You are on page 1of 7

‫السنة الجامعية ‪2222/2222‬‬ ‫األستاذة‪ :‬نوي‬ ‫محاضرات في النظم الضريبية الدولية‬ ‫‪-‬السنة األولى ماستر‪ -‬تخصص محاسبة وجباية‬

ر‪ -‬تخصص محاسبة وجباية‬ ‫قسم العلوم المالية والمحاسبة‬

‫الفصل السادس‪ :‬التنسيق الضريبي )‪) l’harmonisation fiscale‬‬

‫تلعب سياسات التنسيق الضريبي دورا بارزا في عالج مايلحق بالضريبة من ممارسات ضارة تؤثر‬
‫على هياكل الدول املالية بقصور ونقص شديد يلحق الضرر باملوازنات العامة لتلك الدول مما يعطي‬
‫نتائج خاطئة وغير صحيحة عن حقيقة الوضع املالي‪ ،‬إضافة إلى إمكانية فقدان جزء كبير من‬
‫االيرادات نتيجة لتلك املمارسات والتي من بينها املنافسة الضريبية الضارة‪ ،‬املالذات الضريبية‬
‫إضافة إلى تفش ي ظاهرتي االزدواج الضريبي والتهرب الضريبي‪ ،‬وعليه سوف يعمل التنسيق الضريبي‬
‫كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬التجارية وعلوم التسيير‬
‫على حل هذه املمارسات والتخفيف من حدتها وخطورتها‪.‬‬
‫قسم العلوم املالية واملحاسبة‬
‫أوال‪ :‬تعريف التنسيق الضريبي‪:‬‬
‫يمكن تعريف التنسيق الضريبي على انه" مجموعة من القواعد ‪،‬االتفاقيات والتعاقدات‬
‫التي تبرم بين عدد من الدول فيما بينها او بين عدد من الدول ومجموعة من املستثمرين حول شروط‬
‫محاضرات في مقياس النظم الضريبية الدولية‬
‫املعاملة الضريبية التي تمنح للدول ومستثمري أطراف االتفاقية خالل فترة محددة قابلة لتجديد‪،‬‬
‫وتهدف تلك االتفاقيات أساسا الى تنمية االستثمارات املشتركة وترقية التجارة البينية لصالح‬
‫األطراف املعنية‪".‬‬ ‫دروس موجهة لطلبة السنة األولى ماستر‬
‫ّ‬
‫كما تم تعريفه على أنه عملية إزالة أوجه االختالف بين النظم والتشريعات الضريبية بحيث‬
‫تخصص محاسبة وجباية معمقة‬
‫تصبح متناغمة ومتناسقة ومتقاربة في مختلف املجاالت الضريبية والتي من أهمها قواعد‬
‫تحديد الواقعة املنشئة للضريبة‪ ،‬ظروف منح العفاءات الضريبية وشروطها ومعدالت‬
‫الضرائب‪ ،‬وذلك بهدف ضمان حياد الضريبة تجاه التجارة الدولية لدول التكامل‪ ،‬ومنع‬
‫املعيقات التي تحول دون االنتقال الحر لألشخاص والسلع والخدمات ورأس املال بين الدول‬ ‫من إعداد األستاذة‪ :‬نوي نجاة‬
‫األعضاء‬

‫وعليه يقوم التنسيق الضريبي بين الدول على إزالة أهم أوجه الخالف بين النظم‬
‫والتشريعات الضريبية ‪ ،‬بهدف التوصل إلى حالة من التوافق الضريبي بين الدول‪.‬‬ ‫السنة الجامعية ‪2222/2222‬‬
‫‪1‬‬
‫السنة الجامعية ‪2222/2222‬‬ ‫األستاذة‪ :‬نوي‬ ‫محاضرات في النظم الضريبية الدولية‬ ‫‪-‬السنة األولى ماستر‪ -‬تخصص محاسبة وجباية‬ ‫قسم العلوم المالية والمحاسبة‬

