اليوم األول -الكمين .الفصل األول" .األمن" في 1ديسمبر ,1851 أصيب تشاراس بخيبة أمل وقرر ترك مسدساته .لقد أدرك أن فكرة االنقالب كانت محرجة ويبدو أنه من غير المحتمل أن يلجأ لويس بونابرت إلى العنف غير القانوني .كان من الواضح أن القضية األكثر أهمية في ذلك الوقت كانت انتخابات ديفنك ،والتي ركزت عليها الحكومة .كان من الصعب تخيل أي شخص يخطط لمؤامرة على الجمهورية والشعب .لم يكن هناك من يستطيع تنفيذ مثل هذه الخطة. إلسقاط الحكومة والوصول إلى السلطة ،يجب أن يقوم شخص ما قادرا على فعل ذلك .يتطلب انتهاك ً بالتحرك ،ولم يكن هناك من كان حقوق الشعب ،وإلغاء المجلس ،وإلغاء الدستور ،وخيانة الجمهورية ، وإهانة الجيش ،وإفساد رجال الدين والقضاء ،والنجاح من خالل شبكة من الفساد .لقد كانت مأساة ال يستطيع أحد تنظيمها .ماذا! كل هذه األشياء الفظيعة كانت ستحدث! ومن كان سيفعل ذلك؟ عمالق؟ ال ،شخص قزم. ضحك الناس على الفكرة .لم يعودوا يقولون "يا لها من جريمة!" لكن "يا لها من مهزلة!" بعد كل شيء ،اعتقدوا أن ارتكاب جرائم خطيرة يتطلب مكانة معينة .بعض الجرائم كبيرة جدًا بالنسبة لبعض األشخاص .يجب أن يكون لدى الشخص الذي يريد السيطرة على الحكومة تاريخ من الحمالت العسكرية الناجحة مثل أركوال و أوسترليتز .ليس من السهل أن شريرا عظي ًما .سأل الناس أنفسهم ،من هو هذا ابن هورتنس؟ لديه ً تصبح ستراسبورغ خلفه بدالً من أركوال ،وبولوني بدالً من أوسترليتز .إنه فرنسي ولد هولنديًا وأصبح سويسر ًيا .إنه بونابرت يمتزج مع فيرهويل. إنه مشهور فقط بموقفه اإلمبراطوري الكوميدي ،وإذا حاول شخص ما أخذ ريشة من نسره ،فسيجدون ريشة أوزة في يدهم .هذا بونابرت غير مقبول من قبل الجيش .إنه مثل عملة معدنية مزيفة مصنوعة من الرصاص بدالً من الذهب .لن يدعم الجنود الفرنسيون هذا نابليون الزائف إذا حاول أي شيء غير شريف .لن يحرك أحدهم ساكن .عالوة على ذلك ،لماذا يحاول حتى القيام بشيء من هذا القبيل؟ بالتأكيد ،قد تكون لديه بعض الشكوك ،لكن لماذا نفترض أنه شرير تما ًما؟ إنه غير قادر جسديًا على مثل هذه االعتداءات الشديدة ،فلماذا نعتقد أنه قادر عليها أخالقياً؟ ألم يعطي كلمته وكرامته؟ ألم يقل "ال أحد في أوروبا يشك في كالمي؟" دعونا ال نخاف .لهذا ،قد يقول البعض" :الجرائم إما كبيرة أو صغيرة. في الفئة األولى هناك قيصر ،وفي الثانية ماندرين .وقيصر يعبر روبيكون ،بينما يمشي مندرين في الحضيض" .لكن الرجال الحكماء يتدخلون ويقولون " ،ألسنا منحازين لهذه التخمينات الهجومية؟ لقد تم نفي هذا الرجل وتؤسف له .المنفى ينير ،ويصحح سوء الحظ ".واحتج لويس بونابرت بشدة من جانبه .كانت هناك حقائق كثيرة لصالحه .لماذا ال يتصرف بحسن نية؟ لقد قدم وعودًا رائعة .قرب نهاية أكتوبر ، 1848 عندما كان ال يزال مرش ًحا للرئاسة ،قام بزيارة رقم 37شارع ال تور دي أوفيرني لرؤية شخص معين .قال " ،أريد أن أتحدث إليكم .إنهم ينشرون األكاذيب عني .هل أبدو لك كشخص مجنون؟ يعتقدون أنني أريد إعادة نابليون إلى الحياة .هنا رجالن غالبًا ما يبحثا عنهما الناس للحصول على اإللهام عندما يتعلق األمر بالطموح :نابليون وواشنطن .يُعتبر رجال عبقريًا ،بينما يُنظر إلى واشنطن على أنها رجل فضيلة. ً نابليون ً رجال عبقر ًيا مثل ومع ذلك ،ليس من الممكن حقًا أن تقرر فقط أن تصبح صا يتمتع نابليون ،في حين أنه من الممكن تما ًما اختيار أن تصبح شخ ً بقدر كبير من االستقامة أو الصدق مثل واشنطن .في حين أن بعض الناس قد يرغبون في تقليد نابليون ،إال أن هناك شيئًا واحدًا يمكنهم إحياؤه بشأنه نبيال حقًا .بدالً من ذلك ،يمكن للمرءوهو جرائمه ،وهو ليس طمو ًحا ً صا أمينًا مثل واشنطن .بصفتي بونابرت ،من أن يختار أن يكون شخ ً الصحيح أن اسمي سيرتبط بالجريمة والمجد ،لكنني أفضل أن أكون معروفًا بنزاهتي وشرفي .أعتقد أن كونك مواطنًا أمينًا مثل واشنطن هو مشهورا ولكنه مذنب مثل نابليون .لذا ، ً إنجاز أكبر من أن تكون ً بطال فإن طموحي هو أن أكون مواطنًا صال ًحا وليس رجالً عبقريًا مثل نابليون .بين 1848و 1851مرت ثالث سنوات .خالل هذا الوقت ، كان الناس يشتبهون في أن لويس بونابرت ارتكب مخالفة ،لكن شكوكهم أصبحت في النهاية غير مجدية حيث استمروا في االشتباه به دون أي ضا دليل .كان لويس لديه وزراء غير أمناء ومخادعين ،لكن كان لديه أي ً وزراء صريحون وصادقون .أكد هؤالء الوزراء الصادقون ،مثل ليون صا .كان لويس صا صال ًحا ومخل ً فوشر وأوديلون بارو ،أنه كان شخ ً بونابرت قد ضرب على صدره أمام أبواب هام ،مما أظهر ندمه .حتى أن أ خته الحاضنة ،مدام هورتنس كورنو ،التي كانت جمهورية ،قد ضمنت شخصيته .ادعى صديقه من هام ،بيوجر ،وهو رجل مخلص ، قادرا على الخيانة .كان لويس بونابرت قد كتب كتابًاً أن لويس لم يكن عن "الفقر" .من بين أصدقائه المقربين ،كان الكونت بوتوكي جمهور ًيا ،وكان الكونت دورساي ليبراليًا .أخبر لويس بونابرت بوتوكي أنه رجل ديمقراطي ،وأخبر دورساي أنه رجل الحرية .كانت لدى ماركيزة هالي وجهة نظر مختلفة حول االنقالب .طمأن لويس بونابرت الماركيزة على عدم القلق ،بينما كان يهمس للماركيزة لتكون مطمئنة .كانت الجمعية غير مستقرة في البداية لكنها استقرت في النهاية .كان الجنرال نيوماير موثوقًا ويمكنه إحضار القوات إذا لزم األمر .وحث شانغارنييه الممثلين على التداول بهدوء .قال لويس بونابرت نفسه إنه سيرى أي شخص يحاول تغيير القانون بالقوة على أنه عدو للبالد .كان للجيش العديد من القادة الذين كانوا شعبيين ومنتصرين .لم يكن من المحتمل أن يقوم الجيش األفريقي باعتقال جنراالته .في 28نوفمبر ، 1851أخبر لويس بونابرت ميشيل دي بورج أنه دعا خمسة كولونيل من حامية باريس لتناول العشاء وطرح عليهم أسئلة فردية بدافع الفضول .أكد له العقيد الخمسة المدعوون لويس بونابرت على العشاء أن الجيش لن يدعم أبدًا انقالبًا أو يهاجم حرمة الجمعية .أخبر لويس بونابرت ميشيل دي بورجيه عن تصريحات العقيد وطمأنه بأنه ال داعي للقلقُ .حكم على مجلة ساخرة لتصويرها لويس بونابرت باستخدام الدستور كهدف .أعلن وزير الداخلية ،موريني ،أن ولي أمر السلطة العامة يجب أال ينتهك القانون أبدًا .كانت كل هذه األحداث معروفة على نطاق واسع ،وشعر الكثير من الناس باألمان والثقة في أن االنقالب أمر مستحيل .ومع ذلك ،كان ال يزال لدى البعض في الجمعية شكوك ،ولكن كان يُنظر إليهم على أنهم حمقى. الفصل الثاني – باريــس تنــام والجـــرس يقـــرع في الثاني من كانون األول (ديسمبر) ، 1851كان النائب فيرسيني ، الذي كان يعيش في رقم ، 4شارع ليون في باريس ،نائ ًما .كان قد عمل حتى وقت متأخر من الليل وكان ينام بهدوء .كان فيرسيني شابًا يتمتع عا ومهت ًما بالدراسات االجتماعيةبمالمح ناعمة وبشرة ناعمة .كان شجا ً واالقتصادية .كان يقرأ كتابًا من تأليف باستيات ونام والكتاب مفتوح على الطاولة .فجأة ،استيقظ على صوت رنين حاد عند جرس الباب .كان الفجر وحوالي السابعة صبا ًحا .تفاجأ بالمقاطعة غير المتوقعة .لم يفهم فيرسيني سبب زيارة شخص ما في وقت مبكر جدًا ،واعتقد أنه كان خطأ وحاول العودة إلى النوم .لكن رنة ثانية أعلى عند الباب جعلته ينهض ويرد عليها. دخل ميشال دي بورج وتيودور باك وبدا كالهما شاحبًا ومنزع ًجا .كان جارا لفيرسيني وكان يعيش في مكان قريب .أخبر ً ميشيل دي بورج فيرسيني أن يرتدي مالب سه بسرعة ألنه تم القبض على باون .سأل فيرسيني عما إذا كان األمر متعلقًا بحادث موجوين ،لكن ميشيل قال إنه شيء أكثر خطورة .كانت زوجة بوني وابنته قد أتوا إلى منزل ميشيل قبل نصف ساعة ،وأيقظوه ليخبراه أن باون قد اعتقل في الفراش في الساعة السادسة صبا ًحا .كان فيرسيني مرتب ًكا وسأل عما يعنيه كل ذلك .رن جرس طا باعتقالالباب مرة أخرى ،وخمن ميشيل دي بورجيه أنه قد يكون مرتب ً باون .فتح فيرسيني الباب وكان النائب بيير لفرانك .أخبرهم أن الجمهورية في خطر وسألهم عما إذا كانوا قد رأوا الالفتات على الجدران .لم يفعلوا ذلك ،لذلك أوضح بيير لفرانك أن هناك ملصقات في جميع أنحاء المدينة وقد قرأ واحدة ،مما يشير إلى وقوع حدث مهم .هتف ميشال "الضربة!" لكن بيير لفرانك وصفها بأنها جريمة .كانت هناك ثالث ملصقات على ورق أبيض ،ومرسوم واحد وإعالنان ،وكلها معلقة معًا .أما العنصر السابق ليساك ،الذي كان يعيش في الجوار ،فقد جاء بنفس األخبار وأبلغ عن مزيد من االعتقاالت خالل الليل .لم يكن هناك وقت لنضيعه .ذهبوا إلخبار إيفان ،سكرتير الجمعية ،الذي عاش في شارع دي بورسو ،ولديه اجتماع عاجل .كانوا بحاجة إلى تحذير النواب الجمهوريين الذين ما زالوا ارا وجمعهم .قال فيرسيني إنه سيجد فيكتور هوغو .كانت الساعة أحر ً الثامنة صبا ًحا وكان هوغو يعمل في السرير عندما جاء خادمه برسالة مفزعة مفادها أن ممثل الشعب ،السيد فيرسيني ،كان بالخارج ويرغب في التحدث إليه .أخبره فيرسيني بما يجري ،وسرعان ما نهض هيوغو وأخبر فيرسيني بالذهاب وإبالغ الممثلين اآلخرين .وتركني وحيداً.
