Professional Documents
Culture Documents
العلاقات الغير رسمية و تاثيرها على الولاء التنظيمي
العلاقات الغير رسمية و تاثيرها على الولاء التنظيمي
ﯾﻌود ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﻧظﻣﺎت إﻟﻰ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺑﺷـرﯾﺔ ،ﻓﻘـد اﺣﺗـﺎج اﻟﻧـﺎس ﻣﻧـذ اﻷﯾـﺎم اﻷوﻟـﻰ إﻟـﻰ ﺗﺟﻣﯾـﻊ أﻧﻔﺳـﻬم
ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداف ﻣﺣددة ،وﻣن ﺗﻠك اﻷﻫداف اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻧﺷﺎطﺎت ﻹﻧﺟﺎز اﻷﻋﻣﺎل ﺳواء داﺧل اﻷﺳرة أو
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ ،أو داﺧل اﻟﺗﻧظﯾم وﻫو اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
وﺗﻌــد دراﺳــﺔ اﻟﻌﻧﺻــر اﻟﺑﺷــري ﻓــﻲ اﻟﻣﻧظﻣــﺎت ﻣﺟــﺎﻻ ﺣﯾوﯾــﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻟﻠﻘــﺎدة واﻟﻣــدﯾرﯾن ﺧﺎﺻــﺔ ﻋﻠــﻰ
اﻟــرﻏم ﻣــن أن اﻟﻣﻧظﻣــﺎت ﻓــﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌــﺎت اﻟﺣدﯾﺛــﺔ ﺗﺷــﻛل أﻛﺛــر ﻣــن ﻣﺟــرد ﺗﺟﻣﻌــﺎت ﺑــﯾن اﻷﻓـراد ﺗـرﺑط ﺑﯾــﻧﻬم
اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟرﺳﻣﯾﺔ وﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ.
ﺗطﺎﺑﻘــت اﻷﻫــداف اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾــﺔ ﻣــﻊ اﻟﻣﺻــﺎﻟﺢ اﻟﺷﺧﺻــﯾﺔ وﺗﻌــد اﻟﺳــﺑل ﻣــن أﺟــل ﺗﺣﻘﯾــق اﻟﻬــدﻓﯾن ﻣــﻊ
إﻋطــﺎء اﻷوﻟوﯾــﺔ ﻟﻠﻣﺻــﺎﻟﺢ اﻟﺷﺧﺻــﯾﺔ ﻫــذﻩ اﻷﺧﯾـرة اﻟﺗــﻲ ﺗﻛوﻧــت ﺑﻔﻌــل اﻟﺗﻔــﺎﻋﻼت واﻟﻌﻼﻗــﺎت اﻟرﺳــﻣﯾﺔ وﻏﯾــر
اﻟرﺳــﻣﯾﺔ اﻟﻣوﺟــودة داﺧــل اﻟﻧﺳــق اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ واﻟﻌﻧﺻــر اﻟﺑﺷــري اﻟﻣﻛــون اﻟرﺋﯾﺳــﻲ ﻟﻬــﺎ ﻣﻬﻣــﺎ ﻛــﺎن ﻣرﻛ ـزﻩ ﻓــﻲ
اﻟﺗﻧظــﯾم ،ﻣﻣــﺎ ﯾﻣﻛ ــن أن ﯾﺣــدث ﻋﻣﻠﯾــﺔ اﻟﺗ ــﺄﺛﯾر واﻟﺗــﺄﺛر ،ﻫــذا اﻟﺗ ــﺄﺛﯾر اﻟــذي ﯾﺣــدث ﺑ ــدورﻩ ﺗﻔــﺎﻋﻼت ﻣﺗﻧوﻋ ــﺔ
وﻣﺗداﺧﻠﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﺑﻌض واﻟﺗﻲ ﺗظﻬر ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺳﻠوﻛﺎت اﻟﻔﺎﻋﻠﯾن داﺧل اﻟﺗﻧظﯾم.
إذ ﺗــرى ﻣدرﺳــﺔ اﻟﻌﻼﻗــﺎت اﻹﻧﺳــﺎﻧﯾﺔ أن طﺎﻗــﺔ اﻟﻔــرد ﻻ ﯾﻣﻛــن أن ﺗﺣــدد ﻓﻘــط ﺑطﺎﻗﺗــﻪ اﻟﻔﯾزﯾوﻟوﺟﯾــﺔ،
وﻟﻛﻧ ــﻪ ﯾﺗ ــﺄﺛر أﯾﺿ ــﺎً ﺑطﺎﻗﺗ ــﻪ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ــﺔ أي ﻧﺗﯾﺟ ــﺔ اﻟﻌﻼﻗ ــﺎت اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾ ــﺔ ﻛﻌﻼﻗ ــﺎت اﻟﺻ ــداﻗﺔ واﻟرﻗﺎﺑ ــﺔ واﻟﺧﺑـ ـرة
واﻟﺻﻼت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺗدﺧل اﻟﻔرد أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾدﻫﺎ ،ﻫذا اﻷﺧﯾر اﻟذي ﯾﻣﻛن
أن ﯾﺣــدث ﺗﻐﯾﯾـرا ﻓــﻲ ﺳــﻠوﻛﺎت اﻷﻓـراد وأﺣﯾﺎﻧــﺎً ﻓــﻲ اﻷداء ﯾﺧــرج ﻣــن وراء ذﻟــك ﺑــﺄداء ﺟﯾــد و ﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﺗﺣﻘﯾــق
إذا ُ ﺟـد ﻓـﻲ ذﻟـك أي ﻓـﻲ اﻟﻌﻼﻗـﺎت اﻟﺗـﻲ ﻛوﻧﻬـﺎ اﻟﻔـرد اﻟﻔﺎﻋـل ،راﺣﺗـﻪ اﻟﻧﻔﺳـﯾﺔ
اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣرﻏـوب ﻓﯾﻬـﺎ ﺧﺎﺻـﺔ و
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺣﻘق ﺣﺎﺟﺔ اﻷﻣﺎن ،أو أﻧﻪ ﯾﻠﻘﻰ ﻋدة ﻋراﻗﯾل ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ظل ﻋﻼﻗﺎت إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺿﻌﯾﻔﺔ .
وﯾﺷﯾر اﻟﻔﻛر اﻹداري إﻟﻰ أﻧﻪ ﯾوﺟد ﻓﻲ أي ﻣﻧظﻣﺔ ﻧوﻋﺎن ﻣن اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻫﻣﺎ اﻟﻌﻼﻗﺎت
اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾــﺔ اﻟرﺳــﻣﯾﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺣﻛــم ﺗﺻـرﻓﺎت وأﻋﻣــﺎل اﻟﻌــﺎﻣﻠﯾن داﺧــل اﻟﻣﻧظﻣــﺔ ﻣــن ﺧــﻼل ﻗواﻋــد وأﻧظﻣــﺔ اﻟﻌﻣــل
وﺗﻘﺳﯾم اﻷﻋﻣﺎل واﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت وﺗﺣدﯾد ﻣﺳؤوﻟﯾﺎت وﺳﻠطﺎت ﻛل ﻓرد وﻓق اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣوﻛﻠﺔ إﻟﯾﻪ وﺑﻧﺎء ً ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﻠﻬﺎ ،أﻣـﺎ اﻟﻧـوع اﻟﺛـﺎﻧﻲ ﻓﯾﺷـﻣل اﻟﻌﻼﻗـﺎت اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾـﺔ ﻏﯾـر اﻟرﺳـﻣﯾﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﻧﺷـﺄ ﻧﺗﯾﺟـﺔً ﻟﻠﺻـﻼت
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ أو اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أو ﻧﺗﯾﺟﺔً ﻟﺗﻔﺎﻋل اﻷﻓراد ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ﻟﺧدﻣﺔ ﻣﺻﺎﻟﺣﻬم اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ،وا ٕ دراك ﻣﺷﺎﻋرﻫم،
وﺗﻔﻬ ــم ﻣـ ـواﻗﻔﻬم واﻫﺗﻣﺎﻣ ــﺎﺗﻬم وﺣﺎﺟ ــﺎﺗﻬم وﻣﻧطﻠﻘ ــﺎﺗﻬم ،وﺧﻠ ــق اﻟﻣﻧ ــﺎخ اﻹﯾﺟ ــﺎﺑﻲ ﻟﻠﻌﻣ ــل ،واﻟـ ـرﺑط ﺑ ــﯾن أﻫ ــداﻓﻬم
وأﻫــداف اﻟﻣﻧظﻣﺔ،وﻣﺷــﺎرﻛﺗﻬم ﻓــﻲ وﺿــﻊ اﻟﺧطــط ،واﻻﺳــﺗﻌداد ﻟﺗﻘﺑ ـل ﺷــﻛﺎوﯾﻬم وﺑﺎﻗﺗراﺣــﺎﺗﻬم واﻟﺗﺷــﺟﯾﻊ ﻋﻠــﻰ
أ
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﻣﻬـﺎراﺗﻬم وﻗـدراﺗﻬم،وﺗﺣﻣل ﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ أﺧطـﺎﺋﻬم ﻓــﻲ اﻟﻌﻣـل وﻫــذا ﯾﻌﻣـل ﻋﻠـﻰ ﺧﻠــق ﺣﺎﻟـﺔ ﻣــن اﻟﺷـﻌور ﺑﺎﻻﻧﺗﻣــﺎء
إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﻧظﻣﺎت وﺗدﻓﻌﻬم ﻟﻠﻌﻣل ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﻛﺎﻣل طﺎﻗﺎﺗﻬم ﻧﺣو ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﻣﻧظﻣﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب أﻫداﻓﻬم
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﺧﻠق ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻻﻧﺗﻣﺎء واﻹﺧﻼص واﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟدى ﻋﺎﻣﻠﯾﻬﺎ .
وﻫذا ﻓﻘد ﻻﻗﻰ اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ اﻫﺗﻣﺎﻣﺎً ﻛﺑﯾراً ﻷﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻧﺻراً ﻣﻬﻣـﺎ ﻓـﻲ ﺑﻠـوغ اﻷﻫـداف اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾـﺔ
وﺗﻌزﯾــز اﻹﺑــداع واﻟﺛﻘــﺔ ﺑــﯾن اﻟﻣؤﺳﺳــﺔ او ٕ دارﺗﻬــﺎ ،ﻛﻣــﺎ ﯾﺳــﻬم اﻟــوﻻء ﻓــﻲ ﺗطــوﯾر ﻗــدرات اﻟﻣؤﺳﺳــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﺑﻘــﺎء
واﻟﻧﻣو واﻟﺗواﺻل وﻛل ذﻟك ﯾزﯾد ﻣن ﺷﻌور اﻷﻓراد اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﺄﻫﻣﯾﺔ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﻘﺿوﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ.
وا ٕ ن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ واﻟﻌـﺎﻣﻠﯾن ﻓﯾﻬـﺎ ﻻﺑـد أن ﺗﻛـون أﺧـذ وﻋطـﺎء وﻻﺑـد ﻣـن اﻟﺑـذل اﻟﻣﺗﺑـﺎدل ﺑـﯾن
اﻟطرﻓﯾن ،ﻓﺣﯾﻧﻣﺎ ﺗﻘدم اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟوﻻء ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﯾن ﻻﺑد أن ﯾﻘـدم اﻟﻌـﺎﻣﻠون اﻟـوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣـﻲ ﻛـذﻟك ﺣﯾﻧﻣـﺎ ﺗرﺿـﻰ
اﻟﻣؤﺳﺳــﺔ ﻋــن أداء اﻟﻌــﺎﻣﻠﯾن وﻗﺑــل أن ﺗﻘطــف ﺛﻣــﺎر اﻟﻌطــﺎء واﻟﺟﻬــد ﻋﻠﯾﻬــﺎ أن ﺗﺗﺳــﺎرع ﺑﻣــﺎ ﯾﺟﻌــل اﻟﻌــﺎﻣﻠﯾن
ﯾﺷـ ـ ــﻌرون ﺑﺎﻟراﺣـ ـ ــﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ،وﯾﺣﺳـ ـ ــون ﺑﺛﻣ ـ ـ ـرة ﺟﻬـ ـ ــودﻫم ﻣـ ـ ــن ﺧـ ـ ــﻼل اﻟﺗطـ ـ ــوﯾر اﻟـ ـ ــذي ﯾﺣـ ـ ــدث ﻓـ ـ ــﻲ ﺣﯾـ ـ ــﺎﺗﻬم
اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ،ووﺿﻌﻬم اﻟوظﯾﻔﻲ واﻟﻣﻌﯾﺷﻲ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻫو اﻟرﻫﺎن واﻟﺿـﻣﺎن ﻻﺳـﺗﻣرارﯾﺔ اﻟﻌطـﺎء ودﯾﻣوﻣـﺔ
اﻟوﻻء ﻟدى اﻟطرﻓﯾن.
وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﯾﺗﺄﺛر ﺑﺎﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ واﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ،
ﻛظـ ــروف ﺳـ ــوق اﻟﻌﻣـ ــل وﻓـ ــرص اﻻﺧﺗﯾـ ــﺎر واﻷﺟـ ــور وﺟﻣﺎﻋـ ــﺔ اﻟﻌﻣـ ــل و اﻻﻫﺗﻣـ ــﺎم ﺑﺎﻟﻌـ ــﺎﻣﻠﯾن وﻛـ ــذﻟك ﯾﺗـ ــﺄﺛر
ﺑﺧﺻﺎﺋص اﻟﻔرد اﻟوظﯾﻔﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾم.
وﻓــﻲ ﻫــذا اﻹطــﺎر ﺟــﺎء اﻫﺗﻣــﺎم اﻟﺑﺎﺣﺛــﺔ ﻣﻧﺻــﺑﺎً ﻋﻠــﻰ ﻣﺣﺎوﻟــﺔ اﻟﺑﺣــث ﻋــن اﻟﻌﻼﻗــﺎت ﻏﯾــر اﻟرﺳــﻣﯾﺔ
وﻣــدى ﺗﺄﺛﯾرﻫــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟــوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ ﻟــدى اﻟﻌﺎﻣــل ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳــﺔ ،وﻣــن أﺟــل اﻟﻛﺷــف ﻋــن ﺣﯾﺛﯾــﺎت ﻫــذﻩ اﻟﻌﻼﻗــﺔ
ﺗوﺟﻬﻧﺎ ﺑﺑﺣﺛﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻹﺳﺗﺷﻔﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌﯾن اﻟﻣﻠﺢ وﻻﯾﺔ اﻟﻣﺳﯾﻠﺔ .
وﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻗﻣﻧﺎ ﺑﺗﻘﺳﯾم ﺑﺣﺛﻧﺎ إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻔﺻول وﻫﻲ ﻛﺎﻵﺗﻲ :
اﻟﻔﺻــل اﻷول :ﺳــﻣﯾﻧﺎﻩ اﻟﻔﺻــل اﻟﺗﻣﻬﯾــدي :ﺗﻧــﺎول إﺷــﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺑﺣــث وأﻫــم ﺗﺳــﺎؤﻻت اﻟدراﺳــﺔ ﺛــم ﻗﻣﻧــﺎ ﺑﺻــﯾﺎﻏﺔ
ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻟﻔرﺿــﯾﺎت ﻟﻣﺣﺎوﻟــﺔ اﻹﺟﺎﺑــﺔ ﻋــن اﻹﺷــﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣطروﺣــﺔ ﺛ ـم أﻫﻣﯾــﺔ اﻟدراﺳــﺔ وأﺳــﺑﺎب اﺧﺗﯾﺎرﻫــﺎ،
وأﻫداﻓﻬﺎ ،وﻛذا ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻬﺎ،ﺛم ﻋرﺿﻧﺎ أﻫم اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ .
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺟﺎء ﺗﺣـت ﻋﻧـوان ﻣﺎﻫﯾـﺔ اﻟﻌﻼﻗـﺎت ﻏﯾـر اﻟرﺳـﻣﯾﺔ ﻓﻘـد ﺣﺎوﻟﻧـﺎ ﻓـﻲ اﻟﺑداﯾـﺔ اﻟﺗطـرق إﻟـﻰ ﻣﻔﻬـوم
اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،ﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ وأﺳﺑﺎب ظﻬورﻫﺎ وﺗطرﻗﻧﺎ إﻟﻰ أﻧﻣﺎط اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳـﻣﯾﺔ ﻟﻧﺻـل ﻓـﻲ
اﻷﺧﯾر إﻟﻰ اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ )اﻵﺛﺎر اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ واﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ(.
ب
ﻣﻘﺪﻣﺔ
اﻟﻔﺻـل اﻟﺛﺎﻟــث :ﺟــﺎء ﺗﺣـت ﻋﻧـوان ﻣﺎﻫﯾــﺔ اﻟـوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ،ﻓﻘــد ﺣﺎوﻟﻧـﺎ ﻓــﻲ اﻟﺑداﯾـﺔ اﻟﺗطــرق إﻟـﻰ ﻣﻔﻬــوم اﻟــوﻻء
اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﺛم ﺧﺻﺎﺋﺻﻪ وأﻫﻣﯾﺗﻪ واﻟﻣراﺣل اﻟﺗﻲ ﺗطور اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ،واﻟﻧﻣﺎذج اﻟﻣﻔﺳرة ﻟﻪ ،ﺛـم ﺗطرﻗﻧـﺎ إﻟـﻰ
أﻧواع اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ،ﺛم ﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﺗطرﻗﻧﺎ إﻟﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﻗﯾﺎس اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ .
اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ :ﯾدور ﺣول اﻟﻣداﺧل اﻟﻧظرﯾﺔ ﻟﻛل ﻣن اﻟﻣﺗﻐﯾرﯾن اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ واﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ.
اﻟﻔﺻل اﻟﺧـﺎﻣس :ﯾﻣﺛـل اﻹﺟـراءات اﻟﻣﻧﻬﺟﯾـﺔ ﻟﻠدراﺳـﺔ ﺗـم ﻓﯾـﻪ اﻟﺗﻌرﯾـف ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳـﺔ وﺗﺣدﯾـد ﻣﺟـﺎﻻت اﻟدراﺳـﺔ،
ﻣﻧﻬﺞ اﻟدراﺳﺔ ،وذا اﻷدوات اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ،وأﯾﺿﺎ ﻣﺟﺗﻣﻊ وﻋﯾﻧﺔ اﻟدراﺳﺔ وﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ .
اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎدس :ﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر وﺗﺣﻠﯾل اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت وﻋرض ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺔ.
ﺛم ﺧﺎﺗﻣﺔ اﻟﺑﺣث.
ج
اﻹﻃﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي
أوﻻ :اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ:
ﯾﻌد اﻟﺗﻔﺎﻋل ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻣن أﺑرز اﻟﺳﻣﺎت اﻟﻣﻣﯾزة ﻟﻠﻣﻧظﻣﺎت ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف
أﻧواﻋﻬﺎ ،وأن اﻟﺗﻔﺎﻋل ﺑﯾن اﻟرؤﺳﺎء واﻟﻣرؤوﺳﯾن ﻟﻪ ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻣﻌدﻻت اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ وﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺻراع
داﺧل اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،ﻟذا ﺗﻌﻣل اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﺑﺗﻘﺻﻲ ﺳﻠوك اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﯾﻬﺎ ﻓﻲ ظل ﺗزاﯾد ﺗﻌﻘد ﺑﯾﺋﺔ اﻟﻌﻣل
ﻓﯾﻬﺎ وﺗﺷﺎﺑﻛﻬﺎ واﻟﻌﻣل ﺑﻔﺎﻋﻠﯾﺔ ﻟذﻟك ﻻﺑد ﻟﻬﺎ ﻣن اﻟﺳﻌﻲ ﻧﺣو ﺧﻠق اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻣن ﺧﻼل رﺿﺎ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن
ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺣﻔﯾزﻫم واﻟﺣد ﻣن اﻟﺻراع ،وﺗﺣﺳﯾن ﺟودة اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻷن اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ اﻧﻌﻛﺎس ﻻﺗﺟﺎﻫﺎت
اﻷﻓراد وأﻧﻣﺎطﻬم اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ﻟﻬذا ﺣظﻲ ﻣوﺿوع اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﺑﺎﻫﺗﻣﺎم اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺳﻠوك
اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻣﺎ ﻟﻪ ﻣن أﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟظواﻫر اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ﻣﺛل اﻟدوران اﻟوظﯾﻔﻲ واﻟرﺿﺎ واﻷداء إذ ﻛﻠﻣﺎ
ﻛﺎن ﻣﺳﺗوى اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻣرﺗﻔﻌﺎ أدى إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗوى اﻷداء وﻛﻠﻣﺎ اﻧﺧﻔض ﻣﺳﺗوى اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ
أدى إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻐﯾﺎب واﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن ﻋﻣل آﺧر وﻋدم اﻟﻘﺑول ﺑﺄﻫداف اﻟﻣﻧظﻣﺔ وﻣﺎ ﻟﻪ ﻣن
ﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻧﺗظﺎم آراﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﻣرﻏوب وﻣن ﺑﯾن ﺗﻠك اﻵﺛﺎر اﻟﺗﻲ ﺗراﻫﺎ اﻟدراﺳﺔ
اﻟراﻫﻧﺔ ﯾﻣﻛن أنﺗﻣﺎرس ﺗﺄﺛﯾرا ﻣﻬﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎخ اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺔ واﻟو ﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﺣﯾث ﺗﺣﺎول ﻋزﻟﻪ
ودراﺳﺗﻪ ﻟﺗﺷﺧﯾص طﺑﯾﻌﺔ ﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ،واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟدور اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﺗﻠﻌﺑﻪ
اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ داﺧل اﻟﻣﻧظﻣﺔ و ﺗﻌد دراﺳﺔ اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺑﺷري ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺎت ﻣﺟﺎﻻ ﺣﯾوﯾﺎ ،ﻋﻠﻰ
اﻟرﻏم ﻣن أن اﻟﻣﻧظﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺗﺷﻛل أﻛﺛر ﻣن ﻣﺟرد ﺗﺟﻣﻌﺎت ﺑﯾن اﻷﻓراد ﺗرﺑط ﺑﯾﻧﻬم
اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟرﺳﻣﯾﺔ وﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻓﺎﻟﻣﻧظﻣﺎت ﺗﻣﺛل >>ﻧظﺎﻣﺎ ﻣﺗﻛﺎﻣﻼ ﻟﻪ ﻗواﻋد وﻗﯾم وﺛﻘﺎﻓﺔ ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ،وﺗﻌﻣل
ﻋﺎدة ﻋﻠﻰ ﺗﺣوﯾل ﻧوع ﻣن اﻟﻣدﺧﻼت إﻟﻰ اﻟﻣﺧرﺟﺎت<<.
ﻓﻲ ظل اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻣﺗﺳﺎرﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻬدﻫﺎ اﻟﻌﺎﻟم ﯾزداد اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣؤﻗﺗﺔ اﻟﻣرﻧﺔ
اﻟﻣﺗﻛﯾﻔﺔ ﻣﻊ اﻟﺑﯾﺋﺔ ﺑﻣﺗطﻠﺑﺎﺗﻬﺎ اﻟﺟدﯾدة وﻫذا ﯾدﻋو إﻟﻰ ﺗطوﯾر اﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺗدرﯾب ﻟﺗﺣﻘﯾق ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣوارد
اﻟﺑﺷرﯾﺔ .وﯾرى ﺑﻌض اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن أن اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﯾﻧﺗظر أن ﺗﻛون ذات ﻫﯾﺎﻛل ﻣرﻧﺔ >>ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻘﺔ واﻟدﻗﺔ
واﻟﺗﻬذﯾب وﺣدة اﻟذﻫن ،وﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ اﻷﻟﻔﺔ واﻟﻣودة و اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ واﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺗﺣﻘﯾق اﻷداء اﻟﻌﺎﻟﻲ ،وﺳوف
ﺗﻛرس ﺣرﯾﺔ اﻟﻔرد واﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺗﻪ ،وﺗﺳﻣﺢ ﺑﺎﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﺣر واﻟﺧﯾﺎل اﻟواﺳﻊ .وﯾﺷﯾر اﻟﻔﻛر اﻹداري إﻟﻰ اﻧﻪ ﺗوﺟد
ﻓﻲ أي ﻣﻧظﻣﺔ ﻧوﻋﺎن ﻣن اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻫﻣﺎ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم ﺗﺻرﻓﺎت
أﻋﻣﺎل اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن داﺧل اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻗواﻋد وأﻧظﻣﺔ اﻟﻌﻣل وﺗﻘﺳﯾم اﻷﻋﻣﺎل واﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ،وﺗﺣدﯾد
ﻣﺳؤوﻟﯾﺎت وﺳﻠطﺎت ﻛل ﻓرد وﻓق اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣوﻛﻠﺔ إﻟﯾﻪ وﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﻠﻬﺎ ،أﻣﺎ اﻟﻧوع
اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﯾﺷﻣل اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل وأوﺿﺢ أﺛرﻫﺎ ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ واﻷداء ،ﺣﯾث ﯾدرس
-5-
اﻹﻃﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي
أﻧﺻﺎرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ اﻟظروف اﻟﻔﯾزﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣل وأﺛرﻫﺎ ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻣﺳﺗﺧدﻣﯾن اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺟرﯾﺑﻲ اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ
ﺿﺑط ﻣﺗﻐﯾرات ﺑﯾﺋﺔ اﻟﻌﻣل ،وﻗد ﻛﺷﻔت ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺗﻠك اﻟدراﺳﺎت أن ﻫﻧﺎك ﻋواﻣل أﺧرى إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺗﻐﯾرات ﻓﻲ
اﻟظروف اﻟﻔﯾزﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣل ﻛﺎﻧت ﺗؤدي داﺋﻣﺎ إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻣﻣﺎ دﻓﻊ اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن إﻟﻰ دراﺳﺔ اﻟروح اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ
ﻟﻠﻌﻣل وﻣدة اﻟراﺣﺎت ،وطرﯾﻘﺔ دﻓﻊ اﻷﺟر وأﻛدت اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ أن اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﺗرﺗﺑط اﯾﺟﺎﺑﯾﺎ ﺑﺎﻟظروف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﯾن اﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﺗرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﺧل ﻋﻠﻰ ظروف وأﺣوال اﻟﻌﻣل.
وﻧظرا ﻻرﺗﺑﺎط ﺻدق وﻛﻔﺎءة اﻟطروﺣﺎت اﻟﻧظرﯾﺔ ﺑﻣدى ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺳﯾر ﺑﯾﺋﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋدا ﺑﯾﺋﺔ
وﺟودﻫﺎ اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻓﺎن اﻟدراﺳﺔ اﻟراﻫﻧﺔ ﺗﻛون ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻋرض اﻟﺗراث اﻟﻧظري ذو اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻣﺷﻛﻠﺔ
اﻟﺑﺣث ﻋﻠﻰ اﻟواﻗﻊ اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻧزول إﻟﻰ اﻟﻣﯾدان وﺗﺷﺧﯾص اﻟواﻗﻊ اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن
اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ واﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ.
وﺳﯾﺗم ﻣن ﺧﻼل ﻫﺎﺗﻪ اﻟدراﺳﺔ ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن اﻟﺗﺳﺎؤل اﻟرﺋﯾﺳﻲ اﻟﺗﺎﻟﻲ:
ﻣﺎ طﺑﯾﻌﺔ ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ؟
وﻋﻠﻰ ﺿوء ﻫذا اﻟﺗﺳﺎؤل اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﺗﺗﺣدد اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ:
-ﻫل ﻟﻠﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺗﻔﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل واﻹﺧﻼص؟
-ﻫل ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎون ،اﻻﺣﺗرام اﻟﻣﺗﺑﺎدل ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘرار واﻟدﻓﺎع ﻋن ﻣﺻﺎﻟﺢ
اﻟﻣﻧظﻣﺔ؟
-ﻫل ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﺔ ﻋن إطﺎر اﻟﻌﻣل دور ﻓﻲ ﺗﻔﺷﻲ ﻗﯾم اﻹﻫﻣﺎل واﻟﺗﺳﯾب واﻟﺗراﺧﻲ داﺧل
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ؟
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻓرﺿﯾﺎت اﻟدراﺳﺔ.
أ-اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ:
طﺑﯾﻌﺔ ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ.
ب -اﻟﻔرﺿﯾﺎت اﻟﺟزﺋﯾﺔ:
-ﻟﻠﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺗﻔﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل واﻹﺧﻼص.
-ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎون ،اﻻﺣﺗرام اﻟﻣﺗﺑﺎدل ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘرار واﻟدﻓﺎع ﻋن ﻣﺻﺎﻟﺢ
اﻟﻣﻧظﻣﺔ.
-ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﺔ ﻋن إطﺎر اﻟﻌﻣل دور ﻓﻲ ﺗﻔﺷﻲ ﻗﯾم اﻹﻫﻣﺎل واﻟﺗﺳﯾب واﻟﺗراﺧﻲ داﺧل
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ.
-6-
اﻹﻃﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي
-7-
اﻹﻃﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي
-إظﻬﺎر ﻣدى ﺗﻔﻬم وا ٕ دراك اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﻣدﯾرﯾن ﻟﻠﺗﻧظﯾﻣﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ و ﻣدى ﺗﺑﻧﯾﻬم ﻟﻣﺑﺎدﺋﻬﺎ
وﻣﺗﻐﯾراﺗﻬﺎ.
-ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﺗﺣﻛم و اﻟرﺑط ﺑﯾن ﺧﻠﻔﯾﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ و اﻟﻌﻣل اﻟﻣﯾداﻧﻲ.
ﺳﺎدﺳﺎ :ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم:
ﺳﻧﺣﺎول ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻌﻧﺻر ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣوﺿوع و ذﻟك ﻣن أﺟل ﺗﺣدﯾد
اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﻲ ﺳوف ﻧﺑدأ ﻣﻧﻬﺎ ﺧﻼل ﺑﺣﺛﻧﺎ.
-1اﻟﺗﻧظﯾم:
-ﻟﻐــﺔ:
1
ﻫو ﻛﻠﻣﺔ ﻣﺷﺗﻘﺔ ﻣن أﺻل ﻻﺗﯾﻧﻲ ﺗﻌﻧﻲ أداة ﯾﺗم ﺑواﺳطﺗﻬﺎ اﻧﺟﺎز ﻋﻣل.
وﻗد ﺗﻌددت اﻟﻣدارس واﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت ﻣوﺿوع اﻟﺗﻧظﯾم ورﻏم اﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾن اﻟﺗﻌﺎرﯾف إﻻ أﻧﻬﺎ
ﺑﻘﯾت ﺗﻧﺻب ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻣﻘﺻود.
-اﻟﺗﻌرﯾف اﻻﺻطﻼﺣﻲ:
ﯾﻌرﻓﻪ اﺗزﯾوﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" :وﺣدة اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أﻧﺷﺋت ﻋن ﻗﺻد أو وﻟد ﺗﺻﻣﯾﻣﻬﺎ ﻋن وﻋﻲ ﻟﺗﺣﻘﯾق
2
أﻫداف ﻣﺣددة وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل واﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﻘوة واﺳﺗﺑدال اﻟﻣوظﻔﯾن".
أﻣﺎ ﺳﯾﻣون ﻓﯾﻌرﻓﻪ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻫﯾﻛل ﻣرﻛب ﻣن اﻻﺗﺻﺎﻻت واﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن ﻣﺟﻣوﻋﺔ
3
اﻷﻓراد.
-اﻟﺗﻌرﯾف اﻹﺟراﺋﻲ :اﻟﺗﻧظﯾم ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺟﻬودات ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﻧظﻣﺔ ﻣن اﻷﻓراد ،ﺗﺟﻣﻌﻬم
ﻋﻼﻗﺎت رﺳﻣﯾﺔ ﯾﻌﻣﻠون وﻓق ﺧطﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﺟل ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف وﻋن طرﯾق ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻬﺎم واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت.
-2اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ:
ﯾرى أﻣﯾن ﺳﺎﻋﺎﺗﻲ "اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ ﻫو ﻛل ﻣﺎ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺻﻣﻣت ﻣن اﺟﻠﻪ
وﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ وﺗﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ﻓﻲ وظﺎﺋف واﻟوظﺎﺋف ﻓﻲ ﺗﻘﺳﯾﻣﺎت ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﺻﻐﯾرة
4
ﯾﺟري ﺗﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﺳﯾﻣﺎت ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻛﺑر وﻫﻛذا".
-1ﻣﺣﻣد ﻗﺎﺳم اﻟﻘرﯾوﺗﻲ :ﻣﺑﺎدئ اﻹدارة ،دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر ،اﻷردن ،ط ، 2006، 1ص. 200.
-2ﻋﻠﻲ ﻣﺣﻣد ﻣﻧﺻور :ﻣﺑﺎدئ اﻹدارة ،ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻧﯾل اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ط ، 2004 ،2ص. 147.
-3ﺑﻠﻘﺎﺳم ﺳﻼطﻧﯾﺔ :اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺣدﯾث ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ،دار اﻟﻔﺟر ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟﻘﺎﻫرة ، 2008،ص. 48.
-4أﻣﯾن ﺳﺎﻋﺎﺗﻲ :أﺻول ﻋﻠم اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ﻣﺻر ،1997،ص. 131.
-8-
اﻹﻃﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي
ﺗﻌرﯾف ﻋﻣر ﺳﻌﯾد وآﺧرون" :اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ ﻫو اﻟذي ﯾﻬﺗم ﺑﻬﯾﻛل اﻟﻣﻧظﻣﺔ وﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن
اﻷﻓراد ﻓﯾﻬﺎ وﺗﻘﺳﯾم اﻷﻋﻣﺎل وﺗوزﯾﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت وﺗﺣدﯾد اﻟﺳﻠطﺎت و اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻓﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
1
وﺿوح دور ﻛل ﻓرد ﻣﻧﻬﺎ ،إذن اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ ﻫو ﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﻔﻌل إدارة اﻟﻣﻧظﻣﺔ".
ﺗﻌرﯾف ﻋﻠﻲ اﻟﺷرﻗﺎوي ":اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ ﻫو ذﻟك اﻟﻧﻣط ﻣن اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن أﻋﺿﺎء اﻟﻣﻧظﻣﺔ واﻟذي
2
ﯾﻌرف وﯾﻘﻧن رﺳﻣﯾﺎ" .
-اﻟﺗﻌرﯾف اﻹﺟراﺋﻲ:
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ ﺑﺄﻧﻪ اﻟﺑﻧﺎء اﻷﺻﻠﻲ اﻟﻣﻌﺗرف ﺑﻪ ﻓﻲ
اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟذي ﺗﺗﺧﻠﻠﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻣﺧططﺔ واﻟﻠواﺋﺢ واﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺗﻧظم ﺳﻠوك اﻷﻋﺿﺎء ﻣن
اﺟل ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف واﻟﻐﺎﯾﺎت اﻟﻣﺳطرة ﻣﺳﺑﻘﺎ.
-3اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ:
ﯾﺷﯾر اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ إﻟﻰ "ﻧﺳق اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻣو ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﺑﺳﺑب ﺗﻔﺎﻋل اﻷﻓراد
داﺧل اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ وﻟﻛل ﺗﻧظﯾم رﺳﻣﻲ ﺟﺎﻧب ﻏﯾر رﺳﻣﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﻧظﯾﻣﻪ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﯾﺗﺿﻣن
3
اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺷﻌﺎﺋر واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد واﻟﻣﺷﺎﻋر اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺳﯾر اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ".
أن اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ﯾﻧﺷﺄ ﻣن ﺧﻼل ﺗواﺟد أﺷﺧﺎص ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻬم ﻓﻲ ﻣﻛﺎن واﺣد ﺗﺟﻣﻌﻬم
4
أﻫداف ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﯾﺳﻌون إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ.
أن اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ﻣﺟﺎل ﻟﺗﻌﺑﯾر اﻷﻓراد ﻋن ﻣﺗﺎﻋﺑﻬم وﻣﺷﺎﻛﻠﻬم وآراﺋﻬم ﺣول اﻷﻣور اﻟﺗﻲ
ﺗﺷﻐل اﻫﺗﻣﺎﻣﻬم ،وﯾﻛون اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ﻗوﯾﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ ﺳﯾﺋﺎ وﻏﯾر ﻣﺣﺑوب ﻟدى
5
اﻷﻓراد.
-اﻟﺗﻌرﯾف اﻹﺟراﺋﻲ:
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻣﺎ ﯾظﻬر ﻣن ﻋﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻷﻓراد ﻛرد ﻓﻌل ﻟﻣﺎ
ﯾﺣدﺛﻪ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ ﻣن ﻗرارات روﺗﯾﻧﯾﺔ وﻣﻠل ﯾﺷﻌر ﻣﻌﻪ اﻷﻓراد ﺑﺣﺎﺟﺗﻬم إﻟﻰ اﻟﺗﺣدث ﻋن أﻓﻛﺎرﻫم
وﻣﺷﺎﻋرﻫم واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣﻣﻛﻧﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬم.
-1ﻋﻣر ﺳﻌﯾد وآﺧرون :ﻣﺑﺎدئ اﻹدارة اﻟﺣدﯾﺛﺔ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،ﻋﻣﺎن ،اﻷردن ،ط، 1991، 1ص .74
-2اﻟﺷرﻗﺎوي :اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ وظﯾﻔﺔ اﻟﻣدﯾرﯾن ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻧﺷر ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ، 2001 ،ص. 271.
-3ﺑدوي ،أﺣﻣد زﻛﻲ :ﻣﻌﺟم ﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻟﺑﻧﺎن ،1986 ،ص. 298.
-4اﻟﻬواري ﺳﯾد :اﻟﺗﻧظﯾم :اﻟﻧظرﯾﺎت واﻟﻬﯾﺎﻛل اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ واﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ واﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت ،ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻋﯾن ﺷﻣس ،اﻟﻘﺎﻫرة ،1998،ص. 320.
-5ﻋﺻﻔور ﻣﺣﻣد ﺷﺎﻛر :أﺻول اﻟﺗﻧظﯾم واﻷﺳﺎﻟﯾب ،دار اﻟﺷروق ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ واﻟطﺑﺎﻋﺔ ،ﺟدة ، 1988،ص. 128
-9-
اﻹﻃﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي
-4اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ:
-ﻟﻐــــــــــــﺔ:
1
ﻓﻬو اﺳم ﻣﺻدر ﻣن واﻟﻰ ﯾواﻟﻲ ﻣواﻻة ووﻻء ﯾﻘﺎل واﻟﻰ ﻓﻼن ﻓﻼﻧﺎ ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻧﺻرﻩ وأﺣﺑﻪ.
2
وﻟﻛﻠﻣﺔ اﻟوﻻء ﻣدﻟوﻻت ﻛﺛﯾرة ،ﻓﺎﻟوﻻء ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﯾﻌﻧﻲ اﻟﻌﻬد ،اﻟﻘرب ،واﻟﻧﺻر واﻟﻣﺣﺑﺔ واﻻﻟﺗزام.
وﯾﻌﻧﻲ اﻟوﻻء ذﻟك اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻘرب واﻟﻧﺻرة واﻟﻣﺳﺎﻧدة ﻓﻲ اﻟﺷداﺋد ﺣﯾث وردت ﻛﻠﻣﺔ اﻟوﻻء ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد
ﻣن اﻵﯾﺎت اﻟﻘرآﻧﯾﺔ وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ذﻟك ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ" :واﻟﻣؤﻣﻧون واﻟﻣؤﻣﻧﺎت ﺑﻌﺿﻬم أوﻟﯾﺎء ﺑﻌض ﯾﺄﻣرون
ﺑﺎﻟﻣﻌروف وﯾﻧﻬون ﻋن اﻟﻣﻧﻛر" وﯾﻌﻧﻲ اﻟوﻻء ﻫﻧﺎ اﻟﻧﺻرة ﻓﻲ اﻷﻣور اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ واﻟﺗﻌﺎون واﻟﻣودة واﻟﻣؤازرة
واﻟﻣﺳﺎواة.
-اﺻطﻼﺣﺎ:
ﻋر ف ﻛل ﻣن "ﺑورﺗر" و"ﺳﺗﯾرز" و"ﻣﺎودي" اﻟوﻻء ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " :إﯾﻣﺎن ﻗوي ﺑﺄﻫداف اﻟﻣﻧظﻣﺔ وﻗﯾﻣﻬﺎ،
وﻗﺑول ﻫذﻩ اﻷﻫداف وﺗﻠك اﻟﻘﯾم ،واﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﺑذل ﺟﻬد ﻣﻌﻘول ﺑﺎﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋن اﻟﻣﻧظﻣﺔ و اﻟرﻏﺑﺔ اﻟﻘوﯾﺔ ﻟﻠﺑﻘﺎء
3
ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ .
ﺣﯾث رﻛز اﻟﺗﻌرﯾف اﻟذي ﻗدﻣﻪ ﻛل ﻣن "ﺑورﺗر" و"ﺳﺗﯾرز" و"ﻣﺎودي" أن اﻟوﻻء ﻫو ﺣﺎﻟﺔ وﺟداﻧﯾﺔ
ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺗﻔﺎﻋل واﻻﺗﺳﺎق واﻻﻧﺳﺟﺎم ﻣﻊ اﻟﻣﻧظﻣﺔ واﻟﺗﻲ ﺗظﻬر ﻣن ﺧﻼل اﻟﺳﻠوﻛﺎت اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﯾن
واﻟرﻏﺑﺔ اﻟﻘوﯾﺔ ﻟﻠﺑﻘﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ .
وﯾﻌرف "ﻫرﺑﻧﯾﺎك"و"أﻟوﺗو"" "Hrebiniak and Allutoاﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ"ﻋدم اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﺗرك
اﻟﺗﻧظﯾم ﻷﺳﺑﺎب ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟزﯾﺎدات ﻓﻲ اﻟراﺗب أو اﻟﻣوﻗﻊ اﻟوظﯾﻔﻲ أو اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ أو ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺻداﻗﺎت
4
اﻟزﻣﺎﻟﺔ.
ﺣﯾث ﯾوﺿﺢ ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف أن اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﯾﺻل ﺑﺎﻟﻔرد إﻟﻰ ﻋدم اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ ﺗرك اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻣﻬﻣﺎ
ﻛﺎﻧت اﻹﻏراءات اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﻠﻘﺎﻫﺎ ﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﻣﻧظﻣﺔ.
-1ﻓﺎﯾزة روﯾم :واﻗﻊ اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،دراﺳﺔ ﻣﯾداﻧﯾﺔ ﺑﻣدﯾﻧﺔ ورﻗﻠﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ دراﺳﺎت ﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗرﺑوﯾﺔ ﻣﺧﺑر ﺗطوﯾر اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت
اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﺗرﺑوﯾﺔ ،ﻋدد ، 2010 ،5ص.101.
-2ﻣوﺳﻰ اﻟﻠوزي :اﻟﺗطور اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ،أﺳﺎﺳﯾﺎت وﻣﻔﺎﻫﯾم ﺣدﯾﺛﺔ ،دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن ،ط ، 2010 ،4ص. 118.
-3اﻟرواﺷدة ،ﺧﻠف ﺳﻠﯾﻣﺎن :ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻘرار اﻟﻣدرﺳﻲ واﻟﺷﻌور ﺑﺎﻷﻣﺎن واﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻣﺟﻠد )، 2007، (3ص.87.
-4اﻟﺻﯾرﻓﻲ،ﻣﺣﻣد :اﻟﺗﺣﻠﯾل ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻧظﻣﺎت ،اﻟﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠوك اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ،ﺟزء)، (4اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺣدﯾث ،2009،ص.313.
- 10 -
اﻹﻃﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي
ﻛﻣﺎ ﻋر ّ ف اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ" :ﺳﻠوك ﯾﻌﺑر ﺑﻪ اﻟﻔرد ﻋن ﻣدى اﻟﺗزاﻣﻪ وﺣﺑﻪ وﺗﻘدﯾرﻩ ﻟﻬذا اﻟﻌﻣل
وارﺗﺑﺎطﻪ ﺑﻪ وأن اﻟﻔرد اﻟذي ﯾظﻬر ﻣﺳﺗوى ﻋﺎﻟﯾﺎ ﻣن اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﺗﺟﺎﻩ ﻣﻧظﻣﺗﻪ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﺗﺻف
1
ﺑﺎﻟﺻﻔﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-اﻻﺳﺗﻌداد ﻟﺑذل أﻗﺻﻰ ﺟﻬد ﻣﻣﻛن ﻣن أﺟل اﻟﻣﻧظﻣﺔ.
-اﻋﺗﻘﺎد ﻗوي ﺑﻘﺑول أﻫداف وﻗﯾم اﻟﻣﻧظﻣﺔ.
-اﻟرﻏﺑﺔ اﻟﻘوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻣرار اﻟﻌﺿوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ.
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺳﺎﺑق ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟوﻻء ﻫو ﺳﻠوك ﯾظﻬرﻩ اﻟﻔرد اﺗﺟﺎﻩ ﻣﻧظﻣﺗﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗزاﻣﻪ
ﺑﻣواﻋﯾد اﻟﻌﻣل واﻟﻣداوﻣﺔ اﻟﻣﺳﺗﻣرة ،ﻓﯾظﻬر ﺣﺑﻪ ﻟﻬﺎ وﺗﻘدﯾرﻩ وﻗﺑوﻟﻪ ﻗﯾﻣﻬﺎ وﺑذﻟﻪ ﺟﻬدا ﻣﻌﺗﺑرا ﻣن اﻟﻌﻣل،
وﻋدم ﺗرﻛﻪ ﻟﻬﺎ ﻫو اﻟذي ﯾﻌزز وﻻءﻩ.
إن ﺗﻣﺎﺳك اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ وﺑﻘﺎءﻩ واﺳﺗﻣرارﯾﺗﻪ ﯾرﺗﻛز ﻋﻠﻰ ﺛﻼث رﻛﺎﺋز ﻫﻲ:
-رﻛﯾزة اﻟوﻻء اﻟﻣﺳﺗﻣر :أن ﯾﻛرس اﻟﻔرد ﻟﺣﯾﺎﺗﻪ وﺗﺿﺣﯾﺗﻪ ﺑﻣﺻﺎﻟﺣﻪ ﻣن أﺟل ﺑﻘﺎء واﺳﺗﻣرار اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ،
-رﻛﯾزة اﻟوﻻء اﻟﺗﻼﺣﻣﻲ :ﺗﺷﯾر إﻟﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺑط اﻟﻔرد ﺑﻐﯾرﻩ ﺑﺷﻛل ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻣﺎﺳك
اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ واﺳﺗﻣرارﯾﺗﻬﺎ.
-رﻛﯾزة اﻟوﻻء اﻟﻣوﺟﻪ :ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ارﺗﺑﺎط اﻟﻔرد ﺑﻘﯾم وﻣﺑﺎدئ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ )ﻣوﺳﻰ اﻟﻠوزي ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ص
.(119
-اﻟﺗﻌرﯾف اﻹﺟراﺋﻲ:
ﻫو درﺟﺔ ﺗطﺎﺑق ﻟﻠﻔرد ﻣﻊ ﻣﻧظﻣﺗﻪ وارﺗﺑﺎطﻪ ﺑﻬﺎ ورﻏﺑﺗﻪ ﻓﻲ ﺑذل أﻛﺑر ﻋطﺎء أو ﺟﻬد ﻣﻣﻛن ﻟﺻﺎﻟﺢ
اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻣل ﻓﯾﻬﺎ ﻣﻊ رﻏﺑﺔ ﻗوﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ ﻋﺿوﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﻧظﻣﺔ.
ﺳﺎدﺳﺎ :اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ.
اﻧطﻠق اﻟﺑﺎﺣث ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ ،واﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ دور
ﻛﺑﯾر ﻓﻲ إﺛراء اﻟﻣوﺿوع ،وﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﺑﺎﺣث ﻟﻪ ،وﻣﺛل اﻟﺑدء ﺑﺎﻟدراﺳﺔ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻠك اﻟدراﺳﺎت
وﻟﺟواﻧب أﺧرى ﻟﻐرض ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻔﺎﺋدة وﺗﻛﺎﻣل اﻟدراﺳﺎت واﻷﺑﺣﺎث اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺣظﻲ ﻣوﺿوع اﻟﻌﻼﻗﺎت
ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ واﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﺑﺎﻫﺗﻣﺎم اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن وﻛﺎن ﻣدار اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدراﺳﺎت ،ﻓﻘد ﻗﺎم اﻟﺑﺎﺣث ﺑﺗﻘﺳﯾم
اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن اﻷول ﯾﺗﻧﺎول اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ واﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾﺗﻧﺎول اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ.
-1اﻟﻣﺷﻌﺎن ،ﻋوﯾدة ﺳﻠطﺎن :اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ وﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﺳﻠوك اﻻﻏﺗراب واﻟﻣﻌﺎﻧﺎة اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،اﻟﻣﺟﻠد) (33اﻟﻌدد)،2005 ،(04
ص.798.
- 11 -
اﻹﻃﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي
-1طﻠﻌت إﺑراﻫﯾم ﻟطﻔﻲ:ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ،ﺟدة ،دار ﻋﻛﺎظ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،ط ،1982 ،1ص151
- 12 -
اﻹﻃﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي
وﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘدم ﺗوﺻل اﻟﺑﺎﺣث إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾﻣﻬﺎ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻗﺳﺎم وﻫﻲ:
ﻛﺷﻔت اﻟدراﺳﺔ ﻋن أن ﻫﻧﺎك 164ﻋﺎﻣﻼ ﺑﻧﺳﺑﺔ % 65ﻣن ﺟﻣﻠﺔ أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ اﻟﺑﺎﻟﻎ ﻋددﻫم 251ﻋﺎﻣﻼ
ﯾﻧﺗﻣون إﻟﻰ 41ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻏﯾر رﺳﻣﯾﺔ داﺧل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ وﻫﻲ ﺗﻧﺗﺷر ﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎل
اﻟﺳﻌودﯾﯾن أﻛﺛر ﻣن ﻏﯾر اﻟﺳﻌودﯾﯾن وﻫذا راﺟﻊ إﻟﻰ اﺳﺗﻘرار ﻫؤﻻء ﻣﻣﺎ ﯾﺗﯾﺢ أﻣﺎﻣﻬم ﺗﺷﻛﯾل ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻌﻣل
ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ .ﻛﻣﺎ اﺗﺿﺢ ﻣن اﻟدراﺳﺔ أن ﺣﺟم ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﯾﺗراوح ﺑﯾن ﻋﺿوﯾن وﺳﺑﻌﺔ
أﻋﺿﺎء ﻓﺈﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺗﻠك اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺟورج زﻣﯾل " ﻣؤﺳس ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻟﺻوري
ﺑﺎﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟزوﺟﯾﺔ أو اﻟﺛﻧﺎﺋﯾﺔ أو اﻟﺛﻼﺛﯾﺔ ،ﺗﺑﯾن أن ﻫﻧﺎك ﺟﻣﺎﻋﺎت أﺧرى أﻛﺑر ﺗﺗﻛون ﻣن ﺳﺑﻌﺔ أﻋﺿﺎء
وﺑﺣﺳﺎب اﻟﻣﺗوﺳط ﺣﺳب إﺑراﻫﯾم طﻠﻌت ﻟطﻔﻲ ﺗﺑﯾن أن ﻫذا اﻟﻣﺗوﺳط ﯾﺑﻠﻎ ﺣواﻟﻲ أرﺑﻌﺔ أﻋﺿﺎء ﻣﻣﺎ ﯾﺷﯾر
إﻟﻰ ﺻﻐر ﺣﺟم ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ،وزﯾﺎدة اﺣﺗﻣﺎﻻت ﺷدة اﻟﺗﻔﺎﻋل ﺑﯾن أﻋﺿﺎﺋﻬﺎ ﻛﻣﺎ ﻛﺷﻔت اﻟدراﺳﺔ ﻋن ﺗﻛرار
اﻟﻣﻘﺎﺑﻼت ﯾوﻣﯾﺎ ﺑﯾن ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ أﻋﺿﺎء اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﺳواء داﺧل أو ﺧﺎرج اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ
ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ طول اﻟﻣدة اﻟزﻣﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﺿت ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎرف ﺑﯾن أﻋﺿﺎء ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت وﻗد
ﺗؤدي اﻟﻔﺗرة اﻟزﻣﻧﯾﺔ اﻟطوﯾﻠﺔ إﻟﻰ زﯾﺎدة اﺣﺗﻣﺎﻻت ﻓرص اﻟﺗﻔﺎﻋل وﺗدﻋﯾم اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﯾن أﻋﺿﺎء
ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت وﺗؤﻛد ﻫذﻩ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﺻﺣﺔ اﻟﻔرض اﻟذي ﻣؤداﻩ " ﻛﻠﻣﺎ زاد ﺗﻛرار اﻟﺗﻔﺎﻋل ﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎل داﺧل
وﺧﺎرج اﻟﻣﺻﻧﻊ زادت اﺣﺗﻣﺎﻻت ﻓرص ﺗﻛوﯾن ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ".
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﺑﯾﻧت اﻟدراﺳﺔ أن أﻫم اﻷﺳس اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ داﺧل
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ ﺑﺎﻟﺗرﺗﯾب ﻣن ﺣﯾث اﻷﻫﻣﯾﺔ ،اﻟﺗﻌﺎون ﻓﻲ أداء اﻟﻌﻣل اﻷﻗدﻣﯾﺔ واﻟﺗﺷﺎﺑﻪ ﻓﻲ
اﻟﻣﻬﻧﺔ واﻟﺟﻧﺳﯾﺔ واﻟﻌﻣر واﻟﺗﺟﺎوب ﻓﻲ ﻣﻛﺎن اﻹﻗﺎﻣﺔ واﻟﺗﻘﺎرب اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﻣﻣﺎ ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﻋدم ﺻﺣﺔ
اﻟﻔرض اﻟذي ﻣؤداﻩ " ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﻬﻧﺔ ﻣن أﻫم اﻷﺳس اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل ﻏﯾر
اﻟرﺳﻣﯾﺔ داﺧل اﻟﻣﺻﻧﻊ" ،وﯾرﺟﻊ ذﻟك إﻟﻰ أن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻣل داﺧل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ ﺗﺗطﻠب
أﻧواﻋﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن اﻟﻣﻬن وﻗد ﯾﻘوم اﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎل ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ﻛل ﻣﻧﻬم ﯾﻌﻣل ﻋﻣﻼ ﻣﺗﺧﺻﺻﺎ
ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﻌﻣل اﻵﺧر وﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻌﺎون ﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﻟﺗﺧﺻص ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺣدﯾث اﻟﻣﻌﻘد وظﻬور
ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﺗﻘﺎرب واﻟﺗﺟﺎوب ﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎل وﺗدﻋﯾم اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻛوﯾن
ﺟﻣﺎﻋﺎت ﻏﯾر رﺳﻣﯾﺔ.
واﺗﺿﺢ ﻣن اﻟدراﺳﺔ أن ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ أﻧﻣﺎط اﻟﻘﯾﺎدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﺗﻬﺗم ﺑﺎﻟﻣرﻛز ﻋﻠﻰ ﺣل اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣﺎل أﻛﺛر ﻣن ﺗرﻛﯾزﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺷﻛﻼت اﻟﻌﻣل واﻹﻧﺗﺎج ﻣﻣﺎ ﯾؤﻛد ﺻﺣﺔ اﻟﻔرض اﻟذي ﻣؤداﻩ "
- 13 -
اﻹﻃﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي
ﯾﻣﯾل ﻗﺎدة اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ إﻟﻰ اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺣل ﻣﺷﻛﻼت اﻟﻌﻣل اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﯾﻔوق
اﻫﺗﻣﺎﻣﻬم ﺑﺣل ﻣﺷﻛﻼت اﻟﻌﻣل و اﻹﻧﺗﺎج".
إﻻ أن ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺔ ﻛﺷﻔت ﻋن ظﻬور ﻧﻣط اﻟﻘﯾﺎدة ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ﯾﻬﺗم ﺑﻣﺷﻛﻼت اﻟﻌﻣﺎل اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
وﺗﺑﯾن اﻟدراﺳﺔ ﻛذﻟك أن ﻫﻧﺎك ﻋواﻣل ﻣﺗﻌددة ﺗؤدي إﻟﻰ ﺿﻌف اﻟﻛﻔﺎءة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻣن أﻫﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟﺗرﺗﯾب :ﺳوء اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ اﻟرؤﺳﺎء ،ﻋدم اﻻﻧﺗﻣﺎء إﻟﻰ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،وﻋدم إﺷﺑﺎع اﻟﻌﻣل
ﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣل وﺳوء ظروف اﻟﻌﻣل .وﻗد ﻛﺷﻔت اﻟدراﺳﺔ ﻫﻧﺎ ﻋدم اﻻﻧﺗﻣﺎء إﻟﻰ ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل ﻏﯾر
اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﯾﻌد ﻣن ﺑﯾن أﻫم اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤدﯾﺔ إﻟﻰ ﺿﻌف اﻟﻛﻔﺎءة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ وأن ﺗﺄﺛﯾر ﻫذا اﻟﻌﺎﻣل ﯾﻔوق ﺗﺄﺛﯾر
ﺳوء اﻟظروف اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾؤﻛد ﺻﺣﺔ اﻟﻔرض اﻟذي ﻣؤداﻩ "ﺗﻌﻣل ﺟﻣﺎﻋﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ
ﻣﻌدﻻت ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷﻋﺿﺎﺋﻬﺎ ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى ﻣﻌﯾن ﯾﻧﺧﻔض ﻋن اﻟﻣﺳﺗوى اﻟذي ﺣددﺗﻪ اﻹدارة".
وﻛﺷﻔت اﻟدراﺳﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﻣﺎل اﻟﻣﻧﺗﻣﯾن إﻟﻰ ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﺗرﻓﻊ ﻣﺳﺗوى إﻧﺗﺎﺟﯾﺗﻬم
ﻣن ﺣﯾث اﻟﻛم واﻟﻛﯾف وﯾﻘل ﻋدد ﻣرات أﯾﺎم ﺗﻐﯾﺑﻬم ﻋن اﻟﻌﻣل وأﻛﺛر رﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ اﻟﻌﻣل وﻋدم
ﺗرك اﻟﺧدﻣﺔ ﺑﺎﻟﻣﺻﻧﻊ وذﻟك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻐﯾرﻫم ﻣن اﻟﻌﻣﺎل ﻏﯾر اﻟﻣﻧﺗﻣﯾن إﻟﻰ ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ
ﻣﻣﺎ ﯾؤﻛد ﺻﺣﺔ اﻟﻔرض اﻟذي ﻣؤداﻩ "ﯾؤ دي اﻻﻧﺗﻣﺎء إﻟﻰ ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن
ﺣدة ﻣﺷﻛﻼت اﻟﻌﻣل داﺧل اﻟﻣﺻﻧﻊ".
اﺗﺿﺢ ﻣن اﻟدراﺳﺔ أن ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ أﻋﺿﺎء ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ وﺗﺷﺎﺑﻪ ﻣﻌدﻻت إﻧﺗﺎﺟﻬم ﻛﻣﺎ
ﺗﺗﺷﺎﺑﻪ ﻋدد ﻣرات وأﯾﺎم ﺗﻘﯾﯾم ﻋن اﻟﻌﻣل ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺷﺎﺑﻪ وﻻﺋﻬم ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ وﯾﻣﻛن ﺗﻔﺳﯾر ﻫذا اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ
ﺑﯾن ﻧﺷﺎطﺎت أﻋﺿﺎء اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﺑﺄن ﺳﻠوك اﻟﻌﺎﻣل ﯾﺗﺄﺛر ﻋﺎدة ﺑﺳﻠوك أﻋﺿﺎء ﺟﻣﺎﻋﺗﻪ ﻏﯾر
اﻟرﺳﻣﯾﺔ وﻗد ﺗؤدي ﻫذﻩ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ إﻟﻰ ﺷﻌورﻩ ﺑﺎﻟرﺿﺎ أو ﻋدم اﻟرﺿﺎ وﺧﺎﺻﺔ أن ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل ﻏﯾر
اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺑﻌض أﻋﺿﺎﺋﻬﺎ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣرﺟﻌﯾﺔ ﯾرﺟﻌون إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﯾﯾم ﺳﻠوﻛﻬم ﻛﻣﺎ ﻛﺷﻔت ﻧﺗﺎﺋﺞ
ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ.
وﺗؤﻛد ﻫذﻩ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﺻﺣﺔ اﻟﻔرض اﻟذي ﻣؤداﻩ "ﺗزداد اﺣﺗﻣﺎﻻت اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ ﺑﯾن ﻧﺷﺎطﺎت أﻋﺿﺎء
ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث ﻣﻌدﻻت اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺗﻐﯾب ﻋن اﻟﻌﻣل ودوران اﻟﻌﻣل".
وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن اﻟدراﺳﺔ ﻛﺷﻔت ﻋن ﺗﺷﺎﺑﻪ ﻧﺷﺎطﺎت أﻋﺿﺎء وﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻣن
ﺣﯾث ﻣﻌدﻻت اﻹﻧﺗﺎج إﻻ أن ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺔ ﻟم ﺗؤﯾد ﺻﺣﺔ اﻟﻔرض اﻟذي ﻣؤداﻩ "ﺗﻣﯾل ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل ﻏﯾر
اﻟرﺳﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﻘﯾﯾد ﻣﻌدﻻت إﻧﺗﺎج أﻋﺿﺎﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣﻌﯾن ﯾﻧﺧﻔض ﻋن اﻟﻣﺳﺗوى اﻟذي ﺣددﺗﻪ اﻹدارة".
- 14 -
اﻹﻃﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي
وﻋﻣوﻣﺎ ﺗﺗﻔق ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ﻣﻊ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻛﺛﯾرة ﻣن اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت
ﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر وﺗﻛﺷف ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺔ أن ﻫُ ﻧﺎك اﺗﻔﺎﻗﺎً ﺑﯾن أﻫداف اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت
ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ وﺑﯾن أﻫداف اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻣﺣل اﻟدراﺳﺔ وﻋن ﺑﻧﺎء اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔﯾُ ﻌد ﺑﻧﺎء
ﻣﯾﺳر ﻷﻫداف اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ وﻟﯾس ﺑﻧﺎء ﻣﻌوﻗﺎ ﻟﻬﺎ وأن اﻻﻧﺗﻣﺎء إﻟﻰ ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ
ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﺣدة ﻣﺷﻛﻼت اﻟﻌﻣل داﺧل اﻟﻣﺻﻧﻊ وﻧﺟد أن ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺿﻌف اﻟﻛﻔﺎءة
اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ وﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺗﻐﯾب ﻋن اﻟﻌﻣل وﻣﺷﻛﻠﺔ دوران اﻟﻌﻣل إﻧﻣﺎ ﯾﻌﺗﻣد ﻓﻲ ﺣﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣد ﺗﻌﺑﯾر اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن
ﻋﻠﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ إﺣداث اﻟﺗﻣﺎﺳك ﻓﻲ ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل وﺗدﻋﯾم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎون داﺧل اﻟﻣﺻﻧﻊ .
