You are on page 1of 9

‫دور اإلرشاد المدرسي في عالج المشكالت النفسية لتالميذ المرحلة االبتدائية‬

‫دراسة ميدانية مع بعض مستشاري التوجيه لوالية جيجل‬


‫أ ‪ /‬عطوم وسام ‪ /‬قسنطينة ‪2‬‬
‫أ ‪ /‬براهيم قنيح ‪ /‬قسنطينة ‪2‬‬
‫ملخص‪:‬‬
‫ان رعاية األطفال مسؤولية كبيرة‪ ،‬البد لمن يتولى القيام بها أن يكون هدفه هو العمل على تنشئة األطفال تنشئة تنتهي بهم‬
‫إلى شخصية سوية ومتكاملة‪ ،‬ال إلى تعقيد أو اضطراب نفسي‪ ،‬فاألسرة لها أهمية كبيرة في تربية األطفال ولهذا نجد أن‬
‫شخصية الطفل وسلوكه ما هو إال انعكاس للخبرات التي يتلقاها في الوسط األسري ونوع العالقة التي تربطه بأفراد‬
‫األ سرة‪ ،‬فكلما كانت البيئة األسرية التي يعيش بها الطفل سوية ومناسبة وصالحة كلما انعكس ذلك ايجابا على الطفل‪،‬‬
‫وبالمقابل من ذلك فإن أي اضطراب داخل األسرة قد يؤدي بالطفل إلى المعاناة من مشاكل نفسية( القلق‪ ،‬الغضب‪ ،‬الغيرة‪،‬‬
‫الخجل‪ ،‬ضعف الثقة بالنفس)‪ ،‬ومشاكل سلوكية(السلوك العدواني‪ ،‬السرقة‪ ،‬الكذب‪ ،‬الفوبيا المدرسية)‪ ،‬ثم ينتقل الطفل‬
‫للمدرسة حيث تحتل جزء كبيرا من حياة الطفل وهنا نجد ان الطفل معرض للوقوع في المشاكل النفسية والسلوكية‬
‫المتنوعة السيما وأنه في طور اإلعداد والتعلم وتلقي الخبرات‪.‬‬
‫فالطفل سواء داخل األسرة أو في الو سط المدرسي إن لم تحقق له حاجاته ورغباته فإنه يتأثر جراء ذلك نفسيا مما يجعله‬
‫يتخبط في مشكال ت نفسية عديدة والتي يمكن مالحظتها من خالل سلوكياته و تعامالته اليومية‪.‬‬
‫وقد تزداد حدة هذه االضطرابات لتتطلب تدخل جهة متخصصة و اكثر وعيا لهذه المشكالت ومدى تأثيرها على الطفل‬
‫أوال ثم على المعلم و على زمالئه داخل الحجرة الدراسية‪ ،‬أال وهو المرشد‪ ،‬فاإلرشاد كعلم وفن و ممارسة أصبح كعلم‬
‫تطبيقي يمارس في المؤسسات التربوية ذلك أن المدرسة لم تعد مطالبة باإلكفاء بالجانب العقلي و التحصيلي في تربية‬
‫التالميذ وإنما التكفل بهم في شخصي ة متكاملة في جوانبها الجسمية والعقلية والنفسية و االجتماعية‪ ،‬حتى يتحقق الهدف من‬
‫التربية وهو تكوين الشخصية المتكاملة المتمتعة بالصحة النفسية من خالل القدرة على التكيف النفسي و االجتماعي‪.‬‬
‫وعليه نتساءل ماهو دور اإلرشاد المدرسي في عالج المشكالت النفسية لتالميذ المرحلة االبتدائية؟‬
‫ومن خالل هذه المداخلة سنحاول اإلجابة على هذا التساؤل عن طريق إجراء دراسة ميدانية على عينة من المرشدين وذلك‬
‫لمعرفة المشكالت النفسية لدى التالميذ‪ ،‬و ماهي أهم الخدمات العالجية المقدمة لهم‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪:‬اإلرشاد المدرسي‪ ،‬المشكالت النفسية‪ ،‬التلميذ‪ ،‬المرحلة االبتدائية‪.‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫تعتبر المدرسة البيئة الثانية بعد األسرة في تربية الطفل وتنشئته تنشئة سليمة من جميع النواحي الجسمية والنفسية والعقلية‪،‬‬
‫فهي تعمل على غرس القيم والمبادئ والمعارف‪ ،‬كما تعتبر بمثابة البيت الثاني لألطفال بعد مغادرة بيوتهم لغرض كسب‬
‫تجربة جديدة تختلف عن التجربة األسرية‪،‬ومن المعروف أن الطفل أثناء مراحل نموه يحتاج إلى تلبية وإشباع حاجياته‬
‫ورغباته‪،‬فإن أهملت المدرسة هذا الدور‪ ،‬أي إشباع رغبات الطفل بما هو متعارف عليه اجتماعيا‪ ،‬ورعايته رعايةسليمة‪،‬‬
‫وتحقق له مطالب نموه‪ ،‬فمعنى ذلكأنه يحدث خلل في تحقيق السالمة النفسية والعقلية للتلميذ‪ ،‬وينشأ عن هذا الخلل عدة‬
‫مشاكل نفسية تقف في طريق التلميذ‪ ،‬أي تعيق مسيرة نموه‪ ،‬وتؤثر سلبا على نفسيته‪ ،‬بل قد تؤثر حتى على تحصيله‬
‫الدراسي‪ ،‬وحتى على تفاعالته مع أقرانه داخل قاعة الدراسة وخارجها‪،‬في هذه الحالة يستدعي تدخل المختصين في‬
‫المجال التربوي لمساعدة التلميذ على تخطي مثل هذه المشكالت‪ ،‬ونخص بالذكر في بحثنا هذا المرشد المدرسي‪ ،‬بصفته‬
‫المختص في عالج المشكالت النفسية للتالميذ‪.‬‬
‫فالمدرسة أصبحت مطالبة بعدم االكتفاء بالجانب العقلي والتحصيلي في تربية التالميذ وإنما التكفل بهم في شخصية‬
‫متكاملة من جميع جوانبها الجسمية والعقلية والوجدانية ليتحقق الهدف من التربية وهو تكوين الشخصية السوية المتكاملة‬
‫المتمتعة بالصحة النفسية‪ ،‬فتلميذ المرحلة االبتدائية هو القاعدة والركيزة لكل المراحل التعليمية القادمة‪ ،‬وعليه نتساءل‬
‫ماه ي المشكالت النفسية التي تواجه تلميذ المرحلة االبتدائية؟ وما هو دور المرشد في عالج هذه المشكالت؟‬
‫أهداف الدراسة‪ :‬تهدف الدراسة الحالية الى ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬التعرف على المشكالت النفسية التي يعاني منها التالميذ في المرحلة االبتدائية‪ ،‬ومدى تأثيرها على التحصيل العلمي‬
‫للتلميذ‪.‬‬