الفصل الثالث – ما الـذي حــدث أثـنـاء اللــيل
قبل أيام يونيو 1848المميتة ،كانت ساحة إينفاليديز منطقة مفتوحة كبيرة بها ثماني مناطق عشبية كبيرة .كانت كل منطقة من هذه المناطق العشبية محاطة بأسوار خشبية وكان هناك مجموعتان من األشجار بينهما ،يفصل بينهما شارع يمتد بشكل عمودي على مقدمة نهر إنفاليد .كانت هناك ثالثة شوارع أخرى موازية لنهر السين وعبرت هذا الشارع .كانت هناك مروج معشبة كبيرة حيث يحب األطفال اللعب .ومع ذلك ،في منتصف المناطق العشبية الثمانية ،كان هناك قاعدة كانت تحمل تماثيل مختلفة على مر السنين :خالل اإلمبراطورية ،حملت األسد البرونزي للقديس مر قس من البندقية ؛ أثناء الترميم ،تمثال من الرخام األبيض للويس الثامن عشر ؛ وتحت حكم لويس فيليب ،تمثال نصفي من الجبس لـ الفاييت .في عام ، 1848كان هناك هجوم تقريبًا على قصر الجمعية التأسيسية من قبل مجموعة من المتمردين ،وبما أنه لم تكن هناك ثكنات قريبة ،فقد كان للجنرال كافينياك بعض األكواخ الطويلة المبنية على المناطق العشبية في إينفاليديز ،والتي يمكن أن تأوي حوالي 3000 جندي .تم تعيين هؤالء الجنود لمراقبة الجمعية الوطنية .في األول من كانون األول (ديسمبر) ، 1851تمركز الفوجان السادس والرابع والعشرون من الخ ط في هذه األكواخ ،وكانوا مسؤولين عن حراسة الجمعية ليالً .كانوا مدعومين بكتيبة مشاة وثالثين مدفعية وعدة جنود ضا مدفعان هاون وست قطع مدفع بعربات لخدمة منظمة .كانت هناك أي ً الذخيرة الخاصة بهم ،والتي تم حفظها في فناء مربع صغير يسمى كور دي كانون .كان الرائد المسؤول عن الجنود تحت سيطرة المفتشين .في المساء ،أغلق الجنود بوابات وأبواب القصر التشريعي وحراستهم .تم إعطاء الجنود تعليمات وكلمة مرور للتأكد من دخول األشخاص المصرح لهم فقط .فقط الفوج المحدد المناوب كان مسمو ًحا له بالدخول بالسالح. في األول والثاني من كانون األول (ديسمبر) ،كان القصر تحت حراسة كتيبة من الجنود .في األول من كانون األول (ديسمبر) ،كانت الجلسة سلمية وركزت على مناقشة قانون البلديات ،وانتهت بالتصويت .بينما كان ممثل يدعى السيد بيز يودع صوته في صحيفة تريبون ،اقترب منه عضو من مجموعة تُدعى "البنوك اإلليزيه" وحذره بهدوء من أنه سيتم اختطافه في تلك الليلة .كل يوم ،كانت تحذيرات من خطر محتمل ولكن الناس توقفوا عن االلتفات إليها .بعد االجتماع ،استدعى الباحثون (المسؤولون المسؤولون عن إدارة الجمعية) في مفوض الشرطة الخاص لالستفسار عن مستوى الخطر .وقال المفوض إن عمالءهم أبلغوا عن "هدوء تام" ولم يكن هناك خطر في تلك الليلة .عندما طلب الباحثون المزيد من المعلومات ،غادر الرئيس دوبين الغرفة قائالً "باه!" في وقت الحق من ذلك اليوم ،همس أحدهم إلى والد زوجة الجنرال لفلو في الشارع ،وأخبره أن شيئًا ما سيحدث بين الساعة 11مسا ًء ومنتصف الليل .على الرغم من أن العديد من األشخاص في مكتب إدارة الجمعية لم يأخذوا التحذير على محمل الجد ،إال أن الجنرال ليفلو ظل مستيق ً ظا حتى منتصف الليل تحسبًا لذلك .تم تعيين أربعة رسل لنقل أعمال كتاب االختزال من الجمعية إلى مكتب الطباعة والعودة مرة أخرى للتصحيح .عملت هابوليت بريفوست كرئيسة لفريق االختزال في القصر ضا كمحرر للقسم الموسيقي في صحيفة تسمى مونتيير .في التشريعي وأي ً األول من كانون األول (ديسمبر) ،ذهب إلى أوبرا كوميك لمشاهدة عرض جديد وعاد بعد منتصف الليل .في حوالي الساعة الواحدة صبا ًحا ،عندما كان الجميع نائمين باستثناء الحراس ،حدث شيء غريب .جاء النقيب -القائد -الرائد في حرس الجمعية إلى الرائد وطلب اإلذن بالذهاب لرؤية العقيد ،وهو أمر غير معتاد في ذلك الوقت من الليل .سمح له الرائد بالذهاب ،لكنه ارتبك في سبب احتياج العقيد إليه .بعد نصف ساعة ،عاد النقيب -القائد -ميجور وقال إن العقيد أراد فقط أن يعطيه التعليمات في اليوم التالي .في حوالي الساعة 4صبا ًحا ،تم استدعاء النقيب -القائد -ميجور لرؤية العقيد مرة أخرى ،وهو األمر الذي كان أكثر غرابة. كان للكابتن -القائد -ميجور سلطة إعطاء التعليمات للحراس ،لذلك كان وتكرارا في منتصف الليل .بعد ً مرارا ً القلق من أن العقيد كان يتصل به مغادرة القائد العسكري ،شعر الرائد بعدم االرتياح واعتقد أن من واجبه التحدث إلى القائد العسكري للقصر .ذهب إلى شقة القائد في الطابق العلوي لكنه وجدها فارغة حيث ذهب القائد إلى الفراش وتقاعد الحاضرين إلى غرفهم .لم يكن الرائد على دراية بالقصر وقام بطريق الخطأ بقرع باب يعتقد أنه يخص القائد العسكري ،لكن لم يجبه أحد .عاد القائد المساعد إلى القصر لكنهما لم يلتقيا مرة أخرى .بقي المساعد خارج صا ما .في الساعة الخامسة بوابة قصر بورجونيي وبدا أنه ينتظر شخ ً صبا ًحا ،استيقظ جنود ينامون في أكواخ خارج إينفاليديز فجأة وأعطوهم بهدوء أوامر بحمل السالح .بعد فترة وجيزة ،سار فوجان ،السادس واألربعون ،نحو قصر الجمعية بأجهزتهم على ظهورهم .في الوقت نفسه ،غادر الجنود من جميع ثكنات باريس ،بقيادة كولونيالتهم ،أماكن إقامتهم بصمت .تم إرسال مساعدي لويس بونابرت والضباط المنظمين إلى ثكنات مختلفة لإلشراف على الجنود الذين يحملون السالح .تأخر سالح الفرسان لمدة خمس وأربعون دقيقة لتجنب إحداث ضوضاء قد توقظ باريس .دي بيرسيني ،الذي أُعطي األمر بحمل السالح ،قاد الفوج 42مع العقيد إسبيناس .هناك قصة تردد فيها أحد العقيد ،لكنه أعطي علبة مختومة بـمئة ألف فرنك إلقناعه .قبل المغلف وانطلق الفوج .في ذلك المساء ،تفاخر العقيد بربح المال وأكتاف الجنرال لسيدة ،التي أطلعته على الفور على الباب .تم تأكيد القصة من قبل السيدة .في هذه األثناء ،كان هناك حدث غامض آخر يحدث في مديرية الشرطة .في وقت متأخر من الليل ،ربما الحظ األشخاص الذين يعيشون في منطقة سيتي العديد من سيارات األجرة المعلقة حول أجزاء مختلفة من شارع القدس .كان هذا بسبب استدعاء الشرطة للتعامل مع بعض المشاكل .قيل لهم إن الجئين من جنوة ولندن يصلون ويحتاجون إلى فحص .تم تقسيم الشرطة إلى مجموعات مختلفة وبعيدة عن بعضها البعض .في الخامسة صبا ًحا ،استدعى رئيس الشرطة كل مجموعة واحدة تلو األخرى وأعطاهم مهمتهم .كان عليهم أن يعتقلوا ثمانية وسبعون ديمقراطيا ً كانوا يتسببون في مشاكل في مناطقهم ،وكذلك ستة عشر نائبا ً عن الشعب كان يُخشى أن يقودوا االحتجاجات .لم ترفض الشرطة هذه المهمة وكانت ممتنة لها .تم اختيارهم بنا ًء على من كان على األرجح صعبًا ولم يتراجع. كل شخص في مجموعة كان لديه شخص مسؤول عن القبض عليه أو القبض عليه .على سبيل المثال ،كان السير كورتييل مسؤوالً عن اصطياد شاراس والسير ديسجرانجي عن اصطياد ناداود والسير هوباو األكبر إلمساك السيد تييرز وما إلى ذلك .األشخاص الذين كان من المفترض أن يمسكوا بهم كانوا إما ممثلين أو جنراالت .كانت أسماء النواب مكتوبة بالفعل على الوثائق ،لكن أسماء المفوضين تركت فارغة حتى اللحظة التي أصبحوا فيها مستعدين للخروج والقيام باالعتقاالت .باإلضافة إلى القوة المسلحة التي تم تعيينها لمساعدتهم ،كان يرافق كل مفوض شرطة ضا مرافقان ،مجموعة واحدة مكونة من ضباط شرطة بالزي الرسمي أي ً ومجموعة أخرى مكونة من ضباط شرطة يرتدون مالبس مدنية .كان قائد الحرس الجمهوري ،باودينيه ،يعمل مع المفوض ليرات في اعتقال الجنرال شانغارنييه ،بنا ًء على تعليمات من الحاكم ماوباس .حوالي الساعة الخامسة والنصف ،تم استدعاء مجموعة من العربات التي تجرها الخيول التي كانت تنتظر وتلقى كل سائق تعليمات قبل المغادرة .في هذه األثناء ،في جزء مختلف من باريس ،وتحديدا ً في شارع طريق المعبد طا إجراميًا .في هذه المنطقةالقديم ،كانت هناك مجموعة أخرى تنظم نشا ً ،تم تحويل قصر سوبيس إلى مكتب طباعة ملكي ،واآلن مكتب طباعة وطني .في حوالي الساعة 1صبا ًحا ،الحظ شخص يمر عبر شارع طريق المعبد القديم أن العديد من النوافذ الطويلة والمضاءة بألوان زاهية في المبنى كانت مرئية عند تقاطع شارعين ،شارع رو دي بييلي- هاورديت و طريق المعبد القديم .استدار هذا المارة ودخل معبد شارع دو القديم وتوقف أمام مدخل المطبعة على شكل هالل .كان المدخل الرئيسي مغلقا ً وتم نشر حارسين على الباب الجانبي .نظر المارة عبر الباب الجانبي المفتوح قليالً ،ورأى الفناء مليئًا بالجنود الصامتين ،وحرابهم تلمع في الضوء .فوجئ المارة واقترب أكثر للتحقيق .دفع أحد الحراس الشخص بعيدًا بوقاحة وأمره بالمغادرة .تم وضع بعض العاملين في مكتب الطباعة الوطني هناك ليال ،على غرار ضباط الشرطة في محافظة الشرطة .في غضون ذلك ،ذهب مدير مكتب الطباعة إلى أوبرا كوميك أمرا من اإلليزيه وأخذلمشاهدة مسرحية ألخيه .عندما عاد ،تلقى ً مسدسات الجيب قبل النزول إلى الدهليز المؤدي إلى الفناء .بعد فترة وجيزة ،وصل رجل في عربة بمحفظة كبيرة ،وسأل المدير عما إذا كان السيد دي بيفيل .بعد التأكد من هويته ،وضعوا العربة ،واعتنوا وماال .ثم نام سائق السيارة في غرفة ً بالخيول ،وقدموا للسائق شرابًا مقفلة بينما كان األشخاص بداخلها يشربون الخمر ويتعاملون مع النقود. يبدو أن هذا نوع من المناورة السياسية .تم إغالق باب الفناء الكبير للمطبعة بصعوبة حتى أعيد فتحه ،وسمح بمرور رجال مسلحين دخلوا في صمت ،ثم أُغلقوا .كان الوافدون من سرية الدرك المتنقلة ،الكتيبة الرابعة من الكتيبة األولى ،بقيادة نقيب يُدعى الروش دي أوزي .كما يمكن مالحظته من خالل النتيجة ،بالنسبة لجميع الحمالت الحساسة ، اهتم رجال االنقالب بتوظيف الدرك المتنقل والحرس الجمهوري ،أي أن الفيلقين يتألفان بالكامل تقريبًا من حرس بلدي سابقين ،القلب ذكرى انتقامية ألحداث فبراير .وصل الكابتن الروش دي أوزي برسالة من وزير الحرب ،تفيد بأنه وجنوده كانوا تحت تصرف مدير مكتب الطباعة سا فيالوطني .حمل الجنود بنادقهم ،ودون أن يتحدثوا ،وضعوا حرا ً كل مكان -في غرف العمل والممرات واألبواب والنوافذ وحتى في الشارع .طلب القبطان تعليمات للحراس ،وقيل له إن عليهم إطالق النار على أي شخص يحاول المغادرة أو فتح نافذة .ذهب دي بيفيل ،وهو ضابط لدى السيد إلجراء االنتخابات ،إعالن من المحافظ موباس ، ورسالة إلى مفوضيات الشرطة .تم كتابة الوثائق من قبل الرئيس مع بعض التصويبات .كان الملحنون ينتظرون ،ووضع كل منهم بين جنديين و ُمنع من الكالم .تم تقطيع الوثائق إلى قطع صغيرة ،لذلك ال يمكن ألحد قراءة جملة كاملة .أعطى المدير للقائمين بالتكوين ساعة لتأليف الوثيقة بأكملها.بعبارات بسيطة ،تم تسليم األجزاء المختلفة من المستند المطبوع إلى العقيد بيفيل الذي قام بتجميعها والتحقق من األخطاء .