Professional Documents
Culture Documents
033 الظاهرة الحسينية قراءة دلالية وصفية
033 الظاهرة الحسينية قراءة دلالية وصفية
أعمق
ِ َ
واإلمامة يف التوحيد والنبو َة
َ وتبلور
ُ
ِ
حركة التاريخ. أوجهها يف مسا ِر
ِ
3
مقدمة املركز5.....................................................
الظاهرة احلسينية 7...............................................
الوجه األول للظاهرة احلسينية ـ إرصار أعداء احلسني عىل
استئصاله واستئصال رسالته وأنصاره 10....................
والتجذر14...........
ّ الوجه الثاين للظاهرة احلسينية ـ االنبعاث
تفسري الظاهرة احلسينية يف وجهها املنبعث املتنامي 19.........
الشكل األول :الرعاية اإلهلية بفعل اهلي مبارش19.......... .
الشكل الثاين :الرعاية اإلهلية عن طريق فعل السنن اإلهلية يف
حركة التاريخ 20.......................................
.1سنة إهالك الظاملني واستخالف املستضعفني يف اهلل 20.......
.2سنة إبقاء إمامة اهلدى يف أهل بيت النبي املؤسس24.........
الظاهرة احلسينية وأصول الدين الثالثة التوحيد والنبوة وإمامة
عيل 29.........................................................
.1التوحيد 29................................................
.2النبوة 29..................................................
.3اإلمامة 35.................................................
قصيدة للع ّالمة الشيخ عبد املهدي مطر النّجفي
(رمحه اهلل) 39.....................................................
4
مقدمة املركز
6
الظاهرة احلسينية
13
الوجه الثاين للظاهرة احلسينية ـ
والتجذر:
ّ االنبعاث
((( قال أبو بكر بن الربقي ونسل احلسني بن عيل كله من قبل
عيل األصغر وأمه أم ولد وكان أفضل أهل زمانه (هتذيب الكامل
ترمجة عيل بن احلسني).وروى عن زيد بن أسلم قال ما جالست
يف أهل القبلة مثله يعني عيل بن حسني (تاريخ مدينة دمشق ابن
عساكر ج 14ص .)373وهو عند سعيد بن املسيب :أورع من
رآه .وقد روي أن هشام بن عبد امللك حج يف خالفة عبد امللك
أو الوليد فطاف بالبيت وأراد أن يستلم احلجر فلم يقدر عليه من
الزحام فنصب له منرب فجلس عليه وأطاف به أهل الشام فبينا
هو كذلك إذ أقبل عيل بن احلسني عليه إزار ورداء أحسن الناس
وجها وأطيبهم رائحة بني عينيه سجادة كأهنا ركبة عنز فجعل
يطوف بالبيت فإذا بلغ إىل موضع احلجر تنحى له الناس عنه حتى
يستلمه هيبة له وإجالال فغاظ ذلك هشاما فقال رجل من أهل
الشام هلشام من هذا الذي قد هابه الناس هذه اهليبة فأفرجوا له
عن احلجر فقال هشام ال أعرفه لئال يرغب فيه أهل الشام فقال
الفرزدق وكان حارضا ولكني أعرفه فقال الشامي من هو يا أبا
فراس فقال الفرزدق قصيدته املشهورة:
والبيت يعرفه واحلل واحلرم هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
هذا التقي النقي الطاهر العلم هذا بن خري عباد اهلل كلهم
إىل مكارم هذا ينتهي الكرم إذا رأته قريش قال قائلها
والعجم
ُ عرب األقوام
ُ عن نيلها ينمى إىل ذروة العز التي قرصت
ركن احلطيم إذا ما جاء يستلم يكاد يمسكه عرفان راحته
فام يكلم إال حني يبتسم يغيض حياء ويغيض من مهابته
من كف أروع يف عرنينه شمم بكفه خيزران رحيها عبق
طابت عنارصه واخليم والشيم مشتقة من رسول اهلل نبعته
ينجاب
العتم كالشمس إرشاقها عن ينجاب نور اهلدى عن نور غرته
حلو الشامئل حتلو عنده نعم محال أثقال أقوام إذا فدحواّ
بجده أنبياء اهلل قد ختموا هذا بن فاطمة إن كنت جاهله
جرى بذاك له يف لوحه القلم اهلل فضله قدما ورشفه
أنكرت والعجم
َ تعرف من
ُ ال ُعرب فليس قولك من هذا بضائره
عنه الغيابة واإلمالق والعدم عم الربية باإلحسان فانقشعت
يستوكفان وال يعرومها العدم كلتا يديه سحاب عم نفعهام
يزينه اثنان حسن اخللق والكرم سهل اخلليقة ال خيشى بوادره
رحب الفناء أريب حني يعتزم ال خيلف الوعد ميمون نقيبته
كفر وقرهبم منجى ومعتصم من معرش حبهم دين وبغضهم
ويسرتب به اإلحسان والنعم يستدفع السوء والبلوى بحبهم
يف كل بر وخمتوم به الكلم مقدم بعد ذكر اهلل ذكرهم
16
ع َلام يف األمة يف العبادة والعلم ،ومن بعده ولده
الباقر بشكل اعظم إذ عرف عنه انه كان
يبقر العلم بقرا ومنه ُل ِّقب بالباقر((( ومن بعده
وبخاصة السنوات (((
برز ولده الصادق
أوقيلمنخريأهلاألرضقيلهم إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم
وغضب هشام وأمر بحبس الفرزدق فحبس بعسفان بني مكة
واملدينة فبلغ ذلك عيل بن احلسني فبعث إىل الفرزدق باثني عرش
ألفدرهموقالاعذرأبافراسفلوكانعندناأكثرمنهالوصلناك
هبا فردها وقال يا بن رسول اهلل ما قلت الذي قلت إال غضبا هلل
ولرسوله وما كنت ألرزأ عليه شيئا فردها إليه وقال بحقي عليك
ملا قبلتها فقد رأى اهلل مكانك وعلم نيتك فقبلها.
(العرنني اعىل االنف بني العينني)( ،اخليم بكرس اخلاء السجايا ال
واحد هلا).
((( فقد قال الذهبي فيه :أبو جعفر الباقر حممد بن عيل بن احلسني
اإلمام الثبت اهلاشمي العلوي املدين أحد األعالم .وكان سيد
بني هاشم يف زمانه اشتهر بالباقر من قوهلم بقر العلم يعني شقه
فعلم أصله وخفيه (تذكرة احلفاظ.)124/1
يفضل عىل عيل بن احلسني وقال حممد بن املنكدر ما رأيت أحدا ُ
حتى رأيت ابنه حممدا(.و حممد بن املنكدر بن عبد اهلل القريش أبو
عبد اهلل وهم اخوة ثالثة أبو بكر وحممد وعمر وكان حممد من
سادات قريش وعباد أهل املدينة وقراء التابعني مات سنة ثالثني
ومائة وقد نيف عىل السبعني وكان يصفر حليته ورأسه باحلناء).
وقال ابن سعد يف ترمجة الباقر :كان ثقة كثري احلديث .وقال
ابن الربقي :كان فقيها فاضال.
