Professional Documents
Culture Documents
11المحاضرة السابعة- التنسيق الضريبي
11المحاضرة السابعة- التنسيق الضريبي
تلعب سياسات التنسيق الضريبي دورا بارزا في عالج مايلحق بالضريبة من ممارسات ضارة تؤثر
على هياكل الدول املالية بقصور ونقص شديد يلحق الضرر باملوازنات العامة لتلك الدول مما يعطي
نتائج خاطئة وغير صحيحة عن حقيقة الوضع املالي ،إضافة إلى إمكانية فقدان جزء كبير من
االيرادات نتيجة لتلك املمارسات والتي من بينها املنافسة الضريبية الضارة ،املالذات الضريبية
إضافة إلى تفش ي ظاهرتي االزدواج الضريبي والتهرب الضريبي ،وعليه سوف يعمل التنسيق الضريبي
كلية العلوم االقتصادية ،التجارية وعلوم التسيير
على حل هذه املمارسات والتخفيف من حدتها وخطورتها.
قسم العلوم املالية واملحاسبة
أوال :تعريف التنسيق الضريبي:
يمكن تعريف التنسيق الضريبي على انه" مجموعة من القواعد ،االتفاقيات والتعاقدات
التي تبرم بين عدد من الدول فيما بينها او بين عدد من الدول ومجموعة من املستثمرين حول شروط
محاضرات في مقياس النظم الضريبية الدولية
املعاملة الضريبية التي تمنح للدول ومستثمري أطراف االتفاقية خالل فترة محددة قابلة لتجديد،
وتهدف تلك االتفاقيات أساسا الى تنمية االستثمارات املشتركة وترقية التجارة البينية لصالح
األطراف املعنية". دروس موجهة لطلبة السنة األولى ماستر
ّ
كما تم تعريفه على أنه عملية إزالة أوجه االختالف بين النظم والتشريعات الضريبية بحيث
تخصص محاسبة وجباية معمقة
تصبح متناغمة ومتناسقة ومتقاربة في مختلف املجاالت الضريبية والتي من أهمها قواعد
تحديد الواقعة املنشئة للضريبة ،ظروف منح العفاءات الضريبية وشروطها ومعدالت
الضرائب ،وذلك بهدف ضمان حياد الضريبة تجاه التجارة الدولية لدول التكامل ،ومنع
املعيقات التي تحول دون االنتقال الحر لألشخاص والسلع والخدمات ورأس املال بين الدول من إعداد األستاذة :نوي نجاة
األعضاء
وعليه يقوم التنسيق الضريبي بين الدول على إزالة أهم أوجه الخالف بين النظم
والتشريعات الضريبية ،بهدف التوصل إلى حالة من التوافق الضريبي بين الدول. السنة الجامعية 2222/2222
1
السنة الجامعية 2222/2222 األستاذة :نوي محاضرات في النظم الضريبية الدولية -السنة األولى ماستر -تخصص محاسبة وجباية قسم العلوم المالية والمحاسبة
-تقليص اآلثار الخارجية السلبية :يؤدي تنافس مجموعة من الدول على تحسين ظروفها قد يكون التنسيق الضريبي ثنائيا أي بين طرفين فقط ،أو قد يكون متعدد األطراف كما
االقتصادية الى زيادة الحدة في اختالف معدالت الضرائب لديها والسعي املتزايد نحو هو الحال في دول االتحاد األوروبي أو دول النافتا ،كماقد يكون مؤقتا ( لفترة زمنية محددة 3أو
تخفيضهاالى ادنى مستوياتها،ولهذا تعمل الدول على تنسيق ضرائبها للحد من هذا التباين 5سنوات) ،كما قد يكون دائما او لفترات اطول ،ويمكن ايضا التمييز بين التنسيق الضريبي ذو
في معدالت الضرائب الن االختالف فضال عن كونه يؤثر في تخصيص املوارد يعمل على البنود الثابتة خالل فترة التعاقد او قد تكون البنود متحركة وفق االحداث االقتصادية حيث
نقل الدخل الحقيقي بين هذه الدول ،فالدول ذات االقتصاد القوي بإمكانها تصدير يتم التفاوض سنويا على بنود التنسيق الضريبي .
أوعيتها الضريبية إلى الخارج ألنها تكون قادرة على فرض ضرائب على وارداتها من الدول
اضافة الى ذلك يجب التفرقة بين التنسيق الضريبي الدولي والوطني،فاألول يتمثل في محاولة
االخرى ،مما يعمل على زيادة تكاليف مؤسساتها بمقدار الضرائب الداخلة في االنتاج.
