You are on page 1of 42

‫كراسات فجر عاشوراء اإللكترونية ‪33‬‬

‫تأليف ‪ :‬السيد سامي البدري‬


‫إصدارات مركز فجر عاشوراء الثقايف ـ التابع للعتبة احلسينية املقدسة‬
‫‪ 2021‬ـ ‪1443‬ه‍‬
‫التابعللعتبةاحلسينيةاملقدسةـقسمالشؤونالفكريةوالثقافية‬

‫العراق ـ النجف األرشف‬


‫حي الغدير‬
‫هاتف ‪+964 7728220543 :‬‬
‫‪fajrashura@fajrashura.com‬‬

‫‪ :‬الظاهرة احلسينية قراءة داللية وصفية‬ ‫عنوان اإلصدار‬

‫السيد سامي البدري‬ ‫‪:‬‬ ‫املؤلف‬

‫‪1443/2021‬‬ ‫‪:‬‬ ‫سنة اإلصدار‬

‫إلكرتوين ـ ‪PDF‬‬ ‫‪:‬‬ ‫نوع اإلصدار‬

‫‪ :‬مركز فجر عاشوراء الثقايف‬ ‫النارش‬

‫‪fajrashura.com :‬‬ ‫املوقع‬


‫مجيع احلقوق حمفوظة © ملركز فجر عاشوارء الثقايف‪ُ ،‬يسمح بالنَّرش غري النفعي االلكرتوين ويسمح باالقتباس مع ذكر‬
‫املصدر وال يسمح بتغيري جزء من اجزاء هذا امللف او طباعته يف املطابع دون اذن رسمي من املركز‬
‫ِ‬
‫للظاهرة‬ ‫ِ‬
‫وجهان‬ ‫ُ‬
‫واالنبعاث‬ ‫ُ‬
‫الظالمة‬
‫ِ‬
‫وسننه‬ ‫َ‬
‫الفعل اإلهلي‬ ‫ِ‬
‫احلسينية ُت ُثل‬
‫ِ‬
‫أنبياء اهلل عىل مكذبيهم‬ ‫الكربى يف انتصا ِر‬

‫أعمق‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫واإلمامة يف‬ ‫التوحيد والنبو َة‬
‫َ‬ ‫وتبلور‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫حركة التاريخ‪.‬‬ ‫أوجهها يف مسا ِر‬
‫ِ‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة املركز‪5.....................................................‬‬
‫الظاهرة احلسينية ‪7...............................................‬‬
‫الوجه األول للظاهرة احلسينية ـ إرصار أعداء احلسني ‪ ‬عىل‬
‫استئصاله ‪ ‬واستئصال رسالته وأنصاره ‪10....................‬‬
‫والتجذر‪14...........‬‬
‫ّ‬ ‫الوجه الثاين للظاهرة احلسينية ـ االنبعاث‬
‫تفسري الظاهرة احلسينية يف وجهها املنبعث املتنامي ‪19.........‬‬
‫الشكل األول‪ :‬الرعاية اإلهلية بفعل اهلي مبارش‪19.......... .‬‬
‫الشكل الثاين‪ :‬الرعاية اإلهلية عن طريق فعل السنن اإلهلية يف‬
‫حركة التاريخ ‪20.......................................‬‬
‫‪ .1‬سنة إهالك الظاملني واستخالف املستضعفني يف اهلل ‪20.......‬‬
‫‪ .2‬سنة إبقاء إمامة اهلدى يف أهل بيت النبي املؤسس‪24.........‬‬
‫الظاهرة احلسينية وأصول الدين الثالثة التوحيد والنبوة وإمامة‬
‫عيل ‪29.........................................................‬‬
‫‪ .1‬التوحيد ‪29................................................‬‬
‫‪ .2‬النبوة ‪29..................................................‬‬
‫‪ .3‬اإلمامة ‪35.................................................‬‬
‫قصيدة للع ّالمة الشيخ عبد املهدي مطر النّجفي‬
‫(رمحه اهلل) ‪39.....................................................‬‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة املركز‬

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم واحلمد هلل رب العاملني‬


‫والصالة والسالم عىل ارشف األنبياء واملرسلني‬
‫وحممد وآل الطاهرين‪.‬‬
‫بني يدي القارئ الكريم البحث املوسوم بـ‬
‫«الظاهرة احلسينية قراءة داللية وصفية» لسامحة‬
‫العالمة املحقق السيد سامي البدري‪ ،‬والذي‬
‫كتبه يف سنة ‪١٤٣٥‬ه‍ ونرش ألول مرة يف جمموعة‬
‫كراسات (املكتبة احلسينية امليرسة)‪ ،‬ثم تم نرشه‬
‫بعد ثالث سنوات يف كتاب «بحوث ومقاالت‬
‫العالمة البدري يف النهضة احلسينية» الذي متت‬
‫طباعته من قبل مركز فجر عاشوراء الثقايف التابع‬
‫للعتبةاحلسينيةاملقدسةسنة‪١٤٣٨‬ه‍‪.‬‬
‫يعرض هذا البحث قراءة وتفسري الظاهرة‬
‫احلسينية من خالل بعدين‪ :‬الظالمة واالنبعاث؛‬
‫وذلك حسب سنن التاريخ بام هي فعل إهلي‬
‫حترك عجلة املسار التارخيي لنرصة خط األنبياء‬
‫‪5‬‬
‫عليهم السالم‪ ،‬والتي حتمل معها جتليات معاين‬
‫التوحيدوالنبوةواإلمامة‪.‬‬
‫وألمهية هذا البحث ومن أجل تيسريه‬
‫للباحثني واملتابعني من القراء الكرام نعيد نرشه‬
‫بحلة إلكرتونية قشيبة ضمن سلسلة كراسات‬
‫فجر عاشوراء اإللكرتونية حتت رقم ‪ ٣٣‬مع‬
‫بعض التصحيحات واإلضافات اجلزئية التي‬
‫أوىص به املؤلف حفظه اهلل تعاىل‪.‬‬
‫واهلل تعاىل ويل التوفيق‪.‬‬

‫د‪ .‬السيد حسني البدري‬


‫م‪.‬وحدةاألبحاثالعلميةواإلصداراتالعامة‬
‫‪15‬صفر اخلري ‪ 1443‬هجرية‬
‫املوافق لـ‪2021/9/23‬‬

‫‪6‬‬
‫الظاهرة احلسينية‬

‫نريد بـ (الظاهرة احلسينية)‪ :‬احلركة احلسينية يف‬


‫املجتمع اإلسالمي منذ خروج احلسني ‪ ‬مع‬
‫أهل بيته من املدينة ليال‪ ،‬لليلتني بقيتا من رجب‪،‬‬
‫هو وأهل بيته ووصوهلم إىل مكة يف الثالث من‬
‫شعبان‪ ،‬ثم خروجهم من مكة يف اليوم الثامن‬
‫من ذي احلجة سنة ستني هجرية ثم وصوله إىل‬
‫كربالء يف الليلة األوىل من املحرم سنة إحدى‬
‫وستني هجرية وتنامي ق ّطعات اجليش األموي‬
‫خالل الليايل العرش إىل ثالثني ألف أو يزيدون‪،‬‬
‫واحلسني ‪ ‬ورجاله من أهل بيته وأصحابه‬
‫سبعون معهم النساء واألطفال‪ ،‬ثم قتلهم قتل‬
‫اجتثاث واستئصال يوم العارش من املحرم‪ ،‬وحز‬
‫رؤوسهم ورفعها عىل الرماح وتسيري النساء‬
‫واألطفال يف موكبتقشعر من اجللود إىل الكوفة‬
‫ثم إىل الشام التي كانت آنذاك عاصمة الدولة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وقد أخذت زينتها وزخرفها ؛ كل‬
‫ذلك من اجل استئصال إمامة عيل ‪ ‬اإلهلية‪،‬‬
‫‪7‬‬
‫واألحاديث النبوية بحقه‪ ،‬واجلامعة التي محلت‬
‫العلمبالكتابوالسنةعنطريقه‪.‬‬
‫هذا هو الوجه األول للظاهرة‪ ،‬وهو وجه إصرار‬
‫أعداء احلسني ‪ ‬على استئصال احلسني ‪‬‬

‫واستئصال رسالته وأنصاره من املجتمع املسلم‪.‬‬


‫أما وجهها الثاين فهو التجمع البرشي الذي‬
‫نشأ بعد تلك الواقعة والذي ضم تسعة أئمة‬
‫هداة من ذرية احلسني ‪ ‬بكوا احلسني ‪ ‬بكا ًء‬
‫خاصا بخالف ما يتعامل الناس مع مصائبهم من‬
‫الصرب والكف عن البكاء‪ ،‬ثم تأثر هبم صفوة من‬
‫الناس مالت اليهم‪ ،‬وتعاطفت معهم‪ ،‬فأخذت‬
‫العلمعنهم‪،‬وبكتاحلسني ‪ ‬لبكائهم‪.‬‬
‫ثم استمر هذا التجمع بعد أولئك األئمة‬
‫التسعة يبكي احلسني ‪ ‬بالشكل الذي‬
‫علموهم إياه‪ ،‬يبكونه سنويا ويف األيام العرشة‬
‫من شهر املحرم‪ ،‬وبخاصة يوم العارش منه‬
‫حيث يكون قمة حزهنم وبكائهم‪ ،‬هذا التجمع‬
‫البرشي احلزين الذي يضم خمتلف األعامر من‬
‫كال اجلنسني ومن خمتلف املواقع االجتامعية‬
‫والعلمية ويف خمتلف األماكن الشيعية بل ويف‬
‫خمتلف بقاع الدنيا حيث يوجد فيها شيعة‪ ،‬جتمع‬
‫‪8‬‬
‫يظهر عىل السطح واضحا يف الليايل العرش من‬
‫املحرم متوشحا بالسواد‪ ،‬ومنشدا للمراثي‬
‫احلزينة بحق احلسني ‪ ،‬ثم يثور كربكان من‬
‫مشاعر احلزن وفيضان الدموع بشكل خاص‬
‫يوم العارش منه‪.‬‬
‫هذا هو الوجه الثاين للظاهرة‪ ،‬وهو وجه‬
‫باخلري واملحبة‬ ‫احلسني ‪‬‬ ‫استمرار ذكر‬
‫واستمرار رسالته‪ ،‬وكثرة ذريته وأنصاره يف‬
‫قبال احنسار وجود أعدائه حىت ال يكاد جيد‬
‫الباحث شخصا ينتسب إىل معاوية او يزيد‪ ،‬وال‬
‫جيد الباحث أيضا شخصا بني املسلمني اليوم يلعن‬
‫احلسني ‪ ‬أو يلعن أباه عليا ‪ ‬كما كان يفعل‬
‫املاليني منهم زمن معاوية ويزيد وبأمرمها‪.‬‬
‫ونحن يف هذا البحث نريد ان نصف الظاهرة‬
‫بوجهيها وصفا اكثر تفصيال‪ ،‬ثم نحاول قراءهتا‬
‫قراءةدالليةعىلغرارمانقومبهحنينقرأالظاهرة‬
‫الكونية أو الظاهرة القرآنية قراءة داللية‪ ،‬وهي‬
‫قراءة تتسع للداللة عىل إثبات وجود اهلل تعاىل‬
‫ورعايته ألصفيائه وعىل صدق نبوة حممد ‪،‬‬
‫وإمامة أهل البيت ‪ ‬يف املجتمع أإلسالمي‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫الوجه األول للظاهرة احلسينية ـ‬
‫إرصار أعداء احلسني ‪ ‬عىل‬
‫استئصاله ‪ ‬واستئصال رسالته‬
‫وأنصاره‪:‬‬

