You are on page 1of 263

1

‫صاحب الجاللة الملك‬


‫محمد السادس نصره اهلل وأيده‬
‫المحتويات‬

‫‪07‬‬ ‫تقديم‬

‫‪11‬‬ ‫المحور األول‪ :‬تعزيز المسار الديمقراطي والبناء المؤسساتي‬


‫لحماية حقوق اإلنسان والنهوض بها‬

‫‪13‬‬ ‫احملــور الفرعــي األول‪ :‬أهــم محطــات املســار الدميقراطــي واإلصالحــات الدســتورية‬
‫والسياســية‬
‫احملــور الفرعــي الثانــي‪ :‬تعزيــز البنــاء املؤسســاتي حلمايــة حقــوق اإلنســان والنهــوض ‪18‬‬
‫بها‬
‫‪18‬‬ ‫أوال‪ -‬إحداث القضاء الدستوري وتوسيع الرقابة على دستورية القوانني‬
‫‪19‬‬ ‫ثانيا‪ -‬استكمال االستقالل املؤسساتي للسلطة القضائية‬
‫‪25‬‬ ‫ثالثا‪ -‬تعزيز دور املؤسسات الوطنية املعنية بحقوق اإلنسان‬

‫‪31‬‬ ‫المحور الثاني‪ :‬حماية حقوق اإلنسان في التشريع والممارسة‬

‫‪33‬‬ ‫احملور الفرعي األول‪ :‬حماية احلقوق املدنية والسياسية والنهوض بها‬
‫‪33‬‬ ‫أوال ‪ -‬تعزيز آليات الدميقراطية التشاركية والتشاور العمومي‬
‫‪39‬‬ ‫ثانيا ‪ -‬تعزيز املشاركة السياسية للمرأة والشباب‬
‫‪43‬‬ ‫ثالثــا ‪ -‬النهــوض بالفضــاء الســمعي البصــري وبحريــة الصحافــة والنشــر‬
‫وحريــة الــرأي والتعبيــر واحلــق يف احلصــول علــى املعلومــات‬
‫‪50‬‬ ‫رابعا ‪ -‬تعزيز ضمانات حقوق اإلنسان يف إصالح املنظومة اجلنائية‬
‫‪56‬‬ ‫خامسا ‪ -‬حماية احلق يف التجمع وتأسيس اجلمعيات‬
‫‪60‬‬ ‫سادسا‪ -‬حماية حقوق اإلنسان يف أماكن احلرمان من احلرية‬
‫‪3‬‬
‫والثقافيــة ‪69‬‬ ‫احملــور الفرعــي الثانــي‪ :‬حمايــة احلقــوق االقتصاديــة واالجتماعيــة‬
‫والبيئيــة والنهــوض بهــا‬
‫‪69‬‬ ‫أوال‪ -‬احلق يف التعليم‬
‫‪83‬‬ ‫ثانيا‪ -‬احلق يف الصحة‬
‫‪101‬‬ ‫ثالثا‪ -‬احلق يف الشغل‬
‫‪111‬‬ ‫رابعا‪ -‬احلق يف السكن‬
‫‪121‬‬ ‫خامسا‪ -‬تعزيز منظومة احلماية االجتماعية‬
‫‪141‬‬ ‫سادسا‪ -‬احلق يف بيئة سليمة ويف التنمية املستدامة‬
‫‪150‬‬ ‫سابعا‪ -‬حق املشاركة يف احلياة الثقافية‬
‫‪159‬‬ ‫احملور الفرعي الثالث‪ :‬حماية احلقوق الفئوية والنهوض بها‬
‫‪160‬‬ ‫أوال‪ -‬حماية حقوق املرأة والنهوض بها‬
‫‪172‬‬ ‫ثانيا‪ -‬حماية حقوق الطفل والنهوض بها‬
‫‪179‬‬ ‫ثالثا‪ -‬حماية حقوق األشخاص يف وضعية إعاقة والنهوض بها‬
‫‪191‬‬ ‫رابعا ‪ -‬حماية حقوق املهاجرين والالجئني والنهوض بها‬
‫‪201‬‬ ‫خامسا‪ -‬حماية حقوق الشباب والنهوض بها‬

‫‪209‬‬ ‫المحور الثالث‪ :‬تطور الممارسة االتفاقية للمغرب‬

‫‪212‬‬ ‫احملور الفرعي األول‪ :‬تعزيز انخراط اململكة يف املنظومة الدولية حلقوق اإلنسان‬
‫‪212‬‬ ‫أوال‪ -‬على مستوى األمم املتحدة‬
‫‪214‬‬ ‫ثانيا‪ -‬على مستوى مجلس أوروبا‬
‫‪215‬‬ ‫احملور الفرعي الثاني‪ :‬التفاعل مع هيئات األمم املتحدة حلقوق اإلنسان‬
‫‪216‬‬ ‫أوال‪ -‬على مستوى مجلس حقوق اإلنسان‬
‫‪218‬‬ ‫ثانيا‪ -‬على مستوى هيئات املعاهدات‬

‫‪4‬‬
‫‪221‬‬ ‫المحور الرابع‪ :‬تتبع تنفيذ توصيات هيئة اإلنصاف والمصالحة‬

‫‪225‬‬ ‫أوال‪ -‬دسترة التوصيات املتعلقة بتعزيز الضمانات الدستورية حلقوق اإلنسان‬
‫‪231‬‬ ‫ثانيا‪ -‬اعتماد التخطيط االستراتيجي‬
‫‪233‬‬ ‫ثالثا‪ -‬مواصلة االنخراط يف االتفاقيات الدولية حلقوق اإلنسان‬
‫‪234‬‬ ‫رابعا‪ -‬تأهيل العدالة وتقوية استقاللها‬
‫‪240‬‬ ‫خامســا‪ -‬تعزيــز اإلطــار املؤسســاتي املعنــي بحمايــة حقــوق اإلنســان والنهــوض‬
‫بهــا‬
‫‪243‬‬ ‫سادسا‪ -‬تنفيذ التوصيات املتعلقة بتأهيل ومالءمة اإلطار القانوني‬
‫‪245‬‬ ‫سابعا‪ -‬ترشيد احلكامة األمنية ومكافحة اإلفالت من العقاب‬
‫‪251‬‬ ‫ثامنا ‪ -‬الكشف عن احلقيقة‬
‫‪252‬‬ ‫تاسعا‪ -‬جبر الضرر الفردي‬
‫‪256‬‬ ‫عاشرا‪ -‬جبر الضرر اجلماعي‬
‫‪256‬‬ ‫إحدى عشر‪ -‬حفظ الذاكرة والتاريخ واألرشيف‬
‫‪259‬‬ ‫إثنا عشر‪ -‬النهوض بأوضاع السجناء‬
‫‪259‬‬ ‫ثالثة عشر‪ -‬احلماية القانونية للنساء‬

‫‪262‬‬ ‫أربعة عشر‪ -‬االعتذار الرسمي‬


‫‪262‬‬ ‫خمسة عشر‪ -‬قضايا محتجزي تاكونيت‬
‫‪263‬‬ ‫ستة عشر‪ -‬قضايا محتجزي البوليساريو‬

‫‪5‬‬
6
‫تقديم السيد المصطفى الرميد‬
‫وزير الدولة‬
‫المكلف بحقوق اإلنسان‬

‫راكــم املغــرب‪ ،‬خــال تســعينيات القــرن املاضــي وبدايــة األلفيــة الثالثــة‪ ،‬مكتســبات علــى قــدر‬
‫كبيــر مــن األهميــة يف مجــال حقــوق اإلنســان‪ ،‬ســواء علــى مســتوى تأهيــل املنظومــة القانونيــة‬
‫الوطنيــة التــي مت احلــرص علــى مالءمتهــا مــع االلتزامــات الدوليــة للمملكــة املغربيــة يف‬
‫مجــال حقــوق اإلنســان‪ ،‬أو علــى مســتوى اجلهــود املتعلقــة بتعزيــز البنــاء املؤسســاتي وتطويــر‬
‫السياســات والبرامــج العموميــة‪.‬‬
‫وقــد عرفــت هــذه املكتســبات طفــرة نوعيــة مــن حيــث املقاربــة والتنفيــذ مــع اعتمــاد دســتور‬
‫‪ ،2011‬والــذي شــكل محطــة سياســية بــارزة يف مســار اســتكمال بنــاء دولــة احلــق والقانــون‬
‫واملؤسســات‪ ،‬وترســيخ مبــادئ وآليــات احلكامــة اجليــدة‪ ،‬وتوفيــر متطلبــات املواطنــة الكرميــة‪،‬‬
‫وحتقيــق مســتلزمات العدالــة االجتماعيــة واملجاليــة‪.‬‬
‫وقــد كان هــذا الدســتور مبثابــة ميثــاق جديــد‪ ،‬يعكــس الديناميــة السياســية واحلقوقيــة التــي‬
‫عرفتهــا البــاد بقيــادة صاحــب اجلاللــة امللــك محمــد الســادس‪ ،‬وشــكل جتاوبــا متقدمــا مــع‬
‫املقترحــات الوجيهــة للفاعلــن السياســيني واملدنيــن وتطلعــات عمــوم املواطنــن بشــأن تعزيــز‬
‫الدميقراطيــة وحقــوق اإلنســان وحتقيــق التنميــة‪.‬‬
‫وال شــك أن الديناميــة اإلصالحيــة الكبــرى الناجمــة عــن تنفيــذ مقتضيــات الدســتور باعتبــاره‬
‫أســمى وثيقــة سياســية وقانونيــة أفضــت إلــى إطــاق أوراش إصالحيــة مهيكلــة همــت‬
‫مختلــف أصنــاف حقــوق اإلنســان املدنيــة والسياســية واالقتصاديــة واالجتماعيــة والثقافيــة‬
‫والبيئيــة والفئويــة واملوضوعاتيــة‪ ،‬والتــي ترجمــت يف اعتمــاد مواثيــق وخطــط وبرامــج وطنيــة‬
‫وسياســات عموميــة للتحديــث واإلصــاح والتأهيــل‪ ،‬ممــا مكــن مــن القيــام بإصالحــات‬
‫تشــريعية ومؤسســاتية الفتــة‪ ،‬متثــل بنيــات حتتيــة تؤســس الســتكمال كافــة عناصــر البنــاء‬
‫الدميقراطــي املنشــود‪ ،‬ســتعززها كافــة التدابيــر التــي أقرتهــا خطــة العمــل الوطنيــة يف مجــال‬
‫الدميقراطيــة وحقــوق اإلنســان والتــي متثــل خارطــة طريــق واضحــة املعالــم للتطــور احلقوقــي‬
‫والدميقراطــي للبــاد خــال املرحلــة املقبلــة‪.‬‬
‫ويف إطــار التفاعــل مــع هــذه الديناميــات واإلصالحــات وتعزيــز التواصــل العمومــي وضمــان‬
‫احلــق يف احلصــول علــى املعلومــة وتقاســم املعطيــات النوعيــة واإلحصائيــة واملؤشــرات‬
‫القياســية واملرجعيــة ذات الصلــة مــع الفاعلــن املعنيــن ودعــم وترصيــد املكتســبات يف مجــال‬
‫حقــوق اإلنســان ورصــد اخلصاصــات والنواقــص يف هــذا الشــأن والتشــجيع علــى معاجلتهــا‪،‬‬
‫ارتــأت وزارة الدولــة املكلفــة بحقــوق اإلنســان إعــداد هــذا التقريــر األول مــن نوعــه حــول‬
‫حصيلــة املنجــز يف مجــال حقــوق اإلنســان منــذ اعتمــاد دســتور ‪.2011‬‬
‫‪7‬‬
‫ويتضمــن التقريــر أهــم اجلهــود احلكوميــة املبذولــة يف مجــال حقــوق اإلنســان‪ ،‬ويبــرز أهــم‬
‫مؤشــرات تطورهــا بــن ســنتي ‪ 2012‬و‪ ،2018‬مــع التركيــز علــى الســمات العامــة األساســية‬
‫واخلصائــص الكبــرى التــي ميــزت املنجــزات واملكتســبات يف هــذا املجــال‪.‬‬
‫ويقــدم هــذا التقريــر الــذي جــاء ثمــرة عمــل دؤوب ومتواصــل ومبنهجيــة تعتمــد اإلشــراك‬
‫والتشــاور‪ ،‬حصيلــة عامــة لتنفيــذ مقتضيــات الدســتور ومضامــن البرنامــج احلكومــي‬
‫واملخططــات الوطنيــة والسياســات القطاعيــة ذات الصلــة بحقــوق اإلنســان يف جوانبهــا‬
‫اإليجابيــة‪ ،‬مــع التوقــف عنــد النواقــص والتحديــات بغيــة كفالــة التــوازن والصدقيــة املطلوبــة‬
‫يف مثــل هــذا النــوع مــن التقاريــر‪.‬‬
‫وقــد مكنــت عمليــة جتميــع املعلومــات واإلحصائيــات وتدقيقهــا ودراســتها وحتليلهــا من إعداد‬
‫وثيقــة مرجعيــة غنيــة باملعطيــات النوعيــة والرقميــة تســتند إلــى مؤشــرات قيــاس واضحــة‪،‬‬
‫والتــي ميكــن القــول أنهــا تتســم باملواصفــات التاليــة‪:‬‬
‫‪ -‬مــن حيــث املنهجيــة والشــكل‪ :‬وثيقــة تعتمــد منهجيــة التوصيــف‪ ،‬وتســتعرض‬
‫املنجــزات بأســلوب تقريــري مباشــر‪ ،‬ســتمكن مــن أن تكــون أداة حاســمة يف‬
‫قيــاس مســتوى تطــور حقــوق اإلنســان يف البــاد ســنة بعــد ســنة ومرحلــة بعــد‬
‫مرحلــة‪ ،‬خاصــة إذا أصبــح إصدارهــا ســنة متبعــة‪ .‬وحتســم بالتالــي اجلــدال‬
‫بــن مختلــف الفاعلــن‪ ،‬الســيما الفاعــل الرســمي واملجتمعــي‪ ،‬باعتمادهــا علــى‬
‫املعطيــات اإلحصائيــة واملؤشــرات القياســية‪ ،‬باإلضافــة إلــى ماســتتيحه أيضــا‬
‫خطــة العمــل الوطنيــة يف مجــال الدميقراطيــة وحقــوق اإلنســان علــى هــذا‬
‫الصعيــد‪.‬‬
‫‪ -‬مــن حيــث الطبيعــة واملضامــن‪ :‬وثيقــة مرجعيــة تســتهدف تقــدمي حصيلــة‬
‫املنجــزات فيمــا يتعلــق بتطــور اإلطــار الدســتوري والتشــريعي واملؤسســاتي‪ ،‬ومــا‬
‫يتصــل بالسياســات العموميــة يف مجــال حمايــة حقــوق اإلنســان والنهــوض بهــا‬
‫منــذ اعتمــاد دســتور ‪.2011‬‬
‫وقــد مت االســتناد بالنســبة ملصــادر املعطيــات املعتمــدة يف التقريــر علــى مــادة مرجعيــة متنوعة‬
‫تتمثل يف‪:‬‬
‫‪ -‬املعطيات الواردة من القطاعات احلكومية واملؤسسات املعنية‪.‬‬
‫‪ -‬التقارير املرافقة ملشاريع قوانني املالية بني سنتي ‪ 2012‬و‪.2019‬‬
‫‪ -‬املذكرات التقدميية لعدد من مشاريع القوانني‪.‬‬
‫‪ -‬تقارير تقييم حصيلة السياسات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬االستراتيجيات الوطنية واخلطط القطاعية‪.‬‬
‫‪ -‬أجوبة رئيس احلكومة مبناسبة اجللسات الشهرية املتعلقة بالسياسة العامة‪،‬‬
‫وكذا تقرير احلصيلة املرحلية للبرنامج احلكومي‪.‬‬
‫‪ -‬التقاريــر الوطنيــة املعــدة يف إطــار التفاعــل مــع آليــات األمم املتحــدة حلقــوق‬
‫اإلنســان والتوصيــات املقدمــة خــال فحصهــا‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬تقارير ومذكرات وآراء املؤسسات الدستورية‪.‬‬
‫‪ -‬بعض املؤشرات املرجعية املعتمدة من قبل مؤسسات دولية متخصصة‪.‬‬
‫وقــد تضمــن هــذا التقريــر تشــخيصا وتقييمــا لواقــع حقــوق اإلنســان مــن خــال أربعــة محــاور‬
‫رئيســية هي‪:‬‬
‫•تعزيــز املســار الدميقراطــي والبنــاء املؤسســاتي حلماية حقوق اإلنســان والنهوض‬
‫بها‪.‬‬
‫•حماية حقوق اإلنسان يف التشريع واملمارسة‪.‬‬
‫•تطور املمارسة االتفاقية للمغرب‪.‬‬
‫•تتبع تنفيذ توصيات هيئة اإلنصاف واملصاحلة‪.‬‬
‫وقــد مت التركيــز يف هــذه احملــاور علــى حمايــة احلقــوق املدنيــة والسياســية والنهــوض بهــا مــن‬
‫خــال الوقــوف عنــد تعزيــز آليــات الدميقراطيــة التشــاركية والتشــاور العمومــي‪ ،‬واملشــاركة‬
‫السياســية للمــرأة والشــباب‪ ،‬والنهــوض بالفضــاء الســمعي البصــري وبحريــة الصحافــة‬
‫والنشــر وحريــة الــرأي والتعبيــر واحلــق يف الوصــول إلــى املعلومــة‪ ،‬وتعزيــز ضمانــات حقــوق‬
‫اإلنســان يف إصــاح املنظومــة اجلنائيــة‪ ،‬وحمايــة احلــق يف التجمــع وتأســيس اجلمعيــات‪.‬‬
‫إضافــة إلــى إيــاء عنايــة للمجهــودات املتعلقــة بإعمــال احلقــوق االقتصاديــة واالجتماعيــة‬
‫والثقافيــة والبيئيــة والنهــوض بهــا‪ ،‬مــن خــال تقــدمي معطيــات ترتبــط بالتمتــع باحلــق يف‬
‫التعليــم‪ ،‬واحلــق يف الصحــة‪ ،‬واحلــق يف الشــغل‪ ،‬واحلــق يف الســكن‪ ،‬وتعزيــز منظومــة احلمايــة‬
‫االجتماعيــة‪ ،‬واحلــق يف املشــاركة يف احليــاة الثقافيــة‪ ،‬واحلــق يف بيئــة ســليمة ويف التنميــة‬
‫املســتدامة‪.‬‬
‫ونالــت احلقــوق اإلنســانية للمــرأة واحلقــوق الفئويــة نصيبــا هامــا مــن الدراســة والتشــخيص‬
‫عبــر االهتمــام باملكتســبات واملنجــزات وكــذا التحديــات فيمــا يخــص احلمايــة والنهــوض‬
‫بحقــوق املــرأة والطفــل واألشــخاص يف وضعيــة إعاقــة واألشــخاص يف أماكــن احلرمــان مــن‬
‫احلريــة واملهاجريــن والالجئــن والشــباب‪.‬‬
‫كمــا تضمــن هــذا التقريــر اجلهــود املتعلقــة بتعزيــز املمارســة االتفاقيــة للمملكــة املغربيــة يف‬
‫مجــال حقــوق اإلنســان مــن خــال مواصلــة املصادقــة أو االنضمــام إلــى االتفاقيــات الدوليــة‬
‫علــى صعيــد األمم املتحــدة واالتفاقيــات اإلقليميــة املفتوحــة للــدول غيــر األعضــاء يف مجلــس‬
‫أوربــا‪ .‬إضافــة إلــى التذكيــر بحصيلــة التفاعــل مــع آليــات األمم املتحــدة حلقــوق اإلنســان‬
‫وخاصــة مــع مجلــس حقــوق اإلنســان وإجراءاتــه اخلاصــة ومــع هيئــات املعاهــدات‪.‬‬
‫ولــم يفــت التقريــر التذكيــر بنتائــج جتربــة العدالــة االنتقاليــة باملغــرب والســيما حصيلــة‬
‫تنفيــذ توصياتهــا التــي كانــت مــن بــن املرتكــزات األساســية لإلصــاح الدســتوري لســنة‬
‫‪ ،2011‬مــن خــال التذكيــر باحلصيلــة العامــة فيمــا يتعلــق بدســترة التوصيــات الوجيهــة لهيئــة‬
‫اإلنصــاف واملصاحلــة‪ ،‬وتوفيــر ضمانــات عــدم تكــرار االنتهــاكات ومالءمــة وتأهيــل اإلطــار‬
‫القانونــي واملؤسســاتي‪ ،‬والكشــف عــن احلقيقــة‪ ،‬واحلفــاظ علــى الذاكــرة‪ ،‬وجبــر الضــرر‬
‫الفــردي واجلماعــي‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫ومــرة أخــرى أؤكــد أنــه وباعتبــاره تقريــرا حقوقيــا رســميا‪ ،‬فــإن التركيــز علــى اجلوانــب‬
‫اإليجابيــة واملكتســبات يف مجــال حقــوق اإلنســان‪ ،‬لــم يحــل دون اإلشــارة إلــى النقائــص‬
‫واخلصاصــات املســجلة علــى مســتوى السياســات العموميــة ذات الصلــة بحقــوق اإلنســان‪.‬‬
‫وتنبغــي اإلشــارة إلــى أنــه بالنظــر لعرضانيــة حقــوق االنســان واتســاع نطاقهــا بســبب ارتباطها‬
‫بكافــة مناحــي احليــاة العامــة‪ ،‬فــإن هــذا التقريــر ال يزعــم أنــه يغطــي جميــع املجــاالت ويحيط‬
‫بــكل القضايــا وال يزعــم أنــه يتضمــن كل املعطيــات واملعلومــات املرتبطــة بــه‪ ،‬ولهــذا فإنــه يبقى‬
‫محاولــة أولــى‪ ،‬لهــا مــا لهــا وعليهــا مــا عليهــا‪ ،‬ينبغــي ترصيدهــا وتطويرهــا لتكــون وســيلة‬
‫رســمية للتشــخيص والتقييــم والتتبــع‪.‬‬
‫ومبناســبة إعــداد هــذا التقريــر مت التوقــف عــن قــرب علــى مســيس احلاجــة إلــى منظومــة‬
‫إحصائيــة وطنيــة مندمجــة‪ ،‬تتيــح إمكانيــة التعــرف علــى معاييــر وقواعــد إنتــاج األرقــام مــن‬
‫طــرف مختلــف املؤسســات والهيئــات‪ ،‬وتضمن االنســجام والتكامل بــن مختلف اإلحصائيات‪،‬‬
‫خاصــة إذا كانــت تتعلــق مبوضــوع واحــد تتقاســمه أطــراف متعــددة‪ ،‬وكــذا لضمــان حتيينهــا‬
‫بشــكل دوري‪ ،‬وتأهيــل اإلطــار القانونــي والتنظيمــي املتعلــق بهــذه املنظومــة مــن حيــث جمــع‬
‫املعطيــات اإلحصائيــة ومعاجلتهــا وحفظهــا ونشــرها‪.‬‬
‫وختامــا نرجــو أن يدعــم هــذا التقريــر احلــوار والتواصــل بــن مختلــف الفاعلــن املعنيــن‬
‫بتعزيــز حقــوق اإلنســان ويســهم يف إغنــاء النقــاش العمومــي بشــأن قضايــا حقــوق اإلنســان‬
‫ويف إثــراء الرصيــد الوثائقــي الوطنــي مبــا ميكــن الفاعلــن والباحثــن وعمــوم املواطنــن مــن‬
‫تعميــق التفكيــر والنظــر والدراســة والتشــخيص‪ ،‬ويف نشــر املعرفــة وتعميــم الفائــدة‪ .‬كمــا‬
‫نأمــل أن يعــزز ثقافــة الترصيــد واالعتــراف باملنجــزات وأن يكــون وســيلة للدعــم والتشــجيع‬
‫علــى بــذل املزيــد مــن اجلهــود الوطنيــة والعمــل اجلماعــي املشــترك ملواصلــة مســار تعزيــز‬
‫حقــوق اإلنســان الــذي ال حــد للكمــال فيــه‪ ،‬لســد كل النقائــص والســتكمال مقومــات حتقيــق‬
‫الكرامــة اإلنســانية للمواطنــن واملواطنــات والتقــدم والنمــاء للدولــة واملجتمــع ككل‪.‬‬
‫وال يفوتنــي أن أؤكــد مــرة أخــرى علــى أن هــذا املنجــز احلقوقــي الهــام جــاء ثمــرة عمــل جــاد‬
‫ومثمــر وتعــاون بنــاء مــع القطاعــات احلكوميــة واملؤسســات الوطنيــة املعنيــة‪ .‬وهــي مناســبة‬
‫جتعلنــي أتوجــه إلــى اجلميــع بعبــارات الشــكر والتنويــه علــى اإلســهامات القيمــة التــي كانــت‬
‫مــن نصيــب اجلميــع‪.‬‬
‫واهلل ولي التوفيق‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫المحور األول ‪:‬‬
‫تعزيز املسار الدميقراطي والبناء املؤسساتي حلماية‬
‫حقوق اإلنسان والنهوض بها‬

‫‪11‬‬
12
‫احملور الفرعي األول‪ :‬أهم محطات املســار الدميقراطي واإلصالحات‬
‫الدستورية والسياسية‬
‫شــهد املغــرب انفتاحــا دميقراطيــا تدريجيــا منــذ بدايــة تســعينيات القــرن املاضــي‪ ،‬ســاهمت‬
‫يف صنعــه عوامــل تاريخيــة تعــود إلــى نصــف قــرن تقريبــا مــن الزمــن‪ ،‬أي منــذ حصــول البــاد‬
‫علــى االســتقالل‪ ،‬ورســم بعــض مالمــح هــذا االنعطــاف التاريخــي االنفــراج السياســي املتمثــل‬
‫يف موجــات إطــاق ســراح املعتقلــن السياســيني وإحــداث املجلــس االستشــاري حلقــوق‬
‫اإلنســان واعتمــاد دســتور ‪ 1992‬الــذي أقــر وألول مــرة بتشــبث اململكــة بحقــوق اإلنســان‬
‫كمــا هــي متعــارف عليهــا عامليــا‪ ،‬وارتفــاع وتيــرة االنخــراط يف االتفاقيــات الدوليــة حلقــوق‬
‫اإلنســان‪ ،‬حيــث متــت املصادقــة واالنضمــام إلــى أربــع اتفاقيــات أساســية دفعــة واحــدة‪ ،‬وذلك‬
‫بتاريــخ ‪ 21‬يونيــو ‪ ،1993‬كمــا مت إحــداث احملاكــم اإلداريــة حلمايــة األفــراد مــن الشــطط يف‬
‫اســتعمال الســلطة والنظــر يف شــرعية القــرارات اإلداريــة بــكل أنواعهــا‪...‬‬
‫وبعــد جتربــة حكومــة التنــاوب التوافقــي‪ ،‬التــي ُر ِ ّج َح يف ســياقها تنــازع اإلرادات لصالح اخليار‬
‫الدميقراطــي‪ ،‬بقيــادة املغفــور لــه احلســن الثانــي‪ ،‬والتــي واصلهــا بــكل اقتــدار جاللــة امللــك‬
‫محمــد الســادس‪ ،‬عــرف مســار البنــاء الدميقراطــي الوطنــي حتــوال الفتــا‪ ،‬أطرتــه مقاربــة‬
‫املفهــوم اجلديــد للســلطة‪ ،‬واختبــرت جديتــه جــرأة معاجلــة وتســوية ماضــي االنتهــاكات‬
‫اجلســيمة حلقــوق اإلنســان‪ ،‬عبــر بنــاء جتربــة وطنيــة أصيلــة للمصاحلــة الوطنيــة‪ ،‬يف ســياق‬
‫دولــي اتســم بنكــوص حقوقــي بفعــل احلملــة الدوليــة ملكافحــة اإلرهــاب‪ ،‬وعــودة ممارســات‬
‫ماســة بالســامة اجلســدية والنفســية لألفــراد واجلماعــات وتســجيل تراجعــات علــى مســتوى‬
‫ضمانــات احملاكمــة العادلــة علــى صعيــد أكثــر مــن دولة يف العالم‪ ،‬ومن ضمنهــا الدول املنعوتة‬
‫بأعــرق الدميقراطيــات‪ .‬وبالرغــم مــن أن املغــرب كان ضحيــة أحــداث إرهابيــة همجيــة ســنة‬
‫‪ ،2003‬إال أن ذلــك لــم يــؤد إلــى ثنــي إرادة الدولــة عــن مواصلــة مشــروع املصاحلــة الوطنيــة‪،‬‬
‫مــع مــا شــاب حمــات مكافحــة اإلرهــاب يف تلــك املرحلــة‪.‬‬
‫ونظــرا لكــون املمارســة الدميقراطيــة كمــا هــي مختبــرة خــال أزيــد مــن عقــد مــن الزمــن‬
‫(‪ )2011-1999‬جتــاوزت ســقف وحــدود التأطيــر الدســتوري لســنة ‪ ،1996‬وتفاعــا مــع‬
‫الســياق اإلقليمــي ملوجــات التحــوالت السياســية واملجتمعيــة املشــهودة يف املنطقــة العربيــة‬
‫واملغاربيــة‪ ،‬والتــي أطرهــا منطــق التحــول يف ظــل االســتمرارية يف الســياق املغربــي‪ ،‬جتــاوب‬
‫صاحــب اجلاللــة امللــك محمــد الســادس مــع مطالــب الشــارع وكافــة القــوى الدميقراطيــة‪،‬‬
‫بشــكل ســريع وتلقائــي‪ ،‬عبــر خطــاب نســج مــن خاللــه تعاقــدات جديــدة بــن مكونــات الدولــة‬
‫واملجتمــع‪ ،‬وهــو خطــاب ‪ 09‬مــارس ‪ ،2011‬والــذي جــاء فيــه‪« :‬لقــد حقــق املغــرب مكاســب‬
‫وطنيــة كبــرى‪ ،‬بفضــل مــا أقدمنــا عليــه مــن إرســاء مفهــوم متجــدد للســلطة‪ ،‬ومــن إصالحــات‬
‫وأوراش سياســية وتنمويــة عميقــة‪ ،‬ومصاحلــات تاريخيــة رائــدة‪ ،‬رســخنا من خاللها ممارســة‬
‫سياســية ومؤسســية‪ ،‬صــارت متقدمــة‪ ،‬بالنســبة ملــا يتيحــه اإلطــار الدســتوري احلالــي‪ .‬كما أن‬
‫إدراكنــا العميــق جلســامة التحديــات‪ ،‬وملشــروعية التطلعــات‪ ،‬ولضــرورة حتصــن املكتســبات‪،‬‬
‫وتقــومي االختــاالت‪ ،‬ال يعادلــه إال التزامنــا الراســخ بإعطــاء دفعــة قويــة لديناميــة اإلصــاح‬
‫العميــق‪ ،‬جوهرهــا منظومــة دســتورية دميقراطيــة»‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫وبنــاء علــى هــذا اخلطــاب امللكــي الســامي‪ ،‬اختــار املغــرب اعتمــاد دســتور جديــد مــن عناوينــه‬
‫الكبــرى التأكيــد علــى أن الســيادة لألمــة‪ ،‬ودســترة التوصيــات الوجيهــة لهيئــة اإلنصــاف‬
‫واملصاحلــة‪ ،‬والتأســيس لســلطة قضائيــة مســتقلة عضويــا ووظيفيــا‪ ،‬وتوســيع مجــال الرقابــة‬
‫علــى دســتورية القوانــن‪ ،‬وتكريــس مختلــف احلقــوق واحلريــات ودســترة مؤسســات حلمايــة‬
‫حقــوق اإلنســان والنهــوض بهــا‪ ،‬والتأكيــد علــى ســمو االتفاقيــات الدوليــة علــى القوانــن‬
‫الوطنيــة‪ .‬وتضمــن هــذا الدســتور شــروطا أخــرى ذات داللــة لبنــاء النمــوذج الدميقراطــي‬
‫الوطنــي وتطويــره‪ ،‬ومــن بــن أهمهــا‪:‬‬
‫‪ t‬إدراج االختيــار الدميقراطــي ضمــن الثوابــت اجلامعــة لألمــة‪ ،‬حيــث نــص الفصــل‬
‫األول مــن الدســتور علــى أنــه «تســتند األمــة يف حياتهــا العامــة علــى ثوابــت جامعة‪،‬‬
‫تتمثــل يف الديــن اإلســامي الســمح‪ ،‬والوحــدة الوطنيــة متعــددة الروافــد‪ ،‬وامللكيــة‬
‫الدســتورية‪ ،‬واالختيــار الدميقراطــي»‪.‬‬
‫‪ t‬حتصــن االختيــار الدميقراطــي لألمــة واملكتســبات يف مجــال احلريــات واحلقــوق‬
‫األساســية املنصــوص عليهــا يف الدســتور مــن أي تراجــع‪ ،‬حيــث أنــه ال ميكــن ألي‬
‫مراجعــة دســتورية‪ ،‬ومهمــا كان عمقهــا‪ ،‬أن متتــد إلــى املــس بهــذا االختيــار وبهــذه‬
‫املكتســبات (الفصــل ‪ 175‬مــن الدســتور)‪.‬‬
‫‪ t‬تعيــن رئيــس احلكومــة مــن احلــزب السياســي الــذي تصــدر انتخابــات أعضــاء‬
‫مجلــس النــواب‪ ،‬وعلــى أســاس نتائجهــا (الفصــل ‪ 47‬مــن الدســتور)‪.‬‬
‫‪ t‬التنصيــب املــزدوج للحكومــة‪ ،‬فإلــى جانــب التعيــن والتنصيــب امللكــي‪ ،‬كــرس‬
‫دســتور ‪ 2011‬ممارســة دميقراطيــة تتعلــق بالتنصيــب البرملانــي مــع تعديــل علــى‬
‫مســتوى كيفياتهــا مقارنــة بالدســتور الســابق‪ ،‬حيــث أنــه مبوجــب الفصــل ‪ 88‬مــن‬
‫الدســتور «تعتبــر احلكومــة منصبــة بعــد حصولهــا علــى ثقــة مجلــس النــواب‪ ،‬املعبــر‬
‫عنهــا بتصويــت األغلبيــة املطلقــة لألعضــاء الذيــن يتألــف منهــم‪ ،‬لصالــح البرنامــج‬
‫احلكومــي»‪.‬‬
‫جعــل الدميقراطيــة التشــاركية مبــدءا دســتوريا مبوجــب الفصــل األول مــن‬ ‫‪t‬‬
‫الدســتور‪ ،‬وآليــة للمشــاركة املوســعة يف صناعــة القــرار العمومــي وجتويــده‪.‬‬
‫توســيع مجــاالت التشــريع بقانــون‪ ،‬ففضــا عــن مجــاالت مســندة إليــه بفصــول‬ ‫‪t‬‬
‫أخــرى مــن الدســتور‪ ،‬تضمــن الفصــل ‪ 71‬قائمــة مفصلــة مــن ‪ 31‬ميدانــا‪ ،‬نذكــر‬
‫منهــا مثــا‪ :‬احلقــوق واحلريــات األساســية املنصــوص عليهــا يف التصديــر ويف‬
‫فصــول أخــرى مــن الدســتور‪ ،‬والعفــو العــام‪ ،‬ونظــام الســجون‪ ،‬ونظــام مصالــح‬
‫وقــوات حفــظ األمــن‪.‬‬
‫‪ t‬دســترة مؤسســة مجلــس احلكومــة وتخويلهــا صالحيــات مختلفــة تهــم التــداول‬
‫يف السياســة العامــة للدولــة قبــل عرضهــا علــى املجلــس الــوزاري‪ ،‬والسياســات‬
‫العموميــة‪ ،‬والسياســات القطاعيــة‪ ،‬والقضايــا الراهنــة املرتبطــة بحقــوق اإلنســان‬
‫وبالنظــام العــام‪ ،‬ومشــاريع القوانــن‪ ،‬ومــن بينهــا مشــروع قانــون املاليــة‪ ،‬قبــل‬

‫‪14‬‬
‫إيداعهــا مبكتــب مجلــس النــواب‪ ،‬واملعاهــدات واالتفاقيــات الدوليــة قبــل عرضهــا‬
‫علــى املجلــس الــوزاري‪ ،‬فضــا عــن التعيــن يف عــدد مــن املناصــب العليــا لــإدارات‬
‫واملؤسســات العموميــة (الفصــل ‪ 92‬مــن الدســتور)‪.‬‬
‫‪ t‬التنصيــص علــى إلزاميــة عــرض مشــاريع القوانــن التنظيميــة املنصــوص عليهــا‬
‫يف الدســتور قصــد املصادقــة عليهــا مــن قبــل البرملــان‪ ،‬يف أجــل ال يتعــدى مــدة‬
‫الواليــة التشــريعية األولــى التــي تلــي صــدور األمــر بتنفيــذ الدســتور (الفصــل ‪86‬‬
‫مــن الدســتور)‪ ،‬ومــن أصــل ‪ 21‬قانونــا تنظيميــا مت إصــدار ‪ 18‬قانونــا‪ ،‬وعرفــت‬
‫القوانــن التنظيميــة الثالثــة املتبقيــة مراحــل جــد متقدمــة يف املســار التشــريعي‪.‬‬
‫‪ t‬ضمــان احلريــات واحلقــوق األساســية املنصــوص عليهــا يف الدســتور حتــى يف‬
‫حالــة اإلعــان عــن حالــة االســتثناء إذا كانــت حــوزة التــراب الوطنــي مهــددة‪ ،‬أو‬
‫وقــع مــن األحــداث مــا يعرقــل الســير العــادي للمؤسســات الدســتورية (الفصــل ‪59‬‬
‫مــن الدســتور)‪.‬‬
‫متكــن رئيــس احلكومــة مــن حــق اتخــاذ املبــادرة ملراجعــة الدســتور‪ ،‬مبوجــب‬ ‫‪t‬‬
‫الفصــل ‪ 172‬مــن الدســتور‪ ،‬حيــث كان حــق اتخــاذ هــذه املبــادرة يف الدســتور‬
‫الســابق مقتصــرا علــى امللــك ورئيســي مجلــس النــواب ومجلــس املستشــارين‪.‬‬
‫وعقــب اعتمــاد دســتور ســنة ‪ ،2011‬ويف إطــار تنزيــل مضامينــه‪ ،‬مت التقيــد بنفــس املنهجيــة‬
‫واملقاربــة التــي أعــد بهــا الدســتور‪ ،‬حيــث مت إعــداد جــل نصــوص القوانــن التنظيميــة وكــذا‬
‫إعــداد كافــة السياســات العموميــة واالســتراتيجيات واخلطــط الوطنيــة وفقــا ملقاربــات‬
‫تشــاركية وتشــاورية موســعة‪ ،‬جســدت أهــم صورهــا احلــوارات واملناظــرات الوطنية بخصوص‬
‫قضايــا راهنــة‪ ،‬كاحلــوار الوطنــي حــول اإلصــاح العميــق والشــامل ملنظومــة العدالــة واحلــوار‬
‫الوطنــي حــول األدوار الدســتورية اجلديــدة للمجتمــع املدنــي‪...‬‬
‫وقــد مــر املغــرب خــال الثمــان ســنوات التــي أعقبــت دســتور ‪ 2011‬بلحظــات كانــت مبثابــة‬
‫اختبــار لقــوة وصالبــة ومتانــة اخليــار الدميقراطــي باعتبــاره خيــارا اســتراتيجيا ال رجعــة‬
‫فيــه‪ ،‬فبعــد تعيــن صاحــب اجلاللــة امللــك محمــد الســادس نصــره اهلل‪ ،‬وفقــا للفصــل ‪47‬‬
‫مــن الدســتور‪ ،‬األمــن العــام للحــزب الــذي تصــدر االنتخابــات التشــريعية األولــى التــي تلــت‬
‫اعتمــاد دســتور ‪ ،2011‬والتــي مت إجراؤهــا بتاريــخ ‪ 25‬نونبــر ‪ ،2011‬رئيســا للحكومــة‪ ،‬ووفقــا‬
‫لنتائــج االنتخابــات التشــريعية لـــ‪ 07‬أكتوبــر ‪ ،2016‬عــن صاحــب اجلاللــة مــرة أخــرى األمــن‬
‫العــام لــذات احلــزب الــذي تصــدر هــذه االســتحقاقات التشــريعية رئيســا للحكومــة‪ ،‬وبعــد‬
‫عــدم متكــن هــذا األخيــر مــن تشــكيل احلكومــة وبالرغــم مــن وجــود إمكانيــات دســتورية‬
‫أخــرى‪ ،‬كمــا جــاء يف بــاغ الديــوان امللكــي بتاريــخ ‪ 15‬مــارس ‪ ،2017‬إال أن صاحــب اجلاللــة‬
‫آثــر تعيــن شــخصية أخــرى مــن نفــس احلــزب املتصــدر لالســتحقاقات التشــريعية‪ ،‬مكرســا‬
‫بذلــك عرفــا دســتوريا أول تأويــا دميقراطيــا مقتضيــات الفصــل ‪ 47‬مــن الدســتور‪ .‬وقــد‬
‫عكــس هــذا التأويــل يف عمقــه تشــبث صاحــب اجلاللــة بخيــار التصريــف الدميقراطــي إلرادة‬
‫الناخبــن‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫كمــا كشــف أســلوب تدبيــر األحــداث‬
‫مقتطف من بالغ الديوان‬ ‫والتوتــرات االجتماعيــة التــي عرفتهــا‬
‫الملكي بتاريخ ‪ 15‬مارس ‪2017‬‬ ‫بعــض املناطــق عــن كــون إقــرار الدولــة‬
‫«وبمقتضــى الصالحيــات الدســتورية‬ ‫بعــدم تكــرار ماضــي االنتهــاكات اجلســيمة‬
‫لجاللــة الملــك‪ ،‬بصفتــه الســاهر علــى‬ ‫حلقــوق اإلنســان قناعــة راســخة مهمــا‬
‫احتــرام الدســتور وعلــى حســن ســير‬ ‫كانــت حــدة هــذه التوتــرات ونطاقهــا‪،‬‬
‫المؤسســات‪ ،‬والمؤتمــن علــى المصالــح‬ ‫وهكــذا فقــد مت عمومــا تدبيــر هــذه‬
‫العليــا للوطــن والمواطنيــن‪ ،‬وحرصــا‬ ‫األحــداث بأقــل اخلســائر املمكنــة‪.‬‬
‫مــن جاللتــه علــى تجــاوز وضعيــة‬ ‫ويف نفــس الســياق‪ ،‬واصــل املغــرب تعزيــز‬
‫الجمــود الحاليــة‪ ،‬فقــد قــرر‪ ،‬أعــزه اهلل‪،‬‬ ‫مســاره الدميقراطــي‪ ،‬ليــس فقــط يف بعــده‬
‫أن يعيــن كرئيــس حكومــة جديــد‪،‬‬ ‫التقليــدي املرتبــط باســتقاللية الســلط‬
‫شــخصية سياســية أخــرى مــن حــزب‬ ‫فيمــا بينهــا‪ ،‬بــل يف أبعادهــا اجلديــدة‬
‫العدالــة والتنميــة‪ .‬فضــل الملــك محمــد‬ ‫التــي تقــاس بدرجــة اســتقاللية الوحــدات‬
‫الســادس أن يتخــذ هــذا القــرار الســامي‬ ‫الالممركــزة‪ ،‬أي عالقــة املركــز باحمليــط‬
‫مــن ضمــن كل االختيــارات‬ ‫واألطــراف‪ ،‬حيــث أنــه مبوجب دســتوري مت‬
‫المتاحــة التــي يمنحهــا لــه نــص وروح‬ ‫اإلقــرار بكــون «التنظيــم الترابــي للمملكــة‬
‫الدســتور‪ ،‬تجســيدا إلرادتــه الصادقــة‬ ‫تنظيــم ال مركــزي‪ ،‬يقــوم علــى اجلهويــة‬
‫وحرصــه الدائــم علــى توطيــد االختيــار‬ ‫املتقدمــة»‪ ،‬وعليــه شــكلت القوانــن‬
‫الديمقراطــي‪ ،‬وصيانــة المكاســب‬ ‫التنظيميــة للجماعــات الترابيــة ونصوصهــا‬
‫التــي حققتهــا بالدنــا فــي هــذا المجــال»‪.‬‬ ‫التطبيقيــة‪ ،‬رافعــة لتصــدر املجالــس‬
‫املنتخبــة املشــهد املؤسســاتي احمللــي‪ ،‬وال‬
‫ســيما علــى املســتوى اجلهــوي‪ ،‬وآليــة لإلشــراك املوســع للســاكنة يف تدبيــر الشــأن احمللــي‪.‬‬
‫وشــكلت انتخابــات مجالــس اجلماعــات واجلهــات املنظمــة يــوم ‪ 4‬شــتنبر ‪ 2015‬مترينــا وطنيــا‬
‫لرفــع حتــدي الدميقراطيــة احملليــة ومــا يرتبــط بهــا مــن تقليــص التفاوتــات املجاليــة والفــوارق‬
‫االجتماعيــة‪ .‬كمــا شــكل امليثــاق الوطنــي لالمتركــز اإلداري‪ ،‬الصــادر يف دجنبــر ‪ ،2018‬رافــدا‬
‫لتنســيق مختلــف تدخــات الفاعلــن احملليــن وضمــان التقائيتهــا وتكاملهــا‪.‬‬
‫وقــد مت املضــي قدمــا بهــذه املنجــزات‪ ،‬يف ســياق إقليمــي صعــب ومضطــرب اتســم بتراجــع‬
‫دميقراطــي وحقوقــي‪ ،‬بــل يف ســياق أغلــق فيــه قــوس االنتقــال الدميقراطــي يف أكثــر مــن بلــد‬
‫وفتحــت فيــه جبهــات نزاعــات مســلحة واقتتــال بــن الفصائــل وحتــارب بــن مكونــات املجتمــع‬
‫الواحــد علــى أســس انتمــاءات ضيقــة مذهبيــة ومناطقيــة وقبليــة وإثنيــة‪...‬‬
‫وبالرغــم مــن تداعيــات األزمــة املاليــة العامليــة والظرفيــة الصعبــة التــي مــر بهــا االقتصــاد‬
‫العاملــي‪ ،‬ومــا ارتبــط بهــا مــن انكمــاش منــو اقتصاديــات كبــرى‪ ،‬إال أنــه علــى املســتوى الوطنــي‬
‫شــهدت املؤشــرات املاكرو‪-‬اقتصاديــة حتســنا ملموســا‪ ،‬حيــث حقــق املغــرب بذلــك معــدالت‬
‫منــو تناســب إمكانياتــه‪ .‬وعلــى صعيــد التنمية البشــرية شــهدت املؤشــرات االجتماعية حتســنا‬
‫ملحوظــا علــى كافــة املســتويات‪ ،‬ال ســيما تراجــع معــدالت الفقــر والهشاشــة واحلرمــان‬
‫واإلقصــاء االجتماعــي‪ ،‬والتــي ســيعرض تفاصيلهــا هــذا التقريــر مبؤشــرات مركبــة كمــا‬
‫وكيفــا‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫إن صمــود النمــوذج املغربــي يف وجــه تيــار جــارف مــن التقلبــات االقتصاديــة والسياســية‬
‫علــى الصعيديــن الدولــي واإلقليمــي يجــد أساســه يف بنــاء عالقــات تبادليــة وتكامليــة بــن‬
‫الدميقراطيــة وحقــوق اإلنســان والتنميــة‪ ،‬باعتبارهــا قانونــا تاريخيــا ومحصلــة جتــارب‬
‫مجتمعــات مختلفــة‪ ،‬وليســت مجــرد تصــورات نظريــة‪ ،‬هــذا فضــا عــن عــدم التفريــط يف‬
‫عــرى األمــن واالســتقرار‪ ،‬لكونــه صمــام أمــان تدبيــر االختــاف والتعايــش املشــترك ألمــة‬
‫غنيــة بتعــدد مكوناتهــا وتنــوع تعبيراتهــا اللســنية وروافدهــا الثقافيــة‪ ،‬ومعراجــا للمجتمعــات‬
‫لتــدارك حاجياتهــا التنمويــة‪ ،‬وقاعــدة هــرم احلكــم الدميقراطــي وحمايــة حقــوق اإلنســان‬
‫والتنميــة البشــرية املســتدامة‪.‬‬
‫ووعيــا بأهميــة العالقــة التالزميــة بــن الدميقراطيــة وحقــوق اإلنســان ذهبــت آليــة التخطيــط‬
‫االســتراتيجي يف مجــال حقــوق اإلنســان إلــى الربــط بــن العنصريــن‪ ،‬مــن خــال مختلــف‬
‫تدابيــر خطــة العمــل الوطنيــة يف مجــال الدميقراطيــة وحقــوق اإلنســان‪ ،‬التــي مت اعتمادهــا‬
‫مــن طــرف مجلــس احلكومــة املنعقــد بتاريــخ ‪ 21‬دجنبــر ‪ .2017‬وتشــكل تدابيــر اخلطــة‬
‫البالــغ عددهــا ‪ 435‬تدبيــرا رافعــات أساســية لتخليــص املمارســة الدميقراطيــة مــن كافــة‬
‫مظاهــر الهشاشــة‪ .‬وعليــه أوردت اخلطــة محــورا خاصــا بالدميقراطيــة واحلكامــة‪ ،‬والــذي‬
‫يهــدف إلــى متكــن املواطنــات واملواطنــن مــن املشــاركة الواســعة يف تدبيــر الشــأن العــام‬
‫ويف صنــع القــرارات املؤثــرة يف حياتهــم ومحيطهــم اليومــي‪ ،‬والرفــع‪ ،‬بشــكل خــاص‪ ،‬مــن‬
‫املشــاركة والتمثيليــة السياســية للشــباب والنســاء‪ .‬كمــا تســتهدف تدابيــر هــذا احملــور تعزيــز‬
‫احلكامــة املجاليــة املرتكــزة علــى التنظيــم اجلهــوي والترابــي الضامــن ملشــاركة املواطنــن يف‬
‫تدبيــر شــؤونهم والرفــع مــن مســاهمتهم يف احليــاة العامــة‪ ،‬وتقويــة أداء املؤسســات املنتخبــة‬
‫وتكريــس مبــدإ التشــاور العمومــي والدميقراطيــة التشــاركية‪ ،‬وتعزيــز الكفايــات التأطيريــة‬
‫للهيئــات السياســية واملدنيــة بشــكل عــام كاألحزاب السياســية واملركزيــات النقابية واملنظمات‬
‫املهنيــة واجلمعيــات‪.‬‬
‫وإذ نســتحضر أهــم هــذه احملطــات التاريخيــة ومنجزاتهــا البــارزة‪ ،‬فإنــه يتعــن إدراك أن‬
‫مســألة البنــاء الدميقراطــي ليــس حدثــا سياســيا ظرفيــا‪ ،‬بــل باعتبارهــا حلقــات مترابطــة‬
‫يف مسلســل اإلصــاح السياســي املتواصــل‪ ،‬وهــو كذلــك ثمــرة فعــل مركــب ومــزدوج يتمثــل يف‬
‫دمقرطــة الدولــة واملجتمــع‪ ،‬بشــكل ميكــن كل طــرف مــن مســايرة وتيــرة تطــور الطــرف اآلخــر‪.‬‬
‫وعليــه‪ ،‬فــإذا كانــت املســافات التــي قطعهــا املغــرب علــى درب التحــول الدميقراطــي املنشــود‬
‫قــد مكنتــه مــن إجنــاح القفــزة النوعيــة مــن ضفــة العــوز الدميقراطــي‪ ،‬فــإن تأمــن بلــوغ مرفــأ‬
‫املمارســة الدميقراطيــة املكتملــة يســتلزم حتصــن مكتســبات التجربــة الوطنيــة ومواصلــة‬
‫بنــاء منــوذج أصيــل للدميقراطيــة بصيغتــه املغربيــة وجعــل العدالــة االجتماعيــة واحلمايــة‬
‫االجتماعيــة يف أبعادهــا الوطنيــة والترابيــة انشــغاال للسياســات العموميــة‪ ،‬وذلــك يف إطــار‬
‫بنــاء منــوذج تنمــوي جديــد‪ ،‬الــذي دعــى إليــه صاحــب اجلاللــة يف خطاباتــه الســامية‪ ،‬كرهــان‬
‫سياســي واقتصــادي لتأطيــر ســلوك الفاعــل العمومــي واملدنــي وأســاس لبنــاء تعاقــدات‬
‫اجتماعيــة ومؤسســاتية جديــدة‪.‬‬
‫وال شــك أن حتقيــق هــذه الرهانــات والطموحــات يتطلــب تعزيــز التدابيــر واإلجــراءات‬
‫الراميــة إلــى النهــوض بثقافــة حقــوق اإلنســان والتربيــة علــى قيــم املواطنــة‪ ،‬عبــر مؤسســات‬

‫‪17‬‬
‫التنشــئة االجتماعيــة‪ ،‬وال ســيما األســرة واملدرســة واإلعــام‪ .‬وهــو مــا يتطلــب انخــراط‬
‫مختلــف مكونــات املجتمــع مبــا يــؤدي إلــى متلــك قيم حقــوق اإلنســان والدميقراطيــة واملواطنة‬
‫وضمــان ممارســتها‪.‬‬
‫احملــور الفرعــي الثانــي‪ :‬تعزيــز البنــاء املؤسســاتي حلمايــة حقــوق‬
‫اإلنســان والنهــوض بهــا‬
‫أوال‪ -‬إحداث القضاء الدستوري وتوسيع الرقابة على دستورية القوانني‬
‫متيــز البنــاء املؤسســاتي حلمايــة حقــوق اإلنســان بعــد دســتور ‪ 2011‬بتعزيــز ضمانــات احلقوق‬
‫واحلريــات مــن خــال توســيع الرقابــة الدســتورية علــى القوانــن‪ ،‬ففضــا عــن اســتحضار‬
‫فكــرة القضــاء الدســتوري يف أول جتربــة دســتورية للمغــرب ســنة ‪ ،1962‬مــن خــال إحــداث‬
‫الغرفــة الدســتورية علــى مســتوى املجلــس األعلــى‪ ،‬وتطويرهــا يف ســياق االســتجابة ملطالــب‬
‫املراجعــة الدســتورية خــال بدايــة التســعينيات مــن القــرن املاضــي‪ ،‬مــن خــال إحــداث‬
‫املجلــس الدســتوري مبوجــب البــاب الســادس مــن دســتور ‪ ،1992‬فقــد مت االرتقــاء باملجلــس‬
‫الدســتوري إلــى مســتوى محكمــة دســتورية مبوجــب البــاب الثامــن مــن دســتور ‪.2011‬‬
‫وتتألــف احملكمــة الدســتورية‪ ،‬طبقــا للفصــل ‪ 130‬مــن الدســتور ومبوجــب القانــون التنظيمــي‬
‫رقــم ‪ 66.13‬املتعلــق باحملكمــة الدســتورية‪ ،‬الصــادر يف ‪ 13‬غشــت ‪ ،2014‬مــن اثنــي عشــر‬
‫عضــوا مــن بــن الشــخصيات املتوفــرة علــى تكويــن عــال يف مجــال القانــون‪ ،‬وعلــى كفــاءة‬
‫قضائيــة أو فقهيــة أو إداريــة‪ ،‬والذيــن مارســوا مهنتهــم ملــدة تفــوق خمــس عشــرة ســنة‪،‬‬
‫واملشــهود لهــم بالتجــرد والنزاهــة‪ .‬يعــن امللــك ســتة أعضــاء منهــم‪ ،‬وينتخــب مجلــس النــواب‬
‫ومجلــس املستشــارين مناصفــة األعضــاء الســتة اآلخريــن‪.‬‬
‫وقــد تعــززت األدوار احلمائيــة للمحكمــة الدســتورية يف مجــال احلقــوق واحلريــات بفضــل‬
‫توســيع صالحيــات هــذه احملكمــة‪ ،‬فإلــى جانــب االختصاصــات املوروثــة عــن جتربــة املجلــس‬
‫الدســتوري املتمثلــة يف الرقابــة علــى دســتورية القوانــن التنظيميــة قبــل إصــدار األمــر‬
‫بتنفيذهــا‪ ،‬واألنظمــة الداخليــة ملجلســي البرملــان قبــل الشــروع يف تطبيقهــا‪ ،‬والقوانــن العادية‬
‫بعــد إحالتهــا علــى املجلــس مــن قبــل أصحــاب الصفــة يف اإلحالــة وقبــل صــدور األمــر‬
‫بتنفيذهــا‪ ،‬ومراقبــة صحــة انتخــاب أعضــاء البرملــان وعمليــات االســتفتاء‪ ،‬والتجريــد‬
‫التشــريعي‪ ،‬أتــاح دســتور ‪ 2011‬مجــاالت أخــرى للرقابــة‪ ،‬حيــث أضحــت الرقابة على دســتورية‬
‫القوانــن رقابــة بعديــة مــن خــال القانــون التنظيمــي رقــم ‪ *86.15‬املتعلــق بالشــروط‬
‫واإلجــراءات الكفيلــة بتطبيــق الفصــل ‪ 133‬مــن الدســتور الدســتور املنتظــر صدوره‪ ،‬ويهم‬

‫______‬
‫*‪ -‬مــا زال مــروع هــذا القانــون قيــد املصادقــة بعــد مــا طــال بعــض مــواده مــن إلغــاء مبوجــب قـرار املحكمــة الدســتورية رقــم ‪ 70/18‬م‪.‬د‪ ،‬ملــف‬
‫عــــدد ‪ ،18/024‬بتاريــخ ‪ 06‬مــارس ‪.2018‬‬

‫‪18‬‬
‫القوانــن التــي متــس باحلقــوق واحلريــات املنصــوص عليهــا دســتوريا‪ ،‬كمــا أضيفــت إلــى‬
‫اختصاصــات احملكمــة الدســتورية الرقابــة علــى دســتورية االتفاقيــات الدوليــة‪ ،‬واألنظمــة‬
‫الداخليــة للمؤسســات الدســتورية احملدثــة بقانــون تنظيمــي قبــل الشــروع يف تطبيقهــا‪.‬‬
‫وباملــوازاة مــع توســيع مجــال تدخــل احملكمــة الدســتورية حلمايــة حقــوق األفــراد واجلماعــات‪،‬‬
‫مت مبوجب الفصلني ‪ 55‬و‪ 132‬من الدستور تبسيط شروط اإلحالة على احملكمة الدستورية‬
‫كمــا يلي‪:‬‬
‫بالنســبة للقوانــن‪ :‬ميكــن للملــك ولرئيــس احلكومــة ولرئيســي مجلــس النــواب‬ ‫‪-‬‬
‫ومجلــس املستشــارين وخلمــس أعضــاء مجلــس النــواب و لـــ ‪ 40‬عضــوا مــن أعضــاء‬
‫مجلــس املستشــارين إحالــة القوانــن علــى احملكمــة الدســتورية قبــل إصــدار األمــر‬
‫بتنفيذهــا‪.‬‬
‫بالنســبة لالتفاقيــات الدوليــة‪ :‬ميكــن للملــك ولرئيــس احلكومــة ولرئيســي‬ ‫‪-‬‬
‫مجلــس النــواب ومجلــس املستشــارين ولســدس أعضــاء مجلــس النــواب ولربــع أعضــاء‬
‫مجلــس املستشــارين إحالــة االتفاقيــات الدوليــة علــى احملكمــة الدســتورية للنظــر يف‬
‫مطابقتهــا ألحــكام الدســتور قبــل املصادقــة عليهــا‪.‬‬

‫«وقــد أبينــا إال أن نضفــي رعايتنــا الســامية علــى هــذا الحــوار (الحــوار الوطنــي‬
‫حــول إصــاح منظومــة العدالــة) اعتبــارا للعنايــة الفائقــة التــي مــا فتئنــا نوليهــا لهــذا‬
‫اإلصــاح الجوهــري الــذي جعلنــاه فــي صــدارة األوراش اإلصالحيــة الكبــرى‬
‫التــي نقودهــا‪ ٬‬إيمانــا منــا بــأن العــدل هــو قــوام دولــة الحــق والمؤسســات وســيادة‬
‫القانــون التــي نحــن لهــا ضامنــون وتحفيــز االســتثمار والتنميــة التــي نحــن علــى‬
‫تحقيقهــا عاملــون‪.‬‬
‫‪...‬وســتجدون فــي جاللتنــا‪ ،‬كضامــن الســتقالل القضــاء وســاهر علــى احتــرام‬
‫الدســتور وحقــوق وحريــات األفــراد والجماعــات خيــر ســند لكــم فــي النهــوض‬
‫بهــذه المســؤولية الوطنيــة الجســيمة والنبيلــة»‪.‬‬
‫مقتطــف مــن الخطــاب الملكــي الســامي خــال حفــل تنصيــب أعضــاء الهيئــة‬
‫العليــا للحــوار الوطنــي حــول إصــاح منظومــة العدالــة ‪ 08 ،‬مــاي ‪2012‬‬

‫ثانيا‪ -‬استكمال االستقالل املؤسساتي للسلطة القضائية‬


‫عــزز دســتور ‪ 2011‬اســتقالل الســلطة القضائيــة وحــدد دورهــا األساســي يف حمايــة حقــوق‬
‫األشــخاص واجلماعــات وحرياتهــم وأمنهــم القضائــي‪ ،‬ونــص علــى الضمانــات األساســية‬
‫للمحاكمــة العادلــة‪ ،‬وحقــوق األشــخاص يف التقاضــي‪ ،‬والطعــن يف كل قــرار إداري‪ ،‬ســواء كان‬
‫تنظيميــا أو فرديــا أمــام الهيئــة القضائيــة املختصــة‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫ويف إطــار تنفيــذ توصيــات ميثــاق إصــاح منظومــة العدالــة وتوطيــد االســتقالل املؤسســاتي‬
‫للســلطة القضائيــة وكفالــة جناعــة وحســن ســير العدالــة‪ ،‬مت حتديــث الترســانة التشــريعية‬
‫ملنظومــة العدالــة وفقــا للمســتجدات الدســتورية والتوجيهــات امللكيــة ذات الصلــة واخليــارات‬
‫الكبــرى املتوافــق عليهــا يف إطــار احلــوار الوطنــي لإلصــاح العميــق والشــامل ملنظومــة‬
‫العدالــة ومخرجاتــه‪ .‬وكل ذلــك جعــل االســتقالل املؤسســاتي للســلطة القضائيــة مضمونــا‬
‫وفــق املعاييــر املعتمــدة دوليــا‪ ،‬وهــو مــا يحمــل القضــاة مســؤولية حمايــة اســتقاللهم بشــكل‬
‫فعلــي وفــق مــا نــص عليــه دســتور اململكــة‪ .‬وقــد مت ضمــان هــذا االســتقالل املؤسســاتي مــن‬
‫خــال القانــون التنظيمــي للمجلــس األعلــى للســلطة القضائيــة والقانــون التنظيمــي مبثابــة‬
‫النظــام األساســي للقضــاة‪.‬‬
‫‪1.1‬القانون التنظيمي المتعلق بالمجلس األعلى للسلطة القضائية‬
‫باعتبــاره قانونــا ذا طابــع إجرائــي وتنظيمــي‪ ،‬نظــم القانــون التنظيمــي رقــم ‪ 100.13‬املتعلــق‬
‫باملجلــس األعلــى للســلطة القضائيــة‪ ،‬الصــادر بتاريــخ ‪ 14‬أبريــل ‪ ،2016‬صالحيــات املجلــس‬
‫إزاء تدبيــر وضعيــة القضــاء ومنظومــة العدالــة بشــكل عــام‪ ،‬مــن خــال تركيبــة متنوعــة‬
‫لضمــان جناعــة أداء وتنظيــم وســير املجلــس‪ ،‬وتدبيــر الوضعيــة املهنيــة للقضــاة وصيانــة‬
‫اســتقالليتهم‪ ،‬وتقويــة التفتيــش القضائــي‪ ،‬واســتقالل النيابــة العامــة عــن الســلطة التنفيذيــة‪،‬‬
‫هــذه األخيــرة التــي تعــززت بصــدور القانــون رقــم ‪ 33.17‬بتاريــخ ‪ 30‬غشــت ‪ 2017‬املتعلــق‬
‫بـــ «نقــل اختصاصــات الســلطة احلكوميــة املكلفــة بالعــدل إلــى الوكيــل العــام للملــك لــدى‬
‫محكمــة النقــض بصفتــه رئيســا للنيابــة العامــة وبســن قواعــد لتنظيــم رئاســة النيابــة العامــة»‪.‬‬
‫ويتألــف املجلــس األعلــى للســلطة القضائيــة‪ ،‬حســب مقتضيــات الفصــل ‪ 115‬مــن دســتور‬
‫‪ ،2011‬فضــا عــن امللــك بصفتــه رئيســا للمجلــس األعلــى للســلطة القضائيــة مــن‪:‬‬
‫‪‬الرئيس األول حملكمة النقض‪ ،‬بصفته رئيسا منتدبا‪.‬‬
‫‪‬الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض‪.‬‬
‫‪‬رئيس الغرفة األولى مبحكمة النقض‪.‬‬
‫‪‬رئيس املجلس الوطني حلقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪‬رئيس مؤسسة الوسيط‪.‬‬
‫‪‬خمــس شــخصيات معينــة مــن طــرف امللــك‪ ،‬مــن بينهــم عضــو يقترحــه األمــن العــام‬
‫للمجلــس العلمــي األعلــى‪.‬‬
‫‪‬أربعة ممثلني لقضاة محاكم االستئناف‪.‬‬
‫‪‬ستة ممثلني لقضاة محاكم أول درجة‪.‬‬
‫ومبوجــب أحــكام املادتــن ‪ 23‬و‪ 45‬مــن هــذا القانــون التنظيمــي مت التنصيــص علــى ضمــان‬
‫متثيليــة النســاء القاضيــات مــن بــن األعضــاء املنتخبــن العشــرة‪ ،‬مبــا يتناســب مــع حضورهــن‬

‫‪20‬‬
‫داخــل الســلك القضائــي‪ .‬وتتمثــل أهــم اختصاصــات املجلــس األعلــى للســلطة القضائيــة يف‪:‬‬
‫▫تدبير الوضعية املهنية للقضاة واملعايير املتعلقة بها‬
‫‪‬تعيني القضاة واملسؤولني القضائيني (املواد من ‪ 67‬إلى ‪.)73‬‬
‫‪‬ترقية القضاة (املادتان ‪.)75-74‬‬
‫‪‬انتقال وانتداب القضاة (املادتان ‪.)78-76‬‬
‫‪‬إحلاق القضاة ووضعهم يف حالة استيداع ورهن اإلشارة (املواد من ‪ 79‬إلى ‪.)81‬‬
‫‪‬استقالة القضاة وإحالتهم على التقاعد (املواد من ‪ 82‬إلى ‪.)84‬‬
‫‪‬مسطرة التأديب (املواد من ‪ 85‬إلى ‪.)100‬‬
‫‪‬الطعن يف املقررات املتعلقة بالوضعيات الفردية (املواد من ‪ 101‬إلى ‪.)102‬‬
‫▫حماية استقالل القاضي‬
‫لتعزيــز اســتقالل الســلطة القضائيــة وضمــان حمايــة اســتقاللية القاضــي خــول القانــون‬
‫التنظيمــي رقــم ‪ 100.13‬املتعلــق باملجلــس األعلــى للســلطة القضائيــة لهــذا األخيــر الســهر‬
‫علــى ضمــان احتــرام القيــم القضائيــة وإشــاعة ثقافــة النزاهــة والتخليــق‪ ،‬حيــث يشــكل منــع‬
‫كل تدخــل يف القضايــا املعروضــة علــى القضــاء واملعاقبــة علــى أي محاولــة للتأثيــر علــى‬
‫القاضــي بكيفيــة غيــر مشــروعة‪ ،‬مــع إلــزام القاضــي بإحالــة أي أمــر مــن شــأنه املســاس‬
‫باســتقالليته إلــى املجلــس األعلــى للســلطة القضائيــة أحــد أهــم املســتجدات التــي جــاء بهــا‬
‫الفصــل ‪ 109‬مــن دســتور ســنة ‪.2011‬‬
‫‪2.2‬القانون التنظيمي المتعلق بالنظام األساسي للقضاة‬
‫ســعيا إلــى تنظيــم ممارســة القضــاة ملهامهــم ذات الصلــة بالفصــل يف املنازعــات وتطبيــق‬
‫القانــون وإصــدار األحــكام والقــرارات امللزمــة للجميــع‪ ،‬حــرص القانــون التنظيمــي رقــم‬
‫‪ 106-13‬املتعلــق بالنظــام األساســي للقضــاة‪ ،‬الصــادر بتاريــخ ‪ 14‬أبريــل ‪ ،2016‬علــى متتيــع‬
‫القضــاة مبجموعــة مــن احلقــوق وألزمهــم بواجبــات وأخضعهــم لعــدد مــن األحــكام‪ ،‬ســواء‬
‫تعلــق األمــر باملهمــة العامــة املتعلقــة بحمايــة حقــوق األشــخاص واجلماعــات وحرياتهــم‬
‫وأمنهــم القضائــي وتطبيــق القانــون أو مــن خــال منــع التدخــل يف القضايــا املعروضــة‬
‫علــى القضــاء‪ ،‬باإلضافــة إلــى احلــق يف حريــة التعبيــر واالنخــراط يف اجلمعيــات وإنشــاء‬
‫جمعيــات مهنيــة ومنــع انخراطهــم يف األحــزاب السياســية واملنظمــات النقابيــة‪.‬‬
‫ويحــدد هــذا القانــون التنظيمــي املقتضيــات اخلاصــة بتأليــف الســلك القضائــي وحقــوق‬
‫وواجبــات القضــاة ووضعياتهــم والضمانــات املمنوحــة لهــم‪ ،‬مــن خــال‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫▫تأليــف الســلك القضائــي وتكريــس مبــدإ وحــدة القضــاء (املــواد‬
‫‪)25-3‬‬
‫يتألــف الســلك القضائــي حســب مقتضيــات هــذا القانــون التنظيمــي مــن هيئــة واحــدة تضــم‬
‫قضــاة األحــكام وقضــاة النيابــة العامــة‪ ،‬ويتــم تعيينهــم مــن بــن امللحقــن القضائيــن الذيــن‬
‫اجتــازوا امتحــان نهايــة التكويــن مبعهــد تكويــن القضــاة‪ ،‬أو املترشــحني الذيــن اجتــازوا املبــاراة‬
‫اخلاصــة بالســلك القضائــي واملنتمــن إلــى بعــض فئــات املهنيــن واملوظفــن‪ .‬ويتــم تعيــن‬
‫القضــاة حســب املــادة الرابعــة يف املناصــب القضائيــة الــواردة يف القانــون التنظيمــي‪ .‬كمــا يتــم‬
‫حتديــد مهــام املســؤولية القضائيــة حســب مقتضيــات املــادة اخلامســة مــن القانــون نفســه‪.‬‬
‫▫حقوق وواجبات القضاة (املواد ‪)56- 26‬‬
‫منــح القانــون التنظيمــي للقضــاة مجموعــة مــن احلقــوق مــن ضمنهــا احلــق يف حريــة التعبيــر‪،‬‬
‫مــع إلزامهــم مبراعــاة واجــب التحفــظ واألخالقيــات القضائيــة مبــا يضمــن احلفــاظ علــى‬
‫ســمعة القضــاء وهيبتــه واســتقالله‪ ،‬واحلمايــة مــن جميــع أنــواع االعتــداءات كيــف مــا كانــت‬
‫طبيعتهــا‪ ،‬وذلــك أثنــاء مباشــرة مهامهــم أو بســبب القيــام بهــا‪ ،‬إضافــة إلــى منحهــم تعويضــات‬
‫عــن اإلشــراف علــى التســيير والتدبيــر اإلداري للمحاكــم‪ ،‬و عــن التنقــل واإلقامــة للقيــام مبهام‬
‫أو املشــاركة يف دورات التكويــن‪ ،‬وعــن الدميومــة‪ .‬هــذا وألــزم القانــون التنظيمــي املذكــور‬
‫القضــاة بواجبــات مــن بينهــا الســهر علــى حمايــة حقــوق األشــخاص واجلماعــات وحرياتهــم‬
‫وأمنهــم القضائــي وتطبيــق القانــون‪ ،‬واحتــرام املبــادئ والقواعــد اخلاصــة باألخالقيــات‬
‫القضائيــة‪ ،‬واحتــرام التقاليــد واألعــراف القضائيــة‪ ،‬والبــت يف القضايــا املعروضــة عليهــم‬
‫داخــل أجــل معقــول‪.‬‬
‫▫نظام التأديب (املواد ‪)102-96‬‬
‫حــدد القانــون التنظيمــي نظــام التأديــب اخلــاص بالقضــاة‪ ،‬حيــث نــص يف هــذا اإلطــار علــى‬
‫أن كل إخــال مــن القاضــي بواجباتــه املهنيــة أو بالشــرف أو الوقــار أو الكرامــة‪ ،‬يعتبــر خطــأ‬
‫مــن شــأنه أن يكــون محــل عقوبــة تأديبيــة‪.‬‬
‫ويتــم توقيــف القاضــي بشــكل فــوري عــن مزاولــة مهامــه‪ ،‬حســب املــادة ‪ 97‬مــن القانــون‬
‫التنظيمــي‪ ،‬يف حالــة متابعتــه جنائيــا أو ارتكابــه خلطــإ جســيم‪.‬‬
‫ويعد خطأ جسيما حسب منطوق هذا القانون‪:‬‬
‫‪ -‬اخلرق اخلطير لقاعدة مسطرية تشكل ضمانة أساسية حلقوق وحريات األطراف‪.‬‬
‫‪ -‬اخلرق اخلطير لقانون املوضوع‪.‬‬
‫اإلهمــال أو التأخيــر غيــر املبــرر واملتكــرر يف بــدء أو إجنــاز مســطرة احلكــم أو يف‬ ‫‪-‬‬
‫القضايــا أثنــاء ممارســته ملهامــه القضائيــة‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ -‬خرق السر املهني وإفشاء سر املداوالت‪.‬‬
‫‪ -‬االمتناع العمدي عن التجريح التلقائي يف احلاالت املنصوص عليها يف القانون‪.‬‬
‫‪ -‬االمتناع عن العمل املدبر بصفة جماعية‪.‬‬
‫‪ -‬وقف أو عرقلة عقد اجللسات أو السير العادي للمحاكم‪.‬‬
‫‪ -‬اتخاذ موقف سياسي‪.‬‬
‫‪ -‬ممارسة نشاط سياسي أو نقابي أو االنتماء إلى حزب سياسي أو نقابة مهنية‪.‬‬
‫و جديــر بالذكــر أن إعــداد هذيــن القانونــن التنظيميــن اســتند أساســا إلــى الدســتور وميثــاق‬
‫إصــاح منظومــة العدالــة‪ .‬وقــد مكــن فحصهمــا مــن قبل جلنــة البندقية التابعــة ملجلس أوروبا‬
‫مــن اإلعــان عــن مطابقتهمــا للمعاييــر األوروبيــة املعتمدة يف إصالح املنظومــة القضائية‪.‬‬
‫القانــون المتعلــق بالقضــاء العســكري‪ :‬نقلــة نوعيــة مــن قضــاء اســتثنائي إلــى‬
‫قضــاء متخصــص‬
‫بنــاء علــى الفصــل ‪ 127‬مــن الدســتور الــذي نــص علــى عــدم إمكانيــة إحــداث محاكــم‬
‫اســتثنائية‪ ،‬مت اعتمــاد القانــون رقــم ‪ 108-13‬املتعلــق بالقضــاء العســكري الصــادر بتاريــخ‬
‫فــاحت ينايــر ‪ .2015‬ويعــد هــذا القانــون خطــوة مهمــة يف مســار إصــاح منظومــة العدالــة‪،‬‬
‫بحكــم أنــه راجــع بشــكل عميــق قانــون القضــاء العســكري كمــا مت إقــراره ســنة ‪ ،1956‬ال‬
‫ســيما مــا تعلــق منــه بنقــل هــذا القضــاء مــن طابعــه االســتثنائي إلــى قضــاء متخصــص مقيــد‬
‫بضمانــات احملاكمــة العادلــة كمــا هــي متعــارف عليهــا عامليــا‪ ،‬ومســاير للمعاييــر الدوليــة ذات‬
‫الصلــة بالقضــاء العســكري‪ .‬وقــد همــت هــذه املراجعــة االختصــاص املوضوعــي والشــخصي‬
‫للمحكمــة العســكرية فضــا عــن جوانــب أخــرى مرتبطــة بتنظيــم احملكمــة وتشــكيلها وســير‬
‫عملهــا‪.‬‬
‫▫الوالية املوضوعية للمحكمة العسكرية‬
‫تنظر احملكمة العسكرية يف جرائم من ضمن أهمها‪:‬‬
‫‪‬اجلرائم العسكرية‪.‬‬
‫‪‬اجلرائم املرتكبة من قبل أسرى احلرب‪.‬‬
‫‪‬اجلرائــم املرتكبــة يف حالــة احلرب واملرتبطة بأعمال مرتكبة ضد مؤسســات‬
‫الدولــة أو أمــن األشــخاص أو األمــوال‪ ،‬شــريطة ارتكابهــا لصالــح العــدو‬
‫وتأثيرهــا علــى القــوات املســلحة‪....‬‬

‫‪23‬‬
‫▫الوالية الشخصية للمحكمة العسكرية‬
‫‪‬العسكريون‪.‬‬
‫‪‬املنخرطون يف اجلندية‪.‬‬
‫‪‬أسرى احلرب‪.‬‬
‫‪‬املنخرطون اجلدد‪.‬‬
‫‪‬املسرحون مؤقتا من اجلندية‪.‬‬
‫وال يدخل يف نطاق اختصاص احملكمة العسكرية (حسب املادتان ‪ 4‬و‪ )5‬ما يلي‪:‬‬
‫‪‬جرائم احلق العام املرتكبة من قبل العسكريني وشبه العسكريني‪.‬‬
‫‪‬املخالفــات التــي يرتكبهــا الضبــاط‪ ،‬وضبــاط الصــف‪ ،‬وأفــراد الــدرك امللكــي‬
‫أثنــاء أداء مهامهــم يف ســياق عمــل الشــرطة القضائيــة والشــرطة اإلداريــة‪.‬‬
‫‪‬األفعــال املنســوبة إلــى األحــداث الذيــن يقــل ســنهم عــن ثمــان عشــرة ســنة‬
‫وقــت ارتــكاب الفعــل‪.‬‬
‫‪‬األفعــال املنســوبة إلــى األشــخاص املدنيــن العاملــن يف خدمــة القــوات‬
‫املســلحة امللكيــة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪3.3‬مشــروع القانــون رقــم ‪ 38.15‬المتعلــق بالتنظيــم القضائــي‪:‬‬

‫يف إطــار اســتكمال الترســانة القانونيــة ملنظومــة العدالــة‪ ،‬مت إعــداد مشــروع هــذا القانــون‬
‫لتحديــد ضوابــط تدبيــر اإلدارة القضائيــة وضمــان جناعتهــا ومواصلــة تقريــب اخلدمــة‬
‫القضائيــة مــن املتقاضــن‪.‬‬
‫وإذا كانــت هــذه الترســانة التشــريعية املتعلقــة باالســتقالل املؤسســاتي للســلطة القضائيــة‬
‫قــد شــكلت منعطفــا تاريخيــا يف مســار العمــل واملمارســة القضائيــن‪ ،‬فــإن اســتكمال إصــاح‬
‫منظومــة العدالــة يتوقــف علــى التســريع باعتمــاد مشــروع القانــون اجلنائــي واإلقــدام علــى‬
‫الدفــع مبشــروع قانــون املســطرة اجلنائيــة ليأخــذ املســار الــازم للمصادقــة عليــه حكوميــا‬
‫وبرملانيــا‪.‬‬
‫وجديــر بالذكــر أن احلكومــة وبــإرادة ذاتيــة ترمــي إلــى تكريــس اســتقالل الســلطة القضائيــة‪،‬‬
‫مــن خــال التمحيــص الدســتوري للقانــون املتعلــق بالتنظيــم القضائــي‪ ،‬نظــرا حلجــم التمــاس‬
‫بــن الســلطتني التنفيذيــة والقضائيــة داخــل مؤسســة احملكمــة‪ ،‬فقــد قامــت بإحالتــه علــى‬

‫‪ - 1‬متــت املصادقــة عــى مــروع هــذا القانــون مــن طــرف مجلــس النــواب يف ق ـراءة ثانيــة بتاريــخ‪ 18‬دجنــر ‪ ،2018‬وبعــد إحالتــه إىل املحكمــة‬
‫الدســتورية أقــرت هــذه األخــرة بعــدم دســتورية بعــض مقتضياتــه يف ملفهــا عــدد ‪ 14/19‬بتاريــخ ‪ 8‬فربايــر ‪.2019‬‬

‫‪24‬‬
‫احملكمــة الدســتورية التــي قضــت بعــدم دســتورية مجموعــة مــن املقتضيــات‪ .‬وقــد متــت‬
‫إحالتــه مــن جديــد علــى البرملــان لترتيــب اآلثــار الالزمــة علــى ذلــك‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬تعزيز دور املؤسسات الوطنية املعنية بحقوق اإلنسان‬
‫مت مبوجــب البــاب الثانــي عشــر مــن الدســتور املتعلــق مبؤسســات وهيئــات حمايــة احلقــوق‬
‫واحلريــات واحلكامــة اجليــدة والتنميــة البشــرية واملســتدامة والدميقراطيــة التشــاركية‬
‫إحــداث مؤسســات جديــدة ودســترة أخــرى قائمــة‪ .‬وبفضــل تعدديــة تركيبتهــا وتقاطــع وتكامــل‬
‫اختصاصات هذه املؤسســات ســواء ذات الوالية العامة أو اخلاصة‪ ،‬كان للمؤسســات الوطنية‬
‫أدوارا بــارزة علــى مســتوى إذكاء الوعــي بثقافــة حقــوق اإلنســان وحمايــة مختلــف احلقــوق‬
‫واحلريــات والنهــوض بهــا‪ ،‬وتوجيــه توصيــات بخصــوص السياســات العموميــة عبــر دراســاتها‬
‫وتقاريرهــا وتقــدمي مقترحــات بشــأن مالءمــة النصــوص القانونيــة مــع املعاييــر الدوليــة ذات‬
‫الصلــة بحقــوق اإلنســان عبــر مذكراتهــا‪.‬‬
‫وقصــد بــث ديناميــة جديــدة يف أداء هــذه املؤسســات مت الشــروع منــذ نونبــر ‪ 2018‬يف جتديــد‬
‫تركيبــة عــدد مــن هــذه املؤسســات عبــر تعيــن رؤســاء وأعضــاء جــدد‪ ،‬فيمــا ينتظــر تنصيــب‬
‫أعضــاء باقــي املؤسســات الدســتورية‪.‬‬
‫▫املجلس الوطني حلقوق اإلنسان واآلليات الوطنية‬
‫مت إحــداث املجلــس الوطنــي حلقــوق اإلنســان يف فــاحت مــارس ‪ 2011‬ليحــل محــل املجلــس‬
‫االستشــاري حلقــوق اإلنســان احملــدث ســنة ‪ .1990‬ويف إطــار اإلصالحــات املؤسســاتية التــي‬
‫جــاء بهــا الدســتور‪ ،‬مت االرتقــاء باملجلــس الوطنــي حلقــوق اإلنســان ليصبــح مؤسســة دســتورية‬
‫ضمــن مؤسســات وهيئــات حمايــة حقــوق اإلنســان والنهــوض بهــا مبوجــب الفصــل ‪.161‬‬
‫ويصنــف املجلــس منــذ ســنة ‪ 2002‬يف الدرجــة (أ) كهيــأة تتوفــر علــى شــروط االســتقاللية‬
‫والتعدديــة طبقــا ملبــادئ باريــس الناظمــة للمؤسســات الوطنيــة حلقــوق اإلنســان لســنة ‪.1993‬‬
‫وقــد مت جتديــد هــذا التصنيــف يف الدرجــة (أ) للمــرة الرابعــة بالنســبة للفتــرة مــا بــن ‪2015‬‬
‫و‪ 2020‬مــن طــرف جلنــة االعتمــاد التابعــة للتحالــف العاملــي للمؤسســات الوطنيــة حلقــوق‬
‫اإلنســان (جلنــة التنســيق الدوليــة ســابقا)‪.‬‬
‫ومكــن الظهيــر احملــدث للمجلــس الوطنــي حلقــوق اإلنســان الصــادر يف مــارس ‪ 2011‬مــن‬
‫توســيع اختصاصاتــه كمؤسســة وطنيــة حلقــوق اإلنســان‪ ،‬كمــا خــول لــه املزيد من االســتقاللية‬
‫والتعدديــة مــع تعزيــز مبــدإ القــرب يف حمايــة حقــوق اإلنســان والنهــوض بهــا عبــر التنصيــص‬
‫علــى إحــداث اللجــان اجلهويــة حلقــوق اإلنســان‪.‬‬
‫ومبوجــب مقتضيــات الفصــل ‪ 171‬مــن الدســتور‪ ،‬صــدر القانــون رقــم ‪ 76.15‬املتعلــق بإعــادة‬
‫تنظيــم املجلــس الوطنــي حلقــوق اإلنســان بتاريخ فاحت مــارس ‪ ،2018‬والذي عزز اختصاصات‬
‫املجلــس املتعلقــة بحمايــة حقــوق اإلنســان‪ ،‬ال ســيما عبــر إحــداث ثــاث آليــات وطنيــة علــى‬
‫مســتوى املجلــس ومتتيعهــا باســتقالل وظيفــي كبيــر‪ ،‬وهــي‪:‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ 1.‬اآلليــة الوطنيــة للوقايــة مــن التعذيــب‪ :‬مت إحــداث هــذه اآلليــة اســتجابة لاللتزامــات‬
‫املترتبــة عــن انضمــام املغــرب إلــى البرتوكــول االختيــاري امللحــق باتفاقيــة مناهضــة‬
‫التعذيــب بتاريــخ ‪ 24‬نونبــر ‪ ،2014‬وتضطلــع هــذه اآلليــة بإجــراء زيــارات منتظمــة إلــى‬
‫أماكــن احلرمــان مــن احلريــة‪ ،‬مــع توجيــه توصيــات تهــدف إلــى حمايــة األشــخاص‬
‫احملرومــن مــن احلريــة وأنســنة ظــروف االعتقــال والوقايــة مــن التعذيــب وســوء‬
‫املعاملــة‪.‬‬
‫‪2.2‬اآلليــة الوطنيــة للتظلــم اخلاصــة باألطفــال ضحايــا االنتهــاكات‪ :‬التزامــا مبقتضيــات‬
‫اتفاقيــة حقــوق الطفــل املصــادق عليهــا بتاريــخ ‪ 21‬يونيــو ‪ 1993‬مت إحــداث هــذه اآلليــة‪،‬‬
‫التــي تختــص بتلقــي الشــكايات ودراســتها والتحــري بشــأنها والبــت فيهــا‪ ،‬وتنظيــم‬
‫جلســات اســتماع‪ ،‬والتصــدي لالنتهــاكات التــي قــد تطــال حقــوق الطفــل‪.‬‬
‫‪3.3‬اآلليــة الوطنيــة اخلاصــة بحمايــة األشــخاص يف وضعيــة إعاقــة‪ :‬مت إحــداث هذه اآللية‬
‫إعمــاال ملقتضيــات املــادة ‪ 33‬مــن اتفاقيــة حقــوق األشــخاص ذوي اإلعاقــة املصــادق‬
‫عليهــا بتاريــخ ‪ 08‬أبريــل ‪ ،2009‬وتختــص هــذه اآلليــة بتلقــي الشــكايات ودراســتها‬
‫والتحــري بشــأنها والبــت فيهــا‪ ،‬وتنظيــم جلســات اســتماع‪ ،‬والتصــدي لالنتهــاكات التــي‬
‫قــد تطــال حقــوق األشــخاص يف وضعيــة إعاقــة‪.‬‬
‫▫هيئة املناصفة ومحاربة جميع أشكال التمييز‬
‫صــدر القانــون رقــم ‪ 79.14‬املتعلــق بهيــأة املناصفــة ومكافحــة كل أشــكال التمييــز بتاريــخ ‪21‬‬
‫شــتنبر ‪ ،2017‬أي بعــد ســت ســنوات مــن إحداثهــا مبوجــب الفصــل ‪ 19‬مــن الدســتور‪ .‬وحــدد‬
‫هــذا القانــون صالحيــات الهيــأة وتأليفهــا وكيفيــات تنظيمهــا وقواعــد ســيرها‪.‬‬
‫وبوصفهــا إحــدى املؤسســات الوطنيــة األربعــة املكلفــة بحمايــة حقــوق اإلنســان والنهــوض بهــا‬
‫املنصــوص عليهــا يف البــاب الثانــي عشــر مــن الدســتور‪ ،‬أنيطــت بهــذه الهيــأة صالحيــات مــن‬
‫أهمها‪:‬‬
‫‪-‬تلقــي الشــكايات والنظــر فيهــا وإصــدار توصيــات بشــأنها إلــى اجلهــات املعنيــة وتتبــع‬
‫مآلهــا بتنســيق مــع هــذه اجلهــات‪.‬‬
‫‪-‬التشــجيع علــى إعمــال مبــادئ املســاواة واملناصفــة وعــدم التمييــز واملســاهمة يف‬
‫ترســيخ ثقافتهــا وإشــاعة القيــم واملمارســات الفضلــى املرتبطــة بهــا‪.‬‬
‫‪-‬إبداء الرأي وتقدمي االقتراحات والتوصيات بشأن اإلطار التشريعي ذي الصلة‪.‬‬
‫‪-‬رصــد وتتبــع أشــكال التمييــز التــي تعتــرض النســاء وإصــدار التوصيــات واقتــراح‬
‫التدابيــر الكفيلــة بتصحيــح األوضــاع الناجتــة عنهــا مبــا ال يتعــارض مــع ثوابــت األمــة‪.‬‬
‫‪-‬قيــاس درجــة االلتــزام مببــادئ املســاواة واملناصفــة ومكافحــة التمييــز يف مختلــف‬
‫مجــاالت احليــاة العامــة وتقييــم السياســات العموميــة ومجهــودات الدولــة والهيئــات‬
‫واملؤسســات بالقطاعــن العــام واخلــاص ذات الصلــة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫▫مؤسسة الوسيط‬
‫مبوجــب الفصــل ‪ 162‬مــن الدســتور‪ ،‬مت االرتقــاء مبؤسســة الوســيط إلــى مؤسســة دســتورية‬
‫معنيــة بحمايــة حقــوق اإلنســان والنهــوض بهــا‪ ،‬أنيــط بهــا دور الدفــاع عــن حقــوق املواطنــات‬
‫واملواطنــن يف عالقتهــم بــاإلدارة وإنصافهــم مــن أيــة جتــاوزات يف نطــاق ســيادة القانــون‬
‫وتوطيــد مبــادئ العــدل واإلنصــاف والعمــل علــى تخليــق احليــاة العامــة وتعزيــز الشــفافية‬
‫واحلكامــة اجليــدة يف تدبيــر املرافــق العموميــة والســهر علــى تيســير التواصل بني األشــخاص‬
‫واملؤسســات وبــن الســلطات العموميــة‪.‬‬
‫وأحدثــت مؤسســة الوســيط باعتبارهــا مؤسســة وطنيــة مســتقلة ومتخصصــة ســنة ‪2011‬‬
‫لتحــل محــل ديــوان املظالــم احملــدث ســنة ‪ .2001‬ولتعزيــز أدوارهــا املتعلقــة بحمايــة املرتفقــن‬
‫بنــاء علــى قواعــد العــدل واإلنصــاف‪ ،‬مت إصــدار القانــون رقــم ‪ 14.16‬املتعلــق مبؤسســة‬
‫الوســيط يف مــارس ‪.2019‬‬
‫ويهــدف هــذا القانــون إلــى ترســيخ عمــل الوســيط كمؤسســة دســتورية حديثــة وفعالــة للدفــاع‬
‫عــن حقــوق املواطنــن‪ ،‬وكملجــأ للتظلــم مــن أي تعســف أو شــطط أو جتــاوز مــن طــرف اإلدارة‬
‫أو تصــرف منــاف ملبــادئ العــدل واإلنصــاف‪ ،‬وكآليــة مرجعيــة ذات قــوة اقتراحيــة فيمــا يتعلــق‬
‫بإصــاح اإلدارة وحتديثهــا‪ .‬وقــد جــاء هــذا القانــون بعــدة مســتجدات‪ ،‬مــن أهمهــا جعــل‬
‫اللجــوء إلــى الوســيط موجبــا لقطــع آجــال الطعــن وإيقــاف أجــل التقــادم‪ ،‬علــى أن يبــت يف‬
‫التظلــم داخــل أجــل ســتة أشــهر‪ ،‬وإتاحــة إمكانيــة املطالبــة بتحريــك املســطرة التأديبيــة أو‬
‫الزجريــة ضــد مرتكبــي التجــاوزات مــن جهــة اإلدارة‪.‬‬
‫ويــؤازر الوســيط يف أداء مهامــه مندوبــون خاصــون يعهــد إليهــم مبمارســة إحــدى املهــام التــي‬
‫تدخــل ضمــن صالحياتــه‪ .‬كمــا حتــدث علــى صعيــد كل جهــة مــن جهــات اململكــة مندوبيــات‬
‫جهويــة تكلــف بتلقــي التظلمــات والبحــث فيها وإرشــاد املرتفقني وتوجيههــم وتقدمي اقتراحات‬
‫تهــدف إلــى حتســن اســتقبال املرتفقــن واســتفادتهم مــن خدمــات اإلدارة‪ ،‬ويشــرف عليهــا‬
‫مندوبــون جهويــون يعمــل حتــت إشــرافهم مندوبــون محليــون حتــدد صالحياتهــم مــن طــرف‬
‫الوســيط‪.‬‬
‫▫املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‬
‫أنشــئ املجلــس االقتصــادي واالجتماعــي مبوجــب البــاب الســابع مــن دســتور ‪ ،1996‬ووفقــا‬
‫للفصــل ‪ 95‬مــن الدســتور املذكــور صــدر القانــون التنظيمــي رقــم ‪ 60.09‬املتعلــق بتركيبــة‬
‫املجلــس وتنظيمــه وصالحياتــه وطريقــة تســييره بتاريــخ ‪ 11‬مــارس ‪ ،2010‬كمــا مت تنصيــب‬
‫أعضائــه ألول مــرة بتاريــخ ‪ 21‬فبرايــر ‪.2011‬‬
‫وباعتمــاد دســتور ‪ ،2011‬تعــززت صالحيــات هــذا املجلــس بإضافــة امليــدان البيئــي ضمــن‬
‫صالحياتــه‪ ،‬وذلــك لتنامــي التهديــدات التــي تعتــرض املجــال البيئــي‪ ،‬ولتــازم احلقــوق البيئيــة‬
‫مــع باقــي احلقــوق االقتصاديــة واالجتماعيــة‪ .‬ويعكــس إفــراد الدســتور بابــا خاصــا للمجلــس‬
‫االقتصــادي واالجتماعــي والبيئــي أهمي ـ َة هــذه املؤسســة االستشــارية ودورهــا الرئيســي يف‬
‫حمايــة احلقــوق األساســية للمواطنــات واملواطنــن والنهــوض بهــا‪ ،‬عبــر الدفــع بتحســن‬