تقريب وتوحيد االنظمة الضريبية بين مجموعة من الدول املنضوية تحت راية مجموعة
ونظرا للمركز االحتكاري للدول القوية في السوق العاملي ،تتمكن مؤسساتها من اعادة تصدير اقتصادية واحدة كدول االتحاد االوروبي ،أما الثاني فيشير إلى عملية التماثل الضريبي من اجل
ضريبة الواردات املفروضة عليها في صورة ارتفاع في اسعار السلع املصدرة للخارج ،مما يجعل الوصول الى هيكل ضريبي موحد داخل نظام ضريبي فيدرالي كما هو حاصل في الواليات املتحدة
العبء ينتقل الى املستهلك االجنبي. االمريكية وسويسرا.
تقليص التكاليف الدارية للضريبة:يعمل التنسيق الضريبي على تقليص التكاليف االدارية - ثانيا :اآلثارااليجابية والسلبية للتنسيق الضريبي.
لعدم الحاجة الى البحث عن معامالت ضريبية مختلفة في كل دولة الختالف القوانين في -1اآلثارااليجابية للتنسيق الضريبي.
حالة عدم وجود تنسيق. ومنها:
اآلثارالسلبية للتنسيق الضريبي . -2
تراجع الحصيلة الضريبية لدى بعض الدول ألنه قد يؤدي التنسيق الضريبي الى تغيير - -تقليص حجم التشوهات االقتصادية لكون االختالف في القواعد الضريبية املنفردة للدول
املعدالت الضريبية بالزيادة لدى البعض أو باالنخفاض لدى البعض األخر ،وهذا ما يعنى تعمل على تشويه االقتصاد العاملي ألنها توجد قرارات املنتجين واملستهلكين بحيث ال تكون
أن بعض الدول سوف تزيد حصيلتها في حين تتراجع لدى البعض اآلخر أكثر مما كانت عليه الضريبة حيادية ،ففرض الضريبة على القيمة املضافة على السلع والخدمات املستهلكة
قبل التنسيق . داخل دولة ما بمعدالت مختلفة تبعا لنوع وطبيعة السلعة أو الخدمة يؤدي إلى التأثير على
تشوه بنية االقتصاد املحلي :الغرض االساس ي للضرائب هو تمويل النفقات العامة للدول، - التدفقات التجارية من والى هذه الدول ،الن الضريبية على القيمة املضافة تؤدي إلى
ويعمل السعي إلى التنسيق الى صعوبة التكفل بهذه النفقات خاصة لدى الدول املتباينة تغييرات في أسعار االستهالك األمر الذي يؤثر على قرارات الشراء ومنه االستهالك بالزيادة
من حيث درجة النمو االقتصادي،كما تتباين الدول في درجة تركيزها على نوع الضرائب أو النقصان.
2
السنة الجامعية 2222/2222 األستاذة :نوي محاضرات في النظم الضريبية الدولية -السنة األولى ماستر -تخصص محاسبة وجباية قسم العلوم المالية والمحاسبة
.4حسب معياراألطراف املحددة لعملية التنسيق الضريبي :ويقسم إلى: املستخدم لزيادة الحصيلة ،فالبعض يركز على الضرائب املباشرة ،ويركز البعض اآلخر
-التنسيق الضريبي محدود النطاق :وهو ذلك التنسيق الذي يتم التركيز فيه على ضريبة على الضرائب غير املباشرة.
محدد أو إجراء جزئي ملعاملة ضريبية محددة من أجل تحقيق هدف محدد ،فإذا كان الغرض ثالثا :أنواع التنسيق الضريبي.
من التنسيق الضريبي مثال زيادة حجم االستثمار ّ
فإن التركيز في هذه الحالة يكون على مزايا
وإعفاءات ضريبية لالستثمار الوافد ،كما يتم وضع اتفاقيات ملنع االزدواج الضريبي بما يساعد يمكننا تصنيف أنواع التنسيق الضريبي حسب عدة معايير تتمثل في:
على زيادة حجم االستثمارات. .1حسب معيارالزمن :يصنف التنسيق الضريبي تبعا لهذا املعيار إلى:
-التنسيق الضريبي الشامل :ويتم وضع برنامج شامل يتضمن مجموعة من السياسات -تنسيق ضريبي مؤقت :ويكون لفترة زمنية محددة ب ( )33ثالث سنوات أو خمس ()35
شأنها العمل على تنسيق مختلف املعامالت الضريبية ،وعادة ما تتضمن والجراءات التي من ّ سنوات على أقص ى تقدير.