‫وتتضح أبعاد هذا الوجه باحلديث عن ثالثة‬


‫أمور‪:‬‬
‫األول‪:‬احلسنيبنعيلابنفاطمةبنتالنبي ‪:‬‬
‫الذي عرضه النبي ‪ ‬عىل انه من أصفياء اهلل‪.‬‬
‫وكان هلذا االصطفاء معامل كثرية منها انه احد‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ِب َعنك ُم‬‫اهلل يلذه َ‬
‫يريد ُ‬‫ُ‬ ‫أفراد آية التطهري ﴿إِنما‬
‫َ ُ‬ ‫ّ َ َ َ‬
‫ويط ّ ِه َركم تَطهريا﴾ األحزاب‪،33/‬‬ ‫يت‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ابل‬ ‫هل‬ ‫الرجس أ‬
‫ِ‬
‫َّ َ‬ ‫َ‬
‫حاجك فيهِ مِن‬ ‫وأحد أفراد آية املباهلة ﴿ف َمن‬
‫َُ َ َ َ ُ َ َ َ َ ُ‬
‫جاء َك م َِن العِل ِم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم‬
‫بَع ِد ما َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ ُ َ َ ُ َ ُ ُ َّ َ َ َ‬ ‫ون َ‬
‫ِساءنا ون ِساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبت ِهل فنجعل‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ َ‬
‫لعنت اهلل ِ ع الاكذِبني﴾ آل عمران‪61/‬‬
‫َ َُ ُ ََ َ‬ ‫ُ‬
‫وأحد أفراد املودة ﴿قل ال أسئلكم عليهِ أجرا إِال‬
‫َّ‬ ‫ً َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ َ‬
‫يقتف َح َس َنة ن ِزد ُل فيها ُحسنا إِن‬ ‫َ‬
‫المودة يف القرىب ومن ِ‬
‫كور﴾الشورى‪.23/‬‬ ‫اهلل َغ ٌ‬
‫فور َش ٌ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫وانتهت إليه وراثة علم الكتاب اإلهلي ﴿ث َّم‬
‫‪10‬‬
‫نهم ظال ِمٌ‬‫اصط َفينا مِن عِبادِنا فَ ِم ُ‬
‫ين َ‬ ‫ِتاب َّال َ‬
‫ورثنا الك َ‬ ‫أَ َ‬
‫َ‬ ‫ِنهم ُم َ‬
‫ذن اهللِ‬ ‫ِنهم ساب ِ ٌق بِاخل ِ‬
‫ريات بِإ ِ ِ‬
‫قت ِص ٌد وم ُ‬ ‫سهِ وم ُ‬
‫لِ َف ِ‬
‫الك ُ‬‫َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫بري﴾ فاطر‪ ،32/‬العلم الذي كتبه‬ ‫ذل ِك هو الفضل‬
‫عيل ‪ ‬عن النبي ‪.(((‬‬
‫وكان له شيعة هم شيعة أبيه‪ ،‬ومركزهم‬
‫الكوفة‪ ،‬وقد محلوا العلم عن عيل ‪ ،‬وهم‬
‫مستضعفون من سنة مخسني إىل ستني من قبل‬
‫معاوية رأس بني أميه وباين دولتهم‪ .‬وكانت‬
‫فرتة إمامته عرش سنوات‪ ،‬وهي سنوات حمنة‬
‫الشيعة بل حمنة اإلسالم بعد وفاة احلسن ‪‬‬

‫زمن معاوية‪ ،‬وقد سكت ‪ ‬يف هذه الفرتة‬


‫متجرعا الغصص‪ ،‬وعقد مؤمترين لشيعة أبيه‬
‫وحمبيه واتباعه املؤمتر؛ األول‪ :‬قبل موت معاوية‬
‫بسنة يعبئهم فيهم فكريا ويطلقهم للحديث رسا‬
‫يف املجتمع لتثقيف اجليل اجلديد الذي أضله‬
‫معاوية إعالميا وحرمه من تلقي تاريخ صحيح‬
‫للفرتة بعد وفاة النبي ‪ ،‬واملؤمتر الثاين‪ :‬بعد‬
‫موت معاوية بشهرين ونصف لرشح خطط‬
‫اجلهاد‪،‬ومن املؤسفاليشريإليهامالباحثون وال‬
‫اخلطباء يف حديثهم عن احلسني ‪.‬‬
‫((( فصلنا احلديث يف ذلك يف كتابنا‪ :‬املنهج القرآين يف إثبات‬
‫إمامة أهل البيت يف القرآن‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫وهنض عليه السالم معلنا هنضته يف مكة‬
‫رافضابيعةيزيدإحياءلسنةالنبي ‪ ‬التيكُتمت‬
‫وحرفت‪.‬‬
‫وض ِّيعت ِّ‬
‫الثاين‪ :‬بنو أمية الذين طرحوا انفسهم‪ ،‬زورا‬
‫وكذبا بعد وفاة احلسن ‪ ‬سنة مخسني هجرية‪،‬‬
‫اهنم ورثة خلاتم األنبياء وخلفاء اهلل تعاىل وائمة‬
‫هداة يقودون الناس إىل اهلل تعاىل‪ ،‬وتبنوا العمل‬
‫عىلحموسنةالنبي ‪‬الصحيحةواستبداهلابسنة‬
‫كاذبة نسبوها إىل النبي ‪ ‬كذبا وزورا‪ ،‬وفرضوا‬
‫عىل الناس ان يلعنوا عليا ‪ ‬وان يتربؤوا منه‪.‬‬
‫ووضعوا أحاديث عىل لسان النبي ‪ ‬تسوغ هلم‬
‫كرس بنو أميه كل قدراهتم التي تتمتع‬ ‫ذلك‪ ،‬وقد َّ‬
‫هبا دولتهم الواسعة لرتبية الناس والنشء اجلديد‬
‫عىل هذين اهلدفني انتهجوا سياسة الرتهيب‬
‫والرتغيببكلقوهتمفامتألتالسجونواملنايف‬
‫فضال عن عدد هائل ممن عارضهم ووقف يف‬
‫وجهأطروحتهمتلك‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬يوم عاشوراء سنة إحدى وستني‬
‫هجرية الذي أقدم فيه أعداء احلسني ‪ ‬عىل‬
‫قتل احلسني ‪ ‬واستئصال ذريته إذ قتلوا حتى‬
‫الطفلالرضيع‪،‬ومليبقمنذريةاحلسني ‪ ‬؛اال‬
‫‪12‬‬
‫عيلبن احلسني ‪ ‬بسبب مرضه الذي أقعدهعن‬
‫القتال‪ ،‬والذي كان حيسبه كل من رآه يوم العارش‬
‫انه ميت ملا به‪ ،‬وداسوا بخيوهلم جسد احلسني ‪‬‬

‫مبالغ ًة يف إهانته‪ ،‬ورفعوا رؤوس القتىل عىل‬


‫الرماح‪ ،‬وسريوا النساء أرسى إىل الشام عاصمة‬
‫الدولة االسالمية آنذاك‪ .‬ويف قبال ذلك برز يزيد‬
‫حاكام منترصا وتزينت الشام هلذا النرص ِ‬
‫وحسب‬
‫الناظر إىل األمويني آنذاك ان الدنيا كلها معقودة‬
‫هلم‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الوجه الثاين للظاهرة احلسينية ـ‬
‫والتجذر‪:‬‬
‫ّ‬ ‫االنبعاث‬

‫بعد ستني سنة من يوم عاشوراء شهد الواقع‬


‫التارخيي أربعة أمور شكلت الوجه املنبعث‬
‫والفياضللظاهرةاحلسينيةوهي‪:‬‬
‫األمر األول‪ :‬اهنيار دولة بني أميه فلم تبق هلم‬
‫غريهم كل ما‬ ‫ِ‬
‫ممزق وورث ُ‬ ‫رش َّ‬
‫باقية فقد ُم ِّزقوا َّ‬
‫بنوه ومجعوه من أموال‪ ،‬وانقطعت ذرية يزيد‬
‫فلم يبق احد ينتسب إليه‪ .‬واقرتنت اللعنة باسمه‬
‫واسم أبية واسم امه هند‪ .‬وانتهت أطروحتهم‬
‫عىل اهنم خلفاء اهلل إىل غري رجعة كام انتهت‬
‫أطروحتهم يف لعن عيل ‪ .‬فلم يظهر كيان‬
‫سيايس بعدهم يتبنى لعن عيل ‪ ‬حتى يف‬
‫دولتهم الثانية يف األندلس والتي امتدت ثالثة‬
‫قرون تقريبا (‪.)422-138‬‬
‫األمر الثاين‪ :‬انتشار أحاديث النبي ‪ ‬يف‬
‫فضائل عيل ‪ ‬وعودة ذكره بخري يف كل األمة‪.‬‬
‫األمر الثالث‪ :‬بروز بيت احلسني ‪ ‬من‬
‫‪14‬‬
‫جديد من خالل ولده عيل بن احلسني ‪ ‬زين‬
‫العابدين الذي شكل ظاهرة ملفتة للنظر يف عدة‬
‫مستويات‪:‬‬
‫املستوى األول‪ :‬شفاؤه من مرض مميت حتام‪،‬‬
‫الذرب (مرض يفسد املعدة املسمى‬
‫وهو مرض َ‬
‫باإلسهال)‪ ،‬وهو مرض اذا أصاب الكبري يف‬
‫الصيف واستمر عدة أيام فانه يودي بحياة‬
‫املريض‪ ،‬وقد كانت حالة عيل بن احلسني ‪ ‬يوم‬
‫عاشوراء هي الضعف الشديد‪ ،‬وفقدان الوزن إذ‬
‫كان ابن ثالث وعرشين سنة‪ ،‬ولكن الناظر يراه‬
‫اصغر من سنه‪ ،‬وهذا املرض أقعده عن القتال‪،‬‬
‫وكان متزوجا وله الباقر وقد شهد كربالء مع‬
‫والده وهو ابن اربع سنوات‪ ،‬وقد أراد شمر قتله‬
‫فقيل له دعه ملا به‪ ،‬ثم شافاه اهلل تعاىل من مرضه‬
‫بعد ذلك‪.‬‬
‫املستوى الثاين‪ :‬إنجابه ستة أوالد هم حممد‬
‫الباقر ‪ ،‬وعبد اهلل الباهر وعمر األرشف‪،‬‬
‫وزيد‪ ،‬واحلسني األصغر‪ ،‬وعيل‪ .‬وعن طريقهم‬
‫تفرع نسل احلسني ‪ ‬وانترش يف الدنيا بشكل‬
‫الفتللنظر‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪(((‬‬
‫املستوى الثالث‪ :‬بروز عيل بن احلسني‬