‫‪ -‬تقليص اآلثار الخارجية السلبية ‪ :‬يؤدي تنافس مجموعة من الدول على تحسين ظروفها‬ ‫قد يكون التنسيق الضريبي ثنائيا أي بين طرفين فقط ‪ ،‬أو قد يكون متعدد األطراف كما‬
‫االقتصادية الى زيادة الحدة في اختالف معدالت الضرائب لديها والسعي املتزايد نحو‬ ‫هو الحال في دول االتحاد األوروبي أو دول النافتا‪ ،‬كماقد يكون مؤقتا ( لفترة زمنية محددة ‪3‬أو‬
‫تخفيضهاالى ادنى مستوياتها‪،‬ولهذا تعمل الدول على تنسيق ضرائبها للحد من هذا التباين‬ ‫‪ 5‬سنوات) ‪،‬كما قد يكون دائما او لفترات اطول ‪ ،‬ويمكن ايضا التمييز بين التنسيق الضريبي ذو‬
‫في معدالت الضرائب الن االختالف فضال عن كونه يؤثر في تخصيص املوارد يعمل على‬ ‫البنود الثابتة خالل فترة التعاقد او قد تكون البنود متحركة وفق االحداث االقتصادية حيث‬
‫نقل الدخل الحقيقي بين هذه الدول‪ ،‬فالدول ذات االقتصاد القوي بإمكانها تصدير‬ ‫يتم التفاوض سنويا على بنود التنسيق الضريبي ‪.‬‬
‫أوعيتها الضريبية إلى الخارج ألنها تكون قادرة على فرض ضرائب على وارداتها من الدول‬
‫اضافة الى ذلك يجب التفرقة بين التنسيق الضريبي الدولي والوطني‪،‬فاألول يتمثل في محاولة‬
‫االخرى ‪ ،‬مما يعمل على زيادة تكاليف مؤسساتها بمقدار الضرائب الداخلة في االنتاج‪.‬‬
‫تقريب وتوحيد االنظمة الضريبية بين مجموعة من الدول املنضوية تحت راية مجموعة‬
‫ونظرا للمركز االحتكاري للدول القوية في السوق العاملي‪ ،‬تتمكن مؤسساتها من اعادة تصدير‬ ‫اقتصادية واحدة كدول االتحاد االوروبي ‪ ،‬أما الثاني فيشير إلى عملية التماثل الضريبي من اجل‬
‫ضريبة الواردات املفروضة عليها في صورة ارتفاع في اسعار السلع املصدرة للخارج‪ ،‬مما يجعل‬ ‫الوصول الى هيكل ضريبي موحد داخل نظام ضريبي فيدرالي كما هو حاصل في الواليات املتحدة‬
‫العبء ينتقل الى املستهلك االجنبي‪.‬‬ ‫االمريكية وسويسرا‪.‬‬

‫تقليص التكاليف الدارية للضريبة‪:‬يعمل التنسيق الضريبي على تقليص التكاليف االدارية‬ ‫‪-‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اآلثارااليجابية والسلبية للتنسيق الضريبي‪.‬‬
‫لعدم الحاجة الى البحث عن معامالت ضريبية مختلفة في كل دولة الختالف القوانين في‬ ‫‪ -1‬اآلثارااليجابية للتنسيق الضريبي‪.‬‬
‫حالة عدم وجود تنسيق‪.‬‬ ‫ومنها‪:‬‬
‫اآلثارالسلبية للتنسيق الضريبي ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تراجع الحصيلة الضريبية لدى بعض الدول ألنه قد يؤدي التنسيق الضريبي الى تغيير‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬تقليص حجم التشوهات االقتصادية لكون االختالف في القواعد الضريبية املنفردة للدول‬
‫املعدالت الضريبية بالزيادة لدى البعض أو باالنخفاض لدى البعض األخر‪ ،‬وهذا ما يعنى‬ ‫تعمل على تشويه االقتصاد العاملي ألنها توجد قرارات املنتجين واملستهلكين بحيث ال تكون‬
‫أن بعض الدول سوف تزيد حصيلتها في حين تتراجع لدى البعض اآلخر أكثر مما كانت عليه‬ ‫الضريبة حيادية‪ ،‬ففرض الضريبة على القيمة املضافة على السلع والخدمات املستهلكة‬
‫قبل التنسيق ‪.‬‬ ‫داخل دولة ما بمعدالت مختلفة تبعا لنوع وطبيعة السلعة أو الخدمة يؤدي إلى التأثير على‬
‫تشوه بنية االقتصاد املحلي‪ :‬الغرض االساس ي للضرائب هو تمويل النفقات العامة للدول‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫التدفقات التجارية من والى هذه الدول‪ ،‬الن الضريبية على القيمة املضافة تؤدي إلى‬
‫ويعمل السعي إلى التنسيق الى صعوبة التكفل بهذه النفقات خاصة لدى الدول املتباينة‬ ‫تغييرات في أسعار االستهالك األمر الذي يؤثر على قرارات الشراء ومنه االستهالك بالزيادة‬
‫من حيث درجة النمو االقتصادي‪،‬كما تتباين الدول في درجة تركيزها على نوع الضرائب‬ ‫أو النقصان‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫السنة الجامعية ‪2222/2222‬‬ ‫األستاذة‪ :‬نوي‬ ‫محاضرات في النظم الضريبية الدولية‬ ‫‪-‬السنة األولى ماستر‪ -‬تخصص محاسبة وجباية‬ ‫قسم العلوم المالية والمحاسبة‬

