Professional Documents
Culture Documents
1
الناس ،فيما هو لله ليقِّرّ ب تقادم وذبائح عن اخلطايا فيها ك ّّل يوم كيف منوت معه لنحيا معه ،عبر خروج
في إمكانه أن ُُيشفق على الذين يجهلون ويضّلّون لكونه من الذات من دون كلل إلى حيث يدعونا ،ومواجهة
هو ً
أيًضا متل ّّب ًًسا بالضعف ،ولهذا يجب عليه أن ُُيقِّرّ ب سقوطنا بالنهوض مج ّّد ًًدا باسمه ،والتقاط فتات اخلبز
عن اخلطايا ألجل نفسه كما يقِّرّ ب ألجل الشعب .وليس النازل من عن مائدته ،والثقة بغلبته من أجلنا ومع ّّيته
أحد يأخذ لنفسه الكرامة بل ََمن دعاه الله كما دعا لنا حّتّى انقضاء الدهر ،واإلميان بوعوده لنا واالّتّكال
مُيمّجد نفسه ليصير رئيس كهنة هرون .كذلك املسيح لم ّ عليه في ك ّّل شيء.
َ
بل الذي قال له« :أنت ابني وأنا اليوم ولدُتَُك» ،كما هذا كّلّه مسار تدريب دائم وتر ّّيض مستم ّّر،
يقول في موضع آخر« :أنت كاهن إلى األبد على رتبة شاّقّ وجا ّّد ،مفعم بالرجاء ،عبر إبحار إلى العمق ال
ملكيصادق». يك ّّل حّتّى الفوز بالصيد الثمني ،ونستحيل إلى ص ّّيادي
الناس ،جنمعهم بشباك الكلمة اإلله ّّية ،ونرفعهم إلى
اإلجنيل :مرقس ٣٨-٣٤ :٨و١ :٩ سفينة الكنيسة ،ونغسلهم مباء املعمود ّّية ،ونرعى
ـــــــــــــــــــ
مواهبهم املعطاة لهم بالروح القدس ،ونفرح معهم
الرّب :من أراد أن يتبعني فليكف ْْر بنفسه قال ّ باشتراكنا م ًًعا في العجل املس ّّمن ،ونخدمهم خدمة
ويحمل صليبه ويتبعني ،ألّنّ ََمن أراد أن يخّلّص َ
نفَسه
العبد األمني على وكالته ،ونكون معهم تالميذ ليسوع
ُُيهلكها ،و ََمن أهلك نفسه من أجلي ومن أجل اإلجنيل حاملني صليبه برجاءّ ،
الرّب املقبولة،
بَسنة ّونبّشر معهم َ
يخّلّصها .فإّنّه ماذا ينفع اإلنسان لو ربح العالم كّلّه
للرّب بني أترابنا.
ونصير معهم شهو ًًدا ّ
وخسر نفسه ،أم ماذا يعطي اإلنسان فداء عن نفسه؟
عسانا ،بهذا ،نصير في مع ّّية مع يسوع
ألّنّ من يستحيي بي وبكالمي في هذا اجليل الفاسق
ومع أترابنا بآن ،في مسيرة صيرورة يلتحق بها ََمن
اخلاطئ يستحيي به ابُنُ البشر متى أتى في مجد أبيه
تل ّّقى دعوة يسوع أو ََمن ُُأرسلنا إليهم لنخاطبهم بها
مع املالئكة الق ّّديسني .وقال لهم :احلّقّ أقول لكم إّنّ ونعيشها معهم .أال ِ
رّب أن نرتضي نيرك أعِطنا يا ّ
قو ًًما من القائمني ههنا ال يذوقون املوت حّتّى يروا
الهنّين وما اقترن به من تضحية ،ونقبل حملك اخلفيف
ملكوت الله قد أتى بق ّّوة.