‫‪-2‬التعرف على دور االرشاد المدرسي في عالج المشكالت النفسية‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫‪-3‬التعرف على العراقيل التي تواجه المرشد في تقديم الخدمات اإلرشادية للتالميذ الذين يعانون من المشكالت النفسية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الجانب النظري للدراسة‬


‫المحور األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للدراسة‬
‫‪-1‬تعريف اإلرشاد المدرسي إجرائيا‪:‬‬
‫االرشاد المدرسي هو العملية التي تتم في المواقف التربوية‪ ،‬والتي تهدف لمساعدة التلميذ على تخطي كل المشكالت التي‬
‫تعترضه في مشواره الدراسي بمساعد المختص (المرشد المدرسي)‪.‬‬
‫‪-2‬تعريف المشكالت النفسية إجرائيا‪:‬‬
‫جميع السلوكيات واألفعال غير المرغوبة‪ ،‬والتي تصدر عن التلميذ بصفة متكررة‪ ،‬وال تتفق مع معايير السلوك المتعارف‬
‫عليها في البيئة المدرسية‪ ،‬مما يؤثر سلبا على تحقيق تربية وتعليم ايجابي للتلميذ‪.‬‬
‫‪-3‬تعريف التلميذ إجرائيا‪:‬‬
‫هو الذي يقوم بدور المتعلم في المرحلة االبتدائية‪.‬‬
‫‪-4‬المرحلة االبتدائية‪:‬‬
‫تعتبر مؤسسة من مؤسسات التنشئة االجتماعية‪ ،‬لها أعراف وقوانين خاصة بها‪ ،‬تتكون من مجموعة من الفاعلين‬
‫التربويين‪ ،‬هدفها األساسي هو تربية وتعليم التالميذ‪ ،‬حيث يبدأ التعليم فيها من القسم التحضري وينتهي باجتياز امتحان‬
‫السنة الخامسة ابتدائي‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬ماهية اإلرشاد المدرسي‬
‫‪-1‬مبررات اإلرشاد المدرسي‪:‬‬
‫‪ -1‬فترات االنتقال الحرجة التي يمر بها األفراد والتي يحتاجون فيها إلى اإلرشاد‪ ،‬فعندما ينتقل الفرد من الطفولة إلى‬
‫المراهقة‪ ،‬يتخلل هذه المراحل صراعات وإحباط‪ ،‬وقد يسودها القلق‪ ،‬والخوف من المجهول‪ ،‬ويحتاج الفرد فيها إلى‬
‫اإلرشاد‪ ،‬وقديما لم تكن تعزى لهذه الفترات أهمية‪ ،‬أما اآلن فأصبح االهتمام بها يزداد وظهر في حياة األفراد وتأثيرها‬
‫على تكييفهم‪(.‬أحمد عبد اللطيف ابو سعد‪ ،2009.‬ص‪)67.‬‬
‫‪-2‬تطور التعليم وتغير مفاهيمه حيث كان التعليم في السابق محدودا‪ ،‬ويقتصر على فئة قليلة من الناس‪ ،‬أما اآلن فقد‬
‫تطورت أساليبه وطرقه ومناهجه‪ ،‬وأصبح هنالك تزايد تعليم البنات‪ ،‬وظهر مفهوم إلزامية التعليم مما أدى إلى أن يتضمن‬
‫التعليم فئات من الطلبة لديهم مشكالت عدة‪ ،‬كزيادة نسبة التسرب من المدارس‪ ،‬أشكال العدوان بين الطلبة‪ ،‬ووجود فئات‬
‫من الطلبة كالمتفوقين والمتأخرين‪.‬‬
‫‪ -3‬تطور الفكر التربوي‪ :‬حيث تطور الفكر تطورا كبيرا‪ ،‬فالنظرة الفلسفية التي تبنتها التربية من حيث التركيز على‬
‫التلميذ أكثر من التركيز على المادة الدراسية أتاحت الفرصة أمام نظريات علم النفس وأساليبه كي تسهم بفعالية في رفع‬
‫مستوى الطلبة التحصيلي نتيجة لتوافقه النفسي واالجتماعي‪ ،‬وبالتالي أصبحت لبرامج اإلرشاد المدرسي مكانة هامة في‬
‫العملية التربوية من أجل تنمية شخصية الطلبة بشكل متكامل في مختلف الجوانب‪(.‬أحمد عبد اللطيف ابو سعد‪،2009 .‬‬
‫ص‪)68.‬‬
‫‪-2‬أهداف اإلرشاد المدرسي‪:‬‬
‫تحقيق الصحة النفسية للفرد ‪ :‬إن الصحة وسالمة الجسم والعقل متطلبات ال غنى عنها لكل فرد في المجتمع فإن صح عقل‬
‫اإلنسان وجسمه استطاع أن يعيش مع بني جنسه وبيئته في توافق‪ ،‬ويهدف هنا التوجيه إلى تحرير الفرد من مخاوفه‪ ،‬قلقه‪،‬‬
‫توتره‪ ،‬وقهره النفسي من اإلحباط والفشل‪ ،‬الكبت‪ ،‬االكتئاب‪ ،‬الحزن ومن األمراض النفسية التي قد يتعرض لها بسبب‬
‫تعامله مع بيئته التي يعيش فيها‪ ،‬ودور التوجيه هو مساعدة الفرد على حل مشكالته وذلك بالتعرف على أسبابها وطرق‬
‫الوقاية منها‪ ،‬وإزالة تلك األسباب والسيطرة عليها إذا حدثت مستقبال‪.‬‬
‫تحسين العملية التربوية ‪:‬ال يمكن فصل التوجيه عن العملية التربوية إذ أهذه األخيرة في أمس الحاجة إلى خدمات التوجيه‬
‫وذلك بسبب الفروقات الفردية بين الطالب‪ ،‬اختالف المناهج‪ ،‬ازدياد عدد الطلبة‪ ،‬ازدياد المشكالت االجتماعية كما وكيفا‪،‬‬
‫ضعف الروابط األسرية‪ ،‬انتشار وسائل التربية الموازية كالسينما‪ ،‬اإلذاعة‪ ،‬التلفزيون‪ ،‬وذلك إليجاد جو نفسي صحي‬

‫‪132‬‬
‫وودي في المدرسة بين الطالب والمعلم واإلدارة واألسرة وتشجيع الجميع على احترام المتعلم كفرد له انسانيته‪(.‬فنطازي‬
‫كريمة‪)http//manifest.univ-ouarghla.dz/4.05.2017/15h.30.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬ماهية المشكالت النفسية‬
‫‪-1‬أسباب المشكالت النفسية‪:‬‬
‫‪ 1-1‬العوامل البيولوجية‪:‬‬
‫حيث تتضمن هذه العوامل‪ :‬العوامل الجينية‪ ،‬االختالالت‪ ،‬النظام الغذائي‪ ،‬المزاج‪ ،‬شدود الخصائص الوراثية التي تحملها‬
‫الجينات‪ ،‬التشوهات الخلقية‪ ،‬اضطراب عمل الغدد‪.‬‬
‫‪ 2-1‬العوامل النفسية‪:‬‬
‫تتمثل هذه العوامل في ضعف الضبط الذاتي‪ ،‬العجز في القدرة على الحكم األخالقي‪ ،‬العجز في القدرة على تأجيل‬
‫اإلشباع‪ ،‬المبالغة في تفسير عدوان الرفاق‪ ،‬الفشل في تعلم وضبط االنفعاالت‪ ،‬الشعور بالنقص‪ ،‬االتكالية‪ ،‬العدوانية‪،‬‬