‫‪27‬‬
‫أداء االقتصــاد الوطنــي وتعزيــز التماســك االجتماعــي يف إطــار مقاربــة تســتند إلــى التنميــة‬
‫املســتدامة‪.‬‬
‫ويضطلــع املجلــس االقتصــادي واالجتماعــي والبيئــي وفقــا للقانــون التنظيمــي رقــم ‪128.12‬‬
‫املتعلــق بــه الصــادر بتاريــخ ‪ 31‬يوليــوز ‪ ،2014‬مبهــام استشــارية يف جميــع القضايا ذات الطابع‬
‫االقتصــادي واالجتماعــي والبيئــي‪ ،‬حيــث يعــد آراء وتقاريــر ودراســات مببــادرة ذاتيــة أو بنــاء‬
‫علــى طلــب‪ .‬ويبــدي رأيــه بشــأن مشــاريع ومقترحــات القوانــن التــي تضــع إطــارا لألهــداف‬
‫األساســية للدولــة يف املياديــن االقتصاديــة واالجتماعيــة والبيئيــة‪ ،‬واملشــاريع املرتبطــة‬
‫باالختيــارات الكبــرى للتنميــة ومشــاريع االســتراتيجيات املتعلقــة بالسياســة العامــة للدولــة يف‬
‫املياديــن االقتصاديــة واالجتماعيــة والبيئيــة‪ ،‬وأيضــا بخصــوص مشــاريع ومقترحــات القوانــن‬
‫وكل مــا لــه عالقــة بسياســة عموميــة ذات طابــع اقتصــادي أو اجتماعــي أو بيئــي‪.‬‬
‫كمــا يرفــع رئيــس املجلــس إلــى جاللــة امللــك تقريــرا ســنويا حــول الوضعيــة االقتصاديــة‬
‫واالجتماعيــة والبيئية للبــاد‪ ،‬مــع تخصيــص جــزء ألحــد املواضيــع الراهنــة التــي تكتســي‬
‫أهميــة خاصــة‪ ،‬والــذي خضــع لبحــث ودراســة معمقــن مــن طــرف املجلــس‪ .‬ويتــم توجيــه هــذا‬
‫التقريــر إلــى رئيــس احلكومــة ورئيســي مجلســي البرملــان قبــل نشــره يف اجلريــدة الرســمية‪.‬‬
‫▫الهيأة العليا لالتصال السمعي البصري‬
‫متــت دســترة الهيــأة العليــا لالتصــال الســمعي البصــري باعتبارهــا إحــدى هيئــات احلكامــة‬
‫اجليــدة والتقنــن التــي جــاء بهــا دســتور ‪ ،2011‬وذلــك بعــد تســع ســنوات مــن إحداثهــا ســنة‬
‫‪ .2002‬كمــا متــت إعــادة تنظيمهــا ســنة ‪ 2016‬مبوجــب القانون رقم ‪ ،11.15‬بصفتها «مؤسســة‬
‫دســتورية مســتقلة لتقنــن وضبــط مجــال االتصــال الســمعي البصــري‪ ،‬تتولــى الســهر علــى‬
‫ضمــان حريــة ممارســة االتصــال الســمعي البصــري كمبــدإ أساســي‪ ،‬وعلــى احتــرام التعدديــة‬
‫اللغويــة والثقافيــة والسياســية للمجتمــع املغربــي‪ ،‬والتعبيــر التعــددي لتيــارات الــرأي والفكــر‪،‬‬
‫واحلــق يف املعلومــة يف امليــدان الســمعي البصــري‪ ،‬وذلــك يف إطــار احتــرام القيــم احلضاريــة‬
‫األساســية وقوانــن اململكــة وحقــوق اإلنســان‪ ،‬كمــا هــي محــددة يف الدســتور‪ ،‬مــن خــال‬
‫وســائل ســمعية بصريــة مســتقلة ومحترمــة ملبــادئ احلكامــة اجليــدة»‪.‬‬
‫وترفــع الهيــأة إلــى جاللــة امللــك تقريــرا ســنويا حــول أعمالهــا‪ ،‬وتوجهــه إلــى رئيــس احلكومــة‬
‫ورئيســي مجلســي البرملــان‪ .‬كمــا تقــدم تقريــرا ســنويا عــن أعمالهــا للمناقشــة أمــام البرملــان‪.‬‬
‫وتنشــر هــذه التقاريــر باجلريــدة الرســمية‪.‬‬
‫▫مجلس املنافسة‬
‫متــت دســترة مجلــس املنافســة كإحــدى هيئــات احلكامــة اجليــدة والتقنــن التــي جــاء بهــا‬
‫دســتور ‪ ،2011‬بعــد ثــاث ســنوات مــن إحداثــه كهيــأة استشــارية ســنة ‪.2008‬‬
‫ومبوجــب الفصــل ‪ 166‬مــن الدســتور‪ ،‬مت ترســيخ االســتقاللية االعتباريــة واملاليــة ملجلــس‬
‫املنافســة‪ ،‬كمــا مت توســيع صالحياتــه مبنحــه ســلطات تقريريــة وشــبه قضائيــة تتمثــل يف‬
‫«ضمــان الشــفافية واإلنصــاف يف العالقــات االقتصاديــة‪ ،‬خاصــة مــن خــال حتليــل وضبــط‬
‫وضعيــة املنافســة يف األســواق‪ ،‬ومراقبــة املمارســات املنافيــة لهــا واملمارســات التجاريــة غيــر‬
‫‪28‬‬
‫املشــروعة وعمليــات التركيــز االقتصــادي واالحتــكار»‪.‬‬
‫وأنيــط مبجلــس املنافســة‪ ،‬مبوجــب الفصــل ‪ 166‬مــن الدســتور‪ ،‬باعتبــاره هيئــة مســتقلة‪،‬‬
‫ضمــان الشــفافية واإلنصــاف يف العالقــات االقتصاديــة‪ ،‬خاصــة مــن خــال حتليــل وضبــط‬
‫وضعيــة املنافســة يف األســواق‪ ،‬ومراقبــة املمارســات املنافيــة لهــا واملمارســات التجاريــة غيــر‬
‫املشــروعة وعمليــات التركيــز االقتصــادي واالحتــكار‪.‬‬
‫وبعــد صــدور القانــون رقــم ‪ 20.13‬املتعلــق مبجلــس املنافســة ســنة ‪ ،2014‬تعــززت صالحيــات‬
‫املجلــس لتضــم الســلطة التقريريــة إلــى جانــب الوظيفــة االستشــارية املنوطــة بــه ســابقا‪،‬‬
‫باإلضافــة إلــى منحــه حــق اإلحالــة الذاتيــة واملبــادرة يف البحــث والتحــري‪ ،‬وهــي الوســائل‬
‫الكفيلــة بتمكينــه مــن االضطــاع بشــكل أكثــر فعاليــة بــدوره الرامــي إلــى خلــق منــاخ تنافســي‬
‫مالئــم لتطــور املقــاوالت وحمايــة املســتهلكني يف أفــق الرفــع مــن النجاعــة االقتصادية وضمان‬
‫تنافســية النســيج اإلنتاجــي ببالدنــا‪ .‬ويرفــع رئيــس مجلــس املنافســة إلــى جاللــة امللــك تقريــرا‬
‫ســنويا عــن حصيلــة أعمــال املجلــس‪ ،‬كمــا يقــدم تقريــرا عــن أعمالــه للمناقشــة أمــام البرملــان‪.‬‬
‫▫الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها‬
‫تفعيــا ملقتضيــات الفقــرة األخيــرة مــن الفصــل ‪ 36‬مــن الدســتور‪ ،‬مت‪ ،‬يف يونيــو ‪،2015‬‬
‫إصــدار القانــون املنظــم للهيــأة الوطنيــة للنزاهــة والوقايــة مــن الرشــوة ومحاربتهــا‪ ،‬كإحــدى‬
‫هيئــات احلكامــة اجليــدة والتقنــن املنصــوص عليهــا ضمــن البــاب الثانــي عشــر من الدســتور‪،‬‬
‫لتحــل بذلــك محــل الهيــأة املركزيــة للوقايــة مــن الرشــوة احملدثــة يف مــارس ‪ ،2007‬علــى إثــر‬
‫مصادقــة املغــرب‪ ،‬يف الســنة ذاتهــا‪ ،‬علــى اتفاقيــة األمم املتحــدة ملكافحــة الفســاد‪ ،‬التــي‬
‫تقضــي بإحــداث جهــاز أو عــدة أجهــزة مكلفــة بالوقايــة مــن الفســاد‪.‬‬
‫وقــد كــرس القانــون املتعلــق بالهيــأة الوطنيــة للنزاهــة والوقايــة مــن الرشــوة ومحاربتهــا‬
‫اســتقاللية هــذه املؤسســة ووســع صالحياتهــا لتشــمل بُعــد محاربــة الرشــوة والوقايــة منهــا‪،‬‬
‫كمــا منحهــا ســلطة التقصــي ودعمهــا باآلليــات الكفيلــة بضمــان تفعيــل مقترحاتهــا وتوصياتها‬
‫وإلزاميــة التعــاون معهــا وتيســير ولوجهــا إلــى املعلومــات والوثائــق الالزمــة ملزاولــة مهامهــا‪.‬‬
‫وتتمتــع الهيــأة الوطنيــة للنزاهــة والوقايــة مــن الرشــوة ومحاربتهــا باختصاصات شــبه قضائية‬
‫تخــول لهــا تلقــي التبليغــات والشــكايات واملعلومــات املتعلقــة بحــاالت الفســاد ودراســتها‬
‫والقيــام باألبحــاث والتحريــات الالزمــة بشــأنها وإحالتهــا إلــى اجلهــات املختصــة‪ .‬كمــا تلعــب‬
‫دورا استشــاريا مــن خــال إبــداء الــرأي‪ ،‬مببــادرة منهــا أو اســتجابة للطلبــات التــي تتوصــل‬
‫بهــا‪ ،‬بخصــوص مشــاريع ومقترحــات النصــوص التشــريعية والتنظيميــة وكافــة املبــادرات‬
‫الراميــة إلــى الوقايــة مــن الفســاد ومكافحتــه‪.‬‬
‫وتقــدم الهيــأة تقريــرا ســنويا عــن حصيلــة أنشــطتها يعــرض للمناقشــة مــن قبــل البرملــان‬
‫وينشــر باجلريــدة الرســمية‪ ،‬كمــا تنشــر الهيــأة اآلراء التــي تدلــي بهــا والتقاريــر والدراســات‬
‫التــي تنجزهــا يف إطــار تنفيــذ املهــام املســندة إليهــا‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫▫املجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي‬
‫أحــدث املجلــس األعلــى للتربيــة والتكويــن والبحــث العلمــي مبوجــب الفصــل ‪ 168‬مــن‬
‫الدســتور‪ ،‬كهيــأة استشــارية مســتقلة ضمــن هيئــات النهــوض بالتنميــة البشــرية واملســتدامة‬
‫والدميقراطيــة التشــاركية التــي جــاء بهــا الدســتور‪ ،‬ليحــل بذلــك محــل املجلس األعلــى للتعليم‬
‫الــذي مت إحداثــه ســنة ‪ .1970‬وطبقــا ملقتضيــات ذات الفصــل الدســتوري صــدر القانــون رقــم‬
‫‪ 105.12‬املتعلــق باملجلــس ســنة ‪.2014‬‬
‫ويضطلــع املجلــس وفقــا لهــذا القانــون مبهــام التقييــم واالقتــراح واالستشــراف وفــق منظــور‬
‫اســتراتيجي يف كل مــا يخــص مياديــن التربيــة والتكويــن والبحــث العلمــي‪ ،‬مبــا يشــمل كافــة‬
‫مكونــات ومســتويات التعليــم بقطاعيــه العمومــي واخلــاص‪ ،‬والتكويــن املهني‪ ،‬والتعليــم العالي‪،‬‬
‫والبحــث العلمــي‪ ،‬والتعليــم العتيــق والتعليــم الدينــي‪ .‬ويســعى املجلــس ألن يكــون فضــاء تعدديــا‬
‫للنقــاش والتنســيق بشــأن مختلــف القضايــا املتعلقــة مبجــاالت التربيــة والتكويــن والبحــث‬
‫العلمــي‪ ،‬ووســيلة لتنويــر ذوي القــرار والفاعلــن والــرأي العــام بواســطة التقييمــات املنتظمــة‬
‫والدقيقــة التــي ينجزهــا‪ .‬كمــا يتولــى مهامــا استشــارية وتقييميــة واقتراحيــة وأخــرى متعلقــة‬
‫بالدراســة والبحــث والرصــد واالبتــكار‪.‬‬
‫▫اللجنة الوطنية ملراقبة حماية املعطيات ذات الطابع الشخصي‬
‫أحدثــت اللجنــة الوطنيــة ملراقبــة حمايــة املعطيــات ذات الطابــع الشــخصي يف مــاي ‪2009‬‬
‫مبقتضــى القانــون رقــم ‪ 08.09‬الصــادر يف ‪ 18‬فبرايــر ‪ 2009‬املتعلــق بحمايــة األشــخاص‬
‫الذاتيــن جتــاه معاجلــة املعطيــات ذات الطابــع الشــخصي‪.‬‬
‫وبصفتهــا ســلطة مراقبــة حمايــة املعطيــات ذات الطابــع الشــخصي مــن خــال التأكــد مــن‬
‫ســامة وشــرعية عمليات معاجلة املعطيات الشــخصية لألشــخاص وعدم مساســها بحياتهم‬
‫اخلاصــة أو بحقوقهــم وحرياتهــم األساســية‪ ،‬فــإن مهامهــا تهــم أساســا التحســيس والتوجيــه‪،‬‬
‫واالستشــارة واالقتــراح‪ ،‬واحلمايــة‪ ،‬والتحــري واملراقبــة‪ ،‬واليقظــة القانونيــة والتكنولوجيــة‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫المحور الثاني‪:‬‬
‫حماية حقوق اإلنسان يف التشريع واملمارسة‬

‫‪31‬‬
32
‫احملور الفرعي األول‪ :‬حماية احلقوق املدنية والسياسية والنهوض بها‬
‫أوال‪ -‬تعزيز آليات الدميقراطية التشاركية والتشاور العمومي‬
‫تضمــن دســتور اململكــة املغربيــة لســنة ‪ 2011‬مجموعــة مــن الفصــول املؤطــرة للمشــاركة‬
‫املواطنــة وللدميقراطيــة التشــاركية‪ ،‬بوصفهــا ركنــا أساســيا للنظــام السياســي واالجتماعــي‬
‫القائــم علــى ثوابــت جامعــة تضــم اإلســام وامللكيــة والوحــدة الترابية واالختيــار الدميقراطي‪،‬‬
‫بحيــث تفتــح الوثيقــة الدســتورية يف هــذا اإلطــار أفقــا جديــدا أمــام الدولــة واملجتمــع‬
‫لتوطيــد دعائــم الدميقراطيــة‪ ،‬ودعائــم دولــة احلــق والقانــون‪ ،‬وترســيخ أســس الدميقراطيــة‬
‫التشــاركية ومرتكزاتهــا وآلياتهــا‪ ،‬مــن منطلــق أن هــذا املفهــوم يعتبر حلقة من حلقات مسلســل‬
‫بنــاء الدميقراطيــة باملغــرب‪ ،‬يهــدف إلــى خلــق تكامــل وظيفــي مــع مســتويات الدميقراطيــة‬
‫التمثيليــة الوطنيــة واحملليــة‪.‬‬
‫يف هــذا اإلطــار‪ ،‬نظــم دســتور اململكــة العالقــة بــن الدميقراطيتــن التمثيليــة والتشــاركية‪ ،‬يف‬
‫فصــول عــدة مــن قبيــل‪:‬‬
‫الفصل ‪« :12‬تساهم اجلمعيات املهتمة بقضايا الشأن العام‪ ،‬واملنظمات غير احلكومية‪،‬‬
‫يف إطــار الدميقراطيــة التشــاركية‪ ،‬يف إعــداد قــرارات ومشــاريع لــدى املؤسســات املنتخبــة‬
‫والســلطات العموميــة‪ ،‬وكــذا يف تفعيلهــا وتقييمهــا‪ .‬وعلــى هــذه املؤسســات والســلطات تنظيــم‬
‫هــذه املشــاركة‪ ،‬طبــق شــروط وكيفيــات يحددهــا القانــون»‪.‬‬
‫الفصل ‪ « :13‬تعمل الســلطات العمومية على إحداث هيئات للتشــاور‪ ،‬قصد إشــراك مختلف‬
‫الفاعلني االجتماعيني‪ ،‬يف إعداد السياسات العمومية وتفعيلها وتنفيذها وتقييمها»‪.‬‬
‫الفصــل ‪ « :14‬للمواطنــات واملواطنــن‪ ،‬ضمــن شــروط وكيفيــات يحددهــا قانــون تنظيمــي‪،‬‬
‫احلــق يف تقــدمي ملتمســات يف مجــال التشــريع»‪ .‬وينــص الفصــل ‪ 15‬علــى أن «للمواطنــات‬
‫واملواطنــن احلــق يف تقــدمي عرائــض إلــى الســلطات العموميــة‪ .‬ويحــدد قانــون تنظيمــي‬
‫شــروط وكيفيــات ممارســة هــذا احلــق»‪.‬‬
‫الفصــل ‪ « :139‬تضــع مجالــس اجلهــات‪ ،‬واجلماعــات الترابيــة األخــرى‪ ،‬آليــات تشــاركية‬
‫للحــوار والتشــاور‪ ،‬لتيســير مســاهمة املواطنــات واملواطنــن واجلمعيــات يف إعــداد برامــج‬
‫التنميــة وتتبعهــا‪.‬‬
‫ميكــن للمواطنــات واملواطنــن واجلمعيــات تقــدمي عرائــض‪ ،‬الهــدف منهــا مطالبــة املجلــس‬
‫بــإدراج نقطــة تدخــل يف اختصاصــه ضمــن جــدول أعمالــه»‪.‬‬

‫ومــن أجــل تفعيــل هــذه املقتضيــات الدســتورية اجلديــدة املتعلقــة بــأدوار املجتمــع املدنــي‪،‬‬
‫انعقــد احلــوار الوطنــي حــول املجتمــع املدنــي واألدوار الدســتورية اجلديــدة يف الفتــرة املمتــدة‬
‫مــا بــن ‪ 13‬مــارس ‪ 2013‬إلــى غايــة ‪ 21‬مــارس ‪ ،2014‬حيــث مت عقــد سلســلة مــن اللقــاءات‬
‫والنــدوات العلميــة مــع فعاليــات املجتمــع املدنــي‪ ،‬توجــت بإعــداد أرضيــات قانونيــة كانــت‬
‫منطلقا إلعداد اإلطار القانوني والتنظيمي الذي يهم موضوع الدميقراطية التشاركية‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ ‬العرائض‬
‫ميــز املشــرع الدســتوري املغربــي بــن شــكلني مــن العرائــض‪ ،‬تلــك املوجهــة إلــى الســلطات‬
‫العموميــة مبوجــب الفصــل ‪ 51‬مــن الدســتور واملنظمــة بالقانــون التنظيمي رقــم ‪ 44.14‬املتعلق‬
‫بتحديــد شــروط وكيفيــات ممارســة احلــق يف تقــدمي العرائــض إلــى الســلطات العموميــة‬
‫املنصــوص عليهــا‪ ،‬واألخــرى التــي تقــدم إلــى اجلماعــات الترابيــة‪ ،‬والتــي جتــد لهــا ســندا‬
‫دســتوريا يف الفصــل ‪ ،139‬واملنظمــة مبوجــب القوانــن التنظيميــة احملــددة الختصاصــات‬
‫اجلماعــات الترابيــة‪.‬‬
‫فيمــا يخــص العرائــض التــي يتــم تقدميهــا إلــى الســلطات العموميــة‪ ،‬ومــن أجــل متكــن‬
‫املواطنــات واملواطنــن مــن تقــدمي مطالــب أو مقترحــات تهــدف إلــى حمايــة الصالــح العــام‪،‬‬
‫وتشــجيع الســلطات العموميــة علــى اتخــاذ قــرارات وتدابيــر تهــدف إلــى حتســن خدماتهــا‬
‫العموميــة واإلجابــة علــى اإلشــكاالت التــي تطرحهــا العريضــة‪ ،‬مت إصــدار القانــون التنظيمــي‬
‫رقــم ‪ 44.14‬املتعلــق بتحديــد شــروط وكيفيــات ممارســة احلــق يف تقــدمي العرائــض إلــى‬
‫الســلطات العموميــة‪.‬‬
‫وحســب مدلــول القانــون التنظيمــي‪ ،‬العريضــة هــي كل طلــب مكتــوب يتضمــن مطالــب أو‬
‫مقترحــات أو توصيــات‪ ،‬يوجهــه مواطنــات ومواطنــون مقيمــون باملغــرب أو خارجــه إلــى‬
‫الســلطات العموميــة املعنيــة‪ ،‬قصــد اتخــاذ مــا تــراه مناســبا يف شــأنه مــن إجــراءات يف إطــار‬
‫احتــرام أحــكام الدســتور والقانــون واإلجــراءات املنصــوص عليهــا يف القانــون التنظيمــي‪.‬‬
‫وتتولــى جلنــة تقــدمي العريضــة ‪ -‬التــي تتشــكل مــن تســعة أعضــاء علــى األقــل‪ ،‬يختارهــم‬
‫أصحــاب املبــادرة إلعــداد العريضــة وهــم املواطنــون واملواطنــات اللذيــن اتخــذوا املبــادرة‬
‫إلعــداد العريضــة ووقعــوا عليهــا ‪ -‬مهمــة البحــث عــن مدعمــي ومســاندي العريضــة مــن‬
‫املواطنــات واملواطنــن املتمتعــن بحقوقهــم املدنيــة والسياســية واملســجلني يف اللوائــح‬
‫االنتخابيــة واللذيــن ال يجــب أن يقــل عددهــم عــن ‪ 5000‬توقيــع‪ .‬كمــا تضطلــع هــذه اللجنــة‬
‫كذلــك مبهمــة تقــدمي العريضــة إلــى الســلطات العموميــة التــي حصرهــا القانــون التنظيمــي‬
‫يف رئيــس احلكومــة أو رئيــس مجلــس النــواب أو رئيــس مجلــس املستشــارين وفــق شــروط‬

‫‪34‬‬
‫حددتهــا املادتــان الثالثــة والرابعــة مــن هــذا القانــون التنظيمــي‪.2‬‬
‫وتفعيــا ألحــكام املــادة ‪ 9‬مــن القانــون التنظيمــي الســالف ذكــره‪ ،‬والتــي أوكلــت إحــداث « جلنة‬
‫العرائــض» لــدى رئيــس احلكومــة لنــص تنظيمــي‪ ،‬مت إصــدار املرســوم رقــم ‪ 2.16.733‬بتاريــخ‬
‫‪ 25‬مــاي ‪ 2017‬يتعلــق بتحديــد تأليــف جلنــة العرائــض واختصاصاتهــا وكيفية ســيرها‪.‬‬
‫وتقــوم هــذه اللجنــة بدراســة العرائــض احملالــة إليهــا‪ ،‬مــن خــال التحقــق مــن مــدى اســتيفائها‬
‫للشــروط املنصــوص عليهــا يف املادتــن الثالثــة والرابعــة مــن القانــون التنظيمــي‪ ،‬وكــذا إبــداء‬
‫الــرأي واقتــراح اإلجــراءات التــي تراهــا مناســبة يف شــأن املطالب أو املقترحــات أو التوصيات‬
‫التــي تتضمنهــا العرائــض املقبولة‪.‬‬
‫ومــن أجــل تيســير تقــدمي العرائــض مــن طــرف املواطنــات واملواطنــن‪ ،‬مت بنــاء علــى املــادة‬
‫‪ 14‬مــن املرســوم الســالف الذكــر املتعلــق بتحديــد تأليــف جلنــة العرائــض واختصاصاتهــا‬
‫وكيفيــات ســيرها‪ ،‬إحــداث البوابــة االلكترونيــة للمشــاركة املواطنــة وفــق الرابــط التالــي‬
‫‪https://www.eparticipation.ma‬‬
‫وتنشــر يف هــذه البوابــة علــى وجــه اخلصــوص‪ ،‬العرائــض املقدمــة إلــى رئيــس احلكومــة وكــذا‬
‫املــآل املخصــص للعرائــض املقبولــة‪ .‬وهــي بذلــك تتيــح مشــاركة مواطنــة وفــق نظــام إلكترونــي‬
‫ميســر يعمــل علــى تيســير املعاجلــة املعلوماتيــة للمعطيــات وفــق مــا تقتضيــه ســبل التيســير‬
‫علــى املواطنــات واملواطنــن مــن أجــل مشــاركة مواطنــة فاعلــة‪.3‬‬

‫‪ - 2‬تنص املادة الثالثة عىل ما ييل‪ :‬يشرتط لقبول العريضة أن‪:‬‬


‫‪-‬يكون الهدف منها تحقيق مصلحة عامة‪.‬‬
‫‪-‬تكون املطالب أو املقرتحات أو التوصيات التي تتضمنها مرشوعة‪.‬‬
‫‪-‬تحرر بكيفية واضحة‪.‬‬
‫‪-‬تكون مرفقة مبذكرة مفصلة تبني األسباب الداعية إىل تقدميها واألهداف املتوخاة منها‪.‬‬
‫‪-‬تكون مرفقة بالئحة دعم العريضة املشار إليها يف املادة ‪ 6‬بعده‪.‬‬
‫تنص املادة الرابعة عىل ما ييل‪ « :‬تعترب العرائض غري مقبولة إذا كانت تتضمن مطالب أو مقرتحات أو توصيات‪:‬‬
‫‪-‬متــس بالثوابــت الجامعــة لألمــة‪ ،‬واملتعلقــة بالديــن اإلســامي‪ ،‬أو بالوحــدة الوطنيــة أو بالنظــام امللــي للدولــة أو باالختيــار الدميقراطــي أو‬
‫باملكتســبات التــي تــم تحقيقهــا يف مجــال الحريــات والحقــوق األساســية كــا هــو منصــوص عليهــا يف الدســتور‪.‬‬
‫‪-‬تهم قضايا تتعلق باألمن الداخيل أو بالدفاع الوطني أو باألمن الخارجي للدولة‪.‬‬
‫‪-‬تكون موضوع قضايا معروضة أمام القضاء أو صدر حكم يف شأنها‪.‬‬
‫‪-‬تتعلق بوقائع تكون موضوع تقص من قبل اللجان النيابية لتقيص الحقائق‪.‬‬
‫وتعترب العرائض غري مقبولة أيضا‪ ،‬بعد دراستها‪ ،‬إذا كانت‪:‬‬
‫‪-‬تخل مببدإ استمرارية املرافق العمومية ومببدإ املساواة بني املواطنات واملواطنني يف الولوج إىل املرافق العمومية‪.‬‬
‫‪-‬تكتيس طابعا نقابيا أو حزبيا ضيقا‪.‬‬
‫‪-‬تكتيس طابعا متييزيا‪.‬‬
‫‪-‬تتضمن سبا أو قذفا أو تشهريا أو تضليال أو إساءة للمؤسسات او األشخاص»‪.‬‬
‫‪ -‬إىل غايــة ‪ 30‬مــاي ‪ ،2019‬تــم نــر جميــع العرائــض املقدمــة إىل رئيــس الحكومــة عــى هــذه املنصــة االلكرتونيــة‪ ،‬ويتعلــق األمــر بأربــع‬ ‫‪3‬‬
‫عرائــض تــم البــث فيهــا‪ ،‬وهــي‪:‬‬
‫ ‪ -‬عريضة متعلقة بتفعيل الطابع الرسمي والسيادي للغة العربية بتاريخ ‪ 04‬يونيو ‪.2018‬‬
‫ ‪ -‬عريضة من أجل إقامة منشأة مائية عىل واد «شق األرض» بدائرة أوطاط الحاج‪ ،‬إقليم بوملان بتاريخ ‪ 30‬ماي ‪.2018‬‬
‫ ‪ -‬عريضة متعلقة بطلب تكييف الساعة اإلضافية ‪ GMT+1‬يف قطاع التعليم ويف جميع اإلدارات واملصالح العمومية بتاريخ ‪ 29‬ماي ‪.2018‬‬
‫ ‪ -‬عريضة من أجل مراجعة كيفية تنزيل مرشوع تهيئة ضفتي واد مرتيل بوالية جهة طنجة تطوان الحسيمة بتاريخ ‪ 10‬مارس ‪.2017‬‬

‫‪35‬‬
‫النــوع الثانــي مــن العرائــض هــو املنظــم مبوجــب القوانــن التنظيميــة ذات الصلــة باجلماعــات‬
‫الترابيــة التــي مكنــت املواطنــات واملواطنــن واجلمعيــات مــن التقــدم بعرائــض إلــى املجالــس‬
‫املنتخبــة قصــد إدراج نقطــة تدخــل يف صالحيــات هــذه املجالــس ضمــن جــدول أعمالهــا‪.‬‬
‫فيمــا يخــص العرائــض التــي يتقــدم بهــا املواطنــات واملواطنــون الذيــن يعينــون وكيــا عنهــم‬
‫لتتبــع مســطرة ومــآل تقــدمي العريضــة‪ ،‬فعليهــم‪ ،‬ملمارســة هــذا احلــق‪ ،‬التقيــد مبجموعــة مــن‬
‫الشــروط عنــد إعــداد العريضــة ووضعهــا والتــي تتحــدد يف أن يكونــوا مــن ســاكنة املجلــس‬
‫املعنــي أو ميارســون نشــاطا اقتصاديــا أو مهنيــا‪ ،‬وأن تكــون لهــم مصلحــة مشــتركة يف تقــدمي‬
‫العريضــة‪ ،‬غيــر أن املواطنــات واملواطنــن علــى مســتوى اجلماعــات وكــذا العمــاالت واألقاليــم‬
‫ينبغــي أن يتوفــر فيهــم‪ ،‬باإلضافــة إلــى مــا ســبق‪ ،‬شــرط التســجيل يف اللوائــح االنتخابيــة‪.‬‬
‫التوقيعات الالزمة لتقدمي العريضة على املستوى الترابي‬
‫النصاب القانوني‬ ‫اجلماعة الترابية‬
‫‪ 300-‬توقيع بالنسبة للجهات التي يبلغ عدد سكانها أقل من مليون نسمة‪.‬‬
‫‪ 400-‬توقيــع بالنســبة للجهــات التــي يتــراوح عــدد ســكانها بــن مليــون وثالثــة‬
‫ماليــن نســمة‪.‬‬
‫‪ 500-‬توقيع بالنسبة للجهات التي يتجاوز عدد سكانها ثالثة ماليني نسمة‪.‬‬ ‫اجلهات‬
‫كمــا يتعــن أن يكــون املوقعــون موزعــن بحســب مقــرات إقامتهــم الفعليــة علــى‬
‫عمــاالت وأقاليــم اجلهــة‪ ،‬شــرط أن ال يقــل عددهــم يف كل عمالــة أو إقليــم تابــع‬
‫للجهــة عــن ‪ 5‬يف املائــة مــن العــدد املطلــوب‪.‬‬

‫ال يقل عدد املوقعني عن ‪ 300‬مواطنة أو مواطن‪.‬‬ ‫العماالت‬


‫واألقاليم‬
‫‪ 100-‬توقيع فيما يخص اجلماعات التي يقل عدد سكانها عن ‪ 35000‬نسمة‪.‬‬
‫‪ 200-‬توقيع فيما يخص غيرها من اجلماعات‪.‬‬ ‫اجلماعات‬
‫‪ 400-‬توقيع فيما يخص اجلماعات ذات نظام املقاطعات‪.‬‬

‫وبخصــوص العرائــض التــي تتقــدم بهــا اجلمعيــات‪ ،‬فقــد اشــترط القانــون مجموعــة مــن‬
‫الشــروط لقبــول عرائضهــا‪ ،‬تتحــدد يف أن تكــون اجلمعيــة مؤسســة طبقــا للتشــريع اجلــاري‬
‫بــه العمــل ملــدة تزيــد علــى ثــاث ســنوات‪ ،‬وتعمــل طبقــا للمبــادئ الدميقراطيــة وأنظمتهــا‬
‫األساســية‪ ،‬وأن تكــون يف وضعيــة ســليمة إزاء القوانــن واألنظمــة اجلــاري بهــا العمــل‪ ،‬وأن‬
‫يكــون نشــاطها مرتبطــا مبوضــوع العريضــة‪ ،‬هــذا باإلضافــة إلــى أن يكــون مقرهــا أو أحــد‬
‫فروعهــا واقعــا بتــراب املجلــس املعنــي بالعريضــة‪ ،‬وأضــاف القانــون التنظيمــي اخلــاص‬
‫بالعمــاالت أو األقاليــم شــرطا آخــر يتعلــق بعــدد املنخرطــن الذيــن يجــب أن يتجــاوز عددهــم‬
‫املائــة‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫وقصــد تبيــان منهجيــة وكيفيــة ممارســة هــذا احلــق مــن طــرف املواطنــات واملواطنــن‬
‫واجلمعيــات‪ ،‬مت إصــدار ثــاث مراســيم تطبيقيــة‪ 4‬تتعلــق بتحديــد شــكل العريضــة املودعــة‬
‫لــدى اجلماعــات الترابيــة والوثائــق التــي يتعــن إرفاقهــا بهــا‪.‬‬
‫ومــن جانــب آخــر‪ ،‬وتفعيــا ألحــكام الفقــرة األولــى مــن الفصــل ‪ 139‬مــن دســتور ســنة ‪2011‬‬
‫والتــي تنــص علــى أن «تضــع مجالــس اجلهــات واجلماعــات الترابيــة األخــرى‪ ،‬آليــات تشــاركية‬
‫للحــوار والتشــاور‪ ،‬لتيســير مســاهمة املواطنــات واملواطنــن واجلمعيــات يف إعــداد برامــج‬
‫التنميــة وتتبعهــا»‪ ،‬نصــت املــادة ‪ 111‬مــن القانــون التنظيمــي رقــم ‪ 112.14‬للعمــاالت واألقاليــم‪،‬‬
‫واملــادة ‪ 120‬مــن القانــون التنظيمــي رقــم ‪ 113.14‬للجماعــات‪ ،‬علــى إحــداث هيئــة استشــارية‬
‫بشــراكة مــع فعاليــات املجتمــع املدنــي تختــص بدراســة القضايــا املتعلقة بتفعيل مبدإ املســاواة‬
‫وتكافــؤ الفــرص ومقاربــة النــوع‪ ،‬وفضــا عــن ذلــك‪ ،‬نصــت املــادة ‪ 117‬مــن القانــون التنظيمــي‬
‫رقــم ‪ 111.14‬للجهــات علــى إحــداث ثــاث هيئــات استشــارية تتعلــق ب‪:‬‬
‫‪-‬هيئــة استشــارية بشــراكة مــع فعاليــات املجتمــع املدنــي تختــص بدراســة القضايــا‬
‫اجلهويــة املتعلقــة بتفعيــل مبــادئ املســاواة وتكافــؤ الفــرص ومقاربــة النــوع‪.‬‬
‫‪-‬هيئة استشارية تختص بدراسة القضايا املتعلقة باهتمامات الشباب‪.‬‬
‫‪-‬هيئــة استشــارية بشــراكة مــع الفاعلــن االقتصاديــن باجلهــة تهتــم بدراســة القضايا‬
‫اجلهويــة ذات الطابــع االقتصادي‪.‬‬
‫‪ ‬امللتمسات يف مجال التشريع‬
‫تفعيــا ملقتضيــات الفصــل ‪ 14‬مــن الدســتور املغربــي الــذي ينــص علــى احلــق يف تقــدمي‬
‫ملتمســات يف مجــال التشــريع مــن قبــل املواطنــات واملواطنــن‪ ،‬مت إصــدار القانــون التنظيمــي‬
‫رقــم ‪ 64.14‬بتاريــخ ‪ 18‬غشــت ‪ 2016‬الــذي حــدد شــروط وكيفيــات ممارســة هــذا احلــق‪.‬‬
‫ومت تخويــل احلــق يف اتخــاذ املبــادرة إلعــداد امللتمــس‪ ،‬مبوجــب هــذا القانــون التنظيمــي‪،‬‬
‫للمواطنــات واملواطنــن داخــل املغــرب أو خارجــه‪ ،‬املتمتعــن بحقوقهــم املدنيــة والسياســية‬
‫واملقيديــن يف اللوائــح االنتخابيــة‪ ،‬واللذيــن يقومــون بدورهــم بتعيــن جلنــة مهمتهــا إلــى جانــب‬
‫تقــدمي امللتمــس أمــام البرملــان‪ ،‬جمــع التوقيعــات الضروريــة ‪-‬مدعمــو امللتمس‪-‬واحملــددة يف‬
‫‪ 25000‬توقيــع‪.‬‬
‫ويُشــترط لقبــول امللتمــس أن يلتــزم مبجموعــة مــن املقتضيــات الــواردة يف هــذا القانــون‬
‫التنظيمــي مــن قبيــل أن يكــون مندرجــا ضمــن املياديــن التــي يختــص القانــون بالتشــريع فيهــا‪،‬‬
‫وأن يكــون الهــدف منــه حتقيــق مصلحــة عامــة ومحــررا بكيفيــة واضحــة يف شــكل اقتراحــات‬
‫‪ - 4‬مرســوم رقــم ‪ 2.16.401‬صــادر بتاريــخ ‪ 6‬أكتوبــر ‪ ،2016‬الجريــدة الرســمية عــدد ‪ ،6511‬يتعلــق بتحديــد شــكل العريضــة املودعــة لــدى رئيــس‬
‫مجلــس الجهــة والوثائــق املثبتــة التــي يتعــن إرفاقهــا بهــا‪.‬‬
‫‪ -‬مرســوم رقــم ‪ 2.16.402‬صــادر بتاريــخ ‪ 6‬أكتوبــر ‪ ،2016‬الجريــدة الرســمية عــدد ‪ ،6511‬يتعلــق بتحديــد شــكل العريضــة املودعــة لــدى رئيــس‬
‫مجلــس العاملــة أو اإلقليــم والوثائــق املثبتــة التــي يتعــن إرفاقهــا بهــا‪.‬‬
‫‪ -‬مرســوم رقــم‪ 2.16.403‬صــادر بتاريــخ ‪ 6‬أكتوبــر ‪ ،2016‬الجريــدة الرســمية عــدد ‪ ،6511‬يتعلــق بتحديــد شــكل العريضــة املودعــة لــدى رئيــس‬
‫مجلــس الجامعــة والوثائــق املثبتــة التــي يتعــن إرفاقهــا بهــا‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫أو توصيــات‪ ،‬ويكــون مرفقــا مبذكــرة مفصلــة تبــن األســباب الداعيــة إلــى تقدميــه‪ ،‬واألهداف‬
‫املتوخــاة منــه‪ ،‬وملخصــا لالختيــارات التــي يتضمنهــا‪.‬‬
‫وحــددت املــادة اخلامســة مــن القانــون التنظيمــي احلــاالت التــي يعتبــر امللتمــس فيهــا غيــر‬
‫مقبــول‪ ،‬ويتعلــق األمــر بتضمينــه القتراحــات أو توصيــات‪:‬‬
‫‪ -‬متــس بالثوابــت اجلامعــة لألمــة‪ ،‬واملتعلقــة بالديــن اإلســامي أو بالوحــدة الوطنيــة أو‬
‫بالنظــام امللكــي للدولــة أو باالختيــار الدميقراطــي أو باملكتســبات التــي مت حتقيقهــا يف‬
‫مجــال احلريــات واحلقــوق األساســية كمــا هــو منصــوص عليهــا يف الدســتور‪.‬‬
‫‪-‬تتعلــق مبراجعــة الدســتور أو القوانــن التنظيميــة أو قانــون العفــو العــام أو النصــوص‬
‫املتعلقــة باملجــال العســكري‪ ،‬أو تخــص األمــن الداخلــي أو الدفــاع الوطنــي أو األمــن‬
‫اخلارجــي للدولــة‪.‬‬
‫‪-‬تتعــارض مــع املواثيــق واملعاهــدات واالتفاقيــات التــي صادقــت عليهــا اململكــة أو‬
‫انضمــت إليهــا‪.‬‬
‫‪ ‬جتاوز إشكاالت املشاركة املدنية يف جتويد القرار العمومي‬
‫إن تفعيــل هــذه املقتضيــات القانونيــة‪ ،‬وتعزيــز دور املجتمــع املدنــي كشــريك يف إعــداد وبلــورة‬
‫السياســات العموميــة وتنفيذهــا وتقييمهــا‪ ،‬بقــدر مــا يحتــاج إلــى متكــن الفاعلــن املدنيــن‬
‫مــن آليــات املشــاركة املدنيــة مــن خــال تقويــة قدراتهــم وتبســيط إجــراءات ومســاطر الولــوج‬
‫الــى ممارســة هــذه احلقــوق‪ ،‬فإنــه يحتــاج كذلــك إلــى جتــاوز مجموعــة مــن االختــاالت التــي‬
‫تعتــري احليــاة اجلمعويــة باملغــرب‪.‬‬
‫فــإذا كان مفهومــا حجــم الصعوبــات التــي ترافــق تقــدمي املواطنــن واملواطنــات للعرائــض إن‬
‫علــى املســتوى الوطنــي أو الترابــي نظــرا لإلشــكاالت‪ ،‬علــى ســبيل املثــال‪ ،‬احمليطــة بجمــع‬
‫التوقيعــات ‪ ،‬فــإن األمــر يختلــف بالنســبة للجمعيــات التــي ال حتتــاج إال لبعــض الشــروط‬
‫الشــكلية ملمارســة هــذا احلــق مــن قبيــل أن يكــون مصرحــا بهــا‪ ،‬وتعمــل طبقــا للمبــادئ‬
‫الدميقراطيــة وأنظمتهــا األساســية‪ ،‬وأن تكــون يف وضعيــة ســليمة إزاء القوانــن واألنظمــة‬
‫اجلــاري بهــا العمــل‪ ،‬ولكــن بالرغــم مــن ذلــك فــإن عــدد اجلمعيــات التــي تقدمــت بعرائــض‬
‫إلــى اجلماعــات الترابيــة لــم يتجــاوز ‪ 100‬عريضــة إلــى غايــة متــم ســنة ‪ ،2018‬وهــو عــدد‬
‫يبقــى ضعيفــا جــدا مقارنــة بعــدد اجلماعــات الترابيــة يف املغــرب الــذي بلــغ ‪ 1503‬جماعــة‬
‫و‪ 75‬مجلــس عمالــة أو إقليــم و‪ 12‬مجلــس جهــة‪ ،‬الشــيء الــذي يفــرض إيجــاد حلــول عمليــة‬
‫والبحــث عــن األســباب التــي أدت إلــى اتســاع هــذه الهــوة الشاســعة بــن إطــار دســتوري‬
‫وقانونــي متقــدم وبــن ممارســة مازالــت تعــرف العديــد مــن التعثــرات واإلشــكاالت‪.‬‬
‫إن تأهيــل املجتمــع املدنــي املغربــي وضمــان مســاهمته الفعالــة يف مسلســل مأسســة آليــات‬
‫الدميقراطيــة التشــاركية كمــا أقرهــا الدســتور املغربــي لســنة ‪ ،2011‬وتفعيــل مخرجــات‬
‫احلــوار الوطنــي حــول املجتمــع املدنــي واألدوار الدســتورية اجلديــدة‪ ،‬وكــذا تفعيــل تدابيــر‬

‫‪38‬‬
‫خطــة العمــل الوطنيــة يف مجــال الدميقراطيــة وحقــوق اإلنســان‪ 5‬التــي أعطــت أهميــة بالغــة‬
‫لــدور املجتمــع املدنــي يف بلــورة السياســات العموميــة وجتويــد القــرار العمومــي‪ ،‬يســتلزم‬
‫جتــاوز العديــد مــن اإلشــكاالت‪ 6‬التــي حتــد مــن دور الفاعــل املدنــي واملتعلقــة أساســا ب‪:‬‬
‫‪-‬ضعــف احتــرام القانــون يف تأســيس اجلمعيــات‪ :‬بالرغــم مــن التدابيــر القانونيــة‬
‫والتنظيميــة املعتمــدة فيمــا يخــص تبســيط املســاطر اإلداريــة ذات الصلــة بتأســيس‬
‫اجلمعيــات‪ ،‬إال أن ذلــك لــم مينــع مــن وجــود صعوبــات عمليــة رافقــت إعمــال هــذا‬
‫احلــق‪ ،‬األمــر الــذي يحــد مــن هامــش احلركــة لــدى الفاعلــن املدنيــن‪ ،‬ويكــرس لــدى‬
‫فئــات واســعة مــن املجتمــع النظــرة االحترازيــة غيــر املشــجعة علــى العمــل التطوعــي‪.‬‬
‫‪-‬ضعــف شــفافية الدعــم العمومــي واإلنصــاف وتكافــؤ الفــرص يف املعامــات اإلداريــة‬
‫مــع مختلــف أصنــاف اجلمعيــات‪ :‬ويف هــذا اإلطــار فــإن أكثــر مــن ‪ %80‬مــن العــدد‬
‫اإلجمالــي للجمعيــات ال تســتفيد مــن الدعــم العمومــي‪ ،‬هــذا يف الوقــت الــذي جنــد‬
‫يف فرنســا علــى ســبيل املثــال‪ ،‬أن معــدل اســتفادة اجلمعيــات مــن الدعــم العمومــي‬
‫بلــغ ‪ .%50‬ويعــود هــذا اإلشــكال يف جــزء منــه إلــى تقــادم اإلطــار القانونــي املنظــم‬
‫للتمويــل العمومــي – منشــور الوزيــر األول ســنة ‪ -2003‬الــذي ال يســتجيب للتطــورات‬
‫املتســارعة التــي تعرفهــا احليــاة اجلمعويــة‪.‬‬
‫‪-‬ضعــف التكويــن والدميقراطيــة الداخليــة والشــفافية املاليــة وآليــات احلكامــة اجليــدة‬
‫يف تدبيــر اجلمعيــات وبالنســبة للفاعلــن اجلمعويــن‪ :‬وهــو مــا ميثــل حتديــا كبيــرا‬
‫ينبغــي العمــل علــى جتــاوزه‪ ،‬مــن خــال العمــل علــى دعــم القــدرات املؤسســاتية‪،‬‬
‫وتأهيــل الكفــاءات البشــرية‪ ،‬وتطويــر الكفايــات املعرفيــة والتدبيريــة للهيئــات املدنيــة‪،‬‬
‫وترســيخ مزيــد مــن الثقافــة الدميقراطيــة والنزاهــة لــدى األطــر اجلمعويــة‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬تعزيز املشاركة السياسية للمرأة والشباب‬
‫نــص القانونــان التنظيميــان املتعلقــان مبجلــس النــواب ومجلــس املستشــارين والقانــون‬
‫التنظيمــي املتعلــق بانتخــاب أعضــاء مجالــس اجلماعــات الترابيــة املتعلقــة باجلهــات‬
‫والعمــاالت واألقاليــم واجلماعــات والقانــون التنظيمــي لألحــزاب السياســية علــى مجموعــة‬
‫مــن املقتضيــات تهــدف إلــى الرفــع مــن التمثيليــة واملشــاركة السياســية بصفــة عامــة وللنســاء‬
‫بصفــة خاصــة‪ ،‬وذلــك تفعيــا للمقتضيــات الدســتورية لســنة ‪ 2011‬التــي جــاءت بعــد عــدة‬
‫محطــات إصالحيــة شــهدها املغــرب علــى املســتويني القانونــي واملؤسســاتي‪.‬‬

‫‪ - 5‬التدبــر رقــم ‪ :5‬تكريــس مبــدإ التشــاور العمومــي يف إعــداد السياســات العموميــة وتنفيذهــا وتقييمهــا‪ ،‬وكــذا تفعيــل دور الجمعيــات املهتمــة‬
‫بقضايــا الشــأن العــام واملنظــات غــر الحكوميــة يف املســاهمة يف إعــداد الق ـرارات واملشــاريع لــدى املؤسســات املنتخبــة والســلطات العموميــة‬
‫وتفعيلهــا وتقييمهــا‪.‬‬
‫‪ -‬التدبري رقم ‪ :8‬إطالق برامج تواصلية لتعزيز الدميقراطية التشاركية‪.‬‬
‫‪ - 6‬أنظر التقرير الرتكيبي ملخرجات الحوار الوطني حول املجتمع املدين واألدوار الدستورية الجديدة‪ ،‬الجزء األول‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ - 1‬تعزيز املشاركة السياسية‬
‫نــص القانــون التنظيمــي ملجلــس النــواب رقــم ‪ 27.11‬لســنة ‪ 2011‬علــى إحــداث دائــرة انتخابية‬
‫وطنيــة تتكــون مــن ‪ 90‬مقعــدا‪ ،‬خصــص منهــا ‪ 60‬مقعــدا للنســاء و‪ 30‬مقعــدا للشــباب‪ .‬ويف‬
‫هــذا اإلطــار عرفــت متثيليــة املــرأة تطــورا مهمــا‪ ،‬حيــث انتقلــت نســبة متثيليــة النســاء يف‬
‫مجلــس النــواب مــن ‪ 34‬امــرأة منتخبــة خــال االنتخابــات التشــريعية لســنة ‪ 2007‬إلــى ‪67‬‬
‫امــرأة خــال االنتخابــات التشــريعية لســنة ‪ ،2011‬وعليــه انتقلــت نســبة التمثيليــة مــن ‪% 10‬‬
‫إلــى ‪.% 17‬‬
‫ومــع تغييــر وتتميــم القانــون التنظيمــي ملجلــس النــواب ســنة ‪ ،2016‬متــت إضافــة مقتضــى‬
‫جديــد نــص علــى تخصيــص اجلــزء الثانــي من الالئحــة الوطنية لثالثني (‪ )30‬مقعدا للشــباب‬
‫املرشــحني مــن اجلنســن معــا بعدمــا كان القانــون التنظيمــي لســنة ‪ 2011‬قــد خصــص هــذا‬
‫اجلــزء للذكــور مــن املرشــحني فقــط‪ ،‬وهــو مــا جعــل عــدد النســاء مبجلــس النــواب يرتفــع إلــى‬
‫‪ 81‬امــرأة ‪ ،‬لتبلــغ نســبة متثيليــة النســاء باملجلــس ‪.%21‬‬
‫انتخابات مجلس النواب لسنة ‪2016‬‬
‫‪)21% ( 81‬‬ ‫عدد ونسبة املنتخبات‬

‫عدد ونسبة النائبات رئيسات اللجان ‪ 2‬من أصل ‪)22.22%( 9‬‬


‫‪ 1‬مــن أصــل‪ 7‬فــرق (‪ 14.28%‬بصفتهــا رئيســة مجموعــة‬ ‫عدد ونسبة النائبات رئيسات الفرق‬
‫نيابية)‬
‫‪ 395‬مقعدا‬ ‫عدد املقاعد مبجلس النواب‬
‫كمــا أحــدث القانــون التنظيمــي رقــم ‪ 28-11‬لســنة ‪ 2011‬املتعلــق مبجلــس املستشــارين آليــة‬
‫للرفــع مــن متثيليــة النســاء‪ ،‬وذلــك بالتنصيــص فيمــا يخــص ترشــيحات ممثلــي الهيئــات‬
‫املهنية‪-‬املــادة ‪- 24‬أن ال تتضمــن لوائــح الترشــيح اســمني متتابعــن ملترشــحني إثنــن مــن‬
‫نفــس اجلنــس وهــو مــا يضمــن تقــدمي لوائــح ترشــيحات لعضويــة مجلــس املستشــارين تتنــاوب‬
‫بــن الذكــور واإلنــاث‪ ،‬وبفضــل هــذا اإلجــراء حصلــت النســاء بعــد إجــراء انتخابــات ‪2015‬‬
‫علــى ‪ 14‬مقعــدا مــن أصــل ‪ ،120‬أي بنســبة ‪ ،% 12‬وهــي النســبة التــي كانــت ال تتعــدى ‪2.2‬‬
‫‪ %‬مــن مجمــوع التركيبــة الســابقة ملجلــس املستشــارين‪.‬‬
‫بخصــوص االنتخابــات املتعلقــة باجلماعــات الترابيــة‪ ،‬وضــع القانــون التنظيمــي رقــم ‪59-11‬‬
‫املتعلــق بانتخــاب أعضــاء مجالــس اجلماعــات الترابيــة‪ ،‬آليتــن لتعزيــر التمثيليــة النســائية‪.‬‬
‫تتعلــق اآلليــة األولــى مبجالــس اجلهــات‪ ،‬تتمثــل يف إحــداث دائــرة انتخابيــة علــى صعيــد كل‬
‫عمالــة أو إقليــم أو عمالــة مقاطعــات موجهــة حصريــا للنســاء‪ ،‬علــى أال يقــل عــدد املقاعــد‬
‫املخصصــة لهــا عــن ثلــث املقاعــد املخصصــة للعمالــة أو اإلقليــم أو عمالــة املقاطعــات برســم‬
‫مجلــس اجلهــة‪ .‬وتتعلــق اآلليــة الثانيــة باملجالــس اجلماعيــة‪ ،‬وتتمثــل يف التأكيــد علــى إحــداث‬
‫دائــرة انتخابيــة إضافيــة‪ ،‬مــن مقعديــن علــى األقــل‪ ،‬موجهــة للنســاء علــى مســتوى كل جماعــة‬
‫أو مقاطعــة جماعيــة‪ .‬كمــا وضعــت احلكومــة إجــراءات حتفيزيــة لألحــزاب السياســية مــن‬
‫‪40‬‬
‫أجــل تخصيــص مراكــز متقدمــة للنســاء مبختلــف لوائــح الترشــيح العاديــة‪ ،‬وكــذا الدوائــر‬
‫التــي ينتخــب ممثلوهــا عــن طريــق االقتــراع الفــردي‪.‬‬
‫وبذلــك‪ ،‬انتقلــت نســبة النســاء املنتخبــات يف مجالــس اجلماعــات الترابيــة مــن ‪127( % 0.55‬‬
‫امــرأة منتخبــة) ســنة ‪ 2003‬إلــى ‪ 3428( % 12.38‬امــرأة منتخبــة) ســنة ‪ ،2009‬لترتفــع‬
‫النســبة إلــى ‪ 6673( % 21‬امــرأة منتخبــة) ســنة ‪.2015‬‬
‫كمــا نصــت القوانــن التنظيميــة املتعلقــة باجلماعــات الترابيــة علــى إحــداث هيئــة استشــارية‬
‫تهــم املســاواة وتكافــؤ الفــرص ومقاربــة النــوع وهيئــة تختــص بدراســة القضايــا املتعلقــة‬
‫باهتمامــات الشــباب بالنســبة للجهــات‪ ،‬ومت إحــداث‪ ،‬مبوجــب القانونــن التنظيميني للعماالت‬
‫واألقاليــم واجلماعــات‪ ،‬هيئــة تعنــى باملســاواة وتكافــؤ الفــرص ومقاربــة النــوع تختص بدراســة‬
‫كل القضايــا املتعلقــة بتعزيــز وتكريــس حقــوق املــرأة علــى املســتوى الترابــي‪ ،‬مبــا يف ذلــك‬
‫احلقــوق السياســية‪.‬‬
‫وبحكــم أن األحــزاب السياســية تشــكل أحــد األركان األساســية للنظــام الدميقراطــي‪ ،‬فقــد‬
‫مت بنــاء علــى الفصــل الســابع مــن دســتور ســنة ‪ 2011‬تنظيمهــا مبوجــب القانــون تنظيمــي‬
‫رقــم ‪ 29.11‬بتاريــخ ‪ 22‬أكتوبــر ‪ 2011‬الــذي نــص يف مادتــه الثانيــة علــى أنــه «يعمــل احلــزب‬
‫السياســي‪ ،‬طبقــا ألحــكام الفصــل الســابع مــن الدســتور‪ ،‬علــى تأطيــر املواطنــات واملواطنــن‬
‫وتكوينهــم السياســي وتعزيــز انخراطهــم يف احليــاة الوطنيــة وتدبيــر الشــأن العــام‪ ،‬كمــا‬
‫يســاهم يف التعبيــر عــن إرادة الناخبــن ويشــارك يف ممارســة الســلطة‪ ،‬علــى أســاس التعدديــة‬
‫والتنــاوب‪ ،‬بالوســائل الدميقراطيــة‪ ،‬ويف نطــاق املؤسســات الدســتورية»‪.‬‬
‫ومكــن القانــون التنظيمــي يف املــادة ‪ 19‬منــه املواطنــات واملواطنــن مــن االنخــراط بــكل حريــة‬
‫يف أي حــزب سياســي مؤســس بصفــة قانونيــة‪ ،‬كمــا مت حــث األحــزاب السياســية علــى اتخــاذ‬
‫جميــع التدابيــر الكفيلــة بتيســير وتشــجيع االنخــراط يف صفوفهــا وفــق مــا تنــص عليــه‬
‫أنظمتهــا األساســية والداخليــة وعلــى أســاس احتــرام الدســتور وأحــكام القانــون‪.‬‬
‫ومــن أجــل تعزيــز متثيليــة النســاء والشــباب ألــزم القانــون التنظيمــي يف مادتــه ‪ 26‬األحــزاب‬
‫السياســية بالعمــل علــى توســيع مشــاركتهن يف التنميــة السياســية للبــاد‪ ،‬وذلــك مــن خــال‬
‫ســعي كل حــزب سياســي إلــى بلــوغ نســبة الثلــث لفائــدة النســاء داخــل أجهزتــه املســيرة‬
‫وطنيــا وجهويــا‪ ،‬يف أفــق التحقيــق التدريجــي ملبــدإ املناصفــة بــن النســاء والرجــال كمــا هــو‬
‫منصــوص عليــه يف الفصــل ‪ 19‬مــن دســتور ســنة ‪.2011‬‬
‫‪ - 2‬املشــاركة السياســية يف تدابيــر خطــة العمــل الوطنيــة للدميقراطيــة وحقــوق‬
‫اإلنسان‬
‫نصــت خطــة العمــل الوطنيــة علــى مجموعــة مــن التدابيــر التــي تــروم جتــاوز اإلشــكاالت‬
‫التــي تعتــري موضــوع املشــاركة السياســية‪ ،‬مــن منطلــق اتســاع الهــوة بــن اإلطــار الدســتوري‬
‫والقانونــي املتقــدم واملمارســة التــي تعــرف نزوعــا مســتمرا نحــو العــزوف عــن املشــاركة‬
‫السياســية‪ ،‬ســواء فيمــا يخــص املشــاركة املتدنيــة يف االســتحقاقات االنتخابيــة أو مــن خــال‬
‫عــدم االنخــراط يف األحــزاب السياســية‪ ،‬خاصــة مــن طــرف فئــة الشــباب‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫وبنــاء علــى ذلــك جــاءت خطــة العمــل الوطنيــة يف مجــال الدميقراطيــة وحقــوق االنســان بعــدة‬
‫تدابيــر كمحاولــة لتصحيــح هــذا الوضــع ومــن أهمهــا‪:‬‬
‫‪ -‬التفعيــل األمثــل للقوانــن املنظمــة لالنتخابــات الوطنيــة واحملليــة لتقويــة النزاهــة‬
‫واحلكامــة الرشــيدة والشــفافية‪.‬‬
‫‪-‬الرفع من مستوى مشاركة النساء يف املجالس التمثيلية‪.‬‬
‫‪-‬اإلســراع بإحداث مرصد وطني مســتقل يســاهم يف حتليل تطورات املشــاركة السياســية‬
‫واالنتقال الدميقراطي‪.‬‬
‫‪-‬إغنــاء وإثــراء احلــوار العمومــي اخلــاص باملشــاركة السياســية مــن خــال برامــج تســهل‬
‫وتضمــن ولــوج مختلــف الفاعلــن (أحــزاب سياســية‪ ،‬نقابــات‪ ،‬جمعيــات‪ )...‬للخدمــات‬
‫اإلعالميــة العموميــة لتعزيــز مســاهمتهم يف تأطيــر املواطنــات واملواطنــن وتطويــر‬
‫التعدديــة واحلكامــة السياســية‪.‬‬
‫‪-‬تعزيــز دور وســائل اإلعــام يف مجــال التوعيــة واالتصــال واحلــوار العمومــي بشــأن‬
‫املشــاركة السياســية‪.‬‬
‫ويف األخيــر‪ ،‬جتــدر اإلشــارة إلــى أن املغــرب‪ ،‬ويف إطــار تفاعلــه مــع اآلليــات األمميــة حلقــوق‬
‫اإلنســان‪ ،‬تلقــى توصيتــن علــى إثــر اجلولــة الثالثــة مــن آليــة االســتعراض الــدوري الشــامل‬
‫لســنة ‪ 2017‬وهمــا‪:‬‬
‫▫زيادة تعزيز مشاركة املرأة والشباب يف احلياة السياسية (دولة اإلكوادور)‪.‬‬
‫▫مواصلــة اجلهــود الراميــة إلــى تعزيــز مشــاركة املــرأة يف احليــاة السياســية‬
‫(دولــة األردن)‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫ثالثــا‪ -‬النهــوض بالفضــاء الســمعي البصــري وبحريــة الصحافــة والنشــر‬
‫وحريــة الــرأي والتعبيــر واحلــق يف احلصــول علــى املعلومــات‬
‫‪ ‬حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة‬
‫‪ :1‬تعزيز اإلطار الدستوري والقانوني للنهوض بحرية الصحافة واإلعالم وحرية‬
‫الرأي والتعبير‬

‫ • احلماية الدستورية‬
‫‪‬الفصــل ‪« :128‬حريــة الصحافــة مضمونــة‪ ،‬وال ميكــن تقييدهــا بــأي شــكل مــن أشــكال الرقابــة‬
‫القبلية‪.‬‬
‫للجميــع احلــق يف التعبيــر‪ ،‬ونشــر األخبــار واألفــكار واآلراء‪ ،‬بــكل حريــة‪ ،‬ومــن غيــر قيــد‪ ،‬عــدا‬
‫مــا ينــص عليــه القانــون صراحــة‪.‬‬
‫تشــجع الســلطات العموميــة علــى تنظيــم قطــاع الصحافــة‪ ،‬بكيفيــة مســتقلة‪ ،‬وعلــى أســس‬
‫دميقراطيــة‪ ،‬وعلــى وضــع القواعــد القانونيــة واألخالقيــة املتعلقــة بــه‪.‬‬
‫يحــدد القانــون قواعــد تنظيــم وســائل اإلعــام العموميــة ومراقبتهــا‪ .‬ويضمــن االســتفادة‬
‫مــن هــذه الوســائل‪ ،‬مــع احتــرام التعدديــة اللغويــة والثقافيــة والسياســية للمجتمــع املغربــي‪.‬‬
‫وتســهر الهيئــة العليــا لالتصــال الســمعي البصــري علــى احتــرام هــذه التعدديــة‪ ،‬وفــق أحــكام‬
‫الفصــل ‪ 165‬مــن هــذا الدســتور‪».‬‬
‫‪‬الفصــل ‪« :165‬تتولــى الهيئــة العليــا لالتصــال الســمعي البصــري الســهر علــى احترام التعبير‬
‫التعددي لتيــارات الــرأي والفكــر‪ ،‬واحلــق يف املعلومــة يف امليــدان الســمعي البصــري‪ ،‬وذلــك يف‬
‫إطــار احتــرام القيــم احلضاريــة األساســية وقوانــن اململكــة»‪.‬‬

‫•اإلطار القانوني والتنظيمي‬


‫أ ‪ -‬تنظيم الصحافة والنشر‬
‫▫قانون الصحافة والنشر‬
‫نــص القانــون املتعلــق بالصحافــة والنشــر رقــم ‪ 88.13‬الصــادر بتاريــخ ‪ 15‬غشــت ‪ 2016‬علــى‬
‫عــدة ضمانــات تكــرس حريــة الــرأي والتعبيــر‪ ،‬وذلــك مــن خــال توســيع احلريــات اإلعالميــة‬
‫وتعزيــز مبــادئ املســؤولية املهنيــة‪ ،‬هــذا باإلضافــة إلــى مواكبــة التحــوالت التكنولوجيــة‬
‫واســتيعاب آثارهــا علــى قطــاع الصحافــة مــع صيانــة وتثمــن املكتســبات التــي مت حتقيقهــا‬
‫يف مجــال حريــة الصحافــة‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫وجاء قانون الصحافة والنشر بعدة مستجدات هدفت أساسا إلى‪:‬‬
‫‪-‬تعزيــز ضمانــات احلريــة يف املمارســة الصحفيــة مــن خــال إلغــاء العقوبــات الســالبة‬
‫للحريــة وتعويضهــا بغرامــات معتدلة‪ ،‬خالفــا للقانون رقم ‪ 77.00‬املتعلق بالصحافة‬
‫والنشــر لســنة ‪ 2002‬الذي كان يتضمن ‪ 31‬عقوبة حبســية‪.‬‬
‫‪-‬حمايــة حقــوق وحريــات املجتمــع واألفــراد وذلــك مــن خــال التنصيــص علــى‬
‫مقتضيــات تهــم منــع التحريــض علــى الكراهيــة والتمييــز والعنــف‪ ،‬وحمايــة‬
‫احليــاة اخلاصــة‪ ،‬ومنــع كل إشــهار يســيء لصــورة املــرأة واألطفــال واألشــخاص‬
‫ذوي اإلعاقــة‪.‬‬
‫‪-‬جعــل القضــاء ســلطة حصريــة يف قضايــا الصحافــة وتعزيــز دوره يف حمايــة حريــة‬
‫الصحافــة وذلــك مــن خــال جعــل اإليقــاف واحلجــب واحلجز حصريا بيــد القضاء‪،‬‬
‫واشــتراط نشــر أحــكام إدانــة الصحفيــن بطلــب املشــتكي ومبقــرر قضائــي‪ ،‬وإقــرار‬
‫تعويــض عــن الضــرر يف حالــة وجــود تعســف يف املنــع أو احلجــز ألي مطبــوع دوري‬
‫أو صحيفــة إلكترونيــة‪.‬‬
‫‪-‬تعزيــز حريــة الصحافــة اإللكترونيــة ويتجلــى ذلــك مــن خــال االعتــراف القانونــي‬
‫بالصحافــة االلكترونيــة ومتكينهــا مــن شــروط املمارســة الصحفيــة وفــق مبــدإ‬
‫املســاواة مــع الصحافــة املطبوعــة‪ ،‬ومتكينهــا‪ ،‬مبوجــب هــذا القانــون‪ ،‬مــن رخــص‬
‫التصويــر الذاتــي لإلنتــاج الســمعي البصــري صاحلــة ملــدة ســنة‪ ،‬والتنصيــص علــى‬
‫اإلعفــاء مــن املســؤولية يف حالــة االختــراق أو القرصنــة بشــرط التبليــغ عــن ذلــك‪.‬‬
‫‪-‬تشجيع االستثمار وتطوير مقتضيات الشفافية يف القطاع وذلك من خالل إرساء‬
‫ضمانــات حريــة املبــادرة وتشــجيع االســتثمار يف اإلعــام والصحافــة‪ ،‬وإقــرار مبــدإ‬
‫الشــفافية وتكافــؤ الفــرص واحليــاد فيمــا يخــص االســتفادة مــن الدعــم العمومي‪.‬‬
‫▫املجلس الوطني للصحافة‬
‫أحــدث املجلــس الوطنــي للصحافــة‪ ،‬مبوجــب املــادة األولــى مــن القانــون رقــم ‪ 90.13‬الصــادر‬
‫بتاريــخ ‪ 10‬مــارس ‪ 2016‬باعتبــاره هيئــة تتمتــع بالشــخصية املعنوية واالســتقالل املالي‪ ،‬يشــمل‬
‫نطــاق اختصاصهــا الصحافيــن املهنيــن واملؤسســات الصحافيــة‪ ،‬ويعهــد إليهــا باحلــرص‬
‫علــى صيانــة املبــادئ التــي يقــوم عليهــا شــرف املهنــة وعلــى التقيــد مبيثــاق أخالقيــات املهنــة‬
‫والقوانــن واألنظمــة املتعلقــة مبزاولتهــا‪ ،‬والســهر بشــكل خــاص علــى‪:‬‬
‫▫ضمان حق املواطن يف إعالم متعدد وحر وصادق ومسؤول ومهني‪.‬‬
‫▫ضمــان احلــق لــكل صحــايف يف اإلعــام أو التعليــق أو النشــر مــع احتــرام مبــادئ‬
‫وأخالقيــات املهنــة‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫▫تطوير حرية الصحافة والنشر والعمل على االرتقاء بالقطاع‪.‬‬
‫▫تطوير احلكامة الذاتية لقطاع الصحافة بكيفية مستقلة وعلى أسس دميقراطية‪.‬‬
‫ومن أجل ممارسة املهام املنوطة به يتولى املجلس القيام ب‪:‬‬
‫▫التنظيم الذاتي لقطاع الصحافة والنشر‪.‬‬
‫▫وضع نظامه الداخلي‪.‬‬
‫▫وضع ميثاق ألخالقيات املهنة‪.‬‬
‫▫وضــع األنظمــة الضروريــة التــي تضمــن ممارســة مهنة الصحافة يف احتــرام لقواعدها‬
‫وأخالقيتهــا والســهر علــى ضمــان احتــرام املهنيني لها‪.‬‬
‫▫منح بطاقة الصحافة املهنية‪.‬‬
‫▫ممارسة دور الوساطة يف النزاعات القائمة بني املهنيني أو بني هؤالء واألغيار‪.‬‬
‫▫ممارسة دور التحكيم يف النزاعات القائمة بني املهنيني‪.‬‬
‫▫تتبع احترام حرية الصحافة‪.‬‬
‫▫النظر يف القضايا التأديبية التي تهم املؤسسات الصحفية والصحفيني املهنيني‪.‬‬
‫▫إبــداء الــرأي يف شــأن مشــاريع القوانــن واملراســيم املتعلقــة باملهنــة أو مبمارســتها‪،‬‬
‫وكــذا يف جميــع القضايــا املعروضــة عليــه مــن لــدن اإلدارة‪.‬‬
‫▫اقتراح اإلجراءات التي من شأنها تطوير قطاع الصحافة والنشر وتأهيله وحتديثه‪.‬‬
‫▫تسيير وتدعيم التشاور والتعاون بني مكونات اجلسم الصحايف وقطاع النشر‪.‬‬
‫▫إعداد الدراسات املرتبطة بقطاع الصحافة والنشر‪.‬‬
‫▫املســاهمة يف تنظيــم التكويــن املســتمر لفائــدة الصحفيــن وغيرهــم مــن املســتخدمني‬
‫العاملــن يف قطــاع الصحافــة والنشــر‪.‬‬
‫▫إقامــة عالقــات تعــاون وشــراكة مــع الهيئــات الوطنيــة أو الدوليــة التــي لهــا نفــس‬
‫األهــداف قصــد تبــادل اخلبــرات والتجــارب يف ميــدان الصحافــة والنشــر‪.‬‬
‫▫ إعــداد تقريــر ســنوي عــن مؤشــرات احتــرام حرية املمارســة الصحفية وعــن انتهاكاتها‬
‫وخروقاتهــا وعــن أوضــاع الصحافة والصحفيني باملغرب‪.‬‬
‫▫ إعداد تقارير موضوعاتية تهم قطاع الصحافة‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫ويتألف املجلس من واحد وعشرين (‪ )21‬عضوا موزعني على النحو التالي‪:‬‬
‫▫ســبعة (‪ )7‬أعضــاء ينتخبهــم الصحفيــون املهنيــون مــن بينهــم مــع مراعــاة متثيليــة‬
‫مختلــف أصنــاف الصحافــة واإلعــام‪.‬‬
‫▫سبعة (‪ )7‬أعضاء ينتخبهم ناشرو الصحف من بينهم‪.‬‬
‫▫سبعة (‪ )7‬أعضاء هم‪:‬‬
‫‪ ‬ممثل عن املجلس األعلى للسلطة القضائية‪.‬‬
‫‪ ‬ممثل عن املجلس الوطني حلقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪ ‬ممثل عن املجلس الوطني للغات والثقافة املغربية‪.‬‬
‫‪ ‬ممثل عن جمعية هيئات احملامني باملغرب‪.‬‬
‫‪ ‬ممثل عن احتاد كتاب املغرب‪.‬‬
‫‪ ‬ناشر سابق تعينه هيأة الناشرين األكثر متثيلية‪.‬‬
‫‪ ‬صحفي شريف تعينه نقابة الصحفيني األكثر متثيلية‪.‬‬
‫يراعــى يف تأليــف املجلــس الســعي إلــى حتقيــق مبــدإ املناصفــة‪ .‬كمــا يتــم تعيــن منــدوب‬
‫للحكومــة بصفــة استشــارية لــدى املجلــس‪ .‬وجديــر بالذكــر أنــه تفعيــا ملقتضيــات القانــون‬
‫املتعلــق بإحــداث املجلــس الوطنــي للصحافــة مت اجــراء انتخابــات الختيــار مكونــات هــذا‬
‫املجلــس ســنة ‪ .2018‬كمــا أن هــذا املجلــس صــادق علــى ميثــاق أخالقيــات مهنــة الصحافــة‬
‫يف مــارس ‪.2019‬‬
‫▫النظام األساسي للصحفيني املهنيني‬
‫ينــص القانــون رقــم ‪ 89.13‬املتعلــق بالنظــام األساســي للصحفيــن املهنيــن الصــادر بتاريــخ ‪19‬‬
‫مــاي ‪ ،7 2016‬والــذي يعتبــر إلــى جانــب القانونــن الســالفي الذكــر مبثابــة مدونــة للصحافــة‪،‬‬
‫علــى مجموعــة مــن املقتضيــات التــي توطــد حقــوق الصحفيــن املهنيــن وحرياتهــم واالعتراف‬
‫بهــا‪ ،‬ال ســيما احلمايــة القضائيــة لســرية مصادرهــم وحقهــم يف احلصــول علــى املعلومــات‪،‬‬
‫وتعزيــز اســتقالليتهم‪ ،‬والنهــوض بالشــروط العلميــة لاللتحــاق مبهنتهــم وإتاحــة احلمايــة‬
‫االجتماعيــة لهــم‪.‬‬
‫ب ‪ -‬النهوض بالقطاع السمعي البصري‬
‫▫إعادة تنظيم الهيأة العليا لالتصال السمعي البصري‬
‫تعتبــر الهيــأة العليــا لالتصــال الســمعي البصــري احملدثــة مبوجــب الظهيــر الشــريف رقــم‬
‫‪ 1.02.212‬الصــادر يف ‪ 31‬غشــت ‪ 2002‬والتــي متــت إعــادة تنظيمهــا مبوجــب القانــون رقــم‬
‫‪ 11.15‬الصــادر بتاريــخ ‪ 22‬شــتنبر ‪ ،2016‬مؤسســة دســتورية مســتقلة لتقنــن وضبــط مجــال‬
‫______‬
‫‪ - 7‬تم اعتامد نصني تطبيقيني لهذا القانون‪ ،‬بتاريخ ‪ 28‬فرباير ‪ ،2019‬وهام‪:‬‬
‫‪ -‬املرسوم رقم ‪ 2.19.121‬املتعلق بتحديد كيفيات منح بطاقة الصحافة املهنية وتجديدها‪.‬‬
‫‪ -‬املرسوم رقم ‪ 2.19.122‬املتعلق بتحديد كيفيات منح بطاقة الصحايف املهني املعتمد وتجديدها‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫االتصــال الســمعي البصــري‪ ،‬تتولــى الســهر علــى ضمــان حريــة ممارســة االتصــال الســمعي‬
‫البصــري كمبــدإ أساســي‪ ،‬واحتــرام التعدديــة اللغويــة والثقافيــة والسياســية للمجتمع املغربي‪،‬‬
‫والتعبيــر التعــددي لتيــارات الــرأي والفكــر‪ ،‬واحلــق يف املعلومــة يف امليــدان الســمعي البصــري‪،‬‬
‫وذلــك يف إطــار احتــرام القيــم احلضاريــة األساســية وقوانــن اململكــة وحقــوق اإلنســان كمــا‬
‫هــي محــددة يف الدســتور املغربــي لســنة ‪.2011‬‬
‫وتتألف الهيئة العليا لالتصال السمعي البصري من‪:‬‬
‫‪ -‬املجلــس األعلــى لالتصــال الســمعي البصــري الــذي يســهر علــى مراقبــة تقيــد متعهــدي‬
‫االتصــال الســمعي البصــري بالقطاعــن العــام واخلــاص بأحــكام النصــوص التشــريعية‬
‫والتنظيميــة املتعلقــة مبجــال االتصــال الســمعي البصــري وببنــود دفاتــر حتمالتهــم‪ ،‬هــذا‬
‫إلــى جانــب ممارســته الختصاصــات استشــارية تتعلــق بإبــداء الــرأي يف كل مســألة حتــال‬
‫إليــه مــن لــدن جاللــة امللــك‪ ،‬فيمــا يتعلــق بقطــاع االتصــال الســمعي البصــري‪ ،‬وكــذا إبــداء‬
‫الــرأي للحكومــة والبرملــان‪ ،‬وإبــداء الــرأي وجوبــا لرئيــس احلكومــة يف شــأن مشــاريع القوانــن‬
‫واملراســيم ذات الصلــة باملجــال الســمعي البصــري وإبــداء الــرأي وجوبــا لرئيســي مجلســي‬
‫البرملــان يف شــأن مقترحــات القوانــن قبــل عرضهــا علــى املجلــس املعنــي باألمــر‪.‬‬
‫‪ -‬املديريــة العامــة‪ ،‬التــي متــارس اختصاصــا رقابيــا مبوجبــه تتوفــر علــى مجموعــة مــن‬
‫املراقبــن يوضعــون حتــت ســلطة املديــر العــام ويكلفــون‪ ،‬عنــد احلاجــة‪ ،‬مبراقبــة الوثائــق‬
‫قصــد إثبــات املخالفــات لبنــود دفاتــر التحمــات أو أحــكام القوانــن أو األنظمــة اجلــاري بهــا‬
‫العمــل‪.‬‬
‫‪-‬القانون املتعلق باالتصال السمعي البصري‬
‫تفعيــا ملقتضيــات الفقــرة الرابعــة مــن الفصــل ‪ 28‬مــن الدســتور املغربــي لســنة ‪ 2011‬التــي‬
‫تنــص علــى أنــه «يحــدد القانــون قواعــد تنظيــم وســائل اإلعــام العموميــة ومراقبتهــا؛ ويضمن‬
‫االســتفادة مــن هــذه الوســائل‪ ،‬مــع احتــرام التعدديــة اللغويــة والثقافيــة والسياســية للمجتمــع‬
‫املغربــي»‪ ،‬مت إصــدار ثالثــة قوانــن تغيــر وتتمــم القانــون رقــم ‪ 77.03‬املتعلــق باالتصــال‬
‫الســمعي البصــري الصــادر بتاريــخ ‪ 7‬ينايــر ‪ ،2005‬ويتعلــق األمــر بــكل مــن القانــون رقــم‬
‫‪ 83.13‬الصــادر بتاريــخ ‪ 4‬غشــت ‪ ،2015‬والقانــون رقــم ‪ 66.16‬بتاريــخ ‪ 25‬غشــت ‪،2016‬‬
‫والقانــون رقــم ‪ 96.14‬الصــادر بتاريــخ ‪ 4‬غشــت ‪.2015‬‬
‫وينقســم هــذا القانــون الــذي يضــع املبــادئ العامــة التــي يجــب أن يســير علــى نهجهــا‬
‫قطــاع االتصــال الســمعي البصــري إلــى عــدة أقســام‪ ،‬خصــص األول منهــا للتعاريــف‬
‫واملبــادئ العامــة‪ ،‬حيــث يؤكــد القانــون يف املــادة ‪ 3‬مــن البــاب الثانــي علــى أن االتصــال‬
‫______ حــر وأن هــذه احلريــة متــارس يف إطــار مجموعــة مــن الضوابــط ‪،8‬‬ ‫الســمعي البصــري‬
‫‪« - 8‬االتصــال الســمعي البــري حــر‪ .‬تحافــظ هــذه الحريــة عــى الوحــدة الوطنيــة والرتابيــة‪ ،‬وصيانــة تالحــم وتنــوع مقومــات الهويــة الوطنيــة‪،‬‬
‫املوحــدة بــكل مكوناتهــا‪ ،‬العربيــة ‪-‬اإلســامية‪ ،‬واألمازيغيــة والصحراويــة الحســانية‪ ،‬وروافدهــا اإلفريقيــة واألندلســية والعربيــة واملتوســطية‪ ،‬وتبــوء‬
‫الديــن اإلســامي مكانــة الصــدارة‪ ،‬يف ظــل تشــبث الشــعب املغــريب بقيــم االنفتــاح واالعتــدال والتســامح والحــوار‪ ،‬والتفاهــم املتبــادل بــن الثقافــات‬
‫والحضــارات اإلنســانية جمعــاء‪.‬‬
‫متــارس هــذه الحريــة يف احـرام ثوابــت اململكــة والحريــات والحقــوق األساســية املنصــوص عليهــا يف الدســتور والحفــاظ عــى النظــام العــام واألخــاق‬
‫الحميــدة ومتطلبــات الدفــاع الوطنــي‪.‬‬
‫كــا متــارس هــذه الحريــة يف إطــار احـرام متطلبــات املرفــق العــام واإلكراهــات التقنيــة الراجعــة إىل وســائل االتصــال وكــذا رضورة تنميــة صناعــة‬
‫وطنيــة لإلنتــاج يف املجــال الســمعي البــري»‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫وخصــص القســم الثانــي للنظــام القانونــي لالتصــال الســمعي البصــري اخلــاص‪ ،‬أمــا القســم‬
‫الثالــث فخصــص للقطــاع العمومي لالتصــال الســمعي البصــري‪.‬‬
‫كمــا جتــدر اإلشــارة إلــى أن موضــوع حتريــر االتصــال الســمعي البصــري كان محــور الرســالة‬
‫امللكيــة التــي وجههــا صاحــب اجلاللــة إلــى أســرة الصحافــة واإلعــام مبناســبة اليــوم‬
‫الوطنــي لإلعــام بتاريــخ ‪ 15‬نونبــر ‪ ،2002‬والتــي جــاء فيهــا‪ « :‬وعندمــا نقــول احلريــة فإنــه‬
‫ال ســبيل لنهــوض وتطــور صحافــة جيــدة دون ممارســة حلريــة التعبيــر‪ ،‬كمــا أن التأكيــد علــى‬
‫مالزمــة املســؤولية للحريــة‪ ،‬مــرده إلــى اعتبــار أنــه ال ميكــن لإلعــام أن يكتســب املصداقيــة‬
‫الضروريــة‪ ،‬وأن ينهــض بالــدور املنــوط بــه‪ ،‬ويتبــوأ املكانــة اجلديــرة بــه يف حياتنــا العامــة‪،‬‬
‫مالــم متــارس هــذه احلريــة يف نطــاق املســؤولية»‪ .‬وأضــاف صاحــب اجلاللــة ‪ « :‬بيــد أن‬
‫مشــهدنا اإلعالمــي الوطنــي ال ميكــن أن يرفــع حتديــات األلفيــة اجلديــدة التــي تفرضهــا‬
‫عوملــة البرامــج املعروضــة عبــر وســائل اإلعــام والتعميــم التدريجــي لالســتفادة مــن مؤهــات‬
‫مجتمــع املعرفــة واالتصــال مــا لــم تتــم إعــادة النظــر بصفــة جذريــة يف مناهــج عملــه ومــا لــم‬
‫تتوفــر لــه النصــوص القانونيــة واألدوات واملــوارد الالزمــة»‪.‬‬
‫‪ ‬احلق يف احلصول على املعلومات‬
‫تفعيــا للفصــل رقــم ‪ 27‬مــن الدســتور املغربــي ‪ ،9‬مت إصــدار القانــون رقــم ‪ 31.13‬املتعلــق‬
‫باحلــق يف احلصــول علــى املعلومــات بتاريــخ ‪ 22‬فبرايــر ‪ ،2018‬الــذي يحــدد مجــال تطبيــق‬
‫احلــق يف احلصــول علــى املعلومــات املوجــودة يف حــوزة اإلدارة العمومية‪ ،‬واملؤسســات املنتخبة‬
‫والهيئــات املكلفــة مبهــام املرفــق العــام‪.‬‬
‫ويقصــد يف مدلــول هــذا القانــون باملعلومــات‪ ،‬مــا يلــي‪« :‬املعلومــات واإلحصائيــات املعبــر عنهــا‬
‫يف شــكل أرقــام أو أحــرف أو رســوم أو صــور أو تســجيل ســمعي بصــري أو أي شــكل آخــر‪،‬‬
‫واملضمنــة يف وثائــق ومســتندات وتقاريــر ودراســات وقــرارات ودوريــات ومناشــير ومذكــرات‬
‫وقواعــد البيانــات وغيرهــا مــن الوثائــق ذات الطابــع العــام‪ ،‬التــي تنتجهــا أو تتوصــل بهــا‬
‫املؤسســات أو الهيئــات املعنيــة يف إطــار مهــام املرفــق العــام‪ ،‬كيفمــا كانــت الدعامــة املوجــودة‬
‫فيهــا‪ ،‬ورقيــة أو إلكترونيــة أو غيرهــا»‪.‬‬
‫ويقصــد باملؤسســات والهيئــات املعنيــة مبوجــب الفقــرة الثانيــة مــن املــادة الثانيــة مــن هــذا‬
‫القانــون‪:‬‬
‫▫مجلسا النواب واملستشارين‪.‬‬
‫▫اإلدارات العمومية واجلماعات الترابية‪.‬‬
‫▫احملاكم‪.‬‬
‫▫املؤسسات‬
‫______العمومية وكل شخص اعتباري من أشخاص القانون العام‪.‬‬
‫‪ -9‬ينــص الفصــل رقــم ‪ 27‬مــن الدســتور املغــريب عــى مــا يــي‪« :‬للمواطنــن واملواطنــات حــق الحصــول عــى املعلومــات‪ ،‬املوجــودة يف حــوزة اإلدارة‬
‫العموميــة‪ ،‬واملؤسســات املنتخبــة‪ ،‬والهيئــات املكلفــة مبهــام املرفــق العــام‪.‬‬
‫ال ميكــن تقييــد الحــق يف املعلومــة إال مبقتــى القانــون‪ ،‬بهــدف حاميــة كل مــا يتعلــق بالدفــاع الوطنــي‪ ،‬وحاميــة أمــن الدولــة الداخــي والخارجــي‪،‬‬
‫والحيــاة الخاصــة لألفـراد‪ ،‬وكــذا الوقايــة مــن املــس بالحريــات والحقــوق األساســية املنصــوص عليهــا يف هــذا الدســتور‪ ،‬وحاميــة مصــادر املعلومــات‬
‫واملجــاالت التــي يحددهــا القانــون بدقــة»‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫▫كل مؤسسة أو هيئة أخرى عامة أو خاصة مكلفة مبهام املرفق العام‪.‬‬
‫▫املؤسسات والهيئات املنصوص عليها يف الباب ‪ 12‬من الدستور‪.‬‬
‫وبهــدف حمايــة املصالــح العليــا للوطــن‪ ،‬وطبقــا ألحــكام الفقــرة الثانيــة مــن الفصــل ‪ 27‬التــي‬
‫نصــت علــى شــروط تقييــد ممارســة هــذا احلــق‪ ،‬تســتثنى مــن احلــق يف احلصــول علــى‬
‫املعلومــات‪ ،‬مبوجــب املــادة الســابعة مــن القانــون‪ ،‬كل املعلومــات املتعلقــة بالدفــاع الوطنــي‬
‫وبأمــن الدولــة الداخلــي واخلارجــي‪ ،‬وتلــك املتعلقــة باحليــاة اخلاصــة لألفــراد أو تلــك‬
‫التــي تكتســي طابــع معطيــات شــخصية‪ ،‬واملعلومــات التــي مــن شــأن الكشــف عنهــا املــس‬
‫باحلريــات واحلقــوق األساســية املنصــوص عليهــا يف الدســتور‪ ،‬وحمايــة مصــادر املعلومات ‪.10‬‬
‫وألــزم القانــون املؤسســات والهيئــات املعنيــة ضــرورة اتخــاذ تدابيــر النشــر االســتباقي‪ ،‬التــي‬
‫مــن خاللهــا تقــوم هــذه املؤسســات‪ ،‬ويف حــدود اختصاصاتهــا بنشــر احلــد األقصــى مــن‬
‫املعلومــات التــي يف حوزتهــا والتــي ال تنــدرج ضمــن االســتثناءات الــواردة يف هــذا القانــون‪،‬‬
‫بواســطة جميــع وســائل النشــر املتاحــة خاصــة اإللكترونيــة منهــا مبــا فيهــا البوابــات الوطنيــة‬
‫للبيانــات العموميــة‪.‬‬
‫وجديــر باإلشــارة أن القانــون الســالف الذكــر قــد خــول األجانــب املقيمــن بصفــة قانونيــة‬
‫يف اململكــة املغربيــة‪ ،‬مبوجــب املــادة الرابعــة منــه‪ ،‬احلــق يف احلصــول علــى املعلومــات طبقــا‬
‫للشــروط واإلجــراءات املنصــوص عليهــا يف هــذا القانــون‪.‬‬
‫ووفقــا ألحــكام البــاب اخلامــس مــن هــذا القانــون مت تنصيــب أعضــاء جلنــة احلــق يف‬
‫احلصــول علــى املعلومــات لــدى رئيــس احلكومــة‪ ،‬يف مــارس ‪ ،2019‬برئاســة رئيــس اللجنــة‬
‫الوطنيــة ملراقبــة حمايــة املعطيــات ذات الطابــع الشــخصي‪ .‬وعهــد لهــذه اللجنــة مبهــام مــن‬
‫ضمــن أهمهــا‪:‬‬
‫‪-‬تقــدمي االستشــارة واخلبــرة للمؤسســات أو الهيئــات املعنيــة حــول آليات‬
‫تطبيــق أحــكام هــذا القانــون‪ ،‬وكــذا النشــر االســتباقي للمعلومــات التــي‬
‫يف حوزتها‪.‬‬
‫‪-‬تلقــي الشــكايات املقدمــة مــن طالبــي احلصــول على املعلومــات وإصدار‬
‫التوصيات بشــأنها‪.‬‬
‫‪-‬تقــدمي كل اقتــراح للحكومــة مــن أجــل مالءمــة النصــوص التشــريعية‬
‫والتنظيميــة اجلــاري بهــا العمــل مــع مبــدإ احلــق يف احلصــول علــى‬
‫املعلومــة‪.‬‬
‫______‬
‫ ‪ - 10‬أدرجــت املــادة الســابعة مقتضيــات أخــرى يف خانــة االســتثناءات مــن الحــق يف الحصــول عــى املعلومــات مــن قبيــل املعلومــات التــي يــؤدي‬
‫الكشــف عنهــا إىل إلحــاق رضر‪ ،‬واملعلومــات املشــمولة بطابــع الرسيــة كمــداوالت املجلــس الــوزاري واملجلــس الحكومــي‪...‬‬