‫‪ .4‬حسب معياراألطراف املحددة لعملية التنسيق الضريبي‪ :‬ويقسم إلى‪:‬‬ ‫املستخدم لزيادة الحصيلة ‪ ،‬فالبعض يركز على الضرائب املباشرة‪ ،‬ويركز البعض اآلخر‬
‫‪ -‬التنسيق الضريبي محدود النطاق‪ :‬وهو ذلك التنسيق الذي يتم التركيز فيه على ضريبة‬ ‫على الضرائب غير املباشرة‪.‬‬
‫محدد أو إجراء جزئي ملعاملة ضريبية محددة من أجل تحقيق هدف محدد‪ ،‬فإذا كان الغرض‬ ‫ثالثا‪ :‬أنواع التنسيق الضريبي‪.‬‬
‫من التنسيق الضريبي مثال زيادة حجم االستثمار ّ‬
‫فإن التركيز في هذه الحالة يكون على مزايا‬
‫وإعفاءات ضريبية لالستثمار الوافد‪ ،‬كما يتم وضع اتفاقيات ملنع االزدواج الضريبي بما يساعد‬ ‫يمكننا تصنيف أنواع التنسيق الضريبي حسب عدة معايير تتمثل في‪:‬‬
‫على زيادة حجم االستثمارات‪.‬‬ ‫‪ .1‬حسب معيارالزمن‪ :‬يصنف التنسيق الضريبي تبعا لهذا املعيار إلى‪:‬‬
‫‪ -‬التنسيق الضريبي الشامل‪ :‬ويتم وضع برنامج شامل يتضمن مجموعة من السياسات‬ ‫‪ -‬تنسيق ضريبي مؤقت‪ :‬ويكون لفترة زمنية محددة ب (‪ )33‬ثالث سنوات أو خمس (‪)35‬‬
‫شأنها العمل على تنسيق مختلف املعامالت الضريبية‪ ،‬وعادة ما تتضمن‬ ‫والجراءات التي من ّ‬ ‫سنوات على أقص ى تقدير‪.‬‬
‫الضرائب بمختلف أنواعها‪ ،‬زيادة على مواءمة السياسات املالية والنقدية بدرجات متعددة‪.‬‬ ‫‪ -‬تنسيق ضريبي دائم‪ :‬ويكون لفترات طويلة نسبيا أكثر من عشرة (‪ )13‬سنوات‪ ،‬أولفترة غير‬
‫‪ .5‬معيارنطاق التنسيق الضريبي‪ :‬ويصنف تبعا لهذا املعيار إلى‪:‬‬ ‫محدودة‪.‬‬
‫‪ ‬التنسيق الضريبي الدولي‪ :‬ويمثل محاولة تقريب وتوحيد األنظمة الضريبية بين‬ ‫‪ .2‬حسب معيار قواعد وبنود التنسيق‪ :‬ويشمل التنسيق الضريبي حسب هذا املعيار نوعين‬
‫مجموعة من الدول املنضوية تحت راية مجموعة اقتصادية واحدة‪،‬مثل دول االتحاد‬ ‫هما‪:‬‬
‫األوربي‪.‬‬ ‫‪ -‬التنسيق ذو البنود الثابتة‪ :‬ويمثل االتفاقية املوقعة بين عدد من الدول لتقريب األنظمة‬
‫‪ ‬التنسيق الضريبي الوطني‪ :‬ويشير إلى عملية التماثل الضريبي للوصول إلى هيكل‬ ‫الضريبية وإزالة جوانب االختالف بينها وتكون مواد وقواعد التعاقد ثابتة غير قابلة للتغيير أو‬
‫ضريبي موحد داخل نظام فيدرالي كما هو الحال في الواليات املتحدة األمريكية‬ ‫اللغاء على األقل خالل فترة التعاقد‪.‬‬
‫وسويسرا اللتان تتمتعان بالالمركزية في التشريع الضريبي‪.‬‬ ‫‪ -‬التنسيق الضريبي ذو البنود املتغيرة‪ :‬ويمثل ذلك التنسيق الذي تكون مواده وقواعده قابلة‬
‫رابعا‪ :‬أهداف التنسيق الضريبي‪.‬‬ ‫لعادة الصياغة وفقا لألحداث االقتصادية‪ ،‬حيث يتم سنويا التفاوض على بنود االتفاقية بين‬
‫يهدف التنسيق الضريبي إلى تشجيع االستثمارات املشتركة وتنميتها وفق أدوات التنسيق املتبعة‪،‬‬ ‫األطراف املتعاقدة‪.‬‬
‫و تختلف هذه األهداف وفق األفق الزمني في املدى القصير واملدى الطويل كما هو موضح في‬ ‫‪ .3‬حسب معيارشكل االتفاقية‪ :‬يمكن تقسيمه إلى‪:‬‬
‫الجدول التالي‪:‬‬ ‫‪ -‬التنسيق الضريبي الثنائي‪ :‬ويكون بين طرفين يمثالن األطراف املتعاقدة‪.‬‬
‫الجدول رقم ‪ :21‬أهداف التنسيق الضريبي لتنمية االستثمار الدولي‪.‬‬ ‫‪ -‬التنسيق الضريبي املتعدد األطراف ويكون أكثر من طرفين مثل التنسيق الضريبي بين‬
‫الدول االتحاد األوروبي‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫السنة الجامعية ‪2222/2222‬‬ ‫األستاذة‪ :‬نوي‬ ‫محاضرات في النظم الضريبية الدولية‬ ‫‪-‬السنة األولى ماستر‪ -‬تخصص محاسبة وجباية‬ ‫قسم العلوم المالية والمحاسبة‬

