‬
‫رامان سلدن‪ ،‬النظرٌة األدبٌة المعاصرة‪ ،‬ترجمة جابر عصفور‪ ،‬دار قباء للطباعة والنشر والتوزٌع (القاهرة)‪ ،‬د ط‪ ،‬ص‪2999 52‬‬
‫من الوعً االجتماعً باألوضاع واألحاسٌس االجتماعٌة السابدة فً عصر معٌن‬
‫وٌنبؽً أٌضا أن ٌتضمن منظورا "تقدمٌا" ٌلمح إلى المستقبل فً أسارٌر الحاضر‪،‬‬
‫وٌقدم إلى القارئ إحساسا باإلمكانات المثالٌة للتقدم االجتماعً من وجهة نظر جماهٌر‬
‫‪16‬‬
‫الشعب العاملة‬
‫ثالثا‪ :‬فكرة الطبٌعة الطبقٌة للفن‪ ،‬التً تم اإللحاح علٌها فً كتابات ماركس وإنجلز‬
‫والتراث السوفٌتً‪ ،‬التً توجب على الكاتب ضرورة االلتزام بالمصالح الطبقٌة من‬
‫‪17‬‬
‫ناحٌة والواقعٌة االشتراكٌة فً عمله من ناحٌة ثانٌة‪.‬‬
‫وبخالؾ هذه السمات المشتركة التى طرحها سلدن ‪ٌ ,‬حاول روجٌه جارودي صٌاؼة‬
‫تعرٌؾ لموضوع الجمال الماركسٌة بأنه " هذه الجدلٌة المعقدة فً عالقات العمل‬
‫‪18‬‬
‫اإلبداعً بالواقع وبالحٌاة هً الموضوع األساسً لعلم الجمال الماركسً"‬
‫وفً التعرٌؾ السابق بموضوع علم الجمال الماركسً حاول جارودي العثور على‬
‫األرض التً ٌقٌم علٌها البناء فهو ٌعترؾ بقلة تلك المواد التً ٌقام بها البناء‪ ،‬وأنها من‬
‫القلَّة بحٌث ال ٌمكن االعتماد علٌها للنهوض به ‪ .‬وفً ذلك ٌقول "إن صٌاؼة فلسفة‬
‫جمالٌة لٌست تر ًفا نافالً لدى الماركسٌة‪ ،‬وهً مع ذلك مهمة عسٌرة‪ ،‬ألن مؤسسً‬
‫الماركسٌة‪ :‬ماركس وانجلز‪ ،‬لم ٌقوما بصٌاؼة منهجٌة للمبادئ الجمالٌة‪ ،‬وكل ما ٌمكن‬
‫العثور علٌه فً كتابتهما‪ ،‬أحكام خاصة على هذا األثر الفنً أو ذلك‪ ،‬تتخللها بعض‬
‫المالحظات المتصلة بالطرٌقة‪ ،‬وهذه وهذه عناصر ثمٌنة ولكن وضعها الواحد إلى‬
‫‪19‬‬
‫اآلخر ال ٌكفً لتألٌؾ فلسفة ماركسٌة الجمال "‬

‫ٌعتبر لوكاش أول ناقد ماركسً بارز ٌصٌػ مفهوم لما ٌمكن أن ٌكون علٌه النقد‬
‫الماركسً أو علم الجمال الماركسً بشكل اشمل ‪ ،‬وأن عمله ال ٌنفصل عن الواقعٌة‬
‫االشتراكٌة مع تطوٌره للنظرة الواقعٌة لألدب ولكن كما وضحنا أنفا ً أن إنعكاس الواقع‬
‫عند لو كاتش أتخذ خصوصٌة ذات طابع نقدي لنظرٌته ‪ ,‬إلى الجانب الهجٌلً من‬
‫الفكر الماركسً فً هذا الصدد ‪ ,‬إذ نظر إلى األعمال بوصفها انعكاسا لنسق ٌتكشؾ‬
‫تدرٌجٌا‪ ،‬وذهب إلى أن العمل األدبً الواقعً ال بد أن ٌكشؾ عن نمط التناقضات الذي‬
‫‪16‬‬
‫رامان سلدن‪ ،‬النظرٌة األدبٌة المعاصرة‪ ،‬ترجمة جابر عصفور‪ ،‬دار قباء للطباعة والنشر والتوزٌع (القاهرة)‪ ،‬د ط‪2999 ،‬ص ‪51‬‬
‫‪17‬‬
‫المرجع نفسه‬
‫علم الجمال فً الفلسفة المعاصرة‪ .‬مجاهد ص ‪ ،14‬نقالً عن كتاب (واقعٌة بال ضفاؾ) ص ‪ 142‬لجارودي‬
‫‪18‬‬
‫‪19‬‬
‫المرجع السابق ‪ ,‬ص‪129‬‬
‫ٌكمن وراء نظام اجتماعً معٌن وظلت نظرته ماركسٌة فً إلحاحها على الطبٌعة‬
‫‪20‬‬
‫الجدلٌة المادٌة لعالقة الفن بالواقع‬
‫وٌشٌر سلدن كذلك إلى أن لوكاش ٌوظؾ مصطلح االنعكاس توظٌفا متمٌزا‪ ،‬استمده من‬
‫رجوعه إلى النظرٌة الواقعٌة القدٌمة التً ترى الرواٌة انعكاسا للواقع‪ ،‬ال بمعنى أنها‬
‫تقتصر على وصؾ المظهر السطحً للواقع‪ ،‬بل بمعنى أنها تقدم انعكاسا أكثر صدقا‬
‫وحٌوٌة وفعالٌة للواقع‪ ،‬وٌؤكد سلدن فً السٌاق ذاته أن لوكاش ٌرفض التمثٌل‬
‫وصفا للعمل الفنً الصحٌح الذي ‪-‬الفوتوؼرافً البحت للواقع وٌقدم –بدال من ذلك‬
‫ٌمنحنا اإلحساس بالضرورة الفنٌة للصورة التً ٌقدمها‪ .‬فهذه الصورة تتسم "بوحدة‬
‫شاملة مكثفة" توازي "الوحدة الشاملة الممتدة" للعالم نفسه فلٌس الواقع مجرد تدفق أو‬
‫تصادم آلً للجزبٌات‪ ،‬بل إن له "نظاما" ٌنقله الروابً فً شكل "مكثؾ" والكاتب ال‬
‫ٌرفض نظاما على العالم‪ ،‬ولكنه ٌزود القارئ بصورة لثراء الحٌاة وتعقدها‪ ،‬صورة‬
‫ٌنبثق منها اإلحساس بالنظام الذي ٌنطوي علٌه تعقد التجربة المعٌشة وتعدد جوانبها‪،‬‬
‫ولن ٌتحقق هذا العمل إال إذا تحققت للعمل وحدة شكلٌة كلٌة تضم جوانب التناقض‬
‫‪21‬‬
‫والتوتر فً الوجود االجتماعً كافة ‪.‬‬
‫فسر سلدن سبب تأكٌد لوكاش على مبدأ النظام والبنٌة اللذٌن ٌنطوي علٌهما العمل‬