‫((( قال أبو بكر بن الربقي ونسل احلسني بن عيل كله من قبل‬
‫عيل األصغر وأمه أم ولد وكان أفضل أهل زمانه (هتذيب الكامل‬
‫ترمجة عيل بن احلسني)‪.‬وروى عن زيد بن أسلم قال ما جالست‬
‫يف أهل القبلة مثله يعني عيل بن حسني (تاريخ مدينة دمشق ابن‬
‫عساكر ج ‪ 14‬ص ‪.)373‬وهو عند سعيد بن املسيب‪ :‬أورع من‬
‫رآه‪ .‬وقد روي أن هشام بن عبد امللك حج يف خالفة عبد امللك‬
‫أو الوليد فطاف بالبيت وأراد أن يستلم احلجر فلم يقدر عليه من‬
‫الزحام فنصب له منرب فجلس عليه وأطاف به أهل الشام فبينا‬
‫هو كذلك إذ أقبل عيل بن احلسني عليه إزار ورداء أحسن الناس‬
‫وجها وأطيبهم رائحة بني عينيه سجادة كأهنا ركبة عنز فجعل‬
‫يطوف بالبيت فإذا بلغ إىل موضع احلجر تنحى له الناس عنه حتى‬
‫يستلمه هيبة له وإجالال فغاظ ذلك هشاما فقال رجل من أهل‬
‫الشام هلشام من هذا الذي قد هابه الناس هذه اهليبة فأفرجوا له‬
‫عن احلجر فقال هشام ال أعرفه لئال يرغب فيه أهل الشام فقال‬
‫الفرزدق وكان حارضا ولكني أعرفه فقال الشامي من هو يا أبا‬
‫فراس فقال الفرزدق قصيدته املشهورة‪:‬‬
‫والبيت يعرفه واحلل واحلرم‬ ‫هذا الذي تعرف البطحاء وطأته‬
‫هذا التقي النقي الطاهر العلم‬ ‫هذا بن خري عباد اهلل كلهم‬
‫إىل مكارم هذا ينتهي الكرم‬ ‫إذا رأته قريش قال قائلها‬
‫والعجم‬
‫ُ‬ ‫عرب األقوام‬
‫ُ‬ ‫عن نيلها‬ ‫ينمى إىل ذروة العز التي قرصت‬
‫ركن احلطيم إذا ما جاء يستلم‬ ‫يكاد يمسكه عرفان راحته‬
‫فام يكلم إال حني يبتسم‬ ‫يغيض حياء ويغيض من مهابته‬
‫من كف أروع يف عرنينه شمم‬ ‫بكفه خيزران رحيها عبق‬
‫طابت عنارصه واخليم والشيم‬ ‫مشتقة من رسول اهلل نبعته‬
‫ينجاب‬
‫العتم‬ ‫كالشمس إرشاقها‬ ‫عن‬ ‫ينجاب نور اهلدى عن نور غرته‬
‫حلو الشامئل حتلو عنده نعم‬ ‫محال أثقال أقوام إذا فدحوا‬‫ّ‬
‫بجده أنبياء اهلل قد ختموا‬ ‫هذا بن فاطمة إن كنت جاهله‬
‫جرى بذاك له يف لوحه القلم‬ ‫اهلل فضله قدما ورشفه‬
‫أنكرت والعجم‬
‫َ‬ ‫تعرف من‬
‫ُ‬ ‫ال ُعرب‬ ‫فليس قولك من هذا بضائره‬
‫عنه الغيابة واإلمالق والعدم‬ ‫عم الربية باإلحسان فانقشعت‬
‫يستوكفان وال يعرومها العدم‬ ‫كلتا يديه سحاب عم نفعهام‬
‫يزينه اثنان حسن اخللق والكرم‬ ‫سهل اخلليقة ال خيشى بوادره‬
‫رحب الفناء أريب حني يعتزم‬ ‫ال خيلف الوعد ميمون نقيبته‬
‫كفر وقرهبم منجى ومعتصم‬ ‫من معرش حبهم دين وبغضهم‬
‫ويسرتب به اإلحسان والنعم‬ ‫يستدفع السوء والبلوى بحبهم‬
‫يف كل بر وخمتوم به الكلم‬ ‫مقدم بعد ذكر اهلل ذكرهم‬
‫‪16‬‬
‫ع َلام يف األمة يف العبادة والعلم‪ ،‬ومن بعده ولده‬
‫الباقر ‪ ‬بشكل اعظم إذ عرف عنه انه كان‬
‫يبقر العلم بقرا ومنه ُل ِّقب بالباقر((( ومن بعده‬
‫وبخاصة السنوات‬ ‫‪(((‬‬
‫برز ولده الصادق‬
‫أوقيلمنخريأهلاألرضقيلهم‬ ‫إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم‬
‫وغضب هشام وأمر بحبس الفرزدق فحبس بعسفان بني مكة‬
‫واملدينة فبلغ ذلك عيل بن احلسني فبعث إىل الفرزدق باثني عرش‬
‫ألفدرهموقالاعذرأبافراسفلوكانعندناأكثرمنهالوصلناك‬
‫هبا فردها وقال يا بن رسول اهلل ما قلت الذي قلت إال غضبا هلل‬
‫ولرسوله وما كنت ألرزأ عليه شيئا فردها إليه وقال بحقي عليك‬
‫ملا قبلتها فقد رأى اهلل مكانك وعلم نيتك فقبلها‪.‬‬
‫(العرنني اعىل االنف بني العينني)‪( ،‬اخليم بكرس اخلاء السجايا ال‬
‫واحد هلا)‪.‬‬
‫((( فقد قال الذهبي فيه‪ :‬أبو جعفر الباقر حممد بن عيل بن احلسني‬
‫اإلمام الثبت اهلاشمي العلوي املدين أحد األعالم‪ .‬وكان سيد‬
‫بني هاشم يف زمانه اشتهر بالباقر من قوهلم بقر العلم يعني شقه‬
‫فعلم أصله وخفيه (تذكرة احلفاظ‪.)124/1‬‬
‫يفضل عىل عيل بن احلسني‬ ‫وقال حممد بن املنكدر ما رأيت أحدا ُ‬
‫حتى رأيت ابنه حممدا‪(.‬و حممد بن املنكدر بن عبد اهلل القريش أبو‬
‫عبد اهلل وهم اخوة ثالثة أبو بكر وحممد وعمر وكان حممد من‬
‫سادات قريش وعباد أهل املدينة وقراء التابعني مات سنة ثالثني‬
‫ومائة وقد نيف عىل السبعني وكان يصفر حليته ورأسه باحلناء)‪.‬‬
‫وقال ابن سعد يف ترمجة الباقر ‪ :‬كان ثقة كثري احلديث‪ .‬وقال‬
‫ابن الربقي‪ :‬كان فقيها فاضال‪.‬‬
‫((( وقد قال ابن حجر فيه‪ :‬جعفر بن حممد بن عيل بن احلسني بن‬
‫عيل بن أيب طالب اهلاشمي أبو عبد اهلل املعروف بالصادق صدوق‬
‫فقيه إمام‪ .‬قال إبراهيم بن حممد الرماين أبو نجيح سمعت حسن‬
‫بن زياد يقول سمعت أبا حنيفة وسئل من أفقه من رأيت فقال ما‬
‫رأيت أحدا أفقه من جعفر بن حممد‪ .‬ملا أقدمه املنصور احلرية بعث‬
‫إيل فقال يا أبا حنيفة ان الناس قد فتنوا بجعفر بن حممد فهيء له من‬
‫‪17‬‬
‫‪136-132‬هجرية إذ ظهر بشكل مرجع عام‬
‫يف األمة االسالمية حيث كان حيرض درسه أربعة‬
‫آالف تلميذ تقريبا محلوا عنه العلم الذي كتبه‬
‫عيل ‪ ‬وورثه احلسن ‪ ‬ثم احلسني ‪ ‬ثم عيل‬
‫بن احلسني ‪ ‬ثم الباقر ‪ ‬ثم الصادق ‪،‬‬
‫وكتب أربعامئة تلميذ من تالميذ الصادق ‪‬‬

‫عنه ‪ ‬أربعامئة رسالة وكتاب يف الفقه خاصة‪.‬‬


‫األمر الرابع‪ :‬بروز شيعة عيل ‪ ‬الذين عمل‬
‫األمويون عىل تصفيتهم من جديد كفئة ظاهرة يف‬
‫املجتمع املسلم‪ ،‬حتمل العلم الذي كتبه عيل ‪‬‬

‫عن النبي ‪ ‬برواية الصادق حفيد احلسني ‪،‬‬


‫وحتيي عاشوراء باحلزن والبكاء سنويا‪.‬‬

‫مسائلك تلك الصعاب فقال فهيأت له أربعني مسألة ثم بعث إيل‬


‫أبو جعفر فأتيته باحلرية فدخلت عليه وجعفر جالس عن يمينه‬
‫فلام برصت هبام دخلني جلعفر من اهليبة ما مل يدخلني أليب جعفر‬
‫فسلمت وأذن يل أبو جعفر فجلست ثم التفت إىل جعفر فقال يا‬
‫أبا عبد اهلل تعرف هذا قال نعم هذا أبو حنيفة ثم أتبعها قد أتانا ثم‬
‫قال يا أبا حنيفة هات من مسائلك سل أبا عبد اهلل فابتدأت أسأله‬
‫قال فكان يقول يف املسألة أنتم تقولون فيها كذا وكذا وأهل املدينة‬
‫يقولون كذا ونحن نقول كذا فربام تابعنا وربام تابع أهل املدينة‬
‫وربام خالفنا مجيعا حتى أتيت عىل أربعني مسألة ما أخرج منها‬
‫مسألة ثم قال أبو حنيفة أليس قد روينا أن أعلم الناس أعلمهم‬
‫باختالفالناس‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫تفسري الظاهرة احلسينية يف وجهها‬
‫املنبعث املتنامي‪:‬‬