تمت عملية الطباعة بعناية كبيرة ،حيث كان الجنود يقفون بجانب كل مطبعة .على الرغم من جهودهم ،استغرق العمل ساعتين إلكماله ،وكان الدرك يراقبون العمال .بعد االنتهاء من الطباعة ،وقع حادث مريب .قرر الكولونيل بيفيل وسانت جورج ،اللذان كانا من المقربين الموثوقين ويعرفان الخطة السرية لإلطاحة بالرئيس ،مشاركة السر مع مائتين رجل الختبار رد فعلهم .قرأوا الوثيقة السرية لهؤالء الرجال الذين هتفوا وصفقوا .إذا كان رد فعلهم مختلفًا ،فربما غيّر الرجالن خططهما .بمجرد االنتهاء من الطباعة ،تم إطالق سراح سائق ،وتم تسليم الوثائق المطبوعة إلى مركز الشرطة .ومع ذلك ،فقد اعتُبر الرجالن اللذان سلما الوثائق مجرمين لتورطهما في خطة سرية لإلطاحة بالرئيس .قادهم المحافظ موباس بينما انتشرت ملصقات الفواتير ،الذين حصلوا على أجر مقابل الوظيفة ،في كل اتجاه بالملصقات واإلعالنات .حدث هذا مباشرة عندما تم تطويق قصر الجمعية الوطنية .في شارع طريق الجامعة ،يوجد باب للقصر يسمى باب الرئاسة ،ويؤدي إلى منزل الرئيس .كان جندي يحرس هذا الباب عندما كان القائد -الرائد ،الذي استدعاه العقيد إسبيناس مرتين أثناء الليل ،يقف بجانبه بصمت .بعد خمس دقائق ،ظهر الفوج اثنان وأربعون من الخط ،تاله الفوج السادس ،من شارع طريق الجامعة ،متحر ًكا بهدوء قدر اإلمكان .وصلوا إلى باب الرئاسة دون أن يالحظوا أحد ،فاجأوا الجندي الحارس .قبل أن يتمكن الجندي من تحديهم ،أمسك القائد المساعد بذراعه وأمره بالسماح للدور الثاني واألربعين بالمرور. ثم أمر الحمال الحائر بفتح الباب ،مستخد ًما سلطته إلبطال أي أوامر قد تكون قد صدرت .كان هذا كمينًا يهدف إلى االستهزاء بالقانون .تحرك الباب على مفصالته ونزل الجنود في الشارع .جاء بيرسيني وقال ، "انتهى ".قاموا بغزو الجمعية الوطنية .عندما سمع القائد وقع األقدام ، ركض ليرى ما كان يحدث .أخبره العقيد إسبيناس أنه موجود هناك لتولي كتيبته .خاف القائد للحظة وحدق في األرض .ثم نزع كتافه وكسر سيفه ورمى القطع على األرض .صرخ غاضبًا :عقيدًا ،أنت عار على كتيبتك. يبدو أن الكولونيل إسبيناس لم يهتم وقال " ،حس ًنا ،حسنًا ".وكان باب رئاسة الجمهورية مفتوحا ولكن جميع المداخل االخرى اغلقت .شعر الحراس باالرتياح وأعيدوا إلى المعسكر .ألقى الجنود أسلحتهم واحتلوا أجزاء متفرقة من القصر .في وقت الحق ،وصلت عربتان برفقة الحرس الجمهوري و صيادو فينسين وفرق الشرطة .نزل برتوليو وبريمورين ، وهما مسؤوالن ،من عربتين .عندما وصلوا إلى قصر بورجونيي ،رأوا رجالً أصلعًا لكنه ال يزال شا ًبا ،يبدو وكأنه شخص كان قد ذهب للتو إلى األوبرا ،يظهر عند الباب المبشور .كان هذا الرجل هو دي مورني ، الذي جاء من قصر اإلليزيه .راقب الجنود للحظة قبل أن يتوجه إلى باب الرئاسة .هناك ،تحدث لفترة وجيزة مع السيد دي بريسني ،ثم برفقة مئتان وخمسون جند ًيا ،تولى وزارة الداخلية .فاجأ السيد دي ثوريني في سريره ،وسلمه خطاب شكر من السيد بونابرت .قبل أيام قليلة ،علق دي ثوريني على كيفية اتهام الرئيس زورا ً من قبل بعض األشخاص ، قائالً إن أي شخص يخالف قسمه أو يحاول االنقالب يجب أن يكون صا ال قيمة له .ومع ذلك ،فقد تم إيقاظه في منتصف الليل ،وإبعادهشخ ً من منصبه ،وتركه مصدو ًما .عندما وصل مورني ،تمتم دي ثوريني في نفسه " ،إذن الرئيس هو ."...ثم ضحك مورني وأكد شكوك دي ثوريني .الشخص الذي يكتب هذا المقطع يعرف مورني شخصيًا .كان كل من مورني ووالوسكي جز ًءا من عائلة قوية ولكنهما لم يكونا وريثين وماكرا يتمتع بالحياة ً صا ذكيًا شرعيين للعرش .اشتهر مورني بكونه شخ ً الرفيعة ،بما في ذلك المقامرة .كما أنه كان على استعداد الرتكاب جرائم إذا ك انت مفيدة له .على الرغم من أسنانه السيئة ومظهره غير الجذاب ، إال أنه كان حسن الملبس ويتمتع بشخصية ساحرة ،لكنه يفتقر إلى الضمير .كان لديه خلفية عائلية معقدة وذهب باسم مورني .كانت القوات تتجمع في الصباح الباكر في ساحة الكونكورد ،حيث كان ليروي سانت ضا ،حيث أرنو يُجري مراجعة على حصانه .كانت الشرطة حاضرة أي ً قاد المفوضان برتوليو وبريمورين سريتين من الضباط تحت سلم كويستشر الكبير .رافق الشرطة عمالء يعرفون بئر قصر بوربون وقادوهم عبر ممرات مختلفة .كان الجنرال ليفلو يقيم في مبنى يُدعى بافيلون ،والذي كان يعيش فيه شخص يُدعى مونسيور فيوشيري .في ضا في غرفة تؤدي تلك الليلة ،كانت أخت اللواء وزوجها يقيمان معه أي ً إلى الردهة .فجأة ،طرق رجل يدعى المفوض برتوليو بابهم ،ودخل مع بعض األشخاص اآلخرين ،وقاطع امرأة كانت نائمة في الغرفة .استيقظ رجال يدعى أدولف ،كان نائ ًما في غرفة أخرى ً صهر الجنرال ونبه مجاورة ،أن هناك شيئًا ما خطأ .عندما استيقظ الجنرال ،رأى المندوب برتوليو يقف بجانب سريره .قال برتوليو إنه كان هناك للقيام بعمله ، وأظهر للجنرال قطعة من الورق اتهمته بالتخطيط لشيء ما ضد سالمة الدولة .دون أن ينبس ببنت شفة ،ضرب الجنرال الورقة بظهر يده ،مما يشير إلى اشمئزازه من االتهام .بعد ارتداء مالبسه ،ارتدى الرجل زيه العسكري واعتقد أنه ال يزال هناك جنراالت مشرفون في إفريقيا .ومع ذلك ،سرعان ما اكتشف أن جميع الجنراالت الباقين كانوا فاسدين .وقبل مغادرته ،ودّع زوجته وعانقها وأمرها سراً بإطالق مدفع في الفناء. عندما جاءت الشرطة ألخذه بعيدًا ،لم يُظهر أي احترام تجاههم ،لكنه كان غاضبًا بشكل خاص عندما رأى العقيد إسبيناس ألنه كان يعتقد أنه شريرا .تم وضع الرجل في عربة وأهانه مالزم أول وصفه بـ ً كان "كاناي" .في غضون ذلك ،ذهب مفوض شرطة آخر لمفاجأة شخص آخر .طرق الباب ،وفتحه الخادم ،ظ ًنا أنه مفوض الشرطة في المجلس. قال لهم الرجل بالداخل أال يدخلوا ،لكنهم اقتحموا على أي حال .فتح رجل معطفه ليتباهى بحجابه الرسمي وسأل أحدهم عما إذا كان قد تعرف عليه .قام الشخص اآلخر بشتمه واعتقاله من قبل الشرطة .جادل الرجل الذي تم اعتقاله بأن الشرطة انتهكت القانون وأنهم مجرمون .كافحوا وتقاتلوا ،بينما صرخت أسرة الرجل وضربت الشرطة خادمه .تم اقتحام الرجل بالقوة عاريا ً ومصاباً .كان هناك جنود في الجوار ،لكنهم لم يفعلوا شيئًا .انتقد الرجل الجنود وقال لهم إنهم عارون .اقتادت الشرطة الرجل إلى بيت حراسة .هذا وصف لباب صغير تم بناؤه في القبو المقابل لخزينة عا الجمعية .فتح الباب على شارع يسمى طريق بورجونيي ،ويواجه شار ً آخر يسمى طريق ليل .كان هناك العديد من الحراس المتمركزين عند باب بيت الحراسة ،وعند أعلى الدرج المؤدي إليه ،تُرك رجل يُدعى السيد بايز مسؤوالً عن ثالثة ضباط شرطة .وكان بعض الجنود الذين لم يكونوا مسلحين ويرتدون قمصانهم فقط يدخلون ويخرجون من الباب. حاول الباحث (مسؤول رفيع المستوى) إقناع الجنود باتباع الشرف العسكري ،لكن ضباط الشرطة طلبوا منهم عدم الرد .كانت ابنتا السيد بيزي الصغيرتان معه وأصيبتا بالخوف عندما غاب عنهما البصر. اقترحت عليهم االبنة الكبرى الصالة ،فجثا على ركبتيهما وصلّوا .في وقت الحق ،جاء ضابط شرطة يُدعى المفوض بريمورين وفريق عمالئه إلى مكتب الباحث وبدأوا في البحث في كل شيء ،بما في ذلك المراسيم الش هيرة التي تم إعدادها في حالة تصويت الجمعية لصالح اقتراح الباحثين .فتشوا جميع أدراج وأوراق السيد بيزي ألكثر من ساعة ، سمح لـ السيد ووصفوها بأنها "زيارة منزلية" .بمجرد انتهاء البحث ُ ، بيزي بارتداء مالبسه وإخراجها من منزل الحراسة .كانت عربة تجرها الخيول تنتظر في الفناء ،وصعد رجل مع ثالثة من ضباط الشرطة. سارت العربة عبر ساحات فناء مختلفة وتوقفت عند مدخل منزل كبير. مبكرا في الصباح ،ونظر الرجل حوله ورأى معدات عسكرية ً كان الوقت ،لكن بعض المدافع كانت مفقودة .أثناء توجههم نحو المنزل الكبير ، توقفت العربة لفترة وجيزة ،ورأى الرجل بعض الجنود وثالثة ضباط يتحدثون بالقرب من شجرة .أراد الرجل التحدث إليهما ،لكن رجال الشرطة أوقفوه .وصل ضابط شرطة آخر ودعا الرجل لالنضمام إليه في عربته الصغيرة ،لكن الرجل رفض ألنه ال يثق بالضابط .استمرت العربة في السير ببطء ،وكان مرافقة عسكرية في انتظارهم" .عندما يشحن سالح الفرسان ،يمكن للمشاة العودة" .بدأ األشخاص المشاركون رحلتهم .عندما تحولوا إلى كواي دورساي ،وصلت مجموعة من سفن الرماحين بسرعة وحاصرت عربتهم .سافروا دون أي مشاكل ،لكن الناس فتحوا نوافذهم وهم يسمعون الخيول .تمكن الشخص الذي تم نقله من فتح نافذة وسمع الناس يسألون عما يجري .توقفت العربة وكانا في سجن مازاس .تم نقل الشخص الذي تم نقله ،السيد بيزي ،إلى مكتب السجن .عندما دخل ،رأى بوني وندود يتم إحضارهما إلى الخارج .كانت هناك طاولة في المنتصف ،وكان المفوض بريمورين قد جلس للتو .كان المندوب يكتب شيئًا ما ،والحظ السيد باز وجود ورقة على المنضدة بدت وكأنها قائمة بأسماء أشخاص في السجن .بايز يعتقد أن هذا قد يكون هو الترتيب الذي تم فيه وضع النواب في السجن .عندما انتهى المندوب من الكتابة ،طلب منه السيد بيزي تضمين احتجاجه في تقريره الرسمي .لكن تقريرا رسميًا ،بل مجرد أمر بوضعهم في ً المندوب قال إنه لم يكن السجن .أراد السيد بيزي أن يكتب احتجاجه على الفور ،لكن الرجل الذي قال إنه محافظ السجن أخبره أنه سيكون لديه متسع من الوقت للقيام بذلك الحقًا في زنزانته .بعد ذلك ،تولى السيد بيزي رئاسة المفوض وطلب منه إضافة احتجاجه إلى تقريره الرسمي .وافق المندوب على القيام بذلك. كتب بيزي بيانًا قال فيه إنه ،جان ديدييه بازي ،ممثل الشعب ومسؤول الجمعية الوطنية ،اقتيد بالقوة من منزله في قصر الجمعية الوطنية وتم نقله إلى السجن .ويحتج على هذا العنف تجاهه وضد زمالئه في مجلس األمة .أدلى بهذا التصريح في مازاس في الثاني من ديسمبر ، 1851 الساعة الثامنة صباحا .في هذه األثناء ،كان الجنود الذين تسببوا في هذه الفوضى في ساحة الجمعية ،يصنعون القهوة ويمضون وقتًا ممت ًعا ،حتى أنهم يشعلون النيران التي كانت تصل أحيانًا إلى جدران الغرفة .حذر مسؤول رفيع المستوى في المباحث ،وهو ضابط بالحرس الوطني يدعى رامون دي ال كرويسيت ،مجموعة من األشخاص من أن أفعالهم قد تؤدي إلى اشتعال القصر .ردا ً على ذلك ضربه أحد الجنود بقبضته .تم وضع أربع قطع من المدفعية بطريقة تهديدية تجاه الجمعية ،واثنتان في ساحة بورغوني كانت موجهة نحو البوابة ،واثنتان على بونت دي ال كونكورد تم توجيههما إلى الدرج الكبير .كمالحظة جانبية مثيرة لالهتمام ،ساعد الفوج اثنان وأربعون ،الذي سبق أن اعتقل لويس بونابرت في بولوني ، في إنفاذ القانون ضد المتآمرين في عام ، 1840ولكن في عام 1851 ،انتهى به األمر إلى دعم متآمر ضد القانون .يوضح هذا الطبيعة الغريبة للطاعة العمياء لألوامر.