‫الفنً‪ ،‬بأنه ٌرجع إلى الجانب الهجلً من التراث الماركسً فً النظرة الجدلٌة إلى‬
‫التارٌخ‪ .‬وٌمكن أن ندرك ذلك تمام اإلدراك إذا حاولنا أن نتتبع شرح سلدن لذلك حٌث‬
‫إن "النمط " األنماط السابدة لإلنتاج ‪-‬فً كل تنظٌم اجتماعً‪ٌ -‬ؤدي إلى تناقضات‬
‫داخلٌة ٌعبر عنها الصراع الطبقً‪ ،‬وقد تطور نمط اإلنتاج الرأسمالً بتدمٌر النمط‬
‫اإلقطاعً الحرفً وأحل محله نمط إنتاج جماعً‪ ،‬ؼٌر فردي‪ ،‬رفع كفاءة اإلنتاجٌة‪،‬‬
‫إنتاج السلعولكن فً الوقت الذي أصبح فٌه نمط اإلنتاج جماعٌا‪ ،‬فإن ملكٌة أدوات‬
‫اإلنتاج قد أصبحت فردٌة‪ ،‬وفقد العمال أموالهم وأدواتهم التً كانوا ٌملكونها من قبل‪،‬‬
‫شًء ٌبٌعونه سوى عملهم‪ .‬هذا التناقض الكامن ٌعبر ‪-‬ولم ٌعد لدٌهم – فً النهاٌة‬
‫عن تضارب المصالح بٌن الرأسمالً والعامل ومع ذلك فإن التراكم الفردي للرأسمال‪،‬‬
‫كان األساس فً عمل المصنع ومن ثم فإن التناقض بٌن فردٌة الملكٌة جماعٌة ونمط‬
‫الجدلً (اإلنتاج هو الوحدة الضرورٌة المالزمة لطبٌعة نمط اإلنتاج الرأسمالً والحل‬

‫‪20‬‬
‫راجع رامان سلدن‪ ،‬النظرٌة األدبٌة المعاصرة‪ ،‬ترجمة جابر عصفور‪ ،‬دار قباء للطباعة والنشر والتوزٌع (القاهرة)‪ ،‬د ط‪،‬‬
‫‪2999‬ص‪- 15-50‬‬
‫‪21‬‬
‫المرج السابق‬
‫للتناقض متضمن دابما فً التناقض نفسه‪ ،‬فإذا أراد الناس استعادة السٌطرة على قوة‬
‫العمل وجب تحوٌل ملكٌة وسابل اإلنتاج‪ ،‬إلى ملكٌة جماعٌة ‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ٌ ،‬شٌر سلدن إلى موقؾ لوكاش من نزعة الحداثة حٌث ٌرفض فكرة‬
‫أن بعض أدباء الحداثة ٌحققون نوعا من الواقعٌة أو على األقل ٌطورون أشكاال أدبٌة‪،‬‬
‫وتقنٌات حدٌثة تتجاوب مع الواقع الحدٌث من خالل تعبٌرهم عن الوجود ‪ ,‬ومن بٌنهم‬
‫كتاب تٌار الوعً وكتاب العبث ‪ ,‬وقد فٌهم إهتمام بالتقنٌات الحداثٌة على حساب الوعً‬
‫‪ ,‬وأنا أعمال كأعمال صموٌل بٌكٌت وكاكفا وجوٌس هً أعمال تؤدي إلنسالب الوعً‬
‫والتحفذ إدراك المتلقً لحقٌقة الصراع الفعلً للطبقات وهً بمثابة عالم من الظالل‬
‫ٌصنفها لوكاتش بإعتبارها هروب من مواجهة الواقع وهً بالتالً تشكل وعً زابؾ‬
‫للمتلقً ‪ ,‬ورؼم ذلك فإن نظرة لو كاتش للمنهج حول تقٌم العمل الجٌد أخذت تطور‬
‫لتشمل الكالسٌكٌات األؼرٌقٌة وأعمال دٌستوفسكً بإعتبارها أسهمت فً نظرتها للواقع‬
‫عبر وعً مبدع فً كشؾ تناقضاته وهنا ٌتسع المفهوم عند لوكاتش من الكشؾ عن‬
‫‪22‬‬
‫تناقضات اٌدولوجٌة لصالح الطبقة العاملة إلى موضوع أشمل خاص بالوجود‬

‫إن روجٌه جارودي فً كتابه ماركسٌة القرن العشرٌن ٌقول ‪ ..‬إن علم الجمال لدى‬
‫الماركسٌن هو علم أخالق المستقبل ‪ ..‬إذن فإن الماركسٌة كانت تستهدؾ إشاعة التناؼم‬
‫بٌن الناس وهذا التناؼم الجمالً سٌكون من شأنه أن ٌقوض البؽضاء و الشره و الطمع‬
‫والحسد بٌن الناس ولكن كل هذا فً إطار عدم الخضوع لقٌم كلٌة ؼٌر شرعٌة‬
‫لٌنٌن‬
‫إن أهم خاصٌة لعلم الجمال الماركسً اللٌنٌنً و أبرز سمة له هً عالقته الوثٌقة‬
‫بالحٌاة و بممارسة بناء الشٌوعٌة ‪ ,‬و بالممارسة الفنٌة وهو ٌعم نظرٌا ً الخبرة التً‬
‫تكدست خالل تطور الثقافة الفنٌة وٌعبر عن مصالح و إحتٌاجات الشعب فً هذا‬
‫المضمار ‪ ,‬إن علمنا الجمالً جزء ال ٌتجزأ من النظرة الماركسٌة اللٌنٌنٌة إلى العالم‬
‫‪ ....‬إن تطور علم الجمال الماركسً اللٌنٌنً كله ٌبٌن أنه الورٌث الشرعً الوحٌد لكل‬
‫ما توصل ألٌه الفكر الجمالً التقدمً فً الماضً ‪ ,‬إن علمنا الجمالً الذي قام على‬

‫‪22‬‬
‫راجع ‪ ,‬رمضان بسطاوٌسً ‪ ,‬علم الجمال عند لوكاتش‬
‫قاعدة الماركسٌة اللٌنٌنٌة الوطٌده ٌتطور من خالل النضال ضد مختلؾ علوم الجمال‬
‫المثالٌة واألراء التجرٌفٌة وٌعتبر هذا النضال قوته الدافعة‬

‫إن علم الجمال الماركسً اللٌنٌنً ٌساعد بكل طاقاته على أداء هذه المهمات السامٌة و‬
‫ٌساعد على تربٌة الجماهٌر الكادحة و خاصة الشباب تربٌة شٌوعٌة و على أعداد مالك‬