‫يجب أن تتوافر لدى الدولة الرغبة في تحقيق مثل هذا التعاون في املجال الضريبي‪ ،‬وأن يلقى‬ ‫اهداف التنسيق الضريبي لتنمية االستثمارالدولي‬
‫قبوال سياسيا على صعيد جميع الدول الراغبة في تحقيق مثل هذا التعاون وأن تصاحب هذه الرغبة‬ ‫في املدى البعيد‬ ‫في املدى القصير‬
‫إرادة قوية من جانب تلك الدول تجعلها القادرة على تغيير نظمها املالية والضريبية‪ ،‬ومحاولة‬ ‫‪ -‬التوجه نحو التكامل االقتصادي‪.‬‬ ‫‪ -‬جذب اكبر قدر من االستثمارات الدولية‬
‫تصحيحها بشكل يتناسب مع جوهر التعاون الضريبي بينها وبين تلك الدول األخرى‪ ،‬وبما يتوافق مع‬ ‫‪ -‬التنسيق في السياسات النقدية واملالية‪.‬‬ ‫للدولة املضيفة‪.‬‬
‫متطلبات عملية التنسيق والتعاون في املجال الضريبي‪.‬‬ ‫‪ -‬زيادة حجم التجارة البينية‪.‬‬ ‫‪ -‬تقديم تسهيالت تؤدي الى عملية تراكم‬
‫‪ -‬زيادة حجم االستثمار املشترك‪.‬‬ ‫رأس املال‪.‬‬
‫‪ .2‬عدم وجود فروق كبيرة في األنظمة الضريبية‪.‬‬
‫‪ -‬القضاء على التضخم‪.‬‬ ‫‪ -‬الحصول على حصة من حجم االموال‬
‫يجب أن يتوافر في األنظمة للدول التي ترغب في التنسيق الضريبي بعض التقارب في القواعد‬ ‫املتاحة لالستثمار الدولي‪.‬‬
‫‪ -‬تخفيض اسعار املنتجات بما يسمخ‬
‫املطبقة‪ ،‬واملبادئ املفروضة وفي املفاهيم الضريبية أيضا‪ ،‬حيث أن كثرة االختالفات بين النظم‬ ‫‪ -‬توفير قاعدة لبناء اسواق املال‬
‫بالتصدير الدولي ‪.‬‬
‫الضريبية سوف يقلل من فرص نجاح التنسيق‪ ،‬وعلى الدول التي تعاني من اختالف في نظمها‬ ‫والبورصات املحلية‪.‬‬
‫‪ -‬جذب املزيد من االستثمارات‪.‬‬
‫الضريبية أن تعمل على تعديلها بشكل يتناسب مع أنظمة باقي الدول وبشكل ال يتعارض مع نظامها‬ ‫‪ -‬توفير فرص للمنافسة من الدول‬
‫‪ -‬استقرار مناخ االستثمار‪.‬‬
‫املالي حتى ال تتضرر من عملية التصحيح هذه‪.‬‬ ‫الصناعية الكبرى‪.‬‬
‫‪ -‬تحسن العائد على االستثمار‪.‬‬
‫‪ .2‬وجود حد أدنى من التكامل بين الدول‪.‬‬ ‫‪ -‬توظيف عوامل انتاج محلية‪.‬‬ ‫‪ -‬تحقيق التكامل االقتصادي في شكل‬
‫‪ -‬تحقيق مزايا االنتاج الكبير‪.‬‬ ‫مشروعات مشتركة جديدة‪.‬‬
‫يجب أن تكون الدول بينها تنطوي تحت شكل من أشكال التكامل االقتصادي‪ ،‬حيث يؤدي هذا‬
‫‪ -‬جذب تكنولوجيا متقدمة‪.‬‬ ‫‪ -‬تشجيع توطن راس املال املحلي‪.‬‬
‫التكامل إلى خلق نوع من التقارب االقتصادي بين تلك الدول مما يساعد كثيرا في نجاح عملية‬
‫‪ -‬االستخدام االمثل للموارد‪.‬‬ ‫‪ -‬االستفادة من مزايا مثيلة من الدول‬
‫التنسيق الضريبي بينهم ويدعم بشكل أو بآخر عملية التعاون في املجال الضريبي‪.‬‬
‫‪ -‬يؤدي التنسيق إلى زيادة االئتمان الدولي‬ ‫االعضاء في التنسيق‪.‬‬
‫‪ .4‬تقارب مستويات التنمية بين الدول‪.‬‬ ‫ومن ثم القضاء على البطالة‬ ‫‪ -‬تشجيع التجارة البينية‪.‬‬
‫يجب أن تتقارب مستويات النمو داخل الدول التي تريد أن تعمل على تنسيق نظمها الضريبية‪،‬‬ ‫‪ -‬تحسين مناخ االستثمار‪.‬‬
‫ّ‬ ‫خامسا‪ :‬شروط نجاح التنسيق الضريبي‪.‬‬
‫وذلك مغزاه أال تؤدي فروقات التنمية في بعض الدول إلى ظلم الدول التي تقل فيها مستويات‬
‫التنمية‪.‬‬ ‫إن نجاح عملية التنسيق الضريبي مرتبطة عند تطبيقها بتوفر مجموعة من العوامل تتمثل في‪:‬‬