((( وقد قال ابن حجر فيه :جعفر بن حممد بن عيل بن احلسني بن
عيل بن أيب طالب اهلاشمي أبو عبد اهلل املعروف بالصادق صدوق
فقيه إمام .قال إبراهيم بن حممد الرماين أبو نجيح سمعت حسن
بن زياد يقول سمعت أبا حنيفة وسئل من أفقه من رأيت فقال ما
رأيت أحدا أفقه من جعفر بن حممد .ملا أقدمه املنصور احلرية بعث
إيل فقال يا أبا حنيفة ان الناس قد فتنوا بجعفر بن حممد فهيء له من
17
136-132هجرية إذ ظهر بشكل مرجع عام
يف األمة االسالمية حيث كان حيرض درسه أربعة
آالف تلميذ تقريبا محلوا عنه العلم الذي كتبه
عيل وورثه احلسن ثم احلسني ثم عيل
بن احلسني ثم الباقر ثم الصادق ،
وكتب أربعامئة تلميذ من تالميذ الصادق
وقال تعاىل:
َ َ َّ َ َ َ ُ ْ َ ْ َ ُ ْ َ ْ َ ُّ َ َ ُ ْ َ ْ َ
﴿فإِن حاجوك فقل أسلمت وج ِه ِلِ وم ِن اتبع ِن وقل
َ َ ُ ّ ّ َ ََ ْ َ ْ ُ ْ َ ْ َ ْ َ ُ َ َ َّ َ ُ ُ ْ
ل ِلِين أوتوا الكِتاب واألمِيِني أأسلمتم فإِن أسلموا فق ِد
ْ َ َ ْ ْ َ َ َّ ْ َ َّ َ َ ْ َ ْ َ ُ َ ُ َ ٌ ْ
ري بِالعِبادِ 20 اهتدوا ِإَون تولوا فإِنما عليك الالغ واهلل ب ِص
ني ب َغ ْ ََُُْ َ َّ َّ َ َ ْ ُ ُ َ
ي َح ٍّق ِِ ِ ِ
ون انلَّب ّي َ ل ت ق ي و ِ هلل ا آيات
إِن الِين يكفر ِ ِ
ب ون
27
اس فَبَ ّ ِ ْ
ش ُه ْم ب َ َ َ ْ ُ ُ َ َّ َ َ ْ ُ ُ َ
ون بالْقِ ْس ِط م َِن انلَّ
ذاب
ِ ٍ ع ِ ويقتلون الِين يأمر ِ
ُّ ْ ُ َ َّ َ َ َ ْ َ ْ ُ َ
ادلنيا َواآلخ َِرة ِ َوما ت أعمال ُه ْم ِف أ ِل ٍم 21أولئِك الِين حبِط
َ
ين ﴾22آل عمران20/ـ.22 ناص َ
ِِ ل ُه ْم م ِْن
28
الظاهرة احلسينية وأصول الدين
الثالثة التوحيد والنبوة وإمامة
عيل :
.1التوحيد:
التوحيد هو اإليامن بان اهلل تعاىل مدبر الظواهر
الكونية وخلقها لصالح االنسان .ومن هنا
صارت مرسحا للتفكري الذي يقود إىل اإليامن
باهلل تعاىل ،وكذلك احلال يف الظاهرة احلسينية
فهي تدبري اهلي لصالح احلسني حني حفظ
ولد احلسني وشفاه من مرضه املميت ثم
رزقه الذرية التي متأل الدنيا .ويف قبال ذلك برت
نسل عدو احلسني ،فهذه القضية مرسح للتفكري
الذي يقود إىل اإليامن باهلل تعاىل.
.2النبوة:
حقيقة النبوة هي االخبار التفصييل باملغيبات.
والعلم بالغيب ينحرص باهلل تعاىل ،ومن هنا
تكون عالمة صدق نبوة نبي هو االخبار بالغيب
29
التفصييل ثم وقوع هذا الغيب كام اخرب النبي ،
وقد تواتر لدى املسلمني ان النبي حممد اخرب
بقتل ولده احلسني بشاطئ الفرات مظلوما
عطشانا .وفيام ييل نموذج من تلكم الروايات.