‫من الكتاب والفنانٌن المناضلٌن فً سبٌل توثٌق الصلة بٌن الحٌاة و الفن و تحقٌق مبادئ‬
‫لٌنٌن فً فكرٌة و حزبٌة و شعبٌة و إلتزام األدب و الفن بمباديء الواقعٌة اإلشتراكٌة‬
‫فالدٌمٌر إٌلتتش لٌنٌن ( ‪ ) 0291-0781‬دخل مٌدان النشاط الثوري العلمً والنظري‬
‫فً ظروؾ العصر الجدٌد عصر األمبرٌالٌة و الثورات البرولٌتارٌة " و تتجلى عبقرٌة‬
‫لٌنٌن فً كونه إستطاع لٌس فقط أن ٌطبق الماركسٌة تطبٌقا ً خالقا ً فً الظروؾ الجدٌدة‬
‫المعقدة و إنما ٌطورها و ٌؽنٌها بنتابج و موضوعات جدٌدة ؼاٌة فً األهمٌة و أن‬
‫" ٌصوغ نظرٌة الثورة اإلشتراكٌة و نظرٌة بناء اإلشتراكٌة والشٌوعٌة‬
‫و موقؾ لٌنٌن أكثر تعقٌداً ودقة بكثٌر كما تبٌن على سبٌل المثال مقاالته الست عن "‬
‫تولستوي حٌث أقر بأن فكرة اإلنعكاس تنطوي أٌضا ً على فكرة التناقضات و الواقع أن‬
‫تعقٌد نظرٌة اإلنعكاس هذه عند لٌنٌن سوؾ ٌجري تبسٌطها تبسٌطا ً فظا ً فً أؼلب‬
‫مناقشات الحقبة الستالٌنٌة حول علم الجمال ‪ ,‬و سوؾ ٌجري إستخدام هذه النظرٌة مثل‬
‫" مقاله عن األدب الحزبً بمعنى ضٌق‬
‫و تعتبر مقولة اإلنعكاس من المقوالت األساسٌة فً نظرٌة المعرفة الماركسٌة منذ لٌنٌن‬
‫وهً تعنً المسلمة المادٌة المناهضة للمثالٌة القابلة بأن الكابن ٌسبق الوعً وهً مبدأ‬
‫معقولٌة الوجود المادي قبل الفكر " و حدد إنجلز قبل لٌنٌن بواسطة نظرٌة اإلنعكاس‬
‫مسار تجدٌد إنتاج الواقع المادي فً الفكر وكذلك مسار تحدٌد الفكر بشروطه المادٌة‬
‫التارٌخٌة واإلجتماعٌة ‪ ...‬و نظرٌة اإلنعكاس مرتبطة عند ماركس بالطابع الجدلً‬
‫للمعرفة حٌث تعبر مقولة اإلنعكاس عن توتر جدلً ٌجعل منها نظرٌة مسار معٌن‬
‫" لإلنعكاس من حٌث هو وذلك بأستبطان البعد الفاعل و العلمً‬
‫و ٌنطلق لٌنٌن من تعالٌم ماركس لدى معالجة مسابل الفن فً نقطة القاعدة و البناء‬
‫الفوقً " ٌرى أن الفن ككل أشكال الوعً اإلجتماعً األخرى ٌعكس فً النهاٌة بناء‬
‫المجتمع اإلقتصادي ‪ ,‬إن األساس الفلسفً و المٌتودٌولوجً للجمال الماركسً هو‬
‫نظرٌة لٌنٌن فً اإلنعكاس وقد أظهرت التجربة أنه ؼٌر الممكن حل أٌة مسألة جمالٌة‬
‫‪ .‬دون التعرض لنظرٌة لٌنٌن فً المعرفة‬
‫ونظرٌة لٌنٌن الجمالٌة هً تطوٌر الحق و تعمٌق و إؼناء لموضوعات ماركس و‬
‫إنجلز األساسٌة فً علم الجمال ‪ ,‬لقد عاد ماركس و إنجلز كما هو معروؾ إلى األدب‬
‫و الفن قوانٌن تطورهما الخاصة بهما ولكن ال ٌمكن فً رأي كالسٌكً الماركسٌة أن‬
‫نفهم الفن و األدب فهما ً صحٌحا ً إذا أقتصرنا فً دراستنا على القوانٌن الخاصة وحدها ‪,‬‬
‫" هكذا تماما ً ٌعالج لٌنٌن المسألة‬
‫قال عام ‪ 0291‬فً المؤتمر الثالث إلتحاد الشباب الشٌوعً فً روسٌا واصفا ً المجتمع‬
‫الرأسمالً " قام المجتمع القدٌم على المبدأ التالً أما أن تسلب جارك و أما أن ٌسلبك‬
‫جارك ‪ ,‬أما أن تعمل لمصلحة الؽٌر وإما أن ٌعمل الؽٌر لمصلحتك ‪ ,‬إما أن تكون مالكا ً‬
‫للعبٌد و إما أن تكون عبداً ‪ ,‬فإذا كنت أستؽل قطعة األرض الصؽٌرة التً املكها فلٌس‬
‫" علً أن أهتم بمصٌر األخرٌن حتى إذا ما حلت المجاعة بهم بعتهم قمحً بثمن باهظ‬
‫" لٌس من حركة ثورٌة بدون فلسفة ثورٌة "‬
‫ٌتحدث لٌنٌن إلى جوركً بعد محاولة أؼتٌاله فً عام ‪ 0207‬فٌقول " من لٌس معنا‬
‫فهو علٌنا أناس مستقلون عن التارٌخ ٌاللوهم ‪ .‬إن كل الناس من أولهم حتى أخرهم‬
‫" منجرون فً زوبعة واقع أشد تعقٌداً من أي وقت مضى‬
‫" إن الجدلٌة هً دراسة التناقض فً ماهٌة األشٌاء ذاتها "‬
‫" لكً ٌكون إنتصارنا كامالً و نهابٌاًعلٌنا أٌضا ً إستٌعاب كل العلم و مجمل الثقافة "‬

‫بالنسبة لماركس لٌس الوعً اإلجتماعً هو الذي ٌحدد الوجود االجتماعً و إنما‬
‫الوجود االجتماعً هو الذي ٌحدد الوعً االجتماعً ‪ ..‬و ٌواصل ماركس قابالً " إال أن‬
‫العمل كما ٌفهمه و ٌعترؾ به هٌجل و أن ٌعترؾ بالنشاط كنشاط عملً ملموس‬
‫بأعتباره أساس اإلنسان والتارٌخ "جون ملٌنو "‬
‫أبرز أقوال لوكاتش‬
‫ال ٌوجد بالنسبة للماركسٌة علم للحقوق و إقتصاد سٌاسً وتارٌخ وما إلى ذلك "‬