الفصل الرابع – أفعــال أخرى في تلـك اللــيلة
خالل ليلة واحدة في باريس ،كان هناك العديد من حاالت السرقة والعنف. وصلت مجموعات من الرجال المجهولين ،مسلحين بأسلحة مختلفة مثل الفؤوس والمطرقة والسيوف المخبأة تحت معاطفهم ،إلى منازل مختلفة وحاصروها .التقطوا األقفال ،وقيّدوا البواب ،وصعدوا السلم ،واقتحموا غرف النزالء النائمين .عندما استيقظ الضحايا وسألوا من هم ،ادعى القائد أنه ضابط شرطة .حدث هذا لكثير من الناس ،بما في ذلك الموريسيير ، جريبو ،كافينياك ،إم تيير ،فالنتين ،ميوت ،وروجر (دو نورد) .عومل بعضهم بوحشية ،ونُقل البعض منهم للتعذيب .تفاجأ تشاراس وتشانغارنييه ،اللذان كانا يعيشان بالقرب من بعضهما البعض ،ألنهما طردوا حراسهم المسلحين منذ فترة .عندما جاءوا العتقاله ،كان هناك بعض البنادق الفارغة على الطاولة .أمسك بهم مفوض الشرطة ،لكن شارا حذره من أنه إذا تم تحميلهم ،لكان قد قتل .أعطيت هذه البنادق لشاراس عندما استولى الجنرال رينو على ماسكارا .في وقت اعتقال شارا ،كان الجنرال رينو يساعد في تنفيذ االنقالب على صهوة الجياد في الشارع .لو تم تحميل هذه األسلحة واضطر الجنرال رينو للقبض على تشاراس ،لكان من السخرية لو أن بنادق رينو قتله .لم يتردد تشاراس في الدفاع عن نفسه. وكان ضباط الشرطة الذين اعتقلوا نواب الشعب ،بمن فيهم شاراس ، وتشانغارنييه ،وندود ،ينتهكون حقوقهم كممثلين مصونين وللدستور .ال داعي لتكرار أسماء هؤالء الضباط .في الليلة نفسها ،في جميع أنحاء باريس ،كانت هناك هجمات عنيفة من قبل مجموعات من المسلحين الذين وصلوا بصمت خارج المنازل ،وحاصروا المنطقة ،واقتحموا المكان ، وقيّدوا البواب ،واقتحموا األبواب لمهاجمة النائمين .عندما سأل الراكب عن هويتهم ،ادعى قائد المهاجمين أنه ضابط شرطة .تم استهداف العديد من األشخاص البارزين ،بما في ذلك الموريشيري و غريببو و كافانياغ و تييرز و فالنتين و ميوت و روجر(دو نورد) .كما تم استهداف شاراس وتشانغارنييه ،على الرغم من أنهما قاما بفصل حراسهما قبل الهجمات. كان المهاجمون مسلحين بمجموعة متنوعة من األسلحة ،بما في ذلك الفؤوس ،والمطارق ،والكماشة ،والعتالت ،وأدوات حفظ الحياة ، والسيوف ،والمسدسات ،والفؤوس .عندما جاءت الشرطة العتقال شخص ما ،وجدوا بندقيتين فارغتين على الطاولة .أمسك الضابط المسؤول صا آخر ،يُدعى تشاراس ،وبخه قائالً إنه كان من بالبنادق ،لكن شخ ً الممكن أن يُقتل إذا تم تحميل األسلحة .سلم الجنرال رينو هذه البنادق إلى ضا في االعتقال .إذا تم تحميل البنادق واضطر شاراس ،الذي شارك أي ً الجنرال رينو للقبض على تشا راس ،فسيكون من الغريب أن يكون رينو قد قُتل بأسلحته .ضباط الشرطة الذين نفذوا االعتقاالت هم كورتيل ،ليرات ،وديجرانج .كان األشخاص الذين تم اعتقالهم يمثلون الشعب ،وال ينبغي أن يتم اعتقالهم ألنهم اعتُبروا مصونين .كان االعتقال انتها ًكا لحقوقهم ضا .كان األشخاص الذين ارتكبوا هذه الشخصية وانتها ًكا للدستور أي ً االعتداءات جريئين للغاية وغير محترمين .بدا أن ضباط الشرطة يستمتعون ويسخرون من الوضع .في مرحلة ما ،استيقظ رجل أصغر يدعى سيور حبوت الجنرال بيدو وأعلنه سجينًا .عندما احتج بيدو ،ذ ّكره ضبط وهو نائم .أخذوا بيدو بعيدًا بالقوة .في هذه األثناء ،في هوباوت بأنه ُ مازاس ،كان بعض ضباط الشرطة يضحكون ويمزحون .ساعد الكولونيل ثيريون ،الذي كان يرتدي صليب القائد ،في وضع الجنراالت والممثلين في السجن .تحداه شاراس أن ينظر في عينيه ،لكن ثيريون ابتعد .تم سجن ستة عشر نائبا وثمانية وسبعين مواطنا في تلك الليلة .قام مورني وموباس ،الضابطان المسؤوالن ،بإبالغ لويس بونابرت بالحادثة ،حيث استخدم مورني لغة فاخرة واستخدام موباس لغة بذيئة.
الفصل الخامس – سـوداويـة الجــريمة
بعد مغادرة فيرسيني ،دخل رجل يدعى جيرارد غرفتي .لقد وثقت به ماهرا وكان ً ألنني منحته مكانًا لإلقامة في منزلي منذ أن كان نحاتًا خشبًا عاطالً عن العمل حال ًيا .جاء من الشارع وبدا متوترا .سألته بسرعة عما صدموا لدرجة أنهم لم يقوله الناس عن شيء ما ،لكنه أجاب بأن الجميع ُ يفهموا تما ًما ما حدث .تم التعامل مع الموقف بطريقة تركتهم جميعًا في حيرة من أمرهم .ترى مجموعة من العمال الفتات تحمل رسائل مختلفة لكنهم ال يقولون أي شيء ،باستثناء واحد من بين كل مائة عامل يوافق على الرسائل ويقول "جيد!" .لقد وافقوا على إلغاء قانون الحادي والثالثون من مايو ،وإعادة االقتراع العام ،وإزالة األغلبية الرجعية ،واعتقال تيير وشانغارنييه .يهتف الناس حول الالفتات ويشرح رجل يدعى راتابويل انقالبه لرجل يدعى جاك بونهوم ،الذي يبدو أنه يتفهم ويتفق مع كل شيء. لتوضيح األمر ببساطة ،في محادثة ،ذكر السيد فيكتور هوغو أنه يعتقد أن الناس قد أعطوا اإلذن بشيء ما .سأل شخص آخر يدعى جيرارد ما الذي سيفعله السيد فيكتور هوغو حيال ذلك .أخرج السيد فيكتور هوغو صا وعرضه على جيرارد ،الذي فهم الرسالة .ثم جاء العقيد وشا ًحا خا ً كاريني .العقيد كاريني هو رجل شجاع قاد سالح الفرسان خالل تمرد في صقلية .إنه يحب فرنسا مثلما يحب الكثير من اإليطاليين إيطاليا .كان العقيد كاريني سعيدًا برؤية السيد فيكتور هوغو ال يزال حرا ً وأبلغه بحدوث شيء مهم .لقد وصلت من الجمعية ،حيث يوجد تواجد عسكري مكثف حول المدينة ،بما في ذلك في ساحة الثورة ،واألرصفة ،والتويلري ، والشوارع .الجنود يحملون معداتهم والمدفعية جاهزة للعمل .هناك احتمال كبير لقتال عنيف .عندما سألني أحدهم عن ذلك ،أجبت أنه سيكون هناك بالفعل قتال ،وماز ًحا أن الوقت قد حان للشعراء ليقاتلوا مثل العقيد .الحقًا ،ذهبت إلى غرفة زوجتي وشرحت لها الوضع .كانت قلقة ،لكنني طمأنتها بأنني سأقوم بواجبي .أعطيتها بعض المال وغادرت لالستعداد لما سيأتي. بينما كنت أسير في شارع تور دي اوفيرني ،تحدثت إلى بعض العمال وحثتهم على الدفاع عن أنفسهم ضد هجمات لويس بونابرت الغادرة على الجمهورية .لقد وعدوا بالقيام بذلك ،وحافظوا على كلمتهم من خالل بناء حواجز في أجزاء مختلفة من المدينة ،بما في ذلك في الشارع الخاص بي ،في شارع الشهداء ،في سيتي روديير ،في شارع كوكينارد ،وفي نوتر دام دي لوريت.