وما اقترن به من رجاء ،شاكرين ومس ّّبحني إ ّّياك مع
أن نذكر الفقراء ك ّّل مختاريك على مدى األدهار.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ +سلوان
يحصر بعض الباحثني األكادمي ّّيني ،وغيرهم متروبوليت جبيل والبترون وما يليهم
ّّممن يتبعونهم في أفكارهم ،خدمة بولس الرسول في (جبل لبنان)
شخًصا ،أيً كرازة الكلمة .يقولونّّ ،مما يقولون ،إّنّ
بولس الرسول نفسه ،يحتّلّه كّلّه أّنّ املسيح سيأتي الرسالة :عبران ّّيني ١٦-١٤ :٤و٦-١ :٥
ثاني ًًة عن قريب ،ال ميكن أن يسمح لشيء أن يصرفه ـــــــــــــــــــ
املسّطر هنا هو واحد ّ عن خدمة الكلمة .هذا العنوان يا إخوة إذ لنا رئيس كهنة عظيم قد اجتاز
من اإلشارات البليغة إلى أّنّ الرسول كان ،في تعليمه فلنتمّسك باالعتراف ،ألّنّ
ّ السماوات ،يسوع ابن الله،
الكنائس ،يريد للناس خالصهم بأن يذكروا أب ًًدا أن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر على أن يرثي ألوهاننا بل
يخدموا الفقراء (غالطية .)١٠ :٢ مجَّرّ ب في ك ّّل شيء مثلنا ما خال اخلطيئة .فلُنُقبل إ ًًذا
الذين قرأوا إرث بولس ميكنهم أن يذكروا بثقة إلى عرش النعمة لننال رحمة وجند ثقة لإلغاثة في
أمثل ًًة عديد ًًة تبنّين ح ّّبه للفقراء الذين يس ّّميهم هنا أوانها .فإّنّ ك ّّل رئيس كهنة مّتّخذ من الناس يقام ألجل
2
بيسوع في مجتمع حتكمه يهود ّّية مجنونة ال تؤمن ّ
إّال مثًال :رومية ٢٥ :١٥و.)٢٦ وهناك ق ّّديسني (أنظر ً
بذاتها ،يعني أن متوت .انبرى بولس ض ّّد هذه اجلرمية املسّطرة في العنوان (أن نذكر الفقراء) ّ ولكّنّ العبارة
اجلماع ّّية التي تع ّّرضت لها الكنيسة األ ّّم .ماذا فعل؟ ً
تأتي ،في موقعها ،دليًال دامًغًا على أّنّ الرسول هو،
طلب من الكنائس في العالم أن تتب ّّرع كّلّها للق ّّديسني في ك ّّل شيء ،ملتصق بكنيسة الله التي من تكليفها أن
الرّب .قال حرفًّي�ًا« :وأ ّّما
في اجتماع يوم األحد ،يوم ّ تخدم الفقراء« .أن نذكر الفقراء» ليست هي كلمة بولس
أوصيُت كنائسُ من جهة اجلمع ألجل الق ّّديسني ،فكما أصًال ،بل هي كلمة يعقوب وصفا (بطرس) ويوحّنّا ً
ّ
أيًضا .في كّل أ ّّول أسبوع، غالطية ،هكذا افعلوا أنتم ً إلى بولس ورفيقه في الكرازة برنابا .دعونا نسترجع
تيّسر ،حتى ليضع ك ّّل واحد منكم عنده ،خازًنًا ما ّ بسرعة الكلمة كما وردت في سياقها .يقول بولس« :فإذ
جئُت ال يكون جمع حينئذ .ومتى حضرت ،فالذين إذا ُ علم بالنعمة املعطاة لي يعقوب وصفا ويوحّنّا املعت ََبرون
تستحسنونهم أرسلهم برسائل ،ليحملوا إحسانكم إلى أّنّهم أعمدة ،أعطوني وبرنابا ميني الشركة ،لنكون نحن
أورشليم» (١كورنثوس .)٣-١ :١٦ماذا يعني هذا؟ لألمم ،وأ ّّما هم فللختان .غير أن نذكر الفقراء .وهذا
يعني أّنّه كان يرى أّنّ خدمة الفقراء نبعها عبادة الله اعتنيُت أن أفعله» ( ٩ :٢و.)١٠
ُ كنُت
عينه ُ
التي تقوم على ح ّّبه واإلميان به وقبوله كلم ًًة وقرابني. الحظوا .يذ ّّكر السياق بنهاية األزمة الالهوت ّّية
احلّج إلى الله يتبعه هذه هي رسمة بولس في اخلدمةّ : األولى التي عرفتها الكنيسة الناشئة .يذ ّّكر بالنقاش
حّج إلى احملتاجني .اخلدمة تنشئ اخلدمات.ّ الذي جرى حول قبول املهتدين إلى اإلميان من األمم.
هذا جعله ،في تعليمه املؤمنني ،يدفعهم إلى أن كان هناك في الكنيسة ََمن يقول إّنّ على املهتدي جدي ًًدا
ينبذوا الكسل واجلشع والظلم .ال مسيح ّّية صحيحة أن يختنت قبل أن يعتمد ،أي أن مي ّّر بالعهد القدمي أ ّّو ًًال.
