You are on page 1of 15

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة باتنة‪ -1-‬الحاج لخضر‬
‫معهد الهندسة المعمارية والعمران‬

‫الجيوديسيا وشكل األرض‬

‫من إعداد الدكتور‪ :‬بوعافيــــة عبد الــــرزاق‬


‫‪ -1‬علم الجيوديسيا‬
‫‪ :‬الجيوديسيا هي كلمة التنية مكونة من قسمين هما‪:‬‬ ‫‪GEODESY‬‬
‫‪ :GEO‬جيو بمعنى ألارض‪ :DESY ،‬ديسيا بمعنى القياس ورسم الخرائط‪.‬‬
‫وعليه فإن ترجمتها الجغرافية هي‪ :‬علم قياس ورسم خرائط سطج ألارض‪.‬‬

‫‪ 1-1‬املساحة الجيوديسية‬
‫تعرف املساحة الجيوديسية (الجيوديسيا) بأنها ذلك الفرع من الرياضيات التطبيقية الذي يختص بتحديد شكل‬
‫وحجم ألارض وحساب إحداثيات انقاط وأطوال واتجاهات الخطوط التي تقع على سطحها‪ ،‬وحساب قيم الجاذبية‬
‫ألارضية ودراسة ظاهرة املد والجزر ودوران ألارض جول نفسها وحول الشمس‪ ،‬وذلك عن طريق اجراء بعض‬
‫ألارصاد والقياسات‪.‬‬
‫‪ 2-1‬أقسام املساحة الجيوديسية‬
‫ينقسم علم الجيوديسيا إلى قسمين هما‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجيوديسيا الهندسية‪ :‬وهذا القسم يختص بتحديد حجم وشكل ألارض والربط الجيوديس ي عبر القارات‬
‫بين الكتل ألارضية املختلفة وحساب املواقع وأطوال واتجاهات الخطوط‪ ،‬وعليه فإن هذا الفرع من‬
‫الجيوديسيا يختص بدراسة وتحديد الشكل الهندس ي لألرض‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجيوديسيا الطبيعية‪ :‬هذا القسم يختص بدراسة وتحديد مجال الجاذبية للكرة ألارضية ومقادير‬
‫واتجاهات القوة الطبيعية الفيزيائية التي تربط ألارض باألجسام التي تقع على سطحها وتلك التي توجد في‬
‫الفضاء الذي يحيط باألرض‪ .‬ومن املعلوم أن دراسة جاذبية ألارض تساعد في تحديد شكل ألارض وليس‬
‫حجمها‪ ،‬وبالرغم من إمكانية دراسة هذين القسمين أو الفرعين من الجيوديسيا كتخصصين مختلفين إال‬
‫أنهما مرتبطان ببعضهما ارتباطا وثيقا‪.‬‬
‫‪ 3-1‬استخدامات املساحة الجيوديسية‬
‫لها تطبيقات كثيرة وفي مجاالت مختلفة منها على سبيل الذكر آلاتي‪:‬‬
‫• تحديد التحركات والانزالقات التي تحدث في قشرة الكرة ألارضية‪.‬‬
‫• تحديد أ ماكن استخراج البترول في املحيطات والصحاري‪.‬‬
‫• تحديد مسارات وأهداف الصواريخ عابرة القارات والرحالت العلمية والاستكشافية للفضاء الخارجي واملالحة‬
‫الجوية والبحرية‪.‬‬
‫• انشاء ألاعمال املساحية التي تختص برصد الزالزل‪.‬‬
‫• تشغيل نظام تحديد املواقع العالمي ‪ GPS‬وغيرها من التطبيقات التي تلعب أدوارا هامة في حياة البشرية‪.‬‬
‫‪ -4-1‬شكل ألارض‬
‫كما هو معلوم أن سطح ألارض غير منتظم‪ ،‬وعليه من الصعوبة بمكان محاولة إجراء حسابات رياضية أيا كانت‬
‫على مثل هذا الشكل‪ ،‬ومن الناحية العلمية من الضروري أيضا إيجاد شكل منتظم يماثل أو يقارب شكل ألارض‬
‫إلجراء العمليات الحسابية الضرورية لألعمال الجيوديسية واملساحية لتحديد املواقع ورسم الخرائط‪.‬‬
‫ويعتبر الشكل الهندس ي املسمى أسفرويد (‪ )SPHEROID‬وهو الجسم الناش ئ من دورن البسويد حول محور ألاصغر‬
‫مماثل للشكل الكروي الحقيقي لألرض حيث يكون نصف القطر في اتجاه (شمال – جنوب) أقل قليال من نصف‬
‫القطر اتجاه (شرق – غرب) عند خط الاسواءن والفرق بين املحورين في حدود ‪ 22‬كم‪ ،‬من الواضح صعوبة تمثيل‬
‫هذا الفرق بمقياس رسم صحيح وحقيقي‪ .‬والشكل املوالي يوضح لنا تكبرا لهذا الفرق‪.‬‬
‫ومنه فإنه وبالرغم من ذلك فإن تضاريس ألارض تعقد هذه املسألة والبحار واملحيطات هي ألاجزاء من ألارض التي‬
‫لها سطوح منتظمة‪ ،‬فإذا ما تم اعتبار هذه البحار ممتدة تحت اليابسة فان الناتج عن ذلك يمكن أن يكون مفيدا‬
‫في الحسابات الجيوسيدية وهو أقرب الى شكل ألاسفرويد ‪ .‬وعلى ذلك اعتبر سطح البجر منسوبا مرجعيا وان كل‬
‫القياسات على سطح ألارض (غير املستوي) يمكن ان تنسب الى هذا املرجع‪،‬‬
‫إذا اردنا دراسة العالقة بين نقطتين متباعدتين فال بد من ألاخذ في الاعتبار أبعاد شكل ألارض‪،‬‬
‫أما اذا اردنا معرفة هذه العالقة في مساحة صغيرة فيمكن اعتبار أن ألارض مسطحة‪،‬‬
‫فاذا افترضنا أن النقطتين ‪A‬و‪ b‬املسافة بينهما ‪ 1000‬كم (انظر‬
‫الشكل) ولكي نعتبر جزءا ما من ألارض مسطحا أو مستويا يمكننا‬
‫تخيل لوحة من الورق تالمس الكرة ألارضية عند تلك املساحة واذا‬
‫كان باإلمكان النظر الى هاتين النقطتين من الفضاء الخارجي القريب‬
‫من ألارض عند هاتين النقطتين فان املسافة بينهما تساوي ‪998.95‬‬
‫بدال من ‪ 1000‬كم أي أن هناك تشوه أو خطأ مقداره أكبر من ‪1/1000‬‬