ﻣن ﺧﻼل إطﻼﻋﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ اﻟﺗﻣﺳﻧﺎ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ أوﺿﺣت ﻟﻧﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن
1
اﻟﻧﻘﺎط اﻧطﻼﻗﺎً ﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣؤﺷرات اﻟﺗﻲ دﻋﻣت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻣﻧﻬﺟﯾﺎً .
-اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟدراﺳﺔ:
ﺗﺗﺷﺎﺑﻪ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻣﻊ دراﺳﺔ اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻣﻣﺎ أﻓﺎد
اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﻓﻲ اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟدراﺳﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد أﺑﻌﺎد اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ وﻣﻌرﻓﺔ ﺗﺄﺛﯾراﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺗﻐﯾرات
اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ.
ﺗﺧﺗﻠف ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻣﻊ دراﺳﺔ اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﺗﺎﺑﻊ ﺣﯾث أن ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺗﻧﺎوﻟت ﻣﺷﻛﻼت
اﻟﻌﻣل داﺧل اﻟﻣﺻﻧﻊ ﺑﯾﻧﻣﺎ دراﺳﺔ اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﺗﺗﻧﺎول اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ،ﻛذﻟك ﺗﺧﺗﻠف اﻟدراﺳﺗﺎن ﻣن ﺧﻼل
ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدراﺳﺔ ﻟﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ.
-دراﺳﺔ ﺳﻠﯾﻣﺎﻧﻲ ﻋز اﻟدﯾن) :اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ و اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ( ﺑﻣطﺎﺣن اﻟﺣروش ﻧﻣوذﺟﺎ ﻣذﻛرة ﻣﻛﻣﻠﺔ
ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﺗﺧﺻص ﺗﻧﻣﯾﺔ وﺗﺳﯾﯾر اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻗﺳم ﻋﻠم
اﻻﺟﺗﻣﺎع واﻟدﯾﻣﻐراﻓﯾﺎ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻧﺗوري ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ اﻟﺟزاﺋر ﻟﺳﻧﺔ 2008ﻣﺳطرة ﻓﻲ اﻷﻫداف اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-ﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ ﻣوﺿوع اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ.
-إظﻬﺎر ﻣدى اﻋﺗراف اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﻣدﯾرﯾن ﺑﺎﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ.
-ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ دور أﻫداف اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ.
-ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟو ُ ﺻول إﻟﻰ أﻫم اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ.
-1طﻠﻌت إﺑراﻫﯾم ﻟطﻔﻲ:ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم ،ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻏرﯾب اﻟﻔﺟﺎﻟﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ،ﺑدون ط ،1985،ص.ص.220 .219 .218 .216 .215
. 224 .223
- 15 -
اﻹﻃﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي
- 16 -
اﻹﻃﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي
اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ" اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗم اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ واﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄن :ﻟﻘد أﻛد ﺗﺣﻘﯾق
اﻟﻔرﺿﯾﺎت ﺻدق اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺗﻲ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أﻧﻪ ﺗوﺟد ﻋﻼﻗﺔ داﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ واﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ.
اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟدراﺳﺔ :ﺗﺗﺷﺎﺑﻪ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻣﻊ دراﺳﺔ اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ
ﻣﻣﺎ أﻓﺎد اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﻓﻲ اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟدراﺳﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ وﻣﻌرﻓﺔ ﻣدى ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ.
وﺗﺧﺗﻠف ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻣﻊ دراﺳﺔ اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﺗﺎﺑﻊ ﺣﯾث أن ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺗﻧﺎوﻟت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ
ﺑﯾﻧﻣﺎ دراﺳﺔ اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﺗﺗﻧﺎول اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ.
ﺛﺎﻧﯾﺎً :اﻟدراﺳﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ:
دراﺳﺔ ﻟﯾوﻧﺎرد ﺳﺎﯾﻠز :L.SAYLES
أن ﯾﻣﯾز ﺑﯾن اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت وأن ﯾﺻﻧﻔﻬﺎ طﺑﻘﺎً ﻟﺳﻠوﻛﻬﺎ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،SAYLESﺣﺎول طﺑﻘﺎً
ﻟﻸﺳﺎﻟﯾب اﻟﯾوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ ﻟﺣل اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﯾوﻣﯾﺔ ،وﻣدى اﺳﺗﺟﺎﺑﺗﻬﺎ ﻟﻺدارة ﺣﯾث ﯾرى " ﺳﺎﯾﻠز" أﻧﻪ
ﯾﺟب اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن أرﺑﻌﺔ ﺗﻣﺎزج ﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل ،وﺗﺗﻣﯾز ﻛل ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣن ﺗﻠك اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﺑﺳﻠوك ﺧﺎص
ﯾﺑﻘﻰ ﻣﯾزة ﻟﻬﺎ رﻏم ﺗﻐﯾر اﻷﺷﺧﺎص ،واﺳﺗﻧد ﻓﻲ ذﻟك ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠوﻣﺎت وﺑﯾﺎﻧﺎت ﺟﻣﻌﻬﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﻣﻼﺣظﺔ
واﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﺗﻲ أﺟراﻫﺎ ﻋﻠﻰ 300ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻋﻣل ﻓﻲ ﺛﻼﺛﯾن ﻣﺻﻧﻊ ﯾﻘوم ﺑﺻﻧﺎﻋﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة
اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ وﻫﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ:
-اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ "اﻟﻌﻣﺎل ﻏﯾر اﻟﻣﻌﻣرة" :ﺣﯾث إن اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ واﻟﺷﻛﺎوي ﺗﻧﻘل ﺑﯾن ﻫؤﻻء ،وﺗﺗﻣﯾز ﻫذﻩ
اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ أو اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﺑﻘﯾﺎدة واﺿﺣﺔ ووﺣدة داﺧﻠﯾﺔ ﺿﺋﯾﻠﺔ وﻫﻲ ﻓﻲ ﻧظر اﻹدارة ﻟﯾﺳت ﺟﻣﺎﻋﺎت ﺗﻌﺎوﻧﯾﺔ
أو ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻋﺎل ﻣن اﻹﻧﺗﺎج ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻣﺎرس أي ﺿﻐوطﺎت ﻋﻠﻰ اﻹدارة وأﻧﻬﺎ ﻟﻬﺎ دور ﻓﻲ
اﻟﻧﻘﺎﺑﺎت أو اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻧﻘﺎﺑﯾﺔ.
-اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺿﺎﻟﺔ "ﻛﻌﻣﺎل ﺧطوط اﻟﺗﺟﻣﯾﻊ ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺳﯾﺎرات" .ﺑﺣﯾث ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﺗﻛون أﻛﺛر
اﺗﺣﺎدا ﻣن اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻷوﻟﻰ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ أﻛﺛر ﺗظﻠﻣﺎ ،وأﻋﺿﺎﺋﻬﺎ ﻻ ﯾﻧﺿﺑطون ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻩ اﻟﺳﻠوك اﻟذي ﻻ
ﯾﺗﻔق ﻣﻊ أﻫداﻓﻬم اﻟواﺿﺣﺔ ،وﻏﺎﻟﺑﺎً ﻣﺎ ﺗﻛون اﻟﻘﯾﺎدة ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﺗرﻛﯾز وﺗﻠﻌب دوراً ﻛﺑﯾرا ﻓﻲ
اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻧﻘﺎﺑﯾﺔ.
-اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ وﻫﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺄﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟوﺣدة اﻟداﺧﻠﯾﺔ،
ﻛﻣﺎ ﺗﺷﺎرك ﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ أﻧﺷطﺔ اﻟﻧﻘﺎﺑﺔ ،وﺗﻛون ﻣﺻدر ﻗﯾﺎدات ﻋدﯾدة وﺗﺄﻛﯾداً ﻟﻣﺻﺎﻟﺣﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﺗﻣﺎرس ﺿﻐطﺎت ﻛﺛﯾرة ﻋﻠﻰ اﻹدارة.
- 17 -
اﻹﻃﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي
-اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ" :ﻛﻌﻣﺎل اﻟﻣﻼﺑس :ﻓﻬﻲ أﻛﺛرﻫﺎ ﺗﺑﺎﯾﻧﺎً وأﻋﻼﻫﺎ وﺣدة ،وﺗﺳﺗﺧدم ﺿﻐوطﺎً رادﻋﺔ
ﻹﻧﺻﺎف ﺑﻌض اﻟﻣظﺎﻟم ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ أﻗل إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷﻋﻣﺎل اﻟﻧﻘﺎﺑﯾﺔ وﺗﻌﺗﺑر ﻓﻲ ﻧظر اﻹدارة اﻷﻛﺛر
1
إرﺿﺎء ً ".
ﻓﻲ ﺿوء اﻟطروﺣﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﻟوﺣظ ﺗزاﯾد اﻫﺗﻣﺎم اﻟﺑﺣوث اﻟﺳوﺳﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﺑدراﺳﺔ اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر
اﻟرﺳﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،ﺣﯾث ﯾذﻛر " ﺷﻧﺎﯾدر" أن اﻛﺗﺷﺎف اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎل ﯾﻌﺗﺑر ﻣن أﻫم
اﻻﻛﺗﺷﺎﻓﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ ﻣﯾدان ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ،ﺑل إﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن ﻫذا اﻟﻣﯾدان ﻗد ﺑدأ ﻓﻌﻼً
ﺑدراﺳﺔ ﻫذا اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ اﻟذي ﯾﻧﺷﺄ ﻛرد ﻓﻌل ﻟﻠﺗﻘدم اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ واﻧﺗﺷﺎر اﺳﺗﺧدام اﻷﺳﻠوب
2
اﻟﺑﯾروﻗراطﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ.
وﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﯾﺑدو ﺟﻠﯾﺎً أن ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺎت ورﻏم ﺗﻧوﻋﻬﺎ ﺑﺣﻛم اﺧﺗﻼف اﻟرؤﯾﺔ اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ واﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ
اﻟﻣﻧﻬﺟﯾﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺛﯾر ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ اﻟذي ﯾرﺗﺑط ﺑﺟﻣﻠﺔ ﻣن
اﻷﺑﻌﺎد اﻟذاﺗﯾﺔ واﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠك اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑظروف اﻟﻌﻣل ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ أﻛدت ﻋﻠﻰ أن اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر
اﻟرﺳﻣﻲ ﯾظﻬر ﺑﺻورة ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻌﻣﺎل ﯾدﺧﻠون ﻋﻼﻗﺎت ﺻداﻗﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻬم اﻟﺑﻌض وذﻟك
ﻟﻌدة اﻋﺗﺑﺎرات ﻛﺎﻟﺗﻣﺎﺛل اﻟﻣﻬﻧﻲ واﻟﺗﻘﺎرب ﻓﻲ اﻟﻌﻣر واﻟﺗﺟﺎور ﻓﻲ ﻣﻛﺎن اﻹﻗﺎﻣﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻣﺎﺛل ﻓﻲ
اﻟﻌﺎدات واﻷﺧﻼق ،ﻛﻣﺎ ﻛﺷﻔت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺎت أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎون وﺗدﻋﯾم اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن رﻓﻘﺎء اﻟﻌﻣل وأن ﺟﻣﺎﻋﺔ
اﻟﻌﻣل ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣرﺟﻌﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣﺎل ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻣﺎرس ﺗﺄﺛﯾراً ﻗوﯾﺎً ﻋﻠﻰ ﺳﻠوك واﺗﺟﺎﻫﺎت
اﻟﻌﻣﺎل داﺧل اﻟﻣﺻﻧﻊ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻫذا أﻛدت أن ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ أﻧﻣﺎط اﻟﻘﯾﺎدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﺗﻬﺗم ﺑﺎﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﺣل
اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣل أﻛﺛر ﻣن ﺗرﻛﯾزﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺣل ﻣﺷﻛﻼت اﻟﻌﻣل واﻹﻧﺗﺎج ،ﻛﻣﺎ
ﺗوﺻﻠت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ أن ﺿﻌف اﻟﻛﻔﺎءة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ ﻋدة ﻋواﻣل وﻟﻌل أﻫﻣﻬﺎ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺳوء
اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻣﻊ اﻟرؤﺳﺎء ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋدم إﺷﺑﺎع اﻟﻌﻣل ﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣل وذﻟك ﻷن ﻻ ﯾرﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﺎل
ﺑﺎﻟﻘدر اﻟذي ﯾرﻛز ﻓﯾﻪ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج واﻵﻻت وﺗطﺑﯾق ﻗرارات واﻹدارة ،ﻛﻣﺎ أﺟﻣﻌت اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺑﺄن
ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،ﻟﻬﺎ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﻘررة اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺟﻊ أﻋﺿﺎﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎج
وﺗﺳﺗﻧﻛر اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ﺗﻐﯾب اﻟﻌﺎﻣل ﻋن ﻋﻣﻠﻪ ﺑدون ﻋذر وﺗوﺑﯾﺦ ﻣن ﯾﺧرج ﻋﻧﻪ ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾؤﻛد ﻋﻠﻰ وﺟود
ﺑﻌض اﻟﺿواﺑط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻣﺗﺛﺎل أﻋﺿﺎء اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ إﻟﯾﻬﺎ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ
ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻘﯾﯾد ﻣﺳﺗوى اﻹﻧﺗﺎج ﻋﻧد ﺣد ﻣﻌﯾن ﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻓﻘد أﻛدت اﻟدراﺳﺎت ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ
-1ﺑﺎرﻛر وآﺧرون " :ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ" ،ﺗرﺟﻣﺔ ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ﻣﺣﻣد وآﺧرون ،ﻣﻧﺷﺄ اﻟﻣﻌرف ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،1960ص . 158. 157
-2ﻋﺑد اﻟﺑﺎﺳط ﻣﺣﻣد ﺣﺳن:ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻏرﯾب.اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ،1995 ،ص .193
- 18 -
اﻹﻃﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي
ﻧظﺎم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ وذﻟك ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻻﻧﺗﺷﺎر اﻟﺳرﯾﻊ ﻟﻺﺷﺎﻋﺔ ،ﻛﻣﺎ أن اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻻﺗﺻﺎل
اﻟرﺳﻣﻲ ﻟوﺣدﻩ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﻘف ﻋﻘﺑﺔ دون وﺻول اﻟﻣﺷﺎﻋر واﻟﻌواطف ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ظﻬور اﻻﺗﺻﺎل
ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ﻛﺿرورة ﺣﺗﻣﯾﺔ .
ب -دراﺳﺎت ﺗﻧﺎوﻟت اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ:
اﻟدراﺳﺔ اﻷوﻟﻰ :ﻣن إﻋداد إﯾﻬﺎب اﺣﻣد ﻋوﯾﺿﺔ ،ﻫدﻓت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد اﺛر اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟوﻻء
اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ واﻟرﺿﺎ اﻟوظﯾﻔﻲ وﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﺧروج ﺑﺗوﺻﯾﺎت ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗطوﯾر وﺗﺣﺳﯾن ﻣﺳﺗوى اﻟوﻻء واﻟرﺿﺎ
اﻟوظﯾﻔﻲ ﻟدى اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻷﻫﻠﯾﺔ ،وﻗد ﺗﻛون ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدراﺳﺔ ﻣن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺎت
اﻷﻫﻠﯾﺔ اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ﺑﻣﺣﺎﻓظﺎت ﻏزة واﻟﺗﻲ ﺑﻠﻎ ﻋددﻫﺎ ) (2061ﻣﻧظﻣﺔ ﺣﯾث طﺑﻘت اﻟدراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﯾﻧﺔ
ﻗدرﻫﺎ ) (80ﻣﻧظﻣﺔ أﻫﻠﯾﺔ وﺗم اﺧﺗﯾﺎر ﻋﯾﻧﺔ طﺑﻘﯾﺔ ﻗدرﻫﺎ 360ﻣوظف وﻗد ﺗم ﺗوزﯾﻊ اﺳﺗﺑﺎﻧﻪ ﻓﺄﺷﺎرت
اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ إﻟﻰ أن ﻫﻧﺎك ﻣﺳﺗوى ﻋﺎﻟﻲ ﻣن اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻷﻫﻠﯾﺔ ﺑﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻏزة وﻛذﻟك وﺟود ﻋﻼﻗﺔ اﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﺑﯾن
ﻋواﻣل اﻟرﺿﺎ اﻟوظﯾﻔﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ وﺑﯾن اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻋﻠﻰ اﻟوﻻء ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ
أﻋﻣﺎﻟﻬم.
اﻟدراﺳﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :دراﺳﺔ اﻟﻔﻬداوي واﻟﻘطﺎوﻧﺔ ،2004ﺑﻌﻧوان "ﺗﺄﺛﯾرات اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ:
دراﺳﺔ ﻣﯾداﻧﯾﺔ ﻟﻠدواﺋر اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻓظﺎت اﻟﺟﻧوب اﻷردﻧﯾﺔ" .وﻫدﻓت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺛﯾرات
اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ اﻟدواﺋر اﻹدارﯾﺔ ﻟﻣراﻛز ﻣﺣﺎﻓظﺎت )اﻟﻛرك ،اﻟطﻔﯾﻠﺔ،
ﻣﻌﺎن( ،وﺗﻛون ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدراﺳﺔ ﻣن 2444ﻣوظﻔﺎ وﻣوظف ،ﺑﻌﯾﻧﺔ ﻋﺷواﺋﯾﺔ ﺑﺳﯾطﺔ ﻣﻛوﻧﺔ ﻣن 700
ﻣوظف وﻣوظﻔﺔ ،واﻋﺗﻣدت اﻟدراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ اﻟﺑﺣث اﻟوﺻﻔﻲ اﻟﻣﺳﺣﻲ.
وﻗد ﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ:
-ﺗﺻورات اﻟﻣﺑﺣوﺛﯾن إزاء اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻛﺎﻧت ﺑدرﺟﺔ ﻣﺗوﺳطﺔ.
-ﻫﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ ارﺗﺑﺎطﯾﺔ ﻗوﯾﺔ وﻣﻬﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ واﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ.
-ﻫﻧﺎك اﺛر ودﻻﻟﺔ إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻷﺑﻌﺎد اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ.
-ﻫﻧﺎك ﻓروق ذات دﻻﻟﺔ إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﺑﯾن ﺗﺻورات اﻟﻣﺑﺣوﺛﯾن إزاء اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﺗﺗﻌدى اﻟﻣﺗﻐﯾرات
اﻟدﯾﻣﻐراﻓﯾﺔ )اﻟﻣؤﻫل اﻟﻌﻠﻣﻲ ،اﻟﺧﺑرة ،اﻟراﺗب(.
اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟدراﺳﺔ:
ﺗﺗﺷﺎﺑﻪ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻣﻊ دراﺳﺔ اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﺗﺎﺑﻊ ﺣﯾث أن اﻟدراﺳﺔ ﺗﻧﺎوﻟت اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ
ﻣﻣﺎ ﺳﯾﻔﯾد اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﻓﻲ اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠدراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺄﺑﻌﺎد اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ.
- 19 -
اﻹﻃﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي
وﺗﺧﺗﻠف ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻣﻊ دراﺳﺔ اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﻣﺳﺗﻘل ﺣﯾث أن ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺗﺗﻧﺎول ﺗﺄﺛﯾرات
اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻛﻣﺗﻐﯾر ﻣﺳﺗﻘل ﺑﯾﻧﻣﺎ دراﺳﺔ اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﺗﺗﻧﺎول اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻛﻣﺗﻐﯾر ﻣﺳﺗﻘل ،ﻛذﻟك ﺗﺧﺗﻠف
ﻓﻲ ﻣﻛﺎن وزﻣﺎن اﻟدراﺳﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي طﺑﻘت ﻋﻠﯾﻪ اﻟدراﺳﺔ.
اﻟدراﺳﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ) :اﻟﻌﻣري (1999ﺑﻌﻧوان "اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻷﻋﺿﺎء ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗدرﯾس واﻟﻧﻣط اﻟﻘﯾﺎدي ﻟرؤﺳﺎء
اﻷﻗﺳﺎم ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻠك ﺳﻌود ".
وﻗد ﻫدﻓت إﻟﻰ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن أﻧﻣﺎط اﻟﻘﯾﺎدة واﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻷﻋﺿﺎء ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗدرﯾس ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ
اﻟﻣﻠك ﺳﻌود ،وﻛﺎن ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدراﺳﺔ ﻣﻛوﻧﺎ ﻣن ﺟﻣﯾﻊ أﻋﺿﺎء ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗدرﯾس ﺑﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻠك ﺳﻌود ﺑﻣدﯾﻧﺔ
اﻟرﯾﺎض ﻟﻠﻌﺎم اﻟدراﺳﻲ 1417-1416ه ﺑﻠﻎ إﺟﻣﺎﻟﻲ 147ﻋﺿو واﺳﺗﺧدام اﻟﺑﺎﺣث ﻓﻲ دراﺳﺗﻪ اﻟﻣﻧﻬﺞ
اﻟوﺻﻔﻲ اﻟﻣﺳﺣﻲ.
وﻧﺗﺞ ﻋن اﻟدراﺳﺔ:
-وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻣﻌﻧوﯾﺔ ذات دﻻﻟﺔ إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻧﻣط اﻟﻘﯾﺎدي اﻟﺗﺳﻠطﻲ واﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ.
-وﺟود ﻋﻼﻗﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ذات دﻻﻟﺔ إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻧﻣط اﻟﻘﯾﺎدي واﻟدﯾﻣﻘراطﻲ واﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ.
اﻟدراﺳﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ) :دراﺳﺔ ﯾوﺳف ﻏﻧﯾم( ﻫدﻓت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻟﻠﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟرﺿﺎ اﻟوظﯾﻔﻲ
واﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻋﻧد أﻋﺿﺎء ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗدرﯾس ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟوطﻧﯾﺔ ،وﺗم اﺧﺗﯾﺎر ﻋﯾﻧﺔ ﻣﻧﻬم ﺑﻠﻎ
ﺣﺟﻣﻬﺎ ) (144ﻣن ﻫﯾﺋﺔ أﻋﺿﺎء اﻟﺗدرﯾس وﻹﺗﻣﺎم اﻟدراﺳﺔ أﻋدت إﺳﺗﺑﺎﻧﺔ ﻣﻛوﻧﺔ ﻣن ﺛﻼﺛﺔ أﻗﺳﺎم وأﺷﺎرت
ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ أن ﻣﺳﺗوى اﻟرﺿﺎ اﻟوظﯾﻔﻲ واﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻋﻧد أﻋﺿﺎء ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗدرﯾس ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ
اﻟﻧﺟﺎح اﻟوطﻧﯾﺔ ﻣرﺗﻔﻌﺔ.
اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟدراﺳﺔ:
ﺗﺗﺷﺎﺑﻪ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻣﻊ دراﺳﺔ اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﺗﺎﺑﻊ ﺣﯾث أن ﻛﻼ اﻟدراﺳﺗﯾن ﺗﻧﺎوﻟﺗﺎ اﻟوﻻء
اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻣﻣﺎ ﺳﯾﻔﯾد اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﻓﻲ اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠدراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺄﺑﻌﺎد اﻟوﻻء
اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ.
وﺗﺧﺗﻠف ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻣﻊ دراﺳﺔ اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟﻣﺳﺗﻘل ﺣﯾث أن ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺗﻧﺎوﻟت اﻟرﺿﻰ
اﻟوظﯾﻔﻲ ﻛﻣﺗﻐﯾر ﻣﺳﺗﻘل ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﺗﻧﺎوﻟت اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻛﻣﺗﻐﯾر ﻣﺳﺗﻘل ﻛذﻟك ﺗﺧﺗﻠف
اﻟدراﺳﺎت ﻣﻊ ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدراﺳﺔ ﻟﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ .
- 20 -
اﻹﻃﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﻤﻬﻴﺪي
ﻫدﻓت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ اﻟﻛﺷف ﻋن ﻋﻼﻗﺔ اﻻرﺗﺑﺎط ﺑﯾن اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ وﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺗﻧظﯾم واﺳﺗﺧدﻣت
اﻟدراﺳﺔ ﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﺳﺢ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﺎﻟﻌﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﻋدد 12ﻣدرﺳﺔ ﻋﻠﯾﺎ ﻧﯾوﺟرﺳﻲ ﺑﺄﻣرﯾﻛﺎ وﺗم ﺟﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت
ﻣن ﻋﯾﻧﺔ ﻋﺷواﺋﯾﺔ ﺗﺗﻛون ﻣن ﻣدﯾري اﻟﻣدارس واﻟﻣدرﺳﯾن ،اﻷﺧﺻﺎﺋﯾﯾن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﯾن واﻟﻧﻔﺳﯾﯾن ،وﻗد
ﺧﻠﺻت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻻ ﺗوﺟد ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ واﻟﻣﻧﺎخ اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ،وﻻ ﺗوﺟد ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟوﻻء
اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ وﻣﻧﺎخ اﻻﺗﺻﺎل وﻻ ﺗوﺟد ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﺗﺄﺛﯾر ﻣدة اﻟﻌﻣل واﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ،وأوﺻت اﻟدراﺳﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣل
ﻋﻠﻰ ﺗﻌزﯾز ﻣظﺎﻫر اﻹﺧﻼص ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ،وﺗﻌزﯾز ﺳﻌﺎدة اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻣن أﺟل اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺻﻧﻊ واﺗﺧﺎذ
اﻟﻘرارات ،واﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ ﻧﻣط اﻟﻌﻣل اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ واﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺻﻧﻊ اﻟﻘرار .
2- ( Valency et al, 1996) « Organisational Commitment in a male deminated
» profession
ﻫدﻓت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﺗﺣﻠﯾل اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻠﻣﺣﺎﺳﺑﯾن ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟوﻻﯾـﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ،وﻗد
ﻗﻠﺻت اﻟدراﺳﺔ ﻟﻠﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ وﻫﻲ وﺟود ﻋﻼﻗﺔ طردﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﻣر واﻟﻣﺳﺗوى اﻟوظﯾﻔﻲ واﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ،
وﻫﻲ وﺟود ﻓروق ﻓﻲ اﻟوﻻء ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟذﻛور ،ووﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﻣوﺟﺑﺔ ﺑﯾن اﻟرﺿﺎ واﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ،ﻓرص
اﻟﺗرﻗﻲ ﻟﻠﻣﺣﺎﺳﺑﺎت ﻏﯾر ﻣﺗﺎﺣﺔ ،وأوﺻت اﻟدراﺳﺔ ﺑﺈﻋداد وﺗﻧﻔﯾذ ﺑراﻣﺞ ﺗدرﯾﺑﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣرأة اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ،
واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر ﻣﻧﺎخ ﺟﯾد ﯾﺳﺎﻋد اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﺎﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﻌﻣﻠﻬم وأداﺋﻪ ﻋﻠﻰ أﻓﺿل وﺟﻪ ،واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ
ﺗرﻗﯾﺔ وﺗﺣﻔﯾز اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻟﻣراﻛز ﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻣﻣﺎ ﯾزﯾد ﻣن وﻻﺋﻬن ،ﺿرورة ﺗﻌزﯾز اﻟوﻻء ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ
ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ إرﺿﺎء اﻟﻣوظﻔﯾن .
–3ﻣن إﻋداد )ﺳﺎﻣﯾﺗﻲ( :ﻫدﻓت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ أﺛر ﺳﻠوك اﻟﻣدﯾر ﻋﻠﻰ اﻟرﺿﺎ اﻟوظﯾﻔﻲ
واﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ واﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ وﺑﻌد ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻋدد 17ﻣن اﻟﻣﻣرﺿﺎت ،ﺧﻠﺻت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ أن ﻫﻧﺎك ﻋدد ﻣن
اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗزﯾد اﻟوﻻء ﻣﻧﻬﺎ ﻣﻬﺎرات اﻟﻘﯾﺎدة،ودﻋم اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن وﻣﺳﺎﻋدﺗﻬم وا ٕ ﻧﺷﺎء ﻗﻧوات اﺗﺻﺎل ،وأﯾﺿﺎ
ﻣن أﺳﺑﺎب ﺿﻌف اﻟوﻻء ﻣﺷﻛﻼت اﻻﺗﺻﺎل ودﻋم ﺣل اﻟﻣﺷﻛﻼت ﻋﻣوﻣﺎً ،وأن وﺿوح اﻟﻌﻣل ﯾزﯾد ﻣن
اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻸﻓراد ،وأن ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺳﺑﺑﺔ ﻟﻌدم اﻟرﺿﺎ وﺿﻌف اﻟوﻻء ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﻠق ﺑظروف
اﻟﻌﻣل ﻣن ﺣﯾث اﻟراﺗب وﻧظﺎم اﻟﺣواﻓز واﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺎدﯾﺔ ،وأوﺻت اﻟدراﺳﺔ ﺑﺈﺟراء ﻣﺳﺢ ﻟﻣﻌرﻓﺔ رأي
اﻟﻣﻣرﺿﺎت واﻟرﺿﻰ اﻟوظﯾﻔﻲ واﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ،اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑدراﺳﺔ اﻟرﺿﻰ اﻟوظﯾﻔﻲ ﻛﺄﺣد
اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻘق وﻻء وﺗﻌﺎون اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻣﻊ اﻹدارة .
- 21 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﻴﺮ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﺗﻣﻬﯾد:
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﻣواﺿﯾﻊ اﻟﺗﻲ ﺣظﯾت ﺑﺎﻫﺗﻣﺎم اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ،
ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ،ﻧظرا ﻟﻣﺎ ﯾؤدﯾﻪ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻣن دور ﻫﺎم ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺗﻘرار واﻟﺗوازن
داﺧل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﺑﻧﺎء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ﯾﺗﻛون ﻣن ﺑﻧﺎﺋﯾن ﻫﻣﺎ اﻟﺑﻧﺎء اﻟرﺳﻣﻲ واﻟﺑﻧﺎء
ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ،ﻫذا اﻷﺧﯾر اﻟذي ﯾﻣﺛل أﺣد ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﻧظﺎم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ،أﯾن ﺗﺗﺷﻛل اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن
اﻷﻓراد ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر رﺳﻣﯾﺔ ،وذﻟك اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن أن اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﺗﻣﺛل ﺣﺟر اﻷﺳﺎس ﻓﻲ أي ﺑﻧﺎء ﺗﻧظﯾﻣﻲ أو
اﻷﺳﺎس اﻟذي ﺗﺳﺗﻧد ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ.
- 23 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﻴﺮ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
-1ﺣﺳﺎن اﻟﺟﯾﻼﻧﻲ :اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،ص .45
-2ﻣﻧﺎل طﻠﻌت ﻣﺣﻣود :أﺳﺎﺳﯾﺎت ﻓﻲ ﻋﻠم اﻹدارة ،اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺣدﯾث ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2003 ،ص .101
-3ﺣﺳﯾن ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد رﺷوان :اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ و اﻟﺗﺻﻧﯾف ،اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺣدﯾث ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر .111 ،1996 ،
- 24 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﻴﺮ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
طوﻋﯾﺔ وﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ اﻷﻓراد اﻟذﯾن ﺗﺟﻣﻌﻬم ﻣﺻﺎﻟﺢ واﺗﻬﺎﻣﺎت وﺣﺎﺟﺎت ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ
1
ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ.
ﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل ﺗﺣﻛﻣﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﻌﺎﯾﯾر وﻗواﻋد وﺳﻠوﻛﯾﺎت وﻗﯾود ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣل وﻓﻲ
اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻋﺎدة ﺗﺄﺧذ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺻﯾﻐﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ وﺗﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻓﻲ ﺿوء ﺗﻔﺎﻋل
ﺣﺎﺟﺎت أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺛﻼﺛﺔ وﻫﻲ :
أ-ﺣﺎﺟﺔ اﻻﻧﺿﻣﺎم أو اﻟﺗﻔﺎؤل :وﺗﻌﻧﻲ ﺣﺎﺟﺔ اﻟﺑﻌض إﻟﻰ اﻻﻧﺿﻣﺎم واﻻﻧدﻣﺎج ﻓﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ .
ب-ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻌﺎطﻔﺔ واﻟﺣب أو اﻟﺻداﻗﺔ :وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ اﻟﺗودد ﻟﻶﺧرﯾن أو اﻟﺗﻘﺎرب اﻟوﺟداﻧﻲ ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن
ﻓﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ .
ج-ﺣﺎﺟﺔ اﻟﺳﯾطرة أو اﻟﺗﺄﺛﯾر :وﻫﻲ ﺣﺎﺟﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﻟﻠﺳﯾطرة واﻟﺗﺄﺛﯾر واﻟﻬﯾﻣﻧﺔ ﻋﻠﻰ ظروف اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ
ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻷﻓراد اﻟذﯾن ﯾﺗﻌﺎﻣل اﻟﻔرد ﻣﻌﻬم.
وﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺛﻼث اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻊ اﻷﻓراد ﻟﺗﻛوﯾن أو إﻧﺷﺎء أو اﻻﻧﺿﻣﺎم ﻟﻠﺗﻧظﯾم ﻏﯾر
اﻟرﺳﻣﻲ ﯾﺷﺑﻊ اﻷﻓراد ﻛﺛﯾرا ﻣن رﻏﺑﺎﺗﻬم ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﺗﻧظﯾم وﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل:
-إﺛﺑﺎت اﻟذات،
-اﻟﺗﻔﻬم واﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟوﺟداﻧﯾﺔ.
-اﻛﺗﺳﺎب اﻟﺳﻠوك اﻟﺳﻠﯾم واﻟﻣﻼﺋم.
-ﺗﻔﺟﯾر طﺎﻗﺎﺗﻬم اﻹﺑداﻋﯾﺔ واﻻﺑﺗﻛﺎري.
-ﺣل ﻣﺷﻛﻼت اﻟﻌﻣل.
2
-اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷﻓراد واﻟدﻓﺎع ﻋن ﺣﻘوﻗﻬم اﻟﻣﺷروﻋﺔ .
إن اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟر ﺳﻣﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺻورﻩ ﺑﺻورة ﻣﺟردة ،إﻻ إذا وﺿﻌﻧﺎﻩ ﻓﻲ اﻹطﺎر اﻟذي ﯾظﻬر
ﻓﯾﻪ ﺑﺻورة ﺟﻠﯾﺔ وواﺿﺣﺔ ،ﻫو إطﺎر اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ إﻻ أن ﻛﻠﻣﺔ ﺗﻧظﯾم ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗؤﺧذ إﻻ
ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻣﺟﺎزي ،أو ﺗﻘرﯾﺑﻲ ،ﻷن ﻣن طﺑﯾﻌﺔ أو ﻣن أﺑرز اﻟﺳﻣﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ وﻫو
ﻋدم ﻗﺎﺑﻠﯾﺗﻬﺎ ﻟﻠﺗﻧظﯾم ،ﻓﺎﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺷﻛل ﺗﻧظﯾﻣﺎ ،ﻟذﻟك ﻓﺎﻧﻪ ﻣن ﺑﺎب اﻟﺗﻘرﯾب
واﻟﻣﺟﺎز ،إطﻼق ﻟﻔظ ﺗﻧظﯾم ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،إﻻ أن ﻫذا اﻟرأي ﻻ ﯾﻣﻛن إﺛﺑﺎت ﺻﺣﺗﻪ ،ذﻟك
أﻧﻪ إذا اﻋﺗﺑرﻧﺎ أن اﻟﻧظﺎم ﯾﻌﻧﻲ ﺗﻧظﯾم أﺷﯾﺎء ﻣﺣددة ،ﻓﻬو ﯾﺷﻣل ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﺷﻲء وآﺧر ،وﻫﻛذا ﺗﻌﺗﺑر
-1ﺣﺳن ﺣرﯾم :اﻟﺳﻠوك اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ،دار ﺣﺎﻣد ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن ،اﻷردن ،2004،ص .159
-2ﻓﺎروق ﻋﺑدﻩ ﻓﻠﯾﻪ اﻟﺳﯾد ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد :اﻟﺳﻠوك اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻓﻲ إدارة اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ ،دار اﻟﻣﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ط ،2005 ،1ص ص
.79 ،77
- 25 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﻴﺮ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ وﺣدة ﻣن اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻷﻋﺿﺎء اﻟﻣﻛوﻧﯾن ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺔ ،وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟوﺣدة ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن ﻛل ﻋﺿو واﻷﻋﺿﺎء اﻵﺧرﯾن ﻓﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ،واﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن ﻛل ﻋﺿو واﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻛﻛل أو
ﺑﺎﻟﻣﺟﻣوع ،ﻓﺎﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن ﻛل ﻋﺿو وﻗﺎﺋد اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ .
ﻟذﻟك ﻓﺎن اﻧﺗظﺎم ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺎت ودواﻣﻬﺎ اﻟﻧﺳﺑﻲ ،ﻫو ﻣﺎ ﻧطﻠق ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻠﻔظ )اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ(
وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺎن اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻫو ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺻورة اﻟﺗﻔﺎﻋﻼت ،اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث
ﺑﺻورة ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ داﺧل إطﺎر اﻟﻌﻣل ،واﻟﺗﻲ ﺗﺷﺑﻊ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻷﻋﺿﺎﺋﻬﺎ وﺗﺗﻣﺛل ﺻورة ﻫذﻩ
اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻓﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻋﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﺑرز ﺻورة اﻟﺗﻔﺎﻋل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ،ﺑﯾن
1
اﻷﻓراد واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت.
وﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺗﻔﺎﻋﻠﺔ ،وﻫو ﯾﺗواﺟد إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ،
ﻛﻣﺎ أن ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻣﻔﯾدة وﺿﺎرة ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ ،وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﯾﺟب إﯾﺟﺎد اﻟﺗوازن ﺑﯾن
اﻟﺟواﻧب اﻟرﺳﻣﯾﺔ وﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،ﺗﻘﻊ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ذﻟك ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾر اﻟﻣﺷرف وﯾﺳﺗدل ﻋﻠﯾﻪ
ﻣﯾداﻧﯾﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار .
-اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎون ،اﻻﺣﺗرام اﻟﻣﺗﺑﺎدل.
-اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻋن إطﺎر اﻟﻌﻣل .
-2ظروف ﻧﺷﺄة اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ:
إن اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎن ،وﻋدم ﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﯾش ﻣﻧﻔردا ﻋن أﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ،إن ﻫذﻩ اﻟﻔطرة ﻓﻲ
اﻹﻧﺳﺎن ،ﺗؤدي ﺑﻪ إﻟﻰ أن ﯾدﺧل ﻓﻲ ﺟﻣﺎﻋﺎت وﯾﻌﯾش ﺑﯾﻧﻬﺎ طوال ﻓﺗرة ﺣﯾﺎﺗﻪ ،ﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟﺗﻘﺎء ﻣﺋﺎت
اﻟﻌﻣﺎل ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم رﺳﻣﻲ ،وﺧﺿوﻋﻬم ﻟﻘواﻋد وﻣﻌﺎﯾﯾر رﺳﻣﯾﺔ ﯾؤدي ﺑﻬم إﻟﻰ اﻟﺗﺷﻛل ﻓﻲ ﺟﻣﺎﻋﺎت ،إﻻ أن
ﺟﻣﺎﻋﺎت ﻫذﻩ ﯾﻌود ﺗﺷﻛﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﻋدة ﻋواﻣل ،وظروف ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻣﺗﻧوﻋﺔ وﻧﺣﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل إن ﻧﻠﻘﻲ
ﺑﻌض اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ اﻟﻌواﻣل واﻟظروف اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤ دي إﻟﻰ ﻧﺷوء اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ،إن ﺗﻛرار
ﺑﻌض اﻟﻌواﻣل واﺳﺗﻣرارﻫﺎ ﺳﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺷﻛل اﻟﻌﻣﺎل ﻓﻲ ﺟﻣﺎﻋﺎت ،اﻷﻗدﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل واﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
وﺳوف ﻧﺗﻧﺎول ﻛل ﻋﺎﻣل ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ﺑﺎﻟﺷرح واﻟﺗﺣﻠﯾل.
أ -اﻟﻘرب اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ :ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻘرب اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ ﻣن أﻫم اﻟﻌواﻣل ﻓﻲ ﺗﺷﻛل اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،ﻷن ﻫذا
اﻟﻌﺎﻣل ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺗﻼﻗﻲ اﻟﻌﻣﺎل ،وﯾدﻋم أواﻣر اﻻﺗﺻﺎﻻت ﺑﯾﻧﻬم وﯾؤدي إﻟﻰ ﻧﺷوء اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
واﻟﺗﻔﺎﻋﻼت ﺑﯾﻧﻬم.
ب-ﺗﺷﺎﺑﻪ اﻟوظﯾﻔﺔ :إن ﺗﺷﺎﺑﻪ اﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻣﺎل،وﺗﻣﺎﺛﻠﻬﺎ ﯾؤدي ﺑﻬم إﻟﻰ اﻟﺗﺷﻛل ﻓﻲ ﺗﻧظﯾﻣﺎت
ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ،ﻓﺎﻟﻌﻣﺎل اﻟﻣﻬرة ﯾﺷﻛﻠون ﻋﻼﻗﺎت ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻬم ﺗﺧﺗﻠف ﻋن ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻛﻠﻬﺎ اﻟﻌﻣﺎل
ﻏﯾر اﻟﻣﻬرة واﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﯾﻛﺎﻧﯾﻛﻲ ﯾﺷﻛل ﻣﻊ اﻟﻌﻣﺎل اﻟذﯾن ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ ﺗﻧظﯾﻣﺎ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ...)،ﻓﺎﻷﺷﺧﺎص
اﻟذﯾن ﯾﺷﺗرﻛون ﻓﻲ أﻋﻣﺎل ﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ ﯾﻣﯾﻠون إﻟﻰ اﻻﺷﺗراك ﻣﻌﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ،وﯾﺣﺎوﻟون
اﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن ﻏﯾرﻫم ﻣن ذوي اﻟﻣﻛﺎﻧﺎت اﻷﻋﻠﻰ واﻷدﻧﻰ(...
ﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻐﻠﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣل ﺗؤﺛر ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎري ﻟﻠزﻣﻼء،ﺑل وﺗرﺑطﻪ ﺑزﻣﻼﺋﻪ ﺑرﺑﺎط
ﻣﺗﯾن)ﻓﻛل ﻓﺋﺔ ﺗﺣﺎول أن ﺗﺷﻛل ﺟﻣﺎﻋﺎت ﺗﺗﻔق ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻣل اﻟذي ﺗﻘوم ﺑﻪ(
ج -اﻟﺳن واﻷﻗدﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل :إن اﻟﻌﻣﺎل اﻟﻛﺑﺎر اﻟﺳن ﯾدﺧﻠون ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎت ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻬم،وﯾﺷﻛﻠون
ﺗﻧظﯾﻣﺎت ﻏﯾر رﺳﻣﯾﺔ ،ذﻟك أن ﺛﻘﺎﻓﺔ وﺗﻘﺎﻟﯾد اﻟﻌﻣﺎل اﻟﻣﺳﻧﯾن ﺗﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﻋن ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺷﺑﺎب
وﻗد ﯾﻘﻊ ﺻراع ﺑﯾن اﻟﺟﯾﻠﯾن ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻘﯾم واﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟذﻟك ﯾﻣﯾل اﻟﺷﺑﺎب ﻣن ﺟﻬﺗﻬم إﻟﻰ ﺗﻛوﯾن
ﺟﻣﺎﻋﺎت ﻏﯾر رﺳﻣﯾﺔ ﻻ ﺗﻬﺗم إﻻ اﻟﻌﻣﺎل اﻟذﯾن ﯾﺗﻘﺎرﺑون ﻓﻲ اﻟﺳن ،أو اﻷﻗدﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل)،ﻓﻛﺑﺎر اﻟﺳن
واﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن أﻣﺿوا ﻓﺗرة أطول ﻓﻲ اﻟﻌﻣل،ﯾﺷﻌرون أن ﻣﻛﺎﻧﺗﻬم ﺗﻔوق ﻏﯾرﻫم ﻣن اﻟﻌﻣﺎل اﻟﺻﻐﺎر،أو
ﺣدﯾﺛﻲ اﻟﻌﻬد ،وﻟذا ﺗﻣﯾل ﻛل ﻓﺋﺔ إﻟﻰ اﻻﺷﺗراك ﻓﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻔق ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻪ ﻣن ﺧﺻﺎﺋص(
ﻓﺎﻟﺳن اﻷﻗدﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﯾﻠﻌﺑﺎن دورا ﺑﺎرزا ﻓﻲ ﺗﺷﻛل اﻟﻌﻣﺎل ﻓﻲ ﺟﻣﺎﻋﺎت وﺗﻧظﯾﻣﺎت ﻏﯾر رﺳﻣﯾﺔ.
د -اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ :ﻫﻲ اﻟدرﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻔرد ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻋﺿوا ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺣﻠﻲ ،وﻋﺿو
ﻓﻲ ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻌﻣل داﺧل اﻟﻣﺻﻧﻊ ﻟذﻟك ﻧﺟد أن اﻟﺑﻌض ﯾطﻠق ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﺳم اﻟﻬﯾﺑﺔ،وﻣﻧﻬم اﻟدﻛﺗور"ﻋﺑد
اﻟﺑﺎﺳط ﻣﺣﻣد ﺣﺳن"،واﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣد اﻟﺟوﻫري إذ ﯾرى ﻫذا اﻷﺧﯾر أن ﻣن ﻋواﻣل ﻧﺷوء اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻏﯾر
اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻫو)ﺗﺷﺎﺑﻪ اﻟﻬﯾﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ ﺑﻌض اﻷﻓراد رﻏم ﻣﺎ ﻗد ﯾﻔﺻل ﺑﯾﻧﻬم ﻣن ﺑﻌد ﻣﻛﺎﻧﻲ داﺧل
اﻟﻣﺻﻧﻊ(.
ﻓﺎﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻷﻓراد ﺗﺳﺎﻋدﻫم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺷﻛل ﻓﻲ ﺗﻧظﯾﻣﺎت ﻏﯾر رﺳﻣﯾﺔ وﻗد ﺗﻛﺗﺳب ﻫذﻩ
اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ ﻣن ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺻﻧﻊ ،اﻟذي ﯾﻌﻣل ﻓﯾﻪ اﻟﻔرد أو ﻗد ﺗﻛون ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺣﻠﻲ ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ،واﻟﻌواﻣل
اﻟﺗﻲ ذﻛرﻧﺎﻫﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻓﺻﻠﻬﺎ ﻋن ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﻣﺗراﺑطﺔ وﻣﺗﺷﺎﺑﻛﺔ،وﺗﻛﻣل ﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﺑﻌض ﻓﻼ ﯾﻣﻛن
اﻋﺗﺑﺎر ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻣل واﺣد ﻣﺛﻼ ،وﻫو اﻟﺳن أو اﻷﻗدﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ﻫﻧﺎك
- 27 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﻴﺮ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﺟﻣﺎﻋﺔ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷﺳس ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻧﻛون ﻗد أﻫﻣﻠﻧﺎ اﻟﻌﺎﻣل اﻷﻛﺛر أﻫﻣﯾﺔ ،وﻫو اﻟﻘرب اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ ﻓﻠوﻻ ﺗوﻓرﻩ
ﻟﻣﺎ ﻗﺎﻣت ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ،وﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻪ ﻟﯾس ﻫﻧﺎك ﻋﺎﻣل ﺣﺎﺳم أو ﺟوﻫري ﻓﻲ ﺗﺷﻛل اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ﻏﯾر
اﻟرﺳﻣﯾﺔ ذﻟك أن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌواﻣل ﻣﺗداﺧﻠﺔ و ﻣﺗراﺑطﺔ ،و أن ﻛﺎن أﺣدﻫﺎ ﯾﻠﻌب دورا اﻛﺛر ﻣن اﻵﺧر ،ﻣﺗﻰ
ﺗوﻓرت ظروف ﻣﻌﯾﻧﺔ إﻻ أن ذﻟك ﻻ ﯾﺑﻘﻲ دور اﻟﻌواﻣل اﻷﺧرى.
وﯾذﻛر أ ﺑراون ﻋواﻣل ﻧﺷوء اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺷرﺣﻧﺎﻫﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻣﻊ ﺗﻐﯾﯾر
طﻔﯾف ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻌواﻣل وا ٕ ﺿﺎﻓﺔ ﻋﻧﺎﺻر أﺧرى)..ﻣﺛل ﻛوﻧﻬم ﯾؤدون ﻧﻔس اﻟﻌﻣل،أو أﻧﻬم ﯾﻧﺗﻣون إﻟﻰ
ﺟﻧﺳﯾﺎت ﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ ...أو أﺻول إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ،أو أﻧﻬم ﻣن ﻧﻔس اﻟﺟﻧس أو اﻟﻌﻣر وﻓﻲ أﻏﻠب اﻷﺣﯾﺎن ﻓﺈﻧﻬم
ﯾﺟﺗﻣﻌون ﻷﻧﻬم ﯾﺣﺗﻠون أﻣﺎﻛن ﻣﺗﺟﺎورة ﻓﻲ ﻣﺣل اﻟﻌﻣل(...
ﻟذﻟك ﻓﺈن أ.ﺑراون ﯾرﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﻘرب اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻧﺷوء اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻷﻧﻪ ﻣن أﺑرز
اﻟﻌواﻣل وأﻛﺛرﻫﺎ أﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻔﺎﻋل اﻷﻓراد ﻋن طرﯾق اﻻﺗﺻﺎل اﻟﻣﺳﺗﻣر ،اﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﯾوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻛﺎن اﻟﻌﻣل
اﻟواﺣد.1
-3ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ:
ﺗﺗﺿﻣن اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
أ-اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ واﻟﻌﻔوﯾﺔ :ﯾﻧﺷﺄ ﻫذا اﻟﺗﻧظﯾم ﺑﺻورة ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﻋﻔوﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻻﻟﺗﻘﺎء ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻓراد ﻓﻲ ﻣﻛﺎن
ﻣﻌﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺷﺄ وﻗد ﯾﺗم ﺑﯾﻧﻬم ﺗﺑﺎدل اﻷﺣﺎدﯾث واﻷﻓﻛﺎر وﯾﺟد ﺑﻌﺿﻬم ﺗﺷﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﻓﻛﺎر أو اﻵراء أو
اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ أو اﻻﻫﺗﻣﺎﻣﺎت ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ اﺳﺗﻣرار ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻗﺔ وﻗد ﺗﻣﺗد ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ إﻟﻰ ﺧﺎرج ﻣﻛﺎن اﻟﻌﻣل.
ب -ﻧوع اﻟﻌﻼﻗﺎت :ﺣﯾث ﺗﺗﻛون اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻫﻲ اﻷﺳﺎس ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ،
ﺑﻌﻛس اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ اﻟذي ﺗﺗﺣدد ﻋﻼﻗﺎت أﻋﺿﺎﺋﻪ ﻣن ﺧﻼل ﻗواﻋد ﻣﻛﺗوﺑﺔ.2
ج -ﻟﻐﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻼﺗﺻﺎل:ﯾﺳﺗﻌﻣل أﻋﺿﺎء اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻛﻠﻣﺎت وا ٕ ﺷﺎرات ﻟﻬﺎ ﻣﻔﺎﻫﯾم ﺧﺎﺻﺔ ﻻ
3
ﯾﻔﻬم ﻣﻌﺎﻧﯾﻬﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ إﻻ اﻷﻋﺿﺎء.
د-اﻟﺗﻌدد :ﯾوﺟد ﻓﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟواﺣدة ﻋدة ﺟﻣﺎﻋﺎت ﻏﯾر رﺳﻣﯾﺔ.
ﻫـ-اﻟﻘﯾﺎدة :ﯾﺑرز ﻣن ﺿﻣن أﻋﺿﺎء اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻗﺎﺋد ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﯾﺣظﻰ ﺑﺎﺣﺗرام وﻗﺑوﻟﻬم.
و -اﻷﻫداف:ﻫﻧﺎك ﻫدف ﻋﺎم ﻟﻠﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻫو اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻣﺎﺳك اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ وﺗﺟﻧب اﻟﺧﻼﻓﺎت
ﻓﯾﻬﺎ،ﻣﺣددة وﻫو إطﺎر ﺷﻌﺎرات اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ وﻧﺷﺎطﺎﺗﻬﺎ.
ز-اﻟﺑﻧﺎء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ:اﻛﺛر ﺗﻌﻘﯾد ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ،ﻓﻔﻲ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ ﯾﺗم ﺗﺣدﯾد اﻹﺟراءات اﻟﻣطﻠوﺑﺔ
ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻷﻋﻣﺎل،أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻓﺈن اﻟﺑﻧﺎء ﻫو ﻋﻠﻰ ﻗوة ﺗﺄﺛﯾر اﻷﻓراد ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺿﻬم اﻟﺑﻌض
ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣرﻛز واﻟﻘوة واﻟﺻداﻗﺔ واﻟﺣب واﻟﻛراﻫﯾﺔ.
ح-اﻟﺷﻌﺎرات واﻟﻣﺑﺎدئ:ﻟﻛل ﺟﻣﺎﻋﺔ ﺷﻌﺎرات وﻣﺑﺎدئ ﯾﻛون ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ أﻗوى ﻣن اﻹﺟراءات واﻟﻘواﻋد واﻟﻣﺑﺎدئ
اﻟرﺳﻣﯾﺔ،وﻧﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﺷﻌﺎرات أﻧﻣﺎط ﻣن اﻟﺳﻠوك ﺗﺑﻘﻰ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻋﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻧﺷﺎطﺎﺗﻬﺎ ،وﻗد ﯾﻛون ﺗﺄﺛﯾر
اﻟﻔرد داﺧل اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺑﻬذﻩ اﻷﻧﻣﺎط اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ أﻗوى ﻣن ﺗﺄﺛﯾر اﻷﻓراد واﻟﻘواﻋد اﻹدارﯾﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ.
ط-اﻟﺗﻣﺎﺳك :أﺣد اﻷﻫداف اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗﻧظﯾﻣﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻣﺎﺳك واﻻﻟﺗﺣﺎم ﺑﯾن أﻓراد اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ،
وﯾﺗﺣﻘق ذﻟك ﻣن ﺧﻼل درﺟﺔ اﻟﺟﺎذﺑﯾﺔ ﺑﯾن أﻓراد اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻟﺑﻌﺿﻬم اﻟﺑﻌض.
ي -ﺻﻐر اﻟﺣﺟم :ﺗدل اﻟدراﺳﺎت ﻋﻠﻰ أن اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﺗﻣﯾل إﻟﻰ اﻟﺻﻐر ،ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻛون ﺑﯾن
1
ﺧﻣﺳﺔ أﻓراد واﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ ﺳﺑﻌﺔ أﻓراد وذﻟك ﺑﻬدف اﻟﻘوة واﻟﺗﻣﺎﺳك واﻟرﺿﺎ.
-4أﺳﺑﺎب ظﻬور اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ:
ﻫﻧﺎك ﻋدة أﺳﺑﺎب ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ:
أ -اﻟﺳﺑب اﻷول :أﻧﻬﺎ ﺗﻌﻧﻰ ﺑﺎﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ،
ﻓﺎﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ﯾزﻛﻲ ﺷﻌور أﻋﺿﺎﺋﻪ ﺑﺎﻟﻛراﻣﺔ واﻻﺣﺗرام اﻟذاﺗﻲ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗدﻋﯾم ﺳﻠوﻛﻬم
اﻟﺷﺧﺻﻲ.
ب -اﻟﺳﺑب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻫو اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻔورﯾﺔ ،ﻓﻔﻲ اﻷﺣوال اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗوزع
اﻟﻣﻧﺷﺋﺎت اﻷﺧﺑﺎر ﺑﺑطء أو ﺣﺗﻰ ﻗد ﺗﺣﺟﺑﻬﺎ ،ﻟذا ﻓﺎن اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﺗوﻓر ﻗﻧوات اﻻﺗﺻﺎﻻت
اﻟﺳرﯾﻌﺔ ﻣﻊ أﻋﺿﺎﺋﻬﺎ.
ج -اﻟﺳﺑب اﻟﺛﺎﻟث :ﻟوﺟود اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻫو اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﺿﺑط اﻟﺳﻠوك اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ .ﻓﺄﻋﺿﺎء
اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻗد ﯾﺟﻣﻊ ﺑﯾﻧﻬم رﻏﺑﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﺗﻣﯾز واﻟظﻬور ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ .وﻗد ﯾﺗﺻل اﻟﺗواﻓق
2
اﻟﻣطﻠوب ﺑﯾن اﻷﻋﺿﺎء ﺑﻣﻠﺑس أو أﺳﻠوب أو ﺑﺄﻓﻛﺎر أو ﻋﺎدات.
وﯾرى ﻣﺻطﻔﻰ أن ﻫﻧﺎك اﻛﺛر ﻣن ﺳﺑب ﯾدﻓﻊ اﻟﻣوظف أو اﻟﻣوظﻔﺔ إﻟﻰ اﻻﻧﺿﻣﺎم ﻟﻌﺿوﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾم
ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ،ﻓﺎﻟﻧﺎس ﯾﺳﻌون ﻟﻸﻣﺎن اﻟذي ﺗﻛﻠﻔﻪ ﻋﺿوﯾﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ .ذﻟك اﻷﻣﺎن اﻟﻧﺎﺟم ﻋن ﺗﺟﻧب اﻟوﺣدة
وﻗﻠﻘﻬﺎ ،وﻋن اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﻬﺎ أﻋﺿﺎء اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻟﻠﻣوظف اﻟذي ﻫددﻩ زﻣﯾﻠﻪ أو رﺋﯾﺳﻪ أو اﻟذي ﻧﺧش
-1ﻋﺑد اﷲ أﻣﯾن ﺟﻣﺎﻋﺔ :اﻹدارة اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،دون ذﻛر دار اﻟﻧﺷر ،ﻣﺻر ،2003 ،ص ص .131 ،130
-2ﻋﺷﻣﺎوي ﺳﻌد اﻟدﯾن :اﻹدارة اﻷﺳس وﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻷﻣﻧﯾﺔ ،أﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ ﻧﺎﯾف اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟرﯾﺎض ،2000 ،ص
ص .177-174
- 29 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﻴﺮ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
رد ﻓﻌل رﺋﯾﺳﻪ ﻋﻧدﻣﺎ ﻋﺎرﺿﻪ ،اﻷﻣﺎن اﻟﻧﺎﺟم ،آراء وﺗﺄﯾﯾد أﻋﺿﺎء اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻘرار أﺧذ ﻫﺎو ﺳﯾﺄﺧذﻩ
اﻟﻔرد ،وﻣن ﺛم ﯾؤﻣن ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ ﻗرارﻩ ،أن ﻣﻌظم اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﯾود أن ﯾؤﻣن ﻧﻔﺳﻪ ﺗﺟﺎﻩ اﻟﺗﻬدﯾدات ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ أو
ﻣﺗﺧﯾﻠﺔ ،وﻗد ﻛﺎﻧت اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺗﺟﻣﻊ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ أﻧﻔﺳﻬم ﺗﺟﺎﻩ ﻣﻣﺎرﺳﺎت ﻣﺗﻌﺳﻔﺔ ﻟﻺدارة ،ﺳﺑﺑﺎ
1
ﻫﺎﻣﺎ ﻟظﻬور اﻟﻧﻘﺎﺑﺎت اﻟﻌﻣﺎﻟﯾﺔ.
وﻗد ﺣظﻲ اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ﺑﺎﻫﺗﻣﺎم ﻛﺑﯾر ﻣن ﻋﻠﻣﺎء اﻹدارة واﻟﻣﻣﺎرﺳﯾن ﻟﻬﺎ ﻣﻧذ ظﻬور ﻣدرﺳﺔ
اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻹداري ،وﯾرى ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻌﻠﻣﺎء أن اﺑرز اﻟﻌواﻣل ﻛﺎﻟﺗﻲ ﺳﺎﻋدت ﻓﻲ ﺗﺷﻛﯾل
اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
أ -رﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻷﻣل واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ:
ﯾﺳﻌﻰ اﻹﻧﺳﺎن إﻟﻰ اﻻﻧﺿﻣﺎم ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق درﺟﺔ ﻣن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻪ ﻣن اﻷﺧطﺎر واﻟﺗﻬدﯾدات
اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،إذ ﯾﺷﻌر أن وﺟودﻩ ﺿﻣن ﺟﻣﺎﻋﺔ ﺳﯾﻔر ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾدﻓﻊ إﻟﻰ ﻧﻔﺳﻪ ﺷﻌورا ﺑﺎﻷﻣن
واﻻطﻣﺋﻧﺎن .أن وﺟود اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم رﺳﻣﻲ ﯾﺟﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻣن ﯾﻘﯾﻪ ﻣن ﺗﻬدﯾدات ذﻟك اﻟﺗﻧظﯾم،
ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣن ﺗﻌﺳف اﻹدارة.
ب-رﻏﺑﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻻﻧﺗﻣﺎء:
إن وﺟود اﻹﻧﺳﺎن ﻣﻊ ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﯾﺧﻠق ﻟدﯾﻪ رﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻻﻧﺗﻣﺎء إﻟﯾﻬم وﺗﻛوﯾن
ﻋﻼﻗﺎت ﻣﻌﻬم وﺗﺑﺎدل اﻷﻓﻛﺎر واﻟﻣﺷﺎﻋر واﻟﻌواطف ﺣول ﻣﺧﺗﻠف اﻷﻣور اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻬﻬم ،ﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻛن أن
ﯾﻌﯾش ﺑﻣﻌزل ﻋن اﻵﺧرﯾن ،ﻓﻬو اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑطﺑﯾﻌﺔ وﯾﻣﯾل إﻟﻰ اﻟﺗﻌﺎرف واﻻﺧﺗﻼط ﻣﻊ ﻏﯾرﻩ.
ج-اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﻣﻠل:
إن ﻣزاوﻟﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﻟﻠﻌﻣل ﻣدة طوﯾﻠﺔ ﻗد ﯾﺧﻠق ﻟدﯾﻪ ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟﻣﻠل واﻟﺗﻌب اﻟذي ﯾﻧﻌﻛس ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ
إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث ﯾﻛون ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺟﻣﺎﻋﺔ ﯾﻔض إﻟﯾﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﻓﻲ داﺧﻠﻪ ﻣن ﻣﺷﺎﻋر وﻋواطف ،ﺑﺣﯾث ﯾﻘﺑل
ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ﺑروح ﻋﺎﻟﯾﺔ ،أن ﻣﺎ ﯾوﺟد اﻵن ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻣن ﺗرﺗﯾﺑﺎت ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻠﻔرد أن ﯾﺗﻣﺗﻊ
ﺑﺎﻟراﺣﺔ ﻟﻣدة ﻣﻌﯾﻧﺔ :دﻟﯾل ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ ﻫذا واﻟﻌﺎﻣل ،ﻛﻣﺎ أن اﺳﺗﺧدام ﻛﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺗوﺳﯾﻊ ﻗﺎﻋدة اﻟوظﯾﻔﺔ
واﺛﻣﺎر اﺗﻬﺎ ،أﺻﺑﺢ ﯾﺧﻔف ﻣن ﺣدة اﻟﻣﻠل واﻟرﺗﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟوظﺎﺋف ،ﻛﻣﺎ ﯾﺷﻌر اﻟﻔرد ﺑﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
ﻋن ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻋﻣﻠﻪ ،وأﻧﻪ ﻣﺣل ﺗﻘدﯾر واﻫﺗﻣﺎم ﻣن اﻵﺧرﯾن.