ال ينتج فيها اإلنسان أو يكتفي فيها اإلنسان بنفسه. بولس كان ينادي أّنّ اخلتان والغرلة ال ينفعان ،بل
ال مسيح ّّية من دون مح ّّبة للناس .ال مح ّّبة صادق ًًة لله اخلليقة اجلديدة (غالطية ٦ :٥و ،)١٥ :٦أي يقول إّنّ
ال مت ّّر مبح ّّبة القريب .الذين يقولون إّنّ بولس كان املهتدين ميكنهم أن ينضووا إلى الكنيسة باملعمود ّّية،
مشغو ًًفا مبجيء يسوع ثاني ًًة ،وهذا صحيح ،يجب أن إّال مبا هو مّتّفق عليه جماعًّي�ًا. من دون أن ُُيلَزَموا ّ
يقولوا ،في آن ،إّنّ اإلميان بهذا اجمليء ذاته هو ثورة انتصر احلّقّ .ث ّّم يكشف السياق أّنّ بولس ،قبل هذا
على املوت في مظاهره جمل ًًة (اجلوع وما إليه) .هذا مثًال:كّلّه ،كان يذكر الفقراء في حّلّه وترحاله (أنظر ً
وعد املسيح ،الذي يحيا في بولس ،أّنّ الذين له في أعمال الرسل .)٣٥-٣٣ :٢٠ ،٣٠-٢٧ :١١
األبد هم الذين يخدمون حياته هنا في األرض. ال أجتاوز ما يقوله الباحثون والذين يتبعونهم،
الزمان دائ ًًما موافق خلدمة احمل ّّبة .نحن فعًال مشغو ًًفا بخدمة الكلمة بل أفهمه كثي ًًرا .بولس كان ً
مدع ّّوون دائ ًًما إلى أن يعظم كرهنا للموت ،موت حّب املسيح اآلتي (١تسالونيكي .)١٧-١٣ :٤ يحكمه ّ
الناس ،إخوتنا ،من اخلطايا ومن اجلوع وك ّّل ضرر. أعتقد أّنّ علينا أن نفهم شغفه دالل ًًة أبد ّّي ًًة على أّنّ
هذا من رائحة الفصح الباقي .هذا هو السخاء الذي نشاًطا اجتماعًّي�ًا ،بل هي الك ّّل .كيف ً الكنيسة ليست
قال بولس إّنّه « ُُينشئ شك ًًرا لله» (٢كورنثوس )١١ :٩ ّ
نفهم أب ًًدا أّنّ كّل شيء يفعله املؤمنون ،أو يجب أن
للرّب؟ يفعلوه ،إمّنم ا يبنى على يسوع وح ّّبه واإلميان الذي
كيف تشهد ّ من عنده؟ هذا هو الك ّّل الذي اجتهد بولس في أن
الذهبّي الفم
ّ للقديس يوحنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يظهره في خدمة الكلمة واملوائد (أي خدمة الفقراء)
للرّب ليست أم ًًرا صع ًًبا كما قد ّ شهادتك مثًال .عندما آمن الناس وغير خدمة أخرى .سأعطيكم ً
ّ
لئّال يتعّطل صليب تظّنّ ،ألّنّ كرازتك «ال بحكمة كالم ّ في أورشليم ،خسر كثير منهم وظائفهم .أن تؤمن
3
مبعناه ال يتوافق والصوم .يحتفظ س ّّر الشكر في املسيح» (1كورنثوس ،)17 :1بل بإعالن الصليب
االحتفالّي والبهيج .فهو
ّ األرثوذكسّي بطابعه
ّ التقليد في حياتك العمل ّّية .بالصليب ،تدوس سطوة اخلطيئة،
ّ
قبل كّل شيء س ّّر مجيء املسيح وحضوره بني تالميذه، اخلارجّي،
ّ للرّب في حياتك الداخل ّّية وسلوكك
وتشهد ّ
وبالتالي هو االحتفال بقيامته .من جهة أخرى ،الصوم في أفكارك اخلف ّّية وتص ّّرفاتك الظاهرة ،في عواطفك
حّج نحو هذا
هو مسيرة الكنيسة نحو ملكوت الله ،هو ّ للرّب،
وأحاسيسك ...شهادتك له ...أن تكون سفي ًًرا ّ
امللكوت ،يقول السيد« :ال يستطيعون أن يصوموا ما مبح ّّبة البشر ّّية كّلّها .يّتّسع قلبك للمسيئني إليك
دام العريس معهم» (متى .)15 :9عندما ُُيرفع العريس الرّب
وناكري اإلميان ،وحّتّى اجمل ّّدفني ...لقد أرسلك ّ
ينتظرون .الصوم هو هذا االنتظار. ً
حمًال بني ذئاب...