الفصل السادس – "الـالفـتـات"
بعد أن ودّعت بعض الرجال الشجعان ،سرت إلى زاوية شارع دو ال تور دي أوفيرني وشارع الشهداء .هناك رأيت ثالث ملصقات رهيبة تم وضعها أثناء في باريس باريس بين عشية وضحاها .الملصق األول كان بعنوان "إعالن رئيس الجمهورية" وكان ندا ًء إلى الشعب الفرنسي .قال الرئيس إن الوضع الحالي خطير وأن الجمعية ،التي كان من المفترض مركزا للمؤامرات .وقال إنه بدالً من سن ً أن تدعم النظام ،أصبحت اآلن القوانين للصالح العام ،كان المجلس يستعد لحرب أهلية ومهاجمة سلطته .قام بحل الجمعية وطلب من شعب فرنسا أن يحكم بينهم .كما ذكر الرئيس أن الدستور الذي يعتقد أنه يهدف إلى إضعاف سلطته لكنه احترمه رغم االستفزاز واالتهامات الباطلة والشتائم .اآلن ،ومع ذلك ، وبما أن الميثاق األساسي لم يعد يحترمه هؤالء الرجال الذين يتذرعون به باستمرار ،وأن الرجال الذين دمروا مملكتين يرغبون في تقييد يدي من أجل اإلطاحة بالجمهورية ،فإن واجبي هو إحباط مخططاتهم الغادرة ،للحفاظ على الجمهورية ،وإنقاذ البالد من خالل مناشدة الحكم الرسمي للملك الوحيد الذي أعترف به في فرنسا -الشعب" .لذلك أناشد األمة كلها بإخالص ،وأقول لكم :إذا كنتم ترغبون في استمرار حالة عدم االرتياح هذه التي تحط من قدرنا وتهدد مستقبلنا ،فاختروا مكانًا آخر لي ،ألنني عاجزا عن فعل الخير ،مما يجعلني مسؤوالًً لن أحتفظ بعد اآلن بسلطة عن األفعال التي ال يمكنني منعها ،والتي تلزمني بالقيادة عندما أرى السفينة تسير نحو الهاوية" .إذا كنت ال تزال تثق بي ،من ناحية أخرى ،أعطني وسيلة إلنجاز المهمة العظيمة التي أحملها منك" .تتمثل هذه المهمة في إنهاء عصر الثورات ،من خالل تلبية االحتياجات المشروعة للشعب ،وحمايته من المشاعر التخريبية .و قبل كل شيء ،عند إنشاء دستورا ً مؤسسات تستمر إلى ما بعد األفراد الذين ينشئونها .اقترحت بالمبادئ األساسية التالية .1" :قائد يتولى المسؤولية لمدة عشر سنوات .2 ،الوزراء الذين ال يخضعون إال للسلطة التنفيذية .3 ،مجلس من األفراد المتميزين الذين سيُعدون ويدعمون القوانين المطروحة للنقاش من قبل .الهيئة التشريعية .4 ،هيئة تشريعية تُنتخب باالقتراع العام دون تدقيق في القائمة .5 ،جمعية ثانية تتألف من أبرز األفراد في البالد والذين يكونون بمثابة توازن للقوى ويحمي االتفاقات األساسية والحريات العامة ، .أعتقد أن هذا النظام ،الذي أنشأه القنصل األول في أوائل القرن التاسع عشر ،قد جلب بالفعل السالم واالزدهار لفرنسا ويمكنه االستمرار في ذلك .لقد دعوتك للتصويت لدعم هذا النظام وتحذيرك من مخاطر الضعف الحكومات اقترضت من الماضي أو من المستقبل المتخيل .إذا لم أحصل على أصوات كافية سأدعو لمجلس جديد وأعطيهم العمولة ،لكن إذا كنت تؤمن بقضية الكاتب وهي إعادة إحياء فرنسا بعد ثورة التسعة وثمانون ونظمها اإلمبراطور ،ثم يجب عليهم التصويت لصالح الصالحيات التي يطلبها المؤلف .أقترح أن هذا سيحمي فرنسا وأوروبا من الفوضى ويزيل العوائق ويقضي على الخصومات من بينهم، حيث سيحترم الجميع قرار الشعب ومرسوم العناية اإللهية "" .أُعطي في قصر اإلليزيه ،الثاني من ديسمبر ".1851لويس نابليون بونابارت. "دعوة رئيس الجمهورية للجيش ".أيها الجنود ،أريدكم أن تفخروا بمهمتكم وأن تعرفوا أنك ستنقذ البلد .أعتمد عليك في عدم خرق أي قوانين ،بل لفرض االحترام للقانون األول للبالد ،وهو السيادة الوطنية ،التي أنا ممثلها الشرعي .لقد عانينا أنا وأنت من عقبات منعتنا من عمل الخير للوطن ومنعت الناس من مساندتي .لكن تلك العقبات أزيلت .حاول المجلس مهاجمة السلطة التي تأتي من األمة كلها ،لكنها لم تعد موجودة.أناشد الشعب والجيش إما إعطائي الوسائل لضمان رخائكم ،أو اختيار شخص آخر في مكاني .في الماضي ،في عامي 1830و ، 1848تمت معاملتك على أنك رجال مهزومون ،على الرغم من أنك أفضل ما في األمة .لكني اليوم عازم على السماح بإسماع صوت الجيش. صوت بحرية كمواطنين ،ولكن كجنود ،تذكر أن إطاعة أوامر رئيس ّ الدولة واجبك الصارم ،من الجنرال إلى الجندي الخاص .تقع على عاتقي مسؤولية اتخاذ اإلجراءات الالزمة للصالح العام .أما أنتم فابقوا منضبطين ومكرمين .بموقفك الفاضح ،ساعد البلد على التعبير عن إرادته بهدوء ومدروس .كن على استعداد لوقف أي اعتداء على الممارسة الحرة لسيادة الشعب .أيها الجنود ،لست بحاجة لتذكيركم بالذكريات التي يتذكرها اسمي .هم محفورون في قلوبكم .نحن متحدون بروابط ال تنف صم .تاريخك ملكي .بيننا في الماضي مجتمع من المجد والشقاء .وفي المستقبل ،سيكون هناك مجتمع من المشاعر والعزم من أجل سالم وعظمة فرنسا" ".أعطي في قصر اإلليزيه ،الثاني من ديسمبر" موقع من لويس نابليون بونابارت". " باسم الشعب الفرنسي .المادة األولى :يحل مجلس األمة" .المادة الثانية. أعيد تأسيس حق االقتراع العام .تم إلغاء قانون 31مايو" المادة الثالثة. تمت دعوة الشعب الفرنسي في دوائره االنتخابية في الفترة من 14 ديسمبر إلى 21ديسمبر التالي .المادة الرابعة :فرضت حالة الحصار في منطقة الفرقة العسكرية األولى .المادة الخامسة .تم حل مجلس الدولة. "المادة السادسة .وزير الداخلية مكلف بتنفيذ هذا المرسوم" .أعطي في قصر اإلليزيه ،الثاني من ديسمبر " .1851 ،لويس نابليون بونابارت". دي مورني ،وزير الداخلية".
الفصل السابع – رقم ،70الشارع األبيض
أمرا صع ًبا بعض الشيء ألنه زقاق قد يكون العثور على مدينة جيالرد ً مهجور في جزء جديد من المدينة يقع بين شارع الشهداء و الشارع األبيض .لكنني تمكنت من العثور عليه ،وعندما وصلت إلى رقم ، 4 ظهر إيفان من البوابة وحذرني من أن الشرطة تراقب المنزل .ثم أخبرني أن ميشيل دي بورج كان ينتظرني في رقم ، 70شارع بالنش ،على بعد خطوات قليلة .كنت أعلم أن الرقم 70هو المكان الذي يعيش فيه مانين ، الرئيس الشهير لجمهورية البندقية ،لكن االجتماع لم يكن ليُعقد في غرفه. عندما وصلت إلى هناك ،وجهني الحمال إلى الطابق األول ،حيث استقبلت ني امرأة جميلة ذات شعر رمادي اسمها البارونة كوبينز ،كنت قد رأيتها في المجتمع وفي منزلي ،وأدخلتني إلى غرفة الرسم حيث كان ميشيل دي كان بورجيه وألكسندر ري ينتظران ،ويعتبر اآلخر رجل شجاع وكاتب سابق يمتاز بالبالغه .في ذلك الوقت ،كنت أقوم بتحرير صحيفة حاضرا .تصافحنا أنا وميشال وسألني عماً ناشونال ولم يكن ألكسندر راي أخطط لفعله .أجبته" :كل شيء" .اتفق معي .وصل العديد من الممثلين ، بمن فيهم بيير لفرانك ،ولبروس ،وتيودور باك ،ونويل بارفيه ،وأرنولد (دي الريج) ،وديموستينس أوليفييه ،وهو عضو سابق في المجلس ، وشارامول .كان هناك غضب كبير بيننا ،لكننا لم نضيع الوقت في التحدث دون داع .ناقشنا الوضع وتبادلنا األخبار التي تعلمناها .جلب تيودور باك أخبارا من ليون فوشر ،الذي عاش في شارع بالنش .لقد أظهر شارامولي ً ،وهو رجل طويل القامة ببالغة مقنعة كان يصوت عادة مع اليسار ولكنه يجلس مع اليمين ،شجاعة كبيرة منذ البداية ولم يتزعزع أبدًا خالل األيام األربعة من النضال .كان يرتدي عباءة عسكرية من القماش األزرق وكان مسلحاً .كان الوضع مريعاً :اعتقال ستة عشر نائبا ً ،وجميع جنراالت الجمعية ،وشاراس ،الذي كان أكثر من جنرال .تم قمع جميع المجالت ، شا قوامهواحتلت مكاتب الطباعة من قبل الجنود .كان لدى بونابرت جي ً ثمانين ألف رجل يمكن مضاعفته في غضون ساعات قليلة ،بينما لم يكن لدينا شيء .تم خداع الناس ونزع سالحهم ،وكان التلغراف تحت تصرفهم. غطت الفتاتهم جميع الجدران ،لكن لم يكن لدينا أي وسيلة لالحتجاج أو بدء القتال .كان الشخص الذي يقود االنقالب مستعدًا جيدًا ولديه العديد من المزايا على الجمهورية .لقد أثبت الجنراالت األفارقة الذين قادوا الهجوم أنهم جبناء ،لكنهم اتخذوا خطوات العتقال جميع القادة العسكريين والسياسيين الذين يمكنهم معارضتهم .ومع ذلك ،فقد تركنا أنا وجول فافر أحرارا ،ربما ألننا اعتُبرنا مثل المتحدثين أكثر من ً وميشيل دي بورجيه المقاتلين .كانت الخطة أن تتركنا أحياء ولكن بال حول وال قوة ،على أمل تشويه سمعتنا إذا لم نقاوم ونطلق النار علينا إذا فعلنا ذلك .على الرغم من الصعوبات التي تواجهنا ،لم نتردد في التخطيط لخطوتنا التالية .وصل العديد من الممثلين اآلخرين ،وبدأنا في مناقشة ما يجب أن نفعله .اقترحت أن نبدأ القتال على الفور ،دون تأخير .كان اقتراحي أن يرتدي ممثلو اليسار أوشحتهم الرسمية وأن يسيروا سويًا إلى مادلين ،مرددين هتافات مؤيدة للجمهورية والدستور .يجب أن نواجه الجنود بهدوء وعزل ونطالبهم باالنصياع للقانون .إذا استمعوا ،يجب أن نذهب إلى الجمعية ونقيل لويس بونابرت .إذا لم يكن األمر كذلك ،يجب أن نتفرق في جميع أنحاء باريس ،وأن ندعو الناس لالنضمام إلينا ،وأن نبني حواجز لمقاومة الهجوم. سنبدأ بمقاومة دستورية سلمية ،وإذا لم ينجح ذلك ،فسنلجأ إلى األساليب الثورية للدفاع عن حقوقنا .كنت أعلم أنه ليس لدينا وقت نضيعه .قلت إنه سا. عندما يرتكب شخص ما خيانة عظمى ،يجب أن نقبض عليه متلب ً السماح لهم باإلفالت من العقاب مع مرور الوقت هو خطأ كبير .كل دقيقة تمر هي عالمة على الموافقة على جريمتهم .يجب أن نكون حريصين على عدم ترك هذا األمر يصبح حقيقة واقعة .نحن بحاجة إلى اتخاذ إجراءات على الفور! اتفق معي كثير من الناس ،بما في ذلك إدغار كوينيت وبيليتير ودوتري .لكن ميشيل دي بورجيه اختلف .كان يعتقد أننا يجب أن ننتظر ونتحلى بالصبر .وفقا له ،كان هناك خطر من االندفاع إلى األشياء .لقد تم التخطيط لالنقالب ولم يكن الناس مستعدين له .لم يكن بوسعنا االعتماد على الجماهير لتثور في حالة من الغضب حتى اآلن .كنا بحاجة لمنحهم الوقت ليفهموا ويغضبوا .