‫‪49‬‬
‫‪-‬إبــداء الــرأي يف مشــاريع النصــوص التشــريعية والتنظيميــة التــي‬
‫تعرضهــا عليهــا احلكومــة‪.‬‬
‫‪ ‬مداخل جتاوز اإلشكاالت التي تعتري العمل الصحفي‬
‫مــن املؤكــد أنــه « ال غنــى ألي مجتمــع عــن الصحافــة و غيرهــا مــن وســائط اإلعــام احلــرة‬
‫وغيــر اخلاضعــة للرقابــة والتــي تعمــل بــدون عراقيــل‪ ،‬وذلــك لضمــان حريــة الــرأي وحريــة‬
‫التعبيــر والتمتــع باحلقــوق األخــرى املنصــوص عليهــا يف العهــد الدولــي اخلــاص باحلقــوق‬
‫املدنيــة والسياســية‪ .‬وتشــكل الصحافــة ووســائط اإلعــام األخــرى حجــر الزاويــة ملجتمــع‬
‫تســوده الدميقراطيــة» كمــا جــاء يف التعليــق العــام رقم ‪ 34‬املتعلــق بحرية الرأي والتعبير للجنة‬
‫املعنيــة بحقــوق اإلنســان‪ .‬لكــن ذلــك ال يعنــي جتــاوز العمــل الصحفــي للضوابــط األخالقيــة‬
‫التــي تعتبــر هــي األخــرى ضروريــة ألي مجتمــع دميقراطــي كانتهــاك قرينــة البــراءة والتأثيــر‬
‫يف احملاكمــة العادلــة‪ ،‬هــذا باإلضافــة إلــى املســاس باحليــاة اخلاصــة لألفــراد والتشــهير بهــم‪.‬‬
‫إن خلــق التــوازن بــن احلريــة واملســؤولية يف العمــل الصحفــي واإلعالمــي يحتــاج إلــى اتخــاد‬
‫مجموعــة مــن التدابيــر مــن أجــل ضمــان وحمايــة حريــة الــرأي والتعبيــر‪ ،‬ويف هــذا اإلطــار‬
‫تشــكل تدابيــر خطــة العمــل الوطنيــة يف مجــال الدميقراطيــة وحقــوق االنســان مدخــا مهمــا‬
‫لإلصــاح علــى اعتبــار أنهــا حتــث علــى ضــرورة اإلســراع بوضــع ميثــاق أخالقيــات مهنــة‬
‫الصحافــة واإلعــام مبــا يف ذلــك الصحافــة اإللكترونيــة‪ ،‬و تعزيــز األخالقيــات املهنيــة يف‬
‫املمارســة اإلعالميــة‪ ،‬وتعزيــز برامــج التوعيــة والتحســيس بشــأن مكتســبات وحتديــات‬
‫ممارســة حريــات التعبيــر واإلعــام والصحافــة واحلــق يف املعلومــة‪ ،‬وهــو مــا سيســاهم بشــكل‬
‫حثيــث يف جتــاوز االرتبــاك الــذي تعرفــه املمارســة الصحفيــة‪ ،‬وإجابــة كذلــك عــن التوصيــات‬
‫الصــادرة عــن اآلليــات األمميــة حلقــوق اإلنســان‪.‬‬
‫وبالنظــر إلــى أن تطــور تكنولوجيــات اإلعــام واالتصــال‪ ،‬وخاصــة ما يتعلق بوســائط التواصل‬
‫االجتماعــي‪ ،‬قــد أدى إلــى انكشــاف احليــاة اخلاصــة لألفــراد وشــكل مساســا بحرمتهــا‪ ،‬فــإن‬
‫احلالــة تســتوجب مواكبــة هــذه التطــورات الرقميــة بتأطيــر وضبــط قانونــي وفقهــي وقضائي‪،‬‬
‫ال ســيما علــى مســتوى اإلجابــة عــن ســؤال‪ :‬متــى يكــون توظيــف وســائط التواصــل االجتماعــي‬
‫جــزءا مــن الفضــاء العــام ومتــى يكــون جــزءا مــن الفضــاء اخلــاص ملســتعمليها؟‬
‫رابعا‪ -‬تعزيز ضمانات حقوق اإلنسان يف مجال إصالح املنظومة اجلنائية‬
‫فــرض التراكــم الــذي حققتــه بالدنــا علــى مســتوى اإلصالحــات احلقوقيــة واملؤسســاتية‪،‬‬
‫والــذي تــوج باعتمــاد دســتور ســنة ‪ 2011‬الــذي نــص يف ديباجتــه علــى « جعــل االتفاقيــات‬
‫الدوليــة‪ ،‬كمــا صــادق عليهــا املغــرب‪ ،‬ويف نطــاق أحــكام الدســتور‪ ،‬وقوانــن اململكــة‪ ،‬وهويتهــا‬
‫الوطنية الراســخة‪ ،‬تســمو‪ ،‬فور نشــرها‪ ،‬على التشــريعات الوطنية‪ ،‬والعمل على مالءمة هذه‬
‫التشــريعات الوطنيــة‪ ،‬مــع مــا تتطلبــه تلــك املصادقــة»‪ ،‬تســريع اســتكمال مالئمــة النصــوص‬
‫التشــريعية مــع االتفاقيــات الدوليــة حلقــوق اإلنســان التــي يعــد املغــرب طرفــا فيهــا وكــذا مــع‬

‫‪50‬‬
‫التوصيــات الصــادرة عــن اآلليــات األمميــة حلقــوق اإلنســان‪.‬‬
‫وحظــي موضــوع حتديــث املنظومــة اجلنائيــة الوطنيــة باهتمــام ملكــي كبيــر يف مناســبات‬
‫عــدة‪ ،‬لعــل أبرزهــا اخلطــاب امللكــي الســامي ليــوم ‪ 20‬غشــت ‪ 2009‬مبناســبة الذكــرى‬
‫السادســة واخلمســن لثــورة امللــك والشــعب الــذي جــاء فيــه أنــه‪« :‬مهمــا كانــت وجاهــة‬
‫األهــداف االســتراتيجية‪ ،‬التــي ميتــد إجنازهــا علــى املــدى البعيــد‪ ،‬فــا ينبغــي أن حتجــب‬
‫عنــا حاجــة املواطنــن امللحــة يف أن يلمســوا عــن قــرب‪ ،‬ويف األمــد املنظــور‪ ،‬األثــر اإليجابــي‬
‫املباشــر لإلصــاح‪ .‬لــذا‪ ،‬نوجــه احلكومــة‪ ،‬وخاصــة وزارة العــدل‪ ،‬للشــروع يف تفعيلــه‪ ،‬يف ســتة‬
‫مجــاالت‪ ،‬ذات أســبقية‪:‬‬
‫أوال‪.....:‬‬
‫ثانيــا‪ :‬حتديــث املنظومــة القانونيــة‪ :‬والســيما مــا يتعلــق منهــا مبجــال األعمــال واالســتثمار‪،‬‬
‫وضمــان شــروط احملاكمــة العادلــة‪.‬‬
‫وهــو مــا يتطلــب نهــج سياســة جنائيــة جديــدة‪ ،‬تقــوم على مراجعــة ومالءمة القانون واملســطرة‬
‫اجلنائيــة‪ ،‬ومواكبتهمــا للتطــورات‪ ،‬بإحــداث مرصــد وطنــي لإلجــرام‪ ،‬وذلــك يف تناســق مــع‬
‫مواصلــة تأهيــل املؤسســات اإلصالحيــة والســجنية‪.‬‬
‫ومبــوازاة ذلــك‪ ،‬يتعــن تطويــر الطــرق القضائيــة البديلــة‪ ،‬كالوســاطة والتحكيــم والصلــح‪،‬‬
‫واألخــذ بالعقوبــات البديلــة‪ ،‬وإعــادة النظــر يف قضــاء القــرب»‪.‬‬
‫كمــا أن احلــوار الوطنــي حــول إصــاح منظومــة العدالــة‪ ،‬الــذي جــرى طيلــة ســنة كاملــة‪،‬‬
‫منــذ تنصيــب هيئــة احلــوار مــن طــرف جاللــة امللــك يف مــاي ‪ ،2012‬خلــص إلــى اعتمــاد‬
‫عــدة توصيــات همــت إصــاح املنظومــة اجلنائيــة التــي يتطلــب إدماجهــا اتخــاذ مقتضيــات‬
‫تشــريعية جديــدة أو تعديــل بعــض املقتضيــات الســابقة‪.‬‬
‫ويف هــذا الســياق‪ ،‬واســتجابة كذلــك للمطالــب والتوصيــات الوجيهــة للحركــة احلقوقيــة‬
‫الوطنيــة والدوليــة التــي أصــدرت العديــد مــن التقاريــر التــي حثــت علــى حتديــث وتطويــر‬
‫املنظومــة اجلنائيــة الوطنيــة‪ ،‬تضمــن كل مــن مشــروع القانــون اجلنائــي ‪ 10.16‬املتعلــق بتغييــر‬
‫وتتميــم مجموعــة القانــون اجلنائــي الــذي مت إيداعــه مبجلــس النواب بتاريــخ ‪ 24‬يونيو ‪،2016‬‬
‫ومســودة مشــروع قانــون املســطرة اجلنائيــة ومشــروع قانــون الطــب الشــرعي‪ ‎‬مجموعــة مــن‬
‫املقتضيــات التــي تأخــذ بعــن االعتبــار االلتزامــات الدوليــة يف مجــال حقــوق اإلنســان‪ ،‬وكــذا‬
‫مقتضيــات دســتور اململكــة‪ ،‬إضافــة إلــى توصيــات احلــوار الوطنــي إلصــاح منظومــة العدالة‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ - 1‬مشروع القانون اجلنائي‬
‫أ‪ -‬يف مجال التجرمي‪:‬‬
‫مت جتــرمي أفعــال حتظرهــا اتفاقيــات دوليــة‪ ،‬منهــا اتفاقيــات دوليــة يعــد املغــرب طرفــا فيهــا‪،‬‬
‫واتفاقيــات لــم يلتــزم املغــرب بهــا بعــد‪ ،‬ونخــص بالذكــر‪:‬‬
‫‪ ‬جتــرمي جرائــم اإلبــادة واجلرائــم ضــد اإلنســانية وجرائــم احلــرب‪ :‬مت جتــرمي‬
‫هــذه األفعــال يف الفصــول مــن ‪ 1-448‬إلــى ‪ 10-448‬مــن البــاب الســابع مكــرر لتتــم‬
‫املطابقــة مــع املــواد ‪ 6‬و‪ 7‬و‪ 8‬مــن نظــام رومــا للمحكمــة اجلنائيــة الدوليــة واتفاقيــات‬
‫جنيــف لعــام ‪.1949‬‬
‫‪‬االختفــاء القســري‪ :‬مت تعريــف هــذه اجلرميــة طبقــا لالتفاقيــة الدوليــة حلمايــة‬
‫جميــع األشــخاص مــن االختفــاء القســري‪ ،‬كمــا مت حتديــد عقوبــات تتناســب مــع‬
‫خطــورة الفعــل املجــرم وفقــا ملبــدإ التــدرج يف تشــديد العقوبــة‪( ،‬الفصــول مــن ‪9-231‬‬
‫إلــى ‪ 15-231‬مــن مشــروع القانــون الســالف الذكــر)‪.‬‬
‫‪‬تهريــب املهاجريــن‪ :‬مت تعريــف هــذه اجلرميــة طبقــا لبروتوكــول مكافحــة تهريــب‬
‫املهاجريــن عــن طريــق البــر والبحــر واجلــو املكمــل التفاقيــة األمم املتحــدة ملكافحــة‬
‫اجلرميــة املنظمــة عبــر الوطنيــة‪ ،‬كمــا مت حتديــد عقوبــات تتناســب مــع خطــورة الفعــل‬
‫املجــرم وفقــا ملبــدإ التــدرج يف تشــديد العقوبــة وكــذا التنصيــص علــى االســتفادة‬
‫مــن األعــذار املخفضــة للعقوبــة (الفصــول مــن ‪ 16-231‬إلــى ‪ 25-231‬مــن املشــروع‬
‫املذكــور)‪.‬‬
‫‪‬مكافحة الفساد واستغالل النفوذ واإلثراء غير املشروع‪:‬‬
‫متت املالءمة مع اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الفساد‪ ،‬وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪-‬جتــرمي اإلضــرار بالتنافــس احلــر وحريــة الولــوج إلــى الصفقــات العموميــة‬
‫(الفصــل ‪.)1-245‬‬
‫‪-‬جترمي الرشوة يف القطاع اخلاص (الفصل ‪.)249‬‬
‫‪-‬جترمي اإلثراء غير املشروع (الفصل ‪.)8-256‬‬
‫مراجعــة تعاريــف بعــض اجلرائــم وإعــادة تنظيمهــا اســتجابة ملتغيــرات اجلرميــة‬
‫وأســاليبها‪:‬‬
‫‪‬اجلرميــة عبــر الوطنيــة‪ :‬متــت إعــادة تعريــف العصابــة اإلجراميــة واملنظمــة‬
‫اإلجراميــة يف الفصلــن ‪ 293‬و‪ 294‬مــن مشــروع القانــون املذكــور لتتــم املطابقــة مــع‬

‫‪52‬‬
‫املادتــن ‪ 2‬و‪ 3‬مــن اتفاقيــة األمم املتحــدة ملكافحــة اجلرميــة املنظمــة عبــر الوطنيــة‪.‬‬
‫‪‬جرميــة التعذيــب‪ :‬متــت مراجعــة تعريــف جرميــة التعذيــب (الفصــل ‪ )1-231‬مــن‬
‫خــال املالءمــة مــع املــادة ‪ 1‬مــن اتفاقيــة مناهضــة التعذيــب وغيــره مــن ضــروب‬
‫املعامــات أو العقوبــات القاســية أو الالإنســانية أو املهينــة‪.‬‬
‫‪‬جرميــة التمييــز‪ :‬متــت مراجعــة تعريــف جرميــة التمييــز (الفصــل ‪ )1-431‬مــن‬
‫خــال املالءمــة مــع املــادة األولــى مــن االتفاقيــة الدوليــة للقضــاء علــى جميــع أشــكال‬
‫التمييــز العنصــري‪.‬‬
‫ب ‪ -‬يف مجال العقوبة‪:‬‬
‫مت إقــرار عقوبــات بديلــة للعقوبــات الســالبة للحريــة يف اجلنــح التــي ال تتجــاوز مــدة‬
‫العقوبــة احملكــوم بهــا ســنتني‪ ،‬وتتمثل هــذه العقوبــات يف العمــل ألجــل املنفعــة العامــة أو‬
‫الغرامــة اليوميــة (يتــم حتديــد مبلــغ الغرامــة اليوميــة بــن ‪ 100‬و‪ 2000‬درهــم عــن كل يــوم)‬
‫أو تقييــد بعــض احلقــوق أو فــرض تدابيــر رقابيــة أو عالجيــة أو تأهيليــة‪( .‬الفصــول ‪1-35‬‬
‫إلــى ‪.)14-35‬‬
‫نــص الفصــل ‪ 3-35‬علــى أنــه ال يحكــم بالعقوبــات البديلــة يف اجلنــح املتعلقــة باالختــاس‬
‫والغــدر والرشــوة واســتغالل النفــوذ واإلثــراء غيــر املشــروع‪ ،‬ويف االجتــار غيــر املشــروع يف‬
‫املخــدرات واملؤثــرات العقليــة‪ ،‬واالجتــار يف األعضــاء البشــرية‪ ،‬وتهريــب املهاجريــن‪ ،‬ويف‬
‫االســتغالل اجلنســي للقاصريــن‪.‬‬
‫وميكــن للمحكمــة أن حتكــم بعقوبــة العمــل ألجــل املنفعــة العامــة‪ ،‬مبوجــب الفصــل ‪،5-35‬‬
‫بديــا للعقوبــة الســالبة للحريــة إذا كان احملكــوم عليــه بالغــا مــن العمــر ‪ 15‬ســنة علــى األقــل‬
‫وقــت ارتــكاب اجلنحــة‪.‬‬
‫وفيمــا يخــص عقوبــة الغرامــة اليوميــة والتــي هــي عبــارة عــن مبلــغ مالــي حتــدده احملكمــة عــن‬
‫كل يــوم مــن املــدة احلبســية احملكــوم بهــا‪ ،‬فقــد خولــت مقتضيــات الفصــل ‪ 9-35‬للمحكمــة أن‬
‫حتكــم بهــذه العقوبــة بديــا للعقوبــة الســالبة للحريــة‪ ،‬مــع اســتثناء األحــداث منهــا‪.‬‬
‫كمــا خــول مشــروع القانــون اجلنائــي للمحكمــة إمكانيــة احلكــم بالعقوبــة املقيــدة لبعــض‬
‫احلقــوق أو فــرض تدابيــر رقابيــة أو عالجيــة أو تأهيليــة‪ ،‬بديــا للعقوبــات الســالبة للحريــة‪،‬‬
‫والتــي حددهــا املشــرع يف‪:‬‬
‫‪-‬مزاولة احملكوم عليه نشاطا مهنيا محددا أو تتبعه دراسة أو تأهيال مهنيا محددا‪.‬‬
‫‪-‬إقامــة احملكــوم عليــه مبــكان محــدد والتزامــه بعــدم مغادرتــه‪ ،‬أو بعــدم مغادرتــه يف‬
‫أوقــات معينــة‪ ،‬أو منعــه مــن ارتيــاد أماكــن معينــة‪ ،‬أو مــن عــدم ارتيادهــا يف أوقــات‬
‫معينــة‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫‪-‬فــرض رقابــة يلــزم مبوجبهــا احملكــوم عليــه‪ ،‬مــن قبــل قاضــي تطبيــق العقوبــات أو‬
‫قاضــي األحــداث حســب احلالــة‪ ،‬بالتقــدم يف مواعيــد محــددة‪ ،‬إمــا إلــى املؤسســة‬
‫الســجنية وإمــا إلــى مقــر الشــرطة أو الــدرك امللكــي أو مكتــب املوظــف املكلــف‬
‫باملســاعدة االجتماعيــة باحملكمــة‪.‬‬
‫‪-‬خضوع احملكوم عليه لعالج نفسي أو عالج ضد اإلدمان‪.‬‬
‫‪-‬تعويض أو إصالح احملكوم عليه لألضرار الناجتة عن اجلرمية‪.‬‬
‫‪ - 2‬مسودة مشروع قانون املسطرة اجلنائية‬
‫أقــرت مســودة مشــروع قانــون املســطرة اجلنائيــة مجموعــة مــن التدابيــر التــي مــن‬
‫شــأنها حتقيــق احملاكمــة العادلــة والوقايــة مــن التعذيــب وإضفــاء املزيــد مــن املصداقيــة علــى‬
‫إجــراءات البحــث وإضفــاء الثقــة علــى عمــل مكونــات العدالــة اجلنائيــة‪ ،‬ويف هــذا اإلطــار‬
‫جــاءت املســودة بعــدة مســتجدات يف هــذا البــاب نذكــر منهــا علــى ســبيل املثــال‪:‬‬
‫‪‬وضع آليات للوقاية من التعذيب‬
‫‪1.1‬التســجيل الســمعي البصــري الســتجواب األشــخاص املوضوعــن حتــت احلراســة‬
‫النظريــة املشــتبه يف ارتكابهــم جنايــات أو جنــح‪ ،‬مــع إرفــاق احملضــر بنســخة مــن‬
‫التســجيل توضــع يف غــاف مختــوم‪ ،‬ويخضــع مضمــون التســجيالت كغيــره مــن وســائل‬
‫اإلثبــات القتنــاع القاضــي الصميــم‪.‬‬
‫‪2.2‬إحــداث ســجل إلكترونــي وطنــي وآخــر جهــوي للحراســة النظريــة يســمح مبركــزة‬
‫املعطيــات املتعلقــة باألشــخاص املوضوعــن رهــن احلراســة‪ ،‬ويوضــع رهــن إشــارة‬
‫النيابــة العامــة واجلهــات التــي يعينهــا القانــون‪.‬‬
‫‪3.3‬إلــزام ضابــط الشــرطة القضائيــة بإخضــاع الشــخص املوضوع حتت احلراســة النظرية‬
‫لفحــص طبــي بعــد إشــعار النيابــة العامــة‪ ،‬إذا الحــظ عليــه مرضــا أو عالمــات أو آثــارا‬
‫تســتدعي ذلك‪.‬‬
‫‪4.4‬إلــزام النيابــة العامــة بإخضــاع املشــتبه فيــه لفحــص طبــي يف حالــة مــا إذا طلــب منهــا‬
‫ذلــك أو عاينــت بنفســها آثــارا تبــرر إجــراء فحــص طبــي‪ ،‬حتــت طائلــة اعتبــار اعتــراف‬
‫ا يف حالــة رفــض إجــراء الفحــص‬ ‫املتهــم املــدون يف محضــر الشــرطة القضائيــة باطـ ً‬
‫الطبــي إذا كان قــد طلبــه املتهــم أو دفاعــه‪.‬‬
‫‪5.5‬التنصيــص علــى بطــان كل إجــراء يتعلــق بشــخص موضــوع حتــت احلراســة النظريــة‪،‬‬
‫إذا مت بعــد انتهــاء املــدة القانونيــة للحراســة النظريــة أو بعــد التمديــد املــأذون بــه‬
‫قانونــا‪.‬‬
‫‪6.6‬إلــزام وكيــل امللــك أو أحــد نوابــه بزيــارة األماكــن املعــدة للحراســة النظريــة إذا بلــغ‬
‫باعتقــال تعســفي أو عمــل حتكمــي‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫‪‬تعزيز حضور احملامي‬
‫مــن أجــل تعزيــز حضــور احملامــن يف مرحلــة البحــث كضمانــة أساســية ملنــع وقــوع أي‬
‫تعذيــب ميكــن أن يطــال الشــخص املشــتبه فيــه أقــر مشــروع قانــون املســطرة اجلنائيــة يف‬
‫هــذا البــاب مجموعــة مــن املقتضيــات ميكــن إجمالهــا مبــا يلــي‪:‬‬
‫‪-‬تعزيــز حــق اتصــال الشــخص املوضــوع رهــن احلراســة النظريــة مبحاميــه بضمانــات‬
‫إضافيــة‪ ،‬مــن خــال منــح حــق االتصــال باحملامــي ابتــداء مــن الســاعة األولــى إليقــاف‬
‫املشــتبه فيــه‪ ،‬ودون اشــتراط احلصــول علــى ترخيــص مــن النيابــة العامــة وتقليــص‬
‫آجــال تأخيــر االتصــال حينمــا يكــون ممكنــا إلــى أدنــى مســتوياتها‪.‬‬
‫‪-‬حضــور احملامــي خــال االســتماع للمشــتبه فيهــم األحــداث احملتفــظ بهم طبقـاً للفقرة‬
‫األولــى مــن املــادة ‪ 460‬مــن قانــون املســطرة اجلنائيــة‪ ،‬أو األشــخاص املوضوعــن رهــن‬
‫احلراســة النظريــة إذا كانــوا مصابــن بإحــدى العاهــات املشــار إليهــا يف املــادة ‪316‬‬
‫مــن قانــون املســطرة اجلنائيــة‪.‬‬
‫‪-‬حضــور احملامــي لعمليــة االســتماع إلــى املشــتبه فيــه بارتــكاب جنايــة أو جنحــة إذا لــم‬
‫يكــن موضوعــا حتــت احلراســة النظريــة‪.‬‬
‫وقــد تعــززت هــذه املقتضيــات مبــا نصــت عليــه خطــة العمــل الوطنيــة يف مجــال‬
‫الدميقراطيــة وحقــوق اإلنســان يف التدبيــر رقــم ‪ 45‬الــذي حــث علــى «مراجعــة املقتضيــات‬
‫القانونيــة مبــا يســمح مبرافقــة الدفــاع للشــخص املعتقــل مبجــرد وضعــه حتــت احلراســة‬
‫النظريــة لــدى الضابطــة القضائيــة‪ ،‬ومواصلــة مالءمــة اإلطــار التشــريعي املنظــم للبحــث‬
‫التمهيــدي واحلراســة النظريــة والتفتيــش وكافــة اإلجــراءات الضبطيــة مــع املعاييــر الدوليــة‬
‫ذات الصلــة»‪.‬‬
‫ويف ســياق آخــر‪ ،‬ومــن أجــل تعزيــز حقــوق األشــخاص املوضوعــن حتــت احلراســة النظريــة‪،‬‬
‫فقــد مت اعتمــاد القانون رقــم ‪ 89.18‬القاضي بتغييــر وتتميم املادتــن‪ 66 ‬و‪ 46‬مــن القانــون‬
‫رقــم ‪ 22.01‬املتعلــق باملســطرة اجلنائية‪ ،‬والــذي يهــدف إلــى وضــع إطــار قانونــي لتغذيــة‬
‫األشــخاص املوضوعــن حتــت احلراســة النظريــة واألحــداث احملتفــظ بهــم‪ .‬وهــم هــذا‬
‫القانــون اجلوانــب التاليــة‪:‬‬
‫‪ -‬تعزيــز حقــوق وضمانــات وإجــراءات مــا قبــل احملاكمــة‪ ،‬مبــا يحفــظ لألشــخاص‬
‫املوضوعــن حتــت احلراســة النظريــة واألحــداث احملتفــظ بهــم كرامتهــم اإلنســانية‪.‬‬
‫‪-‬حتمل الدولة مصاريف تغذية هذه الفئة من ميزانيتها العامة‪.‬‬
‫‪-‬حتديــد قواعــد نظــام التغذيــة وكيفيــات تقــدمي الوجبــات الغذائيــة لألشــخاص‬
‫املوضوعــن حتــت احلراســة النظريــة وكــذا األحــداث احملتفــظ بهــم بنــص تنظيمــي‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫خامسا‪ -‬حماية احلق يف التجمع وتأسيس اجلمعيات‬
‫‪ - 1‬التجمعات العمومية‬
‫ميــز املشــرع يف الظهيــر الشــريف رقــم ‪ 1.58.377‬بشــأن التجمعــات العموميــة بــن ثالثــة‬
‫مســتويات لتنظيــم هــذه احلريــة‪ .‬ففــي املســتوى األول ضمــن القانــون حريــة االجتمــاع بنــاء‬
‫علــى مجــرد تصريــح‪ ،‬وال يفــرض أي قيــود علــى االجتماعــات العمومية‪ ،‬بشــرط عدم اإلخالل‬
‫باألمــن العــام‪ .‬هــذا يف الوقــت الــذي مت إعفــاء‪ ،‬مبوجــب الفقــرة الرابعــة مــن الفصــل الثالــث‬
‫مــن الظهيــر‪ ،‬اجلمعيــات والهيئــات املؤسســة بصفــة قانونيــة التــي تهــدف بصفــة خاصــة إلــى‬
‫حتقيــق غايــة ثقافيــة أو فنيــة أو رياضيــة‪ ،‬وكــذا االجتماعــات التــي تعقدهــا اجلمعيــات أو‬
‫املؤسســات اإلســعافية أو اخليريــة‪ ،‬مــن تقــدمي تصاريــح لالجتماعــات التــي تعقدهــا‪ ،‬مــع‬
‫العلــم أنــه يتــم يف الغالــب التوســع يف اإلعفــاء‪ ،‬ويف أحيــان قليلــة يتــم التضييــق فيــه‪ ،‬وبالتالــي‬
‫عــدم اعتمــاد اإلعفــاء إال يف احلــاالت املذكــورة علــى ســبيل احلصــر‪ ،‬وهــو مــا ينبغــي تدقيقــه‬
‫تشــريعيا‪.‬‬
‫أمــا املســتوى الثانــي فيهــم املظاهــرات بالطــرق العموميــة التــي نظمهــا الفصــل ‪ 11‬مــن القانون‬
‫الــذي حصــر تنظيــم املظاهــرات بالطــرق العموميــة علــى األحــزاب السياســية واملنظمــات‬
‫النقابيــة والهيئــات املهنيــة واجلمعيــات املصــرح بهــا بصفــة قانونيــة والتــي قدمــت لهــذا‬
‫الغــرض تصريحــا لــدى الســلطات العموميــة‪.‬‬
‫ويتضمــن التصريــح األســماء الشــخصية والعائليــة للمنظمــن وجنســيتهم ومحــل ســكناهم‪،‬‬
‫وكــذا أرقــام بطائقهــم الوطنيــة ويوقــع عليــه ثالثــة أفــراد منهــم يكــون محــل ســكناهم يف‬
‫العمالــة واإلقليــم الــذي جتــري فيــه املظاهــرة‪ ،‬وتبــن يف التصريــح الغايــة مــن هــذه املظاهــرة‬
‫واملــكان والتاريــخ والســاعة املقــررة لتجمــع الهيئــات املدعــوة للمشــاركة فيهــا وكــذا املســالك‬
‫التــي تقــرر املــرور منهــا‪ ،‬ويف حالــة مــا إذا ارتــأت الســلطة اإلداريــة احملليــة أن مــن شــأن‬
‫املظاهــرة املزمــع القيــام بهــا تهديــد األمــن العــام فإنهــا متنعهــا بقــرار مكتــوب يبلــغ إلــى‬
‫املوقعــن علــى التصريــح مبحــل ســكناهم‪.‬‬
‫واملســتوى الثالــث مــن التجمعــات العموميــة هــو تنظيــم التجمهــر الــذي لــم يفــرض عليــه أي‬
‫قيــد ماعــدا أن ال يكــون جتمهــرا مســلحا أو مخــا باألمــن العمومــي ‪.11‬‬
‫ومكــن املشــرع ممثــل الســلطة اإلداريــة احملليــة أن يتخــذ يف كل وقــت محافظــة علــى النظــام‬
‫العــام قــرارات مكتوبــة مبنــع عــرض وحمــل الشــارات والرايــات أو كل عالمــة أخــرى تدعــو‬
‫للتجمهــر ســواء كان ذلــك يف الطــرق العموميــة أو يف البنايــات والســاحات واألماكــن املباحــة‬
‫للعمــوم‪.‬‬
‫وبفضــل هــذه احلمايــة القانونيــة عرفــت التجمعــات العموميــة ديناميــة نوعيــة خالل الســنوات‬
‫األخيــرة‪ ،‬إذ مت‪ ،‬علــى ســبيل املثــال‪ ،‬خــال ســنة ‪ 2017‬تنظيــم مــا مجموعــه ‪ 17.511‬شــكل‬
‫______‬
‫‪ - 11‬ينص الفصل ‪ 18‬عىل ما ييل يعترب التجمهر تجمهرا مسلحا يف األحوال اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬إذا كان عدد األشخاص املكون منهم هذا التجمهر حامال ألسلحة ظاهرة أو خفية أو ألداة أو أشياء خطرية عىل األمن العمومي؛‬
‫ب‪ -‬إذا كان أحد من هؤالء األشخاص يحمل أسلحة أو أداة خطرية ظاهرة ومل يقع إقصاؤه حاال من طرف املتجمهرين أنفسهم»‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫احتجاجــي‪ ،‬مبشــاركة حوالــي ‪ 852.904‬مواطــن‪ ،‬أي مبعــدل ‪ 48‬شــكال احتجاجيــا يوميــا‬
‫يضــم ‪ 2337‬مواطــن‪.‬‬
‫ومقارنــة مــع ســنة ‪ ،2016‬يالحــظ زيــادة عــدد األشــكال االحتجاجيــة الســلمية بنســبة‪،% 49‬‬
‫وزيــادة عــدد املشــاركني بنســبة ‪.% 3.5‬‬
‫ويف بعــض األحيــان قــد تتجــاوز املمارســة الضوابــط القانونيــة‪ ،‬حيــث يتــم الســماح بتنظيــم‬
‫أشــكال احتجاجيــة مــن طــرف فاعلــن وجهــات غيــر مشــمولة بالهيئــات املعنيــة يف الفصــل‬
‫‪ 11‬مــن ظهيــر ‪ 1958‬املنظــم للمظاهــرات يف الطــرق العموميــة‪ ،‬وهــي اجلمعيــات واألحــزاب‬
‫والنقابــات واملنظمــات املهنيــة‪.‬‬
‫وينبغــي التذكيــر أن نســبة ‪ % 2‬مــن االحتجاجــات هــي التــي مت فضهــا مــن قبــل الســلطات‬
‫العموميــة‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬فقــد تلقــت اململكــة املغربيــة العديــد مــن التوصيــات مــن طــرف اآلليــات‬
‫األمميــة حلقــوق اإلنســان حتثهــا علــى ضــرورة مالءمــة التشــريعات ذات الصلــة بالتجمعــات‬
‫العموميــة مــع اإلطــار املعيــاري الدولــي حلقــوق اإلنســان‪.‬‬
‫ويف هــذا اإلطــار‪ ،‬قدمــت اللجنــة املعنيــة بحقــوق اإلنســان التوصيــة رقــم ‪ 46‬حثت من خاللها‬
‫اململكــة املغربيــة علــى االلتــزام مبقتضيــات العهــد اخلــاص باحلقــوق املدنيــة والسياســية يف‬
‫تقييــد ممارســة هــذا احلــق‪ ،‬حيــث أكــدت علــى أنــه « ينبغــي للدولــة الطــرف أن تتأكــد مــن أن‬
‫القانــون املتعلــق باملظاهــرات الســلمية ينفــذ وفقــا ألحــكام العهــد‪ ،‬وأال تقيــد ممارســة هــذا‬
‫احلــق إال بالقيــود التــي يجيزهــا العهــد»‪.‬‬
‫كمــا أن بعــض اجلمعيــات مــا فتئــت تشــتكي مــن بعــض القيــود وحــاالت املنــع التــي تطــال‬
‫جتمعاتهــا بســبب االختــاف يف تأويــل الفصــل الثالــث مــن القانــون املنظــم للتجمعــات‬
‫العموميــة ‪.12‬‬
‫ولإلجابة على هذه اإلشــكاالت‪ ،‬فقد اســتهدفت خطة العمل الوطنية يف مجال الدميقراطية‬
‫وحقــوق اإلنســان األخــذ بعــن االعتبــار املســتجدات التــي يعرفهــا املغــرب منــذ اعتمــاد دســتور‬
‫ســنة ‪ 2011‬إن علــى مســتوى الضمانــات التــي جــاء بهــا وكــذا مســتجدات املمارســة االتفاقيــة‬
‫______‬
‫‪ - 12‬تنــص املــادة الثالثــة مــن الظهــر الرشيــف رقــم ‪ 1.58.377‬كــا تــم تغيــره وتتميمــه مبوجــب القانــون رقــم ‪ 76.00‬الصــادر بتاريــخ ‪ 23‬يوليــوز‬
‫‪ 2002‬بشــأن التجمعــات العموميــة عــى مــا يــي‪:‬‬
‫«يكــون كل اجتــاع عمومــي مســبوقا بترصيــح يبــن فيــه اليــوم والســاعة واملــكان الــذي ينعقــد فيــه االجتــاع‪ ،‬ويوضــح يف الترصيــح موضــوع‬
‫االجتــاع‪ ،‬ويوقــع عليــه ثالثــة أشــخاص يقطنــون يف العاملــة واإلقليــم الــذي ينعقــد فيــه‪ ،‬ويتضمــن أســاء املوقعــن وصفاتهــم وعناوينهــم ونســخة‬
‫مصــادق عليهــا لــكل بطاقــة مــن بطائــق تعريفهــم الوطنيــة‪.‬‬
‫ويسلم هذا الترصيح إىل السلطة اإلدارية املحلية ملكان االجتامع‪.‬‬
‫ويف حـــالة اســتيفاء الترصيــح الــروط املنصــوص عليهــا أعــاه يعطــى عنــه يف الحـــال وصــل إيــداع مخـــتوم يثبــت تاريــخ الترصيــح وســاعة تقدميــه‪،‬‬
‫ويحتفــظ بـــهذا الوصــل لــإدالء بــه كلــا طلبــه أعــوان الســلطة‪.‬‬
‫وإذا مل يتمكن املرصحون من الحصول عىل الوصل املذكور يرسل الترصيح إىل السلطة املذكورة برسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل‪.‬‬
‫وتعفــى مــن ســابق الترصيــح املنصــوص عليــه يف املقطــع األول مــن هــذا الفصــل االجتامعــات التــي تعقدهــا الجمعيــات والهيئــات املؤسســة بصفــة‬
‫قانونيــة التــي تهــدف بصفــة خاصــة إىل غايــة ثقافيــة أو فنيــة أو رياضيــة وكــذا االجتامعــات التــي تعقدهــا الجمعيــات واملؤسســات االســعافية أو‬
‫الخرييــة»‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫لبالدنــا يف هــذا االطــار‪ ،‬أو علــى مســتوى اتســاع رقعــة االحتجاجــات‪ ،‬األمــر الــذي يحتــاج إلــى‬
‫اعتمــاد نهــج جديــد يســتجيب لهــذه التحــوالت‪ ،‬وهــو مــا مت ترجمتــه علــى مســتوى تدابيــر هذه‬
‫اخلطــة التــي وضعــت يف خانــة أولوياتهــا مراجعــة ظهيــر التجمعــات العموميــة لكــي يســتجيب‬
‫لإلطاريــن املعياريــن الدســتوري والدولــي حلقوق اإلنســان ‪.13‬‬
‫‪ - 2‬احلق يف تأسيس اجلمعيات‬
‫متثــل حريــة اجلمعيــات أحــد أهــم مكاســب بالدنــا‪ ،‬حيــث كانــت علــى رأس أولويــات التأطيــر‬
‫القانونــي بعــد االســتقالل‪ ،‬مــن خــال إطــار تشــريعي يكفــل ممارســة هــذه احلريــة دون قيــود‪،‬‬
‫ومتكــن املواطنــات واملواطنــن مــن تنظيــم أنفســهم ضمــن جمعيــات‪ ،‬أو االنضمــام إليهــا‪.‬‬
‫وكــرس دســتور ســنة ‪ 2011‬هــذه احلريــة مــن خــال تنصيــص الفصــل ‪ 12‬مــن الدســتور‬
‫املغربــي علــى أن جمعيــات املجتمــع املدنــي واملنظمــات غيــر احلكوميــة تؤســس ومتــارس‬
‫أنشــطتها بحريــة‪ ،‬يف نطــاق احتــرام الدســتور والقانــون‪ .‬وأضافــت نفــس املــادة يف الفقــرة‬
‫الثانيــة أن حــل هــذه اجلمعيــات واملنظمــات أو توقيفهــا مــن لــدن الســلطات العموميــة‪ ،‬ال‬
‫يكــون إال مبقتضــى مقــرر قضائــي‪.‬‬
‫وبفضــل هــذه احلمايــة القانونيــة والدســتورية عــرف الفعــل املدنــي تناميــا متزايــدا ســواء مــن‬
‫حيــث عــدد أو نــوع مجــاالت اهتمامــه‪ ،‬حيــث بلــغ عــدد اجلمعيــات ســنة ‪ 2018‬مــا يقــارب‬
‫‪ 140.000‬جمعيــة‪.‬‬
‫وبالرغم من تنصيص الظهير الشــريف رقم ‪ 1.58.376‬املتعلق باحلق يف تأســيس اجلمعيات‬
‫علــى «نظــام تصريــح» ال يلــزم مؤسســي اجلمعيــات بغيــر إبــاغ الســلطات بإنشــاء جمعيتهــم‪،‬‬
‫وضمــان القانــون للجمعيــات اللجــوء إلــى القاضــي اإلداري لطلــب إلغــاء أي قــرار إداري‬
‫تعتبــره تعســفيا‪ ،‬فــإن ممارســة هــذا احلــق تعترضهــا أحيانــا بعــض اإلكراهــات‪ ،‬مــن قبيــل مــا‬
‫أكــده املجلــس الوطنــي حلقــوق اإلنســان يف مذكرتــه حــول حريــة اجلمعيــات باملغــرب‪ ،‬حيــث‬
‫اعتبــر أن الســلطات اإلداريــة احملليــة تشــترط أحيانــا علــى اجلمعيــات اإلدالء بوثائــق ال‬
‫ينــص عليهــا الفصــل اخلامــس املتعلــق مبســطرة التصريــح باجلمعيــات‪ ،‬ويف حــاالت أخــرى‬
‫تطلــب مــن اجلمعيــات اإلدالء بعــدد مــن نســخ الوثائــق يفــوق العــدد احملــدد يف نفــس الفصــل‪،‬‬
‫وتأخيــر تســليم الوصــل املؤقــت إلــى حــن إجــراء األبحــاث‪ ،‬ويف بعــض األحيــان يــؤول األمــر‬
‫______‬
‫‪ - 13‬التدبــر رقــم ‪ :64‬مراجعــة القوانــن املنظمــة للحريــات العامــة لضــان انســجامها مــع الدســتور مــن حيــث القواعــد القانونيــة الجوهريــة‬
‫واإلج ـراءات الخاصــة بفــض التجمعــات العموميــة والتجمهــر والتظاهــر وذلــك يف إطــار اح ـرام املعايــر الدوليــة والقواعــد الدميقراطيــة املتعــارف‬
‫عليهــا‪.‬‬
‫‪ -‬التدبــر رقــم ‪ :65‬تدقيــق القواعــد واإلج ـراءات القانونيــة املتعلقــة مبختلــف أشــكال وأصنــاف التظاهــر (الوقفــة‪ ،‬التجمــع‪ ،‬التظاهــر يف الشــارع‬
‫العمومــي‪ ،‬مســار التظاه ـرات‪ )...‬مــن حيــث الســر والجــوالن والتوقيــت‪.‬‬
‫‪ -‬التدبــر رقــم ‪ :66‬تبســيط املســاطر املتعلقــة بالترصيــح بالتجمعــات العموميــة مــن أجــل تعزيــز وضــان مامرســة الحريــات العامــة مــن طــرف‬
‫مختلــف مكونــات املجتمــع (جمعيــات‪ ،‬نقابــات) والعمــل عــى ضــان التطبيــق الســليم للمســاطر املعمــول بهــا يف هــذا املجــال‪.‬‬
‫‪ -‬التدبري رقم ‪ :69‬تيسري حريات االجتامع والتجمهر والتظاهر السلمي من حيث تحديد األماكن املخصصة لها والقيام بالوساطة والتفاوض‪.‬‬
‫‪ -‬التدبري رقم ‪ :70‬تعزيز آليات الوساطة والتوفيق والتدخل االستباقي املؤسسايت واملدين لتفادي حاالت التوتر والحيلولة دون وقوع انتهاكات‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫إلــى حرمــان اجلمعيــات مــن الوصــوالت املؤقتــة‪ ،‬هــذا باإلضافة إلى مشــاكل بنيويــة أخرى من‬
‫قبيــل بــطء مســطرة التصريــح بفــروع اجلمعيــات الوطنيــة‪ ،‬وعــدم تنفيــذ األحــكام القضائيــة‬
‫النهائيــة القاضيــة بقانونيــة بعضهــا ‪.14‬‬
‫هــذه النواقــص التــي تعتــري حريــة تأســيس اجلمعيــات باملغــرب كانــت محــور توصيــات عديدة‬
‫مــن طــرف آليــة االســتعراض الــدوري الشــامل ‪ 15‬وكذلــك التوصيــات الصــادرة عــن اللجنــة‬
‫املعنيــة بحقــوق اإلنســان ‪ .16‬هــذا باإلضافــة إلــى أن توصيــات احلــوار حــول املجتمــع املدنــي‬
‫واألدوار الدســتورية اجلديــدة دعــت هــي األخــرى إلــى ضــرورة تعديــل الظهيــر املتعلــق باحلــق‬
‫يف تأســيس اجلمعيــات لكــي ينســجم مــع فلســفة اإلصــاح التــي جــاء بهــا دســتور ســنة ‪،2011‬‬
‫والتزامــات بالدنــا يف هــذا اإلطــار‪.‬‬
‫كمــا أن النهــج اإلصالحــي الــذي جــاءت بــه خطــة العمــل الوطنيــة يف مجــال الدميقراطيــة‬
‫وحقــوق اإلنســان‪ ،‬يرمــي إلــى ضمــان احلــق يف التنظيــم‪ ،‬مــن خــال إيــراد اخلطــة لعــدد مــن‬
‫التدابيــر كالتدبيــر رقــم ‪ 63‬الــذي ينــص علــى مالءمــة اإلطــار القانونــي املتعلــق بتأســيس‬
‫اجلمعيــات مــع املعاييــر الدوليــة حلقــوق اإلنســان‪ ،‬والتدبيــر رقــم ‪ 67‬الــذي ينــص علــى كفالــة‬
‫احتــرام املقتضيــات القانونيــة املتعلقــة بوصــل إيــداع ملفــات تأســيس اجلمعيــات‪.‬‬

‫______‬
‫‪ - 14‬مذكرة املجلس الوطني لحقوق اإلنسان متعلقة بحرية الجمعيات باملغرب‪ ،‬نونرب ‪.2015‬‬
‫‪ - 15‬تلقت اململكة املغربية إبان االستعراض الدوري الشامل لسنة ‪ 2017‬العديد من التوصيات املتعلقة بضامن حرية تأسيس الجمعيات‪:‬‬
‫‪ -‬التوصية رقم ‪ :121.144‬إزالة العوائق ضد الجمعيات غري الحكومية التي ترغب يف التسجيل لدى السلطات(السويد)؛‬
‫‪ -‬التوصيــة رقــم ‪ :122.144‬املوافقــة عــى طلبــات الرتخيــص للجمعيــات غــر الحكوميــة التــي تســعى إىل التســجيل وفــق القانــون‪ ،‬مبــا يف ذلــك‬
‫املنظــات التــي تدافــع عــن األقليــات (الواليــات املتحــدة األمريكيــة)‪.‬‬
‫‪ - 16‬أصدرت اللجنة املعنية بحقوق اإلنسان إبان نظرها يف التقرير الدوري السادس يف ‪24‬و ‪ 25‬أكتوبر ‪ 2016‬التوصية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬التوصيــة رقــم ‪ :42‬ينبغــي للدولــة الطــرف أن تع ّجــل باتخــاذ التدابــر الالزمــة لوضــع حــد النتهــاكات حريــة تكويــن الجمعيــات وللمامرســات التــي‬
‫تقيّــد هــذا الحــق تقييــدا ً يتجــاوز القيــود الصارمــة التــي تبيحهــا الفقــرة ‪ 2‬مــن املــادة ‪ 22‬مــن العهــد‪ .‬وينبغــي أن تكفــل للمدافعــن عــن حقــوق‬
‫اإلنســان العمــل مبنــأى عــن أي تأثــر منهــا ال مــرر لــه ودون خــوف مــن االنتقــام أو تقييــد أنشــطتهم دون مــرر‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫سادسا ‪ -‬حماية حقوق اإلنسان يف أماكن احلرمان من احلرية‬
‫ظلــت أماكــن احلرمــان مــن احلريــة بصفــة عامــة واملؤسســات الســجنية علــى وجــه اخلصــوص‬
‫منــذ وجودهــا عنوانــا علــى العقــاب والتأديــب وفضــاء لســلب احلريــة واحلــد منهــا وتقييدهــا‪،‬‬
‫غيــر أن اعتبارهــا كذلــك ال يبــرر املســاس باحلقــوق األساســية للســجناء‪ ،‬كمــا أن طغيــان‬
‫البعــد الزجــري يف هــذه الفضــاءات ال ينبغــي أن يغيــب اســتحضار مقاربــات حقــوق اإلنســان‬
‫يف تدبير هذه املؤسسات للعقوبات احلبسية والسجنية لنزالئها‪.‬‬
‫وهكذا تعززت املؤسســات الســجنية‬
‫مقتطف من الخطاب الملكي‬ ‫باملغرب بشكل تدريجي بالضمانات‬
‫السامي بمناسبة افتتاح السنة القضائية‬ ‫املنصــوص عليهــا يف القانــون رقــم‬
‫‪ 23.98‬املتعلــق بتنظيــم وتســيير‬
‫‪ 29‬يناير ‪2003‬‬ ‫املؤسســات الســجنية الصــادر‬
‫يف ‪ 25‬غشــت ‪ 1999‬ومبختلــف «وإن مــا نوليــه مــن رعايــة شــاملة للبعــد‬
‫االجتماعــي فــي مجــال العدالــة ال يســتكمل‬ ‫املجهــودات املبذولــة مــن طــرف‬
‫إال بمــا نوفــره مــن الكرامــة اإلنســانية‬ ‫املندوبيــة العامــة إلدارة الســجون‬
‫للمواطنيــن الســجناء التــي ال تجردهــم منهــا‬ ‫وإعــادة اإلدمــاج منــذ إحداثهــا‪.‬‬
‫األحــكام القضائيــة الســالبة للحريــة‪ .‬ولقــد‬ ‫وتوجــت هــذه املجهــودات بضمانــات‬
‫تأثرنــا بالــغ التأثــر لمــا وقــع فــي بعــض الســجون‬ ‫احلمايــة التــي جــاء بهــا دســتور‬
‫مــن حــوادث مؤلمــة‪ .‬لذلــك وبمــوازاة مــع‬ ‫‪ ،2011‬ومــا تــاه مــن إصالحــات‬
‫اإلصــاح المتقــدم الــذي شــمل قانــون الســجون‪،‬‬ ‫تشــريعية همــت حتســن ظــروف‬
‫وبرنامــج العمــل الطمــوح الــذي نســهر علــى‬ ‫االعتقــال كمــا هــي منصــوص عليهــا‬
‫أن تنهــض بــه مؤسســة محمــد الســادس إلعــادة‬ ‫يف املعاييــر الدوليــة ذات الصلــة‪.‬‬
‫إدماج نزالء المؤسســات الســجنية فقد أصدرنا‬ ‫غيــر أن مواكبــة هــذه املجهــودات‬
‫تعليماتنــا قصــد اإلســراع ببنــاء مركبــات‬ ‫علــى مســتوى تدبيــر العقوبــات‬
‫ســجنية عصريــة مدنيــة وفالحيــة واالعتنــاء‬ ‫داخــل املؤسســات الســجنية يقتضي‬
‫بالظــروف الماديــة والمعنويــة للســجناء‪».‬‬ ‫اإلســراع باملســار التشــريعي ملســودة‬
‫القانــون املتعلــق بتنظيــم وتســيير‬
‫املؤسســات الســجنية‪ ،‬التــي توجــد‬
‫حاليــا يف طــور املشــاورات الداخليــة‬
‫للقطاعــات احلكوميــة املعنيــة‪.‬‬

‫الدستور‬
‫الفقــرة ‪ 5‬مــن الفصــل ‪« :23‬يتمتــع كل شــخص معتقــل بحقوقــه األساســية‪ ،‬وبظــروف اعتقــال‬
‫إنســانية‪ .‬وميكنــه أن يســتفيد مــن برامــج للتكويــن وإعــادة اإلدمــاج»‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫المعاملة*‬ ‫‪1 .1‬الحماية من التعذيب وسوء‬
‫ضمــن البــاب الثانــي مــن دســتور ‪ 2011‬حريــات وحقوقــا للمواطنــن عموما‪ ،‬وحــرص الفصــل‬
‫‪ 23‬منــه علــى التأكيــد علــى حقــوق املعتقلــن خاصــة‪ ،‬وهــو مــا يوضحه منطوق الفقــرة األخيرة‬
‫مــن هــذا الفصــل‪ ،‬والتــي نصــت علــى أنــه «يتمتــع كل شــخص معتقــل بحقــوق أساســية»‪ ،‬كمــا‬
‫نــص الفصــل ‪ 22‬علــى عــدم جــواز املــس بالســامة اجلســدية أو املعنويــة ألي شــخص‪ ،‬يف أي‬
‫ظــرف‪ ،‬ومــن قبــل أي جهــة كانــت‪ ،‬خاصــة أو عامــة‪ ،‬وعلــى جتــرمي ممارســة التعذيــب بكافــة‬
‫أشكاله‪.‬‬
‫وعليــه‪ ،‬حــرص الدســتور علــى متتيــع املعتقــل مبجموعــة مــن احلقــوق منــذ الســاعات األولــى‬
‫لالعتقــال‪ ،‬مكرســا بذلــك ضمانــات احملاكمــة العادلــة املنصــوص عليهــا يف قانــون املســطرة‬
‫اجلنائيــة‪ ،‬ويتعلــق األمــر ب‪:‬‬
‫‪ -‬حق املتهم يف أن يطلع على سبب اعتقاله أو دواعي اعتقاله‪.‬‬
‫‪ -‬حق التزام الصمت وعدم البوح بأي اعتراف‪.‬‬
‫‪ -‬حق اتصال املشتبه فيه بأحد أقربائه‪.‬‬
‫‪ -‬حــق االتصــال باحملامــي مــن طــرف األشــخاص الذيــن يوجــدون حتــت احلراســة‬
‫النظريــة‪.‬‬
‫‪-‬حــق تلقــي املســاعدة القانونيــة والنصــح يف التصــرف واإلدالء بالتصريحــات أمــام‬
‫الضابطــة القضائيــة‪.‬‬
‫وأثنــاء فتــرة االعتقــال‪ ،‬نــص الدســتور‪ ،‬وباقــي القوانــن املتصلــة باملنظومــة اجلنائيــة‪ ،‬علــى‬
‫طائفــة أخــرى مــن احلقــوق التــي يتمتــع بهــا املعتقــل طيلــة فتــرة اعتقالــه‪ ،‬ففضــا عــن‬
‫االســتفادة مــن برامــج التكويــن وإعــادة اإلدمــاج‪ ،‬فللســجناء احلــق يف الســامة اجلســدية‬
‫واملعنويــة‪ ،‬ويف هــذا الصــدد نــص الفصــل ‪ 22‬مــن الدســتور علــى أنــه «ال يجــوز ألحــد أن‬
‫يعامــل الغيــر‪ ،‬حتــت أي ذريعــة‪ ،‬معاملــة قاســية أو ال إنســانية أو مهينــة أو حاطــة بالكرامــة‬
‫اإلنســانية»‪.‬‬
‫ومبوجــب دســتوري‪ ،‬لــكل معتقــل أو ســجني اعتقــل عــن طريــق اخلطــإ‪ ،‬طلــب التعويــض عــن‬
‫اخلطــإ القضائــي‪ ،‬حيــث نــص الفصــل ‪ 122‬علــى مســؤولية الدولــة عــن اخلطــإ القضائــي‪.‬‬
‫وفضــا عــن كــون نصــوص قانــون املســطرة اجلنائيــة تهــم مســاطر حتديــد والبحــث يف‬
‫اجلرائــم ومســاطر محاكمــة مرتكبيهــا‪ ،‬فإنهــا حتــدد بشــكل مفصــل مســاطر تنفيــذ العقوبات‪،‬‬
‫ومــن أهــم املقتضيــات املنصــوص عليهــا يف هــذا البــاب نذكــر ب‪:‬‬

‫* ســبقت اإلشــارة إىل بعــض جوانــب الحاميــة القانونيــة مــن التعذيــب وضامنــات الوقايــة منــه مبناســبة التطــرق إىل ضامنــات حقــوق اإلنســان يف‬
‫إصــاح املنظومــة الجنائيــة أنظــر الصفحــة ‪ 54‬و ‪.55‬‬

‫‪61‬‬
‫‪-‬وجــوب قيــام قاضــي تطبيــق العقوبــات ووكيــل امللــك أو أحــد نوابــه بتفقــد الســجناء‬
‫مــرة يف الشــهر علــى األقــل مــن أجــل التأكــد مــن صحــة االعتقــال ومــن حســن مســك‬
‫ســجل االعتقــال‪.‬‬
‫‪-‬وجــوب زيــارة املؤسســات الســجنية مــن طــرف رئيــس الغرفــة اجلنحيــة أو مــن ينــوب‬
‫عنــه مــرة كل ثالثــة أشــهر علــى األقــل‪.‬‬
‫‪-‬اعتبــار قبــول احتجــاز شــخص مــن طــرف مأمــور إدارة الســجن دون أي ســند مــن‬
‫ســندات االعتقــال املنصــوص عليهــا يف املــادة ‪ 608‬مــن املســطرة اجلنائيــة اقترافــا‬
‫جلرميــة االعتقــال التحكمــي مــن طــرف هــذا األخيــر‪.‬‬
‫‪-‬عدم جواز االعتقال إال يف مؤسسات سجنية نظامية‪.‬‬
‫‪-‬ضرورة إعداد ملف خاص بكل معتقل يودع يف السجن‪.‬‬
‫‪-‬ضرورة توفر كل مؤسســة ســجنية على ســجل لالعتقال يوضع رهن إشــارة الســلطات‬
‫القضائيــة قصــد املراقبــة والتأشــير والســلطات اإلداريــة املكلفــة بالتفتيــش العــام‬
‫للمؤسســة‪.‬‬
‫‪-‬حتديــد أمــد االعتقــال االحتياطــي يف شــهرين يف اجلنايــات قابلــة للتمديــد خمــس‬
‫مــرات وبنفــس املــدة‪ .‬وينتظــر مراجعــة مــدة التمديــد يف حــدود ثمانيــة أشــهر كحــد‬
‫أقصــى‪.‬‬
‫‪-‬ضــرورة إحــداث جلنــة للمراقبــة والســهر علــى توفيــر وســائل الصحــة واألمــن والوقايــة‬
‫مــن األمــراض وعلــى نظــام تغذيــة املعتقلــن وظــروف حياتهــم العاديــة واملســاعدة علــى‬
‫إعــادة تربيتهــم وإدماجهــم‪ ،‬علــى مســتوى كل واليــة أو عمالــة أو إقليــم‪.‬‬
‫ويف إطــار مالءمــة التشــريعات الوطنيــة مــع مقتضيــات دســتور ‪ 2011‬وإعمــاال لاللتزامــات‬
‫الناجتــة عــن املصادقــة علــى البرتوكــول االختيــاري امللحــق باتفاقيــة مناهضــة التعذيــب‪،‬‬
‫مت إحــداث اآلليــة الوطنيــة للوقايــة مــن التعذيــب ضمــن املجلــس الوطنــي حلقــوق اإلنســان‬
‫ومت متتيعهــا باســتقالل وظيفــي كبيــر‪ ،‬مبوجــب القانــون رقــم ‪ 76.15‬املتعلــق بإعــادة تنظيــم‬
‫املجلــس الوطنــي حلقــوق اإلنســان الصــادر بتاريــخ ‪ 22‬فبرايــر ‪.2018‬‬
‫واســتنادا إلــى املــادة ‪ 13‬مــن القانــون اجلديــد املنظــم للمجلــس‪ ،‬فــإن هــذه اآلليــة تقوم بدراســة‬
‫وضعيــة وواقــع معاملــة األشــخاص احملرومــن مــن حريتهــم‪ ،‬وذلــك عبــر القيــام بالزيــارات‬
‫املنتظمــة ملختلــف األماكــن التــي يوجــد فيهــا أشــخاص محرومــون مــن حريتهــم بنــاء علــى‬
‫طلــب املجلــس‪ .‬كمــا تقــوم هــذه اآلليــة بتقــدمي التوصيــات واملقترحــات بغيــة حتســن معاملــة‬
‫وأوضــاع األشــخاص احملرومــن مــن حريتهــم والوقايــة مــن التعذيــب‪.‬‬
‫ومــن شــأن اإلســراع باملســار التشــريعي ملســودة قانــون املســطرة اجلنائيــة ومســودة قانــون‬
‫الســجون اســتكمال التطابــق مــع االلتزامــات الدوليــة للمغــرب‪ ،‬حيــث تضمنــت املســودتان‬
‫أحكامــا تــروم تعزيــز الضمانــات املرتبطــة مبراقبــة املؤسســات الســجنية والوقايــة مــن‬
‫التعذيــب وكافــة ضــروب ســوء املعاملــة‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫وجديــر بالذكــر أن املغــرب‪ ،‬يف إطــار تعزيــز منظومتــه احلقوقيــة‪ ،‬صــادق علــى اتفاقيــة حمايــة‬
‫جميــع األشــخاص مــن االختفــاء القســري ســنة ‪ 2013‬وانضــم إلــى البروتوكــول االختيــاري‬
‫امللحــق باتفاقيــة مناهضــة التعذيــب ســنة ‪ ،2014‬واســتقبل زيــارة اللجنــة الفرعيــة ملنــع‬
‫التعذيــب ســنة ‪.2017‬‬
‫وجتــدر اإلشــارة إلــى أن اجلهــود الوطنيــة فيمــا يخــص مناهضــة التعذيــب لــم تكتــف‬
‫باإلصالحــات القانونيــة واملؤسســاتية بــل إنهــا شــملت حتريــك متابعــات قضائيــة يف حــق‬
‫منفــذي القانــون املتهمــن بارتــكاب أعمــال عنــف وتعذيــب وســوء املعاملــة جتــاه األشــخاص‬
‫مســلوبي احلريــة‪ .‬فخــال املــدة مــا بــن ‪ 2015‬و‪ 2018‬مت تســجيل ‪ 93‬حتقيقــا ومتابعــة‬
‫جنائيــة‪ .‬كمــا أنــه خــال ســنة ‪ 2018‬مت إجــراء ‪ 143‬خبــرة طبيــة علــى أشــخاص ألســباب‬
‫ترتبــط بالتعذيــب وســوء املعاملــة‪.‬‬
‫وتعزيــزا للرقابــة القضائيــة علــى أماكــن احلرمــان مــن احلريــة قامــت النيابــات العامــة ســنة‬
‫‪ 2018‬ب ‪ 20234‬زيــارة ملختلــف أصنــاف هــذه األماكــن كمــا يلــي‪:‬‬
‫• املؤسســات الســجنية‪ :‬بلــغ عــدد الزيــارات ‪ 844‬زيــارة ســنة ‪ 2018‬مقابــل ‪ 249‬زيــارة‬
‫ســنة ‪.2017‬‬
‫• أماكــن الوضــع حتــت احلراســة النظريــة‪ :‬بلــغ عــدد الزيــارات ‪ 19249‬زيــارة ســنة‬
‫‪ 2018‬مقابــل ‪ 18253‬زيــارة ســنة ‪.2017‬‬
‫• مؤسســات األمــراض العقليــة‪ :‬بلــغ عــدد الزيــارات ‪ 120‬زيــارة ســنة ‪ 2018‬مقابــل ‪69‬‬
‫زيــارة ســنة ‪.2017‬‬
‫• أماكن إيداع األحداث‪ :‬بلغ عدد الزيارات ‪ 21‬زيارة سنة ‪.2018‬‬
‫‪ .2‬الولوج إلى الخدمات الصحية‬
‫يــورد اجلــدول أســفله عــدد اخلدمــات الصحيــة املقدمــة للســجناء برســم الســنوات مــن ‪2012‬‬
‫إلــى أكتوبــر ‪.2018‬‬
‫أكتوبر ‪2018‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪324208‬‬ ‫‪434637‬‬ ‫‪450607‬‬ ‫‪376534‬‬ ‫الفحوصات الطبية‬
‫‪61560‬‬ ‫‪91721‬‬ ‫‪97116‬‬ ‫‪86148‬‬ ‫طب األسنان‬
‫‪1558‬‬ ‫‪1720‬‬ ‫‪1663‬‬ ‫‪1281‬‬ ‫االستشفاءات‬
‫‪26447‬‬ ‫‪27453‬‬ ‫التتبع النفسي‬
‫‪31575‬‬ ‫‪22232‬‬ ‫التحليالت الطبية‬
‫‪387‬‬ ‫‪485‬‬ ‫العمليات اجلراحية‬

‫‪63‬‬
‫يتضمــن اجلــدول أســفله عــددا مهمــا مــن مؤشــرات الرعايــة الصحيــة باملؤسســات الســجنية‬
‫ومــا يقابلهــا مــن إحصائيــات يف املستشــفيات العموميــة‪.‬‬
‫مؤشرات الرعاية الصحية‬
‫باملستشفيات العمومية‬ ‫باملؤسسات السجنية‬ ‫املؤشرات‬
‫طبيب لكل ‪ 1600‬مواطن‬ ‫طبيب لكل ‪ 883‬نزيل‬ ‫عدد األطباء القارين املمارسني‬
‫طبيب لكل ‪ 7800‬مواطن‬ ‫طبيب لكل ‪ 1338‬نزيل‬ ‫عدد أطباء األسنان القارين املمارسني‬

‫ممرض لكل ‪ 1100‬مواطن‬ ‫ممرض لكل ‪ 176‬نزيل‬ ‫تأطير املمرضني‬


‫فحص طبي واحد لكل‬ ‫ستة فحوصات طبية‬ ‫معدل الفحوصات الطبية يف السنة‬
‫مواطن‬ ‫لكل نزيل‬

‫أقل من فحص طبي للمواطن‬ ‫‪ 1,03‬فحص طبي لكل‬ ‫معدل فحوصات طب األسنان يف السنة‬
‫نزيل‬

‫‪ 74‬درهم للمواطن الواحد‬ ‫‪ 440‬درهم للسجني‬ ‫امليزانية املخصصة لألدوية يف السنة‬


‫الواحد‬
‫سرير لكل ‪ 903‬مواطن‬ ‫سرير لكل ‪ 50‬سجينا‬ ‫معدل األسرة‬

‫‪ 5,6‬يف األلف‬ ‫‪ 2‬يف األلف‬ ‫معدل الوفيات يف السنة‬

‫‪ .3‬الولوج إلى الحق في التعليم والتكوين‬


‫يعــرض اجلــدول أســفله تطــور عــدد الســجناء املســتفيدين مــن برامــج التعليــم والتكويــن‬
‫ومحــو األميــة بــن ســنتي ‪ 2012‬و‪.2018‬‬
‫املجموع‬ ‫التكوين املهني والفالحي‬ ‫التعليم‬ ‫محو األمية‬ ‫السنوات‬
‫‪14240‬‬ ‫‪5382‬‬ ‫‪3478‬‬ ‫‪5380‬‬ ‫‪2013-2012‬‬
‫‪15149‬‬ ‫‪6185‬‬ ‫‪3699‬‬ ‫‪5265‬‬ ‫‪2014-2013‬‬
‫‪16641‬‬ ‫‪6713‬‬ ‫‪3861‬‬ ‫‪6067‬‬ ‫‪2015-2014‬‬
‫‪17796‬‬ ‫‪7458‬‬ ‫‪3446‬‬ ‫‪6696‬‬ ‫‪2016-2015‬‬
‫‪24161‬‬ ‫‪9409‬‬ ‫‪3927‬‬ ‫‪10825‬‬ ‫‪2017-2016‬‬
‫‪23001‬‬ ‫‪9109‬‬ ‫‪4295‬‬ ‫‪9499‬‬ ‫‪2018-2017‬‬

‫‪64‬‬
‫‪ .4‬تطور الطاقة اإليوائية اإلجمالية‬
‫‪2018‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫السنوات‬
‫‪158504‬‬ ‫‪146998‬‬ ‫‪122830‬‬ ‫‪118140‬‬ ‫مساحة اإليواء ب «م »‬
‫‪2‬‬

‫‪ .5‬تطــور عــدد الموظفيــن العامليــن بالمندوبيــة العامــة إلدارة الســجون‬


‫وإعــادة اإلدمــاج‬
‫‪2018‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫السنوات‬
‫‪11044‬‬ ‫‪10342‬‬ ‫‪10243‬‬ ‫‪8611‬‬ ‫عدد املوظفني‬

‫بالرغــم مــن التطــور احلاصــل علــى مســتوى الطاقــة اإليوائيــة اإلجماليــة وعلــى مســتوى عــدد‬
‫موظفــي وأطــر املندوبيــة العامــة إلدارة الســجون وإعــادة اإلدمــاج‪ ،‬إال أن تزايــد عــدد الســاكنة‬
‫الســجنية ارتفــع بنســب جتــاوزت نســب تطــور الطاقــة اإليوائيــة واملــوارد البشــرية‪ ،‬حيــث‬
‫انتقــل عــدد نــزالء املؤسســات الســجنية مــن ‪ 70758‬ســجني ســنة ‪ 2012‬إلــى ‪ 83757‬ســجني‬
‫متــم ســنة ‪ ،2018‬وهــو مــا مــن شــأنه أن يؤثــر علــى مســتوى متتــع املعتقلــن بحقوقهــم الدنيــا‪.‬‬

‫‪ .6‬األنشطة التحسيسية والترفيهية والرياضية والدينية‬


‫يف إطــار إعــادة تأهيــل الســجناء وتهذيــب ســلوكهم وربطهــم بالعالــم اخلارجــي مت تنظيــم‬
‫أنشــطة حتسيســية وتربويــة موجهــة للســجناء‪ ،‬وتهــم هــذه األنشــطة اجلوانــب الرياضيــة‬
‫والثقافيــة واالجتماعيــة والفنيــة والصحيــة‪ .‬وقــد انتقــل مجمــوع هــذه األنشــطة املنظمــة‬
‫مبختلــف املؤسســات الســجنية مــن ‪ 28102‬نشــاطا ســنة ‪ 2012‬إلــى ‪ 49337‬نشــاطا ســنة‬
‫‪ 2018‬أي بزيــادة جتــاوزت ‪.%75‬‬
‫األنشطة‬ ‫األنشطة‬ ‫األنشطة‬ ‫األنشطة‬ ‫األنشطة‬ ‫األنشطة‬
‫الطبية‬ ‫االجتماعية‬ ‫الفنية‬ ‫الدينية‬ ‫الثقافية‬ ‫الرياضية‬

‫‪1178‬‬ ‫‪2363‬‬ ‫‪3426‬‬ ‫‪8016‬‬ ‫‪2461‬‬ ‫‪10658‬‬ ‫‪2012‬‬


‫‪1533‬‬ ‫‪2067‬‬ ‫‪4280‬‬ ‫‪7619‬‬ ‫‪3375‬‬ ‫‪13387‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪1401‬‬ ‫‪2219‬‬ ‫‪4742‬‬ ‫‪7234‬‬ ‫‪3239‬‬ ‫‪14630‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪1221‬‬ ‫‪1665‬‬ ‫‪5501‬‬ ‫‪7815‬‬ ‫‪3749‬‬ ‫‪16632‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪1503‬‬ ‫‪2141‬‬ ‫‪5331‬‬ ‫‪7155‬‬ ‫‪3988‬‬ ‫‪16841‬‬ ‫‪2016‬‬
‫‪1984‬‬ ‫‪3900‬‬ ‫‪7886‬‬ ‫‪9630‬‬ ‫‪8417‬‬ ‫‪25949‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪1018‬‬ ‫‪5223‬‬ ‫‪5692‬‬ ‫‪7644‬‬ ‫‪6362‬‬ ‫‪23398‬‬ ‫شتنبر ‪2018‬‬

‫‪65‬‬
‫‪ .7‬تحسين خدمات تغذية السجناء‬
‫اعتبارا ألهمية حتســن وجبات التغذية يف حتقيق االســتقرار النفســي واجلســدي للســجناء‪،‬‬
‫عرفــت خدمــات تغذيــة الســجناء حتســنا كبيــرا منــذ ســنة ‪ ،2012‬حيــث انتقلــت مخصصاتهــا‬
‫املاليــة مــن ‪ 310‬مليــون درهــم ســنة ‪ 2012‬إلــى ‪ 570‬مليــون درهــم ســنة ‪ ،2018‬ومقارنــة‬
‫مبيزانيــة التســيير للمندوبيــة العامــة إلدارة الســجون‪ ،‬فبعدمــا كانــت كلفــة التغذيــة تشــكل‬
‫‪ % 55‬منهــا ســنة ‪ 2012‬أضحــت تشــكل ســنة ‪ 2018‬نســبة ‪ % 71‬مــن ميزانيــة التســيير‪ .‬ويعــود‬
‫ارتفــاع تكلفــة التغذيــة‪ ،‬والتــي عرفــت زيــادة بنســبة جتــاوزت ‪ ،% 64‬أساســا إلــى حتســن‬
‫الوجبــات كمــا وكيفــا‪ ،‬حيــث انتقلــت احلصــة اليوميــة لــكل ســجني مــن األغذيــة مــن ‪ 12‬درهمــا‬
‫ســنة ‪ 2012‬إلــى ‪ 20‬درهمــا ســنة ‪.2018‬‬
‫ولتحســن خدمــات التغذيــة مت الشــروع منــذ ســنة ‪ 2015‬بشــكل تدريجــي يف تعميــم نظــام‬
‫تفويــت تغذيــة الســجناء إلــى متعهديــن خــواص‪ ،‬يعهد إليهــم بتحضير الوجبــات وفقا لضوابط‬
‫ومعاييــر دقيقــة مــن حيــث الكــم والكيــف‪.‬‬
‫وبالنســبة لألشــخاص املوضوعــن حتــت احلراســة النظريــة‪ ،‬مت اعتمــاد القانون رقــم‪89.18‬‬
‫القاضي بتغييــر وتتميم املادتــن‪ 66 ‬و‪ 46‬مــن قانــون املســطرة اجلنائية‪ ،‬والــذي يهــدف‬
‫إلــى وضــع إطــار قانونــي لتغذيــة األشــخاص املوضوعــن حتــت احلراســة النظريــة واألحــداث‬
‫احملتفــظ بهــم‪.‬‬
‫‪ .8‬إكراهات الوفاء بحقوق األشخاص المحرومين من الحرية‬
‫يف إطــار تفعيــل مهــام اللجنــة املعنيــة بتنفيــذ اختصاصــات املنــدوب العــام إلدارة الســجون‬
‫وإعــادة اإلدمــاج احملدثــة مبوجــب املــادة الثانيــة مــن ظهيــر تعيــن املنــدوب العــام ســنة ‪،2008‬‬
‫واملرســوم رقــم ‪ 2.13.607‬املتعلــق بتحديــد تأليــف واختصاصــات اللجنــة املذكــورة الصــادر‬
‫ســنة ‪ ،2014‬وعلــى إثــر اجتماعهــا األول يف مــاي ‪ ،2018‬مت حتديــد أهــم إكراهــات املؤسســات‬
‫الســجنية يف‪:‬‬
‫‪-‬ظاهــرة االكتظــاظ‪ :‬يشــكل االكتظــاظ داخــل الســجون معضلــة حقيقيــة‪ ،‬حيــث تزايــدت‬
‫التقاريــر والتوصيــات التــي حتــذر مــن تداعياتــه علــى حقــوق املعتقلــن وعلــى وظائــف‬
‫املؤسســات الســجنية‪ ،‬بشــكل عــام‪ ،‬وذلــك بالرغــم مــن انخفــاض نســبته مــن ‪% 45‬‬
‫خــال ‪ 2014‬إلــى ‪ % 36,92‬خــال ‪ ،2018‬وكــذا الرفــع مــن املســاحة املخصصة لإليواء‬
‫لــكل ســجني مــن ‪ 1.59‬متــرا مربعــا ســنة ‪ 2012‬إلــى ‪ 1.89‬متــر مربــع ســنة ‪ ،2018‬وهــي‬
‫مســاحة محــدودة ال تفــي باحلــدود الدنيــا الواجــب توفرهــا لــكل ســجني‪ .‬ويف هــذا‬
‫اإلطــار عــزا تقريــر املجلــس الوطنــي حلقــوق اإلنســان حــول «أزمــة الســجون‪ :‬مســؤولية‬
‫مشــتركة» يف أكتوبــر ‪ ،2012‬هــذه الظاهــرة إلــى اللجــوء املكثــف لالعتقــال االحتياطــي‬
‫وأحيانــا لبــطء احملاكمــات وحملدوديــة تطبيــق املقتضيــات القانونيــة املتعلقــة باإلفــراج‬
‫املقيــد‪ ،‬وكــذا إعمــال مســطرة الصلــح‪ .‬وعليــه فــإن اإلســراع باعتمــاد مشــروع قانــون‬
‫املســطرة اجلنائيــة الــذي تضمــن إمكانيــات جديــدة بخصــوص املســطرة التصاحليــة‬

‫‪66‬‬
‫وأشــكال أخــرى للعقوبــات البديلــة ســيخفف مــن نســبة املعتقلــن االحتياطيــن‪ ،‬الذيــن‬
‫يشــكلون حوالــي ‪ % 40‬مــن الســاكنة الســجنية حســب إحصائيــات ‪.2018‬‬
‫‪-‬عــدم إيــاء األهميــة الواجبــة للتدابيــر القضائيــة املنصــوص عليهــا يف املــادة ‪ 501‬مــن‬
‫قانــون املســطرة اجلنائيــة والتــي يتــم مبوجبهــا تغييــر تدبيــر ســلب احلريــة يف حــق‬
‫احلــدث بتدابيــر إصالحيــة أخــرى‪ ،‬حيــث يالحــظ أن إمتــام هــذه العمليــة باإلفــراج‬
‫عــن احلــدث ومتتيعــه بالتدبيــر القضائــي البديــل علــى وجــه االســتعجال‪ ،‬تعترضــه‬
‫عراقيــل ممــا يجعــل احلــدث يف وضعيــة غيــر قانونيــة داخــل الســجن‪ ،‬ومــن جملــة‬
‫هــذه العراقيــل‪:‬‬
‫رفــض الشــرطة تســلم احلــدث موضــوع قــرار التســليم لولــي أمــره عنــد غيــاب‬ ‫•‬
‫هــذا األخيــر‪ ،‬بداعــي عــدم وجــود أمــر قضائــي يقضــي بتكليفهــا بذلــك‪.‬‬
‫• صــدور التدابيــر املتخــذة يف حــق األحــداث املودعــن بالســجون يف بعــض‬
‫األحيــان يف أوقــات متأخــرة مــن الليــل‪ ،‬ممــا يعيــق االتصــال باملؤسســات أو‬
‫اجلهــات املســؤولة عــن التنفيــذ‪.‬‬
‫تأخــر مصالــح القــوة العموميــة يف احلضــور للمؤسســة الســجنية لتســلم احلدث‬ ‫•‬
‫بعــد تغييــر األمــر باإليــداع يف الســجن بتدبيــر آخــر أخــف‪.‬‬
‫‪-‬إشــكالية االحتفــاظ رهــن االعتقــال ببعــض الســجناء الذيــن صــدرت يف حقهــم قرارات‬
‫باالنعــدام الكلــي أو اجلزئــي للمســؤولية اجلنائيــة عــن األفعــال املرتكبــة‪ ،‬وإيداعهــم‬
‫مبستشــفى األمــراض العقليــة إلــى حــن الشــفاء أو قبــل تنفيــذ العقوبــة الســالبة‬
‫للحريــة‪ ،‬بدعــوى عــدم وجــود أســرة شــاغرة باملستشــفيات‪.‬‬
‫‪-‬إشــكالية تتبــع حــاالت الســجناء املضربــن عــن الطعــام ألســباب تتعلــق بالقضايــا‬
‫املتابعــن مــن أجلهــا‪.‬‬
‫‪-‬اإلبقــاء رهــن االعتقــال علــى الســجناء الذيــن صــدر يف حقهــم أمــر قضائــي بالتســليم‬
‫لســلطات دولــة أجنبيــة رغــم انتهــاء مــدة عقوبتهــم األصليــة‪ .‬فضــا عــن عــدم وجــود‬
‫تدابيــر بديلــة لالعتقــال يف حــاالت املعتقلــن بنــاء علــى طلــب التســليم‪.‬‬
‫‪-‬ضعــف وتيــرة زيــارات اللجــن اإلقليميــة والســلطات القضائيــة للمؤسســات الســجنية‬
‫وعــدم انتظامهــا‪ ،‬وتســجيل تكــرار واضــح يف مضمــون التقاريــر الصــادرة علــى إثــر‬
‫هــذه الزيــارات يتــم يف بعــض األحيــان تغييــر اســم املؤسســة الســجنية وتاريــخ الزيــارة‬
‫فقــط واإلشــارة إلــى نفــس املالحظــات املســجلة خــال زيــارات ســابقة رغــم معاجلتهــا‪،‬‬
‫إضافــة إلــى اقتصــار دور هــذه الهيئــات علــى جــرد اإلكراهــات دون العمــل علــى إيجــاد‬
‫احللــول لتجاوزهــا‪.‬‬
‫‪-‬عــدم إدراج األقســام الدراســية املتواجــدة باملؤسســات الســجنية ضمــن اخلريطــة‬
‫التربويــة واإلحصــاء املدرســي‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫‪-‬عــدم مالءمــة بعــض شــعب التكويــن املهنــي للمســتوى الدراســي للســجناء وملتطلبــات‬
‫الشــغل وكــذا‬
‫ملستجدات التكنولوجيا احلديثة‪.‬‬
‫‪-‬ضعف اســتفادة الســجناء من الوســاطة االجتماعية واألســرية يف حل بعض اخلالفات‬
‫العائلية‪.‬‬
‫‪-‬عــدم توفيــر جميــع اخلدمــات املكفولــة بنظــام املســاعدة الطبيــة‪ ،‬باعتبــار نــزالء‬
‫املؤسســات الســجنية فئــة معــوزة طبقــا للمــادة ‪ 118‬مــن القانــون ‪ 65-00‬مبثابــة مدونــة‬
‫التغطيــة الصحيــة األساســية‪.‬‬
‫هــذا وتنبغــي اإلشــارة إلــى أن النهــوض بأوضــاع الســجون يتطلــب جهــودا كبيــرة تســتلزم‬
‫اســتحضار وجــوب العنايــة باألوضــاع املاديــة ملوظفــي إدارة الســجون وشــروط عملهــم‪ ،‬وذلــك‬
‫لكســب رهــان األنســنة املطلوبــة‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫احملــور الفرعــي الثانــي‪ :‬حمايــة احلقــوق االقتصاديــة واالجتماعيــة‬
‫والثقافيــة والبيئيــة‬
‫أوال‪ -‬احلق يف التعليم‬
‫متكنــت املنظومــة التربويــة الوطنيــة‪ ،‬إلــى غايــة نهايــة الســبعينيات‪ ،‬مــن االضطــاع مبهامهــا‬
‫إلــى حــد كبيــر‪ ،‬حيــث جنحــت‪ ،‬بالرغــم مــن العجــز املســجل يف البدايــة‪ ،‬ومــن النمــو‬
‫الدميوغــرايف املطــرد‪ ،‬يف الرفــع مــن فــرص متــدرس األطفــال وتزويــد اإلدارة واالقتصــاد‬
‫الوطنيــن باألطــر الضروريــة‪.‬‬
‫ومــع بدايــة الثمانينيــات‪ ،‬بــدأت املنظومــة التربويــة يف التراجــع‪ ،‬مــن بــن مؤشــراتها‪ :‬الهــدر‬
‫املدرســي‪ ،‬وضعــف قيــم املواطنــة‪ ،‬وبطالــة حاملــي الشــهادات‪ ،‬وضعــف التكوينــات األساســية‪،‬‬
‫واتســاع الفــوارق يف مجــال التعليــم بــن الوســطني احلضــري والقــروي‪.‬‬

‫مقتطف من الخطاب‬ ‫ويف ســنة ‪ 1999‬مت إقرار مشــروع توافقي وطموح‬


‫الملكي السامي في ‪ 20‬غشت‬ ‫لتجديــد منظومــة التربيــة والتكويــن‪ ،‬حظي بدعم‬
‫‪ 2013‬بمناسبة ذكرى ثورة‬ ‫قــوي مــن قبــل جاللــة امللــك ومت تكريســه يف‬
‫الملك والشعب‬ ‫ميثــاق وطنــي للتربيــة والتكويــن‪ .‬وأعلنــت التربيــة‬
‫«إن الوضــع الراهــن لقطــاع التربيــة‬ ‫أولويــة وطنيــة بعــد الوحــدة الترابيــة‪.‬‬
‫والتكويــن يقتضــي إجــراء وقفــة‬ ‫وبعــد التقييــم الــذي أعــده املجلــس األعلــى‬
‫موضوعيــة مــع الــذات‪ ،‬لتقييــم‬
‫المنجــزات‪ ،‬وتحديــد مكامــن‬ ‫للتربيــة والتكويــن ســنة ‪ 2008‬بخصــوص‬
‫الضعــف واالختــاالت‪ ،‬واالبتعــاد‬ ‫مــدى حتقــق أهــداف امليثــاق الوطنــي للتربيــة‬
‫عــن إخضــاع تدبيــره للمزايــدات أو‬ ‫والتكويــن‪ ،‬والــذي خلــص إلــى وجــود تأخــر يف‬
‫الصراعــات السياســوية»‬ ‫حتقيــق األهــداف احملــددة‪ ،‬مت إطــاق البرنامــج‬
‫االســتعجالي للفتــرة املمتــدة مــن ‪ 2009‬إلــى‬
‫‪.2012‬‬
‫إال أن هــذا البرنامــج ذاتــه عــرف اختــاالت يف اإلعــداد والتنفيــذ‪ ،‬حــدد بعضهــا الرئيــس‬
‫األول للمجلــس األعلــى للحســابات يف عرضــه أمــام البرملــان حــول أعمــال احملاكــم املاليــة‬
‫بتاريــخ ‪ 23‬أكتوبــر ‪ ،2018‬حيــث أورد أن هــذا البرنامــج اتســم ب‪:‬‬
‫‪-‬االستعجال يف برمجة املشاريع وضيق اجلدول الزمني احملدد إلجنازها‪.‬‬
‫‪ -‬تضمــن البرنامــج لعــدد كبيــر مــن الدراســات‪ ،‬حيــث وصــل عددهــا إلــى ‪57‬‬
‫دراســة‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫‪ -‬عــدم اللجــوء يف كافــة مراحــل اإلعــداد واإلجنــاز واملتابعــة إلــى التعاقــد بــن الدولة‬
‫واألكادمييــات اجلهويــة للتربيــة والتكويــن مــن أجــل تنزيــل البرنامــج االســتعجالي‬
‫علــى املســتوى اجلهــوي‪ ،‬الشــيء الــذي انعكــس ســلبا علــى حتديــد املســؤوليات‬
‫وتوزيــع األدوار‪.‬‬
‫‪ -‬التخلــي عــن عــدة مشــاريع بعــد الشــروع يف تنفيذها‪ ،‬ويتعلــق األمر على اخلصوص‬
‫بتوقيــف مشــروع بيداغوجيــا اإلدمــاج بعــد جتريبهــا وتكويــن جميــع األطــر التربويــة‬
‫قصــد تعميمهــا علــى الســلكني االبتدائــي واإلعــدادي‪ .‬وقــد كلفــت هــذه العمليــة مــا‬
‫يفــوق ‪ 71‬مليــون درهــم‪.‬‬
‫‪ -‬فســخ مجموعة من الصفقات املتعلقة بإجناز الدراســات بعد الشــروع يف تنفيذها‬
‫بعدمــا تبــن عــدم مالءمتهــا حلاجيــات املنظومــة‪ ،‬وذلــك بعــد حتمــل تكاليــف ماليــة‬
‫تناهــز ‪ 96,21‬مليــون درهم‪.‬‬
‫‪-‬عــدم التــزام جميــع الشــركاء مــن إدارات ومؤسســات عموميــة بتعهداتهــم مــن أجــل‬
‫متويــل البرنامــج االســتعجالي‪.‬‬
‫ووعيــا مبكانــة املدرســة يف املشــروع املجتمعــي لبالدنــا‪ ،‬أعد املجلس األعلــى للتربية والتكوين‬
‫والبحــث العلمــي تصــورا طموحــا للنهــوض باحلــق يف التعليــم عبــر الرؤيــة االســتراتيجية‬
‫لإلصــاح ‪ ،2030-2015‬وذلــك مــن أجــل حتقيــق األهــداف التاليــة‪:‬‬
‫‪-‬التمكن من اللغات واملعارف والكفايات والقيم‪.‬‬
‫‪-‬الرفــع مــن جناعــة أداء الفاعلــن التربويــن ومــا يعانيــه التكويــن األســاس واملســتمر‬
‫مــن نقائص‪.‬‬
‫‪-‬مكافحة الهدر املدرسي واملهني واجلامعي‪.‬‬
‫‪-‬الولوج احملدود للتعلم عبر التكنولوجيات التربوية‪.‬‬
‫‪-‬ضمان الولوج الى التعلم عبر تكنولوجيا التعليم‪.‬‬
‫‪-‬حتقيق املردودية الكمية والكيفية للبحث العلمي‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫‪ ‬تعزيز اإلطار القانوني حلماية احلق يف التعليم‬