الضرائب بمختلف أنواعها ،زيادة على مواءمة السياسات املالية والنقدية بدرجات متعددة. -تنسيق ضريبي دائم :ويكون لفترات طويلة نسبيا أكثر من عشرة ( )13سنوات ،أولفترة غير
.5معيارنطاق التنسيق الضريبي :ويصنف تبعا لهذا املعيار إلى: محدودة.
التنسيق الضريبي الدولي :ويمثل محاولة تقريب وتوحيد األنظمة الضريبية بين .2حسب معيار قواعد وبنود التنسيق :ويشمل التنسيق الضريبي حسب هذا املعيار نوعين
مجموعة من الدول املنضوية تحت راية مجموعة اقتصادية واحدة،مثل دول االتحاد هما:
األوربي. -التنسيق ذو البنود الثابتة :ويمثل االتفاقية املوقعة بين عدد من الدول لتقريب األنظمة
التنسيق الضريبي الوطني :ويشير إلى عملية التماثل الضريبي للوصول إلى هيكل الضريبية وإزالة جوانب االختالف بينها وتكون مواد وقواعد التعاقد ثابتة غير قابلة للتغيير أو
ضريبي موحد داخل نظام فيدرالي كما هو الحال في الواليات املتحدة األمريكية اللغاء على األقل خالل فترة التعاقد.
وسويسرا اللتان تتمتعان بالالمركزية في التشريع الضريبي. -التنسيق الضريبي ذو البنود املتغيرة :ويمثل ذلك التنسيق الذي تكون مواده وقواعده قابلة
رابعا :أهداف التنسيق الضريبي. لعادة الصياغة وفقا لألحداث االقتصادية ،حيث يتم سنويا التفاوض على بنود االتفاقية بين
يهدف التنسيق الضريبي إلى تشجيع االستثمارات املشتركة وتنميتها وفق أدوات التنسيق املتبعة، األطراف املتعاقدة.
و تختلف هذه األهداف وفق األفق الزمني في املدى القصير واملدى الطويل كما هو موضح في .3حسب معيارشكل االتفاقية :يمكن تقسيمه إلى:
الجدول التالي: -التنسيق الضريبي الثنائي :ويكون بين طرفين يمثالن األطراف املتعاقدة.
الجدول رقم :21أهداف التنسيق الضريبي لتنمية االستثمار الدولي. -التنسيق الضريبي املتعدد األطراف ويكون أكثر من طرفين مثل التنسيق الضريبي بين
الدول االتحاد األوروبي.
3
السنة الجامعية 2222/2222 األستاذة :نوي محاضرات في النظم الضريبية الدولية -السنة األولى ماستر -تخصص محاسبة وجباية قسم العلوم المالية والمحاسبة
يجب أن تتوافر لدى الدولة الرغبة في تحقيق مثل هذا التعاون في املجال الضريبي ،وأن يلقى اهداف التنسيق الضريبي لتنمية االستثمارالدولي
قبوال سياسيا على صعيد جميع الدول الراغبة في تحقيق مثل هذا التعاون وأن تصاحب هذه الرغبة في املدى البعيد في املدى القصير
إرادة قوية من جانب تلك الدول تجعلها القادرة على تغيير نظمها املالية والضريبية ،ومحاولة -التوجه نحو التكامل االقتصادي. -جذب اكبر قدر من االستثمارات الدولية
تصحيحها بشكل يتناسب مع جوهر التعاون الضريبي بينها وبين تلك الدول األخرى ،وبما يتوافق مع -التنسيق في السياسات النقدية واملالية. للدولة املضيفة.
متطلبات عملية التنسيق والتعاون في املجال الضريبي. -زيادة حجم التجارة البينية. -تقديم تسهيالت تؤدي الى عملية تراكم
-زيادة حجم االستثمار املشترك. رأس املال.
.2عدم وجود فروق كبيرة في األنظمة الضريبية.
-القضاء على التضخم. -الحصول على حصة من حجم االموال
يجب أن يتوافر في األنظمة للدول التي ترغب في التنسيق الضريبي بعض التقارب في القواعد املتاحة لالستثمار الدولي.