-1ﻣﺻطﻔﻰ أﺣﻣد ﺳﯾد :إدارة اﻟﺳﻠوك اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ اﻟﻘﺎﻫرة ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺣﻠﺑﻲ ،1997 ،ص .240
- 30 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﻴﺮ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
د-اﻟﻧﺻﺢ واﻟﻣﺷورة:
ﯾﻘﺑل اﻹﻧﺳﺎن ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺿﻣﺎم إﻟﻰ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻛﻐﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻣن أﺟل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻧﺻﺢ
واﻟﻣﺷورة ﻓﻲ اﻷﻣور ذات اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣل ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﯾﺷﻌر ﺑﺎن ﻫﻧﺎك ﺗﺻور ﻓﻲ اﺣد ﺟواﻧب اﻟﻌﻣل اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم
ﺑﺄداﺋﻬﺎ ﻓﺎﻧﻪ ﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻹﯾﺟﺎد ﺣل ﻟذﻟك.
ﻫـ-اﻟﻧظرة اﻟﺣدﯾﺛﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻧظﯾم:
إن اﻟﻧظرة اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﺗﻧظﯾم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻧﻪ ﻣؤﺳﺳﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﺗﻛﺎﻣل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻟﻌواﻣل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم ،ﺳﺎﻋدت ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻛﯾد أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻌﻣل ،واﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ.
و-اﻻﻧﺗﻣﺎء ﻟﻠﻣﻬﻣﺔ:
ﯾؤدي ﺗﺟﻣﻊ اﻷﻓراد ﻓﻲ ﻣﻛﺎن اﻟﻌﻣل واﺣد إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن ﺟﻣﺎﻋﺎت ﻏﯾر رﺳﻣﯾﺔ طﺑﻘﺎ
ﻷﻧواع اﻟﻣﻬن واﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻘوﻣون ﺑﻬﺎ ،أن اﻟداﻓﻊ إﻟﻰ ﺗﻛوﯾن ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻫو اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻘوﯾﺔ
راﺑطﺔ اﻟوﻻء ﻟﻧوع اﻟﻣﻬﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﯾزاوﻟوﻧﻬﺎ وﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻬﻬم ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻣﺔ ،وﻣن ﺛم ﺗﺻﺑﺢ
ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻋﺎﻣل ﺿﻐط ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع ﻋن أﺻﺣﺎب اﻟﻣﻬﻧﺔ.
وﯾرى اﻟﺑﺎﺣث أن اﻷﻋﺿﺎء ﯾﻧﺿﻣون أﺣﯾﺎﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ﻣن اﻟﺟل اﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺔ
اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻔﺎﻋل ﻣﻊ اﻵﺧرون واﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺗﻘدﯾر واﻟﺗﻘﺑل ﻣﻧﻬم.
ﻛﻣﺎ ﯾرى اﻟﺑﺎﺣث أن اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻬم ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن اﻟﺗﺟﻣﻌﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﺗﺗﻌدد ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺗﻌدد
واﺧﺗﻼف اﻟﻣواﻗف واﻟظروف اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ ظﻬورﻫﺎ ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺟﻌل ﻣن اﻟﺻﻌوﺑﺔ ﺑﻣﻛﺎن ﺣﺻر ﻫذﻩ
اﻟﻌواﻣل وﺗﺣدﯾدﻫﺎ وﻣﻊ ذﻟك ﻓﻘد ﻛﺷﻔت ﺑﻌض اﻟدراﺳﺎت واﻟﺗﻲ ﺗﻣت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﻋن ﺑﻌض اﻟﻌواﻣل
ﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﺑﻧﺎء اﻟرﺳﻣﻲ ﻟﻠﺗﻧظﯾم واﻟﺗﻲ ﺗﺑدو ﻣظﺎﻫرﻩ ﻣن ﺧﻼل ﻋدة ﻣؤﺷرات ﻣﻧﻬﺎ :ﻓﺷل اﻟﻘﯾﺎدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ أو
ﻋدم ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ إﻋﻔﺎء ﺑﻌض اﻟﻣوظﻔﯾن ﻏﯾر اﻷﻛﻔﺎء أو ﻧﻘﻠﻬم ﻣﻣﺎ ﯾﺷﺟﻌﻬم ﻋﻠﻰ اﻟدﺧول ﻓﻲ ﺗﺟﻣﻌﺎت
ﻏﯾر رﺳﻣﯾﺔ وﺗﻌﻘد ﺷﺑﻛﺔ اﻻﺗﺻﺎﻻت اﻟرﺳﻣﯾﺔ وأﺳﻠوب اﻟﻌﻣل اﻟرﺳﻣﻲ وﻋدم اﻧﺳﺟﺎم اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ ﻣﻊ
ﺗوزﯾﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت واﻧﻌزال ﺑﻌض اﻟﻣوظﻔﯾن ﻋن زﻣﻼﺋﻬم ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ،ذﻟك ﻻن إﺣﺳﺎس اﻟﻣوظف اﻧﻪ
ﻏﯾر ﻣﻘﺑول ﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻌﻣل ،ﯾﺷﻌرﻩ ﺑﺎﻟﻌزﻟﺔ وﯾزﯾد ﻗﻠﻘﻪ ،وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك أن ﯾﺗﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﺗﺟﻣﻊ ﻣﻊ
1
أﻣﺛﺎﻟﻪ ﻣن اﻟﻣوظﻔﯾن وﺗﺗﻛرر ﻟﻘﺎءاﺗﻬم وﻫﻛذا ﯾﺗﻛون ﺗﺟﻣﻊ ﻏﯾر رﺳﻣﻲ.
-1اﻟﻧﻣر ،ﺳﻌود ﺑن ﻣﺣﻣد وآﺧرون :اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻷﺳس واﻟوظﺎﺋف ،ﻣطﺎﺑﻊ اﻟﻔردوس اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،اﻟرﯾﺎض ،1994 ،ص ص.183-181 ،
- 31 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﻴﺮ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
-ﺗﺟﻣﻊ اﻟﻌﻣﺎل اﻟذﯾن ﯾﻛوﻧون ﺷﻠﺔ ،وﻫم ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﻣﺎل ﺗﺟﻣﻌﻬم ﻟﻘﺎءات اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﺗﻛون ﻋﻼﻗﺗﻬم
وﺛﯾﻘﺔ ،وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻛوﻧون ﻣﺗﺷﺎﺑﻬﯾن ﻓﻲ ﻧﻣط ﺣﯾﺎﺗﻬم.
-ﺗﺟﻣﻊ اﻟﻌﻣﺎل اﻟذﯾن ﯾﻛوﻧون ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ )ﺑﺎﻟزﻣرة( أو )اﻟﺷﻠﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ( وﯾﺗﻛون ﻣﺛل ﻫذا اﻟﺗﺟﻣﻊ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب
ﻣن اﺛﻧﯾن أو أﻛﺛر ﻣن اﻟﻌﻣﺎل اﻟﻣﻌروﻓﯾن ﻟﻠﺷﻠﺔ اﻷﺻﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﺑﯾﻧﻬم ﺻﻠﺔ ﺣﻣﯾﻣﯾﺔ.
-وأﺧﯾرا ﺗﺟﻣﻊ اﻟﻌﻣﺎل اﻟﻣﻧﻌزﻟﯾن داﺧل اﻟﺗﻧظﯾم.
أﻣﺎ اﻟﺗﺻﻧﯾف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻬو ﯾﺻﻧف أﻧﻣﺎط اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻋﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل ﺳواء
ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎل ورؤﺳﺎﺋﻬم أو ﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎل وزﻣﻼﺋﻬم ،وﻗد ﻛﺎن ﻫذا اﻟﺗﺻﻧﯾف ﻣوﺿﻊ اﻫﺗﻣﺎم
ﻋﻠﻣﺎء اﻹدارة ،وﻣن أﻫم اﻟﻧﻣﺎذج واﻟﺗﻲ ﺗوﺻل إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣﺛون –ﻓﻲ إطﺎر ﻫذا اﻟﺗﺻﻧﯾف -ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗوﺻل
إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣﺛﺎن "ﻓﯾﻠﯾﺑو" و"داﻟﺗون" وﻫﻲ ﺛﻼث ﻧﻣﺎذج:
-ﻣﺟﻣوﻋﺔ أو ﺷﻠل اﻟﻌﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻛون رأﺳﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ :وﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذا اﻟﻧﻣوذج ﺗوﺟد ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن
اﻟﻣدﯾر وﻟﻬم ﺻﻼت وﻋﻼﻗﺎت ﻏﯾر رﺳﻣﯾﺔ ﻣﻌﻪ ،ﻣن ﺧﻼل اﻟﺧدﻣﺎت واﻟدﻋم اﻟﻣﺗﺑﺎدل ﺑﯾﻧﻬم وﺑﯾﻧﻪ ،ﻣﻣﺎ
ﯾﺟﻌل ﻟﻬم ﺗﺄﺛﯾرا ﻛﺑﯾرا ﻋﻠﯾﻪ ،وﻟﻬم ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺳﻠطﺔ ﻏﯾر رﺳﻣﯾﺔ ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻣﻊ
اﻟﻣدﯾر.
-ﻣﺟﻣوﻋﺎت أو ﺷﻠل اﻟﻌﻣﺎل واﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻛون أﻓﻘﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ :وﯾﺷﻣل ﻣﺛل ﻫذا اﻟﺗﺟﻣﻊ
اﻷﻓﻘﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﻣﺎل واﻟﻣوظﻔﯾن ﻣن اﻛﺛر ﻣن ﻗﺳم داﺧل اﻟﺗﻧظﯾم ،ﯾﻛوﻧون ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ﺷﻠﺔ ،وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ
ﯾﻛون ﻣﺛل ﻫذا اﻟﺗﺟﻣﻊ ﺿﻌﯾﻔﺎ ﺑﺳﺑب ﻗطﻌﺔ وﺑدون اﻟﺧطوط اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،وﻣﺛل ﻫذا اﻟﺗﺟﻣﻊ ﻗد ﯾﻛون
ﻋﻠﻰ ﺷﻛﻠﯾن ،اﺣدﻫﻣﺎ دﻓﺎﻋﻲ :ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺷﻠﺔ ﻣن اﻟﻌﻣﺎل واﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻛون ﻟﻣﻘﺎﻣﺔ إﺟراء أو ﺗﺻرف
أو ﺗﻐﯾﯾر ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻘﯾﺎدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧظﯾم.
واﻟﺷﻛل اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﻬﺟوﻣﻲ :ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺷﻠﺔ اﻟﻌﻣﺎل واﻟﻣوظﻔﯾن اﻟذﯾن ﯾﺟﺗﻣﻌون ﻟﻠﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ إﺟراء ﺗﻐﯾﯾر
ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم أو ﻹﻋﺎدة ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت ،ﻣﺛل ﻫذا اﻟﺗﺟﻣﻊ ﻟﯾس ﺳﻠﺑﺎ ﺑل اﯾﺟﺎﺑﯾﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫدف ﻣﻌﯾن،
وﯾﺗﻣﯾز أﻋﺿﺎؤﻩ ﺑﺄﻧﻬم ﯾﺑدون ﻣﺗﺷﺎﺑﻬﯾن ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻫﺎﺗﻬم وﻣواﻗﻔﻬم ﻣن اﻟﻌﻣل.
ج-ﻣﺟﻣوﻋﺎت أو ﺷﻠل اﻟﻌﻣﺎل واﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻛون ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗﻛرار اﻻﺗﺻﺎﻻت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ أو ﻏﯾر
اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﺑﯾن ﺑﻌض اﻟﻌﻣﺎل واﻟﻣوظﻔﯾن واﻟﻣدﯾر ،وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻧﺷﺄ ﻣﺛل ﻫذﻩ ﻟﺗﺟﻣﻌﺎت ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗﻛرار اﻻﺗﺻﺎﻻت
- 33 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﻴﺮ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﺑﯾن ﺑﻌض اﻟﻌﻣﺎل أو اﻟﻣوظﻔﯾن وﻣدﯾرﻫم ،ﻷن ﻫذﻩ اﻟﻘﻧوات ﺗﺗﺄﺛر ﺑﻣراﻛز اﻟﻘوى وﻣﻧﺎطق
1
اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم.
ﻟﻛن "ﺑراون" أﻋطﻰ ﺗﺻﻧﯾﻔﺎ ﺷﺎﻣﻼ ﻷﻧﻣﺎط اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،ﺣﺳب رأﯾﻪ ﻓﻬﻲ ﺗﺗﻛون ﻣن
ﺧﻣﺳﺔ ﻣﺳﺗوﯾﺎت وﻫﻲ:
-اﻟﻣﺳﺗوى اﻷول :وﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻛﻠﻲ ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻧظﺎم ﻣن اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﻛﺔ ﻣن
ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻧﻣﺎط ،وﯾﺗﻣﺛل ﻫذا اﻟﻣﺳﺗوى ﻓﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،ﺳواء ﻣﻧﻬﺎ ﻟﺟﻣﺎﻋﺔ
اﻷوﻟﯾﺔ أو اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ اﻟزﻣرة ،أو اﻟﺷﻠﺔ ،أو اﻟﺟﻣﻬرة ،ﻓﻛﻠﻬﺎ ﺟﻣﺎﻋﺎت ﺗﺗﺷﺎﺑك ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎت ،وﺗﻔﺎﻋﻼت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ،
ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺑذﻟك ﺗﻧظﯾﻣﺎ ﻏﯾر رﺳﻣﻲ.
-اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻓﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﺎدة ﻋﻠﻰ أر ﻣﻌﯾن ،ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ
ﻣﺛﻼ :ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ظل ﻧﻘﺎﺑﺔ أو ﺑﻼ ﻧﻘﺎﺑﺔ ،وﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن ﻫذا اﻟﻧوع ﻗد ﺗﻣﺗد ﺧﻼل ﺟﻣﯾﻊ أﻗﺳﺎم
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ وﺗوﺻف ﻋﺎدة ﺑﺄﻧﻬﺎ "اﻟﺟﻣﻬرة" أو "اﻟﻌﺻﺎﺑﺔ".
-اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺛﺎﻟث :اﻟذي ﯾﺗﻛون ﻣﻧﻪ اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ،ﻓﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟزﻣرة وﻫﻲ ﺟﻣﺎﻋﺔ أوﻟﯾﺔ ﺗﺗﻛون ﻋﻠﻰ
أﺳﺎس ﻋﻣل ﻣﺷﺗرك ،ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺟزء ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ وﺗﻛون اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻷﻋﺿﺎء وﺛﯾﻘﺔ ﻟدرﺟﺎت ﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ
أﯾﺿﺎ ،وﻣن اﻟﻣﺣﺗﻣل أن ﯾﻌﻣﻠوا وﯾﺗﻧﺎوﻟوا طﻌﺎﻣﻬم وﯾﺗﺣدﺛون ﻣﻌﺎ.
-اﻟﻣﺳﺗوى اﻟرﺑﻊ :ﯾﺗﻣﺛل ﻣن ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣن ﺻدﯾﻘﯾن أو ﺛﻼﺛﺔ ﺑﯾﻧﻬم ﺻﻠﺔ ﺣﻣﯾﻣﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،وﻗد ﯾﻛوﻧون أﻋﺿﺎء
ﻓﻲ زﻣرات أﻛﺑر ،ﻓﺟﻣﺎﻋﺔ اﻷﺻدﻗﺎء اﻟﺻﻐﯾرة اﻟﺣﺟم ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ رواﺑط اﻟﺻداﻗﺔ وﻗﯾﻣﻬﺎ وﯾرﺗﺑط أﻋﺿﺎؤﻫﺎ
ﺑﻌﻼﻗﺔ ﻣﺗﯾﻧﺔ.
وﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﻧﺗﻣﻲ أﻋﺿﺎﺋﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ أﻛﺑر ،ﻛﺎﻟزﻣرة واﻟﺷﻠل واﻟﻌﺻب ،وﯾدﺧﻠون ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎت ﻣﻊ
اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻷوﺳﻊ ﻧطﺎﻗﺎ واﻷﻗل ارﺗﺑﺎطﺎ.
-اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺧﺎﻣس :ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن أﻓراد ﻣﻧﻌزﻟﯾن ،ﻧﺎدرا ﻣﺎ ﯾﺳﺎﻫﻣون وﻻ ﯾﻧﺗﻣون إﻟﻰ ﻓرﻗﺔ أو ﺷﻠﺔ
رﺳﻣﯾﺔ أو ﻏﯾر رﺳﻣﯾﺔ ،وﻫؤﻻء اﻷﻓراد ﯾﺗوزﻋون ﻋﻠﻰ أﻗﺳﺎم اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،وﻻ ﯾﺳﻬﻣون ﻓﻲ أي ﻧﺷﺎط اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ،
2
ﺑل ﯾؤدون ﻋﻣﻠﻬم اﻟرﺳﻣﻲ ،وﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻌون اﻻﻧدﻣﺎج ﻓﻲ أﻧﺷطﺔ ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣﺎل ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺔ.
-1ﻣﺣﻣد ﺑن ﺳﻠﯾم ﺳﻌﯾد اﻟﻌﺗﯾﺑﻲ :أﺛر اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻵﻧﯾﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﺗﺣت إﺷراف
ﻣﺣﻣد ﻓﺗﺣﻲ ﻣﺣﻣود ،ﻗﺳم اﻟﻌﻠوم اﻹدارﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾف اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟرﯾﺎض ،اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،2003 ،ص .68
-2ﺣﺳﺎن اﻟﺟﯾﻼﻧﻲ :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ص.54-53 ،
- 34 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﻴﺮ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻣﻌﻠوﻣﺎت ،ﻓﻘد ﯾﺗم ﺑﺑﺳﺎطﺔ ﺗﺟﺎﻫل ﺑﻌض اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻻﺗﺻﺎل اﻟرﺳﻣﻲ ﻛﺎﻟﻣﻌﻠو ﻣﺎت اﻟﻣﺗواﻓﻘﺔ
اﻟﺳﻬﻠﺔ واﻟﺑﺳﯾطﺔ أو ﻏﯾر اﻟﻣﻠﻣوﺳﺔ واﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻌدم اﻟﺗﺄﻛد ،ذﻟك ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أﻫﻣﯾﺔ ﺗﻠك اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻋﺗﻣﺎد
1
اﻟﻣدﯾرﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ.
أﻣﺎ اﻟﻔﺎﺋدة اﻷﺧرى ﻟﻠﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ﻓﻬﻲ ذات طﺑﯾﻌﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﺎﻟﻔرد ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ أن ﯾرﺗﺑط
ﺑﺎﻵﺧرﯾن ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﺧﻠوق اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑطﺑﻌﻪ ،ﻓﻬو ﯾﻣﯾل ﻟﻼﺗﺻﺎل ﺑﺎﻵﺧرﯾن ﻷﻏراض اﻟﺻداﻗﺔ أو ﻏﯾر ذﻟك
ﻣن اﻷﻏراض shaw 1989وﺧﺎﺻﺔ وأن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻻﺗﺻﺎﻻت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻗد ﻻ ﺗرﺗﺑط ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻌﻣل
اﻟﻣﻧظﻣﺔوا ٕ ﻧﻣﺎ ذات طﺑﯾﻌﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ .ورﻏم ذﻟك ﻓﺎن ﺗﻠك اﻻﺗﺻﺎﻻت ﻗد ﺗﻛون ﺣﯾوﯾﺔ ﺑدرﺟﺔ ﻛﺑﯾرة ﻟﻧﺟﺎح
اﻟﻣﻧظﻣﺔ .ﻓﺎﻻﺗﺻﺎﻻت واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﺗﻌد ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ذات ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن
أﺟل رﻓﻊ ﻣﻌﻧوﯾﺎت وﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟرواﺑط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﻧﺷر اﻟﻛﻠﻣﺔ اﻟﻣوﺟﺑﺔ )اﻻﺗﺻﺎﻻت اﻟﺷﻔوﯾﺔ اﻟﻣوﺟﺑﺔ( ﺑﯾن
أﻓراد اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،واﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﺗﺟﺎﻩ أﻓراد اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ واﻟﺧﺎرﺟﻲ ﺗﺟﺎﻩ اﻷطراف
اﻷﺧرى واﻟﺗﻲ ﻋن طرﯾﻘﻬﺎ ﯾﺗم اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﻠوك اﻵﺧرﯾن ،ﻫﻣﺎ ﯾﻧﻌﻛس أﺛرﻩ اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻷداء
2
وﺗﺣﻘق اﻷﻫداف ﺑﺎﻟﻣﻧظﻣﺔ.
وﻟذا ﻓﺎن أﻫم آﺛﺎر ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ﻫﻲ أﻧﻬﺎ ﺗﻣد اﻷﻓراد ﺑﺎﻹﺷﺑﺎع اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟرﺿﺎ
اﻟذي ﯾؤدي إﻟﻰ رﻓﻊ ﻣﻌﻧوﯾﺎﺗﻬم ﻣن ﺧﻼل اﻧﺿﻣﺎﻣﻬم إﻟﻰ ﺟﻣﺎﻋﺎت ﻣﺗﺂﻟﻔﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻬم ﻣن اﻟﻌﻣل ﻛﻔرﯾق
3
ﺣﯾث ﯾﻧﻌﻛس اﻷﺛر اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ ﻟذﻟك ﻋﻠﻰ اﻷداء واﻷﻫداف وﺗﻘدم اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻛﻛل.
ﻟذا ﻓﺎن اﻟﻧظرة اﻟﺣدﯾﺛﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ أﺻﺑﺣت ﻻ ﺗﻌﺗﺑرﻩ ﻣﻌﺎرض ﻟﻠﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ أو
ﻣﻌرﻗل ﻟﻪ ﻛﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﻧظرة اﻟﻘدﯾﻣﺔوا ٕ ﻧﻣﺎﻓﻲ اﻟﻧظر ة اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ﯾﻧظر إﻟﯾﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺟزء
ﻣﺗداﺧل ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻌﻘد ﺑﺎﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻛﻛل ﺣﯾث ﺗﻔﺎﻋل ﺗﻠك اﻷﺟزاء ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﺑﻌض ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق
اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻣﻊ أﻫداف اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق اﻹﺷﺑﺎع اﻷﻣﺛل واﻟﺗوﻗﻌﺎت اﻟﻣﺛﻠﻰ ﻟﻸطراف اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﻊ
4
اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،ﺑﻣﺎ ﯾوﺻل إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻛﻛل ﻋﻠﻰ أﻓﺿل وﺟﻪ ﻣﻣﻛن.
وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻓﺎن اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﺗظﻬر إﻟﻰ ﺣﯾز اﻟوﺟود ﻣن أﺟل اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄداء ﺑﻌض
اﻟوظﺎﺋف اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ذات أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷﻋﺿﺎء اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ .وﻟﻌل ﻣن أﻫم ﺗﻠك اﻟوظﺎﺋف اﻟﻣﺳﺎﻋدة
ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎء واﺳﺗﻘرار اﻟﻘﯾم اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ وأﻧﻣﺎط اﻟﺣﯾﺎة ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻫم ﺑدورﻫﺎ ﻓﻲ إﻣداد اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻏﯾر
اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﺑﺈﺷﺑﺎع اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻷﻋﺿﺎﺋﻬﺎ ،ﺣﯾث ﯾﺗﯾﺢ ﻷﻋﺿﺎﺋﻬﺎ اﻟﺗﻘدﯾر واﻟﻣرﻛز واﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻠﺗﻌرف ﻋﻠﻰ
1
ﺑﻌﺿﻬم اﻟﺑﻌض ﻣﻣﺎ ﯾﻧﻌﻛس أﺛرﻩ ﻋﻠﻰ أداﺋﻬم واﻧﺟﺎزﻫم وﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻬم ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﻣﻧظﻣﺔ.
وﯾرى اﻟﻧﻣر وزﻣﻼﺋﻪ أناﻹدار ة اﻟرﺷﯾدة ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﺗﻛﯾف ﻣﻊ اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ﻟﻣﺎ
2
ﯾﺣﻘﻘﻪ ﻣن ﻣزاﯾﺎ أﺑرزﻫﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-1ﯾﺳﺎﻋد اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ إذا ﺗﺣﻘﻘت درﺟﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﺗواﻓق
واﻻﻧﺳﺟﺎم ﺑﯾن اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾن ،ﻓﺈذا أدرﻛت اﻹدارة أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ وﻗدﻣت ﻟﻪ اﻟﻌون اﻟﻣﻣﻛن ﻟﺗﺣﻘﯾق
أﻫداﻓﻪ ﻷﻧﻪ ﯾﺷﻌر ﻓﻲ اﻻﻧﺗﻣﺎء وﯾﺳﻬم ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ.
-2ﯾﺳﻬم اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﻣﺗﺎﻋب اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ ،ﻓﻌن طرﯾق اﻻﺗﺻﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺗم
ﺑﯾن اﻷﻓراد اﻟﺗﻧظﯾم إﺛﻧﺎء ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬم ﻟﻧﺷﺎطﺎﺗﻬم ﯾﺣدث ﻧوع ﻣن اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟوﺟداﻧﯾﺔ ﺑﯾن اﻷﻓراد ﺑﻌﺿﻬم
اﻟﺑﻌض ﺣول ﻣﺧﺗﻠف اﻷﻣور ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم.
-3ﯾﻣﻛن أن ﯾﺧدم اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ اﻹدارة ﻋن طرﯾق ﺗزوﯾدﻫﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺧﻠﻔﯾﺔ
ﻋن طرﯾق اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت ﻣن وراء اﻟﺟدران ﻋﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎﻗﻠﻪ أﻓراد اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن أﺧﺑﺎر ﻗد ﺗﻛون ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺣﺔ ،وﻣن
ﺛم ﺗﻌﻣل اﻹدارة ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺑﺎق اﻷﺣداث وﺗﺻﺑﺢ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ،ووﺿﻊ اﻟﺣﻘﺎﺋق أﻣﺎم اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﯾن.
-4ﻗد ﯾﺳﻬم اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻷﻓراد ،ﻣﻣﺎ ﯾﺧﻔف
ﻣن ﻧطﺎق اﻹﺷراف واﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺑﺎﺷرﻫﺎ اﻟﻣدﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻣرؤوﺳﯾن.
-5ﯾﺳﻬم اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻠﻔرد داﺧل اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ
ﻣﻣﺎ ﯾوﺟد ﻟدﯾﻪ ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻷﻣن واﻻﺳﺗﻘرار وﯾرﻓﻊ ﻣن روﺣﻪ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ وﯾزﯾد ﻣن اﻧﺗﺎﺟﯾﺗﻪ.
-6ﻗد ﯾﻛون اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ﻣﺗﻧﻔﺳﺎ ﻟﻺﻓراد ﻣﻣﺎ ﯾواﺟﻬﻬم ﻣن ﻗﻠل وﺗوﺗر ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻬم اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﺑﺣﯾث
ﯾﻧﻌﻛس ذﻟك ﻋﻠﻰ أداﺋﻬم ،ﻓﺈذا وﺟد اﻟﻔرد ﻣن ﯾﺳﺎﻋدﻩ ﻓﻲ ﺣل اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﯾواﺟﻬﻬﺎ ﻛﺎن ذﻟك ﻋﺎﻣﻼ
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن اﻟﺗوﺗر اﻟذي ﯾواﺟﻬﻪ،وا ٕ ﻋطﺎﺋﻪ ﻓرﺻﺔ ﻟﻠﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ.
ب-اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ:
ﻫﻧﺎك ﺑﻌض اﻷﻓراد اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻗد ﺗﺳﺑﺑﻬﺎ ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ،وان ﻛﺎن ﻟﻺدارة دور ﻛﺑﯾر
ﻟﺣﺟم ﺗﻠك اﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﺧطﯾط اﻟواﻋﻲ واﻟدراﺳﺔ اﻟﺟﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛن ﻣن اﻟﺣد ﻣن أو ﺗﻼﻗﻲ ﺗﻠك اﻵﺛﺎر
اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ،وﻣن ﺗﻠك اﻵﺛﺎر اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺳﻠﺑﯾﺔ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺗﻐﯾر ،ﻓﻔﻲ اﺗﺟﺎﻩ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻺﺑﻘﺎء واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ
-1ﻋﺻﻔور ،ﻣﺣﻣد ﺷﺎﻛر :أﺻول اﻟﺗﻧظﯾم واﻷﺳﺎﻟﯾب ،دار اﻟﺷروق ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ واﻟطﺑﺎﻋﺔ ،ﺟدة ،1988 ،ص .128
-2اﻟﻧﻣر وآﺧرون ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ص .186،187
- 37 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﻴﺮ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
-1ﻋرﻓﺔ أﺣﻣد ﻋﻠﻲ وﺳﻣﯾﺔ إﺑراﻫﯾم ﺷﻠﺑﻲ :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .242
-2ﻋﺑد اﷲ :ﺷوﻗﻲ ﺣﺳﯾن :أﺻول اﻹدارة ،ﻣطﺑﻌﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ،1988 ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ص .303
3
-Weiss, W. H (1988) : Perspective on Rummor, in kols, DA et al ‘eds) organizational psychology, managing,
work Team effectiveness, new york, John Woley, publishing to P 27.
- 38 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﻴﺮ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
ﺧﻼﺻﺔ:
ﻗد ﺗم اﻟﺗﻌرف ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬوم اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،وظروف ﻧﺷﺄﺗﻬﺎ ،وأﻧﻣﺎطﻬﺎ
وﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ واﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻋﻠﯾﻬﺎ وﺗم ﺗوﺿﯾﺢ أن ﺗﻧظﯾم اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻻ ﯾﺗﻛون ﻣن ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺳﻠطﺔ
واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻓﻘط ،وان ﻣﺎ ﯾوﺟد داﺧل ﻛل ﺗﻧظﯾم ﯾﺿم ﻣﺟﻣوﻋﺎت ﻣن اﻷﻓراد ﻋﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ
ﺗﺿﺎف إﻟﻰ أﺑﻌﺎد اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ ،وﻫو ﻣﺎ ﻧطﻠق ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ،وﯾﺟب أن ﺗﺗﻔﻬم طﺑﯾﻌﺔ ﻫذا
اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ﻷﻧﻪ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ وﻻء اﻟﻌﺎﻣل داﺧل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،وﻫذا اﻟوﻻء اﻟذي ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﺗﻘﯾﯾم
اﻷداء اﻟذي ﺳﻧﺗطرق إﻟﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﻣواﻟﻲ ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻋرض ﻣﻔﻬوم اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ وﺧﺻﺎﺋﺻﻪ
وأﻫﻣﯾﺗﻪ واﻟﻧﻣﺎذج اﻟﻣﻔﺳرة ﻟﻪ وﻗﯾﺎﺳﻪ.
ﺗﺑﯾن أن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻧظﺎم ﻛﻠﻲ ﯾﺗﻛون ﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻓراد ﯾرﺗﺑطون ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم
ﺑﻌﻼﻗﺎت ﺗﻔﺎﻋﻠﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ رﺳﻣﯾﺔ وﻏﯾر رﺳﻣﯾﺔ ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﯾراﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ.
- 39 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻮﻻء اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﺗﻣﻬﯾد:
ﯾﺣظﻰ ﻣوﺿـوع اﻟـوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣـﻲ ﺑﺎﻫﺗﻣـﺎم ﻛﺑﯾـر ﻟـدى اﻟﺑـﺎﺣﺛﯾن ورﺟـﺎل اﻷﻋﻣـﺎل ،وذﻟـك ﻛوﻧـﻪ ﯾﻌﻛـس
إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ﻣدى اﻧﺗﻣﺎء اﻟﻔرد ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻣـل ﺑﻬـﺎ ،وﺑﺎﻟﺗـﺎﻟﻲ ﻣـدى رﻏﺑﺗـﻪ ﻓـﻲ ﺗﻌظـﯾم اﻷداء
واﻻرﺗﻘﺎء ﺑﻧوﻋﯾﺔ وﻛﻣﯾﺔ اﻹﻧﺟﺎز ،ﻟﻬذا ﯾﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻌواﻣـل اﻟﻣﻬﻣـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗرﻏـب اﻟﻣؤﺳﺳـﺎت اﻟﻔﺎﻋﻠـﺔ ﻛﺳـﺑﻪ ﻣـن
اﻷﻓراد اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﻬﺎ.
ﻟــذﻟك ﻧﺟــد أن اﻟــوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ ﻣــن اﻟﻌﻧﺎﺻــر اﻷﺳﺎﺳــﯾﺔ ﻟﻘﯾــﺎس ﻣــدى اﻟﺗواﻓــق ﺑــﯾن اﻷﻓـراد ﻣــن ﺟﻬــﺔ،
وﺑﯾن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،إذ ﻛﻠﻣﻧﺎ زاد ﻫذا اﻟﺗواﻓق ﺣﻘﻘت اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻛﺛﯾر ﻣن أﻫداﻓﻬﺎ وﺗطﻠﻌﺎﺗﻬـﺎ،
وﻟﻘد ﺗواﻟت اﻟﺟﻬود اﻟﺑﺣﺛﯾﺔ اﻟﻬﺎدﻓﺔ ﻟﺗﺄﺻﯾل ﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻪ وﺑﻧﺎء ﻧﻣوذج ﻣﻔﺳر ﻟﻪ وﺗﺷﺧﯾص أﺑﻌﺎدﻩ وﻟﻌل ﻣن أﺑرز
ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل اﻟﻌﻣل اﻟﻔرﯾﻘﻲ ،وذﻟك ﻟﻣﺎ ﻟﻪ ﻣن ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻣﺟرﯾﺎت اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ.
- 41 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻮﻻء اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
إن ﻣﻔﻬوم اﻟوﻻء ﻗدﯾم ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،إﻻ أﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻹدارة ﻟم ﯾﺣظ ﺑﺎﻻﻫﺗﻣﺎم اﻟـﻼزم
إﻻ ﺑﻌــد ظﻬــور اﻟﻣدرﺳــﺔ اﻟﺳــﻠوﻛﯾﺔ ،واﻟﺗــﻲ أﻛــدت ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻼﻗــﺎت اﻹﻧﺳــﺎﻧﯾﺔ وأﻫﻣﯾﺗﻬــﺎ ،ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎل اﻟﻣﻧظﻣــﺎت
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ ﻓـزاد اﻫﺗﻣــﺎم اﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﻣﺟــﺎل ﻓـﻲ اﻟﺳــﺗﯾﻧﺎت واﻟﺳــﺑﻌﯾﻧﺎت ﻣــن اﻟﻘــرن اﻟﻌﺷـرﯾن ،ﺣﯾــث ﻛﺎﻧــت
اﻹدارة ﺗطﺎﻟب ﺑﻌدم ﺗﺟزﺋﺔ وﻻء اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑل ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻫذا اﻟوﻻء ﻣﺗﻣﺛﻼ ﻓـﻲ اﻻﻧﺗﻣـﺎء ﻟﻬـذﻩ اﻟﻣﻧظﻣـﺎت،
واﻹﺧﻼص ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ،وﺑذل أﻗﺻﻰ ﺟﻬد ﻟزﯾﺎدة إﻧﺗﺎﺟﯾﺗﻬﺎ.
إن ﺣداﺛــﺔ اﻻﻫﺗﻣــﺎم ﺑﻣوﺿــوع اﻟــوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎل اﻹدارة ﻛــﺎن ﺳــﺑﺑﺎ ﻓــﻲ ﻗﻠــﺔ اﻟدراﺳــﺎت اﻟﺗــﻲ
ﺑﺣﺛت ﻓﯾﻪ ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ اﻟﺻﻌوﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﻬوﻣﻪ ،ﻓﻘد ﺗﻌددت ﺗﻌرﯾﻔﺎﺗﻪ ﺑﺗﻌدد اﻟﺑـﺎﺣﺛﯾن ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﻣﺟـﺎل،
واﺧﺗﻼف ﻣداﺧل دراﺳﺗﻪ ،وﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟﺗﻪ.
أ-اﻟوﻻء ﻟﻐﺔ:
ﻫــو اﻻﻧﺗﻣــﺎء واﻻﻧﺗﺳــﺎب وﻋﻧــدﻣﺎ ﻧﻘــول أن ﻟﻸﺑﻧــﺎء وﻻء ﻵﺑــﺎﺋﻬم ،ﻓــﺈن ذﻟــك ﯾﻌﻧــﻲ اﻧﺗﻣــﺎءﻫم واﻧﺗﺳــﺎﺑﻬم
وا ٕ ﺧﻼﺻﻬم ﻟﻬم ،واﻟوﻻء ﺑﻬذا اﻟﻣﻌﻧﻰ ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ اﻻﻟﺗزام واﻻﻧﺳﺟﺎم واﻟﺟذب ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻐﯾر ،ﻛﻣﺎ ﯾﻘﺻـد ﺑـﺎﻟوﻻء
1
ﻟﻐﺔ :اﻟﻌﻬد واﻟﻘرب واﻟﻣﺣﺑﺔ ،واﻻﻟﺗزام واﻟﻧﺻرة.
اﻟﻣﻘﺻود ﻣن ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف أن اﻟوﻻء ﻫو اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻌﺎطﻔﺔ واﻻرﺗﺑﺎط اﻟﻘوي ،وﯾﺗﺿﺢ ﻫذا ﻣـن ﺧـﻼل
اﻟﻘرب واﻟﻣﺳﺎﻧدة واﻹﺧﻼص واﻟرﻏﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺑدﯾﻬﺎ ﻫذا اﻟﻔرد.
وﯾــرى ﻣــدﺣت ﻣﺣﻣــد أﺑــو اﻟﻧﺻــر أن ﻣﺻــطﻠﺢ اﻟــوﻻء ﻟﻐوﯾــﺎ ﯾﺷــﯾر إﻟــﻰ اﻹﺧــﻼص واﻟوﻓــﺎء واﻟﻌﻬــد
واﻻﻟﺗزام واﻻرﺗﺑﺎط واﻟﻧﺻرة ،وﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف ﻣﺻطﻠﺢ اﻟوﻻء ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-1ﺷﻌور ﯾﻧﻣو داﺧل اﻟﻔرد ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء إﻟﻰ ﺷﻲء ﻫﺎم ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ.
-2ﺷﻌور اﻟﻔرد ﺑﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ ﺗﺟﺎﻩ ﺷﻲء ﻫﺎم ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ.
-3ﺣﺎﺟﺔ ﻣن اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟدى أي إﻧﺳﺎن.
-4اﻹﺧﻼص واﻟﻣﺣﺑﺔ واﻻﻧدﻣﺎج اﻟذي ﯾﺑدﯾﻪ اﻟﻔرد ﻧﺣو ﺷﻲء ﯾﻬﻣﻪ.
-1ﺧﻠف ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟرواﺷدة :ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻘرار اﻟﻣدرﺳﻲ واﻟﺷﻌور ﺑﺎﻷﻣن واﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ،دار ﺣﺎﻣد ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن ،اﻷردن ،ط ،2007 ،1ص
.86
- 42 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻮﻻء اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
1
-5ﺧﺎﺻﯾﺔ ﺳﺎﺋدة ﻟﻠﺳﻠوك ﺗﺟﺎﻩ ﺷﻲء ﯾﻬم اﻹﻧﺳﺎن.
ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣن اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺳﺎﺑق أن اﻟوﻻء ﺣﺎﻟﺔ ﺷـﻌورﯾﺔ ﺗﻧﻣـو داﺧـل اﻟﻔـرد وﻣـن ﺟﻬـﺔ أﺧـرى ﯾﺷـﻌر ﻫـذا
اﻟﻔرد ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﺗﺟﺎﻩ ﺷﻲء ﻣﻬم ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ ﻓﯾﺑدي ﻟﻪ اﻹﺧﻼص واﻟﻣﺣﺑﺔ.
أﻣــﺎ اﻟــوﻻء ﻣــن اﻟﻣﻧظــور اﻹﺳــﻼﻣﻲ ﻓﻬــو ﻣﺻــدر وﻟــﻲ ﺑﻣﻌﻧــﻰ اﻟﺻــدﯾق واﻟﻧﺻــﯾر وﻣﻧــﻪ ﻗــول اﻟرﺳــول
ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم) :اﻟﻠﻬم وال ﻣن واﻻﻩ( ،أي أﺣب ﻣن أﺣﺑﻪ وأﻧﺻر ﻣن ﻧﺻرﻩ ،وﻫذا اﻟﻣﻌﻧـﻰ ﺗـدل ﻋﻠﯾـﻪ
اﻵﯾﺔ اﻟﻛرﯾﻣﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ،ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ) :ﯾﺎ أﯾﻬﺎ اﻟذﯾن آﻣﻧوا ﻻ ﺗﺗﺧـذوا اﻟﯾﻬـود واﻟﻧﺻـﺎرى أوﻟﯾـﺎء ﺑﻌﺿـﻬم أوﻟﯾـﺎء
2
ﺑﻌض ،وﻣن ﯾﺗوﻟﻬم ﻣﻧﻛم ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻧﻬم إن اﷲ ﻻ ﯾﻬدي اﻟﻘوم اﻟظﺎﻟﻣﯾن(.
وﻗــﺎل ﺗﻌــﺎﻟﻰ) :ﯾــﺎ أﯾﻬــﺎ اﻟــذﯾن آﻣﻧ ـوا ﻻ ﺗﺗﺧــذوا ﻋــدوي وﻋــدوﻛم أوﻟﯾــﺎء( 3،وﻗــﺎل أﯾﺿــﺎ) :واﻟﻣؤﻣﻧــون
واﻟﻣؤ ﻣﻧﺎت أوﻟﯾﺎء ﺑﻌض ﯾﺄﻣرون ﺑﺎﻟﻣﻌروف وﯾﻧﻬون ﻋن اﻟﻣﻧﻛر وﯾﻘﯾﻣـون اﻟﺻـﻼة وﯾؤﺗـون اﻟزﻛـﺎة ،وﯾطﯾﻌـون
اﷲ ورﺳــوﻟﻪ أوﻟﺋــك ﺳــﯾرﺣﻣﻬم اﷲ إن اﷲ ﻋزﯾــز ﺣﻛــﯾم( 4.وﯾﻌﻧــﻲ اﻟــوﻻء ﻫﻧــﺎ اﻟﻧﺻ ـرة ﻓــﻲ اﻷﻣــور واﻟﻣﺷــﺗرﻛﺔ،
واﻟﺗﻌﺎون واﻟﻣودة واﻟﻣؤازرة واﻟﻣواﺳﺎة.
وﯾﻣﻛــن اﻟﻘــول أن ﻫﻧــﺎك ﻛﻠﻣــﺎت ﻣﻛﺎﻓﺋــﺔ أو ﻣرادﻓــﺔ ﯾﻣﻛــن أن ﺗﺳــﻬم ﻓــﻲ ﺷــرح اﻟــوﻻء ،ﻧــذﻛر ﻣﻧﻬــﺎ:
5
اﻻﻧﺗﻣﺎء ،اﻟوﻓﺎء ،اﻹﺧﻼص ،اﻟﺗﻔﺎﻧﻲ ،اﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ،اﻟﺣب ،اﻻﻟﺗزام.
ب -اﻟوﻻء اﺻطﻼﺣﺎ:
ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻔﻬوم اﻟوﻻء ﻣﻔﻬوﻣﺎ ﻗدﯾﻣﺎ ﺗطرق إﻟﯾﻪ ﻋﻠﻣﺎء اﻻﺟﺗﻣﺎع واﻟﺳﻠوك ﻓﻲ أوﻗﺎت ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺣﯾث ﺣﺎﻟوا
إﻋطﺎء اﻟﺗﻔﺳﯾرات واﻻﺟﺗﻬﺎدات اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻹﻧﺳﺎن ﻛﺎﺋن اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﯾﻌـﯾش ﻣـﻊ أﻓـراد ﻓـﻲ ﺑﯾﺋـﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ
ﻣﻧظﻣﺔ ﺗﺗطﻠب اﻟﺣﯾﺎة ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺗﻌﺎون واﻻﻧﺗﻣﺎء واﻹﺧﻼص ﻟﻠوﺻـول إﻟـﻰ اﻟﻐﺎﯾـﺎت واﻷﺣـداث ،وﻗـد أﺷـﺎر ﻫـؤﻻء
اﻟﺑــﺎﺣﺛون ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎل اﻟﻌﻠــوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ إﻟــﻰ أن اﻟــوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ ﻫــو اﻣﺗــداد ﻟﻠــوﻻء اﻻﺟﺗﻣــﺎﻋﻲ اﻟﻣﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ
6
ﻣﺷﺎﻋر اﻟﻔرد ووﻻﺋﻪ واﻧﺗﻣﺎﺋﻪ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي ﯾﻌﯾش ﻓﯾﻪ.
وﻣن أﻫم اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺗﻲ ﺗوﺿﺢ ﻣﻔﻬوم اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-1ﻣدﺣت ﻣﺣﻣد أﺑو ﻧﺻر ،ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣﻬﺎرات ﺑﻧﺎء وﺗدﻋﯾم اﻟوﻻء اﻟﻣؤﺳﺳﻲ ﻟدى اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن داﺧل اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،إﯾﺗراك ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،،اﻟﻘﺎﻫرة ،ط،2005 ،1
ص .39-38
-2ﺳورة اﻟﻣﺎﺋدة ،اﻵﯾﺔ .53
-3ﺳورة اﻟﻣﻣﺗﺣﻧﺔ ،اﻵﯾﺔ .01
-4ﺳورة اﻟﺗوﺑﺔ ،اﻷﯾﺔ .71
-5اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .39
-6اﻟﻠوزي ﻣوﺳﻰ ،اﻟﺗطوﯾر اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ،أﺳﺎﺳﯾﺎت وﻣﻔﺎﻫﯾم ﺣدﯾﺛﺔ ،دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر ،ﻋﻣﺎن ،اﻷردن ،ط ،2003 ،2ص118
- 43 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻮﻻء اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
-ﻋــرف اﻟــوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ ﺑﺄﻧــﻪ "اﺳــﺗﻌداد اﻟﻔــرد ﻋﻠــﻰ ﺑــذل درﺟــﺎت ﻋﺎﻟﯾــﺔ ﻣــن اﻟﺟﻬــد ﻟﺻــﺎﻟﺢ اﻟﺗﻧظــﯾم ،واﻟرﻏﺑــﺔ
1
اﻟﻘوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻘﺎء ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم ،وﻗﺑول اﻟﻘﯾم واﻷﻫداف اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧظﯾم".
-ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﻪ ﺷﯾﻠدون Sheldenﻋﻠﻰ أﻧﻪ "اﻟﺗﻘوﯾم اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ واﻟﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣل ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎ،
ﻓ ــﻲ ﺣ ــﯾن ﯾ ــرى اﻟﺗ ــو و وﻫرﯾﺑﻧ ــك أن اﻟ ــوﻻء ﻫ ــو ﻋ ــدم اﻻﺳ ــﺗﻌداد ﻟﺗ ــرك اﻟﻣﻧظﻣ ــﺔ ﺑﺳ ــﺑب اﻷﺟ ــور ،أو اﻟوﺿ ــﻊ
2
اﻟوظﯾﻔﻲ أو اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،أو ﻋﻼﻗﺎت ﺻداﻗﺔ".
-أﻣــﺎ روﺑﻧــز Robbinsﻓﯾــرى ﺑﺄﻧــﻪ "ﺳــﻠوك ﻟــﯾس ﻣــن ﺿــﻣن ﻣﺗطﻠﺑــﺎت اﻟﻌﻣــل اﻟرﺳــﻣﯾﺔ إﻻ أﻧــﻪ ﯾــؤﺛر ﻋﻠــﻰ
3
ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ اﻷداء ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ".
-أﻣﺎ ﺑروس ﻓﯾﻧظر ﻟﻠوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﺑوﺻﻔﻪ اﻟﻣﻧﺎﺻرة واﻟﺗﺄﯾﯾد ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻔرد اﻟﻌﺎﻣـل ﻓـﻲ اﻟﻣﻧظﻣـﺔ،
واﻟﻣودة واﻟﺻداﻗﺔ اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻩ ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫـداف وﻗـﯾم اﻟﻣﻧظﻣـﺔ )أو اﻟﺗﻧظـﯾم( وأن اﻟـوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣـﻲ ﻧﺗـﺎج
ﺗﻔﺎﻋل ﻋﻧﺎﺻر ﺛﻼﺛﺔ ﻫﻲ:
اﻟﺗطﺎﺑق :وﻫﻲ ﺗﻧﺑﻲ أﻫداف وﻗﯾم وﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻧظﯾم ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ أﻫداﻓﺎ وﻗﯾﻣﺎ ﻟﻠﻔرد اﻟﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم.
اﻻﺳﺗﻐراق :واﻟﻣﻘﺻود ﺑﻪ اﻻﻧﻬﻣﺎك واﻻﻧﻐﻣﺎس اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻓﻲ أﻧﺷطﺔ ودور اﻟﻔرد ﻓﻲ اﻟﻌﻣل.
4
اﻹﺧﻼص واﻟوﻓﺎء :واﻟﻣﻘﺻود ﺑﻪ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻌﺎطﻔﺔ واﻻرﺗﺑﺎط اﻟﻘوي إزاء اﻟﻣﻧظﻣﺔ.
ﯾﺷﯾر ﻫذا أن اﻷﻓراد اﻟﻣواﻟون ﻟﻣﻧظﻣـﺗﻬم ﻫـم اﻟـذﯾن ﯾﻌﻣﻠـون ﺑوﻓـﺎء وا ٕ ﺧـﻼص ،وﯾﻛرﺳـون ﻛـل طـﺎﻗﺗﻬم
وأﻧﺷطﺗﻬم ﻹﻧﺟﺎﺣﻬﺎ وﻟو ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻫﺗﻣﺎﻣﺎﺗﻬم اﻷﺧرى ،وﺗﻌد ﻣﺷﻛﻼت اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻣﺷﻛﻼت ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻬم.
وﯾﻌﺗﺑر ﻣودي وﺑﺳـﻧﺑرز وﺑـورﺗر 1974ﻣـن أﻫـم اﻟﺑـﺎﺣﺛﯾن اﻟـذﯾن اﻫﺗﻣـوا ﺑﻣوﺿـوع اﻟـوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣـﻲ
وﻣﺎﻫﯾﺗـﻪ ،وﻗــد ﻋرﻓـوا اﻟـوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ ﺑﺄﻧــﻪ" :ﻣــدى ﻗـوة اﻧــدﻣﺎج اﻟﻣوظــف أو اﻟﻌﺎﻣــل ﻣـﻊ اﻟﻣﻧظﻣــﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﻌﻣــل
ﺑﻬﺎ".
-1اﻟﻌزاوي ﻧﺟم ﻋﺑد اﷲ وﺟواد ﻋﺑﺎس ﺣﺳﯾن ،اﻟوظﺎﺋف اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻓﻲ إدارة اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ ،دار اﻟﯾﺎزوري اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن ،اﻷردن،
،2010ص .426
-2ﺧﻠف ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟرواﺷدة ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .86
-3اﻟﻣﺣﺗﺳب ﻟﯾﻧﺔ ﺣﺳﺎم وﺟﻠﻌود ﻣروان ﺳﻌﯾد ،أﺑﻌﺎد اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ واﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻋﻠﯾﻪ ﻟدى ﻣوظﻔﻲ اﻟﺑﻧوك ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﺧﻠﯾل ﺑﻔﻠﺳطﯾن ،ﻣﺟﻠﺔ
اﻟﻘدس اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻟﻸﺑﺣﺎث واﻟدراﺳﺎت ،اﻟﻌدد ،2007 ،11ص ص .109-108
-4إﯾﻬﺎب أﺣﻣد ﻋوﯾﺿﺔ :أﺛر اﻟرﺿﺎ اﻟوظﯾﻔﻲ ﻋﻠﻰ اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟدى اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻷﻫﻠﯾﺔ ﺑﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻏزة ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ
اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﻏزة ،ﻓﻠﺳطﯾن ،2008 ،ص ص .32-31
- 44 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻮﻻء اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
وأوﺿﺣوا أن اﻟﻔـرد اﻟـذي ﯾﻣﺗﻠـك اﻧﺗﻣـﺎء ﻟﻠﺗﻧظـﯾم اﻟـذي ﯾﻌﻣـل ﺑـﻪ ،ﯾﺗﻣﺗـﻊ ﺑﺣﺎﻟـﺔ ﻣـن اﻻﻧﺳـﺟﺎم واﻟرﺿـﺎ
واﻟﺗﻔﺎﻋــل ﻣــﻊ ﻣؤﺳﺳــﺔ واﻟﻌــﺎﻣﻠﯾن ﺑﻬــﺎ ،وأﺷــﺎروا إﻟــﻰ ﺻــﻔﺎت ﻣﺣــددة ﯾﺗﺻــف ﺑﻬــﺎ ﻫــؤﻻء اﻷﻓ ـراد وﻟﻬــﺎ أﺛــر ﻓــﻲ
ﺗﺣدﯾد ﻣدى وﻻء اﻟﻔرد اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ وﻣن ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺎت:
-1اﻋﺗﻘﺎد ﻗوي ﺑﻘﺑول أﻫداف اﻟﻣؤﺳﺳﺔ وﻗﯾﻣﻬﺎ.
-2اﺳﺗﻌداد ورﻏﺑﺔ ﻗوﯾﺔ ﻟﺑذل أﻗﺻﻰ ﺟﻬد ﻣﻣﻛن ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋﻧﻬﺎ.
1
-3اﻟﻐرﺑﺔ اﻟﺟﺎدة ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻣرار ﻋﺿوﯾﺔ اﻟﻔرد ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ.
ﯾﺗﺑــﯾن ﻟﻧــﺎ ﻣــن ﻫــذا اﻟﻣﻔﻬــوم أن ﻟﻠﻔــرد ﺣﺎﻟــﺔ وﺟداﻧﯾــﺔ ،ﺗﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ اﻟﺗﻔﺎﻋــل واﻻﺗﺳــﺎق واﻻﻧﺳــﺟﺎم ﻓﻬﻧــﺎك
ﻣــن ﻋــرف اﻟــوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ ﺑﺄﻧــﻪ ﯾﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ رد اﻟﻔﻌــل ﻟــدى اﻟﻣوظــف ﺗﺟــﺎﻩ ﺧﺻــﺎﺋص اﻟﻣﻧظﻣــﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﻧﺗﻣــﻲ
إﻟﯾﻬــﺎ ،ﻛﻣــﺎ ﯾﻌﻧــﻲ إﺣﺳــﺎس اﻟﻣوظــف ﺑﺎرﺗﺑﺎطــﻪ ﺑﺄﻫــداف وﻗــﯾم اﻟﻣﻧظﻣــﺔ واﻟــدور اﻟــذي ﯾﻘــوم ﺑــﻪ ﻟﺗﺣﻘﯾــق ﻫــذﻩ
2
اﻷﻫداف واﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﻘﯾم اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﻣن أﺟل اﻟﻣﻧظﻣﺔ وﻟﯾس ﻣن أﺟل ﻣﺻﺎﻟﺣﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ.
ﻟــذﻟك ﯾﻌــد اﻟــوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ ﺑﺄﻧــﻪ ﺗﻔﺎﻋــل اﻟﻣوظــف ﻣــﻊ ﻣﻧظﻣﺗــﻪ ﻣــن ﺧــﻼل اﻷﻫــداف واﻟﻘــﯾم واﻷدوار
وﺗﻼﺷﻲ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ.
وﯾــذﻛر ﺟــﺎﯾﻣون 2000أن ﻫﻧــﺎك ﻣــن اﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن ﻣــن أﻋطــﻰ ﺗﻌرﯾــف ﺷــﺎﻣﻼ ﻟﻠــوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ ﯾرﺗﻛــز
ﻋﻠﻰ وﺟود ﻣﺷﺎﻋر ﻗوﯾﺔ ﻟدى اﻟﻔرد ﺗﺟـﺎﻩ ﻗﺑـول أﻫـداف وﻗـﯾم اﻟﻣﻧظﻣـﺔ ،وﺗـوﻓر اﻟرﻏﺑـﺔ اﻟﺟـﺎدة ﻓـﻲ اﻟﻌﻣـل ﻟـدى
3
اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،وﻛذﻟك اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻣرار ﻣﻊ اﻟﻣﻧظﻣﺔ.
ﻟذا ﻓﺎﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺷﻌورﯾﺔ ﺗﺗرﺟم ﺑﻘﺑول أﻫداف وﻗﯾم اﻟﻣﻧظﻣﺔ واﻟﺳﻌﻲ ﻟﻼﺳﺗﻣرار ﻓﯾﻬﺎ.
ﻛﻣﺎ ﯾرى ﺑوﺷﺎن أن اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﯾﻌﻧﻲ ﺗﻌﻠـق اﻟﻔـرد ﺑﺄﻫـداف اﻟﻣﻧظﻣـﺔ وﻗﯾﻣﻬـﺎ ،ﺑﻐـض اﻟﻧظـر ﻋـن
4
اﻟﻘﯾم اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻘﻘوﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ.
ﯾﻌﻧﻲ اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻬذا اﻟﺗﻌرﯾف ﺣدوث اﻧﺳﺟﺎم ﻗوي ﺑﯾن اﻷﻓراد واﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾﻌﻣﻠـون
ﺑﻬﺎ ،وﺷﻌورﻫم ﺑﺗﻘدﯾم ﻛل ﻣﺎ ﻟدﯾﻬم دون اﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﻌﺎﺋد اﻟﻣﺎدي.
-1داﻧﺎ ﻟطﻔﻲ ﺣﻣدان :اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺣرﯾﺔ اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ واﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟدى أﻋﺿﺎء اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗدرﯾﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر،
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﻓﻠﺳطﯾن ،2008 ،ص .30
-2اﻟدوﺳري ﺳﻌد ﺑن ﻋﻣﯾﺎن :/ﺿﻐوط اﻟﻌﻣل وﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻓﻲ اﻷﺟﻬزة اﻷﻣﻧﯾﺔ ،دراﺳﺔ ﻣﯾداﻧﯾﺔ ﻣﻊ ﻣﺳﺗوى ﺷرطﺔ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺷرﻗﯾﺔ،
رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾف ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،2005 ،ص .71
-3ﻧﺎﺻر ﻣﺣﻣد اﻟﻔرزان :أﺳر اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ واﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻠك ﺳﻌود ،دار اﻟﻧﺷر
اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﻣطﺎﺑﻊ اﻟﺳﻌودﯾﺔ1424 ،ﻫـ ،ص .05
-4ﻣﺣﻣد ﺳرﺣﺎن ﺧﺎﻟد اﻟﻣﺧﻼﻧﻲ :أﻫﻣﯾﺔ اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ واﻟوﻻء اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻟدى أﻋﺿﺎء ﻫﯾﺋﺔ اﻟﺗدرﯾس ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺻﻧﻌﺎء ،ﻣﺟﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺷق ،اﻟﻣﺟﻠد
،17اﻟﻌدد ،02ص .191
- 45 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻮﻻء اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
أﺷﺎر اﻟﺑﺎﺣﺛون ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻠـوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ إﻟـﻰ أن اﻟـوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣـﻲ ﻫـو اﻣﺗـداد ﻟﻠـوﻻء اﻻﺟﺗﻣـﺎﻋﻲ
اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﺷﺎﻋر اﻟﻔرد ووﻻﺋﻪ واﻧﺗﻣﺎﺋﻪ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣـﻊ اﻟـذي ﯾﻌـﯾش ﻓﯾـﻪ ،وأن ﻟﻠـوﻻء اﻻﺟﺗﻣـﺎﻋﻲ ﺛﻼﺛـﺔ رﻛـﺎﺋز إذا
ﺗوﻓرت ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺗﻣﺎﺳك اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ وﺑﻘﺎﺋﻪ واﺳﺗﻣرارﯾﺗﻪ وﻫﻲ:
-1رﻛﯾزة اﻟوﻻء اﻟﻣﺳﺗﻣر :أن ﯾﻛرس اﻟﻔرد ﺣﯾﺎﺗﻪ وﯾﺿﺣﻲ ﺑﻣﺻﺎﻟﺣﻪ ﻟﺑﻘﺎء اﺳﺗﻣرارﯾﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ.
-2رﻛﯾزة اﻟوﻻء اﻟﺗﻼﺣﻣﻲ :ﺗﺷﯾر إﻟﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺑط اﻟﻔرد ﺑﻐﯾرة ﺑﺷﻛل ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻣﺎﺳـك
اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ واﺳﺗﻣرارﯾﺗﻬﺎ.
1
-3رﻛﯾزة اﻟوﻻء اﻟﻣوﺟﻪ :ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ارﺗﺑﺎط اﻟﻔرد ﺑﻘﯾم اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ وﻣﺑﺎدﺋﻬﺎ.
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ ﺗﻌرﯾـف ﺷـﺎﻣل ﻟﻠـوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣـﻲ ﻫـو ﺣﺎﻟـﺔ ﺷـﻌورﯾﺔ ﻧﻔﺳـﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛـل
ﻓﻲ ﻣدى اﻹﺧﻼص واﻟوﻓﺎء واﻻرﺗﺑﺎط واﻻﻧﺳﺟﺎم اﻟذي ﯾوﻟﯾﻪ اﻟﻔرد ﺗﺟﺎﻩ ﻣﻧظﻣﺗﻪ وﯾﻧﻌﻛس ذﻟك ﻋﻠـﻰ ﺳـﻠوﻛﺎﺗﻪ
وﺗﻘﺑﻠﻪ ﻷﻫداف وﻗﯾم ﻫذﻩ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،واﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻘﺎء ﻓﯾﻬـﺎ ﻣﻬﻣـﺎ ﻛﺎﻧـت اﻟظـروف .وﯾﺳـﺗدل ﻋﻠﯾـﻪ ﻣﯾـداﻧﯾﺎ ﻣـن
ﺧﻼل اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-اﻟﺗﻔﺎﻧﻲ واﻹﺧﻼص ﻓﻲ اﻟﻌﻣل.
-اﻻﺳﺗﻘرار واﻟدﻓﺎع ﻋن ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻣن طرف اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن.
-2ﺧﺻﺎﺋص اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ:
-ﯾؤﺛر اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﺗﺄﺛﯾرا ﻣﺑﺎﺷرا ﻋﻠﻰ ﻛﺛﯾـر ﻣـن اﻟظـواﻫر اﻹدارﯾـﺔ اﻷﺧـرى وﯾﺗﺿـﺢ ذﻟـك ﻓـﻲ رﻏﺑـﺔ اﻟﻔـرد
ﺑﺎﻟﺑﻘﺎء ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،وﻣدى وﻻﺋﻬم ﺑﺎﻟﺣﺿور إﻟﻰ اﻟﻌﻣل وﻣﺳﺗوى اﻷداء واﻹﻧﺟﺎز.