‫‪ .1‬الرغبة واإلرادة الحقيقية‪.‬‬


‫‪4‬‬
‫السنة الجامعية ‪2222/2222‬‬ ‫األستاذة‪ :‬نوي‬ ‫محاضرات في النظم الضريبية الدولية‬ ‫‪-‬السنة األولى ماستر‪ -‬تخصص محاسبة وجباية‬ ‫قسم العلوم المالية والمحاسبة‬

‫تختلف أساليب التنسيق الضريبي باختالف نوع الضرائب املراد تنسيقها‪ ،‬فتنسيق الضرائب‬ ‫ولكي يكون التنسيق الضريبي فعال ويعمل على تنمية االستثمار الدولي يجب أن يتوفر‬
‫املباشرة يختلف عن تنسيق الضرائب غير املباشرة‪.‬‬ ‫على جملة من الشروط التي نوجزها في الجدول املوالي‪:‬‬
‫ويمكن أن نميز بين نوعين من األساليب تتمثل في‪:‬‬ ‫جدول رقم ‪ :22‬شروط التنسيق الضريبي الفعال لتنمية االستثمارات الدولية‪.‬‬
‫‪1‬ـ النوع األول‪ :‬ال ضرورة فيه للتمييزبين الضرائب‪.‬‬
‫‪ -1‬ضرورة وضع األهداف اآلنية والطويلة األجل‪.‬‬
‫وفي هذا املجال يمكن االستعانة بأحد األساليب التالية‪:‬‬ ‫‪ -2‬بناء قاعدة بيانات لالستثمارات والتنسيق الضريبي‪.‬‬
‫أ‪ .‬توحيد الضرائب‪:‬‬ ‫‪ -3‬توفير مراكز لدعم قرارات االستثمارات وقرارات التنسيق الضريبي‬
‫‪ -4‬وجود شبكة اتصاالت بين اطراف التنسيق الضريبي‪.‬‬
‫يمكن أن تتفق الدول املعينة على توحيد تشريعاتها ونظمها الضريبية لتكون نظاما ضريبيا‬
‫‪ -5‬توفير مرونة في برنامج التنسيق الضريبي ليتواكب مع املؤثرات الدولية واملحلية‬
‫موحدا يطبق في جميع هذه الدول‪.‬‬
‫املحيطة‪.‬‬
‫إن تطبيق هذا األسلوب يحتاج إلى إرادة سياسية قوية تتنازل بموجبها كل دولة عن جزء‬ ‫ّ‬
‫‪ -6‬وجود نظام للتخطيط‪ ،‬البرمجة واملوازنات التقديرية للتنسيق الضريبي ولالستثمارات‬
‫من سيادتها لصالح هذا التكتل‪ ،‬وما يعيب هذا األسلوب هو تجاهله لألهداف الخاصة بفرض‬ ‫املتوقعة‪.‬‬
‫الضريبة لكل دولة األمر الذي قد ينشأ عنه تعارض بين السياسة الضريبية للدولة والسياسة‬ ‫‪ -7‬توفر نظام معلومات إدارية للتنسيق الضريبي ونظام معلومات لالستثمارات الدولية‪.‬‬
‫الضريبية لدول التكتل‪.‬‬
‫‪ -8‬تطبيق ادوات جديدة لالستثمارات املباشرة واالستثمارات الغير املباشرة في االوراق‬
‫ب‪ .‬التدرج أو املعاملة التفصيلية‪:‬‬ ‫املالية لتوسيع فرض االستثمار واستخدام التنسيق الضريبي (الحوافز الضريبية)‬
‫لضمان تدفقها‪.‬‬
‫يمكن أن تختار الدول األعضاء في التكتل إتباع سياسة الخطوة بعد الخطوة في تنسيق‬
‫يوضح الجدول التالي الشروط الواجب توفرها في التنسيق الضريبي الفعال ‪ ,‬ومن‬
‫التشريعات والنظم الضريبية فيما بينها‪ ،‬بحيث يمكن إزالة االختالفات بين هذه األنظمة بالتدرج‬
‫املعروف ان غياب تلك الشروط يحول التنسيق الضريبي ملجموعة من القوانين الجامدة الجادة‬
‫وعلى مراحل زمنية‪ ،‬ووفقا لظروف كل دولة على حدى‪ ،‬وأن يتم االتفاق بين الدول األعضاء على‬
‫التي تمنع االستثمار الدولي او تؤدي الى غياب مرونة في االسواق املنافسة لراس املال ‪ ,‬فمثال من‬
‫نمط أو نموذج معين من التنسيق يتم تطبيقه وفق برنامج زمني يتم العمل به خالل فترة زمنية‪،‬‬
‫املعروف ان طول االجراءات في منح التراخيص وجمود القوانين وقصورها وتأخير في حسم‬
‫وتعتبر الواقعية في التعامل مع التنسيق الضريبي أهم ما يميز هذا األسلوب لتجنبه الصدمات التي‬
‫ّ‬
‫اقتصادياتها‪.‬‬ ‫املنازعات وعدم فعالية ضمانات االستثمار وعدم التفرقة بين حوافز االستثمار من نوع ألخر‬
‫يمكن أن يحدثها التغيير الشامل للنظام الضريبي لكل دولة على‬
‫يتوقف االستثمار الدولي‪.‬‬
‫فهذا األسلوب يقتض ي االتجاه إلى التوافق بين آثار الضرائب من دون تغير أنظمتها أو قواعدها‬
‫الفنية إال وفق ما يقتضيه تحقيق أهداف التكامل االقتصادي بين الدول‪ ،‬تجنبا للصدمة التي يمكن‬ ‫سادسا‪ :‬أساليب التنسيق الضريبي‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫السنة الجامعية ‪2222/2222‬‬ ‫األستاذة‪ :‬نوي‬ ‫محاضرات في النظم الضريبية الدولية‬ ‫‪-‬السنة األولى ماستر‪ -‬تخصص محاسبة وجباية‬ ‫قسم العلوم المالية والمحاسبة‬

