You are on page 1of 7

‫قصص قصيرة من مائة قصة مختارة للكاتب أو هنري‬

‫هدية المجوس‬ ‫‪-1‬‬


‫متسامح في مقهى‬ ‫‪-2‬‬
‫ما بين الجوالت‬ ‫‪-3‬‬
‫غرفة السقف الزجاجي‬ ‫‪-4‬‬
‫خدمة الحب‬ ‫‪-5‬‬
‫خروج ماجي‬ ‫‪-6‬‬
‫الشرطي والنشيد‬ ‫‪-7‬‬
‫مذكرات كلب أصفر‬ ‫‪-8‬‬
‫فلسفة الحب إليكي شوينشتاين‬ ‫‪-9‬‬
‫الغرفة المفروشة‬ ‫‪-10‬‬
‫الورقة األخيرة‬ ‫‪-11‬‬
‫الشاعر والفالح‬ ‫‪-12‬‬
‫نزهة في الحبسة‬ ‫‪-13‬‬
‫تقرير البلدية‬ ‫‪-14‬‬
‫دليل على الحلوى‬ ‫‪-15‬‬
‫هدية المجوس‬
‫واحد دوالر وسبعة وثمانون سنًتا‪ .‬هذا كل شيء‪ ،‬وستون سنًتا منها كانت عبارة عن قروش‪ ،‬تم حفظ القروش‬
‫واحدة واثنتين في المرة من قبل البقال وبائع الخضروات والجزار حتى تحمر وجنتها بالتلميح الصامت للبخل‬
‫الذي يعني التعامل الضيق‪ ،‬ثالث مرات قامت ديال بحسابهم ‪..‬ال تملك سوى دوالر وسبعة وثمانون سنًتا‪،‬‬
‫واليوم التالي سيكون عيد الميالد‪.‬‬

‫كان واضًح ا أنه ال يوجد شيء آخر سوى االنهيار على الكنبة الصغيرة والعويل‪ ،‬وهذا ما فعلته ديال‪ ،‬وذلك‬
‫يحفز التأمل األخالقي لفهم أن الحياة تتكون من الشهقات والنحيب واالبتسامات‪ ،‬وغالبا ما يسود النحيب‪.‬‬

‫بينما تتراجع سيدة المنزل تدريجيًا من المرحلة األولى إلى الثانية‪ ،‬دعنا نلقي نظرة على المنزل‪ ،‬شقة مفروشة‬
‫بإيجار ‪ 8‬دوالرات في األسبوع‪ ،‬لم يكن يوصف بالضرورة بأنه متسول‪ ،‬لكنه بالتأكيد كان يبحث عن فرصة‬
‫إليجاد مصدر دخل‪ ،‬في الردهة أسفلها كان هناك صندوق بريد ال يمكن أن يذهب إليه أي خطاب‪ ،‬وزر‬
‫كهربائي ال يمكن أن يلمسه أي إصبع بشري إلحضار جرس‪ .‬كما كان مرتبًطا بهذا األمر بطاقة تحمل اسم‬
‫"السيد جيمس ديلينجهام يونغ"‪.‬‬

‫تم رمي "ديلنجهام" إلى الرياح خالل فترة سابقة من االزدهار عندما كان صاحبه يتقاضى ‪ 30‬دوالًرا في‬
‫األسبوع‪ .‬اآلن‪ ،‬عندما تقلص الدخل إلى ‪ 20‬دوالًر ا‪ ،‬بدت حروف "ديلنجهام" غير واضحة‪ ،‬كما لو أنها تفكر‬
‫جدًيا في التعاقد بحرف "د" متواضع ومتواضع‪ .‬ولكن كلما عاد السيد جيمس ديلينجهام يونغ إلى المنزل‬
‫ووصل إلى شقته أعاله‪ ،‬كان ُيطلق عليه "جيم" ويعانقه بشدة من قبل السيدة جيمس ديلينجهام يونغ‪ ،‬التي تم‬
‫تقديمها لك باسم ديال‪ .‬وهذا أمر جيد جًدا‪.‬‬