-تخفيض اسعار املنتجات بما يسمخ
املطبقة ،واملبادئ املفروضة وفي املفاهيم الضريبية أيضا ،حيث أن كثرة االختالفات بين النظم -توفير قاعدة لبناء اسواق املال
بالتصدير الدولي .
الضريبية سوف يقلل من فرص نجاح التنسيق ،وعلى الدول التي تعاني من اختالف في نظمها والبورصات املحلية.
-جذب املزيد من االستثمارات.
الضريبية أن تعمل على تعديلها بشكل يتناسب مع أنظمة باقي الدول وبشكل ال يتعارض مع نظامها -توفير فرص للمنافسة من الدول
-استقرار مناخ االستثمار.
املالي حتى ال تتضرر من عملية التصحيح هذه. الصناعية الكبرى.
-تحسن العائد على االستثمار.
.2وجود حد أدنى من التكامل بين الدول. -توظيف عوامل انتاج محلية. -تحقيق التكامل االقتصادي في شكل
-تحقيق مزايا االنتاج الكبير. مشروعات مشتركة جديدة.
يجب أن تكون الدول بينها تنطوي تحت شكل من أشكال التكامل االقتصادي ،حيث يؤدي هذا
-جذب تكنولوجيا متقدمة. -تشجيع توطن راس املال املحلي.
التكامل إلى خلق نوع من التقارب االقتصادي بين تلك الدول مما يساعد كثيرا في نجاح عملية
-االستخدام االمثل للموارد. -االستفادة من مزايا مثيلة من الدول
التنسيق الضريبي بينهم ويدعم بشكل أو بآخر عملية التعاون في املجال الضريبي.
-يؤدي التنسيق إلى زيادة االئتمان الدولي االعضاء في التنسيق.
.4تقارب مستويات التنمية بين الدول. ومن ثم القضاء على البطالة -تشجيع التجارة البينية.
يجب أن تتقارب مستويات النمو داخل الدول التي تريد أن تعمل على تنسيق نظمها الضريبية، -تحسين مناخ االستثمار.
ّ خامسا :شروط نجاح التنسيق الضريبي.
وذلك مغزاه أال تؤدي فروقات التنمية في بعض الدول إلى ظلم الدول التي تقل فيها مستويات
التنمية. إن نجاح عملية التنسيق الضريبي مرتبطة عند تطبيقها بتوفر مجموعة من العوامل تتمثل في:
تختلف أساليب التنسيق الضريبي باختالف نوع الضرائب املراد تنسيقها ،فتنسيق الضرائب ولكي يكون التنسيق الضريبي فعال ويعمل على تنمية االستثمار الدولي يجب أن يتوفر
املباشرة يختلف عن تنسيق الضرائب غير املباشرة. على جملة من الشروط التي نوجزها في الجدول املوالي:
ويمكن أن نميز بين نوعين من األساليب تتمثل في: جدول رقم :22شروط التنسيق الضريبي الفعال لتنمية االستثمارات الدولية.
1ـ النوع األول :ال ضرورة فيه للتمييزبين الضرائب.
-1ضرورة وضع األهداف اآلنية والطويلة األجل.
وفي هذا املجال يمكن االستعانة بأحد األساليب التالية: -2بناء قاعدة بيانات لالستثمارات والتنسيق الضريبي.
أ .توحيد الضرائب: -3توفير مراكز لدعم قرارات االستثمارات وقرارات التنسيق الضريبي
-4وجود شبكة اتصاالت بين اطراف التنسيق الضريبي.
يمكن أن تتفق الدول املعينة على توحيد تشريعاتها ونظمها الضريبية لتكون نظاما ضريبيا
-5توفير مرونة في برنامج التنسيق الضريبي ليتواكب مع املؤثرات الدولية واملحلية
موحدا يطبق في جميع هذه الدول.
املحيطة.
إن تطبيق هذا األسلوب يحتاج إلى إرادة سياسية قوية تتنازل بموجبها كل دولة عن جزء ّ
-6وجود نظام للتخطيط ،البرمجة واملوازنات التقديرية للتنسيق الضريبي ولالستثمارات
من سيادتها لصالح هذا التكتل ،وما يعيب هذا األسلوب هو تجاهله لألهداف الخاصة بفرض املتوقعة.