‫منفصل بعضها عن األخر بل ٌوجد فقط علم تارٌخً دٌالكتٌكً وحٌد لحركة المجتمع‬
‫" ككل‬
‫ٌتحدث عن الدٌالكتٌك بوصفه منهجا ً لم ٌقدر شرابح فٌنومٌنولوجٌا الروح البرجوازٌة "‬
‫أن ٌفهموه قط و ٌتهم واحداً من هؤالء الشراح وهو هاٌم بالعجز إلشارته أن التارٌخ و‬
‫" السٌكولوجٌا ٌتداخالن فً هذا العمل‬

‫جورج لوكاتش ( ‪ ) 0280-0771‬و نظرٌته فً األدب و الرواٌة‬


‫إن أبرز النقاد الماركسٌٌن قاطبة هذه األٌام هو جورج لوكاتش ولد عام ‪" 0771‬‬
‫وهو هنجاري ‪ .‬معظم كتاباته باأللمانٌة وٌظهر لوكاتش فهما ً عمٌقا ً للمادٌة الدٌالكتٌكٌة‬
‫وأصولها الهٌجلٌة ومعرفة حقٌقٌة باألدب األلمانً و تحاول كتبه الكثٌرة التً تضم‬
‫دراستٌه الرابعتٌن جوته و عصره ( ‪ ) 0218‬والرواٌة التارٌخٌة ( ‪ ) 0211‬أن تعٌد‬
‫تفسٌر مسار األدب فً القرن التاسع عشر من وجهة نظر الواقعٌة بتأكٌد المضامٌن‬
‫" اإلجتماعٌة والسٌاسٌة مع قدر ال ٌنكر من الحس الرهٌؾ بالقٌم األدبٌة‬
‫ولد لوكاتش فً مدٌنة بودابست ونال شهادة الدكتوراه فً الفلسفة عام ‪ 0212‬وإنضم‬
‫إلى الحزب الشٌوعً الهنجاري عام ‪ 0207‬وكان ٌتردد على حلقات عالم اإلجتماع‬
‫األلمانً ماكس فٌبر ولدٌه مجموعه من األعمال نذكر منها على سبٌل المثال ( دراسات‬
‫فً الواقعٌة – نظرٌة الرواٌة – ماركسٌة أم وجودٌه – التارٌخ والوعً الطبقً ) و‬
‫‪ .‬توفى جورج لوكاتش فً عام ‪0280‬‬
‫ٌفرق لوكاتش بٌن العمل الفنً والعمل العلمً ال على أساس أن األول ٌلجأ إلى الصور‬
‫والثانً ٌلجأ إلى المفاهٌم فحسب بل على أساس أن العمل الفنً قادر على أن ٌقوم وحده‬
‫فً إستقالق وهو ما ٌسمٌه األكتفاء الذاتً على حٌن أن العمل العلمً ٌستند إلى ؼٌره و‬
‫إلى تارٌخه و ٌرى لوكاتش فً كتابه إسهامات فً علم الجمال ‪ " ..‬بأن الجمال ٌجب أن‬
‫" ٌحدد النسٌج الجوهري لإلنسان‬
‫تمثل مقولة األنعكاس أهمٌة خاصة بالنسبة ألدبٌات الفكر الماركسً و الماركسٌة ‪" ..‬‬
‫تقٌس أهمٌة أي فكر من خالل مقدرته على عكس الواقع اإلجتماعً ‪ ..‬إن عكس الواقع‬
‫سمة من سمات الفن وفقا ً للتصور المادي لالبداع االنسانً ‪ ..‬وٌوافق لوكاتش‬
‫الماركسٌة فً قولها أن كل تصور لٌس إال إنعكاس لصورة العالم فً الوعً وهذه‬
‫الحقٌقة األساسٌة فً العالقة الجدلٌة بٌن الوعً والعالم تنطبق كذلك على االنعكاس‬
‫الفنً للواقع ‪ ,‬وٌنطلق لوكاتش فً رؤٌته للفن من أن الفن لٌس سوى صٌؽة من صٌػ‬
‫" المعرفة فهو معرفة بالصورة بٌنما تعد الفلسفة معرفة بالتصورات‬
‫‪ .‬نظرٌة لوكاتش فً الفن‬
‫ٌربط لوكاتش بٌن إزدهار الدراما فً فترات معٌنة من التارٌخ وبٌن الظروؾ "‬
‫اإلجتماعٌة التً تؤدي إلى هذا اإلزدهار قابالً إن هذه اللحظات التً ٌتحطم وجودها فً‬
‫أي دراما حقٌقٌة تؤكد نفسها فً ظروؾ إجتماعٌة وتارٌخٌة خاصة جداً وٌعنً بها‬
‫الظروؾ الثورٌة فً المجتمع وهً بهذا تؤكد نفسها بشكل ٌبرز حقابق الحٌاة األساسٌة‬
‫التً ٌجب أن تتوفر فً الدراما وٌبرز أٌضا ً خصابصها الدرامٌة فً جالء ووضوح‬
‫" وٌقصد بهذا عنصر العمل الذي ٌتخذ شكل الحدث‬
‫و نجد لوكاتش ٌتحدث عن الرواٌة وهً فً رأٌه النوع األدبً النموذجً للمجتمع‬
‫البرجوازي ‪ ,‬فالرواٌة تظل الشكل التعبٌري األمثل بالنسبة إلى كل مجتمع لم ٌحقق‬
‫درجة متقدمة من اإلندماج بٌن الذاتٌة الفردٌة والموضوعٌة األجتماعٌة والرواٌة هً‬
‫التً تصور تناقضات المجتمع البرجوازي أصدق تصوٌر ‪ ,‬إذن فتناقضات المجتمع‬
‫‪ .‬الرأسمالً هً التً تقدم لنا المفتاح لفهم الرواٌة من حٌث أنها نوع أدبً قابم بذاته‬
‫وفً هذا الصدد ٌقول لوكاتش أن الرواٌة ذلك النوع الملحمً الكبٌر ‪ ,‬ذلك التصوٌر‬
‫الحكابً لكلٌة إجتماعٌة ‪ ,‬هً القطب المقابل لملحمة العصور القدٌمة ونقٌضها الجذري‬
‫‪ ..‬والرواٌة كملحمٌة برجوازٌة كتبها لوكاتش أثناء إقامته فً موسكو فً الثالثٌنٌات من‬
‫القرن العشرٌن باإلضافة أٌضا ً إلى رؤٌة لوكاتش للعمل الفنً وأنه ٌستطٌع من خالله‬
‫أن ٌحرك عصره " إن الكاتب ٌبرز المالمح واألحداث الجوهرٌة لعصر وحٌنبذ ٌخلق‬