‫الدستور‬
‫‪ ‬الفقــرة ‪ 3‬مــن الفصــل ‪« :31‬تعمــل الدولــة واملؤسســات العموميــة واجلماعــات الترابيــة‪،‬‬
‫علــى تعبئــة كل الوســائل املتاحــة‪ ،‬لتيســير أســباب اســتفادة املواطنــات واملواطنــن‪ ،‬علــى قــدم‬
‫املســاواة‪ ،‬مــن احلــق يف احلصــول علــى تعليــم عصــري ميســر الولــوج وذي جــودة»‪.‬‬
‫‪ ‬الفقــرة ‪ 4‬مــن الفصــل ‪« :32‬التعليــم األساســي حــق للطفــل وواجــب علــى األســرة‬
‫والدولــة»‪.‬‬

‫أهم النصوص القانونية ذات الصلة بالتعليم‪:‬‬


‫‪ ‬القانــون رقــم ‪ 04–00‬املتعلــق بإلزاميــة التعليــم األساســي األساســي الصــادر يف ‪ 19‬مــاي‬
‫‪:2000‬‬
‫الفصــل األول‪« :‬التعليــم األساســي حــق وواجــب جلميــع األطفــال املغاربــة ذكــورا وإناثــا‬
‫البالغــن ‪ 6‬ســنوات‪ .‬تلتزم الدولــة بتوفيــره لهــم مجانــا يف أقــرب مؤسســة تعليميــة عموميــة‬
‫ملــكان إقامتهــم ويلتــزم اآلبــاء واألوليــاء بتنفيــذه إلــى غايــة بلوغهم متــام اخلامســة عشــر مــن‬
‫عمرهــم»‪.‬‬
‫‪ ‬القانــون رقم ‪ 00-06‬مبثابــة النظــام األساســي للتعليــم املدرســي اخلصوصــي الصــادر‬
‫يف ‪ 19‬مــاي ‪:2000‬‬
‫دققــت مقتضيــات هــذا القانــون التزامــات مؤسســات التعليــم املدرســي اخلصوصي‪ ،‬وذلــك‬
‫لضمــان حقــوق املتمدرســن والعاملــن يف مؤسســات القطــاع املدرســي اخلصوصــي‪.‬‬

‫وفضــا عــن كــون مشــروع القانــون اإلطــار رقــم ‪ 51.17‬املتعلــق مبنظومــة التربيــة والتعليــم‬
‫والتكويــن والبحــث العلمــي‪ ،‬الــذي أحيــل علــى البرملــان بتاريــخ ‪ 5‬شــتنبر ‪ 2018‬مــن أجــل‬
‫مناقشــته واملصادقــة عليــه‪ ،‬يعــد إطــارا لألهــداف األساســية لنشــاط الدولــة يف ميــدان‬
‫التربيــة والتعليــم والتكويــن والبحــث العلمــي‪ ،‬فإنــه تضمــن تقنيــات وآليــات جديــدة ملنظومــة‬
‫التربيــة والتكويــن كالتعلــم عــن بعــد والتعلــم مــدى احليــاة والتصديــق علــى املكتســبات املهنيــة‬
‫واحلرفيــة والتنــاوب اللغــوي‪ ...‬كمــا أنــه أعــاد تنظيــم التعليــم املدرســي مــن خــال إرســاء‬
‫التعليــم األولــي وفتحــه يف وجــه جميــع األطفــال املتراوحــة أعمارهــم مــا بــن أربــع وســت‬
‫ســنوات ودمجــه تدريجيــا يف التعليــم االبتدائــي يف أجــل أقصــاه ثــاث ســنوات حتــى يشــكالن‬
‫معــا ســلك التعليــم االبتدائــي‪ ،‬ومت ربــط التعليــم االبتدائــي بالتعليــم اإلعــدادي يف إطــار ســلك‬
‫التعليــم اإللزامــي‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ ‬املؤشرات الكمية لضمان احلق يف التعليم‬
‫يقتضــي التعريــف باملجهــودات املبذولــة يف مجــال التربيــة والتكويــن‪ ،‬ال ســيما علــى صعيــد‬
‫املؤشــرات الكميــة‪ ،‬كتزايــد املخصصــات املاليــة لقطــاع التربيــة والتكويــن والتعليــم العالــي‬
‫والبحــث العلمــي والتحكــم يف نســبة الهــدر املدرســي وارتفــاع نســبة التمــدرس وتزايــد عــدد‬
‫البنيــات املؤسســاتية‪ ،‬عــرض املعطيــات ذات الصلــة بالتعليــم والتكويــن املهنــي يف القطاعــن‬
‫العــام واخلــاص‪ ،‬خــال الفتــرة الزمنيــة مــن ‪ 2012‬إلــى ‪ ،2018‬عبــر املبيانــات التوضيحيــة‬
‫التاليــة‪:‬‬
‫•على مستوى قطاع التربية الوطنية‬
‫‪1.1‬تحسين نسبة التمدرس‬
‫بفضــل املجهــودات اإلصالحيــة لقطــاع التعليــم منــذ اعتمــاد امليثــاق الوطنــي للتربيــة‬
‫والتكويــن‪ ،‬متكــن املغــرب مــن تعميــم الولــوج للتعليــم االبتدائــي حيــث بلغــت نســبة التمــدرس‬
‫معــدل ‪ % 99,7‬خــال املوســم الدراســي ‪.2019-2018‬‬
‫تطور نسب متدرس األطفال ما بني ‪ 6‬و‪ 11‬سنة حسب الوسط‬
‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫السنوات‬
‫‪99.4‬‬ ‫‪97.4‬‬ ‫‪95.8‬‬ ‫حضري‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪99.4‬‬ ‫قروي‬
‫‪99.7‬‬ ‫‪98.7‬‬ ‫‪97.6‬‬ ‫املجموع‬

‫وعلــى مســتوى الثانــوي اإلعــدادي والتأهيلــي‪ ،‬بلغــت نســبة التمــدرس اخلاصة بالفئــة العمرية‬
‫‪ % 91,1 12-14‬ســنة ‪ 2018‬مقابل ‪ % 87,6‬ســنة ‪ .2016‬وبلغت بالنســبة للفئة العمرية ‪15-17‬‬
‫ســنة‪ % 67,2 ،‬ســنة ‪ 2018‬مقابل ‪ % 66,6‬ســنة ‪.2016‬‬
‫وبالرغــم مــن االنخفــاض امللحــوظ لعــدد التالميــذ املنقطعــن‪ ،‬الــذي تراجــع مــن ‪400.000‬‬
‫ســنة ‪ 2016‬إلــى ‪ 269.000‬ســنة ‪ ،2018‬يرتقــب تخفيــض نســبة الهــدر املدرســي مــن ‪% 5,7‬‬
‫موســم ‪ 2018-2017‬إلــى ‪ % 2,5‬موســم ‪ .2022-2021‬وتبقــى معــدالت االنقطــاع والتكــرار‬
‫علــى ضعفهــا تغــذي معــدالت األميــة علــى املســتوى الوطنــي‪.‬‬
‫وعلــى مســتوى محــو األميــة‪ ،‬فباعتبارهــا حقــا مــن احلقــوق األساســية لألفــراد بــكل فئاتهــم‬
‫العمريــة‪ ،‬وأســاس عمليــة التعلــم طــوال احليــاة‪ ،‬ووســيلة مهمــة لتنميــة وتعزيــز املهــارات‬
‫والقــدرات الشــخصية لــدى األفــراد‪ ،‬وبحكــم أن التوفــر علــى قــدر كاف مــن كفايــات القــراءة‬
‫والكتابــة يشــكل أســاس التمتــع بالعديــد مــن احلقــوق األخــرى‪ ،‬فقــد وضعــت احلكومــة مســألة‬
‫احلــد مــن األميــة يف صميــم أولوياتهــا‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫فبالرغــم مــن أن نســبة األميــة تتجــه نحــو االنخفــاض‪ ،‬حيــث بلــغ معدلهــا ســنة ‪ 2004‬حوالــي‬
‫‪ % 43‬وانخفــض إلــى حــدود ‪ % 32‬ســنة ‪ ،2014‬إال أن وتيــرة هــذا التراجــع ال زالــت بطيئــة‪،‬‬
‫حيــث أن معــدل االنخفــاض ظــل يف حــدود نقطــة مئويــة واحــدة يف الســنة‪.‬‬
‫ولتســريع وتيــرة محــو األميــة مت اعتمــاد اســتراتيجية جديــدة حملاربــة األميــة ‪.2017-2021‬‬
‫وتهــدف هــذه االســتراتيجية إلــى خفــض معــدل األميــة إلــى ‪ % 20‬يف أفــق ‪ ،2021‬مــع إعطــاء‬
‫األولويــة حملــو األميــة لــدى النســاء والشــباب خاصــة بالوســط القــروي‪ .‬وستســتهدف مليــون‬
‫و‪ 50‬ألــف مســتفيد ســنويا‪.‬‬
‫شــهد عــدد املســتفيدين مــن برامــج محــو األميــة ارتفاعــا مبعــدل ‪ % 16‬بــن املوســمني‬
‫القرائيــن ‪ 2017-2016‬و‪ ،2018-2017‬حيــث انتقــل عــدد املســتفيدين مــن مختلــف برامــج‬
‫محــو األميــة بــن املوســمني مــن ‪ 904172‬إلــى ‪ 1045974‬فــردا‪ ،‬يشــكل العنصــر النســوي‬
‫‪ % 90,8‬مــن مجمــوع املســتفيدين‪.‬‬
‫‪2.2‬تطور الميزانية السنوية لقطاع التربية الوطنية‬
‫بلغــت ميزانيــة التربيــة الوطنيــة برســم ســنة ‪ 2019‬مــا مجموعــه ‪ 50.321‬مليــار درهــم‪ ،‬أي‬
‫بزيــادة ثمانيــة مالييــر درهــم كاعتمــادات إضافيــة مقارنــة بســنة ‪ ،2012‬حيــث كانــت يف‬
‫حــدود‪ 42,37‬مليــار درهــم‪ .‬وهــو مــا يعــادل زيــادة بنســبة ‪.%16‬‬
‫‪3.3‬تطور الموارد البشرية‬

‫‪2018‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫السنوات‬


‫‪295557‬‬ ‫‪222736‬‬ ‫‪226079‬‬ ‫‪230307‬‬ ‫هيئة التدريس‬
‫‪25102‬‬ ‫‪28155‬‬ ‫‪30433‬‬ ‫‪29077‬‬ ‫اإلدارة التربوية‬

‫وبرســم قانــون املاليــة لســنة ‪ 2019‬مت تعزيــز املــوارد البشــرية للمنظومــة التربويــة ب ‪15.000‬‬
‫منصــب لفائــدة األكادمييــات اجلهويــة للتربيــة والتكويــن‪ ،‬و‪ 700‬منصــب مالــي لفائــدة التعليم‬
‫العالــي و‪ 25‬منصــب مالــي للتكويــن املهنــي‪.‬‬
‫‪4.4‬التعليم األولي‬
‫بالرغــم مــن االهتمــام املتنامــي بالتعليــم األولــي إال أن نســبة الولــوج إليــه عرفــت تراجعــا بــن‬
‫ســنتي ‪ 2014‬و‪ ،2018‬حيــث انتقلــت مــن ‪ 56,5%‬إلــى ‪ .49%‬وهكــذا بلــغ عــدد األطفــال (‪5-4‬‬
‫ســنوات) املســجلني بالتعليــم األولــي خــال موســم ‪ 2018-2017‬مــا مجموعــه ‪700.000‬‬
‫طفــا‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫وبالوســط القــروي انتقلــت نســبة التمــدرس بالتعليــم األولــي مــا بــن موســمي ‪2015-2014‬‬
‫و‪ 2018-2017‬مــن ‪ % 40,1‬إلــى ‪ .% 35,3‬وعلــى مســتوى اإلنــاث بنفــس الوســط وخــال ذات‬
‫املوســمني انتقلــت نســبة التمــدرس بهــذا التعليــم مــن ‪ % 27,4‬إلــى ‪.% 26,9‬‬
‫وبالنظــر إلــى أن ‪ 726.920‬طفــا غيــر ممــدرس بالتعليــم األولــي‪ ،‬أي مــا ميثــل أكثــر مــن‬
‫نصــف عــدد األطفــال يف ســن التمــدرس بالتعليــم األولــي‪ ،‬مت إطــاق‪ ،‬حتــت الرعايــة الســامية‬
‫لصاحــب اجلاللــة‪ ،‬البرنامــج الوطنــي لتعميــم وتطويــر التعليــم األولــي‪ ،‬الــذي يــروم‪:‬‬
‫‪-‬تعميم التعليم األولي يف أفق موسم ‪.2027/2028‬‬
‫‪-‬إحداث وتهيئة ما يفوق ‪ 56.208‬حجرة دراسية خالل العشر سنوات املقبلة‪.‬‬
‫‪-‬تكوين وتأهيل حوالي ‪ 55.914‬مربي و‪ 950‬منشط تربوي‪.‬‬
‫‪-‬إعــادة تأهيــل فضــاءات التعليــم األولــي التقليــدي الــذي يــأوي أزيــد مــن ‪440.537‬‬
‫ألــف طفــل‪.‬‬
‫وقصــد التعميــم التدريجــي للتعليــم األولــي وبلــوغ نســبة ‪ % 67‬برســم املوســم الدراســي‬
‫‪ ،2022-2021‬خصــص برســم قانــون ماليــة ســنة ‪ 2019‬غــاف مالــي قــدره ‪ 1,35‬مليــار‬
‫درهــم لتأهيــل وجتهيــز ‪ 1.465‬حجــرة وبنــاء وجتهيــز ‪ 5.826‬حجــرة يف املــدارس االبتدائيــة‪،‬‬
‫إضافــة إلــى تكويــن املربيــن‪.‬‬
‫‪5.5‬عدد المتمدرسين في القطاعين العام والخاص‬

‫‪74‬‬
‫‪6.‬توسيع العرض المدرسي عبر تطوير البنيات المؤسساتية‬
‫ أ‪ -‬حسب القطاع‬

‫ب ‪ -‬حسب األسالك التعليمية‬

‫*توجــد ‪ 134‬مدرســة جماعاتيــة مــن ضمــن ‪ 7789‬مؤسســة بالســلك االبتدائــي املســجلة يف املوســم الدراســي ‪.2018-2019‬‬

‫ت ‪ -‬عدد احلجرات الدراسية بحسب األسالك التعليمية‬

‫وأفضــى توســيع العــرض املدرســي مــن حيــث البنيــات التعليميــة ومــن حيــث األطــر التربويــة‬
‫علــى مســتوى مختلــف األســاك إلــى تخفيــض نســبة االكتظــاظ التــي بلغــت مســتويات قصوى‬
‫خــال موســم ‪ ،2017-2016‬حيــث مت تســجيل تراجــع نســبة االكتظــاظ بالتعليــم االبتدائــي‬
‫مــن ‪ 10,9%‬خــال موســم ‪ 2017-2016‬إلــى ‪ % 0,9‬برســم موســم ‪ .2019-2018‬وبالنســبة‬
‫للتعليــم الثانــوي اإلعــدادي انخفضــت خــال ذات املوســمني مــن ‪ % 15‬إلــى ‪ .% 1,2‬ونفــس‬
‫الشــيء بالنســبة للتعليــم الثانــوي التأهيلــي‪ ،‬حيــث تراجعــت نســبة االكتظــاظ مــن ‪ % 7,2‬إلــى‬
‫‪.% 0,6‬‬
‫‪75‬‬
‫ث ‪ -‬املطاعم املدرسية والداخليات‬

‫بلــغ مجمــوع املســتفيدين مــن الداخليــات واإلطعــام املدرســي‪ ،‬برســم املوســم الدراســي ‪2018-‬‬
‫‪ ،2019‬مــا يفــوق مليــون و‪ 25‬ألــف مســتفيد(ة)‪ ،‬بزيــادة ‪ 80.500( % 2‬تلميــذ) عــن موســم‬
‫‪ ،2017-2018‬وبكلفــة إجماليــة ناهــزت ‪ 1,47‬مليــار درهــم خــال ســنة ‪ .2019‬وبلغــت نســبة‬
‫املســتفيدين يف العالــم القــروي مــن الداخليــات ‪.59%‬‬
‫ويعــرض اجلــدوالن أســفله معطيــات تفصيليــة بخصــوص تطــور عــدد املســتفيدين مــن‬
‫الداخليــات واملطاعــم املدرســية مــن ســنة ‪ 2012‬إلــى ســنة ‪.2018‬‬
‫‪2018‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫السنوات‬
‫‪1114353‬‬ ‫‪1142792‬‬ ‫‪1267109‬‬ ‫‪1257346‬‬ ‫اإلطعام‬
‫‪111321‬‬ ‫‪108749‬‬ ‫‪108639‬‬ ‫‪98583‬‬ ‫الداخليون‬
‫‪136764‬‬ ‫‪136421‬‬ ‫‪132344‬‬ ‫‪119920‬‬ ‫املمنوحون‬
‫‪2018‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫السنوات‬
‫‪5684‬‬ ‫‪5938‬‬ ‫‪6491‬‬ ‫‪6103‬‬ ‫املطاعم‬
‫االبتدائي‬
‫‪107‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪10‬‬ ‫الداخليات‬
‫‪353‬‬ ‫‪369‬‬ ‫‪408‬‬ ‫‪364‬‬ ‫املطاعم‬
‫اإلعدادي‬
‫‪413‬‬ ‫‪371‬‬ ‫‪304‬‬ ‫‪258‬‬ ‫الداخليات‬
‫‪369‬‬ ‫‪344‬‬ ‫‪277‬‬ ‫‪254‬‬ ‫الداخليات‬ ‫التأهيلي‬

‫ويرتقــب يف أفــق ‪ 2021‬تعزيــز العــرض املدرســي بإحــداث ‪ 150‬مدرســة جماعاتيــة و‪182‬‬


‫مدرســة ابتدائيــة و‪ 185‬ثانويــة إعداديــة و‪ 160‬ثانويــة تأهيليــة و‪ 84‬داخليــة و‪ 80‬مدرســة‬
‫للفرصــة الثانيــة‪ .‬إضافــة إلــى إعــادة تأهيــل عدد من املؤسســات وتوســيع طاقتها االســتيعابية‬
‫وعدد حجراتها وتعويض البناء املفكك‪ .‬‬
‫‪ 7.7‬المخصصات المالية لصندوق دعم التماسك االجتماعي في مجال‬
‫التعليم‬
‫▫برنامج تيسير‬
‫يهــدف هــذا البرنامــج إلــى احلــد مــن الهــدر املدرســي وتفعيــل إجباريــة التعليــم مــن ‪6‬‬
‫إلــى ‪ 15‬ســنة‪ ،‬وخاصــة بالنســبة للفئــات املعــوزة‪ .‬وانتقــل املبلــغ الســنوي للتحويــات املاليــة‬
‫مــن حوالــي ‪ 62‬مليــون درهــم ســنة ‪ 2009-2008‬إلــى حوالــي ‪ 660‬مليــون درهــم ســنة‬
‫‪ 2018-2017‬أي أنــه تضاعــف حوالــي ‪ 11‬مــرة‪ .‬وبلــغ متوســط االســتفادة الســنوية لألســر‬
‫‪ 1433‬درهــم‪.‬‬
‫وقــد انتقــل عــدد املســتفيدين مــن ‪ 87795‬تلميــذا برســم موســم ‪،2009-2008‬‬
‫‪76‬‬
‫باعتبــاره موســم انطــاق هــذا البرنامــج الــذي اســتهدف آنــذاك بعــض األقاليــم مــن خمــس‬
‫جهــات للمملكــة‪ ،‬إلــى ‪ 2301673‬تلميــذا برســم موســم ‪.2019-2018‬‬
‫وبنــاء علــى التوجيهــات امللكيــة‪ ،‬خــال بدايــة املوســم الدراســي ‪ ،2018-2019‬مت‬
‫تطويــر هــذا البرنامــج وتعميمــه مــن خــال مراجعــة آليــة االســتهداف‪ ،‬كمــا مت رصــد مبلــغ‬
‫‪ 2,17‬مليــار درهــم لهــذا البرنامــج يف ميزانيــة ‪ ، 2019‬أي بزيــادة حوالــي ‪ 1,4‬مليــار درهــم‬
‫عــن الســنة املاضيــة‪.‬‬
‫▫برنامج املبادرة امللكية السامية مليون محفظة‬
‫تتوخــى هــذه العمليــة منــح تالميــذ التعليــم االبتدائــي والثانــوي املتواجديــن يف املناطــق‬
‫املعــوزة مــن احملافــظ واألدوات املدرســية واملناهــج والكتــب‪ .‬وبرســم املوســم الدراســي‬
‫‪ 2018-2019‬بلــغ عــدد املســتفيدين مــن هــذا البرنامــج حوالــي ‪ 4‬مليــون و ‪263‬ألــف‬
‫مســتفيدة ومســتفيد‪ % 64 ،‬منهــم بالوســط القــروي‪ .‬وبرســم قانــون ماليــة ســنة ‪2019‬‬
‫خصــص لهــذا البرنامــج غــاف مالــي بلــغ ‪ 250‬مليــون درهــم‪.‬‬
‫ أ‪ -‬العدد اإلجمالي للمستفيدين بني سنتي ‪ 2009‬و‪2018‬‬

‫ ب ‪ -‬عدد املستفيدين حسب األسالك التعليمية‬


‫‪2018‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫السنوات‬
‫‪3318468‬‬ ‫‪3291267 3230946 3178509‬‬ ‫‪1047051‬‬ ‫االبتدائي‬
‫‪516661‬‬ ‫‪539210‬‬ ‫‪504475‬‬ ‫‪401070‬‬ ‫‪16291‬‬ ‫اإلعدادي‬

‫ووفقــا لنتائــج الدراســة التقييميــة التــي أعدهــا املرصــد الوطنــي للتنميــة البشــرية ســنة ‪2018‬‬
‫فقــد مكنــت برامــج الدعــم االجتماعــي يف مجــال التمــدرس مــن تقليص نســبة الهدر املدرســي‬
‫بحوالــي ‪ % 63‬وحتســن نســبة التمــدرس للفئــة العمريــة ‪ 15-6‬ســنة ب ‪ % 66,9‬وحتســن‬

‫‪77‬‬
‫نســبة االلتحــاق بالثانــوي اإلعــدادي للفئــة العمريــة مــا بــن ‪ 12‬و‪ 14‬ســنة بحوالــي ‪% 36,5‬‬
‫وبالثانــوي التأهيلــي بالنســبة للفئــة العمريــة ‪ 17-15‬ســنة بنســبة ‪ .% 16,3‬كمــا ســاهمت يف‬
‫تقليــص نســبة الهــدر لــدى الفئــات املعنيــة بالدراســة بحوالــي ‪.% 92,5‬‬
‫•على مستوى قطاع التعليم العالي‬

‫‪o o‬تطور بنيات مؤسسات التعليم العالي‬


‫علــى صعيــد التعليــم اجلامعــي العمومــي يالحــظ أن ثمــة مجهــودات مبذولــة علــى مســتوى‬
‫خلــق بنيــات جامعيــة عبــر تــراب اململكــة‪ ،‬ويشــمل مجمــل التخصصــات‪ ،‬وهكــذا وعلــى ســبيل‬
‫املثــال‪ ،‬فقــد انتقــل عــدد املؤسســات اجلامعيــة بــن موســمي ‪ 2016-2015‬و‪2017-2016‬‬
‫مــن ‪ 119‬إلــى ‪ 124‬مؤسســة‪ .‬وأفضــى هــذا التطــور يف املؤسســات إلــى ارتفــاع نســبة الطاقــة‬
‫االســتيعابية للمؤسســات اجلامعيــة حيــث انتقلــت بــن املوســمني ‪ 2011-2012‬و‪2017-‬‬
‫‪ 2018‬مــن ‪ 358974‬مقعــد إلــى ‪ 512630‬مقعــد‪.‬‬
‫ومتــت املصادقــة علــى ‪ 16‬مشــروعا إلحــداث مؤسســات جامعيــة تتــوزع بــن كليــات متعــددة‬
‫التخصصــات ومــدارس عليــا للتربيــة ومــدارس للتجــارة والتســيير وكليــات االقتصــاد والتدبير‬
‫والفنــون والعلــوم اإلنســانية والعلــوم التطبيقيــة والكيميــاء‪.‬‬
‫وعــرف دور التعليــم العالــي اخلــاص تطــورا ملحوظــا‪ ،‬حيــث بلــغ إلــى غايــة ‪ 2018‬عــدد‬
‫اجلامعــات اخلاصــة ‪ 10‬جامعــات‪ 5 ،‬منهــا تضــم ‪ 21‬مؤسســة و‪ 5‬جامعــات أخــرى محدثــة‬
‫يف إطــار الشــراكة مــع الدولــة تضــم ‪ 29‬مؤسســة‪ .‬ويتابــع الدراســة مبختلــف مؤسســات هــذه‬
‫اجلامعــات اخلاصــة واحملدثــة يف إطــار الشــراكة مــع الدولــة ‪ 49522‬طالبــا برســم املوســم‬
‫اجلامعــي ‪ ،2019-2018‬وهــو مــا ميثــل ‪ % 5,3‬مــن مجمــوع طلبــة التعليــم العالــي‪.‬‬
‫‪o o‬تطور أعداد الطلبة‬
‫انتقــل عــدد الطلبــة بــن ســنتي ‪ 2012‬و‪ 2018‬مــن ‪ 541375‬إلــى ‪ 893336‬طالبــا وطالبــة‪،‬‬
‫‪ 9347‬منهــم أجانــب‪ .‬وهكــذا بلــغ معــدل التمــدرس بالتعليــم العالــي ‪ % 35‬ســنة ‪ ،2018‬مقارنــة‬
‫ب ‪ % 21‬ســنة ‪ .2012‬وبرســم املوســم اجلامعي ‪ 2018/2017‬بلغت نســبة الطلبة مبؤسســات‬
‫التعليــم العالــي اجلامعــي العمومــي ‪ % 91,8‬مــن مجمــوع عــدد الطلبــة‪ .‬بينمــا يتابــع الدراســة‬
‫مبختلــف مؤسســات التعليــم اخلــاص ‪ % 8,2‬مــن مجمــوع الطلبــة‪.‬‬
‫‪o o‬خدمات الدعم االجتماعي للطلبة‬
‫▫السكن اجلامعي‬
‫علــى مســتوى الســكن اجلامعــي‪ ،‬بلــغ عــدد األحيــاء والداخليات اجلامعية ‪ 28‬مؤسســة للســكن‬
‫‪78‬‬
‫اجلامعــي‪ ،‬دون احتســاب دور الطالبــات واإلقامــات واألحيــاء اجلامعيــة اخلاصــة‪ ،‬بطاقــة‬
‫اســتيعابية بلغــت ‪ 50934‬طالبــا قاطنــا ســنة ‪ 30039 ،2018‬منهــا لصالــح الطالبــات‪ ،‬بعدمــا‬
‫كانــت الطاقــة االســتيعابية لهــذه األحيــاء ســنة ‪ 2012‬يف حــدود ‪ .40902‬ويرتقــب أن يبلــغ‬
‫عــدد املســتفيدين مــن الســكن اجلامعــي خــال موســم ‪ 2019-2018‬مــا مجموعــه ‪65500‬‬
‫مســتفيد علــى مســتوى األحيــاء اجلامعيــة وأزيــد مــن ‪ 18000‬مســتفيد باإلقامــات اخلاصــة‪.‬‬
‫▫املطاعم اجلامعية‬
‫علــى مســتوى خدمــات الدعــم االجتماعــي املتعلقــة باإلطعــام‪ ،‬ففضــا عــن تعميــم أســلوب‬
‫املناولــة علــى كل مطاعــم األحيــاء اجلامعيــة ســنة ‪ 2017‬انتقــل عــدد الوجبــات املقدمــة لفائــدة‬
‫الطلبــة القاطنــن وغيــر القاطنــن يف هــذه االحيــاء والداخليــات اجلامعيــة مــن‪5.600.000‬‬
‫وجبة ســنة ‪ 2011‬إلى ‪ 10.932.081‬وجبة ســنة ‪ .2018‬ويرتقب أن تبلغ ‪ 12‬مليون وجبة ســنة‬
‫‪ ،2019‬وذلــك بفضــل فتــح خمســة مطاعــم جامعيــة جديــدة وإعــادة تهيئــة مطعمــن‪ .‬وبرمــج‬
‫يف أفــق ‪ 2021‬بنــاء ســبعة مطاعــم بــكل مــن طنجــة وتطــوان وتــازة والقنيطــرة واحلســيمة‬
‫واحملمديــة وفــاس‪.‬‬
‫▫املنح اجلامعية‬
‫عرفــت املنــح اجلامعيــة تطــورا ملحوظــا ســواء علــى مســتوى عــدد املســتفيدين وكذلــك علــى‬
‫مســتوى قيمتهــا املاليــة‪ .‬فبخصــوص عــدد املســتفيدين‪ ،‬فقــد انتقــل مــن ‪ 201729‬طالبــا‬
‫برســم موســم ‪ 2013-2012‬إلــى ‪ 366.000‬طالــب ممنــوح برســم املوســم ‪ ،2019-2018‬أي‬
‫بزيــادة حوالــي ‪ % 40‬مقارنــة بســنة ‪ .2012‬كمــا ستشــمل هــذه املنحــة ألول مــرة‪ ،‬قطــاع‬
‫التكويــن املهنــي‪ ،‬ممــا ســيمكن حوالــي ‪ 70‬ألــف متــدرب مــن حاملــي شــهادة الباكالوريــا مــن‬
‫املنحــة‪.‬‬
‫أمــا بخصــوص قيمتهــا املاليــة‪ ،‬فقــد بلــغ مجمــوع االعتمــادات املخصصة للمنح برســم ميزانية‬
‫ســنة ‪ 1,8 2019‬مليــار درهــم‪ ،‬أي بزيــادة حوالــي ‪ % 150‬مقارنــة مبوســم ‪ .2012-2011‬وبلغــت‬
‫نســبة االســتجابة لطلبات املنحة نســبة ‪.% 80‬‬
‫وخضعــت املنــح ملراجعــات متتاليــة منــذ ســنة ‪ 2012‬كان آخرهــا مبوجــب املرســوم رقــم‬
‫‪ 2.18.512‬بتاريــخ ‪ 28‬فبرايــر ‪ 2019‬املعــدل للمرســوم رقــم ‪ 2.12.618‬الصــادر يف نونبــر‬
‫‪ 2012‬املتعلــق بتحديــد شــروط وكيفيــة صــرف املنــح للطلبــة وشــروط وضــع االعتمــادات‬
‫املاليــة املخصصــة رهــن إشــارة املكتــب الوطنــي لألعمــال االجتماعيــة والثقافيــة للتعليــم‬
‫العالــي‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫وأضحت املنح بعد اعتماد املرسوم رقم ‪ 2.18.512‬املذكور على الشكل التالي‪:‬‬
‫مبلغ املنحة الشهري مبلغ املنحة الشهري‬ ‫مبلغ املنحة الشهري‬ ‫السلك الدراسي‬
‫بعد موسم ‪ 2013-2012‬موسم ‪2019-2018‬‬ ‫قبل ‪2012‬‬
‫‪ 703‬درهم‬ ‫‪ 633‬درهم‬ ‫‪ 433‬درهم‬ ‫السلك األول‬
‫‪ 814‬درهم‬ ‫‪ 733‬درهم‬ ‫‪ 433‬درهم‬ ‫سلك املاستر‬
‫‪ 2160‬درهم‬ ‫‪ 1000‬درهم‬ ‫‪ 700‬درهم‬ ‫سلك الدكتوراه‬

‫•على مستوى قطاع التكوين املهني‬


‫بلــغ عــدد مؤسســات التكويــن املهنــي خــال موســم ‪ 2018-2017‬مــا مجموعه ‪ 2042‬مؤسســة‬
‫بــكل مــن القطاعــن العــام واخلــاص‪ 122 ،‬منها يتوفر علــى داخليات إليواء املتدربني‪ .‬وبالرغم‬
‫مــن أن عــدد هــذه املؤسســات قــد عــرف تراجعــا بــن موســمي ‪ 2012-2011‬و‪،2018-2017‬‬
‫حيــث انخفــض مــن مــن ‪ 2169‬إلــى ‪ 2042‬مؤسســة‪ ،‬وســجل هــذا التراجــع علــى مســتوى‬
‫مؤسســات التكويــن املهنــي اخلــاص (انخفــض عددهــا مــن ‪ 1593‬إلــى ‪ 1365‬بــن ســنتي ‪2011‬‬
‫و‪ ،)2018‬إال أن عــدد املســتفيدين مــن التكويــن املهنــي عــرف تزايــدا ملحوظــا‪ ،‬حيــث انتقــل‬
‫مــن ‪ 327749‬إلــى ‪ 433007‬مســتفيد بــن ســنتي ‪ 2011‬و‪ 2018‬محققــا بذلــك نســبة تطــور‬
‫بلغــت ‪.% 32‬‬
‫وبلــغ عــدد التخصصــات املفتوحــة للتكويــن ‪ 340‬تخصصــا ســنة ‪ ،2018‬متــت فيهــا مراعــاة‬
‫احتياجــات ســوق الشــغل‪ .‬كمــا عــرف عــدد اخلريجــن تطــورا ملحوظــا حيــث انتقــل مــن‬
‫‪ 149287‬موســم ‪ 2012/2011‬إلــى ‪ 186333‬برســم موســم ‪ 2018/2017‬محققــا بذلــك نســبة‬
‫تطــور بلغــت ‪.% 25‬‬
‫ومتاشــيا مــع توجهــات الرؤيــة االســتراتيجية لإلصــاح يتوقــع‪ ،‬يف أفــق ســنة ‪ ،2021‬رفــع عــدد‬
‫املتدربــن يف التكويــن األساســي بنســبة ‪ 60%‬والتكويــن املســتمر بنســبة ‪ .% 200‬وبالتالــي‬
‫االنتقــال مــن ‪ 258.000‬مســتفيد إلــى ‪ 800.000‬مســتفيد‪.‬‬
‫ويتوقــع برســم ســنة ‪ 2019‬بنــاء ثمــان داخليــات جديــدة‪ ،‬وهــو مــا ســيمكن مــن توفيــر ‪1200‬‬
‫ســرير إضــايف‪ ،‬وبنــاء مركزيــن للتكويــن يف املهــن الصحيــة‪ ،‬وإطــاق البكالوريــا املهنيــة يف‬
‫املجــال الرياضــي‪ ،‬وتعميــم مراكــز اللغــات يف جميــع مراكــز التكويــن املهنــي‪ .‬مــع العلــم أن‬
‫طلبــة التكويــن املهنــي‪ ،‬ابتــداء مــن املوســم الدراســي ‪ 2017-2016‬أصبحــوا يتمتعــون باحلــق‬
‫يف املنحــة كنظرائهــم مــن الطلبــة اجلامعيــن‪ ،‬وهــو تطــور الفــت يترجــم االهتمــام احلكومــي‬
‫بهــذا القطــاع واإلرادة الواضحــة لدعمــه‪.‬‬
‫متكــن املغــرب مــن تعميــم الولــوج إلــى التعليــم االبتدائــي‪ ،‬حيــث أشــرفت نســبة التمــدرس‬
‫علــى بلــوغ معــدل ‪ % 100‬خــال املوســم الدراســي ‪ 2019-2018‬بالنســبة للفئــة العمريــة ‪11-6‬‬

‫‪80‬‬
‫ســنة‪ ،‬وشــهد عــدد التالميــذ املنقطعــن انخفاضــا ملحوظــا‪ ،‬حيــث تراجــع مــن ‪400.000‬‬
‫ســنة ‪ 2016‬إلــى ‪ 269.000‬ســنة ‪ ،2018‬ويرتقــب تخفيــض نســبة الهــدر املدرســي مــن‪% 5,7‬‬
‫موســم ‪ 2018-2017‬إلــى ‪ % 2,5‬موســم ‪ ،2022-2021‬وانخفــض معــدل األميــة مــن ‪% 43‬‬
‫ســنة ‪ 2004‬إلــى ‪ % 32‬ســنة ‪ ،2014‬ويرتقــب أن ينخفــض هــذا املعــدل إلــى ‪ % 20‬يف أفــق‬
‫‪ .2021‬ويعــود الفضــل يف حتقيــق هــذه املنجــزات إلــى االهتمــام املتواصــل ببرامــج الدعــم‬
‫االجتماعــي يف مجــال التمــدرس كبرنامــج تيســير وبرنامــج املبــادرة امللكيــة الســامية مليــون‬
‫محفظــة والنقــل املدرســي والداخليــات واإلطعــام املدرســي‪.‬‬
‫وبخصــوص معــدل التمــدرس اجلامعــي فقــد بلــغ ‪ % 35‬ســنة ‪ ،2018‬مقارنــة ب ‪ % 21‬ســنة‬
‫‪ .2012‬وعلــى مســتوى التكويــن املهنــي انتقــل عــدد املســتفيدين مــن ‪ 327749‬إلــى ‪433007‬‬
‫مســتفيد بــن ســنتي ‪ 2011‬و‪ 2018‬محققــا بذلــك نســبة تطــور بلغــت ‪ ،% 32‬وذلــك بفضــل‬
‫توســيع الطاقــة االســتيعابية لهــذا القطــاع مــن حيــث البنيــات واملســالك‪.‬‬
‫ويرتقــب أن يعــرف التكويــن املهنــي طفــرة نوعيــة علــى مســتوى جــودة التكويــن وعلــى مســتوى‬
‫تيســير الولــوج إلــى ســوق الشــغل إذا مــا مت إجنــاح ورش إحــداث مــدن املهــن والكفــاءات بــكل‬
‫جهــة كمــا هــو وارد يف خارطــة الطريــق املتعلقــة بتطويــر التكويــن املهنــي‪.‬‬
‫وبلغــت املخصصــات املاليــة لــوزارة التربيــة الوطنيــة والتكويــن املهنــي والتعليــم العالــي والبحث‬
‫العلمــي ســنة ‪ 2019‬أكثــر مــن ‪ 50‬مليــار درهــم‪ ،‬وذلــك بزيــادة بلغــت ‪ % 25‬مقارنــة مــع‬
‫ســنة ‪ .2016‬كمــا مت تعزيــز منظومــة التربيــة الوطنيــة باملــوارد البشــرية الالزمــة‪ ،‬ال ســيما‬
‫هيئــة التدريــس‪ ،‬حيــث انتقــل عددهــا مــن ‪ 230307‬ســنة ‪ 2012‬إلــى ‪ 295557‬ســنة ‪.2018‬‬
‫باإلضافــة إلــى النهــوض بكفاياتهــا علــى املســتوى البيداغوجــي والديداكتيكــي مــن خــال‬
‫إحــداث املســالك التربويــة‪ ،‬وبأوضاعهــا االجتماعيــة بفضــل املجهــودات املبذولــة مــن طــرف‬
‫مؤسســة محمــد الســادس للنهــوض باألعمــال االجتماعيــة للتربيــة والتكويــن‪.‬‬
‫إذا كانــت املؤشــرات الكميــة والكيفيــة املســاقة يف هــذا احملــور الفرعــي مبعــث ارتيــاح وتؤشــر‬
‫علــى تعــايف وحتســن منظومــة ظلــت لعقــود تعانــي مــن فقــدان عمليــات اإلصــاح املعاقبــة‬
‫للقــدرة علــى حســم اخليــارات والوضــوح الواجــب يف طبيعــة ومحتــوى املدرســة املغربيــة‬
‫املبتغــاة‪ ،‬فــإن مواصلــة إصــاح هــذه املنظومــة يســتلزم بــدل املزيــد مــن اجلهــود يف اجتــاه‬
‫اســتدراك جوانــب ضعــف أداء املنظومــة التربويــة‪ ،‬والتخفيــف مــن مظاهــر العجــز املتراكمــة‬
‫منــذ بدايــات االســتقالل ورفــع حتــدي إكراهــات ناشــئة يف مجالــي التعليــم والتكويــن‪ ،‬ال‬
‫ســيما علــى مســتوى الرفــع مــن معــدل املكــوث يف املدرســة‪ ،‬حيــث أن متوســط عــدد ســنوات‬
‫الدراســة لــم يتجــاوز ‪ 4,4‬ســنوات بالنســبة للفئــة العمريــة البالغــة أكثــر مــن ‪ 25‬ســنة‪ ،‬وهــي‬
‫نســبة أقــل بكثيــر مــن املتوســط العاملــي البالــغ قرابــة ‪ 8‬ســنوات (‪ 7,7‬ســنوات)‪ ،‬وكذلــك‬
‫علــى مســتوى منطقــة الشــرق األوســط وشــمال إفريقيــا‪ ،‬حيــث بلــغ هــذا املعــدل أكثــر مــن ‪6‬‬
‫ســنوات (‪ 6,3‬ســنوات)‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫كمــا أفضــى ضعــف الثقــة يف املدرســة العموميــة إلــى إحــداث فجــوة مدرســية بــن نظامــن‬
‫تعليميــن عمومــي وخصوصــي تعــود املفاضلــة بينهمــا حصــرا إلــى مســتوى دخــل األســر‪.‬‬
‫وعليــه فــإن التعليــم بقــدر مــا هــو أســاس للرقــي االجتماعــي واالقتصــادي والتنمــوي‪ ،‬فإنــه‬
‫يف ذات الوقــت عامــا لتعميــق التفاوتــات االجتماعيــة واملجاليــة إذا كان فاقــدا للجــودة‬
‫املفترضــة‪ .‬ودائمــا يف إطــار جــودة املنظومــة الوطنيــة للتربيــة والتكويــن‪ ،‬فحســب تقريــر‬
‫ملنظمــة اليونســكو ســنة ‪ 2014‬فــإن ‪ % 21‬فقــط مــن التالميــذ البالغــن ‪ 10‬ســنوات يتقنــون‬
‫أساســيات القــراءة‪ .‬وبخصــوص التعليــم اجلامعــي‪ ،‬فبحســب تصنيــف شــنغهاي ألفضــل ‪500‬‬
‫جامعــة يف العالــم ســنة ‪ 2018‬تظــل اجلامعــة املغربيــة غائبــة وبعيــدة عــن هــذا التصنيــف‪.‬‬
‫وحســب تقريــر املرصــد الوطنــي للتنميــة البشــرية حــول التفاوتــات السوســيو‪ -‬مجاليــة‬
‫والتنميــة البشــرية الصــادر ســنة ‪ 2019‬فــإن املغــرب إذا كان قــد ســجل معــدل ‪ 0,647‬يف‬
‫مؤشــر التنميــة البشــرية ســنة ‪ 2015‬فــإن الفضــل يعــود إلــى الصحــة ومســتوى املعيشــة اللــذان‬
‫ســاهما يف حتقيــق هــذا املعــدل علــى التوالــي ب ‪ % 43‬و‪ ،% 32‬أمــا بخصــوص مســاهمة‬
‫التعليــم يف هــذا املعــدل فلــم يتجــاوز ‪.% 25‬‬
‫وإذا كانــت الرؤيــة االســتراتيجية إلصــاح التعليــم قــد اســتحضرت اإلكراهــات الذاتيــة‬
‫واملوضوعيــة للمنظومــة التربويــة احلاليــة‪ ،‬وأسســت لشــروط اإلقــاع التربــوي ببالدنــا علــى‬
‫كافــة األصعــدة‪ ،‬فــإن تأمــن تنفيذهــا والتقيــد بخالصاتهــا وتوصياتهــا يتوقــف علــى اإلســراع‬
‫بإصــدار مشــروع قانــون اإلطــار رقــم ‪ 17.51‬املتعلــق مبنظومــة التربيــة والتعليــم والتكويــن‬
‫والبحــث العلمــي‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫ثانيا‪ -‬احلق يف الصحة‬
‫لقــد كانــت املناظــرة الوطنيــة األولــى حــول‬
‫مقتطف من الرسالة السامية‬ ‫الصحــة‪ ،‬التــي انعقــدت يف أبريــل ‪1959‬‬
‫الموجه إلى المشاركين في‬ ‫حتــت الرئاســة الفعليــة للمغفــور لــه محمــد‬
‫اخلامــس‪ ،‬مــن املناظــرات األولــى التــي المناظرة الوطنية الثانية للصحة‪ ،‬التي‬
‫انطلقت أشغالها في فاتح يوليوز‬ ‫عرفتهــا بالدنــا‪ ،‬وبفضــل توجهاتهــا حقــق‬
‫‪ 2013‬بمراكش تحت الرعاية‬
‫مســتوى الصحــة لــدى املغاربــة‪ ،‬تقدمــا‬
‫السامية لجاللته‬
‫ملحوظــا‪ ،‬مــن خــال القضــاء علــى العديــد‬
‫مــن األمــراض واألوبئــة املنتشــرة يف عــدد «نؤكــد حرصنــا الموصــول علــى جعــل‬
‫مــن الــدول الفقيــرة (شــلل األطفــال والكــزاز النهــوض بقطــاع الصحــة مــن األوراش‬
‫الحيويــة الكبــرى‪ ،‬إيمانــا منــا بــأن حــق‬
‫املولــدي وحمــى املســتنقعات ‪ ،)...‬والتحكــم الولــوج للخدمــات الصحيــة‪ ،‬الــذي‬
‫يف اخلصوبــة وارتفــاع معــدل أمــد احليــاة كرســه الدســتور الجديــد للمملكــة‪،‬‬
‫بخمســة أشــهر عــن كل ســنة منــذ ‪ ،1962‬يعــد دعامــة أساســية لترســيخ المواطنــة‬
‫حيــث كان متوســط أمــد احلياة يف حدود‪ 47‬الكريمــة‪ ،‬وتحقيــق مــا نتوخــاه لبلدنــا‬
‫ســنة ‪ 1962‬وانتقــل إلــى ‪ 75.8‬ســنة ‪ .2018‬مــن تنميــة بشــرية شــاملة ومســتدامة»‬
‫غيــر أن مؤشــرات صحــة األم والطفــل ظلــت‬
‫مثيــرة للقلــق‪ ،‬ولــم تشــرع يف التحســن التدريجــي إال يف اآلونــة األخيــرة‪ .‬كمــا ظلــت املنظومــة‬
‫الصحيــة الوطنيــة تعانــي مــن خصاصــات مختلفــة علــى مســتوى نقــص التغطيــة الصحيــة‬
‫وضعــف املــوارد البشــرية وضعــف اليقظــة بخصــوص األمــراض اجلديــدة‪ ،‬وكــذا علــى مســتوى‬
‫احلكامــة اجليــدة‪.‬‬
‫ولرفــع هــذه التحديــات نظمــت املناظــرة الوطنيــة الثانيــة للصحــة ســنة ‪ 2013‬وأعــدت وزارة‬
‫الصحــة اســتراتيجيتني قطاعيتــن للصحــة ‪ 2016-2012‬و‪ ،2021-2017‬ممــا أفضــى إلــى‬
‫حتســن نســبي يف خدمــات الصحــة العموميــة‪ ،‬بفضــل الرفــع املتتالــي للميزانيــة الســنوية‬
‫لقطــاع الصحــة وتعزيــز مــوارده البشــرية وإحــداث أنظمــة جديــدة للتغطيــة الصحية وتوســيع‬
‫خدماتهــا وإحــداث بنيــات ومرافــق صحيــة جديــدة وجتهيزهــا‪.‬‬

‫‪ ‬تعزيز اإلطار القانوني حلماية احلق يف الصحة‬


‫الفقرة ‪ 1‬من الفصل ‪ 31‬من الدستور‬
‫«تعمــل الدولــة واملؤسســات العموميــة واجلماعــات الترابيــة‪ ،‬علــى تعبئــة كل الوســائل املتاحــة‪،‬‬
‫لتيســير أســباب اســتفادة املواطنــات واملواطنــن‪ ،‬علــى قــدم املســاواة‪ ،‬مــن احلــق يف العــاج‬
‫والعنايــة الصحيــة»‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫أهم النصوص القانونية والتنظيمية املتعلقة باملنظومة الصحية‪:‬‬
‫▫أهم النصوص القانونية والتنظيمية املتعلقة باملنظومة الصحية‪:‬‬
‫▫القانــون رقــم ‪ 98-15‬املتعلــق بنظــام التأمــن اإلجبــاري األساســي عــن املــرض اخلــاص‬
‫بفئــات املهنيــن والعمــال املســتقلني واألشــخاص غيــر االجــراء الذيــن يزاولــون نشــاطا‬
‫خاصــا الصــادر يف ‪ 23‬يونيــو ‪.2017‬‬
‫▫القانــون رقــم ‪ 116-12‬املتعلــق بنظــام التأمــن اإلجبــاري األساســي عــن املــرض اخلــاص‬
‫بالطلبــة الصــادر يف ‪ 04‬غشــت ‪.2015‬‬
‫▫القانــون اإلطــار رقــم ‪ 34-09‬املتعلــق باملنظومــة الصحيــة وعــرض العالجــات الصــادر‬
‫يف ‪ 2‬يوليــوز ‪.2011‬‬
‫▫القانــون رقــم ‪ 25-08‬املتعلــق بإحــداث املكتــب الوطنــي للســامة الصحيــة للمنتوجــات‬
‫الغذائيــة الصــادر يف ‪ 08‬فبرايــر ‪.2009‬‬
‫▫القانــون رقــم ‪ 65-00‬مبثابــة مدونــة التغطيــة الصحيــة واألساســية الصــادر يف ‪03‬‬
‫أكتوبــر ‪.2002‬‬
‫▫مرســوم ملكــي رقــم ‪ 554.65‬مبثابــة قانــون يتعلــق بوجــوب التصريــح ببعــض األمــراض‬
‫واتخــاذ تدابيــر وقائيــة للقضــاء علــى هــذه األمــراض الصــادر يف ‪ 26‬يونيــو ‪.1967‬‬
‫▫الظهيــر الشــريف رقــم ‪ 1.59.380‬املتعلــق بزجــر اجلرائــم املاســة بصحــة األمــة الصــادر‬
‫يف ‪ 29‬أكتوبــر ‪.1959‬‬

‫‪ ‬املؤشرات الكمية والكيفية لضمان احلق يف الصحة‬


‫تعــرض املعطيــات الــواردة أســفله مظاهــر تطــور املنظومــة الصحيــة الوطنيــة منــذ ســنة‬
‫‪ ،2012‬مــن خــال تبيــان مؤشــرات هــذا التطــور مــن الناحيــة الكميــة والكيفيــة‪ ،‬ال ســيما‬
‫علــى مســتوى امليزانيــة الســنوية لقطــاع الصحــة‪ ،‬وعــدد الوحــدات الصحيــة احملدثــة الثابتــة‬
‫منهــا واملتنقلــة‪ ،‬واملــوارد البشــرية الطبيــة وشــبه الطبيــة‪ ،‬والتغطيــة الصحيــة‪ ،‬والسياســة‬
‫الدوائيــة‪.‬‬
‫غيــر أن هــذه املعطيــات ال تعكــس كافــة املجهــودات املبذولــة‪ ،‬بــل اقتصــرت فقــط علــى إبــراز‬
‫بعــض مؤشــرات هــذا التطــور‪ ،‬وذلــك بحكــم أن السياســة الصحيــة الوطنيــة تشــمل منظومــة‬
‫واســعة مــن القطاعــات واملؤسســات املتدخلــة‪ ،‬وال ســيما قطاعــن رئيســيني متكاملــن وهمــا‪:‬‬
‫‪-‬قطاع عمومي يضم‪:‬‬

‫‪84‬‬
‫▫العرض الصحي التابع لوزارة الصحة‪ :717‬وهو مجموع املوارد واملؤسسات‬
‫والوســائل واألنشــطة التــي تهــدف إلــى ضمــان الوقايــة والنهــوض وتأهيــل‬
‫احلالــة الصحية للســاكنة‪.‬‬
‫▫مصالــح الصحــة العســكرية واجلماعــات الترابيــة وقطاعــات وزاريــة‬
‫أخــرى‪.‬‬
‫‪-‬قطاع خصوصي يتكون من‪:‬‬
‫▫مؤسســات صحيــة ذات صبغــة اجتماعيــة ال تهــدف إلــى الربــح املــادي‬
‫وهــي املؤسســات التابعــة للصنــدوق الوطنــي للضمــان االجتماعــي‬
‫واملؤسســات الصحيــة التعاضديــة‪ ،‬والهــال األحمــر املغربــي واملنظمــات‬
‫غيــر احلكوميــة‪.‬‬
‫▫مؤسســات صحيــة ميتلكهــا اخلــواص هدفهــا حتقيــق األربــاح وتضــم‬
‫عيــادات طبيــة وعيــادات الكشــف باألشــعة‪ ،‬ومختبــرات التحليــات الطبية‬
‫ومؤسســات عالجــات إعــادة التأهيــل وعيــادات طــب األســنان ومصحــات‬
‫استشــفائية وصيدليــات ومخــازن لألدويــة‪.‬‬
‫‪1.1‬تطور ميزانية وزارة الصحة‬
‫عرفــت امليزانيــة الســنوية لــوزارة الصحــة تطــورا ملحوظــا منــذ ســنة ‪ ،2012‬حيــث انتقلــت‬
‫مــن ‪ 11,10‬مليــار درهــم ســنة ‪ 2012‬إلــى ‪ 14,79‬مليــار درهــم ســنة ‪ .2018‬وبلغــت النفقــات‬
‫املخصصــة لقطــاع الصحــة برســم ميزانيــة ‪ 2019‬مــا مجموعــه ‪ 16.33‬مليــار درهــم‪ ،‬أي‬
‫بزيــادة ‪ 5,23‬مليــار درهــم مقارنــة بســنة ‪ .)+47%( 2012‬وســتوجه هــذه النفقــات أساســا إلــى‬
‫حتســن التغطيــة الصحيــة وحتســن الولــوج علــى اخلدمــات الصحيــة وجتويدهــا‪.‬‬
‫‪2.2‬إحداث البنيات الصحية وتجهيزها‬
‫ أ‪ -‬شبكة مؤسسات اخلدمات الصحية األولية‬

‫قصــد حتقيــق توزيــع عــادل وشــامل للخدمــات الصحيــة األوليــة علــى مســتوى التــراب الوطني‬
‫مت وضــع خريطــة صحيــة تعتمــد علــى معاييــر تخــص إحــداث املؤسســات الصحيــة األوليــة‪.‬‬
‫وبلــغ عــدد املؤسســات الصحيــة األوليــة ‪ 2865‬ســنة ‪ 2018‬مقابــل ‪ 2689‬مؤسســة ســنة ‪،2011‬‬
‫‪ - 17‬وبخصــوص املصالــح الصحيــة غــر املمركــزة فــإن وزارة الصحــة حرصــت عــى مالءمــة هيكلــة مصالحهــا الخارجيــة وفــق التقطيــع اإلداري الجديــد‬
‫للمملكــة بحيــث تــم إحــداث ‪ 12‬مديريــة جهويــة للصحــة‪ ،‬وتضــم هــذه املديريــات ‪ 82‬مندوبيــة لــوزارة الصحــة بــكل عاملــة أو إقليــم‪ ،‬إضافــة إىل‬
‫ســبعة معاهــد عليــا للمهــن التمريضيــة وتقنيــات الصحــة و‪ 16‬ملحقــة تابعــة لهــا‪ ،‬و‪ 76‬مركـزا استشــفائيا يغطــي كل الـراب الوطنــي‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫وعلــى مســتوى العالــم القــروي انتقــل عــدد هــذه املؤسســات بــن ســنتي ‪ 2011‬و‪ 2018‬مــن‬
‫‪ 1938‬إلــى ‪.2033‬‬
‫وبالرغــم مــن تطــور عــدد بنيــات هــذه املؤسســات‪ ،‬إال أن عــدد أطبــاء مؤسســات اخلدمــات‬
‫الصحيــة األوليــة شــهد تراجعــا طفيفــا بــن ســنتي ‪ 2011‬و‪ ،2018‬حيــث انتقــل مــن ‪ 3361‬إلــى‬
‫‪ .3134‬ولــم يتطــور عــدد املمرضــن إال ب ‪ 282‬ممرضــا بــن ســنتي ‪ 2011‬و‪ ،2018‬حيــث‬
‫انتقــل عددهــم مــن ‪ 9218‬إلــى ‪.9500‬‬
‫ ب‪ -‬شبكة مؤسسات اخلدمات الصحية االستشفائية‬

‫• بلغ عدد مؤسســات اخلدمات الصحية االستشــفائية ‪ 158‬مؤسســة ســنة ‪ 2018‬بعدما‬


‫كان يف حــدود ‪ 141‬مؤسســة ســنة ‪ ،2011‬ومت برســم ســنة ‪ 2018‬جتهيــز وتشــغيل خمســة‬
‫مستشــفيات ومركزيــن لتصفيــة الــدم‪.‬‬
‫ ت ‪ -‬الشبكة املندمجة للعالجات الطبية االستعجالية‬
‫الوحدات الثابتة‪:‬‬ ‫ • ‬
‫مت حتسني التكفل باملستعجالت الطبية ما قبل االستشفائية واالستشفائية وذلك ب‪:‬‬
‫‪-‬إحداث وجتهيز ‪ 96‬وحدة للمستعجالت الطبية للقرب باملراكز الصحية‪.‬‬
‫‪-‬تأهيل ‪ 33‬مصلحة استقبال املستعجالت الطبية باملراكز االستشفائية‪.‬‬
‫‪-‬إحــداث ‪ 11‬مصلحــة للمســاعدة الطبيــة املســتعجلة حيــث متــت إعــادة تنظيــم ثمانيــة‬
‫منهــا وفقــا للتقســيم اجلهــوي اجلديــد‪.‬‬
‫•الوحدات املتنقلة‪:‬‬
‫‪-‬تعزيــز حظيــرة ســيارات اإلســعاف باقتنــاء ‪ 521‬ســيارة إســعاف جديــدة منهــا ‪ 150‬نــوع‬
‫(أ) مجهــزة بأحــدث التجهيــزات البيوطبيــة‪.‬‬
‫‪-‬شراء خدمات ‪ 4‬مروحيات للنقل الطبي االستعجالي‪.‬‬
‫‪-‬اقتنــاء مستشــفى ميدانــي متنقــل وهــو مؤسســة صحيــة متنقلــة تســتفيد منهــا الســاكنة‬
‫املتواجــدة باملناطــق املعزولــة والتــي تعانــي مــن قســاوة الظــروف املناخيــة‪ .‬ويتكــون مــن‬
‫مجموعــة خيــام ومركبــات مكيفــة وكذلــك معــدات طبيــة تتميــز بســهولة نقلهــا‪.‬‬
‫ ث ‪ -‬شبكة مؤسسات الطب االجتماعي‬
‫مت إحــداث عــدد مهــم مــن مؤسســات الطــب االجتماعــي اســتجابة خلصوصيــات بعض‬
‫الشــرائح االجتماعيــة‪ ،‬مــن قبيل‪:‬‬

‫‪86‬‬
‫‪18‬‬
‫▫املؤسسات الصحية لألشخاص يف وضعية إعاقة‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫▫املؤسسات الصحية للشباب والطلبة‪.‬‬
‫ج ـ الوحدات املتنقلة‬
‫•الوحدات الطبية املتنقلة‬
‫تــروم الوحــدات الطبيــة املتنقلــة تقــدمي رزنامــة محــددة مــن اخلدمــات الصحيــة‪ ،‬الوقائيــة‬
‫والعالجيــة والتحسيســية‪ ،‬وذلــك بصفــة دوريــة (كل ثالثــة أشــهر)‪ .‬ويصــل عــدد الوحــدات‬
‫الطبيــة احلاليــة ‪ 350‬وحــدة‪ ،‬مــع تخصيــص ميزانيــة ســنوية تبلــغ حوالــي ‪ 10‬مليــون درهــم‪.‬‬
‫وعرفــت الزيــارات امليدانيــة للوحــدات الطبيــة املتنقلــة ارتفاعــا ملحوظــا‪ ،‬حيــث انتقــل عددهــا‬
‫مــن ‪ 5500‬ســنة ‪ 2009‬إلــى ‪ 11978‬يف ‪.2018‬‬

‫‪ - 18‬تتمثل هذه املؤسسات يف‪:‬‬


‫املراكز الجهوية واإلقليمية للرتويض الطبي وتركيب األطراف االصطناعية واملقومات‪:‬‬
‫جهة طنجة ‪ -‬تطوان‪ -‬الحسيمة ‪ 3 :‬مراكز‪.‬‬
‫الجهة الرشقية‪ 2 :‬مراكز‪.‬‬
‫جهة فاس – مكناس ‪ 2 :‬مراكز‪.‬‬
‫جهة القنيطرة ‪ -‬الرباط ‪ 2 :‬مراكز‪.‬‬
‫جهة الدارالبيضاء – سطات ‪ 3 :‬مراكز‪.‬‬
‫جهة أسفي – مراكش‪ 2 :‬مراكز‪.‬‬
‫جهة بني مالل خنيفرة‪ :‬مركز واحد‪.‬‬
‫جهة العيون الساقية الحمراء‪ :‬مركز واحد‪.‬‬
‫جهة سوس ماسة‪ :‬مركز واحد‪.‬‬
‫جهة كلميم وادنون‪ :‬مركز واحد‪.‬‬
‫الرشوع يف انجاز وتجهيز مراكز للرتويض الطبي وتركيب األطراف االصطناعية واملقومات بكل من مدن ورزازات‪ ،‬وتارودانت‪.‬‬
‫برمجة مركز تركيب األطراف االصطناعية بجهة درعة تافياللت‪ .‬‬

‫‪ - 19‬تتمثل هذه املؤسسات يف‪:‬‬


‫‪ -‬فضــاءات لصحــة الشــباب (‪ :)Espace Santé Jeune‬لقــد تــم إحــداث وتجهيــز ‪ 32‬فضــاء للصحــة والشــباب والتــي تقــدم خدمــات صحيــة مالمئــة‬
‫الحتياجــات الرشائــح االجتامعيــة املرتاوحــة أعامرهــا مــا بــن ‪ 10‬و ‪ 25‬ســنة يف مجــاالت تعزيــز الصحــة‪ ،‬وذلــك عــن طريــق تقديــم خدمــات اإلنصــات‬
‫والتوجيــه والعيــادات النفســية‪ ،‬وكــدا العيــادات الطبيــة مبــا يف ذلــك تخصصــات طــب النســاء وطــب الجلــد وطــب العيــون وطــب األســنان‪ ،‬الرتبيــة‬
‫الصحيــة والولــوج إىل املعلومــات مــن خــال حصــص للتنشــيط الصحــي والتــي تنظــم داخــل الفضــاء أو باملؤسســات األخــرى املرتــادة مــن طــرف‬
‫الشــباب كاملــدارس ودور الشــباب والجمعيــات‪.‬‬
‫‪ -‬املراكــز املرجعيــة للصحــة املدرســية والجامعيــة (‪ :)Centre de Référence de la Santé Scolaire et Universitaire‬لقــد تــم إحــداث وتجهيــز ‪90‬‬
‫مــن هــذه املراكــز والتــي تهــدف إىل ضــان اســتكامل الكشــف والتكفــل مبرتاديهــا مــن خــال توفــر مجموعــة مــن الخدمــات املجانيــة‪ ،‬كالفحوصــات‬
‫املتخصصــة وفحــص حــدة البــر وطــب األســنان وكــذا اإلنصــات واملشــورة‪.‬‬
‫‪ -‬مراكــز الصحــة الجامعيــة (‪ :)Centre de Santé Universitaire‬حيــث تــم إحــداث وتجهيــز ‪ 30‬مرك ـزا يف بعــض األحيــاء الجامعيــة والتــي تقــوم‬
‫بتوفــر فحوصــات طبيــة لفائــدة الطلبــة‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫•القوافل الطبية املتعددة االختصاصات‬
‫تهــدف القوافــل الطبيــة املتعــددة االختصاصــات إلــى تقريــب اخلدمــات االستشــفائية مــن‬
‫فحوصــات طبيــة متخصصــة وفحوصــات تكميليــة كالفحــص باألشــعة والتحاليــل املخبريــة‬
‫والكشــوفات الوظيفيــة‪ ،‬وكــذا إجــراء بعــض العمليــات اجلراحيــة‪ .‬وقــد عــرف عــدد القوافــل‬
‫الطبيــة املتعــددة االختصاصــات ارتفاعــا منــذ انطــاق عمليــة تعميــم نظــام املســاعدة الطبيــة‬
‫«الراميــد» يف مــارس ‪.2012‬‬
‫▫عدد القوافل الطبية املتخصصة منذ تعميم نظام املساعدة الطبية « الراميد»‬
‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫السنة‬
‫‪437‬‬ ‫‪564‬‬ ‫‪282‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪117‬‬ ‫‪83‬‬ ‫عدد احلمالت الطبية‬
‫املنظمة‬

‫•حصيلة عمليات رعاية منذ ‪2014‬‬

‫احلصيلة‬ ‫االستهداف‬ ‫التاريخ‬ ‫العملية‬


‫‪ 1603-‬زيــارة ميدانيــة للوحــدات الطبيــة‬
‫ا ملتنقلــة ‪.‬‬
‫من ‪ 15‬دجنبر ‪2014‬‬
‫‪ 18‬إقليما‬ ‫رعاية ‪1‬‬
‫‪ 77-‬قوافل طبية‪.‬‬ ‫إلى ‪ 30‬مارس ‪2015‬‬
‫‪ 804451-‬خدمة صحية مقدمة‪.‬‬
‫‪ 1243-‬زيــارة ميدانيــة للوحــدات الطبيــة‬
‫ا ملنقلــة ‪.‬‬
‫من ‪ 15‬فبراير ‪2016‬‬
‫‪ 23‬إقليما‬ ‫رعاية ‪2‬‬
‫‪ 63-‬قوافل طبية‪.‬‬ ‫إلى ‪ 15‬ماي ‪2016‬‬
‫‪ 187294-‬خدمة صحية مقدمة‪.‬‬
‫‪ 4403-‬زيــارة ميدانيــة للوحــدات الطبيــة‬
‫ا ملنقلــة‬ ‫من فاحت دجنبر‬
‫رعاية ‪2016-‬‬
‫‪ 28‬إقليما‬ ‫‪ 2016‬إلى ‪28‬‬
‫‪ 173-‬قافلة طبية‬ ‫‪2017‬‬
‫فبراير ‪2017‬‬
‫‪ 520650-‬خدمة صحية مقدمة‬
‫‪ 5437-‬زيــارة ميدانيــة للوحــدات الطبيــة‬
‫املنقلــة‬ ‫رعاية ‪ 2017-‬من ‪ 15‬نونبر ‪2017‬‬
‫‪ 28‬إقليما‬
‫‪192-‬قافلة طبية‬ ‫إلى ‪ 30‬مارس ‪2018‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪ 734959-‬خدمة صحية مقدمة‬
‫‪ 4558-‬زيــارة ميدانيــة للوحــدات الطبيــة‬
‫املنقلــة‬ ‫رعاية ‪ 2018-‬من ‪ 15‬نونبر ‪2018‬‬
‫‪233-‬قافلة طبية‬ ‫‪ 28‬إقليما‬
‫إلى ‪ 30‬مارس ‪2019‬‬ ‫‪2019‬‬
‫‪650112 -‬خدمة صحية مقدمة‬
‫‪88‬‬
‫‪3.3‬تطور جهود التأطير الطبي وشبه الطبي‬
‫▫املناصب املالية احملدثة منذ سنة ‪ 2012‬لفائدة قطاع الصحة‬
‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫السنة املالية‬
‫املناصب‬
‫‪4000‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫‪1500‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪2300‬‬ ‫‪2000‬‬
‫احملدثة‬
‫املناصب‬
‫يف طور‬ ‫‪1470‬‬ ‫‪1956‬‬ ‫‪1956‬‬ ‫‪1952‬‬ ‫‪2254‬‬ ‫‪1921‬‬
‫املستعملة‬
‫االستعمال‬ ‫نسبة‬
‫‪98%‬‬ ‫‪97,22%‬‬ ‫‪97,80%‬‬ ‫‪97,60%‬‬ ‫‪98%‬‬ ‫‪96,05%‬‬ ‫استعمال‬
‫املناصب‬

‫▫املناصب املالية املستعملة بالنسبة لألطباء واملمرضني‬

‫‪*2018 2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫السنة املالية‬


‫‪500‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪157‬‬ ‫‪135‬‬ ‫‪148‬‬ ‫‪143‬‬ ‫‪122‬‬ ‫األطباء (التوظيف)‬
‫‪500‬‬ ‫‪197‬‬ ‫‪416‬‬ ‫‪242‬‬ ‫‪156‬‬ ‫‪609‬‬ ‫‪527‬‬ ‫األطباء (االقامة)‬
‫‪2700‬‬ ‫‪1046‬‬ ‫‪1236‬‬ ‫‪1449‬‬ ‫‪1502‬‬ ‫‪1375‬‬ ‫‪1103‬‬ ‫املمرضون‬
‫‪3700‬‬ ‫‪1339‬‬ ‫مجموع األطباء واملمرضني ‪1809 1826 1806 2127 1752‬‬
‫*يتعلق األمر باملناصب املالية احملدثة (يف طور االستعمال)‪.‬‬

‫▫نســبة التأطيــر الطبــي وشــبه الطبــي يف القطــاع العــام مــن حيــث عــدد‬
‫الســاكنة لــكل طبيــب وممرض‬
‫عدد الساكنة لكل‬ ‫الساكنة املستهدفة‬ ‫عدد األطر يف حالة القيام‬
‫ممرض‪/‬طبيب‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪2018‬‬ ‫بالوظيفة لدى وزارة الصحة‬
‫(‪)1‬‬

‫‪1431‬‬ ‫‪35478393‬‬ ‫‪24786‬‬ ‫املمرضون‬


‫‪4260‬‬ ‫‪35478393‬‬ ‫‪8330‬‬ ‫األطباء‬
‫‪1)1‬معطيات خاصة مبديرية املوارد البشرية‪ /‬أكتوبر ‪2018‬‬
‫‪2)2‬ورقــة تقنيــة إلســقاطات الســاكنة املســتهدفة خــال الفتــرة املمتــدة ‪/2014-2024‬مديريــة التخطيــط واملــوارد املاليــة‪( .‬نســخة معدلــة ‪10‬‬
‫مــارس ‪.)2017‬‬

‫وبالرغــم مــن التقــدم احملــرز علــى مســتوى الرفــع مــن كثافــة العاملــن يف مجــال الصحــة‪،‬‬
‫إال أن تصاعــد منحــى التأطيــر الطبــي وشــبه الطبــي ال يســير بالوثيــرة املطلوبــة مقارنــة مــع‬
‫حجــم اخلصــاص‪ ،‬ومقارنــة مــع نســب التأطيــر الطبــي لبلــدان اجلــوار‪ .‬بــل شــهد التأطيــر‬
‫‪89‬‬
‫الطبــي بالنســبة لألطبــاء تراجعــا مــن طبيــب لــكل ‪ 4151‬نســمة ســنة ‪ 2011‬إلــى طبيــب لــكل‬
‫‪ 4260‬نســمة ســنة ‪.2018‬‬

‫‪4.4‬توسيع التغطية الصحية‬


‫مت إحــداث نظامــن متكاملــن للتغطيــة الصحيــة األساســية مبوجــب القانــون رقــم‬
‫‪65-00‬مبثابــة مدونــة التغطيــة الصحيــة واألساســية منــذ ســنة ‪ 2002‬ويتعلــق األمــر‬
‫بالتأمــن اإلجبــاري األساســي عــن املــرض وبنظــام املســاعدة الطبيــة‪ .‬األول قائــم علــى‬
‫مبــادئ وتقنيــات التأمــن االجتماعــي لفائــدة األشــخاص املزاولــن نشــاطا يــدر عليهــم دخــا‬
‫واملســتفيدين مــن املعاشــات وقدمــاء املقاومــن وأعضــاء جيــش التحريــر والطلبــة‪ ،...‬والثانــي‬
‫قائــم علــى مبــادئ املســاعدة االجتماعيــة والتضامــن الوطنــي لفائــدة املعوزيــن‪.‬‬
‫‪-‬نظام التأمني اإلجباري األساسي عن املرض‬
‫شــمل نظــام التأمــن اإلجبــاري عــن املــرض ‪ ،AMO‬منــذ دخولــه حيــز التنفيــذ ســنة ‪،2005‬‬
‫نحــو ‪ 9.5‬مليــون (مبــا يف ذلــك ذوي احلقــوق) يف القطاعــن العــام واخلــاص‪ .‬وبلغــت تكلفــة‬
‫نفقــات هــذا النظــام برســم ســنة ‪ 2018‬مــا قــدره ‪ 8,9‬مليــار درهــم‪.‬‬
‫ويف إطــار مواصلــة توســيع قاعــدة املشــمولني بالتغطيــة الصحيــة‪ ،‬مت منــذ ســنة ‪ 2007‬خلــق‬
‫أنظمــة خاصــة للتأمــن الصحــي لفائــدة قدمــاء املقاومــن وأعضــاء جيــش التحريــر والقيمــن‬
‫الدينيــن (أئمــة املســاجد واخلطبــاء واملؤذنــون ومتفقــدو املســاجد) وأعــوان الســلطة (الشــيوخ‬
‫واملقدمــن) وضحايــا االنتهــاكات اجلســيمة حلقــوق اإلنســان‪ ،‬امتــدت التغطيــة االجتماعيــة‬
‫للخدمــات الصحيــة إلــى فئــات أخــرى وهــي‪:‬‬
‫▫التغطيــة الصحيــة لفائــدة الطلبــة‪ :‬مت إحــداث نظــام التغطيــة الصحيــة اخلــاص‬
‫بالطلبــة مبقتضــى القانــون رقــم ‪ ،12-116‬املتعلــق بنظــام التأمــن اإلجبــاري األساســي‬
‫عــن املــرض اخلــاص بالطلبــة‪ .‬ويضمــن النظــام للطلبــة بالقطاعــن العــام واخلــاص‬
‫كل العالجــات األساســية واخلدمــات املضمونــة برســم نظــام التأمــن األساســي عــن‬
‫املرض بنســبة ‪ 70‬يف املائة بالنســبة إلى األدوية و‪ 80‬يف املائة بالنســبة لالستشــارات‬
‫الطبيــة والتحاليــل البيولوجيــة و‪ 100‬يف املائــة مــن تكاليــف االستشــفاءات واألدويــة‬
‫املكلفــة مــن التعريفــة الوطنيــة املرجعيــة‪ .‬وقــد مت إعطــاء االنطالقــة الفعليــة لهــذا‬
‫النظــام يف ‪ 13‬ينايــر ‪.2016‬‬
‫ونظــرا لكــون عــدد املســتفيدين مــن هــذا النظــام برســم ســنة ‪ 2017‬لــم يتجــاوز‬
‫‪ 71 654‬طالبــا وطالبــة‪ ،‬أي بنســبة ‪ 22,7%‬مــن مجمــوع الطلبــة‪ ،‬وقصــد جتــاوز‬
‫اإلشــكاالت اإلجرائيــة والتقنيــة واملســطرية التــي واجهــت هــذا النظــام يف مرحلتــه‬

‫‪90‬‬
‫األولــى‪ ،‬وبالتالــي حتقيــق الهــدف احملــدد ســنة ‪ ،2015‬واملتمثــل يف بلــوغ عــدد الطلبــة‬
‫املســتفيدين ‪ 288.000‬مســتفيد خــال الفتــرة ‪ ،2015-2020‬مت اعتمــاد املرســوم‬
‫رقم ‪ 31( 2.18.513‬يوليوز ‪ )2018‬لتغيير املرســوم رقم ‪ 5( 2.15.657‬شــتنبر ‪)2015‬‬
‫بتطبيــق القانــون رقــم ‪ 116.12‬املتعلــق بنظــام التأمــن اإلجبــاري األساســي عــن املرض‬
‫اخلــاص بالطلبــة‪.‬‬
‫▫التغطيــة الصحيــة للمهنيــن والعمــال املســتقلني واألشــخاص غيــر األجــراء الذيــن‬
‫يزاولــون نشــاطا خاصــا‪:‬‬
‫تخضــع هــذه الفئــات إلــى القانــون رقــم ‪ 98.15‬الصــادر بتاريــخ ‪ 13‬يوليــوز ‪.2017‬‬
‫ويهــم هــذا القانــون املهنيــن املســتقلني والعمــال املســتقلني واألشــخاص غيــر األجــراء‬
‫الذيــن يزاولــون نشــاطا خاصــا‪ ،‬كمــا يســري هــذا القانــون علــى املســتفيدين مــن‬
‫معــاش برســم نظــام املعاشــات اخلاضعــن لــه احملــدث لفائــدة الفئــات املذكــورة‬
‫مبوجــب تشــريع خــاص‪.‬‬
‫ويف ينايــر ‪ 2019‬صــدرت العديــد مــن النصــوص التطبيقيــة لهــذا القانــون ويتعلــق‬
‫األمــر باملرســوم رقــم ‪ 2.18.622‬بتطبيــق القانــون رقــم ‪ 98.15‬املتعلــق بنظــام التأمــن‬
‫االجبــاري األساســي عــن املــرض والقانــون رقــم ‪ 99.15‬بإحــداث نظــام للمعاشــات‬
‫اخلاصــن بفئــات املهنيــن والعمــال املســتقلني واألشــخاص غيــر األجــراء الذيــن‬
‫يزاولــون نشــاطا خاصــا‪ ،‬واملرســوم رقــم ‪ 2.18.623‬صــادر يف ‪ 10‬جمــادى األولــى‬
‫‪ 17( 1440‬ينايــر ‪ )2019‬بتحديــد نســب االشــتراكات الواجــب أداؤهــا للصنــدوق‬
‫الوطنــي للضمــان االجتماعــي برســم نظــام التأمــن اإلجبــاري األساســي عــن املــرض‬
‫اخلــاص بفئــات املهنيــن والعمــال املســتقلني واألشــخاص غيــر األجــراء الذيــن‬
‫يزاولــون نشــاطا خاصــا‪ ،‬واملرســوم رقــم ‪ 2.18.624‬صــادر يف ‪ 10‬جمــادى األولــى‬
‫‪ 17( 1440‬ينايــر ‪ )2019‬بتطبيــق أحــكام املــادة ‪ 17‬مــن القانــون رقــم ‪ 98.15‬املتعلــق‬
‫بنظــام التأمــن اإلجبــاري األساســي عــن املــرض اخلــاص بفئــات املهنيــن والعمــال‬
‫املســتقلني واألشــخاص غيــر األجــراء الذيــن يزاولــون نشــاطا خاصــا بشــأن مجلــس‬
‫إدارة الصنــدوق الوطنــي للضمــان االجتماعــي‪.‬‬
‫وجتــدر اإلشــارة إلــى أنــه مت حتديــد نســبة االشــتراك يف ‪ 6.37‬يف املائــة مــن الدخــل‬
‫اجلــزايف خــال اجتمــاع املجلــس اإلداري للوكالــة الوطنيــة للتأمــن الصحــي املنعقــد‬
‫بتاريــخ ‪ 4‬شــتنبر ‪ .2018‬ويقصــد بالدخــل اجلــزايف املبلــغ الــذي ســيتم حتديــده‬
‫كمتوســط دخــل بالنســبة لــكل فئــة مــن الفئــات املعنيــة‪ ،‬وذلــك بعــد التشــاور مــع‬
‫الهيئــات املمثلــة لهــا‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫ويرتقــب أن يبلــغ عــدد املشــمولني بهــذا النظــام ‪ 11‬مليــون مســتفيد‪ ،‬مبــا يف ذلــك ذوي‬
‫احلقوق‪.‬‬

‫‪-‬نظام املساعدة الطبية ‪RAMED‬‬


‫منــذ انطالقــه وإلــى غايــة غشــت ‪ 2018‬بلــغ عــدد املســتفيدين مــن نظــام املســاعدة الطبيــة‬
‫(راميــد) ‪ 12,44‬مليــون شــخص‪ ،‬وتســجيل مــا يقــارب ‪ 5,02‬مليــون أســرة‪ .‬ويغطــي هــذا‬
‫النظــام ســلة عالجــات بلغــت ‪ 18‬خدمــة‪ .‬وبلغــت املخصصــات املاليــة املعتمــدة لفائــدة هــذا‬
‫النظــام برســم ســنة ‪ 2019‬مــا مجموعــه مليــار و‪ 600‬مليــون درهــم‪.‬‬
‫وبالرغــم مــن املجهــودات املبذولــة يف إطــار نظــام املســاعدة الطبيــة إال أن نتائجــه املرحليــة‬
‫أبانــت عــن اختــاالت علــى مســتوى التنفيــذ مــن حيــث اســتهداف الفئــات املســتحقة وتوفيــر‬
‫اخلدمــات الصحيــة التــي تغطيهــا املســاعدة الطبيــة‪.‬‬
‫وبفضــل نظامــي التأمــن اإلجبــاري عــن املــرض واملســاعدة الطبيــة بلغــت نســبة التغطيــة‬
‫الصحيــة األساســية ‪ 62%‬مــن املواطنــن املغاربــة برســم ســنة ‪ ،2018‬ويف أفــق اســتكمال‬
‫تعميــم التغطيــة الصحيــة للفئــات املســتهدفة املتبقيــة ســتبلغ التغطيــة الصحيــة نســبة ‪90%‬‬
‫مــن الســاكنة ســنة ‪.2025‬‬
‫بيــد أن بلــوغ هــذه النســبة ســتتوقف يف جــزء منهــا علــى اســتكمال تعميــم اســتفادة كافــة‬
‫شــرائح املجتمــع مــن التغطيــة الصحيــة‪ ،‬وخاصــة عبــر املصادقــة علــى مشــروع قانــون رقــم‬
‫‪ 63.16‬املتعلــق بتوســيع االســتفادة مــن نظــام التأمــن اإلجبــاري األساســي عــن املــرض لفائــدة‬
‫أب أو أم املؤمــن مبوجــب نظــام التأمــن اإلجبــاري األساســي عــن املــرض لفائــدة املأجوريــن‬
‫وأصحــاب املعاشــات بالقطــاع العــام أو همــا معــا‪ ،‬والــذي صــادق عليــه مجلــس احلكومــة‬
‫بتاريــخ ‪ 21‬يوليــوز ‪ 2016‬وأحيــل علــى البرملــان (مجلــس املستشــارين) مــن أجــل املناقشــة‬
‫واملصادقــة عليــه بتاريــخ ‪ 26‬يوليــوز ‪ .2016‬وكــذا مــن خــال تفعيــل التغطيــة الصحيــة لفائــدة‬
‫املهاجريــن وأســرهم والالجئــن يف وضعيــة قانونيــة باملغــرب‪.‬‬
‫‪5.5‬ترشيد السياسة الدوائية‬
‫منــذ ســنة ‪ 2012‬متــت مراجعــة أســعار أزيــد مــن ‪ 2297‬دواء‪ ،‬حيــث تــراوح متوســط نســب‬
‫التخفيــض مــا بــن ‪ 12%‬و‪ .27,21%‬كمــا مت إدخــال أكثــر مــن ‪ 60‬دواء مســتخدم لعــاج‬
‫األمــراض املزمنــة واملكلفــة يف قائمــة األدويــة القابلــة للتعويــض‪.‬‬
‫ويف إطــار ترشــيد السياســة الدوائيــة ســيتم الشــروع يف إحــداث وحــدة للبحــث والتحــري‬
‫لتطويــر الطــرق الداخليــة ملراقبــة وضبــط جــودة املنتجــات املــزورة واملزيفــة خــال مرحلــة مــا‬
‫بعــد التســويق‪ ،‬كمــا ســيتم إعــداد مشــروع تعديــل املرســوم رقــم ‪ 2-13-852‬الصــادر بتاريــخ‬
‫‪ 19‬دجنبــر ‪ 2013‬املتعلــق بتحديــد ســعر األدويــة‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫‪6.6‬تحسن مؤشرات صحة األم والطفل‬
‫‪ ‬صحة األم‬
‫حســب نتائــج املســح الوطنــي حــول الســكان وصحــة األســرة لســنة ‪ ،2018‬الــذي مت مــن خاللــه‬
‫رصــد أهــم املؤشــرات الصحيــة املتعلقــة بصحــة األمهــات واألطفــال‪ ،‬مبــا يف ذلــك معــدل‬
‫وفيــات األمهــات باعتبــاره مؤشــرا رئيســيا لتقييــم جــودة اخلدمــات املقدمــة يف املؤسســات‬
‫الصحيــة‪ ،‬ســجل انخفاضــا ملحوظــا حيــث انتقــل مــن ‪ 112‬حالــة وفــاة لــكل مائــة ألــف والدة‬
‫حيــة حســب املســح الدميوغــرايف للمندوبيــة الســامية التخطيــط لســنة ‪ 2010‬إلــى ‪72.6‬‬
‫حالــة وفــاة لــكل مائــة ألــف والدة حيــة ســنة ‪.2018‬‬
‫كما عرفت بعض املؤشرات األخرى حتسنا ملموسا‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬
‫‪‬يخضــع مــا يزيــد عــن ‪ 88,6%‬مــن النســاء احلوامل ملراقبة احلمل من طرف املؤسســات‬
‫الصحية سنة ‪ 2018‬مقابل ‪ 76%‬سنة ‪.2011‬‬
‫‪‬أكثــر مــن ‪ 86%‬مــن الــوالدات تتــم يف مؤسســات صحيــة حتــت رعايــة مهنــي الصحــة‬
‫املؤهلــن ســنة ‪ 2018‬مقابــل ‪ 73%‬ســنة ‪.2011‬‬
‫ويف مقابــل هــذه املؤشــرات لوحــظ ارتفــاع نســبة إجــراء العمليــات القيصريــة‪ ،‬وهــو مــا يطــرح‬
‫عالمــات اســتفهام عــن أســباب ذلــك وأثــره علــى صحــة األم‪ .‬فحســب إحصائيــات الصنــدوق‬
‫الوطنــي ملنظمــات االحتيــاط االجتماعــي بلــغ عــدد حــاالت الــوالدة التــي ســجلها الصنــدوق يف‬
‫صفــوف املســتفيدات مــن خدماتــه ســنة ‪ 2017‬مــا مجموعــه ‪ 30583‬حالــة‪ ،‬مــن بينهــا ‪18522‬‬
‫حالــة متــت عبــر العمليــة القيصريــة‪ ،‬أي بنســبة ‪ .61%‬علمــا أن هــذه النســبة كانــت يف حــدود‬
‫‪ 35%‬ســنة ‪ .2006‬وقــد عــرف معــدل هــذه الــوالدات تصاعــدا كبيــرا مباشــرة بعــد مراجعــة‬
‫التعريفــة الوطنيــة املرجعيــة لهــذا التدخــل الطبــي مــن ‪ 6000‬إلــى ‪ 8000‬درهــم‪ .‬هــذا يف‬
‫الوقــت الــذي توصــي فيــه منظمــة الصحــة العامليــة بعــدم جتــاوز معــدل ‪ 15%‬كأقصــى نســبة‬
‫للعمليــات القيصريــة‪.‬‬

‫‪ ‬صحة الطفل‬
‫عــرف معــدل وفيــات األطفــال أقــل مــن ‪ 5‬ســنوات باملغــرب انخفاضــا مــن ‪ 30.5‬لــكل ألــف‬
‫والدة حيــة ســنة ‪ 2011‬إلــى ‪ 22,16‬ســنة ‪ ،2018‬أي انخفاضــا بنســبة ‪ 38%‬حســب املســح‬
‫الوطنــي حــول الســكان وصحــة األســرة لســنة ‪ .2018‬كمــا انتقــل معــدل وفيــات األطفــال دون‬
‫الســنة األولــى مــن العمــر مــن ‪ 28.8‬لــكل ألــف والدة حيــة ســنة ‪ 2011‬ليصــل إلــى ‪ 18.0‬لــكل‬
‫ألــف والدة حيــة‪ ،‬أي مبعــدل ‪ .37%‬أمــا بالنســبة لألطفــال حديثــي الــوالدة فقــد ســجل تراجعــا‬
‫ملحوظــا حيــث وصــل إلــى ‪ 13.56‬لــكل ألــف والدة حيــة ســنة ‪ .2018‬ويعــزى هــذا االنخفــاض‬
‫إلــى املجهــودات املبذولــة مــن أجــل القضــاء علــى العوامــل املؤديــة إلــى وفيــات األطفــال‪،‬‬

‫‪93‬‬
‫كســوء التغذيــة واألمــراض الفتاكــة وكــذا حتســن الولــوج وظــروف وجــودة اخلدمــات املقدمــة‬
‫لألمهــات واألطفــال‪.‬‬
‫‪-‬الرضاعة الطبيعية وتغذية األطفال‬
‫وفقــا للمســح الوطنــي للســكان وصحــة األســرة األخيــر‪ ،‬فقــد حتســنت احلالــة الغذائيــة‬
‫لألطفــال بشــكل كلــي يف الســنوات األخيــرة كمــا يتضــح ذلــك مــن خــال تراجــع نقــص‬
‫الــوزن مــن ‪ 3.1%‬ســنة ‪ 2011‬بــن األطفــال دون ســن اخلامســة ثــم إلــى ‪ % 2.9‬ســنة ‪.2018‬‬
‫والنحافــة (احلادة‪/‬املتوســطة) مــن ‪ 4%‬إلــى ‪ 2.6%‬بــن ســنتي ‪ 2003‬و‪ ،2017‬يف حــن بلغــت‬
‫نســبة األطفــال الذيــن يعانــون مــن قصــر القامــة (احلاد‪/‬املتوســط) ‪ % 15.1‬عــوض ‪ 18.1%‬يف‬
‫نفــس املــدة‪ .‬كمــا عرفــت نســبة انتشــار نقــص الــوزن انخفاضــا لــدى التالميــذ الذيــن تتــراوح‬
‫أعمارهــم مــا بــن ‪ 13‬و‪ 17‬ســنة‪ ،‬حيــث ســجلت نســبة ‪ 7.9%‬ســنة ‪ 2018‬عــوض ‪ 8.3%‬يف‬
‫‪.2010‬‬
‫وعرفــت مؤشــرات الرضاعــة الطبيعيــة حتســنا هامــا‪ ،‬حيــث بلغــت نســبة الرضاعــة اخلالصــة‬
‫‪ ،35%‬ونســبة املواليــد الذيــن مت إرضاعهــم خــال الســاعة األولــى مــن العمــر ‪ 42.6%‬يف‬
‫‪ 2018‬عــوض ‪ 26.8%‬ســنة ‪.2011‬‬
‫‪-‬البرنامج الوطني للتمنيع‬
‫يســهر البرنامــج الوطنــي للتمنيــع علــى توفيــر ومتكــن األطفــال دون ســن اخلامســة مــن‬
‫احلصــول مجانــا علــى لقاحــات فعالــة وآمنــة وبصفــة مســتمرة ضــد ‪ 11‬مــن األمــراض الفتاكة‪،‬‬
‫التــي قــد تــؤدي إلــى مراضــة أو إعاقــة أو الوفــاة‪ ،‬وذلــك يف جميــع املراكــز الصحيــة علــى‬
‫الصعيــد الوطنــي باملجالــن احلضــري والقــروي‪ ،‬مــع تأمــن تغطيــة لقاحيــة تتجــاوز يف املعــدل‬
‫‪ .95%‬ولقــد عرفــت مؤشــرات التلقيــح ببالدنــا تطــورا ملحوظــا خــال الســنوات األخيــرة‬
‫حيــث ارتفعــت نســبة التغطيــة التلقيحيــة إلــى ‪ % 94.5‬ســنة ‪ 2018‬علــى الصعيــد الوطنــي‪،‬‬
‫كمــا ســجل باملجــال القــروي ارتفــاع نســبة التغطيــة التلقيحيــة الكاملــة (األطفــال الذيــن‬
‫اســتفادوا مــن جميــع اللقاحــات وفقــا للجــدول الوطنــي للتلقيــح) مــن ‪ 86.5%‬ســنة ‪ 2011‬إلــى‬
‫‪ % 92.7‬ســنة ‪ 2018‬حســب آخــر مســح وطنــي‪.‬‬
‫وبتنفيــذ توصيــات اللجنــة الوطنيــة التقنيــة والعلميــة االستشــارية للتلقيــح كان املغــرب ســباقا‬
‫يف املنطقــة إلدخــال العديــد مــن اللقاحــات حيــث يشــمل اجلــدول الوطنــي للتلقيــح‪:‬‬
‫‪‬لقاح ضد التهاب الكبد نوع «ب» سنة ‪1999‬؛‬
‫‪‬لقاح ضد جرثمة الهيموفيليس نوع «ب» سنة ‪2007‬؛‬