‫االندفاعية‪.‬‬
‫‪ 3-1‬العوامل األسرية‪:‬‬
‫األساليب التربوية‪ ،‬سوء معاملة الطفل‪ ،‬التفكك األسري‪..‬‬
‫‪ 4-1‬العوامل المدرسية‪:‬‬
‫ان اضطراب العالقة بين التلميذ والمدرسة تحدث عند األطفال الذين لم تشبع حاجاتهم الجسمية واالجتماعية في المدرسة‬
‫فيشعرون باإلحباط والصراع والقلق ويلجؤون إلى الحيل النفسية الدفاعية مثل المشاغبة والتخريب والكذب‬
‫والعدوان‪(.‬جزاء عبيد بن جزاء العصيمي‪ ،1429.‬ص‪)24-21.‬‬
‫‪-2‬أنواع المشكالت النفسية ‪ :‬توجد العديد من المشكالت النفسية التي يصاب بها التالميذ والتي قد تستدعي تدخل المرشد‬
‫لمعالجتها ومنها‪:‬‬
‫‪ 1-2‬القلق‪:‬‬
‫هو شعور بقلة الراحة‪ ،‬ويتضمن االهتمام بأحداث مستقبلية تكون عادة مصحوبة بالتأمل والتفكير وتوقع الشر وعدم الراحة‬
‫ومشاعر األطفال عادة ما تكون رقيقة إذ أن الضجة المفاجئة تقلقهم‪ .‬وفي سن الثالثة من عمر الطفل يبدأ القلق بالظهور‬
‫ويكون ذلك على شكل خوف من األذى الجسمي أو فقدان الحب األبوي‪ ،‬كما يمكن أن يكون بسبب عدم القدرة على التكيف‬
‫مع األحداث في الطفولة المبكرة‪ ،‬كما يمكن ناتجا من أخطار خيالية‪.‬‬
‫وتظهر أعراض القلق عند األطفال على شكل رعشة أو رجفة أو بكاء أو صراخ أو ذهول أو نهاد أو على شكل كوابيس‬
‫ليلية أو قلة األكل وتصبب العرق والغثيان أو صعوبة التنفس أو صراع واضطرابات معدية‪ ،‬واألطفال القلقون عادة ما‬
‫يكونوا مترددين وحذرين وأقل شعبية وإبداعا عن بقية األطفال الذين هم في مثل أعمارهم‪ ،‬وهم أقل إنجازا وذكاء وتكون‬
‫عالماتهم متدنية ألن القلق يضعف من قدرتهم على األداء الجيد‪ ،‬كذلك فان القلق يمنع األطفال من التفكير في البدائل‬
‫واختيار الحلول‪(.‬سعيد عبد العزيز‪ .‬جودت عزت عطيوي‪ ،2004.‬ص‪)182.‬‬
‫عالج القلق يكمن من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬تشجيع األطفال على التعبير عن مشاعرهم والتحدث عن مشاكلهم أمام أفراد األسرة اآلخرين‪ ،‬وأن يشاركوا اآلخرين‬
‫اهتماماتهم‪.‬‬
‫‪ -‬الطرق المتخصصة‪ :‬يجب طلب األخصائيين إذا طالت فترات القلق وخاصة إذا فشل الوالدين في ذلك‪ ،‬ويكون خفض‬
‫القلق عن طريق تقليل الحاسية التدريجي أو باستخدام التغذية الرجعية البيولوجية خاصة عند األطفال الذين يخافون من‬
‫توقف قلبهم عن النبض‪ ،‬ويكون ذلك بمشاهدتهم لفيلم عن عمل القلب‪ ،‬وهناك طريقة أخرى لخفض القلق وهي التنويم‬
‫المغناطيسي أو باستخدام االسترخاء وكذل ك يجب تعليم األطفال المرح وعدم تعليمهم القلق‪(.‬سعيد عبد العزيز‪ .‬جودت‬
‫عزت عطيوي‪ ،2004.‬ص‪)182.‬‬
‫‪ 2-2‬مخاوف األطفال‪:‬‬

‫‪133‬‬
‫يقول الباحث عكاشة عبد المنان أن‪" :‬مخاوف األطفال ظاهرة طبيعية على األقل إلى حد معين‪ ،‬ويؤكد علماء النفس على‬
‫أنه من الضروري أن نميز بين المخاوف الطب يعية إبان الطفولة والمخاوف العصبية التي تميزها طريقة الشعور أكثر من‬
‫الخوف نفسه"‪(.‬عبد الالوي سعية‪ ،2012/2011.‬ص‪)14.‬‬
‫وتتعدد أسباب الخوف عند األطفال ومنها‪:‬‬
‫‪ -‬تعرض الطفل لمواقف غريبة ومنفردة تحدث ألما نفسيا فيخاف منها وبتكرار هذه المواقف يثبت انفعال الخوف لدى‬
‫الطفل ويستمر‪.‬‬
‫‪ -‬تخويف الطفل بأشياء تبدو له طبيعية ولكنها ارتبطت في ذهنه بمواقف مؤلمة مخيفة‪.‬‬
‫‪ -‬الصراعات األسرية والجو المتوتر داخل األسرة وعدم الشعور باألمان‪.‬‬
‫ولعالج مشكلة القلق يجب‪:‬‬
‫‪-‬تجنيب الطفل المواقف التي تبعث القلق في نفسه‪ ،‬أو تعويده عليها‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تهديد الطفل عندما يخطئ أو ليكف عن سلوك غير مستحب بالنسبة للوالدين‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام أساليب التربية الصحيحة‪ :‬فال يجب أن يتشاجر الكبار خاصة الوالدين أمام الطفل ألنه بذلك يفقد ثقته بمن حوله‪،‬‬
‫األمر الذي ينعكس على ثقته في نفسه‪ ،‬وتبدأ مشاعر الخوف والقلق في الظهور‪.‬‬

‫‪ 3-2‬الخجل‪:‬‬
‫يعرف زيمباردو الخجل بأنه "تأثير انفعالي باآلخرين في المواقف االجتماعية وحلة من حاالت القصور عن التكيف مع‬
‫المحيط والبيئة االجتماعية وقد يأتي الخجل بصورة ال إرادية من قبل الشخص نتيجة موقف جديد عليه‪(.‬تيسير المنسي‪.‬‬
‫عبد السالم جابر‪ ،2013.‬ص‪)244.‬‬
‫وأسباب الخجل عديدة منها‪:‬‬
‫‪ -‬قسوة األب مع الزوجة واألوالد قد يسبب مخاوف غامضة للطفل ويشعر الطفل بعدم األمان فال يخالط اآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬يتأثر الطفل بمخاوف األم عليه‪ ،‬والحماية الزائدة التي تجعل الطفل يتوقع األذى في كل لحظة‪ ،‬وتجعله يشعر بأن هناك‬
‫مئات األشياء غير المرئية تشكل خطرا عليه‪ ،‬مثل هذا الطفل يشعر باألمان فقط بجوار أمه‪ ،‬فيظل منطويا بعيدا عن كل‬
‫العالقات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬مشاعر النقص (النفسية والجسدية)‪ ،‬مثل وجود عاهات جسدية كالعرج‪.‬‬