‫ليس من شك ان جانب البقاء واالنبعاث‬


‫يف الظاهرة احلسينية املتمثل بعنارصها األربعة‬
‫اآلنفة الذكر ال يمكن تفسريه اال بعامل التأييد‬
‫اإلهلي والرعاية اإلهلية للحسني ‪ ‬وهذه‬
‫الرعايةأخذتشكلني‪:‬‬
‫الشكل األول‪ :‬الرعاية اإلهلية بفعل اهلي مبارش‪.‬‬
‫وهو واضح جدا يف مسألة انقطاع نسل يزيد‬
‫وبني أميه وكثرة نسل احلسني ‪ ‬يف الوقت‬
‫الذي كانت فيه ظروف يزيد تقتيض كثرة النسل‬
‫وظروف احلسني تقتيض استئصال النسل‪.‬‬
‫وهذه املسألة من خمتصات اهلل تعاىل فهو الذي‬
‫َ‬ ‫َّ ُ ُ‬
‫لك َّ‬
‫ماوات واأل ِ‬
‫رض‬ ‫ِ‬ ‫الس‬ ‫﴿لِ م‬‫هيب الذكور واإلناث ِ‬
‫ُ ُّ‬
‫اذل َ‬
‫كور﴾‬ ‫ب ل َِمن يشاء‬ ‫يشاء إناثا َ‬
‫ويه ُ‬ ‫يه ُ‬
‫ب ل َِمن ُ‬ ‫خيلُ ُق ما ُ‬
‫يشاء َ‬
‫ِ‬
‫الشورى‪ ،49/‬وكذلك الشفاء من املرض ﴿و إِذا‬
‫ُ َ‬
‫يشفني﴾ الشعراء‪ ،80/‬وقد كان عيل‬
‫ِ‬ ‫ضت فهو‬‫َم ِر‬
‫‪19‬‬
‫بن احلسني ‪ ‬يف مرضه الذي أقعده عن القتال‬
‫يوم عاشوراء ال يرجتى شفاؤه منه وحيسبه الناظر‬
‫إليه انه من األموات‪.‬‬
‫الشكل الثاين‪ :‬الرعاية اإلهلية عن طريق فعل‬
‫السنن اإلهلية يف حركة التاريخ‪.‬‬
‫وهذا النوع الثاين من الرعاية اإلهلية جيعل‬
‫الظاهرة احلسينية يف مصاف ظاهرة انتصار‬
‫األنبياء عىل مكذبيهم املذكورة يف القرآن عرب‬
‫القصص الكثرية بل وتعد الظاهرة احلسينية تعد‬
‫من أوضح املصاديق احلية هلذه السنن‪.‬‬
‫وفيام ييل بعض هذه السنن‪:‬‬
‫‪ .1‬سنة إهالك الظاملني واستخالف‬
‫املستضعفني يف اهلل‪:‬‬
‫كام حصل مع نوح وهود وصالح وغريهم‬
‫وسنةإهالكالظاملنيوفتحالطريقللمستضعفني‬
‫ليكونوا وجودا ظاهرا كام حصل مع قوم موسى‬
‫وأصحابعيسى ‪.‬‬
‫َ َ َ‬ ‫ً َ‬ ‫َ َ ْ‬
‫قال تعاىل‪﴿ :‬ل َق ْد أ ْر َسلنا نُوحا إِىل ق ْو ِمهِ فقال يا ق ْومِ‬
‫ك ْم َعذابَ‬‫َ َ ُ ْ ْ َ ُُْ ّ َ ُ َ َْ ُ‬ ‫ْ‬
‫اع ُب ُدوا اهلل ما لكم مِن إ ِ ٍهل غيه إ ِ ِن أخاف علي‬
‫ني ‪60‬‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫قال ال ْ َم َلُ م ِْن قَ ْو ِمهِ إنَّا ل َ َن َ‬
‫اك ف َضالل ُ‬ ‫َ‬
‫يم ‪59‬‬ ‫َْ َ‬
‫ٍ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يو ٍم ع ِظ ٍ‬
‫‪20‬‬
‫ني ‪61‬‬ ‫ول م ِْن َر ّب الْعالَم َ‬ ‫َ ٌَ َ ّ َُ ٌ‬
‫س‬ ‫ر‬ ‫ِن‬ ‫ك‬ ‫ل‬‫و‬ ‫ة‬ ‫الل‬ ‫ض‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫قال يا قَ ْو ِم لَيْ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ّ ْ‬ ‫َُُّ ُ‬
‫ساالت َر ِب َوأن َص ُح لك ْم َوأعل ُم م َِن اهللِ ما ال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬
‫م‬ ‫ك‬ ‫أبل ِغ‬
‫ََ َ ُْ ْ َ ْ َ ُ ْ ْ ٌ ْ َّ ُ ْ َ‬ ‫ََُْ َ‬
‫جبتم أن جاءكم ذِكر مِن ربِكم ع‬ ‫تعلمون ‪ 62‬أوع ِ‬
‫ك َّذبُوهُ‬ ‫َ ُ ْ ُ ْ ُ ْ َ ُ ْ َ َ َّ ُ َ َ َ َّ ُ ْ ُ ْ َ ُ َ َ َ‬
‫رج ٍلمِنكم ِلنذِركمولِ تقواولعلكمترحون‪ 63‬ف‬
‫ُ‬ ‫َ َ ْ َ ْ ُ َ َّ َ َ َ ُ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ْ َ َّ َ َ َّ‬
‫ك وأغرقنا الِين كذبوا بِآيات ِنا‬ ‫فأنيناه والِين معه ِف الفل ِ‬
‫َ ُ ُ ً َ َ‬ ‫إ َّن ُه ْم اكنُوا قَ ْوما ً َعم َ‬
‫ني ‪ِ 64‬إَوىل اع ٍد أخاه ْم هودا قال يا ق ْو ِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َْ َ ُ‬ ‫َ ُْ َ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ْ‬
‫يهُ أفال ت َّتقون ‪ 65‬قال المل‬ ‫اهلل ما لك ْم م ِْن إ ِ ٍهل غ‬ ‫اع ُب ُدوا‬
‫َ َّ َ ُ َ‬ ‫ك َف ُروا م ِْن قَ ْو ِمهِ إنَّا ل َ َن َ‬ ‫َّ َ َ‬
‫اك ِف َسفاه ٍة ِإَونا لَظ ُّنك م َِن‬ ‫ِ‬ ‫الِين‬
‫ٌ‬ ‫ٌَ‬
‫ني ‪ 66‬قال يا ق ْو ِم ليْ َس ِب َسفاهة َولك ِِّن َر ُسول م ِْن‬
‫َ َ َ‬ ‫الْاكذِب َ‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ‬‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َر ّب الْعالم َ‬
‫َ‬
‫ناص ٌح‬ ‫ساالت َر ِب َوأنا لك ْم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ني ‪ 67‬أبَل ِغك ْم ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُْ ْ ْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أَم ٌ‬
‫جاءك ْم ذِك ٌر م ِْن َر ّبِك ْم ع َر ُج ٍل‬ ‫جبتم أن‬ ‫ِ‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫‪68‬‬ ‫ِني‬
‫َ‬ ‫ك ْم ُخلَ َ‬ ‫ْ ُ ْ ُْ َُ ْ َ ْ ُُ ْ َ ََ ُ‬
‫فاء م ِْن َب ْع ِد ق ْو ِم‬ ‫مِنكم ِلنذِركم واذكروا إِذ جعل‬
‫َ َّ ُ‬
‫آالء اهللِ ل َعلك ْم‬ ‫اللْق بَ ْص َط ًة فَاذْ ُك ُروا َ‬ ‫ك ْم ف ْ َ‬ ‫ُ ٍ َ َ ُ‬
‫نوح وزاد‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫اهلل َو ْ‬ ‫ون ‪ 69‬قالُوا أجئْتَنا لِ َ ْع ُب َد َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ ُ َ‬
‫ح َدهُ َونذ َر ما اكن‬ ‫ِ‬ ‫تفل ِح‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِني ‪ 70‬قال‬ ‫الصادِق َ‬ ‫ت م َِن َّ‬ ‫آباؤنا فَأت ِنا بما تَعِ ُدنا إ ْن ُكنْ َ‬ ‫َ ُُْ ُ‬
‫يعبد‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َْ ََ َ َ َْ ُ ْ ْ َّ ُ ْ ْ ٌ َ َ َ ٌ َُ ُ َ‬
‫ب أتادِلون ِن ِف‬ ‫قد وقع عليكم مِن ربِكم رِجس وغض‬
‫ْ ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ ْ ُ ُ َ ْ ُ ْ َ ُ ُ ْ َ َّ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫طان‬ ‫أسما ٍء سميتموها أنتم وآباؤكم ما نزل اهلل بِها مِن سل ٍ‬
‫َ‬
‫ين ‪ 71‬فَأ ْنَيْناهُ َو َّالِينَ‬ ‫ك ْم م َِن ال ْ ُمنْ َت ِظر َ‬ ‫َ َْ ُ ّ َ َ ُ‬
‫فانت ِظروا إ ِ ِن مع‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َّ َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َم َع ُه ب َر ْ َ‬
‫ِين كذبُوا بِآيات ِنا َوما اكنوا‬ ‫ح ٍة م َِّنا َوق َط ْعنا دابِر ال‬ ‫ِ‬
‫ُم ْؤ ِمن َِني ‪ ﴾72‬األعراف‪59/‬ـ‪72‬‬
‫اع ُب ُدوا َ‬ ‫ً َ َ ِْ ْ‬ ‫َ َ َ ُ‬
‫اهلل ما‬ ‫صالا قال يا قوم‬ ‫ِ‬ ‫﴿ِإَوىل ث ُمود أخاه ْم‬
‫‪21‬‬
‫ُ‬
‫اس َت ْع َم َرك ْم‬ ‫ك ْم م َِن األَ ْر ِض َو ْ‬ ‫َ ُُْ ُ َ ََْ َ ُ‬
‫لك ْم م ِْن إ ِ ٍهل غيه هو أنشأ‬
‫َ ُ‬
‫ُ‬
‫يب ‪ 61‬قالوا‬ ‫يب ُم ٌ‬ ‫وبوا إ َلْهِ إ َّن َر ّب قَر ٌ‬ ‫اس َت ْغ ِف ُروهُ ُث َّم تُ ُ‬ ‫فِيها فَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫يا صال ُِح قَ ْد ُكنْ َ‬
‫ت فِينا َم ْر ُج ًّوا قبْل هذا أتنهانا أن ن ْع ُب َد ما‬
‫َ‬
‫يب ‪ 62‬قال يا‬ ‫ر‬ ‫ك م َِّما تَ ْد ُعونا إ َلْهِ ُ‬
‫م‬
‫َ ْ ُ ُ ُ َّ َ َ ّ‬
‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫يعبد آباؤنا ِإَوننا ل ِف ش ٍ‬
‫ح ًة َف َمنْ‬ ‫ت َع بَ ّي َنة م ِْن َر ّب َوآتان مِنْ ُه َر ْ َ‬ ‫قَ ْو ِم أَ َر َأ ْي ُت ْم إ ْن ُكنْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ْ َ َ ْ ُ ُ َ َ ُ َ َ ْ َ َْ‬ ‫صن م َ‬ ‫َينْ ُ ُ‬
‫ِري ‪63‬‬ ‫ٍ‬ ‫س‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫غ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ون‬ ‫يد‬ ‫ز‬
‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ما‬ ‫ف‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ص‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ِ‬ ‫هلل‬ ‫ا‬ ‫ِن‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ُ ْ ًَ َ َ ُ َْ ُ ْ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬
‫َويا ق ْو ِم ه ِذه ِناقة اهللِ لكم آية فذروها تأكل ِف أرض اهللِ‬
‫ِ‬
‫َََ‬ ‫ُ ََْ ُ َ ُ ْ َ ٌ َ‬ ‫َ‬
‫َوال ت َم ُّسوها بِسو ٍء فيأخذكم عذاب ق ِريب ‪ 64‬فعقروها‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫َ َ ْ ٌ َ ُْ َ ْ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َْ َََ‬ ‫قال َت َم َّت ُ‬ ‫َ َ‬
‫وب ‪65‬‬ ‫ٍ‬ ‫ذ‬ ‫ك‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫غ‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫ِك‬ ‫ل‬‫ذ‬ ‫م‬
‫ٍ‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ة‬ ‫الث‬ ‫ث‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫دار‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫وا‬ ‫ع‬ ‫ف‬
‫ح ٍة م َِّنا‬ ‫آم ُنوا َم َع ُه ب َر ْ َ‬ ‫ِين َ‬ ‫صالا ً َو َّال َ‬ ‫ِ‬ ‫نيْ‬‫َ َ ْ ُ َ َّ‬ ‫فَلَ َّ‬
‫ِ‬ ‫نا‬ ‫نا‬‫ر‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫جاء‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫يز ‪َ 66‬وأَ َخ َذ ال َ‬
‫ِين‬
‫َّ‬ ‫ك ُه َو الْ َقو ُّي الْ َعز ُ‬ ‫َّ َ َّ َ‬
‫َوم ِْن خ ِْز ِي يَ ْو ِمئ ِ ٍذ إِن رب‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني ‪َ 67‬كأَ ْن لَمْ‬ ‫حوا ف دِياره ِْم جاثِم َ‬
‫ِ‬
‫ص َب ُ‬‫ح ُة فَأَ ْ‬ ‫الصيْ َ‬ ‫َظلَ ُموا َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َّ َ ُ َ َ َ ُ َ َّ ُ ْ ُ ْ َ ُ َ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َيغ َن ْوا فِيها أال إِن ثمود كفروا ربهم أال بعدا ِلمود ‪﴾68‬‬
‫هود‪61/‬ـ‪.68‬‬
‫ويف قصة موسى ‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫َب ْع ِده ِْم ُموىس بِآيات ِنا‬ ‫قال تعاىل‪﴿:‬ث َّم َب َعثنا م ِْن‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ َ َ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫َ‬
‫إِىل ف ِْر َع ْون َو َمالئِهِ فظل ُموا بِها فانظ ْر كيْف اكن اعق َِبة‬
‫ْ ْ‬
‫ِين ‪ ﴾103‬األعراف‪.103/‬‬ ‫سد َ‬ ‫ال ُمف ِ‬
‫وقال تعاىل‪:‬‬
‫َ َّ‬ ‫َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ََ ْ ْ ُ‬ ‫َ ْ َ‬
‫﴿فان َتق ْمنا مِن ُه ْم فأغ َرقناه ْم ِف الَ ِّم بِأن ُه ْم كذبُوا‬
‫َ َ ْ َ ْ َ ْ َ ْ َ َّ َ ُ‬ ‫بآيات ِنا َواكنُوا َعنْها اغفِل َ‬
‫ِين اكنوا‬‫ِني ‪ 136‬وأورثنا القوم ال‬ ‫ِ‬
‫‪22‬‬
‫َْ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ُ َ‬
‫باركنا فِيها‬ ‫ي ُ ْس َتض َعفون َمشارِق األ ْر ِض َو َمغارِ َب َها ال ِت‬
‫يل بما َص َ ُ‬‫ْ َ‬ ‫ال ْسىن َع بَ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َّ ْ َ َ ُ َ ّ َ ْ‬
‫بوا‬ ‫ائ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫س‬ ‫إ‬ ‫ن‬ ‫وتمت ك ِمت ربِك‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َود َّم ْرنا ما اكن يَ ْص َن ُع ف ِْر َع ْون َوق ْو ُم ُه َوما اكنوا َي ْع ِرشون ‪﴾137‬‬
‫األعراف‪136/‬ـ‪.137‬‬
‫ويف قصة عيسى ‪:‬‬
‫ِيس ابْ ُن‬
‫قال ع َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫آم ُنوا ُكونُوا َأن ْ َ‬
‫صار اهللِكما‬ ‫﴿يا َأ ُّي َها َّال َ‬
‫ِين َ‬
‫َ ْ َ ُّ َ‬
‫ون َنْنُ‬ ‫َ‬ ‫َ ََْ ْ َ ّ َ َ ْ َْ‬
‫مريم ل ِلحوارِيِني من أنصارِي إِل اهللِ قال الوارِي‬
‫ٌَ‬ ‫ٌَ ْ َ ْ َ ََََ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬
‫أنصار اهللِ فآمنت طائِفة مِن ب ِن إِسائِيل وكفرت طائِفة‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َّ ْ َ َّ َ َ ُ َ َ ُ ّ ْ َ َ‬
‫َ‬
‫فأيدنا الِين آمنوا ع عدوِهِم فأصبحوا ظاه ِِرين ‪﴾14‬‬
‫الصف‪.14/‬‬
‫ويف قصة أصحاب القرية واملرسلني‪:‬‬
‫َ َ‬ ‫َ َْ َْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ْ َُ ْ َ َ ً َ‬
‫اضب لهم مثال أصحاب القريةِ إِذ جاءها‬ ‫﴿و ِ‬
‫ْ ْ َ ْ َ ْ ُ ْ َ ْ َ َ َّ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ ْ َ ُ َ‬
‫ي فكذبُوهما ف َع َّز ْزنا‬ ‫المرسلون ‪ 13‬إِذ أرسلنا إِل ِهم اثن ِ‬
‫ال ب َ َشٌ‬ ‫َ ْ ُ ْ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َّ َ ُ ْ ُ ْ َ ُ َ‬
‫بِثال ٍِث فقالوا إِنا إِلْكم مرسلون ‪ 14‬قالوا ما أنتم إ ِ‬
‫َ‬ ‫َّ َ ْ‬ ‫ْ ُ َ َ ْ َ َ َّ ْ ُ ْ َ ْ ْ َ ْ‬
‫ش ٍء إِن أن ُت ْم إِال تكذِبُون ‪15‬‬ ‫مِثلنا وما أنزل الرحن مِن ‏‬
‫َّ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ ُ َ ُ َ‬ ‫ُ‬
‫قالوا َر ُّبنا َي ْعل ُم إِنا إِلْك ْم ل ُم ْر َسلون ‪َ 16‬وما َعليْنا إِال الَالغ‬
‫ُ ْ َ ْ َ ْ َ َْ ُ ََ ْ ُ َ ُ‬
‫ج َّنك ْم‬ ‫ينا بِكم لئِن لم تنتهوا لن‬ ‫ني ‪ 17‬قالُوا إنَّا َت َط َّ ْ‬ ‫ال ْ ُمب ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ك ْم م َِّنا َع ٌ‬ ‫َ َ َ َ َّ َّ ُ‬
‫ذاب أ ِل ٌم ‪ 18‬قالوا طائ ِ ُرك ْم َم َعك ْم أإِن‬ ‫ولمسن‬
‫َ‬
‫جاء م ِْن أقْ َصا ال ْ َمد َ‬ ‫ُ ّ ُْ ْ َْ ُْ ْ ٌَْ ُ ْ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ِينةِ‬ ‫ون ‪َ 19‬و َ‬ ‫سف‬
‫ذكِرتم بل أنتم قوم م ِ‬
‫َّ‬
‫ِني ‪ 20‬اتب ِ ُعوا َم ْن ال‬ ‫قال يا قَ ْو ِم اتَّب ُعوا ال ْ ُم ْر َسل َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫َر ُجل ي َ ْسىع‬
‫ِ‬
‫َ َ َ ْ َّ‬ ‫َْ َُ ُ ْ َ ْ ً َُ ْ ُ َُْ َ‬
‫ل ال أع ُب ُد الِي‬ ‫ِ‬ ‫ما‬ ‫و‬ ‫‪21‬‬ ‫ون‬ ‫يسئلكم أجرا وهم مهتد‬
‫‪23‬‬
‫ً ْ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ف َط َر ِن ِإَولْهِ ت ْر َج ُعون ‪ 22‬أأتِذ م ِْن دونِهِ آل َِهة إِن يُ ِرد ِن‬
‫َّ ْ ُ ُ ّ ُ ْ َ ّ َ َ ُ ُ ْ َ ْ ً َ ُ ْ ُ‬
‫ون ‪23‬‬ ‫ض ال تغ ِن ع ِن شفاعتهم شيئا وال ين ِقذ ِ‬ ‫الرحن ب ِ ٍ‬
‫ون ‪25‬‬ ‫ّ َْ ُ َّ ُ ْ َ ْ َُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ ًَ َ‬
‫ني ‪ 24‬إ ِ ِن آمنت بِربِكم فاسمع ِ‬ ‫الل مب ِ ٍ‬
‫إ ِ ِن إِذا ل ِف ض ٍ‬
‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ ُ ْ َ َّ َ َ َ ْ َ َ‬
‫ت ق ْو ِم َي ْعل ُمون ‪ 26‬بِما غف َر ِل‬ ‫قِيل ادخ ِل النة قال يا ل‬
‫ْ‬ ‫َ ُْ ْ َ َ َ ََْ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫َر ِب َو َج َعل ِن مِن المكرمِني ‪ 27‬وما أنزلا ع قو ِمهِ مِن بع ِده ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ْ َ ْ َّ َ ْ َ ً‬ ‫السماءِ َوما ُك َّنا ُم ْنل َ‬ ‫م ِْن ُجنْد م َِن َّ‬
‫حة‬ ‫ِني ‪ 28‬إِن اكنت إِال صي‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َْ‬ ‫َ ْ َ ََ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫سةً ع العِبادِ ما يأتِي ِه ْم‬ ‫واح َِدةً فإِذا ه ْم خام ُِدون ‪ 29‬يا ح‬
‫َْ َ ْ ُ َ ََْ ََ ْ َ ْ َ ْ َ ْ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ْ َُ‬
‫ول إِال اكنوا بِهِ يسته ِزؤن ‪ 30‬ألم يروا كم أهلكنا‬ ‫مِن رس ٍ‬
‫ك لَماَّ‬ ‫ْ ُ ٌّ‬ ‫َ ْ َ ُ ْ َ ْ ُ ُ َ َّ ُ ْ َ ْ ْ َ ْ ُ َ‬
‫جعون ‪ِ 31‬إَون‬ ‫ون أنهم إِل ِهم ال ير ِ‬ ‫قبلهم مِن القر ِ‬
‫َ ٌ ََ ْ ُْ َ ُ َ‬
‫جِيع لينا مضون ‪ ﴾32‬يس‪13/‬ـ‪. 32‬‬