‫‪94‬‬
‫‪‬لقــاح ضــد اجلرثومــة املكــورة الرئويــة «البنوموكــوك» وضــد فيــروس الروتــا يف ســنة‬
‫‪2010‬؛‬
‫‪‬اجلرعة الثانية من اللقاح ضد احلصبة واحلميراء يف سنة ‪2014‬؛‬
‫‪‬لقاح شلل األطفال املعطل (‪ )VPI‬يف سنة ‪.2015‬‬
‫وجتدر اإلشارة إلى أن وزارة الصحة تنهج استراتيجيات متعددة لتلقيح األطفال وتضم‪:‬‬
‫‪‬اســتراتيجية قــارة يف املراكــز الصحيــة املنتشــرة يف املــدن والقــرى والتــي يفــوق عددهــا‬
‫‪ 2865‬مركزا؛‬
‫‪‬اســتراتيجية متنقلــة عبــر الوحــدات الطبيــة املتنقلــة والتــي تغطــي بطريقــة منتظمــة‬
‫املناطــق صعبــة الولــوج‪.‬‬
‫‪‬القيــام بحمــات لقاحيــة اســتدراكية عنــد الضــرورة‪ :‬مــن خــال حتليــل ومراجعــة‬
‫منتظمــة لبيانــات التلقيــح احملليــة‪.‬‬
‫‪7.7‬أهم تدابير مخطط الصحة ‪2025‬‬
‫مت إعــداد برنامــج العمــل الــذي تعتــزم وزارة الصحــة تنفيــذه برســم ســنة ‪ ،2019‬وفقــا‬
‫لتدابيــر البرنامــج احلكومــي ‪ 2016-2021‬الــذي أكــد علــى ضــرورة مواصلــة حتســن وتعميــم‬
‫اخلدمــات الصحيــة وحتديــد مجموعــة مــن األهــداف االســتراتيجية يف أفــق ‪ 2021‬والتــي‬
‫تتمثــل باخلصــوص يف تعميــم التغطيــة الصحيــة مــن ‪ 62%‬إلــى ‪ 90%‬ورفــع الولــوج للخدمــات‬
‫الصحيــة األساســية مــن ‪ 60%‬إلــى ‪ 100%‬وتقليــص نســبة الوفيــات لــدى الرضــع مــن ‪ 27‬لــكل‬
‫‪ 1000‬والدة حيــة إلــى ‪ 20‬لــكل ‪ 1000‬والدة حيــة‪.‬‬
‫وألجــل ذلــك بلــورت وزارة الصحــة مخططــا جديــدا للنهــوض بالقطــاع الصحــي يف أفــق‬
‫‪ 2025‬يســتند علــى مبــدإ االســتمرارية والقــرب‪ ،‬واملســؤولية واحملاســبة والتكافــل واملســاواة‬
‫يف الولــوج واألداء والنجاعــة واجلــودة يف اخلدمــات‪ .‬كمــا يســتند علــى ثــاث دعامــات‪ ،‬تتمثــل‬
‫الدعامــة األولــى يف تنظيــم وتطويــر عــرض العالجــات بهــدف حتســن الولــوج إلــى اخلدمــات‬
‫الصحيــة‪ ،‬وتتمثــل الدعامــة الثانيــة يف تقويــة الصحــة الوطنيــة وبرامــج محاربــة األمــراض‪،‬‬
‫أمــا الدعامــة الثالثــة فتهــم تطويــر حكامــة القطــاع وترشــيد اســتخدام املــوارد واســتعمالها‪.‬‬
‫وفيما يلي أهم محاور برنامج عمل تأهيل املنظومة الصحية برسم سنة ‪:2019‬‬

‫‪95‬‬
‫الدعامــة األولــى‪ :‬تنظيــم وتطويــر عــرض العالجــات بهــدف حتســن الولــوج‬
‫إلــى اخلدمــات الصحيــة‬
‫‪o o‬تنظيم العرض الصحي الوطني‬
‫•مواصلة تفعيل اخلريطة الصحية‪.‬‬
‫• عــرض املخططــات اجلهويــة لعــرض العالجــات (‪ )SROS‬علــى اللجــن اجلهويــة لعــرض‬
‫العالجــات مــن أجــل املصادقــة عليهــا‪.‬‬
‫‪o o‬تطوير الشبكة االستشفائية العمومية‬
‫•بناء خمسة مراكز استشفائية إقليمية (‪ 600‬سرير)‪.‬‬
‫• إعادة بناء املستشفى اإلقليمي بالعرائش (‪250‬سرير)‪.‬‬
‫•تأهيل املستشفى اجلهوي بأكادير‪.‬‬
‫•توسعة املستشفى اإلقليمي بزاكورة من ‪ 45‬سرير إلى ‪120‬سرير‪.‬‬
‫•برمجــة بنــاء خمســة مستشــفيات القــرب بــكل مــن بــاب بــرد بإقليــم شفشــاون وبوملــان‬
‫وبلقصيــري وتافــراوت بتزنيــت واوالد برحيــل بتارودانــت‪.‬‬
‫• توسعة مستشفيني للقرب بكل من بومية مبيدلت ومريرت بخنيفرة‪.‬‬
‫‪o o‬تعزيــز شــبكة مؤسســات الرعايــة الصحيــة األوليــة وشــبكة املؤسســات الطبيــة‬
‫االجتماعيــة وتطويــر الصحــة املتنقلــة خصوصــا بالعالــم القــروي‪:‬‬
‫•مواصلة تعزيز البرامج السنوية للصحة املتنقلة‪.‬‬
‫•مواصلة حتليل برنامج تقليص الفوارق املجالية واالجتماعية بالعالم القروي‪.‬‬
‫•تفعيــل عمليــة «رعايــة ‪ »2018-2019‬للتكفــل باحلاجيــات مــن اخلدمــات الصحيــة لفائــدة‬
‫ســاكنة املناطــق املعرضــة ملوجــات البــرد لفائــدة ‪ 28‬إقليــم‪.‬‬
‫‪o o‬حتسني الولج إلى األدوية واملواد الطبية‬
‫•إحــداث وحــدة للبحــث والتحــري لتطويــر الطــرق الداخليــة ملراقبــة وضبــط‬
‫جــودة املنتجــات املــزورة واملزيفــة خــال محلــة مــا بعــد التســويق‪.‬‬
‫•إعــداد مشــروع تعديــل املرســوم رقــم‪852- 2-13‬الصــادر بتاريــخ ‪ 19‬دجنبــر‬
‫‪2013‬املتعلــق بتحديــد ســعر األدويــة‪.‬‬
‫‪o o‬دعم املخطط الوطني للمستعجالت الطبية‬
‫•تشغيل ‪ 12‬مصلحة لإلسعاف الطبي االستعجالي ‪.SAMU‬‬
‫‪96‬‬
‫•إعادة تأهيل ‪ 12‬مصلحة للمستعجالت باملراكز االستشفائية اجلهوية‪.‬‬
‫•إعداد مرجع توحيد مصالح املستعجالت‪.‬‬
‫‪o o‬حتسني الولوج إلى منتجات الدم املأمونة‬
‫•إحــداث قاعــدة بيانــات خاصــة بفئــات املتبرعــن وإشــراك الهيئــات بالقطاعــن العــام‬
‫واخلــاص يف مجــال التبــرع بالــدم‪.‬‬
‫•اقتناء ‪ 16‬وحدة طبية متنقلة جلمع أكياس الدم ومعدات خاصة بالفرق املتنقلة؛‬
‫•تطوير التبرع بالبالزما والصفيحات الدموية‪.‬‬
‫•تعميم االختبارات املناعية‪.‬‬
‫•تعميم االختبارات املناعية باثني عشرة مركزا لتحاقن الدم‪.‬‬

‫الدعامة الثانية‪ :‬تقوية البرامج الصحية الوطنية وبرامج محاربة األمراض‬


‫‪o o‬تعزيز برامج صحة األم والطفل كأولوية وطنية‬
‫•دعــم توفــر واســتعمال حزمــة اخلدمــات الوقائيــة والعالجيــة املتكاملــة لألمهــات واألطفــال‬
‫حديثــي الــوالدة؛‬
‫•اعطــاء انطالقــة اســتعمال النســخة اجلديــدة للدفتــر الصحــي للطفــل بتوافــق مــع القطــاع‬
‫اخلــاص والترويــج لهــا؛‬
‫•تنفيــذ اخلطــة الوطنيــة لالســتجابة اللتهــاب القصيبــات الفيروســي لــدى األطفــال أقــل‬
‫مــن ســنتني‪.‬‬
‫‪o o‬تعزيز صحة الفئات ذوي االحتياجات اخلاصة‬
‫•إعداد استراتيجية وطنية خاصة باألشخاص املسنني‪.‬‬
‫•برمجــة إحــداث مركزيــن إقليميــن (‪ )02‬بشــراكة مــع املبــادرة الوطنيــة للتنميــة البشــرية‬
‫بــكل مــن ســيدي قاســم وســوق األربعــاء‪.‬‬
‫•اقتنــاء معــدات لفائــدة مراكــز تقــومي العظــام وإعــادة التأهيــل بتكلفــة ماليــة تقــدر ب ‪36‬‬
‫مليــون درهــم‪.‬‬
‫•تنظيــم احلملــة الوطنيــة للكشــف والتكفــل باملشــاكل الصحيــة للفئــة املتمدرســة لفائــدة ‪1,5‬‬
‫مليــون تلميــذ برســم املوســم الدراســي ‪2019-2018‬؛‬

‫‪97‬‬
‫•اقتناء املعدات الطبية لفائدة املراكز املرجعية للصحة املدرسية واجلامعية‪.‬‬
‫•مواصلــة عمــل جتويــد اخلدمــات املقدمــة للضحايــا داخــل الوحــدات املندمجــة للتكفــل‬
‫بالنســاء واألطفــال ضحايــا العنــف‪.‬‬
‫‪o o‬حتيني املخطط الوطني للصحة النفسية والعقلية‬
‫•بنــاء وحــدة حملاربــة اإلدمــان ووحــدة لألمــراض النفســية باملركــز االستشــفائي اجلامعــي‬
‫بطنجــة‪.‬‬
‫•بناء مستشفى لألمراض النفسية بالقنيطرة (‪ 120‬سرير)‪.‬‬
‫•بناء مركز طبي اجتماعي بالقلعة (مكان بويا عمر)‪.‬‬
‫•بناء مستشفى لألمراض النفسية بأكادير (‪ 120‬سرير)‪.‬‬
‫•ضمان توفر األدوية اخلاصة بالطب النفسي بغالف مالي يقدر ب‪ 100‬مليون درهم‪.‬‬
‫‪o o‬إطالق برامج واستراتيجيات صحية جديدة‬
‫•تنفيذ البرنامج اجلديد للوقاية والسيطرة على التهاب الكبد الفيروسي «ب» و «س»‪.‬‬
‫•إجراء مسح وطني لالنتشار املصلي اللتهابات الكبد الفيروسية‪.‬‬
‫•تعزيز الصحة البيئية‪.‬‬
‫‪o o‬تقوية برامج محاربة األمراض السارية‬
‫•تغطية الساكنة األكثر عرضة لإلصابة بفيروس نقص املناعة البشري‪.‬‬
‫•توفيــر العــاج الوقائــي بعــد التعــرض لفيــروس نقــص املناعــة البشــري يف جميــع‬
‫ا ملستشــفيا ت ‪.‬‬
‫•الكشف عن مرضى السل بكافة أشكاله وضمان العالج جلميع املرضى‪.‬‬
‫•فحــص ‪ %75‬مــن احلــاالت املقــدرة لــداء الليشــمانيات اجللــدي وعــاج جميــع احلــاالت‬
‫املكتشــفة‪.‬‬
‫•احلصــول علــى اللقــاح املضــاد اللتهــاب الســحايا وتلقيــح األشــخاص الذيــن يعيشــون يف‬
‫أماكــن مغلقــة حســب األولويــة‪.‬‬
‫الدعامــة الثالثــة‪ :‬تطويــر حكامــة القطــاع وترشــيد تخصيــص املــوارد‬
‫و ا ســتعما لها‬
‫‪o o‬توسيع التغطية الصحية األساسية من أجل بلوغ التغطية الصحية الشاملة‬

‫‪98‬‬
‫•تدبير نظام املساعدة الطبية يف إطار هيئة مستقلة‪.‬‬
‫•حتســن النظــام املعلوماتــي للتتبــع والفوتــرة للخدمــات الصحيــة املقدمــة باملستشــفيات يف‬
‫إطــار نظــام املســاعدة الطبيــة‪.‬‬
‫•الشــروع يف تفعيــل التغطيــة الصحيــة للمســتقلني واملهــن احلــرة واإلطــاق التدريجــي‬
‫للنظــام بإصــدار أولــى بطاقــات املنخرطــن مــع بدايــة ســنة ‪.2019‬‬
‫•مراجعة دور الوكالة الوطنية للتأمني الصحي‪.‬‬
‫•تفعيــل التغطيــة الصحيــة لفائــدة املهاجريــن وأســرهم والالجئــن يف وضعيــة قانونيــة‬
‫باملغــرب‪.‬‬
‫•معاجلة اخلصاص يف املوارد البشرية‪.‬‬
‫•توظيف ‪ 4000‬من األطر الطبية والتمريضية واإلدارية‪.‬‬
‫• التعويض عن العمل يف املناطق النائية‪.‬‬
‫‪o o‬تعزيز التأطير التشريعي والتنظيمي يف القطاع الصحي‬
‫•مشروع قانون رقم ‪ 47.14‬يتعلق باملساعدة الطبية على االجناب‪.‬‬
‫•مشــروع قانــون رقــم ‪ 71.13‬يتعلــق مبكافحــة االضطرابــات العقليــة وبحمايــة حقــوق‬
‫األشــخاص املصابــن بهــا‪.‬‬
‫•مشروع قانون يتعلق بالهيئة الوطنية للصيادلة‪.‬‬
‫•مشروع قانون خاص مبزاولة مهنة طب األسنان‪.‬‬
‫•مشــروع قانــون رقــم ‪ 63.16‬بتغييــر وتتميــم قانــون رقــم ‪ 65.00‬مبثابــة مدونــة التغطيــة‬
‫الصحيــة األساســية‪.‬‬
‫•مشروع قانون يتعلق بالصحة العمومية وبإحداث الوكالة الوطنية للصحة العمومية‪.‬‬
‫إذا كانــت املنظومــة الصحيــة تعانــي مــن محدوديــة الرضــا فضــا عــن الثقــة‪ ،‬فــإن املغــرب‬
‫شــهد علــى مــدى مــا يربــو عــن ‪ 10‬ســنوات حتســنا كبيــرا يف منظومتــه الصحيــة‪ ،‬وأحــرز‬
‫حصيلــة مهمــة علــى مســتوى توســيع التغطيــة الصحيــة‪ ،‬والتــي بلغــت ســنة ‪ 2018‬معــدل ‪62%‬‬
‫مــن مجمــوع الســاكنة‪ .‬وعــرف معــدل أمــد احليــاة ارتفاعــا بخمســة أشــهر عــن كل ســنة منــذ‬
‫‪ ،1962‬حيــث كان متوســط أمــد احليــاة يف حــدود‪ 47‬ســنة ‪ 1962‬وانتقــل إلــى ‪ 75.8‬ســنة‬
‫‪ .2018‬بيــد أنــه بالرغــم مــن تراجــع معــدل وفيــات األطفــال واألمهــات‪ ،‬حيــث ســجل بالنســبة‬
‫لألطفــال أقــل مــن ‪ 5‬ســنوات انخفاضــا مــن ‪ 30.5‬لــكل ألــف والدة حيــة ســنة ‪ 2011‬إلــى‬
‫‪ 22.16‬ســنة ‪ ،2018‬أي انخفاضــا بنســبة ‪ ،38%‬وبالنســبة لألمهــات ســجل انخفاضــا ملحوظــا‬
‫‪99‬‬
‫مــن ‪ 112‬حالــة وفــاة لــكل مائــة ألــف والدة حيــة ســنة ‪ 2010‬إلــى ‪ 72.6‬حالــة ســنة ‪ ،2018‬إال‬
‫أن املعــدالت احملققــة وعلــى أهميتهــا فإنهــا تظــل أقــل ممــا هــو محــرز لــدى بلــدان مماثلــة‬
‫للمغــرب مــن حيــث إمكانياتــه االقتصاديــة ومســتواه التنمــوي‪ .‬فعلــى مســتوى معــدل وفيــات‬
‫األطفــال ال زال العالــم القــروي يســجل معــدال مرتفعــا لعــدد الوفيــات املذكــورة بنســبة ‪.75%‬‬
‫كمــا أن معــدل وفيــات الرضــع املســجل يف املغــرب ســنة ‪ 2017‬كان متحققــا علــى املســتوى‬
‫األوروبــي قبــل ‪ 57‬ســنة أي منــذ ســنة ‪.1960‬‬
‫وال زال املغــرب يشــهد خصاصــا كبيــرا علــى مســتوى التأطيــر الطبــي وشــبه الطبــي‪ ،‬وذلــك‬
‫بالرغــم مــن الرفــع املتتالــي لعــدد املناصــب املاليــة املخصصــة لقطــاع الصحــة وكــذا إحــداث‬
‫كليــات الطــب والصيدلــة وطــب األســنان والرفــع مــن طاقتهــا االســتعابية‪ .‬ومــن املؤشــرات‬
‫املثيــرة للقلــق كذلــك نخــص بالذكــر ارتفــاع مســاهمات األســر املعيشــية يف اإلنفــاق علــى‬
‫الرعايــة الصحيــة‪ ،‬حيــث بلــغ ‪ 51%‬مــن اإلنفــاق الصحــي العــام‪ ،‬وذلــك مقابــل ‪ 36%‬علــى‬
‫مســتوى منطقــة الشــرق األوســط وشــمال إفريقيــا‪ .‬وتظــل ‪ 57%‬مــن االستشــارات الطبيــة‬
‫تنجــز يف منشــئات القطــاع اخلــاص‪ ،‬ممــا يســائل جــودة اخلدمــات املقدمــة يف القطــاع‬
‫العمومــي‪.‬‬
‫وبالرغــم مــن أن خدمــات نظــام املســاعدة الطبيــة وجهــت خصيصــا إلــى الفئــات الفقيــرة‬
‫والهشــة‪ ،‬إال أن ‪ 7,6%‬مــن بــن ‪ 20%‬مــن شــريحة الســكان األكثــر يســرا يســتفيدون منــه‬
‫أيضــا‪ .‬األمــر الــذي يســتلزم اإلســراع بإصــاح منظومــة التعاضــد بشــكل عــام مــن حيــث‬
‫اإلطــار القانونــي املنظــم لهــا وحكامــة املؤسســات املشــرفة عليهــا‪.‬‬
‫وبالنظــر إلــى أن املنظومــة الصحيــة أضحــت تتصــدر إلــى جانــب التربيــة والتكويــن األولويــات‬
‫الوطنيــة‪ ،‬فــإن املغــرب يحــدوه طمــوح كبيــر لتوســيع التغطيــة الصحيــة بنوعيهــا‪ :‬التأمــن‬
‫اإلجبــاري األساســي عــن املــرض ونظــام املســاعدة الطبيــة‪ ،‬وذلــك مــن أجــل بلــوغ تغطيــة‬
‫صحيــة يف حــدود ‪ 90%‬ســنة ‪ 2025‬ملجمــوع الســاكنة‪ ،‬ومــن ضمنهــم األجانــب املقيمــن‬
‫باملغــرب بصفــة قانونيــة‪ .‬وألجــل ذلــك يتعــن اإلســراع بــإدراج الوالديــن ضمــن ذوي احلقــوق‬
‫مــن خــال إصــدار مشــروع القانــون رقــم ‪ 63.16‬املتعلــق بتوســيع االســتفادة مــن نظــام التأمــن‬
‫اإلجبــاري األساســي عــن املــرض لفائــدة أب وأم املؤمــن‪ .‬وكــذا إصــاح منظومــة احلمايــة‬
‫االجتماعيــة وتعزيــز آليــات وقواعــد حكامتهــا‪ ،‬حيــث أن ضعــف منظومــة االســتهداف أفضــى‬
‫إلــى وجــود حــاالت ألفــراد يتمتعــون بتغطيــة صحيــة مزدوجــة مقابــل فئــات أخــرى يف وضعيــة‬
‫هشــة ال تتمتــع بــأي تغطيــة اجتماعيــة يف املجــال الصحــي‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫ثالثا‪ -‬احلق يف الشغل‬

‫ظلــت البطالــة منــذ االســتقالل مشــكلة اجتماعيــة واقتصاديــة مقلقــة‪ ،‬فقــد بلغــت نســبتها‬
‫ســنة ‪ 1962‬معــدل ‪ ،9,4%‬ونتيجــة ظــروف اقتصاديــة صعبــة خــال عقــدي الثمانينــات‬
‫والتســعينات ارتفــع معــدل البطالــة مســجال ســنة ‪ 1994‬نســبة ‪ ،16%‬حيــث عانــت اقتصــادات‬
‫الــدول الناشــئة واحلديثــة االســتقالل‪ ،‬خــال هذيــن العقديــن‪ ،‬انكماشــا اقتصاديــا فــرض‬
‫خيــارات تقشــفية وسياســات اقتصاديــة جعلــت يف صدارتهــا حتســن املؤشــرات الهيكليــة ولــو‬
‫علــى حســاب األبعــاد االجتماعيــة لتدخــل الدولــة‪.‬‬
‫وبعــد سلســلة مــن التدابيــر التصحيحيــة علــى مســتوى سياســات التشــغيل عــرف معــدل‬
‫البطالــة تراجعــا طفيفــا‪ ،‬حيــث ظــل متوســطه خــال فتــرة ‪ 2012‬و‪ 2018‬يف حــدود مــا يقــارب‬
‫‪.10%‬‬
‫وقصــد التحكــم يف معــدل البطالــة يف‬
‫مقتطف من الخطاب الملكي‬ ‫حدودهــا الدنيــا‪ ،‬ال ســيما أمــام االنتقــال‬
‫بمناسبة الذكرى الخامسة والستين‬ ‫الدميوغــرايف الــذي يشــهده املجتمــع املغربي‬
‫لثورة الملك والشعب ‪ 20‬غشت‬ ‫مــن حيــث تزايــد الســاكنة يف ســن الشــغل‬
‫‪2018‬‬ ‫التــي تشــكل ‪ 63%‬مــن الســاكنة اإلجماليــة‬
‫والتــي تتزايــد ســنويا ب‪ 370.000‬شــخص‪ ،‬غيــر أن مــا يحــز فــي نفســي أن نســبة‬
‫والنــزوح القــروي نحــو األوســاط احلضريــة‪ ،‬البطالــة فــي أوســاط الشــباب‪ ،‬تبقــى‬
‫فضــا عــن الصعوبــات التــي يواجههــا مرتفعــة‪ .‬فمــن غيــر المعقــول أن تمــس‬
‫حاملــو الشــهادات يف االندمــاج يف ســوق البطالــة شــابا مــن بيــن أربعــة‪ ،‬رغــم‬
‫الشــغل‪ ،‬ومــا يرتبــط بهــا مــن عــدم مســايرة مســتوى النمــو االقتصــادي الــذي‬
‫املهــارات والكفايــات التكوينيــة الحتياجــات يحققــه المغــرب علــى العمــوم‪ .‬واألرقام‬
‫ســوق الشــغل‪ ،‬خاصــة يف القطــاع اخلــاص‪ ،‬أكثــر قســاوة فــي المجــال الحضــري‪.‬‬
‫واصلــت احلكومــة منــذ ســنة ‪ 2012‬بــذل‬
‫ورغــم المجهــودات المبذولــة‪ ،‬واألوراش‬
‫مجهــودات علــى قــدر كبيــر مــن األهميــة االقتصاديــة‪ ،‬والبرامــج االجتماعيــة‬
‫علــى مســتويي الولــوج إلــى العمــل وكــذا المفتوحــة‪ ،‬فــإن النتائــج المحققــة‪ ،‬تبقــى‬
‫حتســن ظــروف العمــل‪ ،‬مــن خــال إعــداد دون طموحنــا فــي هــذا المجــال‪ .‬وهــو مــا‬
‫وتنفيــذ برامــج إلنعــاش الشــغل وإحــداث يدفعنــا‪ ،‬فــي ســياق نفــس الــروح والتوجــه‪،‬‬
‫املناصــب املاليــة والنهــوض بجوانب احلماية الــذي حددنــاه فــي خطــاب العــرش‪،‬‬
‫االجتماعيــة لألجــراء واملوظفــن وضمــان إلــى إثــارة االنتبــاه مجــددا‪ ،‬وبــكل‬
‫اســتعجال‪ ،‬إلــى إشــكالية تشــغيل‬ ‫حريــات املمارســة النقابيــة‪...‬‬
‫الشــباب‪ ،‬الســيما فــي عالقتهــا بمنظومــة‬
‫التربيــة والتكويــن‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫‪1 .1‬تعزيز اإلطار المعياري لحماية الحق في العمل‬

‫الفصل ‪ 34‬من الدستور‬


‫تعمــل الدولــة واملؤسســات العموميــة واجلماعــات الترابيــة‪ ،‬علــى تعبئــة كل الوســائل املتاحــة‪،‬‬
‫لتيســير أســباب اســتفادة املواطنــات واملواطنــن‪ ،‬علــى قــدم املســاواة‪ ،‬مــن احلــق يف الشــغل‬
‫والدعــم مــن طــرف الســلطات العموميــة يف البحــث عــن منصــب شــغل‪ ،‬أو يف التشــغيل‬
‫الذاتــي‪.‬‬

‫أهم النصوص االتفاقية والقانونية املتعلقة بالشغل‬


‫▫املصادقــة واالنضمــام إلــى ‪ 62‬اتفاقيــة ملنظمــة العمــل الدوليــة‪ ،‬ومــن ضمــن االتفاقيــات‬
‫الثمانيــة األساســية ملنظمــة العمــل الدوليــة صــادق املغــرب علــى ســبعة منهــا‪.‬‬
‫▫القانــون رقــم ‪ 19.12‬املتعلــق بتحديــد شــروط شــغل وتشــغيل العمــال املنزليــن الصــادر‬
‫يف ‪ 10‬غشــت ‪.2016‬‬
‫▫القانون رقم ‪ 18.12‬بالتعويض عن حوادث الشغل الصادر يف ‪ 29‬دجنبر ‪.2014‬‬
‫▫القانون رقم ‪ 65.99‬املتعلق مبدونة الشغل الصادر بتاريخ ‪ 11‬شتنبر ‪.2003‬‬
‫▫القانــون رقــم ‪ 15.99‬القاضــي بإنشــاء الوكالــة الوطنيــة إلنعــاش التشــغيل والكفــاءات‬
‫الصــادر يف يونيــو ‪.2000‬‬
‫▫الظهيــر الشــريف رقــم ‪ 1.72.184‬مبثابــة قانــون الضمــان االجتماعــي صــادر يف ‪27‬‬
‫يوليــوز ‪ ،1972‬كمــا وقــع تغييــره وتتميمــه‪.‬‬
‫▫الظهيــر الشــريف رقــم ‪ 1.58.008‬مبثابــة النظــام األساســي العــام للوظيفــة العموميــة‬
‫الصــادر بتاريــخ ‪ 24‬فبرايــر ‪.1958‬‬

‫‪2 .2‬تيسير الولوج إلى العمل‬

‫▫تطور إحداث املناصب املالية‬


‫انتقــل عــدد موظفــي الدولــة املدنيــن مــا بــن ســنتي ‪ 2008‬و‪ 2018‬مــن ‪ 534645‬إلــى‬
‫‪ .556865‬مســجال بذلــك ارتفاعــا مبعــدل ‪ .6,36%‬غيــر أن نســبة تغطيــة املوظفــن‬
‫املدنيــن ملجمــوع الســاكنة شــهد تراجعــا طفيفــا مســجال انخفاضــا بلــغ ‪ 0,12‬نقطــة ســنة‬
‫‪ 2018‬مقارنــة مــع ســنة ‪ ،2012‬حيــث ســجلت نســبة التغطيــة معــدل ‪ 1,73%‬ســنة ‪2012‬‬
‫وأضحــت يف حــدود ‪ 1,61%‬ســنة ‪.2018‬‬
‫وبرســم الفتــرة ‪ 2018-2012‬بلــغ عــدد املناصــب احملدثــة مــا مجموعــه ‪ 215000‬منصبــا‬
‫ماليــا‪ ،‬وهــي كالتالــي‪:‬‬

‫‪102‬‬
‫ومبوجــب قانــون ماليــة ‪ 2019‬ســيتم إحــداث ‪ 40248‬منصبــا ماليــا باحتســاب املناصــب‬
‫املوجهــة لصالــح األكادمييــات اجلهويــة للتربيــة والتكويــن‪ ،‬ويتوقــع أن يحــال علــى‬
‫التقاعــد ‪ 21902‬موظفــا‪ .‬وعليــه فــإن عــدد موظفــي الدولــة املدنيــن باحتســاب موظفــي‬
‫األكادمييــات اجلهويــة للتربيــة والتكويــن ســيبلغ عنــد نهايــة ســنة ‪ 2019‬مــا مجموعــه‬
‫‪ 642000‬موظفــا‪.‬‬
‫▫برامج إنعاش التشغيل‬
‫‪‬برنامــج تأهيــل‪ :‬يهــدف هــذا البرنامــج إلــى حتســن قابليــة التشــغيل لــدى الباحثني‬
‫عــن شــغل حاملــي الشــهادات‪ ،‬عبــر اكتســاب املؤهــات املهنيــة لشــغل مناصــب‬
‫عمــل محــددة أو متاحــة‪.‬‬
‫ويتضمن البرنامج ثالثة أنواع من التكوينات‪:‬‬
‫‪1 .1‬التكوين التعاقدي من أجل التشغيل‪.‬‬
‫‪2 .2‬التكوين التأهيلي أو التحويلي‪.‬‬
‫‪3 .3‬التكوين لفائدة القطاعات الواعدة‪.‬‬
‫‪‬برنامــج التشــغيل الذاتــي‪ :‬يهــدف البرنامــج الوطنــي لدعــم إحــداث املقــاوالت إلــى‬
‫دعــم حاملــي املشــاريع مــن جهــة وضمــان اســتدامة تدريجيــة للنســيج االقتصــادي‬
‫اجلهــوي مــن جهــة أخــرى‪ ،‬وذلــك مــن خــال نظــام لتتبــع املقــاوالت احملدثــة خاصــة‬
‫خــال الفتــرة احلرجــة النطالقــة املشــروع‪.‬‬
‫ويتضمن هذا البرنامج حتفيزات تتمثل يف‪:‬‬
‫•املصاحبة واملواكبة قبل وأثناء وبعد إحداث املشاريع‪.‬‬
‫•تقدمي تسبيق بـــدون فائـــدة يف حدود ‪ 10%‬من مجموع مبلغ االستثمار‪،‬‬
‫‪ 15.000‬درهم مسترجعة على مـدى ‪ 6‬سنـوات‪ ،‬منها ‪ 3‬سنوات مؤجلة‬
‫الدفع‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫وســاهم هــذا البرنامــج يف خلــق فــرص الشــغل‪ ،‬حيــث بلغ عــدد املناصب‬
‫احملدثــة يف إطــار برنامــج التشــغيل الذاتــي بــن ســنتي ‪ 2012‬و‪2018‬‬
‫مــا مجموعــه ‪ 12702‬منصــب شــغل‪.‬‬
‫‪‬برنامـــج إدمـــاج‪ :‬يهــدف برنامــج تداريــب التكويــن مــن أجـــل اإلدمـــاج إلــى حتســن‬
‫قابليــة تشــغيل طالبــي العمــل مــن حاملــي الشــهادات عبــر اكتســاب مؤهــات مهنية‬
‫وجتربــة أوليــة باملقاولــة تســاعدهم علــى االندمــاج يف احليــاة العمليــة‪ ،‬مــن جهــة‪،‬‬
‫ومــن جهــة أخــرى‪ ،‬إلــى تنميــة املــوارد البشــرية للمقاولــة وحتســن تأطيرهــا‪.‬‬
‫‪‬برنامــج حتفيــز‪ :‬وضعــت الدولــة لصالــح املقــاوالت واجلمعيــات والتعاونيــات‬
‫برنامجــا حتفيزيــا يتكــون مــن ثالثــة إجــراءات تهــدف إلــى إنعــاش الشــغل‪ ،‬وهــي‪:‬‬
‫‪1.1‬تكفــل الدولــة بحصــة املشــغل املتعلقــة باشــتراكات التغطيــة االجتماعيــة‬
‫للصنــدوق الوطنــي للضمــان االجتماعــي وكذلــك الواجبــات املتعلقــة بضريبــة‬
‫التكويــن املهنــي عــن كل أجيــر مســتفيد‪ ،‬ملــدة ‪ 24‬شــهرا يف حــدود ‪ 10‬أجــراء‬
‫بالنســبة للمقــاوالت واجلمعيــات والتعاونيــات احملدثــة خــال الفتــرة مــا بــن‬
‫‪ 31‬ينايــر ‪ 2015‬و‪ 31‬دجنبــر ‪.2022‬‬
‫‪2.2‬تكفــل الدولــة بحصــة املشــغل املتعلقــة باشــتراكات التغطيــة االجتماعيــة‬
‫للصنــدوق الوطنــي للضمــان االجتماعــي وكذلــك الواجبــات املتعلقــة بضريبــة‬
‫التكويــن املهنــي عــن كل أجيــر مســتفيد‪ ،‬ملــدة ‪ 12‬شــهرا لــكل أجيــر‪ ،‬شــريطة‬
‫القيــام بتوظيــف املتــدرب‪ ،‬مبوجــب عقــدة شــغل خــال فتــرة التدريــب أو إثــر‬
‫انتهائهــا‪.‬‬
‫‪3.3‬تكفــل الدولــة بحصــة املشــغل واألجيــر التــي تخــص واجبات االشــتراك املتعلقة‬
‫بالتأمــن الصحــي اإلجبــاري للمتــدرب‪ ،‬ملــدة ‪ 24‬شــهرا لكل أجير‪.‬‬

‫وكحصيلــة مرحليــة لهــذه البرامــج يعــرض اجلــدول أســفله عــدد املســتفيدين مــن كل برنامــج‬
‫بــن ســنتي ‪ 2012‬و‪.2018‬‬

‫‪104‬‬
‫وبالرغــم مــن هــذه املجهــودات إال أن معــدل تنامــي البطالــة ال زال يســير بوثيــرة مرتفعــة‬
‫تتجــاوز بكثيــر معــدل خلــق مناصــب الشــغل‪ ،‬فخــال ســنتي ‪ 2016‬و‪ 2017‬تزايــد حجــم‬
‫البطالــة ب ‪ 4,2%‬بينمــا ســجل معــدل خلــق مناصــب الشــغل نســبة ‪ ،0,8%+‬أي بفــارق ‪3,4‬‬
‫نقــاط‪ .‬ممــا يســتوجب بــذل مجهــودات إضافيــة للوفــاء بالتــزام البرنامــج احلكومــي الــذي‬
‫تعهــد بخفــض معــدل البطالــة إلــى ‪ 8,5%‬ســنة ‪.2021‬‬
‫‪3 .3‬المخطط الوطني للنهوض بالتشغيل في أفق ‪2021‬‬
‫تضمــن البرنامــج التنفيــذي للمخطــط الوطنــي للنهــوض بالتشــغيل‪ ،‬املوقــع بتاريــخ ‪ 27‬أبريــل‬
‫‪ 2018‬بــن القطاعــات احلكوميــة املعنيــة واالحتــاد العــام ملقــاوالت املغــرب وجمعيــة جهــات‬
‫املغــرب‪ ،‬خمــس رافعــات أساســية وهــي‪:‬‬
‫ ▫ دعــم خلــق فــرص الشــغل مــن خــال االســتغالل األمثــل لفــرص الشــغل التــي تتيحهــا‬
‫االســتراتيجيات القطاعيــة‪.‬‬
‫ ▫ مالءمــة التعليــم والتكويــن مــع متطلبــات ســوق الشــغل مــن أجــل حتقيــق إدمــاج‬
‫اجتماعي‪-‬مهنــي أفضــل‪.‬‬
‫▫حتســن برامــج إنعــاش التشــغيل ودعــم الوســاطة بغيــة جعلهــا أكثــر فعاليــة واســتجابة‬
‫النتظــارات الشــباب‪.‬‬
‫▫حتسني العالقات وظروف العمل عبر تعزيز احلوار االجتماعي‪.‬‬
‫▫دعم البعد اجلهوي يف التشغيل وفقا لالختصاصات اجلديدة للجهة‪.‬‬
‫وباملوازاة مع ذلك‪ ،‬سيتم التركيز على اإلجراءات التالية‪:‬‬
‫‪1.1‬دعــم البعــد اجلهــوي للتشــغيل وفقــا لالختصاصــات اجلديــدة للجهــة يف هــذا امليــدان‬
‫واملنصــوص عليهــا يف القانــون التنظيمــي املتعلــق باجلهــات مــع تعزيــز حضــور وزارة‬
‫الشــغل واإلدمــاج املهنــي علــى املســتوى اجلهــوي واإلقليمــي وذلــك يف إطــار مواكبــة‬
‫ورش اجلهويــة املتقدمــة والالمركزيــة اإلداريــة‪.‬‬
‫‪2.2‬مراجعــة برنامــج «تأهيــل» والنظــر يف إمكانيــة إدراج تكوينــات جديــدة تخــص امليــدان‬
‫اللغــوي والرقمــي واملهــارات الســلوكية للباحثــن عــن الشــغل وربــط هــذه التكوينــات‬
‫باإلدمــاج املهنــي للمســتفيدين‪.‬‬
‫‪3.3‬إشــراك القطــاع اجلمعــوي كفاعــل محــوري يف ميــدان الوســاطة يف ســوق الشــغل مــن‬
‫أجــل تقريــب السياســات الوطنيــة للتشــغيل مــن جميــع الشــرائح االجتماعيــة‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫ويتوقع برسم سنة ‪ 2019‬حتسني مردودية برامج إنعاش التشغيل لبلوغ النتائج التالية‪:‬‬
‫التوقعات برسم سنة ‪2019‬‬ ‫البرامج‬
‫‪100000‬‬ ‫إدماج الباحثني عن الشغل يف إطار برنامج إدماج‬

‫‪4000‬‬ ‫إدماج الباحثني عن الشغل يف إطار برنامج حتفيز‬


‫‪22000‬‬ ‫حتسني ظروف التشغيل للباحثني عن الشغل يف إطار برنامج‬
‫تأهيل‬
‫‪2000‬‬ ‫مواكبة حاملي املشاريع يف إطار برنامج التشغيل الذاتي‬

‫▫احلقوق واحلريات أثناء العمل‬


‫‪o o‬نظام تفتيش الشغل‬
‫يتكــون نظــام تفتيــش الشــغل باملغــرب مــن جهــاز تابــع للــوزارة املكلفــة بالشــغل‪ ،‬وأجهــزة‬
‫أخــرى للتفتيــش تابعــة لقطاعــات وزاريــة أخــرى خصوصــا األعــوان التابعــن لــإدارة املكلفــة‬
‫باملعــادن واألعــوان التابعــن للمالحــة التجاريــة وكل األعــوان املكلفــن بنفــس املهمــة مــن طرف‬
‫باقــي اإلدارات‪ .‬ويضطلــع هــذا اجلهــاز بالســهر علــى تطبيــق أحــكام تشــريع الشــغل املختلفــة‬
‫كظــروف العمــل ومــدة العمــل واألجــور وحفــظ الصحــة والســامة داخــل الوحــدات اإلنتاجيــة‬
‫إلــى غيــر ذلــك مــن املجــاالت‪.‬‬
‫يــورد اجلــدول أســفله مؤشــرات رقميــة عــن تطــور نظــام تفتيــش الشــغل مــن حيــث العــدد مــا‬
‫بــن ســنتي ‪ 2013‬و‪ 2018‬يف قطاعــات الصناعــة واخلدمــات والتجــارة والفالحــة‪:‬‬
‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫العدد‬
‫‪283‬‬ ‫‪297‬‬ ‫‪304‬‬ ‫‪293‬‬ ‫‪304‬‬ ‫‪392‬‬ ‫مفتشي الشغل باملصالح‬
‫اخلارجية*‬
‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪24‬‬ ‫املهندسني املكلفني بتفتيش‬
‫الشغل‬
‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫األطباء املكلفني بتفتيش الشغل‬
‫*عدد مفتشي الشغل ال يشمل املديرين اجلهويني واإلقليميني للشغل واإلدماج املهني والبالغ عددهم ‪.53‬‬
‫وتتوفــر الســلطة احلكوميــة املكلفــة بالشــغل علــى مصالــح مركزيــة وخارجيــة تتكــون مــن‬
‫مديريــات جهويــة وإقليميــة للشــغل واإلدمــاج املهنــي التــي بلــغ عددهــا حاليــا ‪ 53‬مديريــة‪،‬‬
‫تضــم ‪ 93‬دائــرة تفتيــش الشــغل يف قطاعــات الصناعــة والتجــارة واخلدمــات‪ ،‬و‪ 28‬دائــرة‬
‫تفتيــش القوانــن االجتماعيــة يف الفالحــة‪  .‬‬
‫ومــع ذلــك فــإن هــذا اجلهــاز يف حاجــة ماســة إلــى تعزيــز مــوارده مــن حيــث العــدد لالضطــاع‬
‫مبهامــه املتعــددة وصالحياتــه املتنوعــة‪ .‬فبنــاء علــى األرقــام أعاله‪ ،‬وإذا ما مت اســتحضار عدد‬
‫الســكان النشــيطني وعــدد املؤسســات املنخرطــة يف الصنــدوق الوطنــي للضمــان االجتماعــي‬
‫وعــدد األجــراء املســجلني بالصنــدوق‪ ،‬فإنــه يســتنتج مــا يلــي‪:‬‬
‫‪106‬‬
‫▫مفتش واحد بالنسبة ملا يفوق ‪ 1000‬مؤسسة خاضعة لتفتيش الشغل‪.‬‬
‫▫مفتش واحد بالنسبة ملا يفوق ‪ 15000‬أجيرا‪.‬‬
‫وإذا مــا مت افتــراض أن كل مفتــش شــغل ينجــز ‪ 200‬زيــارة تفتيــش كمعــدل ســنوي‪ ،‬فــإن املــدة‬
‫الزمنيــة لتغطيــة هــذه املؤسســات تصــل إلــى ‪ 5‬ســنوات‪ .‬وهــو مــا يؤشــر علــى خصــاص كبيــر‬
‫يف أطــر التفتيــش‪ ،‬ال ســيما وأن عددهــا عــرف تراجعــا طفيفــا منــذ ســنة ‪ 2013‬مقابــل تزايــد‬
‫عــدد الســكان النشــطني‪.‬‬
‫‪ o‬احلق يف املفاوضة اجلماعية والنهوض بالعالقات املهنية‬
‫يعتبــر احلــق يف املفاوضــة اجلماعيــة أحــد احلقــوق األساســية يف العمــل‪ ،‬وآليــة مــن آليــات‬
‫ضمــان اســتقرار العالقــات املهنيــة وتشــجيع القانــون التعاقــدي للشــغل بشــكل يســاهم يف‬
‫إرســاء عالقــات شــغل متوازنــة التــي مــن شــأنها احلفــاظ علــى االســتقرار االجتماعــي‬
‫وحتقيــق التنميــة االقتصاديــة‪.‬‬
‫وقصــد نشــر ثقافــة احلــوار والتفــاوض بــن الشــركاء االجتماعيني واالقتصاديني وحتسيســهم‬
‫بالــدور االيجابــي والفعــال للتفــاوض وإبــرام اتفاقيــات شــغل جماعيــة‪ ،‬مت وضــع برنامــج وطني‬
‫للنهــوض باملفاوضــة اجلماعيــة وتشــجيع القانــون التعاقــدي للشــغل‪ ،‬حيــث مت تســجيل خــال‬
‫الفتــرة املمتــدة مــن ســنة ‪ 2012‬إلــى ســنة ‪ 2018‬إبــرام ‪ 39‬اتفاقيــات جماعيــة للشــغل موزعــة‬
‫علــى الشــكل التالــي‪:‬‬
‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬
‫عدد اتفاقيات الشغل‬
‫‪7‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬
‫اجلماعية املوقعة‬
‫‪o o‬حتسني شروط الصحة والسالمة املهنية‬
‫كــرس دســتور ‪ 2011‬احلــق يف الصحــة كحــق دســتوري مبــا فيهــا الصحــة يف العمــل كمــا‬
‫تضمــن البرنامــج احلكومــي للفتــرة ‪ 2016-2021‬تدابيــر تتعلــق بالنهــوض بالصحــة والســامة‬
‫املهنيــة‪ ،‬حيــث تعهــدت احلكومــة بإعــداد سياســة وطنيــة يف هــذا املجــال‪ ،‬تنفيــذا ألحــكام‬
‫اتفاقيــة منظمــة العمــل الدوليــة رقــم ‪ 187‬املتعلقــة باإلطــار الترويجــي للســامة والصحــة يف‬
‫العمــل‪ ،‬وذلــك بتشــاور مــع املنظمــات املهنيــة للمشــغلني ولألجــراء‪.‬‬
‫وقــد مت يف هــذا اإلطــار اإلعــداد واملصادقــة علــى الصــورة البيانيــة الوطنيــة للصحــة‬
‫والســامة املهنيــة‪ ،‬ومتثــل هــذه الوثيقــة تشــخيصا للوضــع احلالــي للصحــة والســامة املهنيــة‬
‫ببالدنــا‪ ،‬وســتمكن مــن إرســاء املعالــم األوليــة للسياســة الوطنيــة الســالفة الذكــر وحتديــد‬
‫أهــم توجهاتهــا‪.‬‬
‫وستتمحور هذه االستراتيجية حول النقاط التالية‪:‬‬
‫‪‬حتسني وتأهيل اإلطار التشريعي والتنظيمي للصحة والسالمة يف العمل‪.‬‬
‫‪‬تعزيز وحتسني مراقبة تطبيق القوانني املتعلقة بالصحة والسالمة املهنية‪.‬‬
‫‪‬تعزيز احلوار االجتماعي‪.‬‬
‫‪‬تعزيز ثقافة الوقاية من األخطار املهنية‪.‬‬
‫‪107‬‬
‫ومــن أجــل توفيــر احلمايــة االجتماعيــة للمصابــن بحوادث الشــغل أو لــذوي حقوقهم يف حالة‬
‫الوفــاة‪ ،‬مت إصــدار القانــون رقــم ‪ 12-18‬املتعلــق بالتعويــض عــن حــوادث الشــغل ونصوصــه‬
‫التطبيقيــة‪ .‬ويهــدف هــذا القانــون أساســا إلــى إحــداث نظــام عصــري ومتطــور للتعويــض‬
‫عــن جميــع األضــرار املترتبــة عــن حــوادث الشــغل‪ ،‬ويرتكــز علــى املبــادئ والقواعــد املتعــارف‬
‫عليهــا يف التأمــن االجتماعــي‪.‬‬
‫‪o o‬إبرام اتفاقيات احلماية االجتماعية مع دول أجنبية‬
‫ســعيا منهــا إلــى حمايــة حقــوق العمــال املغاربــة بــدول املهجــر أبرمــت اململكــة العديــد مــن‬
‫االتفاقيــات الثنائيــة مــع عــدد مــن البلــدان األجنبيــة‪ ،‬تضمــن مــن خاللهــا ملواطنــي األطــراف‬
‫املوقعــة علــى هــذه االتفاقيــات املســاواة يف املعاملــة لالســتفادة مــن احلقــوق املتعلقــة بالضمان‬
‫االجتماعــي علــى أراضــي البلــد املضيــف أثنــاء إقامتهــم بهــا‪ ،‬وإمكانيــة حتويــل تعويضاتهــم‬
‫االجتماعيــة بعــد عودتهــم املؤقتــة أو النهائيــة إلــى بلدانهــم األصليــة‪.‬‬
‫وهكــذا وقعــت اململكــة منــذ الســتينات (‪ )1965‬علــى ‪ 18‬اتفاقيــة ثنائيــة للضمــان االجتماعــي‬
‫مــع البلــدان التــي تتواجــد فيهــا العمالــة املغربيــة بكثافــة ‪ ،20‬ال ســيما الــدول األوروبيــة‪ ،‬دخلــت‬
‫منهــا ‪ 15‬اتفاقيــة حيــز التنفيــذ‪ .‬ومت حتيــن ‪ 3‬اتفاقيــات ثنائيــة مــن أجــل توســيع املجالــن‬
‫الشــخصي واملــادي‪ .‬وتوجــد ثــاث اتفاقيــات يف طــور املصادقــة وســتة اتفاقيــات بصــدد‬
‫التفــاوض‪ .‬كمــا مت اقتــراح مشــاريع اتفاقيــات خلمــس دول أخــرى‪.‬‬
‫‪o o‬تطور عدد املنخرطني يف الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‬

‫عــرف عــدد املقــاوالت املنخرطــة يف الصنــدوق الوطنــي للضمــان االجتماعــي وكــذا عــدد‬
‫االجــراء املصــرح بهــم خــال الســنوات األخيــرة منحــى تصاعديــا مبتوســط ســنوي بلــغ ‪.%7‬‬
‫ويــورد اجلــدول أســفله تطــور عــدد األجــراء املصــرح بهــم يف الصنــدوق الوطنــي للضمــان‬
‫االجتماعــي (باملليــون) وكــذا تطــور عــدد املقــاوالت املنخرطــة يف ذات الصنــدوق مــا بــن‬
‫ســنتي ‪ 2012‬و‪.2017‬‬

‫_____‬

‫‪ - 20‬أكرث من ‪ %97‬من املغاربة املقيمني بالخارج يتواجدون يف الدول التي تم معها التوقيع عىل اتفاقيات ثنائية يف مجال الضامن االجتامعي‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫‪o o‬تطور احلد األدنى لألجور‬
‫متاشــيا مــع التزامــات اتفاقيــة العمــل الدوليــة رقــم ‪ 131‬املتعلقــة بتحديــد احلــد األدنــى‬
‫لألجــور‪ ،‬التــي صادقــت عليهــا اململكــة ســنة ‪ ،2013‬وســعيا إلــى صيانــة القــدرة الشــرائية‬
‫للعمــال وحتســن ظروفهــم املعيشــية عــرف احلــد األدنــى القانونــي لألجــر يف القطــاع‬
‫اخلــاص‪ ،‬برســم ســنوات ‪ 2011‬و‪ 2014‬و‪ 2019‬زيــادات متتاليــة بنســبة ‪ 15%‬و‪ 10%‬و‪ 5%‬علــى‬
‫التوالــي‪ ،‬وســتعرف ســنة ‪ 2020‬زيــادة بنســبة ‪.5%‬‬
‫وبخصــوص وضعيــة األجــور يف القطــاع العــام‪ ،‬فمنــذ الزيــادة العامــة يف األجــور ســنة ‪2011‬‬
‫مبعــدل زيــادة بلغــت ‪ 600‬درهــم جلميــع موظفــي الدولــة‪ ،‬عــرف احلــد األدنــى لألجــور عــدة‬
‫مراجعــات‪ ،‬فبعدمــا ارتفــع مــن ‪ 1586‬درهــم ســنة ‪ 2007‬إلــى ‪ 2800‬درهــم ســنة ‪ ،2011‬بلــغ‬
‫ســنة ‪ 2014‬مبلــغ ‪ 3000‬درهــم‪.‬‬
‫كمــا ارتفــع معــدل متوســط األجــور مــن ‪ 4670‬درهــم ســنة ‪ 2003‬إلــى ‪ 5333‬درهمــا ســنة‬
‫‪ ،2016‬ثــم إلــى ‪ 7600‬درهــم ســنة ‪.2017‬‬
‫واســتجابة للدعــوة امللكيــة‪ ،‬مبناســبة خطــاب العــرش يف يوليــوز ‪ ،2018‬التــي حــث فيهــا‬
‫الفرقــاء االجتماعيــن إلــى اإلســراع بإجنــاح احلــوار االجتماعــي مت التوقيــع علــى اتفــاق‬
‫للحــوار االجتماعــي يف أبريــل ‪ ،2019‬والــذي يعــد االتفــاق اخلامــس منــذ ســنة ‪ .1996‬فعالقــة‬
‫بتحســن األجــور توصــل هــذا االتفــاق إلــى‪:‬‬
‫‪ -‬زيــادة يف األجــور مــا بــن ‪ 400‬و‪ 500‬درهــم علــى ثــاث دفعــات لصالــح ‪800‬‬
‫ألــف موظــف بــإدارات الدولــة واجلماعــات الترابيــة واملؤسســات العموميــة ذات الطابــع‬
‫اإلداري بغــاف مالــي إجمالــي يبلــغ ‪ 2.5‬مليــار درهــم خــال ســنة ‪ 2019‬ليصــل إلــى ‪7‬‬
‫مليــار درهــم ســنة ‪.2021‬‬
‫‪ -‬زيادة ‪ %10‬يف احلد األدنى لألجور يف القطاع اخلاص‪.‬‬
‫‪ -‬رفــع التعويضــات األســرية ب ‪ 100‬درهــم عــن كل طفــل مــن الثالثــة األوائــل يف‬
‫القطاعــن العــام واخلــاص‪ .‬فعلــى املســتوى القطــاع العــام سيســتفيد منهــا حوالــي ‪400‬‬
‫ألــف موظــف بغــاف مالــي ســنوي قــدره مليــار درهــم‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫‪ -‬إحــداث درجــة جديــدة للموظفــن املرتبــن يف الســاليم الدنيــا وحتســن شــروط‬
‫الترقــي ملجموعــة مــن الفئــات بقطــاع التربيــة الوطنيــة‪ ،‬وهــو إجــراء ســيهم أكثــر مــن‬
‫‪ 24‬ألــف موظــف بغــاف مالــي يتجــاوز ‪ 200‬مليــون درهــم‪.‬‬
‫وفضــا عــن حتســن الدخــل تضمــن االتفــاق الثالثــي األطــراف ‪ 2021-2019‬جوانــب‬
‫مرتبطــة مبأسســة احلــوار االجتماعــي وتعزيــز آليــات تســوية النزاعــات وتعزيــز احلريــات‬
‫النقابيــة واحلمايــة االجتماعيــة وإصــاح منظومــة التقاعــد والتشــاور مــن أجــل وضــع ميثــاق‬
‫اجتماعــي ومواصلــة تنفيــذ مــا تبقــى مــن بنــود اتفــاق ‪ 26‬أبريــل ‪.2011‬‬

‫‪110‬‬
‫رابعا‪ -‬احلق يف السكن‬
‫عــرف املغــرب منــذ الســتينيات مــن القــرن املاضــي تســارع حركــة التعميــر والهجــرة القروية‬
‫إلــى األوســاط احلضريــة‪ ،‬وبالتالــي التنامــي التدريجــي لظاهــرة الســكن غيــر القانونــي‬
‫ومــدن الصفيــح واتســاع رقعــة أحزمــة الفقــر يف ضواحــي املــدن الكبــرى‪ ،‬والتــي بلــغ عــدد‬
‫ســاكنتها ربــع ســاكنة املغــرب ســنة ‪.1972‬‬
‫وبالرغــم مــن املجهــودات املبذولــة خــال عقــد الســبعينيات‪ ،‬لتحســن ظــروف العيــش‬
‫باملناطــق ذات التعميــر املتدهــور‪ ،‬بعــد‬
‫مقتطف من الرسالة الملكية‬ ‫إحــداث هيئــات مختصــة مــن قبيــل‬
‫السامية الموجهة إلى المشاركين‬ ‫املؤسســات اجلهويــة للتجهيــز والبنــاء‪ ،‬إال‬
‫أنــه بالنظــر للطابــع اجلزئــي لتدخــل هــذه في أشغال المنتدى الوزاري العربي‬
‫الثاني لإلسكان والتنمية الحضرية‪.‬‬ ‫الهيئــات ظــل تأثيرهــا محــدودا‪ ،‬ال ســيما‬
‫علــى مســتوى إعــادة هيكلــة مــدن الصفيــح‬
‫‪ 21‬دجنبر ‪ 2017‬بالرباط‬ ‫وتوســيع شــبكة املــاء واإلنــارة العموميــة‪.‬‬
‫ومــع عقــد الثمانينــات تولــد وعــي جديــد «إن مــن أبــرز مظاهــر التوســع‬
‫باملســألة احلضرية‪ ،‬وبتأثيراتها االقتصادية الحضــري‪ ،‬تزايــد عــدد ســكان المــدن‪،‬‬
‫واالجتماعيــة‪ ،‬مــن خــال اعتمــاد مقاربــة ومــا يواكبــه مــن اتســاع للمســاحة‬
‫جديــدة تقــوم علــى قابليــة إدمــاج ســاكنة التنظيميــة للمــدن‪ ،‬نتيجــة لالمتــداد‬
‫املــدن الصفيحيــة واألحيــاء غيــر القانونيــة األفقــي والعمــودي للعمــران‪ ،‬الــذي‬
‫يف النســيج احلضــري‪ ،‬وأحدثــت لهــذا يتطلبــه توفيــر احتياجــات الســكان‬
‫الغــرض الوكالــة الوطنيــة حملاربــة الســكن األساســية‪ ،‬مــن مســاكن وطــرق‪،‬‬
‫غيــر الالئــق والشــركة الوطنيــة للتجهيــز وخدمــات بمختلــف أشــكالها‪.‬‬
‫والبنــاء والتشــارك‪ .‬بيــد أن إكراهــات‬
‫التمويــل وتعــذر تعبئــة وعــاء عقــاري مالئــم‪ ،‬وفــي هــذا اإلطــار‪ ،‬أعطينــا فــي ســنة‬
‫ســاهم يف إخفــاق بلــوغ هــذه الرؤيــة ملراميهــا ‪ ،2004‬انطالقــة البرنامــج الوطنــي‬
‫«مــدن بــدون صفيــح»‪ ،‬الرامــي إلــى‬ ‫احملــددة‪.‬‬
‫وخــال الســنوات األخيــرة اجتهــت تدخــات القضــاء علــى أحيــاء الســكن غيــر‬
‫الســلطات العموميــة نحــو إشــراك كافــة الالئــق بجميــع أشــكاله علــى مســتوى‬
‫الفاعلــن‪ ،‬وخاصــة املنعشــن العقاريــن مــن ‪ 85‬مدينــة‪ .‬ويرتكــز هــذا المشــروع‬
‫القطــاع اخلــاص واملؤسســات واملقــاوالت الوطنــي الطمــوح علــى جعــل مســألة‬
‫العموميــة واملجالــس املنتخبــة والســاكنة اإلســكان محــورا للتدخــل‪ ،‬مــن أجــل‬
‫املســتهدفة‪ ،‬مــن أجــل تســريع وثيــرة ضمــان التماســك االجتماعــي‪ ،‬وتعزيــز‬
‫انتــاج الســكن‪ ،‬عبــر عــدد مــن اإلجــراءات الديناميــة االقتصاديــة‪.‬‬
‫والتحفيــزات املاليــة والضريبية والتنظيمية‪،‬‬
‫األمــر الــذي شــكل مراجعــة عميقــة للتدخــل وقــد تمكنــا مــن تحقيــق العديــد مــن‬
‫المنجــزات فــي هــذا المجــال‪ ،‬بفضــل‬ ‫العمومــي يف مســألة الســكن‪.‬‬
‫إرادتنــا السياســية واعتمــاد مقاربــة تقــوم‬
‫وتالفيــا لالرتبــاك الــذي متيــز بــه الفعــل‬
‫العمومي يف مسألة السكن‪ ،‬راكمت السلطات علــى ترصيــد منظومــة الحقــوق وتعزيــز‬
‫العموميــة مكتســبات علــى قــدر كبيــر مــن اإلدمــاج الحضــري‪».‬‬

‫‪111‬‬
‫األهميــة‪ ،‬خاصــة بعــد احلمايــة الدســتورية للحــق يف الســكن الالئــق‪ ،‬علــى مســتوى تقليــص‬
‫العجــز الســكني وتنويــع برامــج تيســير الولــوج إلــى الســكن والتجديــد احلضــري وتأهيــل‬
‫اإلطــار القانونــي لضبــط مخالفــات التعميــر واملبانــي اآليلــة للســقوط وامللكيــة املشــتركة‬
‫للعقــارات‪ ...‬باإلضافــة إلــى حتســن احلكامــة املؤسســاتية والتدبيريــة للهيئــات املعنيــة‬
‫بالتخطيــط العمرانــي والتهيئــة احلضريــة‪.‬‬
‫‪1.1‬اإلطار القانوني والتنظيمي المتعلق بالحق في السكن‬

‫الفصل ‪ 34‬من الدستور‬


‫«تعمــل الدولــة واملؤسســات العموميــة واجلماعــات الترابيــة‪ ،‬علــى تعبئــة كل الوســائل املتاحة‪،‬‬
‫لتيســير أســباب اســتفادة املواطنــن واملواطنــات‪ ،‬علــى قــدم املســاواة‪ ،‬مــن احلــق يف الســكن‬
‫الالئق»‬

‫أهم النصوص القانونية والتنظيمية املتعلقة بالسكن‪:‬‬


‫• القانــون رقــم ‪ 66.12‬املتعلــق مبراقبــة وزجــر املخالفــات يف مجــال التعميــر والبنــاء الصــادر‬
‫يف ‪ 25‬غشــت ‪.2016‬‬
‫• القانــون رقــم ‪ 94.12‬املتعلــق باملبانــي اآليلــة للســقوط وتنظيــم عمليــات التجديــد احلضــري‬
‫الصــادر يف ‪ 27‬أبريــل ‪.2016‬‬
‫• القانــون رقــم ‪ 106.12‬بتغييــر وتتميــم القانــون رقــم ‪ 00.18‬املتعلــق بنظــام امللكيــة املشــتركة‬
‫للعقــارات املبنيــة الصــادر يف ‪ 27‬أبريــل ‪.2016‬‬
‫• القانــون رقــم ‪ 107.12‬بتغييــر وتتميــم القانــون رقــم ‪ 00.44‬بشــأن بيــع العقــارات يف طــور‬
‫اإلجنــاز الصــادر يف ‪ 3‬فبرايــر ‪.2016‬‬
‫• القانــون رقــم ‪ 67.12‬املتعلــق بتنظيــم العالقــات التعاقديــة بــن املكــري واملكتــري للمحــات‬
‫املعــدة للســكنى أو لالســتعمال املهنــي الصــادر يف ‪ 19‬نونبــر ‪.2013‬‬
‫• املرســوم رقــم ‪ 424.13.2‬الصــادر يف ‪ 24‬مــاي ‪ 2013‬باملوافقــة علــى ضابــط البنــاء العــام‬
‫احملــدد لشــكل وشــروط تســليم الرخــص والوثائــق املقــررة مبوجــب النصــوص التشــريعية‬
‫املتعلقــة بالتعميــر والتجزئــات العقاريــة واملجموعــات الســكنية وتقســيم العقــارات والنصــوص‬
‫الصــادرة لتطبيقهــا‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫‪2.2‬تقليص العجز السكني‬
‫مكنــت اجلهــود املبذولــة مــن طــرف احلكومــة مــن خــال مختلــف البرامــج‪ ،‬مــن تقليــص‬
‫العجــز فيمــا يتعلــق بالولــوج إلــى الســكن الالئــق مــن ‪ 1.240.000‬وحــدة ســكنية ســنة‬
‫‪ 2002‬إلــى ‪ 425616‬وحــدة ســنة ‪.2018‬‬
‫ولعــرض تفاصيــل هــذه اجلهــود يلخــص اجلــدول أســفله املعطيــات املتعلقــة بتقليــص العجز‬
‫الســكني واحلاجيــات يف مجــال الســكن خــال الفتــرة املمتــدة بــن ‪.2018 2012‬‬

‫‪3.3‬برامج تسهيل الولوج للسكن‬


‫أ‪ -‬برنامج مدن بدون صفيح‬
‫مكنــت انطالقــة برنامــج مــدن بــدون صفيــح ســنة ‪ 2004‬مــن حتقيــق تقــدم ملمــوس يف‬
‫القضــاء علــى دور الصفيــح وحتســن ظــروف ســكن األســر املعنيــة‪ .‬ويف هــذا اإلطــار مت رصــد‬
‫مــوارد ماليــة هامــة قــدرت كلفتهــا اإلجماليــة ب ‪ 32‬مليــار درهــم‪ ،‬حتملــت فيهــا الدولــة مــا‬
‫قــدره ‪ 10‬مالييــر درهــم‪.‬‬
‫وحــدد عــدد األســر املســتهدفة بالبرنامــج عنــد انطالقتــه رســميا يف ‪ 270.000‬أســرة‪ ،‬لكــن‬
‫وعلــى إثــر التحيينــات املســتمرة لعــدد األســر أصبــح يهــم حوالــي ‪ 471.259‬أســرة‪ ،‬تتــوزع‬
‫علــى ‪ 85‬مدينــة ومركــز حضــري‪ ،‬وقــد مت إلــى غايــة متــم ســنة ‪ 2018‬إعــان ‪ 59‬مدينــة بــدون‬
‫صفيــح‪ .‬ويرتقــب أن يتــم اإلعــان عــن ســبعة مــدن أخــرى بــدون صفيــح يف أواخــر ســنة ‪2019‬‬
‫و هــي ‪ :‬تطــوان ومــوالي يعقــوب وفــاس وميســور وعــن عتيــق والربــاط وطنجــة‪.‬‬
‫وقــد مكــن هــذا البرنامــج مــن حتســن ظــروف عيــش‪ 282156‬أســرة أي مــا ميثــل ‪ 60 %‬مــن‬
‫األســر املعنيــة‪ ،‬كمــا مت هــدم جتمعــات صفيحيــة كبــرى خصوصــا مبدينــة الــدار البيضــاء‪،‬‬

‫‪113‬‬
‫ككاريــان باشــكو والســكويلة وطومــا‪ ،‬يف حــن توجــد بعــض التجمعــات الصفيحيــة الكبــرى يف‬
‫مراحــل متقدمــة مــن الهــدم ككاريــان ســنطرال باحلــي احملمــدي‪.‬‬
‫أمــا فيمــا يخــص نســبة تقــدم البرنامــج بباقــي املــدن فتتــراوح مــا بــن ‪ 50%‬و‪ .% 80‬وميكــن‬
‫تقــدمي حصيلــة التدخــات علــى الصعيــد الوطنــي كمــا يلــي‪:‬‬
‫• ‪282156‬أسرة استفادت من البرنامج‪.‬‬
‫• ‪ 39245‬أسرة معنية بوحدات منجزة تنتظر الترحيل‪.‬‬
‫• ‪ 42375‬أسرة معنية بوحدات يف طور اإلجناز‪.‬‬
‫• ‪ 23753‬أسرة املعنية بوحدات يف طور الدراسة‪.‬‬
‫• ‪ 85188‬أسرة تنتظر البرمجة‪.‬‬
‫ولقيــاس أثــر البعــد االجتماعــي لهــذا النــوع مــن البرامــج‪ ،‬قامــت الســلطة احلكوميــة املكلفــة‬
‫بإعــداد التــراب الوطنــي والتعميــر واإلســكان وسياســة املدينــة بإجنــاز بحــث وطنــي حــول‬
‫تقييــم أثــار هــذا البرنامــج علــى ظــروف عيــش األســر‪ ،‬وأســفر عــن نتائــج إيجابيــة يتوجــب‬
‫تعزيزهــا وترصيــد مكاســبها وضمــان دميومتهــا‪ ،‬ويتعلــق األمــر ب‪:‬‬
‫•حتســن ظــروف عيــش الســاكنة املســتفيدة مــن البرنامــج بشــكل ملحــوظ حيــث‬
‫مكــن مــن احلــد مــن الفقــر والتفاوتــات االجتماعيــة (انتقــل معــدل الفقــر لــدى‬
‫األســر املســتفيدة مــن ‪ 48,7‬إلــى ‪.)% 28,3‬‬
‫•االرتقاء بظروف السكن لألسر املستفيدة من خالل توفير املرافق األساسية‪.‬‬
‫•مضاعفة نســبة متلك الســكن لألســر املســتفيدة من ‪ 44,4‬إلى ‪ % 92,5‬والرفع‬
‫مــن نســبة متلــك بالنســبة للنســاء من ‪ 15,3‬إلــى ‪.% 18,7‬‬
‫•املســاهمة يف اســتقرار األســر املســتفيدة يف مســاكنها بشــكل بارز‪ % 97,3 :‬من‬
‫األســر ال تنــوي مغــادرة أو تغييــر مســاكنها علــى املــدى املتوســط‪.‬‬
‫•تســجيل ارتيــاح االســر املســتفيدة اجتــاه املواقــع التــي أجنــزت بهــا مشــاريع‬
‫إعــادة اإلســكان أو اإليــواء بنســبة ‪.% 84‬‬
‫•مســاهمة البرنامــج يف احلــد مــن تضــرر البيئــة مــن خــال‪ :‬ربــط مســاكن‬
‫األســر املســتفيدة بشــبكات الصــرف الصحــي (نســبة الربــط ارتفعــت مــن‬
‫‪ 19,5‬إلــى ‪ )% 92,8‬جمــع النفايــات املنزليــة (نســبة التغطيــة انتقلــت مــن ‪55,4‬‬
‫إلــى ‪.)% 92,7‬‬

‫‪114‬‬
‫ب ‪ -‬برامج السكن االجتماعي وبرنامج السكن املوجه للطبقة املتوسطة‬
‫‪‬برامج السكن االجتماعي‬
‫يف إطــار مواصلــة السياســة املعتمــدة منــذ ســنة ‪ 2002‬والتــي تهــدف إلــى توفيــر ســكن‬
‫الئــق يحتــرم املواصفــات الهندســية والعمرانيــة وبأثمنــة محــددة‪ ،‬مت خلــق برامــج ســكنية‬
‫متنوعــة وذلــك بغيــة تيســير الولــوج إلــى الســكن وتقليــص العجــز الســكني‪.‬‬
‫وتدخــل هــذه البرامــج يف إطــار اتفاقيــات مبرمــة مــع املنعشــن العقاريــن‪ ،‬تضــم عــددا مــن‬
‫اإلجــراءات التحفيزيــة املوجهــة للمســتفيدين وأخــرى لفائــدة املنعشــن العقاريــن مــن أجــل‬
‫تشــجيعهم علــى االســتثمار يف الســكن االجتماعــي شــريطة االلتــزام بدفتــر التحمــات‬
‫الــذي يتضمــن مجموعــة مــن املواصفــات املعماريــة والهندســية والتقنيــة‪ ،‬وكــذا شــروط‬
‫الســامة واجلــودة‪.‬‬
‫وقــد مكنــت برامــج الســكن املنخفــض التكلفــة بقيمــة ‪ 140000‬درهــم (احملــدث ســنة‬
‫‪ ،)2008‬والســكن االجتماعــي مــن فئــة ‪ 250.000‬درهــم (احملــدث ســنة ‪ ،)2010‬مــن‬
‫إجنــاز عــدد مهــم مــن الوحــدات الســكنية ســاهمت يف تخفيــض العجــز الســكني بنســبة‬
‫قاربــت ‪ 50%‬منــذ انطــاق هــذه البرامــج‪.‬‬
‫هــذا وقــد مت‪ ،‬مــا بــن ســنة ‪ 2012‬إلــى متــم دجنبــر ‪ ،2018‬توقيــع ‪ 787‬اتفاقيــة بــن‬
‫املنعشــن العقاريــن والدولــة تتعلــق بالســكن االجتماعــي بقيمــة ‪ 250.000‬درهــم‪ ،‬حيــث‬
‫مت اجنــاز ‪ 393.197‬وحــدة ســكنية‪.‬‬
‫ويف ذات الســياق‪ ،‬وخــال نفــس الفتــرة‪ ،‬مت توقيــع ‪ 23‬اتفاقيــة تهــم الســكن املخفــض‬
‫التكلفــة بقيمــة ‪ 140.000‬درهــم‪ ،‬حيــث مت اجنــاز ‪ 22173‬وحــدة ســكنية‪.‬‬
‫ويعكــس اجلــدوالن أســفله اجلهــود املبذولــة لتوفيــر شــروط الســامة واجلــودة يف‬
‫البرنامجــن املذكوريــن‪.‬‬
‫•برنامج السكن االجتماعي قيمة ‪ 250.000‬درهم‬
‫السكن احلالي‬ ‫السكن القدمي‬

‫‪100%‬‬ ‫الشقة‬ ‫‪3%‬‬ ‫دور القصدير أو السكن القروي‬


‫‪100%‬‬ ‫املاء الصالح للشرب‬ ‫‪98%‬‬ ‫املاء الصالح للشرب‬
‫‪100%‬‬ ‫الكهرباء‬ ‫‪100%‬‬ ‫الكهرباء‬
‫‪100%‬‬ ‫التطهير‬ ‫‪95%‬‬ ‫التطهير‬
‫‪100%‬‬ ‫املطبخ‬ ‫‪99%‬‬ ‫املطبخ‬
‫‪100%‬‬ ‫املراحيض‬ ‫‪100%‬‬ ‫املراحيض‬
‫‪100%‬‬ ‫احلمام‬ ‫‪50%‬‬ ‫احلمام‬
‫‪100%‬‬ ‫املالكني‬ ‫‪6%‬‬ ‫املالكني‬

‫‪115‬‬
‫•برنامج السكن املخفض التكلفة قيمة ‪ 140.000‬درهم‬
‫السكن احلالي‬ ‫السكن القدمي‬
‫‪100%‬‬ ‫الشقة‬ ‫‪44%‬‬ ‫دور القصدير أو السكن القروي‬
‫‪100%‬‬ ‫املاء الصالح للشرب‬ ‫‪83%‬‬ ‫املاء الصالح للشرب‬
‫‪100%‬‬ ‫الكهرباء‬ ‫‪97%‬‬ ‫الكهرباء‬
‫‪100%‬‬ ‫التطهير‬ ‫‪47%‬‬ ‫التطهير‬
‫‪100%‬‬ ‫املطبخ‬ ‫‪97%‬‬ ‫املطبخ‬
‫‪100%‬‬ ‫املراحيض‬ ‫‪96%‬‬ ‫املراحيض‬
‫‪100%‬‬ ‫احلمام‬ ‫‪28%‬‬ ‫احلمام‬
‫‪100%‬‬ ‫املالكني‬ ‫‪18%‬‬ ‫املالكني‬

‫‪‬برنامج السكن املوجه للطبقة املتوسطة‬


‫يف إطــار تنويــع العــرض الســكني واســتجابة حلاجيــات مختلــف الفئــات االجتماعيــة‪ ،‬مت‬
‫إحداث برنامج ســكني موجه للطبقة املتوســطة ســنة ‪ ،2013‬حيث يتم تســويق هذا املنتوج‬
‫الــذي تتــراوح مســاحته بــن ‪ 80‬و‪ 150‬متــر مربــع بثمــن ال يتعــدى ‪ 7200‬درهــم للمتــر املربــع‬
‫مــع احتســاب القيمــة املضافــة‪ ،‬وإعفــاء املســتفيد مــن رســوم التســجيل والتحفيــظ‪ .‬وقــد‬
‫مت يف الفتــرة املمتــدة مــا بــن ‪ 2013‬ودجنبــر ‪ ،2018‬املصادقــة علــى ‪ 30‬اتفاقيــة يف هــذا‬
‫الصــدد‪ ،‬حيــث حصلــت ‪ 3510‬وحــدة علــى رخصــة البنــاء‪ ،‬منهــا ‪ 310‬حصلــت علــى رخصــة‬
‫السكن‪.‬‬
‫ت ‪ -‬برنامج التثمني املستدام للقصور والقصبات باملغرب‪ :‬احلصيلة املرحلة‬
‫واآلفاق املستقبلية‬
‫ينــدرج تنفيــذ هــذا البرنامــج يف إطــار االعتنــاء بالرأســمال التاريخــي املــادي والالمــادي‬
‫والثقــايف للمملكــة‪ ،‬فضــا عــن ضــرورة احملافظــة علــى الطابــع الهندســي واملعمــاري لــكل‬
‫جهــة علــى حــدة‪ .‬ويهــدف إلــى الرفــع مــن العــرض الســكني وأيضــا التقليــص مــن العجــز‬
‫املســجل يف هــذا امليــدان عبــر معاجلــة مختلــف جتليــات الســكن غيــر الالئــق‪.‬‬
‫وعلــى هــذا األســاس‪ ،‬عملــت الســلطات العموميــة علــى مواصلــة تنفيــذ البرنامــج املندمــج‬
‫للتثمــن املســتدام للقصــور والقصبــات بشــراكة مــع برنامــج األمم املتحــدة اإلمنائــي‪ ،‬الــذي‬
‫انطلــق منــذ ســنة ‪ 2015‬لتأهيــل ســتة عشــر موقعــا منوذجيــا لفائــدة ‪ 21400‬نســمة‪ .‬ورصــدت‬
‫لــه ميزانيــة تقــدر مببلــغ ‪ 134‬مليــون درهــم‪.‬‬
‫وستشــهد ســنة ‪ 2019‬تســريع وتيــرة تنفيــذ مختلــف املشــاريع املدرجــة يف البرنامــج املندمــج‬
‫للتثمــن املســتدام للقصــور والقصبــات‪ ،‬علــى أســاس إمتــام إجنازهــا بحلــول ســنة ‪.2020‬‬
‫ولهــذه الغايــة‪ ،‬متــت تعبئــة ميزانيــة هامــة قدرهــا ‪ 108‬مليــون درهــم أي مــا ميثــل ‪ 80‬باملائــة‬

‫‪116‬‬
‫مــن مجمــوع امليزانيــة املرصــودة لهــذا البرنامــج‪.‬‬
‫وســيتم تتويــج تنفيــذ هــذا البرنامــج ببلــورة اســتراتيجية مندمجــة للتدخــل يف القصــور‬
‫والقصبــات يف أفــق ســنة ‪.2025‬‬
‫ث ‪ -‬برنامج محاربة السكن اآليل للسقوط‬
‫يقــوم تدخــل برنامــج محاربــة الســكن اآليــل للســقوط علــى مجموعــة من العمليــات املتوازية‬
‫يف إطــار تعاقــدي مــع الشــركاء املعنيــن‪ ،‬وذلــك بنــاء علــى دراســات تقنيــة متخصصــة‪،‬‬
‫تــروم إعــادة إســكان أو إعــادة إيــواء قاطنــي الــدور املهــددة باالنهيــار‪ ،‬وهــدم البنايــات اآليلــة‬
‫للســقوط وتعزيــز وتقويــة البنايــات وحتســن واجهــات املبانــي املعنيــة‪.‬‬
‫وعلــى الصعيــد امليدانــي‪ ،‬خــال الفتــرة املمتــدة مــا بــن ‪ ،2018-2012‬مت تقــدمي الدعــم‬
‫املــادي واملواكبــة الالزمتــن للعمليــات املندرجــة يف إطــار هــذا البرنامــج‪ ،‬وذلــك مــن خــال‬
‫إبــرام مــا مجموعــه ‪ 33‬اتفاقيــة بكلفــة إجماليــة تقــدر بحوالــي ‪ 6,167‬مليــار درهــم‪.‬‬
‫ولتأهيــل اإلطــار القانونــي املنظــم للتدخــل يف هــذه الــدور الســكنية مت إصــدار القانــون‬
‫رقــم ‪ 94.12‬املتعلــق باملبانــي اآليلــة للســقوط وتنظيــم عمليــات التجديــد احلضــري بتاريــخ‬
‫‪ 27‬أبريــل ‪ ،2016‬وقــد جــاء هــذا القانــون بعــدد مــن املســتجدات التــي تتجلــى أساســا يف‬
‫تنظيــم أدوار جميــع املتدخلــن وحتديــد املســؤوليات مبــا فيهــا مســؤولية مالكــي املبانــي‬
‫اآليلــة للســقوط‪ ،‬وإقــرار تدابيــر ملعاجلــة هــذه املبانــي‪ ،‬باإلضافــة إلــى تدقيــق مســطرة‬
‫إخبــار مــاك املبانــي اآليلــة للســقوط أو شــاغليها‪ ،‬لالضطــاع مبســؤولياتهم وحتديــد‬
‫اإلجــراءات يف حــال عــدم تنفيــذ األشــغال املقــررة أو يف حالــة تعــذر معرفــة األشــخاص‬
‫املعنيــن‪.‬‬
‫أمــا علــى املســتوى املؤسســاتي فقــد عملــت الــوزارة علــى إحــداث الوكالــة الوطنيــة للتجديد‬
‫احلضــري وتأهيــل املبانــي اآليلــة للســقوط وهــي مؤسســة عموميــة ســيعهد إليهــا اإلشــراف‬
‫علــى تنفيــذ البرامــج العمرانيــة واملشــاريع املتعلقــة بالتجديــد احلضــري وتأهيــل األنســجة‬
‫واملبانــي اآليلة للســقوط‪.‬‬
‫ولغــرض ترشــيد أســلوب تدبيــر هــذه السياســة االجتماعيــة واكبــت الدولــة هــذه املجهودات‬
‫بحكامــة مؤسســاتية متثلت يف‪:‬‬
‫‪ -‬تأســيس مجموعــة العمــران ســنة ‪ 2007‬كمقاولــة عموميــة‪ ،‬بعــد اندمــاج عــدد‬
‫مــن املؤسســات العموميــة كالوكالــة الوطنيــة حملاربــة الســكن غيــر الالئــق والشــركة‬
‫الوطنيــة للتجهيــز والبنــاء وشــركة التشــارك للتهيئــة والبنــاء واإلنعــاش العقــاري‪.‬‬
‫‪ -‬تفعيل املجلس الوطني لإلسكان‪.‬‬
‫‪ -‬إحداث الوكالة الوطنية للتجديد احلضري وتأهيل املباني اآليلة للسقوط‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫سياسة المدينة‬ ‫‪.4‬‬
‫مت اعتماد اســتراتيجية وطنية يف مجال سياســة املدينة ترتكز على حتقيق التنمية املندمجة‬
‫واملســتدامة للمجــاالت احلضريــة وضواحيهــا للتقليــص مــن مظاهــر العجــز والهشاشــة‬
‫واإلقصــاء االجتماعــي ومواجهــة االختــاالت املرتبطــة بضعــف التجهيــزات ونقــص الولــوج‬
‫إلــى اخلدمــات العموميــة‪ .‬كمــا حرصــت علــى ترســيخ جيــل جديــد مــن البرامــج واملشــاريع‬
‫التنمويــة تســتجيب حلاجيــات األحيــاء يف مجــال البنيــات التحتيــة واملرافــق االقتصاديــة‬
‫واالجتماعيــة والثقافيــة والرياضيــة تضمــن فــك العزلــة عــن جميــع مكونــات املدينــة (أحيــاء‪،‬‬
‫مجموعــة أحيــاء) وإدماجهــا ضمــن ديناميــة شــاملة علــى املســتويات املجاليــة واالجتماعيــة‬
‫والثقافيــة واالقتصاديــة‪.‬‬
‫كمــا تــروم هــذه املشــاريع جتويــد إطــار عيــش املواطنــن وتضــع االندمــاج احلضري والتماســك‬
‫االجتماعــي علــى رأس األولويات‪.‬‬
‫ومــن أجــل تفعيــل هــذه االســتراتيجية‪ ،‬مت خــال الفتــرة املمتــدة ما بــن ‪ ،2018-2012‬التوقيع‬
‫علــى ‪ 183‬اتفاقيــة متويــل وإجنــاز برامــج تهــم التأهيــل احلضــري وإعــادة هيكلــة األحيــاء‬
‫الناقصــة التجهيــز‪ ،‬وذلــك بكلفــة تقــدر ب ‪ 64.78‬مليــار درهــم‪ .‬وتصنــف هــذه التدخــات‬
‫وفــق ثــاث مســتويات‪:‬‬
‫‪ o‬على مستوى األحياء‬
‫▫ مت إعداد ‪ 33‬اتفاقية بكلفة ‪ 6‬مليار درهم‪.‬‬
‫▫ التدخــل عبــر تهيئــة الطرقــات واملســاحات اخلضــراء والســاحات العموميــة واملراكــز‬
‫الثقافيــة وكــذا مالعــب القــرب الرياضيــة‪...‬‬
‫‪ o‬على مستوى املدن‬
‫يتعلــق األمــر مبشــاريع تهــم التنميــة املندمجــة للمــدن واألقطــاب احلضريــة واألنســجة‬
‫العتيقــة‪ ،‬وذلــك عبــر تقويــة البنيــات التحتيــة ودعــم شــبكة املرافــق السوســيو اقتصاديــة مــن‬
‫مراكــز ثقافيــة ومســاحات خضــراء وفضــاءات الترفيــه واحلفــاظ علــى التــراث املعمــاري‬
‫والرفــع مــن جاذبيــة املــدن واألنســجة العتيــق‪ ،‬وكــذا العمليــات املهيكلــة ذات الوقــع االجتماعــي‬
‫واالقتصــادي والبيئــي علــى مســتوى املدينــة ككل‪.‬‬
‫‪ o‬على مستوى املراكز الصاعدة‬
‫▫ مت التعاقد حول ‪ 38‬اتفاقية بكلفة إجمالية تقدر ب ‪ 6.13‬مليار درهم‪.‬‬
‫▫ يتــم التدخــل بواســطة عمليــات التأهيــل احلضــري من خالل تهيئة الســاحات العمومية‬
‫واملســاحات اخلضراء وحتســن الربط الطرقي وإحداث مرافق وخدمات القرب‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫وقــد مكنــت املجهــودات املبذولــة يف مجــال الســكن مــن تقليــص العجــز الســكني‪ ،‬مــن‬
‫‪ 1.240.000‬وحــدة ســكنية ســنة ‪ 2002‬إلــى ‪ 425616‬وحــدة ســنة ‪ ،2018‬حيــث ســاهم‬
‫برامــج الســكن املنخفــض التكلفــة بقيمــة ‪ 140000‬درهــم (احملــدث ســنة ‪ ،)2008‬والســكن‬
‫االجتماعــي مــن فئــة ‪ 250.000‬درهــم (احملــدث ســنة ‪ ،)2010‬مــن تخفيــض العجــز‬
‫الســكني املســجل بنســبة قاربــت ‪ %50‬منــذ انطــاق هــذه البرامــج‪ .‬وحقــق برنامــج مــدن‬
‫بــدون صفيــح منــذ ســنة ‪ 2004‬تقدمــا ملموســا يف القضــاء علــى دور الصفيــح وحتســن‬
‫ظــروف ســكن األســر املعنيــة‪ ،‬حيــث ســاهم هــذا البرنامــج يف تخفيــض معــدل الفقــر يف‬
‫صفــوف هــذه الســاكنة بعشــرين درجــة مئويــة بــن ســنتي ‪ 2004‬و‪( 2017‬انتقــل معــدل‬
‫الفقــر بالنســبة األســر املعنيــة مــن ‪ 48,7‬إلــى ‪ .)% 28,3‬كمــا أدى إلــى الرفــع مــن معــدل‬
‫متلــك الســكن بالنســبة لهــذه األســر مــن ‪ %44,4‬إلــى ‪.% 92,5‬‬
‫وبخصــوص برنامــج محاربــة الســكن اآليــل للســقوط‪ ،‬الــذي يهــدف إلــى إعــادة إســكان أو‬
‫إعــادة إيــواء قاطنــي الــدور املهــددة باالنهيــار‪ ،‬وهــدم البنايــات اآليلــة للســقوط وتعزيــز وتقويــة‬
‫البنايــات وحتســن واجهــات املبانــي املعنيــة‪ .‬ولتأهيــل اإلطــار القانونــي املنظــم للتدخــل يف‬
‫هــذه الــدور الســكنية مت إصــدار القانــون رقــم ‪ 94.12‬املتعلــق باملبانــي اآليلــة للســقوط وتنظيم‬
‫عمليــات التجديــد احلضــري بتاريــخ ‪ 27‬أبريــل ‪ ،2016‬كمــا مت إحــداث الوكالــة الوطنيــة‬
‫للتجديــد احلضــري وتأهيــل املبانــي اآليلــة للســقوط لإلشــراف علــى تنفيذ البرامــج العمرانية‬
‫واملشــاريع املتعلقــة بالتجديــد احلضــري وتأهيــل األنســجة واملبانــي اآليلــة للســقوط‪.‬‬
‫بيــد أنــه بالرغــم مــن هــذه املكتســبات احملققــة‪ ،‬إال أن السياســات والبرامــج املعتمــدة يف‬
‫مجــال الســكن وسياســة املدينــة ال تخلــوا مــن نواقــص‪ ،‬عمقــت محدوديــة أثرهــا عوامــل‬
‫التحــول الدميغــرايف املتســم بارتفــاع معــدل التمــدن‪ ،‬حيــث انتقلــت ســاكنة الوســط احلضــري‬
‫باملغــرب مــن ‪ % 55,1‬ســنة ‪ 2004‬إلــى ‪ % 60,3‬ســنة ‪ .2014‬وتتمثــل أهــم مظاهــر محدوديــة‬
‫أثــر هــذه البرامــج يف‪:‬‬
‫‪ -‬تباطــؤ بلــوغ مرامــي برنامــج الســكن املوجــه للطبقــة املتوســطة‪ ،‬حيــث أنــه مــن أصــل‬
‫‪ 9326‬وحــدة ســكنية متعاقــد بشــأنها يف إطــار ‪ 30‬اتفاقيــة عقــدت بــن ســتني ‪2013‬‬
‫و‪ ،2018‬حصلــت حاليــا ‪ 3510‬وحــدة فقــط علــى رخصــة البنــاء‪ ،‬منهــا ‪ 310‬حصلــت‬
‫علــى رخصــة الســكن‪.‬‬
‫‪ -‬تســجيل بعــض التجــاوزات علــى مســتوى برامــج الســكن االجتماعــي‪ ،‬مــن حيــث‬
‫اســتفادة فئــات خــارج ذوي الدخــل احملــدود والضعيــف كفئــات مســتهدفة مــن هــذه‬
‫البرامــج‪ ،‬ومــن حيــث ضعــف تقيــد املنعشــن العقاريــن مبعاييــر واشــتراطات دفاتــر‬
‫التحمــات املتعاقــد بشــأنها‪.‬‬
‫‪ -‬ضعــف اســتحضار العدالــة الترابيــة يف السياســة الســكنية‪ ،‬حيــث عــرف الطلــب‬
‫علــى الســكن تفاوتــات كبيــرة بــن اجلهــات وبــن الوســطني احلضــري والقــروي‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف التأهيــــل احلضــــري لألحيــــاء غيــــر القانونيــــة وانتشــار الســكن غير الالئق‬
‫‪119‬‬
‫ودور الصفيــح‪ ،‬وخاصــة يف الضواحــي‪ ،‬أفضــى إلــى تشــكل أحزمــة للفقــر والهشاشــة‬
‫وخلــق فضــاء حضــري غيــر منســجم وناقــص التجهيــز‪.‬‬
‫‪ -‬ضعــف مســتوى التجهيــزات األساســية واملرافــق العموميــة باملــدن اجلديــدة وباملراكــز‬
‫الصاعــدة‪ ،‬بفعــل ضعــف انخــراط الفاعلــن املؤسســاتيني والتنســيق فيمــا بينهــم‪،‬‬
‫خاصــة وأن اجلماعــات الترابيــة املســتقبلة لهــذه املــدن تتوفــر علــى إمكانيــات محــدودة‪،‬‬
‫باإلضافــة إلــى غيــاب إطــار قانونــي للتخطيــط احلضــري للمــدن اجلديــدة‪ ،‬حيــث أنــه‬
‫وفقــا للمنظومــة القانونيــة والتنظيميــة القائمــة تعامــل هــذه املــدن كمناطــق عمرانيــة‬
‫وكتجمعــات ســكنية ال غيــر‪.‬‬
‫ومــن أجــل جتــاوز هــذه اإلكراهــات‪ ،‬تتجــه احلكومــة إلــى تقويــة االهتمــام مبوضــوع الســكن‪ ،‬ال‬
‫ســيما علــى مســتوى ترشــيد الدعــم املوجــه للحصــول علــى الســكن مــن خــال تقييــم مختلــف‬
‫برامــج تيســير احلصــول علــى الســكن‪ ،‬والنظــر يف إمكانيــة توجيــه هــذا الدعــم بشــكل مباشــر‬
‫إلــى الفئــات املســتحقة‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫خامسا‪ -‬تعزيز منظومة احلماية االجتماعية‬
‫تعــد احلمايــة االجتماعيــة آليــة‬
‫مقتطف من الخطاب الملكي السامي‬ ‫أساســية للحــد مــن مختلــف‬
‫بمناسبة الذكرى الـ‪ 19‬لعيد العرش‬ ‫أشــكال الفقــر والهشاشــة‬
‫واالقصــاء االجتماعــي وحتســن‬
‫‪ 29‬يوليوز ‪2018‬‬ ‫ظــروف عيــش الســاكنة‪ .‬وبذلــت‬
‫الســلطات العموميــة‪ ،‬وبشــكل‬
‫«إن الشــأن االجتماعــي يحظــى عنــدي باهتمــام‬ ‫تدريجــي‪ ،‬منــذ االســتقالل‬
‫وانشــغال بالغيــن‪ ،‬كملــك وكإنســان‪ .‬فمنــذ أن‬ ‫جهــودا إلرســاء نظــام للحمايــة‬
‫توليــت العــرش‪ ،‬وأنــا دائم اإلصغــاء لنبض المجتمع‪،‬‬ ‫االجتماعيــة‪ ،‬وفقــا لنموذجــن‬
‫ولالنتظــارات المشــروعة للمواطنيــن‪ ،‬ودائــم‬ ‫أساســيني وهمــا‪:‬‬
‫العمــل واألمــل‪ ،‬مــن أجــل تحســين ظروفهــم‪.‬‬ ‫‪ -‬منــوذج الضمــان االجتماعــي‬
‫وهــو نظــام قائــم علــى املســاهمة‬
‫وإذا كان مــا أنجــزه المغــرب ومــا تحقــق للمغاربة‪،‬‬ ‫واالشــتراك ويشــمل كل مــا يتعلــق‬
‫علــى مــدى عقديــن مــن الزمــن يبعــث علــى‬ ‫بالتغطيــة الصحيــة والتقاعــد‪.‬‬
‫االرتيــاح واالعتــزاز‪ ،‬فإننــي فــي نفــس الوقــت‪،‬‬
‫أحــس أن شــيئا مــا ينقصنــا‪ ،‬فــي المجــال االجتماعــي‪.‬‬ ‫‪ -‬منــوذج املســاعدة االجتماعيــة‬
‫وهــو نظــام غيــر قائــم علــى‬
‫وســنواصل العمــل‪ ،‬إن شــاء اهلل‪ ،‬فــي هــذا المجــال‬ ‫املســاهمة ويشــمل كافــة اآلليــات‬
‫بــكل التــزام وحــزم‪ ،‬حتــى نتمكــن جميعــا مــن‬ ‫والصناديــق املوجهــة لتقــدمي‬
‫تحديــد نقــط الضعــف ومعالجتهــا»‪.‬‬ ‫الدعــم املباشــر أو غيــر املباشــر‬
‫للفئــات األكثــر فقــرا وهشاشــة‬
‫يف املجتمــع‪.‬‬