‫شخصٌات و مواقؾ ال توجد فً الحٌاة العادٌة ‪ ,‬شخصٌات تمتلك إمكانات ونوازع‬
‫" تظهر ‪ ..‬الدٌالكتٌك المعقد للتناقضات الربٌسٌة وتحرك قوي وطاقات العصر‬
‫ونجد أن لوكاتش ٌضع إحتمالٌة تجاوز األٌدولوجٌا فً األعمال العظٌمة ‪ ,‬فاألعمال‬
‫العظٌمة لدى لوكاتش متكبة على تصور ماركس تجاه الفن األؼرٌقً وتتسم بالوحدة‬
‫اإلنسانٌة الشاملة ‪ ,‬والفنانون هم أولبك الذٌن ٌلتقطون المتناؼم والمنسجم فً الواقع‬
‫‪ .‬الحٌاتً لٌعٌدوا إنتاجه فً وحدة متناجسة‬
‫ولقد دعى لوكاتش إلى حذؾ إنقسام اإلنسان الناجم عن تقسٌم الرأسمالً العمل ‪ ,‬وفً‬
‫كتابه التارٌخ والوعً الطبقً ٌطرح لوكاتش " ‪ ....‬الدور الخاص الذي قد ٌقوم به الفن‬
‫فً وعً الطبقة العاملة وفً سعٌه لتحقٌق الرؤٌة المتماسكة الكلٌة ‪ٌ ,‬قول لوكاتش نحن‬
‫بصدد موقؾ ‪ ....‬ال ٌنبؽً السعً إلٌه فً ثمة بنٌة أسطورٌة متجاوزة فهو لٌس أمراً‬
‫ٌتعلق بالروح أو حنٌنا ً كامنا ً فً الوعً بل ٌتوفر له مجال للنشاط الفعلً واألثر‬
‫" الملموس وهو ما ٌحمله لنا الفن‬
‫ولقد إستطاع لوكاتش أن ٌحقق ذلك المفهوم من خالل نظرٌته حول اإلنعكاس داخل بنٌة‬
‫العمل الفنً ‪ ,‬وتكمن أهمٌة لوكاتش داخل النقد الماركسً فً إلتفاته إلى أهمٌة الشكل‬
‫الفنً والبنٌة وهو لم ٌكن معتاداً فً المجال اإلجتماعً الذي رأى فٌه إنعكاسا ً لنسق‬
‫‪ٌ .‬تكشؾ تدرٌجٌا ً‬

‫و الجمال عند لوكاتش هو حالة خاصة داخل علم الجمال ‪ ,‬إنه شكل خاص لإلنعكاس‬
‫الجمالً والتألٌؾ الجمالً وال ٌكون ممكنا ً إال فً ظل ظروؾ إجتماعٌة ‪ ,‬تارٌخٌة ذات‬
‫أفضلٌة بشكل إستثنابً ‪ ..‬وفً الوقت نفسه نبذ لوكاتش الجانب الخاص للنزعة‬
‫الكالسٌكٌة فٌما ٌمثلها التساوي الذي ٌعقده شٌلر بٌن الفن واللعب ألنه ٌتجاهل الدور‬
‫" األنسانً للعمل‬
‫و نجد أن العمل الفنً عند لوكاتش هو الذي ٌطرح سؤال ماهٌة اإلنسان و ٌقول‬
‫لوكاتش فً كتابه دراسات فً الواقعٌة األوروبٌة " كان هناك دابما ً كتاب حققوا فً‬
‫" أعمالهم ذلك األمل الذي صاؼه هاملت أن ٌمسكوا بالمرآة أمام وجه الطبٌعة‬
‫كما ٌذكر أٌضا ً فً كتابه إسهامات فً علم الجمال " الفن هو تحرر من الممارسة‬
‫الٌومٌة بشكل مماثل لظهور الشكل العلمً لإلنعكاس فٌما عدا أنه إنعكاس ٌحتفظ بالنمط‬
‫" األنثروبومورفً أو الشخصانً اإلنسانً لإلنعكاس‬
‫و بهذا ٌمكن لإلنعكاس الجمالً أن ٌشكل نفسه بل أنه نسق مؽلق كامل اإلكتفاء بذاته "‬
‫‪ ...‬و الفن هو إنعكاس ما كان قد إنعكس من قبل فً الشعور و الفن هو الشكل الدابم‬
‫" للتعبٌر عن وعً النوع البشري لذاته‬
‫تعرٌؾ النمط‬
‫هو من ٌنوب عن شرٌحة اجتماعٌة او سلوكٌة ‪ ,‬فكل كارٌكاتٌر اصله نمط ‪ ,‬لكن‬
‫الكارٌكاتٌر ٌمتاز بصفات خاصة عن النمط تجعله ٌخرج من اندراجه تحت مسمى‬
‫النمط ‪ ,‬والنمط عند لوكاتش هو النمط االدبً حٌث انه ٌرى ان الرواٌة نمط تختلؾ عن‬
‫‪ .‬المسرحٌة‬
‫و ٌعرؾ لوكاتش النمط فٌقول انه من الخصابص الجوهرٌة للعمل حٌث أن للنمط‬
‫الجمالً أن ٌعتبر صورة المرأة للواقع على إنها إنعكاس بٌنما ٌؽزو السحر والدٌن واقعا ً‬
‫‪ .‬موضوعٌا ً لمنهجهما التأملً و ٌطلبان باألٌمان به‬
‫و ٌقول لوكاتش أٌضا ً عن النمط أنه " ذلك المركب الؽرٌب الذي ٌربط الخاص و العام‬
‫معا ً بطرٌقة عضوٌة فً كل الشخصٌات والمواقؾ وما ٌعطً للنمط جوهره لٌس كونه‬
‫ممثالً للمتوسط الحسابً للنوع الذي ٌنتمً إلٌه ولٌس مجرد وجوده الفردي مهما كان‬
‫تصوره عمٌقا ً ولكنها تلك التحدٌدات األساسٌة اإلنسانٌة واإلجتماعٌة التً نجدها متمثلة‬
‫" فً أوج تطورها وإرتقاءها‬
‫وصاغ األخوان جونكر مصطلح رؤٌة العالم أو أكتشافه من خالل بطل أول قصة لهما‬
‫وهو شارلً دٌمٌللً حٌث ٌقول " إن ما فً داخلً كقٌمة وحٌدة أننً انسان ٌكتشؾ‬
‫العالم من حوله ‪ ..‬إن مصطلح إكتشاؾ العالم كان هو العشق و الحب بالنسبة لألخوٌن‬
‫" كل شًء فً هذا العالم كان هدفهما‬
‫ٌقول لوكاتش فً مشكالت المذهب الواقعً ‪ "..‬على كل فن كبٌر أن ٌعطً عن الواقع‬