‫‪ .2‬سنة إبقاء إمامة اهلدى يف أهل بيت النبي‬


‫املؤسس‪:‬‬
‫يف بيت نوح وإبراهيم‪:‬‬
‫قال تعاىل‪:‬‬
‫﴿ولَ َق ْد أَ ْر َسلْنا نُوحا ً ِإَوبْراه َ‬
‫ِيم َو َج َعلْنا ف ُذ ّر َّيتِهماَ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ َ ُْ ْ ُ َْ ََ ٌ ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ري مِن ُه ْم فاسِقون ‪﴾26‬‬ ‫انلُّ ُب َّوة َوالكِتاب ف ِمنهم مهت ٍد وكث ِ‬
‫احلديد‪.26/‬‬
‫وقال تعاىل‪:‬‬
‫ََ َ ْ‬ ‫ث األَ َّول َ‬ ‫َ َ َ ْ َ َّ َ ْ َ ُ ْ َ ْ‬
‫كَُ‬
‫ِني ‪َ 71‬ولق ْد أ ْر َسلنا فِي ِه ْم‬ ‫﴿ولقد ضل قبلهم أ‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ين ‪ 73‬إِال عِباد‬ ‫اكن اعق َِب ُة ال ْ ُمنْ َذر َ‬
‫َ‬ ‫ُْ َ َ ُْ َ َ‬
‫ين ‪ 72‬فانظ ْر كيْف‬
‫ِ‬ ‫منذِرِ‬
‫ُ ٌ ََ ْ َ ُْ ُ َ‬ ‫ني ‪َ 74‬ولَ َق ْ‬
‫خلَص َ‬ ‫ُْ ْ‬
‫يبون ‪75‬‬ ‫ج‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ِع‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫وح‬ ‫ن‬ ‫نادانا‬ ‫د‬ ‫اهللِ الم ِ‬
‫‪24‬‬
‫ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ َ َّ ْ ُ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ ْ ْ‬
‫ب ال َع ِظي ِم ‪َ 76‬و َج َعلنا ذ ّرِ َّي َت ُه ه ُم‬ ‫ونيناه وأهله مِن الكر ِ‬
‫وح‬ ‫الم ع ن ٍ‬
‫َ ٌ َ ُ‬
‫ين ‪ 78‬س‬ ‫ِني ‪َ 77‬وتَ َر ْكنا َعلَيْهِ ف اآلخِر َ‬ ‫ْالاق َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫سن َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ َ َ ْ‬ ‫ْ َ َ‬
‫ني ‪ 80‬إِن ُه م ِْن‬ ‫ِف العال ِمني ‪ 79‬إِنا كذل ِك ن ِزي ال ُمح ِ ِ‬
‫ِإَون م ِْن ش َ‬ ‫َّ‬ ‫اآلخر َ‬ ‫َ ْ ُ ْ َ ُ َّ َ ْ َ ْ َ َ‬
‫ِيعتِهِ‬ ‫ين ‪82‬‬ ‫ِ‬ ‫عِبادِنا المؤ ِمن ِني ‪ 81‬ثم أغرقنا‬
‫ْ َ َ‬
‫ِيم ‪ 84‬إِذ قال ِلبِيهِ‬ ‫ل‬ ‫جاء َر َّب ُه ب َقلْب َ‬
‫س‬ ‫ِيم ‪ 83‬إذْ َ‬ ‫َلبْراه َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫ْ ً ً ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يدون ‪ 86‬فما‬ ‫َوق ْو ِمهِ ما ذا ت ْع ُب ُدون ‪ 85‬أإِفاك آل َِهة دون اهللِ ت ِر‬
‫َ َ‬
‫وم ‪ 88‬فقال‬ ‫ج ِ‬ ‫ني ‪َ 87‬ف َن َظ َر َن ْظ َرةً ف انلُّ ُ‬ ‫ك ْم ب َر ّب الْعالَم َ‬ ‫َ ُّ ُ‬
‫ظن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ّ َ ٌ َ َ َ َّ ْ َ ْ ُ ُ ْ َ َ َ‬
‫ين ‪ 90‬فراغ إِىل آل َِهت ِ ِه ْم فقال‬ ‫إ ِ ِن س ِقيم ‪ 89‬فتولوا عنه مدب ِ ِر‬
‫راغ َعلَيْهمْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ ْ َْ ُ َ‬ ‫َ َْ ُ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫أال تأكلون ‪ 91‬ما لكم ال تن ِطقون ‪ 92‬ف‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ َ ُ َ ْ َ ُّ َ‬
‫َ َُُْ َ‬
‫ني ‪ 93‬فأقبلوا إِلهِ ي ِزفون ‪ 94‬قال أتعبدون ما‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ضبا ً ب ْالَ‬‫َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ ُ َ ََ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫اهلل خلقك ْم َوما ت ْع َملون ‪ 96‬قالوا ابْ ُنوا ُل‬ ‫ح ُتون ‪ 95‬و‬ ‫تن ِ‬
‫ناهمُ‬ ‫َْ ً َ َ َْ ُ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ ً ََُْ‬
‫حي ِم ‪ 97‬فأرادوا بِهِ كيدا فجعل‬ ‫بنيانا فألقوه ِف ال ِ‬
‫َ‬ ‫ََْ‬
‫األسفلِني ‪ ﴾98‬الصافات‪71/‬ـ‪.98‬‬
‫وقال تعاىل‪:‬‬
‫ِيم َع قَ ْو ِمهِ نَ ْر َف ُع َد َ‬
‫ك ُح َّج ُتنا آتَيْناها إبْراه َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫جات‬ ‫ٍ‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫﴿وت ِل‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ِيم َعل ٌ‬ ‫َ ْ َ ُ َّ َ َّ َ‬
‫ِيم ‪َ 83‬و َوهبْنا ُل إ ِ ْسحاق‬ ‫ك َحك ٌ‬ ‫من نشاء إِن رب‬
‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ ً َ‬ ‫َ َ ْ ُ َ ُ ًّ َ‬
‫داود‬ ‫وب ك ه َديْنا َونوحا ه َديْنا م ِْن قبْل َوم ِْن ذ ّرِ َّيتِهِ‬ ‫ويعق‬
‫َ ُ َ َ َ َْ‬ ‫َ ُ َ ْ َ َ َ ُّ َ َ ُ ُ َ‬
‫هارون َوكذل ِك ن ِزي‬ ‫وسف َو ُموىس و‬ ‫وسليمان وأيوب وي‬
‫ْ َ ُ ٌّ‬ ‫َو َز َكر َّيا َو َي ْ‬ ‫سن َ‬ ‫ال ْ ُم ْ‬
‫اس ك م َِن‬ ‫حىي َوعِيىس ِإَول‬ ‫ِ‬ ‫‪84‬‬ ‫ني‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ح‬
‫َ َ َ َ َ َ ُ ُ َ َ ُ ً َ ًّ‬ ‫ْ‬ ‫ِني ‪ْ 85‬‬ ‫ال َ‬ ‫َّ‬
‫ِإَوسماعِيل واليسع ويونس ولوطا والك‬ ‫الص ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ع الْعالَم َ‬ ‫َ َّ ْ َ َ‬
‫ني ‪َ 86‬وم ِْن آبائ ِ ِه ْم َوذ ّرِ َّيات ِ ِه ْم ِإَوخوان ِ ِه ْم‬ ‫ِ‬ ‫فضلنا‬
‫‪25‬‬
‫َ ُ‬ ‫ناه ْم إىل ص ُ ْ َ‬ ‫َ ََْْ ُ ْ ََ َ ْ ُ‬
‫يم ‪ 87‬ذل ِك ه َدى‬ ‫اط مستقِ ٍ‬ ‫ِ ِ ٍ‬ ‫واجتبيناهم وهدي‬
‫َ‬
‫َْ‬ ‫ش ُكوا َ َ‬
‫لب ِ َط عن ُه ْم‬ ‫شاء م ِْن عِبادِه ِ َول َ ْو أ ْ َ‬
‫اهللِ َي ْهدِي بهِ َم ْن ي َ ُ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫َ َ ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫الك َم‬ ‫ِين آتيْناه ُم الكِتاب و‬ ‫ما اكنوا َي ْع َملون ‪ 88‬أولئِك ال‬
‫َ ًَ‬ ‫ُ َ َ َّ ْ‬ ‫َ ْ ُْ‬
‫َوانلُّ ُب َّوةَ فإِن يَكف ْر بِها هؤالءِ فق ْد َوكنا بِها ق ْوما ليْ ُسوا بِها‬
‫ين ‪ ﴾89‬األنعام‪83/‬ـ‪.89‬‬ ‫بكاف ِر َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ويف بيت حممد ‪:‬‬
‫ك َم َوانلُّ ُب َّوةَ‬ ‫َ َ ُْ ْ‬ ‫ُ َ َّ َ َ ْ ُ ُ ْ‬
‫﴿أولئِك الِين آتيناهم الكِتاب وال‬
‫َ ً َ‬ ‫َّ ْ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬ ‫َ ْ‬
‫فإِن يَكف ْر بِها هؤالءِ فق ْد َوكنا بِها ق ْوما ليْ ُسوا بِها‬
‫ُْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ َ َّ َ َ‬
‫اهلل فب ِ ُهداه ُم اق َتدِهْ قل‬ ‫ِين ه َدى‬ ‫بكاف ِر َ‬
‫ين ‪ 89‬أولئِك ال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال ذ ِْكرى ل ِلْعالَم َ‬ ‫َ‬
‫ْ َ ُ ُ ْ َ َ ْ ْ ً ْ ُ َ َّ‬ ‫َ‬
‫ني ‪﴾90‬‬ ‫ِ‬ ‫ال أسئلكم عليهِ أجرا إِن هو إ ِ‬
‫األنعام‪89/‬ـ‪.90‬‬
‫وقال تعاىل‪:‬‬
‫ون ‪ 167‬ل َ ْو أَ َّن عِنْ َدنا ذ ِْكرا ًم َِن األَ َّول َ‬
‫ِني ‪168‬‬
‫ْ ُ ََُ ُ َ‬
‫﴿ِإَون اكنوا لقول‬
‫َ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫خلَص َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َّ‬
‫ني ‪ 169‬فكف ُروا بِهِ ف َس ْوف‬ ‫لكنا عِباد اهللِ ال ُم ِ‬
‫ت َك َِم ُتنا لِعبادِنَا ال ْ ُم ْر َسل َ‬
‫ِني ‪171‬‬ ‫ون ‪َ 170‬ولَ َق ْد َس َب َق ْ‬
‫َ َُْ َ‬
‫يعلم‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َّ ْ َ ْ‬ ‫َّ ُ ْ َ ُ ُ ْ َ ْ ُ ُ َ‬
‫ورون ‪ِ 172‬إَون ُجن َدنا ل ُه ُم الغالِ ُون ‪173‬‬ ‫إِنهم لهم المنص‬
‫ََْ ْ ُ ْ َ َ َْ ُ ْ ُ َ‬ ‫َف َت َو َّل َعنْ ُه ْم َح َّ‬
‫صون ‪175‬‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ص‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫أ‬‫و‬ ‫‪174‬‬ ‫ِني‬
‫ٍ‬ ‫ح‬ ‫ت‬
‫ساء َصباحُ‬‫ساحتِه ْم فَ َ‬ ‫ون ‪ 176‬فَإذا نَ َز َل ب َ‬ ‫َْ َْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫جل‬ ‫أفبِعذابِنا يستع ِ‬
‫َ‬
‫َ ْ ْ َ َ‬
‫ص ف َس ْوف‬ ‫ِني ‪ 178‬وأب ِ‬ ‫ح‬ ‫ت‬ ‫ين ‪َ 177‬وتَ َو َّل َعنْ ُه ْم َح َّ‬ ‫ال ْ ُمنْ َذر َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُْ ُ َ‬
‫ون ‪ ﴾179‬الصافات‪167/‬ـ‪.179‬‬ ‫ص‬ ‫يب ِ‬
‫اس َوما‬ ‫حاط بِانلَّ ِ‬ ‫ك أَ َ‬ ‫ْ ُ ْ َ َ َّ َ َّ َ‬
‫وقال تعاىل‪ِ﴿ :‬إَوذ قلنا لك إِن رب‬
‫‪26‬‬
‫َ َ ْ َ ُّ ْ َ َّ َ َ ْ َ َّ ْ َ ً َّ َ َّ َ ْ ْ َ َ‬
‫ج َرةَ ال َمل ُعونة‬ ‫جعلنا الرؤيا ال ِت أريناك إِال ف ِتنة ل ِلن ِ‬
‫اس والش‬
‫َّ ْ ً َ ً‬ ‫ُْ ْ َ َُُّ ُ ْ َ َ ُ ُ‬
‫يده ْم إِال ُطغيانا كبِريا ‪﴾60‬‬ ‫آن ونوِفهم فما ي ِز‬ ‫ِف القر ِ‬
‫اإلرساء‪.60/‬‬
‫اكن َع بَ ّي َن ٍة م ِْن َر ّبهِ َو َيتْلُوهُ‬ ‫ََ َ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وقال تعاىل‪﴿ :‬أفمن‬
‫ً َ َ ًَْ ُ َ‬ ‫شاه ٌِد مِنْ ُه َوم ِْن َقبْلِهِ ك ُ‬
‫حة أولئِك‬ ‫ِتاب ُموىس إِماما ور‬
‫َ‬ ‫حزاب فَانلَّ ُ‬ ‫ك ُف ْر به م َِن األَ ْ‬ ‫ُْ ُ َ ََ ْ َ ْ‬
‫ار َم ْوع ُِدهُ فال‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫يؤمِنون بِهِ ومن ي‬
‫كََ‬ ‫َّ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ْ ُ َّ ُ ْ َ ُّ ْ َ ّ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ث انلَّاسِ‬ ‫كن أ‬ ‫تك ِف مِري ٍة مِنه إِنه الق مِن ربِك ول ِ‬
‫َ ًُ َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ ْ ُ َ َ َ ْ َ ْ َ ُ َّ ْ َ‬
‫ال يؤمِنون ‪ 17‬ومن أظلم مِم ِن افتى ع اهللِ كذِبا أولئِك‬
‫ُ ْ َ ُ َ َ َ ّ ْ َ َ ُ ُ َ ْ ُ ُ َّ َ َ َ ُ َ‬
‫يعرضون ع رب ِ ِهم ويقول األشهاد هؤال ِء الِين كذبوا ع‬
‫ون َع ْن َ‬ ‫َ َّ َ َ ُ ُّ َ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َّ َْ ََُْ‬
‫يل‬‫ِ ِ‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫د‬ ‫ص‬ ‫ي‬ ‫ِين‬ ‫ال‬ ‫‪18‬‬ ‫ني‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ا‬‫الظ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫هلل‬ ‫ا‬ ‫ة‬ ‫رب ِ ِهم أال لعن‬
‫َ ُ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ً ُ‬ ‫ُ َ‬
‫اهللِ َو َيبْغونها ع َِوجا َوه ْم بِاآلخ َِرة ِ ه ْم اكف ُِرون ‪ 19‬أولئِك ل ْم‬
‫اكن ل َ ُه ْم م ِْن ُدون اهللِ مِنْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ين ِف األر ِض وما‬ ‫كونُوا ُم ْعجز َ‬ ‫َ ُ‬
‫ي‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َْ َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ ُ َ ُ َُ ُ ْ‬
‫أو ِلاء يضاعف لهم العذاب ما اكنوا يست ِطيعون السمع وما‬
‫ُ ُْ ُ َ‬
‫ون ‪ ﴾20‬هود‪17/‬ـ‪.20‬‬ ‫ص‬ ‫اكنوا يب ِ‬
‫ات‬ ‫ال ِ‬ ‫الص ِ‬ ‫آم ُنوا َو َعملُوا َّ‬
‫ِ‬
‫ِين َ‬‫وقال تعاىل‪﴿ :‬إ َّن َّال َ‬
‫ِ‬
‫الر ْح ُن ُو ًّدا ‪ ﴾96‬مريم‪.96/‬‬ ‫ج َع ُل ل َ ُه ُم َّ‬
‫َس َي ْ‬

‫وقال تعاىل‪:‬‬
‫َ َ َّ َ َ َ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ ُّ َ َ ُ ْ َ ْ َ‬
‫﴿فإِن حاجوك فقل أسلمت وج ِه ِلِ وم ِن اتبع ِن وقل‬
‫َ َ ُ ّ ّ َ ََ ْ َ ْ ُ ْ َ ْ َ ْ َ ُ َ َ‬ ‫َّ َ ُ ُ ْ‬
‫ل ِلِين أوتوا الكِتاب واألمِيِني أأسلمتم فإِن أسلموا فق ِد‬
‫ْ َ َ ْ ْ َ َ َّ ْ َ َّ َ َ ْ َ ْ َ ُ َ ُ َ ٌ ْ‬
‫ري بِالعِبادِ ‪20‬‬ ‫اهتدوا ِإَون تولوا فإِنما عليك الالغ واهلل ب ِص‬
‫ني ب َغ ْ‬ ‫ََُُْ َ‬ ‫َّ َّ َ َ ْ ُ ُ َ‬
‫ي َح ٍّق‬ ‫ِِ ِ ِ‬
‫ون انلَّب ّي َ‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫هلل‬ ‫ا‬ ‫آيات‬
‫إِن الِين يكفر ِ ِ‬
‫ب‬ ‫ون‬
‫‪27‬‬
‫اس فَبَ ّ ِ ْ‬
‫ش ُه ْم ب َ‬ ‫َ َ ْ ُ ُ َ َّ َ َ ْ ُ ُ َ‬
‫ون بالْقِ ْس ِط م َِن انلَّ‬
‫ذاب‬
‫ِ ٍ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ويقتلون الِين يأمر ِ‬
‫ُّ ْ‬ ‫ُ َ َّ َ َ َ ْ َ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ادلنيا َواآلخ َِرة ِ َوما‬ ‫ت أعمال ُه ْم ِف‬ ‫أ ِل ٍم ‪ 21‬أولئِك الِين حبِط‬
‫َ‬
‫ين ‪ ﴾22‬آل عمران‪20/‬ـ‪.22‬‬ ‫ناص َ‬
‫ِِ‬ ‫ل ُه ْم م ِْن‬