-ﯾﺳﺗﻐرق اﻟوﻻء ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ وﻗﺗﺎ طوﯾﻼ ،ﻷﻧﻪ ﯾﺟﺳد ﺣﺎﻟﺔ ﻗﻧﺎﻋﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﻟﻠﻔرد.
-أﻧــﻪ ﯾﻔﺗﻘــد ﺧﺎﺻــﯾﺔ اﻟﺛﺑــﺎت ،ﺑﻣﻌﻧــﻰ أن ﻣﺳــﺗوى اﻟــوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ ﻗﺎﺑــل ﻟﻠﺗﻐﯾــر ﺣﺳــب درﺟــﺔ ﺗــﺄﺛﯾر اﻟﻌواﻣــل
اﻷﺧرى ﻓﯾﻪ.
-أن اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﺣﺻﯾﻠﺔ ﺗﻔﺎﻋل اﻟﻌدﯾد ﻣـن اﻟﻌواﻣـل اﻹﻧﺳـﺎﻧﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾـﺔ وظـواﻫر إدارﯾـﺔ أﺧـرى داﺧـل
اﻟﺗﻧظﯾم.
-ﯾﺷﯾر اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ إﻟﻰ اﻟرﻏﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺑدﯾﻬﺎ اﻟﻔرد ﻟﻠﺗﻔﺎﻋل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣن أﺟل ﺗزوﯾد اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺑﺎﻟﺣﯾوﯾﺔ
واﻟﻧﺷﺎط وﻣﻧﺣﻬﺎ اﻟوﻓﺎء.
-1ﻧور اﻟدﯾن ﺣﺎروش :إ’دارة اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ ،دار اﻷﻣﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﺗرﺟﻣﺔ ،ﺑرج اﻟﻛﯾﻔﺎن ،اﻟﺟزاﺋر ،ط ،2011 ،1ص.238
- 46 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻮﻻء اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
-أن اﻟــوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ ﻏﯾــر ﻣﻠﻣوﺳــﺔ ﯾﺳــﺗدل ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻣــن اﻟظ ـواﻫر اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾــﺔ ﺗﺗــﺎﺑﻊ ﻣﻧــت ﺧــﻼل ﺳــﻠوك
وﺗﺻرﻓﺎت اﻷﻓراد اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم واﻟﺗﻲ ﺗﺟﺳد ﻣدى وﻻﺋﻬم.
-ﯾواﺟﻪ ﺻﻌوﺑﺔ ﻗﯾﺎﺳﻪ واﻻﺳﺗدﻻل ﻋﻠﯾﻪ.
-اﻟ ــوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣ ــﻲ ﻗﯾﻣ ــﺔ ﺑﺣ ــد ذاﺗ ــﻪ وذﻟ ــك ﻋﻧ ــدﻣﺎ ﺗﺻ ــﺑﺢ أﻫ ــداف اﻟﻣؤﺳﺳ ــﺔ وﻣﺻ ــﺎﻟﺣﻬﺎ ﻫ ــدﻓﺎ ﻣ ــن أﻫ ــداف
1
أﻋﺿﺎﺋﻬﺎ وﻗﯾﻣﺔ ﻣن ﻗﯾﻣﻬم ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن أﻫداﻓﻬم وﻣﺻﺎﻟﺣﻬم اﻟﺧﺎﺻﺔ أو اﻟذاﺗﯾﺔ.
-أن اﻟــوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ ﻻ ﯾﻣﻛــن اﻟﻧظــر إﻟﯾــﻪ ﻋﻠــﻰ أﻧــﻪ ﻋﺎﻣــل ﻣــن اﻟﻌواﻣــل أو ﻧظﺎﻣــﺎ ﻣــن اﻷﻧظﻣــﺔ ﺑــل ﻫــو
ﺣﺻﯾﻠﺔ ﺗﻔﺎﻋل اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻧظم واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت واﻹﺟراءات اﻟﻣﻌﺗﻣدة.
-إن ﺗﺻ ــﻌﯾد ﺣﺎﻟ ــﺔ وﻻء اﻷﻓـ ـراد ﻟﻣﻧظﻣ ــﺗﻬم أﻣ ــر ﻟ ــﯾس ﺑﺎﻟﺳ ــﻬل إذ ﯾﺗطﻠ ــب ﺟﻬ ــودا ﻛﺑﯾـ ـرة ﻣ ــن ﻗﺑ ــل إدارات
اﻟﻣﻧظﻣﺎت وذﻟك ﻟﺗﺷﺎﺑك اﻟﻌواﻣل واﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻓﯾﻪ وﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﻛو ﯾﻧﻪ.
-أن اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻻ ﯾﺻل إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺛﺑﺎت اﻟﻣطﻠق إﻻ أن درﺟﺔ اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻل ﻓﯾﻪ ﺗﻛون أﻗل
ﻧﺳﺑﯾﺎ ﻣن درﺟﺔ اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻل ﻓﻲ اﻟظواﻫر اﻹدارﯾﺔ اﻷﺧرى ﻓﺣﺎﻟﺔ ﺑﻧﺎء ﻣﺳﺗوى اﻟوﻻء وﺣﺎﻟﺔ ﻫدﻣﻪ ﻻ
ﺗﺧﺿﻌﺎن ﻟﻠﻣﻔﺎﺟﺋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﻓﻲ ﻓﺗرات ﻗﺻﯾرة ﻣن اﻟزﻣن.
-3أﻫﻣﯾﺔ اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ:
إن اﻟــوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ ﻣــن أﻛﺛــر اﻟﻣﺳــﺎﺋل اﻟﺗــﻲ أﺧــذت ﺗﺷــﻐل ﺑــﺎل إدارة اﻟﻣﻧظﻣــﺎت ،ﻛوﻧﻬــﺎ أﺻــﺑﺣت
ﺗﺗوﻟﻰ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ وﺳـﻠﯾﻣﺔ ﺗﻣﻛﻧﻬـﺎ ﻣـن اﻻﺳـﺗﻣرار واﻟﺑﻘـﺎء ،واﻧطﻼﻗـﺎ
ﻣــن ذﻟــك ﺑــرزت اﻟﺣﺎﺟــﺔ ﻟدراﺳــﺔ اﻟﺳــﻠوك اﻹﻧﺳــﺎﻧﻲ ﻓــﻲ ﺗﻠــك اﻟﻣﻧظﻣــﺎت ﻟﻐــر ض ﺗﺣﻔﯾ ـزﻩ وزﯾــﺎدة درﺟــﺎت وﻻﺋــﻪ
2
ﺑﺄﻫداﻓﻬﺎ وﻗﯾﻣﻬﺎ.
ﻛﻣــﺎ ﺑــﯾن ﻛــل ﻣــن ﺑــﺎﺗﻣن وﺳﺗرﯾﺷــر 1984أن اﻟﻛﺛﯾــر ﻣــن اﻷﻧﻣــﺎط اﻟﺳــﻠوﻛﯾﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗــؤدي إﻟــﻰ ﻛﻠﻔــﺔ
ﻋﺎﻟﯾﺔ وﺧدﻣﺔ ﺳﯾﺋﺔ ﻣرﺟﻌﻬﺎ إﻟﻰ ﻋدم اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣدﯾرﯾن واﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ،وذﻟك ﻻرﺗﺑﺎطﻪ ﺑﻌـدد ﻣـن
اﻟﻌواﻣل أﻫﻣﻬﺎ:
-ﺳﻠوك اﻟﻔرد وﻧﺷﺎطﺎﺗﻪ ﻣﺛل :اﻟﺗﺣول اﻟوظﯾﻔﻲ واﻟﻐﯾﺎب واﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ.
-ارﺗﺑﺎطﻪ ﺑﺎﻟﻬﯾﻛل اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻣﺛل :اﻟرﺿﺎ اﻟوظﯾﻔﻲ واﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ واﻟﺗوﺗر اﻟوظﯾﻔﻲ.
-1اﻟﻌزاوي ﻧﺟم اﷲ ،ﻋﺑﺎس ﺣﺳﯾن ﺟواد ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ص .427-426
-2ﺧﺿﯾر ،ﻧﻌﻣﺔ وآﺧرون :اﻻﻟﺗزام اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ وﻓﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﻛﻠﯾﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻐداد ،ﻣﺟﻠﺔ اﺗﺣﺎد اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻋﻣﺎن ،اﻟﻌدد ،1996 ،31ص .76
- 47 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻮﻻء اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
-ارﺗﺑﺎطـ ــﻪ ﺑﺳـ ــﻣﺎت ودور اﻟﻣوظـ ــف ﺑﻣـ ــﺎ ﻓﯾﻬـ ــﺎ :اﻻﺳـ ــﺗﻘﻼﻟﯾﺔ واﻟﻣﺳـ ــؤوﻟﯾﺔ وﻧـ ــوع اﻟوظﯾﻔـ ــﺔ وﺻـ ـ ـراع اﻷدوار
واﻟﻐﻣوض.
-ارﺗﺑﺎطﻪ ﺑﺎﻟﺳﻣﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻠﻣوظف ﻣﺛل :اﻟﻌﻣر واﻟﺟﻧس واﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻺﻧﺟﺎز.
-ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺗﻠﺗﻘﻲ ﻣﻊ اﻻﻋﺗﻘﺎد أن اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻣوﻗف ﻣﺳﺗﻘر ﻧﺳﺑﯾﺎ ﻣﻊ اﻟوﻗت.
ﻛل ﻣﺎ ﺳﺑق ﯾﻌطﻲ اﻟوﻻء أﻫﻣﯾﺔ ،ﻓﻛل ﻋﺎﻣل ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ﯾرﺗﺑط ﺑﺈﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻔرد وﻣن ﺛـم إﻧﺗﺎﺟﯾـﺔ
1
اﻟﻣﻧظﻣﺔ وﻓﺎﻋﻠﯾﺗﻬﺎ.
2
-إن وﻻء اﻷﻓراد ﻟﻣﻧظﻣﺎﺗﻬم ﯾﻌﺗﺑر ﻋﺎﻣﻼ ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﻔﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺎت واﺳﺗﻣرارﻫﺎ وزﯾﺎدة إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ.
-إن اﻟــوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ ﻣــن أﻛﺛــر اﻟﻣﺳــﺎﺋل اﻟﺗــﻲ أﺧــذت ﺗﺷــﻐل ﺑــﺎل إدارة اﻟﻣﻧظﻣــﺎت ﻛوﻧﻬــﺎ أﺻــﺑﺣت ﺗــوﻟﻲ
ﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣﺎﻓظــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻧظﻣــﺔ ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ ﺻــﺣﯾﺣﺔ وﺳــﻠﯾﻣﺔ وﺗﻣﻛﻧﻬــﺎ ﻣــن اﻻﺳــﺗﻣرار واﻟﺑﻘــﺎء واﻧطﻼﻗــﺎ ﻣــن
ذﻟك ﺑرزت اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟدراﺳﺔ اﻟﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻣﻧظﻣﺎت ﻟﻌرض ﺗﺣﻔﯾزﻩ وزﯾﺎدة درﺟﺎت وﻻﺋـﻪ ﺑﺄﻫـداﻓﻬﺎ
3
وﻗﯾﻣﻬﺎ.
-4ﻣراﺣل ﺗطور اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ:
اﻟــوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ ﻻ ﯾــﺄﺗﻲ ﻣــن اﻟﻔــرد ﺑﻣﺟــرد اﻧﺗﻣﺎﺋــﻪ إﻟــﻰ ﻣؤﺳﺳــﺔ ﻣﻌﯾﻧــﺔ ،وا ٕ ﻧﻣــﺎ ﯾﺗطــور ﺗﻛوﯾﻧــﻪ ﻋﺑــر
ﻣراﺣــل ﺣــددﻫﺎ ﺑﻌــض اﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎل اﻟﺗﻧظــﯾم ،وﯾﻧﺑﻐــﻲ ﻋﻠــﻰ اﻹداري اﻟﺗﻌــرف ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻛــﻲ ﺗﻌﯾﻧــﻪ ﻋﻠــﻰ
ﺗطوﯾر اﻟوﻻء ﻟﻸﻓراد وﻫﻲ:
ﻣرﺣﻠﺔ اﻟطﺎﻋﺔ :وﺗﻌﻧـﻲ ﻗﺑـول اﻟﻔـرد واﻹذﻋـﺎن ﻟﻶﺧـرﯾن واﻟﺳـﻣﺎح ﺑﺗـﺄﺛﯾرﻫم اﻟﻣطﻠـق ﻋﻠﯾـﻪ ،ﻣـن أﺟـل اﻟﺣﺻـول
اﻟﻌﻣل وﺗﺣﻘﯾق اﻻﻧﺳﺟﺎم ﻣﻊ اﻟذات ،واﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻔﺧر واﻟﻛﺑرﯾﺎء ﻟﻛوﻧﻪ ﯾﻧﺗﻣﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ.
-1ﺣﻣﺎدات ﻣﺣﻣد :ﻗﯾم اﻟﻌﻣل واﻻﻟﺗزام اﻟوظﯾﻔﻲ ﻟدى ﻣدﯾرﯾن واﻟﻣﻌﻠﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﻣدارس ،دار وﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺣﺎﻣد ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن ،2002 ،ط ،1ص
ص .67-66
-2اﻟﻠوزي ﻣوﺳﻰ ،اﻟﺗطوﯾر اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ أﺳﺎﺳﯾﺎت وﻣﻔﺎﻫﯾم ﺣدﯾﺛﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .118
-3اﻟدوﺳري ﺳﻌد ﺑن ﻋﻣﯾﺎن ،ﺿﻐوط اﻟﻌﻣل وﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻓﻲ اﻷﺟﻬزة اﻷﻣﻧﯾﺔ ،دراﺳﺔ ﻣﯾداﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺷرطﺔ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺷرﻗﯾﺔ،
رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾف ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،2005 ،ص .80
- 48 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻮﻻء اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﻣرﺣﻠــﺔ اﻟﻬوﯾــﺔ :وﻫـﻲ اﻟﻣرﺣﻠــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺷــﯾر إﻟـﻰ اﻛﺗﺷــﺎف اﻟﻔــرد ﺑـﺄن اﻟﻣؤﺳﺳــﺔ ﺟــزء ﻣﻧـﻪ ،وﻫــو ﺟــزء ﻣﻧﻬــﺎ وأن
1
ﻗﯾﻣﻬﺎ ﺗﺗﻧﺎﻏم ﻣﻊ ﻗﯾﻣﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ.
وأﺷـﺎر روﻟـش وﻻﻓــﺎن Walsh&lavanإﻟـﻰ أن ارﺗﺑـﺎط اﻟﻔــرد ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳـﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾﻌﻣــل ﻓﯾﻬـﺎ ووﻻﺋـﻪ ﻟﻬــﺎ
ﯾﻣر ﺑﻣرﺣﻠﺗﯾن ﻫﻣﺎ:
-ﻣرﺣﻠﺔ اﻻﻧﺿﻣﺎم ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﯾد اﻟﻔرد اﻟﻌﻣل ﻓﯾﻬـﺎ :ﻓـﻲ أﻏﻠـب اﻟﺣـﺎﻻت ﯾﺧﺗـﺎر اﻟﻔـرد اﻟﻣؤﺳﺳـﺔ اﻟﺗـﻲ
-1ﺧدﯾﺟﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﻠوزي :ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟذﻛﺎء اﻟﻌﺎطﻔﻲ ﻟﻣدﯾري اﻟﻣدارس اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ وأﺛرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻠﻣﻌﻠﻣﯾن ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻓظﺔ اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ﻋﻣﺎن،
رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﺗرﺑوﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺷرق اﻷوﺳط ،،اﻷردن ،2012 ،ص .37
-2اﻟرواﺷدة ﺧﻠق ﺳﻠﯾﻣﺎن :ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻘرار اﻟﻣدرﺳﻲ واﻟﺷﻌور ﺑﺎﻷﻣن واﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .91
-3ﻋﺑودي زﯾد ﻣﻧﯾر :اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري وﻣﺑﺎدﺋﻪ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،دار أﺳﺎﻣﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻷردن ،2008 ،ص ص .209-208
-4ﻓﺎﯾزة روﯾم :واﻗﻊ اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ،دراﺳﺔ ﻣﯾداﻧﯾﺔ ﺑﻣدﯾﻧﺔ ورﻗﻠﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ دراﺳﺎت ﻧﻔﺳﯾﺔ وﺗرﺑوﯾﺔ ،ﻣﺧﺑر ﺗطوﯾر اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت
اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﺗرﺑوﯾﺔ ،ﻋدد 05دﯾﺳﻣﺑر ،2010ص .106
- 49 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻮﻻء اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
-ﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻣل.
-ﺗﺻﺎﻋب اﻟوﻻء
-وﺿوح اﻟدور
-اﻟﺧوف ﻣن اﻟﻌﺟز
-ظﻬور اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ
-ظﻬور ﻗﯾم اﻟوﻻء اﻟﻣﻧظم
ﺗرﺷﯾﺢ اﻟوﻻء وﺗدﻋﯾﻣﻪ اﻟﻣﺗﻼﺣﻣﺔ.
واﻟﻌﻣل
-ﻧﻣو اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ
-اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ :اﻟﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧظﯾم اﺗﺟﺎﻩ اﻟﺗﻧظﯾم
-ﻓﻬم اﻟﺗوﻗﻌﺎت
اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :اﻟﻌﻣل واﻹﻧﺟﺎز
اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺻدﻣﺔ
اﻟﻣﺻدر :زاﻫر ﻋﺑد اﻟرﺣﯾم ﻋﺎطف ،اﻟﻬﯾﻛل اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ اﻟﻬﻧدرة ،ط ،1دار اﻟراﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،اﻷردن،2011 ،ص .280
ﺗوﺟــﻪ اﻟﻌدﯾــد ﻣــن اﻟدراﺳــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺣــﺎول اﻟﺑﺣــث ﻓــﻲ ﺗﻔﺳــﯾر ظــﺎﻫرة اﻟــوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ ﺳـواء ﻣــﺎ ﯾﺗﻌﻠــق
ﺑﺄﺳﺑﺎﺑﻬﺎ أو ﻧﺗﺎﺋﺟﻬﺎ أو ﻣوﺿوﻋﻬﺎ أو ﻣزﯾﺞ ﻣـن ذﻟـك ﻛﻠـﻪ إﻻ أﻧﻬـﺎ ﻟـم ﺗﺳـﺗطﻊ اﻟﺧـروج ﺑﻧﻣـوذج ﻣوﺟـﻪ ﻟدراﺳـﺔ
-1اﻟﺗﻣﺎﻟﻲ ﻋﺑد اﷲ ﻣﺣﻣد :ﻋﻼﻗﺔ اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﺑﺑﯾﺋﺔ اﻟﻌﻣل اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،دراﺳﺔ ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻗوات اﻷﻣن اﻟﺧﺎﺻﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت
اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾف ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،2002 ،ص .26
- 50 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻮﻻء اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟذا ﺳﻧﺳﺗﻌرض ﻋدد ﻣن اﻟﻧﻣﺎذج اﻟﻣﻔﺳرة ﻟﻬذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﻣرﺗﺑﺔ ﺣﺳب اﻟﺗﺳﻠﺳل اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻣـن
اﻷﻗدم إﻟﻰ اﻷﺣدث ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ:
1
اﻟﻔرع اﻷول :ﻧﻣوذج إﺗزﯾوﻧﻲ :1961 Etzioni
ﺗﻌﺗﺑــر ﻛﺗﺎﺑ ـﺎت إﺗزﯾــوﻧﻲ ﻣــن أﻫــم اﻟﻛﺗﺎﺑــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﻧﺎوﻟــت اﻟــوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ ،وﯾﻌﺑــر ﻫــذا اﻟﻧﻣــوذج ﻋــن
اﻟـرأي اﻟﻣﺳــﺗﻧد إﻟــﻰ أن اﻟﻘــوة أو اﻟﺳــﻠطﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻣﻠﻛﻬــﺎ اﻟﻣؤﺳﺳــﺔ ﻧﺎﺑﻌــﺔ ﻣــن طﺑﯾﻌــﺔ اﻧــدﻣﺎج اﻟﻔــرد ﻣــﻊ اﻟﻣﻧظﻣــﺔ
وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟوﻻء ،وﯾﺄﺧذ ﺛﻼث أﺷﻛﺎل ﺗﺗﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
أوﻻ :ﻧﻣوذج اﻟﻣﻌﻧوي ،وﯾﻣﺛل اﻻﻧدﻣﺎج اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﺑﯾن اﻟﻔرد وﻣؤﺳﺳﺗﻪ واﻟﺗﺎﺑﻊ ﻣن إﯾﻣﺎن وﻗﻧﺎﻋﺔ اﻟﻔرد ﺑﺄﻫداف
-1ﻫﯾﺟﺎن ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن أﺣﻣد ،اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻠﻣدﯾر اﻟﺳﻌودي ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﯾف ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،1998 ،ص ص.36-35
-2اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ أﯾﻣن ﻋودة ،اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟدى اﻟﻣدﯾرﯾن ﻓﻲ اﻟوزارات اﻷردﻧﯾﺔ ،دراﺳﺔ ﻣﯾداﻧﯾﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻹداري ،اﻟﻣﺟﻠد ،21اﻟﻌدد ،1999 ،98ص
30
- 51 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻮﻻء اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
اﻟﻣدﺧﻼت:
اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ:
-اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻺﻧﺟﺎز
اﻟﻣﺧرﺟﺎت: -اﻟﺗﻌﻠم
-اﻟرﻏﺑﺔ واﻟﻣﯾل ﻟﻠﺑﻘﺎء ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم -ﺗﺣدﯾد اﻟدور
-اﻧﺧﻔﺎض ﻧﺳﺑﺔ دوران اﻟﻌﻣل ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻌﻣل:
-اﻟﻣﯾل ﻟﻠﺗﺑرع ﺑﺎﻟﻌﻣل اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ -اﻟﺗﺣدي ﻓﻲ اﻟﻌﻣل
-طواﻋﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق أھداف اﻟﺗﻧظﯾم -اﻟرﺿﺎ ﻋن اﻟﻌﻣل
-اﻟﻣﯾل ﻟﺑذل اﻟﺟﮭود ﻟﺗﺣﻘﯾق -ﻓرﺻﺔ ﻟﻠﺗﻔﺎﻋل
إﻧﺟﺎز أﻛﺑر -اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
-اﻟﺗﻐذﯾﺔ اﻟﻌﺎﺋدة
ﺧﺑرات اﻟﻌﻣل:
-طﺑﯾﻌﺔ وﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺧﺑرات
-أھﻣﯾﺔ اﻟﻔرد ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﻧظﯾم
اﻟﻣﺻدر:اﻟدوﺳري ﺑن ﺳﻌد ﻋﻣﯾﻘﺎت ،ﺿﻐوط اﻟﻌﻣل وﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻓﻲ اﻷﺟﻬزة اﻷﻣﻧﯾﺔ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .83
وﯾﺗﺿﺢ ﻣـن ﺧـﻼل اﻟﻧﻣـوذج Settersأن اﻟـوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣـﻲ ﯾﺗﺷـﻛل ﻣـن ﺧـﻼل ﺟﻣﻠـﺔ ﻣـن اﻟﻣـدﺧﻼت
اﻟﺗﻲ ﻧظم ﻓﻲ ﻣﺟﻣﻠﻬﺎ ﺧﺻﺎﺋص ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻔرد وﺧﺻﺎﺋص ﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣـل وﺧﺑراﺗـﻪ ،ﺗﻌﻣـل ﺑﺗﻛﺎﻣـل ﻋﻠـﻰ رﻓـﻊ
ﻣﺳﺗوى اﻟوﻻء ﻟدى اﻟﻔرد وﺗﺣﺳﯾن رﻏﺑﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺗﺣﻘﯾق إﻧﺟﺎز أﻛﺑر.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث :ﻧﻣوذج ﺳﺗﺎو وﺳﻼﻧﯾك :1977 Staw Salanick
ﻗﺎم ﻛل ﻣن Staw & Salanickﺑﺑﻧﺎء ﻧﻣـوذج ﻟﻠـوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣـﻲ ﺣـدد ﻣـن ﺧﻼﻟـﻪ ﺑﺷـﻛﻠﯾن أﺳﺎﺳـﯾﯾن
ﻣن اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ،أﻛد ﻋﻠﻰ ﺿرورة اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ وﻫﻣﺎ:
أوﻻ :اﻟوﻻء اﻟﻣوﻗﻔﻲ.
وﻫ ــذا اﻟﻧ ــوع ﻣ ــن اﻟ ــوﻻء ﯾﻣﺛ ــل وﺟﻬ ــﺔ ﻧظ ــر ﻋﻠﻣ ــﺎء اﻟﺳ ــﻠوك اﻟﺗﻧظﯾﻣ ــﻲ وﯾﻧظ ــر إﻟﯾ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ أﻧ ــﻪ ﯾﺷ ــﺑﻪ
اﻟﺻﻧدوق اﻷﺳود ﺣﯾث أن ﻣﺣﺗوﯾﺎت ﻫذا اﻟﺻﻧدوق ﺑﻌض ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ واﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﻣﺛل اﻟﺳـﻣﺎت
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،وﺧﺻﺎﺋص اﻟدور اﻟوظﯾﻔﻲ ،واﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ،وﺧﺑرات اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑـل ﻓـﺈن ﻣﺳـﺗوى اﻟـوﻻء
اﻟﻧــﺎﺟم ﻋــن ﻫــذﻩ اﻟﺧﺻــﺎﺋص ﯾﺣــدد ﺳــﻠوﻛﯾﺎت اﻷﻓ ـراد ﻓــﻲ اﻟﻣؤﺳﺳــﺔ ﻣــن ﺣﯾــث اﻟــدوران اﻟــوظﯾﻔﻲ ،اﻟﺗﺳــرب
اﻟﺣﺿوري واﻟﺟﻬود اﻟﺗﻲ ﺗﺑذل ﻓﻲ اﻟﻌﻣل وﻣﻘدار اﻟﻣﺳﺎﻧدة اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﻬﺎ اﻷﻓراد ﻟﻣؤﺳﺳﺗﻬم.
- 52 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻮﻻء اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﯾﻌﻛــس ﻫــذا اﻟﻧــوع ﻣــن اﻟــوﻻء وﺟﻬــﺔ ﻧظــر ﻋﻠﻣــﺎء اﻟــﻧﻔس اﻻﺟﺗﻣــﺎﻋﻲ اﻟــذي ﺗﻘــوم ﻓﻛرﺗــﻪ ﻋﻠــﻰ أﺳــﺎس
اﻟﻣﻌــﺎﻣﻼت اﻟﺗــﻲ ﯾﻌﻣــل ﻣــن ﺧﻼﻟﻬــﺎ اﻟﺳــﻠوك أو اﻟﺗﺻــرف داﺧــل اﻟﻣؤﺳﺳــﺎت ،ﻧﺗﯾﺟــﺔ إطﻼﻋﻬــم ﻋﻠــﻰ ﺑﻌــض
اﻟﻣزاﯾﺎ واﻟﻣﻛﺎﻓﺂت اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﺑت ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺳﻠوك ،ﻣﻣﺎ ﯾﺧﻠق ﻟدﯾﻬم اﻟﺧوف ﻣن ﻓﻘدان ﻫذﻩ اﻟﻣزاﯾﺎ ﺑﺈﻗﻼﻋﻪ ﻋن
1
ﻫذا اﻟﺳﻠوك.
اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ :ﻧﻣوذج ﺳﺗﯾﻔﻧر :1978 Stevens
ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻧﻣوذج ﺣدد اﺗﺟﺎﻫﯾن ﻟدراﺳﺔ اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ وﻫﻣﺎ:
أوﻻ :اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﺗﺑﺎدﻟﻲ.
ﯾرﻛز ﻫذا اﻻﺗﺟـﺎﻩ ﻋﻠـﻰ ﻣﺧرﺟـﺎت اﻟـوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣـﻲ ﻛﻌﻣﻠﯾـﺎت ﻣﺗﺑﺎدﻟـﺔ ﺑـﯾن اﻟﻣؤﺳﺳـﺔ واﻟﻌـﺎﻣﻠﯾن ﻓﯾﻬـﺎ،
ﻛﻣــﺎ ﯾرﻛــز ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﺿــوﯾﺔ اﻟﻔردﯾــﺔ ﻛﻣﺣــدد أﺳﺎﺳــﻲ ﻟﻣــﺎ ﯾﺳــﺗﺣﻘﻪ اﻟﻔــرد ﻣــن ﻣزاﯾــﺎ وﻣﻧــﺎﻓﻊ ﻣــن ﺧــﻼل اﻟﻌﻣﻠﯾــﺔ
اﻟﺗﺑﺎدﻟﯾــﺔ ﺑــﯾن اﻟﻔــرد واﻟﻣؤﺳﺳــﺔ ،وﺑﻣوﺟــب ﻫــذﻩ اﻟطرﯾﻘــﺔ ﻓــﺈن اﻧﺗﻣــﺎء اﻟﻔــرد ﻟﻠﻣﻧظﻣــﺔ ﯾــزداد ﺑﺎزدﯾــﺎد ﻣــﺎ ﯾﺣﺻــل
ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﺣو اﻓز وﻣﻛﺎﻓﺂت ،وﺗﺗﻠﺧص ﻣﺣددات اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﺗﺑﺎدﻟﻲ ﺑﺄن ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ ﯾﻘـﯾس درﺟـﺔ رﺿـﺎ اﻟﺷـﺧص
ﻋن اﻟﺣواﻓز اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻪ ،وا ٕ ﻣﻛﺎﻧﯾـﺔ ﺑﻘﺎﺋـﻪ ﻓﯾﻬـﺎ ﻓـﺈذا ﺗـوﻓرت ﻟـﻪ ﻣزاﯾـﺎ أﻓﺿـل ﻓـﻲ ﻣؤﺳﺳـﺔ أﺧـرى ،ﻓﺈﻧـﻪ ﯾﻧـزع إذا
ﺗرك اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗـﻲ ﯾﻌﻣـل ﻓﯾﻬـﺎ ،ﻓﻣﺛـل ﻫـذا اﻻﺗﺟـﺎﻩ ﯾـوﻓر اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت ﻟﻠﺗﻧﺑـؤ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾـﺔ ﺗـرك اﻟﻔـرد ﻟﻠﻣؤﺳﺳـﺔ أو
اﻟﺑﻘﺎء ﻓﯾﻬﺎ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻧﻔﺳﻲ.
وﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ أوردﻩ أﯾﺿﺎ Stevensوﺗﺑﻧـﺎﻩ ﻛـل ﻣـن 1996 Porter&Smiteﺣﯾـث وﺻـﻔوا اﻟـوﻻء
اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻧﺷـﺎط وﺗوﺟـﻪ إﯾﺟـﺎﺑﻲ ﻧﺣـو اﻟﻣﻧظوﻣـﺔ وﺟﻬـد ﻣﻣﯾـز ﯾﺑذﻟـﻪ اﻟﻔـرد ﻟﻣﺳـﺎﻋدة اﻟﻣؤﺳﺳـﺔ ﻓـﻲ ﺗﺣﻘﯾـق
أﻫداﻓﻬﺎ ،وﻣن ﻣﻧظور اﻟﻧﻣوذج اﻟﻧﻔﺳﻲ ﯾﻌد اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻧوﻋـﺎ ﻣـن اﻟﺗواﻓـق ﺑـﯾن اﻷﻫـداف اﻟﻔردﯾـﺔ وأﻫـداف
ظﻬرون رﻏﺑﺔ ﻗوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل وا ٕ ﯾﻣﺎﻧﺎ ﻛﺑﯾـرا ﻓـﻲ ﻗـﯾم اﻟﻣؤﺳﺳـﺔ
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺎﻷﻓراد ﯾﺷﻌرون ﺑﺎﻧﺗﻣﺎء ﻟﻬﺎ وﯾ
2
وأﻫداﻓﻬﺎ.
-1ﻫﯾﺟﺎن ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن :اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻠﻣدﯾر اﻟﺳﻌودي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .36
-2اﻟﻌﺿﺎﯾﻠﺔ ﻋﻠﻲ ﻣﺣﻣد :اﻻﻟﺗزام اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ وﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﺎﻟﻌواﻣل اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم واﻟﺧﺎص اﻷردﻧﯾﯾن ،ﻣﺟﻠﺔ ﻣؤﺗﺔ
ﻟﻠﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت ،اﻟﻣﺟﻠد ،10اﻟﻌدد ،6اﻷردن ،1995 ،ص .17
- 53 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻮﻻء اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﯾﻌﺗﺑــر ﻫــذا اﻟﻧﻣــوذج أن اﻟﻧﻣــﺎذج اﻟﺗــﻲ ﺗﻘــوم ﻋﻠــﻰ أﺳــﺎس اﻟﺑﺣــث ﻋــن أﺳــﺑﺎب اﻟــوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ ﯾﻣﻛــن
ﺗﺻﻧﯾﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻣوذﺟﯾن رﺋﯾﺳﯾﯾن ﻫﻣﺎ:
أوﻻ :ﻧﻣوذج اﻟﻔرد ﻛﺄﺳﺎس ﻟﻠوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ.
ﯾﻌﺗﺑ ــر ﻫ ــذا اﻟﻧﻣ ــوذج أن ﺟ ــوﻫر اﻟ ــوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣ ــﻲ ﯾﺑﻧ ــﻰ ﻋﻠ ــﻰ أﺳ ــﺎس ﺧﺻ ــﺎﺋص اﻟﻔ ــرد وﺗﺻـ ـرﻓﺎﺗﻪ،
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣﺻدر ﻟﻠﺳﻠوك اﻟﻣـؤدي إﻟـﻰ ﻫـذا اﻻﺗﺟـﺎﻩ ،وأن ﯾﻛـون ﻫـذا اﻟﺳـﻠوك ﻋﺎﻣـﺎ واﺿـﺣﺎ وﺛﺎﺑﺗـﺎ وﺗﺑﻌـﺎ ﻟﻬـذا
اﻟﻧﻣوذج ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻧظر إﻟﻰ ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻔرد ﻛﺎﻟﻌﻣر واﻟﺟﻧس واﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺧﺑرات ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣﺣـددات ﺳـﻠوك اﻟﻔـرد،
ﻟــذا ﻓــﺈن ﻫــذا اﻟﻧﻣــوذج ﯾرﻛــز ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ ﯾﺣﻣﻠــﻪ اﻷﻓـراد ﻣــن ﺧﺻــﺎﺋص ﺷﺧﺻــﯾﺔ إﻟــﻰ اﻟﻣؤﺳﺳــﺔ ،إﻟــﻰ ﺟﺎﻧــب ﻣــﺎ
1
ﯾﻣﺎرﺳوﻧﻪ داﺧل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣدد ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻬﺎ وﻻء اﻷﻓراد ﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﻬم.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻧﻣوذج اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻛﺄﺳﺎس ﻟﻠوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ.
ﯾﻘ ــوم ﻫ ــذا اﻟﻧﻣ ــوذج ﻋﻠ ــﻰ أﺳ ــﺎس أن اﻟﻌﻣﻠﯾ ــﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﺗﺣ ــدث ﻓ ــﻲ اﻟﻣؤﺳﺳ ــﺔ ﻫ ــﻲ اﻟﺗ ــﻲ ﺗﺣ ــدد اﻟ ــوﻻء
اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ،ﺣﯾـث ﯾـﺗم اﻟﺗﻔﺎﻋـل ﺑﯾﻧﻬـﺎ وﺑـﯾن اﻟﻔـرد ﻧﺗﯾﺟـﺔ اﻟﻌﻣـل ﻓﯾﻬـﺎ ﻟـذا ﯾﻧظـر إﻟـﻰ اﻟﻔـرد ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﺣﺎﻟـﺔ ﻋﻠـﻰ
أﺳﺎس أن ﻟدﯾﻪ ﺑﻌض اﻟﺣﺎﺟﺎت واﻷﻫداف اﻟﺗﻲ ﯾﺗوﻗﻊ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،أي أن ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ ﺑﯾن
اﻟﻔرد واﻟﻣﻧظﻣﺔ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ "ﺑﺎﻟﻌﻘد اﻟﻧﻔﺳﻲ" اﻟذي ﯾﺗﺿـﻣن ﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻣـن اﻟـوﻻءات واﻟﺗﻌﻬـدات اﻟﺗـﻲ ﺗﻛـون
ﻣﺣددة أو ﻏﯾر ﻣﺣـددة أو ﻏﯾـر ﻣﺣـددة ﺑﺎﻟﻧﺳـﺑﺔ ﻟﻛـﻼ اﻟطـرﻓﯾن وﺑﺎﻟﺗـﺎﻟﻲ ﯾﻛـون ﻫﻧـﺎك ﻧـوع ﻣـن اﻟـوﻻء اﻟﻣﺗﺑـﺎدل
ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن ﻣؤﺳﺳﺗﻪ.
اﻟﻔرع اﻟﺳﺎدس :ﻧﻣذوج ﻛﺎﻧﺗر :1986 Kanter
وﺿــﻊ ﻛــﺎﻧﺗر ﻣــن ﺧــﻼل ﻫــذا اﻟﻧﻣــوذج ﺛــﻼث أﻧ ـواع ﻣــن اﻟــوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ اﻟﺗــﻲ ﺗﻔرﺿــﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳــﺎت
ﻋﻠﻰ أﻓرادﻫﺎ وﻫﻲ:
أوﻻ :اﻟوﻻء اﻟﻣﺳﺗﻘﯾم.
وﯾﻣﺛل اﻟﻣدى اﻟذي ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻓﯾﻪ اﻷﻓراد اﻟﺗﺿـﺣﯾﺔ ﺑﻣﺟﻬـوداﺗﻬم وطﺎﻗـﺎﺗﻬم ﻣﻘﺎﺑـل اﺳـﺗﻣرار اﻟﻣؤﺳﺳـﺎت
اﻟﺗــﻲ ﯾﻌﻣﻠــون ﺑﻔﯾﻬــﺎ ،ﻟــذا ﻓــﺈن ﻫــؤﻻء اﻷﻓ ـراد ﯾﻌﺗﺑــرون أﻧﻔﺳــﻬم ﺟــزءا ﻣــن ﻣؤﺳﺳــﺗﻬم وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻓــﺈﻧﻬم ﯾﺟــدون
ﺻﻌوﺑﺔ ﻓﻲ اﻻﻧﺳﺣﺎب ﻣﻧﻬﺎ أو ﺗرﻛﻬﺎ.
-1اﻟﺟوﯾﺳﻲ ﺑدر ﻣﺣﻣد :اﻟروح اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ وﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﻣﺟﻠس اﻟﺷورى اﻟﺳﻌودي ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻹدارﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻧﺎﯾف ﻟﻠﻌﻠوم اﻷﻣﻧﯾﺔ ،اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،2010 ،ص ص .55-54
- 54 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻮﻻء اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ ﺑﯾن اﻟﻔرد وﻣؤﺳﺳﺗﻪ ،واﻟﺗـﻲ ﯾـﺗم ﺗﻌزﯾزﻫـﺎ ﻣـن ﺧـﻼل
ﻓﯾﻬﺟﻬود اﻷﻓراد اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن وا ٕ ﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻻﻣﺗﯾـﺎزات
اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﯾﻣﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ،وﺗﻌﺗرف ﺎ
اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺣﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻛﺈﻋطﺎء اﻟﺑطﺎﻗﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻟوﻻء اﻟرﻗﺎﺑﻲ.
ﯾﻧﺷــﺄ ﻫــذا اﻟﻧــوع ﻋﻧــدﻣﺎ ﯾﻌﺗﻘــد اﻟﻔــرد أن اﻟﻣﻌــﺎﯾﯾر واﻟﻘــﯾم اﻟﻣوﺟــودة ﻓــﻲ اﻟﻣؤﺳﺳــﺔ ﺗﻣﺛــل دﻟــﯾﻼ ﻟﺗوﺟﯾــﻪ
ﺳــﻠوك اﻷﻓ ـراد وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻓــﺈن ﺳــﻠوك أي ﻓــرد ﻓــﻲ اﻟﻣؤﺳﺳــﺔ ﯾﺗــﺄﺛر ﺑﻬــذﻩ اﻟﻣﻌــﺎﯾﯾر واﻟﻘــﯾم ،ﻛﻣــﺎ أن ﻫــذﻩ اﻷﻧ ـواع
1
اﻟﺛﻼﺛﺔ ﻟﻠوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻣﺗراﺑطﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ وأﻧﻬﺎ ﻗد ﺗوﺟد ﺑﺷﻛل ﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ وﻓﻲ آن واﺣد.
اﻟﻔرع اﻟﺳﺎﺑﻊ :ﻧﻣوذج ﻣدرﺳﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ.
ﺗﻌد ﻣدرﺳﺔ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻣن أﻷﺣدث اﻟﻣدارس ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت وﻗـد ﻗـدﻣت ﻧﻣوذﺟـﺎ ﺟدﯾـدا
ﻟدراﺳــﺔ وﺗﻔﺳ ــﯾر ظــﺎﻫر ة اﻟ ــوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑ ــﺎر أن ﺛﻘﺎﻓ ــﺔ اﻟﻣؤﺳﺳــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﺗﺗﻣﺛــل ﻓ ــﻲ اﻟﻘــﯾم اﻟﻣوﺟ ــودة ﻗ ــﯾم
اﻟﻣــدﯾرﯾن ،واﻟﺟواﻧــب اﻟﻣﻠﻣوﺳــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻣؤﺳﺳــﺔ واﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﺑﻧــﺎء اﻟﻣؤﺳﺳــﺔ ﻣﺎدﯾــﺎ وﺗﻧظﯾﻣﯾــﺎ ،وﺣﺳــب ﻧظــر ﻫــذﻩ
اﻟﻣدرﺳﺔ ﻓﺈن اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﯾﺗﺿﻣن ﺗواﺟد اﻟﺷﺧص ﻣﺎدﯾﺎ وﺗﻧظﯾﻣﯾﺎ ،وﺣﺳب ﻧظر ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ ﻓﺈن اﻟوﻻء
اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﯾﺗﺿﻣن ﺗوﺣد اﻟﺷﺧص وﻗﺑوﻟﻪ ﻟﻘﯾم وأﻫداف اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻣـل ﺑﻬـﺎ ﻛﻣـﺎ ﻟـو ﻛﺎﻧـت ﻗﯾﻣـﺔ وأﻫداﻓـﻪ
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ﯾﻌد ﻋﺎﻣﻼ أﺧﻼﻗﯾﺎ ﯾﺗﻌدى ﻣﺟرد رﺿﺎ اﻟﻔرد ﻓﻲ ﻋﻣﻠـﻪ داﺧـل
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺑﺳﺑب اﻟﺣواﻓز واﻟﻣﻛﺎﻓﺂت واﻟزﻣﻼء ذﻟك أن ﻟدى اﻟﻔرد اﻟﻣواﻟﻲ ﻟﻣؤﺳﺳﺗﻪ ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟوﻻء إﻟﻰ ﺟﺎﻧـب
اﺳﺗﻌدادﻩ ﻟﻠدﻓﺎع اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻋن ﺳﻣﻌﺔ ﻣؤﺳﺳﺗﻪ إذا ﻣﺎ ﺗطﻠب اﻟﻣوﻗف ذﻟك ،وﺣﺳب ﻫـذا اﻟﻧﻣـوذج ﻓﺈﻧـﻪ ﯾﻛـون
ﻧﺎﺑﻌﺎ ﻣن اﻹﺣﺳﺎس اﻟذاﺗﻲ ﻟﻠﻔرد اﻟذي ﯾرﺗﺑط ﺑﺑﻌض اﻟﻣظﺎﻫر اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ،ﺑل ﯾﺣد ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣظﺎﻫر اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ
ﻓــﻲ اﻟﺗﺳــرب اﻟــوظﯾﻔﻲ ،اﻟﻐﯾــﺎب ،واﻟﻌﻣــل ﺧــﺎرج وﻗــت اﻟــدوام ،ﻋــدم ﻟﺟــوء اﻟﻔــرد إﻟــﻰ اﺳــﺗﻐﻼل ﻓــرص اﻹﺟــﺎزات
2
ﻟﺗرك اﻟﻣؤﺳﺳﺔ.
-1ﻫﯾﺟﺎن ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن :اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻠﻣدﯾر اﻟﺳﻌودي ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ص .47
-2اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .60
- 55 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻮﻻء اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
وﻫــو أن ﯾﻛــرس اﻟﻔــرد ﺣﯾﺎﺗــﻪ وﯾﺿــﺣﻲ ﺑﻣﺻــﺎﻟﺣﻪ ﻟﺑﻘــﺎء اﻟﻣﻧظﻣــﺔ ﻧﺗﯾﺟــﺔ ﻻرﺗﺑﺎطــﻪ ﺑﻬــﺎ واﻋﺗﺑــﺎرﻩ ﻧﻔﺳــﻪ
ﺟــزء ﻣﻧﻬــﺎ ،ﻓﻬــو ﻻ ﯾﻧظــر ﻟﻠﻣﻛﺎﺳــب اﻟﺗــﻲ ﯾﻣﻛــن أن ﯾﺣﻘﻘﻬــﺎ ﻟــو ﯾــدﻋﻬﺎ إﻟــﻰ ﻣﻧظﻣــﺔ أﺧــرى ،وﻫــو أﯾﺿــﺎ وﻻء
ﻧﺎﺷــﻲء ﻣــن ﺗﻘــدﯾر اﻟﻔــرد ﻟﻠﻛﻠﻔــﺔ اﻟﻧﺎﺟﻣــﺔ ﻋــن ﺧﺳــﺎرﺗﻪ ﻟﻠﻣزاﯾــﺎ اﻟوظﯾﻔﯾــﺔ ﻓــﻲ ﺣــﺎل ﺗرﻛــﻪ ﻟﻣﻧظﻣﺗــﻪ واﻧﺗﻘﺎﻟــﻪ إﻟــﻰ
ﻣﻧظﻣــﺔ أﺧــرى ،وﯾﺗــﺄﺛر ﺑﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻣــن اﻟﻌواﻣــل أﻫﻣﻬــﺎ ﺗﻘــدم اﻟﺳــن وطــول ﺳــﻧوات اﻟﺧدﻣــﺔ اﻟﺗ ـﻲ ﺗﻌﺗﺑــر ﻣــن
اﻟﻣؤﺷرات ﻟوﺟود اﻟرﻏﺑﺔ ﻋﻧد اﻟﻔـرد ﻟﻼﺳـﺗﻣرار ﻓـﻲ ﻋﻣﻠـﻪ ،ﻫـذا اﻓﺗـراض أن اﻟﻔـرد ﻗـد اﺳـﺗﺛﻣر ﺟـزء ﻻ ﺑـﺄس ﺑـﻪ
ﻣن ﺣﯾﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،ﻓﺄي ﺗﻔرﯾط أو ﺗﻬﺎون ﯾؤدي إﻟﻰ ﺧﺳﺎرﺗﻪ ،وﺧﺎﺻﺔ ﻓـﻲ اﻻﺳـﺗﺛﻣﺎر ﻏﯾـر اﻟﻘﺎﺑـل ﻟﻠﻧﻘـل
إﻟﻰ ﻋﻣل آﺧر.
ب -اﻟوﻻء اﻟﻌﺎطﻔﻲ أو اﻟوﺟداﻧﻲ:
ﻓﯾﺷ ــﯾر إﻟ ــﻰ درﺟ ــﺔ ﺷ ــﻌور اﻟﻔ ــر د ﺑﺎﻻرﺗﺑ ــﺎط ﺑﺎﻟﻣﻧظﻣـ ــﺔ وﺟ ــداﻧﯾﺎ وﻧﻔﺳ ــﯾﺎ ﻣ ــﻊ اﻟرﻏﺑ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻻﻧﺗﺳـ ــﺎب
واﻻﻧدﻣﺎج واﻟﺗوﺣد ،وﻫﻛذا ﯾﺻﺑﺢ اﻻرﺗﺑﺎط ﺑﺎﻟﻣﻧظﻣـﺔ ﻟـﯾس ارﺗﺑﺎطـﺎ ﻣﺎدﯾـﺎ ﺑـل ﻧﻔﺳـﻲ وﺟـداﻧﻲ ﻧـﺎﺗﺞ ﻣـن ﺷـﻌور
اﻟﻔرد ﻟﻘﯾم اﻟﺗﻧظﯾم وارﺗﺑﺎطﻪ ﺑﻬﺎ واﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﻌﺿوﯾﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻣﻧظﻣﺔ.
وﯾﺗــﺄﺛر ﻫــذا اﻟﺑﻌــد ﺑدرﺟــﺔ إدراك اﻟﻔــرد ﻟﻠﺧﺻــﺎﺋص اﻟﻣﻣﯾ ـزة ﻟﻌﻣﻠــﻪ ﻛدرﺟــﺔ اﻻﺳــﺗﻘﻼﻟﯾﺔ وأﻫﻣﯾــﺔ اﻟﻌﻣــل
وﺗﻧــوع اﻟﻣﻬــﺎرات واﻟﺗﻐذﯾــﺔ اﻟراﺟﺣــﺔ ﻣــن اﻹﺷ ـراف ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ إدراﻛــﻪ ﺑــﺄن ﺑﯾﺋــﺔ اﻟﺗﻧظــﯾم ﺗﺳــﻣﺢ ﺑﺎﻟﻣﺷــﺎرﻛﺔ
اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺻﻧﻊ اﻟﻘرارات ،ﺳواء ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻌﻣل أو اﻟﻔرد ﻧﻔﺳﻪ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾرى ﻣـﺎﯾرو أﻟـن ﺛﻼﺛـﺔ أﻧـواع
رﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻣﺗﻐﯾرات ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟوظﯾﻔـﺔ ﯾﻌﺗﻘـد أﻧﻬـﺎ ﻣﻬﻣـﺔ ﻓـﻲ ﺗطـوﯾر اﻟـوﻻء اﻟﻌـﺎطﻔﻲ وﻫـﻲ اﻟﺧﺻـﺎﺋص اﻟﺷﺧﺻـﯾﺔ
ﺧﺻﺎﺋص ﺧﯾﺎر اﻟﻌﻣل واﻟﺗطﻠﻌﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﻣل.
ج-اﻟوﻻء اﻷﺧﻼﻗﻲ:
ﻓﯾﺷ ــﯾر إﻟ ــﻰ ﺷ ــﻌور اﻟﻣوظ ــف أﺧﻼﻗﯾ ــﺎ ﺑﺎﻻﺳ ــﺗﻣرار واﻟﺑﻘ ــﺎء ﻓ ــﻲ اﻟﻣﻧظﻣ ــﺔ دون اﻟﻧظ ــر إﻟ ــﻰ اﻟﺟواﻧ ــب
اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣﻣﻛن ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﻟو اﻟﺗﺣق ﺑﻣﻧظﻣﺔ أﺧرى ،ﺑﯾﻧﻣﺎ أﺷﺎر اﻟﺑﻌض إﻟـﻰ اﻟـوﻻء اﻷﺧﻼﻗـﻲ ﻋﻠـﻰ أﻧـﻪ اﻧﺗﻣـﺎء
اﻟﻔ ــرد اﻟﻧﻔﺳ ــﻲ إﻟ ــﻰ اﻟﻣؤﺳﺳ ــﺔ ﻣ ــن ﺧ ــﻼل ﺗﺑﻧ ــﻲ أﻫ ــداﻓﻬﺎ ،وﻗﯾﻣﻬ ــﺎ وﺳﯾﺎﺳ ــﺗﻬﺎ وﻫ ــذا اﻟﻧ ــوع ﻣ ــن اﻟ ــوﻻء ﯾﻌﻛ ــس
اﻹﺣﺳــﺎس ﺑﺎﻟﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ واﻟواﺟــب اﺗﺟــﺎﻩ اﻟﻌﻣــل ﻓــﻲ اﻟﻣؤﺳﺳــﺔ واﻟﺑﻘــﺎء ﺑﻬــﺎ وﺗﺳــدﯾد ﻣــﺎ ﻗدﻣﺗــﻪ اﻟﻣﻧظﻣ ـﺔ ﻟــﻪ ﻣــن
ﺧ ــدﻣﺎت وﺑﺗﻌزﯾ ــز ﻫ ــذا اﻟﺷ ــﻌور ﻋ ــن طرﯾ ــق اﻟ ــدﻋم اﻟﺟﯾ ــد اﻟ ــذي ﯾﺗﻠﻘ ــﺎﻩ اﻷﻓـ ـراد ﻣ ــن اﻟﺗﻧظ ــﯾم ،ﻛﺎﻟﺳ ــﻣﺎح ﻟﻬ ــم
ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ واﻟﺗﻔﺎﻋل اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻓﻲ وﺿﻊ اﻷﻫداف واﻟﺗﺧطﯾط ورﺳم اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗﻧظﯾم.
- 56 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻮﻻء اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
وﻗد أﺟرى ﻣﺎﯾرو أﻟن دراﺳﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ وﺳﺗرﻧون ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﺑﺣث ﺗطـور اﻟـوﻻء اﻟﻌـﺎطﻔﻲ
واﻟﻣﺳـﺗﻣر ﻟــدى اﻟﻌـﺎﻣﻠﯾن وﻗــد اﺳـﺗﺧدﻣن ﻣﻘﯾــﺎس اﻟـوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ وﻗـد ﺑﯾﻧــت اﻟﻧﺗـﺎﺋﺞ أن اﻟــوﻻء اﻟﻌـﺎطﻔﻲ ﯾﺗــﺄﺛر
ﺑ ــﺛﻼث أﻧـ ـواع رﺋﯾﺳ ــﯾﺔ ﻟﻣﺗﻐﯾـ ـرات ﻣ ــﺎ ﻗﺑ ــل اﻟﻌﻣ ــل ،وﻫ ــﻲ اﻟﺧﺻ ــﺎﺋص اﻟﺷﺧﺻ ــﯾﺔ وﺧﺎﺻ ــﯾﺎت ﺧﯾ ــﺎر اﻟﻌﻣـ ــل
واﻟﺗطﻠﻌﺎت اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻣن اﻟﻌﻣل ،ﻛﻣﺎ أظﻬرت اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ أﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣؤﺳﺳـﺔ أن ﺗزﯾـد ﻣـن اﻟـوﻻء اﻟﻌـﺎطﻔﻲ ،ﻣـن
ﺧــﻼل ﻣــﺎ ﺗﻘدﻣــﻪ ﻟﻠﻔــرد ﺣﯾــث ﯾﻌﻣــل اﻟــوﻻء اﻟﻌــﺎطﻔﻲ ﻋﻠــﻰ زﯾــﺎد رﻏﺑــﺔ اﻟﻔــرد ﻓــﻲ اﻻﺳــﺗﻣرار واﻟﺑﻘــﺎء ﻓــﻲ اﻟﻌﻣــل،
واﻟوﻻء اﻟﻣﺳﺗﻣر ﯾﺗﺄﺛر ﺑﺄي ﺷﻲء ﻗد ﯾﺟﻌل ﺗرك اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ أﻣرا ﺻﻌﺑﺎ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى أظﻬرت اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ
أن اﻟﺧﺑـرة ﺗـؤﺛر ﻓــﻲ ﺑﻘــﺎء اﻟﻔــرد ﻓــﻲ اﻟﻣؤﺳﺳــﺔ وﺗزﯾــد ﻣــن وﻻﺋــﻪ ﻟﻬــﺎ ،وأن اﻟــوﻻء ﻟــدى اﻟﻔــرد ﯾﺗــﺄﺛر ﺑﺧﺑراﺗــﻪ ﻗﺑــل
وﺑﻌد اﻟﺗﺣﺎﻗﻪ ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،وأن زﯾﺎدة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات وﻗﻠﺔ اﻟﺑداﺋل ﺗزﯾد ﻣن اﻟـوﻻء اﻟﻣﺳـﺗﻣر وﻗـﺎم اﻟﻌﺗﯾﺑـﻲ واﻟﺳـﺑﺎط
ﺑدراﺳ ــﺔ ﻫ ــدﻓت إﻟ ــﻰ ﻣﻌرﻓ ــﺔ درﺟ ــﺔ اﻟ ــوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣ ــﻲ ﺑﻣﻧﺳ ــوﺑﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌ ــﺔ وﻣﻌرﻓ ــﺔ اﻟﻌﻼﻗ ــﺔ ﺑ ــﯾن أﺑﻌ ــﺎد اﻟ ــوﻻء
اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ.
وﯾﺗﺑــﯾن وﺟــود ﺗــﺄﺛﯾر ﻗــوي ﻋﻠــﻰ اﻟــوﻻء اﻟﻌــﺎطﻔﻲ واﻷﺧﻼﻗــﻲ وﺑﺳــﯾط ﻋﻠــﻰ اﻟــوﻻء اﻟﻣﺳــﺗﻣر ،وأن ﻣﻧــﺎخ
اﻟﻌﻣ ــل ﻟ ــﻪ ﺗ ــﺄﺛﯾر ﻗ ــوي ﻋﻠ ــﻰ اﻟ ــوﻻء اﻟﻌ ــﺎطﻔﻲ واﻷﺧﻼﻗ ــﻲ ،وأن ﻣﻛﺎﻧ ــﺔ اﻟﻣﻧظﻣ ــﺔ ﻟﻬ ــﺎ ﺗ ــﺄﺛﯾر ﻗ ــوي ﻋﻠ ــﻰ اﻟ ــوﻻء
اﻟﻌﺎطﻔﻲ واﻷﺧﻼﻗﻲ ،وﺑﺳﯾط ﻋﻠﻰ اﻟوﻻء اﻟﻣﺳﺗﻣر وأن ﻫﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ ﻗوﯾﺔ ﺑﯾن اﻟوﻻء اﻟﻌﺎطﻔﻲ واﻷﺧﻼﻗﻲ ﻛﻣـﺎ
أن ﻟﻬﻣــﺎ ﺗــﺄﺛﯾر ﻣﺗوﺳــط ﻋﻠــﻰ اﻟــوﻻء اﻟﻣﺳــﺗﻣر ،ووﺟــود ﻋﻼﻗــﺔ ﺑــﯾن اﻟــوﻻء اﻟﻌــﺎطﻔﻲ واﻟﻣﺳــﺗﻣر وﺑــﯾن اﻟﻌــﺎطﻔﻲ
1
واﻷﺧﻼﻗﻲ وﺑﯾن اﻷﺧﻼﻗﻲ اﻟﻣﺳﺗﻣر.
د -اﻟوﻻء اﻟﺷﺧﺻﻲ:
وﻫ و ﻻء ﻟﻧﻔﺳك وﻓﻛـرك وﻓﻠﺳـﻔﺗك اﻟﺗـﻲ ﺗﻧﺗﻣـﻲ إﻟﯾﻬـﺎ وﯾـدﺧل ﺗﺣـت اﻟـوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣـﻲ اﻟﺷﺧﺻـﻲ ﻋﻠـﻰ
و
ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل اﻟوﻻء اﻟرﯾﺎﺿﻲ ﻷﺣد اﻷﻧدﯾﺔ اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ ،واﻟوﻻء اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻷﻧدﯾﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ.
ﻫـ-اﻟوﻻء اﻟدﯾﻧﻲ:
وﻫو وﻻؤك ﻟﻠدﯾن اﻟذي ﺗﻌﺗﻧﻘﻪ وﺗؤﻣن ﺑـﻪ وﯾـزداد وﻻؤك اﻟـدﯾﻧﻲ ﻛﻠﻣـﺎ اﻟﺗزﻣـت وطﺑﻘـت ﻗواﻋـد وﻣﺑـﺎدئ
ﻫذا اﻟدﯾن ﺑﺷﻛل ﺻﺣﯾﺢ.
-1ﻋﺎرف ﻋطﺎري ،ﻋﻠﻲ ﻛﺎظم :اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻠﻬﯾﺋﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗدرﯾﺳﯾﺔ ﺑﻣدارس وزارة اﻟﺗرﺑﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾم ،ﺳﻠطﻧﺔ ﻋﻣﺎن ،اﻟﻣﺟﻠد ،58ع ،2ﺟﻣﺎدى
اﻷول 1427ﻫـ-ﯾوﻟﯾو ،2007ص .25-23-22
- 57 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻮﻻء اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
وﻫــو وﻻؤك ﻟﻠﻣﻬﻧــﺔ اﻟﺗــﻲ أﺻــﺑﺣت ﻋﺿ ـوا ﻓﯾﻬــﺎ وﯾــزداد وﻻؤك اﻟﻣﻬﻧــﻲ ﻛﻠﻣــﺎ اﻟﺗزﻣــت ﺑﻣﺑــﺎدئ أو ﻗــﯾم
وأﺧﻼﻗﯾﺎت اﻟﻣﻬﻧﺔ وﻛﻠﻣﺎ ﻣﺎرﺳت اﻟﻣﻬﻧﺔ ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟﺻﺣﯾﺢ.
ز -اﻟوﻻء ﻟﻠﻌﻣﻼء:
وﻫو وﻻؤك ﻟﺟﻣﻬور اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﺑﻬﺎ ،ﻫؤﻻء اﻟﻌﻣﻼء اﻟذﯾن ﺗﻘدم ﻟﻬم اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت.
ح -اﻟوﻻء اﻟﻣطﻠق:
1
وﻫو ﺳﻌﻲ اﻟﻣﺳؤول ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟوﻻء اﻟﻣطﻠق واﻟذي ﻧﺎدرا ﻣﺎ ﯾﺣﺻﻠون ﻋﻠﯾﻪ ﻣن زﺑﺎﺋﻧﻬم.
-7ﻗﯾﺎس اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ:
ﺑــﺎﻟرﻏم ﻣــن أن ﻗﯾــﺎس اﻟــوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ ﯾﺣﻣــل اﻟﻣﻧظﻣــﺔ ﺗﻛــﺎﻟﯾف وﺟﻬــودا ﺷــﺎﻗﺔ ،إﻻ أﻧــﻪ ﯾﺣﻘــق ﻓواﺋــد
ﻛﺑﯾرة ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ ،ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠـﻰ ﺗﺻـﺣﯾﺢ اﻻﻧﺣراﻓـﺎت واﻷﺧطـﺎء ﻓـﻲ اﻟﻣﻣﺎرﺳـﺎت اﻹدارﯾـﺔ ،وﻫﻧـﺎك ﻣـن اﻟﻔواﺋـد ﻣـﺎ
ﯾﻌود ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد ،وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻌود ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ،وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻌود ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم.