‫انتهت ديال من البكاء وراعت وجنتيها بقطعة البودرة‪ .‬وقفت بجانب النافذة ونظرت بال حماسة إلى قطة رمادية‬
‫تسير على سياج رمادي في فناء خلفيرمادي‪ .‬سيكون الغد عيد الميالد‪ ،‬وكان لديها فقط ‪ 1.87‬دوالر لشراء‬
‫هدية لجيم‪ .‬لقد كانت توِّفر كل قرش يمكنها توفيره‬

‫على مدى أشهر‪ ،‬كانت النتيجة هي هذا‪ .‬عشرون دوالًر ا في األسبوع ال يكفون‪ .‬كانت المصاريف أكبر مما‬
‫حسبته‪ .‬هم دائًم ا كذلك‪ .‬فقط ‪ 1.87‬دوالر لشراء هدية لجيم‪ .‬جيم الخاص بها‪ .‬قضت ساعات سعيدة في التخطيط‬
‫لشيء جميل له‪ .‬شيء رائع ونادر وثمين ‪ -‬شيء يكون قريًبا جًدا من أن يكون جديًر ا بشرف أن يكون مملوًك ا‬
‫لجيم‪.‬‬
‫كان هناك مرآة بين النوافذ في الغرفة‪ .‬ربما رأيت مرآة بين النوافذ في شقة بقيمة ‪ 8‬دوالرات‪ .‬يمكن لشخص‬
‫نحيف جًدا ورشيق جًدا‪ ،‬من خالل مشاهدة انعكاسه في سلسلة سريعة من الشرائط الطولية‪ ،‬أن يحصل على‬
‫تصور دقيق نسبًيا عن مظهره‪ .‬كانت ديال رشيقة‪ ،‬وقد تقنت هذا الفن‪.‬‬

‫فجأة‪ ،‬اندفعت من النافذة ووقفت أمام المرآة‪ .‬كانت عيناها تلمعان ببريق‪ ،‬لكن وجهها فقد لونه في غضون‬
‫عشرين ثانية‪ .‬بسرعة سحبت شعرها ودعته يسقط بكامل طوله‪.‬‬

‫اآلن‪ ،‬كان هناك شيئين مملوكين لجيمس ديلينجهام يونغ اللذين كانا يفخران بهما‪ .‬األول هو ساعة جيمس‬
‫الذهبية التي كانت تعود لوالده وجده‪ .‬واآلخر هو شعر ديال‪ .‬لو كانت ملكة سبأ تعيش في الشقة المجاورة عبر‬
‫الممر الهوائي‪ ،‬لكانت ديال قد تركت شعرها يتدلى من النافذة في يوم من األيام ليجف فقط لتقليل قيمة‬
‫مجوهرات وهدايا جاللتها‪ .‬ولو كان الملك سليمان البواب‪ ،‬بكل كنوزه المكدسة في القبو‪ ،‬لكان جيم يستخرج‬
‫ساعته في كل مرة يمر فيها‪ ،‬فقط ليرى البوارق ينتفض بلحيته من حسد‪.‬‬

‫لذا‪ ،‬اآلن سقط شعر ديال الجميل حولها‪ ،‬يميل ويلمع مثل شالل من مياه بنية‪ .‬وصل إلى أسفل ركبتيها وصنع ما‬
‫يشبه المالبس تقريًبا بالنسبة لها‪ .‬ثم قامت بتجميعه بسرعة وعصبية‪ .‬مرة واحدة ترددت لدقيقة ووقفت وقًتا مع‬
‫تسرب دمعة أو اثنتين على السجادة الحمراء المهترئة‪.‬‬
‫ارتدت جاكية بنية قديمة؛ وضعت قبعتها البنية القديمة‪ .‬مع دوران التنانير ومع البريق المشع ال يزال في‬
‫عينيها‪ ،‬طارت خارج الباب وانحدرت الساللم إلى الشارع‪.‬‬
‫حيث توقفت‪ ،‬كان الالفتة تقرأ‪" :‬السيدة سوفروني‪ .‬منتجات الشعر بأنواعها"‪ .‬ركضت ديال درجة واحدة‪،‬‬
‫واستعادت نفسها وهي تتنفس بصعوبة‪ .‬السيدة سوفروني‪ ،‬كانت كبيرة الحجم‪ ،‬شاحبة جًدا‪ ،‬بيضاء البشرة‪،‬‬
‫وكادت ال تشبه "سوفروني"‪.‬‬