‫‪28‬‬
‫الظاهرة احلسينية وأصول الدين‬
‫الثالثة التوحيد والنبوة وإمامة‬
‫عيل ‪:‬‬

‫‪.1‬التوحيد‪:‬‬
‫التوحيد هو اإليامن بان اهلل تعاىل مدبر الظواهر‬
‫الكونية وخلقها لصالح االنسان‪ .‬ومن هنا‬
‫صارت مرسحا للتفكري الذي يقود إىل اإليامن‬
‫باهلل تعاىل‪ ،‬وكذلك احلال يف الظاهرة احلسينية‬
‫فهي تدبري اهلي لصالح احلسني ‪ ‬حني حفظ‬
‫ولد احلسني ‪ ‬وشفاه من مرضه املميت ثم‬
‫رزقه الذرية التي متأل الدنيا‪ .‬ويف قبال ذلك برت‬
‫نسل عدو احلسني‪ ،‬فهذه القضية مرسح للتفكري‬
‫الذي يقود إىل اإليامن باهلل تعاىل‪.‬‬
‫‪ .2‬النبوة‪:‬‬
‫حقيقة النبوة هي االخبار التفصييل باملغيبات‪.‬‬
‫والعلم بالغيب ينحرص باهلل تعاىل‪ ،‬ومن هنا‬
‫تكون عالمة صدق نبوة نبي هو االخبار بالغيب‬
‫‪29‬‬
‫التفصييل ثم وقوع هذا الغيب كام اخرب النبي ‪،‬‬
‫وقد تواتر لدى املسلمني ان النبي حممد ‪ ‬اخرب‬
‫بقتل ولده احلسني ‪ ‬بشاطئ الفرات مظلوما‬
‫عطشانا‪ .‬وفيام ييل نموذج من تلكم الروايات‪.‬‬
‫قال ابن كثري قال اإلمام أمحد‪ :‬حدثنا حممد‬
‫بن عبيد‪ ،‬ثنا رشاحيل بن مدرك‪ ،‬عن عبداهلل بن‬
‫نجيي‪ ،‬عن أبيه أنه سار مع عيل ‪ -‬وكان صاحب‬
‫مطهرته((( ‪ -‬فلام جاؤوا نينوى وهو منطلق إىل‬
‫صفني‪ .‬فنادى عيل‪ :‬صربا أبا عبداهلل‪ ،‬صربا أبا‬
‫عبداهلل‪ ،‬بشط الفرات قلت‪ :‬وماذا تريد ؟ قال‪:‬‬
‫« دخلت عىل رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم‬
‫ذات يوم وعيناه تفيضان فقلت‪ :‬ما أبكاك يا‬
‫رسول اهلل ؟ قال‪ :‬بىل‪ ،‬قام من عندي جربيل‬
‫قبل‪ ،‬فحدثني أن احلسني يقتل بشط الفرات‪ ،‬قال‬
‫فقال‪ :‬هل لك أن أشمك من تربته ؟ قال‪ :‬فمد‬
‫يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك‬
‫عيني أن فاضتا»‪ .‬قال ابن كثري تفرد به أمحد(((‪.‬‬
‫وروى نرص بن مزاحم عن سعيد بن حكيم‬
‫العبيس عن احلسن بن كثري عن أبيه‪ :‬أن عليا أتى‬
‫((( املطهرة هي إناء ماء الوضوء‪.‬‬
‫((( البداية والنهاية جملد‪ , 217/ 8 :‬مسند أمحد ‪ , 85/1‬اآلحاد‬
‫واملثاين ‪.308 /1‬‬
‫‪30‬‬
‫كربالء فوقف هبا‪ ،‬فقيل يا أمري املؤمنني‪ ،‬هذه‬
‫كربالء‪ .‬قال‪ :‬ذات كرب وبالء‪ .‬ثم أومأ بيده‬
‫إىل مكان فقال‪ :‬هاهنا موضع رحاهلم‪ ،‬ومناخ‬
‫ركاهبم وأومأ بيده إىل موضع آخر فقال‪ :‬هاهنا‬
‫مهراقدمائهم(((‪.‬‬
‫وروى الطرباين قال حدثنا حممد بن عبد اهلل‬
‫احلرضمي ثنا عبد اهلل بن احلكم بن أيب زياد وأمحد‬
‫بن حييى الصويف قاال ثنا عبيد اهلل بن موسى‬
‫عن إرسائيل عن أيب إسحاق عن هاين بن هاين‬
‫عن عيل ريض اهلل تعاىل عنه قال ليقتلن احلسني‬
‫قتال وإين ألعرف الرتبة التي يقتل فيها قريبا من‬
‫النهرين‪.‬‬
‫وروى أيضا قال حدثنا حممد بن عبد اهلل‬
‫احلرضمي حدثنا عثامن بن أيب شيبة ثنا أبو‬
‫األعمش عن سالم أيب رشحبيل عن هرثمة قال‬
‫كنت مع عيل ريض اهلل تعاىل عنه بنهر كربالء فمر‬
‫بشجرة حتتها بعر غزالن فأخذ منه قبضة فشمها‬
‫ثم قال حيرش من هذا الظهر سبعون ألفا يدخلون‬
‫اجلنة بغري حساب(((‪.‬‬
‫((( وقعة صفني ‪142 /‬‬
‫((( املعجم الكبري ‪.111 ،110 / 3‬‬
‫‪31‬‬
‫أقول‪ :‬قوله (سبعون ألفا) حتريف والصحيح‬
‫هو سبعون وهم أنصار احلسني ‪ ‬الذين قتلوا‬
‫معه‪.‬‬
‫وروى حممد بن سعد وغريه من غري وجه عن‬
‫عيل بن أيب طالب أنه مر بكربالء عند أشجار‬
‫احلنظل وهو ذاهب إىل صفني‪ ،‬فسأل عن اسمها‬
‫فقيل كربالء‪ ،‬فقال‪ :‬كرب وبالء‪ ،‬فنزل وصىل‬
‫عند شجرة هناك ثم قال‪ :‬يقتل ههنا شهداء هم‬
‫خري الشهداء ‪ ،...‬يدخلون اجلنة بغري حساب ‪-‬‬
‫وأشار إىل مكان هناك ‪ -‬فعلموه بيشء فقتل فيه‬
‫احلسني(((‪.‬‬
‫وقد روى نرص بن مزاحم رواية هرثمة‬
‫بتفصيل أكثر قال‪ :‬حدثني مصعب بن سالم‪،‬‬
‫قال أبو حيان التميمي‪ ،‬عن أيب عبيدة‪ ،‬عن هرثمة‬
‫بن سليم قال‪ :‬غزونا مع عيل بن أبى طالب غزوة‬
‫صفني‪ ،‬فلام نزلنا بكربالء صىل بنا صالة‪ ،‬فلام‬
‫سلم رفع إليه من تربتها فشمها ثم قال‪« :‬واها‬
‫لك أيتها التربة‪ ،‬ليحشرن منك قوم يدخلون اجلنة‬
‫ِ‬
‫بغري حساب»‪ .‬فلام رجع هرثمة من غزوته إىل‬
‫امرأتهوهيجرداءبنتسمري‪،‬وكانتشيعةلعىل‬
‫((( الطبقات الكربى البن سعد‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫فقال هلا زوجها هرثمة‪ :‬أال أعجبك من صديقك‬
‫أبى احلسن ؟ ملا نزلنا كربالء رفع إليه من تربتها‬
‫فشمها وقال‪« :‬واها لك يا تربة‪ ،‬ليحشرن منك‬
‫قوم يدخلون اجلنة بغري حساب» وما علمه‬
‫بالغيب ؟ فقالت‪ :‬دعنا منك أهيا الرجل‪ ،‬فإن‬
‫أمري املؤمنني مل يقل إال حقا‪.‬‬
‫فلام بعث عبيد اهلل بن زياد البعث الذي بعثه‬
‫إىل احلسني بن عيل وأصحابه‪ ،‬قال‪ :‬كنت فيهم‬
‫يف اخليل التي بعثت إليهم‪ ،‬فلام انتهيت إىل القوم‬
‫وحسني وأصحابه عرفت املنزل الذي نزل بنا‬
‫عيل فيه والبقعة التي رفع إليه من تراهبا‪ ،‬والقول‬
‫الذي قاله‪ ،‬فكرهت مسريي‪ ،‬فأقبلت عىل فريس‬
‫حتىوقفتعىلاحلسني‪،‬فسلمتعليه‪،‬وحدثته‬
‫بالذي سمعت من أبيه يف هذا املنزل‪ ،‬فقال‬
‫احلسني‪:‬معناأنتأوعلينا ؟فقلت‪:‬ياابنرسول‬
‫اهلل‪ .‬ال معك وال عليك‪ .‬تركت أهيل وولدي‬
‫أخاف عليهم من ابن زياد‪ .‬فقال احلسني‪ :‬فول‬
‫هربا حتى ال ترى لنا مقتال‪ ،‬فو الذي نفس حممد‬
‫بيده ال يرى مقتلنا اليوم رجل وال يغيثنا إال أدخله‬
‫اهلل النار‪ .‬قال‪ :‬فأقبلت يف األرض هاربا حتى‬
‫‪33‬‬
‫خفيعيلمقتله(((‪.‬‬
‫وروى الطرباين قال حدثنا حممد بن عبد اهلل‬
‫احلرضمي ثنا حممد بن حييى بن أيب سمينة ثنا‬
‫حييى بن محاد ثنا أبو عوانة عن عطاء بن السائب‬
‫عن ميمون بن مهران عن شيبان بن خمرم وكان‬
‫عثامنيا (ويف رواية ابن عساكر‪ :‬وكان عثامنيا‬
‫يبغض عليا ‪ )‬قال‪ :‬إين َل َع عيل ريض اهلل تعاىل‬
‫عنه إذ أتى كربالء فقال يقتل يف هذا املوضع‬
‫شهداء ليس مثلهم شهداء إال شهداء بدر فقلت‬
‫بعض كذباته وثم رجل محار ميت فقلت لغالمي‬
‫خذ رجل هذا احلامر فأوتدها يف مقعده وغيبها‬
‫فرضب الدهر رضبة فلام قتل احلسني بن عيل‬
‫ريض اهلل تعاىل عنهام انطلقت ومعي أصحاب يل‬
‫فإذا جثة احلبسني بن عيل ريض اهلل تعاىل عنه عىل‬
‫رجل ذاك احلامر وإذا أصحابه ربضة حوله(((‪.‬‬
‫أقول‪:‬‬
‫مراده ِبرجل احلامر عظم الساق‪ ،‬ويظهر من‬
‫الرواية أن شيبان بن خمرم بقي عىل عثامنيته ثم‬
‫التحق باجليش الذي سريه ابن زياد لقتل احلسني‬
‫((( وقعة صفني ‪.140 /‬‬
‫((( املعجم الكبري للطرباين ‪.111/3‬‬
‫‪34‬‬
‫ومل ينتفع بام حيمله من رواية عيل ‪ ‬عن النبي ‪‬‬