قال ميشيل إن الوضع لم يكن كما كان في عام 1830عندما انتفض الشعب ضد تشارلز العاشر .كان المائتان وواحد وعشرون الذين أزيلوا من السلطة يتمتعون بشعبية ،لكن الجمعية الحالية لم تكن كذلك .يعتقد ميشيل أنه إذا دعم الشعب الجمعية ،فستكون قادرة على التغلب على االنقالب .كنا بحاجة إلى أن نكون حذرين وأال نكون حريصين للغاية على اتخاذ إجراء .إذا هاجمنا القوات على الفور ،فلن يتم إطالق النار علينا إال من دون سبب ،وستفقد العصيان من أجل العدالة قادتها الطبيعيين -نواب الشعب .يعتقد ميشيل أن التأخير المؤقت سيكون مفيدًا .كنا بحاجة إلى التحلي بالهدوء واالنتظار حتى ينتفض الناس .ال يجب أن نحضر أي اجتماعات يعلنها اليمين ألننا سنعتقل .كنا بحاجة إلى أحرارا وفي حالة استعداد .اقترح ميشيل البدء بإعالن المادة 68 ً أن نظل من الدستور ،لكننا كنا بحاجة إلى إيجاد طابعة أوالً .ميشيل كانت لديه خبرة في اإلجراءات الثورية التي كنت أفتقدها .لسنوات عديدة ماضية ، كنت قد اكتسبت معرفة عملية معينة للجماهير .كان مجلس بلدي حكيما. يجب أن يضاف أن كل المعلومات التي جاءت إلينا أعارتني وبدا أنها قاطعة ضد شخص آخر .كانت باريس مكتئبة .غزاها جيش االنقالب بسالم .حتى الالفتات لم يتم هدمها .اتفق جميع الممثلين الحاضرين تقري ًبا ،حتى األكثر جرأة ،مع محامي على االنتظار ليروا ما سيحدث .قالوا ، "في الليل ،سيبدأ اإلثارة" ،واستنتجوا ،مثلي ،أنه يجب إعطاء الناس الوقت ليفهموا .سيكون هناك خطر أن تكون وحيدًا في عجلة من أمره في البداية .ال ينبغي أن نحمل الناس معنا في اللحظة األولى .فلنترك السخط ليزداد شيئًا فشيئًا في قلوبهم .إذا بدأ قبل األوان ،فإن مظاهرنا ستجهض. هذه كانت مشاعر الجميع .أثناء االستماع إليهم ،شعرت باالهتزاز .ربما كانوا على حق .سيكون من الخطأ إعطاء إشارة للقتال عبثا .ما فائدة البرق الذي ال يتبعه الصاعقة؟ لرفع صوت ،للتنفيس عن البكاء ،للعثور على طابعة ،كان هناك السؤال األول .لكن هل ما زالت هناك صحافة حرة؟ جاء الرئيس السابق الشجاع للفيلق السادس ،الكولونيل فوريستر .قال لنا: "اسمع"" .لقد جئت إليكم .لقد تم فصلي .لم أعد أتولى قيادة الفيلق الخاص بي ،لكنني أعينني باسم اليسار ،العقيد السادس .وقّعوا على أمر ، وسأذهب على الفور وأدعوهم إلى السالح .بعد ساعة سيكون الفوج مشيا على االقدام " .أجابني العقيد" :سأفعل أكثر من التوقيع على أمر ، سأرافقك" .واستدرت نحو شارامول ،الذي كان لديه عربة في االنتظار. "تعال معنا" ،قال إ .فوريستير كان متأكدًا من تخصصين رئيسيين في الصف السادس .قررنا القيادة إليهم في الحال ،بينما يجب على ميشيل والممثلين اآلخرين انتظارنا في بونفاليه ،في طريق المعبد ،بالقرب من المقهى التركي .هناك يمكنهم التشاور م ًعا .بدأنا .عبرنا باريس ،حيث بدأ الناس بالفعل في السرب بطريقة مهددة .امتألت الجادات بحشد غير مستقر .كان الناس يمشون جيئة وذهابا ،وكان المارة يقابلون بعضهم البعض دون أي معارف سابقة ،وهي عالمة جديرة بالمالحظة على القلق العام ؛ وتحدثت المجموعات بأصوات عالية في زوايا الشوارع .تم إغالق المتاجر .صاح شارامول" :تعال ،هذا يبدو أفضل" .كان يتجول في المدينة منذ الصباح والحظ بحزن المباالة الجماهير .وجدنا تخصصين في المنزل كان الكولونيل فوريستير يحسب لهما .لقد كانا اثنين من مزارعي الكتان األثرياء ،الذين استقبلونا ببعض الحرج .كان التجار قد تجمعوا عند النوافذ وشاهدونا ونحن نمر بجانبهم .كان مجرد فضول مني الذي قادنا إلى هذا الموقف .ألغى أحد التخصصين رحلة كان يخطط للقيام بها في ذلك اليوم ووافق على مساعدتنا بدالً من ذلك .لكنه حذرنا من أنه يتوقع أن يفوقنا كبيرا .اقترح الكولونيل فوريستير أنه سيحاولً خطرا ً عددنا وأن نواجه التفاوض بسالم مع العقيد الحالي للسادس ،واترين ،لتولي القيادة .غادرنا عربتنا بالقرب من ميناء القديس مارتن وسرنا على طول الشارع لمراقبة الحشد .كان الجادة عبارة عن قطع عميق مع ممرات للمشاة على السدود. عندما اقتربنا ،صعد عمود طويل من المشاة على رأسه قارعو الطبول إلى الوادي .ظل الجنود صامتين ،ولكن يبدو أن وتيرتهم تتباطأ ،وبدا الكثير منهم مترددًا وهم يسيرون بين الحشد .فجأة ،صرخة مدوية "فلتحيا الجمهورية!" اندلعت من الحشد ،ولم يتضح ما إذا كان المقصود به تصفيق ي تعرف عل ّ أم تحد .في تلك اللحظة ،أخبرني شارامول أن الحشد قد ّ بالقرب من برج الماء حيث تمت محاوطتي من قبل الحشود .كانت مجموعة من الشبان يهتفون "فليحيا فيكتور هوغو!" وسألني أحدهم "المواطن فيكتور هوغو ،ماذا عسانا أن نفعل؟" أجبته" :أزلوا ملصقات االنقالب المثير للفتنة وإصرخوا" فليحيا الدستور! " ،سألني عامل شاب "،ولكن ماذا لو أطلقوا النار علينا؟ " فأجبت " ،إذن ينبغي أن تتسلح وتقاوم ".هتف الحشد وواصلت " ،لويس بونابرت متمرد وقد ارتكب العديد من الجرائم اليوم .نحن ،ممثلي الشعب ،نعلن أنه خارج عن القانون ، لكنه بالفعل خارج عن القانون لمجرد حقيقة خيانته .أيها المواطنون ،لديكم بكلتا يديك ؛ خذ حقوقك في يد وبنادقك في اليد األخرى وقاتل بونابرت ". صاح الناس " ،فليحيا فيكتور هوغو!" وطلبت منهم أن يصرخوا " فليحيا الدستور" بدالً من ذلك ،وهذا ما فعلوه .فجأة ،حذرني تاجر من أن أخفض صوتي ألن التحدث بهذه الطريقة يمكن أن يطلق النار .أجبته أنه حتى لو أموت ،فسيكون األمر يستحق العناء إذا أمكن تحقيق العدالة .ثم صاح الحشد " فليحيا فيكتور هوغو!" و " فلتحيا الجمهورية!" لقد شعرت باإلغراء لقيادة الحشد إلى المعركة ،لكن زميلتي شارامول ،نصحتني بعدم القيام بذلك ،مذ ّكرةًني بأن الجميع كانوا غير مسلحين وأن المشاة والمدفعية كانوا في الجوار .لقد دفعتني نصيحته إلى إعادة النظر ،وشعرت بااللتزام بالقرار الذي اتُخذ في اجتماع الشارع األبيض .لم أكن أريد أن أتحمل مسؤولية بدء تبادل إلطالق النار عديم الفائدة.
الفصل الثامن – إنتـهـاك الـغرفـة
في الساعة السابعة صبا ًحا ،الحظت أن جسر بونت دو ال كونكورد كان غا .تم إغالق البوابة الكبيرة لقصر الجمعية ،واستطعت أن أرى من فار ً خالل القضبان أن الجنود كانوا يحرسون الدرج حيث تم إعالن الجمهورية في عام .1848وكان الحمال الذي يرتدي زي الجمعية يقف بجانب باب البوابة الصغير ،سؤال الممثلين عن أسمائهم قبل فتحه .كان يمكن الوصول إلى مقر السيد دوبين دون أي عوائق .قام الحاضرون في المعرض وغرفة الطعام وصالون الشرف بفتح األبواب بصمت كالمعتاد .في وقت سابق من صباح ذلك اليوم ،بعد اعتقال المفتشين السيد أيقظني بيز وليفلو ، الباحث الوحيد المتبقي ،إم دي بانات ،وطلبا مني االتصال بالممثلين في الجمعية .ومع ذلك ،عندما أعدت إجابة إلى بانات ،قلت" :ال أرى أي ضا إلى إلحاح" .في نفس الوقت تقري ًبا ،وصل الممثل جيروم بونابرت أي ً الجمعية .وكان قد استدعى السيد دوبين لقيادة الجمعية ،لكنه رفض قائالً إنه تحت الحراسة .جعل هذا جيروم بونابرت يضحك ألنه لم يقم أحد في الواقع بوضع حارس على باب السيد في وقت الحق ،أشفقوا عليه وعينوا حارسين .وفي المساء ،قامت مجموعة من النواب بينهم السيد التقى يوجين سو وجوريه ودي ريسيغير ودي تلهوت في غرفة إم .دوبين ،لكنهم لم يتمكنوا من إقناعه بتغيير رأيه .وبينما كانوا يتحدثون عنه بصوت عا ٍل ، سار السيد بدا أنه لم يسمع ما كانوا يقولون .دخل عضوان إلى الغرفة مع بينوا (دو رون) وكريستين .ذهب كريستين مباشرة إلى السيد دوبين وسأله " ،سيدي الرئيس ،هل تعرف ما الذي يحدث؟ لماذا لم تنعقد الجمعية بعد؟" أجاب السيد غادر جميع النواب الغرفة ،وبدأت القوات تتجمع في بونت دي ال كونكورد .وكان من بينهم الجنرال فاست-فيموكس ،وهو رجل عجوز وصغير يرتدي زيًا رسميًا كامالً مع وشاح لواء .صرخ صرخات غير مفهومة من الحماس لإلمبراطورية واالنقالب وهو يعبر الجسر. ذكرني هذا باألشكال التي رأيتها في عام ، 1814فقط بدالً من ارتداء زي كبير ثالثي األلوان ،كانوا يرتدون ز ًيا أبيض كبير .في الوقت نفسه طا بمائة رجل يرتدون ،عبر السيد دي الروشياكيلين ساحة الكونكورد محا ً البلوزات .تم تشكيل العديد من أفواج الفرسان في شارع الشانزليزيه الكبير .عند الساعة الثامنة أحاطت قوة قوية بالقصر التشريعي .تم حراسة جميع المداخل واألبواب وإغالقها ،لكن بعض النواب تمكنوا من الدخول عبر الباب الصغير لشارع رو دي بروغونيي ،المسمى بالباب األسود ، والذي ظل مفتو ًحا حتى ظهر يوم الثاني من ديسمبر .كان شارع بورغون مليئًا بالجنود ،وكنت أستطيع رؤيتهم وأنا أسير على طول الطريق .كان ضا بعض الجنود المنتشرين في شارع الجامعة ،لكن لم يمر الكثيرهناك أي ً من الناس .دخلت قاعة المؤتمرات من الباب الواقع في شارع بورغوني ، والتقيت ببعض زمالئي الذين خرجوا لتوهم من مقابلة إم .دوبين .كان هناك الكثير من الناس في القاعة ،بما في ذلك السيد يوجين سو ، ريتشاردت ،فايول ،جوريت ،مارك دوفرايس ،بينوا (دو رون) ،كانيه ،غامبون ،دي أديلسوارد ،كريكو ،ريبيلين ،تيالرد التريس ،رانتيون ،جنرال ليديت ،بولين دوريو ،تشاناي ،بريليز ،كوالس (دي ال جيروند) ،مونيه ،جاستون ،فافرو ،وألبرت دي ريسيغير .تحدثت إلى السيد دي بانات ،وسألته عن مكان نواب الرئيس .أخبرني أنهم كانوا في السجن مع المفتشين اآلخرين .كما أخبرني أنه ال عالقة له باإلهانة التي طا ،وشعرنا جميعًا بنفس تلقاها ،بعدم اعتقاله .كان الجميع غاضبًا وساخ ً االزدراء تجاه لويس بونابرت .كوالس (من جيروند) كان مستا ًء بشكل خاص ،ألنه تحدث للتو إلى إم دي مورني في وزارة الداخلية .أعلن إم. دي بانات أنه دعا إلى عقد الجمعية الساعة الواحدة ،لكننا علمنا أننا ال نستطيع االنتظار كل هذا الوقت .شعر الجميع أن الوقت ينفد ،وكل ساعة تمر كانت تقربنا من االنقالب .