‫‪-‬التأخر الدراسي‪ ،‬وانخفاض مستوى تحصيله مقارنة بمن هم في مثل سنه من األمور الجوهرية في إشعار الشخص بأنه‬
‫أقل من غيره‪ ،‬لهذا نجده يفضل الصمت وعدم المشاركة في الفصل‪(.‬فاطمة الهمهام‬
‫واخرون‪)www.gulfkids.com/3.5.2017/14h.30.‬‬
‫ولعالج مشكلة الخجل يجب اضعاف الحساسية بالخجل‪ ،‬وتشجيع توكيد الذات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الجانب الميداني للدراسة‪ :‬تتمثل اإلجراءات الميدانية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬الخلفية المنهجية للدراسة‪:‬‬
‫‪1 -1‬المنهج المستخدم‪ :‬إن اختيار المنهج ال يأتي من قبيل الصدفة‪ ،‬أو رغبة الباحث لمنهج دون آخر‪ ،‬بل طبيعة موضوع‬
‫الدراسة وتساؤالتها هي التي تفرض نوع المنهج المناسب‪ ،‬وبما أن الدراسة الحالية تتمحور حول المشكالت النفسية التي‬
‫يعاني منها تالميذ المرحلة االبتدائية‪ ،‬وكيف يمكن للمرشد المدر سي أن يعالجها‪ ،‬فإنها تنتمي إلى الدراسات الوصفية‪ ،‬والتي‬
‫تقوم بوصف الظاهرة من خالل تحديد ظروفها وأبعادها‪ ،‬واالنتهاء إلى تفسير عملي ودقيق ومتكامل للظاهرة أو المشكلة‬
‫التي تقوم على الحقائق المرتبطة‪ ،‬ولذلك تم اعتماد المنهج الوصفي‪.‬‬
‫‪ 2-1‬أداة الدراسة‪ :‬لقد استخدم ال باحثان المقابلة كأداة مهمة في جمع البيانات الخاصة بالدراسة وقد تضمنت ‪ 09‬أسئلة‬
‫موزعا على المحورين التاليين‪:‬‬
‫* دليل المقابلة‪:‬‬
‫المحور األول‪ :‬المشكالت النفسية لتالميذ المرحلة االبتدائية‬
‫السؤال األول‪ :‬أوال‪ ،‬ما هي المشكالت النفسية المنتشرة بكثرة في أوساط التالميذ؟‬
‫السؤال الثاني‪ :‬ما هي المؤشرات الدالة على أن التلميذ لديه مشكلة نفسية؟‬

‫‪134‬‬
‫السؤال الثالث‪ :‬ما هي أسباب المشكالت النفسية؟‬
‫السؤال الرابع‪ :‬هل تؤثر المشكالت النفسية على التحصيل العلمي للتلميذ؟‬
‫السؤال الخامس‪ :‬هل تؤثر المشكالت النفسية على عالقة التلميذ بزمالئه وأساتذته؟‬

‫المحور الثاني‪ :‬المرشد المدرسي والمشكالت النفسية للتالميذ‬


‫السؤال السادس‪ :‬في رأيك‪ ،‬هل المشكالت النفسية تحتاج إلى تدخل المرشد؟‬
‫السؤال السابع‪ :‬ما هي الخدمات االرشادية المقدمة لعالج التالميذ الذين يعانون من مشكالت نفسية؟‬
‫السؤال الثامن‪ :‬في رأيك‪ ،‬ما هي العراقيل التي تواجه المرشد أثناء قيامه بالعملية االرشادية؟‬
‫السؤال التاسع‪ :‬في رأيك ما هي الحلول المقترحة لمواجهة هذه الظاهرة أو الحد منها؟‬
‫‪ 3-1‬مجتمع الدراسة‪ :‬يتكون مجتمع الدراسة من مجموعة من مستشاري التوجيه واإلرشاد المدرسي بوالية جيجل والبالغ‬
‫عددهم ‪.05‬‬
‫‪-2‬عرض وتحليل نتائج الدراسة‪:‬‬
‫سيتم التطرق في هذا العنصر إلى البيانات المتحصل عليها وتحليلها وتفسيرها وصوال لإلجابة على التساؤل المركزي‬
‫حول دور اإلرشاد المدرسي في عالج المشكالت النفسية لتلميذ المرحلة االبتدائية‪.‬‬
‫‪ 1-2‬عرض وتحليل معطيات المحور األول‪ :‬المشكالت النفسية لتالميذ المرحلة االبتدائية‬
‫فيما يخص المشكالت النفسية المنتشرة بكثرة في أوساط التالميذ‪ ،‬تقريبا كل اإلجابات كانت متشابهة إلى حد ما‪،‬‬
‫وتمحورت حول القلق‪ ،‬والخجل‪ ،‬الخوف من االمتحانات‪ ،‬الغيرة بين التالميذ‪ ،‬نقص الثقة في النفس‪ ،‬عدم القدرة من‬
‫التكيف مع المحيط المدرسي‪ ،‬في هذا السياق صرحت المبحوث رقم ‪ 03‬قائال‪ " :‬المشكالت في حد ذاتها اجتماعية لكن‬
‫مؤشراتها نفسية‪ .‬المؤشرات هي‪ :‬القلق‪ ،‬الخوف‪ ،‬الخجل‪ ،‬عدم القدرة من التكيف مع المدرسة "‪ .‬المالحظ أن المشكالت‬
‫النفسية كثيرة ومتنوعة‪ ،‬تختلف من حالة ألخرى أو من تلميذ آلخر‪ ،‬ومن دون شك لها أسبابها التي أدت إلى مثل هذه‬
‫الظواهر (المشكالت النفسية)‪ ،‬حيث تتقاسم كل مؤسسات التنشئة االجتماعية هذا المشكل الذي يقف في وجه التلميذ (أي‬
‫يحرمه من طفولة متوافقة نفسيا واجتماعيا)‪ ،‬لذلك وجب على المرشد الحرص الشديد في معالجة مثل هذه المشكالت‪ ،‬أو‬
‫التقليل من خطورتها‪.‬‬
‫أما اإلجابة عن السؤال الثاني اختلفت فيه اإلجابات من مبحوث آلخر‪ ،‬حيث أن المبحوث األول يرى بأن المؤشرات‬
‫الدالة على أن التلميذ لديه مشكلة نفسية تظهر من خالل االنعزال والوحدة أي تجنبه التفاعل مع زمالئه‪ ،‬ويجد راحته في‬
‫الجلوس وحيدا بعيدا عن كل ال تفاعالت المحيطة به من المحيط المدرسي‪ ،‬وهذا ما يطلق عليه بمرض الوحدة‪ ،‬إضافة إلى‬
‫العدوانية أي أن التلميذ ال يتعامل بلين مع أقرانه‪ ،‬بل يبحث عن الفرصة المناسبة لممارسة العنف اللفظي أو العنف‬
‫الجسدي على أقرانه‪ ،‬كذلك مؤشر قضم األظافر نتيجة التوتر أو خوف أو مختلف االضطرابات النفسية‪ ،‬هنا يأتي دور‬
‫األستاذ في مالحظته لمثل هذه السلوكيات‪ ،‬وإخبار المرشد بتفاصيلها لمساعدته على تشخيص حالة التلميذ الذي يعاني من‬
‫مثل هذه المشكالت ومساعدته على عالجها‪ .‬هناك مؤشرات أخرى كثيرة ومتعددة ذكرها لنا المبحوثين نذكر منها كثرة‬