‫‪ - 1‬اإلطار القانوني املتعلق باحلماية االجتماعية‬

‫الفصل ‪ 31‬من الدستور‬


‫«تعمــل الدولــة واملؤسســات العموميــة واجلماعــات الترابيــة‪ ،‬علــى تعبئــة كل الوســائل املتاحــة‪،‬‬
‫لتيســير أســباب اســتفادة املواطنــن واملواطنــات‪ ،‬علــى قــدم املســاواة‪ ،‬مــن احلــق يف احلمايــة‬
‫االجتماعيــة والتغطيــة الصحيــة‪ ،‬والتضامــن التعاضــدي أو املنظــم مــن لــدن الدولــة‪».‬‬

‫‪121‬‬
‫أهم النصوص القانونية والتنظيمية املتعلقة باحلماية‬
‫االجتماعية‬
‫• القانــون رقــم ‪ 65.15‬املتعلــق مبؤسســات الرعايــة االجتماعيــة الصــادر بتاريــخ ‪ 12‬أبريــل‬
‫‪.2018‬‬
‫• القانــون رقــم ‪ 83.17‬بتغييــر القانــون رقــم ‪ 41.10‬املتعلــق بتحديــد شــروط ومســاطر‬
‫االســتفادة مــن صنــدوق التكافــل العائلــي الصــادر يف ‪ 22‬فبرايــر ‪.2018‬‬
‫• القانــون اإلطــار رقــم ‪ 97.13‬املتعلــق بحمايــة حقــوق األشــخاص يف وضعية إعاقة والنهوض‬
‫بهــا الصــادر بتاريخ ‪ 27‬أبريل ‪.2016‬‬
‫• القانــون رقــم ‪ 18.12‬املتعلــق بالتعويــض عــن حــوادث الشــغل الصــادر بتاريــخ ‪ 29‬دجنبــر‬
‫‪.2014‬‬
‫• القانــون رقــم ‪ 65.00‬مبثابــة مدونــة التغطيــة الصحيــة األساســية الصــادر بتاريــخ ‪3‬‬
‫أكتوبــر ‪.2002‬‬
‫• قانــون رقــم ‪ 43.95‬القاضــي بإعــادة تنظيــم الصنــدوق املغربــي للتقاعــد الصــادر بتاريــخ‬
‫‪ 7‬غشــت ‪.1996‬‬
‫• ظهيــر شــريف مبثابــة قانــون رقــم ‪ 1.76.534‬يخــول مبوجبــه تعويــض إجمالــي لبعــض‬
‫قدمــاء املقاومــن وقدمــاء أعضــاء جيــش التحريــر ولــذوي حقوقهــم الصــادر بتاريــخ ‪12‬‬
‫غشــت ‪.1976‬‬
‫• الظهيــر الشــريف رقــم ‪ 1.72.184‬الصــادر بتاريــخ ‪ 27‬يوليــوز ‪ 1972‬املتعلــق بنظام الضمان‬
‫االجتماعــي كمــا مت تعديله وتتميمه‪.‬‬
‫• القانــون رقــم ‪ 11.71‬احملــدث مبوجبــه نظــام املعاشــات املدنيــة الصــادر بتاريــخ ‪ 30‬دجنبــر‬
‫‪ ،1971‬ومــا تــاه مــن تعديــات‪.‬‬
‫• القانــون رقــم ‪ 013.71‬يحــدث مبوجبــه نظــام معاشــات التقاعــد العســكرية الصــادر بتاريــخ‬
‫‪ 30‬دجنبــر ‪.1971‬‬
‫• الظهيــر الشــريف رقــم ‪ 1.57.187‬الصــادر بتـــاريخ ‪ 12‬نونبــر ‪ 1963‬بســن نظــام أساســي‬
‫للتعــاون املتبــادل‪.‬‬
‫• ظهيــر شــريف رقــم ‪ 1.59.075‬بشــأن نظــام الرواتــب املعاشــية املمنوحــة للمقاومــن‬
‫وأراملهــم وفروعهــم وأصولهــم الصــادر بتاريــخ ‪ 16‬مــارس ‪.1959‬‬
‫• املرســوم رقــم ‪ 2.18.249‬الصــادر بتاريــخ ‪ 29‬مــاي ‪ 2018‬بتغييــر املرســوم رقــم ‪2.11.195‬‬
‫الصــادر بتاريــخ ‪ 6‬شــتنبر ‪ 2011‬بتطبيــق أحــكام القانــون رقــم ‪ 41.10‬املتعلــق بتحديــد شــروط‬
‫ومســاطر االســتفادة مــن صنــدوق التكافــل العائلــي‪.‬‬
‫• املرسوم رقم ‪ 2.97.176‬اخلاص باإلنعاش الوطني الصادر بتاريخ ‪ 15‬دجنبر ‪.1997‬‬
‫• املرسوم رقم ‪ 2.71.625‬اخلاص بالتعاون الوطني الصادر بتاريخ ‪ 28‬فبراير ‪.1972‬‬

‫‪122‬‬
‫‪ - 2‬حتسن مؤشرات محاربة الفقر والهشاشة‬
‫شــهدت مؤشــرات الفقــر والهشاشــة حتســنا ملحوظــا‪ ،‬حيــث انخفــض معــدل الفقــر املطلــق‬
‫مــن ‪ % 7,1‬ســنة ‪ 2012‬إلــى ‪ % 1,4‬ســنة ‪ ،2017‬وحســب الوســط‪ ،‬انتقــل هــذا املعــدل مــن‬
‫‪ %2,9‬إلــى ‪ % 0,1‬يف الوســط احلضــري‪ ،‬ومــن ‪ % 13‬إلــى ‪ % 3,4‬يف الوســط القــروي‪.‬‬
‫وتراجــع الفقــر متعــدد األبعــاد مــن ‪ %4,7‬ســنة ‪ 2012‬إلــى ‪ % 2,7‬ســنة ‪.2017‬‬
‫وســجل معــدل الهشاشــة‪ ،‬علــى غــرار الفقــر املطلــق‪ ،‬تراجعــا كبيــرا بــن ســنتي ‪2012‬‬
‫و‪ ،2017‬حيــث انخفــض مــن ‪ %15,7‬ســنة ‪ 2012‬إلــى ‪ % 9‬ســنة ‪ 2017‬علــى املســتوى الوطني‪،‬‬
‫ومــن ‪ % 10‬إلــى ‪ % 3,8‬يف الوســط احلضــري‪ ،‬ومــن ‪ % 23,9‬إلــى ‪ % 17,5‬بالوســط القــروي‪.‬‬
‫وعلــى خــاف هــذه املؤشــرات ســجل معــدل الفقــر الذاتــي أو الفقــر احملســوس ارتفاعــا‬
‫بأكثــر مــن ‪ 3‬درجــات مئويــة‪ ،‬حيــث تعتبــر ‪ %50,1‬مــن األســر املغربيــة نفســها فقيــرة‬
‫ســنة ‪ ،2017‬وذلــك بعدمــا كانــت هــذه النســبة يف حــدود ‪ .%46,6‬ويعــزى ارتفــاع معــدل‬
‫اإلحســاس بالفقــر حســب تقريــر املرصــد الوطنــي للتنميــة البشــرية املعــد ســنة ‪2018‬‬
‫حــول «مؤشــرات رصــد التنميــة البشــرية‪ :‬املســتوى واالجتاهــات علــى املســتوى الوطنــي‬
‫واجلهــوي ‪ »2012-2017‬إلــى ضعــف اإلحســاس باألمــن االجتماعــي واملالــي‪ ،‬وهشاشــة‬
‫مصــادر الدخــل وعلــى األرجــح بســبب التفاوتــات يف بيئتهــم املباشــرة‪.‬‬
‫وخــال ذات الفتــرة لــم يعــرف الفقــر النســبي إال تراجعــا طفيفــا‪ ،‬مســجال علــى املســتوى‬
‫الوطنــي ‪ % 19,7‬ســنة ‪ 2017‬بعدمــا بلــغ ‪ % 21,4‬ســنة ‪ .2012‬وكذلــك الشــأن بخصــوص‬
‫معامــل جينــي الــذي علــى أساســه يتــم قيــاس مســتوى عدالــة توزيــع الدخــل احمللــي‪ ،‬حيــث‬
‫شــهد حتســنا طفيفــا قــدر ب ‪ 0,02-‬درجــة‪ ،‬إذ تراجــع مــن ‪ 0,398‬ســنة ‪ 2012‬إلــى ‪0,371‬‬
‫ســنة ‪.2017‬‬
‫‪ - 3‬أهم برامج احلماية االجتماعية‬

‫•التأمني االجتماعي‬
‫الضمان االجتماعي‬ ‫‪‬‬ ‫ ‬
‫أحــدث نظــام الضمــان االجتماعــي منــذ ســنة ‪ ،1959‬حلمايــة املؤمــن لهــم ضــد مخاطــر‬
‫فقــدان الدخــل عبــر تقــدمي خدمــات تهــم التعويضــات العائليــة والتعويضــات القصيــرة األمــد‬
‫(التعويضــات اليوميــة عــن املــرض واألمومــة‪ ،‬إعانــة الوفــاة) والتعويضــات الطويلــة األمــد‬
‫(معــاش الشــيخوخة‪ ،‬معــاش الزمانــة ومعــاش املتوفــى عنهــم) والتأمــن االجبــاري عــن املــرض‬
‫وإنتــاج العالجــات مــن خــال املصحــات‪ ،‬والتعويــض عــن فقــدان الشــغل‪ .‬وعهــد بتســييره إلــى‬
‫الصنــدوق الوطنــي للضمــان االجتماعــي‪ .‬وهــم يف البدايــة‪ ،‬أي منــذ ‪ ،1961‬فئــة املأجوريــن‬
‫يف الصناعــة والتجــارة واملهــن احلــرة‪ ،‬مت شــمل فيمــا بعــد قطاعــات الفالحــة والصناعــة‬
‫التقليديــة‪ .‬ومنــذ ســنة ‪ 2011‬شــملت خدمــات الضمــان االجتماعــي العاملــن غيــر األجــراء‬
‫احلاملــن لبطاقــة الســائق املهنــي‪.‬‬
‫‪123‬‬
‫ومــع ذلــك‪ ،‬ال زالــت خدمــات أخــرى مــن قبيــل حــوادث الشــغل واألمــراض املهنيــة غيــر مؤمنــة‬
‫مــن طــرف الصنــدوق الوطنــي للضمــان االجتماعــي‪ .‬كمــا أن مأجــورا واحــدا فقــط مــن‬
‫اثنــن يتــم التصريــح بــه لــدى الصنــدوق الوطنــي للضمــان االجتماعــي ملــدة ‪ 12‬شــهرا كاملــة‬
‫بالنســبة لألنشــطة املنظمــة بالقطــاع اخلــاص (خــارج القطــاع الفالحــي)‪ ،‬أمــا األنشــطة‬
‫املنظمــة بالقطــاع الفالحــي فيتــم فيهــا التصريــح مبأجــور واحــد مــن اثنــن ملــدة ‪ 6‬أشــهر مــن‬
‫أصــل ‪ 12‬شــهرا‪ .‬وكنتيجــة لذلــك‪ ،‬وبســبب عــدم اســتيفاء املــدة الزمنيــة الدنيــا الضروريــة‬
‫لالســتفادة مــن احلقــوق‪ ،‬فــإن عــددا مهمــا مــن النشــيطني يبقــى مقصيــا مــن االســتفادة مــن‬
‫نظــام الضمــان االجتماعــي رغــم انخراطــه فيــه‪.‬‬
‫ورفعــا لهــذا الضــرر واحليــف الــذي حلــق عــددا مــن املأجوريــن‪ ،‬الــذي حســب تقريــر للمجلــس‬
‫األعلــى للحســابات ســنة ‪ ،2013‬بلــغ العــدد اإلجمالــي لألجــراء املنخرطــن يف الصنــدوق‬
‫الوطنــي للضمــان االجتماعــي البالغــن ســن التقاعــد والذيــن لــم يتمكنــوا مــن جمــع ‪3240‬‬
‫مــن عــدد األيــام الالزمــة مــن املســاهمة‪ ،‬والتــي تخــول لهــم احلــق يف االســتفادة مــن املعــاش‪،‬‬
‫إلــى ‪ 622.000‬حالــة عنــد نهايــة ســنة ‪ ،2012‬مت إصــدار القانــون رقــم ‪ 117.12‬القاضــي‬
‫بتتميــم الظهيــر الشــريف مبثابــة قانــون رقــم ‪ 1.72.184‬املتعلــق بنظــام الضمــان االجتماعــي‬
‫الصــادر بتاريــخ ‪ 27‬يوليــوز ‪ ،1972‬وهمــت مقتضياتــه متكــن املؤمــن لهــم‪ ،‬الذيــن أحيلــوا علــى‬
‫التقاعــد منــذ ســنة ‪ 2000‬ولــم يتوفــروا علــى ‪ 3240‬يومــا مــن اســترداد اشــتراكاتهم األجريــة‬
‫مــن طــرف املؤمــن لــه أو ذوي احلقــوق يف حالــة الوفــاة‪.‬‬
‫‪‬التعويض عن فقدان الشغل‬
‫بنــاء علــى مقتضيــات املادتــن ‪ 53‬و‪ 59‬مــن مدونــة الشــغل‪ 21،‬ووفقــا خلالصــات احلــوار‬
‫‪10‬‬

‫مــع مختلــف الفرقــاء االجتماعيــن واالقتصاديــن مت اعتمــاد القانــون رقــم ‪ 03.14‬القاضــي‬


‫بتغييــر وتتميــم الظهيــر الشــريف مبثابــة قانــون رقــم ‪ 1.72.184‬الصــادر يف ‪ 27‬يوليــو ‪1972‬‬
‫املتعلــق بنظــام الضمــان االجتماعــي‪ ،‬الــذي دخــل حيــز التنفيــذ ابتــداء مــن فــاحت دجنبــر‬
‫‪ ،2014‬علــى تعزيــز منظومــة احلمايــة االجتماعيــة لفائــدة شــريحة مهمــة مــن األجــراء فاقدي‬
‫الشــغل ألســباب غيــر إراديــة متاشــيا مــع مضامــن االتفاقيــة رقــم ‪ 102‬بشــأن املعاييــر الدنيــا‬
‫للضمــان االجتماعــي ملنظمــة العمــل الدوليــة‪ ،‬حيــث ســيمكن نظــام التعويــض عــن فقــدان‬
‫الشــغل األجيــر خــال التوقــف عــن العمــل مــن االســتفادة مــن تعويــض يعــادل ‪ 70%‬مــن‬
‫متوســط رواتــب ‪ 36‬شــهرا األخيــرة التــي تقاضاهــا شــريطة أن ال يتجــاوز مبلــغ التعويــض‬
‫احلــد األدنــى لألجــور‪ ،‬وذلــك ملــدة أقصاهــا ســتة أشــهر كمــا سيســتفيد مــن اإلمكانــات‬
‫املتوفــرة يف إطــار اآلليــات والبرامــج احلكوميــة املقــررة يف مجــال التشــغيل والتكويــن التــي‬
‫توفرهــا كل مــن الوكالــة الوطنيــة إلنعــاش التشــغيل والكفــاءات بتعــاون مــع مكتــب التكويــن‬
‫‪ - 21‬القانون رقم ‪ 65.99‬املتعلق مبدونة الشغل الصادر بتاريخ ‪ 11‬شتنرب ‪ ،2003‬وال سيام‪:‬‬
‫الفقــرة ‪ 3‬مــن املــادة ‪ 53‬التــي نصــت عــى أنــه «يحــق لألجــر أن يســتفيد أيضــا‪ ،‬وفــق القوانــن واألنظمــة الجــاري بهــا العمــل‪ ،‬مــن التعويــض عــن فقــدان الشــغل‬
‫ألســباب اقتصاديــة أو تكنولوجيــة أو هيكلية»‪.‬‬
‫الفقرة ‪ 2‬من املادة ‪ 59‬التي نصت عىل أنه «يستفيد األجري عند فصله تعسفيا من التعويض عن فقدان الشغل»‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫املهنــي وإنعــاش الشــغل بهــدف إيجــاد عمــل جديــد‪ ،‬مــع االحتفــاظ أيضــا باحلــق يف التأمــن‬
‫اإلجبــاري األساســي عــن املــرض والتعويضــات العائليــة واحتســاب مــدة التعويــض كمــدة‬
‫مماثلــة للتأمــن لالســتفادة مــن املعاشــات‪.‬‬
‫ومنــذ دخــول هــذا القانــون حيــز التنفيــذ ابتــداء مــن فــاحت دجنبــر ‪ ،2014‬شــرع الصنــدوق‬
‫الوطنــي للضمــان االجتماعــي يف التوصــل بطلبــات االســتفادة مــن هــذا التعويــض‪ ،‬حيــث بلــغ‬
‫عــدد الطلبــات املودعــة برســم ســنة ‪ 2018‬مــا مجموعــه ‪ 30360‬طلبــا مقابــل ‪ 24095‬طلبــا‬
‫خــال ســنة ‪ ،2016‬وبلــغ عــدد املســتفيدين مــن هــذا التعويــض ‪ 13706‬مســتفيدا خــال ســنة‬
‫‪.2018‬‬
‫وبالنســبة حلصيلــة عــدد املســتفيدين مــن هــذا التعويــض منــذ تاريــخ تنفيــذه وإلــى غايــة نهايــة‬
‫ســنة ‪ 2018‬فقــد بلــغ ‪ 47193‬مســتفيدا (مببلــغ إجمالــي قــدره ‪ 637‬مليــون درهــم)‪.‬‬
‫وبنــاء علــى التقييــم املرحلــي ألداء هــذا النظــام مت الشــروع يف مراجعــة شــروط االســتفادة‬
‫مــن خدماتــه بهــدف الرفــع مــن عــدد املســتفيدين منــه‪ ،‬حيــث انــه مثــا لــم تتــم االســتجابة ل‬
‫‪ 15005‬طلبــا لعــدم توفرهــا علــى الشــروط الالزمــة لالســتفادة مــن هــذا النظــام مــن أصــل‬
‫‪ 27442‬طلبــا قــدم ســنة ‪.2017‬‬
‫‪‬توســيع االســتفادة مــن معاشــات التقاعــد وإصــاح أنظمتهــا‬
‫فضــا عــن تزايــد عــدد املســتفيدين مــن التغطيــة االجتماعيــة مــن طــرف مختلــف صناديــق‬
‫التقاعــد ســواء ألعــوان وموظفــي القطــاع العمومــي وشــبه العمومــي أو لفائــدة أجــراء القطــاع‬
‫اخلــاص‪ ،‬مت الرفــع مــن احلــد األدنــى للتقاعــد إلــى ‪ 1500‬درهــم‪ ،‬وبلــغ عــدد املســتفيدين منــه‬
‫يف بدايــة ‪ 2018‬مــا مجموعــه ‪ 74‬ألــف متقاعــدا علــى مســتوى الصنــدوق املغربــي للتقاعــد‬
‫ومت الشــروع يف توســيع التغطيــة االجتماعيــة والصحيــة لتشــمل فئــات املهنيــن والعمــال‬
‫املســتقلني‪ ،‬حيــث عهــد بتدبيــر هــذا النظــام للصنــدوق الوطنــي للضمــان االجتماعــي‪.‬‬
‫وتتلخــص أهــم اإلجــراءات املتخــذة يف هــذا اإلطــار يف اعتمــاد القانــون رقــم ‪ 99.15‬املتعلــق‬
‫بإحــداث نظــام للمعاشــات لفئــات املهنيــن والعمــال املســتقلني واألشــخاص غيــر األجــراء‬
‫الذيــن يزاولــون نشــاطا خاصــا الصــادر بتاريــخ ‪ 21‬دجنبــر ‪ ،2017‬ويف نشــر نصوصــه‬
‫التطبيقيــة يف ينايــر ‪ ،2019‬وخاصــة املرســوم رقــم ‪ 2.18.622‬بتطبيــق القانــون رقــم ‪98.15‬‬
‫املتعلــق بنظــام التأمــن االجبــاري األساســي عــن املــرض والقانــون رقــم ‪ 99.15‬بإحــداث نظــام‬
‫للمعاشــات اخلاصــن بفئــات املهنيــن والعمــال املســتقلني واألشــخاص غيــر األجــراء الذيــن‬
‫يزاولــون نشــاطا خاصــا‪ ،‬واملرســوم رقــم ‪ 2.18.625‬بتطبيــق القانــون رقــم ‪ 99.15‬بإحــداث‬
‫نظــام للمعاشــات لفائــدة فئــات املهنيــن والعمــال املســتقلني واألشــخاص غيــر األجــراء الذيــن‬
‫يزاولــون نشــاطا خاصــا الصــادر يف نفــس التاريــخ‪.‬‬
‫وبخصــوص إصــاح أنظمــة التقاعــد‪ ،‬فقــد عرفــت أنظمــة التأمــن االجتماعــي‪ ،‬وخاصــة‬
‫أنظمــة التقاعــد‪ ،‬منــذ تســعينيات القــرن املاضــي صعوبــات عمــق أثرهــا تعــدد األنظمــة‬
‫وتبايــن أســاليب اشــتغالها وضعــف آليــات احلكامــة يف تدبيرهــا اإلداري واملالــي‪ .‬ومحدوديــة‬
‫معــدل تغطيــة الفئــات النشــيطة والعجــز الهيكلــي لبعــض األنظمــة الــذي يهــدد دميومتهــا‪.‬‬
‫‪125‬‬
‫وبالرغــم مــن املجهــودات املبذولــة‪ ،‬إال أن أزمــة بعــض األنظمــة‪ ،‬ال ســيما الصنــدوق املغربــي‬
‫للتقاعــد‪ ،‬ال زالــت مقلقــة‪ ،‬وإن متــت معاجلــة بعــض جوانبهــا منــذ دخــول إصــاح نظــام‬
‫املعاشــات املدنيــة للصنــدوق املغربــي للتقاعــد حيــز التنفيــذ يف أكتوبــر ‪ ،2016‬حيــث ال زال‬
‫املعامــل الدميغــرايف يتجــه نحــو االنخفــاض‪ ،‬فبعدمــا كان كل متقاعــد يقابلــه ‪ 12,5‬نشــيطا‬
‫ســنة ‪ ،1982‬وكل متقاعــد يقابلــه ‪ 6‬نشــطاء ســنة ‪ ،2000‬تقلــص هــذا العــدد إلــى ‪ 2,24‬لــكل‬
‫متقاعــد ســنة ‪ ،2016‬ثــم إلــى ‪ 2,12‬لــكل متقاعــد ســنة ‪ ،2017‬وســيبلغ هــذا املؤشــر ‪1,24‬‬
‫ســنة ‪ ،2024‬حســب تقريــر املجلــس األعلــى للحســابات حــول الصنــدوق املغربــي للتقاعــد‬
‫(ينايــر ‪.)2017‬‬
‫وبحكــم أن تدابيــر اإلصــاح اجلزئــي املتخــذة لــم حتصــن اســتمرارية ودميومــة وجناعــة هــذه‬
‫اخلدمــة مــن التدهــور‪ ،‬وبالنظــر إلــى أن هــذا اإلصــاح لــم يشــمل باقــي أنظمــة التقاعــد يف‬
‫القطــاع العمومــي وشــبه العمومــي‪ ،‬فيتعــن مواصلــة إصــاح أنظمــة التقاعــد وفقــا للخيــارات‬
‫املتمثلــة يف إحــداث قطــب موحــد للقطــاع العمومــي بهــدف بنــاء نظــام تقاعــد يســتجيب‬
‫لشــروط التــوازن واالســتدامة ولقواعــد احلكامــة اجليــدة‪.‬‬
‫‪‬التغطية الصحية األساسية‬
‫يتألــف نظــام التغطيــة الصحيــة األساســية باملغــرب مــن نظامــن مســتقلني‪ :‬نظــام التأمــن‬
‫اإلجبــاري عــن املــرض (‪ ،)AMO‬وهــو نظــام قائــم علــى االشــتراك وعلــى التعاضــد يف مواجهــة‬
‫املخاطــر‪ ،‬ونظــام املســاعدة الطبيــة (‪ ،)RAMED‬وهــو نظــام قائــم على مبــدإ التضامن الوطني‬
‫لفائــدة الفئــات الهشــة والفقيــرة‪.‬‬
‫وبفضــل برامــج هاذيــن النظامــن متكــن املغــرب مــن حتقيــق التغطيــة الصحيــة الفعليــة‬
‫بنســبة ‪ %34( % 62‬بواســطة نظــام التأمــن اإلجبــاري عــن املــرض ‪ AMO‬و‪ %28‬بواســطة‬
‫نظــام املســاعدة الطبيــة ‪ ،)RAMED‬وهــي نســبة‪ ،‬وإن لــم تكــن كافيــة‪ ،‬فهي مقبولــة باملقارنة‬
‫مــع املعــدالت املســجلة ببلــدان مماثلــة مــن حيــث مســتوى النمــو‪ ،‬والتــي بلغــت حســب‬
‫منظمــة العمــل الدوليــة‪ % 60 ،‬يف البرازيــل‪ ،‬و‪ % 50‬يف املكســيك‪ ،‬و‪ % 67‬يف األرجنتــن‪،‬‬
‫و‪ % 36‬يف مصــر و‪ % 19‬يف الهنــد‪( .‬املصــدر تقريــر املجلــس االقتصــادي واالجتماعــي‬
‫والبيئــي حــول احلمايــة االجتماعيــة يف املغــرب واقــع احلــال‪ ،‬احلصيلــة وســبل تعزيــز‬
‫أنظمــة الضمــان واملســاعدة االجتماعيــة» الصــادر ســنة ‪.)2018‬‬
‫ولتعزيــز حكامــة الهيئــات املشــرفة علــى تدبيــر أنظمــة التغطيــة الصحيــة مت اعتمــاد مرســوم‬
‫بقانــون رقــم ‪ 2.18.781‬املتعلــق بإحــداث الصنــدوق املغربــي للتأمــن الصحــي‪ ،‬بتاريــخ ‪10‬‬
‫أكتوبــر ‪ ،2018‬الــذي ســيعوض الصنــدوق الوطنــي ملنظمــات االحتيــاط االجتماعــي‪ ،‬وعهــد‬
‫للصنــدوق املغربــي للتأمــن الصحــي بتدبيــر نظــام التأمــن اإلجبــاري األساســي عــن املــرض‬
‫لفائــدة موظفــي وأعــوان إدارات الدولــة واجلماعــات الترابيــة ومســتخدمي املؤسســات‬
‫العموميــة وكل شــخص اعتبــاري مــن أشــخاص القانــون العــام وأصحــاب املعاشــات بالقطــاع‬
‫العــام واألشــخاص املســتفيدين مــن املعاشــات مبوجــب بعــض األنظمــة اخلاصــة لالحتيــاط‬
‫االجتماعــي ولفائــدة دوي حقوقهــم‪ ،‬كمــا ميكــن أن يتولــى تدبيــر هــذا النظــام لفائــدة فئــات‬
‫أخــرى مبوجــب تشــريع خــاص أو اتفاقيــة يصــادق عليهــا مجلــس إدارة الصنــدوق‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫ومــع ذلــك فاألنظمــة احلاليــة للتأمــن الصحــي‪ ،‬مبا فيها نظام املســاعدة الطبية‪ ،‬تعترضها‬
‫صعوبــات مــن قبيــل ضعــف العــرض الصحــي‪ ،‬ســواء مــن حيــث املــوارد البشــرية أو البنيــات‬
‫التحتيــة والتجهيــزات الصحيــة‪ ،‬خاصــة يف املناطــق املعزولــة‪ ،‬ومحدوديــة التكفــل املباشــر‬
‫مــن طــرف األجهــزة املســيرة والتــي تصــل بالــكاد إلــى نســبة ‪ ،% 44‬وارتفــاع نســبة احلصــة‬
‫التــي يتحملهــا املرضــى مــن كلفــة العــاج التــي جتــاوزت ‪ % 35‬ســنة ‪ 2016‬مقابــل ‪% 28‬‬
‫ســنة ‪ ،2010‬وبالتالــي فهــي يف حاجــة إلــى مجهــود أكبــر وحكامــة أكثــر جــودة‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫•املساعدة االجتماعية املباشرة وغير املباشرة‬
‫‪22‬‬

‫‪‬صندوق التكافل العائلي‬


‫تنفيــذا للتوجيهــات امللكيــة مبناســبة افتتــاح الســنة القضائيــة بتاريــخ ‪ 29‬ينايــر ‪ 2003‬والتــي‬
‫أكــد مــن خاللهــا جاللــة امللــك أنــه «بــدال مــن إحــداث صنــدوق للنفقــة قــد يفهــم منه التشــجيع‬
‫غيــر املقصــود علــى أبغــض احلــال عنــد اهلل وتشــتيت شــمل األســرة‪ ،‬فإننــا نصــدر توجيهاتنــا‬
‫إلــى حكومتنــا قصــد الدراســة املتأنيــة إليجــاد صنــدوق للتكافــل العائلــي»‪ ،‬مت إحــداث صندوق‬
‫التكافــل العائلــي‪ ،‬مبوجــب القانــون رقــم ‪ 41.10‬املتعلــق بتحديــد شــروط ومســاطر االســتفادة‬
‫مــن صنــدوق التكافــل العائلــي الصــادر بتاريــخ ‪ 13‬دجنبــر ‪ ،2010‬الــذي يعتبــر وزيــر العــدل‬
‫اآلمــر بقبــض مــوارده وصــرف نفقاتــه‪ ،‬ويهــدف هــذا الصنــدوق إلــى ضمــان حقــوق األم‬
‫املعــوزة وحمايــة األطفــال مــن التشــرد النــاجت عــن الطــاق عبــر تســبيقات ماليــة يرصدهــا‬
‫حســاب مرصــد ألمــور خصوصيــة مفتــوح لــدى اخلزينــة العامــة للمملكــة‪.‬‬
‫وقــد مت تعديــل القانــون املتعلــق بتحديــد شــروط ومســاطر االســتفادة مــن صنــدوق التكافــل‬
‫العائلــي بالقانــون رقــم ‪ 83.17‬الصــادر بتاريــخ ‪ 22‬فبرايــر ‪ 2018‬الــذي وســع مــن املســتفيدين‬
‫مــن هــذا الصنــدوق‪ ،‬وهكــذا أصبحــت خدماتــه تشــمل‪:‬‬
‫‪ -‬مســتحقي النفقــة مــن األوالد احملكــوم لهــم بالنفقــة ســواء كانــت العالقــة الزوجيــة بــن‬
‫األبويــن قائمــة أو منحلــة‪ ،‬وذلــك بعــد ثبــوت عــوز األم‪.‬‬
‫‪ -‬مستحقي النفقة من األوالد بعد وفاة األم‪.‬‬
‫‪ -‬مستحقي النفقة من األطفال املكفولني احملكوم لهم بالنفقة‪.‬‬
‫‪ -‬الزوجة املعوزة احملكوم لها بالنفقة‪.‬‬
‫وبلغــت مــوارد هــذا الصنــدوق مــا بــن ‪ 2011‬و‪ 2018‬مــا يفــوق مليــارا و‪ 200‬مليــون درهــم‪.‬‬
‫أمــا فيمــا يخــص نفقاتــه‪ ،‬فقــد بلغــت أكثــر مــن ‪ 269‬مليــون بــن ســنة ‪ 2012‬ويونيــو ‪.2019‬‬
‫وبرســم ســنة ‪ 2019‬خصــص اعتمــاد مالــي لهــذا الصنــدوق قــدره ‪ 160‬مليــون درهــم‪.‬‬
‫ومبوجــب ‪ 23685‬مقــرر قضائــي اســتفاد مــن نفقــات هــذا الصنــدوق إلــى غايــة غشــت ‪2018‬‬
‫مــا مجموعــه ‪ 21 830‬شــخصا‪.‬‬

‫‪ - 22‬وردت بعــض برامــج الحاميــة االجتامعيــة بشــكل متفــرق يف محــاور أخــرى‪ ،‬راجــع مثــا برامــج دعــم وتيســر الولــوج إىل الســكن يف املحــور املتعلــق بالحــق‬
‫يف الســكن‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫‪‬صندوق دعم التماسك االجتماعي‬
‫أحــدث صنــدوق دعــم التماســك االجتماعــي مبوجــب املــادة ‪ 18‬مــن قانــون املاليــة برســم ســنة‬
‫‪ 2012‬لتمويــل وتعزيــز العمليــات ذات الطابــع االجتماعــي التــي تســتهدف الســاكنة املعــوزة‪،‬‬
‫وعرفــت أحــكام هــذه املــادة تعديــات متتاليــة مبوجــب قوانــن املاليــة الالحقــة بهــدف متكــن‬
‫احلســاب مــن التوفــر علــى مــوارد قــارة وتوســيع مجــال تدخلــه واملســتفيدين مــن خدماتــه‪.‬‬
‫عرفــت مداخيــل الصنــدوق زيــادة ســنوية مبتوســط ‪ % 1‬خــال الفتــرة بــن ســنتي ‪2015‬‬
‫و‪ ،2017‬حيــث انتقلــت املداخيــل مــن ‪ 10,51‬مليــار درهــم ســنة ‪ 2015‬إلــى ‪ 10,73‬مليــار درهــم‬
‫ســنة ‪ .2017‬يف حــن ســجلت النفقــات ارتفاعــا ســنويا قــدر ب ‪ ،% 14‬حيــث انتقلــت النفقــات‬
‫مــن ‪ 2,19‬مليــار درهــم إلــى ‪ 2,87‬مليــار درهــم خــال نفــس الفتــرة‪.‬‬
‫وهمت نفقات هذا الصندوق اخلدمات التالية‪:‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ -‬متويل النفقات املتعلقة بنظام املساعدة الطبية‪.‬‬
‫‪23‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ -‬متويل النفقات املتعلقة ببرنامج تيسير‪.‬‬
‫‪24‬‬

‫‪25‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ -‬متويل النفقات املتعلقة باملبادرة امللكية «مليون محفظة»‪.‬‬
‫تقــدمي املســاعدة لفائــدة األشــخاص يف وضعيــة إعاقــة‪ :‬ســعيا إلــى تيســير ولــوج‬ ‫‪-‬‬
‫األشــخاص يف وضعيــة إعاقــة إلــى حقوقهــم األساســية ال ســيما مــا يخــص‪:‬‬
‫▫املساهمة يف اقتناء األجهزة اخلاصة واملساعدات التقنية األخرى‪.‬‬
‫▫املساهمة يف حتسني ظروف متدرس األطفال يف وضعية إعاقة‪.‬‬
‫▫تشجيع االندماج املهني واألنشطة املذرة للدخل‪.‬‬
‫▫املساهمة يف إحداث وتسيير مراكز االستقبال‪.‬‬
‫وقصــد متويــل هــذه العمليــات عرفــت التحويــات املاليــة لفائــدة التعــاون الوطنــي تطــورا‬
‫ملحوظــا‪ ،‬حيــث انتقلــت مــن ‪ 50‬مليــون درهــم ســنة ‪ 2015‬إلــى ‪ 100‬مليــون درهــم ســنة ‪2016‬‬
‫ثــم إلــى ‪ 110‬مليــون درهــم ســنة ‪.2017‬‬
‫‪ -‬تقــدمي مســاعدات مباشــرة لألرامــل يف وضعيــة هشاشــة احلاضنــات ألطفالهــن‬
‫اليتامــى‪.‬‬
‫تـــم إحداث هذا البرنامج ســـنة ‪ ،2014‬ويتـــم مبوجـــبه منـــح األرملة مبلغـــا شـــهريا قـــدره ‪350‬‬
‫درهمـا عـن كل طفـل يتيـم ال يتجـاوز عمـره ‪ 21‬سـنة‪ ،‬شــريطة متابعــة الدراســة أو التكويــن‬
‫‪ - 23‬لالطــاع عــى املعطيــات املتعلقــة بنظــام املســاعدة الطبيــة منــذ انطالقــه إىل غايــة ‪ 2018‬راجــع املخصصــات املاليــة لنفقــات هــذا النظــام وعــدد املســتفيدين‬
‫منــه يف املحــور املتعلــق بالحــق يف الصحــة‪.‬‬
‫‪ - 24‬لالطــاع عــى املعطيــات املتعلقــة بربنامــج تيســر بــن ســنتي ‪ 2012‬و‪ 2018‬راجــع املخصصــات املاليــة لنفقــات هــذا الربنامــج وعــدد املســتفيدين منــه يف‬
‫املحــور املتعلــق بالحــق يف التعليــم‪.‬‬
‫‪ - 25‬لالطــاع عــى املعطيــات املتعلقــة باملبــادرة امللكيــة «مليــون محفظــة» بــن ســنتي ‪ 2012‬و‪ 2018‬راجــع املخصصــات املاليــة لنفقــات هــذه املبــادرة وعــدد‬
‫املســتفيدين منهــا يف املحــور املتعلــق بالحــق يف التعليــم‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫املهنــي بالنســبة لألطفال البالغيــن ســن التمــدرس‪ ،‬علــى أال يتعــدى مجمــوع الدعــم ‪1050‬‬
‫درهمــــا عــــن كل شــهر لألسرة الواحــدة‪.‬‬
‫ويشــكل هــذا البرنامــج ‪ % 15‬مــن املخصصــات الســنوية لصنــدوق دعــم التماســك االجتماعي‪.‬‬
‫وقــد بلــغ عــدد األرامــل املســتفيدات ‪ 95105‬أرملــة حاضنــة ألكثــر مــن ‪ 166000‬يتيــم ويتيمــة‪،‬‬
‫إلــى حــدود مــاي ‪ .2019‬ومــن أصــل ‪ 105157‬طلبــا مودعــا مت رفــض ‪ 7073‬طلــب‪ ،‬ممــا يعنــي‬
‫أن معــدل االســتجابة للطلبــات جتــاوز نســبة ‪.% 93‬‬
‫ومنـــذ انطـــاق هـــذا البرنامـــج وإلـــى غايـــة ســنة ‪ ،2018‬تــــم حتويــل مبلــغ مليــار و‪ 568‬مليــون‬
‫درهــــم لفائدة هـــذا البرنامـــج‪.‬‬

‫‪‬املبادرة الوطنية للتنمية البشرية‬


‫تعتبــر املبــادرة الوطنيــة للتنميــة البشــرية ورشــا وطنيــا‪ ،‬قــام بإطالقــه صاحــب اجلاللــة امللــك‬
‫محمــد الســادس يف مــاي ســنة ‪ .2005‬يتجلــى الهــدف األســمى مــن إطالقــه يف تــدارك‬
‫النواقــص املرتبطــة مبجــاالت التنميــة البشــرية‪ ،‬مــن خــال النهــوض باحلقــوق االقتصاديــة‬
‫واالجتماعيــة والثقافيــة للمواطنــن‪ ،‬وفقــا لنهــج تطوعــي مبنــي علــى قيــم احتــرام كرامــة‬
‫اإلنســان‪ ،‬وحمايــة وتعزيــز حقــوق النســاء واألطفــال‪ ،‬وترســيخ ثقــة املواطنــن يف املســتقبل‪،‬‬
‫وأخيــرا إشــراك وإدمــاج جميــع املواطنــن يف املنظومــة االقتصاديــة‪.‬‬
‫وقــد مــر هــذا الــورش مبرحلتــن متتاليتــن مــن أجــل احلــد مــن ظاهــرة الفقــر والهشاشــة‬
‫واإلقصــاء االجتماعــي‪ ،‬خصــص لــه يف الفتــرة مــا بــن ‪ 2005‬و‪ 2018‬غــاف مالــي قــدره‬
‫‪ 40.7‬مليــار درهــم‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫توزيع التمويل الذاتي للمبادرة (‪ )205-2018‬حسب البرنامج (مباليني الدرهم)‬

‫خــال الفتــرة مــن ‪ 2005‬إلــى ‪ ،2018‬خصــص برنامــج محاربــة اإلقصاء يف الوســط احلضري‬
‫‪ 12‬مليــار درهــم ككلفــة إجماليــة‪ ،‬منهــا ‪ 7‬مليــارات درهــم مولتهــا املبــادرة‪ ،‬أي مــا ميثــل رافعــة‬
‫ماليــة مهمــة بنســبة ‪.% 41.3‬‬
‫وبلغــت التزامــات برنامــج محاربــة الفقــر يف املجــال القــروي ‪ 9‬مليــارات درهــم‪ ،‬مــع أثــر‬
‫ملمــوس للرافعــة املاليــة بنســبة ‪.%29‬‬
‫بينمــا أنفــق برنامــج مكافحــة الهشاشــة أكثــر مــن ‪ 6.8‬مليــار درهــم مــن االســتثمارات‪ ،‬مبــا يف‬
‫ذلــك ‪ 3.9‬مليــار درهــم متــت تعبئتهــا مــن قبــل املبــادرة‪.‬‬
‫فيمــا يتعلــق بالبرنامــج األفقــي‪ ،‬بلغــت قيمــة االلتــزام املالــي ‪ 12.9‬مليــار درهــم‪ ،‬شــكلت منهــا‬
‫املســاهمة اخلاصــة للمبــادرة ‪ 7.2‬مليــار درهــم‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫‪15‬‬
‫مستويات تنفيذ املشاريع املنجزة (كنسبة مئوية من إجمالي النفقات)‬
‫‪26‬‬

‫يالحــظ مــن خــال هــذا اجلــدول أن حصــة الدولــة يف تنفيــذ املشــاريع وإن تراجعــت مــن‬
‫‪ % 61‬يف املرحلــة األولــى إلــى ‪ % 44‬يف املرحلــة الثانيــة‪ ،‬إال أن ذلــك كان يف صالــح تصاعــد‬
‫حصــة اجلماعــات يف تنفيــذ مشــاريع املبــادرة حيــث انتقــل خــال املرحلتــن مــن ‪ % 18‬إلــى‬
‫‪.% 33‬‬
‫بالنســبة للتحليــل الشــامل حيــث يتــم أخــذ جميــع املشــاريع بعــن االعتبــار (مبــا يف ذلــك‬
‫املنجــزة بــن اجلماعــات ‪ ،)intercommunaux‬فقــد كان لألقاليــم و العمــاالت النصيــب األوفــر‬
‫يف تنفيــذ املشــاريع خــال املرحلــة األولــى بنســب ‪ % 58‬و ‪ % 61‬يف املرحلــة الثانيــة‪ .‬وتليهــا‬
‫اجلمعيــات والفاعلــون احملليــون األخــرون بنســب ‪ % 23‬و‪ % 20‬علــى التوالــي‪.‬‬

‫‪ 26‬دون احتساب املشاريع املنجزة البني‪-‬جامعات (‪.)intercommunaux‬‬

‫‪131‬‬
‫‪27‬‬
‫توزيع نفقات املبادرة الوطنية حسب قطاع التدخل (مباليني درهم)‬
‫‪16‬‬

‫وقصــد تعزيــز أدوار املبــادرة الوطنيــة يف توســيع مجــال تدخلهــا وبنــاء منظومــة اســتهداف‬
‫دقيقــة أعلــن صاحــب اجلاللــة يف خطابــه الســامي مبناســبة الذكــرى الـــ‪ 19‬لعيــد العــرش‬
‫بتاريــخ ‪ 29‬يوليــوز ‪ 2018‬عــن «إطــاق املرحلــة الثالثــة مــن املبــادرة الوطنيــة للتنميــة البشــرية‪،‬‬
‫بتعزيــز مكاســبها‪ ،‬وإعــادة توجيــه برامجهــا للنهــوض بالرأســمال البشــري لألجيــال الصاعدة‪،‬‬
‫ودعــم الفئــات يف وضعيــة صعبــة‪ ،‬وإطــاق جيــل جديــد مــن املبــادرات املــدرة للدخــل ولفــرص‬
‫الشــغل»‪.‬‬
‫وتهــدف هــذه املرحلــة إلــى ترصيــد مكتســبات املرحلتــن األولــى والثانيــة‪ ،‬وجتــاوز بعــض‬
‫نواقصهمــا املتمثلــة أساســا يف‪:‬‬
‫أن التوزيــع اجلغــرايف ملــوارد املبــادرة لفائــدة الســاكنة ال يســير بشــكل مباشــر مــع‬ ‫‪-‬‬
‫معــدل الفقــر علــى مســتوى اجلهــات‪،‬‬
‫أن العالــم القــروي اســتفاد مــن نســب أقــل مــن املخصصــات املاليــة مقارنــة بباقــي‬ ‫‪-‬‬
‫البرامــج‪.‬‬
‫‪ -‬تباين األثر االجتماعي واالقتصادي بني مختلف برامج املبادرة الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف اإلدماج االقتصادي للشباب وتوفير فرص الشغل‪.‬‬
‫‪ 27‬دون احتساب املشاريع املنجزة البني‪-‬جامعات (‪.)intercommunaux‬‬

‫‪132‬‬
‫ضعــف التقائيــة مشــاريع املبــادرة مــع مختلــف تدخــات القطاعــات احلكوميــة‬ ‫‪-‬‬
‫واجلماعــات الترابيــة‪ ،‬ممــا يســتلزم تعزيــز حكامــة تدبيــر املشــاريع وتعزيــز‬
‫آليــات تنفيــذ مشــاريع املبــادرة باملــوارد املاليــة والبشــرية الضروريــة‪.‬‬
‫وتالفيــا لهــذه اخلصاصــات‪ ،‬مت يف شــتنبر ‪ 2018‬إطــاق املرحلــة الثالثــة لهــذه املبــادرة ‪2019‬‬
‫‪ 2023 -‬بغــاف مالــي قــدره ‪ 18‬مليــار درهــم ســيخصص لتمويــل أربعــة برامــج أساســية‪،‬‬
‫وهــي‪:‬‬
‫▫برنامــج تــدارك اخلصــاص املســجل علــى مســتوى البنيــات التحتيــة‪ ،‬واخلدمــات‬
‫األساســية‪ ،‬باملجــاالت الترابيــة األقــل جتهيــزا‪ ،‬مــن خــال مشــاريع تهــم الصحــة‬
‫والتعليــم والكهربــة القرويــة والتزويــد باملــاء الصالــح للشــرب باإلضافــة إلــى إجنــاز‬
‫الطــرق واملســالك القرويــة واملنشــآت الفنيــة‪.‬‬
‫▫برنامــج مواكبــة األشــخاص يف وضعيــة هشــة‪ ،‬وستشــمل تدخــات هــذا البرنامــج‬
‫إحــدى عشــرة فئــة ذات أولويــة مــن األشــخاص الذيــن يوجــدون يف وضعيــة هشاشــة‪.‬‬
‫▫برنامــج حتســن الدخــل‪ ،‬واإلدمــاج االقتصــادي للشــباب‪ ،‬الــذي يهــدف باألســاس إلــى‬
‫توفيــر الدخــل وخلــق فــرص عمــل للشــباب‪ ،‬ال ســيما مــن خــال دعــم التكويــن واملواكبــة‬
‫إلدمــاج املقاولــن وحاملــي املشــاريع‪ ،‬وتيســير اإلدمــاج السوســيو‪-‬اقتصادي للشــباب‪.‬‬
‫▫برنامــج الدعــم املوجــه للتنميــة البشــرية لألجيــال الصاعــدة‪ ،‬وذلــك مــن خــال تركيــز‬
‫تدخــات املبــادرة علــى محــور تنميــة الطفولــة املبكــرة‪ ،‬ومحــور مواكبــة الطفولــة‬
‫والشــباب‪.‬‬
‫وبرسم سنة ‪ 2019‬مت رصد مبلغ ‪ 1,8‬مليار درهم من امليزانية العامة لهذه املبادرة‪.‬‬

‫‪‬إيواء الفئات يف وضعية صعبة‬

‫تعــد مؤسســات الرعايــة االجتماعيــة بنيــات إليــواء األشــخاص يف وضعيــة صعبــة‪ ،‬وإحــدى ركائــز‬
‫منظومــة الرعايــة االجتماعيــة باملغــرب‪ ،‬وآليــة للمســاهمة يف حتقيــق االســتقرار االجتماعــي بعــد‬
‫تداعــي وتفــكك صــروح قيــم التضامــن والتكافــل األســري لــدى كثيــر من األســر‪ .‬مع اســتحضار أن‬
‫اإليواء بهذه املؤسســات هو تدبير اســتثنائي بعد فشــل كل محاوالت إعادة اإلدماج داخل الوســط‬
‫األسري‪.‬‬

‫وعرفــت هــذه املؤسســات أول تأطيــر قانونــي لهــا ســنة ‪ 2006‬مبوجــب القانــون رقــم ‪ 14.05‬املتعلق‬
‫بشــروط فتــح مؤسســات الرعايــة االجتماعيــة وتدبيرهــا‪ ،‬والــذي حــدد الغــرض مــن مؤسســات‬
‫الرعايــة االجتماعيــة يف التكفــل باألشــخاص الذيــن يوجــدون يف وضعيــة صعبــة أو غيــر مســتقرة‬
‫أو يف وضعيــة احتيــاج‪ .‬ولتجــاوز بعــض عيــوب هــذا القانــون‪ ،‬خاصــة تلــك املثــارة مــن طــرف‬
‫‪133‬‬
‫منظمــات املجتمــع املدنــي التــي تدبــر مؤسســات الرعايــة االجتماعيــة مت اعتمــاد قانــون‬
‫جديــد رقــم ‪ 65.15‬املتعلــق مبؤسســات الرعايــة االجتماعيــة الصــادر بتاريــخ ‪ 12‬أبريــل ‪.2018‬‬

‫وإلــى حــدود متــم ‪ 2018‬بلــغ عــدد مؤسســات الرعايــة االجتماعيــة املرخصــة مــا مجموعــه ‪1128‬‬
‫مؤسســة‪ ،‬بطاقــة اســتيعابية إجماليــة تناهــز ‪ 100284‬مســتفيد ومســتفيدة‪ ،‬وتشــغل مــا يزيــد عــن‬
‫‪ 11000‬شــخص‪ .‬وتنقســم هــذه املؤسســات إلــى مؤسســات داعمــة ملنظومــة التربيــة والتكويــن‬
‫مشــكلة من دور الطالب والطالبة والتي بلغ عددها ‪ 850‬مؤسســة‪ ،‬ومؤسســات تعنى باألشــخاص‬
‫يف وضعيــة صعبــة تهتــم أساســا باألشــخاص يف وضعيــة إعاقــة واألشــخاص املســنني واألطفــال‬
‫املهملــن وكــذا األطفــال والنســاء يف وضعيــة صعبــة‪ ،‬والتــي بلــغ عددهــا ‪ 278‬مؤسســة‪.‬‬

‫وقبــل إيــداع النــزالء باملؤسســات التــي تعنــى باألشــخاص يف وضعيــة صعبــة تعمــل الســلطات‬
‫العموميــة علــى إعــادة إدمــاج املعنيــن يف وســطهم األســري‪ ،‬خاصــة بالنســبة لصغــار الســن‪ ،‬حيــث‬
‫يشــكلون ثلــث نــزالء مؤسســات الرعايــة االجتماعيــة‪.‬‬

‫وقصــد حفــظ كرامــة نــزالء مؤسســات الرعايــة االجتماعية التقليديــة‪ ،‬أطلقت وزارة الصحة ســنة‬
‫‪ 2015‬مبــادرة كرامــة إلفــراغ عــدد مــن األضرحــة واملــزارات‪ ،‬وعلــى رأســها ضريــح بويــا عمــر‪،‬‬
‫الــذي بلــغ عــدد نزالئــه ‪ 800‬شــخص‪ ،‬وعلــى إثــر هــذه العمليــة مت تقــدمي العناية الصحية النفســية‬
‫والعقليــة لنزالئــه وإعــادة إيــواء عــدد منهــم‪.‬‬

‫بيــد أن املالحــظ هــو أن العديــد مــن مؤسســات الرعايــة االجتماعيــة حتتــاج إلــى إعــادة التأهيــل‬
‫والنظــر يف حكامتهــا ومتكينهــا مــن الوســائل واإلمكانيــات لتكــون أكثــر جــودة وقــدرة علــى تقــدمي‬
‫خدماتهــا علــى الوجــه املطلــوب بالنســبة للفئــات الهشــة املعنية‪ ،‬ال ســيما مــن خالل إعداد مشــروع‬
‫قانــون يتعلــق بالعاملــن االجتماعيــن‪ ،‬ملأسســة العمــل االجتماعي وتعزيــز دور العامــل االجتماعي‬
‫يف التنمية‪.‬‬
‫‪‬صندوق املقاصة‬

‫مت إحــداث صنــدوق املقاصــة كمؤسســة عموميــة‪ ،‬منــذ ســنة ‪ ،1941‬للحفــاظ علــى اســتقرار‬
‫مســتوى األســعار لعــدد مــن املــواد االســتهالكية‪ ،‬وبالتالــي حتســن القــدرة الشــرائية لألســر‪.‬‬
‫وبالرغــم مــن اإلصالحــات التــي مــرت بهــا منظومــة الدعــم بواســطة صنــدوق املقاصــة منــذ‬
‫ثمانينــات القــرن املاضــي‪ ،‬إال أن تقلبــات األســعار‪ ،‬وخاصــة املــواد النفطيــة‪ ،‬يف الســوق‬
‫الدوليــة ضاعــف مــن تكلفــة هــذا الصنــدوق‪ ،‬حيــث انتقلــت نفقــات الدعــم بــن ســنتي ‪2004‬‬
‫و‪ 2012‬مــن ‪ 7,9‬مليــار درهــم إلــى ‪ 56‬مليــار درهــم‪ ،‬مــن بينهــا أكثــر مــن ‪ 48‬مليــار درهــم‬
‫خصصــت لتغطيــة تكلفــة املــواد النفطيــة‪ .‬وأفضــى ارتفــاع تكاليــف نفقــات هــذا الصنــدوق‬
‫إلــى إرجــاء وتأجيــل تقــدمي خدمــات اجتماعيــة أخــرى‪.‬‬
‫وقصــد االنتقــال مــن نظــام مســاعدة اجتماعيــة جــد مكلــف وغيــر مســتهدف للفئــات املعــوزة‬
‫بشــكل دقيــق إلــى نظــام جديــد أكثــر إنصافــا وأقــل تكلفــة وأدق اســتهدافا وأكثــر جناعــة‬
‫‪134‬‬
‫وحكامــة لتدخــل الدولــة يف هــذا املجــال‪ ،‬متــت مراجعــة منظومــة الدعــم بشــكل عميــق منــذ‬
‫ســنة ‪ ،2014‬حيــث مت االحتفــاظ يف املرحلــة احلاليــة (متــم ســنة ‪ )2018‬فقــط بدعــم غــاز‬
‫البوتــان والســكر ودقيــق القمــح اللــن‪ ،‬مــن جهــة‪ ،‬ودعــم مادتــي الســكر والزيــوت الغذائية التي‬
‫يتــم تســويقها يف األقاليــم اجلنوبيــة للمملكــة (أقاليــم العيــون‪ ،‬الداخلــة والســمارة) مــن جهــة‬
‫أخــرى‪ ،‬مــن خــال تغطيــة الفــارق بــن ســعر التكلفــة وســعر البيــع احملــدد يف هــذه األقاليــم‪.‬‬
‫وبفضــل هــذه اإلصالحــات‪ ،‬وخاصــة بعــد حتريــر أســعار املــواد النفطيــة الســائلة‪ ،‬التــي كانــت‬
‫متثــل أكثــر مــن ‪ % 60‬مــن نفقــات املقاصــة‪ ،‬متــت إعــادة توجيــه هــذه النفقــات لتمويــل عــدد‬
‫مــن برامــج احلمايــة االجتماعيــة كبرنامــج تيســير ونظــام املســاعدة الطبيــة وبرنامــج دعــم‬
‫النســاء األرامــل ‪.)...‬‬
‫وبرســم قانــون املاليــة لســنة ‪ 2019‬مت رصــد اعتمــادات بلغــت ‪ 17,67‬مليــار درهــم مــن أجــل‬
‫دعــم املــواد املذكــورة أعــاه‪ ،‬بعدمــا كانــت االعتمــادات املرصــودة لصالــح هــذا الصنــدوق ســنة‬
‫‪ 2017‬يف حــدود ‪ 15,58‬مليــار درهــم‪.‬‬
‫وإذا كان إصــاح صنــدوق املقاصــة‪ ،‬يقتضــي مواصلــة التحريــر التدريجــي ألســعار بعــض‬
‫املــواد التــي تخضــع حاليــا للدعــم‪ ،‬خاصــة غــاز البوتــان‪ ،‬الــذي تســتفيد منــه بشــكل أكبــر‬
‫جهــات غيــر تلــك املوجــه لهــا‪ ،‬مــن قبيــل منشــآت فالحيــة وســياحية كبــرى وغيرهــا‪ ،‬وبالتالــي‬
‫يتــم توظيــف الدعــم يف غيــر مــا أعــد لــه‪ ،‬فإنــه يتعــن مواكبــة رفــع الدعــم عــن هــذه املــادة‬
‫وغيرهــا ببرامــج تســتهدف مباشــرة الطبقــات الفقيــرة واملتوســطة حلمايــة قدرتهــا الشــرائية‬
‫ولصيانــة الســلم االجتماعــي الوطنــي‪.‬‬

‫‪‬برامــج احلمايــة االجتماعيــة املوجهــة للعالــم القــروي‬


‫‪ ‬تســريع تنزيــل برنامــج تقليــص الفــوارق االجتماعيــة واملجاليــة اخلــاص‬
‫بالعالــم القــروي‬
‫منــذ انطالقــه بنــاء علــى التعليمــات امللكيــة الســامية‪ ،‬تواصــل احلكومــة تنزيــل برنامــج‬
‫تقليــص الفــوارق املجاليــة واالجتماعيــة بالعالــم القــروي علــى مــدى ‪ 7‬ســنوات (‪2023-‬‬
‫‪ ،)2017‬والــذي قــدرت كلفتــه اإلجماليــة ب ‪ 50‬مليــار درهــم‪ ،‬التــي يتــم متوليهــا مبســاهمة‬
‫صنــدوق التنميــة القرويــة واملناطــق اجلبليــة (‪ )% 21‬واملجالــس اجلهويــة (‪ )% 40‬واملبــادرة‬
‫الوطنيــة للتنميــة البشــرية (‪ )% 8‬واملكتــب الوطنــي للكهربــاء واملــاء الصالــح للشــرب (‪،)% 5‬‬
‫وعــدد مــن القطاعــات احلكوميــة (‪.)% 26‬‬
‫ومت الشــروع عمليــا يف رصــد االعتمــادات الالزمــة إلجنــاز مشــاريع هــذا البرنامــج منــذ‬
‫‪ 10‬غشــت ‪ ،2017‬حيــث ناهــزت ميزانيــة برنامــج عمــل ســنة ‪ 2017‬حوالــي ‪ 8,34‬مليــار‬
‫درهــم‪ ،‬منهــا ‪ 3,46‬مليــار درهــم ممولــة مــن صنــدوق التنميــة القرويــة واملناطــق اجلبليــة‪ ،‬أمــا‬
‫بخصــوص املبلــغ اإلجمالــي لبرنامــج العمــل برســم ســنة ‪ ،2018‬فقــد ناهــز حوالــي ‪ 7,2‬مليــار‬
‫درهــم‪ ،‬منهــا ‪ 3,48‬مليــار درهــم ممولــة مــن صنــدوق التنميــة القرويــة واملناطــق اجلبليــة‪.‬‬
‫وخالل سنتي ‪ 2017‬و‪ ،2018‬مت إجناز ما يلي‪:‬‬

‫‪135‬‬
‫الطرق واملسالك القروية‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫▫إجناز ما يعادل ‪ 1271‬كلم من الطرق القروية‪.‬‬
‫▫صيانة ما يعادل ‪ 533‬كلم من الطرق القروية‪.‬‬
‫▫إجناز ما يعادل ‪ 1489‬كلم من املسالك القروية‪.‬‬
‫▫إجناز ‪ 24‬منشأة فنية‪.‬‬
‫التعليم‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫▫إجناز ‪ 326‬عملية بناء باملؤسسات التعليمية‪.‬‬
‫▫تأهيل ‪ 332‬من املؤسسات التعليمية‪.‬‬
‫▫إجنــاز ‪ 98‬عمليــة اقتنــاء للنقــل املدرســي و‪ 98‬عمليــة جتهيــز‬
‫مدرســي‪.‬‬
‫الصحة‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫▫إجنــاز مــا يعــادل ‪ 44‬عمليــة بنــاء همــت املراكــز واملســتوصفات‬
‫الصحيــة‪.‬‬
‫▫إجناز ‪ 120‬عملية تأهيل همت املراكز واملستوصفات الصحية‪.‬‬
‫▫إجنــاز ‪ 470‬عمليــة اقتنــاء لســيارات اإلســعاف والوحــدات الطبيــة‬
‫و‪ 30‬عمليــة جتهيــز للمراكــز الصحيــة‪.‬‬
‫التزويد باملاء الصالح للشرب‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫▫إجناز ‪ 5077‬عملية ربط فردي باملاء الصالح للشرب‪.‬‬
‫▫صيانة ‪ 24‬كلم من شبكة التزويد باملاء الصالح للشرب‪.‬‬
‫▫اقتنــاء ‪ 26‬شــاحنة مــزودة بصهريــج للتزويــد باملــاء الصالــح‬
‫للشــرب‪.‬‬
‫التزويد بالكهرباء‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫▫انطلــق برنامــج الكهربــة القرويــة الشــمولي ســنة ‪ ،1996‬بهــدف‬
‫تزويــد العالــم القــروي بالكهربــاء بنســبة ‪ % 80‬عنــد متــم ســنة‬
‫‪ .2010‬أي مبتوســط ‪ 1000‬دوار كل ســنة‪ ،‬بتكلفــة ماليــة بلغــت‬
‫‪ 15‬مليــار درهــم‪.‬‬
‫▫وبعــد ســنوات قليلــة مــن انطــاق البرنامــج‪ ،‬راجــع املكتــب الوطنــي‬
‫للكهربــاء توقعــات املشــروع‪ ،‬حيــث رفــع مــن وثيــرة اإلجنــاز‪ ،‬التــي‬
‫‪136‬‬
‫بلغــت ‪ 2500‬دوار يف الســنة‪ ،‬كمــا ارتفــع الغــاف املالــي املخصص‬
‫إلــى ‪ 23‬مليــار درهــم‪.‬‬
‫▫وإلــى غايــة نونبــر ‪ 2018‬متكــن هــذا البرنامــج مــن حتقيــق معــدل‬
‫كهربــة بلغــت ‪ ،% 99,63‬بعدمــا كانــت يف حــدود ‪ % 18‬ســنة ‪،1995‬‬
‫وســيتم العمــل علــى رفــع هــذه النســبة إلــى مــا يفــوق ‪ %99,86‬بعــد‬
‫االنتهــاء مــن أشــغال كهربــة ‪ 951‬دوارا (‪ 25 086‬مســكنا) املربمجــة‬
‫خــال الفتــرة املمتــدة مــا بــن ‪ .2020 – 2019‬وهمــت منجــزات‬
‫هــذا البرنامــج إلــى غايــة نونبــر ‪ 2018‬مــا يلــي‪:‬‬
‫• ربط ‪ 40393‬دوارا بالشبكة الكهربائية الوطنية‪.‬‬
‫• كهربة ‪ 498‬دوار عبر شبكات الربط البيني لفائدة ‪ 11425‬أسرة‪.‬‬
‫• كهربة ‪ 39943‬دوار عبر الشبكات املستقلة لفائدة ‪ 2111100‬أسرة‪.‬‬
‫• تزويد ‪ 19438‬أسرة بلوحات الطاقة الشمسية يف إطار مشاريع‬
‫املبادرة الوطنية للتنمية البشرية خالل سنتي ‪ 2016‬و‪.2017‬‬
‫• جتهيز ‪ 51559‬أسرة بلوحات الطاقة الشمسية بني سنتي ‪1998‬‬
‫و‪.2009‬‬
‫▫ويف إطــار برنامــج تقليــص الفــوارق االجتماعيــة واملجاليــة بالعالــم‬
‫القــروي مت خــال ســنتي ‪ 2017‬و‪ 2018‬توســيع االســتفادة مــن‬
‫الكهربــاء كمــا يلــي‪:‬‬
‫• توســيع شــبكة الكهربــاء ذات الضغــط املنخفــض علــى ‪73‬‬
‫كلــم ‪.‬‬
‫• تقوية شبكة الكهرباء على طول ‪ 6‬كلم‪.‬‬
‫إنشاء محطة فرعية بقدرة ‪ 160‬كيلو فولت أمبير‪.‬‬ ‫•‬
‫وقع اإلجنازات‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫ســتمكن العمليــات املنجــزة مــن فــك العزلــة عــن ‪ 5190‬دوار والولــوج للخدمــات الصحيــة‬
‫والتعليــم واملــاء والكهربــة القرويــة ألزيــد مــن ‪ 6‬ماليــن مســتفيد ب ‪ 1100‬جماعــة‪.‬‬
‫وســيبلغ الغــاف املالــي املخصــص للتدخــات املتوقعــة يف إطــار هــذا البرنامــج‪ ،‬برســم ســنة‬
‫‪ ،2019‬مــا قــدره ‪ 6,53‬مليــار درهــم‪ ،‬ســيمول منهــا صنــدوق التنميــة القرويــة واملناطــق اجلبلية‬
‫مــا معدلــه ‪ % 52‬مــن الغــاف اإلجمالــي‪.‬‬
‫وســيوجه هــذا الغــاف املالــي املرصــود لتنفيــذ مشــاريع تهــم فــك العزلــة عــن العالــم القــروي‬
‫وحتســن الربــط بالشــبكة الطرقيــة‪ ،‬وتزويــد الســاكنة باملــاء الصالــح للشــرب‪ ،‬وتعميــم‬
‫الكهربــة‪ ،‬وحتســن عــرض اخلدمــات الصحيــة والتعليــم‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫منجزات برامج الطرق القروية‬ ‫‪‬‬
‫شــكلت البرامــج الوطنيــة للطــرق القرويــة‪ ،‬منــذ ســنة ‪ ،1995‬آليــة لفــك العزلــة عــن العالــم‬
‫القــروي‪ .‬فبفضــل منجــز بنــاء وتطويــر ‪ 11000‬كلــم مــن الطــرق القريــة يف إطــار البرنامــج‬
‫األول‪ ،‬خــال الفتــرة املمتــدة بــن ‪ 1995‬إلــى ‪ ،2005‬وإجنــاز وتطويــر ‪ 15000‬كلــم مــن الطــرق‬
‫القرويــة يف إطــار البرنامــج الثانــي الــذي مت إطالقــه ســنة ‪ ،2005‬وبنــاء علــى حصيلــة برنامــج‬
‫التأهيــل الترابــي خــال الفتــرة ‪ ،2015-2011‬الــذي هــم بنــاء ‪ 766‬كلــم وتهيئــة ‪ 1547‬كلــم‬
‫مــن الطــرق وبنــاء ‪ 90‬منشــأة عبــور منهــا ‪ 68‬منشــأة معزولــة‪ ،‬بلغــت نســبة ولــوج الســاكنة‬
‫القرويــة بالشــبكة الطرقيــة الوطنيــة‪ ،‬إلــى غايــة متــم ســنة ‪ ،2018‬إلــى ‪ % 79‬ممــا مكــن مــن‬
‫فــك العزلــة عمــا يقــارب ‪ 2.7‬مليــون نســمة‪.‬‬
‫ويف إطــار احملــور اخلــاص بالطــرق مــن «برنامــج تقليــص الفــوارق االجتماعيــة واملجاليــة‬
‫بالعالــم القــروي»‪ ،‬مت وضــع مخطــط إلعــادة بنــاء طــرق قرويــة مصنفــة وبنــاء منشــآت فنيــة‬
‫بهــذه الطــرق‪ .‬ولهــذا الغــرض مت تخصيــص ‪ 36‬مليــار درهــم مــن صنــدوق التنميــة القرويــة‬
‫لبنــاء ‪ 25.000‬كلــم وتأهيــل ‪ 10.000‬كلــم علــى مــدة ‪ 10‬ســنوات (‪.)2025 - 2016‬‬
‫ثالثا‪ -‬التوجهات اجلديدة إلصالح منظومة احلماية االجتماعية‬
‫يخصــص املغــرب مــا يقــارب ‪ 60‬مليــار درهــم ســنويا‪ ،‬أي مــا يعــادل ‪ % 5‬مــن ناجتــه الداخلــي‬
‫اخلــام‪ ،‬كنفقــات موجهــة للحمايــة االجتماعيــة يف مجــاالت الصحــة ومعاشــات التقاعــد‪ .‬وإذا‬
‫مت احتســاب كلفــة الدعــم املخصــص للمــوارد االســتهالكية يف إطــار صنــدوق املقاصــة‪ ،‬فــإن‬
‫هــذا املعــدل يصــل إلــى ‪ % 6‬مــن النــاجت الداخلــي اخلــام‪ .‬ولهــذا‪ ،‬فــإن املغــرب يأتــي يف مرتبــة‬
‫متأخــرة وراء دول منظمــة التعــاون والتنميــة االقتصاديــة (‪ )OCDE‬والــدول الناشــئة التــي‬
‫يبلــغ فيهــا املعــدل املتوســط ‪ % 20‬و‪ % 15‬علــى التوالــي‪.‬‬
‫وبنــاء علــى هــذه املقارنــة‪ ،‬فــإن التمويــل املخصــص لنظــام احلمايــة االجتماعيــة يف حــدود‬
‫نســبة ‪ % 5‬أو ‪ % 6‬مــن النــاجت الداخلــي اخلــام‪ ،‬تبقــى دون املســتوى الكفيــل ببنــاء منظومــة‬
‫متكاملــة وقويــة‪.‬‬
‫هــذا فضــا عــن تعــدد آليات وبرامــج احلمايــة االجتماعيــة‪ ،‬التــي بلغــت أزيــد مــن ‪100‬‬
‫برنامــج كمــا ورد يف خطــاب صاحــب اجلاللــة مبناســبة الذكــرى الـــ‪ 19‬لعيــد العــرش بتاريــخ‬
‫‪ 29‬يوليــوز ‪« 2018‬فليــس مــن املنطــق أن جنــد أكثــر مــن مائــة برنامــج للدعــم واحلمايــة‬
‫االجتماعيــة مــن مختلــف األحجــام‪ ،‬وترصــد لهــا عشــرات املليــارات مــن الدراهــم‪ ،‬مشــتتة‬
‫بــن العديــد مــن القطاعــات الوزاريــة‪ ،‬واملتدخلــن العموميــن»‪ .‬ومــا يرتبــط بذلــك مــن ضعــف‬
‫احلكامــة والتنســيق واالســتهداف‪.‬‬
‫وتبعــا للتوجيهــات امللكيــة‪ ،‬ووفقــا خلالصــات وتوصيات املناظرة الوطنية األولى حول احلماية‬
‫االجتماعيــة املنظمــة يف نونبــر ‪ ،2018‬شــرعت احلكومــة يف مراجعــة منظومــة االســتهداف‬
‫لتحســن جناعــة برامــج احلمايــة االجتماعيــة وترشــيد توظيــف املــوارد واإلمكانــات‪ ،‬مــن‬
‫خــال إعــداد مشــروع قانــون رقــم ‪ 72.18‬يتعلــق مبنظومــة اســتهداف املســتفيدين مــن برامــج‬
‫احلمايــة االجتماعيــة‪ ،‬الــذي نــص علــى‪:‬‬

‫‪138‬‬
‫▫إحــداث الســجل الوطنــي للســكان الــذي ســيغطي جميــع األفــراد مواطنــن وأجانــب‬
‫مقيمــن باملغــرب بكيفيــة قانونيــة‪ ،‬مــع معــرف مدنــي واجتماعــي رقمــي خــاص بــكل‬
‫فــرد‪ .‬وسيســتند تطويــر هــذا الســجل الوطنــي علــى الســجالت اإلداريــة املتوفــرة‬
‫حاليــا‪ ،‬وال ســيما ســجل احلالــة املدنيــة وســجل البطاقــة الوطنيــة البيومتريــة والســجل‬
‫اخلــاص باألجانــب املقيمــن باملغــرب‪.‬‬
‫▫إحــداث ســجل اجتماعــي موحــد يتضمــن معلومــات عــن احلالــة االجتماعيــة‬
‫واالقتصاديــة لألفــراد واألســر‪ ،‬وهــو مــا ســيمكن مــن حتديــد الفئــات األكثــر هشاشــة‬
‫املســتوفية للشــروط املطلوبــة الســتحقاق اإلعانــات االجتماعيــة‪ .‬كمــا أن هــذا الســجل‬
‫ســيمكن مــن وضــع برامــج متناســقة ومتكاملــة للدعم االجتماعي تســتجيب الحتياجات‬
‫الفئــات املســتهدفة‪ ،‬إضافــة إلــى متكينهــا مــن جتويــد حكامــة هــذه البرامــج‪.‬‬
‫وقــد أصــدر رئيــس احلكومــة بتاريــخ ‪ 30‬مــارس ‪ 2018‬منشــورا مــن أجــل إصــاح منظومــة‬
‫احلمايــة االجتماعيــة باملغــرب وإرســاء قواعــد لقيادتهــا وحكامتهــا‪ .‬ويف هــذا اإلطــار‬
‫مت إحــداث جلنــة للقيــادة‪ ،‬يترأســها رئيــس احلكومــة والــوزراء املعنيــن باإلضافــة إلــى‬
‫رئيــس هيئــة مراقبــة التأمينــات واالحتيــاط االجتماعــي واملــدراء العامــن للهيئــات املدبــرة‬
‫ألنظمــة التغطيــة االجتماعيــة والصحيــة ومديــر الوكالــة الوطنيــة للتأمــن الصحــي‪ ،‬والتــي‬
‫أســندت لهــا املهــام التاليــة‪:‬‬
‫‪‬تطويــر سياســة مندمجــة وموحــدة للحمايــة االجتماعيــة‪ ،‬مــع تتبعهــا وتقييمهــا‬
‫بشــكل منتظــم علــى املســتوى املالــي وغيــر املالــي‪ ،‬واحلــرص علــى ضمــان تكامــل‬
‫وتناســق مختلــف آليــات احلمايــة االجتماعيــة‪.‬‬
‫‪‬توســيع التغطيــة الصحيــة األساســية يف أفــق تعميمهــا لتشــمل جميــع الفئــات‬
‫االجتماعيــة‪ ،‬مــع حتســن التغطيــة لفائــدة الفئــات الهشــة واملعــوزة‪ ،‬بــدءا مــن‬
‫تعميــم نظــام املســاعدة الطبيــة علــى مجمــوع الســكان املســتهدفني‪ ،‬مــن خــال‬
‫تقييــم نظــام االســتهداف ووضــع آليــة مالئمــة لتمويــل النظــام‪ ،‬وذلــك باملــوازاة‬
‫مــع املالئمــة بــن العــرض والطلــب فيمــا يخــص العالجــات وضمــان جودتهــا‪،‬‬
‫وتطويــر وإصــاح التغطيــة الصحيــة األساســية مبــا فيهــا التأمــن اإلجبــاري‬
‫األساســي عــن املــرض وتوســيع نطاقــه ليشــمل املهنيــن والعمــال املســتقلني‬
‫واألشــخاص غيــر األجــراء الذيــن يزاولــون نشــاطا خاصــا‪ ،‬مــع العمــل علــى‬
‫حتقيــق دميومــة املنظومــة وســامة الوضعيــة املاليــة للهيئــات املكلفــة بتدبيرهــا‪.‬‬
‫‪‬تطويــر مجــال الهندســة االجتماعيــة مــن أجــل توحيــد طــرق االســتهداف‬
‫وحتقيــق اإلنصــاف يف مجــال املســاعدات االجتماعيــة‪ ،‬وفتــح املجــال لتوســيع‬

‫‪139‬‬
‫التحويــات النقديــة وغيــر النقديــة‪ ،‬وكــذا الدعــم العمومــي املشــروط وغيــر‬
‫املشــروط املوجــه للفئــات املعــوزة والهشــة‪.‬‬
‫‪‬حتســن عــرض وجــودة اخلدمــات االجتماعيــة للقــرب وفــق معاييــر وطنيــة‬
‫محــددة مــع العمــل علــى تطويرهــا وتدعيــم املــوارد البشــرية املعنيــة بهــا‪.‬‬
‫‪‬إرســاء تواصــل مؤسســاتي متناســق وفعــال حــول اإلصــاح مــن أجــل التعريــف‬
‫مبراحــل أجرأتــه‪ ،‬ومواكبــة اآلثــار املترتبــة عــن تفعيلــه‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫سادسا‪ -‬احلق يف بيئة سليمة ويف التنمية املستدامة‬
‫تعــود مواكبــة املغــرب لديناميــة القانــون الدولــي للبيئــة إلــى الوعــي بأهميــة املواطنــة البيئيــة‬
‫‪ ،écocitoyenneté‬باعتبارهــا مجموعــة مــن القيــم والعــادات والتقاليــد واألعــراف واملبــادئ‬
‫واالجتاهــات اإلنســانية والســلوكية الداعمــة لتعزيــز مقومــات الســلوك األخالقــي واملســؤولية‬
‫الذاتيــة للفــرد واملجتمــع جتــاه النظــم البيئيــة ومكوناتهــا األساســية كمــا أقرتهــا خطــة عمــل‬
‫مؤمتــر ســتوكهولم املنعقــد يف يونيــو ‪ ،1972‬وكــذا املبــادئ املتضمنــة يف إعــان مؤمتــر األمم‬
‫املتحــدة املعنــي بالبيئــة والتنميــة املنعقــد يف ريــو دي جانيــرو يف ‪ 14‬يونيــو ‪.1992‬‬

‫مقتطف من الخطاب الملكي‬ ‫وقــد شــكلت العنايــة امللكيــة الســامية‬


‫السامي الموجه إلى الجلسة الرسمية‬ ‫مبوضــوع البيئــة والتنميــة املســتدامة رافعــة‬
‫رفيعة المستوى لمؤتمر كوب ‪22‬‬ ‫مؤطــرة وداعمــة لالســتراتيجيات واخلطــط‬
‫المنعقد بمراكش من ‪ 7‬إلى ‪18‬‬ ‫والبرامــج الوطنيــة ذات الصلــة بهــذا‬
‫نونبر ‪2016‬‬ ‫املجــال‪ ،‬حيــث مــا فتــئ جاللــة امللــك يؤكد يف‬
‫«إن إشــكالية البيئــة هــي إشــكالية‬ ‫خطاباتــه ورســائله الســامية علــى ربــط رفــع‬
‫خطيــرة‪ ،‬يجــب التعامــل معهــا بــكل‬ ‫التحديــات التنمويــة والقضــاء علــى الفقــر‬
‫الجــد والمســؤولية‪ .‬لقــد ولــى عهــد‬ ‫والتمتــع بالصحــة اجليــدة بالكــف عــن كل ما‬
‫االســتعمار‪ .‬كمــا ولــى منطــق فــرض‬ ‫مــن شــأنه أن يخــل بالتــوازن البيئــي‪ .‬وأولــى‬
‫القــرارات‪ .‬فاألمــر يتعلــق بوجــود‬ ‫جاللتــه أهميــة بالغــة للتنميــة املســتدامة‬
‫اإلنســان‪ ،‬ويقتضــي منــا جميعــا العمــل‬ ‫باعتبارهــا خيــارا لتلبيــة حاجيــات احلاضــر‬
‫يــدا فــي يــد لحمايتــه‪ .‬إن المملكــة‬ ‫دون اإلضــرار بحقــوق األجيــال القادمــة‪،‬‬
‫المغربيــة لــم تدخــر جهــدا فــي الرفــع‬ ‫إضافــة إلــى االهتمــام مبفهــوم اإلنصــاف‬
‫مــن مســاهماتها‪ ،‬فــي إطــار الديناميــة‬ ‫البيئــي باعتبــاره مدخــا لتقليــص الفجــوات‬
‫الدوليــة‪ ،‬الهادفــة للحــد مــن االحتبــاس‬ ‫التنمويــة بــن الشــمال واجلنــوب‪.‬‬
‫الحــراري وآثــاره‪...‬‬ ‫وشــكل دســتور ‪ 2011‬دعامــة أساســية‬
‫فالمغــرب‪ ،‬الــذي كان مــن الــدول‬ ‫ومرجعيــة قانونيــة لهــذه الديناميــة الراميــة‬
‫األولــى‪ ،‬التــي أعلنــت عــن مســاهمتها‬ ‫إلــى ضمــان احلــق يف احلصــول علــى املــاء‬
‫المرتقبــة والمحــددة وطنيــا‪ ،‬التــزم‬ ‫والعيــش يف بيئــة ســليمة وإرســاء مبــدأ‬
‫مؤخــرا بتخفيــض نســبة االنبعاثــات‪.‬‬ ‫التنميــة املســتدامة واحلفــاظ علــى الثــروات‬
‫كمــا أنــه اتخــذ مبــادرات ملموســة‪،‬‬ ‫الطبيعيــة الوطنيــة‪ ،‬وعلــى حقــوق األجيــال‬
‫لتأميــن ‪ 52‬بالمائــة مــن قدرتــه‬ ‫القادمــة‪ ،‬يف إطــار مــن التعبئــة الشــاملة‬
‫الكهربائيــة الوطنيــة‪ ،‬مــن مصــادر‬ ‫لكافــة الفاعلــن مــن قطــاع عــام وقطــاع‬
‫الطاقــة النظيفــة‪ ،‬بحلــول عــام ‪».2030‬‬ ‫خــاص ومؤسســات البحــث العلمــي واملجتمع‬
‫املدنــي‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫الدستور‬
‫الفصــل ‪« :31‬تعمــل الدولــة واملؤسســات العموميــة واجلماعــات الترابيــة‪ ،‬علــى تعبئــة كل‬
‫الوســائل املتاحــة‪ ،‬لتيســير أســباب اســتفادة املواطنــات واملواطنــن‪ ،‬علــى قــدم املســاواة‪ ،‬مــن‬
‫احلــق يف احلصــول علــى املــاء والعيــش يف بيئــة ســليمة»‪.‬‬
‫الفصــل ‪« :35‬تضمــن الدولــة حريــة املبــادرة واملقاولــة‪ ،‬والتنافــس احلــر‪ .‬كمــا تعمــل علــى‬
‫حتقيــق تنميــة بشــرية مســتدامة‪ ،‬مــن شــأنها تعزيــز العدالــة االجتماعيــة‪ ،‬واحلفــاظ علــى‬
‫الثــروات الطبيعيــة الوطنيــة‪ ،‬وعلــى حقــوق األجيــال القادمــة»‪.‬‬

‫وبنــاء علــى كل مــا ســبق‪ ،‬اتســمت املمارســة االتفاقيــة للمغــرب يف مجــال القانــون الدولــي‬
‫البيئــي باالنخــراط الواســع واملبكــر للمملكــة يف االتفاقيــات الدوليــة واإلقليميــة املتعلقــة‬
‫بالبيئــة‪ ،‬حيــث بلــغ عــدد االتفاقيــات التــي متــت املصادقــة عليهــا واالنضمــام إليهــا دون‬
‫احتســاب االتفاقيــات الثنائيــة األطــراف ‪ 110‬اتفاقيــة‪.‬‬
‫ومت العمــل علــى ترجمــة هــذه االلتزامــات االتفاقيــة علــى املســتوى الوطنــي‪ ،‬مــن خــال‬
‫تأهيــل املنظومــة القانونيــة الوطنيــة لتســتجيب ملتطلبــات املعاييــر الدوليــة للقانــون الدولــي‬
‫للبيئــة‪ ،‬وعبــر بنــاء إطــار مؤسســاتي باختصاصــات واســعة وإعــداد سياســات عموميــة خاصــة‬
‫بالتنميــة املســتدامة وبحمايــة البيئــة واســتصالحها‪ .‬ممــا بــوء املغــرب املركــز الثانــي علــى‬
‫مســتوى منطقــة شــمال إفريقيــا والشــرق األوســط حســب مؤشــر األداء البيئــي* لســنة ‪،2018‬‬
‫واحتــل املغــرب موقعــا متقدمــا يف الترتيــب العاملــي‪ ،‬حيــث جــاء يف املركــز الـــ‪ 54‬مــن أصل ‪180‬‬
‫دولــة يف العالــم‪.‬‬

‫‪------------‬‬
‫* ‪ -‬يســتند مــؤرش األداء البيئــي‪ ،‬الــذي تعــده جامعتــي ييــل وكولومبيــا األمريكيتــن‪ ،‬بتعــاون مــع املنتــدى االقتصــادي العاملــي‪ ،‬إىل ‪ 24‬مــؤرشا مصنفــا يف مجموعتــن‬
‫تهــان الصحــة البيئيــة وحيويــة النظــم البيئيــة‪ .‬وتتعلــق أبــرز هــذه املــؤرشات بنوعيــة الهــواء وامليــاه والــرف الصحــي واملعــادن الثقيلــة والتنــوع البيولوجــي‬
‫واملحميــات الطبيعيــة والغابــات ومصائــد األســاك واملنــاخ والطاقــة وتلــوث الهــواء واملــوارد املائيــة والزراعــة‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫أهم النصوص القانونية والتنظيمية حلماية احلق يف البيئة‬
‫والتنمية املستدامة‬