‫األسواق الخارجية أو اشتق من رأس مال مستثمر في الداخل أم مصدر إلى الخارج‪ ،‬لذلك‬ ‫أن يحدثها التغيير الشامل للنظام الضريبي لكل دولة على اقتصادياتها‪ ،‬ويعد هذا األسلوب من أكثر‬
‫فإن هذا املبدأ يحقق حيادية االستيراد سواء كانت املستوردات منتجات أم رأس مال‪.‬‬ ‫األساليب واقعية وعلمية ومرونة‪ ،‬ذلك أنه ال يتطلب توحيد أسس املعاملة الضريبية ملختلف‬
‫االستثمارات في الدول األعضاء‪ ،‬بل يدعو إلى ضرورة تمايزها لتحقيق التنمية املتوازنة وتحقيق‬
‫‪ ‬أسلوب دولة املنشأ‪ :‬ويعني خضوع الدخل املكتسب لضريبة الدولة التي نشأ فيها بغض‬
‫ً‬ ‫التخصيص األمثل للموارد على مستوى كتلة التكامل‪.‬‬
‫النظر عن دولة إقامة املكلف أو جنسيته‪ ،‬وأيا كان مكان استخدامه‪ ،‬مما يعني أن تصدير‬
‫هذا الدخل إلى دول أخرى غير الدولة التي نشأ فيها ال يغير من املعاملة الضريبية له ومن ثم‬ ‫ت‪ .‬األسلوب النمطي‬
‫يفترض إعفاؤه من ضريبة دولة القامة أو الجنسية عند تصديره إليها بعد اكتسابه‪ ،‬لذلك‬ ‫يقتض ي هذا األسلوب اتخاذ نمط أو نموذج ضريبي معين يتم تطبيقه في جميع الدول األعضاء في‬
‫فإن هذا املبدأ يحقق حيادية التصدير سواء كانت الصادرات منتجات أم رأس مال‪،‬‬ ‫التكامل االقتصادي‪ ،‬كما يدعو إلى بدء التنسيق بتماثل أنظمة الضرائب دون القواعد الفنية التي‬
‫فاالتفاق على هذا األسلوب بين الدول األعضاء يؤدي إلى منع االزدواج الضريبي فيما بينها‬ ‫تحكمها‪ ،‬غير أن ما يؤخذ على هذا األسلوب صعوبة تطبيقه على الضرائب املباشرة لصعوبة االتفاق‬
‫من دون الحاجة إلى اتفاقيات لذلك‪ ،‬وهذا ما جعله أسلوبا مناسبا للضرائب املباشرة‪.‬‬ ‫على النظام األكثر فاعلية في تلك الضرائب‪ ،‬وخاصة في ضريبة الشركات بين الدول األعضاء‪،‬‬
‫وما يمكن قوله في األخير أن نجاح تطبيق هذه األساليب من التنسيق الضريبي مرتبط بالتحديد‬ ‫وصعوبة تغيير تلك األنظمة الرتباطها بطبيعة هياكلها االقتصادية والسياسية والدارية وبتقاليد‬