قال ابن كثري قال اإلمام أمحد :حدثنا حممد
بن عبيد ،ثنا رشاحيل بن مدرك ،عن عبداهلل بن
نجيي ،عن أبيه أنه سار مع عيل -وكان صاحب
مطهرته((( -فلام جاؤوا نينوى وهو منطلق إىل
صفني .فنادى عيل :صربا أبا عبداهلل ،صربا أبا
عبداهلل ،بشط الفرات قلت :وماذا تريد ؟ قال:
« دخلت عىل رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم
ذات يوم وعيناه تفيضان فقلت :ما أبكاك يا
رسول اهلل ؟ قال :بىل ،قام من عندي جربيل
قبل ،فحدثني أن احلسني يقتل بشط الفرات ،قال
فقال :هل لك أن أشمك من تربته ؟ قال :فمد
يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك
عيني أن فاضتا» .قال ابن كثري تفرد به أمحد(((.
وروى نرص بن مزاحم عن سعيد بن حكيم
العبيس عن احلسن بن كثري عن أبيه :أن عليا أتى
((( املطهرة هي إناء ماء الوضوء.
((( البداية والنهاية جملد , 217/ 8 :مسند أمحد , 85/1اآلحاد
واملثاين .308 /1
30
كربالء فوقف هبا ،فقيل يا أمري املؤمنني ،هذه
كربالء .قال :ذات كرب وبالء .ثم أومأ بيده
إىل مكان فقال :هاهنا موضع رحاهلم ،ومناخ
ركاهبم وأومأ بيده إىل موضع آخر فقال :هاهنا
مهراقدمائهم(((.
وروى الطرباين قال حدثنا حممد بن عبد اهلل
احلرضمي ثنا عبد اهلل بن احلكم بن أيب زياد وأمحد
بن حييى الصويف قاال ثنا عبيد اهلل بن موسى
عن إرسائيل عن أيب إسحاق عن هاين بن هاين
عن عيل ريض اهلل تعاىل عنه قال ليقتلن احلسني
قتال وإين ألعرف الرتبة التي يقتل فيها قريبا من
النهرين.
وروى أيضا قال حدثنا حممد بن عبد اهلل
احلرضمي حدثنا عثامن بن أيب شيبة ثنا أبو
األعمش عن سالم أيب رشحبيل عن هرثمة قال
كنت مع عيل ريض اهلل تعاىل عنه بنهر كربالء فمر
بشجرة حتتها بعر غزالن فأخذ منه قبضة فشمها
ثم قال حيرش من هذا الظهر سبعون ألفا يدخلون
اجلنة بغري حساب(((.
((( وقعة صفني 142 /
((( املعجم الكبري .111 ،110 / 3
31
أقول :قوله (سبعون ألفا) حتريف والصحيح
هو سبعون وهم أنصار احلسني الذين قتلوا
معه.
وروى حممد بن سعد وغريه من غري وجه عن
عيل بن أيب طالب أنه مر بكربالء عند أشجار
احلنظل وهو ذاهب إىل صفني ،فسأل عن اسمها
فقيل كربالء ،فقال :كرب وبالء ،فنزل وصىل
عند شجرة هناك ثم قال :يقتل ههنا شهداء هم
خري الشهداء ،...يدخلون اجلنة بغري حساب -
وأشار إىل مكان هناك -فعلموه بيشء فقتل فيه
احلسني(((.
وقد روى نرص بن مزاحم رواية هرثمة
بتفصيل أكثر قال :حدثني مصعب بن سالم،
قال أبو حيان التميمي ،عن أيب عبيدة ،عن هرثمة
بن سليم قال :غزونا مع عيل بن أبى طالب غزوة
صفني ،فلام نزلنا بكربالء صىل بنا صالة ،فلام
سلم رفع إليه من تربتها فشمها ثم قال« :واها
لك أيتها التربة ،ليحشرن منك قوم يدخلون اجلنة
ِ
بغري حساب» .فلام رجع هرثمة من غزوته إىل
امرأتهوهيجرداءبنتسمري،وكانتشيعةلعىل
((( الطبقات الكربى البن سعد.