‫الحركة‪ ،‬ال حركات غير االرادية كتحريك الرأس‪ ،‬االضطراب‪ ،‬البكاء‪ ،‬قلة الكالم‪،‬االنسحاب‪ ،‬عدم اللعب مع الزمالء‪،‬‬
‫رفض العمل الجماعي في النشاطات داخل القسم وخارجه‪.‬‬
‫بالنسبة لإلجابة الثالثة اتفق كل المبحوثين على أن سبب المشكالت النفسية التي يعاني منها التالميذ ترجع بالدرجة األولى‬
‫إلى المؤسسة األولى التي نشأ فيها التلميذ أال وهي األسرة‪ ،‬ألن التلميذ تتكون شخصيته بناء على ما اكتسبه من محيط‬
‫عائلته (األسرة النووية‪ :‬األب‪ ،‬األ م‪ ،‬األخوة‪ .‬األسرة الممتدة نضيف إليها الجد‪ ،‬الجدة‪ ،‬العم‪ ،)...‬من بين المشكالت األسرية‬
‫ذكر المبحوثين الطالق‪ ،‬الشجار بين الوالدين أمام التلميذ‪ ،‬مشاكل األسرة النووية مع األسرة الممتدة كشجار بين األم‬
‫والجدة‪ ..‬إضافة إلى انتهاج األسرة ألساليب التربية القاصرة التي تؤثر سلبا على نمو التلميذ نموا سليما (نفسيا وجسميا‬
‫وعقليا)‪ ،‬من بين هذه األساليب ذكر لنا بعض المبحوثين اإلهمال والتدليل الزائد من الوالدين للتلميذ‪ ،‬أو الحماية المفرطة‬
‫التي تفقد التلميذ الثقة في النفس أو االعتماد على الذات‪ ،‬كما تكسبه سلوك االتكالية والنتيجة من هذه التربية بروز عدة‬
‫مشاكل نفسية للطفل لعلى أبرزها صناعة فرد غير قادر على تحمل المسؤولية‪ ،‬وغير قادر على اتخاذ قرارات سليمة في‬
‫مختلف مواقف الحياة التي تصادفه في المستقبل‪.‬‬
‫كذلك ذكر لنا كل المبحوثين أن سبب المشكالت النفسية تتحمله المدرسة لما تلعبه من دور تربوي بما تحمله التربية من‬
‫معنى‪ ،‬فالسلوكيات غير السوية التي اكتسبها التلميذ في مختلف مؤسسات التنشئة االجتماعية (األسرة‪ ،‬األقران‪ )...‬تعمل‬
‫المدرسة على تعديلها نحو األفضل أو ما هو متفق عليه اجتماعيا‪ ،‬والدور الرئيسي في هذه المؤسسة يتحمله األستاذ بدرجة‬
‫كبيرة أل نه في تفاعل دائم ولوقت طويل مع التلميذ‪ ،‬حيث ذكر لنا بعض المرشدين أن تهميش األستاذ للتلميذ‪ ،‬وعدم معاملته‬
‫معاملة محترمة و فيها نوع من الحنان والحب واللين والتقدير‪ ،‬فإنه يؤدي حتما إلى مشاكل نفسية للتلميذ‪ ،‬واألخطر من هذا‬
‫‪135‬‬
‫هو مخاطبة األستاذ للتلميذ بشتى أنواع ال شتم كأن يقول له " يا حمار " ‪ ،‬فإن يؤدي إلى تدهور الحالة النفسية للتلميذ‪ ،‬هذا‬
‫ما قاله لنا المبحوث رقم ‪ 3‬في تصريحه " أسباب المشكالت النفسية هو تهميش األستاذ للتلميذ‪ ،‬وعدم معاملته جيدا‪ ،‬كأن‬
‫يقول له يا حمار مثال‪ ،‬مما يؤدي إلى تدهور حالته النفسية "‪ ،‬كذلك ذكر لنا المبحوث رقم ‪ 3‬مثال آخر حيث قال " سبب‬
‫المشكالت األسري هو األستاذ مثال ألستاذ شتم تلميذ داخل القسم لسبب تافه‪ ،‬هو أن ذلك التلميذ تشاجر مع ابنه الذي‬
‫يدرس في نفس المؤسسة "‪.‬‬
‫نحن بدورنا نتساءل عن الدور التربوي المتوقع من األستاذ اتجاه التلميذ أين هو الضمير المهني؟ أين هي الرقابة على‬
‫األستاذ الذي يعامل التالميذ بمثل هذه المعاملة السيئة؟ كيف ننتظر من مثل هكذا مربين أن تكون مخرجاتهم التربوية في‬
‫طموح أو توقعات المجتمع؟ حقيقة نقطة مهمة يجب الوقوف عندها وقفة جادة من خالل التوعية والنصح واإلرشاد‪ ،‬أو‬
‫باألحرى توعية األسا تذة بحساسية الدور الذي يقومون به وبالمسؤولية التي يتحملونها في تربية وتعليم أبناء المجتمع الذي‬
‫يعيشون فيه‪ ،‬كذلك من بين أسباب المشكالت النفسية جماعة األقران في المدرسة‪ ،‬عن طريق ممارسة مختلف أنواع‬
‫العنف بينهم مثل العنف الجسدي أو العنف المعنوي‪ ،‬حيث صرح المبحوث رقم ‪ 2‬قائال‪ " :‬سبب المشكالت النفسية للتلميذ‬
‫هو الزمالء في المدرسة‪ ،‬إذا أخطأ التلميذ في اإلجابة‪ ،‬فسيحرجونه زمالئه بكلمات جارحة مثل الداب‪ ،‬المسخ‪ ..‬مما يؤدي‬
‫إلى تدهور حالته النفسية "‪ ،‬كما قد تؤدي هذه األسباب إلى رفض التلميذ التعامل مع محيطه المدرسي من زمالء وأساتذة‬
‫فيما يخص اإلجابة عن السؤال الرابع فأن آراء‬ ‫وإدارة ومرشد‪ ..‬أو بتعبير آخر ينعزل عن المجتمع الذي يعيش فيه‪.‬‬
‫المبحوثين اختلفت‪ ،‬منهم من رأى أن المشكالت النفسية تؤثر سلبا على التحصيل العلمي للتلميذ‪ ،‬خاصة إذا قام بكبت‬
‫مشكالته وعد عرضها على المرشد لمعالجته منها‪ ،‬هذا ما صرح به المبحوث رقم ‪ 5‬قائال‪ " :‬نعم تؤثر‪ ،‬خاصة عندما ال‬
‫يطرح التلميذ المشكل‪ ،‬وال يطلب المساعدة‪ ،‬وال يطلب االهتمام"‪ .‬انطالقا من هذا القول نستنتج أن المرشد يجد صعوبة‬
‫كبيرة في التعرف على المشكالت النفسية التي يعاني منها التالميذ‪ ،‬بدون مساعدة التالميذ أنفسهم المرشد لمعالجتهم بطلب‬
‫المساعدة منه‪ .‬وعليه نطرح السؤال التالي‪ :‬أال يوجد طرق أخرى يعتمد عليها المرشد لمعرفة مشاكل التلميذ إذا رفض هذا‬
‫األخير طلب المساعدة من المرشد؟‬
‫من جهة أخرى نجد أن المبحوث رقم ‪ 3‬يرى أن المشكالت النفسية قد تؤثر سلبا على التحصيل العلمي للتلميذ‪ ،‬وقد تِؤثر‬