الضريبة لكل دولة األمر الذي قد ينشأ عنه تعارض بين السياسة الضريبية للدولة والسياسة -7توفر نظام معلومات إدارية للتنسيق الضريبي ونظام معلومات لالستثمارات الدولية.
الضريبية لدول التكتل.
-8تطبيق ادوات جديدة لالستثمارات املباشرة واالستثمارات الغير املباشرة في االوراق
ب .التدرج أو املعاملة التفصيلية: املالية لتوسيع فرض االستثمار واستخدام التنسيق الضريبي (الحوافز الضريبية)
لضمان تدفقها.
يمكن أن تختار الدول األعضاء في التكتل إتباع سياسة الخطوة بعد الخطوة في تنسيق
يوضح الجدول التالي الشروط الواجب توفرها في التنسيق الضريبي الفعال ,ومن
التشريعات والنظم الضريبية فيما بينها ،بحيث يمكن إزالة االختالفات بين هذه األنظمة بالتدرج
املعروف ان غياب تلك الشروط يحول التنسيق الضريبي ملجموعة من القوانين الجامدة الجادة
وعلى مراحل زمنية ،ووفقا لظروف كل دولة على حدى ،وأن يتم االتفاق بين الدول األعضاء على
التي تمنع االستثمار الدولي او تؤدي الى غياب مرونة في االسواق املنافسة لراس املال ,فمثال من
نمط أو نموذج معين من التنسيق يتم تطبيقه وفق برنامج زمني يتم العمل به خالل فترة زمنية،
املعروف ان طول االجراءات في منح التراخيص وجمود القوانين وقصورها وتأخير في حسم
وتعتبر الواقعية في التعامل مع التنسيق الضريبي أهم ما يميز هذا األسلوب لتجنبه الصدمات التي
ّ
اقتصادياتها. املنازعات وعدم فعالية ضمانات االستثمار وعدم التفرقة بين حوافز االستثمار من نوع ألخر
يمكن أن يحدثها التغيير الشامل للنظام الضريبي لكل دولة على
يتوقف االستثمار الدولي.
فهذا األسلوب يقتض ي االتجاه إلى التوافق بين آثار الضرائب من دون تغير أنظمتها أو قواعدها
الفنية إال وفق ما يقتضيه تحقيق أهداف التكامل االقتصادي بين الدول ،تجنبا للصدمة التي يمكن سادسا :أساليب التنسيق الضريبي.
5
السنة الجامعية 2222/2222 األستاذة :نوي محاضرات في النظم الضريبية الدولية -السنة األولى ماستر -تخصص محاسبة وجباية قسم العلوم المالية والمحاسبة
األسواق الخارجية أو اشتق من رأس مال مستثمر في الداخل أم مصدر إلى الخارج ،لذلك أن يحدثها التغيير الشامل للنظام الضريبي لكل دولة على اقتصادياتها ،ويعد هذا األسلوب من أكثر
فإن هذا املبدأ يحقق حيادية االستيراد سواء كانت املستوردات منتجات أم رأس مال. األساليب واقعية وعلمية ومرونة ،ذلك أنه ال يتطلب توحيد أسس املعاملة الضريبية ملختلف
االستثمارات في الدول األعضاء ،بل يدعو إلى ضرورة تمايزها لتحقيق التنمية املتوازنة وتحقيق
أسلوب دولة املنشأ :ويعني خضوع الدخل املكتسب لضريبة الدولة التي نشأ فيها بغض
ً التخصيص األمثل للموارد على مستوى كتلة التكامل.