بينما كنت أشاهد في صمت ،شعرت بإحساس بالخجل ألنني لم أفعل أي شيء .كان الجنود يقتربون ،وكانوا يغزوون القصر .في كل لحظة ،ظهر المزيد من الجنود عند األبواب المفتوحة سابقًا .ومع ذلك ،فإن النواب المجتمعين في قاعة المؤتمرات ال يزالون آمنين حتى اآلن .كنا نعلم أنه يتعين علينا التصرف بسرعة وعدم إضاعة أي وقت .اقترح أحد زمالئي أن نطلب المساعدة من دوبين ،ممثلنا الرسمي .ذهبنا للبحث عنه ،لكنه لم يكن موجودًا في أي مكان .لقد اختفى مختبئًا في خوف .فجأة دخل شخص غريب الغرفة .كان يرتدي زيا عسكريا ويقدم نفسه على أنه رائد في الفرقة االثنان وأربعون .أمرنا بمغادرة المبنى على الفور .ركض الجميع ،من الملكيين والجمهوريين ، نحوه بغضب .هذا ما قاله الشاهد .تحدث إليه الجنرال ليديت باستخدام أثرا جسديًا .أجاب الضابط بعصبية" :أنا أقوم بواجبيكلمات قاسية تركت ً ،وأنا أتبع أوامري" .وصفه ليدي بأنه أحمق العتقاده أنه يقوم بواجبه ووغد الرتكابه جريمة عن عمد .سأل الضابط عن اسمه ،لكن الضابط رفض ذكره .هدد ليدت بالتدخل بالقوة ،وغادر الضابط ليحصل على أوامر من وزارة الداخلية .وانتظر النواب بقلق وشعروا وكأن حقوقهم تنتزع من خالل العنف .عاد أحدهم وحذرهم من أن سريتين من الدرك المتنقل كانتا يحمالن أسلحة في أيديهما .اقترح مارك دوفريسي أن يبقوا في مكانهم وينتظروا حدوث االنقالب وهم ال يزالون جالسين .اقترح أن ينتقلوا إلى غرفة الجلسات لتقديم مثال حقيقي ودرامي للـ برومير ثمانية عشر .ذهبوا جميعًا إلى قاعة الجمعية ووجدوا أن الطريق واضح .لم يكن الجنود قد استولوا على غرفة كازيمير بيرير بعد ،لكن كان هناك حوالي ستين منهم .ارتدى بعضهم أوشحة رسمية .دخلوا القاعة بعناية .بمجرد الوصول إلى هناك ،اقترح السيد دي ريسيغييه أن يجلسوا جميعًا معًا على الجانب األيمن ،لكن مارك دوفرايس عارضه وقال إنه يجب أن يجلسوا في أماكنهم المعتادة .تبعا لذلك ،انتشروا في جميع أنحاء القاعة .جلس مونيه على أحد المقاعد السفلية في يسار الوسط وحمل نسخة من الدستور. ظل الجميع صامتين لعدة دقائق ،ينتظرون بترقب اتخاذ إجراءات حاسمة وأزمات أخيرة ،ويستمعون إلى آخر تعليمات ضميرهم .فجأة ،ظهر جنود من الدرك المتنقل ،بقيادة ضابط برتبة نقيب بسيفه ،على الباب وانتهاكوا قاعة الجمعية .وقف جميع النواب في نفس الوقت وهم يهتفون "فلتحيا الجمهورية"! باستثناء ممثل واحد اسمه مونيه ،ظل واقفا وأمر الجنود بالتوقف بصوت عال .كان الجنود يغلقون مدخل الجانب األيسر من الغرفة ،لكنهم لم يذهبوا أبعد من ذلك .قرأ مونيه المواد 36و 37و 68من الدستور ،والتي تنص على أن النواب مصونون ،وسيتم عزل الرئيس إذا ارتكبوا الخيانة .استمع الجنود بصمت .ثم تحدث ممثل آخر يدعى أديلسورد إلى الجنود قائالً إن الرئيس خائن وأنهم ينتهكون الحيز المقدس للنواب .أمر أديلسورد الجنود بالمغادرة باسم الدستور والقانون .فجأة وصل الرائد المسؤول عن الدرك المتنقل وطلب من النواب المغادرة أو الطرد .وطالب النواب بمعرفة من أعطى األوامر ،وعرض عليهم الرائد ورقة موقعة من "فورتول وزير البحرية" .منع الجنرال ليديت الرائد من وضع الورقة جانبا ً ،وقرأها العديد من النواب .تحدث مارك دوفرايس إلى مجموعة الجنود المسماة جندارمس موبايل ،وأخبرهم أن وجودهم في القاعة كان عمالً من أعمال الخيانة ،وعليهم المغادرة على الفور .لكن الجنود ترددوا .فجأة ،ظهرت مجموعة أخرى من الجنود من الباب األيمن ،وبنا ًء على إشارة القائد" :تقدموا إلى األمام وأخرجوهم كلهم" فتقدموا إلى األمام وهم يصرخون مطالبين بإخراج الجميع من القاعة .أدى هذا إلى قتا ل عنيف بين الجنود والمشرعين .غزا الجنود المسلحين بالبنادق مقاعد مجلس الشيوخ وأزالوا بالقوة ريبيلين وتشاناي ورانتيون وآخرين من مقاعدهم .طارد جنديان مارك دوفريسي ،وطارد اثنان آخران غامبون. كان هناك صراع على المقعد األول لليمين ،حيث قاوم بولين دوريو بقوة ،واحتاج إلى ثالثة رجال لسحبه من مقعده .تم إلقاء مونيه على مقاعد المفوضين ،وتم االستيالء على أديلسورد من الحلق وإلقائه خارج القاعة. ريتشاردت ،وهو رجل ضعيف ،تم إلقاؤه وعامل بوحشية .حتى أن البعض تعرض للوخز بالحراب ،وتمزق مالبس الجميع تقريبًا .وأمر القائد العسكريين بـ "خلعهم" مما أدى إلى عزل ستين نائبا عن الشعب من مقاعدهم .أكمل هذا اإلبعاد القسري الخيانة ،ألن األداء الجسدي كان سيئًا مثل األداء األخالقي .كان آخر ثالثة أشخاص خرجوا هم فايول وتيالرد التريس وبولين دوريو .ساروا عبر باب القصر الكبير ووجدوا أنفسهم في ساحة بورجوني .هناك ،رأوا الفوج 42من الخط تحت قيادة العقيد غارديرينز ،مع قطعة من المدفعية موجهة إلى الجمعية ،و صيادو فينسينز يحملون أسلحتهم في مكان قريب .وعندما اقتربوا ،رأوا ثالثة رجال معتقلين كانوا من األغلبية ،النواب توبيه دي فين رادوب ،والفوس ،وآربي ،وهم يناضلون ويصرخون " ،يعيش الدستور! تعيش الجمهورية!" تعرف ممثلو اليسار الثالثة على زمالئهم وطالبوا باإلفراج عنهم ،لكن الكولونيل غارديرينز قطعهم وهددهم بالضرب بنهاية بندقية إذا لم يلتزموا الصمت .ثم قام العقيد باعتقال فايول ودوريو وتيالرد التريس وأمر الجنود بنقلهم إلى حراسة القصر .أثناء مرافقتهم إلى منزل الحراسة ،التقى السجناء الستة بثالثة من زمالئهم ،النواب يوجين سو ،تشاني ، وبينويست (دو رون) .طالب يوجين سو الضابط باإلفراج عن زمالئهم ، ضا .تم نقلهم إلى غرفة لكن الضابط رفض ،واعتقل يوجين سو وزمالئه أي ً الحراسة بوزارة الخارجية ثم بعد ذلك إلى ثكنات كواي دورساي .في الليل ،جاءت شركتان من الخط لنقلهم إلى وجهتهم النهائية .ووضعهم القائد بين جنوده وحذرهم بأدب من أن بنادق رجاله كانت محملة .دفع الجنود النواب عبر جميع المخارج بطريقة غير منظمة .خرج بعض النواب من شارع رو دي بورغونيي بينما تم جر البعض اآلخر عبر "قاعة الخطوات المفقودة" باتجاه الباب المتشقق المقابل لبونت دي ال كونكورد .يحتوي "قاعة الخطوات المفقودة" على غرفة تقاطع تؤدي إلى "درج المكانة العالية" ،والعديد من األبواب ،وباب زجاجي كبير للمعرض يؤدي إلى شقق رئيس الجمعية .أطلق الجنود سراح النواب بمجرد وصولهم إلى غرفة التقاطع هذه .بدأ النائبان كانيه وفافريو في الحديث ،وتشكلت مجموعة حولهما .صرخوا عليهم بالبحث عن دوبين وسحبه إلى هناك إذا لزم األمر .فتحت المجموعة الباب الزجاجي واندفعت إلى الرواق حيث عثروا ع لى السيد دوبين في مكتبه .كان السيد قاد النائبان كانيه وفافريو حوارا مع إم .دوبين .استدعوا الرئيس ليضع نفسه علىً المجموعة وأجروا رأسهم ويعود إلى القاعة معهم ،رجال األمة ،منذ أن سقطت الجمعية ساجدة وأصبح القانون سجينًا .شعر هذا الرجل ،دوبين ،أنه أطلق سراحه .رفض السيد دوبين بشدة االمتثال وتمسك بموقفه ،متمس ًكا بحجته بأنه ال شيء .خلط العبارات القانونية واالقتباسات الالتينية ،كما لو كان ً عاجزا. يحاول الظهور بمظهر الثقة .سأل عما يمكن أن يفعله ،ألنه كان وشدد على أن القوة تصحح ،ويفقد الناس حقوقهم عندما تكون هناك قوة. واقترح عليهم اتباع النظام الجديد والخضوع لقانون الضرورة ،ولكن ليس لقانون الحق .واعترف النواب بأنه ال يفهم إال القوة ،فاستخدموها ضده ، ووضعوا وشا ًحا حول رقبته وجروه نحو القاعة ،رغم صرخاته من أجل الحرية .واجهوا جنودًا عند األبواب الخضراء ،وتدخل العقيد إسبيناس وقائد الدرك .كشف جيب القائد عن أعقاب مسدسين .بدا الكولونيل والقائد شاحبين ،بينما بدا السيد دوبين غاضبًا .سيطر الخوف على كال الجانبين. خاف السيد دوبين من العقيد ،وخلف شخصية العقيد المضحكة والمثيرة للشفقة ،رأى شب ًحا مرعبًا ،جريمته الخاصة ،مما جعله يرتجف .في كتابات هوميروس ،يظهر األعداء خلف ثيرسيت ،و السيد دوبين وحثه النائب غامبون على التحدث وأكد له أن اليسار لن يقاطعه .وبكلمات النواب من خلفه وأمامه حراب الجنود ،تحدث الرجل التعيس .ومع ذلك ،لم يستطع أحد فهم ما تمتم به لرجال الدرك في هذه اللحظة الحرجة للغاية لرئيس الجمعية السيادية لفرنسا .أولئك الذين سمعوا اللقطات األخيرة لهذا الجبن المحتضر حاولوا تنظيف آذانهم .يُزعم أنه تلعثم بشيء مثل " ،لديك القوة والحراب ؛ أنا أستدعي الحق وأتركك .يشرفني أن أتمنى لك يو ًما سعيدًا ".رحل فسمحوا له بالمغادرة .أثناء مغادرته ،استدار وتمتم ببضع كلمات أخرى لن يجمعها التاريخ في سلة جمع القماش. الفصل التاسع – نهـاية أسوأ من المـوت كان من دواعي سرورنا أن ننسى أمر هذا الرجل الذي شغل منصب رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية المحترم لمدة ثالث سنوات ،لكنه كان مجرد خادم لألغ لبية .في لحظاته األخيرة ،انحنى حتى أقل مما كنا نعتقد. طوال فترة وجوده في الجمعية ،كان يتصرف كخادم ،وفي النهاية ، تصرف كمساعد مطبخ متواضع .جعلنا سلوكه تجاه الشرطة عندما قدم صا ما كان يقاومساخرا نشك في صدقه .قال جامبيون إن شخ ً ً احتجا ًجا طا في جريمة ويعرف كل شيء .ومع ذلك ،ال نعتقد كما لو كان متور ً أن هذه الشكوك عادلة .لم يكن السيد دوبين يعرف أي شيء عنها .ليس من المنطقي لمن يقف وراء االنقالب محاولة إقناعه باالنضمام إليهم ، ألنه لم يكن فاسدًا ولم يكن هناك سبب لدفعه .أحيانًا يتورط الناس في األشياء دون أن يُسأل وا ،بدافع الخوف أو الجبن .ذهب دوبين إلى مكتبه ليتجنب من يتبعه ،وتمنى لو يتركوه وشأنه .في الحقيقة ،كانوا يعذبونه عا .لم يكن سعيدًا حقًا حيال ذلك وقال إنهم طوال اليوم لمحاولة جعله شجا ً يعاملونه أسوأ من الشرطة .جاء المسؤولون إلى مكتبه وكتبوا ما حدث ،حتى يتم كنوا من االحتفاظ بسجل له .طلبوا من الرئيس التوقيع على المحضر ،لكنه لم يرغب في ذلك.