‫"هل ستبيعين لي شعرك؟" سألت ديال‪.‬‬


‫"أنا أشتري الشعر"‪ ،‬قالت السيدة سوفروني‪" .‬خليكي بدون قبعة ولنَر طلعة على شكله"‪.‬‬
‫سقطت الشاللة البنية‪.‬‬
‫"عشرون دوالًر ا"‪ ،‬قالت السيدة سوفروني‪ ،‬وهي ترفع الكتلة بيد ماهرة‪.‬‬
‫"عطني إياه بسرعة"‪ ،‬قالت ديال‪.‬‬
‫ثم‪ ،‬طارت الساعتان التاليتان بأجنحة وردية‪ .‬دعونا ننسى المقارنة المبالغ فيها‪ .‬كانت تفتش في المتاجر عن‬
‫هدية لجيم‪.‬‬
‫وجدتها أخيًر ا‪ .‬بالتأكيد كانت مصنوعة لجيم وحده‪ ،‬لم يكن هناك شبيه لها في أي من المتاجر‪ ،‬وقد بحثت في كل‬
‫مكان‪ .‬كانت سلسلة الساعة من البالتين‪ ،‬بسيطة ونقية في التصميم‪ ،‬تعلن قيمتها بالمادة وليس بالزخرفة الزائفة‬
‫‪ -‬كما يجب أن تفعل كل األشياء الجيدة‪ .‬كانت تستحق حتى الساعة‪ .‬فور رؤيتها‪ ،‬عرفت أنها يجب أن تكون‬
‫لجيم‪ .‬كانت تشبهه‪ .‬هدوء وقيمة ‪ -‬الوصف ينطبق على كالهما‪ .‬أخذوا منها واحًدا وعشرين دوالًر ا‪ ،‬وتسرعت‬
‫إلى البيت ومعها ‪ 87‬سنتًا‪.‬‬
‫بهذه السلسلة على ساعته‪ ،‬يمكن أن يكون جيم قلًقا بشكل مناسب بشأن الوقت في أي شركة‪ .‬مهما كانت الساعة‬
‫رائعة‪ ،‬كان يلقي نظرة سرية عليها أحياًنا بسبب الحزام الجلدي القديم الذي استخدمه بدًال من السلسلة‪.‬‬
‫عندما وصلت ديال إلى المنزل‪ ،‬بدأت حالة السكر التي كانت تعيشها تتحول قليًال إلى حذر وعقالنية‪ .‬أخرجت‬
‫مكواة الشعر وأشعلت الغاز وبدأت في إصالح األضرار التي تسببت فيها السخاء المضاف إلى الحب‪ .‬وهذه‬
‫مهمة ضخمة دائًم ا‪ ،‬أيها األصدقاء األعزاء‪.‬‬
‫في غضون أربعين دقيقة‪ ،‬تغطت رأسها بألوان صغيرة ومتقاربة تجعلها تبدو وكأنها صبي مدلل‪ .‬نظرت إلى‬
‫تمثالها في المرآة لفترة طويلة وبعناية وبنقد‪.‬‬
‫"إذا لم يقتلني جيم"‪ ،‬قالت في نفسها‪" ،‬قبل أن يلقي نظرة ثانية علَّي ‪ ،‬سيقول أنني أبدو وكأنني فتاة في فرقة‬
‫كوني آيالند‪ .‬ولكن ماذا يمكنني فعله ‪ -‬أيها هللا! ماذا يمكنني فعله بدوالرين وسبعة وثمانين سنًتا؟"‬
‫في السابعة‪ ،‬كان القهوة محضرة والمقالة على ظهر البوتاجاز‪ ،‬ساخنة وجاهزة لطهي الشرائح‪ .‬جيم كان يأتي‬
‫دائًم ا في الوقت المحدد‪ .‬ثنت ديال سلسلة الساعة في يدها وجلست على زاوية الطاولة بالقرب من الباب الذي‬
‫يدخله دائًم ا‪ .‬ثم سمعت خطواته على السلم بعيًدا في الطابق األول‪ ،‬وأصبحت وجهها أبيض للحظة واحدة فقط‪.‬‬
‫كانت لديها عادة تقول فيها صلوات صامتة صغيرة حول أبسط األشياء اليومية‪ ،‬واآلن همست قائلة‪" :‬أرجوك‬
‫يا هللا‪ ،‬اجعله يعتقد أنني ال تزال جميلة"‪.‬‬
‫فتح الباب ودخل جيم وأغلقه‪ .‬بدا نحيًفا وجدًيا جًدا‪ .‬فقير الرجل‪ ،‬إنه لم يتجاوز الثانية والعشرين ‪ -‬وأن يكون‬
‫عليه أعباء عائلية! كان بحاجة إلى معطف جديد وكان بدون قفازات‪.‬‬