التلميذ :ملاذا إ ًًذا نتناول القدسات السابق تقديسها من تعليمنا األرثوذكسي:
في الصوم؟ ليتورجيا القدسات السابق تقديسها
املرشد :هنا يجب أن نشير إلى اجلانب اآلخر من ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الروحّي .فاملناولة إلى جانب
ّ س ّّر الشكر وهو اجلانب ً
عوًضا عن القداس التلميذ :ما هي اخلدمة التي تقام
أيًضا ينبوع ق ّّوةكونها استبا ًًقا للفرح األخير ،فهي ً اإللهّي خالل الصوم الكبير؟ ّ
وعضد في املسيرة نحو هذا امللكوت .الصوم هو هذه املرشد :إّنّها خدمة «القدسات السابق تقديسها» .كما
املسيرة ،وهو مسيرة صعبة ،فيه نواجه الش ّّرير وق ّّواته هو واضح من التسمية ،هذه الليتورجية هي كناية
وج ًًها لوجه ،نصير في صراع مع قوى هذا العالم عن صالة غروب لها شكل خاص وهي ً
أيًضا خدمة
والشهوات .في صراعنا هذا ال ب ّّد لنا من معني واملعني تناول القدسات التي ّمتّ تقديسها وتكريسها في قداس
هو املناولة نفسها .ولئن كانت املناولة كمال اجلهاد سابق .وهي اخلدمة التي تقام في أيام الصوم الكبير،
أيًضا مصدر لهذا اجلهاد وبداية له. وهدفه ،إاّلا أّنّها ً باستثناء يومي السبت واألحد ،وفي ممارستنا احلالية
ليس هناك احتفال بس ّّر الشكر في أ ّّيام الصوم ألّنّ تقام يومي األربعاء واجلمعة.
االحتفال هو حركة مستم ّّرة للفرح ،إمّنم ا هناك وجود التلميذ :متى بدأت ممارسة هذه اخلدمة؟ وملاذا ال نقيم
لثمار س ّّر الشكر. قداًسا إلهًّي�ًا في أيام الصوم الكبير؟
ً
التلميذ :ملاذا يقام قداس يوم السبت أو األحد في املرشد :أقدم اإلشارات الواضحة عن هذه املمارسة في
الصوم؟ الكنيسة تعود إلى بداية القرن السابع ( .)615هناك
املرشد :في القوانني الكنسية منع للصوم يو ََمي السبت قوانني مجمع ّّية متنع إقامة القداس أو التقدمة في أيام
الرّب،ّ واألحد .أساس هذا هو أّنّ يوم األحد ،يوم الصوم .فالقانون 94من مجمع الالذقية احمللي املنعقد
يتجاوز الصوم كما يتجاوز الزمنُُ ،يكسر الصوم بس ّّر ينّص على أّنّه «ال يجوز تقدمي اخلبز بني 343و381م ّ
الشكر الذي هو حتقيق لالنتظار .يوم األحد نتذ ّّكر الرّب».
في أ ّّيام الصوم الكبير ،باستثناء السبت ويوم ّ
قيامة السيد ،فهو إ ًًذا يوم امللكوت الذي ال ميكننا أن ويشير القانون 25من اجملمع املس ّّمى اخلامس -
نحسبه من هذا الزمن ،لكّنّنا في السبوت واآلحاد في السادس (ترللو) املنعقد في سنة 692م إلى أّنّه «يقام
الصوم نستم ّّر في ما نسميه «القطاعة» أي االمتناع ق ّّداس القدسات السابق تقديسها في ك ّّل أ ّّيام الصوم
عن بعض األطعمة .هذا النوع من الصيام يستم ّّر إلى الكبير ما عدا السبوت واآلحاد ويوم عيد البشارة
العادّي،
ّ يوم العيد وال يتو ّّقف كما احلال مع الصيام عادّي في أ ّّيام الصوم
ّ املق ّّدس» .أ ّّما عدم إقامة ق ّّداس
أي االمتناع عن طعام لفترة مح ّّددة من اليوم. هو تعبير عن الوعي بأّنّ س ّّر الـشكر (االفخـارسـت ّّيـا)
4