32
فقال هلا زوجها هرثمة :أال أعجبك من صديقك
أبى احلسن ؟ ملا نزلنا كربالء رفع إليه من تربتها
فشمها وقال« :واها لك يا تربة ،ليحشرن منك
قوم يدخلون اجلنة بغري حساب» وما علمه
بالغيب ؟ فقالت :دعنا منك أهيا الرجل ،فإن
أمري املؤمنني مل يقل إال حقا.
فلام بعث عبيد اهلل بن زياد البعث الذي بعثه
إىل احلسني بن عيل وأصحابه ،قال :كنت فيهم
يف اخليل التي بعثت إليهم ،فلام انتهيت إىل القوم
وحسني وأصحابه عرفت املنزل الذي نزل بنا
عيل فيه والبقعة التي رفع إليه من تراهبا ،والقول
الذي قاله ،فكرهت مسريي ،فأقبلت عىل فريس
حتىوقفتعىلاحلسني،فسلمتعليه،وحدثته
بالذي سمعت من أبيه يف هذا املنزل ،فقال
احلسني:معناأنتأوعلينا ؟فقلت:ياابنرسول
اهلل .ال معك وال عليك .تركت أهيل وولدي
أخاف عليهم من ابن زياد .فقال احلسني :فول
هربا حتى ال ترى لنا مقتال ،فو الذي نفس حممد
بيده ال يرى مقتلنا اليوم رجل وال يغيثنا إال أدخله
اهلل النار .قال :فأقبلت يف األرض هاربا حتى
33
خفيعيلمقتله(((.
وروى الطرباين قال حدثنا حممد بن عبد اهلل
احلرضمي ثنا حممد بن حييى بن أيب سمينة ثنا
حييى بن محاد ثنا أبو عوانة عن عطاء بن السائب
عن ميمون بن مهران عن شيبان بن خمرم وكان
عثامنيا (ويف رواية ابن عساكر :وكان عثامنيا
يبغض عليا )قال :إين َل َع عيل ريض اهلل تعاىل
عنه إذ أتى كربالء فقال يقتل يف هذا املوضع
شهداء ليس مثلهم شهداء إال شهداء بدر فقلت
بعض كذباته وثم رجل محار ميت فقلت لغالمي
خذ رجل هذا احلامر فأوتدها يف مقعده وغيبها
فرضب الدهر رضبة فلام قتل احلسني بن عيل
ريض اهلل تعاىل عنهام انطلقت ومعي أصحاب يل
فإذا جثة احلبسني بن عيل ريض اهلل تعاىل عنه عىل
رجل ذاك احلامر وإذا أصحابه ربضة حوله(((.
أقول:
مراده ِبرجل احلامر عظم الساق ،ويظهر من
الرواية أن شيبان بن خمرم بقي عىل عثامنيته ثم
التحق باجليش الذي سريه ابن زياد لقتل احلسني
((( وقعة صفني .140 /
((( املعجم الكبري للطرباين .111/3
34
ومل ينتفع بام حيمله من رواية عيل عن النبي
38
قصيدة للعالّمة الشيخ
عبد املهدي مطر ال ّنجفي (رمحه
اهلل)
ويــزأر
ُ ـــتك جـــنداً يـــستثير
وا َف َ
عســكر
ُ الـــمواكب إنّهــا لــك
َ َفـــ ُق ِد
ال تـــسلم َّن إلــى الـــدنيّة راحــ ًة
حيــدر
ُ مـــا كـــان أســـلمها لــذ ٍل
وابـــعث حيــاة الناهضيــن جديــدة
فـــيها اإلبـــاء مـــؤيد ومـــظفَّر
وارســـم لســير الفاتحيــن مناهجـ ًا
فـــيها عـــروش َّ
الطائشــين تدمَّــر
إن لَـــم تـــلبِّك ســـاعة محمومــة
ْ