وﻣﻣــﺎ ﻻﺷــك ﻓﯾــﻪ أن ﺟﻣﯾــﻊ اﻟﻣﻧظﻣــﺎت ﺗﻌﻣــل ﺑﺷــﻛل ﯾﺳــﺎﻋد ﻋﻠــﻰ ﺗﺣﻘــق ﻣﺳــﺗوﯾﺎت ﻣﻌﯾﺷــﯾﺔ ﺟﯾــدة،
ﻷﻓرادﻫــﺎ اﻟﻌــﺎﻣﻠﯾن ،وﻟﻛــﻲ ﺗﺳــﺗطﯾﻊ ﻫــذﻩ اﻟﻣﻧظﻣــﺎت اﻟوﺻــول إﻟــﻰ ﻫــذا اﻟﻬــدف ﻻﺑــد ﻟﻠﻘــﺎﺋﻣﯾن ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻣــن أن
ﯾﺗﺎﺑﻌوا ﺗﻘوﯾم ﻧﺷﺎطﻬﺎ ﻣن وﻗت ﻵﺧر ،ﻟﻠﺗﻌـرف ﻋﻠـﻰ ﻣـﺎ ﻗـد ﺗﺣﻘﻘـﻪ ﻷﻓرادﻫـﺎ ﻣـن ﻣﻛﺎﺳـب ﻣﺎدﯾـﺔ وﻣﻌﻧوﯾـﺔ ﻣـن
ﻧﺎﺣﯾﺔ ،وﻋﻠﻰ ﻗوة اﻟﺗـراﺑط ﺑـﯾن أﻓرادﻫـﺎ ﻣـن ﻧﺎﺣﯾـﺔ أﺧـرى ،وﻧظـرا ﻟﻼرﺗﺑـﺎط اﻟﻘـﺎﺋم ﺑـﯾن ﻣـﺎ ﻗـد ﺗﺣﻘﻘـﻪ اﻟﻣﻧظﻣـﺎت
ﻷﻓرادﻫ ــﺎ ﻣـ ـن ﻣﻛﺎﺳ ــب ﻣﺎدﯾ ــﺔ وﻣﻌﻧوﯾ ــﺔ وﺑ ــﯾن وﻻﺋﻬ ــم ﻟﻬ ــﺎ ﻓﺈﻧ ــﻪ ﯾﻣﻛ ــن ﻋ ــن طرﯾ ــق ﻗﯾ ــﺎس ﻣ ــدى وﻻء اﻷﻓـ ـراد
ﻟﻣﻧظﻣﺎﺗﻬم ﺗﻘدﯾر ﻧﺟﺎح ﻫذﻩ اﻟﻣﻧظﻣﺔ أو ﻓﺷﻠﻬﺎ.
وﺑــذﻟك ﯾﺟــب ﻋﻠــﻰ اﻹدارة اﻟﺣﻛﯾﻣــﺔ ﻗﺑــل أن ﺗﺑــدأ ﻓــﻲ رﺳــم اﻟﺳﯾﺎﺳــﺎت أو اﺗﺧــذا اﻟﺧط ـوات اﻟﻼزﻣــﺔ
اﻟزﯾﺎدة وﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟوﻻء ﺑﯾن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ،أن ﺗﺟﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺣول ﻣؤﺛرات واﺗﺟﺎﻫﺎت وﻣﺣددات اﻟوﻻء،
ﻓﻌﻣﻠﯾﺔ ﻗﯾﺎس اﻟوﻻء ﺗﻌﺗﺑر ظﺎﻫرة إدارﯾﺔ واﻋﯾﺔ وﻫﺎدﻓﺔ ،ﺗﺟﻧﻲ اﻟﻣﻧظﻣـﺔ واﻟﻌـﺎﻣﻠون ﻣـن رواﺋﻬـﺎ ﻓـق5واﺋـد ﻛﺛﯾـرة
وﻣن ﻫذﻩ اﻟﻔواﺋد ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-1ﯾﻘدم ﻗﯾﺎس اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻺدارة ﻣؤﺷرات داﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻷداء اﻟوظﯾﻔﻲ ،وﻫـذا ﯾﻣﻛـن اﻟﻣﻧظﻣـﺔ ﻣـن
أن ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾـد ﻣوﻗﻌﻬـﺎ واﺗﺟﺎﻫﻬـﺎ ﻗﯾﺎﺳـﺎ إﻟـﻰ ﻓﺗـرة ﺳـﺎﺑﻘﺔ ﻣـن اﻟوﻗـت ،أو أﻧﻬـﺎ ﺗﺳـﺗﺧدم أﺳـﻠوب اﻟﻣﻘﺎرﻧـﺔ
ﻟﻣﺳﺗوى إدارات اﻟﻣﻧظﻣﺔ أو ﻓﺋﺎت اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﯾﻬﺎ.
-1ﻣدﺣت ﻣﺣﻣد أﺑو ﻧﺻر :ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻣﻬﺎرات ،ﺑﻧﺎء وﺗدﻋﯾم اﻟوﻻء اﻟﻣؤﺳﺳﻲ ﻟدى اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن داﺧل اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،إﯾﺗراك ،ط ،1اﻟﻘﺎﻫرة ،2005 ،ص .40
- 58 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻮﻻء اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
-2ﺗدﺧل ﻓﻲ ﺗرﻛﯾب أﺑﻌﺎد ﻣﺎدﯾﺔ وﻣﻌﻧوﯾﺔ وا ٕ ﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣﺷﺎﻋر واﻻﺗﺟﺎﻫﺎت ﻧﺣو اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻣور
اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎﻣﻠﯾن واﻟﺗﻧظﯾم ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳـواء ،ﻟـذﻟك ﯾﺗرﺗـب ﻋﻠـﻰ اﻹدارة اﻟﺟﯾـدة اﻟﺗﻌـرف ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﺷـﺎﻋر
1
واﻷﺣﺎﺳﯾس واﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت ﺣﺗﻰ ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﻗﯾﺎس وﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺎ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ اﻷﻓراد ﻣن وﻻء ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻧظﻣﺔ.
-3إ’ن ﻗﯾــﺎس اﻟــوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ ﻫــو ﺑﻣﺛﺎﺑــﺔ أداء ﺗﺷﺧﯾﺻــﯾﺔ ﺟﯾــدة ﺗﻌﺗﻣــد اﻹدارة اﻟﻧﺎﺟﺣــﺔ ﻋﻠــﻰ اﺳــﺗﺧداﻣﻬﺎ
ﻟﻘﯾ ــﺎس ﻣﻌرﻓ ــﺔ ﻣﺷ ــﻛﻼت واﻟﻣﻌوﻗ ــﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﺗواﺟ ــﻪ اﻷﻓـ ـراد واﻟﺗﻧظ ــﯾم وﻣ ــن ﺛﻣ ــن اﻟﻌﻣ ــل ﻋﻠ ــﻰ إﯾﺟ ــﺎد اﻟﺣﻠ ــول
اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ.
-4إن اﻟﺑﺣوث اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺑﺣث اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣـﻲ ﺗﻌـود ﺑـﺎﻟﻧﻔﻊ ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻧظﻣـﺔ واﻷﻓـراد ،ﻛـون
اﻷﻓـراد ﯾﺗوﻟــد ﻋــﻧﻬم اﻟﺷــﻌور ﺑﺎﻷﻫﻣﯾــﺔ ﻧﺗﯾﺟــﺔ ﻻﻫﺗﻣــﺎم اﻹدارة ﺑﻬــم ،ﻣﻣــﺎ ﯾــﻧﻌﻛس ﺑــﺄﺛر إﯾﺟــﺎﺑﻲ ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻧظﻣــﺔ
وﻋﻠﻰ اﻷﻓراد .وﻫذﻩ اﻵﺛﺎر اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﺗﺗراوح ﺑﯾن اﻟرﻏﺑـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻌﻣـل وزﯾـﺎدة اﻟﺛﻘـﺔ واﻟﻣﺻـداﻗﯾﺔ ،ﻛﻣـﺎ ﺗﻠﻌـب ﻫـذﻩ
اﻟﺑﺣوث أﻫﻣﯾﺔ ﻓـﻲ ﺗﻧﻣﯾـﺔ ودﻋـم أﻧﻣﺎطـك اﻻﺗﺻـﺎل اﻹداري اﻟﺟﯾـد ،وﺗﺷـﺟﯾﻊ اﻷﻓـراد ﻋﻠـﻰ اﻟﺗﻌﺑﯾـر ﻋـن آراﺋﻬـم
وﻣﻘﺗرﺣﺎﺗﻬم وﻧﻘﻠﻬﺎ ﻟﻺدارة.
-5ﺗﺣﻘــق ﻫــذﻩ اﻷﺑﺣــﺎث ﻓﺎﺋــدة ﻛﺑﯾـرة ﻟﻠﻣﻧظﻣــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻌﻣــل ﻣــن ﺣﯾــث اﻟﻘــدرة ﻋﻠــﻰ إﺣــداث ﺗﻐﯾـرات ﻓــﻲ اﻹدارة
وظــروف اﻟﻌﻣــل ،ﺣﯾــث ﯾﻌﺗﺑــر ﻗﯾــﺎس اﻟــوﻻء أداة ﻟﺗﺷــﺧﯾص اﻟﻧﻘــﺎط اﻟﺗــﻲ ﻗــد ﺗــؤﺛر ﻓــﻲ رﻓــﻊ أو ﺧﻔــض وﻻء
2
اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻟﻠﺗﻧظﯾم.
وﺗﺳ ــﺗﺧدم اﻟﻛﺛﯾ ــر ﻣ ــن اﻟﻣﻧظﻣ ــﺎت أﺳ ــﺎﻟﯾب ﻣﺑﺎﺷـ ـرة وﻏﯾ ــر ﻣﺑﺎﺷـ ـرة ﻟﻠﺗﻌ ــرف ﻋﻠ ــﻰ ﻣﺳ ــﺗوﯾﺎت اﻟ ــوﻻء
اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﯾﻬﺎ ،ﺣﯾث ﯾﺻﻧف وﺳﺎﺋل ﻗﯾﺎس اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-اﻟﻣﻘــﺎﯾﯾس اﻟﻣوﺿــوﻋﯾﺔ :وﻫــﻲ ﻣــن اﻟطــرق اﻟﺑﺳــﯾطﺔ واﻟﺷــﺎﺋﻌﺔ اﻻﺳــﺗﺧدام ﺑﺣﯾــث ﯾﺣﻠــل ﻋــددا ﻣــن اﻟظـواﻫر
اﻟﻣﻌﺑـرة ﻋــن درﺟــﺔ اﻟــوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ ﻟﻠﻌــﺎﻣﻠﯾن وﻫــﻲ ﺗﺳــﺗﺧدم وﺣــدات ﻗﯾــﺎس ﻣوﺿــوﻋﯾﺔ ﻛرﺻــد اﻟﺳــﻠوك ﻣﺛــل:
رﻏﺑ ــﺔ اﻟﻔ ــرد ﻓ ــﻲ اﻟﺑﻘ ــﺎء ﻓ ــﻲ اﻟﻣﻧظﻣ ــﺔ ،ﻣﺳ ــﺗوى أداء اﻟﻌ ــﺎﻣﻠﯾن ،اﻟﻐﯾﺎﺑ ــﺎت ﻓ ــﻲ اﻟﻌﻣ ــل ،دوران اﻟﻌﻣ ــل ،ﺗﻌط ــل
اﻵﻻت ،ﻛﺛرة اﻟﺣوادث ﻓﻲ اﻟﻌﻣل.
وﯾرى أن ﻫذﻩ اﻟﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ﺗﻔﯾد ﻓﻲ اﻟﺗﻧﺑﯾﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ اﻟﺗﻲ ﻗد
ﺗﺣدث ،وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻻ ﺗوﻓر ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ ﺗﺑﯾن أﺳﺑﺎب اﻟﻣﺷﻛﻼت أو ﻋﻼﺟﻬﺎ.
-1ﻣوﺳﻰ اﻟﻠوزي :اﻟﺗطوﯾر اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ أﺳﺎﺳﯾﺎت وﻣﻔﺎﻫﯾم ﺣدﯾﺛﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ص .140-139
-2اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص ص .141-140
- 59 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻮﻻء اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
-اﻟﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟذاﺗﯾﺔ :وﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣﻘﺎﯾﯾس ﯾﻘﯾس وﻻء اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺄﺳﺎﻟﯾب ﺗﻘدﯾرﯾﺔ ذاﺗﯾﺔ ،وذﻟـك ﻋـن
طرﯾق ﺗﺻﻣﯾم ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺗﺗﺿﻣن أﺳـﺋﻠﺔ ﺗوﺟـﻪ ﻟﻸﻓـراد اﻟﻌـﺎﻣﻠﯾن ﺑﺎﻟﻣﻧظﻣـﺔ ﻟﻠﺣﺻـول ﻋﻠـﻰ ﺗﻘـدﯾر ﻣـن ﺟـﺎﻧﺑﻬم ﻋـن
درﺟﺔ اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ،وﯾﻌد ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻷﻛﺛر ﻗدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺷـﺧﯾص درﺟـﺔ اﻟـوﻻء ﺳـﻠﺑﺎ أو إﯾﺟﺎﺑـﺎ ،وأﻓﺿـل
طرﯾﻘﺔ ﻟﺗطﺑﯾق ﻫذا اﻟﻣﻘﯾﺎس ﻫﻲ ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻻﺳﺗﺑﺎﻧﺔ ﻋن طرﯾق أﺳﻠوﺑﯾن:
*إﻣﺎ ﻋن طرﯾق ﺗوﺟﯾﻪ ﺳؤال أو ﻣﺟﻣوﻋﺔ أﺳـﺋﻠﺔ ﻣﺑﺎﺷـرة ﻟﻸﻓـراد ،وﯾطﻠـب ﻣـﻧﻬم ﺗﺣدﯾـد ﻣﺳـﺗوى وﻻﺋﻬـم وﻣـدى
-1ﻋﺑوي زﯾد ﻣﻧﯾر :اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري ﻣﺑﺎدﺋﻪ وأﺳﺎﺳﯾﺎﺗﻪ ،دار أﺳﺎﻣﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن ،ط ،2002 ،1ص ص 221-220
- 60 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻮﻻء اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
وﻫــو ﻣﺣﺎوﻟــﺔ ﻟﻘﯾــﺎس اﻟــوﻻء اﻟﻘﯾﻣــﻲ ﻣــن ﺧــﻼل 06ﻓﻘ ـرات ﻋﺑــرت ﻛــل ﻣﻧﻬــﺎ ﻋــن ﻣﺟــﺎل اﻟﺗﺧﺻــص،
اﻟﻌﻣ ــل ﻣ ــﻊ اﻟ ــزﻣﻼء ﺑﻛﻔ ــﺎءة ﻋﺎﻟﯾ ــﺔ ،ﺑﻧ ــﺎء ﺳ ــﻣﻌﺔ ﺟﯾ ــدة ﻟ ــﻪ ،اﻟﻌﻣـ ـل ﻋﻠ ــﻰ ﻣواﺟﻬ ــﺔ اﻟﺻ ــﻌوﺑﺎت واﻟﺗﺣ ــدﯾﺎت،
اﻟﻣﺳــﺎﻫﻣﺔ ﺑﺄﻓﻛــﺎر ﺟدﯾــدة ﻓــﻲ ﺣﻘــل اﻟﺗﺧﺻــص ،وﻗــد اﺳــﺗﺧدم ﻣــن أﺟــل ﺗﺣدﯾــد اﻷﻫﻣﯾــﺔ اﻟﻧﺳــﺑﯾﺔ ﻟﻛــل ﻓﻘـرة ﻣــن
1
اﻟﻔﻘرات أﻋﻼﻩ ،ﻣﻘﯾﺎس ﺧﻣﺎﺳﻲ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ.
-1ﺧﺿﯾر ﻧﻌﻣﺔ وآﺧرون :اﻻﻟﺗزام اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ وﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص ص .79-78
- 61 -
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﻮﻻء اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﺧﻼﺻﺔ:
إن اﻟﺣﺎﺟــﺔ اﻟﻣﺎﺳــﺔ ﻟﺻــﻧﺎﻋﺔ اﻷﻓ ـراد اﻟﻘــﺎدرﯾن ﻋﻠــﻰ اﻟﻧﻬــوض ﺑواﻗــﻊ اﻟﻣؤﺳﺳــﺔ ،ﯾﺗطﻠــب اﺑﺗــداء ﻗﯾــﺎم
اﻟﻘـﺎدة ﺑــدورﻫم ﻓـﻲ ﺻــﻧﺎﻋﺔ اﻟـوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ ﻟـدى اﻷﻓـراد اﻟـذﯾن ﯾﻘﻌــون ﺗﺣـت إﺷـراﻓﻬم ،وذﻟـك ﻟﺗﺣﻘﯾــق أﻫــداﻓﻬﺎ
ﺑﻛﻔــﺎءة وﻓﻌﺎﻟﯾــﺔ ،ﻓــوﻻء اﻷﻓ ـراد ﻻ ﯾــﻧﻌﻛس ﻋﻠــﻰ أداﺋﻬــم داﺧــل اﻟﻣﻧظﻣــﺔ ﻓﻘــط ،وا ٕ ﻧﻣــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﺟﻣﻬــور اﻟﺧــﺎرﺟﻲ
أﯾﺿــﺎ ،ﻟــذﻟك ﻻﺑــد ﻣــن ﻗﯾــﺎس اﻟــوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ ﻟــدى اﻷﻓ ـراد ﻟﻠﺗﻌــرف ﻋﻠــﻰ ﻧﻘــﺎط اﻟﻘــوة واﻟﺿــﻌف ،ﺑﺣﯾــث ﯾــﺗم
اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻧﻘﺎط اﻟﻘوة واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﺿﻌف ﻣن أﺟل اﻟوﺻول إﻟﻰ إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻣرﺿﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل.
- 62 -
اﻟﻤﺪاﺧﻞ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ
ﺗﻣﻬﯾد:
اﻫﺗم اﻟﻔﻛر اﻹداري ﺑﺗﻔﺳﯾر اﻟﺳﻠوﻛﺎت داﺧل اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ﻟﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن أﺛر ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻋﻠﯾـﺔ اﻟﻣـورد اﻟﺑﺷـري
وﻋﻠﻰ ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾم ﻟذا ﺣﺎوﻟت اﻟﻧظرﯾﺎت إﻋطﺎء ﺗﻔﺳﯾرات ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠﺳﻠوﻛﺎت اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺗﻔﺎﻋﻼت أﻋﺿـﺎء
اﻟﺗﻧظــﯾم ﺑﻣﺧﺗﻠــف ﺗوﺟﻬﺎﺗﻬــﺎ ﻟﻠﺣﻔــﺎظ ﻋﻠــﻰ اﺳــﺗﻘرار واﺳــﺗﻣرار اﻟﺗﻧظــﯾم ﻓــﻲ أداء رﺳــﺎﻟﺗﻪ واﻟﺣﻔــﺎظ ﻋﻠــﻰ ﻣــوردﻩ
اﻟﺑﺷري ،وﺗﺣﺳﯾن اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ.
وﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل ﻧـورد ﻣﺟﻣوﻋـﺔ اﻟﻧظرﯾـﺎت اﻟﺗـﻲ اﻫﺗﻣـت ﺑﺗﺣﻠﯾـل وﺗﻔﺳـﯾر ﻛـل ﻣـن اﻟﻌﻼﻗـﺎت ﻏﯾـر اﻟرﺳـﻣﯾﺔ
واﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻠﻌﺎﻣل داﺧل اﻟﻣؤ ﺳﺳﺔ.
- 64 -
اﻟﻤﺪاﺧﻞ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ
-1طﻠﻌت إﺑراﻫﯾم ﻟطﻔﻲ :ﻋﻠم اﺟﺗﻣﺎع اﻟﺗﻧظﯾم ،ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻏرﯾب اﻟﻧﺟﺎﻟﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،1985 ،ص.157
-2ﺳﻌد ﻋﺑد ﻣرﺳﻲ ﺑدر :اﻻﯾدوﻟوﺟﯾﺎ وﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾم ،دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺟﯾدة ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،1990 ،ص .253
- 65 -
اﻟﻤﺪاﺧﻞ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ
ﻟﻘد أوﺿﺢ ﺑﺎرﺳوﻧز أن اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺄﻧﻬﺎ وﺣدات اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟدﯾﻬﺎ أﻫداف ﻣﺣددة ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ
ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ وﻫذا ﻋن طرﯾق إﺟراءات ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ وﺗواﻓر اﻻﺟراءات واﻷﻫداف ﯾؤدي إﻟﻰ ﻣﻧﺢ اﻟﺗﻧظﯾم طﺎﺑﻌﺎ ﯾﻣﯾزﻩ
1
إﻟﻰ ﺣد ﻣﺎ ﻋن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﻣﺎ ﯾﺳﻬل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻌرﯾف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﻛل اﻟﺑﻧﺎﺋﻲ ﻟﻠﺗﻧظﯾﻣﻲ.
إن ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﺟﺎءت ﻟدراﺳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟظروف اﻟﻔﯾزﯾﻘﯾﺔ واﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﺑﺎﻓﺗراء وﺟود ﻋﻼﻗﺔ طردﯾﺔ
ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،ﺛم ﻧﺣت ﻣﻧﺣﻰ آﺧر ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻌد .
ﻣﺎ ﯾﺄﺧذ ﻋﻠﯾﻬﺎ أﯾﺿﺎ أﻧﻬﺎ أﺟرت ﺗﺟﺎرﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋدد ﻣﺣدود ﻣن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن،ﻣﻣﺎ ﻻ ﯾﺛﺑت دﻗﺔ ﻧﺗﺎﺋﺟﻬﺎ
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺎن ﺗﻌﻣﯾم اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ أﻣر ﻣﺷﻛوك ﻓﯾﻪ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ .
-اﻓﺗرﺿت ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ أن اﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﯾؤدي اﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻻﻫداف اﻟرﺳﻣﯾﺔ وﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ
ﺳطﺣﯾﺔ ﻻن اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﺗﺣدد وﻓﻘﺎ ﻟﻌواﻣل ﻣﺗﻌددة .
-ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ رﻛزت ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﻔرد،رﻏم أن ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔرد ﻻ ﯾﻣﻛن أن
ﯾﺗﺣﻘق إﻻ ﺑرﻏﺑﺔ اﻟﻔرد ﻓﻲ اﻻﻧﺗﻣﺎء ﻋﻠﯾﻬﺎ أوﻻ .
-ﻛﻣﺎ أن ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ رﻛزت ﻋﻠﻰ اﻟدواﻓﻊ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﺗﺟﺎﻫﻠﺔ ﺑﺎﻗﻲ اﻟدواﻓﻊ.
2
-رﻛزت ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻐﯾر رﺳﻣﻲ ﻣﺗﺟﺎﻫﻠﺔ ﺑذﻟك اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ.
ﻫذﻩ ﻣﻌظم اﻻﻧﺗﻘﺎدات اﻟﺗﻲ وﺟﻬت ﻟﻬذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ إﻻ أﻧﻪ ﯾﺑﻘﻰ إﻟﻰ أﻧﻬﺎ اﻟراﺋدة ﻓﻲ إﻗرارﻫﺎ ﻷﻫﻣﯾﺔ
اﻟﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺎت ﻛﻣﺎ اﻫﺗﻣت أﯾﺿﺎ ﺑﻔﺣص ﺑﻧﺎء ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل ،وذﻟك ﻟﻣﻌرﻓﺔ أﻋﺿﺎﺋﻬﺎ
وﻣراﻛزﻫم وﺗﺣﻠﯾل ﺷﺑﻛﺎت اﻻﺗﺻﺎل داﺧﻠﻬﺎ وذﻟك ﻣن أﺟل ﻛﺷف اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ وﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ
ورﺑط اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﺑﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﺗﻧظﯾم ﻛﻛل،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻫﺗﻣﺎﻣﻬﺎ ﺑدرﺟﺔ ﺗﻣﺎﺳك اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ وأﺳﺑﺎﺑﻪ وظﺎﻫرﻩ
3
وارﺗﺑﺎطﺎﺗﻪ.
-1ﻧظرﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ:
ﻧﺷﺄة ﺣرﻛﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ و ﺗطورت ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﻓﺗرة ﻣطﻠﻊ اﻟﻘرن 20
) ،(1920-1900وﻗد ﺷﻬدت ﺗﻠك اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﺗطور اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ أﺳﯾﺎﺳﯾﺎ ﺷﻣل اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ
4
اﻟطرق ووﺳﺎﺋل اﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ،وزﯾﺎدة وﺗرﻛﯾز ﻓﻲ ﻋدد اﻟﺳﻛﺎن ﺑﺎﻟﻣدن ،واﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ.
-1ﻋﻠﻲ ﻋﺑد اﻟرزاق ﺣﻠﺑﻲ :دراﺳﺔ ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،ﺑﯾروت ،1985 ،ص .17
-2ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ﻣﺻطﻔﻰ :اﻹدارة واﻟﺗﻧظﯾم ،ﺑدون دار اﻟﻧﺷر ،2001 ،ص .30
-3ﻋﻠﻲ ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ :ﻋﻠم إﺟﻧﻣﺎع اﻟﺗﻧظﯾم ،دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،2002 ،ص .153
-4ﻋﻠﻲ اﻟﺳﻠﻣﻲ :ﺗطور اﻟﻔﻛر اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ،دار ﻏرﯾب ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ص .67
- 66 -
اﻟﻤﺪاﺧﻞ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ
ﯾﻌﺗﺑر ﻓرﯾدﯾرﯾك ﻧﺎﯾﻠور F.taylorﻣن رﺟﺎل اﻹﻧﺗﺎج و اﻹدارة ،وﻟﻘد ﺑدأ ﻧﺎﺑﻠور ﻣن أﺑﺳط اﻟوظﺎﺋف
ﺣﯾث ﻋﻣل ﻣﻧذ ﻣطﻠﻊ ﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﺑدأت ﻓﻲ ﻣﺎرس 1856ﻛﺗﻠﻣﯾذ ﺻﻧﺎﻋﻲ ﻓﻲ ورﺷﺔ ﺻﻐﯾرة ﺛم أﺻﺑﺢ
ﻋﺎﻣﻼ ﺑﺷرﻛﺔ "ﻣﯾدﻓل" ﻟﻠﺣدﯾد و اﻟﺻﻠب و ﺗدرج ﻣن ﻋﺎﻣل ﺑﺳﯾط إﻟﻰ رﺋﯾس ﺟﻣﺎﻋﺔ إﻟﻰ ﻣﻼﺣظ ﻋﻣﺎل ﺛم
1
دﺧل ﺳﻠك اﻟﻣﻬﻧدﺳﯾن ﺑﻌد ﺗرﻗﯾﺗﻪ ﻣن ﻣﺳﺎﻋد اﻟﻣﻬﻧدﺳﯾن إﻟﻰ أن أﺻﺑﺢ ﻛﺑﯾر اﻟﻣﻬﻧدﺳﯾن ﺑﺎﻟﺷرﻛﺔ".
ﺑﻌد ﻓرﯾدرﯾك ﺗﺎﯾﻠور ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ أﺑو اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،وﻗد رﻛز اﻫﺗﻣﺎﻣﻪ ﻋﻠﻰ إﻋطﺎء اﻟﻌﻣل طﺎﺑﻌﺎ ﻋﻠﻣﯾﺎ
ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟورش اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،ﻓﻔﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ﻛﺎن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﯾﺗوﺳﻊ ﺑدرﺟﺔ
ﻣﻠﺣوظﺔ ،وﻗد ظﻬرت ﻣﺷﻛﻼت ﻧﻘص اﻟﯾد اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ،اﺗﺟﻬت اﻷﻧظﺎر ﻧﺣو ﻣﺷﻛﻼت اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ وزﯾﺎدة
اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﻬﺎ ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺧﻔﯾض اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ،وﻗد ﻛﺎن أﻛﺛر اﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻫﺗﻣﺎﻣﺎ ﺑﻬم اﻟﻣﻬﻧدﺳون اﻟﺻﻧﺎﻋﯾون
2
واﻟﻣﯾﻛﺎﻧﯾﻛﯾون.
وأﺛﻧﺎء ﻋﻣل ﺗﺎﯾﻠور ﻻﺣظ اﻧﺧﻔﺎض اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ وﺿﯾﺎع اﻟوﻗت و اﻟﺟﻬد واﻟﻣوارد دون ﺗﺣﻘﯾق ﻓﺎﺋدة
إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻣﺛﻠﻰ ،وﺳرﻋﺎن ﻣﺎ أﺧذ ﺑﺈﺟراءات اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ ﻣن أﺟل زﯾﺎدة اﻟﻛﻔﺎءة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ و ﺿﺑط
3
اﻟوﻗت و اﻟﺟﻬد.
وﻗد رﻛزت ﻫذﻩ اﻟﺗﺟﺎرب ﻋﻠﻰ اﻟﺟواﻧب اﻟﻔﻧﯾﺔ دون ﻏﯾرﻫﺎ رﻏم أن ":ﺗﺎﯾﻠور" ﻛﺎن ﯾدرك أﻫﻣﯾﺔ
اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺑﺷري.
أﻣﺎ ظﻬرت ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﺗﻌرف ﺑﺈدارة اﻟورش ،ﻛﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﻌرف ﺑﺎﻟﺗﺎﯾﻠورﯾﺔ ﺛم ﻋرﻓت ﺑﻌد
ذﻟك ﺑﺎﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،وﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻋﻠم ﯾﺣوي ﻣﺑﺎدئ و ﻗواﻧﯾن إذا اﺗﺑﻌت ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗؤدي إﻟﻰ
ﺗﺣﻘﯾق ﻣطﺎﻟب اﻟﻌﻣﺎل ،وﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل واﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﻓن ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﻬﺎ ﺗﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻌﻧﺎﺻر
4
اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ رﻗﺎﺑﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ،وﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﺳﻠوﻛﻬﺎ ﺑدﻗﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ .
رﻛزت ﻫذﻩ اﻟﺗﺟﺎرب ﻋﻠﻰ اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣل واﻹﻧﺗﺎج وذﻟك ﺑﺎﻟﺣد ﻣن اﻹﺳراف
واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺧﻔﯾض ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻌﻣل واﻹﻧﺗﺎج ﻣﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺑﺷري اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻧظر إﻟﯾﻪ
ﻋﻠﻰ أﻧﻪ آﻟﺔ ﺑﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﻫدﻓﻬﺎ اﻟﻛﺳب اﻟﻣﺎدي ﻓﻘط ﻣﻊ وﺟود اﻷﻧﺎﻧﯾﺔ واﻟﻛﺳل ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟواﺟﺑﺎت واﻟﺗرﻛﯾز
ﻋﻠﻰ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ أﺛر ﻣن اﻟﻌﻣﺎل ﻻ اﻟﻣﻧﻔذﯾن.
-1ﻗﺟﺔ رﺿﺎ :أداء اﻟﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ،ط ،2003 ،1ص .9
-2رﻏد اﻟﺣﺻن اﻟﺻرن :ﻧظرﯾﺎت اﻹدارة و اﻷﻋﻣﺎل ،دار اﻟرﺿﺎ ﻟﻠﻧﺷر ،ﺳورﯾﺎ ،ﻣﺷق ،ط ،1،2004ص .36
-3اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .9
4
ﺻﻼح اﻟﺳﺗواﻧﻲ :إدارة اﻻﻓراد و اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،ﻣدﺧل اﻷﻫداف ،ﻣؤﺳﺳﺔ ﺷﺑﺎب اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ،ﻣﺻر ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،1999 ،ص .41
- 67 -
اﻟﻤﺪاﺧﻞ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ
ﺣﯾث ﺧﻠص ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾﻠﻪ إﻟﻰ ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ أن ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﺑدﯾﻠﺔ ﻋن أﺳﻠوب
اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ و اﻟﺧطﺄ اﻟذي ﺷﺎع اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﯾﻪ ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ﺣﯾث أوﺟد ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﺣرﻛﺔ و اﻟزﻣن،
1
أي اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺣرﻛﺎت و ﻛذﻟك ﻓﻲ اﻟزﻣن.
وﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫذﻩ اﻷﻓﻛﺎر ﻧﺎدي ﺗﺎﯾﻠور ﺑﺿرورة ﺗطﺑﯾق اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ-:
-ﻓﺻل ﻣﻬﺎم اﻟﺗﺧطﯾط ﻋن ﻣﻬﺎم اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،ﺑﺣﯾث ﺗﺗوﻟﻰ اﻹدارة ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﺧطﯾط وﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻣل و ﯾﺗوﻟﻰ
اﻟﻌﻣﺎل ﻣﻬﺎم اﻟﺗﻧﻔﯾذ.
-ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻌﺎو ن ﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎل واﻹدارة ﻹﻧﺟﺎز اﻷﻋﻣﺎل ﺑطرﯾﻘﺔ اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ و اﻟﺳﻠﯾﻣﺔ .
-اﺳﺗﺑدال اﻟطراﺋق اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻷداء اﻷﻋﻣﺎل ﺑﺎﻟطراﺋق اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺣث و اﻟﺗﺣﻠﯾل ﺑدﻻ ﻣن
اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻻﻋﺗﺑﺎطﯾﺔ و اﻟﺧﺑرة ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑذﻟك.
-اﻻﺧﺗﺑﺎر اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟﺳﻠﯾم اﻟﻌﻣﺎل و ﺗدرﯾﺑﻬم وﻓق اﻷﺳﻠوب اﻟﻌﻠﻣﻲ ﺑﻬدف اﺗﻔﺎﻗﻬم ﻟﻠﻧﺷﺎط و ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻗدراﺗﻬم.
وﻟﻘد رﻛز ﺗﺎﯾﻠور ﻓﻲ أﺑﺣﺎﺛﻪ و ﺗﺟﺎرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻛﺗﺷﺎف اﻟطراﺋق اﻟﺗﻲ ﻣن ﻧﺷﺄﺗﻬﺎ زﯾﺎدة إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣل
وزﯾﺎدة أﺟرة ﻋﻠﻰ أﺳﺎس رﺑط اﻷﺟر ﺑﺎﻹﻧﺗﺎج ،ﺑﺗﺣدﯾد اﻟطرﯾﻘﺔ اﻷﻓﺿل ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ اﻟﺣرﻛﺔ و اﻟوﻗت
ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣل ﺑﻌد ﺗﺟزﺋﺗﻪ إﻟﻰ ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺟزﺋﯾﺔ ،وﻗﺎل ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺟب أن ﯾﺣل اﻟﻧوع اﻟوظﯾﻔﻲ ﻟﻺدارة ﻣﺣل اﻟﻧوع
اﻟﻌﺳﻛري ﺑﺣﯾث ﯾﻛون ﻟﻛل رﺋﯾس وظﯾﻔﻲ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻣﺎل ،ﻟذﻟك ﻓﻘد اﻗﺗرح أن ﯾﻛون ﻓﻲ ﻛل ﻣﺻﻧﻊ
اﻷﻧواع اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻌﻧﺎﺻر اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻫﻲ :
-ﻣﻼﺣظ اﻟﻔﺣص) اﻟﻣﻌﺎﯾن( .
-ﻣﻼﺣظ اﻟﺗﺻﻠﯾﺢ.
-ﻣﻼﺣظ اﻟﺳرﻋﺔ .
-ﻣﻼﺣظ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ.
إن اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺗﺳﻌﻰ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﻣﺗﻣﯾزة اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
-ﻣﻌرﻓﺔ اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ و اﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﺳوق.
-ﺿﻣﺎن اﺳﺗﻣرار ﺗوظﯾف اﻟﻌﺎﻣل ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺧططﺔ اﻟﻣﺗوازﻧﺔ و ﺗوﻓﯾر ﻓرص اﻟﻛﺳب .
-اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ طراﺋق وأﺳﺎﻟﯾب إدارﯾﺔ ﺟدﯾدة ﺗﻣﻧﻊ اﻟﺧﺳﺎﺋر و ﺗﺣﻘﯾق دﺧل أﻛﺑر ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﯾن .
-ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺳﺗوى أﻋﻠﻰ ﻟﻠﻣﻌﯾﺷﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ زﯾﺎدة دﺧل اﻟﻌﻣﺎل .
-ﺿﻣﺎن ﺑﯾت و ﺣﯾﺎة اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺳﻌﯾدة ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﯾن .
1
اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص ص .10 ،9
- 68 -
اﻟﻤﺪاﺧﻞ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ
1
اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص .37،38،39
2
رﺿﺎ ﻗﺟﺔ :ﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ص .12 ،11
- 69 -
اﻟﻤﺪاﺧﻞ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ
-1اﻋﺗﻣد ﺗﺎﯾﻠور ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ اﻟﺣرﻛﺔ و اﻟوﻗت وﻫذا ﻣﺎ ﺟﻌل اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ آﻻت ﻣﺳﺗﻣرة ﻟﺧدﻣﺔ أﺻﺣﺎب
اﻟﻣﺻﺎﻧﻊ.
-2اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﻧواﺣﻲ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ و إﻫﻣﺎل اﻟﻧواﺣﻲ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾزﯾد ﻓﻲ ﺗﻌﻘﯾد اﻟﻣﺷﻛﻼت ﻷن ﻟﻺﻧﺳﺎن
ﻣﺷﺎﻋر و ﻷﺣﺎﺳﯾس ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗدﯾرﻫﺎ ﻛﯾﻔﻣﺎ ﺗﺷﺎء .
-3إن ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟدﻗﯾﻘﺔ ﻟﻠﻌﻣل ﯾؤدي ﻟﺧﻠق ﺗﺧﺻﺻﺎت ﺿﯾﻘﺔ ﺟدا ،ﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﻬﺎ إﻻ ﻣن
ﻗﺑل دوي اﻻﺧﺗﺻﺎص.
1
-4ﺧﻠق اﻟﻣواﺟﻬﺎت و اﻟﻣﺻﺎدﻣﺎت ﺑﯾن اﻹدارة و اﻟﻌﻣﺎل ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻹﺟراءات اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ.
-5ﻓﺷل ﻓﻲ ﻓﻬم اﻟدواﻓﻊ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ،وﻫو ﯾؤﻛد ﻋﻠﻰ اﻟداﻓﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي و اﻟﺣﯾﺎﺗﻲ ﻟﻠﻌﻣﺎل ،اﻟداﻓﻊ اﻟﺳﻠوﻛﻲ
اﻟذي ﺑدوﻧﻪ ﯾﺻﻌب إﻋطﺎء ﺗﻘﯾﯾم ﻻﻧدﻓﺎع اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ اﻟﻌﻣل .
-6اﻋﺗﻣد ﻓﻲ ﺗﻘﯾﯾم إﻧﺗﺎج اﻟﻌﺎﻣل ﻋﻠﻰ أﻛﻔﺄ و أﺟود و أﻗوى و أذﻛﻰ ﻋﺎﻣل ،وﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ﻻ ﯾﻌطﻲ اﻟﻣﻌﯾﺎر
اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ اﻟﻣﺗوﺳط و اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻗﯾﺎﺳﻪ ﻓﻲ ﻛل اﻟﺣﺎﻻت .
-7اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻓز اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﯾدﻓﻊ اﻟﻌﺎﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟﺑﻌﯾد إﻟﻰ اﺳﺗﻧﻔﺎد ﻛل طﺎﻗﺗﻪ ،ﻣﻣﺎ ﯾؤﺛر
ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺗﻪ ،وﻗد ﯾرﻫﻘﻪ ﺟﺳدﯾﺎ ،ﻣﻣﺎ ﯾﻌرﺿﻪ ﻟﻔﻘدان ﻋﻣﻠﻪ .
-8ﻛﻣﺎ أن ﻓﻛرة ﺗﺎﯾﻠور ﺑﺗﻌدد اﻟرؤﺳﺎء ﻟم ﺗﻠق ﻗﺑوﻻ ﻛﺑﯾرا ،إذ ﻟوﺣظ أن ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻻرﺗﺑﺎط ﻓﻲ
اﻟﻌﻣل و اﻻﻧﺣﻼل ﺑﺎﻧﺗظﺎﻣﻪ.2
وﺧﻼﺻﺔ اﻟﻘول ﻻ ﯾﻣﻛن وﺟود اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻓﻲ أﯾﺔ ﻣﻧظﻣﺔ ﻣﺎ ﻟم ﯾﺗم ﺗطﺑﯾق ﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻬﺎ وﻣﺑﺎدﺋﻬﺎ
وﺿرورة أن ﯾﺗم اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ اﻟﻣوﻗف اﻟﻌﻘﻠﻲ اﻹدارﯾﯾن واﻟﻌﻣﺎل ،وأن ﯾﻛون ﻣن اﻟواﺟب اﻟﺗﻌﺎون ﻹﻧﺗﺎج أﻛﺑر
ﻗدر ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟﻔﺎﺋض ،وﺿرورة أن ﯾﻌﻠوا اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ واﻟﻣﻌﺎرف اﻟﻔردﯾﺔ واﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺑﻧﯾﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﻘدﯾﻣﺔ.
ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟك ،ﻟم ﯾﻛن ﻓرﯾدﯾرﯾك ﺗﺎﯾﻠور ﻫو اﻟﺑﺎﺣث اﻟوﺣﯾد اﻟذي ﻋﻣل ﻋﻠﻰ ﻧﺷر ﻓﻠﺳﻔﺔ اﻹدارة
اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﺑل أﺳﻬم ﻣﻌﻪ آﺧرون أﻣﺛﺎل ﻓراﻧك وﻟﯾﻠﯾﺎن ﺟﻠﺑرت ،وﻫﻧري ﺟﺎﻧت ،ﻫﺎرﻧﻐﺗون إﻣرﺳون.
إذن ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﻘول ﻓﻲ ﺿوء اﻷطروﺣﺎت ﺑﺄن ﻧظرﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺗوﺻف ﺑﺎﻟﺻراﻣﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ
ﻷﻧﻬﺎ ﻧظرﯾﺔ أﺣﺎدﯾﺔ ﻓﻲ أﺳﺎﺳﻬﺎ ﺗرﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﺟواﻧب اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم ،ﻏﯾر أﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت أﺷﺎر
ﺗﺎﯾﻠور "ﻓﻲ ﺑﻌض ﻛﺗﺎﺑﺎﺗﻪ إﻟﻰ أﻫﻣﯾﺔ ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺗرك ﻓﻲ ظروف ﻓﯾزﯾﻘﯾﺔ واﺣدة
وﺗﻬدف إﻟﻰ ﻣﺻﺎﻟﺢ ﻣﺣددة".
ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻓﺈن اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ﺗﻧظر إﻟﯾﻪ اﻟﺗﺎﯾﻠورﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﯾﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ
ﺗوازن واﺳﺗﻣرارﯾﺔ اﻟﻧﺳق ،وذﻟك رﻏم ﻗﻧﺎﻋﺔ ﺗﺎﯾﻠور أن اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ واﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻟﻠﻌﻣﻠﯾﺔ
اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻫﻣﺎ اﻟﻣﺗﻐﯾران اﻟﻠذان ﯾﺣددان طﺑﯾﻌﺔ وﻣﺳﺎر اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ.
-2ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ:
إذا ﺣﺎوﻟﻧﺎ ﺗﺗﺑﻊ اﻟﺗطور اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ واﻟﻔﻛري ﻟﺣرﻛﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻧﺟد أن ﻫﻧﺎك ﺛﻼث ﻣدارس
ﻓﻛرﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،ﻓﻬﻧﺎك اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ اﻟذي ﺗﻣﺛﻠﻪ ﻣدرﺳﺔ إﻟﺗون ﻣﺎﯾو وزﻣﻼءﻩ ﻣن
اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن أﻣﺛﺎﻟروﺛﻠز ﺑرﺟر ودﯾﻛﺳون ،ﻛﻣﺎ أن ﻫﻧﺎك اﺗﺟﺎﻩ ﺷﯾﻛﺎﻏو ﺑرﺋﺎﺳﺔ وارﻧر وﻋﺿوﯾﺔ ﺑﻌض اﻟﻌﻠﻣﺎء
أﻣﺛﺎل ﺟﺎردﻧر وﻫﺎرﺑﺳون وأﺧﯾرا ﻧﺟد أن ﻫﻧﺎك اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﺗﻔﺎﻋﻠﻲ اﻟذي أﺳﻬم ﻓﯾﻪ ﺑﻌض اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻣن أﻣﺛﺎل
1
أﻟﺑرت ﺷﺎﺑل وﻛوﻧﺎرد أرﻧﺳﺑرج ﻣن ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻫﺎرﻓﺎرد.
ظﻬرت ﻣدرﺳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻛرد ﻓﻌل ﻻﺗﺟﺎﻩ اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،واﻟﺗﻛوﯾن اﻹداري ،ورﻛزت
أﺑﺣﺎﺛﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أﻧﻬم ﺟزء ﻣن اﻹدارة ،وﯾﺳﺗﻧد ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ إﻟﻰ أن طﺑﯾﻌﺔ إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ،
ﻓﻬو ﻋﻠﻰ اﺗﺻﺎل ﻣﻊ ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﻧﺎس ﻣﻛوﻧﺎ ﻣﻌﻬم ﺷﺑﻛﺔ ﻣن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ .ﻓﻣﻧذ أﻧﻲ
ﯾﺳﺗﯾﻘظ اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟﺻﺑﺎح اﻟﺑﺎﻛر وﺣﺗﻰ ﯾﻬﺟﻊ إﻟﻰ ﻣﺧدﻋﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎء ،وﺳواء ﺧرج إﻟﻰ اﻟﻌﻣل أو ﺑﻘﻲ
ﻓﻲ اﻟﻣﻧزل ،ﯾﺟد ﻧﺳﻔﻪ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎت إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن واﻟدﯾﻪ ﺗﻘوم اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟواﻟدﯾﺔ ،وﺑﯾن اﻹﻧﺳﺎن
وزوﺟﺗﻪ ﻋﻼﻗﺎت ﺗﻣﻛﻧﻪ ﻣن أن ﯾﺳﯾر ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ ﻛواﻟد ﯾﻘدر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ وﺗرﺑﯾﺔ اﻷطﻔﺎل ﺑﺎﻟﺗﻌﺎون ﻣﻊ
زوﺟﺗﻪ.
وﯾﻠﺗﻘﻲ اﻟﻔرد ﺑﺄﺻدﻗﺎﺋﻪ ،وﯾﺗﻌﻠم ﻣﻧﻬم اﻷﺧذ واﻟﻌطﺎء واﻟﺗﻌﺎﻣل اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ،وﻫوي ﻗﺿﻲ ﻣﻌظم وﻗﺗﻪ
ﻣﻌﻬم ،ﻓﻲ ﺳرور واﺳﺗﻣﺗﺎع ،وﺗﺷدﻩ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻌﻬم إﻟﻰ ﺷراء ﺑﻌض اﻟﻣﻼﺑس اﻟواردة ﺣدﯾﺛﺎ ،وا ٕ ن ﻛﺎن ﻟدﯾﻪ
ﻣﺎ ﯾﻛﻔﻲ ،وﻗد ﯾﻠﺟﺄ ﻷﺣدﻫم طﻠﺑﺎ ﻟﻠﻌون واﻟﻣﺳﺎﻋدة ﺣﯾن ﯾواﺟﻪ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻛل ،وﺑﯾن اﻟﻔرد وﺑﻌض
اﻟﺗﺟﺎر ﻋﻼﻗﺎت ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻋن طرﯾﻘﻬﺎ ﯾﻘﺿﻲ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﻣﻌﻬم.
وﯾﻌﻣل اﻷﻓراد ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻬم اﻟﺑﻌض ﻓﻲ ﺟﻣﺎﻋﺎت ﻣﻧظﻣﺔ ﻛﺗﺣﻘﯾق أﻫداف ﻣﻌﯾﻧﺔ ،وﺑﯾن اﻟﻔرد وزﻣﻼﺋﻪ
2
ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﻋﻼﻗﺎت ﻋن طرﯾﻘﻬﺎ ﯾﻘوم ﺑﺎﻷﻋﻣﺎل ﻣﻌﻬم ﺑر وح اﻟﺗﻌﺎون.
-1طﻠﻌت إﺑراﻫﯾم ﻟطﻔﻲ :ﻋﻠم اﺟﺗﻣﺎع اﻟﺗﻧظﯾم،دار ﻏرﯾب ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،د ط ،ص .84
-2ﺣﺳﯾن ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد رﺷو ان :ﻋﻠم اﺟﺗﻣﺎع اﻟﺗﻧظﯾم ،ﻣؤﺳﺳﺔ ﺷﺑﺎب اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،د ط ،2004 ،ص .69
- 71 -
اﻟﻤﺪاﺧﻞ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ
وﻻﺷك أن ﻣدﺧل اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻗد ظﻬر أوﻻ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻠك اﻟدراﺳﺎت واﻟﺗﺟﺎرب اﻟﺷﻬﯾرة اﻟﺗﻲ
أﺟرﯾت ﻓﻲ ﻣﺻﺎﻧﻊ ﻫﺎرﺛورن اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺷرﻛﺔ وﺳﺗرن إﻟﻛﺗرﯾك ،اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ ﺷﯾﻛﺎﻏو ﺑﺎﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة
اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،وﻫﻲ ﺗﻠك اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ أﺟرﯾت ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة ﻣن ﻋﺎم 1927ﺣﺗﻰ ﻋﺎم ،1932وﻗد أﺷرف ﻋﻠﻰ
ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺎت ﻣﺎﯾو وزﻣﻼءﻩ ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن.
وﻗد ﺑدأت دراﺳﺎت ﻫﺎوﺛورن ﻣن أﺟل اﺳﺗﻛﺷﺎف اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ظروف اﻟﻌﻣل اﻟﻔﯾزﯾﻘﯾﺔ وﺑﯾن
اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ،ﺛم اﺗﺳﻌت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺎت ﺑﺣﯾث أﺻﺑﺣت ﺗﺗﻧﺎول ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل ﻣن ﺣﯾث اﻟﺑﻧﺎء ،واﻟروح
1
اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ،واﻟﻘﯾم ،واﻻﺗﺟﺎﻫﺎت ،واﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ،واﻟداﻓﻌﯾﺔ.
ﯾﻌﺗﺑر إﻟﺗون ﻣﺎﯾو اﻟذي أﺷرف ﻋﻠﻰ ﺗﺟرﺑﺔ ﻫوﺛورن أول رواد ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻏرﺳت ﻓﻲ اﻷذﻫﺎن
ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻛﺗﻧظﯾم اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﺗﻲ ﺑرﻫﻧت ﻋﻠﻰ أن اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻛﻔﺎﯾﺔ وزﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎج ﻻ ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ
اﻟظروف واﻟﺑواﻋث اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﺑﻘدر ﻣﺎ ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع اﻟروح اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ،وأن اﻟﻌواﻣل اﻟﺣﺎﺳﻣﺔ
ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻟﻘدرة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أﻛﺛر ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎدﯾﺔ ،وﺗﺗﺳم اﻟﻧظرﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺑﺎﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑدراﺳﺔ
اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،وﺑﻧﺎء ﻧظم اﺗﺻﺎﻻت ﺣول أﻋﺿﺎء اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟذﯾن ﯾﺷﻛﻠون ﻣراﻛز اﺗﺧذا
اﻟﻘرارات ،وﺑذﻟك ﻓﺈن ﻣﺣور ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﯾدور ﺣو ل دراﺳﺔ ﺗﻔﺎﻋل اﻷﻓراد وﺳﻠوﻛﻬم ،داﺧل ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل
اﻟرﺳﻣﯾﺔ وﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،وﻛذﻟك دراﺳﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﻔﻬم اﻟﺳﻠوك اﻟﻔردي وﺗﻔﺎﻋل اﻷﻓراد ﻣﻊ
ﺑﻌﺿﻬم أُﻧﺎء اﻟﻌﻣل.
وﻣن أﻫم اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﻲ اﺗﺳﻣت ﺑﻬﺎ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ رؤﯾﺗﻬﺎ وﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ ﻟﻠﺗﻧظﯾم ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-أن ﻟﻛل إﻧﺳﺎن ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻟﻣﺗﻌددة وأن ﻛل ﺣﺎﺟﺔ ﻣن ﺗﻠك اﻟﺣﺎﺟﺎت ﺗﻠﻌب دورا ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎن،
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن إﺷﺑﺎع اﻹﻧﺳﺎن ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻓﺎﻋﻠﯾﺗﻪ وﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺎج.
-إن إﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻷﻋﺿﺎء اﻟﺗﻧظﯾم ﻻ ﯾﻐﻧﻲ ﻋن إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻬم اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻌﻛس
ﺻﺣﯾﺢ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺗﺄﻣﯾن إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻔرد اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ اﻟﺣﺎﺿرة واﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ.
-إن إﺻدار اﻟﻘرارات ﯾﻧﺑﻐﻲ أﻻ ﯾﺛﯾر ﺗﻌﺎرﺿﺎ ﺑﯾن ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن وﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻌﻣل ،ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺣدث
اﻧﻔﺻﺎل ﺑﯾﻧﻬم ﻛﺑﺷر وﺑﯾن اﻟﻣﻧظﻣﺔ.
-ﺗرى اﻟﻧظرﯾﺔ أن اﻟﺗﻧظﯾم ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺗﺟﻧب اﻻﻋﺗراﺿﺎت اﻟﺗﻲ وﺟﻬت إﻟﻰ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ واﻟﻣﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ:
أ-أن اﻟداﻓﻊ اﻟﻣﺎدي ﻟﯾس وﺣدﻩ ﻫو اﻟداﻓﻊ اﻟﻣوﺟﻪ ﻟﻺﻧﺳﺎن.
ب -أن اﻹﻧﺳﺎن ﯾﺧﺗﻠف أداءﻩ ﻋن اﻵﻟﺔ إذا أﻧﻪ ﻛﺎﺋن اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ.
- 73 -
اﻟﻤﺪاﺧﻞ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ
-3ﺗرى اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ أن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻔوﯾض وﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗداﺧل اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻻ ﺗﻘوم ﻓﻘط ﻋﻠﻰ أن ﺗﻘﺳﯾم
اﻟﻌﻣل وﺗوزﯾﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﯾؤدﯾﺎن إﻟﻰ ﻛﻔﺎءة اﻹدارة ،ﻛﻣﺎ ﺗﻘوم ﺑذﻟك ﻧظرﯾﺔ ﺗﺎﯾﻠور وﻟﻛﻧﻪ طﺑﻘﺎ ﻟﻧظرﯾﺔ
اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻣﺟرد ﺗوزﯾﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت وﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل ﺑل أن ﻫﻧﺎك أﯾﺿﺎ اﻟﻣﺷﺎﻛل
اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل واﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ داﺧل اﻟﻣﻧظﻣﺔ.
-4ﺗﻬﺗم اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟظروف اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ وﺑﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﯾﺣﯾط ﺑﺎﻟﻌﺎﻣل ﻣن ظروف
وﻣؤﺛرات ﻣﺛل اﻟﺿوﺿﺎء واﻹﺿﺎءة ودرﺟﺔ اﻟﺣرارة ،وذﻟك ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﺎ أن ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى
1
إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣل.
ﺗﻌﺗﺑر ﺗﺟﺎرب إﻟﺗون ﻣﺎﯾو ﻧﻘطﺔ ﺗﺣول أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻹدارة ،وﺗوﺻﻠت دراﺳﺎت ﻣﺎﯾو وﺗﺟﺎرﺑﻪ
اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-اﻟﻔرد :اﻹﻧﺳﺎن ﻫو أﻫم ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ،وﻫو اﻟذي ﯾﺟب أن ﯾﻠﻘﻰ اﻟرﻋﺎﯾﺔ واﻻﻫﺗﻣﺎم اﻷول ﻣن
ﻗﺑل أﺻﺣﺎب اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،ﻻ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﺎدي واﻟﻔﻧﻲ ،ﻓﺎﻟﻔرد ﻫو اﻷﺳﺎس ﻓﻣﻬﻣﺎ وﻓرت اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻣن إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت
ﻣﺎﻟﯾﺔ دون ﻋﻧﺻر ﺑﺷري ﻟدﯾﻪ داﻓﻌﯾﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣل ﻟن ﺗﻧﺟﺢ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺎ ﺗﺻﺑوا إﻟﯾﻪ.
-اﻻﻧﺳﺟﺎم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ :اﻟﺗواﻓق واﻻﻧﺳﺟﺎم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﻧﻲ أﻋﺿﺎء ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻌﻣل ﺟوﻫري وأﺳﺎﺳﻲ ﯾؤﺛر
ﻓﻲ إﻧﺗﺎﺟﯾﺗﻬﺎ وﻟﯾس ﻫو ظروف وﻣﻧﺎخ اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺎدي ،ﻛﻣﺎ اﻓﺗرﺿت اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ،وﻗد أﺛﺑت ﻣﺎ
وﺿﺣﺗﻪ اﻓﺗراﺿﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﺗﺟرﺑﺔ.
-اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ :إن ﺻﺑﻎ اﻟﻌﻼﻗﺎت واﻻﺗﺻﺎﻻت ﺑﯾن اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻹدارﯾﺔ وﺑﯾن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﺎﻟﺻﺑﻐﺔ
اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،دون اﻟﺳﻣﺎح ﺑﻘﯾﺎم ﻋﻼﻗﺎت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻏﯾر رﺳﻣﯾﺔ ،ﺑﯾن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻻ ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ اﻹﻧﺳﺎن
اﻟذي ﺧﻠق اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ ﺑطﺑﻌﻪ ،ﻓﻬو ﻛﺎﺋن ﺣﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﻧدﯾرﻩ ﺣﺳب اﻟرﻏﺑﺔ.
-اﻟﺣواﻓز اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ :أﻗرت ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ أن اﻟﺣواﻓز اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﯾر ﻛﺑﯾر ﻓﻲ داﻓﻌﯾﺔ
اﻷﻓراد ،ﻓﺣﺎﺟﺎت اﻹﻧﺳﺎن ﻟﯾﺳت ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ﻣﺎدﯾﺔ ،ﺑل أن ﺟزء ﻛﺑﯾرا ﻣﻧﻬﺎ ﻣﻌﻧوي ،ﻻ ﺗﺷﺑﻌﻪ اﻟﺣواﻓز اﻟﻣﺎدﯾﺔ،
ﻟذﻟك ﻻﺑد ﻣن ﺗوﻓﯾر ﻛل ﻣن اﻟﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﺣواﻓز اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻹﺣداث إﺷﺑﺎع ﻣﺗﻛﺎﻣل ﻟﻠﺣﺎﺟﺎت
اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،ﻛﺎﻟرﺿﺎ اﻟوظﯾﻔﻲ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﯾن ﻻ ﯾﻌﺗﻣد ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻓز اﻟﻣﺎﻟﻲ.
-1ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﺟﺎب اﷲ ﻋﻣﺎرة :اﻹدارة ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،اﻟﻣدﺧل إﻟﻰ ﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻷﺻول اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم واﻻﺗﺟﺎﻫﺎت ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ط،1
،2002ص ص .74-72
- 74 -
اﻟﻤﺪاﺧﻞ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ
-ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل واﻟﺗﺧﺻﯾص :إن ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل إﻟﻰ ﺟزﺋﯾﺎت ﺻﻐﯾرة ،واﻟﺗﺧﺻص اﻟزاﺋد ﺳﯾؤدﯾﻬﺎ إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ
ﻋﻛﺳﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺳﯾﺻﺎب اﻟﻔرد ﺑﺎﻟﻣﻠل واﻟﺳﺄم ﻧﺗﯾﺟﺔ أداﺋﻪ ﻟﻌﻣل ﺑﺳﯾط ﻣﻧﻣط ﻟﺳﺎﻋﺎت طوﯾﻠﺔ ،وﺳوف ﯾﺷﻌر
اﻟﻔرد ﯾﺷﻌر اﻟﻔرد أﻧﻪ ﻛﺂﻟﺔ ﺗﻌﻣل طوال ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻓﺈن اﻟﺗﺧﺻص اﻟدﻗﯾق
ﯾﺷﻌر اﻟﻔرد ﺑﺎﻻﻧﻌزاﻟﯾﺔ ،وأﻧﺻﺎر اﻫﺗﻣﺎﻣﻪ ﻓﻲ داﺋرة اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ دون أن ﯾﺷﻌر ﺑﺎﻟﻣﺷﻛﻼت ﻣن ﺣوﻟﻪ ،ﻟذﻟك
ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻫﻧﺎك ﺣدود اﺳﺗﺧدام ﻫذا اﻟﻣﺑدأ اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ اﻟذي ﻧﺎدت ﺑﻪ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ،ﻷن ﺗﺟﺎوزت
ﺳﯾﺣدث أﺿرار ﻟﻠﺗﻧظﯾم .
-ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻌﻣل :اﻟﻌﻣﺎل ﻻ ﯾﺳﻠﻛون وﯾﺟﺎﺑﻬون اﻹدارة وﺳﯾﺎﺳﺗﻬﺎ ﻛﺄﻓراد وا ٕ ﻧﻣﺎ ﯾﺳﻠﻛون ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫم أﻋﺿﺎء
ﻓﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﻧظر إﻟﻲ اﻟﻌﻣﺎل ﻋﻠﻰ أﻧﻬم أﻓراد ﻣﻧﻌزﻟون ﻛﻣﺎ ﻓﻌﻠت
اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ،ﺑل ﯾﺟب اﻟﻧظر إﻟﯾﻬم ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫم أﻋﺿﺎء ﻓﻲ ﺟﻣﺎﻋﺎت ﻟﻬﺎ ﺗﻘﺎﻟﯾد وﻋرف ﯾﻠﺗزم ﺑﻬﺎ
اﻷﻓراد وﺗﺣرك ﺳﻠوﻛﻬم ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻩ دون أﺧر ،وﺗﻛون ﻋﻘﺑﺔ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﺗﻧظﯾم إذا اﺧﺗﻠﻔت
أﻫداف اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣﻊ أﻫداف اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣﻊ أﻫداف اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣﻊ أﻫداف اﻟﺗﻧظﯾم.
إذن ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻔرد ﻛوﺣدة ﻣﻧﻌزﻟﺔ ،وﻟﻛن ﯾﺟب اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻪ ﻛﻌﺿو ﻓﻲ ﺟﻣﺎﻋﺔ
ﯾﺗﻌرض ﻟﺿﻐوطﻬﺎ و ﺗﺄﺛﯾراﺗﻬﺎ.
-اﻟﺳﻠوك اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ وﺻﻔﺔ اﻟرﺷد :اﺗﺿﺢ ﻟﻣﺎﯾو أن ﻫﻧﺎك ﻋواﻣل ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﺗﺿﻊ ﻗﯾودا ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ اﻟرد اﻟﺗﻲ
ﻧﺎدت اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﺑﻬﺎ ،وﻫذﻩ اﻟﻘﯾود ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺎ ﻫو ﺑﯾﺋﻲ ﺗﻌرﺿﻪ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻌﻠق ﺑﺎﻟﻔرد
ﻧﻔﺳﻪ ﻣن ﺣﯾث ﻗدراﺗﻪ وا ٕ ﻣﻛﺎﻧﺎﺗﻪ وﻣﻛوﻧﺎت ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ.
-اﻟروح اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ:أﻛد ﻣﺎﺑو ﻋﻠﻰ وﺟود ﻋﻼﻗﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ و طردﯾﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﯾن اﻟروح اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ وا ٕ ﻧﺗﺎﺟﯾﺔ،
ﺣﯾث ﻛﻠﻣﺎ ارﺗﻔﻌت اﻟروح اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻟﻠﻔرد ،ارﺗﻔﻌت إﻧﺗﺎﺟﯾﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ،واﻟﻌﻛس ﻣن ذﻟك ﺻﺣﯾﺢ.
-إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻔرد :أوﺿﺢ إﻟﺗون ﻣﺎﯾو أﻧﻪ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ روح ﻣﻌﻧوﯾﺔ اﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻟدى اﻟﻔرد وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ
ﻋﺎﻟﯾﺔ ﯾﺗطﻠب ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
-ﺗوﻓﯾر ﻗﯾﺎدة دﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﺗؤﻣن ﺑﺎﻟﺻداﻗﺔ ﺑﯾن اﻟرﺋﯾس وﻣرؤوﺳﯾﻪ ،وﺗﺳﻣﺢ ﻟﻬم ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ و ﺗﻌطﯾﻬم ﺣرﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻌﻣل.
-ﻋدم ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ،ﺑل اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻪ ﺑﺄن ﯾﺷﻛل وﯾﻧﻣو وﺗوﺟﯾﻪ ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر
اﻟرﺳﻣﻲ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺟب اﻟﺗﻘرب ﻣﻧﻪ واﻟﺗﻌﺎون ﻣﻌﻪ وﻛﺳب ﺛﻘﺗﻪ واﻟﻌﻣل ﺟﻧﺑﺎ إﻟﻰ ﺟﻧب ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن
واﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ ﺑﺄن واﺣد.
- 75 -
اﻟﻤﺪاﺧﻞ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ
ﻋﻧد إﻋﺎدة اﻟﻬﯾﻛل اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ وﺗﺣدﯾد ﺗﻘﺳﯾﻣﺎﺗﻪ اﻹدارﯾﺔ ،وﻛذﻟك ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻬﺎم واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت
واﻟﺳﻠطﺎت ﻓﯾﻪ ،ﻻ ﺑد ﻣن اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ،وﻟﻛن ﯾﺟب ﻣراﻋﺎة اﻟﺟﺎﻧب
اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﺣﺎﺟﺎت اﻷﻓراد .
-ﺗﻧﻣﯾﺔ ﺷﺑﻛﺔ وﻗﻧوات اﺗﺻﺎل رﺳﻣﯾﺔ وﻏﯾر رﺳﻣﯾﺔ ﺑﯾن اﻟوﺣدات اﻹدارﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت داﺧل اﻟﺗﻧظﯾم.
-اﻟﻛراﻣﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﻔرد ﺑﺷﻲء أﺳﺎﺳﻲ ﯾﺟب ﺗوﻓﯾرﻫﺎ ،وﻫذا ﯾﺗم ﻋن طرﯾق اﻻﺣﺗرام واﻟﺗﻘدﯾر ﻟﻠدور اﻟذي
ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟﻔرد داﺧل اﻟﺗﻧظﯾم ﻣﻬﻣﺎ ﻗل ﺷﺄن اﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ.
1
-دراﺳﺔ ﻣﺷﺎﻛل اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن وﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺣﻠﻬﺎ.
ﺑﻌد ﻋرض اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘدﻣت ﺑﻬﺎ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻻﺑد ﻣن ﺗﻘﯾم أﺑرز
اﻻﻧﺗﻘﺎدات اﻟﺗﻲ وﺟﻬت ﻟﻬﺎ وﻫﻲ :
ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻫﺗﻣﺎم دﻋﺎة ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ ﺑﺎﻟﻌواﻣل اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ واﻟﺣواﻓز اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﻔرد اﻟﻌﺎﻣل إﻻ
ﻓﻠﺳﻔﺗﻬم ﻟم ﺗﺄت ﺑﺟدﯾد ،ﻓﻘد ظﻠت ﻣﺷﺎﻛل اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻣﺣور اﻟذي ﺗدور ﻓﯾﻪ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ،
ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﻫدف اﻻﻋﺗراف ﺑﺎﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﯾن وﺗﺣﺳﯾن اﻟﻘﯾﺎدة و رﻓﻊ اﻟروح اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣﺎل
ﻫﻲ وﺳﺎﺋل ﺗﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ اﻹرادة ﻟزﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎج ،وﻓﻲ ﺣﯾن أن ﻓﻠﺳﻔﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﺗدرﯾب
اﻟﻌﺎﻣل وﺗﺣﻔﯾزﻩ ﻣﺎدﯾﺎ ﻟﻛﻲ ﯾزﯾد ﻣن إﻧﺗﺎﺟﯾﺗﻪ ،ﻓﺄن ﻓﻠﺳﻔﺔ ﻣدرﺳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ أن
اﻻﻋﺗراف ﺑﺎﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺻﻐﯾرة و ﯾﺗﻐﯾر أﺳﻠوب اﻹﺷراف واﻟﻘﯾﺎدة ﻟﻠﻌﻣﺎل ﻣن أﺳﻠوب اﻟﺷدة واﻟﻌﻧف
إﻟﻰ اﻷﺳﻠوب اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟرﻗﯾق ﻫﻣﺎ أﺳﺎس رﻓﻊ إﻧﺗﺎﺟﻪ اﻟﻌﻣﺎل.
اﻫﺗﻣت ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ ﺑﺎﻟﺟﺎﻧب اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺣﺳﻧﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل واﻋﺗﺑرت ذﻟك ﻫو اﻟﻣﺗﻐﯾر
اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟزﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ،وأﻫﻣﻠت اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ.
واﻟﺟواﻧب اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻛﻌواﻣل ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ،وﻟم ﺗﻧﺎﻗش ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﻠطﺔ ﺑﯾن اﻹدارة واﻟﻌﻣﺎل،
ﺑل اﻓﺗرﺿت أن أي ﻧزاع ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎل واﻹدارة ﻣﺎ ﻫو إﻻ ظﺎﻫر ﻣرﺿﯾﺔ وﻏﯾر ﺻﺣﯾﺣﺔ ،وﻟن
ﺗﺣدث إذا ظل اﻹدارﯾون اﻟﻌﻣﺎل ﻣﻊ إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺣﺳﻧﺔ،وا ٕ ذا ظﻠت ﻗﻧوات اﻻﺗﺻﺎل ﻣﻔﺗوﺣﺔ ﺑﯾن اﻹدارة واﻟﻌﻣﺎل
2
ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻻﻧﺳﺟﺎم ﺑﯾن رﻏﺑﺎت اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن وأﻫداف اﻟﻣﻧظﻣﺔ.
ﺳﯾﺎدة اﺗﺟﺎﻩ اﻟﺗﺣرﯾض ﺿد اﻟﻧزﻋﺔ اﻟﻔردﯾﺔ ﺣﯾث ﺳﻠﻣوا ﺑﺄن اﻟﻌﺎﻣل ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﺳﻌﯾدا ﻓﻲ
ﻋزﻟﺗﻪ إﻻ إذا اﻧﺗﻣﻰ إﻟﻰ ﺟﻣﺎﻋﺔ.
-1ﻟوﻛﯾﺎ اﻟﻬﺎﺷﻣﻲ :اﻟﺳﻠوك اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ،ﻣﺧﺑر اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﺗرﺑوﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻧﺗوري ،ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ ،دار اﻟﻬدى ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﯾن
ﻣﻠﯾﻠﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،د ط ،2006 ،ص .81-78
-2ﻣﺣﻣود ﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟﻌﻣﯾﺎن :اﻟﺳﻠوك اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻓﻲ ﻣﻧظﻣﺎت اﻷﻋﻣﺎل ،دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر ،ط ،2005 ،3ص .46
- 76 -
اﻟﻤﺪاﺧﻞ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ
-أﻏﻔل اﺗﺟﺎﻩ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺻراع ﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎل و اﻹدارة و ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻘوة و اﻟﺗﻐﯾﯾر.
1
-أﻏﻔﻠوا أﺛر اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺳق اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﻣﺻﻧﻊ
وﯾﺗﺿﺢ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أن ﻣدﺧل اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻗد ﺗﻧﺎول ﺟواﻧب اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺗﻲ ﺗﺟﺎﻫﻠﺗﻬﺎ ﻧظرﯾﺔ
اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،وﻛﺷف ﻋن أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣﺎل ،وأﺛر اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ
ﻋﻠﻰ ﺳﻠوك أﻋﺿﺎﺋﻬﺎ واﻧﺗﺎﺟﯾﺗﻬم ،إذا أﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﺗﺣﺳﯾن اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ وزﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ إذ ﺗﺣﺳﻧت
أﺳﺎﻟﯾب اﻹﺷراف،وﺗم ﺗدﻋﯾم اﻟﻌﻼﻗﺎت واﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ داﺧل اﻟﺗﻧظﯾم ،وا ٕ ﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﻣﺎل إﻟﻰ اﻟﺗﻘدﯾر واﻷﻣن
2
واﻟﺷﻌور ﺑﺎﻷﻫﻣﯾﺔ واﻻﻧﺗﻣﺎء.
-2اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻔﺎﻋﻠﯾﺔ:
ﻟﻘد ﺳﺎﻫم ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ ﻛل ﻣن ﺗﺷﺎﺑل tchapplvو"ارﻧﺳﺑرج "اﻟذﯾن "اﺳﺗﻌﺎﻧوا ﺑﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻔﺎﻋل ﻓﻲ دراﺳﺔ
اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﻛﻣﺎ ﺳﺎﻫم أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﺗطوﯾر ﻫذا اﻟﻣدﺧل ﻛل ﻣن "رﺗﺷﺎردﺳن" ""rtdchardsonﺟورج ﻫوﻣﺎﺗر"
وواﯾت " "withytوﺑﺎﻟرﻏم ﻣن وﺟود اﺧﺗﻼف ﺑﯾن ﻫؤﻻء اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن إﻻ أﻧﻪ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻻﺗﺟﺎﻩ
اﻟﺗﻔﺎﻋﻠﻲ ﻣن ﺧﻼل إﺳﻬﺎم "ﺟورج ﻫوﻣﺎﺗر" ﻓﻲ دراﺳﺔ ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ .
ﯾﻌﺗﺑر ﻫوﻣﺎﺗر ﻣن أﻫم اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻟذﯾن ﺳﺎﻫﻣوا ﻓﻲ ﻧﻣو ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻟﺣدﯾث إذ ﺗﻌﺗﺑر ﻧظرﯾﺗﻪ ﻣن
أﻫم اﻟﻧﻣﺎذج اﻟﺑﺎرزة ﻓﻲ در اﺳﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺻﻐﯾرة ،ﺣﯾث ﺣدد"ﻫوﻣﺎﺗر "اﻟﺧطوات اﻟﺗﻲ اﺗﺑﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺗﻬﺎ
إطﺎر اﻟﻧظري ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
-ﺗﺣﻠﯾل ﺳﻠوك اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ.
-اﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻧﺳق اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﯾﺗﺄﺛر ﺑﺎﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﯾش ﻓﯾﻬﺎ .
-ﺑﯾﺎن اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن أﺟزاء اﻟﻧﺳق وﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﻐﯾر وﺗطوﯾر اﻟﻧﺳق ﻋﺑر اﻟزﻣن .
واﺧﺗﺎر "ﻫوﻣﺎﺗر" ﺧﻣس دراﺳﺎت أﺟرﺑت ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺻﻐﯾرة وﻗد ﺗم ﺗﺣﻠﯾﻠﻪ ﻟﺳﻠوك اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣن ﺗﻠك
اﻟدراﺳﺎت ﻓﻲ ﺿوء ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻧﺎﺻر ﻫﻲ :
اﻟﻧﺷﺎط :ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﻪ أﻋﺿﺎء اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣن أﻓﻌﺎل ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫم ﻣﻧﺗﻣﯾن إﻟﯾﻬﺎ .
اﻟﺗﻔﺎﻋل :وﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن أﻋﺿﺎء اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ واﻻﺗﺻﺎﻻت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ.
اﻹﺣﺳﺎﺳﺎت واﻟﻌواطف :ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻣﺷﺎﻋر اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻋﻘﻠﯾﺔ أو ﻏﯾرﻫﺎ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻛون
ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺗﻘوم ﺑﻪ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ .
ﻛﻣﺎ اﺳﺗﺧدم "ﻫوﻣﺎﺗر "ﺑﻌض اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم ﻣﺛل اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ،وﻫﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﺳﻠوك اﻟذي ﺗﺗﺑﻧﺎﻩ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ
أﺳﺎس ﺻرﯾﺢ ،واﺳﺗﺧدام اﻟﻧﺳق اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﯾﺷﯾر إﻟﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ وﺑﯾﺋﺗﻬﺎ ،وﻣﻔﻬوم اﻟﻧﺳق اﻟداﺧﻠﻲ
1
ﯾﻌﺑر ﻋن ﻣﺷﺎﻋر اﻷﻋﺿﺎء اﺗﺟﺎﻩ ﺑﻌﺿﻬم اﻟﺑﻌض.
وﺧﻼﺻﺔ دراﺳﺔ "ﻫوﻣﺎﺗر" ﻫو أﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ زاد اﻟﺗﻔﺎﻋل ﺑﯾن اﻷﺷﺧﺎص ﻛﻠﻣﺎ زاد اﺣﺗﻣﺎل ﻣﺷﺎرﻛﺗﻬم ﻓﻲ
2
اﻟﺗﻔﺎﻋل واﻟﻌواطف ن وﻛﻠﻣﺎ زاد اﺣﺗﻣﺎل ﺳﻠوﻛﻬم ﻛﺟﻣﺎﻋﺔ ﺗﻌﻣل ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻫدف ﻣﺷﺗرك .
وﻫﻧﺎ ﺗظﻬر اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻣﺗﻌدﯾﺔ ﺑﯾن ﻛل ﻣن اﻟﻧﺷﺎط و اﻟﺗﻔﺎﻋل إﻟﻰ أﻧﻪ اﻷﺳﺎس ﻓﻲ ﺗﺷﻛل اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت
ﻋﻠﻰ اﻷوﻟﯾﺔ ،وﻟذﻟك ﻧﺟد أن ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻷﻛﺛر اﻧﺳﺟﺎﻣﺎ و ﺗﻣﺎﺳﻛﺎ و ﺗﻧﺎﺳﻘﺎ ﺑﯾن أﻋﺿﺎﺋﻬﺎ ﻋن ﺗﻠك
اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗﻔﺎﻋﻼت ﻣﺣددة.
ﯾﻌﺎب ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﺗرﻛﯾزﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺗﻔﺎﻋﻠﻲ ﻓﻲ ﻗﯾﺎم اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ و ﻋدم
ﺗطرﻗﻬﺎ ﻟﺑﺎﻗﻲ اﻷﺳس اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺑﻧﺎء ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ،ﻛﻣﺎ أن ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ
ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻓﻲ أﻧظﻣﺔ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻧﺷر ﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺎﻟﺗﻔﺎﻋل ﺑﯾن أﻋﺿﺎء اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ
و ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺗﻣرﻛز ﻓﻲ أﻧظﻣﺔ دﯾﻛﺗﺎﺗورﯾﺔ .
-3ﻧظرﯾﺔ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار:
وﻫﻲ ﻣن اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ،وﯾﻌﺗﺑر ﻫرﺑرت ﺳﯾﻣون hsimonﻣن أﺑرز ﻣﻣﺛﻠﯾﻬﺎ ،ظﻬرت ﻧظرﯾﺔ
اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﻛرد ﻓﻐل ﻟﻼﻧﺗﻘﺎدات اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻠﻧظرﯾﺎت اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ،وﺗﻧطﻠق ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺎت ﻣن ﻣﺑدأ أﺳﺎﺳﻲ
ﻫو اﻻﺧﺗﺑﺎر ﺑﯾن اﻟﺑداﺋل ﻟﻛﻲ ﯾﻣﻛن ﺣل اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻪ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﺗﻧظﯾم ،ﻓﻣﺑدأ اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ ﻻ
ﯾﻣﺛل ﻗﺎﻋدة إدارﯾﺔ وﻟﻛﻧﻪ ﯾﻘوم ﺑﺗرﺷﯾد اﻟﺳﻠوك اﻟﻔردي واﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ،وﯾوﺟﻪ ﻓﻲ اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟذي ﯾﺣﻘق أﻗﺻﻰ
إﻧﺟﺎز ﻣﻣﻛن ﻟﻸﻫداف ﺑﺄدﻧﻰ ﺣد ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ.
وﯾرى أﺻﺣﺎب ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ أن أﻫم اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﻣﺳﺗوى اﻟﻛﻔﺎءة اﻟذي ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺗﻧظﯾم أن
ﯾﺻل إﻟﯾﻪ ﻫو دراﺳﺔ ﺳﻠوك أﻋﺿﺎء اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾود اﻟﺗﻲ ﯾﻔرﺿﻬﺎ ﻋﻠﯾﻬم ﺑﻧﺎؤﻫﺎ ﻛﻣﺎ وﻧوﻋﺎ،
ﻓﻬﻧﺎك ﻗﯾود ﺗﺣد ﻣن ﻗدرﺗﻬم ﻋﻠﻰ أداء اﻷﻋﻣﺎل وأﺧرى ﺗﺗﻌﻠق ﺑﻣﻘدرﺗﻬم ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ ﻗرارات ﻣﻼﺋﻣﺔ ،وﻣن
3
اﻟﺿروري أن ﯾﻠﺟﺄ اﻟﺗﻧظﯾم إﻟﻰ ﻛﺳر ﻫذﻩ اﻟﻘﯾود ﻟﻛﻲ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻪ.
-1ﻋﻠﻲ ﻋﺑد اﻟرزاق ﺟﻠﺑﻲ :ﻋﻠم اﺟﺗﻣﺎع اﻟﺗﻧظﯾم ،دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،1990 ،ص .157
-2ﻟوﯾس ﻛﺎﻣل ﻣﻠﻛﺔ :ﺳوﺳﯾوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت واﻟﻘﯾﺎدة ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ،1963 ،ص .51
-3ﻗﺟﺔ رﺿﺎ :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .35-34
- 78 -
اﻟﻤﺪاﺧﻞ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ
إذ ﯾرى ﺳﯾﻣون أن اﻟﺗﻧظﯾم ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﺗﺧذ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺧطوات اﻟﺗﻲ ﺗﻛﻣن ﻣن ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻗرارات رﺷﯾدة،
وﯾﻣﻛن ﺗﺣﻘﯾق ذﻟك ﺑوﺳﯾﻠﺗﯾن :أوﻟﻬﻣﺎ ﺗﺣدﯾد ﻧطﺎق اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ أي ﺗﺣدﯾد ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻔرد ﺣﺗﻰ ﯾﻛون أﻫداف
ﻣﺣددة ﺗوﺟﻬﻪ أﺛﻧﺎء اﺗﺧﺎذ ﻗراراﺗﻪ .
واﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺛﺑﯾت اﻟﻘواﻋد و اﻹﺟراءات اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،ووﺿﻊ ﺑﻌض اﻟﻣﯾﻛﺎﻧﯾزﻣﺎت ﺗﻣﺛل اﻷواﻣر
واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟرﺳﻣﯾﺔ و ﺑراﻣﺞ اﻟﺗدرﯾب ووﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻠﯾل ﻋدد اﻟﺣﻠول اﻟﺑدﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ
1
ﯾﺟب أن ﯾﺄﺧذﻫﺎ اﻟﻔرد ﻓﻲ اﻋﺗﺑﺎرﻩ ،ﻣﻣﺎ ﯾؤدي اﻟﻰ ﺗوﻓﯾر اﻟزﻣن اﻟذي ﯾﺳﺗﻐرﻗﻪ اﻟﻔرد.
إن اﻟﺗﻧظﯾم ﯾﺗﻌرض ﻟﻣﺻﺎدر ﺗﻔرض ﻋﻠﯾﻪ أﺷﻛﺎﻻ ﻣن ﻋدم اﻟﺗﺄﻛد ﺑﺣﻘل اﻟرﺷد اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻏﯾر
اﻟﻛﺎﻣل ،وﻣن أﻫم ﻣﺻﺎدر ﻋدم اﻟﺗﺄﻛد ﻫﻣﺎ اﻟﺑﯾﺋﺔ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻛل ﺗﻧظﯾم ﯾﺑﺣث ﻋن اﻟﻬﯾﻛل
واﻟﺗﺻﻣﯾم اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﯾن ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻷﻫداﻓﻪ ﻓﻲ ﺿوء ﻋدم اﻟﺗﺄﻛد ،وﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-اﻟرﺷد اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ :أي أن اﻟﺗﻧظﯾم ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻣﻧطق اﻟرﺷد ،وﻟﻛن ﻫذا ﯾﺗﻌرض ﻟﺣﺎﻻت ﻣن ﻋدم اﻟﺗﺄﻛد
ﻣﺻدرﻫﺎ اﻟﻣﻧﺎخ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ .
-ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻧظﯾم :أي اﻷﻋﻣﺎل واﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣدﻫﺎ اﻟﺗﻧظﯾم ﻟﻧﻔﺳﻪ ﻣن ﺑﯾن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﻋﻣﺎل أو
اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﻣﻣﻛﻧﺔ.
-اﻟﺗﺻﻣﯾم اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ :اﺳﺗﺧدام وﺳﯾﻠﺔ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﺻﻣﯾم ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺳﯾطرة واﻟﻘوة ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ
ﻣﻧﺎخ اﻟﻌﻣل اﻟﺧﺎص.
-ﻫﯾﻛل اﻟﺗﻧظﯾم :وﻫذا اﻟﻬﯾﻛل ﯾﺗﻐﯾر وﻓﻘﺎ ﻟﻧﻣط اﻟﺗﺻﻣﯾﻣﻲ ،ﺣﯾث ﯾﺟب أن ﯾﻌﻛس ﻫذا اﻟﻬﯾﻛل ﺧﺻﺎﺋص
اﻟﺗﺻﻣﯾم اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ اﻟﻣﺗﻣﯾز.
-اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣﺗﻐﯾر :أي دور اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم ،وﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﺗﺗﺑﻧﻰ اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻲ طرﺣﻬﺎ ﺳﺎﯾﻣون
وﺑرﻧﺎرد.
إن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗﺗﻔﺎﻋل ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺻف ﺣرﻛﺔ اﻟﺳﻠوك اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ وﻫﻲ:
أ-ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻘﯾﯾم ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم .
ب-ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻘدﯾر )اﻟﻘرار(.
ج -ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹدارة .
2
د -ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺔ .
واﻟﻣﻌﯾﺎر اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟذي ﺗﺳﺗﺧدﻣﻪ ﻧظرﯾﺎت اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻹداري ﻫو أن ﺗﺗم ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻧظﯾم ﺗﻠك ﺑﺷﻛل
ﯾﺟﻌل ﻧﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣل واﻷداء أﻗل ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ،وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻓﺈن ﻧظرﯾﺎت اﻟﺗﻘﺳﯾم ﺗﺣﯾطﻧﺎ اﻷﺳﻠوب
اﻟﺗﻘﻠﯾدي أو اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ واﻟذي ﯾﺗﻠﺧص ﻓﻲ اﻟﺧطوات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-1ﺗﺣدﯾد اﻟﻬدف
-2ﺗﻌﯾﯾن اﻷﻋﻣﺎل ﻟﻸزﻣﻧﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻬدف
-3ﺗﺟﻣﯾﻊ اﻷﻋﻣﺎل أو اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﻣﺗﻣﺎﺛﻠﺔ أو اﻟﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟوظﺎﺋف
-4ﺗﺟﻣﯾﻊ اﻟوظﺎﺋف اﻟﻣﺗﻣﺎﺛﻠﺔ أو اﻟﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ أﻗﺳﺎم
1
-5ﺗﺟﻣﯾﻊ اﻷﻗﺳﺎم اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ أو اﻟﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ إدارات.
-IIﻣدﺧل ﺗﻛوﯾن اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ
ﻟﻘ ــد أﺻ ــﺑﺣت اﻟدراﺳ ــﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘ ــﺔ ﺑﺗﻛ ــوﯾن اﻟﺟﻣﺎﻋ ــﺔ ،ﻻ ﺗﺳ ــﺗﻧد إﻟ ــﻰ اﻷﺑﻌ ــﺎد اﻟﻌﻔوﯾ ــﺔ ﻟﻠﺗﻛ ــوﯾن ،إﻧﻣ ــﺎ
أﺻﺑﺣت ظﺎﻫرة اﻟﺗﻛوﯾن اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﻛز إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﺣﻘﯾﻘﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺷوء و اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺳواء
ﺑﺎﻟﺳــﻠب أو اﻹﯾﺟــﺎب ،وﻫــذا راﺟــﻊ ﻟطﺑﯾﻌــﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋــﺔ و ﺗوﺟﻬﺎﺗﻬــﺎ ﻧﺣــو دﻋــم أو إﻋﺎﻗــﺔ اﻟﻣﻧظﻣــﺔ ،وﻋﻠــﻰ ﻫــذا
اﻷﺳـﺎس ﯾﻣﻛـن اﻟﻘــول ﺑـﺄن ﻫﻧـﺎك أﺳــﺑﺎب ﻣﺗﻌـددة ﻻﻧﺿـﻣﺎم اﻷﻓـراد إﻟـﻰ اﻟﺟﻣﺎﻋـﺎت اﻟﺗــﻲ ﯾرﻏﺑوﻧﻬـﺎ ،وﻗـد أﺷــﺎر
اﻟﻣﻔﻛرون إﻟﻰ ﻋدة ﺻور ﻟﺗﻛوﯾن اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ وﻗد ظﻬرت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻐزى ﻋدة ﻧظرﯾﺎت.
-1ﻧظرﯾﺔ "ﻫوﻣﺎﻧز" ﻟﺗﻛوﯾن اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ:
ﻟﻘــد ﺣــﺎول ﻫوﻣــﺎﻧز " "HOMANSﺗﺣﻠﯾــل اﻟﺳــﻠوك اﻻﺟﺗﻣــﺎﻋﻲ وذﻟــك اﻧطﻼﻗــﺎ ﻣــن ﻣﺟﻣوﻋــﺔ اﻟدراﺳــﺎت اﻟﺗــﻲ
أﺟرﯾــت ﻋﻠــﻰ اﻟﺟﻣﺎﻋــﺎت اﻟﺻــﻐﯾرة ،ﻣﺛــل ﺗﺟرﺑــﺔ ﻏرﻓــﺔ اﻟﻣﻼﺣظــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻗــﺎم ﺑﻬــﺎ "اﻟﺗــون ﻣــﺎﯾو" ﻓــﻲ ﻣﺻــﺎﻧﻊ
)ﻫ ـ ـ ـ ــﺎوﺛون( ﺣﯾ ـ ـ ـ ــث رﻛ ـ ـ ـ ــز ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋﻣﻠﯾ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾ ـ ـ ـ ــل اﻧطﻼﻗ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ـ ــن ﻣﻔ ـ ـ ـ ــﺎﻫﯾم أﺳﺎﺳ ـ ـ ـ ــﯾﺔ ،وﻫ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺗﻔﺎﻋ ـ ـ ـ ــل
،INTERACTIONواﻹﺣﺳﺎﺳﺎت أو اﻻﻧﺷطﺔ ACTIVITIESواﻟﻌواطف .SENTIMENTS
إذ ﻛﻣﺎ أﺷرﻧﺎ ﻧظرﯾﺔ ﻫوﻣﺎﻧز ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻧﺎﺻر أﺳﺎﺳﯾﺔ وﺳﻧﺗطرق إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
أ-اﻟﺗﻔﺎﻋل :INTERACTIONو ﻫو ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﺗﻠك اﻻﺗﺻﺎﻻت واﻻﺣﺗﻛﺎك اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟـﺔ واﻟﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ ﺑـﯾن أﻓـراد
اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻣﻼﺣظﺗﻬﺎ ﻣوﺿوﻋﯾﺎ واﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻬﺎ ﺑطرق ﻛﻣﯾﺔ.
ب-اﻷﻧﺷطﺔ :ACTIVITIESوﺗﺗﻣﺛل ﻓـﻲ ﺟﻣﯾـﻊ اﻟﺗﺣرﻛـﺎت واﻟﺗﺻـرﻓﺎت اﻟﺗـﻲ ﺗﺻـدر ﻋـن اﻷﻓـراد ﻛﻣـﺎ أﻧﻬـﺎ
ﺗﻌﺗﺑــر ﻣــن اﻟظـواﻫر اﻟﺗــﻲ ﯾﻣﻛــن إﺧﺿــﺎﻋﻬﺎ ﻟﻠﻘﯾــﺎس ﺑطــرق ﻛﻣﯾــﺔ دﻗﯾﻘــﺔ ،وذﻟــك ﺳـواء ﻛــﺎن ﺑطرﯾﻘــﺔ ﻣﺑﺎﺷـرة أو
1
ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة.
ج-اﻟﻌواطـــف أو اﻟﻣﺷـــﺎﻋر : SENTIMENTSوﺗﺷــﻣل اﻟﻌواطــف واﻷﺣﺎﺳــﯾس اﻟﺗــﻲ ﯾﺷــﻌر ﺑﻬــﺎ اﻷﻓ ـراد،
واﻟﺗـ ــﻲ ﺗﺧﻠـ ــق أﺛﻧـ ــﺎء اﻻﺗﺻـ ــﺎﻻت و ﻫـ ــﻲ ﺗﺷـ ــﯾر إﻟـ ــﻰ اﻟﺣـ ــﺎﻻت اﻟﻧﻔﺳـ ــﯾﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾـ ــﺔ ﺣـ ــول اﻟﻣوﺿـ ــوﻋﺎت أو
اﻷﺷــﺧﺎص ،وﻫــذﻩ اﻟﻌواطــف ﻻ ﯾﻣﻛــن إﺧﺿــﺎﻋﻬﺎ ﻟﻠﻣﻼﺣظــﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷ ـرة ﻋﻛــس اﻟﺗﻔﺎﻋــل ،وﻟﻠﻣﺷــﺎﻋر ﻣظــﺎﻫر
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻛﺎﻟﻌطف و اﻻﺣﺗرام و اﻟﻣﺣﺑﺔ واﻟﺗودد و ﻋﻛس ذﻟك اﻟﻌداء واﻟﺧوف واﻟﻛراﻫﯾﺔ...اﻟﺦ.
وﻋﻧد ﺗﻔﺎﻋل ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ﺑﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟـﺑﻌض ﯾـﻧﺟم ﻋـن ذﻟـك ﺗﻛـوﯾن و ﺧﻠـق ﺣـﺎﻻت ﻣـن اﻻﻧﺳـﺟﺎم و
اﻟﺗواﻓق وﺗدﻋﯾم ﺟواﻧب اﻟﺗﻌﺎون ،ﻛﻣﺎ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗوﻓﯾر ﺣﺎﻻت اﻟﺗﻣﺎﺳك ﺑﯾن اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﺻـﻧف ﻫوﻣـﺎﻧز
ﺻــور ﻫــذا اﻟﺗﻔﺎﻋــل ﺑــﯾن اﻷﻓـراد داﺧــل اﻟﺟﻣﺎﻋــﺔ ،ﯾﻣﺛــل ﻧظﺎﻣــﺎ ﻣﺗﻛــﺎﻣﻼ ﻣــن اﻟﻌﻼﻗــﺎت و اﻟــذي ﯾﺗــﺄﺛر ﺑﻣﺟﻣــل
اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ،إذ ﯾرى أن اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻧظﺎم داﺧﻠﻲ ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗﻣﺛل ﺑﯾﺋﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﺧﺎرﺟﻲ وﻋﻣل
2
ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﯾﺗم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻔﻌل و رد اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺗﺑﺎدل ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ وﯾﻣﺛل اﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ طﺑﯾﻌﺔ ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ.
ﺷﻛل رﻗم ) :(04ﻧظرﯾﺔ ﺗﻛوﯾن اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻟﻬوﻣﺎﻧز.
اﻟﻧﺷﺎط
اﻟﻧﺷﺎط
اﻟﻧﺷﺎط
اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ
اﻧطﻼﻗﺎ ﻣﻣﺎ ﺗﻘدم ،ﻧﻼﺣظ أن ﻫﻧـﺎك ﺗﺳـﺎﻧدا و اﻋﺗﻣـﺎدا ﻣﺗﺑـﺎدﻻ ﺑـﯾن ﻛـل ﻫـذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻـر اﻟﺛﻼﺛـﺔ واﻟﺗـﻲ
ﻟﻬﺎ اﻷﺛر اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻟﻸﻓراد ،ﻓﻣﺛﻼ ﻧﺟـد أن إﻧﺗﺎﺟﯾـﺔ اﻟﻌﻣـل ﺗﺗﻣﺛـل ﻓـﻲ اﻷﻧﺷـطﺔ وﻫـﻲ ﺗﺗـﺄﺛر
ﺑﻧـوع اﻟﺗﻔﺎﻋـل اﻟـذي ﯾﺣـدث ﻣـن ﺟﻬـﺔ ،وﺑﯾﻧـﻪ وﺑــﯾن زﻣﻼﺋـﻪ اﻟﻌـﺎﻣﻠﯾن ﻣـن ﺟﻬـﺔ ﺛﺎﻧﯾـﺔ ،ﻛﻣـﺎ أن اﻻﻧﺗﺎﺟﯾـﺔ ﺗﺗــﺄﺛر
1
ﺑﺎﻷﺣﺎﺳﯾس أو اﻟﻌواطف اﻟﺗﻲ ﺗﻛوﻧت ﻟدى اﻟﻌﺎﻣل ﻧﺣو ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن و ﻧﺣو ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﯾوﻣﻲ.
-2ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﺑﺎدل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ : SOCIAL EXCHANGE THEORY
وﻫــﻲ ﻣــن اﻟﻧظرﯾــﺎت اﻟﺣدﯾﺛــﺔ ،ﺗ ـرﺗﺑط ﻫــذﻩ اﻟﻧظرﯾــﺔ ﺑﺎﻟﺑﺎﺣــث ﺑﯾﺗــر ﺑــﻼو BETER BLANو ﻓــﻲ
ﺗﻔﺳــﯾر ﺗﻛــوﯾن اﻟﺟﻣﺎﻋــﺎت ﺣﯾــث ﺗﻘــوم ﻋﻠــﻰ أﺳــﺎس ﻋﻘــد ﻣﻘﺎرﻧــﺔ ﺑــﯾن اﻟﻌواﺋــد اﻟﺗــﻲ ﯾﺣﻘﻘﻬــﺎ اﻟﻔــرد ﻓــﻲ اﻧﺗﻣﺎﺋــﻪ
ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺔ وﺑﯾن اﻟﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﻘﺗرﻧﺔ ﺑذﻟك ،أﯾن ﯾﺣﻘق اﻟﻔرد ﻣوﻗﻔﻪ ،ﻣن اﻻﻧﺿﻣﺎم ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺔ أم ﻋدم اﻻﻧﺿﻣﺎم اﻟﯾﻬـﺎ
ﻋﻠﻰ اﺳﺎس اﻟﻌﺎﺋـد اﻟـذي ﯾﺣﺻـل ﻋﻠﯾـﻪ واﻟﺗﻛﻠﻔـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﻧﺟـر ﻋـن اﻧﺿـﻣﺎﻣﻪ اﻟﯾﻬـﺎ ،ﻓﻣـن ﻋـﺎدة اﻟﻔـرد اﻻﻧﺿـﻣﺎم
إﻟﻰ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻘق ﻟﻪ ﻋﺎﺋدا أﻛﺑر ﻣن اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ و اﻻﻋﺑﺎء اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﻣﻠﻬﺎ وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻫﻧﺎك اﻟﻌدﯾد
ﻣــن اﻟﻌواﻣــل اﻟﺗــﻲ ﺗﻠﻌــب دورا أﺳﺎﺳــﯾﺎ ﻓــﻲ ﺗﺣﻘﯾــق اﻹﻧﺗﻣــﺎء ﻟﻠﻔــر د و إﻧﺟذاﺑــﻪ ،ﻣﻧﻬــﺎ اﻟﻌواﻣــل اﻻﻗﺗﺻ ــﺎدﯾﺔ و
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ...اﻟﺦ
أﻣــﺎ ﻓﯾﻣــﺎ ﯾﺧــص اﻟﺗﻛﻠﻔــﺔ ﻓﻬــﻲ ﻣرﺗﺑطــﺔ ﺑــﺎﻟﻘﻠق واﻹﺣﺑــﺎط و اﻟﺗﻌــب واﻹرﻫــﺎق اﻟــذي ﻗــد ﯾﻧﺟــز ﻧﺗﯾﺟــﺔ
2
اﻧﺿﻣﺎﻣﻪ إﻟﻰ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ.
ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺗﻘدم ،ﻧﻼﺣظ أن ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻗد رﻛزت ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻛوﯾن اﻟﺟﻣﺎﻋـﺔ ،ﻋﻠـﻰ أﺳـﺎس ﻋﻘـد
ﻣﻘﺎرﻧــﺔ ﺑــﯾن اﻟﻌواﺋــد اﻟﺗــﻲ ﯾﻣﻛــن أن ﯾﺣﻘﻘﻬــﺎ اﻟﻔــرد و اﻟﻣﺗﻣﺛﻠــﺔ ﻓــﻲ إﺷــﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟــﺎت اﻻﻧﺳــﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠــﻰ ﺧــﻼف
أﻧواﻋﻬــﺎ واﻟﻛﻠﻔــﺔ اﻟﻣﻘﺗرﻧــﺔ ﺑــذﻟك ،ﻣﻌﻧــﻰ ذﻟــك أﻧــﻪ ﻛﻠﻣــﺎ ﻛﺎﻧــت ﻧﺗﯾﺟــﺔ اﻟﺗﺑــﺎدل اﯾﺟﺎﺑﯾــﺔ ﻛــﺎن ذﻟــك داﻋﯾــﺎ ﻟﺑﻘــﺎء
3
اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ و اﺳﺗﻣرارﻫﺎ أي إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎت اﻷﻓراد ﻣﺳﺎﻫﻣﺎت اﻷﻓراد = اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣؤدﯾﺔ ﻟﻠﺑﻘﺎء ﻓﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ
اﻻﺗ ان أو اﻟﻣوازﻧﺔ :BALANCE THEORY
-3ﻧظرﯾﺔ ز
ﺗرﺗﺑط ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﺑﺎﺳم اﻟﺑﺎﺣث "ﺛﯾودور ﻧﯾوﻛوب "THEODORS NEWCCOMPواﻟﺗﻲ ﺗﻘـوم
ﻋﻠــﻰ اﻓﺗ ـراض ﻣﻔــﺎدﻩ ،أن ﺗﺟــﺎذب اﻷﻓ ـراد إﻟــﻰ ﺑﻌﺿــﻬم اﻟــﺑﻌض ،إﻧﻣــﺎ أﺳﺎﺳــﻪ ﻫــو ﺗﺷــﺎﺑﻪ اﻻﺗﺟﺎﻫــﺎت واﻵراء
اﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣوﺿوﻋﺎت واﻷﻫداف اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ،واﻟذي ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق درﺟﺔ ﻣﺗوازﻧﺔ ﺑـﯾن اﻻﻧﺟـذاب
وﺗﻛوﯾن اﻷﻫـداف واﻻﺗﺟﺎﻫـﺎت اﻟﻣﺷـﺗرﻛﺔ ،ﻛﻣـﺎ أن ﻫـذﻩ اﻟﻧظرﯾـﺔ ﻻ ﺗﺣﻣـل ﻓـﻲ طﯾﺎﺗﻬـﺎ ﻋﻣﻠﯾﺗـﻲ اﻟﻘـرب اﻟﻣـﺎدي
ﻟﻸﻓراد واﻟﺗﻔﺎﻋل ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ وأﺛر ذﻟك ﻓﻲ ﺧﻠق درﺟﺔ اﻟﺗﺟﺎذب ،ﺑل ﻣﺎ ﯾﻌد ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﻫـو
وﺟود اﻷﻫداف واﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﯾن اﻷﻓراد ،ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻛوﯾن اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ،وﯾوﺿـﺢ اﻟﺷـﻛل اﻟﺗـﺎﻟﻲ
ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣوازﻧﺔ ﺑﺣﯾث اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾدﻋﻰ أﺣﻣد ﺳوف ﯾﺗﻔﺎﻋل وﯾﻛون ﻋﻼﻗﺎت ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﺷﺧص اﻟذي
ﯾــدﻋﻰ ﻋﻠــﻲ ،وذﻟــك ﺑﺳــﺑب اﻻﺗﺟﺎﻫــﺎت واﻟﻘــﯾم اﻟﻣﺗﺷــﺎﺑﻬﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣــﺎ ،وﺑﻣﺟــرد ﺗﻛــوﯾن اﻟﻌﻼﻗــﺔ ،ﻓــﺈﻧﻬم ﯾﺟﺎﻫــدون
ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺟﻣﺎﻋـﺔ وﺑـﯾن ﻧـواﺣﻲ اﻟﺟـذب ﻟﻼﻧﺿـﻣﺎم ﻟﻠﺟﻣﺎﻋـﺔ ،ﻓـﻲ ﺣـﯾن
إذا ﺣدث ﻋدم ﺗوازن ،ﻓﺈن اﻻﻋﺿﺎء ﯾﺑدﻟون ﻣﺣﺎوﻻت ﻣﺗﻌددة ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻫذا اﻟﺗوازن ،وان ﻓﺷﻠوا ﻓﻲ ذﻟـك
1
ﻓﺎن اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺳوف ﺗﺗﺑدد وﯾﻔﺗرق أﻋﺿﺎء اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ.
ﺷﻛل رﻗم ) :(05ﯾﺑﯾن ﺗﻛوﯾن اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﺣﺳب ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣوازﻧﺔ.
ﻋﻠﻲ أﺣﻣد
-1ﺻﻼح اﻟدﯾن ﻋﺑد اﻟﺑﺎﻗﻲ:اﻟﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺎت ،اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠطﺑﻊ،2000،ص 156-155
- 84 -
اﻟﻤﺪاﺧﻞ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ
ﺗﺷﯾر ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ إﻟﻰ اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻻﻧﺗﻣﺎء ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺔ وﻫو ﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟواﻗﻊ أو اﻟﻘرب اﻟﻣﺎدي ،ﺑﺣﯾث ﺗﺗﻛون
اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻏﺎﻟﺑـﺎ ﻣـن اﻷﻓـراد اﻟـذﯾن ﯾﻌﻣﻠـون ﺑﻣﻧطﻘـﺔ ﺟﻐراﻓﯾـﺔ واﺣـدة أو ﻋﻠـﻰ ﻣﺎﻛﻧـﺔ اﻧﺗﺎﺟﯾـﺔ واﺣـدة ،وﻗـد أﻛـدت
اﻟﻣؤﺷرات اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺗﻘﺎرب اﻟﻣﺎدي ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﯾﻠﻌب دورا رﺋﯾﺳﯾﺎ وﻓﻌﺎﻻ ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ،وذﻟـك
1
ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟﺗﺑﺎﻋد ﻓﻲ اﻟﻌﻣل واﻟذي ﻻ ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺧﻠق ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت.
وﺑﺎﺧﺗﺻﺎر ﺷدﯾد ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟﺗﻘﺎرب ﻓﻲ أﻣـﺎﻛن اﻟﻌﻣـل أو اﻟﻌﻣـل ﻓـﻲ إدارة واﺣـدة ،أو ﻋﻠـﻰ آﻟـﺔ
واﺣدة أو ﻓـﻲ ﻣﻛﺎﺗـب إدارﯾـﺔ ﻣﺗﺟﻣﻌـﺔ ﻟـﻪ ﻣـن اﻷﻫﻣﯾـﺔ اﻟﺑﺎﻟﻐـﺔ ﻓـﻲ ﺗﻛـوﯾن اﻟﺟﻣﺎﻋـﺎت،إن ﻓـﺎﻟﻘرب اﻟﻣـﺎدي ﻣﻬـم
ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن واﻧﺟذاب اﻷﻓراد إﻟﻰ ﺑﻌﺿﻬم اﻟﺑﻌض.
-IIIاﻟﺑداﺋل اﻟﺳوﺳﯾوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟدراﺳﺔ اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ:
ﺗﻌـددت اﻻﺗﺟﺎﻫــﺎت اﻟﺳوﺳـﯾوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﻣﻧطوﯾــﺔ ﺗﺣـت ﻣــﺎ ﯾﺳـﻣﻰ ﺑﺎﻟﺑــداﺋل اﻟﺣدﯾﺛـﺔ ﻟدراﺳــﺔ اﻟﺗﻧظـﯾم ﻏﯾــر
اﻟرﺳﻣﻲ ،وأﻫم ﻫذﻩ اﻟﺑداﺋل اﻟﺗﻔﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟرﻣزﯾﺔ ،واﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﻔﯾﻧوﻣﯾﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻷﺛﻧوﻣﯾﺛودوﻟوﺟﯾﺎ.
ﻓﺎﺗﺟــﺎﻩ اﻟﺗﻔﺎﻋﻠﯾــﺔ اﻟرﻣزﯾــﺔ ﯾﻧظــر إﻟــﻰ اﻟﺗﻧظــﯾم ﻏﯾــر اﻟرﺳــﻣﻲ ﻓــﻲ إطــﺎر اﻟﺗﻔﺎﻋــل ﻟﻸﻧﺷــطﺔ واﻟﻌواطــف
واﻟﺗﻔﺎﻋــل ،ﻫــذﻩ اﻟﻌواﻣــل اﻟﺛﻼﺛــﺔ ﻓــﻲ ﺗﺳــﺎﻧدﻫﺎ ﺗــؤدي إﻟــﻰ إﻧﺗــﺎج اﻟﺟﻣﺎﻋــﺎت ﻏﯾــر اﻟرﺳــﻣﯾﺔ ﻛﺎﺳــﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟطــﺎﺑﻊ
اﻟﻧﺳق اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ اﻟﺳﺎﺋد وﺗوزﯾﻊ اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗـؤﺛر ﻋﻠـﻰ اﻟﺗﻔﺎﻋـل واﻟﻌﻼﻗـﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ ،وﻣـن ﻫﻧـﺎ ﯾرﻛـز
أﻧﺻــﺎر اﻻﺗﺟــﺎﻩ اﻟﻔﯾﻧوﻣﯾﻧوﻟــوﺟﻲ ﻋﻠــﻰ اﻟظ ـواﻫر وﻣﺳــﺎراﺗﻬﺎ ﻛﻣــﺎ ﺗﺗﺟﺳــد واﻗﻌﯾــﺎ وﯾدرﺳــون اﻟﻣﺳــﺎﺋل اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ
ﺑﺎﻟﺣﯾــﺎة اﻟﯾوﻣﯾ ـﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣــل وﻣﻌﺎﻧﺎﺗــﻪ اﻟﻧﺎﺟﻣــﺔ ﺳ ـواء ﻋــن ﺻ ـراﻣﺔ اﻟﺑﻧــﺎء اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ أو اﻟﺿــﻐوط اﻟﻣﺟﺗﻣﻌــﺔ ،ﻫــذﻩ
اﻟﻣﻌﺎﻧــﺎة ﺗــؤدي إﻟــﻰ ظﻬــور ﺗﺻ ـرﻓﺎت وردود أﻓﻌــﺎل ﻣــﺎ ﻫــو ﺑﺳــﺎﺋد ،اﻷﻣــر اﻟــذي ﯾــؤدي إﻟــﻰ ﺧﻠــق اﻟﻣﻘﺎوﻣــﺔ
اﻟداﺧﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺟﺳد ﻓـﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋـﺎت ﻏﯾـر اﻟرﺳـﻣﯾﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﻌﻣـل ﻋﻠـﻰ ﺗﺣﺳـﯾن أوﺿـﺎﻋﻬﺎ ﻓـﻲ اﻟﺑﻧـﺎء اﻟﺗﻧظﯾﻣـﻲ
وﺗﻐﯾﯾر ﻣﺎ ﻫو ﻗﺎﺋم ﻓﻲ ﺿوء اﺗﻔﺎق اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ وﺗﺣدﯾد ﻣﺻﻠﺣﺗﻬﺎ ﻣن ﺗﻐﯾﯾر اﻟﺑﻧﺎء اﻟرﺳﻣﻲ.
أﻣﺎ أﻧﺻﺎر اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻷﺛﻧوﻣﯾﺛوﻟوﺟﻲ ﻓﻧﻼﺣظ أﻧﻬـم ﯾرﻛـزون ﻋﻠـﻰ اﻟﺟﻣﺎﻋـﺎت اﻟﺻـﻐﯾرة وﺣراﻛﻬـﺎ داﺧـل
اﻟﺑﻧــﺎء اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ وﺗﺑــﺎﯾن ﺗﻌــﺎﻣﻼﺗﻬم وﺗﺻـرﻓﺎﺗﻬم ﻓــﻲ ﺿــوء ﻣــﺎ ﺗـراﻩ ﺿــروري ﻟﻠﺟﻣﺎﻋــﺔ اﻟﺻــﻐﯾرة ،وﻣــﺎ ﯾﻼﺣــظ
ﻋﻠﻰ ﻫـذﻩ اﻟﺟﻣﺎﻋـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺳـﻣﻰ أﺣﯾﺎﻧـﺎ ﺑـﺎﻟزﻣرة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾـﺔ ﻗـوة اﻟﺗﺟـﺎذب اﻟـداﺧﻠﻲ ،واﻟﻘـدرة ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻧـﺎورة ﻣـن
أﺟل ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﻣﺗزاﯾدة ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﻌﯾﻧﺔ.
1
ﺧﺿﯾر ﻛﺎظم ﻣﺣﻣود:ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص96
- 85 -
اﻟﻤﺪاﺧﻞ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ
وﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻷﺳــﺎس ﻓــﺈن اﻟﺑــداﺋل اﻟﺳوﺳــﯾوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛــﺔ ﺗﻬــﺗم ﺑﺎﻟﻘﺿــﺎﯾﺎ اﻟﺗﺎﻟﯾــﺔ ،ﻗــد ﺗﻬــﺗم ﺑﺎﻟﺿــﻐوط
اﻟﻧظﺎﻣﯾـ ـﺔ ،اﻟﺟﻣﺎﻋ ــﺔ اﻟﺻ ــﻐﯾرة ،ﻗ ــوة اﻟﺗﺟ ــﺎوب اﻟ ــداﺧﻠﻲ ،اﻟﺗ ــدرﯾب ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣﻧ ــﺎورات واﻟﻣﺳ ــﺎواة ،ﺗﻣﯾ ــز ﻟﺗط ــوﯾر
1
إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت ﺣﺳب اﻟﻣواﻗف اﻟطﺎرﺋﺔ أو اﻟﻣﺳﺗﺟدات اﻟﺗﻲ ﺗظﻬر ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻣداﺧل ﻧظرﯾﺔ ﻟدراﺳﺔ اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ:
ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻣداﺧل اﻟﻧظرﯾﺔ ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ إﻟﻰ اﻟﻣداﺧل اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-1-2اﻟﻣدﺧل اﻟﺳﻠوﻛﻲ:
وﯾﻌﻧــﻲ ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻣــن ﺧﻼﻟﻬــﺎ ﯾــؤدي اﻟﺳــﻠوك اﻟﻣﺎﺿــﻲ ﻟﻠﻔــرد إﻟــﻰ ارﺗﺑﺎطــﻪ ﺑﺎﻟﻣﻧظﻣــﺔ ﻣــن ﺧــﻼل
اﻻﺳــﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻣﺎدﯾــﺔ وﻏﯾــر اﻟﻣﺎدﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﺳــﺗﺛﻣرﻫﺎ ﻓــﻲ اﻟﻣﻧظﻣــﺔ ،ﻓــﺎﻟوﻻء ﻫﻧــﺎ ﯾﻧﺑــﻊ ﻣــن اﻟﻣﻛﺎﺳــب اﻟﺗــﻲ ﯾــرى
2
اﻟﻣوظف أﻧﻪ ﯾﺣﻘﻘﻬﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﺳﺗﻣرارﻩ ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،أو اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻛﺑدﻫﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗرﻛﻪ ﻟﻬﺎ.
-2-2ﻣدﺧل اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت:
وﻓﻘــﺎ ﻟﻣــدﺧل اﻻﺗﺟﺎﻫــﺎت ﻓﺈﻧــﻪ ﯾﻧظــر إﻟــﻰ اﻟــوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ ﻋﻠــﻰ أﻧــﻪ ﯾﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ طﺑﯾﻌــﺔ اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑــﯾن
اﻟﻣوظــف وﻣﻧظﻣﺗــﻪ ،ﻓﻌﻧــدﻣﺎ ﺗﺻــﺑﺢ ﻗــﯾم اﻟﻣوظــف وﻣﻌﺗﻘداﺗــﻪ وأﻫداﻓــﻪ ﻣﺗطﺎﺑﻘــﺔ ﻣــﻊ أﻫــداف اﻟﻣﻧظﻣــﺔ واﻟﻘــﯾم
اﻟﺳــﺎﺋدة ﻓﯾﻬــﺎ ﻓــﺈن ﻫــذا اﻟﻣوظــف ﺳــوف ﯾﺑــذل ﺟﻬــود إﺿــﺎﻓﯾﺔ ﻓــﻲ ﻋﻣﻠــﻪ ﻟﻠرﻗــﻲ ﺑﺎﻟﻣﻧظﻣــﺔ ،وﻻ ﯾﻔﻛــر ﻓــﻲ ﺗرﻛــﻊ
واﻻﻧﺗﻘــﺎل إﻟــﻰ ﻣﻧظﻣــﺔ أﺧــرى ،وﯾــرى أﻧﺻــﺎر ﻫــذا اﻟﻣــدﺧل أن ﻫﻧــﺎك ارﺗﺑﺎطــﺎ ﻗوﯾــﺎ ﻟﻸﻓ ـراد وﻣﻧظﻣــﺎﺗﻬم ﺑﻐــض
اﻟﻧظر ﻋن اﻟﻣﺻـﺎﻟﺢ اﻟﻣﺎدﯾـﺔ أو اﻟﻣﻛﺎﺳـب اﻟﺗـﻲ ﯾﻣﻛـن أن ﯾﺣﺻـﻠوا ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﻣﻘﺎﺑـل ﻋﻣﻠﻬـم ،وﻣـن ﻫـذا اﻟﻣﻧطﻠـق
3
ﻓﺈن ﻫؤﻻء اﻟﻣوظﻔﯾن ﯾﻔﻌﻠون ذﻟك ﻷﻧﻬم ﯾﺷﻌرون أﻧﻪ ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻬم أن ﯾﻘوﻣوا ﺑذﻟك.
-1أﺣﻣد زاﯾد ،ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع ﺑﯾن اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ واﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ،دار اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻟﻘﺎﻫرة ،1981 ،ص .185-181
-2اﻟﻠوزي ﻣوﺳﻰ :اﻟﺗطوﯾر اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ أﺳﺎﺳﯾﺎت وﻣﻔﺎﻫﯾم ﺣدﯾﺛﺔ ،دار واﺋل ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،ﻋﻣﺎن ،ط ،1999 ،2ص .123
-3إﯾﻬﺎب أﺣﻣد ﻋوﯾﺿﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .30
- 86 -
اﻟﻤﺪاﺧﻞ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ
ﺧﻼﺻﺔ:
ﻣ ــن ﺧ ــﻼل اﻟﻣ ــداﺧل اﻟﻧظرﯾ ــﺔ ﻟﻣﺟﻣوﻋ ــﺔ اﻟﻧظرﯾ ــﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻧﺎوﻟ ــت اﻟﻌﻼﻗ ــﺎت ﻏﯾ ــر اﻟرﺳ ــﻣﯾﺔ واﻟ ــوﻻء
اﻟﺗﻧظﯾﻣــﻲ ﻧﺳــﺗﺧﻠص ﻣــن ﺧــﻼل اﻟطروﺣــﺎت اﻟﺗــﻲ ﻗــدﻣﺗﻬﺎ ﻧظرﯾــﺔ اﻟﻌﻼﻗــﺎت اﻹﻧﺳــﺎﻧﯾﺔ داﺧــل اﻟﻣؤﺳﺳــﺔ اﻟﺗــﻲ
ﺗﻧظر ﻟﻠﻌﻣﺎل ﻛﺄﻓراد ﯾﺗﻣﯾزون ﺑﻌواطف واﺳﺗﻌدادات واﻧﻔﻌﺎﻻت وﻟﯾﺳوا ﻣﺟرد آﻻت ﻟﻺﻧﺗﺎج ﻓﻘط ،ﺣﯾـث أﺛﺑﺗـت
اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدراﺳﺎت ﺑﺄن اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﺟﺎﻧب أو اﻟﻌﺎﻣل اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﻻ ﯾﻘل أﻫﻣﯾﺔ ﻋـن اﻟﻌﻧﺎﯾـﺔ ﺑﺎﻟﺟﺎﻧـب اﻟﻣﻬﻧـﻲ،
وأن اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣﺎل ﻣن طرف ﻣﺷرﻓﯾﻬم ﺗﺑﻌث ﻓﯾﻬم روح اﻟـوﻻء واﻻﻧﺗﻣـﺎء إﻟـﻰ اﻟﺟﻣﺎﻋـﺔ واﻟﺷـﻌور
ﺑﺎﻟرﺿ ـ ــﺎ واﻻﺳ ـ ــﺗﻘرار،واﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻌﻼﻗ ـ ــﺎت اﻹﻧﺳ ـ ــﺎﻧﯾﺔ ﯾ ـ ــؤدي إﻟ ـ ــﻰ ارﺗﻔ ـ ــﺎع اﻟ ـ ــروح اﻟﻣﻌﻧوﯾ ـ ــﺔ واﻟﻌﻼﻗ ـ ــﺎت
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ وﻗــﯾم اﻟﺗﻌــﺎون واﻻﺣﺗ ـرام اﻟﻣﺗﺑــﺎدل ،ﯾﻔﺗــرض أن ﯾــؤدي زﯾــﺎدة اﻟﻔﻌﺎﻟﯾــﺔ ﻣــن ﺧــﻼل زﯾــﺎدة اﻻﻧﺗﺎﺟﯾــﺔ
واﻟوﻻء ﻧﺣو اﻟﺗﻧظﯾم.
- 87 -
اﻹﺟﺮاءا ت اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ
ﺗﻣﻬﯾد:
اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻟﺧﻠﻔﯾﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺳوﺳﯾوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ إﻧﺟﺎز ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ،ﺳوف
ﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ ،ﻓﺎﻟﺑﺣث اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻻ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺟﻣﻊ اﻟﺗراث اﻟﻧظري
واﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻓﻘط ،وا ٕ ﻧﻣﺎ اﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﯾداﻧﻲ اﻟذي
ﯾﻣﻛن اﻟﺑﺎﺣث ﻣن ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي ﯾﻘوم ﺑدراﺳﺗﻪ ،ﻓﻣﺣﺎوﻟﺔ إﺛﺑﺎت اﻟدراﺳﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ
ﺑﺎﻟدراﺳﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ ﻣن أﻫم ﻣﺳﺎﻋﻲ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻟﻣلء اﻟﻔﺟوة اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟواﻗﻊ ،ﺑﻐﯾﺔ
ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟدراﺳﺔ واﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺳﺎؤﻻت اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷدوات واﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ
ﺗﺳﺎﻋدﻧﺎ ﻓﻲ ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋن اﻟواﻗﻊ ﻣﻛﺎن اﻟدراﺳﺔ وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺣﺎول ﺗﻧﺎوﻟﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل ﺑدءا ﻣن
ﻣﺟﺎﻻت اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ واﻟزﻣﺎﻧﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ ﯾﻠﯾﻪ اﻟﻣﻧﻬﺞ واﻷدوات اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ ،وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﺗم
اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻌﯾﻧﺔ وأﺳﻠوب اﺧﺗﯾﺎرﻫﺎ.
- 89 -
اﻹﺟﺮاءا ت اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ
- 90 -
اﻹﺟﺮاءا ت اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ
ﻋطﻠﺔ اﻟرﺑﯾﻊ ﺣﯾث ﺗم ﺗﺣﺿﯾر أﺳﺋﻠﺔ اﻻﺳﺗﻣﺎرة وﻋرﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺗﺎذ اﻟﻣﺷرف ،وﺗم ﺿﺑط اﻻﺳﺗﻣﺎرة ﺑﺷﻛل
ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﺗﻲ ﻗﻣﻧﺎ ﺑﻬﺎ وﻣن ﺧﻼل ﺗﺣﻛﯾﻣﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻷﺳﺎﺗذة :اﻷﺳﺗﺎذ ﺑن ﺧﺎﻟد ﺟﻣﺎل،
واﻷﺳﺗﺎذ زﯾﺗوﻧﻲ اﻟﻌﯾﺎﺷﻲ ،واﻷﺳﺗﺎذ ﻗﻧدوز ﻣﻧﯾر ،ﺗﻣت إﺟراءات اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ إﺑﺗداءا ﻣن
/20ﻣﺎرس 2016/واﻣﺗدت إﻟﻰ /30ﻣﺎرس 2016/أﯾن ﻗﻣﻧﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺗوزﯾﻊ اﻻﺳﺗﻣﺎرات ﻋﻠﻰ ﻋﯾﻧﺔ ﻣﺟﺎل
اﻟدراﺳﺔ ،ﺣﯾث ﺗم ﺗوزﯾﻊ 50اﺳﺗﻣﺎرة وﺗم اﺳﺗرﺟﺎﻋﻬﺎ ﻛﺎﻣﻠﺔ.
.IIIاﻟﻣﺟﺎل اﻟﺑﺷري :ﺑﻌد أن ﺗم اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدراﺳﺔ اﻟﻛﻠﻲ وﺧﺻﺎﺋﺻﻪ وﻣﺎ ﯾﺣﺗوﯾﻪ ﻣن ﻣﻔردات
واﻟﺗﻲ ﺗﺿم ) (250وﺣدة إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻹﺳﺗﺷﻔﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌﯾن اﻟﻣﻠﺢ وﻻﯾﺔ
ﻣﺳﯾﻠﺔ ،ﻟﺟﺄﻧﺎ إﻟﻰ اﺳﺗﺧدام أﺳﻠوب اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺗﻣﺎﺷﯾﺎ ﻣﻊ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ اﻟﻬﺎدﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ
اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ وﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ .
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻣﻧﻬﺞ اﻟدراﺳﺔ.
ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺄي ﺑﺣث ﻋﻠﻣﻲ ﻣﻧظم ﻻﺑد ﻣن اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻬﺞ ﻣﻌﯾن وا ٕ ﺗﺑﺎع ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ ﻟﻠﺗوﺻل إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ
ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ودﻗﯾﻘﺔ ،ﻓﺎﻟﻣﻧﻬﺞ ﻫو "ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت واﻟﺧطوات اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻌﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣث
1
ﺑﻐﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾق ﺑﺣﺛﻪ
ﺗﻌﺗﺑر ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘواﻋد ﯾﺗم وﺿﻌﻬﺎ ﻣن أﺟل اﻟوﺻول إﻟﻰ
ﺣﻘﺎﺋق ﻋﻠﻣﯾﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ ﺗﺧص ﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ ،ﻓﯾﻛون اﺧﺗﯾﺎر اﻟدراﺳﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻻ ﺗﺧﺿﻊ ﻹرادة اﻟﺑﺎﺣث
2
ﺑﻘدر ﻣﺎ ﺗﺗﻌﻠق ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣوﺿوع واﻟﻬدف اﻟﻣﺗوﺧﻰ ﻣﻧﻪ.