‫صورة ٌذوب فٌها تعارض الظاهرة والماهٌة وتعارض الحالة الفردٌة مع القانون و‬
‫" تعارض النزعة المباشرة مع المفهوم وهذه التعارضات تذوب‬
‫ومن أقوال لوكاتش أٌضا ً فً مقالته التكنولوجٌا والعالقات اإلجتماعٌة " الشمولٌة هً‬
‫‪ .‬أرض الجدل " والشمولٌة هنا تعنً نفً الجزء بل وهً تعنً الكل المترابط‬
‫‪ .‬و ٌعتبر لوكاتش أن الدراما كل حٌاة فً العالم و كل عالم على سطح حٌاة‬
‫‪ .‬مفهوم الجمال عند لوكاتش‬
‫ٌقول لوكاتش " لقد كنت متفقا ً مع ستالٌن حول ضرورة االشتراكٌه فً بلد واحد ولقد‬
‫" بدا هذا االتفاق بكل وضوح بداٌة مرحلة جدٌدة فً تفكٌري‬
‫و عندما أطلع على مخطوطات ماركس عام ‪ٌ 0711‬عترؾ بأنها خلصته من األفكار‬
‫السابقة المثالٌة ‪ ,‬كما تأثر لوكاتش بهٌجل و نلمح هذا التأثر فً صٌاؼته لمشكلة الشكل‬
‫و المضمون حٌث ٌضفً علٌهما بعداً تارٌخٌا ً فً كتابه نظرٌة الرواٌة فٌقول " إن‬
‫الشكل ٌعكس وعٌا ً تارٌخٌا ً بتطور وعً الفرد الذات بالواقع اإلجتماعً الموضوع ‪....‬‬
‫و نجد أهتمامة بمسألة الكلٌة فً الروح والشكل ألنه كان ٌحاول البحث عن المعاٌٌر‬
‫" الكلٌة والمباديء العامة التً ٌقٌم علٌها األعمال الفنٌة‬
‫" و ٌقول لوكاتش حول الرواٌة " إن الرواٌة هً ملحمة عالم تخلى عنه هللا‬
‫و نستنتج من طبٌعة منهج لوكاتش أن تأثٌر المنهج الماركسً علٌه قد إنحصر فً‬
‫األقتصاد ولٌس فً فكرة المادٌة الجدلٌة و نقاط إختالفه مع الماركسٌة تأتً من إنتقاده‬
‫من خالل مقالته ( طرٌقً نحو الماركسٌة ) حٌث ٌقول " وجه هذا النقد إلى مفهوم‬
‫الطبٌعة كما ورد عند إنجلز حٌث بٌن أن إنجلز اقرب إلى الوضعٌة منه إلى المادٌة‬
‫الجدلٌة ‪ ....‬كما أعاد صٌاؼة نظرٌة ماركس السوسٌولوجٌة فً الماركسٌة على أساس‬
‫تصورات بصدد االؼتراب و التشٌؤ ‪ ..‬و قد بذل مجهوداً كبٌراً فً ربط ماركس بهٌجل‬
‫"‬
‫‪ .‬معنى اإلنعكاس الفنً عند لوكاتش‬
‫تمثل مقولة األنعكاس أهمٌة خاصة بالنسبة ألدبٌات الفكر الماركسً و الماركسٌة ‪" ..‬‬
‫تقٌس أهمٌة أي فكر من خالل مقدرته على عكس الواقع اإلجتماعً ‪ ..‬إن عكس الواقع‬
‫سمة من سمات الفن وفقا ً للتصور المادي لالبداع االنسانً ‪ ..‬وٌوافق لوكاتش‬
‫الماركسٌة فً قولها أن كل تصور لٌس إال إنعكاس لصورة العالم فً الوعً وهذه‬
‫الحقٌقة األساسٌة فً العالقة الجدلٌة بٌن الوعً والعالم تنطبق كذلك على االنعكاس‬
‫الفنً للواقع ‪ ,‬وٌنطلق لوكاتش فً رؤٌته للفن من أن الفن لٌس سوى صٌؽة من صٌػ‬
‫" المعرفة فهو معرفة بالصورة بٌنما تعد الفلسفة معرفة بالتصورات‬
‫ولقد رفض لوكاتش النزعة الطبٌعٌة العلمٌة والتً كانت جدٌدة أنذاك فً الرواٌة‬
‫األوروبٌة ‪ ,‬كما عاد إلى النظرٌة الواقعٌة القدٌمة التً ترى الرواٌة إنعكاسا ً للواقع ‪,‬‬
‫وٌطرح فً كتابة الرواٌة التارٌخٌة األتً " إن األدب ٌنسج خٌوطه من واقع اإلنسان‬
‫اإلجتماعً ‪ ,‬وٌبرز فً تصوٌر هذا الواقع أهم اللحظات التً تؤثر فً الواقع‬
‫اإلجتماعً وتؽٌره ‪ ,‬وهً لحظات أهم ما ٌمٌزها فً الحٌاة هو العنصر الدرامً فٌها‬
‫هذه اللحظات كما ٌحددها ‪ ,‬هً اللحظة التً ٌدرك فٌها الفرد أنه ال بد أن ٌعزل نفسه‬
‫عن أوضاع إجتماعٌة ٌرى أنها تتنافى وكرامة اإلنسان واللحظة التً ٌقرر أنها الفرصة‬
‫المواتٌة للخروج على هذه األوضاع ووضع أفكاره موضع التنفٌذ و اللحظة التً‬
‫ٌنتصر فٌها كممثل القوى التقدمٌة المتحررة على القوى الرجعٌة وٌصفً معها الحساب‬
‫"‬
‫و اإلنعكاس الصحٌح للواقع ٌتضمن أكثر من مجرد وصؾ المظاهر الخارجٌة فٌما‬
‫‪ٌ .‬رى لوكاتش مما ٌشٌر إلى هدم أسس النزعة الطبٌعٌة‬
‫و ٌعرؾ لوكاتش أٌضا ً أهمٌة النظرٌة الفنٌة لمبدأ الفن كما ٌلً " مبدأ الفن هو خلق‬
‫كلٌة قابمة ٌحققها الشكل بتعٌنة المحتوى الكامن فً قوامه المادي ووفقا ً لهذا الرأي‬
‫بوسع الشكل إزالة العالقة العارضة التً تربط األجزاء بالكل و مرحلة التعارض‬
‫" السطحً بٌن الصدفة والضرورة‬
‫وهنا ٌتضح تأثر لوكاتش بهٌجل وخاصة من خالل مقولة الكلٌة أو الجوهر الكلً و‬
‫الكلٌة تعنً النظرة الكلٌة للحاضر تتضمن إستٌعاب كلٌته التارٌخٌة التً تتطور عبر‬