ُذمّـــت فـــقد لبَّــت نــداءك أعصــر
قــم وانظر البيــت الحــرام ونظرة
حــج أكبــر
ُاخـــرى لقبــرك فهــو ّ
ـت مفخــرة الحيــاة وحـ ّق لَــو
أصبحـ َ
فــدم الشــهادة مفخــر
فـــخرت بـــه ُ
ْ
قـــ ِّدست مـــا أعلــى مقامــك رفعــة
أخـــفيه خــوف الظالميــن فيظهــر
شـ ِ
ـكت اإلمار ُة َّ
حظها واستوحشــت
أعـــوادها مـــن عابثيــن تأمَّــروا
39
وتـــنكرت لـــلمسلمين خـــافة
فيهــا يصــول علــى الصــاح المنكــر
ســوداء فاحمــة الجبيــن ترعرعت
فـــيها الـــقرود ولـــ َّوثتها األنـــمر
ســكبت علــى نغــم األذان كؤوســها
وعلــى الصــاة تديرهــ َّن وتعصــر
تـــلك الـــمهازل يـــشتكيها مـــسجد
ذهـــبت بـــروعته ويـــبكي مـــنبر
فـــشكت إلـــيك ومــا شــكت إالّ إلــى
بـــطل يـــغار علــى الصــاح ويثــأر
تـُــطوى الفضائــل مــا َعظُ مـ َـن وهذه
ُامُّ الـفـــضائل كـــ َّل عـــام تـــنشر
جـــرداء ذابـــلة الـــغصون ســقيتها
ـرس مثمــر
بـــدم الـــوريد فطــاب غـ ٌ
ـت
شـــكت الـــشريعة مــن حــدود ُب ّدلَـ ْ
فـيـــها وأحـكـــام هـــناك تـــغيَّر
ســـلبت مـــحاسنها ُاميّــة فاغتــدت
صـــوراً كـــما شــاء الضــال تص ـ َّور
عـــصفت بـــها األهــواء فهي أســير ٌة
ـرر
تشــكو وهــل غيــر الحســين محـ ِّ
ـصباح فـــساقهم
وافـــى بـــفتيته الــ ّ
فـــجزروا
ِّ لـــل ِّدين قـــربان اإللـــه
ّأدى الـــرسالة مـــا اســـتطاع وإنّمــا
تـبـــليغها بــــدم يـــط ّل ويـــهدر
40
ـبهة مــ ٍ
ـاجد فـــبذمّة اإلصـــاح جــ ُ
ووضـــاح الـــجبين يـُــعفَّر
ّ ُتـــدمى
لـــبّيك مـــنفرداً ُاحيط بعالم تحصى
الـــحصى عـــدداً ومـــا إن يحصــر
ـروى
وه عــن الـ َّ
أ ُلـــبّيك ظـــا ٍم حـ ـ ّ
وبـــراحتيه مـــن المــكارم أبـــحر
هـــذي دمـــوع المخلصيــن فر ِّو من
َّ
تـــفطر عـبـــراتها كـبـــداً تـــكاد
واعـــطف علــى هــذي القلــوب فإنّها
و َّدت لَـــو أنَّـــك فــي األضالــع تقبــر
يـــتزاحمون علــى اســتالم مشــاعر
الصفــا والمشــعر
مـــن دون روعتهــا ّ
األخطار حتّــى لَو َغدت
َ ركـــبوا لهــا
ـف أو الـــجماجم تنثــر
ُتـــبرى األكــ ّ
وافـــوك يـــوم األربـــعين وليتهــم
الطــف إذ تســتنصر
حـــضروك يــوم ّ
وجـــدوا ســـبيلكم الـ ـنّجاة وإنّـــما
نـــصبوا لـــها جســر الــوالء ليعبــروا
ٍ
مـــرهوبة ٍ
لـســـاعة وتـأمّـــلوك
إمّـــا الـــحميم بـــها وإمّـــا الكوثــر
***
رابط بقية إصداراتنا االلكرتونية
41
fajrashura.com
42