‫إيجابا في بعض الحاالت النادرة التي تتخذ من مشاكلها حافزا للتحدي بتحقيق تحصيل علمي جيد‪ ،‬حيث صرح هذا‬
‫المبحوث قائال‪ " :‬غالبا تؤثر سلبا‪ ،‬ونادرا جدا من التالميذ يتخذ من هذه المشكالت سببا للنجاح والتفوق بالتحدي‪ ،‬بعض‬
‫المعلمين يأخذون بعين االعتبار هذه الحاالت فيحاولون فهمها‪ ،‬وتقديم النصح والتوجيه والدعم النفسي لها "‪ ،‬المالحظ في‬
‫هذا القول هو تفاعل األستاذ مع هذه الحاالت‪ ،‬من خالل تقديم الدعم المعنوي لها‪ ،‬وتشجيعها على النجاح‪ ،‬لكن السؤال‬
‫المطروح لماذا ال يطلب األستاذ من المرشد مساعدة هؤالء األطفال؟ ألن هذا الدور من اختصاص المرشد بدرجة أكبر من‬
‫األستاذ‪ .‬فيما يخص تأثير المشكالت النفسية على عالقة التلميذ بزمالئه وأساتذته‪ ،‬فإن كل المبحوثين أجابوا بنعم‪ ،‬مع‬
‫رفضهم التعليل أو الشرح‪ ،‬ربما لعدم معرفتهم بحقيقة العالقة الموجودة التلميذ واألستاذ خاصة داخل قاعة الدراسة‪ ،‬أما‬
‫عالقة التلميذ مع زمالئه فبإمكان المرشد مالحظتها خاصة أثناء االستراحة المخصصة للتالميذ‪.‬‬
‫‪ 2-2‬عرض وتحليل معطيات المحور الثاني‪ :‬المرشد المدرسي والمشكالت النفسية للتالميذ‬
‫فيما يخص الجواب السادس فإن كل اإلجابات اتفقت على أنه في غالب األحيان تحتاج المشكالت النفسية التي يعاني منها‬
‫التلميذ لتدخل المرشد‪ ،‬ألن لديه من المهارات ما يكفي لعالج مختلف المشكالت‪ ،‬على األقل التقليل من حدتها‪ ،‬لكن حتى‬
‫تتم العملية االرشادية البد من تعاون الج ميع معه من أساتذة وعائالت التلميذ‪ ،‬وغيرهم من الفاعلين التربويين‪ ،‬بدون هذا‬
‫التعاون يصعب على المرشد عالج التلميذ‪ ،‬حيث اكتشفنا في هذه الدراسة أن بعض العائالت رفضت التعاون مع المرشد‪،‬‬
‫ربما السبب يعود لعوامل نفسية واجتماعية عديدة تحتاج إلى دراسات علمية بغرض الحد من هذا السلوك السلبي‪ ،‬حيث‬
‫صرح المبحوث رقم ‪ 1‬قائال‪ " :‬في غالب األحيان تحتاج المشكالت النفسية لتدخل المرشد‪ ،‬لكن اإلشكال كيف يتدخل‬
‫المرشد نظرا لصعوبة القيام بالعملية االرشادية‪ ،‬لرفض العائالت التعاون مع المرشد‪ ،‬حيث أن الخدمات االرشادية في‬
‫حالة عدم التعاون ال تجدي نفعا "‪ .‬كذلك يرى بعض المبحوثين أن بعض الحاالت معقدة‪ ،‬ال يستطيع المرشد عالجها‪ ،‬حيث‬
‫يتم تحويلها إلى األخصائي النفساني الخاص ( بالطب المدرسي‪ ،‬أو دور الشباب )‪.‬‬
‫فيما يخص اإلجابة السابعة فإن معظم اإلجابات اتفقت على أن الخدمات االرشادية المقدمة لعالج التالميذ الذين يعانون من‬
‫مشكالت نفسية تتمثل في جمع المعلومات عن التلميذ عن طريق األساتذة واألولياء بغرض تشخيص حالة التلميذ‪،‬‬
‫والتعرف على مصدر أو سبب المشكلة النفسية‪ ،‬انطالقا من المعلومات المتوفرة لدى المرشد يقوم بعقد جلسات فردية مع‬
‫التلميذ لمقابلته ومرافقته المستمرة حتى يتخلص التلميذ من مشكلته النفسية‪ ،‬حيث صرح المبحوث رقم ‪ 3‬قائال‪ " :‬نقوم‬
‫بجمع المعلومات عن التلميذ من األولياء واألساتذة‪ ،‬ثم نقوم بمقابالت فردية مع التلميذ‪ ،‬ومرافقته حتى يتخلص من المشكلة‬
‫"‪ ،‬كما قدم لنا أحد المبحوثين بعض األمثلة عن التقنيات العالجية مثال كأن يقوم المرشد بإقناع التلميذ أن مشكلته النفسية‬
‫عادية‪ ،‬وطبيعية كل األفراد يعانون منها‪ ،‬وهي مؤقتة‪ ،‬وال تتم هذه التقنية إال إذا قام المرشد بتعزيز اإليجابيات التي يتمتع‬
‫بها التلميذ لتعزيزها‪ ،‬وعن طريقها يتم عالج المشاكل النفسية‪ ،‬إضافة إلى استعمال الوازع الدي ني‪ ،‬الذي له آثار إيجابية‬
‫على نفسية الطفل‪ ،‬حيث صرح المبحوث رقم ‪ 2‬قائال‪ " :‬محاولة تنسية التلميذ في مشكالته النفسية‪ ،‬من خالل إعطائه أمثلة‬

‫‪136‬‬
‫من الواقع‪ ،‬مثال كأن يتعرض التلميذ ألذى معين يذكره المرشد باألذى الذي تعرض إليه الرسول عليه الصالة والسالم عند‬
‫قيامه بالدعوة "‪.‬‬
‫اجتمعت معظم اإلجابات على أن العراقيل التي تواجه المرشد أثناء قيامه بالعملية االرشادية مختلفة‪ ،‬لكن أهمها هو عدم‬
‫التعاون مع المرشد سواء من ناحية األسرة أو األساتذة‪ ،‬خصوصا من ناحية الطفل في حد ذاته حيث أن قيام الطفل‬
‫بالكذب‪ ،‬أي عدم اإلجابة بصدق عن األسئل ة التي يطرحها عليه المرشد بغرض التشخيص‪ ،‬لكن السبب في تمرد التلميذ‬
‫يعود إلى خوفه من األسرة‪ ،‬ألن معظم األسرة تجد احراج أمام المجتمع في الذهاب إلى المرشد أو األخصائي النفساني‪،‬‬
‫وهذا ما يؤثر سلبا على الصحة النفسية للتلميذ‪.‬‬
‫إضافة إلى الخجل الذي يؤدي إلى رفض الت لميذ التحدث مع المرشد وبالتاي يعيق العملية االرشادية‪ ،‬كما ذكر لنا المرشدين‬
‫نقطتين مهمتين في هذا االطار‪ ،‬أولها ضيق الوقت للتلميذ نتيجة مزاولته للدراسة‪ ،‬وأوقات فراغه ضيقة وقصيرة جدا‪ ،‬هذه‬
‫النقطة التي انتقدها كثيرا مبحوثينا ألنها تعتبر من األسباب الرئيسية التي تعيق في معرفة وتشخيص المشكالت النفسية‪،‬‬
‫كما أنها ال توفر الوقت للتلميذ حتى يألف المرشد أو أن يثق فيه‪ ،‬لذلك نجد بعض التالميذ يرفضون الذهاب إلى المرشد أو‬