‫جيم دخل الباب‪ ،‬ثابتًا كما الكلب الصياد عند شم رائحة السمان‪ .‬كانت عينيه مثبتة على ديال وكان هناك تعبير‬
‫على وجهها لم تستطع قراءته وهذا أرعبها‪ .‬لم يكن غضًبا وال مفاجأة وال استنكاًر ا وال رعًبا أو أي من المشاعر‬
‫التي كانت مستعدة لها‪ .‬ببساطة كان يحدق بها بثبات بهذا التعبير الغريب على وجهه‪ .‬تحركت ديال من على‬
‫الطاولة واتجهت نحوه‪.‬‬
‫ال تنظر إلي بتلك الطريقة‪ .‬قصرت شعري وباعته ألنني لم أستطع أن أعيش عيد‬ ‫"جيم‪ ،‬حبيبي"‪ ،‬صاحت‪" ،‬‬
‫الميالد بدون أن أهديك هدية‪ .‬سينمو مرة أخرى‪ ،‬أليس كذلك؟ كان علي فعل ذلك‪ .‬شعري ينمو بسرعة كبيرة‪.‬‬
‫قل 'عيد ميالد سعيد'‪ ،‬جيم‪ ،‬ولنكن سعداء ‪.‬ال تعلم ما هدية جميلة ورائعة أحضرتها لك"‪.‬‬

‫"لقد قصصت شعرك؟"‪ ،‬سأل جيم بصعوبة‪ ،‬كما لو أنه لم يصل إلى هذه الحقيقة الواضحة حتى بعد أصعب‬
‫الشقاء العقلي‪.‬‬
‫"قصصته وباعته"‪ ،‬قالت ديال‪" .‬ألست تحبني مثلما كنت تفعل؟ أنا ال زلت نفسي بدون شعر‪ ،‬أليس كذلك؟"‬
‫نظر جيم حول الغرفة بفضول‪" .‬تقولين إن شعرك ذهب؟"‪ ،‬قال بتعابير شبه بلهاء‪.‬‬

‫ال حاجة ألن تبحث عنه"‪ ،‬قالت ديال‪" .‬أقول لك إنه تم بيعه وذهب‪ .‬إنه عشية عيد الميالد يا صبي‪ .‬كن لطيًفا‬
‫"‬
‫معي‪ ،‬فقد ذهب ألجلك‪ .‬ربما تكون شعر رأسي محسوًبا‪ "،‬واصلت بحالوة جدية فجأة‪" ،‬ولكن ال أحد يمكنه أن‬
‫يحصي حبي لك‪ .‬هل أضع الشرائح على النار‪ ،‬جيم؟"‬