‫أزمنة مختلفة ألن هذا البعد التارٌخً فً الكلٌة هو الذي ٌجعلنا نستشرؾ إمكانٌات‬
‫المستقبل فً الواقع اإلجتماعً وهذا ٌعنً أن كلٌة الحاضر والواقع تتضمن الصٌرورة‬
‫‪ .‬التً تؤول إلٌه‬
‫إننا نالحظ أن ما ٌقصده لوكاتش من نظرٌة اإلنعكاس الموضوعٌة ال ٌمت بصلة لفكرة‬
‫الموضوعٌة العلمٌة فلٌس اإلنعكاس هنا بمعنى النقل الفوتوؼرافً للواقع أو تصوٌره‬
‫تصوٌراً ألٌا ً ولٌس رصد للتفاصٌل الجزبٌة الدقٌقة ولكنة ٌتضح فً األتً " ‪ .....‬وإنما‬
‫مصطلح الموضوعٌة هنا ٌعكس رؤٌة هٌجلٌة – ماركسٌة ( بمعنى ) أن مهمة الفن هو‬
‫توحٌد الجوانب المتعارضة فً الواقع الجوانب المجردة و المتعٌنة داخل وحدة تلقابٌة‬
‫شاملة وإن الفن الحقٌقً هو الذي ٌعكس األبعاد الكلٌة والجوهرٌة فً التجربة اإلنسانٌة‬
‫وفً هذا المعنى ٌقول لوكاتش إن نجاح الكتاب العظام فً خلق شخصٌات و مواقؾ‬
‫نموذجٌة ٌتطلب مزٌداً من اإلبتعاد عن المالحظة الدقٌقة لواقع الحٌاة الٌومٌة ‪ ,‬فالفهم‬
‫" العمٌق للحٌاة ال ٌمكن أن ٌنحصر فً مالحظة الوجود الٌومً‬
‫و ٌفرق لوكاتش بٌن اإلنعكاس فً العلم واإلنعكاس فً الفن ‪ ,‬وهذه التفرقة ال تأتً على‬
‫أساس أن األول تجرٌدي والثانً حسً فحسب وإنما تأتً على أساس أن األول ال‬
‫ٌحتاج إلى ؼٌره فً حٌن أن الفن مكثؾ بذاته ‪ ,‬ونجد أن العمل الفنً ٌتمٌز عن ؼٌره‬
‫‪.‬من الفاعلٌات اإلنسانٌة كالعلم و األسطورة بأنه ٌخلق أنماطا ً فنٌة‬
‫وٌالحظ أن نظرٌة اإلنعكاس لدى لوكاتش ال تنفصل مطلقا ً عن نظرٌته فً الوعً‬
‫الطبقً وبشكل عام ٌمٌز لوكاتش بٌن نوعٌن من الوعً ( الوعً الحقٌقً – والوعً‬
‫) الزابؾ‬
‫والوعً الحقٌقً هو الوعً التارٌخً الجدلً ‪ .... ,‬أما الوعً الزابؾ فهو وعً "‬
‫" جزبً متشًء ‪ ,‬ال ٌعً المصٌر التارٌخً عاجز عن إدراك البٌبة التناحرٌة للواقع‬
‫واإلنعكاس الفنً الزابؾ لدى لوكاتش ٌتمثل فً تٌاران أولهما تٌار الواقعٌة الطبٌعٌة‬
‫كما ٌمثله إمٌل زوال ‪ ,‬وثانٌهما تٌار الحداثٌة كما ٌتمثل فً أعمال كافكا و أونٌل و‬
‫جوٌس و بٌكت و ؼٌرهم ممن أستخدموا أسالٌب الرٌبورتاج و الٌومٌات و المونتاج و‬
‫‪ .‬المونولوج الداخلً‬
‫و مما سبق ٌتضح أن لوكاتش ٌضع للفن دوراً إجتماعٌا ً مهما ً فً إكساب الوعً للمتلقً‬
‫من خالل إدراك حقٌقة العالم الكلٌة التً ٌعٌش فٌها وبالتالً ٌصبح قادراً على تجاوز‬
‫التفاصٌل الٌومٌة والتً جعلت منه مؽتربا ً وذلك بالتطوٌر النمطً القادر على إستٌعاب‬
‫الماضً والحاضر وبالتالً إستشراؾ المستقبل ‪ ,‬والفن هنا ٌعطً إمكانٌة للتؽٌٌر‬
‫‪ .‬وبالتالً كشؾ زٌؾ األٌدولوجٌا‬
‫‪.‬مفهوم التشٌؤ عند لوكاتش‬
‫كان لوكاتش ٌدرس الماركسٌة برؤٌة هٌجلٌة فهو ٌعتبر أول من تحدث عن التشٌؤ‬
‫واالؼتراب و مصطلح رؤٌة العالم أي رؤٌة الكاتب والمبدع التً تحمل فً طٌاتها‬
‫‪ .‬رؤٌة الطبقة التً ٌنتمً إلٌها أٌدولوجٌا ً‬
‫و التشٌؤ بالنسبة للوكاتش هو " ظهور العمل الفنً اإلنسانً فً صورة أشٌاء جامدة‬
‫مستقلة عن اإلنسان توضح لنا أن هذا هو سبب إؼتراب اإلنسان و فقدانهلحرٌته حٌث‬
‫ٌصبح خاضعا ً لقوة خارجه عن إرادته‪ ...‬لذا فإن التشٌؤ عند لوكاتش هو إستقالل عالم‬
‫" األشٌاء التً ٌنتجها االنسان عنه‬
‫‪ .‬أختالؾ مفهوم التشٌؤ عند ماركس‬
‫وصؾ ماركس ظاهرة التشٌؤ كما ٌلً " إن الطابع السري للصبؽة التجارٌة ٌقوم إذن‬
‫ببساطة أنها تعٌد للناس الطابع اإلجتماعً بعملهم الخاص و تعرضه كطابع موضوعً‬
‫لذات نتاجات العمل كخاصٌات إجتماعٌة طبٌعٌة لحقٌقة األشٌاء وبالنتٌجة بذات الصٌؽة‬
‫تصبح الصلة اإلجتماعٌة للمنتجٌن بمجمل العمل كصلة إجتماعٌة خارجٌة عنهم صلة‬
‫بٌن أشٌاء وبهذا الخطأ تصبح نتاجات العمل سلعا ً و أشٌاء فوق األحساس مع كونها‬
‫" محسوسة أو أشٌاء إجتماعٌة‬
‫‪ .‬إتفاق لوكاتش مع هٌجل‬
‫ٌكاد ٌكون هٌجل ( ‪ ) 0780 – 0881‬من أكبر الفالسفة الذٌن حاولوا تحلٌل الظواهر‬
‫ة بما فٌها الفن من خالل منهجه الجدلً دون أن ٌفصل العناصر اإلجتماعٌة عن بعضها‬