‫• قانــون رقــم ‪ 58-15‬يغيــر ويتمــم قانــون رقــم‪ 09-13‬املتعلــق بالطاقــات املتجــددة الصــادر‬
‫يف ‪ 12‬ينايــر ‪.2016‬‬
‫• القانون رقم ‪ 15-36‬املتعلق باملاء الصادر بتاريخ ‪ 10‬غشت ‪.2016‬‬
‫• القانــون رقــم ‪ 77.15‬املتعلــق مبنــع صناعــة األكيــاس مــن مــادة البالســتيك واســتيرادها‬
‫وتصديرهــا وتســويقها واســتعمالها الصــادر يف ‪ 7‬دجنبــر ‪.2015‬‬
‫• قانون رقم ‪ 81.12‬املتعلق بالساحل الصادر يف ‪ 16‬يوليوز ‪.2015‬‬
‫• القانون‪-‬اإلطــار رقــم ‪ 12-99‬مبثابــة ميثــاق وطنــي للبيئــة والتنميــة املســتدامة الصــادر يف‬
‫‪ 6‬مــارس ‪.2014‬‬
‫• القانون رقم ‪ 09-47‬املتعلق بالنجاعة الطاقية الصادر يف ‪ 29‬شتنبر ‪.2011‬‬
‫• القانون رقم ‪ 09-13‬املتعلق بالطاقات املتجددة الصادر بتاريخ ‪ 11‬فبراير ‪.2010‬‬
‫• القانــون رقــم ‪ 28.00‬املتعلــق بتدبيــر النفايــات والتخلــص منهــا الصــادر بتاريــخ ‪ 7‬دجنبــر‬
‫‪.2006‬‬
‫• القانون رقم ‪ 11.03‬املتعلق بحماية واستصالح البيئة الصادر بتاريخ ‪ 12‬ماي ‪.2003‬‬
‫• القانون رقم ‪ 12.03‬املتعلق بدراسات التأثير على البيئة الصادر بتاريخ ‪ 12‬ماي ‪.2003‬‬
‫• القانون رقم ‪ 13.03‬املتعلق مبكافحة تلوث الهواء الصادر بتاريخ ‪ 12‬ماي ‪.2003‬‬
‫• ظهير شريف بشأن احلفاظ على الغابات واستغاللها الصادر بتاريخ ‪ 10‬أكتوبر ‪.1917‬‬
‫• مرســوم رقــم ‪ 2.14782‬املتعلــق بتنظيــم وبكيفيــات ســير الشــرطة البيئيــة الصــادر يف ‪19‬‬
‫مــاي ‪.2015‬‬

‫‪-‬تعزيز اإلطار املؤسساتي حلماية احلق يف البيئة والتنمية املستدامة‬


‫‪28‬‬
‫‪17‬‬
‫▫املجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪.‬‬
‫▫املجلــس الوطنــي للبيئــة‪ :‬أســس املجلس الوطنــي للبيئــة ســنة ‪ ،1980‬والــذي منــذ إعــادة‬
‫هيكلتــه ســنة ‪ 1995‬وإلــى غايــة ســنة ‪ ،2018‬أي يف ظــرف ‪ 23‬ســنة عقــد ســبع دورات‬
‫فقــط‪ .‬ولتجــاوز ثقــل تركيبتــه التنظيميــة ولألخــذ بعــن االعتبــار األبعــاد اجلديــدة‬
‫حلمايــة البيئــة وعالقتهــا بالتنميــة املســتدامة أعــدت احلكومــة مشــروع مرســوم بشــأن‬
‫إحــداث املجلــس األعلــى للبيئــة والتنميــة املســتدامة‪.‬‬

‫‪ - 28‬أنظر‪ ،‬النقطة املتعلقة باملجلس االقتصادي واالجتامعي والبيئي‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫▫وكاالت األحــواض املائيــة‪ :‬مت إحــداث هــذه الــوكاالت مبوجــب قانــون املــاء رقــم ‪10.95‬‬
‫والتــي تســهر علــى حمايــة الثــروة املائيــة باعتبارهــا مــن امللــك العــام للدولــة‪ ،‬وتعتبــر‬
‫وكاالت األحــواض املائيــة مــن املؤسســات العموميــة‪.‬‬
‫▫الوكالــة املغربيــة للنجاعــة الطاقيــة‪ :‬أحدثــت هــذه الوكالــة‪ ،‬التــي حلــت محــل الوكالــة‬
‫الوطنيــة لتنميــة الطاقــات املتجــددة والنجاعــة الطاقيــة‪ ،‬مبوجــب القانــون رقــم ‪39.16‬‬
‫الصــادر بتاريــخ ‪ 25‬غشــت ‪ ،2016‬املغيــر للقانــون رقــم ‪ 16.09‬الصــادر بتاريــخ ‪11‬‬
‫فبرايــر ‪ .2010‬وأنيــط بهــذه الوكالــة‪ ،‬علــى وجــه اخلصــوص‪ ،‬اقتــراح مخطــط وطنــي‬
‫ومخططــات قطاعيــة وجهويــة علــى اإلدارة مــن أجل تنمية النجاعــة الطاقية‪ ،‬وصياغة‬
‫برامــج للنجاعــة الطاقيــة وإجنازهــا‪ ،‬وحتديــد مكامــن النجاعــة الطاقيــة وتقييمهــا‬
‫وإجنازهــا‪ ،‬وتولــي اليقظــة واملالئمــة التكنولوجيــة يف مجــال النجاعــة الطاقيــة‪.‬‬
‫▫الوكالــة املغربيــة للطاقــات املســتدامة‪ :‬تعــد هــذه الوكالــة التــي كانــت حتمــل اســم‬
‫الوكالــة املغربيــة للطاقــة الشمســية مقاولــة عموميــة أحدثــت مبوجــب القانــون رقــم‬
‫‪ 57.09‬الصــادر يف ‪ 11‬فبرايــر ‪ ،2010‬الــذي عــدل مبوجــب القانــون رقــم ‪37.16‬‬
‫الصــادر بتاريــخ ‪ 25‬غشــت ‪ .2016‬وقــد مت إحداثهــا مــن أجــل اجنــاز برنامــج تنميــة‬
‫مشــاريع مندمجــة إلنتــاج الكهربــاء انطالقــا مــن الطاقــة الشمســية‪ ،‬بقــدرة إجماليــة‬
‫دنيــا تبلــغ ‪ 2000‬ميغــاواط‪.‬‬
‫▫دمــج املكتــب الوطنــي للمــاء الصالــح للشــرب واملكتــب الوطنــي للكهربــاء ســنة ‪2012‬‬
‫يف مؤسســة عموميــة واحــدة وهــي املكتــب الوطنــي للكهربــاء واملــاء الصالــح للشــرب‪.‬‬
‫▫الهيئــة الوطنيــة لضبــط الكهربــاء‪ :‬أحدثــت هــذه الهيئــة مبوجــب القســم الثانــي مــن‬
‫القانــون رقــم ‪ 48.15‬املتعلــق بضبــط قطــاع الكهربــاء وإحــداث الهيئــة الوطنيــة لضبــط‬
‫الكهربــاء الصــادر بتاريــخ ‪ 24‬مــاي ‪ ،2016‬وتســهر علــى ضمــان حســن ســير الســوق‬
‫احلــرة للكهربــاء وتتولــى ضبــط ولوج املنتجني الذاتيني إلى الشــبكة الكهربائية الوطنية‬
‫للنقــل ومواكبــة اندمــاج املغــرب يف الســوق الكهربائيــة اجلهويــة األورو متوســطية‪.‬‬

‫‪-‬البرامج واملخططات املتعلقة بالبيئة والتنمية املستدامة‬


‫▫مشاريع الطاقات املتجددة‬
‫تهــدف االســتراتيجية املغربيــة للطاقــات املتجــددة إلــى زيــادة حصــة هــذه الطاقــة إلــى ‪% 42‬‬
‫ســنة ‪ ،2020‬و‪ % 52‬ســنة ‪.2030‬‬
‫وبفضــل النتائــج املرحليــة ملشــاريع الطاقــات املتجــددة مت تقليــص التبعيــة الطاقيــة مــن ‪% 98‬‬
‫ســنة ‪ 2008‬إلــى ‪ % 93,9‬ســنة ‪ ،2017‬حيــث انتقلــت حصــة الطاقــة الريحيــة والشمســية مــن‬
‫‪ % 2‬ســنة ‪ 2009‬إلــى ‪ % 13‬ســنة ‪.2016‬‬
‫وهكــذا انتقلــت القــدرة املنشــأة مــن مصــادر متجــددة مــن ‪ 2855‬ميغــاواط ســنة ‪ 2016‬إلــى‬
‫‪ 3700‬ميغــاواط ســنة ‪ 2018‬أي مــا يعــادل ‪ % 34‬مــن القــدرة الكهربائيــة املنشــأة‪ .‬وقــد‬
‫ســاهمت الطاقــات املتجــددة بحصــة ‪ % 17‬يف إنتــاج الطاقــة الكهربائيــة‪.‬‬
‫ويف هــذا اإلطــار يشــمل املشــروع املغربــي للطاقــة الشمســية «نــور» إجنــاز خمــس محطــات‬

‫‪144‬‬
‫إلنتــاج الكهربــاء مــن مصــدر شمســي يف كل مــن ورزازات وعــن بنــي مطهــر وفــم الــواد‬
‫وبوجــدور وســبخت الطــاح‪ ،‬ممــا ســيمكن املغــرب مــن إنتــاج حوالــي ‪ 2000‬ميغــاواط مــن‬
‫الكهربــاء‪ ،‬وذلــك يف أفــق ســنة ‪ .2020‬وســيمكن هــذا املشــروع مــن الوصــول إلــى طاقــة‬
‫إنتاجيــة مــن الكهربــاء تناهــز ‪ 4500‬جيغــاواط يف الســاعة ســنويا‪ ،‬أي مــا يعــادل ‪ % 18‬مــن‬
‫اإلنتــاج الوطنــي احلالــي‪.‬‬
‫كمــا ســيمكن املغــرب مــن اقتصــاد مليــون طــن ســنويا مــن احملروقــات األحفوريــة‪ ،‬إلــى جانــب‬
‫املســاهمة يف احلفــاظ علــى محيطــه البيئــي مــن خــال جتنــب انبعــاث ‪ 3,7‬مليــون طــن مــن‬
‫ثانــي أكســيد الكربــون يف الســنة‪.‬‬
‫ويف ذات االجتــاه تنــدرج مرامــي مشــاريع الطاقــة الريحيــة‪ .‬فبعدمــا كانــت القــدرة اإلنتاجيــة‬
‫لهــذه الطاقــة ال تتجــاوز ‪ 280‬ميغــاواط يتوقــع حتقيــق ‪ 2000‬ميغــاواط يف أفــق ســنة ‪،2020‬‬
‫حيــث ســتتيح هــذه القــدرة الطاقيــة إنتاجــا ســنويا يقــدر ب ‪ 6600‬جيغــاواط يف الســاعة‪،‬‬
‫وهــو مــا ميثــل ‪ % 26‬مــن إنتــاج الكهربــاء يف الوقــت الراهــن‪ .‬وبفضــل هــذا املشــروع ســيتم‬
‫تفــادي انبعــاث ‪ 5,6‬مليــون طــن مــن ثنائــي أكســيد الكربــون ســنويا‪.‬‬
‫▫تعزيز التمتع باحلق يف احلصول على املاء‬
‫تعزيــزا للجهــود الوطنيــة الراميــة إلــى توفيــر املــوارد املائيــة مت اعتمــاد املخطــط الوطنــي‬
‫للمــاء يف أفــق ســنة ‪ 2030‬بهــدف تدبيــر أجنــع خلطــر نــدرة امليــاه‪ ،‬عبــر عــدة تدابيــر تقــوم‬
‫علــى ثــاث دعامــات أساســية تــروم التحكــم يف الطلــب علــى املــاء وتثمينــه‪ ،‬وهــي‪:‬‬
‫تدبيــر الطلــب علــى املــاء الصالــح للشــرب‪ ،‬برفــع املعــدل الوطنــي ملردوديــات شــبكات‬ ‫‪-‬‬
‫توزيــع املــاء الصالــح للشــرب إلــى ‪ % 80‬كمعــدل وطنــي يف أفــق ‪ ،2025‬واحملافظــة علــى‬
‫نفــس املســتوى حتــى ســنة ‪ ،2030‬عــن طريــق إجنــاز أشــغال إعــادة تأهيــل شــبكات التوزيــع‬
‫وصيانتهــا‪ ،‬وتطويــر نظــام العــد‪ .‬ومــن شــأن هــذه التدبيــر تخفيــض الطلــب علــى املــاء الصالــح‬
‫للشــرب بقرابــة ‪ 120‬مليــون متــر مكعــب يف الســنة يف أفــق ‪.2025‬‬
‫ويف ســياق التقائيــة البرامــج واملخططــات الوطنيــة والقطاعيــة‪ ،‬يــروم املخطــط الوطنــي للمــاء‬
‫إلــى جانــب تدابيــر مخطــط املغــرب األخضــر حتويــل أنظمــة الســقي االجنذابــي إلــى الســقي‬
‫املوضعــي بوتيــرة ‪ 50000‬هكتــار يف الســنة‪ ،‬وبالتالــي اقتصــاد ‪ 4،1‬مليــار متــر مكعــب يف أفــق‬
‫‪.2020‬‬
‫تدبيــر تطويــر العــرض عبــر مواصلــة تعبئــة امليــاه الســطحية عــن طريــق بنــاء الســدود‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫حيــث يوجــد ‪ 14‬ســدا يف طــور اإلجنــاز و‪ 35‬ســدا مبرمجــا‪ ،‬واللجــوء إلــى املــوارد املائيــة غيــر‬
‫التقليديــة كتحليــة ميــاه البحــر بحجــم يناهــز ‪ 510‬مليــون متــر مكعــب‪ ،‬وإعــادة اســتعمال ‪325‬‬
‫مليــون متــر مكعــب مــن امليــاه العادمــة بعــد تنقيتهــا‪.‬‬
‫احملافظــة علــى املــوارد املائيــة الســطحية واجلوفيــة واملجــال الطبيعــي ومحاربة التلوث‬ ‫‪-‬‬
‫عبــر إجــراءات تهــم التغذيــة االصطناعيــة للفرشــات املائيــة‪ ،‬وحمايــة البحيــرات الطبيعيــة‬
‫واحملافظــة علــى الواحــات واملناطــق الرطبــة‪ ،‬إلــى جانــب تنفيــذ البرنامــج الوطنــي للحمايــة‬
‫مــن الفيضانــات‪.‬‬
‫وفيمــا يخــص عمليــة التــزود باملــاء الصالــح للشــرب يف األوســاط التــي يتدخــل فيهــا املكتــب‬
‫الوطنــي للكهربــاء واملــاء الصالــح للشــرب فقــد بلــغ مســتوى التوزيــع ‪ 786‬مدينــة ومركــزا‬

‫‪145‬‬
‫نهايــة ســنة ‪ .2016‬أمــا بالنســبة للوســط القــروي‪ ،‬فبلغــت نســبة ولــوج الســاكنة إلــى املــاء‬
‫الصالــح للشــرب ‪ 97%‬مــع نهايــة ســنة ‪.2018‬‬
‫ويف إطــار الشــراكة مــع القطــاع اخلــاص اســتفاد مــن التجهيــزات مــا يقــارب ‪ 4100‬دوارا‪،‬‬
‫منهــا ‪ 2700‬دوار خــال ســنة ‪.2016‬‬
‫وجتــدر اإلشــارة إلــى أن السياســة احلكيمــة يف مجــال الســدود مكنــت مــن ســقي أكثــر مــن‬
‫‪ 1،5‬مليــون هكتــار وحمايــة الســهول واملــدن مــن الفيضانــات‪.‬‬

‫▫البرنامج الوطني لتطهير السائل ومعاجلة املياه العادمة‬


‫انطلــق هــذا البرنامــج ســنة ‪ ،2006‬بهــدف حتســن الشــروط الصحيــة للجماعــات املعنيــة‬
‫والتأهيــل البيئــي لألحــواض املائيــة وتوســيع شــبكة التطهيــر وإجنــاز محطــات للمعاجلــة‪،‬‬
‫اســتفادت منــذ انطــاق البرنامــج وإلــى غايــة ســنة ‪ 2016‬مــا يفــوق ‪ 229‬جماعــة‪ ،‬وإلــى غايــة‬
‫نهايــة ‪ 2018‬متــت معاجلــة ‪ % 51‬مــن امليــاه العادمــة بعدمــا كانــت يف حــدود ‪ % 8‬ســنة ‪،2006‬‬
‫وبلــغ معــدل الربــط بشــبكة التطهيــر يف الوســط احلضــري ‪ % 76‬ســنة ‪ .2018‬ويتوقــع أن تبلــغ‬
‫‪ % 80‬ســنة ‪ ،2020‬وبالتالــي تخفيــض معــدل التلــوث النــاجت عــن امليــاه العادمــة إلــى أقــل مــن‬
‫‪ .% 60‬كمــا بلــغ عــدد محطــات التصفيــة املشــغلة ‪ 132‬محطــة ســنة ‪ 2018‬بعدمــا كانــت يف‬
‫حــدود ‪ 49‬محطــة ســنة ‪.2011‬‬
‫▫املخطط الوطني للهواء‬
‫أولــى املغــرب اهتمامــا خاصــا لتلــوت الهــواء الــذي يخلــف آثــارا خطيــرة علــى املنظومــة‬
‫البيئيــة‪ ،‬مــن خــال إعــداد برنامــج وطنــي للهــواء الــذي ميتــد مــن ‪ 2018‬إلــى ‪ 2030‬والــذي‬
‫يتضمــن إجــراءات قانونيــة وحتفيزيــة وتقنيــة وتوعويــة تهــدف إلــى‪:‬‬
‫‪-‬تقليص التلوث الناجت عن الوحدات الصناعية ووسائل النقل‪.‬‬
‫‪-‬تقوية الترسانة القانونية لتقليص تلوث الهواء‪.‬‬
‫‪-‬رفع مجهودات األطراف املعنية ملواجهة مشاكل تلوث الهواء‪.‬‬
‫وتنفيذا لهذا املخطط متت برمجة املشاريع التالية‪:‬‬

‫‪146‬‬
‫تزويــد جميــع املــدن التــي تفــوق ســاكنتها ‪ 200‬ألــف نســمة مبحطــات ثابتــة لقيــاس جــودة‬
‫الهــواء‪ ،‬والرفــع مــن عددهــا مــن ‪ 29‬إلــى ‪ 101‬محطــة بحلــول ‪.2030‬‬
‫‪-‬اســتكمال إحــداث اللجــان اجلهويــة ملراقبــة جــودة الهــواء والرصــد يف جميــع مناطــق‬
‫اململكــة وتعزيــز قدراتهــا‪.‬‬
‫‪-‬تعميــم وضــع نظــام الرصــد البيئي‪-‬الوبائــي لتأثيــرات تلــوث الهــواء علــى مســتوى‬
‫جميــع جهــات اململكــة‪.‬‬
‫▫البرامج الوطنية لتدبير وتثمني النفايات‬
‫أســفر تنفيــذ البرنامــج الوطنــي لتدبيــر النفايــات املنزليــة الــذي مت إطالقــه ســنة ‪،2008‬‬
‫والــذي قــدرت كلفتــه ب‪ 40‬مليــار درهــم‪ ،‬عــن‪:‬‬
‫الرفع من عملية جمع النفايات باملراكز احلضرية إلى مستوى ‪.85،2%‬‬
‫الرفع من نسبة معاجلة النفايات داخل مراكز الطمر والتثمني لتصل إلى ‪.% 62،63‬‬
‫‪-‬إجناز ‪ 62‬مطرحا مراقبا وإعادة تأهيل ‪ 49‬مطرحا عشوائيا‪.‬‬
‫باملــوازاة مــع البرنامــج املذكــور مت إطــاق البرنامــج الوطنــي لتثمــن النفايــات الــذي يهــدف‬
‫إلــى تطويــر عمليــة فــرز وتدويــر وتثمــن النفايــات بإجنــاز املشــاريع النموذجيــة لرفــع مســتوى‬
‫تدويــر النفايــات املنزليــة إلــى ‪ % 20‬والتثمــن اإلضــايف لألصنــاف األخــرى مــن النفايــات إلــى‬
‫‪ % 30‬يف أفــق ‪.2022‬‬
‫وعلــى مســتوى النفايــات الســائلة مت اعتمــاد وتنفيــذ البرنامــج الوطنــي للوقايــة ومحاربــة‬
‫التلــوث الســائل مــن خــال الشــروع يف إجنــاز ‪ 12‬مشــروع يف إطــار آليــة التطــوع ملكافحــة‬
‫تلــوث املقذوفــات الســائلة‪ ،‬وتعبئــة شــراكات مــن أجــل متويــل محطــات ملعاجلــة امليــاه العادمــة‬
‫لــدى بعــض الشــركات وإجنــاز أحــواض التبخــر ملــادة املــرج لــدى معاصــر زيــت الزيتــون‪.‬‬
‫▫التدبير املندمج للمناطق الساحلية‬
‫تنفيــذا ألحــكام القانــون رقــم ‪ 81.12‬املتعلــق بالســاحل مت إعطــاء االنطالقــة إلجنــاز املخطــط‬
‫الوطنــي للســاحل الــذي هــو اليــوم يف مراحــل متقدمــة يف اإلعــداد‪ ،‬والذي ينتظــر عرضه على‬
‫أنظــار اللجنــة الوطنيــة للتدبيــر املندمــج للســاحل‪ .‬كمــا مت اتخــاذ تدابيــر لتعزيــز البرنامــج‬
‫الوطنــي لرصــد جــودة ميــاه االســتحمام بالشــواطئ مــن خــال إعــداد تقريــر وطنــي ســنة‬
‫‪ 2019‬يرصــد جــودة الرمــال ب‪ 45‬شــاطئ‪.‬‬
‫▫مكافحة التغيرات املناخية‬
‫مت يف هــذا اإلطــار إعــداد مخطــط وطنــي للتغيــر املناخــي يــروم إرســاء حكامــة معــززة بشــأن‬
‫قضايــا املنــاخ وتقويــة القــدرة علــى الصمــود جتــاه املخاطــر املناخيــة وتســريع االنتقــال نحــو‬
‫اقتصــاد مخفــض للكاربــون وإدمــاج املجــال الترابــي يف الديناميــة املناخيــة وتقويــة القــدرات‬
‫البشــرية واملاليــة والتكنولوجيــة‪ .‬كمــا مت إعــداد مخططــات ترابيــة للمنــاخ مبختلــف جهــات‬
‫اململكــة‪ .‬فضــا عــن إنشــاء مركــز كفــاءات تغيــر املنــاخ‪.‬‬
‫▫االستراتيجية الوطنية للتنمية املستدامة‬
‫بعدمــا أبانــت املقاربــات القطاعيــة عــن محدوديتهــا يف التأهيــل االقتصــادي واالجتماعــي‬
‫‪147‬‬
‫ويف بنــاء رافعــات تســريع املســار التنمــوي للمغــرب‪ ،‬شــكل دســتور ســنة ‪ 2011‬أساســا لبنــاء‬
‫تعاقــدات ذات قيمــة دســتورية للتنميــة املســتدامة اقتصاديــا واجتماعيــا‪.‬‬
‫ويف هــذا اإلطــار مت إصــدار القانــون اإلطــار رقــم ‪ 12-99‬مبثابــة ميثــاق وطنــي للبيئــة والتنمية‬
‫املســتدامة ســنة ‪ ،2014‬الذي نص على إعداد اســتراتيجية وطنية للتنمية املســتدامة‪ .‬بهدف‬
‫توفيــر شــروط االقتصــاد األخضــر وحمايــة حقــوق األجيــال القادمــة وتقليــص التفاوتــات‬
‫االجتماعيــة واملجاليــة ورفــع حتديــات التغيــر املناخــي ومكافحــة التصحــر وحمايــة التنــوع‬
‫البيولوجــي‪.‬‬
‫وعليــه مت إعــداد االســتراتيجية الوطنيــة للتنميــة املســتدامة ‪ ،2030 - 2017‬املعتمــدة مــن‬
‫طــرف املجلــس الــوزاري املنعقــد بتاريــخ ‪ 25‬يونيــو ‪ ،2017‬والتــي حــددت ســبعة رهانــات‬
‫اســتراتيجية وهــي‪:‬‬

‫▫الصندوق الوطني حلماية البيئة والتنمية املستدامة‬


‫يف إطــار برامــج الصنــدوق الوطنــي حلمايــة البيئــة والتنميــة املســتدامة‪ ،‬يتــم متويــل البرامــج‬
‫التاليــة‪:‬‬
‫‪‬البرنامج الوطني للنفايات املنزلية‪.‬‬
‫‪‬امليكانيزم التطوعي ملكافحة التلوث الصناعي‪.‬‬
‫‪‬البرنامج الوطني لتثمني النفايات املنزلية‪.‬‬
‫‪‬البرنامج النموذجي إلنتاج واستخدام األكياس اإليكولوجية‪.‬‬
‫‪‬التدبير املندمج للمناطق الساحلية‪.‬‬
‫ويعــرض اجلــدول أســفله املبالــغ املخصصــة لهــذه البرامــج برســم ســنة ‪ 2018‬والتوقعــات‬

‫‪148‬‬
‫بخصــوص الســنوات الثالثــة القادمــة (مباليــن الدراهــم)‪:‬‬

‫وبالرغــم مــن املجهــودات املبذولــة يف مجــال حمايــة البيئــة والتنميــة املســتدامة‪ ،‬فــازال‬
‫املغــرب يحتــل مراتــب مقلقــة يف ســلم مؤشــرات التنميــة البشــرية ممــا يســائل السياســات‬
‫الوطنيــة يف هــذا املجــال‪ ،‬وعليــه يتوقــف ترشــيد هــذه السياســات علــى‪:‬‬
‫‪-‬إعــداد منــوذج تنمــوي جديــد كمــا دعــا إليــه صاحــب اجلاللــة يف أكثــر مــن مناســبة‪،‬‬
‫بحكــم محدوديــة اخليــارات التنمويــة املعتمــدة‪ ،‬حيــث أنهــا لــم تقلــص مــن التفاوتــات‬
‫املجاليــة والفــوارق االجتماعيــة ســواء يف خلــق الثــروة أو يف إعــادة توزيعهــا‪ ،‬كمــا أن‬
‫حتســن املؤشــرات املاكرو‪-‬اقتصاديــة كنســبة النمــو والتحكــم يف نســبة التضخــم وعجــز‬
‫امليزانيــة لــم يــؤد إلــى التحســن املأمــول يف مؤشــرات التنميــة البشــرية‪.‬‬
‫‪-‬الشــروع يف إعداد خطة وطنية بشــأن املقاولة وحقوق اإلنســان وفقا للمعايير الدولية‬
‫ذات الصلة ووفقا ملقاربة تشــاركية مع كافة الفرقاء االقتصاديني واالجتماعيني‪.‬‬
‫‪-‬اعتمــاد معاييــر الحتســاب الرأســمال غيــر املــادي‪ ،‬كمــا أكــد علــى ذلــك املجلــس‬
‫االقتصــادي واالجتماعــي والبيئــي يف دراســته حــول «الثــروة اإلجماليــة للمغــرب»‪،‬‬
‫حيــث اقتــرح ثــاث رافعــات أساســية خللــق الثــروة الوطنيــة وتوزيعهــا املنصــف‪ ،‬وهــي‪:‬‬
‫‪‬تأهيــل كفايــات الرأســمال البشــري التــي تعــد الركيــزة األساســية للرأســمال‬
‫الالمــادي‪.‬‬
‫‪‬تعزيز احلكامة املؤسساتية والنجاعة اإلدارية‪.‬‬
‫‪‬إرساء ميثاق اجتماعي جديد‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫سابعا‪ -‬حق املشاركة يف احلياة الثقافية‬
‫تعــد الثقافــة حســب إعــان منظمــة األمم‬
‫مقتطف من الخطاب الملكي‬ ‫املتحــدة للتربيــة والعلــم والثقافــة بشــأن‬
‫السامي بمناسبة تأسيس المعهد‬ ‫التنــوع الثقــايف «مجمــل الســمات املميــزة‪،‬‬
‫الملكي للثقافة األمازيغية‬ ‫الروحيــة واملاديــة والفكريــة والعاطفيــة‪ ،‬التي‬
‫يتصــف بهــا مجتمــع أو مجموعــة اجتماعيــة‪،‬‬
‫أجدير‪ 07 ،‬أكتوبر ‪2001‬‬ ‫والتــي تشــمل‪ ،‬إلــى جانــب الفنــون واآلداب‪،‬‬
‫«إننــا نريــد‪ ،‬فــي المقــام األول‪ ،‬التعبيــر‬ ‫طرائــق احليــاة وأســاليب العيــش معــا ونظــم‬
‫عــن إقرارنــا جميـ ًـع بــكل مقومــات‬ ‫القيــم‪ ،‬والتقاليــد واملعتقــدات»‪ .‬وبحكــم أن‬
‫تاريخنــا الجماعــي‪ ،‬وهويتنــا الثقافيــة‬ ‫املنظومــة القانونيــة الوطنيــة والسياســات‬
‫الوطنيــة‪ ،‬التــي تشــكلت مــن روافــد‬ ‫العموميــة املنتهجــة لــم حتــدد تعريفــا للحــق‬
‫متعــددة‪ ،‬صهــرت تاريخنــا ونســجت‬ ‫يف الثقافــة وال مضمونــه وال مواصفاتــه‪،‬‬
‫هويتنــا‪ ،‬فــي ارتبــاط وثيــق بوحــدة أمتنا‪،‬‬ ‫فــإن احلــق يف املشــاركة يف احليــاة الثقافيــة‪،‬‬
‫الملتحمــة بثوابتهــا المقدســة‪...‬‬ ‫وفقــا للتعريــف املســاق ينطــوي علــى عناصــر‬
‫كمــا أننــا نريــد التأكيــد علــى أن‬ ‫فرديــة وجماعيــة‪ ،‬بحيــث ميكــن ممارســة‬
‫األمازيغيــة‪ ،‬التــي تمتــد جذورهــا فــي‬ ‫هــذا احلــق بصــورة فرديــة أو باالشــتراك‬
‫أعمــاق تاريــخ الشــعب المغربــي‪ ،‬هــي‬ ‫مــع آخريــن‪.‬‬
‫ملــك لــكل المغاربــة بــدون اســتثناء‪».‬‬ ‫وباعتبــاره كذلــك‪ ،‬وكمــا فصلــت جلنــة‬
‫احلقــوق االقتصاديــة واالجتماعية والثقافية‬
‫االلتزامــات املتعلقــة بحــق املشــاركة يف‬
‫احليــاة الثقافيــة يف تعليقهــا العــام رقــم ‪ ،21‬فإنــه يتضمــن أربــع ســمات مترابطــة‪ ،‬وهــي‪:‬‬
‫•التوافــر‪ :‬ويقصــد بــه أن تكــون اخلدمــات الثقافيــة متاحــة للجميــع‪ ،‬خاصــة علــى‬
‫مســتوى املكتبــات واملتاحــف واملســارح ودور الســينما وفضــاءات الترفيــه ‪...‬‬
‫•إمكانيــة الوصــول‪ :‬ميشــل الوصــول إلــى الثقافــة أربعــة عناصــر أساســية وهــي‪ :‬عــدم‬
‫التمييــز وإمكانيــة الوصــول املــادي وإمكانيــة الوصــول باملنظــور االقتصــادي وإمكانيــة‬
‫الوصــول إلــى املعلومــات‪.‬‬
‫•املقبوليــة‪ :‬يتعــن مراعــاة رضــى األفــراد واملجموعــات عــن السياســة الثقافيــة‬
‫واخلدمــات املقدمــة يف إطارهــا‪.‬‬
‫•القابليــة للتكيــف‪ :‬ينصــرف هــذا املبــدإ إلــى مســايرة السياســة الثقافيــة واملنتــوج‬
‫واخلدمــة الثقافيتــن للتنــوع الثقــايف للمجتمــع‪.‬‬
‫ووفقــا ملضمــون الثقافــة وداللــة حــق املشــاركة يف احليــاة الثقافيــة كمــا هــو وارد أعــاه مت‬
‫اتخــاذ تدابيــر تشــريعية وتنفيذيــة لضمــان احلقــوق الثقافيــة‪ ،‬وإن لــم يؤطــر هــذا املجهــود‬
‫بسياســة أو اســتراتيجية وطنيــة تعنــى بالشــأن الثقــايف‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫‪1 .1‬األساس الدستوري لحماية الحقوق الثقافية‬
‫النص‬ ‫الفصل‬
‫اململكــة املغربيــة دولــة إســامية ذات ســيادة كاملــة‪ ،‬متشــبثة بوحدتهــا الوطنيــة والترابيــة‪،‬‬
‫وبصيانــة تالحــم وتنــوع مقومــات هويتهــا الوطنيــة‪ ،‬املوحــدة بانصهــار كل مكوناتهــا‪،‬‬
‫العربيــة اإلســامية‪ ،‬واألمازيغيــة‪ ،‬والصحراويــة احلســانية‪ ،‬والغنيــة بروافدهــا اإلفريقيــة‬
‫التصدير واألندلســية والعبريــة واملتوســطية‪...‬‬
‫حظــر ومكافحــة كل أشــكال التمييــز‪ ،‬بســبب اجلنــس أو اللــون أو املعتقــد أو الثقافــة أو‬
‫االنتمــاء االجتماعــي أو اجلهــوي أو اللغــة أو اإلعاقــة أو أي وضــع شــخصي‪ ،‬مهمــا كان‪.‬‬
‫تظل العربية اللغة الرسمية للدولة‪.‬‬
‫وتعمل الدولة على حمايتها وتطويرها‪ ،‬وتنمية استعمالها‪.‬‬
‫تعــد األمازيغيــة أيضــا لغــة رســمية للدولــة‪ ،‬باعتبارهــا رصيــدا مشــتركا جلميــع املغاربــة‬
‫بــدون اســتثناء‪.‬‬
‫يحــدد قانــون تنظيمــي مراحــل تفعيــل الطابــع الرســمي لألمازيغيــة‪ ،‬وكيفيــات إدماجهــا‬
‫يف مجــال التعليــم‪ ،‬ويف مجــاالت احليــاة العامــة ذات األولويــة‪ ،‬وذلــك لكــي تتمكــن مــن‬
‫القيــام مســتقبال بوظيفتهــا‪ ،‬بصفتهــا لغــة رســمية‪.‬‬
‫الفصل ‪5‬‬
‫تعمــل الدولــة علــى صيانــة احلســانية‪ ،‬باعتبارهــا جــزءا ال يتجــزأ مــن الهويــة الثقافيــة‬
‫املغربيــة املوحــدة‪ ،‬وعلــى حمايــة اللهجــات والتعبيــرات الثقافيــة املســتعملة يف املغــرب‪،‬‬
‫وتســهر علــى انســجام السياســة اللغويــة والثقافيــة الوطنيــة‪ ،‬وعلــى تعلــم وإتقــان اللغــات‬
‫األجنبيــة األكثــر تــداوال يف العالــم؛ باعتبارهــا وســائل للتواصــل‪ ،‬واالنخــراط والتفاعــل‬
‫مــع مجتمــع املعرفــة‪ ،‬واالنفتــاح علــى مختلــف الثقافــات‪ ،‬وعلــى حضــارة العصــر‪.‬‬
‫يحــدث مجلــس وطنــي للغــات والثقافــة املغربيــة‪ ،‬مهمتــه‪ ،‬علــى وجــه اخلصــوص‪ ،‬حمايــة‬
‫وتنميــة اللغتــن العربيــة واألمازيغيــة‪ ،‬ومختلــف التعبيــرات الثقافيــة املغربيــة باعتبارهــا‬
‫تراثــا أصيــا وإبداعــا معاصــرا‪ .‬ويضــم كل املؤسســات املعنيــة بهــذه املجــاالت‪.‬‬
‫ويحدد قانون تنظيمي صالحياته وتركيبته وكيفيات سيره‪.‬‬
‫تعمــل الســلطات العموميــة علــى توفيــر الظــروف التــي متكــن مــن تعميــم الطابــع الفعلــي‬
‫الفصل ‪ 6‬حلريــة املواطنــات واملواطنــن‪ ،‬واملســاواة بينهــم‪ ،‬ومــن مشــاركتهم يف احليــاة السياســية‬
‫واالقتصاديــة والثقافيــة واالجتماعيــة‪.‬‬
‫تعمــل اململكــة املغربيــة علــى حمايــة احلقــوق واملصالــح املشــروعة للمواطنــات واملواطنــن‬
‫الفصل ‪ 16‬املغاربــة املقيمــن يف اخلــارج‪ ،‬يف إطــار احتــرام القانــون الدولــي والقوانــن اجلــاري بهــا‬
‫العمــل يف بلــدان االســتقبال‪ .‬كمــا حتــرص علــى احلفــاظ علــى الوشــائج اإلنســانية معهــم‪،‬‬
‫والســيما الثقافيــة منهــا‪ ،‬وتعمــل علــى تنميتهــا وصيانــة هويتهــم الوطنيــة‪.‬‬
‫تدعــم الســلطات العموميــة بالوســائل املالئمــة‪ ،‬تنميــة اإلبــداع الثقــايف والفنــي‪ ،‬والبحــث‬
‫الفصل ‪ 26‬العلمــي والتقنــي والنهــوض بالرياضــة‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫‪ . 2‬اإلطار القانوني والتنظيمي للشؤون الثقافية‬
‫يشــكل القانــون مدخــا أساســيا حلمايــة مختلــف التعبيــرات الثقافيــة وتيســير الولــوج إلــى‬
‫املشــاركة يف احليــاة الثقافيــة‪ ،‬ويف هــذا اإلطــار مت إصــدار قوانــن خاصــة حلمايــة احلقــوق‬
‫اللغويــة واملــوروث الثقــايف املــادي والشــفوي وكــذا للنهــوض بــاآلداب والفنــون اجلميلــة‪ .‬ومــن‬
‫ضمــن أهــم القوانــن الصــادرة منــذ اعتمــاد دســتور ســنة ‪ ،2011‬نذكــر إحــداث املؤسســة‬
‫الوطنيــة للمتاحــف مبوجــب القانــون رقــم ‪ 09-01‬الصــادر يف ‪ 8‬أبريــل ‪ 2011‬والقانــون رقــم‬
‫‪ 68.16‬املتعلــق بالفنــان واملهــن الفنيــة الصــادر يف ‪ 25‬غشــت ‪.2016‬‬
‫وبالرغــم مــن التباطــؤ احلاصــل يف تفعيــل الفصــل ‪ 5‬مــن الدســتور املتعلــق بدســترة األمازيغيــة‬
‫كلغــة رســمية وإحــداث املجلــس الوطنــي للغــات والثقافــة املغربيــة‪ ،‬إال أن املســار التشــريعي‬
‫ملشــروع القانــون التنظيمــي رقــم ‪ 26.16‬املتعلــق بتفعيــل الطابــع الرســمي لألمازيغيــة وكيفيات‬
‫إدماجهــا يف مجــال التعليــم ويف مجــال احليــاة العامــة ذات األولويــة‪ ،‬ومشــروع القانــون‬
‫التنظيمــي رقــم ‪ 04.16‬املتعلــق باملجلــس الوطنــي للغــات والثقافــة املغربيــة عــرف منــذ أبريــل‬
‫‪ 2019‬تقدمــا مــن خــال املصادقــة عليهمــا مبجلــس النــواب‪.‬‬
‫كمــا أنــه يوجــد فــراغ تشــريعي يف عــدد مــن جوانــب احليــاة الثقافيــة‪ ،‬يســتوجب بــدل جهــود‬
‫علــى مســتوى التأطيــر والضبــط القانونــي والتنظيمــي لهــا‪ .‬ويتعلــق األمــر أساســا باإلســراع‬
‫ب‪:‬‬
‫‪-‬املصادقــة علــى مشــروع قانــون اإلطــار املتعلــق بامليثــاق الوطنــي حلامية التــراث الثقايف‬
‫والطبيعي‪.‬‬
‫‪-‬اعتمــاد املشــروع املتعلــق بإحــداث اللجنــة الوطنيــة املكلفــة بحمايــة وتعزيز تنوع أشــكال‬
‫التعبيــر الثقــايف‪ ،‬حيــث تضمــن مشــروع هــذا املرســوم آليــات تفعيـــل التزامـــات املغــرب‬
‫مبوجــب العديـــد مـــن االتفاقيــات الدوليــة وال ســيما اتفاقيــــة حاميــــة وتعزيــــز تنــــوع‬
‫أشــــكال التعبيــر الثقــايف‪.‬‬
‫‪-‬اعتمــاد املراســيم التطبيقيــة للقانــون رقــم ‪ 68.16‬املتعلــق بالفنان واملهــن الفنية الصادر‬
‫يف ‪ 25‬غشت ‪.2016‬‬
‫‪-‬املصادقــة علــى مشــروع القانــون املتعلــق بإحــداث مؤسســات الشــراكة الثقافيــة‪ ،‬الــذي‬
‫يهدف إلى املواكبة املؤسساتية لالمركزية الثقافيــــة‪ ،‬مــــن خــــال إحــــداث مؤسســــات‬
‫للشراكة الثقافيـــة مـــع اجلماعـــات أو املجموعات الترابية تتمتـــع بالشــــخصية املعنوية‬
‫واالستقالل املالي‪ ،‬وتضطلع بتدبــــير وإحداث بنيــــات ثقافيـــة أو فنيـــة‪ ،‬تقـدم خدمـات‬
‫ثقافيـة عموميـة تكـون ذات إشــعاع محـلـي وجهــوي وتتــماشى مــع أهــداف السياســة‬
‫الثقافيــة العامــة للدولــة‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫‪ .3‬األساس االتفاقي لحماية التعبيرات الثقافية‬
‫فضــا عــن العديــد مــن االتفاقيــات الثنائيــة التــي أبرمهــا املغــرب مــع دول اجنبيــة حلمايــة‬
‫التــراث الثقــايف‪ ،‬انخــرط بشــكل مبكــر يف اتفاقيــات متعــددة األطــراف ســواء يف إطــار األمم‬
‫املتحــدة أو يف إطــار وكاالتهــا املتخصصــة‪ ،‬والتــي أورد اجلــدل أســفله أهمهــا‪.‬‬
‫تاريخ املصادقة‬ ‫تاريخ‬ ‫االتفاقية‪/‬البروتوكول‬
‫االعتماد‬
‫‪ 03‬ماي ‪1979‬‬ ‫العهــد الدولــي اخلــاص باحلقــوق االقتصاديــة واالجتماعيــة ‪ 16‬دجنبر ‪1966‬‬
‫والثقافيــة‬
‫‪ 30‬غشت ‪1968‬‬ ‫اتفاقيــة الهــاي اخلاصــة بحمايــة املمتلــكات الثقافيــة يف ‪ 14‬ماي ‪1954‬‬
‫حالــة نــزاع مســلح‬
‫‪ 30‬غشت ‪1968‬‬ ‫البروتوكــول األول التفاقيــة الهــاي اخلاصــة بحمايــة ‪ 14‬ماي ‪1954‬‬
‫املمتلــكات الثقافيــة يف حالــة نــزاع مســلح‬
‫البروتوكــول الثانــي التفاقيــة الهــاي اخلاصــة بحمايــة ‪ 26‬مارس ‪ 05 1999‬دجنبر ‪2013‬‬
‫املمتلــكات الثقافيــة يف حالــة نــزاع مســلح‬
‫‪ 20‬أكتوبر ‪ 04 2005‬يونيو ‪2013‬‬ ‫اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقايف‬
‫‪ 17‬أكتوبر ‪ 06 2003‬يوليوز ‪2006‬‬ ‫اتفاقية حماية التراث الثقايف غير املادي‬

‫‪ 20‬يونيو ‪2006‬‬ ‫‪ 2‬نونبر ‪2001‬‬ ‫اتفاقية حماية التراث الثقايف املغمور باملياه‬
‫‪ 28‬أكتوبر ‪1975‬‬ ‫‪ 16‬نونبر ‪1972‬‬ ‫اتفاقية حماية التراث العاملي الثقايف والطبيعي‬

‫‪ 03‬فبراير ‪2003‬‬ ‫اتفاقيــة بشــأن التدابيــر الواجــب اتخاذهــا حلظــر ومنــع ‪ 14‬نونبر ‪1970‬‬
‫واســتيراد وتصديــر ونقــل ملكيــة املمتلــكات الثقافيــة بطــرق‬
‫غيــر مشــروعة‬
‫‪ 28‬أكتوبر ‪1975‬‬ ‫االتفاقيــة الدوليــة حلمايــة حقــوق املؤلــف (املعدلــة ســنة ‪ 24‬يوليوز ‪1971‬‬
‫‪)1971‬‬
‫‪ 08‬فبراير ‪1972‬‬ ‫‪ 6‬شتنبر ‪1952‬‬ ‫البروتوكول األول التفاقية حماية حقوق املؤلف‬
‫‪ 08‬فبراير ‪1972‬‬ ‫‪ 6‬شتنبر ‪1952‬‬ ‫البروتوكول الثاني التفاقية حماية حقوق املؤلف‬
‫‪ 08‬فبراير ‪1972‬‬ ‫‪ 6‬شتنبر ‪1952‬‬ ‫البروتوكول الثالث التفاقية حماية حقوق املؤلف‬

‫‪153‬‬
‫‪ .4‬اإلطار المؤسساتي للنهوض بالحقوق الثقافية واللغوية‬
‫‪-‬املجلــس الوطنــي للغــات والثقافــة املغربيــة‪ :‬مشــروع قانــون تنظيمــي رقــم ‪ 04.16‬يتعلــق‬
‫باملجلــس الوطنــي للغــات والثقافــة املغربيــة (مت عرضــه علــى البرملــان يــوم ‪ 30‬شــتنبر‬
‫‪ 2016‬بعــد املصادقــة عليــه باملجلــس الــوزاري املنعقــد بتاريــخ ‪ 26‬ســبتمبر ‪.)2016‬‬
‫‪-‬املعهــد امللكــي للثقافــة األمازيغيــة‪ :‬احملــدث مبوجــب الظهيــر الشــريف رقــم ‪1.01.299‬‬
‫بتاريــخ ‪ 17‬أكتوبــر ‪.2001‬‬
‫‪-‬أكادمييــة محمــد الســادس للغــة العربيــة‪ :‬أحدثــت مبوجــب القانــون رقــم ‪ 10.02‬بتاريخ‬
‫‪ 19‬يونيــو ‪.2003‬‬
‫‪-‬مركــز الدراســات واألبحــاث احلســانية احملــدث مبوجــب قــرار وزيــر الشــؤون الثقافيــة‬
‫رقــم ‪ 1321.96‬يف فــاحت يوليــوز ‪.1996‬‬
‫‪-‬املؤسســة الوطنيــة للمتاحــف‪ :‬أحدثــت مبوجــب القانــون رقــم ‪ 09-01‬الصــادر يف ‪8‬‬
‫أبريــل ‪.2011‬‬
‫‪-‬أرشــيف املغــرب‪ :‬أحدثــت هــذه املؤسســة العموميــة مبوجــب القانــون رقــم ‪69.99‬‬
‫املتعلــق باألرشــيف الصــادر بتاريــخ ‪ 30‬نونبــر ‪.2007‬‬

‫‪ .5‬المخصصات المالية للشؤون الثقافية‬


‫ظلــت ميزانيــة قطــاع الثقافــة مــن أضعــف امليزانيــات القطاعيــة املرصــودة برســم قوانــن‬
‫امليزانيــة الســنوية‪ ،‬وللرفــع التدريجــي مــن مخصصاتهــا مــن امليزانيــة العامــة للدولــة تتجــه‬
‫احلكومة إلى رفـــع هـــذه االعتمادات مـــن ‪ % 0,29‬مـــن امليزانيـــة العامـــة للدولـــة خـــارج الديـن‬
‫العمومـــي إلـــى نســـبة ‪ % 0,5‬فـــي أفــــق ‪ 2021‬حســــب التسلســــل اآلتي‪ % 0,35 :‬ســــنة ‪2018‬‬
‫و‪ % 0,40‬ســنة ‪ 2019‬و‪ % 0,45‬ســنة ‪ .2020‬علما أن منظمة األمم املتحدة للتربية والعلم‬
‫والثقافــة قــد حــددت نســبة ‪ % 1‬كأحــد أدنــى‪.‬‬
‫وبرســم قانــون املاليــة لســنة ‪ 2019‬بلــغ حجــم املخصصــات املاليــة املرصــودة للشــؤون الثقافيــة‬
‫‪ 817,52‬مليــون درهم‪.‬‬
‫ومنــذ قانــون املاليــة لســنة ‪ 1983‬الــذي مت مبوجبــه فتــح حســاب مرصــود ألمــور خصوصيــة‬
‫ســمي «الصنــدوق الوطنــي للعمــل الثقــايف»‪ ،‬يواصــل هــذا الصنــدوق تغطية العمليــات املرتبطة‬
‫بالعمــل الثقــايف واملســاهمة يف تثمــن املبانــي التاريخيــة والتــراث الوطنــي ويف ديناميــة الكتاب‬
‫والترويــج الثقــايف وتنميــة اإلبــداع الفنــي يف مياديــن املوســيقى واألغنيــة املغربيــة واملســرح‬
‫والفنــون التشــكيلية‪.‬‬
‫وســجلت املــوارد املنجــزة يف إطــار هــذا الصنــدوق برســم الفتــرة ‪ ،2017-2015‬ارتفاعــا‬
‫ســنويا مبعــدل ‪ .% 11,52‬أمــا فيمــا يخــص نفقاتــه‪ ،‬فقــد ســجلت انخفاضــا مبعــدل ســنوي‬
‫‪154‬‬
‫‪ .% 6,18‬وخــال ذات الفتــرة اســتفاد هــذا الصنــدوق مــن مســاهمات امليزانيــة العامــة بلغــت‬
‫‪ 325,63‬مليــون درهــم‪.‬‬
‫وعرفــت املداخــل الذاتيــة لهــذا الصنــدوق أرقامــا اســتثنائية علــى مســتوى مداخيــل رســوم‬
‫زيــارة املواقــع واملعالــم التاريخيــة واألثريــة‪ ،‬حيــث ارتفعــت بنســبة ‪ % 376‬بــن ســنتي ‪2017‬‬
‫و‪ ،2018‬إذ انتقلــت مــن ‪ 15،54‬مليــون درهــم ســنة ‪ 2017‬إلــى ‪ 74،09‬مليــون درهــم ســنة‬
‫‪ ،2018‬وهــي ســابقة مــن نوعهــا منــذ إحــداث هــذا الصنــدوق ســنة ‪.1983‬‬

‫أمــا بخصــوص العمليــات املبرمجــة يف إطــار مخطــط عمــل الصنــدوق خــال الفتــرة ‪2019-‬‬
‫‪ ،2021‬فتدخــل يف إطــار مواصلــة تنفيــذ العمليــات التاليــة‪:‬‬
‫‪-‬املســاهمة يف ترميــم وصيانــة املآثــر التاريخيــة وكــذا حمايــة وتأهيــل التــراث وإعــادة‬
‫تأهيــل البنيــات التحتيــة الفنيــة‪.‬‬
‫‪-‬دعــم مياديــن املوســيقى والكتــاب واملســرح والفنــون التشــكيلية وكــذا اجلمعيــات ذات‬
‫الطابــع الثقــايف والفنــي والتظاهــرات واملهرجانــات الثقافيــة‪.‬‬
‫‪-‬تنظيــم املهرجانــات الدائمــة واملشــاركة يف مختلــف األنشــطة والتظاهــرات الثقافيــة‬
‫املنظمــة علــى الصعيــد الوطنــي والدولــي‪.‬‬
‫أمــا بالنســبة للصنــدوق اخلــاص بدعــم العمــل الثقــايف واالجتماعــي لفائــدة املغاربــة املقيمــن‬
‫باخلــارج وشــؤون الهجــرة‪ ،‬فقــد بلــغ الدعــم املوجــه لتمويــل العمــل الثقــايف لفائــدة املغاربــة‬
‫املقيمــن باخلــارج ســنة ‪ 2017‬مــا مجموعــه ‪ 8,9‬مليــون درهــم‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫‪ .6‬حماية وتثمين الموروث الثقافي‬
‫ميتــاز املغــرب بغنــاه التاريخــي واحلضــاري‪ ،‬وميتلــك إرثــا معماريــا زاخــرا مبختلـف أجـزاء‬
‫التـــراب الوطنـــي‪ ،‬الشـــيء الـــذي جعلـــه يحظـــى باعتـــراف دولـــي‪ ،‬مـــن خـــال إقـــدام منظمـــة‬
‫اليونســـكو علـــى إدراج تســـعة مواقـــع للتـراث املـــادي بقيمتهـا العامليـة الفريـدة‪ ،‬وسـتة عناصر‬
‫مـــن التـــراث غيـــر املـــادي صنفـــت تراثـــا عامليـــا الماديا لإلنسانية‪.‬‬
‫ولتأطيــر وتوجيــه سياســـة الدولـــة فـــي مجـــال حمايـــة التـــراث الوطنــــي مت إعــــداد وثيقــــة‬
‫مرجعيــــة ســنة ‪ 2014‬بعنــوان «رؤيــة للتــراث الثقــايف ‪ ،»2020‬تهــم جـــرد التـــراث الثقافــــي‬
‫الوطنــــي وتقييــــده وترتيبــــه وترميمــــه واحملافظــــة عليــــه والتعريــــف بـــه وإبـــرازه وتثمينـــه‬
‫وإدراجـــه فـــي الديناميــة التنمويــة الشــاملة‪ ،‬وذلـــك عبـــر‪:‬‬
‫▫تســـجيل‪ ،‬ســـنويا‪ 500 ،‬معلمـــة تاريخيـــة وموقعـــا اثريـــا ومنظـــرا طبيعيـــا ومجموعـــة‬
‫متحفيـــة فـــي عـــداد التـــراث الوطنـــي‪.‬‬
‫▫العمــل علــى تســجيل املــدن العتيقــة ومعمــار الفتــرة الكولونياليــة واملواسـم وعناصـر‬
‫التـراث املـادي وغيـر املـادي فـي الئحـة التـراث العاملــي‪.‬‬
‫▫جرد وتقييد وتثمني التراث الثقايف غير املادي‪.‬‬
‫▫تعزيز البحث األركيولوجي‪.‬‬
‫▫إحداث شرطة اآلثار‪.‬‬
‫▫تنميــــة اقتصاديــــات التــــراث عبــــر مواصلــــة إحــــداث مراكــــز للتعريــــف بالتــــراث‬
‫ومحافظــــات املواقــــع واملبانــــي التاريخيــــة‪.‬‬
‫▫حتديـــث آليـــات تدبيـــر املآثـــر التاريخيـــة واملواقـــع األثرية عبـــر نظـــام مرافـــق الدولـــة‬
‫املســـيرة بطريقـــة مســـتقلة‪.‬‬
‫▫إرســاء مــدارات ســياحية تراثيــة بشــراكة مــع القطاعــات احلكوميــة املعنيــة‪.‬‬
‫‪ .7‬نهج سياسة القرب الثقافي‬
‫بالنظر إلى ضعـــف التجهيـــزات والبنايات الثقافيـــة األساسية مـــن مراكـــز ثقافيـــة وقاعــــات‬
‫للعــــروض وخزانــــات‪ ،...‬عملــت احلكومــة علــى نهــج سياســــة القــرب الثقــايف لتمكيــــن كافــــة‬
‫الوحــدات الترابيــة مــن التوفــر علـى بنيـات ثقافيـة تسـتجيب للحاجيـات احلقيقيـة للسـاكنة‬
‫فـــي مجاالت التثقيــــف والتكويــــن والتنشــــيط والترفيــــه‪ .‬وفـــي هـــذا اإلطار‪ ،‬تعتـــزم احلكومة‬
‫عبر قطاعاتها املعنية وبشـــراكة مـــع اجلماعـــات الترابيـــة والقطـــاع اخلاص توفيـــر البنيـــات‬
‫الثقافيـــة األساسية وتوزيعها بشـــكل عـــادل علـــى املجـــال الترابـــي‪ ،‬مـن خـالل‪:‬‬
‫▫مواصلــة إجنــاز املشــاريع التنمويــة الكبــرى اجلديــدة املتعلقــة باملكــون الثقــايف‬
‫يف إطــار عقــد برنامــج متويــل وإجنــاز برامــج التنميــة املندمجــة لــكل اجلهــات‬
‫واألقاليــم اجلنوبيــة يف الفتــرة املمتــدة مــن ‪ 2016‬إلــى ‪.2021‬‬

‫‪156‬‬
‫▫مواصلــــة اإلحــداث التدريجــــي للبنيــــات الثقافيــــة األساســية بعواصــــم العمــاالت‬
‫واألقاليــم وباجلماعـــات الترابيـــة طبقـــا ملضاميـــن االتفاقيــات املبرمــــة فــــي هــــذا الشــــأن‪.‬‬
‫▫تفعيـــل البرنامـــج الوطنـــي املشـــترك للتجهيـــز الثقافـــي لسـد اخلصـاص فــــي البنيــات‬
‫الثقافيــــة للجماعــــات الترابيــــة واالســتجابة للحاجيــــات الثقافيــــة للمواطنيــــن‪ ،‬وال‬
‫ســيما يف املــدن اجلديــدة‪ .‬ويتعلــق األمــر بصفــرو والــدار البيضــاء وســيدي بنــور‬
‫وأكاديــر وورزازات وطانطــان وســيدي إفنــي‪ ،‬وكــذا اســتكمال املشــاريع الثقافيــة‬
‫املبرمجــة يف إطــار الشــراكات مــع مجالــس اجلماعــات الترابيــة‪ ،‬والســيما بتاونــات‬
‫وبوعرفــة والريصانــي وغفســاي ودبــدو وشيشــاوة والراشــدية وتنغيــر وإنــزكان‪ ،‬وثــم‬
‫توقيــع اتفاقيــات شــراكة جديــدة مــع مجــال اجلماعــات الترابيــة التــي تفتقــر إلــى‬
‫البنيــات التحتيــة الثقافيــة بــكل مــن بنــي بوعيــاش والدريــوش وأرفــود وأكــدز والريــش‬
‫وبنجريــر وخلصــاص وميــر اللفــت والــزاك والوطيــة‪.‬‬
‫▫وضــــع برنامــــج وطنــــي لتجهيــــز العالــــم القــــروي بالبنيــــات التحتيــــة الثقافيــــة‬
‫األساسية‪ ،‬مــن ضمنهــا علــى اخلصــوص املراكــز الثقافيــة للقــرب (قاعــات متعــددة‬
‫االختصاصات‪ ،‬خزانــــات متعــــددة الوســــائط ونقــــط القــــراءة) والعمــــل علــــى وضـــع‬
‫الفضـــاءات املدرســـية رهـــن إشـــارة كافــة املعنيــن بالشــأن الثقــايف ملمارســـة األنشــطة‬
‫الثقافيـة والفنيـة فـي إطـار اتفاقيـات شـراكة‪ ،‬خاصة فــي العالــم القــروي‪ ،‬ومن بينها‬
‫مراكــز ثقافيــة بتارغســت وعبــد الغايــة الســواحل وإيســاكن وتيــداس وآيــت اوربيــل‪...‬‬
‫‪ .8‬أهم اإلجراءات المبرمجة برسم سنة ‪2019‬‬
‫‪‬مواكبــة تنفيــذ املشــاريع الثقافيــة املنصــوص عليهــا يف اتفاقيــات تنميــة املــدن‬
‫املوقعــة أمــام جاللــة امللــك‪.‬‬
‫‪‬مواصلــة أشــغال إجنــاز املســرح الكبيــر بالربــاط ومتحــف اآلثــار وعلــوم األرض‬
‫بالربــاط‪.‬‬
‫‪‬ترميــم مبانــي مثــل املدرســة البوعنانيــة مبكنــاس وقصــر البحــر بآســفي والكنيســة‬
‫البرتغاليــة والقنصليــة الدمناركيــة بالصويــرة والقصــور واملنــازل التقليدية وأســوار‬
‫وبوابــات املــدن العتيقــة‪.‬‬
‫‪‬تهيئة املواقع التاريخية كليكسوس وإيسلي ووليلي ومقبرة شالة‪.‬‬
‫‪‬اتخــاذ التدابيــر الراميــة إلــى إحــداث مــا يقــارب ‪ 30‬مكتبــة عموميــة جلهــا بالعالــم‬
‫القــروي إضافــة إلــى دعــم ‪ 25‬مكتبــة أخــرى واجلهــات املعنيــة هــي ســوس ماســة‬
‫ودرعــة وطنجــة تطــوان احلســيمة وفــاس مكنــاس ومراكــش آســفي وكلميــم وادنــون‪.‬‬
‫‪‬إرســاء مشــروع تأســيس الشــبكة الوطنيــة للمــدارس العليــا املتخصصــة يف‬
‫احلقــل التشــكيلي‪ ،‬مــن خــال اســتكمال تقويــة املعهــد الوطنــي للفنــون اجلميلــة‬
‫بتطــوان‪ ،‬ودراســة إمكانيــة دمــج املعهــد العالــي للفنــون اجلميلــة بالــدار البيضــاء‬
‫ضمــن هــذه الشــبكة الوطنيــة‪ ،‬باإلضافــة إلــى إحــداث مؤسســة تعليميــة أخــرى‬
‫باألقاليــم اجلنوبيــة وإحــداث املدرســة الوطنيــة للفنــون اجلميلــة بفــاس‪ ،‬ودار الفــن‬
‫‪157‬‬
‫الفوتوغــرايف مبدينــة الربــاط‪ ،‬فضــا عــن تنظيــم مهرجــان وطنــي للفنــون الرقميــة‪.‬‬
‫‪‬إحــداث مركــز إلعــداد وتأهيــل وتدريــب مؤطــري مســرح العرائــس بشــراكة مــع‬
‫الهيئــة العربيــة للمســرح وإحــداث مركــز التوثيــق واألرشــفة باملســرح الوطنــي‬
‫محمــد اخلامــس‪.‬‬
‫‪‬إصــاح منظومــة التعليــم املوســيقي والفــن الكوريغرايف مبراجعــة البرامج واملناهج‬
‫وتوحيدهــا لتأمــن تعليــم موســيقي جيــد وفــق املعاييــر الدوليــة املعمــول بهــا يف‬
‫هــذا املجــال وإعــادة تصنيــف مؤسســات التعليــم املوســيقي وفــق معاييــر مضبوطــة‬
‫وتكونــن املكونــن يف امليــدان‪.‬‬
‫‪‬تعزيــز شــبكة املعاهــد املوســيقية باململكــة بإحــداث معاهــد جديــدة بــكل مــن‬
‫احملمديــة وســطات واجلديــدة‪ ،‬وخلــق جــوق ســمفوني مــن أســاتذة املعاهــد‬
‫املوســيقية التابعــة للــوزارة‪ ،‬وإصــدار أنطلوجيــة موســيقى منطقــة الريــف‪.‬‬
‫‪‬مواصلــة تنفيــذ املشــاريع املبرمجــة يف مخطــط ‪ ،2021-2017‬وذلــك مــن خــال‬
‫القيــام بالعمليــات األساســية يف مجــال اجلــرد واحملافظــة وتثمــن التــراث الثقايف‪،‬‬
‫واســتكمال إرســاء سياســة جهويــة يف مجــال تدبيــر التــراث‪.‬‬
‫‪‬اتخــاذ التريبــات الالزمــة إلدراج فــن امللحــون ضمــن قائمــة التــراث العاملــي‬
‫الالمــادي‪ ،‬وذلــك بعــد النجــاح يف تســجيل رقصــة تيســكيوين علــى نفــس الالئحــة‪.‬‬
‫‪‬إصــدار مجلتــي الثقافــة املغربيــة واملناهــل يف حلــة جديــدة‪ ،‬وكــذا إصــدار مجلــة‬
‫تعنــى بالفنــون املغربيــة‪.‬‬
‫‪‬إحداث املعهد العالي للموسيقى والفن الكوريغرايف بالرباط‪.‬‬
‫‪‬العمــل علــى إحــداث هيئــة وطنيــة لثقافــة الطفــل‪ ،‬وجــرد وتوثيــق اإلنتــاج الثقــايف‬
‫املوجــه للطفــل يف بعديــه العلمــي واإلبداعــي‪ ،‬وإصــدار معاجــم لغويــة للصغــار‪.‬‬
‫وكل هــذه البرامــج والعمليــات‪ ،‬تســتند باألســاس علــى أرضيــة قانونيــة وهيكليــة‪ ،‬لذلــك تقــرر‬
‫برســم ‪ 2019‬إخــراج مجموعــة مــن النصــوص القانونيــة التي هي يف طــور اإلعداد واملصادقة‪،‬‬
‫والتــي تعكــس حجــم اجلهــود التــي تبــذل والتــي يجــب مواصلــة بذلهــا‪ ،‬ومــن ضمنهــا ثالثــة‬
‫مشــاريع قوانــن وتســعة مشــاريع مراســيم وعشــر مشــاريع قــرارات تهــم مجــاالت التــراث‬
‫واللغــات والفنــون واآلداب واألرشــيف‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫المحور الفرعي الثالث‪:‬‬
‫حماية احلقوق الفئوية والنهوض به‬
‫أوال‪ -‬حماية حقوق املرأة والنهوض بها‬

‫يواصــل املغــرب ترصيــد مختلــف إجنازاتــه مــن أجــل حتقيــق التنميــة املســتدامة والعدالــة‬
‫االجتماعيــة‪ ،‬والتــي تتصــدر أولوياتهــا ترســيخ مبــادئ اإلنصــاف واملســاواة بــن اجلنســن‬
‫والنهــوض بأوضــاع النســاء وتبويئهــن املكانــة الالئقــة بهــن كشــريكات أساســيات يف تنميــة‬
‫البــاد وازدهارهــا‪.‬‬

‫وقــد توجــت هــذه اجلهــود‬


‫مقتطف من الخطاب الملكي السامي‬ ‫واملكتســبات بإقــرار دســتور‬
‫بمناسبة افتتاح الدورة األولى للسنة الثانية‬ ‫‪ 2011‬مبــدإ املناصفــة وحظــر‬
‫من الوالية التشريعية‬ ‫كافــة أشــكال التمييــز وكــرس‬
‫‪ 10‬أكتوبر ‪2003‬‬ ‫مبــادئ املســاواة وتكافــؤ الفــرص‬
‫بــن األفــراد والفئــات واألجيــال‬
‫واجلهــات وأكــد أولويــة تعزيــز‬
‫«أمــا بالنســبة لألســرة والنهــوض بأوضــاع المــرأة‪،‬‬ ‫حقــوق النســاء باعتبــار النهــوض‬
‫فإننــي قــد أبــرزت إشــكالها الجوهــري‪ ،‬غــداة‬ ‫بأوضاعهــن رهــان أي تنميــة‪ ،‬وقــد‬
‫تحملــي األمانــة العظمــى‪ ،‬إلمــارة المؤمنيــن‪،‬‬ ‫وضعــت اململكــة املغربيــة عبــر‬
‫متســائال فــي خطــاب ‪ 20‬غشــت لســنة ‪1999‬‬ ‫مراحــل زمنيــة متواليــة‪ ،‬وخاصــة‬
‫كيــف يمكــن الرقــي بالمجتمــع‪ ،‬والنســاء‬ ‫بعــد احلــوار املجتمعــي الــذي‬
‫اللواتــي يشــكلن نصفــه‪ ،‬تهــدر حقوقهــن‪،‬‬ ‫أعقــب مشــروع خطــة العمــل‬
‫ويتعرضــن للحيــف والعنــف والتهميــش فــي‬ ‫الوطنيــة إلدمــاج املــرأة يف التنميــة‬
‫غيــر مراعــاة لمــا خولهــن ديننــا الحنيــف‪ ،‬مــن‬ ‫ســنة ‪ ،1999‬برامجــا وخططــا‬
‫تكريــم وإنصــاف؟ »‬ ‫وطنيــة للنهــوض بأوضــاع املرأة يف‬
‫مختلــف مجــاالت احليــاة العامــة‪.‬‬

‫‪ -1‬اإلطار التشريعي حلماية حقوق املرأة والنهوض بها‬

‫الفصل ‪ 19‬من الدستور‬


‫«يتمتــع الرجــل واملــرأة‪ ،‬علــى قــدم املســاواة‪ ،‬باحلقــوق واحلريــات املدنيــة والسياســية‬
‫واالقتصاديــة واالجتماعيــة والثقافيــة والبيئيــة‪ ،‬الــواردة يف هــذا البــاب مــن الدســتور‪ ،‬ويف‬
‫مقتضياتــه األخــرى‪ ،‬وكــذا يف االتفاقيــات واملواثيــق الدوليــة‪ ،‬كمــا صــادق عليهــا املغــرب‪ ،‬وكل‬
‫ذلــك يف نطــاق أحــكام الدســتور وثوابــت اململكــة وقوانينهــا‪ .‬تســعى الدولــة إلــى حتقيــق مبــدإ‬
‫املناصفــة بــن الرجــال والنســاء‪ .‬وحتــدث لهــذه الغايــة‪ ،‬هيئــة للمناصفــة ومكافحــة كل أشــكال‬
‫التمييــز»‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫أهم القوانني اخلاصة باملرأة‪:‬‬
‫▫القانون ‪ 103.13‬املتعلق مبحاربة العنف ضد النساء الصادر يف ‪ 22‬فبراير ‪.2018‬‬
‫▫القانــون رقــم ‪ 79.14‬املتعلــق بهيئــة املناصفــة ومكافحــة جميــع أشــكال التمييــز وبتركيبتهــا‬
‫وصالحياتهــا وكيفيــة ســير عملهــا الصــادر بتاريــخ ‪ 21‬شــتنبر ‪.2017‬‬
‫▫القانون رقم ‪ 70.03‬مبثابة مدونة لألسرة الصادر بتاريخ ‪ 5‬فبراير ‪.2004‬‬

‫باملــوازاة مــع هــذه اإلصالحــات التشــريعية تواصــل اململكــة اســتكمال انخراطهــا التدريجــــي‬
‫يف املنظومة الدوليـــة حلقـــوق اإلنسان عامـــة‪ ،‬وحقـــوق النســـاء خاصـــة‪ ،‬عـبـــر انضمامها إلى‬
‫املعاهــدات األساســية حلقــوق اإلنســان والتصديـــق عليهـــا‪ ،‬وهكــذا فــإن اململكــة شــرعت ســنة‬
‫‪ 2102‬يف مســطرة االنضمــام إلــى البروتوكــول االختيــاري امللحــق باتفاقيــة القضــاء علــى‬
‫جميــع أشــكال التمييــز ضــد املــرأة‪.‬‬
‫‪ -2‬البرامج والسياسات احلكومية‬
‫بحكــم أن النســاء شــقائق الرجــال يف األحــكام‪ ،‬فقــد شــكل تدخــل جاللــة امللــك بصفتــه‬
‫أميــرا للمؤمنــن الــذي ال يحــل مــا حــرم اهلل وال يحــرم مــا أحــل اهلل‪ ،‬أساســا ملراجعــة‬
‫عميقــة ملدونــة األحــوال الشــخصية ثــم لباقــي القوانــن كقانــون اجلنســية‪ ،‬ومواكبــة لهــذه‬
‫اإلصالحــات التشــريعية عرفــت مقاربــة النــوع االجتماعــي يف البرامــج واخلطط والسياســات‬
‫العموميــة نفســا جديــدا‪ ،‬تعــزز باعتمــاد «اســتراتيجية وطنيــة مــن أجــل اإلنصــاف واملســاواة‬
‫بــن اجلنســن» ســنة ‪ 2006‬مــن خــال إدمــاج حقــوق املــرأة يف السياســات والبرامــج الراميــة‬
‫إلــى بلــوغ أهــداف األمم املتحــدة اإلمنائيــة لأللفيــة‪.‬‬
‫كمــا مت إطــاق البرنامــج املتعــدد القطاعــات «متكــن»‪ ،‬بشــراكة مــع وكاالت منظومــة األمم‬
‫املتحــدة واملنظمــات غيــر احلكوميــة بهــدف مكافحــة العنــف املبنــي علــى النــوع ومراعــاة النــوع‬
‫االجتماعــي يف عمليــة التخطيــط والبرمجــة ووضــع امليزانيــات‪.‬‬
‫وملواصلــة ترصيــد املكتســبات‪ ،‬خاصــة يف ســياق اتســم بتصاعــد مطالــب احلــركات النســائية‬
‫وإقرار مبادئ دســتورية بشــأن املســاواة واملناصفة وتكافؤ الفرص وحظر جميع أشــكال التمييز‪،‬‬
‫مت اعتمــاد سياســات جديــدة لتعزيــز املشــاركة الكاملــة واملنصفــة للمــرأة يف مختلــف املجــاالت‪.‬‬
‫أ ‪ -‬اخلطـة احلكوميـة للمسـاواة «إكـرام‪2016 - 2012 »1‬‬
‫مت اعتمــاد سياســة عموميــة مندمجــة للمــرأة كآليــة لترجمــة مختلــف االلتزامــات الوطنيــة‬
‫والدوليــة يف مجــال النهــوض بأوضــاع املــرأة‪ ،‬وإطــار لتحقيــق التقائيــة مختلــف املبــادرات‬
‫املتخــذة إلدمــاج مقاربــة النــوع االجتماعــي يف السياســات الوطنيــة وبرامــج التنميــة‪ .‬وتضمنت‬
‫هــذه اخلطــة ‪ 24‬هدفــا‪ ،‬و‪ 156‬إجــراء‪ ،‬وفــق مؤشــرات نوعيــة وكميــة‪ ،‬موزعــة علــى ‪ 8‬مجاالت‪.‬‬
‫وبخصــوص حصيلــة التنفيــذ أورد التقريــر النهائــي بشــأن تقييــم تنفيــذ هــذه اخلطــة‪ ،‬املعــد‬
‫ســنة ‪ ،2016‬أن ‪ % 75‬مــن اإلجــراءات املســطرة نفــذت بنســبة بلغــت ‪ ،% 100‬بينمــا عرفــت‬
‫باقــي اإلجــراءات مراحــل جــد متقدمــة يف تنفيذهــا‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫وقــد أسســت هــذه احلصيلــة إلصالحــات همــت جميــع املســتويات خاصــة اجلانــب التشــريعي‬
‫واملؤسســاتي وكــذا البرمجــة والتخطيــط‪ .‬ونخــص بالذكــر القانــون املتعلــق بهيئــة املناصفــة‬
‫ومكافحــة جميــع أشــكال التمييــز وقانــون محاربــة العنــف ضــد النســاء إضافــة إلــى قانــون‬
‫العمــال املنزليــن وتفعيــل صنــدوق التكافــل العائلــي واإلطــاق الفعلــي لبرنامــج «الدعــم‬
‫املباشــر للنســاء األرامــل يف وضعيــة هشــة احلاضنــات ألطفالهــن اليتامــى»‪ .‬هــذا إلــى جانــب‬
‫حصيلــة قطاعيــة مهمــة متثلــت أساســا يف اإلحــداث الفعلــي ملؤسســات متخصصــة للرصــد‬
‫والتتبــع‪ ،‬وكــذا مجموعــة مــن اآلليــات التــي تــروم مواكبــة النســاء خاصــة ضحايــا التمييــز‬
‫والعنــف كاملرصــد الوطنــي للعنــف ضــد النســاء واملرصــد الوطنــي لتحســن صــورة املــرأة يف‬
‫اإلعــام ومرصــد مقاربــة النــوع يف الوظيفــة العموميــة إضافــة إلــى وحــدات التكفــل بالنســاء‬
‫ضحايــا العنــف والفضــاءات املتعــددة الوظائــف للنســاء‪.‬‬
‫ب ‪ -‬اخلطة احلكومية للمساواة «إكرام‪2021 - 2017 »2‬‬
‫يف إطــار تثمــن املكتســبات القائمــة‪ ،‬مت اعتمــاد اخلطــة احلكومية للمســاواة «إكرام‪2017- »2‬‬
‫‪ 2021‬يف ‪ 20‬يوليــوز ‪ 2018‬مــن طــرف اللجنــة الوزاريــة للمســاواة‪ ،‬كأهــم ورش حكومــي يدعــم‬
‫التقائيــة السياســات العموميــة يف مجــال املســاواة بــن اجلنســن‪ ،‬وآليــة أساســية‪ ،‬مبحاورهــا‬
‫وأهدافهــا ومؤشــراتها النوعيــة والكميــة‪ ،‬للمســاهمة يف التنزيــل الترابــي للمقتضيــات‬
‫الدســتورية يف هــذا املجــال‪ .‬وقــد متــت بلــورة اخلطــة احلكوميــة للمســاواة «إكــرام ‪ »2‬وفــق‬
‫مقاربــة تشــاركية انطالقــا مــن تقييــم تشــاركي للخطــة احلكوميــة للمســاواة األولــى «إكــرام ‪،»1‬‬
‫تضمنــت اخلطــة احلكوميــة للمســاواة «إكــرام‪ »2‬ســبعة محــاور‪ ،‬منهــا أربعــة محــاور‬
‫موضوعاتيــة‪ ،‬وثالثــة محــاور عرضانيــة‪ ،‬مدعمــة مبنظومــة للحكامــة وتتبــع وتقييــم اخلطــة‪،‬‬
‫و‪ 23‬هدفــا و‪ 83‬إجــراء مبنيــا علــى مؤشــرات لقيــاس وقــع وأثــر إجــراءات اخلطــة‪ .‬وتتحــدد‬
‫محــاور اخلطــة احلكوميــة «إكــرام‪ »2‬يف ‪:‬‬
‫‪-‬تقوية فرص عمل النساء ومتكينهن اقتصاديا‪.‬‬
‫‪-‬حقوق النساء يف عالقتها مع األسرة‪.‬‬
‫‪-‬مشاركة النساء يف اتخاذ القرار‪.‬‬
‫‪-‬حماية النساء وتعزيز حقوقهن‪.‬‬
‫‪-‬نشــر مبــادئ املســاواة ومحاربــة التمييــز والصــور النمطيــة املبنيــة علــى النــوع‬
‫االجتماعــي‪.‬‬
‫‪-‬إدماج النوع يف جميع السياسات والبرامج احلكومية‪.‬‬
‫‪-‬التنزيل الترابي ألهداف اخلطة «إكرام‪.»2‬‬
‫ومن بني األهداف املتوخاة من إجراءات اخلطة‪:‬‬
‫‪-‬تعزيــز مشــاركة املــرأة مشــاركة كاملــة وفعالــة يف احليــاة السياســية واالقتصاديــة‬
‫والعامــة علــى قــدم املســاواة مــع الرجــل ومبــا يضمــن اســتقرارها األســري‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫‪-‬تعزيــز احلمايــة االجتماعيــة لفائــدة املرأة‪ ،‬وكذا ضمان ســامتها اجلســدية والنفســية‪،‬‬
‫مــن خــال احلــد مــن جميع أشــكال العنــف والتمييــز ضدها‪.‬‬
‫‪-‬وضــع إطــار مالئــم ومســتدام للنهــوض باملســاواة بــن الرجــال والنســاء‪ ،‬عبــر توفيــر‬
‫الظــروف الضروريــة لتحقيــق أهــداف اخلطــة مــن قبيــل تطويــر املنظومــة اإلحصائيــة‬
‫واملعرفيــة املتعلقــة مبختلــف مؤشــرات النــوع‪.‬‬
‫‪-‬ترســيخ العمــل مــن منظــور حقــوق اإلنســان ومقاربــة النــوع‪ ،‬وجعلــه يف قلــب النمــوذج‬
‫التنمــوي الوطنــي خاصــة مــن خــال إرســاء العمــل بامليزانيــة املســتجيبة للنــوع‬
‫االجتماعــي‪.‬‬
‫‪-‬تعزيــز آليــات تنســيق وتتبــع العمــل احلكومــي‪ ،‬لترصيــد اجلهــود وحتقيــق انســجام‬
‫التقائيــة التدخــات وبالتالــي بلــوغ النتائــج املتوخــاة‪.‬‬
‫ولقــد وضعــت اخلطــة «إكــرام ‪ ،»2‬ضمــن أولوياتهــا خلــق إطــار مالئــم للتمكــن االقتصــادي‬
‫للنســاء يســتهدف جميــع الفئــات وخصوصــا النســاء يف وضعيــة هشاشــة والنســاء يف العالــم‬
‫القــروي‪ .‬وســتعرف ســنة ‪ 2019‬إعــداد البرنامــج الوطنــي املندمــج للتمكــن االقتصــادي‬
‫للنســاء ‪.2030 - 2018‬‬
‫ويف مجــال محاربــة العنــف ضــد النســاء‪ ،‬مت إجنــاز البحــث الوطني الثاني حول انتشــار العنف‬
‫ضــد النســاء‪ ،‬وقدمــت نتائجــه يف مــاي ‪ ،2019‬كمــا مت أيضــا إطــاق إعــداد االســتراتيجية‬
‫الوطنيــة الثانيــة حــول العنــف‪.‬‬
‫وفيمــا يخــص التنزيــل الترابــي للخطــة «إكــرام ‪ ،»2‬مت إبــرام اتفاقيــة شــراكة مــع مجلــس جهــة‬
‫الرباط‪-‬ســا‪-‬القنيطرة مــن أجــل «بلــورة وتنفيــذ اخلطــة اجلهويــة للمســاواة «إكــرام» بجهــة‬
‫الرباط‪-‬ســا‪-‬القنيطرة» والتــي ستشــكل منوذجــا بالنســبة للجهــات األخــرى‪.‬‬
‫ت ‪ -‬إدماج مقاربة النوع يف امليزانية‬
‫تعزيــزا ملســار مأسســة امليزانيــة املســتجيبة للنــوع االجتماعــي‪ ،‬مت إحــداث «مركــز االمتيــاز‬
‫مليزانيــة النــوع االجتماعــي» ســنة ‪ .2013‬كمــا تعــزز هــذا التوجــه‪ ،‬بإصدار القانــون التنظيمي‬
‫رقــم ‪ 130.13‬لقانــون املاليــة ســنة ‪ ،2015‬الــذي أكــد علــى مأسســة التدبيــر املرتكــز علــى‬
‫النتائــج‪ ،‬واألخــذ بعــن االعتبــار مقاربــة النــوع االجتماعــي يف حتديــد األهــداف ومؤشــرات‬
‫القيــاس يف برامــج القطاعــات الوزاريــة‪ ،‬وإلزاميــة إرفــاق القانــون املالــي بتقريــر حــول‬
‫امليزانيــة القائمــة علــى النتائــج مــن منظــور النــوع االجتماعــي‪ .‬ويف هــذا اإلطــار مت إصــدار‬
‫دوريــة لرئيــس احلكومــة رقــم ‪ 2017 / 7‬بتاريــخ ‪ 11‬يوليــوز ‪ 2017‬إلطــاق املراحل التجريبية‬
‫ملقتضيــات القانــون التنظيمــي لقانــون املاليــة املتعلقــة بإدمــاج مقاربــة النــوع يف امليزانيــة‬
‫تتضمــن إدمــاج هــذه املقاربــة يف مسلســل التخطيــط والبرمجــة امليزانياتيــة لــكل قطــاع‬
‫حكومــي‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫‪ -3‬التمكني السياسي واالقتصادي للمرأة‪ :‬حصيلة يف أرقام‬
‫أ ‪ -‬املشاركة السياسية‬
‫كرســت مضامــن دســتور ســنة ‪ 2011‬احلقــوق السياســية للمــرأة‪ ،‬حيــث نــص يف البــاب األول‬
‫منــه علــى حــق كل مواطنــة ومواطــن يف التصويــت والترشــح لالنتخابــات‪ ،‬والتمتــع باحلقــوق‬
‫املدنيــة والسياســية‪ ،‬وحــث علــى تشــجيع تكافــؤ الفــرص بــن النســاء والرجــال يف ولــوج‬
‫الوظائــف االنتخابيــة‪ ،‬وقــد ألــزم الدولــة‪ ،‬يف البــاب الثانــي اخلــاص باحلريــات واحلقــوق‬
‫األساســية‪ ،‬بالســعي إلــى حتقيــق املناصفــة بــن الرجــال والنســاء‪.‬‬
‫وشــكل اإلطــار القانونــي إحــدى املداخــل األساســية لدعــم متثيليــة النســاء يف الهيئــات‬
‫املنتخبــة‪ ،‬ســواء علــى الصعيــد الوطنــي والترابــي‪ ،‬وذلــك مــن خــال اعتمــاد تدابيــر التمييــز‬
‫اإليجابــي‪ ،‬املتمثلــة‪ 29‬يف‪:‬‬
‫▫إحــداث دائــرة انتخابيــة وطنيــة تتكــون مــن ‪ 60‬امــرأة مبقتضــى القانــون التنظيمــي‬
‫املتعلــق مبجلــس النــواب ‪ 20.16‬القاضــي بتغييــر وتتميــم القانــون التنظيمــي رقــم‬
‫‪ 27.11‬الصــادر ســنة ‪ ،2016‬وكــذا التنصيــص يف املــادة ‪ 23‬علــى تخصيــص اجلــزء‬
‫الثانــي مــن الالئحــة الوطنيــة لثالثــن (‪ )30‬مقعــدا للشــباب املرشــحني مــن اجلنســن‬
‫معــا بعدمــا كان القانــون التنظيمــي لســنة ‪ 2011‬قــد خصــص هــذا اجلــزء للذكــور مــن‬
‫املترشــحني فقــط‪.‬‬
‫▫علــى مســتوى مجلــس املستشــارين‪ ،‬نصــت املــادة ‪ 24‬مــن القانــون التنظيمــي رقــم‬
‫‪ 28.11‬املتعلــق مبجلــس املستشــارين كمــا مت تغييــره وتتميمــه بتاريــخ ‪ 23‬يوليــوز ‪2015‬‬
‫علــى وجوبيــة أال تتضمــن كل الئحــة مــن لوائــح الترشــيح اســمني متتابعــن ملترشــحني‬
‫اثنــن مــن نفــس اجلنــس‪.‬‬
‫▫القانــون التنظيمــي رقــم ‪ 34.15‬القاضــي بتغييــر وتتميــم القانــون التنظيمــي رقــم ‪59.11‬‬
‫املتعلــق بانتخــاب أعضــاء مجالــس اجلماعــات الترابيــة الصــادر ســنة ‪ ،2015‬الــذي مت‬
‫مبوجبــه تعديــل املــواد ‪ 76‬و‪( 77‬الفقــرة األولــى) و‪( 85‬الفقــرة الثانيــة) و‪( 92‬الفقــرة‬
‫املضافــة) و‪( 134‬الفقــرة األولــى) و‪( 138‬الفقــرة الثالثــة املضافــة) و‪ ،141‬وكــذا مــا‬
‫نصــت عليــه املــادة ‪ 128‬املكــررة‪ ،‬وهمــت مســتجدات هــذه التعديــات مــا يلــي‪:‬‬
‫‪-‬فيمــا يتعلــق مبجالــس اجلهــات‪ ،‬يخصــص للنســاء يف كل دائــرة انتخابيــة ثلــث‬
‫املقاعــد علــى األقــل‪.‬‬
‫‪-‬فيمــا يتعلــق مبجالــس اجلماعــات واملقاطعــات‪ ،‬يخصــص للنســاء عدد مــن املقاعد‬
‫امللحقــة يف كل جماعــة أو مقاطعــة عــاوة علــى عــدد املقاعــد احملددة‪.‬‬
‫‪-‬فيمــا يخــص مجالــس اجلهــات وكــذا يف مجالــس اجلماعــات واملقاطعــات التــي‬
‫ينتخــب أعضاؤهــا بالالئحــة يجــب أن تشــتمل كل الئحــة ترشــيح علــى جزأيــن‪،‬‬

‫________________________‬
‫‪ - 29‬لالطالع عىل تطور نسب متثيلية املرأة يف املجالس املنتخبة أنظر املحور املتعلق باملشاركة السياسية للنساء والشباب‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫يتضمــن اجلــزء الثانــي منهمــا وجوبــا أســماء مترشــحات فقــط يف عــدد يطابــق‬
‫عــدد املقاعــد املخصصــة للنســاء يف الدائــرة االنتخابيــة املعنيــة‪ ،‬وال يحــول ذلــك‪،‬‬
‫يف احلالتــن معــا‪ ،‬دون حقهــن يف الترشــح برســم املقاعــد األخــرى‪ ،‬مــع اعتبــار‬
‫املترشــحة الــوارد اســمها يف املرتبــة األولــى بالنســبة للجــزء املخصــص للنســاء‬
‫مبثابــة رأس الئحــة ولهــا نفــس احلقــوق املخولــة لــرأس الئحــة الترشــيح املعنيــة‪.‬‬
‫وبهــدف تقويــة القــدرات التمثيليــة للنســاء‪ ،‬مت إحــداث صنــدوق الدعــم لتشــجيع متثيليــة‬
‫النســاء ســنة ‪ 2009‬الــذي يضــع البرامــج الهادفــة إلــى تقويــة قــدرات النســاء التمثيليــة وذلــك‬
‫بإشــراك األحــزاب السياســية وجمعيــات املجتمــع املدنــي يف إجنــاز هــذه األنشــطة‪ .‬وبعــد‬
‫مرحلــة التقييــم‪ ،‬مت إصــدار مرســوم جديــد يف أكتوبــر ‪ 2013‬بهــدف إعــادة تأهيــل أدوار هــذا‬
‫الصنــدوق‪.‬‬
‫ب ‪ -‬تعزيز مقاربة النوع يف الوظيفة العمومية‬