‫بعد أن أفاق جيم من غيبوبته‪ ،‬عانق ديال‪ .‬لنلتفت لمدة عشر ثواٍن بتمعن إلى شيء تافه في االتجاه اآلخر‪ .‬ثمانية‬
‫دوالرات في األسبوع أو مليون دوالر في السنة‪ ،‬ما الفرق؟ عالم الرياضيات أو الذكاء الحاد سيعطيانك إجابة‬
‫خاطئة‪ .‬قدم المجوس هدايا قيمة‪ ،‬ولكن ذلك لم يكن من بينها‪ .‬سيتم توضيح هذا االدعاء المظلمفي وقت الحق‪.‬‬

‫جيم استخرج حزمة من جيب معطفه ورماها على الطاولة‪.‬‬


‫ال ترتكبي أي خطأ‪ ،‬ديل"‪ ،‬قال‪" ،‬فيما يتعلق بي ‪.‬ال أعتقد أن هناك أي قصة شعر أو حالقة أو شامبو يمكن أن‬ ‫"‬
‫يجعلني أحب فتاتي أقل‪ .‬ولكن إذا قمِت بفتح تلك الحزمة‪ ،‬قد ترى لماذا كنت تربكينني للحظات في البداية"‪.‬‬
‫أصابع بيضاء وماهرة قامت بتمزيق الشريط والورق‪ .‬ثم صرخة مستحملة من الفرح‪ ،‬ومن ثم‪ ،‬لألسف! تغير‬
‫سريع ونسائي إلى دموع هستيرية وصراخ‪ ،‬مما استدعى االستعانة الفورية بكل قوة تعزيز من سيد الشقة‪.‬‬
‫هنا تكمن المشط ‪ -‬طقم المشط‪ ،‬الجانبي والخلفي‪ ،‬الذي كانت ديال تعشقه منذ فترة طويلة في نافذة برودواي‪.‬‬
‫مشاط جميل‪ ،‬مصنوع من الصدف السلحفاة الخالصة‪ ،‬مع حواف مرصعة بالجواهر ‪ -‬بالضبط الظل الذي‬
‫يمكن ارتداؤه مع الشعر الجميل المفقود‪ .‬كانت تعلم أنها مشاطًا مكلفًا‪ ،‬ولكن قلبها كان يتوق ويشتهيها دون أدنى‬
‫أمل في االمتالك‪ .‬واآلن كانت لها‪ ،‬ولكن الخصالت التي كانت يجب أن تزين تلك الزينة المشتهاة قد ذهبت‪.‬‬
‫ولكنها عانقتهما بصدرها‪ ،‬وبعد ذلك تمكنت من أن تنظر بعيون ضبابية وابتسامة وتقول‪" :‬شعري ينمو بسرعة‬
‫كبيرة‪ ،‬جيم!"‬

‫وفي ذلك الحين‪ ،‬قفزت ديال مثل قطة صغيرة محترقة وصاحت‪" :‬يا إلهي‪ ،‬يا إلهي!"‬

‫لم يكن جيم قد رأى هدية جميلته بعد‪ .‬رفعتها نحوه بشغف على راحة يدها المفتوحة‪ .‬بدا المعدن الثمين الباهت‬
‫كأنه يلمع بانعكاس لروحها الساطعة والمشتعلة‪.‬‬

‫"أليس رائًع ا‪ ،‬جيم؟ بحثت في كل أنحاء المدينة ألجده‪ .‬ستضطر إلى النظر إلى الوقت مئات المرات في اليوم‬
‫اآلن‪ .‬أعطني ساعتك‪ .‬أريد أن أرى كيف يبدو عليها"‪.‬‬

‫بدًال من ‪ ،obaying‬سقط جيم على الكوتش ووضع يديه تحت خلف رأسه وابتسم‪.‬‬

‫"ديال"‪ ،‬قال‪" ،‬لنضع هدايانا لعيد الميالد جانًبا ونحتفظ بهما لفترة‪ .‬إنهما جميالن جًدا الستخدامهما في الوقت‬
‫الحالي‪ .‬باعت الساعة للحصول على المال لشراء مشطك‪ .‬واآلن افعلي ما يلزم للشواء"‪.‬‬