‫‪ ..‬و نتٌجة لذلك فلقد تم الكشؾ عن مختلؾ مجاالت الثقافة الجمالٌة و وظابفها‬
‫اإلجتماعٌة ولذلك ٌعتبر هٌجل أن الفن هو أحد أشكال الكشؾ الذاتً للروح المطلق ‪..‬‬
‫ومن هذا المنطلق حٌث ٌبدأ لوكاتش تطوٌر أفكار هٌجل فً علم الجمال مستفٌداً من‬
‫إنجازات كثٌر من العلوم مثل علم اإلجتماع و علم التأوٌل‬
‫و الفرق أن هٌجل و فلسفته الجمالٌة جاءت كنتٌجة لمذهبه بٌنما لوكاتش كان ٌسعى إلى‬
‫تكوٌن منهج ٌتٌح له دراسة الجمال والفن بطرٌقة موضوعٌة من خالل إرتباطه بالواقع‬
‫اإلجتماعً والتارٌخ اإلنسانً واإلقتصادي باإلضافة إلى أنه ‪ٌ "....‬درس اإلنسان فً‬
‫وحدته الجدلٌة كذات و موضوع متأثراً فً ذلك بفلسفة هٌجل ‪ ...‬لذلك فلقد حاول‬
‫لوكاتش أن ٌطبق الجدل الهٌجلً فً مجالً فلسفة الفن و علم الجمال فبحث فً‬
‫اإلنعكاس و ناقش فٌه طبٌعة العالقة الجمالٌة بالواقع كما بحث فب النمط حتى وصل‬
‫إلى الواقعٌة كمنهج جمالً ٌحاول أن ٌفسر به األعمال األدبٌة من هومٌروس إلى األن‬
‫‪ .‬على أساس أن الشكل الفنً فً أي عصر ٌعكس وعً المجتمع بالواقع اإلجتماعً‬
‫و إذا تتبعنا تارٌخ الواقعٌة اإلشتراكٌة فسنجد أنها نشأت قبل ثورة أكتوبر من خالل‬
‫التفٌرات التً حدثت فً النصؾ الثانً من القرن التاسع عشر و بداٌات القرن العشرٌن‬
‫والتً طرأت فً الحٌاة اإلجتماعٌة والتارٌخٌة ولقد كانت الواقعٌة اإلشتراكٌة بداٌة فن‬
‫‪.‬جدٌد حٌث أنها كانت تعكس أشكال التحرر من اإلضطهاد واإلستؽالل‬

‫و من تحلٌل تناقضات الرأسمالٌة ٌقدم ماركس لعلم الجمال و نظرٌة تارٌخ األدب و "‬
‫الفن ذلك االستنتاج الهام وهو أن االنتاج الرأسمالً ٌعادي بعض فروع االنتاج الروحً‬
‫" كالفن و الشعر‬
‫إن بلٌخانوؾ هو أول ماركسً روسً حاول ربط مسابل علم الجمال بأفكار "‬
‫اإلشتراكٌة العلمٌة و معالجتها من واقع المادٌة التارٌخٌة وكان ٌعتمد على أعمال‬
‫ماركس ‪ ...‬و ٌتبع أفضل تقالٌد علم الجمال الثوري الدٌموقراطً الروسً فً فضٌحة‬
‫الدابم للنظرٌات المثالٌة المناقضة للعلم التً تعالج األدب والفن ‪ ..‬إن الفكرة الربٌسٌة‬
‫التً برهن علٌها بلٌخانوؾ هً أن تطور علم الجمال العلمً ؼٌر ممكن إال على أساس‬
‫" الفهم المادي للتارٌخ‬
‫كتب ماركس ٌقول ‪ ..‬حٌن تعلن البرولٌتارٌا عن إنحالل النظام اإلجتماعً الراهن "‬
‫فإنها تكشؾ بذلك عن سر وجودها بالذات ألنها تشمل فً ذاتها على األنحالل الفعلً‬
‫" لهذا النظام اإلجتماعً‬
‫و ٌستخدم لٌنٌن مصطلح الواقعٌة للداللة على إتجاه فنً معٌن و إنما بأوسع معانٌه ‪" ...‬‬
‫إن الواقعٌة بالنسبة للٌنٌن هً قبل كل شًء الصدق مع الحٌاة و النفاذ بعمق إلى‬
‫" عالقات الواقع القانونٌة الجوهرٌة‬
‫و نجد لٌنٌن ٌكتب هذه العبارة متناسٌا ً كلٌا ً نظرٌة التشٌؤ التً تقبل عن طواعٌة بأن "‬
‫ٌنظم العمل الشؽٌلة لكن كأشٌاء ‪ ..‬تتهمنً أالٌكرا بأننً أتصور الحزب كمعمل ضخم‬
‫على رأٍه مدٌره اللجنة المركزٌة ‪ ..‬إن هذا المعمل الذي ٌبدو للبعض و كأنه فزاعة وال‬
‫شًء أخر هو الشكل األسمى للتعاون الرأسمالً الذي ضم البرولٌتارٌا و ضبطها و‬
‫" علمها التنظٌم و الماركسٌة‬
‫إن مفهوم تبادل التأثٌر المشترك وال إنفصال المطلق عن النسبً هذا المفهوم الذي "‬
‫أنشأه هٌجل و أقامه ماركس على أسس عادلة ‪ ...‬إن مشكلة موضوعٌة المعرفة لم تحل‬
‫إال بالنظرٌة الجدلٌة للوعً اإلنسانً العاكس لعالم خارجً موجود بشكل مستقل عن‬
‫الذات وهذا المذهب هو الذي ٌجٌب أٌضا ً على المشكلة نظرٌة المعرفة من قبل وظٌفة‬
‫الذاتٌة ‪ ....‬والطابع المطلق لمعرفتها دون إلؽاء موضوعٌة العالم الخارجً و ٌظهر‬
‫الطرح العٌنً المادي الجدلً وظٌفة الذاتٌة فً التارٌخ ‪ ...‬ولقد رودت اللٌنٌنٌة مشكلة‬
‫المنظور بمحتوى عٌنً فلم ٌعد المنظور هو االشتراكٌة فحسب لكن أٌضا ً تحدٌد التطور‬
‫" التارٌخً للمجتمع و لألفراد والذي ٌؤلفونه‬
‫إن التحلٌل الماركسً للتشٌؤ ٌقوم بالتحدٌد على كشؾ األرتباطات اإلنسانٌة بٌن "‬
‫" الطبقات الكامنة تحت هذه العالقات‬

You might also like