‫الدقيق للسيادة الضريبية لكل دولة عضو في التكتل‪ ،‬من خالل ضمان قدر عال من اليرادات‬ ‫فنية وإدارية بين الدارات الضريبية واملكلفين من الصعب تغييرها‪ ،‬فهذا األمر قد جعل كل دولة‬
‫الضريبية لكل دولة عضو دون الخالل بمبدأ حيادية الضريبية‪ ،‬وتوفير العدالة للمكلفين بالضريبة‬ ‫تدعو إلى تعميم نموذجها الضريبي على دول السوق األوربية املشتركة‪ ،‬وتدعي أنه األكثر فعالية في‬
‫والتي تتحقق من خالل توحيد قواعد ثنائية أو متعددة األطراف في حالة تكامل اقتصادي مما يسمح‬ ‫تحقيق أهدافها‪ ،‬وهذا ما دعا االقتصاديين إلى تبني أسلوب آخر ال يتطلب هذه التغييرات في تلك‬
‫بتفادي املشاكل الضريبية على الصعيد الدولي‪.‬‬ ‫الضرائب‪.‬‬
‫ب‪ .‬أساليب تنسيق الضرائب غيراملباشرة‪:‬‬ ‫‪ .2‬النوع الثاني‪ :‬ضرورة التمييزفي التنسيق بين الضرائب املباشرة وغيراملباشرة‪.‬‬
‫يعمل التنسيق الضريبي في مجال الضرائب غير املباشرة بإتباع أحد األسلوبين التاليين‪:‬‬ ‫أ ـ أساليب تنسيق الضرائب املباشرة‪:‬‬
‫ويتمثل في إتباع أحد األسلوبين التاليين‪:‬‬
‫‪ ‬مبدأ الدولة املصدر‪ :‬بمقتض ى هذا املبدأ يكون للدولة املصدرة للسلعة الحق في فرض‬
‫الضريبة عليها بغض النظر عن جنسية القائم بالتصدير‪ ،‬مواطنا كان أم أجنبيا‪ ،‬وبغض‬ ‫‪ ‬أسلوب دولة اإلقامة‪ :‬ويعني هذا األسلوب خضوع الدخل املكتسب لضريبة دولة إقامة‬
‫النظر عن املكان الذي تستقر فيه السلعة أو الخدمة املصدرة بصورة نهائية‪ ،‬وبعبارة‬ ‫املكلف بغض النظر عن مكان اكتساب الدخل‪ ،‬أي أن الدخل املكتسب في مكان القامة‬
‫أخرى فإن السيادة الضريبية للدولة ترتبط بالسلعة فإذا أمكن نسب العمليات التي تقع‬ ‫يخضع للضريبة نفسها سواء اشتق من املنتجات املباعة في الداخل أم املصدرة إلى‬
‫فإن هذه الدولة تكون هي صاحبة الحق في فرض‬ ‫على هذه السلعة إلى إقليم الدولة ّ‬
‫الضريبة على املبيعات أو الضريبة الجمركية على تلك السلعة‪ ،‬وال تمتد سيادة الدولة‬
‫‪6‬‬
‫السنة الجامعية ‪2222/2222‬‬ ‫األستاذة‪ :‬نوي‬ ‫محاضرات في النظم الضريبية الدولية‬ ‫‪-‬السنة األولى ماستر‪ -‬تخصص محاسبة وجباية‬ ‫قسم العلوم المالية والمحاسبة‬