‫حتى التقرب منه‪ ،‬أما النقطة الثانية فهي ضيق وقت المرشد نتيجة االلتزامات اإلدارية مثل ملئ سجل المداوالت‬
‫لل تالميذ‪ ،...‬ومن جهة أخرى نجد أن األساتذة يقومون بالعملية االرشادية بدال من المختص‪ ،‬فإذا نجحوا في العالج فإن‬
‫المشكلة حلت‪ ،‬أما العكس‪ ،‬فإنهم يقومون باتهام التلميذ بأنه مريض ومعقد‪ ،‬ووصل األمر ببعضهم إلى طلب المرشد بعدم‬
‫مساعدته‪ ،‬والنتيجة من هذا الفعل السلبي هو مضاعفة األمراض النفسية للتلميذ‪ ،‬وعرقلة المرشد في القيام بدوره الجوهري‬
‫وهو عالج المشكالت النفسية‪.‬‬
‫فيما يخص الحلول المقترحة لمواجهة أو الحد من ظاهرة المشكالت النفسية التي يعاني منها تالميذ المرحلة االبتدائية قدمها‬
‫لنا مبحوثينا فيما يلي‪:‬‬
‫تقوية شخصية التلميذ لمواجهة المشكالت النفسية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ادماج التالميذ في الوسط المدرسي‪ ،‬خاصة في مرحلة التحضيري‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعليم التلميذ كيفية طلب المساعدة من الفاعلين التربويين من أساتذة ومرشدين غيرهم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تفعيل دور األسرة‪ ،‬من خالل توعيتهم بضرورة التعاون مع المرشد التربوي‪...‬‬ ‫‪-‬‬
‫حث األولياء على ضرورة زيا رة المدرسة باستمرار لمتابعة أبنائهم ومساعدتهم على تجاوز العقبات‪ ،‬إضافة إلى ضرورة‬ ‫‪-‬‬
‫اشراك األولياء في نشاطات المدرسة كمجالس أولياء التالميذ وغيرها‪ ..‬مع األخذ باقتراحاتهم في مواجهة مختلف المشاكل‬
‫التي قد تصادف التلميذ‪.‬‬
‫نصح المرشد لألولياء حول طرق التعامل السليمة مع األوالد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العمل الجماعي (األولياء‪ ،‬األساتذة‪ ،‬المرشدين‪ ،)..‬للتعرف على المشكالت النفسية التي يعاني منها التالميذ وتشخيصها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ووضع خطة عمل من أجل الحد من هذه الظاهرة‪.‬‬
‫تلبية مختلف حاجات ورغبات الطفل العمرية مثل اللعب واألكل الصحي واللباس الجميل‪ ،..‬بهدف الوقاية أو تجنب‬ ‫‪-‬‬
‫األسباب التي قد تؤدي إلى المشكالت النفسية‪.‬‬
‫البد على األساتذة أن يظهروا حبهم واحترامه للتالميذ‪ ،‬واقناعهم بأن الحرص عليهم في الدراسة هو في مصلحتهم‪ ،‬ألن‬ ‫‪-‬‬
‫إحساس التلميذ بمثل هذه المشاعر يكسبه الثقة في النفس ويضمن تنشئته تنشئة سليمة نفسيا وجسميا وعقليا‪.‬‬
‫توعية األسرة والمدرسة بمراحل نمو الطفل‪ ،‬ألن مختلف المشكالت النفسية ناتجة عن جهلهم لهذه المشكالت‪ ،‬حيث اقترح‬ ‫‪-‬‬
‫أحد المبحوثين بضرورة تدريس علم النفس النمو كتخصص في الجامعة‪ ،‬للتعمق في معرفة الطفل معرفة جيدة وواضحة‬
‫في كل مرحلة من مراحل نموه‪.‬‬
‫ضرورة االعتماد على األساليب الوقائية للتلميذ مثل تفعيل البرامج الترفيهية‪ ،‬والتشجيع على ممارسة الرياضة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وتخصيص فضاءات للكتابة والرسم وسماع الموسيقى‪ ،‬حيث أن هذه األساليب تساهم في عملية التفريغ االنفعالي من جهة‪،‬‬
‫وتنمية الحس اإلبداعي للتلميذ من جهة أخرى‪.‬‬
‫تفعيل دور الجمعيات الخي رية في تقديم الدعم المادي والمعنوي لألطفال المعوزين واليتامى‪ ،‬لتجنب اصابتهم بمشاكل‬ ‫‪-‬‬
‫نفسية‪.‬‬
‫‪-3‬مناقشة النتائج‪:‬‬
‫‪ 1-3‬مناقشة نتائج المحور األول‪:‬‬
‫من خالل تحليلنا لنتائج المحور األول‪ ،‬توصلنا إلى أن المشاكل النفسية التي يعاني منها تالميذ المرحلة االبتدائية عديدة‬
‫ومتنوعة لعلى أهمها القلق‪ ،‬الخجل‪ ،‬الخوف‪ ،‬الغيرة‪ ،‬نقص الثقة في النفس‪ ،‬وغيرها‪ ،‬هذا ما أدى إلى فشل التلميذ في‬
‫التكيف مع المحيط المدرسي‪ ،‬ولعلى ال مؤشرات الدالة على ذلك هي حب التلميذ االنعزال وحيدا‪ ،‬وقلة الكالم‪ ،‬واالفراط في‬
‫الحركة‪ ،..‬هذه المشكالت تتحملها مختلف مؤسسات التنشئة االجتماعية في مقدمتها األسرة بصفتها أول مؤسسة نشأ فيها‬
‫الطفل‪ ،‬ويبقى في تفاعل مستمر معها‪ ،‬فاألسرة قد تسبب المشكل النفسي للطفل‪ ،‬كما تعمل على عالجه من خالل مرفقته‬

‫‪137‬‬
‫واألخذ نصائح المرشد المدرسي‪ ،‬ثم المدرسة تتحمل بدورها هذا المشكل من خالل تعاون كل الفاعلين التربويين على‬
‫مساعدة التلميذ في تجاوز مشاكله النفسية‪ ،‬إضافة إلى جماعة األقران‪ ،‬بل المجتمع ككل يتحمل المسؤولية‪.‬‬
‫مما تقدم نتوصل إلى نتي جة واضحة‪ ،‬حيث أن المشكالت النفسية تؤدي في غالب األحيان إلى ضعف التحصيل العلمي‬
‫للتلميذ وبالتالي يحدث خلل في أهداف المدرسة التي تسعى لتحقيق التحصيل العلمي الجيد للتلميذ‪ ،‬ألن المجتمع يتوقع هذه‬
‫المخرجات ويرفض عكسها‪ .‬لكن هناك حاالت نادرة من التالميذ من يتخذ من مشاكله النفسية حافزا للتحدي‪ ،‬بتحقيق‬
‫تحصيل علمي جيد‪ ،‬ومعالجة النقص أو المشكل النفسي الذي يعاني منه‪.‬كما نجد أن المشكالت النفسية تؤثر في عالقة‬