‫التي شهد صدقها وحتققها كام مل ينتفع هرثمة‬


‫بن سليم اآلنف الذكر حيث سمع من عيل ‪‬‬

‫الرواية نفسها وشهد صدقها وحتققها وجاء إىل‬


‫احلسني وحدثه هبا ونصحه احلسني بأن ال يشهد‬
‫القتال إذا مل يكن نارصا له وال معينا لعدوه وعمل‬
‫هرثمة هبذه النصيحة حيث فر ومل يشهد القتال‪.‬‬
‫أما كون جثة احلسني وأصحابه عىل رجل ذلك‬
‫احلامر فال يبعد أن تكون من مبالغات شيبان أو‬
‫الراوي عنه وهو ميمون بن مهران وكان يبغض‬
‫عليا ‪ ‬وحيملعليه‪.‬‬
‫و رواية أنس بن مالك رواها الطرباين ‪،106/3‬‬
‫ورواية عائشة رواها الطرباين أيضا‪ ،‬ورواية أم‬
‫سلمة رواها امحد بن حنبل يف فضائل الصحابة‬
‫‪ 782/2‬واحلاكم يف املستدرك‪ 440/4‬ورواية أنس‬
‫بن احلارث رواها ابن كثري يف البداية والنهاية‪8 :‬‬
‫‪.217/‬‬
‫‪ .3‬اإلمامة‪:‬‬
‫حقيقة اإلمامة هي منصب اهلي هلداية الناس‪،‬‬
‫ويكون بتعيني اهلي ثم يورث بأذن اهلي ﴿و إذِ َ‬
‫ابتىل‬ ‫ِ‬
‫كل ّ‬‫ُ َ‬ ‫َ ّ‬ ‫َََ‬ ‫َ َ ُّ ُ َ‬
‫ِلن ِ‬
‫اس‬ ‫ِمات فأت َّم ُه َّن قال إِن جاعِل‬
‫إِبراهيم ربه بِكل ٍ‬
‫‪35‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫إِماما قال ومِن ذ ّرييت قال ال ينال َعهدي الظال ِمني﴾‬
‫البقرة‪ ،124/‬وقد جعل اهلل تعاىل نبيه حممدا ‪ ‬إماما‪،‬‬
‫وكانت إمامته نظري إمامة إبراهيم ‪ ‬ثم أورثها‬
‫النبي ‪ ‬إىل عيل ‪ ‬يف حديث الغدير «من كنت‬
‫مواله فعيل مواله»‪.‬‬
‫وقد مارس عيل ‪ ‬إمامته اإلهلية‪ ،‬وهدى‬
‫الناسإىلسنةنبيهمبعدانعتمتعليهاوكتمتها‬
‫وحرفت بعضها حكومة قريش كام صنعت‬
‫ذلك يف متعة احلج‪ .‬وانترشت السنة النبوية‬
‫التي كتبها عيل ‪ ‬عن النبي ‪ ،‬وجاء بنو أميه‬
‫وعرضوا انفسهم عىل اهنم ورثة اإلمامة اإلهلية‬
‫للنبي ‪ ،‬وعرضوا عليا ‪ ‬عىل انه ملحد يف‬
‫الدين وفرضوا عىل الناس ان يتربؤوا منه ويسبوه‬
‫والحقوا شيعته وقتلوهم‪ ،‬وكان آخر ما صنعوه‬
‫هو قتلهم احلسني قتل استئصال وإفناء يوم‬
‫العارش من املحرم‪ ،‬وصفا اجلو متاما لبدعتهم يف‬
‫اإلمامة اثنني وعرشين شهرا وخطب اجلمعات‬
‫تشيد هبم وتلعن عليا واحلسن واحلسني‪ ‬من‬
‫خالل األحاديث الكاذبة‪.‬‬
‫ثم زلزل اهلل تعاىل األرض من حتتهم وبدأت‬
‫مسرية الوعي التي أوجدهتا هنضة احلسني‬
‫‪36‬‬
‫وظالمته باجتاهني األول اجتاه عام وهو التمرد‬
‫عىل بني أميه والعمل عىل اإلطاحة هبم‪ ،‬واالجتاه‬
‫الثاين الرباءة من إمامة بني أميه واالنفتاح عىل‬
‫إمامة عيل واحلسن واحلسني والتسعة من ذرية‬
‫احلسني‪ ‬من جديد‪ ،‬وبرز احلسني منقذا‬
‫إلمامة آبائه اإلهلية التي أسسها اهلل ورسوله هلم‪،‬‬
‫ومؤسسا إلمامة أبنائه التسعة الذين برش هبم‬
‫النبي ‪.‬‬
‫وشهدت األمة حركة جديدة يف املجتمع‬
‫تبدأ باحلسني ‪ ‬وارث األنبياء وأبية عيل ‪‬‬

‫وأخيه احلسن ‪ ‬وامه الزهراء ‪ ،‬ثم ليكون‬


‫احلسني ‪ ‬مرياثا لتسعة من بنيه شهد هلم الواقع‬
‫بإمامتهم الفكرية والدينية واستحقاقهم لإلمامة‬
‫السياسية‪ ،‬كام جاء النص عليهم من جدهم‬
‫النبي ‪ ،‬فقد تطابق النص مع الواقع‪ ،‬وبذلك‬
‫صارت الظاهرة حقال إلثبات اإلمامة اإلهلية‬
‫ألهلها باحلسني ‪ ‬؛ الن هنضة احلسني ‪‬‬

‫استهدفت إحياء إمامة عيل ‪ ‬وإمامة‬


‫احلسن ‪ ‬اإلهلية التي استهدف بنو أميه ليس‬
‫فقط استبداهلا بإمامتهم بل وقرن ذكر عيل باللعن‬
‫تدينا‪ ،‬وقد نجح احلسني ‪ ‬عرب هنضته وظالمته‬
‫‪37‬‬
‫يف حتقيق هدفه فصار عيل ‪ ‬يذكر باخلري من‬
‫جديد‪ ،‬وصار بنو أميه يذكرون باللعن من جديد‬
‫لعنهم اهلل ورسوله واملؤمنون بام صنعت ايدهم‪.‬‬
‫ثم صار احلسني ‪ ‬وتسعة من بنيه رموزا هادية‬
‫إىل دين حممد ‪ ‬وإمامة أهل البيت‪ ‬اهلادية‬
‫بشكل ال نظري له‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫قصيدة للعالّمة الشيخ‬
‫عبد املهدي مطر ال ّنجفي (رمحه‬
‫اهلل)‬

‫ويــزأر‬
‫ُ‬ ‫ـــتك جـــنداً يـــستثير‬
‫وا َف َ‬
‫عســكر‬
‫ُ‬ ‫الـــمواكب إنّهــا لــك‬
‫َ‬ ‫َفـــ ُق ِد‬
‫ال تـــسلم َّن إلــى الـــدنيّة راحــ ًة‬
‫حيــدر‬
‫ُ‬ ‫مـــا كـــان أســـلمها لــذ ٍل‬
‫وابـــعث حيــاة الناهضيــن جديــدة‬
‫فـــيها اإلبـــاء مـــؤيد ومـــظفَّر‬
‫وارســـم لســير الفاتحيــن مناهجـ ًا‬
‫فـــيها عـــروش َّ‬
‫الطائشــين تدمَّــر‬
‫إن لَـــم تـــلبِّك ســـاعة محمومــة‬
‫ْ‬
‫ُذمّـــت فـــقد لبَّــت نــداءك أعصــر‬
‫قــم وانظر البيــت الحــرام ونظرة‬
‫حــج أكبــر‬
‫ُاخـــرى لقبــرك فهــو ّ‬
‫ـت مفخــرة الحيــاة وحـ ّق لَــو‬
‫أصبحـ َ‬
‫فــدم الشــهادة مفخــر‬
‫فـــخرت بـــه ُ‬
‫ْ‬
‫قـــ ِّدست مـــا أعلــى مقامــك رفعــة‬
‫أخـــفيه خــوف الظالميــن فيظهــر‬
‫شـ ِ‬
‫ـكت اإلمار ُة َّ‬
‫حظها واستوحشــت‬
‫أعـــوادها مـــن عابثيــن تأمَّــروا‬
‫‪39‬‬
‫وتـــنكرت لـــلمسلمين خـــافة‬
‫فيهــا يصــول علــى الصــاح المنكــر‬
‫ســوداء فاحمــة الجبيــن ترعرعت‬
‫فـــيها الـــقرود ولـــ َّوثتها األنـــمر‬
‫ســكبت علــى نغــم األذان كؤوســها‬
‫وعلــى الصــاة تديرهــ َّن وتعصــر‬
‫تـــلك الـــمهازل يـــشتكيها مـــسجد‬
‫ذهـــبت بـــروعته ويـــبكي مـــنبر‬
‫فـــشكت إلـــيك ومــا شــكت إالّ إلــى‬
‫بـــطل يـــغار علــى الصــاح ويثــأر‬
‫تـُــطوى الفضائــل مــا َعظُ مـ َـن وهذه‬
‫ُامُّ الـفـــضائل كـــ َّل عـــام تـــنشر‬
‫جـــرداء ذابـــلة الـــغصون ســقيتها‬
‫ـرس مثمــر‬
‫بـــدم الـــوريد فطــاب غـ ٌ‬
‫ـت‬
‫شـــكت الـــشريعة مــن حــدود ُب ّدلَـ ْ‬
‫فـيـــها وأحـكـــام هـــناك تـــغيَّر‬
‫ســـلبت مـــحاسنها ُاميّــة فاغتــدت‬
‫صـــوراً كـــما شــاء الضــال تص ـ َّور‬
‫عـــصفت بـــها األهــواء فهي أســير ٌة‬
‫ـرر‬
‫تشــكو وهــل غيــر الحســين محـ ِّ‬
‫ـصباح فـــساقهم‬
‫وافـــى بـــفتيته الــ ّ‬
‫فـــجزروا‬
‫ِّ‬ ‫لـــل ِّدين قـــربان اإللـــه‬
‫ّأدى الـــرسالة مـــا اســـتطاع وإنّمــا‬
‫تـبـــليغها بــــدم يـــط ّل ويـــهدر‬
‫‪40‬‬
‫ـبهة مــ ٍ‬
‫ـاجد‬ ‫فـــبذمّة اإلصـــاح جــ ُ‬
‫ووضـــاح الـــجبين يـُــعفَّر‬
‫ّ‬ ‫ُتـــدمى‬
‫لـــبّيك مـــنفرداً ُاحيط بعالم تحصى‬
‫الـــحصى عـــدداً ومـــا إن يحصــر‬
‫ـروى‬
‫وه عــن الـ َّ‬
‫أ ُ‬‫لـــبّيك ظـــا ٍم حـ ـ ّ‬
‫وبـــراحتيه مـــن المــكارم أبـــحر‬
‫هـــذي دمـــوع المخلصيــن فر ِّو من‬
‫َّ‬
‫تـــفطر‬ ‫عـبـــراتها كـبـــداً تـــكاد‬
‫واعـــطف علــى هــذي القلــوب فإنّها‬
‫و َّدت لَـــو أنَّـــك فــي األضالــع تقبــر‬
‫يـــتزاحمون علــى اســتالم مشــاعر‬
‫الصفــا والمشــعر‬
‫مـــن دون روعتهــا ّ‬
‫األخطار حتّــى لَو َغدت‬
‫َ‬ ‫ركـــبوا لهــا‬
‫ـف أو الـــجماجم تنثــر‬
‫ُتـــبرى األكــ ّ‬
‫وافـــوك يـــوم األربـــعين وليتهــم‬
‫الطــف إذ تســتنصر‬
‫حـــضروك يــوم ّ‬
‫وجـــدوا ســـبيلكم الـ ـنّجاة وإنّـــما‬
‫نـــصبوا لـــها جســر الــوالء ليعبــروا‬
‫ٍ‬
‫مـــرهوبة‬ ‫ٍ‬
‫لـســـاعة‬ ‫وتـأمّـــلوك‬
‫إمّـــا الـــحميم بـــها وإمّـــا الكوثــر‬
‫***‬

‫‪‬‬
‫رابط بقية إصداراتنا االلكرتونية‬

‫‪41‬‬
fajrashura.com

42

You might also like