‫الضريبية على السلع والخدمات التي تتم في الخارج كما ال يكون للشخص القائم بعملية‬
‫التصدير أو الستراد أي اعتبار في تحديد هذه السيادة‪.‬‬

‫‪ ‬مبدأ الدولة املقصد‪ :‬يعني هذا املبدأ ّ‬


‫أن الدولة التي يتم فيها استهالك السلعة أو‬
‫تقديم الخدمة هي صاحبة الحق بفرض الضريبة عليها‪ ،‬بغض النظر عن الدولة التي تأتي‬
‫منها السلعة أو الخدمة‪ ،‬ويستند هذا املبدأ على اعتبارين هما‪ :‬املنفعة التي تعود على‬
‫املستهلك ومتطلبات املنافسة‪ ،‬حيث يؤدي استراد السلعة أو الخدمة ودخولها الدولة إلى‬
‫حصول املستهلك على منفعة منها‪ ،‬مما يتوجب عليه تحمل عبء هذه الضريبة في الدولة‬
‫املستوردة كنوع من املساهمة في النفقات العامة‪.‬‬

‫أن اختالف أسعار الضرائب غير املباشرة على السلع والخدمات يؤدي إلى خلق سوق‬ ‫كما ّ‬
‫غير تنافسية النتقال هذه السلع أو الخدمات‪ ،‬إذ تنخفض أرباح املشروعات في الدول التي تعاني من‬
‫معدالت ضريبية عالية‪ ،‬وتزيد من تكلفة مبيعاتها من تصدير إلى الخارج باملقارنة بالدول األخرى التي‬
‫ال تخضع صادراتها لهذه الضريبة أو تخضع ولكن بسعر أقل‪ ،‬ويتطلب توفير مناخ عادل من‬
‫املنافسة في السوق الدولية إعفاء السلع أو الخدمات في دولة التصدير‪ ،‬وإقرار حق الدولة املستوردة‬
‫التي يوجد فيها املستهلك النهائي في فرض الضريبة‪.‬‬

‫‪7‬‬

You might also like