‫التلميذ بزمالئه وبأساتذته‪ ،‬حيث يرغب التلميذ في االبتعاد عن كل فعل اجتماعي‪ ،‬بهدف كسب الراحة النفسية حسب‬
‫اعتقاده‪ ،‬لكن هذا االعتقاد خطأ‪ ،‬ألن يؤدي إلى مرض التوحد أو إلى أمراض أخرى‪ ،‬وهنا يكمن دور المرشد في عالج‬
‫التلميذ أو توجيهه للمختص النفساني‪.‬‬
‫‪ 2-3‬مناقشة نتائج المحور الثاني‪:‬‬
‫انطالقا مما تقدم نستنتج أن للمرشد المدرسي دور هام في التعرف على المشكالت النفسية لتالميذ المرحلة االبتدائية‬
‫ومعالجتها‪ ،‬لكن ال تتم هذه العملية إال إذا كان هناك تعاون مع المرشد من طرف كل الفاعلين التربويين من أسرة ومدرسة‬
‫وجماعة األقران‪ ،‬حتى من التلميذ ذاته‪ ،‬ألنه باإلجابة الصادقة عن األسئلة التي يطرحها عليه المرشد‪ ،‬ومصارحته عن كل‬
‫كبيرة وصغيرة‪ ،‬فمعنى ذلك أن نصف العالج قد تم‪ ،‬ويبقى فقط دور المرشد باستعمال طرق وتقنيات المعالجة‪.‬‬
‫تتم العلمية االرشادية بجمع المعلومات عن التلميذ‪ ،‬لتشخيص نوع المشكلة وأسبابها‪ ،‬ثم يعقد المرشد المدرسي جلسات‬
‫مستمرة مع التلميذ ليساعده على العالج أو التخلص من مشاكله النفسية‪ ،‬كما أن رفض التعاون مع المرشد المدرسي من‬
‫طرف مختلف الفاعلين التربويين‪ ،‬يؤدي إلى عرقلة العملية االرشادية‪ ،‬إضافة إلى عراقيل أخرى نذكر منها‪ ،‬الخجل‪،‬‬
‫ضيق وقت التلميذ نتيجة التزاماته الدراسية‪ ،‬ونقص الوقت كذلك من جهة المرشد نتيجة التزاماته اإلدارية‪ ،‬إضافة إلى عدم‬
‫االهتمام بمع الجة تالميذ المرحلة االبتدائية كل هذه األمور يجب الوقوف عندها‪ ،‬لتفعيل العملية االرشادية بنجاح في عالج‬
‫المشكالت النفسية لتلميذ المرحلة االبتدائية‪ ،‬وتحقيق الصحة النفسية والجسمية والعقلية لهذا األخير‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫في األخير نستنتج أنه يوجد عدة مشكالت نفسية يعاني منها تلميذ المرحلة االبتدائية‪ ،‬والمرشد التربوي هو من يقوم بدور‬
‫المعالج لهذه المشكالت‪ ،‬طبعا عن طريق مساعدته في أداء مهامه من طرف األسرة واألساتذة والتالميذ‪ ،‬ألنه بدون هذا‬
‫النوع من التعاون يحدث خلل في العملية االرشادية‪ ،‬لذلك وجب على المجتمع أن يعي دور المرشد المدرسي‪ ،‬إضافة إلى‬
‫مساعدة التلميذ في التخلص من مشاكله‪ ،‬لكن قبل ذلك ضرورة الوقاية وذلك بتجنب األسباب التي قد تؤدي إلى المشاكل‬
‫النفسية‪ ،‬حتى نحقق الصحة النفسية للتلميذ‪.‬‬
‫التوصيات واالقتراحات‪:‬‬
‫توعية األسرة بضرورة االهتمام بأطفالها‪ ،‬وتجنب كل األسباب التي قد تؤدي إلى مشاكل نفسية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫معاملة األستاذ للتالميذ باللين والمحبة‪ ،‬بهدف تحقيق صحة نفسية جيدة للتلميذ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توعية التالميذ بضرورة التفاعل مع المرشد المدرسي‪ ،‬واالقبال على مقابلته‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مساعدة المرشد‪ ،‬بتقديم المعلومات التي يحتاجها‪ ،‬بهدف معالجة التلميذ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االهتمام الجدي بتالميذ ال مرحلة االبتدائية من طرف المرشدين‪ ،‬نظرا لحساسية هذه المرحلة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪-1‬أحمد‪،‬عبد اللطيف وأبو سعد‪.) 2009(.‬اإلرشاد المدرسي‪ .‬الطبعة االولى‪ ،‬عمان‪ :‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‬
‫والطباعة‪.‬‬
‫‪-2‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪-3‬قنطازي‪ ،‬كريمة‪ .‬اإلرشاد المدرسي بالمرحلة الثانوية في ظل المقاربة بالكفاءات‪ ،‬نقال عن موقع‬
‫‪http//manifest.univ-ouarghla.dz/4.05.2017/15h.30‬‬
‫‪-4‬جزاء عبيد بن جزاء العصيمي(‪.) 1429‬بعض المشكالت النفسية الشائعة لدى طالب مراحل التعليم العام بمدينة‬
‫الطائف‪ ،‬بحث مقدم كمتطلب تكميلي لنيل درجة الماجستير‪ ،‬المملكة السعودية‪.‬‬
‫‪-5‬سعيد‪ ،‬عبد العزيز و جودت عزت عطيوي‪.) 2004( .‬التوجيه المدرسي‪ .‬الطبعة االولى‪ ،‬عمان‪ :‬مكتبة دار الثقافة للنشر‬
‫والتوزيع‪.‬‬
‫‪-6‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫‪-7‬عبد الالوي‪ ،‬سعدية‪.)2012/2011(.‬المشكالت النفسية والسلوكية لدى أطفال السنوات الثالث األولى ابتدائي وعالقتها‬
‫بالتحصيل الدراسي‪ .‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬تيزي وزو‪.‬‬
‫‪-8‬تيسير‪ ،‬المنسي و عبد السالم جابر‪.) 2013(.‬عالقة الخجل بمستوى التعليم في بعض المساقات الرياضية في الجامعة‬
‫األردنية‪ ،‬مؤتة للبحوث والدراسات‪ ،‬سلسلة العلوم االنسانية واالجتماعية‪ ،‬المجلد الثامن والعشرون‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬ص‬
‫‪.244‬‬
‫‪-9‬فاطمة ‪ ،‬الهبهاب وآخرون الخجل وعالقته بالتحصيل الدراسي‪ ،‬نقال عن موقع‬
‫‪www.gulfkids.com/3.5.2017/14h.30‬‬

‫‪139‬‬

You might also like