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق وﺗﻣﺎﺷﯾﺎ ﻣﻊ ﻣوﺿوع وطﺑﯾﻌﺔ اﻟدراﺳﺔ وﺑﺎﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺣول
اﻟﻣوﺿوع اﻟﻣدروس أﺟﻣﻌت ﻣﺟﻣﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺧدام أﺳﻠوب اﻟﻣﺳﺢ ﺑﺎﻟﻌﯾﻧﺔ ﻛﺄﺣد اﻷدوات اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ داﺧل
اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ.
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺎﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﺗﺑﻊ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ ﻫو اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ واﻟذي ﯾﻌﺗﺑر"طرﯾﻘﺔ ﻟوﺻف اﻟظﺎﻫرة اﻟﻣدروﺳﺔ
وﺗﺻوﯾرﻫﺎ ﻛﻣﯾﺎ ﻋن طرﯾق ﺟﻣﻊ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﻘﻧﻧﺔ ﻋن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ وﺗﺻﻧﯾﻔﻬﺎ وﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ ﻹﺧﺿﺎﻋﻬﺎ ﻟﻠدراﺳﺔ
3
اﻟدﻗﯾﻘﺔ".
4
وﯾﻌﺗﻣد اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ اﻟواﻗﻊ ،وﯾﻬﺗم ﺑوﺻﻔﻪ وﺻﻔﺎ دﻗﯾﻘﺎ ﻓﯾﻌﺑر ﻋﻧﻪ ﺗﻌﺑﯾرا ﻛﯾﻔﯾﺎ وﻛﻣﯾﺎ.
-1رﺷﯾد زرواﺗﻲ:ﺗدرﯾﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2002 ،ص 117
-2ﻣﺣﻣد ﻋﺑﯾدات وآﺧرون :ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟﻘواﻋد واﻟﻣراﺣل واﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت،دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر ،ط ،1999 ،2ص 46
-3ﺑﻠﻘﺎﺳم ﺳﻼطﻧﯾﺔ وﺣﺳﺎن اﻟﺟﯾﻼﻧﻲ :ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ،دار اﻟﻬدى ﻋﯾن ﻣﻠﯾﻠﺔ ،اﻟﺟزاﺋر،2004،ص168
-4رﺷﯾد زرواﺗﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .118
- 91 -
اﻹﺟﺮاءا ت اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ
ﻓﺎﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﻛﯾﻔﻲ ﯾﺻف ﻟﻧﺎ اﻟظﺎﻫرة وﯾوﺿﺢ ﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ أﻣﺎ اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﻛﻣﻲ ،ﻓﯾﻌطﻲ وﺻﻔﺎ رﻗﻣﯾﺎ
ﯾوﺿﺢ ﺣﺟم وﻣﻘدار ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة وﯾوﺿﺢ درﺟﺔ ارﺗﺑﺎطﻬﺎ ﻣﻊ اﻟظواﻫر اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻷﺧرى ،وﻻ ﯾﻘﺗﺻر
اﻷﺳﻠوب اﻟوﺻﻔﻲ ﻋﻠﻰ وﺻف اﻟظﺎﻫرة ﻓﻘط ،ﺑل إﻧﻪ ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎت ﺗﺳﻬم ﻓﻲ ﻓﻬم ﻫذا
1
اﻟواﻗﻊ وﺗطوﯾرﻩ.
ﻧظرا ﻟﻣروﻧﺔ وﺳﻬوﻟﺔ اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ اﻟذي ﯾﺗﻣﯾز ﺑوﺻف اﻟظﺎﻫر ة ﺑﺷﻛل دﻗﯾق ﻛﻣﺎ ﻫﻲ ﻓﻲ
اﻟواﻗﻊ ﺑﺗرﺟﻣﺔ ﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ إﻟﻰ ﻛﻣﯾﺔ وﻗﯾﺎﺳﻬﺎ ﻟﻠﺗوﺻل إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ورﺑطﻬﺎ ﺑﻔرﺿﯾﺎت اﻟﺑﺣث ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ
ﻋن اﻟﺗﺳﺎؤل اﻟﻌﺎم ﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟدراﺳﺔ ﺗم اﻋﺗﻣﺎدﻩ ﻣن طرف اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ .
اﻧطﻠﻘت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻣن ﺗﺳﺎؤل ﻣﺣدد ﺟﺎء ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﻣﺎ طﺑﯾﻌﺔ ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ؟
وﻗد اﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻟﻬذا اﻟﺗﺳﺎؤل ﻋﻠﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ اﺳﺗﻣﺎرة اﻻﺳﺗﺑﯾﺎن ﺗم ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﻋﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﻌﻣﺎل ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺟﺎل اﻟدراﺳﺔ ،ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن ﻣؤﺷرات ﺗﻘﯾس درﺟﺔ ﺗﺄﺛﯾر
اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟدى ﻋﯾﻧﺔ اﻟدراﺳﺔ.
وﯾﺗﻣﯾز اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ ﺑﻣروﻧﺔ ﻧﺳﺑﯾﺔ ،ﺟﻌل ﻣن أداة ﺟﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت وﺳﯾﻠﺔ رﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻛﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻠﻐﻲ
اﻟﻣﻼﺣظﺎت واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺎت أﺛﻧﺎء إﺟراء اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ واﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ،وﺑﺗطﺑﯾﻘﻧﺎ ﻟﻬذا
اﻟﻣﻧﻬﺞ أﯾﺿﺎ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﺗﻌﻣﯾم ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺔ وﻓق ﻣﻌطﯾﺎت أداة ﺟﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻓﻲ ظل اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺛﻼﺛﺔ
اﻟﺑﺷري واﻟﻣﻛﺎﻧﻲ واﻟزﻣﺎﻧﻲ ،وﻣن واﻗﻊ ﻣﺎ ﺗﻘدﻣﻪ ﺟداول اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺑﺳﯾطﺔ واﻟﻣرﻛﺑﺔ ﻣن ﻣؤﺷرات إﺟﻣﺎﻟﯾﺔ،
ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ رﺑط اﻟﻣﻧظور اﻟﻣﯾداﻧﻲ ﺑﻧﺗﺎﺋﺞ ﻫذﻩ اﻟﺟداول واﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻣطروﺣﺔ ﻓﻲ
اﺳﺗﺑﯾﺎن ﻣوﺟودة ﻓﻲ ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺔ.
ﻓﺎﺗﺧﺎذ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ ﻛﻣﻧﻬﺞ ﻟﻠدراﺳﺔ ﻣﻛﻧﻧﺎ ﻣن رﺳم ﺧطوات دراﺳﺗﻧﺎ اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ ورﺑطﻬﺎ ﺑﺎﻟﺟﺎﻧب
اﻟﻧظري ﻟﻠوﺻول ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻬدف ﻣن ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣﻠﯾل وﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ
ﻟﻠﺧروج ﺑﺎﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎت ﺗﻛون ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ إﺛﺑﺎت أو ﻧﻔﻲ ﻟﻠﻔرﺿﯾﺎت اﻟﻣطروﺣﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن اﻟﺗﺳﺎؤل
اﻟﻣطروح.
-1ﻋﺑﯾدات ﻣﺣﻣد :اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻣﻔﻬوﻣﻪ وأدواﺗﻪ وأﺳﺎﻟﯾﺑﻪ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻋﻣﺎن ،2004،ص ص 192 191
- 92 -
اﻹﺟﺮاءا ت اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ
1
-ﻋﺑد اﷲ ﻣﺣﻣد ﺷرﯾف:ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺑﺣت اﻟﻌﻠﻣﻲ ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻹﺷﻌﺎع اﻟﻔﻧﯾﺔ ،ﻣﺻر،ط ،1دون ذﻛر ﺳﻧﺔ ،ص.118،
2
-أﻧﺟرس ﻣورﯾس:ﺗرﺟﻣﺔ ﺻﺣراوي ،ﺑوزﯾد :ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗرﺑوﯾﺔ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،اﻟﺟزاﺋر،ط،2006 ،2ص322
- 93 -
اﻹﺟﺮاءا ت اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ
واﻻﺳﺗﻣﺎرة أﯾﺿﺎ "ﻧﻣوذج ﻣن اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ واﻟﻣﻐﻠﻘﺔ وﻫذﻩ اﻷداة ﯾﻘوم اﻟﺑﺎﺣث ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻣﻘﺎﺑﻠﺔ
1
ﻛﻣﺎ ﺗﻌرف اﻻﺳﺗﻣﺎرة ﺑﺄﻧﻬﺎ" :ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺳﺋﻠﺔ ﺗدور اﻟﻣﺑﺣوﺛﯾن و ﻣلء اﻻﺳﺗﻣﺎرة ﻣﻌﻬم".
2
ﺣول ﻣوﺿوع ﻣﻌﯾن ﺗﻘدم إﻟﻰ ﻋﯾﻧﺔ ﻣن اﻷﻓراد ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻧﻬﺎ ،وﺗﻌد ﻫذﻩ اﻷﺳﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل اﺳﺗﻣﺎرة"
ﻛﻣﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﺗﻘﻧﯾﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠﺗﻘﺻﻲ اﻟﻌﻠﻣﻲ إزاء اﻷﻓراد وﺗﺳﻣﺢ ﺑﺎﺳﺗﺟواﺑﻬم ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣوﺟﻬﺔ واﻟﻘﯾﺎم
3
ﺑﺳﺣب ﻛﻣﻲ ﺑﻬدف إﯾﺟﺎد ﻋﻼﻗﺎت رﯾﺎﺿﯾﺔ واﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﻘﺎرﻧﺎت رﻗﻣﯾﺔ.
وﺗم اﺧﺗﯾﺎر اﺳﺗﻣﺎرة اﻻﺳﺗﺑﯾﺎن ﻛﺄداة ﻟﺟﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺗﻣﺎﺷﯾﺎ ﻣﻊ اﻟﻣﻧﻬﺞ
اﻟوﺻﻔﻲ اﻟﻣﺗﺑﻊ ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﻹﺛﺑﺎت أو ﻧﻔﻲ ﻓرﺿﯾﺎت اﻟدراﺳﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى وﺗﻣﺎﺷﯾﺎ ﻣﻊ اﻟﻬدف ﻣن ﻫذﻩ
اﻟدراﺳﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ وﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻠﻌﻣﺎل داﺧل
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺟﺎل اﻟدراﺳﺔ ،واﻟذي ﺳﻧﺑﺣث ﻋن ﺗﺣﻘﻘﻪ ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻷداة وذﻟك ﺑدراﺳﺔ اﺗﺟﺎﻫﺎت ﻣﻔردات
ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺑﺣث ﻧﺣو ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣؤﺷرات اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ و ﻣدى ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوﻻء
اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ وذﻟك ﻷن اﺳﺗﻣﺎرة اﻻﺳﺗﺑﯾﺎن ﺗﺳﺗﺧدم ﻟﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﻌﺗﻘدات ورﻏﺑﺎت اﻟﻣﺑﺣوﺛﯾن
وﻛذﻟك اﻟﺣﻘﺎﺋق اﻟﺗﻲ ﻫم ﻋﻠﻰ ﻋﻠم ﺑﻬﺎ ،وﻟﻬذا ﺗﺳﺗﺧدم اﻻﺳﺗﺑﯾﺎﻧﺎت ﺑﺷﻛل رﺋﯾﺳﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻠوم
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ .وﻗد ﺗم ﺑﻧﺎء اﻻﺳﺗﻣﺎرة وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﻣطروﺣﺔ ﻓﻲ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺑﺣث .وﻗد اﺣﺗوت اﻻﺳﺗﻣﺎرة
ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺣﺎور أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ:
اﻟﻣﺣور اﻷول :اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺳوﺳﯾوﻣﻬﻧﯾﺔ وﯾﺿم 4أﺳﺋﻠﺔ ﻣن اﻟﺳؤال رﻗم 01إﻟﻰ اﻟﺳؤال رﻗم .04
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ:
.1ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات :وﯾﺿم 10أﺳﺋﻠﺔ ﻣن اﻟﺳؤال رﻗم 05إﻟﻰ اﻟﺳؤال رﻗم .14
.2ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎون واﻻﺣﺗرام اﻟﻣﺗﺑﺎدل:وﯾﺿم 14ﺳؤال ﻣن
اﻟﺳؤال رﻗم 15إﻟﻰ اﻟﺳؤال رﻗم .28
.3ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﺔ ﻋن إطﺎر اﻟﻌﻣل :وﯾﺿم 3أﺳﺋﻠﺔ ﻣن اﻟﺳؤال رﻗم 29إﻟﻰ
اﻟﺳؤال رﻗم .31
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻟث :ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ:
.1ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻔﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل واﻹﺧﻼص:وﺗﺿم 08أﺳﺋﻠﺔ ﻣن اﻟﺳؤال رﻗم 32إﻟﻰ اﻟﺳؤال .39
.2ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘرار واﻟدﻓﺎع ﻋن ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﻧظﻣﺔ:وﺗﺿم 07أﺳﺋﻠﺔ ﻣن اﻟﺳؤال رﻗم 40إﻟﻰ
اﻟﺳؤال رﻗم .46
راﺑﻌﺎ :ﻋﯾﻧﺔ اﻟدراﺳﺔ
اﻟﻌﯾﻧﺔ :ﺗﺗطﻠب دراﺳﺔ ظﺎﻫرة أو ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣﺎ ﺗوﻓر ﻣﻌﻠوﻣﺎت وﺑﯾﺎﻧﺎت ﻟﯾﺗﻣﻛن اﻟﺑﺎﺣث ﻣن اﺗﺧﺎذ ﻗرار ﺣﻛم
ﻣﻧﺎﺳب ﺣﯾﺎﻟﻬﺎ،وا ٕ ن ﻟﻠﺗﺣدﯾد اﻟواﺿﺢ ﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدراﺳﺔ ،واﻟذي ﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻧﺎﺻر أو اﻟﻣﻔردات اﻟﺗﻲ
ﯾدرﺳﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣث أﻣر ﺿروري ﻷﻧﻪ ﯾﺳﺎﻋد ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻷﺳﻠوب اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻷﻣﺛل ﻟدراﺳﺔ ﻫذا اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن
ﺧﻼل أﺳﻠوب اﻟﻣﺳﺢ اﻟﺷﺎﻣل أو أﺳﻠوب اﻟﻌﯾﻧﺔ و"اﻟﺗﻲ ﺗﻌد إﺣدى اﻟدﻋﺎﺋم اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻋﺎﻣﺔ
واﻟﺑﺣث اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﺣﯾث أﻧﻬﺎ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺎﻟﺣﺻول ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻛﺛﯾرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻣﻊ
اﻗﺗﺻﺎد ﻣﻠﻣوس ﻓﻲ اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﻓﻲ اﻟوﻗت دون أن ﯾؤدي إﻟﻰ ذﻟك اﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن اﻟواﻗﻊ
1
اﻟﻣراد ﻣﻌرﻓﺗﻪ".
واﻟﺗﻲ ﻫﻲ" :ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدراﺳﺔ اﻟذي ﺗﺟﻣﻊ ﻣﻧﻪ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ ،وﻫﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﺟزءا ﻣن اﻟﻛل ﺑﻣﻌﻧﻰ
أﻧﻪ ﺗؤﺧذ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻠﻰ أن ﺗﻛون ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻟﺗﺟرى ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟدراﺳﺔ ،ﻓﺎﻟﻌﯾﻧﺔ إذن ﻫﻲ ﺟزء
ﻣﻌﯾن ﻣن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻷﺻﻠﻲ ،ﺛم ﺗﻌﻣﯾم ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﻠﻪ ،ووﺣدات اﻟﻌﯾﻧﺔ ﻗد ﺗﻛون
أﺷﺧﺎص ،ﻛﻣﺎ ﺗﻛون أﺣﯾﺎءا أو ﺷوارﻋﺎً أو ﻣدﻧﺎ أو ﻏﯾر ذﻟك.2
وﺑﻌد أن ﺗم اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدراﺳﺔ اﻟﻛﻠﻲ وﻣﺎ ﯾﺣﺗوﯾﻪ ﻣن ﻣﻔردات واﻟﺗﻲ ﺗﺿم 250ﻣﻔردة
ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ اﻻﺳﺗﺷﻔﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌﯾن اﻟﻣﻠﺢ ،ﻗﻣﻧﺎ ﺑﺈﺟراء اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﯾﻧﺔ
ﻣن ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺑﺣث واﻟﺗﻲ ﻗدرت ﺑﻧﺳﺑﺔ %20ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻛﻠﻲ ) (250وﺣﺳب اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
50 = 20* 100/250ﻣﻔردة ،وﻣﻧﻪ ﻓﺈن ﺣﺟم اﻟﻌﯾﻧﺔ ﯾﻘدر ب 50ﻣﻔردة.
ﺧﺎﻣﺳﺎ :ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻌﯾﻧﺔ
اﻟﺟدول رﻗم :01ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﺑﺣوﺛﯾن ﺣﺳب اﻟﺟﻧس
اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﻛرار اﻟﺟﻧس
%76 38 ذﻛر
%24 12 أﻧﺛﻰ
%100 50 اﻟﻣﺟﻣوع
- 96 -
اﻹﺟﺮاءا ت اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ
- 97 -
اﻹﺟﺮاءا ت اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ
- 98 -
اﻹﺟﺮاءا ت اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ
ﻧﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول أﻋﻼﻩ أن ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟﻣﺑﺣوﺛﯾن أو ﻋﻣﺎل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺧﺑرﺗﻬم أﻗل ﻣن 4
ﺳﻧوات ﺑﻧﺳﺑﺔ %52ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل ذﻟك ﻧﺳﺑﺔ %40ﻣن اﻟﻌﻣﺎل اﻟذﯾن ﺧﺑرﺗﻬم ) ﻣن 9–5ﺳﻧوات( وﺗﻌود
ﻧﺳﺑﺔ %8ﻟﻠﻌﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﺗزﯾد ﺧﺑرﺗﻬم ) 14–10ﺳﻧﺔ( وﯾﻣﻛن أن ﻧرﺟﻊ ﻫذﻩ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى ﻛل
اﻟﻣﺑﺣوﺛﯾن أو اﻟﻌﻣﺎل إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى ﺟﺎﻣﻌﻲ وﻫذا دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ﻗد ﺣﺎز ﻋﻠﻰ ﻧﺻﯾب
اﻷﺳد ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺟﺎﻻت واﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻛﻣﺎ ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣن ذﻟك ﺑﺄن ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﻟدﯾﻬم ﺧﺑرة وأﻗدﻣﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻌﻣل أﻗل ﻣن 4ﺳﻧوات ﺑﻧﺳﺑﺔ ، %52ﻫذا ﻣﺎ ﯾﻌﻛس إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﺑﺷﻛل ﻓﻌﺎل.
- 99 -
اﻹﺟﺮاءا ت اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ
ﺧﻼﺻﺔ:
ﺑﻌد ﻋرﺿﻧﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل ﻷﻫم اﻟﺧطوات واﻹﺟراءات اﻟﻣﻧﻬﺟﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ دراﺳﺗﻧﺎ اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ
واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر اﻟرﻛﯾزة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻷي ﺑﺣث ﻋﻠﻣﻲ ،وذﻟك ﺑدءا ﺑﺗﺣدﯾد ﻣﺟﺎﻻت اﻟدراﺳﺔ )اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ
واﻟﺑﺷري واﻟزﻣﻧﻲ(وا ٕ ﺗﺑﺎع أﺳﻠوب اﻟﻣﺳﺢ ﺑﺎﻟﻌﯾﻧﺔ ﻛﺄﺣد اﻷدوات اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ داﺧل اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ ،ﺛم ﺣددﻧﺎ
اﻻﺳﺗﻣﺎرة ﻛﺄداة ﻟﺟﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ،ﻣن أﺟل اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن ﺗﺳﺎؤﻻت اﻟدراﺳﺔ .
ﺗﻣﻬﯾد:
اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻟﺧﻠﻔﯾﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺳوﺳﯾوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ إﻧﺟﺎز ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ،ﺳوف
ﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ﻟﻠدراﺳﺔ ،ﻓﺎﻟﺑﺣث اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻻ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺟﻣﻊ اﻟﺗراث اﻟﻧظري
واﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻓﻘط ،وا ٕ ﻧﻣﺎ اﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﯾداﻧﻲ اﻟذي
ﯾﻣﻛن اﻟﺑﺎﺣث ﻣن ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي ﯾﻘوم ﺑدراﺳﺗﻪ ،ﻓﻣﺣﺎوﻟﺔ إﺛﺑﺎت اﻟدراﺳﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ
ﺑﺎﻟدراﺳﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ ﻣن أﻫم ﻣﺳﺎﻋﻲ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻟﻣلء اﻟﻔﺟوة اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟواﻗﻊ ،ﺑﻐﯾﺔ
ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟدراﺳﺔ واﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺳﺎؤﻻت اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷدوات واﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ
ﺗﺳﺎﻋدﻧﺎ ﻓﻲ ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋن اﻟواﻗﻊ ﻣﻛﺎن اﻟدراﺳﺔ وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻧﺣﺎول ﺗﻧﺎوﻟﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل ﺑدءا ﻣن
ﻣﺟﺎﻻت اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ واﻟزﻣﺎﻧﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ ﯾﻠﯾﻪ اﻟﻣﻧﻬﺞ واﻷدوات اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ ،وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﺗم
اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻌﯾﻧﺔ وأﺳﻠوب اﺧﺗﯾﺎرﻫﺎ.
- 89 -
اﻹﺟﺮاءا ت اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ
- 90 -
اﻹﺟﺮاءا ت اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ
ﻋطﻠﺔ اﻟرﺑﯾﻊ ﺣﯾث ﺗم ﺗﺣﺿﯾر أﺳﺋﻠﺔ اﻻﺳﺗﻣﺎرة وﻋرﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺗﺎذ اﻟﻣﺷرف ،وﺗم ﺿﺑط اﻻﺳﺗﻣﺎرة ﺑﺷﻛل
ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﺗﻲ ﻗﻣﻧﺎ ﺑﻬﺎ وﻣن ﺧﻼل ﺗﺣﻛﯾﻣﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻷﺳﺎﺗذة :اﻷﺳﺗﺎذ ﺑن ﺧﺎﻟد ﺟﻣﺎل،
واﻷﺳﺗﺎذ زﯾﺗوﻧﻲ اﻟﻌﯾﺎﺷﻲ ،واﻷﺳﺗﺎذ ﻗﻧدوز ﻣﻧﯾر ،ﺗﻣت إﺟراءات اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ إﺑﺗداءا ﻣن
/20ﻣﺎرس 2016/واﻣﺗدت إﻟﻰ /30ﻣﺎرس 2016/أﯾن ﻗﻣﻧﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺗوزﯾﻊ اﻻﺳﺗﻣﺎرات ﻋﻠﻰ ﻋﯾﻧﺔ ﻣﺟﺎل
اﻟدراﺳﺔ ،ﺣﯾث ﺗم ﺗوزﯾﻊ 50اﺳﺗﻣﺎرة وﺗم اﺳﺗرﺟﺎﻋﻬﺎ ﻛﺎﻣﻠﺔ.
.IIIاﻟﻣﺟﺎل اﻟﺑﺷري :ﺑﻌد أن ﺗم اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدراﺳﺔ اﻟﻛﻠﻲ وﺧﺻﺎﺋﺻﻪ وﻣﺎ ﯾﺣﺗوﯾﻪ ﻣن ﻣﻔردات
واﻟﺗﻲ ﺗﺿم ) (250وﺣدة إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻹﺳﺗﺷﻔﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌﯾن اﻟﻣﻠﺢ وﻻﯾﺔ
ﻣﺳﯾﻠﺔ ،ﻟﺟﺄﻧﺎ إﻟﻰ اﺳﺗﺧدام أﺳﻠوب اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺗﻣﺎﺷﯾﺎ ﻣﻊ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ اﻟﻬﺎدﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ
اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ وﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ .
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻣﻧﻬﺞ اﻟدراﺳﺔ.
ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺄي ﺑﺣث ﻋﻠﻣﻲ ﻣﻧظم ﻻﺑد ﻣن اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻬﺞ ﻣﻌﯾن وا ٕ ﺗﺑﺎع ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ ﻟﻠﺗوﺻل إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ
ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ودﻗﯾﻘﺔ ،ﻓﺎﻟﻣﻧﻬﺞ ﻫو "ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت واﻟﺧطوات اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻌﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣث
1
ﺑﻐﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾق ﺑﺣﺛﻪ
ﺗﻌﺗﺑر ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘواﻋد ﯾﺗم وﺿﻌﻬﺎ ﻣن أﺟل اﻟوﺻول إﻟﻰ
ﺣﻘﺎﺋق ﻋﻠﻣﯾﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ ﺗﺧص ﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ ،ﻓﯾﻛون اﺧﺗﯾﺎر اﻟدراﺳﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻻ ﺗﺧﺿﻊ ﻹرادة اﻟﺑﺎﺣث
2
ﺑﻘدر ﻣﺎ ﺗﺗﻌﻠق ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣوﺿوع واﻟﻬدف اﻟﻣﺗوﺧﻰ ﻣﻧﻪ.
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق وﺗﻣﺎﺷﯾﺎ ﻣﻊ ﻣوﺿوع وطﺑﯾﻌﺔ اﻟدراﺳﺔ وﺑﺎﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺣول
اﻟﻣوﺿوع اﻟﻣدروس أﺟﻣﻌت ﻣﺟﻣﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺧدام أﺳﻠوب اﻟﻣﺳﺢ ﺑﺎﻟﻌﯾﻧﺔ ﻛﺄﺣد اﻷدوات اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ داﺧل
اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ.
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺎﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﺗﺑﻊ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ ﻫو اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ واﻟذي ﯾﻌﺗﺑر"طرﯾﻘﺔ ﻟوﺻف اﻟظﺎﻫرة اﻟﻣدروﺳﺔ
وﺗﺻوﯾرﻫﺎ ﻛﻣﯾﺎ ﻋن طرﯾق ﺟﻣﻊ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﻘﻧﻧﺔ ﻋن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ وﺗﺻﻧﯾﻔﻬﺎ وﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ ﻹﺧﺿﺎﻋﻬﺎ ﻟﻠدراﺳﺔ
3
اﻟدﻗﯾﻘﺔ".
4
وﯾﻌﺗﻣد اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ اﻟواﻗﻊ ،وﯾﻬﺗم ﺑوﺻﻔﻪ وﺻﻔﺎ دﻗﯾﻘﺎ ﻓﯾﻌﺑر ﻋﻧﻪ ﺗﻌﺑﯾرا ﻛﯾﻔﯾﺎ وﻛﻣﯾﺎ.
-1رﺷﯾد زرواﺗﻲ:ﺗدرﯾﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2002 ،ص 117
-2ﻣﺣﻣد ﻋﺑﯾدات وآﺧرون :ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟﻘواﻋد واﻟﻣراﺣل واﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت،دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر ،ط ،1999 ،2ص 46
-3ﺑﻠﻘﺎﺳم ﺳﻼطﻧﯾﺔ وﺣﺳﺎن اﻟﺟﯾﻼﻧﻲ :ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ،دار اﻟﻬدى ﻋﯾن ﻣﻠﯾﻠﺔ ،اﻟﺟزاﺋر،2004،ص168
-4رﺷﯾد زرواﺗﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .118
- 91 -
اﻹﺟﺮاءا ت اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ
ﻓﺎﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﻛﯾﻔﻲ ﯾﺻف ﻟﻧﺎ اﻟظﺎﻫرة وﯾوﺿﺢ ﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ أﻣﺎ اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﻛﻣﻲ ،ﻓﯾﻌطﻲ وﺻﻔﺎ رﻗﻣﯾﺎ
ﯾوﺿﺢ ﺣﺟم وﻣﻘدار ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة وﯾوﺿﺢ درﺟﺔ ارﺗﺑﺎطﻬﺎ ﻣﻊ اﻟظواﻫر اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻷﺧرى ،وﻻ ﯾﻘﺗﺻر
اﻷﺳﻠوب اﻟوﺻﻔﻲ ﻋﻠﻰ وﺻف اﻟظﺎﻫرة ﻓﻘط ،ﺑل إﻧﻪ ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎت ﺗﺳﻬم ﻓﻲ ﻓﻬم ﻫذا
1
اﻟواﻗﻊ وﺗطوﯾرﻩ.
ﻧظرا ﻟﻣروﻧﺔ وﺳﻬوﻟﺔ اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ اﻟذي ﯾﺗﻣﯾز ﺑوﺻف اﻟظﺎﻫر ة ﺑﺷﻛل دﻗﯾق ﻛﻣﺎ ﻫﻲ ﻓﻲ
اﻟواﻗﻊ ﺑﺗرﺟﻣﺔ ﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ إﻟﻰ ﻛﻣﯾﺔ وﻗﯾﺎﺳﻬﺎ ﻟﻠﺗوﺻل إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ورﺑطﻬﺎ ﺑﻔرﺿﯾﺎت اﻟﺑﺣث ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ
ﻋن اﻟﺗﺳﺎؤل اﻟﻌﺎم ﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟدراﺳﺔ ﺗم اﻋﺗﻣﺎدﻩ ﻣن طرف اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ .
اﻧطﻠﻘت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻣن ﺗﺳﺎؤل ﻣﺣدد ﺟﺎء ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﻣﺎ طﺑﯾﻌﺔ ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ؟
وﻗد اﻋﺗﻣدﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻟﻬذا اﻟﺗﺳﺎؤل ﻋﻠﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ اﺳﺗﻣﺎرة اﻻﺳﺗﺑﯾﺎن ﺗم ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﻋﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﻌﻣﺎل ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺟﺎل اﻟدراﺳﺔ ،ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن ﻣؤﺷرات ﺗﻘﯾس درﺟﺔ ﺗﺄﺛﯾر
اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟدى ﻋﯾﻧﺔ اﻟدراﺳﺔ.
وﯾﺗﻣﯾز اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ ﺑﻣروﻧﺔ ﻧﺳﺑﯾﺔ ،ﺟﻌل ﻣن أداة ﺟﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت وﺳﯾﻠﺔ رﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻛﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻠﻐﻲ
اﻟﻣﻼﺣظﺎت واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺎت أﺛﻧﺎء إﺟراء اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ واﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ،وﺑﺗطﺑﯾﻘﻧﺎ ﻟﻬذا
اﻟﻣﻧﻬﺞ أﯾﺿﺎ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﺗﻌﻣﯾم ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺔ وﻓق ﻣﻌطﯾﺎت أداة ﺟﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ﻓﻲ ظل اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺛﻼﺛﺔ
اﻟﺑﺷري واﻟﻣﻛﺎﻧﻲ واﻟزﻣﺎﻧﻲ ،وﻣن واﻗﻊ ﻣﺎ ﺗﻘدﻣﻪ ﺟداول اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺑﺳﯾطﺔ واﻟﻣرﻛﺑﺔ ﻣن ﻣؤﺷرات إﺟﻣﺎﻟﯾﺔ،
ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ رﺑط اﻟﻣﻧظور اﻟﻣﯾداﻧﻲ ﺑﻧﺗﺎﺋﺞ ﻫذﻩ اﻟﺟداول واﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻣطروﺣﺔ ﻓﻲ
اﺳﺗﺑﯾﺎن ﻣوﺟودة ﻓﻲ ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺔ.
ﻓﺎﺗﺧﺎذ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ ﻛﻣﻧﻬﺞ ﻟﻠدراﺳﺔ ﻣﻛﻧﻧﺎ ﻣن رﺳم ﺧطوات دراﺳﺗﻧﺎ اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ ورﺑطﻬﺎ ﺑﺎﻟﺟﺎﻧب
اﻟﻧظري ﻟﻠوﺻول ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻬدف ﻣن ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣﻠﯾل وﺗﻔﺳﯾر اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ
ﻟﻠﺧروج ﺑﺎﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎت ﺗﻛون ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ إﺛﺑﺎت أو ﻧﻔﻲ ﻟﻠﻔرﺿﯾﺎت اﻟﻣطروﺣﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن اﻟﺗﺳﺎؤل
اﻟﻣطروح.
-1ﻋﺑﯾدات ﻣﺣﻣد :اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻣﻔﻬوﻣﻪ وأدواﺗﻪ وأﺳﺎﻟﯾﺑﻪ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻋﻣﺎن ،2004،ص ص 192 191
- 92 -
اﻹﺟﺮاءا ت اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ
1
-ﻋﺑد اﷲ ﻣﺣﻣد ﺷرﯾف:ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺑﺣت اﻟﻌﻠﻣﻲ ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻹﺷﻌﺎع اﻟﻔﻧﯾﺔ ،ﻣﺻر،ط ،1دون ذﻛر ﺳﻧﺔ ،ص.118،
2
-أﻧﺟرس ﻣورﯾس:ﺗرﺟﻣﺔ ﺻﺣراوي ،ﺑوزﯾد :ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗرﺑوﯾﺔ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،اﻟﺟزاﺋر،ط،2006 ،2ص322
- 93 -
اﻹﺟﺮاءا ت اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ
واﻻﺳﺗﻣﺎرة أﯾﺿﺎ "ﻧﻣوذج ﻣن اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ واﻟﻣﻐﻠﻘﺔ وﻫذﻩ اﻷداة ﯾﻘوم اﻟﺑﺎﺣث ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻣﻘﺎﺑﻠﺔ
1
ﻛﻣﺎ ﺗﻌرف اﻻﺳﺗﻣﺎرة ﺑﺄﻧﻬﺎ" :ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺳﺋﻠﺔ ﺗدور اﻟﻣﺑﺣوﺛﯾن و ﻣلء اﻻﺳﺗﻣﺎرة ﻣﻌﻬم".
2
ﺣول ﻣوﺿوع ﻣﻌﯾن ﺗﻘدم إﻟﻰ ﻋﯾﻧﺔ ﻣن اﻷﻓراد ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻧﻬﺎ ،وﺗﻌد ﻫذﻩ اﻷﺳﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل اﺳﺗﻣﺎرة"
ﻛﻣﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﺗﻘﻧﯾﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠﺗﻘﺻﻲ اﻟﻌﻠﻣﻲ إزاء اﻷﻓراد وﺗﺳﻣﺢ ﺑﺎﺳﺗﺟواﺑﻬم ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣوﺟﻬﺔ واﻟﻘﯾﺎم
3
ﺑﺳﺣب ﻛﻣﻲ ﺑﻬدف إﯾﺟﺎد ﻋﻼﻗﺎت رﯾﺎﺿﯾﺔ واﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﻘﺎرﻧﺎت رﻗﻣﯾﺔ.
وﺗم اﺧﺗﯾﺎر اﺳﺗﻣﺎرة اﻻﺳﺗﺑﯾﺎن ﻛﺄداة ﻟﺟﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺗﻣﺎﺷﯾﺎ ﻣﻊ اﻟﻣﻧﻬﺞ
اﻟوﺻﻔﻲ اﻟﻣﺗﺑﻊ ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﻹﺛﺑﺎت أو ﻧﻔﻲ ﻓرﺿﯾﺎت اﻟدراﺳﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى وﺗﻣﺎﺷﯾﺎ ﻣﻊ اﻟﻬدف ﻣن ﻫذﻩ
اﻟدراﺳﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ وﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻠﻌﻣﺎل داﺧل
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺟﺎل اﻟدراﺳﺔ ،واﻟذي ﺳﻧﺑﺣث ﻋن ﺗﺣﻘﻘﻪ ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻷداة وذﻟك ﺑدراﺳﺔ اﺗﺟﺎﻫﺎت ﻣﻔردات
ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺑﺣث ﻧﺣو ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣؤﺷرات اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ و ﻣدى ﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوﻻء
اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ وذﻟك ﻷن اﺳﺗﻣﺎرة اﻻﺳﺗﺑﯾﺎن ﺗﺳﺗﺧدم ﻟﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﻌﺗﻘدات ورﻏﺑﺎت اﻟﻣﺑﺣوﺛﯾن
وﻛذﻟك اﻟﺣﻘﺎﺋق اﻟﺗﻲ ﻫم ﻋﻠﻰ ﻋﻠم ﺑﻬﺎ ،وﻟﻬذا ﺗﺳﺗﺧدم اﻻﺳﺗﺑﯾﺎﻧﺎت ﺑﺷﻛل رﺋﯾﺳﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻠوم
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ .وﻗد ﺗم ﺑﻧﺎء اﻻﺳﺗﻣﺎرة وﻓﻘﺎ ﻟﻠﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﻣطروﺣﺔ ﻓﻲ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺑﺣث .وﻗد اﺣﺗوت اﻻﺳﺗﻣﺎرة
ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺣﺎور أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ:
اﻟﻣﺣور اﻷول :اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺳوﺳﯾوﻣﻬﻧﯾﺔ وﯾﺿم 4أﺳﺋﻠﺔ ﻣن اﻟﺳؤال رﻗم 01إﻟﻰ اﻟﺳؤال رﻗم .04
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ:
.1ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات :وﯾﺿم 10أﺳﺋﻠﺔ ﻣن اﻟﺳؤال رﻗم 05إﻟﻰ اﻟﺳؤال رﻗم .14
.2ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎون واﻻﺣﺗرام اﻟﻣﺗﺑﺎدل:وﯾﺿم 14ﺳؤال ﻣن
اﻟﺳؤال رﻗم 15إﻟﻰ اﻟﺳؤال رﻗم .28
.3ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﺔ ﻋن إطﺎر اﻟﻌﻣل :وﯾﺿم 3أﺳﺋﻠﺔ ﻣن اﻟﺳؤال رﻗم 29إﻟﻰ
اﻟﺳؤال رﻗم .31
اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻟث :ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ:
.1ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻔﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل واﻹﺧﻼص:وﺗﺿم 08أﺳﺋﻠﺔ ﻣن اﻟﺳؤال رﻗم 32إﻟﻰ اﻟﺳؤال .39
.2ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘرار واﻟدﻓﺎع ﻋن ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﻧظﻣﺔ:وﺗﺿم 07أﺳﺋﻠﺔ ﻣن اﻟﺳؤال رﻗم 40إﻟﻰ
اﻟﺳؤال رﻗم .46
راﺑﻌﺎ :ﻋﯾﻧﺔ اﻟدراﺳﺔ
اﻟﻌﯾﻧﺔ :ﺗﺗطﻠب دراﺳﺔ ظﺎﻫرة أو ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣﺎ ﺗوﻓر ﻣﻌﻠوﻣﺎت وﺑﯾﺎﻧﺎت ﻟﯾﺗﻣﻛن اﻟﺑﺎﺣث ﻣن اﺗﺧﺎذ ﻗرار ﺣﻛم
ﻣﻧﺎﺳب ﺣﯾﺎﻟﻬﺎ،وا ٕ ن ﻟﻠﺗﺣدﯾد اﻟواﺿﺢ ﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدراﺳﺔ ،واﻟذي ﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻧﺎﺻر أو اﻟﻣﻔردات اﻟﺗﻲ
ﯾدرﺳﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣث أﻣر ﺿروري ﻷﻧﻪ ﯾﺳﺎﻋد ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻷﺳﻠوب اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻷﻣﺛل ﻟدراﺳﺔ ﻫذا اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن
ﺧﻼل أﺳﻠوب اﻟﻣﺳﺢ اﻟﺷﺎﻣل أو أﺳﻠوب اﻟﻌﯾﻧﺔ و"اﻟﺗﻲ ﺗﻌد إﺣدى اﻟدﻋﺎﺋم اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻋﺎﻣﺔ
واﻟﺑﺣث اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﺣﯾث أﻧﻬﺎ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺎﻟﺣﺻول ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻛﺛﯾرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻣﻊ
اﻗﺗﺻﺎد ﻣﻠﻣوس ﻓﻲ اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﻓﻲ اﻟوﻗت دون أن ﯾؤدي إﻟﻰ ذﻟك اﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن اﻟواﻗﻊ
1
اﻟﻣراد ﻣﻌرﻓﺗﻪ".
واﻟﺗﻲ ﻫﻲ" :ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدراﺳﺔ اﻟذي ﺗﺟﻣﻊ ﻣﻧﻪ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ ،وﻫﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﺟزءا ﻣن اﻟﻛل ﺑﻣﻌﻧﻰ
أﻧﻪ ﺗؤﺧذ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻠﻰ أن ﺗﻛون ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻟﺗﺟرى ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟدراﺳﺔ ،ﻓﺎﻟﻌﯾﻧﺔ إذن ﻫﻲ ﺟزء
ﻣﻌﯾن ﻣن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻷﺻﻠﻲ ،ﺛم ﺗﻌﻣﯾم ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﻠﻪ ،ووﺣدات اﻟﻌﯾﻧﺔ ﻗد ﺗﻛون
أﺷﺧﺎص ،ﻛﻣﺎ ﺗﻛون أﺣﯾﺎءا أو ﺷوارﻋﺎً أو ﻣدﻧﺎ أو ﻏﯾر ذﻟك.2
وﺑﻌد أن ﺗم اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدراﺳﺔ اﻟﻛﻠﻲ وﻣﺎ ﯾﺣﺗوﯾﻪ ﻣن ﻣﻔردات واﻟﺗﻲ ﺗﺿم 250ﻣﻔردة
ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻟﻣوظﻔﯾن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ اﻻﺳﺗﺷﻔﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌﯾن اﻟﻣﻠﺢ ،ﻗﻣﻧﺎ ﺑﺈﺟراء اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﯾﻧﺔ
ﻣن ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺑﺣث واﻟﺗﻲ ﻗدرت ﺑﻧﺳﺑﺔ %20ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻛﻠﻲ ) (250وﺣﺳب اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
50 = 20* 100/250ﻣﻔردة ،وﻣﻧﻪ ﻓﺈن ﺣﺟم اﻟﻌﯾﻧﺔ ﯾﻘدر ب 50ﻣﻔردة.
ﺧﺎﻣﺳﺎ :ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻌﯾﻧﺔ
اﻟﺟدول رﻗم :01ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﺑﺣوﺛﯾن ﺣﺳب اﻟﺟﻧس
اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﻛرار اﻟﺟﻧس
%76 38 ذﻛر
%24 12 أﻧﺛﻰ
%100 50 اﻟﻣﺟﻣوع
- 96 -
اﻹﺟﺮاءا ت اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ
- 97 -
اﻹﺟﺮاءا ت اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ
- 98 -
اﻹﺟﺮاءا ت اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ
ﻧﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول أﻋﻼﻩ أن ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟﻣﺑﺣوﺛﯾن أو ﻋﻣﺎل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺧﺑرﺗﻬم أﻗل ﻣن 4
ﺳﻧوات ﺑﻧﺳﺑﺔ %52ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل ذﻟك ﻧﺳﺑﺔ %40ﻣن اﻟﻌﻣﺎل اﻟذﯾن ﺧﺑرﺗﻬم ) ﻣن 9–5ﺳﻧوات( وﺗﻌود
ﻧﺳﺑﺔ %8ﻟﻠﻌﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﺗزﯾد ﺧﺑرﺗﻬم ) 14–10ﺳﻧﺔ( وﯾﻣﻛن أن ﻧرﺟﻊ ﻫذﻩ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى ﻛل
اﻟﻣﺑﺣوﺛﯾن أو اﻟﻌﻣﺎل إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى ﺟﺎﻣﻌﻲ وﻫذا دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ﻗد ﺣﺎز ﻋﻠﻰ ﻧﺻﯾب
اﻷﺳد ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺟﺎﻻت واﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻛﻣﺎ ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣن ذﻟك ﺑﺄن ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﻟدﯾﻬم ﺧﺑرة وأﻗدﻣﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﻌﻣل أﻗل ﻣن 4ﺳﻧوات ﺑﻧﺳﺑﺔ ، %52ﻫذا ﻣﺎ ﯾﻌﻛس إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﺑﺷﻛل ﻓﻌﺎل.
- 99 -
اﻹﺟﺮاءا ت اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ
ﺧﻼﺻﺔ:
ﺑﻌد ﻋرﺿﻧﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل ﻷﻫم اﻟﺧطوات واﻹﺟراءات اﻟﻣﻧﻬﺟﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ دراﺳﺗﻧﺎ اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ
واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر اﻟرﻛﯾزة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻷي ﺑﺣث ﻋﻠﻣﻲ ،وذﻟك ﺑدءا ﺑﺗﺣدﯾد ﻣﺟﺎﻻت اﻟدراﺳﺔ )اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ
واﻟﺑﺷري واﻟزﻣﻧﻲ(وا ٕ ﺗﺑﺎع أﺳﻠوب اﻟﻣﺳﺢ ﺑﺎﻟﻌﯾﻧﺔ ﻛﺄﺣد اﻷدوات اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ داﺧل اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ ،ﺛم ﺣددﻧﺎ
اﻻﺳﺗﻣﺎرة ﻛﺄداة ﻟﺟﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت ،ﻣن أﺟل اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن ﺗﺳﺎؤﻻت اﻟدراﺳﺔ .
ﺗﻣﻬﯾد:
ﺑﻌد ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ اﻟﺧﻠﻔﯾﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻟﻣوﺿوع اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ وﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ،
ﺳﻧﺣﺎول أن ﻧﻌرض ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ أﺳﻔرت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟدراﺳﺔ ،وذﻟك ﺑﻌد ﺟﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت
وﺗرﻣﯾزﻫﺎ وﺗﻔرﯾﻐﻬﺎ وﺗﺑوﯾﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺟداول اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﻧﻌرض ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣدى ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻹﺳﺗﺷﻔﺎﺋﯾﺔ ﻋﺳﻠﻲ ﻣﺣﻣد ﺑﻌﯾن اﻟﻣﻠﺢ وﻻﯾﺔ اﻟﻣﺳﯾﻠﺔ ﻛﻣﯾدان ﻟﻬذﻩ اﻟدراﺳﺔ
،وﻫذا اﻟﻌرض ﯾﻛون ﻣن اﻟﻘراءة اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺳوﺳﯾوﻟوﺟﻲ ﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺟداول.
ﻧﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول أﻋﻼﻩ أن ﻣوﻗف اﻟﻌﺎﻣل ﻣن ﺟو اﻟﻌﻣل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﻣدى
اﺳﺗﺷﺎرة اﻟﻌﻣﺎل ﻻﻗﺗراح اﻟﺣﻠول اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻣﺷﻛﻼت ﻓﻘد ﺑﯾﻧت اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟرﻗﻣﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺟدول ﺑﺄن
ﻣﺎ ﻧﺳﺑﺗﻪ %68ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ راﺿون ﻋن ﺟو اﻟﻌﻣل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺗﻠﯾﻬﺎ ﻧﺳﺑﺔ %22ﻣن أﻓراد ﻋﯾﻧﺔ
اﻟﺑﺣث ﺻرﺣوا ﺑﺄن ﺟو اﻟﻌﻣل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺟﯾد ﺗﻠﯾﻬﺎ ﻧﺳﺑﺔ %10ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﯾرون أن ﺟو اﻟﻌﻣل ﺳﻲء
ﺟداً وأﻧﻬم ﻏﯾر راﺿون ﻋن ﺟو اﻟﻌﻣل ،وﻗد ﺳﺟﻠت أﻋﻠﻰ ﻧﺳﺑﺔ %64ﻣن أﻓراد ﻋﯾﻧﺔ اﻟﺑﺣث ﺑﺄن اﻟﻣﺷرف
ﻻ ﯾﺳﺗﺷﯾرﻫم ﻻﻗﺗراح اﻟﺣﻠول اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺗﻠﯾﻬﺎ ﻧﺳﺑﺔ %36ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ اﻟذﯾن ﺻرﺣوا ﺑﺄن اﻟﻣﺷرف
ﯾﺳﺗﺷﯾرﻫم ﻓﻲ وﺿﻊ اﻟﺣﻠول واﻗﺗراﺣﻬﺎ وﻫﻲ ﻧﺳﺑﺔ ﺻﻐﯾرة ﯾﻣﻛن ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﺑرﯾر اﻟﻣواﻗف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
ﻟﻠﻌﻣﺎل ﺗﺟﺎﻩ ﺟو اﻟﻌﻣل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ .
وﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﻌﻣﺎل راﺿون ﻋن ﺟو اﻟﻌﻣل وذﻟك ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﺟدا ﻓﻲ ﺣﯾن ﺻرﺣوا ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ
أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺑﺄن اﻟﻣﺷرف ﻻ ﯾﺳﺗﺷﯾرﻫم ﻓﻲ وﺿﻊ اﻟﺣﻠول واﻗﺗراﺣﻬﺎ .
وﻫذا ﻣﺎ ﻻ ﯾﺗﻔق ﻣﻊ ﻧظرﯾﺔ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ وظﯾﻔﺔ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻹﻧﺳﺎن ﻋﻧد ﺳﻌﯾﻪ
اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻹﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ورﻏﺑﺎﺗﻪ اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺗﻠﻌب دورا ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻹدارﯾﺔ
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻛﻣﺎ أن ﻋدم ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ اﻗﺗراح اﻟﺣﻠول داﺧل ﻣﻧظﻣﺎﺗﻬم ﯾوﻟد ﻟدﯾﻬم إﺣﺳﺎﺳﺎ ﺑﻌدم أﻫﻣﯾﺔ
آراﺋﻬم وأﻧﻬم ﻣﺟرد ﻣﻧﻔذﯾن ﻟﻠﻘرارات ﻓﻘط ﻣﻣﺎ ﯾﺣﺑط ﻣﻌﻧوﯾﺎﺗﻬم وﯾﻧﻌﻛس آراﺋﻬم.
ﻧﻌم
ﻻ
46%
54%
ﻣن ﺧﻼل ﺗوﺳﯾﻊ اﻟﻧﻘﺎش واﻟﺣوار ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻬرم اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ،ﺣرﯾﺔ اﻹدﻻء ﺑﺎﻟرأي ﻣن أﺟل ﺣل
اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣل.
اﻟﺟدول رﻗم ) :(07ﺗﻛرﯾم اﻟﻌﻣﺎل ﻣن طرف اﻟﻣﺷرﻓﯾن ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻔﺎﻧﯾﻬم ﻓﻲ اﻟﻌﻣل.
اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﻛرار اﻻﺣﺗﻣﺎﻻت
32% 16 ﻧﻌم
68% 34 ﻻ
100% 50 اﻟﻣﺟﻣوع
ﻧﻌم
32% ﻻ
68%
إﻟﻰ أﻗﺻﻰ إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ،ﯾﺻﺢ ﻟزاﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻹدارة أن ﺗزﯾد أﺟرﻩ ﻛﻠﻣﺎ زادت إﻧﺗﺎﺟﯾﺗﻪ ،أن اﻟﻔرد ﻻ ﯾﻬﺗم ﺑﺄﻫداف
اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻣل ﻓﯾﻬﺎ ،وا ٕ ﻧﻣﺎ ﯾﻧﺣﺻر ﻛل اﻫﺗﻣﺎﻣﻪ ﻓﻲ ﻛﻔﺎﯾﺔ ﺣﺎﺟﺗﻪ اﻟﻣﺎدﯾﺔ ،وأن اﻟﻔرد ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ
اﻟﺗدرﯾب ﻟﺗﺣﺳﯾن ﻣﺳﺗوى ﻋﻣﻠﻪ ورﻓﻊ إﻧﺗﺎﺟﯾﺗﻪ وﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ إﺷراف اﻟدﻗﯾق واﻟﻣﺑﺎﺷر ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺗﻬرب ﻣن
اﻟﻌﻣل ،وا ٕ ن اﺧﺗﯾﺎر وﺗدرﯾب اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﯾﻣﻛن ﻣن اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ﺳﻠوك اﻷﻓراد داﺧل أﻋﻣﺎﻟﻬم ﻣن ﺧﻼل
ﺗﺻﻣﯾم ﻣﺛﺎﻟﻲ ﻣوﺣد ﻟﻠوظﺎﺋف وﻷداء اﻟﻌﻣل وﻋن طرﯾق اﻟﺣواﻓز اﻟﻣﺎدﯾﺔ.
اﻟﺟدول رﻗم ):(08اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺑطك ﺑﺎﻟﻣﺷرﻓﯾن.
اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﻛرار اﻻﺣﺗﻣﺎﻻت
20% 10 ﺟﯾدة
72% 36 ﻣﻘﺑوﻟﺔ
8% 4 ﺳﯾﺋﺔ
100% 50 اﻟﻣﺟﻣوع
ﺟﯾدة
%
8% ﻣﻘﺑوﻟﺔ
20%
ﺳﯾﺋﺔ
72%
وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺗﻔق ﻣﻊ ﺻﺣﺔ ﻣﺎ ذﻫﺑت إﻟﯾﻪ ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻛوﯾن اﻻداري ﺣﯾن وﺿﻊ اﻟﺗﻧظﯾم ﻣوﺿﻊ اﻟﻌﻣل
اﻟذي ﯾﺗطﻠب ﺻﻔﺎت ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺷرف وﻣن اﻫداف ذﻟك اﻋطﺎء اﻟﻣوظف او اﻟﻌﺎﻣل اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺛﻘﺔ
واﻻﻧﺗﻣﺎء ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﻛﺎن اﻟﻌﻣل وان ﻧﻣط اﻻﺷراف اﻟﻣوﺟﻪ ﻧﺣو اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻫو اﻟﻧﻣط اﻟذي ﯾﺣﺎول
ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺷرف ان ﯾﺧﻠق ﺟوا اﻧﺳﺎﻧﯾﺎ ﺗﺳودﻩ اﻟطﯾﺑﺔ واﻻﺣﺗرام اﻟﻣﺗﺑﺎدل داﺧل ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻌﻣل ﻣن ﺟﻬﺔ وﺑﯾن
ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻌﻣل واﻹدارة ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى وذﻟك ﻣﺎ ﯾﺳﺗوﺟب اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻻوﻟﻰ وﺗﻣﯾﯾزﻩ ﻋن
ﺑﻘﯾﺔ وﺳﺎﺋل اﻻﻧﺗﺎج.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎون واﻻﺣﺗرام اﻟﻣﺗﺑﺎدل ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺗﻬﺎ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘرار واﻟدﻓﺎع ﻋن
ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﻧظﻣﺔ.
اﻟﺟدول رﻗم):(09اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟرﺿﺎ ﻋن اﻟزﻣﻼء وﻣدى وﻻء اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن وا ٕ ﺧﻼﺻﻬم ﻟﻣؤﺳﺳﺗﻬم .
وﻻء اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن وا ٕ ﺧﻼﺻﻬم ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ
اﻟرﺿﺎ ﻋن
اﻟﻣﺟﻣوع ﻻ ﻧـ ــﻌم
اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ اﻟزﻣﻼء
ﻓﻲ اﻟﻌﻣل
%92 46 %41,30 9201 %58,70 27 ﻧﻌم
%8 04 %25 01 %75,00 03 ﻻ
%100 50 %40 20 %60 30 اﻟﻣﺟﻣوع
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول أﻋﻼﻩ اﻟذي ﯾﺑﯾن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن رﺿﺎ ﻋن اﻟزﻣﻼء وﻣدى وﻻء اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن وا ٕ ﺧﻼﺻﻬم
ﻟﻣؤﺳﺳﺗﻬم ،ﻓﻘد ﺑﯾﻧت اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟرﻗﻣﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺟدول أن ﻧﺳﺑﺔ %92ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺑﺄﻧﻬم راﺿون
ﻋن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻣوﺟودة ﺑﯾﻧﻬم وﺑﯾن زﻣﻼﺋﻬم ﻓﻲ اﻟﻌﻣل وﻫﻲ ﻧﺳﺑﺔ ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﺟدا ،ﺗﻠﯾﻬﺎ ﻧﺳﺑﺔ %8ﻣن أﻓراد
اﻟﻌﯾﻧﺔ ﻏﯾر راﺿون ﻋن ﻋﻼﻗﺗﻬم ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻬم ﻓﻲ اﻟﻌﻣل وﻫﻲ ﻧﺳﺑﺔ ﺿﻌﯾﻔﺔ ﺟدا ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ اﻷوﻟﻰ
،وﻟﻘد ﺳﺟﻠت أﻋﻠﻰ ﻧﺳﺑﺔ ﻣن اﻟذﯾن ﺻرﺣوا ﺑﺄن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺗﺳﺗﺣق وﻻءﻫم وا ٕ ﺧﻼﺻﻬم ﻟﻬﺎ وذﻟك ﺑﻧﺳﺑﺔ
%60ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺗﻠﯾﻬﺎ ﻧﺳﺑﺔ%40ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺻرﺣوا ﺑﺄن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻻ ﺗﺳﺗﺣق وﻻﺋﻬم وا ٕ ﺧﻼﺻﻬم.
وﻫذا ﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ زادت ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟرﺿﺎ ﻋن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ اﻟزﻣﻼء ﻛﻠﻣﺎ زادت ﻣﺳﺗوﯾﺎت
وﻻء اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن وﻣدى إﺧﻼﺻﻬم ﻟﻣؤﺳﺳﺗﻬم )ﻋﻼﻗﺔ طردﯾﺔ(.
وﻫذا ﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ أن ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﻗد أﻗرت ﺑرﺿﺎﻫم ﻋن ﻋﻼﻗﺗﻬم اﻟﻣوﺟودة ﺑﯾﻧﻬم وﺑﯾن
زﻣﻼﺋﻬم ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ,ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل أﻛدت اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ ﻣدى اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻟوﻻﺋﻬم وا ٕ ﺧﻼﺻﻬم .
وﻫذا ﻣﺎ ﺗؤﻛدﻩ اﻟطروﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﻗدﻣﺗﻬﺎ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺣﯾث اﻫﺗﻣت ﺑدراﺳﺔ اﻟﺳﻠوك
اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ داﺧل اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺣﺳﯾن اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻓﺋﺎت اﻟﻘوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ داﺧل ﻫرم اﻟﺗﻧظﯾم
،ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻘوﯾﺔ اﻟﺻﻼت ﺑﯾن اﻟﻣﺷرﻓﯾن واﻟﻣدﯾرﯾن واﻟﻌﻣﺎل ﺑﺷﻛل ﯾﺣﻘق اﻟﺗﻌﺎون ورﻓﻊ اﻟروح اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ
،وﺗﻬﺗم اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺑﺧﻠق ﺟو ﻣن اﻟﺛﻘﺔ واﻻﺣﺗرام اﻟﻣﺗﺑﺎدلﺑﯾن اﻷﻓراد وا ٕ ﺣﻼل اﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن أﺻﺣﺎب
اﻷﻋﻣﺎل واﻟﻘوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ،ﺑدﻻ ﻣن اﻟﺻراع واﻻﺧﺗﻼف ﺑﺣﯾث ﺗﺗﺣول اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻣن ﻣﺟرد رﻣز ﻟﻠرﺑﺢ اﻟﻣﺎدي
أو اﻻﺳﺗﻐﻼل إﻟﻰ ﺑﯾﺋﺔ إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺗﺿﻊ ﻓﻲ اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن وﻣﺷﺎﻋرﻫم وأﺣﺎﺳﯾﺳﻬم وﻣﯾوﻟﻬم
واﺗﺟﺎﻫﺎﺗﻬم وﺗﻬﺗم ﺑﻣﺎ ﯾواﺟﻬﻬم ﻣن ﻣﺷﺎﻛلﺑﻘدر ﻣﺎ ﺗﻬﺗم ﺑﺗﺣﺳﯾن اﻹﻧﺗﺎج وارﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗواﻩ ،وا ٕ ن اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ
اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣﺎل ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ﺗﺑﻌث ﻓﯾﻬم روح اﻟوﻻء واﻻﻧﺗﻣﺎء واﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟرﺿﺎ واﻻﺳﺗﻘرار.
اﻟﺟدول رﻗم ) :(10اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﺷﻌور اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء و طﺑﯾﻌﺔ ﻧﻣط اﻻﺷراف.
اﻟﺷﻌور
ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء
اﻟﻣﺟﻣوع ﻻ ﻧـ ــﻌم
اﻟرﺿﺎ ﻋن
ﻧﻣط اﻻﺷراف
اﻟﻣطﺑق ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﻣﺳﺗوى اﻟﺷﻌور ﯾﺑﯾن اﻟﺟدول أﻋﻼﻩ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻧﻣط اﻹﺷراف
ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ﺣﯾث ﻧﻼﺣظ أن ﻣﺎ ﻧﺳﺑﺗﻪ %62ﻣن ﻣﻔردات اﻟﻌﯾﻧﺔ ﻏﯾر راﺿون ﻋن ﻧﻣط اﻹﺷراف
وﺗﻠﯾﻬﺎ ﻧﺳﺑﺔ %38ﻣن ﻣﻔردات اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺻرﺣوا ﺑﺄﻧﻬم راﺿون ﻋن ﻧﻣط اﻹﺷراف وﻫﻲ ﻧﺳﺑﺔ ﺿﻌﯾﻔﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ اﻷوﻟﻰ ،وﻗد ﺳﺟﻠت أﻋﻠﻰ ﻧﺳﺑﺔ ﻣن اﻟذﯾن ﺻرﺣوا ﺑﻌدم ﺷﻌورﻫم ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ وذﻟك ﺑﻧﺳﺑﺔ
%58ﻣن ﻣﻔردات اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺗﻠﯾﻬﺎ ﻧﺳﺑﺔ % 42ﻣن ﻣﻔردات اﻟﻌﯾﻧﺔ اﻟذﯾن ﺻرﺣوا ﺑﺄﻧﻬم ﯾﺷﻌرون ﺑﺎﻧﺗﻣﺎء ﻗوي
ﺗﺟﺎﻩ ﻣؤﺳﺳﺗﻬم .
وﻫذا ﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ ﻗﻠت ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟرﺿﺎ ﻋن ﻧﻣط اﻹﺷراف ﻛﻠﻣﺎ زادت ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺷﻌور
ﺑﻌدم اﻻﻧﺗﻣﺎء )ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻛﺳﯾﺔ (.
وﻫذا ﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ أن أﻏﻠﺑﯾﺔ أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﻗد أﻗرت ﺑﻌدم رﺿﺎﻫﺎ ﻋن ﻧﻣط اﻹﺷراف ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل
أﻛدت اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ ﻋدم ﺷﻌورﻫﺎ ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ.
وﻫذا ﻣﺎ ﻻ ﯾﺗﻔق ﻣﻊ ﺻﺣﺔ ﻣﺎ ذﻫﺑت إﻟﯾﻪ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺣﯾﻧﻣﺎ رﻛزت ﻋﻠﻰ اﻷﺑﻌﺎد
اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻧﻣط اﻻﺗﺻﺎل واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺗوﺻﻠوا إﻟﻰ إن اﻟﻘﯾﺎدة اﻹدارﯾﺔ ﺗﻠﻌب دورا
أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﺗﻛوﯾن اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت وﺗﻌدﯾل ﺗﻘﺎﻟﯾدﻫﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎﺳب وأﻫداف اﻟﺗﻧظﯾم ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﻣل
ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺿﺎ واﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ وﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ﻗﺻد زﯾﺎدة اﻻﻧﺗﺎج ،وﺗوﺻﻠوا
إﻟﻰ أن اﻷﺟر ﻟﯾس ﻫو ﻛل ﻣﺎ ﯾرﯾد اﻟﻌﺎﻣل أن ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ ،ﺑل ﻫﻧﺎك ﺣﺎﺟﺎت أﺧرى ﯾﺳﻌﻰ اﻟﻌﺎﻣل
ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ واﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ رﺑطﺗﻬﺎ ﺑﻌواﻣل وﻣدﻟوﻻت وﻧﺗﺎﺋﺞ وآﺛﺎر ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻣن
ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟرﺿﺎ واﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء .
اﻟﺟدول رﻗم ) :(11اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻠﻘﺎءات ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ واﻻﻟﺗزام اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻟﻠﻌﺎﻣل اﺗﺟﺎﻩ ﻋﻣﻠﻪ.
اﻻﻟﺗزام اﻷﺧﻼﻗﻲ
اﺗﺟﺎﻩ اﻟﻌﻣل
اﻟﻣﺟﻣوع ﻻ ﻧـ ــﻌم
اﻟﻠﻘﺎءات
ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول أﻋﻼﻩ اﻟذي ﯾﺑﯾن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻠﻘﺎءات ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ واﻻﻟﺗزام اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻟﻠﻌﺎﻣل
ﺗﺟﺎﻩ ﻋﻣﻠﻪ ،ﻓﻘد أﻛدت اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟرﻗﻣﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺟدول أن ﻣﺎ ﻧﺳﺑﺗﻪ %60ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﯾﻧظﻣون
ﻟﻘﺎءات ﻏﯾر رﺳﻣﯾﺔ ﺗﻠﯾﻬﺎ ﻧﺳﺑﺔ %40ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺻرﺣوا ﺑﺄﻧﻬم ﻻ ﯾﻧظﻣون ﻟﻘﺎءات ﻏﯾر رﺳﻣﯾﺔ وﻫﻲ
ﻧﺳﺑﺔ أﻗل ﻣن اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻷوﻟﻰ ،وﻗد ﺳ ُ ﺟﻠت أﻋﻠﻰ ﻧﺳﺑﺔ ﻣن اﻟذﯾن ﺻرﺣوا ﺑﺄﻧﻬم ﻣﻠزﻣون أﺧﻼﻗﯾﺎً ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻌﻣل
وذﻟك ﺑﻧﺳﺑﺔ % 80ﻓﻬﻲ ﻧﺳﺑﺔ ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﺟدا ﺗﻠﯾﻬﺎ ﻧﺳﺑﺔ %20ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺻرﺣوا ﺑﺄﻧﻬم ﻟﯾس ﻟدﯾﻬم
اﻟﺗزام أﺧﻼﻗﻲ ﺗﺟﺎﻩ ﻋﻣﻠﻬم .
وﻫذا ﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ زادت اﻟﻠﻘﺎءات ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ داﺧل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻛﻠﻣﺎ زاد اﻻﻟﺗزام اﻷﺧﻼﻗﻲ
ﻟﻠﻌﺎﻣل ،ﺣﯾث ﺗﻛون اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻣﻧﺳﺟﻣﺔ وﻣﺗﻌﺎوﻧﺔ )ﻋﻼﻗﺔ طردﯾﺔ(.
وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺗﻔق ﻣﻊ ﺻﺣت ﻣﺎ ذﻫﺑت إﻟﯾﻪ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺣﯾﻧﻣﺎ رﻛزت ﻋﻠﻰ اﻷﺑﻌﺎد
اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻧﻣط اﻻﺗﺻﺎل واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،ﺣﯾث أﻛدوا أن اﻻﺗﺻﺎﻻت ﺑﯾن أﺟزاء اﻟﺗﻧظﯾم
ﻟﯾﺳت ﻗﺎﺻرة ﻋﻠﻰ ﺷﺑﻛﺔ اﻻﺗﺻﺎﻻت اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﺑل ﻫﻧﺎك ﺷﺑﻛﺔ اﻻﺗﺻﺎﻻت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،وﻗد ﺗﻛون ﻫذﻩ
أﻛﺛر ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن .
وﻫذا ﻣﺎ ﻻ ﯾﺗﻔق ﻣﻊ ﺻﺣﺔ ﻣﺎ ذﻫﺑت إﻟﯾﻪ ﻧظرﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ وﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻛوﯾن اﻹداري ،ﻋﻠﻰ
اﻟرﻏم ﻣن اﻟﺗﺑﺎﯾن ﺑﯾن ﻣدرﺳﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ وﻣدرﺳﺔ اﻟﺑﺣوث واﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﻷن ﻛل واﺣدة ﻣﻧﻬﺎ ﺗﺗﻣﯾز
ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم واﻟﺗﺻورات ،إﻻ أﻧﻪ ﯾوﺟد ﻗدر ﻣن اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،ﻓﻬﻣﺎ ﯾرﻛزان ﻣﻌﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻫﺗﻣﺎم
ﺑﺎﻟﻧواﺣﻲ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ وﺑﺄﺑﺳط ﺧﺻﺎﺋص اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻔﺳﯾوﻟوﺟﯾﺔ واﻟﻌﺻﺑﯾﺔ ،وﺑﺄﺑﺳط أﻧواع اﻟﻣﻬﺎم
ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻹﻧﺳﺎن أداﺋﻬﺎ ﻓﻲ ﺿوء ﻣﺎﻟﻪ ﻣن ﺧﺻﺎﺋص.
وﻋﻠﻰ أي ﺣﺎل ﻓﺈن ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻣﻔﺎﻫﯾم واﻫﺗﻣﺎﻣﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻣﯾزﻫﺎ ﻋن اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﻧظرﯾﺔ
اﻷﺧرى ﻓﻲ دراﺳﺔ وﺗﺣﻠﯾل اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ،وﻣن أﻫم ﻫذﻩ اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﺣﺎﺟﺎت
اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،اﻟﻘﯾﺎدة،أﻫﻣﯾﺔ اﻻﺗﺻﺎل واﻟروح اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ وﻏﯾرﻫﺎ
ﻛل ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺷرات ﻛﺎﻧت ﻛﺣﺎﻓز ﻟرﻓﻊ ﻣﺳﺗوى ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻷداء وﺗﺣﻘﯾق ﻧﺗﺎﺋﺞ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﻛﺎن
ﺳﺎﺋدا ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ اﻷﺧرى ،ﻓﻬذﻩ اﻟﻣؤﺷرات دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻣط اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ،ﻓﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﺗﺣﻣﻠﻪ ﻣن ﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻋﻣﺎﻟﯾﺔ ودﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم وا ٕ ﻋطﺎء ﻗدر
ﻟﻺﻣﻛﺎﻧﯾﺎت واﻟﻘدرات اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻪ ﺑﺗﺷﻛﯾل ﻋﻼﻗﺎت وﺗﻔﺎﻋﻼت رﺳﻣﯾﺔ وﻏﯾر رﺳﻣﯾﺔ
،ﻛل ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺷرات ﺗدﻓﻊ إﻟﻰ ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻷداء وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻛﻔﺎﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ.
اﻟﺟدول رﻗم ) :(12اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﺎﻣل واﻟﻣﺷرف وﻛﯾﻔﯾﺔ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣﺷرﻓﯾن ﻟﻠﻌﻣﺎل.
طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن
اﻟﻌﺎﻣل واﻟﻣﺷرف
اﻟﻣﺟﻣوع ﺣﺳب اﻟﻣوﻗف ﻋﻼﻗﺔ رﺳﻣﯾﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺣﻣﯾﻣﯾﺔ
ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣﺷرﻓﯾن
ﻟﻠﻌﻣﺎل
%24 12 %50 06 %16,66 02 %33,33 04 ﺑﻣروﻧﺔ واﺣﺗرام
%68 34 %29,41 10 %64,70 22 %5,88 02 ﺣﺳب اﻟﻣوﻗف
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول أﻋﻼﻩ اﻟذي ﯾﺑﯾن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻛﯾﻔﯾﺔ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣﺷرﻓﯾن ﻟﻠﻌﻣﺎل وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ
ﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎل واﻟﻣﺷرﻓﯾن ،ﻓﻘد أﻛدت اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟرﻗﻣﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺟدول أن ﻣﺎ ﻧﺳﺑﺗﻪ %68ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ
ﺻرﺣوا ﺑﺄن ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣﺷرف ﻟﻠﻌﻣﺎل ﺗﻛون ﺑﺣﺳب اﻟﻣوﻗف ،ﺗﻠﯾﻬﺎ ﻧﺳﺑﺔ %24ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺻرﺣوا ﺑﺄن
ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣﺷرﻓﯾن ﻟﻠﻌﻣﺎل ﺗﻛون ﺑﻣروﻧﺔ واﺣﺗرام ،ﺗﻠﯾﻬﺎ ﻧﺳﺑﺔ %8ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ اﻟذﯾن ﺻرﺣوا ﺑﺄن ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ
اﻟﻣﺷرف ﻟﻠﻌﻣﺎل ﺻﺎرﻣﺔ وﻫﻲ ﻧﺳﺑﺔ ﺿﻌﯾﻔﺔ ﺟدا ﻣﻘﺎرن ﺑﺎﻟﻧﺳب اﻷﺧرى .
وﻗد ﺳﺟﻠت أﻋﻠﻰ ﻧﺳﺑﺔ %48ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ اﻟذﯾن ﺻرﺣوا ﺑﺄن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎل ﻋﻼﻗﺔ
رﺳﻣﯾﺔ ،ﺗﻠﯾﻬﺎ ﻧﺳﺑﺔ %36ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ اﻟذﯾن ﺻرﺣوا ﺑﺄن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎل و اﻟﻣﺷرﻓﯾن ﺗﻛون ﺑﺣﺳب
اﻟﻣوﻗف ،ﺗﻠﯾﻬﺎ ﻧﺳﺑﺔ %16ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ اﻟذﯾن ﺻرﺣوا ﺑﺄن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﻣل واﻟﻣﺷرﻓﯾن ﻋﻼﻗﺔ
ﺣﻣﯾﻣﯾﺔ.
وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺗﻔق ﻣﻊ ﺻﺣﺔ ﻣﺎ ذﻫﺑت إﻟﯾﻪ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ داﺧل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧظر
ﻟﻠﻌﻣﺎل ﻛﺄﻓراد ﯾﺗﻣﯾزون ﺑﻌواطف واﺳﺗﻌدادات واﻧﻔﻌﺎﻻت ،وأن اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣﺎل ﻣن طرف ﻣﺷرﻓﯾﻬم
ﺗﺑﻌث ﻓﯾﻬم روح اﻟوﻻء واﻻﻧﺗﻣﺎء إﻟﻰ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ واﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟرﺿﺎ واﻻﺳﺗﻘرار وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻧﻌﻛس ﻋﻠﻰ اﻷداء
اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻟﻬم ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ .
واﻟرﺿﺎ ﻋن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ زﻣﻼء اﻟﻌﻣل ﻧﺎﺑﻊ ﻣن ﺣﺑﻬم ﻟﺑﻌﺿﻬم وﺣﺑﻬم أﯾﺿﺎ ﻟﻣؤﺳﺳﺗﻬم ﻷن اﻟﻌﺎﻣل
ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﻘوم ﺑﺄداء ﻋﻣﻠﻪ ﺑﺷﻛل ﻣﺛﺎﻟﻲ إذا ﻛﺎن ﻻ ﯾﺷﻌر ﺑﺎﻟﺣب ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻣل ﻓﯾﻬﺎ أو اﻻﻧﺗﻣﺎء
إﻟﯾﻬﺎ .
اﻟﺟدول رﻗم ) :(13اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺎﺋدة ﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎل واﻟﻌﻣل ﺿﻣن اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ.
ﻋﻣل اﻟﻔرﯾق
ﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎل ﺟﯾدة ،وﻗد ﺳﺟﻠت أن ﻣﺎ ﻧﺳﺑﺗﻪ %86ﯾﻔﺿﻠون اﻟﻌﻣل ﺿﻣن اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ وﻫﻲ ﻧﺳﺑﺔ ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﺟدا
ﺗﻠﯾﻬﺎ ﻧﺳﺑﺔ %14ﻣن اﻟذﯾن ﻻ ﯾﻔﺿﻠون اﻟﻌﻣل ﺿﻣن اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ .
وﻫذا ﻣﺎ ﯾؤﺷر ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ ﺳﯾطرت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻋﻣل اﻟﻔرﯾق ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺎﺋدة
ﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎل ﻣﻘﺑوﻟﺔ وﺟﯾدة ،وﻛﻠﻣﺎ ﻗﻠت ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺗوﺗر واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺳﯾﺋﺔ واﻟﺻراع .
وﻫذا ﺑدورﻩ ﻣﺎ ﯾؤﻛد اﻟطروﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﻗدﻣﺗﻬﺎ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺣﯾث أوﺿﺢ إﻟﺗون ﻣﺎﯾو أن
اﻟﻌﺎﻣل ﻟﯾس ﻛﺎﺋﻧً ﺎ ﺳوﺳﯾوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﻧﻌزﻻ ،وﻟﻛﻧﻪ ﻋﺿو ﻓﻲ ﺟﻣﺎﻋﺔ ﺗﺷﻛل ﺳﻠوﻛﻪ وﺗﺿﺑط ﺗﺻرﻓﺎﺗﻪ ﻣن ﺧﻼل
اﻟﻘﯾم اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﯾﻬﺎ واﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛﻣﻬﺎ وﻫذا ﻣﺎ وﺟﻪ ﻧظر ﻣﺎﯾو إﻟﻰ ﻋواﻣل أﺧرى ذات أﻫﻣﯾﺔ وﻫﻲ
اﻟﻌواﻣل اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﻓﻬم ﺳﻠوك اﻷﻓراد ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم ﻷن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻟﯾﺳت ﻣﺟﻣوﻋﺔ آﻻت ﻟﻛن
ﻫﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ أﻓراد ،وﻗد ﺗﺑﯾن ﻟﻠﺑﺎﺣﺛﯾن أن أداء اﻟﻔرد وﻣﻛﺎﻧﺗﻪ ﻻ ﯾﺣددﻫﺎ اﻟﻔرد ﻧﻔﺳﻪ ﺑل ﺗﺣددﻫﺎ أﯾﺿﺎ
اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻣل ﺿﻣﻧﻬﺎ وﻟذا ﻓﺈن اﻟﻌﻣل ﯾﺗﺄﺛر ﺑﻣﻌﺎﯾﯾر ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ وﯾﻣﻛن اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت
ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ وﺗﺄﺛﯾر اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺑﯾن اﻷﻓراد واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت .
وﺗﻔَﻧدَ ﻓﻲ ذات اﻟﺳﯾﺎق ﻣﺎ ذﻫﺑت إﻟﯾﻪ ﻧظرﯾﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺣﯾن ﺟردت اﻻﻧﺳﺎن ﻣن ﻣﯾوﻟﻪ
وﻣﺷﺎﻋرﻩ واﻋﺗﺑرﺗﻪ ﻣﺟرد آﻟﺔ ,أﻏﻔﻠت اﻟﻌﻧﺻر اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻧظرﺗﻬﺎ ﻟﻠﻌﺎﻣل .
اﻟﺟدول رﻗم) :(14ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء و ﻣدى ﺗﻌﻠق اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺔ.
اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول أﻋﻼﻩ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺷﻌور اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﻣدى ﺗﻌﻠق اﻟﻌﺎﻣل
ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻓﻘد أﻛدت اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟرﻗﻣﯾﺔ أن ﻣﺎ ﻧﺳﺑﺗﻪ %64ﻣن ﻣﻔردات اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺻرﺣوا ﺑﺄﻧﻬم ﻟﯾﺳوا ﻣﺗﻌﻠﻘﯾن
ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻣﻠون ﻓﯾﻬﺎ ،ﺗﻠﯾﻬﺎ ﻧﺳﺑﺔ %36ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺻرﺣوا ﺑﺄﻧﻬم ﻣﺗﻌﻠﻘﯾن ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﻌﻣﻠون ﻓﯾﻬﺎ،وﻗد ﺳﺟﻠت أن ﻣﺎ ﻧﺳﺑﺗﻪ %62ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺻرﺣوا ﺑﺄﻧﻬم ﻻ ﯾﺷﻌرون ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ
،ﺗﻠﯾﻬﺎ ﻧﺳﺑﺔ %38ﻣن ﻣﻔردات اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺻرﺣوا ﺑﺄﻧﻬم ﯾﺷﻌرون ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ .
وﻫذا ﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ ﻗل ﺗﻌﻠق اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻛﻠﻣﺎ ازدادت ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺷﻌور ﺑﻌدم
اﻻﻧﺗﻣﺎء )ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻛﺳﯾﺔ(.
وﻫذا ﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ أن أﻏﻠﺑﯾﺔ أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﻗد أﻗرت ﺑﻌدم ﺗﻌﻠﻘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل أﻛدت اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ
ﻋدم ﺷﻌورﻫﺎ ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ.
وﻫذا ﻣﺎ ﻻ ﯾﺗﻔق ﻣﻊ ﻣراﺣل ﺗطور اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ،ﻓﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻬوﯾﺔ ﺗﺷﯾر إﻟﻰ اﻛﺗﺷﺎف اﻟﻔرد ﺑﺄن
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺟزء ﻣﻧﻪ ،وﻫو ﺟزء ﻣﻧﻬﺎ ،ﺣﯾث أﺷﺎر وﻟش و ﻻﻓﺎن أن ارﺗﺑﺎط اﻟﻔرد ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻣل ﻓﯾﻬﺎ
ووﻻﺋﻪ ﻟﻬﺎ ،ﻓﻌﻧد اﻻﻧﺿﻣﺎم ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﯾد اﻟﻔرد اﻟﻌﻣل ﻓﯾﻬﺎ ،ﻓﻲ أﻏﻠب اﻟﺣﺎﻻت ﯾﺧﺗﺎر اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﻌﺗﻘد أﻧﻬﺎ ﺗﺣﻘق رﻏﺑﺎﺗﻪ ،أﻫداﻓﻪ ،وﺗﻠﺑﻲ طﻣوﺣﻪ ،واﻻﻟﺗزام اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ وﻫﻧﺎ ﯾﻛون اﻟﻔرد ﺣرﯾﺻﺎ ﻋﻠﻰ ﺑذل
اﻟﺟﻬود اﻟﺻﺎدﻗﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﺟﺎح ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ واﻟﻧﻬوض ﺑﻬﺎ ،إذ أﻧﻪ ﯾﺷﻌر ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ
واﻟرﻏﺑﺔ اﻷﻛﯾدة ﻟﻠﺑﻘﺎء ﻓﯾﻬﺎ.
اﻟﺟدول رﻗم ) :(15ﺳوء اﻟﺗﻔﺎﻫم ﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎل.
اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﻛرار اﻻﺣﺗﻣﺎﻻت
20% 10 داﺋﻣﺎ
70% 35 ﺣﯾﺎﻧﺎ
10% 5 ﻧﺎدرا
100% 50 اﻟﻣﺟﻣوع
داﺋﻣﺎ
10
10% ﺣﯾﺎﻧﺎ
20%
ﻧﺎدرا
70%
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول اﻋﻼﻩ اﻟذي ﯾﺑﯾن ﺳوء اﻟﺗﻔﺎﻫم ﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎل ،ﻓﻘد أﻛدت اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟرﻗﻣﯾﺔ اﻟواردة
ﻓﻲ اﻟﺟدول أن ﻣﺎ ﻧﺳﺑﺗﻪ %70ﻣن اﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ اﻟذﯾن ﺻرﺣوا ﺑوﺟود ﺳوء ﺗﻔﺎﻫم ﺑﯾﻧﻬم ،ﺗﻠﯾﻬﺎ ﻧﺳﺑﺔ
%20ﻣن اﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ اﻟذﯾن ﺻرﺣوا ﺑوﺟود ﺳوء ﺗﻔﺎﻫم داﺋم ،ﺗﻠﯾﻬﺎ ﻧﺳﺑﺔ %10ﻣن اﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ اﻟذﯾن
ﺻرﺣوا ﺑﺄن ﻧﺎدرا ﻣﺎ ﯾﺣدث ﺳوء ﺗﻔﺎﻫم ﺑﯾﻧﻬم.
إذا ﻛﺎﻧت ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻌﻣل ﻏﯾر ﻣﻧﺳﺟﻣﺔ أو ﻣﻔﻛﻛﺔ ﺑﺳﺑب اﺧﺗﻼف أﻓرادﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻘدرات واﻟﻣﯾول واﻟﺧﺑرات
واﻟﻘﯾم واﻟﻌﺎدات واﻷﻫداف ﻛل ذﻟك ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﻛﺳل واﻟﻼﻣﺑﺎﻻة وﻋدم اﻟﺗﻌﺎون واﻟﺗﻧﺎﻓر واﻟﻌداء واﻟﻌزوف
ﻋن اﻟﻌﻣل ،وﻣن ﺛم ﯾﺻﻌب ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﻣطﻠوﺑﺔ واﻟﻣرﺟوة ﺳواء ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ أو اﻷﻓراد.
وﻫذا ﻣﺎ ﻻ ﯾﺗﻔق ﻣﻊ ﻧظرﯾﺔ ﻫوﻣﺎﻧز ﻋﻧد ﺗطرﻗﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺗﻔﺎﻋل ﺣﯾث ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﺗﻠك اﻻﺗﺻﺎﻻت
واﻻﺣﺗﻛﺎﻛﺎت اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ واﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﯾن أﻓراد اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻣﻼﺣظﺗﻬﺎ ﻣوﺿوﻋﯾﺎ واﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻬﺎ ﺑطرق
ﻛﻣﯾﺔ ،وﺗﺷﻣل اﻟﻌواطف واﻷﺣﺎﺳﯾس اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻌر ﺑﻬﺎ اﻷﻓراد واﻟﺗﻲ ﺗﺧﻠق أﺛﻧﺎء اﻻﺗﺻﺎﻻت و ﻫﻲ ﺗﺷﯾر إﻟﻰ
اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﺣول اﻟﻣوﺿوﻋﺎت أو اﻷﺷﺧﺎص وﻫذﻩ اﻟﻌواطف ﻻ ﯾﻣﻛن إﺧﺿﺎﻋﻬﺎ ﻟﻠﻣﻼﺣظﺔ
اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻛس اﻟﺗﻔﺎﻋل ،وﻟﻠﻣﺷﺎﻋر ﻣظﺎﻫر ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻛﺎﻟﻌطف و اﻻﺣﺗرام و اﻟﻣﺣﺑﺔ واﻟﺗودد و ﻋﻛس ذﻟك
اﻟﻌداء واﻟﺧوف واﻟﻛراﻫﯾﺔ...اﻟﺦ.
وﻋﻧد ﺗﻔﺎﻋل ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ﺑﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﺑﻌض ﯾﻧﺟم ﻋن ذﻟك ﺗﻛوﯾن و ﺧﻠق ﺣﺎﻻت ﻣن اﻻﻧﺳﺟﺎم و
اﻟﺗواﻓق وﺗدﻋﯾم ﺟواﻧب اﻟﺗﻌﺎون ،ﻛﻣﺎ ﺗؤدي إﻟﻰ اﻟﺗﻔﺎﻫم ،وﺗؤدي إﻟﻰ ﺗوﻓﯾر ﺣﺎﻻت اﻟﺗﻣﺎﺳك ﺑﯾن اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ
ﺑﺣﯾث ﯾﺻﻧف ﻫوﻣﺎﻧز ﺻور ﻫذا اﻟﺗﻔﺎﻋل ﺑﯾن اﻷﻓراد داﺧل اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ،ﯾﻣﺛل ﻧظﺎﻣﺎ ﻣﺗﻛﺎﻣﻼ ﻣن اﻟﻌﻼﻗﺎت و
اﻟذي ﯾﺗﺄﺛر ﺑﻣﺟﻣل اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ،إذ ﯾرى أن اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻧظﺎم داﺧﻠﻲ ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗﻣﺛل اﻟﺑﯾﺋﺔ
اﻟﻧظﺎم اﻟﺧﺎرﺟﻲ وﻋﻣل ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﯾﺗم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻔﻌل و رد اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺗﺑﺎدل ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ.
اﻟﺟدول رﻗم ) :(16رﻏﺑﺔ اﻟﻌﻣﺎل ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ اﻟﻌﻣل داﺧل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ.
اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﻛرار اﻻﺣﺗﻣﺎﻻت
48% 24 ﻧﻌم
52% 26 ﻻ
100% 50 اﻟﻣﺟﻣوع
ﻧﻌم
ﻻ
48%
52%
اﻟﺟدول رﻗم) (17اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑزﻣﻼء اﻟﻌﻣل وﺑﯾن ﺗرك اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻓﻲ ﺣﺎل وﺟود ﺑدﯾل.
ﺗرك اﻟﻣؤﺳﺳﺔ
اﻟﻣﺟﻣوع ﻻ
ﻧﻌم اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑزﻣﻼء
اﻟﻌﻣل
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول أﻋﻼﻩ اﻟذي ﯾﺑﯾن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑزﻣﻼء اﻟﻌﻣل وﺑﯾن ﺗرك اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻓﻲ ﺣﺎل وﺟود ﺑدﯾل
،ﻓﻘد أﻛدت اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟرﻗﻣﯾﺔ اﻟواردة ﺑﺎﻟﺟدول أن ﻣﺎ ﻧﺳﺑﺗﻪ %54ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﻟدﯾﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺟﯾدة
ﺑزﻣﻼء اﻟﻌﻣل ،ﺗﻠﯾﻬﺎ ﻧﺳﺑﺔ %42ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺻرﺣوا ﺑﺄن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑزﻣﻼء اﻟﻌﻣل ﻣﻘﺑوﻟﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﻧﺟد
%4ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺻرﺣوا ﺑﺄن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑزﻣﻼء اﻟﻌﻣل ﺳﯾﺋﺔ ﺟدا وذﻟك ﺑﻧﺳﺑﺔ ﺿﻌﯾﻔﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳب
اﻷﺧرى ،وﻗد ﺳ ُ ﺟﻠت أﻋﻠﻰ ﻧﺳﺑﺔ %80ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ اﻟذﯾن ﺻرﺣوا ﺑﺄﻧﻬم ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﻋﻣل أﻓﺿل
ﯾﺗرﻛون اﻟﻣؤﺳﺳﺔ وأﻧﻬم ﻏﯾر راﺿون ﻋن ﻋﻣﻠﻬم ،ﺗﻠﯾﻬﺎ ﻧﺳﺑﺔ %20ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ اﻟذﯾن ﺻرﺣوا ﺑﺄﻧﻬم
راﺿون ﻋن ﻋﻣﻠﻬم وأﻧﻬم ﻻ ﯾرﯾدون ﺗرك اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻣﻠون ﺑﻬﺎ.
ﻧﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ أن ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺗرﺑطﻬم ﻋﻼﻗﺔ ﺑزﻣﻼء اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﺣﯾن ﻧﻼﺣظ أن
ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ أﻧﻬم ﻣﺳﺗﻌدون ﻟﺗرك اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﺑدﯾل وﻫذا ﻣﺎ ﯾوﺿﺢ أن اﻟﻌﻣﺎل ﻏﯾر
راﺿون ﻋن ﻋﻣﻠﻬم .
وﻫذا ﻣﺎ ﯾؤﺷر ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑزﻣﻼء اﻟﻌﻣل ﺟﯾدة وﻣﻘﺑوﻟﺔ ،ﻛﻠﻣﺎ زاد اﻟﺗﻔﻛﯾر ﺑﺗرك
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻓﻲ ﺣﺎل وﺟود اﻟﺑدﯾل )ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻛﺳﯾﺔ(.
وﻫذا ﻣﺎ ﻻ ﯾﺗﻔق ﻣﻊ ﻣدﺧل اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت ﻓوﻓﻘﺎ ﻟﻬذا اﻟﻣدﺧل ﻓﺈن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻣوظف
وﻣﻧظﻣﺗﻪ ،ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﺗﺻﺑﺢ ﻗﯾم اﻟﻣوظف وﻣﻌﺗﻘداﺗﻪ وأﻫداﻓﻪ ﻣﺗطﺎﺑﻘﺔ ﻣﻊ أﻫداﻓﻪ اﻟﻣﻧظﻣﺔ واﻟﻘﯾم اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﯾﻬﺎ
ﻓﺈن ﻫذا اﻟﻣوظف ﺳوف ﯾﺑذل ﺟﻬودا إﺿﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﻪ ،وﻻ ﯾﻔﻛر ﻓﻲ ﺗرك اﻟﻌﻣل واﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ ﻣﻧطﻘﺔ
أﺧرى ،وﯾرى أﻧﺻﺎر ﻫذا اﻟﻣدﺧل أن ﻫﻧﺎك ارﺗﺑﺎطﺎ ﻗوﯾﺎ ﺑﺎﻷﻓراد وﺑﻣﻧظﻣﺎﺗﻬم ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ
اﻟﻣﺎدﯾﺔ أو اﻟﻣﻛﺎﺳب اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣﺻﻠوا ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑل ﻋﻣﻠﻬم.
وﻫذا ﻣﺎ ﻻ ﯾﺗﻔق ﻣﻊ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗرﻛﯾزﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﻔرد وﻋﻼﻗﺎﺗﻪ
اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أﻧﻪ اﻟﻣﺣور اﻟذي ﯾدور ﺣوﻟﻪ اﻟﺗﻧظﯾم ،ﻓﺎﻷﻓراد ﯾﻧﺟذﺑون ﻟﺑﻌﺿﻬم وﯾﻛوﻧون ﺟﻣﺎﻋﺎت ذات
ﻣﺻﺎﻟﺢ ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬم ﯾﺳﻠﻛون ﻣﺳﺎﻟك ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﺗﻠك اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ،وﺗﺗﻠﺧص أﻫداف اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻋﻠﻰ
اﻹﻧﺗﺎج ﺑﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ،ﺗﻧﻣﯾﺔ روح اﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن اﻹدارة ﻣن ﺟﻬﺔ وﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎل واﻟﻣﺷرﻓﯾن ﻣن ﺟﻬﺔ
أﺧرى،ﻓﻣﺑدأ اﻟﺗﻌﺎون واﻻﺣﺗرام اﻟﻣﺗﺑﺎدل ﻟﻪ دور ﻓﻲ ﻣﯾل اﻟﻌﺎﻣل ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن ﺻورة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ وﺳﻣﻌﺗﻬﺎ.
اﻟﺟدول رﻗم) :(18اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﺷﻌور اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء و ﺟو اﻟﻌﻣل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ.
ﺟو اﻟﻌﻣل
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول أﻋﻼﻩ اﻟذي ﯾﺑﯾن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﺷﻌور اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء وﺟو اﻟﻌﻣل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ،
ﻓﻘد أﻛدت اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟرﻗﻣﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺟدول أن ﻣﺎ ﻧﺳﺑﺗﻪ %62ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﻏﯾر راﺿون ﻋن ﺟو
اﻟﻌﻣل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﺗﻠﯾﻬﺎ ﻧﺳﺑﺔ %38ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺻرﺣوا ﺑﺄﻧﻬم راﺿون ﻋن ﺟو اﻟﻌﻣل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
،وﻗد ﺳﺟﻠت ﻧﺳﺑﺔ %68ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﻟدﯾﻬم ﺷﻌور ﻗوي ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ،ﺗﻠﯾﻬﺎ ﻧﺳﺑﺔ %22ﻣن أﻓراد
اﻟﻌﯾﻧﺔ ﯾرون أن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء ﺟﯾد ،ﺗﻠﯾﻬﺎ ﻧﺳﺑﺔ %10ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺷﻌورﻫم ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء ﺳﯾﺊ وﻫﻲ
ﻧﺳﺑﺔ ﺿﻌﯾﻔﺔ ﺟدا ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳب اﻷﺧرى.
إن ﻋدم ﺷﻌور اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ ﻋدم ﺗﻣﺳﻛﻬم وﺣﺑﻬم ﻟﻠﻌﻣل ،وﻫذا راﺟﻊ
ﻟﻐﯾﺎب اﻟﺗﻧظﯾم ،إن ﻋدم اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺟﯾد ﻟوﻗت وﻣﻛﺎن اﻟﻌﻣل ﯾؤدي إﻟﻰ ﻋدم ﺣب اﻟﻌﻣل وﻋدم اﻟﺷﻌو ر ﺑﺎﻟوﻻء
ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ واﻟﺳﺑب ﯾﻌود ﻟﻛون ﻣﻧﺎخ اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻏﯾر ﻣﺣﻔز ﻷن اﻟﺗﺣﻔﯾز اﻟﻣﺎدي أو اﻟﻣﻌﻧوي ﯾؤدي
- 117 -
ﻋﺮض اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ وﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ وﺗﺤﻠﻴﻠﻬﺎ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس
إﻟﻰ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء واﻟوﻻء ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ،وﺗؤدي ﺑﻪ ﻟﻠﻌﻣل أﻛﺛر وا ٕ ﺑراز ﻗدراﺗﻪ وﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﻣؤﺳﺳﺔ.
وﻫذا ﻣﺎ ﻻ ﯾﺗﻔق ﻣﻊ ﻧظرﯾﺔ ﻫوﻣﺎﻧز ﻟﺗﻛوﯾن اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﺣﯾث ﯾﺻف اﻟﺗﻔﺎﻋل ﺑﯾن اﻷﻓراد داﺧل
اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺷﺎﻋر،ﻛﺎﻟﻌطف واﻻﺣﺗرام واﻟﻣﺣﺑﺔ واﻟﺗودد وﻋﻛس ذﻟك اﻟﻌداء واﻟﺧوف،و ﺗﺗﻔﺎﻋل
اﻟﻌواﻣل ﺑﺑﻌﺿﻬﺎ اﻟﺑﻌض ﺣﯾث ﯾﻧﺟم ﻋن ذﻟك ﺗﻛوﯾن وﺧﻠق ﺣﺎﻻت ﻣن اﻻﻧﺳﺟﺎم واﻟﺗواﻓق وﺗدﻋﯾم ﺟواﻧب
اﻟﺗﻌﺎون ،ﻛﻣﺎ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗوﻓﯾر ﺣﺎﻻت اﻟﺗﻣﺎﺳك ﺑﯾن اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﺻﻧف ﻫوﻣﺎﻧز ﺻور ﻫذا اﻟﺗﻔﺎﻋل ﺑﯾن
اﻷﻓراد داﺧل اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ،ﯾﻣﺛل ﻧظﺎﻣﺎ ﻣﺗﻛﺎﻣﻼ ﻣن اﻟﻌﻼﻗﺎت و اﻟذي ﯾﺗﺄﺛر ﺑﻣﺟﻣل اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ،إذ ﯾرى
أن اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻧظﺎم داﺧﻠﻲ ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗﻣﺛل ﺑﯾﺋﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﺧﺎرﺟﻲ وﻋﻣل ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﯾﺗم ﻋﻠﻰ
أﺳﺎس اﻟﻔﻌل و رد اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺗﺑﺎدل .
اﻟﺟدول رﻗم ) (19اﻟﻠﻘﺎءات ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧظﻣﻬﺎ اﻟﻌﻣﺎل وﻣﺑرراﺗﻬﺎ
اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﻛرار اﻻﺣﺗﻣﺎﻻت
40% 20 ﺳوء اﻟﺗﻔﺎﻫم ﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎل واﻹدارة
22% 11 ظروف اﻟﻌﻣل اﻟﺳﯾﺋﺔ
16% 8 ﻣﻌرﻓﺔ ﺷؤون اﻟﻣؤﺳﺳﺔ واﻟﻌﻣل
22% 11 رﻏﺑﺔ اﻟﻌﻣﺎل ﻓﻲ اﻻﻟﺗﻘﺎء ﺑﺑﻌﺿﻬم
100% 50 اﻟﻣﺟﻣوع
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول أﻋﻼﻩ ﻧﻼﺣظ أن اﻟﻠﻘﺎءات ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣﺎل ﺗﺄﺗﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺳوء اﻟﺗﻔﺎﻫم ﺑﯾن
اﻟﻌﻣﺎل واﻹدارة وظروف اﻟﻌﻣل اﻟﺳﯾﺋﺔ ،ﺣﯾث أﻛدت اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟرﻗﻣﯾﺔ أن ﻣﺎ ﻧﺳﺑﺗﻪ % 40ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ
ﺻرﺣوا ﺑﺄن اﻟﻠﻘﺎءات ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧظﻣﻬﺎ اﻟﻌﻣﺎل ﺗﺄﺗﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺳوء اﻟﺗﻔﺎﻫم ﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎل و اﻹدارة
،ﺗﻠﯾﻬﺎ ﻧﺳﺑﺔ %22ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺻرﺣوا ﺑﺄن اﻟﻠﻘﺎءات ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧظﻣﻬﺎ اﻟﻌﻣﺎل ﺗﺄﺗﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ
ظروف اﻟﻌﻣل اﻟﺳﯾﺋﺔ ورﻏﺑﺔ اﻟﻌﻣﺎل ﻓﻲ اﻻﻟﺗﻘﺎءﺑﺑﻌﺿﻬم ،ﺗﻠﯾﻬﺎ ﻧﺳﺑﺔ %16ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺻرﺣوا ﺑﺄن
اﻟﻠﻘﺎءات ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧظﻣﻬﺎ اﻟﻌﻣﺎل ﺗﺄﺗﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻌرﻓﺔ ﺷؤون اﻟﻣؤﺳﺳﺔ واﻟﻌﻣل.
ﻣن ﺧﻼل اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻧﻼﺣظ أن ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺻرﺣوا ﺑﺄن اﻟﻠﻘﺎءات ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ
ظروف اﻟﻌﻣل اﻟﺳﯾﺋﺔ وﺳوء اﻟﺗﻔﺎﻫم ﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎل.
وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺗﻔق ﻣﻊ ﺻﺣﺔ ﻣﺎ ذﻫﺑت إﻟﯾﻪ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺣﯾن رﻛزت ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠوك
اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ داﺧل اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻣن اﺟل ﺗﺣﺳﯾن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻟدراﺳﺔ اﻟﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻣن
أﺟل ﺗﺣﺳﯾن اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻓﺋﺎت اﻟﻘوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻘوﯾﺔ اﻟﺻﻼت ﺑﯾن اﻟﻣﺷرﻓﯾن
واﻟﻣدﯾرﯾن واﻟﻌﻣﺎل ﺑﺷﻛل ﯾﺣﻘق اﻟﺗﻌﺎون وﯾﺳﺎﻫم ﺑﺧﻠق ﺟو ﻋﻣل ﯾﺗﺳم ﺑﺎﻟروح اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ .وﻋﻠﻲ أي ﺣﺎل ﻓﺈن
ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻣﻔﺎﻫﯾم واﻫﺗﻣﺎﻣﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻣﯾزﻩ ﻋن اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﻧظرﯾﺔ اﻷﺧرى ﻓﻲ دراﺳﺔ وﺗﺣﻠﯾل
اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت وﻣن أﻫم ﻫذﻩ اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻟﻘﯾﺎدة،
أﻫﻣﯾﺔ اﻻﺗﺻﺎل واﻟروح اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻛل ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺷرات ﻛﺎﻧت ﻛﺣﺎﻓز ﻟرﻓﻊ ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ اﻷداء وﺗﺣﻘﯾق ﻧﺗﺎﺋﺞ اﯾﺟﺎﺑﯾﺔ
ﻓﻬذﻩ اﻟﻣؤﺷرات دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ .وﻫذﻩ اﻟﻣؤﺷرات ﺗدﻓﻊ إﻟﻰ ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻷداء وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻛﻔﺎﯾﺔ
اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﺔ ﻋن إطﺎر اﻟﻌﻣل ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻔﺷﻲ ﻗﯾم اﻹﻫﻣﺎل واﻟﺗﺳﯾب واﻟﺗراﺧﻲ
داﺧل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ.
اﻟﺟدول رﻗم) :(20ﺗﺑﺎدل اﻟﺣدﯾث ﻣﻊ زﻣﻼء اﻟﻌﻣل.
اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﻛرار اﻻﺣﺗﻣﺎﻻت
80% 40 ﻧﻌم
8% 4 ﻻ
12% 6 أﺣﯾﺎﻧﺎ
100% 50 اﻟﻣﺟﻣوع
ﻧﻌم
12%
% ﻻ
8%
80%
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول اﻋﻼﻩ اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﺑﺎدل اﻟﺣدﯾث ﻣﻊ اﻟزﻣﻼء اﺛﻧﺎء ﻓﺗرة اﻟﻌﻣل ﺣﯾث اﻛدت
اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟرﻗﻣﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺟدول ان ﻣﺎ ﻧﺳﺑﺗﻪ %80ﺻرﺣوا ﺑﺄﻧﻬم ﯾﺗﺑﺎدﻟون اﻟﺣدﯾث اﺛﻧﺎء ﻓﺗرة اﻟﻌﻣل
،ﺗﻠﯾﻬﺎ ﻧﺳﺑﺔ %12ﻣن اﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺻرﺣوا ﺑﺄﻧﻬم اﺣﯾﺎﻧﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﺑﺎدﻟون اﻟﺣدﯾث ﻣﻊ اﻟزﻣﻼء اﺛﻧﺎء ﻓﺗرة اﻟﻌﻣل
،ﺗﻠﯾﻬﺎ ﻧﺳﺑﺔ %8ﻣن اﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺻرﺣوا ﺑﺄﻧﻬم ﻻ ﯾﺗﺑﺎدﻟون اﻟﺣدﯾث ﻣﻊ اﻟزﻣﻼء اﺛﻧﺎء ﻓﺗرة اﻟﻌﻣل.
وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺗﻔق ﻣﻊ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺣﯾث ﺗرى أن طﺎﻗﺔ اﻟﻔرد ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗﺣدد ﻓﻘط
ﺑطﺎﻗﺗﻪ اﻟﻔﺳﯾوﻟوﺟﯾﺔ ،وﻟﻛﻧﻪ ﯾﺗﺄﺛر أﯾﺿﺎ ﺑطﺎﻗﺎﺗﻪ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أي ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﻛﻌﻼﻗﺎت اﻟﺻداﻗﺔ
واﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺟﯾرة واﻟﺻﻼت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺗدﺧل اﻟﻔرد أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾدﻫﺎ ،وﻫذا
اﻷﺧﯾر اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣدث ﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ ﺳﻠوﻛﺎت اﻷﻓراد وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﻓﻲ اﻷداء ﯾﺧرج ﻣن وراء ذﻟك ﺳواء ﺑﺄداء
ﺟﯾد وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣرﻏوب ﻓﯾﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ إذا وﺟد ﻓﻲ ذﻟك ،أي ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﻛوﻧﻬﺎ اﻟﻔرد
اﻟﻔﺎﻋل ،راﺣﺗﻪ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺣﻘق ﺣﺎﺟﺔ اﻷﻣﺎن ،أو أﻧﻪ ﯾﻠﻘﻰ ﻋدة ﻋراﻗﯾل ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ظل ﻋﻼﻗﺎت
إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺿﻌﯾﻔﺔ.
اﻟﺟدول رﻗم) :(21ﺗﺄﺛﯾر ﺗﺑﺎدل اﻟﺣدﯾث ﻣﻊ اﻟزﻣﻼء ﻋﻠﻰ اﻷداء.
اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﻛرار اﻻﺣﺗﻣﺎﻻت
%65 26 ﻧﻌم
%35 14 ﻻ
100% 04 اﻟﻣﺟﻣوع
ﻧﻌم
ﻻ
35%
65%
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول أﻋﻼﻩ اﻟذي ﯾﺑﯾن ﺗﺄﺛﯾر ﺗﺑﺎدل اﻟﺣدﯾث ﻣﻊ زﻣﻼء اﻟﻌﻣل ﻷداء اﻷﻣﺛل ﻟﻣﻬﻣﺗﻪ
داﺧل اﻟﻌﻣل ،ﻓﻘد ﺑﯾﻧت اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟرﻗﻣﯾﺔ اﻟوارد ﻓﻲ اﻟﺟدول أن ﻣﺎ ﻧﺳﺑﺗﻪ %65ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺻرﺣوا
ﺑﺄﻧﻬم ﻋﻧد ﻟﻠﺣدﯾث ﻣﻊ زﻣﻼء اﻟﻌﻣل أﺛﻧﺎء ﻓﺗرة اﻟﻌﻣل ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻷداء اﻷﻣﺛل ﻟﻣﻬﻣﺗﻪ ،ﺗﻠﯾﻬﺎ ﻧﺳﺑﺔ %35
ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ اﻟذﯾن ﺻرﺣوا ﺑﺄن ﻋﻧد ﺗﺑﺎدل اﻟﺣدﯾث ﻣﻊ زﻣﻼء اﻟﻌﻣل أﺛﻧﺎء ﻓﺗرة اﻟﻌﻣل ﻻ ﺗﺄﺛر ﻋﻠﻰ اﻷداء
ﻣﻬﻣﺗﻪ داﺧل اﻟﻌﻣل.
اﻟﺟدول رﻗم) (22طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺑطك ﺑﺎﻟﻣﺷرف.
اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﻛرار اﻻﺣﺗﻣﺎﻻت
16% 8 ﻋﻼﻗﺔ ﺣﻣﯾﻣﺔ
48% 24 ﻋﻼﻗﺔ رﺳﻣﯾﺔ
36% 18 ﺣﺳب اﻟﻣوﻗف
100% 50 اﻟﻣﺟﻣوع
ﻋﻼﻗﺔ ﺣﻣﯾﻣﺔ
48%
وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺗﻔق ﻣﻊ ﺻﺣﺔ ﻣﺎ ذﻫﺑت إﻟﯾﻪ ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻛوﯾن اﻹداري ﺣﯾث رأى أن اﻟﻬدف ﻓﻲ اﻹﺷراف
وﺿﻊ اﻟﺗﻧظﯾم ﻣوﻗﻊ اﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾﺗطﻠب ﺻﻔﺎت ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺷرف ،وﻣن أﻫداف ذﻟك ﻫو إﻋطﺎء
اﻟﻣوظف أو اﻟﻌﺎﻣل ﺷﻌور ﺑﺎﻟﺛﻘﺔ واﻻﻧﺗﻣﺎء إﻟﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﻛﺎن اﻟﻌﻣل ،وأن ﻧﻣط اﻹﺷراف اﻟﻣوﺟﻪ ﻧﺣو
اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻫو اﻟﻧﻣط اﻟذي ﯾﺣﺎول ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺷرف أن ﯾﺧﻠق ﺟوا إﻧﺳﺎﻧﯾﺎ ﺗﺳودﻩ اﻟطﯾﺑﺔ واﻻﺣﺗرام
اﻟﻣﺗﺑﺎدل داﺧل ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻌﻣل .
اﻟﺟدول رﻗم) :(23ﻣﯾل اﻟﻌﻣﺎل إﻟﻰ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺗﺑﺎدل اﻟﺣدﯾث ﺧﺎرج إطﺎر اﻟﻌﻣل .
اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﺗﻛرار اﻻﺣﺗﻣﺎﻻت
58% 29 ﻧﻌم
42% 21 ﻻ
100% 50 اﻟﻣﺟﻣوع
ﻧﻌم
ﻻ
42%
58%
اﻟﺷﻛل رﻗم :18ﻣﯾل اﻟﻌﻣﺎل إﻟﻰ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺗﺑﺎدل اﻟﺣدﯾث ﺧﺎرج إطﺎر اﻟﻌﻣل.
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟدول أﻋﻼﻩ اﻟذي ﯾﺑﯾن ﻣﯾل اﻟﻌﻣﺎل إﻟﻰ اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺗﺑﺎدل اﻟﺣدﯾث ﺧﺎرج إطﺎر اﻟﻌﻣل،
ﻓﻘد أﻛدت اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟرﻗﻣﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺟدول أن ﻣﺎ ﻧﺳﺑﺗﻪ %58ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺻرﺣوا ﺑﺄﻧﻬم ﯾﺑﺎﻟﻐون
ﻓﻲ ﺗﺑﺎدل اﻟﺣدﯾث ﺧﺎرج إطﺎر اﻟﻌﻣل ،ﺗﻠﯾﻬﺎ ﻧﺳﺑﺔ %42ﻣن أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﺻرﺣوا ﺑﻌدم ﻣﺑﺎﻟﻐﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﺣدﯾث
ﺧﺎرج إطﺎر اﻟﻌﻣل .
ﻧﻌم
ﻻ
24%
34%
-ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟرﻗﻣﯾﺔ اﻟوارد ﻓﻲ اﻟﺟدول رﻗم ) (17اﻟﺗﻲ أﻗرت ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ إﺟﻣﺎﻟﻲ أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ
وﺑﻧﺳﺑﺔ %54ﺻرﺣوا ﺑﺄن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑزﻣﻼء اﻟﻌﻣل ﺟﯾدة وﺑﻧﺳﺑﺔ %80ﯾرﻏﺑون ﺑﻣﻐﺎدرة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻓﻲ ﺣﺎل
وﺟود ﺑدﯾل.
-ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟرﻗﻣﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺟدول رﻗم ) (18اﻟﺗﻲ أﻗرت ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ إﺟﻣﺎﻟﻲ أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ
وﺑﻧﺳﺑﺔ %62ﻋدم ﺷﻌور اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﺎﻻﻧﺗﻣﺎء ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﻛﺎن اﻟﻌﻣل وﺑﻧﺳﺑﺔ %48ﺻرﺣوا ﺑﺄن ﺟو اﻟﻌﻣل
ﻣﻘﺑول .
-ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟرﻗﻣﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺟدول رﻗم ) (19اﻟﺗﻲ أﻗرت ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ إﺟﻣﺎﻟﻲ أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ
وﺑﻧﺳﺑﺔ %40اﻟﻠﻘﺎءات ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧظﻣﻬﺎ اﻟﻌﻣﺎل ﺳﺑﺑﻬﺎ ﺳوء اﻟﺗﻔﺎﻫم ﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎل واﻹدارة .
ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ:
ﺗﻧص اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻋﻠﻰ :ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﺔ ﻋن إطﺎر اﻟﻌﻣل دور ﻓﻲ ﺗﻔﺷﻲ ﻗﯾم اﻹﻫﻣﺎل
واﻟﺗﺳﯾب واﻟﺗراﺧﻲ داﺧل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ.
-ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟرﻗﻣﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺟدول رﻗم ) (20اﻟﺗﻲ أﻗرت ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ إﺟﻣﺎﻟﻲ أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ
وﺑﻧﺳﺑﺔ %40ﯾﺗﺑﺎدﻟون اﻟﺣدﯾث ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻬم ﻓﻲ اﻟﻌﻣل.
-ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟرﻗﻣﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺟدول رﻗم ) (21اﻟﺗﻲ أﻗرت ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ إﺟﻣﺎﻟﻲ أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ
وﺑﻧﺳﺑﺔ %65ﺑﺄن ﺗﺑﺎدل اﻟﺣدﯾث ﻣﻊ زﻣﻼء اﻟﻌﻣل ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ أداﺋﻬم.
-ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟرﻗﻣﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺟدول رﻗم ) (22اﻟﺗﻲ أﻗرت ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ إﺟﻣﺎﻟﻲ أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ
وﺑﻧﺳﺑﺔ %48ﺑﺄن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺑط اﻟﻌﻣﺎل ﺑﺎﻟﻣﺷرف ﻋﻼﻗﺔ رﺳﻣﯾﺔ .
-ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟرﻗﻣﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺟدول رﻗم ) (23اﻟﺗﻲ أﻗرت ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ إﺟﻣﺎﻟﻲ أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ
وﺑﻧﺳﺑﺔ %58ﺑﺄن اﻟﻌﻣﺎل ﯾﻣﯾﻠون ﻓﻲ ﺗﺑﺎدل اﻟﺣدﯾث ﺧﺎرج إطﺎر اﻟﻌﻣل.
-ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟرﻗﻣﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﺟدول رﻗم ) (24اﻟﺗﻲ أﻗرت ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ إﺟﻣﺎﻟﻲ أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ
وﺑﻧﺳﺑﺔ %34ﺑﺄن ﺗﺑﺎدل اﻟﺣدﯾث ﺧﺎرج إطﺎر اﻟﻌﻣل ﻟﻪ ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﺳﯾر اﻟﻌﻣل.
ﺧﺎﺗﻣﺔ:
إن ﻣﺎ ﯾﻣﯾز اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث ﻫو ﻏﻠﺑﺔ اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ وذﻟك ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ أوﺟﻪ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،إذ
ﺷﻬد اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرون ﻧﻣواً ﺗﻧظﯾﻣﯾﺎً واﺳﻊ اﻟﻧطﺎق ،ﻓرﺿﺗﻪ اﻟﺗﻐﯾرات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺣدﺛت ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗرى أن اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺣدﯾث ﻫو أﻛﺛر اﻷﺷﻛﺎل اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻗدرة وﻛﻔﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف اﻟﺗﻲ أﻧﺷﺄت ﻷﺟﻠﻬﺎ .
وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻓﺈن اﻟﺗﻧظﯾم ﻛﺎن وﻻ ﯾزال أﺣد اﻟﻣﯾﻛﺎﻧﯾزﻣﺎت اﻟﺣﯾوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن
ﻧوﻋﻬﺎ ﻓﻬو ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﻣﯾﻊ واﻟﺗرﺗﯾب واﻟﺗﻧﺳﯾق ﺑﯾن ﻛل اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣل ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻌﻧﺻر
اﻟﺑﺷري .
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣورد اﻟﺑﺷري أﻛﺛر اﻟﻌﻧﺎﺻر ﺗﻌﻘﯾدا وﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﺎﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﺳﻠوﻛﺎﺗﻪ ،وﻓﻲ ﺧﺿم ﻫذا
ﻓﺈن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻓﻬم اﻟﺳﻠوك اﻟﺑﺷري واﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺷﻛل إﯾﺟﺎﺑﻲ ﻣﻣﺎ ﯾزﯾد ﻓﻲ إﻧﺗﺎﺟﯾﺗﻪ وﯾﺣﺳن
ﻣن أداﺋﻪ ﻣﻣﺎ ﯾرﻓﻊ ﻣن ﻣﺳﺗوى اﻟﻛﻔﺎءة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻣن اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟﻣورد اﻟﺑﺷري اﻟﻔﻌﺎل
وﻣﻧﻪ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎ اﻟﻣﺳطرة.
ﻟﻛن إذا ﻣﺎ ﺣدث ﺧﻠل ﻓﻲ اﻟﺑﻧﺎء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ ﯾﺑرز ﻧوع آﺧر ﻟﻠﺗﻧظﯾم وﻫو اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر
اﻟرﺳﻣﻲ ،واﻟذي ﯾﻧﺷﺄ ﻟﯾﺳد ﻓراﻏﺎً ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ ،ذﻟك أن اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺳم ﺻورة اﻟﺗﻧظﯾم
اﻟرﺳﻣﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻬﺎ أن ﺗﺣﯾط ﺑﺳﻠوك اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﺎﻟﻣﻧظﻣﺔ ،ﺑل أﻧﻪ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﻧظﻣﺎت ﯾﺑدو اﻟﺗﻧظﯾم
اﻟرﺳﻣﻲ ﻣﺟرد ﺗوﺿﯾﺢ ﻟﻠﺑﻧﺎء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ أﻣﺎ ﺣﻘﯾﻘﺔ وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑداﺧﻠﻪ ﻓﻘد ﺗﺧﺗﻠف ﻛﺛﯾراً ﻋن اﻟﻣظﻬر
اﻟﺧﺎرﺟﻲ اﻟﻣﺣدد ﺑﺎﻟﻘواﻧﯾن واﻟﻠواﺋﺢ ،وا ٕ ن ﻛﺎن ﻫذا ﻻ ﯾﻧﻔﻲ أن اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﺗﻧطﻠق
ﺑﺻﻔﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣن اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ أن وﺟود اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر
اﻟرﺳﻣﻲ ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻻ ﺟدال ﻓﯾﻬﺎ وأن ﻟﻣن اﻟﺿروري اﻋﺗراف اﻹدارة ﺑﺎﻟدور اﻟذي ﯾؤدﯾﻪ أﺷﺧﺎص ﻫذا اﻟﺗﻧظﯾم
ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ ،وﻟﻬذا ﻻﺑد وأن ﺗﻌﻣل ﻣﻌﻪ ﻷﻧﻪ ﯾﺳﺗﺣﯾل أن ﺗﻔرض وﺟودﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ
وﯾظﻬر ذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻪ ﺑﺄﺧذ ﺑﻌض اﻟﻘرارات داﺧل اﻟﻣﻧظﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ أن وﺟود اﻟﺗﻧظﯾم ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﻲ
داﺧل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﯾﻛون ﺳﺑﺑﻪ اﻟﻘرارات اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻹدارة أي ﻋن اﻟﺗﻧظﯾم اﻟرﺳﻣﻲ وﻷن ﻫذﻩ اﻟﻘرارات ﻟم ﺗﻛن
ﻟﺗﺧدم ﺑﻌض أﻋﺿﺎء اﻟﺗﻧظﯾم ،وﻟم ﺗﻣﻧﺣﻪ ﺣق اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات ،ﻓﺈن ﻫؤﻻء اﻷﻋﺿﺎء ﯾﺳﻌون
إﻟﻰ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺣق وﻋﻠﻰ ﺣﻘوق أﺧرى ﻋن طرﯾق اﺗﺣﺎدﻫم ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﺗﻧظﯾم ﻏﯾر رﺳﻣﻲ.
ﻟذا ﻣن اﻷﺣﺳن أن ﺗﻔﺗﺢ اﻹدارة اﻟﻣﺟﺎل ﻹﻧﺷﺎء اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ وا ٕ ﻓﺳﺎح اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻪ ﺑﺈﺑداء
اﻻﻗﺗراﺣﺎت واﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات ﻟﯾﻛون ﻋوﻧﺎً ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ وﻟﯾس ﺧﺻﻣﺎً .
إن اﺗﺻﺎل اﻟﻌﻣﺎل ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ﺳواء ً أﺛﻧﺎء اﻟﻌﻣل أو ﺧﺎرﺟﻪ ﻟﯾس ﺑﺎﻟﺷﻲء اﻟﻣﻬم ﻓﻘط ،ﺑل ﻫو
ﺿروري ﻟﺗدﻋﯾم اﻟرواﺑط واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ،ﺣﯾث أن ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ
دوراً ﺑﺎﻟﻎ اﻷﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن اﻟﺿﻐط واﻟﺗذﻣر اﻟذي ﯾﺳود اﻟوﺳط اﻟذي ﺗﻛون ﻓﯾﻪ ظروف اﻟﻌﻣل ﻏﯾر
ﻣﻼﺋﻣﺔ ،وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﯾﻧﺑﻐﻲ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻌﻣﺎل ﻋﻠﻰ ﺗﺷﻛﯾل ﺟﻣﺎﻋﺎت ﻋﻣل ﻏﯾر رﺳﻣﯾﺔ .
وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﯾﺗﺄﺛر ﺑﺎﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ
،ﻛظروف ﺳوق اﻟﻌﻣل وﻓرص اﻻﺧﺗﯾﺎر واﻷﺟور ،وﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻌﻣل واﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﻌﺎﻣﻠﯾن وﻛذﻟك ﯾﺗﺄﺛر
ﺑﺧﺻﺎﺋص اﻟﻔرد اﻟوظﯾﻔﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾم.
ﻟذا ﺗﻌﻣل اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺑﺎﺳﺗﻣرار ﻟﺗﻘﺻﻲ ﺳﻠوك اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﯾﻬﺎ ﻓﻲ ظل ﺗزاﯾد ﺗﻌﻘد ﺑﯾﺋﺔ اﻟﻌﻣل وﺗﺷﺎﺑﻛﻬﺎ
واﻟﻌﻣل ﺑﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﻟذﻟك ﻻﺑد ﻟﻬﺎ ﻣن اﻟﺳﻌﻲ ﻧﺣو ﺧﻠق اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻣن ﺧﻼل رﺿﺎ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ
ﺗﺣﻔﯾزﻫم واﻟﺣد ﻣن اﻟﺻراع وﺗﺣﺳﯾن ﺟودة اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﺣﯾث ﺣظﻲ ﻣوﺿوع اﻟوﻻء ﺑﺎﻫﺗﻣﺎم اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
اﻟﺳﻠوك اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻣﺎ ﻟﻪ ﻣن أﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟظواﻫر ﻣﺛل اﻟدوران اﻟوظﯾﻔﻲ واﻟرﺿﺎ واﻷداء إذ ﻛﻠﻣﺎ
ﻛﺎن ﻣﺳﺗوى اﻟوﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻣرﺗﻔﻌﺎ أدى إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗوى اﻷداء وﻛﻠﻣﺎ اﻧﺧﻔض ﻣﺳﺗوى اﻟو ﻻء اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ
أدى إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻐﯾﺎب واﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن ﻋﻣل آﺧر وﻋدم اﻟﻘﺑول ﺑﺄﻫداف اﻟﻣﻧظﻣﺔ وﻣﺎ ﻟﻪ ﻣن
ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت .
اﺳﺗﻣﺎرة اﺳﺗﺑﯾﺎن
اﺳﺗﻣﺎرة اﻻﺳﺗﺑﯾﺎن ﻣوﺟﮭﺔ إﻟﻰ ﻣوظﻔﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻻﺳﺗﺷﻔﺎﺋﯾﺔ اﻟﺷﮭﯾد ﻋﺳﻠﻲ ﻣﺣﻣد ﺑداﺋرة ﻋﯾن
اﻟﻣﻠﺢ .ﻧطﻠب ﻣن ﺳﯾﺎدﺗﻛم ﻣلء ھذه اﻻﺳﺗﻣﺎرة ﺑﻌﻧﺎﯾﺔ ﻋن طرﯾق وﺿﻊ ﻋﻼﻣﺔ ) (Xﻓﻲ اﻟﺧﺎﻧﺔ
اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ،وﻧﺣﯾطﻛم ﻋﻠﻣﺎ ﺑﺄن ﻛل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺳﺗدﻟون ﺑﮭﺎ ﺳﺗﺳﺗﻐل ﻓﻘط ﻓﻲ إطﺎر ھذه
اﻟدراﺳﺔ ،ﺷﻛرا ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﻋدﺗﻛم ﻟﻧﺎ.
رﺋﯾس اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ
رﺋﯾس ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻷﺷﻌﺔ رﺋﯾس اﻹﺳﺗﻌﺟﺎﻻت رﺋﯾس طب اﻷطﻔﺎل رﺋﯾس طب اﻟﻧﺳﺎء رﺋﯾس طب اﻟرﺟﺎل
رﺋﯾس ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺗوﻟﯾد رﺋﯾس ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟوﻻدة رﺋﯾس ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺻﯾدﻟﺔ رﺋﯾس ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺻﯾﺎﻧﺔ رﺋﯾس ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺧﺑر
رﺋﯾس ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺟراﺣﺔ رﺋﯾس ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺟراﺣﺔ رﺋﯾس ﻣﺻﻠﺣﺔ اإﻹﻧﻌﺎش رﺋﯾس ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت
اﻟﻧﺳﺎء اﻟرﺟﺎل