‫المجوس‪ ،‬كما تعلمون‪ ،‬كانوا رجال حكماء ‪ -‬رجال حكماء بشكل رائع ‪ -‬جلبوا هدايا للطفل في المهد‪ .‬اخترعوا‬
‫فن إعطاء هدايا عيد الميالد‪ .‬بوصفهم حكماء‪ ،‬كانت هداياهم بال شك حكيمة‪ ،‬وربما تحمل امتياز التبديل في‬
‫حالة التكرار‪ .‬وهنا أحكي لك ببساطة تلك السيرة البائسة لطفلين غبيين في شقة قرروا بغباء تضحية أعظم‬
‫كنوز بيتهما من أجل بعالترجمة‪:‬‬
‫هناك واقعت األمشاط ‪ -‬طقم من األمشاط‪ ،‬الجانبية والخلفية‪ ،‬التي كانت ديال تعشقها طويًال في نافذة برودواي‪.‬‬
‫أمشاط جميلة‪ ،‬مصنوعة من قرون السلحفاة الخالصة‪ ،‬مع حواف مرصعة بالمجوهرات ‪ -‬بالظل الذي يناسب‬
‫الشعر الجميل المفقود‪ .‬كانت تعلم أنها أمشاط مكلفة‪ ،‬ولكن قلبها كان يتوق ويتوَّسل لها بدون أدنى أمل في‬
‫الحصول عليها‪ .‬واآلن كانت لها‪ ،‬لكن الخصالت التي كان يجب أن تزِّين تلك الزينة المرغوبة قد اختفت‪.‬‬

‫لكنها عانقتها بحنان ووضعتها على صدرها‪ ،‬وبعد ذلك استطاعت أن تنظر بعيون ضبابية وابتسامة وتقول‪:‬‬
‫"شعري ينمو بسرعة كبيرة‪ ،‬جيم!"‬
‫وفي تلك اللحظة‪ ،‬قفزت ديال مثل قطة صغيرة ملتهبة وصاحت‪" :‬أوه‪ ،‬أوه!"‬

‫لم يكن جيم قد رأى هدية جميلته بعد‪ .‬أمسكتها وعرضتها له بشغف على راحة يدها المفتوحة‪ .‬بدا المعدن الثمين‬
‫الممل كأنه يلمع بانعكاس لروحها المشرقة والحماسية‪.‬‬

‫"أليس رائًع ا يا جيم؟ بحثت في كل المدينة ألجدها‪ .‬ستضطر إلى النظر في الساعة مئات المرات في اليوم اآلن‪.‬‬
‫أعطني ساعتك‪ ،‬أريد أن أرى كيف تبدو عليها‪".‬‬

‫بدًال من ‪ ،obaying‬سقط جيم على األريكة ووضع يديه تحت خلف رأسه وابتسم‪.‬‬

‫"ديال"‪ ،‬قال‪" ،‬دعنا نضع هدايانا لعيد الميالد جانًبا ونحتفظ بهما لفترة‪ .‬إنهما جميالن جًدا الستخدامهما اآلن‪.‬‬
‫باعت الساعة لتحصل على المال لشراء األمشاط لِك ‪ .‬واآلن افعلي ما يلزم لتحضير الشواء‪".‬‬

‫المجوس‪ ،‬كما تعلمون‪ ،‬كانوا رجال حكماء ‪ -‬رجال حكماء بشكل رائع ‪ -‬جلبوا هدايا للطفل في المهد‪ .‬ابتكروا‬
‫فن إعطاء هدايا عيد الميالد‪ .‬بفضل حكمتهم‪ ،‬كانت هداياهم بال شك حكيمة‪ ،‬وربما يحملون امتياز التبديل في‬
‫حالة التكرار‪ .‬وها أنا أروي لكم ببساطة سيرة طفلين غبيين في شقة‪ ،‬قررا بغباء التضحية بأعظم كنوز‬

You might also like