‫آلان اذا افترضنا أن املسافة بين النقطتين ‪ 10‬كم فقط فإن الفرق بين‬
‫املسافتين يكون في حدود ملمترات قليلة‪ ،‬أما إذا كانت النقطتان على‬
‫طرفي قطر ألارض عند خط الاستواء فان املسافة ‪ AB‬سوف تكون‬
‫‪ 2/3‬املسافة الحقيقية‬
‫‪ -4-1‬الالبسويد ‪:‬‬
‫يعرف الالبسويد بقيمتي املحورين ألاساسيين له (انظر الشكل) وهما‪:‬‬
‫• "‪ "a‬يمثل نصف القطر الاستوائي لألرض‪ .‬يطلق عليه أيضا نصف املحور ألاكبر‬
‫• "‪ "b‬يمثل نصف القطر القطبي لألرض‪ .‬يطلق عليه اسم املحور ألاصغر‪.‬‬
‫ويعرف الالبسويد تعريفا كامال بقيمة "‪ "f‬وتسمى التسطيح ويمكن حسابها من املعادلة التالية‪:‬‬

‫‪a-b‬‬
‫=‪f‬‬
‫‪a‬‬

‫وقد حسبت هذه القيمة على امتداد المائتين سنة الماضية وكانت في حدود ‪ 1/300‬في كل الحاالت‬
‫في الجدول ادناه تم تدوين وتبيان عدد من هذه القيم (‪ )a,b,f‬وألاقمار الصناعية التي طبقت فيها في أعمال‬
‫املسح الجيوديس ي وألارض ي والجوي ومن املالحظ أن التعديالت املتتالية لهذه القيم تبلغ املئات من ألامتار‬
‫قبل ‪ 45‬سنة في حين تقلصت هذه التعديالت في الربع ألاخير من القرن العشرين إلى متر أو مترين‪.‬‬
‫‪ -4-1‬الجويد ‪GEOID‬‬
‫‪H‬أخذ العلماء والباحثون وقتا طويال للوصول الى حقيقة أن ألارض كروية ثم فسرت على أنها البسويد إلى أن أوضحت‬
‫القياسات املتأخرة بواسطة ألاقمار الصناعية ومن الفضاء الخارجي أن شكل ألارض يمكن ان يكون أكثر تعقيدا‪،‬‬
‫واجمع العلماء على أن أفضل وصف لسطح ألارض هو الجيويد حيث ان الجيويد ليس له تمثيال رياضيا‬
‫ويعرف على أنه املستوي الذي يقارب مستوى سطح البحر مما يفسر أن الجيويد يكون عموديا على اتجاه الجاذبية‬
‫ألارضية في أي نقطة تقع عليه‪ ،‬وبما ان شدة الجاذبية تتأثر بالتغيرات الحادثة في بنية ألارض فان الجيويد كذلك يتأثر‬
‫بهذه التغيرات ‪ ،‬مع العلم أن معرفة الجيويد معرفة دقيقة وتامة من الصعوبة بسبب قلة أرصاد الجاذبية في العديد‬
‫من املساحات الواسعة على سطح البحر منها البحار واملحيطات‪ ،‬وهنا عندما نستعمل ابعاد محوري ألارض في حساباتنا‬
‫الجيوسيدية فان الشكل الذي نقصده هو الجيويد‪.‬‬
‫وعليه يذهب العلمان الى أن‪ :‬متوسط منسوب سطح البحر تقريتا =الجيويد (مع العلم أن البسويد ال يختلف عن‬
‫الجيد فهو أق من ‪100‬م فقط) أما الجوييد فيختلف عن ألارض بحوالي ‪22‬كم‪،‬‬
‫الجيويد‬

You might also like