النظر عن دولة إقامة املكلف أو جنسيته ،وأيا كان مكان استخدامه ،مما يعني أن تصدير
هذا الدخل إلى دول أخرى غير الدولة التي نشأ فيها ال يغير من املعاملة الضريبية له ومن ثم ت .األسلوب النمطي
يفترض إعفاؤه من ضريبة دولة القامة أو الجنسية عند تصديره إليها بعد اكتسابه ،لذلك يقتض ي هذا األسلوب اتخاذ نمط أو نموذج ضريبي معين يتم تطبيقه في جميع الدول األعضاء في
فإن هذا املبدأ يحقق حيادية التصدير سواء كانت الصادرات منتجات أم رأس مال، التكامل االقتصادي ،كما يدعو إلى بدء التنسيق بتماثل أنظمة الضرائب دون القواعد الفنية التي
فاالتفاق على هذا األسلوب بين الدول األعضاء يؤدي إلى منع االزدواج الضريبي فيما بينها تحكمها ،غير أن ما يؤخذ على هذا األسلوب صعوبة تطبيقه على الضرائب املباشرة لصعوبة االتفاق
من دون الحاجة إلى اتفاقيات لذلك ،وهذا ما جعله أسلوبا مناسبا للضرائب املباشرة. على النظام األكثر فاعلية في تلك الضرائب ،وخاصة في ضريبة الشركات بين الدول األعضاء،
وما يمكن قوله في األخير أن نجاح تطبيق هذه األساليب من التنسيق الضريبي مرتبط بالتحديد وصعوبة تغيير تلك األنظمة الرتباطها بطبيعة هياكلها االقتصادية والسياسية والدارية وبتقاليد
الدقيق للسيادة الضريبية لكل دولة عضو في التكتل ،من خالل ضمان قدر عال من اليرادات فنية وإدارية بين الدارات الضريبية واملكلفين من الصعب تغييرها ،فهذا األمر قد جعل كل دولة
الضريبية لكل دولة عضو دون الخالل بمبدأ حيادية الضريبية ،وتوفير العدالة للمكلفين بالضريبة تدعو إلى تعميم نموذجها الضريبي على دول السوق األوربية املشتركة ،وتدعي أنه األكثر فعالية في
والتي تتحقق من خالل توحيد قواعد ثنائية أو متعددة األطراف في حالة تكامل اقتصادي مما يسمح تحقيق أهدافها ،وهذا ما دعا االقتصاديين إلى تبني أسلوب آخر ال يتطلب هذه التغييرات في تلك
بتفادي املشاكل الضريبية على الصعيد الدولي. الضرائب.
ب .أساليب تنسيق الضرائب غيراملباشرة: .2النوع الثاني :ضرورة التمييزفي التنسيق بين الضرائب املباشرة وغيراملباشرة.
يعمل التنسيق الضريبي في مجال الضرائب غير املباشرة بإتباع أحد األسلوبين التاليين: أ ـ أساليب تنسيق الضرائب املباشرة:
ويتمثل في إتباع أحد األسلوبين التاليين:
مبدأ الدولة املصدر :بمقتض ى هذا املبدأ يكون للدولة املصدرة للسلعة الحق في فرض
الضريبة عليها بغض النظر عن جنسية القائم بالتصدير ،مواطنا كان أم أجنبيا ،وبغض أسلوب دولة اإلقامة :ويعني هذا األسلوب خضوع الدخل املكتسب لضريبة دولة إقامة
النظر عن املكان الذي تستقر فيه السلعة أو الخدمة املصدرة بصورة نهائية ،وبعبارة املكلف بغض النظر عن مكان اكتساب الدخل ،أي أن الدخل املكتسب في مكان القامة
أخرى فإن السيادة الضريبية للدولة ترتبط بالسلعة فإذا أمكن نسب العمليات التي تقع يخضع للضريبة نفسها سواء اشتق من املنتجات املباعة في الداخل أم املصدرة إلى
فإن هذه الدولة تكون هي صاحبة الحق في فرض على هذه السلعة إلى إقليم الدولة ّ
الضريبة على املبيعات أو الضريبة الجمركية على تلك السلعة ،وال تمتد سيادة الدولة
6
السنة الجامعية 2222/2222 األستاذة :نوي محاضرات في النظم الضريبية الدولية -السنة األولى ماستر -تخصص محاسبة وجباية قسم العلوم المالية والمحاسبة
الضريبية على السلع والخدمات التي تتم في الخارج كما ال يكون للشخص القائم بعملية
التصدير أو الستراد أي اعتبار في تحديد هذه السيادة.
أن اختالف أسعار الضرائب غير املباشرة على السلع والخدمات يؤدي إلى خلق سوق كما ّ
غير تنافسية النتقال هذه السلع أو الخدمات ،إذ تنخفض أرباح املشروعات في الدول التي تعاني من
معدالت ضريبية عالية ،وتزيد من تكلفة مبيعاتها من تصدير إلى الخارج باملقارنة بالدول األخرى التي
ال تخضع صادراتها لهذه الضريبة أو تخضع ولكن بسعر أقل ،ويتطلب توفير مناخ عادل من
املنافسة في السوق الدولية إعفاء السلع أو الخدمات في دولة التصدير ،وإقرار حق الدولة املستوردة
التي يوجد فيها املستهلك النهائي في فرض الضريبة.
7