الفصل العاشر – الـبـاب األسـود
السيد دوبين شخص فظيع ،لكنه حصل فيما بعد على وظيفة جيدة كمدعي عام في محكمة االستئناف .لقد فعل شيئًا سيئًا لكونه أدنى نوع من األشخاص بدالً من لويس بونابرت .وتستمر القصة بالحكاية عن نواب اليمين الذين ارتبكوا بعد االنقالب .ذهبوا إلى منزل السيد دارو ألنه كان ضا أحد رؤساء نادي الهرم ،الذي دعم سياسة نائب رئيس الجمعية وأي ً طا له .عاش السيد دارو في اإلليزيه لكنه لم يعتقد أن االنقالب كان مخط ً رقم ، 75شارع ليل .في حوالي الساعة العاشرة صبا ًحا ،اجتمع حوالي مائة من هؤالء النواب في منزل السيد دارو وقرروا محاولة الدخول إلى القاعة حيث عقدت اجتماعات الجمعية .يفتح شارع ليل على شارع رو دي بورغونيي ،والذي يقع تقريبًا مقابل الباب الصغير المسمى الباب األسود الذي يؤدي إلى القصر .ساروا نحو الباب مع السيد دارو يقود الطريق .ساروا أذرعهم في أذرعهم وفي مجموعات من ثالثة أفراد. كان بعض هم يرتدي أوشحة رسمية لكنهم خلعوه فيما بعد .كان الباب األسود يحرسه اثنان فقط من الحراس واندفع بعض الممثلين ،بما في ذلك السيد كيردرل ،نحوه لمحاولة المرور .أُغلق الباب واندلع صراع بين النواب ورجال الشرطة الذين جاءوا للمساعدة .لوى أحد الممثلين معصمه .في غضون ذلك ،تقدمت مجموعة من الجنود باتجاه النواب. أوقفهم السيد دارو ،وباعتباره نائبًا لرئيس الجمعية ،طلب منهم إلقاء أسلحتهم والسماح للممثلين بالمرور كممثلين عن الشعب ذي السيادة وفقًا فورا ،موض ًحا أن أمرا بتطهير الشارع ًللدستور .وأصدر قائد الكتيبة ً المجلس لم يعد منعقدًا .وادعى أنه ال يعرف من هم نواب الشعب ،وهدد باستخدام القوة إلجبارهم على المغادرة إذا لم يذهبوا طواعية .ورد السيد دارو بالقول إنهم لن يغادروا إال إذا أجبروا على ذلك .واتهم السيد دي كيردرل الضابط بارتكاب الخيانة العظمى .ثم أمر الضابط الجنود بالهجو م ،وتقدموا بتشكيل ضيق ،مما تسبب في لحظة ارتباك وشبه تصادم .تم دفع النواب بالقوة والتراجع إلى شارع دي ليل .سقط بعضهم ضا ،ودحرج الجنود عناصر من اليمين في الوحل .تم ضرب السيد أر ً عضوا في اللجنةً ايتيان بعقب بندقية على كتفه .بعد أسبوع ،أصبح االستشارية وأعرب عن موافقته على االنقالب ،بما في ذلك العنف الذي تعرض له .عادوا إلى منزل السيد دارو وعلى طول الطريق التقوا ببعض الناس واكتسبوا أعضاء جدد .خاطب السيد دارو المجموعة وأبلغهم أنهم لم يتمكنوا من دخول القاعة ألن الرئيس خذلهم ،وبدالً من ذلك ،يمكنهم استخدام منزل ه كقصر للجمعية .قادهم إلى غرفة فسيحة استقر فيها ممثلو اليمين .كانت المحادثات األولية صاخبة إلى حد ما ،لكن السيد دارو ذ ّكرهم بأن الوقت جوهري ،وأنهم بحاجة إلى التركيز .كانت الخطوة األولى هي عزل رئيس الجمهورية على أساس المادة 68من الدستور. اجتمع ممثلون من حزب بورغريفز حول طاولة لصياغة اإلفادة .وبينما كانوا على وشك قراءتها ،أعلن ممثل كان قد وصل لتوه أن شارع دي ليل ممتلئ بالقوات ،وأن المنزل محاصر .كان عليهم التصرف بسرعة .اقترح السيد بينوا-دازي أن يذهبوا جميعًا إلى مايري في الدائرة العاشرة لمناقشة األمور تحت حماية الفيلق العاشر للجنرال لوريستون. بما أن منزل السيد دارو كان له باب صغير في الجزء الخلفي من الحديقة ضا ،قرر معظم النواب الخروج من هذا الطريق .كان السيد دارو أي ً على وشك مالحقتهم ،لكنه بقي هو وعدد قليل من اآلخرين في الغرفة عندما جاء نقيب وأبلغ السيد دارو أنه سجينه .سأل السيد دارو عن المكان الذي من المفترض أن يذهب إليه ،فأجاب القبطان أنه يجب مراقبته في منزله ،الذي كان اآلن تحت االحتالل العسكري .لهذا السبب ،لم يتمكن السيد دارو من حضور االجتماع في ميري الدائرة العاشرة .سمح الضابط للسيد أوديلون بارو بمغادرة المنزل.
الفصل الحادي عشر – محكمــة العــدل العليــا
نظرا ألن كل شيء كان يحدث على الجانب األيسر من النهر ،لوحظ رجل ً يتجول في "قاعدة الخطوات المفقودة" في قصر العدل في وقت الظهيرة تقريبًا .كان يرتدي معطفا ويبدو أن لديه عدد قليل من الناس يتبعونه من م سافة بعيدة ،والذين بدوا مريبين بما يكفي لجعل المارة غير مرتاحين .لم يكن من المؤكد ما إذا كان هؤالء األشخاص مساعدين للشرطة أم لصوص. كان الرجل الذي يرتدي المعطف يتجول من مكان إلى آخر ويتبادل اإلشارات مع من يتبعه .ثم عاد إلى القاعة الكبرى ،حيث استجوب المحامين والمحامين والموظفين والكتبة والحاضرين بنبرة صامتة دون أن يسمعهم أحد .أجاب البعض بـ "نعم" ،بينما أجاب البعض اآلخر بـ "ال" .استمر الرجل في التجول في قصر العدل كما لو كان يبحث عن شيء بنفس كثافة ضا في شرطة أرسنال .ما الذي كان يبحث عنه؟ كلب الصيد .كان مفو ً محكمة العدل العليا .ماذا كانت تفعل محكمة العدل العليا؟ كان يختبئ .لماذا؟ هل كان للحكم على شخص ما؟ كان الجواب نعم وال .تلقى مفوض شرطة المدفعية تعليمات من قبل المحافظ موباس في ذلك الصباح بالبحث عن موقع محكمة العدل العليا ،في حال احتاجت لالنعقاد .ومع ذلك ،اعتقد المفوض عن طريق الخطأ أن المحكمة العليا هي نفسها مجلس الدولة وذهبت أوالً إلى كادي دورسيه .بعد أن لم يجد شيئًا هناك ،ذهب المفوض إلى قصر العدل ،معتقدًا أنه قد يجد العدالة هناك .لكنه لم ينجح في العثور على ما كان يبحث عنه وترك خالي الوفاض .كانت المحكمة العليا قد انعقدت ، ولكن أين وكيف؟ في الوقت الذي يتم وصفه ،قبل إعادة بناء المباني القديمة في باريس ،كان من الممكن الوصول إلى قصر العدل من خالل درج غير كبير جدًا يسمى كور دي هارالي .أدى ذلك إلى رواق طويل يسمى غاليري ميرشير .في منتصف الردهة ،كان هناك بابان .الباب األيمن يقود إلى محكمة االستئناف ،والباب على اليسار يقود إلى محكمة النقض .فتح الباب مؤخرا ويعمل اآلن ً األيسر لمعرض قديم يسمى سانت لويس ،تم ترميمه كغرفة انتظار للمحامين في محكمة النقض .كان تمثال خشبي لسانت لويس يقع مقابل المدخل .على يمين التمثال ،كان هناك مدخل يؤدي إلى رواق متعرج ينتهي بنوع من ممر مسدود يبدو أنه مغلق ببابين مزدوجين .على الباب إلى اليمين ُ ،كتبت عبارة "غرفة الرئيس األول" ،وعلى الباب األيسر " ،قاعة المجلس" .بين هذين البابين ،تم إنشاء ممر ضيق ومظلم لراحة المحامين الذين ينتقلون من القاعة إلى الغرفة المدنية .ووصف أحدهم هذا الممر الضيق بأنه مكان "يمكن فيه ارتكاب كل جريمة دون عقاب" .إذا ترك أحدهم غرفة الرئيس األول جانبًا ودخل الباب المسمى "قاعة المجلس" ،فسيجد نفسه في غرفة كبيرة مؤثثة بطاولة ضخمة على شكل حدوة حصان ومحاطة بكراسي خضراء .في نهاية تلك القاعة ،التي كانت تستخدم في عام 1793كقاعة لهيئات المحلفين ،كان هناك باب في الحائط .أدى هذا الباب إلى ردهة صغيرة ببابين آخرين ،أحدهما يؤدي إلى غرفة رئيس الغرفة الجنائية ،واآلخر إلى غرفة االنتعاش .هاتان الفكرتان ،الموت والعشاء ،كانت موجودة من ذ قرون .أغلق باب آخر نهاية هذا اللوبي ، مؤديًا إلى مكتبة محكمة النقض ،وهي غرفة مربعة كبيرة بها نافذتان تطالن على الفناء الداخلي لـ سونسيرجي .كانت الغرفة تحتوي على عدد قليل من الكراسي الجلدية ،وطاولة كبيرة مغطاة بقطعة قماش خضراء ،والكثير من كتب القانون التي تبطن الجدران من األرض إلى السقف .كانت هذه الغرفة هي األكثر عزلة واألفضل مخبأة في القصر .في الثاني من ديسمبر ،نحو الساعة الحادية عشرة صبا ًحا ،وصل العديد من الرجال الذين يرتدون مالبس سوداء إلى هذه الغرفة .كانت محكمة العدل العليا ،مؤلفة من سبعة قضاة ،بينهم رئيس وأربعة قضاة ومساعدان ،كان هؤالء الرجال مضطربين ومذهلين وهم يهزون رؤوسهم ويتهامسون معا ،تختارهم محكمة النقض من بين أعضائها وتجدد كل عام .في ديسمبر ، 1851تم تعيين سبعة قضاة للعمل في المحاكمة .تم تسمية هؤالء القضاة هارديون و باتايل و مورو و ديالبا لم و كوتشي و غرانديت و قيسنو .وكان آخر اثنين من المساعدين .على الرغم من عدم معرفتهم جيدًا ،إال أن لديهم بعض سا لغرفة الديوان الملكي في باريسالخبرة .كان السيد كوشي في السابق رئي ً ،وكان شقيقًا لعالم رياضيات عمل على الموجات الصوتية .كان السيد ديالبالم محام ًيا عا ًما وشارك في محاكمات صحفية في إطار الترميم .كان السيد باتاي نائبًا للمركز في عهد ملكية يوليو .كان السيد مورو (من نهر جديرا بالمالحظة ألنه حصل على لقب لتمييزه عن السيد مورو آخر ً السين) ضا لقبًا لتمييزه عن السيد مورو (من(من ميرث) ،الذي كان قد أُعطي أي ً نهر السين) .كان المساعد األول ،السيد غرانديت ،الرئيس السابق للغرفة في باريس .كان معروفًا بعدم وجود آراء شخصية أو فردية .كان المساعد الثاني ،السيد قيسنو ،رجالً من العديد من االنتماءات السياسية ،بما في ذلك الليبرالي والمحافظ والموظف العام .وكان قد حصل على منصبه كعضو في غرفة الجنايات بمحكمة النقض من خالل أدواره المختلفة .كان معروفًا بكونه أحد أكثر األعضاء صرامة .كانت أحداث 1848قد أزعجت إحساسه بالعدالة ،واستقال بعد 24فبراير لكنه لم يستقيل بعد الثاني من ديسمبر .كان السيد هاردوين ،رئيس المحكمة العليا ،رجالً متدينا ً و جانسيني صارم .كان معروفًا بكونه "قاض ًيا صار ًما" وعاش في بورت رويال .كان ينتمي إلى عرق البرلمانيين القدامى في ماريه ،الذين اعتادوا ركوب البغال إلى قصر العدل .منذ ذلك الحين ،خرج البغل عن الموضة ،لكن الرئيس هاردوين كان ثابتًا في ضميره تما ًما كما كان في وسيلة النقل الخاصة به .و في صباح الثاني من ديسمبر ،وصل رجالن إلى منزل السيد هاردوين ،رقم ، 10شارع كوندي .كان أحد الرجال السيد باتاييل ،الذي عرض مساعدته على السيد الرجل اآلخر كان محاميا ً مشهورا ً اسمه مارتن من ستراسبورغ .كانت أول فكرة لمارتن عند قراءته عن االنقالب هي للمحكمة العليا .أخذ السيد هاردوين مع السيد باتاي إلى غرفة قريبة ثم تحدث مع مارتن على انفراد .عندما طلب مارتن من السيد هاردوين عقد المحكمة العليا ،أجاب السيد هاردوين أنه بحاجة إلى التشاور مع زمالئه أوالً .وأكد لمارتن أن المحكمة العليا "ستؤدي واجبها" ،لكنها ستعقد إما "اليوم أو مشيرا إلى أن سالمة الجمهورية والبلد ً غدًا" .انزعج مارتن من هذا الرد ، تعتمد على إجراءات المحكمة العليا .وحث السيد هاردوين على تذكر مسؤوليته الكبيرة .محكمة العدل العليا هي هيئة تعمل بسرعة وكفاءة كبيرين .وكما قال مارتن من ستراسبورغ بحق ،فإن العدالة دائ ًما هي ملك اليوم ،وال تضيع المحكمة أي وقت في أداء واجباتها .حتى أن مارتن عرض مساعدة السيد هاردوين في أي عمل نشط يجب القيام به ،لكن السيد هاردوين رفض العرض ودعا بدالً من ذلك إلى عقد اجتماع مع السيد باتييل. كان من المقرر عقد االجتماع في الساعة الحادية عشرة في قاعة المكتبة ، ولهم الفضل في ذلك ،وصل جميع القضاة في الوقت المحدد .في الساعة الحادية عشرة والربع تم تجميعهم جمي ًعا .وصل السيد باتييل األخير .جلسوا