‫عرفــت نســبة ولــوج النســاء إلــى اإلدارة العموميــة تطــورا ملحوظــا‪ ،‬حيــث ارتفعــت نســبة‬
‫التأنيــث يف الوظيفــة العموميــة بحوالــي أربــع درجــات بــن ســنتي ‪ 2012‬و‪ ،2018‬حيــث‬
‫انتقلــت مــن ‪ % 31‬ســنة ‪ 2012‬إلــى ‪ % 34,9‬ســنة ‪ .2018‬ومــع ذلــك فهــذا املعــدل لــم يتحســن‬
‫مبــا يناســب انخــراط املــرأة يف كل مجــاالت احليــاة العامــة‪ ،‬ومبــا أبانــت عنــه عمومــا‬
‫مــن جــدارة واســتقامة وتفــان‪ ،‬كمــا ال يتناســب مــع مكانــة وزنهــا الدميغــرايف يف النســيج‬
‫االجتماعــي املغربــي‪.‬‬
‫وعلــى مســتوى توزيــع املوظفــات حســب مســتوى التأهيــل فتشــكل فئــة التأطيــر ‪ % 73‬مــن‬
‫مجمــوع املوظفــات‪ ،‬بينمــا تشــكل فئــة اإلشــراف ‪ % 17‬وفئــة التنفيــذ ‪ .% 10‬أمــا ولــوج النســاء‬
‫إلــى مناصــب املســؤولية اإلداريــة فقــد بلــغ نســبة ‪ % 21,5‬مــن مجمــوع مناصــب املســؤولية‪.‬‬
‫ولرصــد التدابيــر الهادفــة إلــى الرفــع مــن مســتوى متثيليــة نســبة النســاء يف املناصــب العليــا‬
‫ومناصــب املســؤولية‪ ،‬ومواقــع صناعــة القــرار داخــل الوظيفــة العموميــة مت إحــداث مرصــد‬
‫مقاربــة النــوع للوظيفــة العموميــة ســنة ‪ 2014‬بهــدف القيــام باألبحــاث وجمــع وحتليــل‬
‫املعطيــات واملؤشــرات املرتبطــة بوضعيــة املــرأة بالوظيفــة العموميــة‪.‬‬
‫ج ‪ -‬ولوج املرأة خطة العدالة‬
‫مكــن القــرار امللكــي الــذي صــدر يف ‪ 23‬ينايــر‪ ،2018‬املــرأة مــن ولــوج خطــة العدالــة يف إطــار‬
‫املســاواة بــن اجلنســن وهــو القــرار الــذي جــاء بعــد االطــاع علــى رأي املجلــس العلمــي‬
‫األعلــى يف شــأن مــدى جــواز ممارســة املــرأة ملهنــة “عــدل” التــي تســمح لهــا بتحريــر وتوثيــق‬
‫االلتزامــات وعقــود الــزواج والطــاق واإلرث‪ .‬ويأتــي هــذا القــرار يف إطــار اإلصــاح الشــامل‬
‫والعميــق ملنظومــة العدالــة‪ ،‬وانســجاما مــع املبــدإ الدســتوري املنصــوص عليــه يف الفصــل ‪19‬‬
‫مــن الدســتور املغربــي‪ ،‬وانســجاما أيضــا مــع االلتزامــات الدوليــة يف مجــال حقــوق اإلنســان‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫د ‪ -‬تعزيز احلماية االجتماعية للمرأة‬
‫•صندوق دعم التماسك االجتماعي‬
‫لتعزيــز احلمايــة االجتماعيــة والتمكــن االقتصــادي للمــرأة‪ ،‬مت إصــدار املرســوم رقــم‬
‫‪ 2.14.791‬الصــادر يف ‪ 4‬دجنبــر ‪ 2014‬لتقــدمي الدعــم املباشــر للنســاء األرامــل يف وضعيــة‬
‫هشاشــة احلاضنــات ألطفالهــن‪ ،‬إلــى غايــة بلوغهــم ســن الواحــد والعشــرين‪ ،‬واملشــروط‬
‫مبتابعــة الدراســة أو التكويــن املهنــي بالنســبة لألطفــال البالغــن ســن التمــدرس‪ ،‬ويســتثنى‬
‫مــن شــرطي متابعــة الدراســة أو التكويــن وحتديــد الســن املذكــور األطفــال اليتامــى يف وضعية‬
‫إعاقــة‪ .‬وحــدد املرســوم املبلــغ الشــهري للدعــم يف ‪ 350‬درهمــا عــن كل طفــل يتيــم علــى أال‬
‫يتعــدى مجمــوع الدعــم ‪ 1050‬درهــم عــن كل شــهر لألســرة الواحــدة‪.‬‬
‫بلــغ عــدد النســاء املســتفيدات ‪ 95105‬أرملــة حاضنــة ألكثــر مــن ‪ 166000‬يتيــم ويتيمــة إلــى‬
‫حــدود مــاي ‪ .2019‬ومــن أصــل ‪ 105157‬طلبــا مودعــا مت رفــض ‪ 7073‬طلــب‪ ،‬ممــا يعنــي أن‬
‫معــدل االســتجابة للطلبــات جتــاوز نســبة ‪ .% 93‬أمــا بخصــوص املبالغ املرصــودة لهذا البرنامج‬
‫فقــد انتقلــت مــن ‪ 196‬مليــون درهــم ســنة ‪ 2015‬إلــى إلــى مليــار ‪ 568‬مليــون درهــم ســنة ‪.2018‬‬
‫كمــا مت دعــم النســاء يف وضعيــة إعاقــة‪ ،‬حيــث اســتفادت ‪ 7119‬فتــاة يف وضعيــة إعاقــة مــن‬
‫خدمــات التمــدرس بــن ‪ 2015‬و‪.2017‬‬
‫•صنــدوق التكافــل العائلــي‬
‫جــاء إحــداث صنــدوق التكافــل العائلــي ملواكبــة املســتجدات التــي صاحبــت تنزيــل مدونــة‬
‫األســرة‪ ،‬وذلــك كآليــة حلمايــة حقــوق األم املطلقــة املعــوزة وحقــوق أطفالهــا يف النفقــة بعــد‬
‫حــل ميثــاق الزوجيــة يف حالــة تأخــر تنفيــذ املقــرر القضائــي احملــدد للنفقــة أو تعــذره لعســر‬
‫احملكــوم عليــه أو عــدم العثــور عليــه‪ ،‬وقــد صــدر القانــون رقــم ‪ 41.10‬املنظــم لهــذا الصنــدوق‬
‫بتاريــخ ‪ 13‬دجنبــر ‪ ،2010‬ثــم صــدر مرســومه التطبيقــي عــدد ‪ 2.11.195‬يف ‪ 06‬شــتنبر ‪،2011‬‬
‫وتضمــن هــذان النصــان شــروط ومســاطر االســتفادة مــن مخصصــات هــذا الصنــدوق‪ ،‬وكــذا‬
‫املبالــغ املاليــة املســتحقة لــكل مســتفيد‪ ،‬وســقف االســتفادة‪.‬‬
‫ولتوســيع وعــاء الصنــدوق لتشــمل التســبيقات املاليــة ملســتحقي النفقــة مــن األوالد احملكــوم‬
‫لهــم بالنفقــة ســواء كانــت العالقــة الزوجيــة بــن األبويــن قائمــة أو منحلــة وذلــك بعــد ثبــوت‬
‫عــوز األم‪ ،‬ومســتحقي النفقــة مــن األوالد بعــد وفــاة األم‪ ،‬ومســتحقي النفقــة مــن األطفــال‬
‫املكفولــن احملكومــة لهــم بالنفقــة‪ ،‬والزوجــة املعــوزة احملكومــة لهــا بالنفقــة مت إصــدار القانــون‬
‫رقــم ‪ 83.17‬بتغييــر القانــون رقــم ‪ 41.10‬املتعلــق بتحديــد شــروط ومســاطر االســتفادة مــن‬
‫صنــدوق التكافــل العائلــي بتاريــخ ‪ 22‬فبرايــر ‪.2018‬‬
‫وبلغــت مــوارد هــذا الصنــدوق مــا بــن ‪ 2011‬و‪ 2018‬مــا يفــوق مليــار و‪ 200‬مليــون درهــم‪.‬‬
‫أمــا فيمــا يخــص نفقاتــه‪ ،‬فقــد بلغــت أكثــر مــن ‪ 269‬مليــون بــن ســنة ‪ 2012‬ويونيــو ‪.2019‬‬
‫وبرســم ســنة ‪ 2019‬خصــص اعتمــاد مالــي لهــذا الصنــدوق قــدره ‪ 160‬مليــون درهــم‪.‬‬
‫وبخصــوص عــدد املســتفيدين مــن خدماتــه‪ ،‬فقــد بلــغ إلــى غايــة غشــت ‪ 2018‬مــا مجموعــه‬
‫‪ 21 830‬شــخصا‪.‬‬
‫‪166‬‬
‫هـ ‪ -‬الولوج إلى اخلدمات االجتماعية‬
‫•احلق يف التعليم‬
‫ســجل مؤشــر التكافــؤ بــن اجلنســن يف التعليــم االبتدائــي العمومــي ارتفاعــا ملحوظــا علــى‬
‫املســتوى الوطنــي‪ ،‬منتقــا مــن ‪ 0,84‬خــال موســم ‪ 2001 - 2000‬إلــى ‪ ،0,91‬أي ‪ 91‬فتــاة‬
‫مقابــل ‪ 100‬مــن الفتيــان املســجلني‪ ،‬خــال موســم ‪ ،2018 - 2017‬أي بزيــادة قدرهــا ‪ 7‬نقــاط‬
‫مئويــة بــن الفترتــن‪ .‬وعلــى مســتوى التعليــم الثانــوي واإلعــدادي‪ ،‬انتقــل هــذا املؤشــر مــا بــن‬
‫املوســمني املذكوريــن مــن ‪ 0,75‬إلــى ‪ ،0,85‬أي بارتفــاع قــدره ‪ 10‬نقــاط مئويــة‪ .‬ومــن جهتــه‪،‬‬
‫انتقــل هــذا املؤشــر بالنســبة للتعليــم الثانــوي التأهيلــي العمومــي مــن ‪ 0,85‬خــال ‪- 2000‬‬
‫‪ 2001‬إلــى ‪ 1,02‬خــال موســم ‪ 2017 - 2016‬علــى املســتوى الوطنــي‪.‬‬
‫ورغــم هــذا التطــور اإليجابــي‪ ،‬ال تــزال هنــاك فــوارق مــن حيــث النــوع والوســط علــى مســتوى‬
‫ســلكي التعليــم الثانــوي اإلعــدادي والثانــوي التأهيلــي‪ .‬حيــث تبلــغ نســبة متــدرس الفتيــات‬
‫اللواتــي تتــراوح أعمارهــن مــا بــن ‪ 12‬و‪ 14‬ســنة حوالــي ‪ % 86,7‬علــى املســتوى الوطنــي وال‬
‫تبلــغ ســوى ‪ % 72,3‬بالوســط القــروي‪ .‬كمــا أن معــدل متــدرس الفتيــات اللواتــي تتــراوح‬
‫أعمارهــن مــا بــن ‪ 15‬و‪ 17‬ســنة تبلــغ نســبة ‪ % 63,6‬فقــط علــى املســتوى الوطنــي و‪% 33‬‬
‫فقــط يف الوســط القــروي‪.‬‬
‫وبالنســبة للولــوج إلــى التعليــم العالــي‪ ،‬مت حتقيــق التكافــؤ كمــا تــدل علــى ذلك نســبة الطالبات‬
‫يف العــدد اإلجمالــي لطلبــة التعليــم العالــي‪ ،‬برســم الســنة اجلامعيــة ‪ ،2018 - 2017‬والتــي‬
‫بلغــت ‪ .% 49‬وجتــدر اإلشــارة إلــى أن معــدل التأنيــث يتجــاوز ‪ % 50‬يف بعــض مؤسســات‬
‫التعليــم العالــي‪ .‬كمــا ميثــل عــدد حامــات الشــهادات مــن النســاء نســبة ‪ % 49,75‬مــن العــدد‬
‫اإلجمالــي حلاملــي الشــهادات برســم الســنة اجلامعيــة ‪.2017 - 2016‬‬
‫•الولوج إلى اخلدمات الصحية‬
‫عرفــت اخلدمــات الصحيــة حتســنا ملحوظــا علــى مســتوى املؤشــرات الرئيســية للولــوج إلــى‬
‫الرعايــة الصحيــة‪ ،‬حســب معطيــات البحــث الوطنــي حــول الســكان وصحــة األســرة ‪.2018‬‬
‫ففضــا عــن مؤشــرات تطــور صحــة املــرأة والطفــل املشــار إليهــا يف احملــور املتعلــق باحلــق يف‬
‫الصحــة مــن هــذا التقريــر‪ ، 30‬شــكلت نســبة النســاء املســتفيدات مــن نظــام املســاعدة الطبيــة‬
‫‪ % 25‬مــن مجمــوع املســتفيدين‪ ،‬حيــث مكنــت جهــود تعميــم النظــام مــن بلــوغ ‪ 12,44‬مســتفيدا‬
‫عنــد نهايــة غشــت ‪ 2018‬بعدمــا كان عــدد املســتفيدين يف حــدود ‪ 7,8‬مليــون ســنة ‪.2014‬‬
‫غيــر أن هــذه املؤشــرات وإن عرفــت حتســنا كبيــرا‪ ،‬فإنهــا تعكــس املتوســط الوطنــي للولــوج‬
‫إلــى اخلدمــات الصحيــة‪ ،‬حيــث ال زالــت الفــوارق املجاليــة مثــار قلــق متزايــد‪ ،‬وخاصــة مــا‬
‫يتعلــق باتســاع التفاوتــات بــن الوســطني القــروي واحلضــري‪ .‬فعلــى مســتوى تتبــع احلمــل‪،‬‬
‫ال تــزال الفجــوة بــن الوســطني مرتفعــة‪ ،‬حيــث تبلــغ نســبة اللجــوء إلــى الفحــص مــا قبــل‬
‫الــوالدة ‪ % 95,6‬بالوســط احلضــري‪ ،‬مقابــل ‪ % 79,6‬بالوســط القــروي‪ .‬وال يــزال معــدل‬
‫______‬
‫‪ - 30‬راجع معطيات املحور املتعلق بالحق يف الصحة‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫الــوالدة مبســاعدة طبيــة نســبيا ضعيفــا بالوســط القــروي مقارنــة مــع ذلــك املســجل بالوســط‬
‫احلضــري‪ ،‬حيــث قــارب ‪ % 74,2‬فيمــا بلــغ نســبة ‪ % 96,6‬بالوســط احلضــري‪.‬‬
‫و ‪ -‬التمكني االقتصادي‬
‫يف إطــار برامــج إنعــاش التشــغيل‪ ،‬املشــار إليهــا يف احملــور الفرعــي املتعلــق باحلــق يف الشــغل‪،‬‬
‫مكــن برنامــج «إدمــاج» مــا يقــارب ‪ 89077‬شــخصا مــن االندمــاج يف ســوق الشــغل نهايــة‬
‫دجنبــر ‪ % 52 ،2017‬منهــم مــن النســاء‪ .‬وخــال الفصــل األول مــن ســنة ‪ ،2018‬بلغــت‬
‫عمليــات اإلدمــاج يف إطــار نفــس البرنامــج ‪ 23750‬شــخصا‪ % 51 ،‬منهــم مــن النســاء‪.‬‬
‫أمــا بخصــوص برنامــج تأهيــل‪ ،‬فإلــى غايــة متــم ‪ 2018‬اســتفاد مــن خدمــات هــذا البرنامــج‬
‫‪ 27125‬باحثــا عــن العمــل‪ ،‬شــكلت النســاء ‪ % 60‬مــن مجمــوع املســتفيدين مــن هــذا البرنامــج‬
‫علــى مســتوى «التكويــن التعاقــدي مــن أجــل التوظيــف»‪.‬‬
‫وعلــى مســتوى التشــغيل الذاتــي‪ ،‬الــذي يتوخــى إنعــاش وخلــق املقــاوالت الصغيــرة جــدا‪ ،‬متــت‬
‫مصاحبــة ‪ 2785‬مــن أصحــاب املشــاريع خــال ســنة ‪ ،2018‬وخــال نفــس الســنة مت خلــق‪1351‬‬
‫مقاولــة صغيــرة جــدا أو نشــاط مــدر للدخــل ســاهمت يف احــداث ‪ 4526‬منصــب شــغل‪ .‬وقــد‬
‫بلغــت نســبة النســاء املســتفيدات مــن املواكبــة ســنة ‪ 2018‬مــا معدلــه ‪ % 30‬مقابــل ‪ % 27‬ســنة‬
‫‪ 2017‬و‪ % 25‬سنة ‪.2016‬‬
‫ومــع ذلــك فــا زالــت مشــاركة املــرأة يف ســوق الشــغل يف حاجــة إلــى مزيــد مــن التعزيــز‪،‬‬
‫حيــث أن معــدل النشــاط برســم ســنة ‪ 2018‬أبــان عــن هــوة كبيــرة بــن اجلنســن‪ ،‬إذ أن نســبة‬
‫مشــاركة النســاء ظــل يف حــدود ‪ % 19‬بينمــا شــكلت نســبة الذكــور ‪ .% 81‬وأفضــت هــذه‬
‫املشــاركة الضعيفــة إلــى تراجــع معــدل نشــاط اإلنــاث‪ ،‬حيــث انتقــل مــن ‪ % 28،1‬ســنة ‪2000‬‬
‫إلــى ‪ % 19‬ســنة ‪.2018‬‬
‫أمــا بخصــوص ظــروف العمــل‪ ،‬فــا زالــت املــرأة يف حاجــة إلــى حمايــة خاصــة أثنــاء العمــل‪،‬‬
‫فقــد ســجل مفتشــو الشــغل يف إطــار زياراتهــم ملختلــف الوحــدات اإلنتاجيــة التــي بلغــت‬
‫‪ 34897‬زيــارة خــال ســنتي ‪ 2017‬و‪ ،2018‬مــا مجموعــه ‪ 9351‬مالحظــة تتعلــق بوضعيــات‬
‫املــرأة العاملــة وتهــم أساســا األجــر والترقيــة وحمايــة األمومــة والعمــل الليلــي‪...‬‬

‫‪ -4‬آليات مناهضة العنف ضد النساء‬


‫أولــى املغــرب منــذ مــا يقــارب عقديــن اهتمامــا خاصــا مبحاربــة العنــف ضــد النســاء‪ ،‬حيــث‬
‫مت إعــداد اســتراتيجية وطنيــة ملناهضــة العنــف ضــد النســاء ســنة ‪ ،2002‬ومخططــا وطنيــا‬
‫لتفعيــل تدابيرهــا ســنة ‪.2004‬‬
‫وبعد إحداث هيئة املناصفة ومكافحة جميع أشــكال التمييز كمؤسســة دســتورية‪ ،‬مت إحداث‬
‫املرصــد الوطنــي للعنــف ضــد النســاء‪ ،‬ســنة ‪ ،2014‬كآليــة مؤسســاتية‪ ،‬لرصــد ظاهــرة العنــف‬
‫ضــد النســاء وجتميــع مختلــف البيانــات واملعطيات اخلاصة بالنســاء والفتيــات ضحايا العنف‬
‫علــى الصعيديــن اجلهــوي والوطنــي‪ .‬كمــا مت إصــدار القانــون رقــم ‪ 103.13‬املتعلــق مبحاربــة‬

‫‪168‬‬
‫العنــف ضــد النســاء‪ ،‬بتاريــخ ‪ 12‬مــارس ‪ ،2018‬والــذي تضمــن مجموعــة مــن املقتضيــات‬
‫القانونيــة حــددت إطــارا مفاهيميــا واضحــا ودقيقــا لـــلعنف ضــد النســاء‪ ،‬ومجموعــة مــن‬
‫التدابيــر الزجريــة فضــا عــن تدابيــر وقائيــة وحمائيــة للنســاء ضحايــا العنــف‪.‬‬
‫ويف إطــار الســعي لتوفيــر احلمايــة والوقايــة مــن كافــة مظاهــر العنــف ضــد النســاء واألطفال‪،‬‬
‫مت تعزيــز إحــداث خاليــا ووحــدات التكفــل بالنســاء ضحايــا العنــف علــى مســتوى عــدد مــن‬
‫اإلدارات واملؤسســات العموميــة‪ ،‬والتــي تهــدف إلــى تقــدمي مجموعــة مــن اخلدمــات املتكاملــة‬
‫والفعالــة للنســاء ضحايــا العنــف مــن اســتقبال واســتماع وتوجيــه وإرشــاد‪.‬‬
‫‪1.1‬خاليــا التكفــل بالنســاء واألطفــال ضحايــا العنــف علــى مســتوى احملاكــم‪ :‬إلــى غايــة‬
‫غايــة يونيــو ‪ 2019‬بلــغ عــدد اخلاليــا احملدثــة لــدى احملاكــم علــى مســتوى التــراب‬
‫الوطنــي ‪ 88‬خليــة‪ ،‬تتواجــد مقراتهــا بالنيابــات العامــة وتتكــون مــن ممثــل عــن النيابــة‬
‫العامــة‪ ،‬وقاضــي حتقيــق‪ ،‬وقاضــي حكــم‪ ،‬وقاضــي أحــداث‪ ،‬وكاتــب ضبــط‪ ،‬ومســاعدة‬
‫اجتماعيــة باحملكمــة‪.‬‬
‫‪2.2‬الوحــدات املندمجــة للتكفــل بالنســاء واألطفــال ضحايــا العنــف علــى مســتوى‬
‫املستشــفيات العموميــة‪ :‬مت إحــداث الوحــدات املندمجــة للتكفــل بالنســاء واألطفــال‬
‫ضحايــا العنــف مبصالــح املســتعجالت‪ ،‬وتتجلــى مهامهــا يف اســتقبال النســاء واألطفال‬
‫ضحايــا العنــف وتشــخيص حالتهــم وحتديــد األضــرار اجلســدية والنفســية التــي‬
‫حلقــت بهــم وتأمــن التكفــل الطبــي الالئــق‪ .‬وقــد بلــغ عددهــا إلــى غايــة يونيــو ‪2019‬‬
‫مــا مجموعــه ‪ 99‬خليــة‪.‬‬
‫‪3.3‬خاليــا التكفــل بالنســاء واألطفــال ضحايــا العنــف علــى مســتوى مراكــز األمن الوطني‪:‬‬
‫عملــت املديريــة العامــة لألمــن الوطنــي‪ ،‬علــى خلــق وتعميــم خاليــا اســتقبال النســاء‬
‫املعنفــات منــذ أكتوبــر ‪ 2007‬علــى صعيــد مصالــح الشــرطة القضائيــة‪ .‬وتســهر هــذه‬
‫اخلاليــا علــى تقــدمي الدعــم النفســي للضحيــة‪ ،‬ومســاعدتها علــى اإلدالء مبــا حلقهــا‬
‫مــن أضــرار‪ ،‬وإجــراء املعاينــات الالزمــة‪ .‬وقــد بلــغ عددهــا إلــى غايــة ســنة ‪ 2016‬مــا‬
‫مجموعــه ‪ 234‬خليــة‪.‬‬
‫‪4.4‬خاليــا التكفــل بالنســاء واألطفــال ضحايــا العنــف علــى مســتوى مراكــز الــدرك امللكــي‪:‬‬
‫تسهر هذه اخلاليا على حتقيــــق تكفــــل سريــــع وخصوصي لفائــــدة النســاء والفتيــات‬
‫ضحايــــا العنــــف علــى مســتوى كافــة مناطــق النفــوذ الترابــي لهــذه املراكــز‪ ،‬ال ســيما‬
‫علــى صعيــد األوســاط القرويــة‪ .‬وقــد بلــغ عددهــا إلــى غايــة ســنة ‪ 2016‬مــا مجموعــه‬
‫‪ 459‬خليــة‪.‬‬
‫وبالرغــم مــن املجهــودات املبذولــة إال أن إحصائيــات وأرقــام النتائــج األوليــة للبحــث الوطنــي‬
‫الثانــي حــول انتشــار العنــف ضــد النســاء باملغــرب الصــادرة يف مــاي ‪ 2019‬ال زالــت تســائل‬
‫سياســات وبرامــج حمايــة املــرأة مــن كافــة ضــروب العنــف‪ ،‬حيــث أن نســبة انتشــار العنــف ضــد‬
‫النســاء خــال ‪ 12‬شــهرا الســابقة لتاريــخ إجــراء البحــث بلغــت ‪ ،% 54،4‬ويظهــر التوزيــع حســب‬
‫الوســط أن نســبة االنتشــار هــي األعلــى لــدى النســاء يف املجــال احلضــري (‪ )% 55،8‬منهــا‬
‫لــدى النســاء يف الوســط القــروي (‪ .)% 51،6‬وحســب اجلهــات ســجلت أعلــى نســبة النتشــار‬
‫‪169‬‬
‫العنــف ضــد النســاء يف جهــة الــدار البيضــاء الســطات ‪ ،% 71،1‬فيمــا ســجلت أدنــى نســبة‬
‫بجهــة الشــرق مبعــدل ‪.% 31،5‬‬
‫أمــا بخصــوص أنــواع العنــف‪ ،‬فيشــكل العنــف النفســي النــوع األكثــر انتشــارا مبعــدل ‪،% 49،1‬‬
‫بينمــا يشــكل العنــف اجلنســي معــدل ‪ % 14،3‬مــن مجمــوع ضــروب العنــف األربعــة (النفســي‬
‫واالقتصــادي واجلســدي واجلنســي)‪.‬‬
‫وعلــى مســتوى أماكــن التعــرض للعنــف فقــد بلــغ معــدل انتشــار العنــف ضــد املــرأة يف األماكــن‬
‫العامة ‪ ،% 12،4‬ويف الوســط العائلي ‪.% 17،9‬‬

‫‪ -5‬حتسني صورة املرأة يف اإلعالم‬


‫منــذ اعتمــاد امليثــاق الوطنــي لتحســن صــورة املــرأة يف اإلعــام ســنة ‪ 2005‬راكــم املغــرب‬
‫مكتســبات علــى مســتوى حتســن صــورة املــرأة يف اإلعــام ومحاربــة الصــور النمطيــة كبيــرة‪،‬‬
‫وذلــك مــن خــال‪:‬‬
‫▫اعتمــاد القانــون رقــم ‪ 83.13‬املتمــم للقانــون ‪ 77.03‬املتعلــق باالتصــال الســمعي‬
‫البصــري الصــادر بتاريــخ ‪ 04‬غشــت ‪ ،2015‬حيــث تضمــن هــذا القانــون منــع‬
‫اإلشــهار الــذي يتضمــن إســاءة للمــرأة أو ينطــوي علــى رســالة مــن طبيعتهــا بــث‬
‫صــور منطيــة أو ســلبية أو تكــرس دونيتهــا أو تــروج للتمييــز بســبب جنســها‪،‬‬
‫وحــث متعهــدي االتصــال الســمعي البصــري علــى املســاهمة يف محاربــة التمييز‬
‫بســبب اجلنــس‪ ،‬مبــا يف ذلــك الصــور النمطيــة القائمــة علــى النــوع االجتماعــي‪،‬‬
‫والنهــوض بثقافــة املســاواة بــن اجلنســن‪ ،‬كمــا مت منــع احلــث املباشــر أو غيــر‬
‫املباشــر ضــد املــرأة أو احلــط مــن كرامتهــا‪.‬‬
‫▫اعتمــاد القانــون رقــم ‪ 88.13‬املتعلــق بالصحافــة والنشــر الصــادر بتاريــخ ‪10‬‬
‫غشــت ‪ ،2016‬الــذي نــص يف املــادة ‪ 64‬منــه علــى أنــه «مــع مراعــاة حريــة‬
‫اإلبــداع‪ ،‬مينــع كل إشــهار يف الصحافــة املكتوبــة واإللكترونيــة يتضمــن (‪)...‬‬
‫إســاءة وحتقيــر لألشــخاص بســبب الديــن أو اجلنــس أو اللــون‪ ،‬إســاءة وحتقيــر‬
‫للمــرأة أو ينطــوي علــى رســالة مــن طبيعتهــا تكريــس دونيــة املــرأة أو يــروج‬
‫للتمييــز ضدهــا بســبب جنســها‪ ،‬إســاءة وحتقيــر للنــشء أو ينطــوي علــى رســالة‬
‫مــن طبيعتهــا أن تتضمــن إســاءة لشــخص الطفــل القاصــر أو تتضمــن تغريــرا‬
‫بــه أو ترويجــا للتمييــز بــن األطفــال بســبب اجلنــس‪.‬‬
‫▫اعتمــاد القانــون رقــم ‪ 11.15‬للهيئــة العليــا لالتصــال الســمعي البصــري الــذي‬
‫نــص يف املــواد ‪ 2‬و‪ 6‬و‪ 9‬علــى أن الهيــأة تســهر علــى خلــق مشــهد ســمعي‬
‫بصــري يحتــرم التعدديــة (‪ )...‬والكرامــة االنســانية‪ ،‬كمــا تعمــل علــى مكافحــة‬
‫جميــع أشــكال التمييــز والعنــف‪ ،‬وتســاهم يف تعزيــز ثقافــة املســاواة والتكافــؤ‬
‫بــن الرجــل واملــرأة وعلــى مكافحــة جميــع أشــكال التمييــز والصــور النمطيــة‬
‫احملطــة بكرامــة املــرأة‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫▫إعــداد دفاتــر حتمــات قنــوات القطــب العمومــي وتضمينهــا ملقتضيــات تعــزز‬
‫حضــور النســاء يف اإلعــام وتســاهم يف حتســن صورتهــن والرفــع مــن مكانتهــن‬
‫يف اإلعــام‪.‬‬
‫▫مت إحــداث املرصــد الوطنــي لتحســن صــورة املــرأة يف اإلعــام الــذي يعــد آليــة‬
‫وطنيــة لتتبــع ورصــد صــورة املــرأة يف اإلعــام مبختلــف وســائطه (املكتوبــة‬
‫والصوتيــة والبصريــة والرقميــة)‪ ،‬والــذي يتميــز بتكويــن ثالثــي يضــم القطاعات‬
‫احلكوميــة‪ ،‬وممثلــي جمعيــات املجتمــع املدنــي والهيئــات املهنيــة‪ ،‬وممثلــي مراكز‬
‫البحــث والدراســات التابعــة للجامعــات‪.‬‬
‫▫إحــداث «جلنــة املناصفــة والتنــوع بالقنــاة الثانيــة» ســنة ‪ ،2016‬للعمــل علــى‬
‫إدراج وحتســن صــورة املــرأة يف اإلعــام‪.‬‬
‫▫إحــداث جلنــة املناصفــة واليقظــة داخــل الشــركة الوطنيــة لإلذاعــة والتلفــزة‬
‫ســنة ‪ 2017‬قصــد تكريــس قيــم املســاواة وتكافــؤ الفــرص بــن اجلنســن‪.‬‬
‫وقــد كان لهــذه التدابيــر أثــر إيجابــي علــى نســبة حضــور النســاء يف اإلعــام الســمعي‬
‫البصــري‪ ،‬حيــث بلغــت نســبة مداخــات الشــخصيات العموميــة النســائية يف النشــرات‬
‫اإلخباريــة ‪ % 10,05‬ســنة ‪ 2015‬مقابــل ‪ % 5‬ســنة ‪ .2013‬ومــع ذلــك يظــل هــذا احلضــور‬
‫ال يعكــس حجــم املشــاركة املجتمعيــة للمــرأة وانخراطهــا يف كافــة مناحــي احليــاة العامــة‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫ثانيا‪ -‬حماية حقوق الطفل والنهوض بها‬

‫‪ -1‬اإلطار المعياري لحماية حقوق الطفل‬

‫الفصل ‪ 32‬من الدستور‬


‫«تســعى الدولــة لتوفيــر احلمايــة القانونيــة‪ ،‬واالعتبــار االجتماعــي واملعنــوي جلميــع األطفــال‪،‬‬
‫بكيفيــة متســاوية‪ ،‬بصــرف النظــر عــن وضعيتهــم العائليــة‪ .‬والتعليــم األساســي حــق للطفــل‬
‫وواجــب علــى األســرة والدولــة‪ .‬ويحــدث مجلــس استشــاري لألســرة والطفولــة»‬

‫أهم النصوص القانونية والتنظيمية اخلاصة بالطفل‬


‫▫ القانــون رقــم ‪ 65.15‬املتعلــق مبؤسســات الرعايــة االجتماعيــة الصــادر بتاريــخ ‪ 23‬أبريــل‬
‫‪.2018‬‬
‫▫ القانــون رقــم ‪ 78.14‬املتعلــق باملجلــس االستشــاري لألســرة والطفولــة الصــادر بتاريــخ ‪15‬‬
‫غشــت ‪.2016‬‬
‫▫ القانــون رقــم ‪ 19.12‬املتعلــق بتحديــد شــروط الشــغل والتشــغيل املتعلقــة بالعمــال املنزليــن‬
‫الصــادر بتاريــخ ‪ 23‬غشــت ‪.2016‬‬
‫▫ القانــون رقــم ‪ 62.06‬املتعلــق بســن قانــون اجلنســية املغربيــة الصــادر بتاريــخ ‪ 23‬مــارس‬
‫‪.2007‬‬
‫القانون رقم ‪ 70.03‬مبثابة مدونة األسرة الصادر بتاريخ ‪ 03‬فبراير ‪.2004‬‬ ‫▫‬
‫القانون رقم ‪ 37.99‬املتعلق باحلالة املدنية الصادر بتاريخ ‪ 3‬أكتوبر ‪.2002‬‬ ‫▫‬
‫القانون رقم ‪ 15.01‬املتعلق بكفالة األطفال املهملني الصادر بتاريخ ‪ 13‬يونيو ‪.2002‬‬ ‫▫‬
‫▫ املرســوم رقــم ‪ 2.17.355‬بتحديــد منــوذج عقــد العمــل اخلــاص بالعاملــة أو العامــل املنزلي‬
‫الصــادر بتاريــخ ‪ 31‬غشــت ‪.2017‬‬
‫▫ املرســوم رقــم ‪ 2.17.356‬بتتميــم الئحــة األشــغال التــي مينــع فيهــا تشــغيل العامــات‬
‫والعمــال املنزليــن املتراوحــة أعمارهــم مــا بــن ‪ 16‬و‪ 18‬ســنة الصــادر بتاريــخ ‪ 27‬شــتنبر ‪.2017‬‬

‫‪172‬‬
‫‪ - 2‬حماية حقوق الطفل في السياسات العمومية‬
‫أ ‪ -‬السياسة العمومية املندمجة حلماية الطفولة‬
‫اعتمــدت السياســة العموميــة املندمجــة حلمايــة الطفولــة يف ‪ 03‬يونيــو ‪ 2015‬بعــد تقييــم‬
‫تشــاركي نصــف مرحلــي ســنة ‪ 2011‬خلطــة العمــل الوطنيــة للطفولــة «مغــرب جديــر‬
‫بأطفالــه» ‪ 2015 - 2006‬الــذي خلــص إلــى أنــه بالرغــم مــن املكتســبات الهامــة التــي‬
‫حققتهــا خطــة العمــل الوطنيــة للطفولــة‪ ،‬إال أن الفــرق ال زال كبيــرا بــن األهــداف املتوخــاة‬
‫والوســائل املرصــودة مــن جهــة‪ ،‬وبــن النتائــج احملققــة فعليــا مــن جهــة أخــرى‪ ،‬والســيما مــا‬
‫يتصــل بالهــدف الثالــث املتعلــق باحلمايــة‪.‬‬
‫مقتطف من الرسالة‬ ‫وتضمنــت هــذه السياســة العموميــة خمســة محــاور‬
‫الملكية الموجهة إلى‬ ‫اســتراتيجية مــن أجــل حمايــة الطفــل مــن جميــع‬
‫المشاركين في‬ ‫أشــكال العنــف واإليــذاء واإلهمــال واالســتغالل‪ ،‬مبــا‬
‫المنتدى العالمي لحقوق‬ ‫يف ذلــك االســتغالل اجلنســي‪ ،‬وهــي‪:‬‬
‫اإلنسان المنعقد بمراكش‬
‫▫تقويــة اإلطــار القانونــي حلمايــة األطفــال‬
‫في نونبر‪2014‬‬
‫وتعزيــز فعاليتــه‪  .‬‬
‫▫إحــداث أجهــزة ترابيــة مندمجــة حلمايــة‬
‫«وتشــكل مســألة توفيــر‬ ‫الطفولــة‪.‬‬
‫الحمايــة مــن كل أشــكال‬
‫انتهــاك حقــوق األطفــال‪،‬‬ ‫▫وضع معايير للمؤسسات واملمارسات‪.‬‬
‫انشــغاال دائمــا لدينــا‪ .‬وهــو‬ ‫▫النهوض باملعايير االجتماعية احلمائية‪.‬‬
‫مــا يجســده الدعــم المســتمر‬
‫الــذي تقدمــه لعمــل المرصــد‬ ‫▫وضــع منظومــات للمعلومــات والتتبــع والتقييــم‬
‫الوطنــي لحقــوق الطفــل‪.‬‬ ‫واملراقبــة‪.‬‬
‫كمــا شــكلت الحمايــة‬
‫الدســتورية لألطفال‪ ،‬منعطفا‬ ‫ولتنفيــذ التوجهــات الكبــرى لهــذه السياســة مت‬
‫حاســما فــي مسلســل تعزيــز‬ ‫إحــداث اللجنــة الوزاريــة املكلفــة بتتبــع تنفيــذ‬
‫المنظومــة الوطنيــة للحمايــة‬ ‫السياســات واملخططــات الوطنيــة يف مجــال النهــوض‬
‫القانونيــة للطفــل‪».‬‬ ‫بأوضــاع الطفولــة وحمايتهــا ‪ ،‬كمــا مت إعــداد برنامــج‬
‫وطنــي لتنفيــذ السياســة العموميــة املندمجــة حلمايــة‬
‫الطفولــة ‪ ،2020 - 2015‬تضمــن ‪ 25‬هدفــا فرعيــا‬
‫و‪ 115‬تدبيــرا‪ ،‬ومؤشــرات لتتبــع تنفيــذ وتقييــم كل إجــراء علــى حــدة وفــق برمجــة زمنيــة‬
‫محــددة‪ .‬وإلــى غايــة متــم ‪ 2018‬بلــغ معــدل تنفيــذ تدابيــر البرنامــج الوطنــي التنفيــذي‬
‫للسياســة الوطنيــة للطفولــة ‪.% 56‬‬

‫‪173‬‬
‫‪‬حصيلة املنجزات وفق األهداف االستراتيجية إلى غاية ‪2018‬‬
‫•إحداث أجهزة ترابية مندمجة حلماية الطفولة‬
‫مت إعــداد برنامــج إحــداث األجهــزة الترابيــة املندمجــة حلمايــة الطفولــة ضــد مختلــف‬
‫أشــكال العنــف واالســتغالل واإلهمــال‪ ،‬ومت عرضــه علــى اللجنــة الوزاريــة املكلفــة بتتبــع‬
‫تنفيــذ السياســات واملخططــات الوطنيــة يف مجــال النهــوض بأوضــاع الطفولــة وحمايتهــا‬
‫للمصادقــة عليــه يف أبريــل ‪.2019‬‬
‫•على مستوى الوقاية‬
‫▫تعزيــز دعــم متــدرس األطفــال يف وضعيــة هشاشــة مــن خــال برنامــج املبــادرة‬
‫امللكيــة «مليــون محفظــة» حيــث بلــغ عــدد التالميــذ املســتفيدين برســم املوســم ‪2018‬‬
‫‪ 2019 -‬مــا مجموعــه ‪ 4.013.897‬تلميــذ وتلميــذة‪.‬‬
‫▫اســتفادة ‪ 2087200‬تلميــذ وتلميــذة مــن برنامــج تيســير برســم املوســم الدراســي‬
‫‪.2019 - 2018‬‬
‫▫اســتفادة ‪ 166‬ألــف طفــل وطفلــة مــن برنامــج الدعــم املباشــر للنســاء األرامــل يف‬
‫وضعيــة هشــة احلاضنــات ألطفالهــن اليتامــى إلــى غايــة مــاي ‪.2019‬‬
‫▫حتســن ظــروف متــدرس األطفــال يف وضعيــة إعاقــة عبــر صنــدوق دعــم التماســك‬
‫االجتماعــي‪ ،‬حيــث اســتفاد منــه ‪ 11344‬طفــل وطفلــة ســنة ‪ 2018‬مببلــغ دعــم وصــل‬
‫‪ 136.8‬مليــون درهــم‪.‬‬
‫▫تســهيل ولــوج األطفــال يف وضعيــة هشاشــة للتمــدرس والتكويــن املهنــي‪ ،‬حيــث‬
‫اســتفاد‪ 30.457‬طفــل مــن التكويــن بالتــدرج‪ ،‬ضمنهــم ‪ 15.275‬أنثــى برســم موســم‬
‫‪.2017 - 2016‬‬
‫•وضع معايير للمؤسسات واملمارسات‬
‫▫إعــداد دراســة حــول مرجــع املهــن والكفــاءات للعاملــن االجتماعيــن املتخصصــن‬
‫يف مجــال الطفولــة‪ ،‬يف نونبــر ‪ ،2018‬يف أفــق اعتمــاد نتائجهــا لتحيــن مشــروع‬
‫القانــون رقــم ‪ 35.16‬املتعلــق بالعاملــن االجتماعيــن‪.‬‬
‫▫دعــم وتأهيــل مراكــز الرعايــة االجتماعيــة وحتســن جــودة اخلدمــات املقدمــة‬
‫لألطفــال اليتامــى واألطفــال املتخلــي عنهــم واألطفــال يف وضعيــة هشاشــة‪ ،‬حيــث‬
‫بلغــت امليزانيــة املخصصــة لهــذا املشــروع ‪ 9‬ماليــن درهــم‪ ،‬لفائــدة ‪ 30‬مركــزا‬
‫و‪ 2776‬طفــا وطفلــة‪.‬‬
‫‪174‬‬
‫▫تخصيــص الســلطة احلكوميــة املعنيــة بالتضامــن والتنميــة االجتماعيــة منــح بقيمــة‬
‫‪ 200 271 210‬درهــم لفائــدة اجلمعيــات املشــرفة علــى دور األطفــال ودور الطالــب‬
‫والطالبــة‪ ،‬ومؤسســات الرعايــة االجتماعيــة اخلاصــة بالتكفــل باألطفــال يف وضعيــة‬
‫إعاقــة‪ ،‬لفائــدة ‪ 1046‬جمعيــة و‪ 80573‬مســتفيد ومســتفيدة‪.‬‬
‫•النهوض باملعايير االجتماعية احلمائية‬
‫▫إطــاق مشــروع «النهــوض باملعاييــر االجتماعيــة احلمائيــة لألطفــال» يف إطــار‬
‫التعــاون املغربــي البلجيكــي وبشــراكة مــع اليونيســيف للفتــرة ‪ ،2018 - 2017‬بتاريــخ‬
‫‪ 18‬مــاي ‪.2017‬‬
‫▫إطــاق برنامــج حمايــة األطفــال علــى األنترنيــت «إ‪-‬ســامة» للفتــرة ‪،2019 - 2017‬‬
‫بتاريــخ ‪ 13‬أكتوبــر ‪.2017‬‬
‫▫ترســيخ مقاربــة أقســام األمهــات يف خدمــة الطفولــة املبكــرة وتعميمهــا باملراكــز‬
‫الصحيــة واملستشــفيات‪ ،‬حيــث بلغــت نســبة ‪ 53‬يف املائــة مــن مجمــوع املراكــز‬
‫الصحيــة واملستشــفيات العموميــة‪.‬‬
‫•وضع منظومات للمعلومات والتتبع والتقييم واملراقبة‬
‫▫إعــداد نظــام معلوماتــي خــاص مبراكــز حمايــة الطفولــة ألجل تتبع األطفــال النزالء‪،‬‬
‫مــع توفيــر قاعــدة معلومــات محينــة حــول وضعيــة األطفــال والفضــاءات واملرافــق‬
‫واحلاجيــات احلقيقيــة ملراكــز حمايــة الطفولــة‪.‬‬
‫▫إحــداث البوابــة املعلوماتيــة « مرصــد» اخلاصــة بالتبليــغ وتتبــع جميــع حــاالت العنف‬
‫بالوســط املدرسي‪.‬‬
‫•مكافحة تشغيل األطفال‬
‫يف إطــار مواكبــة تنزيــل القانــون رقــم ‪ 19.12‬املتعلــق بتحديــد شــروط الشــغل والتشــغيل‬
‫للعامــات والعمــال املنزليــن‪ ،‬يتــم دعــم مشــاريع اجلمعيــات اخلاصــة مبحاربــة تشــغيل‬
‫الطفــات يف العمــل املنزلــي‪ ،‬وذلــك ملواصلــة الطفــات اخلادمــات للتعليــم والتكويــن‪.‬‬
‫ب ‪ -‬احلملة الوطنية لتسجيــــــــــــل األطفال غيــــــــــــر املسجليــــــــــــن‬
‫فــــــــــــي سجالت احلالــــــــة املدنية‬
‫تنفيـــذا لقـــرار مجلـــس احلكومـــة املنعقــد يـــوم فاتـــح يونيـــو ‪ 2017‬املتعلــق مبعاجلــة موضـــوع‬
‫عـــدم تســـجيل األطفال يف ســجالت احلالـــة املدنية‪ ،‬تـــم إحـــداث جلنـــة وزاريـــة قصـــد تتبـــع‬
‫تنفيـــذ هـــذا القـــرار‪ .‬وبنــاء عـــلى املقتــــرح الـــذي صاغتـــه اللجنـــة الوزاريـــة‪ ،‬أصـــدر رئيـــس‬
‫‪175‬‬
‫احلكومـــة املنشــور رقـــم ‪ 2017/12‬بشــأن احلملــة الوطنيــة لتســجيل األطفــال غيــر املســجلني‬
‫يف ســجالت احلالــة املدنيــة بتاريـــخ ‪ 04‬شــتنبر ‪.2017‬‬
‫وعلى مستوى احلصيلة‪ ،‬فقد بلغ عدد األشخاص (أطفال وبالغـيـــــن) الذيــــن تــــم تســــجيلهم‬
‫فـــي احلالــــة املدنية إلى غاية دجنبر ‪ 2018‬ما مجموعه ‪ 53418‬شــــخصا‪ .‬أمــــا عــــدد امللفات‬
‫املعروضــة علـــى القضـــاء فبلــغ ‪ 62230‬ملفـــا‪ ،‬وبلــغ عـــدد األحــكام التصريحيــة الصـــادرة فـــي‬
‫هـــذا البـــاب ‪ 44124‬حكــمــــا‪ ،‬كما مت تسجيل ‪ 1574‬طفال أجنبيا‪.‬‬
‫عبــأت الســلطات العموميــة لهــذه احلملــة ‪ 1965‬فرقــة متنقلــة علــى الصعيــد الوطنــي‪ ،‬شــمل‬
‫نشــاطها ‪ 2278‬مكتبــا للحالــة املدنيــة بتــراب كافــة عمــاالت وأقاليــم اململكــة‪ ،‬وقــدر عــدد غيــر‬
‫املســجلني يف احلالــة املدنيــة بـــ ‪ 91474‬شــخصا‪.‬‬
‫‪ - 3‬آليات حماية الطفولة‬

‫أ‪ .‬اآللية الوطنية للتظلم لفائدة األطفال ضحايا االنتهاكات‬


‫احلقوقية‬
‫أحدثــت مبوجــب القانــون رقــم ‪ 76.15‬املتعلــق بإعــادة تنظيــم املجلــس الوطنــي حلقــوق‬
‫اإلنســان‪ ،‬لــدى املجلــس الوطنــي حلقــوق اإلنســان‪ ،‬اآلليــة الوطنيــة للتظلم اخلاصــة باألطفال‬
‫ضحايــا انتهــاكات حقــوق اإلنســان‪.‬‬
‫وتختــص هــذه اآلليــة بتلقــي الشــكايات املقدمــة مــن طــرف األطفــال ضحايــا االنتهــاكات أو‬
‫مــن ينــوب عنهــم شــرعيا أو يدافــع عنهــم‪ ،‬ومباشــرة جميــع التحريــات املتعلقــة بالشــكايات‬
‫املتوصــل بهــا ودراســتها ومعاجلتهــا والبــت فيهــا‪ .‬وتقــوم كذلــك بتنظيــم جلســات اســتماع‬
‫ودعــوة األطــراف املعنيــة باالنتهــاك أو الشــكاية وكــذا الشــهود واخلبــراء وكل شــخص تــرى‬
‫فائــدة يف االســتماع إليــه‪ .‬وتتصــدى تلقائيــا لــكل حــاالت خــرق أو انتهــاك حقــوق الطفــل‬
‫التــي تبلــغ إلــى علمهــا وتبليــغ الســلطات القضائيــة املختصــة وموافاتهــا بجميــع املعلومــات‬
‫واملعطيــات والوثائــق املتوافــرة لديهــا يف حالــة وقــوع خــرق أو انتهــاك فعلــي‪.‬‬
‫ويف نونبــر ‪ 2016‬مت إطــاق برنامــج يتضمــن منظومــة لإلشــعار حــول حــاالت العنــف ضــد‬
‫األطفــال‪ ،‬برئاســة صاحبــة الســمو امللكــي األميــرة اجلليلة لــا مــرمي‪ ،‬رئيســة املرصــد‬
‫الوطنــي حلقــوق الطفــل‪ .‬ويتكــون هــذا البرنامــج مــن رقــم أخضــر وطنــي وتطبيــق إلكترونــي‬
‫للتبليــغ عــن العنــف‪ ،‬إضافــة إلــى موقــع علــى األنترنيــت‪  .‬‬

‫‪176‬‬
‫آلية التكفل باألطفال ضحايا العنف على مستوى احملاكم‬ ‫ب‪.‬‬
‫بلــغ عــدد خاليــا التكفــل بالنســاء واألطفــال ‪ 88‬خلية‪ ،‬إلى غايــة يونيو ‪ ،2019‬بجميع احملاكم‬
‫االبتدائيــة واالســتئنافية‪ ،‬ويتمثل الهــدف األساســي مــن إحــداث هــذه اآلليــة يف الرقــي‬
‫بالعمــل القضائــي يف مجــال توفيــر احلمايــة للنســاء واألطفــال‪ ،‬وتيســير ولوجهــم للقضــاء‬
‫وتوفيــر املخاطــب املتخصــص يف قضاياهــم مبــا يف ذلــك ضحايــا االجتــار بالبشــر‪ ،‬وإعطــاء‬
‫تدخلــه البعــد اإلنســاني واالجتماعــي املالئــم ألوضاعهــم مــن جهــة‪ ،‬وتعزيــز ســبل التعــاون‬
‫والتنســيق مــن جهــة أخــرى مــع باقــي القطاعــات احلكوميــة املعنيــة بالتنميــة االجتماعيــة‬
‫والصحــة والشــباب والرياضــة والتربيــة الوطنيــة واألمــن الوطنــي والــدرك امللكــي وغيرهــا‬
‫مــن القطاعــات احلكوميــة ذات الصلــة باملوضــوع وكــذا فعاليــات املجتمــع املدنــي‪.‬‬
‫ت‪ .‬خاليا اإلنصات والوساطة داخل املدارس‬
‫إلــى غايــة ســنة ‪ 2018‬مت تعميــم هــذه اخلاليــا داخــل جميــع املــدارس التــي تقــدر ب‬
‫‪ 10000‬مؤسســة‪ ،‬ويف هــذا اإلطــار مت أيضــا إحــداث املرصــد الوطنــي ملناهضــة العنــف‬
‫بالوســط املدرســي الــذي يختــص باســتثمار التقاريــر الــواردة مــن األقاليــم واجلهــات بغــرض‬
‫وضــع قاعــدة معطيــات وطنيــة عــن العنــف بالوســط املدرســي‪ ،‬والوقــوف علــى التجــارب‬
‫الرائــدة وطنيــا ودوليــا وتقاســمها‪ ،‬وكــذا املســاهمة يف صياغــة األجوبــة املناســبة ملعاجلــة‬
‫مختلــف حــاالت العنــف بالوســط املدرســي‪ ،‬وتعزيــز التنســيق بــن القطاعــات احلكوميــة‬
‫وغيــر احلكوميــة املهتمــة باملوضــوع‪ ،‬الســيما يف ســياق اتســم بتصاعــد منســوب أعمــال‬
‫العنــف يف الوســط املدرســي‪.‬‬
‫مؤسسات الرعاية االجتماعية‬ ‫ث‪.‬‬
‫بلــغ عــدد األطفــال نــزالء مؤسســات الرعايــة االجتماعيــة يف يونيــو ‪ 2018‬مــا مجموعــه‬
‫‪ 3450‬طفــا‪ .‬وهــم كالتالــي‪:‬‬
‫اإلناث‬ ‫الذكور‬ ‫اليتامى واملهملني‬
‫‪1113‬‬ ‫‪134‬‬ ‫أقل من ‪ 3‬سنوات‬
‫‪46‬‬ ‫‪90‬‬ ‫ما بني ‪ 3‬و‪ 5‬سنوات‬
‫‪96‬‬ ‫‪116‬‬ ‫ما بني ‪ 6‬و‪ 9‬سنوات‬
‫‪291‬‬ ‫‪358‬‬ ‫ما بني ‪ 10‬و‪ 13‬سنة‬
‫‪637‬‬ ‫‪569‬‬ ‫ما بني ‪ 14‬و‪ 17‬سنة‬
‫‪2183‬‬ ‫‪1267‬‬ ‫املجموع‬

‫‪177‬‬
‫أمــا بخصــوص عــدد نــزالء مؤسســات التكفــل باألطفــال يف وضعيــة صعبــة مــن أجــل دعــم‬
‫منظومــة التربيــة والتكويــن (دور الطالــب والطالبــة) فقــد بلــغ إلــى غايــة ســنة ‪ 2018‬مــا‬
‫مجموعــه ‪ 23238‬نزيــا‪.‬‬
‫اإلناث‬ ‫الذكور‬
‫‪42‬‬ ‫‪121‬‬ ‫أقل من ‪ 3‬سنوات‬
‫‪74‬‬ ‫‪99‬‬ ‫ما بني ‪ 3‬و‪ 5‬سنوات‬
‫‪197‬‬ ‫‪336‬‬ ‫ما بني ‪ 6‬و‪ 9‬سنوات‬
‫‪5215‬‬ ‫‪2697‬‬ ‫ما بني ‪ 10‬و‪ 13‬سنة‬
‫‪8048‬‬ ‫‪6409‬‬ ‫ما بني ‪ 14‬و‪ 17‬سنة‬
‫‪13576‬‬ ‫‪9662‬‬ ‫املجموع‬

‫‪178‬‬
‫ثالثا‪ -‬حماية حقوق األشخاص يف وضعية إعاقة والنهوض بها‬

‫ظلــت قضايــا اإلعاقــة لعقــود تعالــج وفقــا‬


‫مقتطف من الرسالة الملكية‬ ‫ملقاربــات خيريــة وإحســانية‪ ،‬ويف إطــار‬
‫السامية إلى المؤتمر الدبلوماسي‬
‫غيــاب سياســة عموميــة موجهــة وترســانة‬
‫للمنظمة العالمية للملكية الفكرية‬
‫قانونيــة خاصــة حلمايــة حقــوق األشــخاص‬
‫المعني باألشخاص ضعاف البصر‬
‫يف وضعيــة إعاقــة‪ ،‬فحتــى احملــاوالت‬
‫مراكش ‪ 18‬يونيو ‪2013‬‬ ‫األولــى للحمايــة القانونيــة لــم تســلم مــن‬
‫عيــوب البعــد التفييئــي لإلعاقــة‪ ،‬حيــث‬
‫«يعــرب المغــرب عــن ارتياحــه لكونــه‬ ‫اقتصــرت يف مطلــع الثمانينــات علــى‬
‫مــن بيــن الــدول المعــدودة التــي‬ ‫اإلعاقــة البصريــة دون باقــي أنــواع اإلعاقــة‬
‫قامــت بالتكريــس الدســتوري لحقــوق‬ ‫ودرجاتهــا‪ ،‬كالقانــون رقــم ‪ 05.81‬املتعلــق‬
‫األشــخاص ذوي اإلعاقــة‪ .‬فالدســتور‬ ‫بالرعايــة االجتماعيــة للمكفوفــن وضعــاف‬
‫الجديــد للمملكــة‪ ،‬قــد نــص علــى حــق‬ ‫البصــر الصــادر بتاريــخ ‪ 6‬مــاي ‪،1982‬كمــا‬
‫األشــخاص مــن ذوي االحتياجــات‬ ‫طغــت عليهــا اجلوانــب الرعائيــة أكثــر مــن‬
‫الخاصــة فــي التمتــع بكامــل حقوقهــم‬ ‫األبعــاد احلقوقيــة‪ ،‬ونذكــر يف هــذا الســياق‬
‫األساســية‪ .‬ومــوازاة مــع ذلــك‪ ،‬فــإن‬ ‫بالقانــون رقــم ‪ 07.92‬املتعلــق بالرعايــة‬
‫الدســتور يلــزم الســلطات العموميــة علــى‬ ‫االجتماعيــة لألشــخاص املعاقــن الصــادر‬
‫العمــل علــى إعــادة تأهيــل األشــخاص‬
‫الذيــن يعانــون مــن إعاقــة جســدية أو‬ ‫بتاريــخ ‪ 20‬أكتوبــر ‪.1993‬‬
‫حســية‪ ،‬حركيــة أو عقليــة‪ ،‬وإدماجهــم‬ ‫وبإحــداث املندوبيــة الســامية لألشــخاص‬
‫فــي الحيــاة االجتماعيــة والمدنيــة‪،‬‬ ‫املعاقــن ســنة ‪ 1994‬واســتجابة لتطلعــات‬
‫وتيســير تمتعهــم بالحقــوق والحريــات‬ ‫ومطالــب منظمــات املجتمــع املدنــي العاملــة‬
‫المعتــرف بهــا للجميــع‪».‬‬ ‫يف مجــال اإلعاقــة بــدأت قضايــا اإلعاقــة‬
‫تأخــذ أبعــادا جديدة‪ ،‬متثلت أبرز مؤشــرات‬
‫هــذا التحــول يف اعتمــاد القانــون رقــم ‪ 10.03‬املتعلــق بالولوجيــات ســنة ‪ ،2003‬ويف إجنــاز‬
‫أول بحــث وطنــي حــول اإلعاقــة ســنة ‪ ،2006‬حيــث وفــر هــذا األخيــر قاعــدة معطيــات لتقييــم‬
‫املكتســبات وتشــخيص األعطــاب وبنــاء تصــورات الفعــل العمومــي يف املســتقبل‪ .‬وتكللــت هــذه‬
‫اجلهــود باملصادقــة علــى اتفاقيــة حقــوق األشــخاص يف وضعيــة إعاقــة وبروتوكولهــا امللحــق‬
‫ســنة ‪.2009‬‬
‫وباعتمــاد دســتور ســنة ‪ 2011‬عرفــت قضايــا اإلعاقــة حتــوالت جوهريــة مــن حيــث املقاربــة‬
‫واملــدى‪ ،‬حيــث أفضــت احلمايــة الدســتورية حلقــوق األشــخاص يف وضعيــة إعاقــة‪ ،‬إلــى إقــرار‬
‫سياســة عموميــة مندمجــة للنهــوض بحقــوق ذوي اإلعاقــة ثــم تأهيــل اإلطــار القانوني اخلاص‬

‫‪179‬‬
‫بهــذه الفئــة ومالءمتــه مــع الدســتور واملعاييــر الدوليــة ذات الصلــة‪ .‬وللتوقــف عنــد مكتســبات‬
‫وخصاصــات هــذه املنجــزات مت إطــاق دراســة للجــدوى ســنة ‪ ،2018‬إلحــداث نظــام للدعــم‬
‫والتشــجيع واملســاندة لفائــدة األشــخاص يف وضعيــة إعاقــة طبقــا للمــادة ‪ 6‬مــن القانــون‬
‫اإلطــار رقــم ‪ 97.13‬املتعلــق بحمايــة حقــوق األشــخاص يف وضعيــة إعاقــة والنهــوض بهــا‪.‬‬
‫‪ - 1‬تعزيز اإلطار القانوني لحماية حقوق األشخاص في وضعية إعاقة‬

‫الدستور‬
‫▫نصــت الفقــرة ‪ 4‬مــن الديباجــة علــى أنــه «‪ ...‬تؤكــد وتلتــزم بحظــر ومكافحــة كل أشــكال‬
‫التمييــز‪ ،‬بســبب اجلنــس أو اللــون أو املعتقــد أو الثقافــة أو االنتمــاء االجتماعــي أو اجلهوي‬
‫أو اللغــة أو اإلعاقــة أو أي وضــع شــخصي‪ ،‬مهمــا كان»‪.‬‬
‫▫نص الفصل ‪ 34‬من الدســتور على أنه «تقوم الســلطات العمومية بوضع وتفعيل سياســات‬
‫موجهــة إلــى األشــخاص والفئــات مــن ذوي االحتياجــات اخلاصــة‪ .‬ولهــذا الغــرض‪ ،‬تســهر‬
‫خصوصــا علــى مــا يلــي‪:‬‬
‫•معاجلــة األوضــاع الهشــة لفئــات مــن النســاء واألمهــات‪ ،‬ولألطفــال واألشــخاص‬
‫املســنني والوقايــة منهــا‪.‬‬
‫•إعــادة تأهيــل األشــخاص الذيــن يعانــون مــن إعاقــة جســدية‪ ،‬أو حســية حركيــة‪،‬‬
‫أو عقليــة‪ ،‬وإدماجهــم يف احليــاة االجتماعيــة واملدنيــة‪ ،‬وتيســير متتعهــم باحلقــوق‬
‫واحلريــات املعتــرف بهــا للجميــع»‪.‬‬

‫أهم القوانني املتعلقة بحقوق األشخاص‬


‫يف وضعية إعاقة‬
‫‪-‬القانون اإلطار رقم ‪ 97.13‬املتعلق بحماية حقوق األشخاص يف وضعية إعاقة‬
‫والنهوض بها الصادر بتاريخ ‪ 27‬أبريل ‪.2016‬‬
‫‪-‬القانون رقم ‪ 10.03‬املتعلق بالولوجيات الصادر بتاريخ ‪ 12‬ماي ‪.2003‬‬

‫‪180‬‬
‫‪ - 2‬السياسة العمومية المندمجة للنهوض بحقوق األشخاص في وضعية إعاقة‬
‫يف إطــار الديناميــة التــي أعقبــت دســتور ســنة ‪ ،2011‬خاصــة علــى مســتوى إدمــاج بعــد‬
‫حقــوق اإلنســان يف السياســات العموميــة‪ ،‬مت اعتمــاد سياســة عموميــة مندمجــة للنهــوض‬
‫بحقــوق األشــخاص يف وضعيــة إعاقــة ‪ 2026 - 2016‬بتاريــخ ‪ 24‬نونبــر ‪ ،2015‬باعتبارهــا‬
‫أول سياســة عموميــة مندمجــة وشــاملة لصالــح هــذه الفئــة‪ .‬وأعــدت هــذه السياســة العمومية‬
‫وفــق منهجيــة ومقاربــة تشــاركية مــع مختلــف الفاعلــن‪ ،‬وتضمنــت هــذه السياســة رافعــات‬
‫اســتراتيجية عرضانيــة تهــم كل املجــاالت ذات التدخــل األفقــي ملختلــف القطاعات احلكومية‪،‬‬
‫ورافعــات موضوعاتيــة تهــم مجــاالت مرتبطــة باختصاصــات قطاعيــة‪ ،‬إضافــة إلــى رافعــات‬
‫للحكامــة تهــم التدابيــر واآلليــات لتتبــع تنفيــذ وتقــومي السياســة العموميــة‪.‬‬
‫وباملــوازاة مــع إعــداد السياســة املندمجــة‪ ،‬مت إجنــاز البحــث الوطنــي الثانــي حــول اإلعاقــة‪،‬‬
‫ســنة ‪ ،2014‬الــذي تبنــى اإلطــار املنهجــي ملجموعــة واشــنطن للدراســات وإحصــاءات اإلعاقة‪،‬‬
‫معتمــدا النمــوذج التفاعلــي لإلعاقــة الــذي تبنتــه االتفاقيــة الدوليــة حلقــوق األشــخاص ذوي‬
‫اإلعاقــة والتصنيــف الدولــي لــأداء والصحــة واإلعاقــة للمنظمــة العامليــة للصحــة‪ .‬وقــد‬
‫كشــفت نتائــج البحــث أن نســبة انتشــار اإلعاقــة يف املغــرب تصــل علــى املســتوى الوطنــي إلــى‬
‫‪ ،% 6،8‬وهــو مــا يعنــي وجــود ‪ 2.264.672‬شــخصا لديهــم إعاقــة‪ ،‬حيــث أن أســرة واحــدة‬
‫مــن بــن أربــع أســر لديهــا علــى األقــل شــخص يف وضعيــة إعاقــة‪ ،‬وتصــل نســبة األشــخاص‬
‫الذيــن لديهــم إعاقــة عميقــة جــدا ‪% 0،6‬مــن الســاكنة العامــة‪ ،‬أي حوالــي ‪ 199.824‬شــخصا‪.‬‬
‫كمــا مت إحــداث اللجنــة الوزاريــة لتتبــع وتنفيــذ االســتراتيجيات والبرامــج املتعلقــة بالنهــوض‬
‫بحقــوق األشــخاص يف وضعيــة إعاقــة‪ ،‬يترأســها رئيــس احلكومــة‪ ،‬مبقتضــى املرســوم رقــم‬
‫‪ 2.14.278‬الصــادر يف ‪ 6‬يونيــو ‪.2014‬‬
‫وقصــد إعمــال التزامــات السياســة العموميــة املندمجــة وترجمــة توجهاتهــا الكبــرى اعتمــدت‬
‫احلكومــة‪ ،‬يف ‪ 17‬يوليــوز ‪ ،2017‬مخطــط العمــل الوطنــي لتنفيــذ السياســة العموميــة املندمجة‬
‫للنهــوض بحقــوق األشــخاص يف وضعيــة إعاقــة ‪ ،2021 - 2017‬الــذي يتضمــن ‪ 6‬محــاور‪،‬‬
‫و‪ 24‬ورشــا‪ ،‬و‪ 150‬مشــروعا‪ ،‬و‪ 419‬تدبيــرا‪ ،‬مــع حتديــد مؤشــرات قيــاس اإلجنــاز واألثــر‪،‬‬
‫والبرمجــة الزمنيــة‪ ،‬مبــا ســيحقق االلتقائيــة ويســاهم يف خلــق ديناميــة جديــدة لتعزيــز حقــوق‬
‫األشــخاص يف وضعيــة إعاقــة‪.‬‬
‫وتفعيــا للسياســة العموميــة املذكــورة‪ ،‬مت إحــداث املركــز الوطنــي للرصــد والدراســات‬
‫والتوثيــق يف مجــال اإلعاقــة بتاريــخ ‪ 5‬دجنبــر ‪ ،2017‬الــذي يعــرف متثيليــة كل مــن القطاعــات‬
‫احلكوميــة والشــبكات العاملــة يف مجــال اإلعاقــة واخلبــراء‪ ،‬كمــا مت إطــاق األوراش التاليــة‪:‬‬

‫‪181‬‬
‫‪-‬تقييم اإلعاقة‪:‬‬
‫يتــم العمــل علــى إعــداد نظــام جديــد لتقييــم اإلعاقــة‪ ،‬وذلــك بهــدف تفــادي املقاربــة الطبيــة‬
‫واالرتقــاء إلــى النمــوذج االجتماعــي التفاعلــي‪ ،‬وترشــيد العــرض االجتماعــي للخدمــات مــن‬
‫خــال اســتهداف دقيــق وفــردي للمســتفيدين‪ ،‬وكــذا رصــد حاجيــات األشــخاص يف وضعيــة‬
‫إعاقــة وتعبئــة السياســات والبرامــج القطاعيــة مــن أجــل االســتجابة لهــا‪ ،‬والتوفــر علــى‬
‫قاعــدة للمعطيــات اإلحصائيــة مــن أجــل التتبــع‪.‬‬
‫وســيمكن هــذا التقييــم مــن حتديــد صفــة اإلعاقــة طبقــا للتعريــف اجلديــد لإلعاقــة الــذي‬
‫ورد يف املــادة ‪ 23‬مــن القانــون اإلطــار رقــم ‪ 97.13‬املتعلــق بحمايــة حقــوق األشــخاص يف‬
‫وضعيــة إعاقــة والنهــوض بهــا‪ ،‬حيــث «متنــح لــكل شــخص تبثــت إعاقتــه طبقــا ألحــكام املــادة‬
‫الثانيــة مــن هــذا القانــون اإلطــار بطاقــة خاصــة‪ .‬يحــدد شــكلها والبيانــات التــي تتضمنهــا‬
‫ومــدة صالحيتهــا وشــروط ومســطرة احلصــول عليهــا‪ ،‬واجلهــة املؤهلــة لتســليمها»‪.‬‬
‫وتخــول هــذه البطاقــة االســتفادة مــن احلقــوق واالمتيــازات املنصــوص عليهــا يف هــذا القانــون‬
‫اإلطــار والنصــوص املتخــذة لتطبيقه‪.‬‬
‫‪-‬التكفل باألشخاص ذوي إعاقة التوحد‪:‬‬
‫علــى صعيــد تأهيــل وتكويــن املــوارد البشــرية‪ ،‬ومــن أجــل متكــن األشــخاص ذوي إعاقــة‬
‫التوحــد مــن خدمــات التأهيــل وإعــادة التأهيــل‪ ،‬والتــي تعتبــر مــن حقوقهــم األساســية‪ ،‬كمــا‬
‫نصــت علــى ذلــك االتفاقيــة الدوليــة والقانــون اإلطــار ‪ ،97.13‬يتــم العمــل علــى تنفيــذ برنامــج‬
‫وطنــي لتكويــن مهنيــن يف مجــال التكفــل باألشــخاص ذوي إعاقــة التوحــد‪ ،‬ميتــد علــى ‪3‬‬
‫ســنوات‪ ،‬سيســتفيد منــه ســنويا ‪ 1200‬عامــل يف املجــال‪ .‬وقــد أعطيــت انطالقتــه الفعليــة يف‬
‫ينايــر ‪.2019‬‬
‫‪-‬توحيد لغة اإلشارة‪:‬‬
‫يتمثــل الهــدف الرئيســي مــن توحيــد لغــة اإلشــارة باملغــرب يف احلــد مــن تعــدد طــرق التعبيــر‬
‫التواصلــي يف هــذا اجلانــب‪ ،‬وإيجــاد معيــار مغربــي موحــد لهــذه اللغــة يســمح مــن جهــة بإزالــة‬
‫كافــة احلواجــز التــي حتــول دون الفهــم املشــترك ملختلــف الرســائل‪ ،‬وميكــن مــن جهــة أخــرى‬
‫مــن إدراجهــا ضمــن مصوغــات التكويــن املعتمــدة‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫‪ - 3‬التدابير التيسيرية لحماية حقوق األشخاص في وضعية إعاقة والنهوض بها‬

‫أ ‪ -‬الولوج إلى احلق يف العمل‬


‫التشغيل يف القطاع العام‬ ‫•‬
‫مت إصــدار املرســوم رقــم ‪ ،2.16.145‬بتاريــخ ‪ 12‬يوليــوز ‪ ،2016‬الــذي مت مبوجبــه تعديــل‬
‫حصيــص ‪ % 7‬وكيفيــة احتســابه؛ كمــا مت اصــدار املرســوم رقــم ‪ 2.16.146‬الصــادر يف ‪18‬‬
‫يوليــوز ‪ 2016‬بتحديــد شــروط وكيفيــات تنظيــم مباريــات التوظيــف يف املناصــب العموميــة‪،‬‬
‫والــذي أرســى املبــاراة اخلاصــة باألشــخاص يف وضعيــة إعاقــة‪ .‬وبنــاء علــى هذين املرســومني‬
‫مت بتاريــخ ‪ 23‬دجنبــر ‪ 2018‬تنظيــم أول مبــاراة موحــدة خاصــة باألشــخاص يف وضعيــة‬
‫إعاقــة لتوظيــف ‪ 50‬متصرفــا مــن الدرجــة الثالثــة موزعــة علــى ‪ 17‬قطاعــا حكوميــا‪ .‬وســيتم‬
‫التبــاري حــول ‪ 200‬منصــب مالــي يف إطــار املبــاراة املوحــدة لألشــخاص يف وضعيــة إعاقــة‬
‫برســم ميزانيــة ‪.2019‬‬
‫التشغيل يف القطاع اخلاص‬ ‫•‬
‫مت إطــاق مشــاورات مــع الفاعلــن يف القطــاع اخلــاص لوضــع اإلطــار التعاقــدي بــن الدولــة‬
‫ومقــاوالت القطــاع اخلــاص لتشــغيل األشــخاص يف وضعيــة إعاقــة‪ ،‬والــذي نصــت عليــه‬
‫املــادة ‪ 15‬مــن القانــون اإلطــار ‪ 97.13‬املتعلــق بحمايــة حقــوق األشــخاص يف وضعيــة إعاقــة‬
‫والنهــوض بهــا‪.‬‬
‫التشغيل الذاتي‬ ‫•‬
‫مت تخصيــص برنامــج يف إطــار صنــدوق دعــم التماســك االجتماعــي يتعلــق بتشــجيع االندمــاج‬
‫املهنــي واملشــاريع املــدرة للدخــل‪ ،‬ومت وضــع دليــل مســطري يحــدد شــروط االســتفادة مــن هــذا‬
‫الصنــدوق‪ ،‬باإلضافــة إلــى االجــراءات املســطرية التــي متــر منهــا الطلبــات‪.‬‬
‫ويســتفيد مــن هــذا الدعــم جميــع األشــخاص يف وضعيــة إعاقــة‪ ،‬البالــغ ســنهم أكثــر مــن ‪18‬‬
‫ســنة‪ ،‬وكيفمــا كانــت مســتوياتهم الدراســية‪ .‬حيــث يتــم متويــل املشــاريع الفرديــة ب ‪60.000‬‬
‫درهــم كحــد أقصــى‪ ،‬و‪ 200.000‬درهــم بالنســبة للمشــاريع اجلماعيــة‪ ،‬شــريطة أن تكــون‬
‫األنشــطة صناعيــة أو جتاريــة أو حرفيــة أو فالحيــة التــي تقــدم خدمــات‪.‬‬
‫وقــد دعــم الصنــدوق مــن نونبــر ‪ 2015‬إلــى حــدود أكتوبــر ‪ 2018‬أزيــد مــن ‪ 1013‬مشــروعا‪،‬‬
‫بقيمــة ماليــة وصلــت ‪ 42‬مليــون درهــم‪.‬‬
‫ب ‪ -‬املخصصات املالية املوجهة لألشخاص يف وضعية إعاقة من صندوق‬
‫دعم التماسك االجتماعي إلى غاية سنة ‪2018‬‬
‫بلــغ مجمــوع املخصصــات املاليــة املرصــودة خلدمــة األشــخاص يف وضعيــة إعاقــة مــن‬
‫الصنــدوق بــن ســنتي ‪ 2015‬و‪ 2018‬أزيــد مــن ‪ 508‬مليــون درهــم‪ ،‬والتــي يعــرض اجلــدوالن‬
‫‪183‬‬
‫أســفله اخلدمــات املقدمــة يف هــذا اإلطــار واملجــاالت املدعمــة وعــدد املســتفيدين‪.‬‬
‫ • املبالغ املالية املخصصة حسب املجاالت بالسنوات‬
‫املبلغ (باملليون‬
‫السنوات‬ ‫املجال‬
‫الدرهم)‬
‫‪6‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪2016‬‬
‫اقتناء األجهزة اخلاصة واملعينات التقنية األخرى‬
‫‪10‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪5,5‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪44,56‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪66,28‬‬ ‫‪2016‬‬
‫حتسني ظروف متدرس األطفال يف وضعية إعاقة‬
‫‪97,55‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪136,8‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪2016‬‬
‫تشجيع االندماج املهني واملشاريع املدرة للدخل‬
‫‪15‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪12,9‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫املساهمة يف إحداث وتسيير مراكز استقبال‬
‫‪35‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫ومساعدة األشخاص يف وضعية إعاقة‬
‫‪14,6‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪508,19‬‬ ‫‪ 4‬سنوات‬ ‫املجموع‬

‫‪184‬‬
‫• نوعية اخلدمات املقدمة حسب السنوات وعدد املستفيدين‬
‫املستفيدون‬
‫مجال‬
‫عدد‬ ‫اخلدمات املقدمة‬
‫السنوات‬ ‫الدعم‬
‫املستفيدين‬
‫دعم املنتوجات واألجهزة واألنظمة التي يســتعملها الشــخص‬
‫يف وضعيــة إعاقــة مــن أجــل الوقايــة أو التخفيــف مــن حــدة‬
‫‪1884‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫القصــور‪ ،‬وتســاهم بشــكل كبيــر يف حتقيــق اســتقالليته‬
‫واندماجــه السوســيو‪-‬اقتصادي‪ .‬كمــا تعتبــر ضروريــة مــن‬
‫أجــل االعتنــاء بالــذات‪ ،‬والتنقــل والعمــل والتواصــل والتعلــم‬
‫اقتناء والقيــام باألنشــطة املنزليــة وكــذا األنشــطة الترفيهيــة‬
‫‪2275‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫األجهزة والرياضيــة‪.‬‬
‫اخلاصة‬
‫واملعينات ويدخل يف إطار هذه األجهزة واملعينات كل من‪:‬‬
‫التقنية ‪‬املعينــات التقنيــة التــي تشــمل الكراســي املتحركــة‬
‫واملعــدات وغيرهــا مــن األجهــزة التــي تعــن باخلصــوص‬ ‫األخرى‬
‫‪3605‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫علــى تســهيل التنقــل‪.‬‬
‫‪‬األجهــزة التعويضيــة التــي تســتعمل لدعــم أو تصحيــح‬
‫وظيفــة عضــو معــن باجلســم واألجهــزة البديلــة‪ ،‬وهــي‬
‫‪17418‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫موجهــة لتحــل محــل عضــو بصفــة كاملــة أو جزئيــة‪.‬‬
‫‪4774‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫متدرس‬
‫اخلدمــات التربويــة والتأهيليــة والتكوينيــة والعالجيــة‬
‫األطفال‬
‫الوظيفيــة داخــل املؤسســات املتخصصــة وداخــل املؤسســات‬
‫‪6183‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫يف وضعية‬
‫التعليميــة العموميــة‪.‬‬
‫إعاقة‬
‫‪8642‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫باإلضافــة إلــى برنامــج اخلدمــات العالجيــة الوظيفيــة‬
‫التكميليــة داخــل املؤسســات املتخصصــة‪.‬‬
‫‪11344‬‬ ‫‪2018‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫كل نشاط يرتكز على إنتاج مواد أو خدمات بغرض بيعها‬
‫االندماج‬
‫‪266‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫وحتقيق ربح يشكل دخال لصاحب هذا النشاط قصد‬
‫املهني‬
‫‪433‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫إغنائه عن البحث عن دخل بواسطة العمل باألجرة‪.‬‬
‫واملشاريع‬
‫ومتارس هذه األنشطة يف إطار مبادرات فردية على شكل‬
‫املدرة‬
‫‪315‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫مقاوالت ذاتية أو جماعية على شكل تعاونيات أو مقاوالت‬
‫للدخل‬
‫أو جمعيات‪.‬‬
‫مت إحداث وجتهيز ‪87‬‬
‫دعم مراكز يقصد مبراكز االستقبال كل املؤسسات التي حتدث‬
‫مركز لتوجيه ومساعدة‬
‫استقبال الستقبال وتوجيه األشخاص يف وضعية إعاقة أو‬
‫األشخاص يف وضعية‬
‫ومساعدة تقدمي مجموعة من اخلدمات التأهيلية لفائدة هؤالء‬
‫إعاقة يف مختلف أقاليم‬
‫األشخاص أو مواكبتهم لالستفادة من اخلدمات‬ ‫ذوي‬
‫اململكة‪ ،‬تابعة للتعاون‬
‫اإلعاقة التأهيلية التي توجد مبؤسسات أخرى‪.‬‬
‫الوطني‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫ج ‪ -‬الولوج إلى احلق يف التعليم‬
‫وفقــا للبحــث الوطنــي الثانــي حــول اإلعاقــة ســنة ‪ 2014‬بلغــت نســبة متــدرس األشــخاص يف‬
‫وضعيــة إعاقــة مــن ‪ 6‬إلــى ‪ 17‬ســنة معــدل ‪ ،% 41,8‬أي ‪ 33.000‬تلميــذ(ة) يف وضعيــة إعاقــة‪،‬‬
‫وبلغــت نســبة متــدرس األشــخاص يف وضعيــة إعاقــة مــن ‪ 6‬إلــى ‪ 11‬ســنة ‪ ،% 37.8‬غيــر أن‬
‫النســبة الوطنيــة لتمــدرس نفــس الفئــة العمريــة لباقــي األطفــال بلغــت ‪.% 99,5‬‬
‫كمــا بــن البحــث الوطنــي الثانــي أن ‪ % 75‬مــن األطفــال املتمدرســن يرتــادون املــدارس‬
‫العاديــة‪ ،‬و‪ % 15‬يرتــادون املؤسســات املتخصصــة (عمومــا اجلمعويــة أو اخلصوصيــة)‪ ،‬و‪% 5‬‬
‫تكتفــي بالتعليــم املنزلــي أو املؤسســات التقليديــة مــا قبــل مدرســية‪.‬‬
‫د ‪ -‬الولوج إلى احلق يف الصحة‪ :‬حصيلة تنفيذ املخطط الوطني للصحة‬
‫واإلعاقة‬
‫مت اعتمــاد املخطــط الوطنــي للصحــة واإلعاقــة ‪ 2021 - 2015‬للمســاواة والكرامــة واحلــق‬
‫يف صحــة جيــدة لفائــدة األشــخاص يف وضعيــة إعاقــة ســنة ‪ ،2015‬ويهــدف إلــى التكفــل‬
‫باألشــخاص يف وضعيــة إعاقــة بجميــع أشــكالها احلركيــة الســمعية والبصريــة والنفســية‪.‬‬
‫•عــدد املســتفيدين مــن برنامــج الكشــف املبكــر والتكفــل بالعجــز يف الوظائــف الســمعية‬
‫والبصريــة بــن ســنتي ‪ 2014‬و‪.2017‬‬

‫•على صعيد البنية التحتية املتعلقة بالترويض الطبي وتركيب األطراف‬


‫‪ o‬مت الرفــع مــن عــدد املراكــز اجلهويــة واإلقليميــة للترويــض الطبــي وتركيــب‬
‫األطــراف االصطناعيــة واملقومــات مــن ‪ 12‬مركــزا قبــل ســنة ‪ ،2012‬إلــى ‪ 18‬مركــزا ســنة‬
‫‪.2018‬‬
‫‪ o‬مت دمــج مصالــح الطــب الفيزيائــي والـــتأهيل الوظيفــي باملستشــفيات اجلامعيــة‬
‫التــي توجــد يف طــور اإلجنــاز‪.‬‬
‫‪186‬‬
‫‪ o‬الشــروع يف اجنــاز وجتهيــز مراكــز للترويــض الطبــي وتركيــب األطــراف‬
‫االصطناعيــة واملقومــات مبدينتــي ورزازات وتارودانــت‪.‬‬
‫برمجة مركز تركيب األطراف االصطناعية بجهة درعة تافياللت‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫‪ o‬إعــداد دليــل املعاييــر واملراجــع املتعلقــة بإحــداث املؤسســات الطبيــة للتكفــل‬
‫باألشــخاص يف وضعيــة إعاقــة‪ ،‬ووضــع منظومــة للرعايــة الصحيــة وإعــادة التأهيــل‪ ،‬وذلــك‬
‫تفعيــا ملقتضيــات القانــون اإلطــار ‪ 34 - 09‬املتعلــق باملنظومــة الصحيــة وبعــرض العالجــات‪.‬‬
‫‪ o‬جتهيز املراكز اجلهوية حديثة البناء للترويض الطبي وتركيب األطراف االصطناعية‬
‫حيــث بلــغ عددهــا ‪ 18‬حاليــا‪.‬‬

‫•على صعيد املوارد البشرية املختصة يف مجال التأهيل وتعزيز القدرات‬


‫مت الرفــع مــن عــدد األطــر الطبيــة والتقنيــة العاملــة يف مجــال التكفــل باألشــخاص يف وضعيــة‬
‫إعاقــة‪ ،‬حيــث بلــغ العــدد اإلجمالــي ‪ 936‬إطــارا‪ 21 :‬طبيبــا مختصــا يف الطــب الفيزيائــي‬
‫والتأهيــل‪ ،‬و‪ 522‬ممرضــا مختصــا يف الترويــض احلركــي‪ ،‬و‪ 104‬ممرضــا مختصا يف ترويض‬
‫النطــق‪ ،‬و‪ 90‬ممرضــا مختصــا يف الترويــض البصــري‪ ،‬و‪ 92‬ممرضــا مختصــا يف الترويــض‬
‫احلركــي واحلســي‪ ،‬و‪ 107‬تقنيــا مختصــا يف تركيــب األطــراف االصطناعيــة واملقومــات‪.‬‬

‫•يف مجال التكفل بحاجيات األشخاص يف وضعية إعاقة‬


‫يــورد املبيانــان أســفله تطــور عــدد املســتفيدين مــن اخلدمــات املقدمــة مــن طــرف املراكــز‬
‫اجلهويــة واإلقليميــة للترويــض الطبــي وتركيــب األطــراف االصطناعيــة واملقومــات بــن ســنتي‬
‫‪ 2012‬و‪.2017‬‬

‫‪187‬‬
‫ه ‪ -‬الولوجيات لصالح األشخاص يف وضعية إعاقة‬
‫تضــم السياســة العموميــة املندمجــة للنهــوض بحقــوق األشــخاص يف وضعيــة إعاقــة (‪2015‬‬
‫‪ ،)2025 -‬رافعــة اســتراتيجية خاصــة بالولوجيــات العمرانيــة واملعماريــة والنقــل واالتصــال‪،‬‬
‫وقــد مت اعتمــاد محــور تنفيــذي يف مخطــط العمــل الوطنــي (‪ )2021 - 2017‬يعمــل علــى‬
‫ترجمتهــا مــن خــال أربعــة أوراش‪ ،‬تنفــذ عبــر ‪ 20‬مشــروعا و‪ 104‬تدبيــرا‪.‬‬

‫املنجزات حسب السنوات‬ ‫املجال‬

‫‪ :2016‬مت تنظيــم حملــة حتسيســية وطنيــة ولقــاءات جهويــة حــول موضــوع‬


‫الولوجيــات ودورهــا يف مجــال االندمــاج االجتماعــي واملشــاركة االجتماعيــة‬
‫لألشــخاص يف وضعيــة إعاقــة‪ ،‬وذلــك بــن ‪ 14‬نونبــر و‪ 3‬دجنبــر‪ ،‬حتــت شــعار‪:‬‬
‫« توفيــر الولوجيــات تســهيل للحيــاة‪.››...‬‬
‫إذكاء الوعي‬
‫‪ :2018‬مت تنظيــم حملــة حتسيســية وطنيــة حــول الولوجيــات تضمنــت وصــات‬
‫ســمعية بصريــة وملصقــات ومطويــات يف املــدن ‪ 13‬املنخرطــة يف برنامــج ‘’مــدن‬
‫ولوجــة ‘’‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫‪:2016‬‬
‫‪-‬إعــداد قــرار مشــترك خــاص بولوجيــات البنــاء وهــو يف طــور املصادقــة‬ ‫التشريع‬
‫مــن قبــل األمانــة العامــة للحكومــة‪.‬‬ ‫(القرارات‬
‫‪-‬إعــداد ثالثــة قــرارات‪ ،‬يتــم التــداول يف شــأنها بــن القطاعــات املعنيــة‪،‬‬ ‫التطبيقية‬
‫ويتعلــق األمــر بقراريــن مرتبطــن بوســائل النقــل وقــرار مرتبــط‬ ‫للمرسوم رقم‬
‫بالتواصــل‪.‬‬ ‫‪2.11.246‬‬
‫املطبق ألحكام‬
‫‪ :2018‬إصدار قرار مشــترك لوزير إعداد التراب الوطني والتعمير واإلســكان‬ ‫القانون‬
‫‪ 03.10‬املتعلق وسياســة املدينــة ووزيــر الداخليــة رقــم ‪ 2306.17‬احملــدد للخاصيــات التقنيــة‬
‫بالولوجيات) وقياســات مختلــف الولوجيــات العمرانية‪.‬‬

‫‪ :2012‬إحــداث جلنــة التقييــس املتعلقــة بالولوجيــات بقــرار مــن الوزيــر املكلــف‬


‫بالصناعــة والتجــارة‪ ،‬تتكلــف بإعــداد املواصفــات القياســية يف املجــال‪ .‬وإلــى‬
‫أواخــر ســنة ‪ ،2017‬قامــت هــذه اللجنــة بالدراســة واملصادقــة علــى مــا يفــوق‬
‫‪ 66‬مشــروعا معياريــا مغربيــا مرتبطــا مبجــال الولوجيــات‪.‬‬ ‫املعيرة‬
‫والتقنني‬
‫‪ :2015‬إجنــاز دفاتــر التحمــات النموذجيــة اخلاصــة بالتهيئــة احلضريــة‬
‫والتــي تلــزم املتعهديــن املتقدمــن بطلبــات تنفيــذ املشــاريع باحتــرام املعاييــر‬
‫والضوابــط اخلاصــة بالولوجيــات يف هــذه الدفاتــر‪.‬‬
‫‪ 400 :2016 – 2012‬مستفيد بني فاعل عمومي وجمعوي‪.‬‬ ‫التكوينات‬
‫‪ :2016 – 2012‬إرســاء جتربــة منوذجيــة للولوجيــات املعماريــة والعمرانيــة‬
‫مبدينــة مراكــش‪ ،‬تهــم املمــرات الرئيســية واملرافــق العموميــة والفضــاءات‬
‫املفتوحــة للعمــوم‪ ،‬علــى أن تشــكل بدايــة لتعميــم التجربــة علــى باقــي املــدن‬
‫املغربيــة مســتقبال‪.‬‬
‫كمــا مت إعــداد دراســات تشــخيصية ومســحية لواقــع الولوجيــات ببعــض املــدن‬
‫األخــرى (الربــاط والــدار البيضــاء ووجــدة وطنجــة)‪.‬‬ ‫إرساء‬
‫الولوجيات‬
‫‪ :2018‬إعطــاء انطالقــة برنامــج « مــدن ولوجــة »‪ ،‬حيــث متــت برمجــة شــراكات‬ ‫ببعض املدن‬
‫مــع ‪ 13‬جماعــة ترابيــة (الربــاط‪ ،‬الــدار البيضــاء‪ ،‬وجــدة‪ ،‬طنجــة‪ ،‬تــازة‪،‬‬ ‫النموذجية‬
‫القنيطــرة‪ ،‬ســا‪ ،‬اجلديــدة‪ ،‬بنــي مــال‪ ،‬إنــزكان‪ ،‬فــاس‪ ،‬مكنــاس وأكاديــر)‪،‬‬
‫ســيتم مبوجبهــا إطــاق مشــاريع لتهيئــة هــذه اجلماعــات الترابيــة بالولوجيــات‬
‫بنــاء علــى دراســات تشــخيصية وتصميمــات مالئمــة لالحتياجــات مــع مواكبــة‬
‫تقنيــة ودعــم لقــدرات املهنيــن الترابيــن العاملــن يف املجــال‪.‬‬

‫‪189‬‬
‫‪ .4‬األشخاص يف وضعية إعاقة ومؤسسات الرعاية االجتماعية‬
‫نصــت املــادة ‪ 19‬مــن االتفاقيــة الدوليــة حلقــوق األشــخاص ذوي اإلعاقــة علــى عــدم إجبــار‬
‫األشــخاص يف وضعيــة إعاقــة علــى العيــش يف إطــار ترتيــب معيشــي خــاص‪ ،‬مــع التأكيــد علــى‬
‫حقهــم يف اختيــار مــكان إقامتهــم ومحــل ســكناهم واألشــخاص الذيــن يعيشــون معهــم‪ ،‬كمــا‬
‫شــددت علــى أن املــكان الطبيعــي للشــخص يف وضعيــة إعاقــة هــو أســرته‪ .‬وعليــه يتعــن يف‬
‫حالــة عــدم قــدرة األســرة املباشــرة للطفــل ذي اإلعاقــة علــى رعايتــه توفيــر الرعايــة البديلــة‬
‫لــه يف أســرته الكبــرى أو يف املجتمــع احمللــي ويف جــو أســري‪ ،‬مبعنــى أن وضعيــة تواجــد ذوي‬
‫اإلعاقــة يف مؤسســات الرعايــة االجتماعيــة كنــزالء تعتبــر اســتثناء يجــب أن تعمــل الدولــة‬
‫علــى القضــاء عليــه‪.‬‬
‫ولهــذا‪ ،‬فالفئــة املعنيــة بهــذه الوضعيــة علــى املســتوى الوطنــي هــم األطفــال يف وضعيــة إعاقــة‬
‫املهملــن (املتخلــى عنهــم)‪ ،‬موزعــن علــى ‪ 17‬مركــزا مرخــص لــه‪ ،‬بنــاء علــى أحــكام القانــون‬
‫‪ ،14.05‬والــذي نســخه القانــون رقــم ‪ 65.15‬املتعلــق مبؤسســات الرعايــة االجتماعيــة‪ ،‬وهــو‬
‫القانــون الــذي مت اعتمــاده لتحقيــق األهــداف والغايــات التاليــة‪:‬‬
‫‪‬توسيع مفهوم ومضمون التكفل باألشخاص يف وضعية صعبة‪.‬‬
‫‪‬ضبط مبدإ التخصص بالنسبة لهذه املؤسسات‪.‬‬
‫‪‬منح الشخصية املعنوية ملؤسسات الرعاية االجتماعية‪.‬‬
‫‪‬اقرار آليات للتدبير واحلكامة اجليدة ملؤسسات الرعاية االجتماعية‪.‬‬

‫وجديــر بالذكــر أن هــذه الفئــة مــا زالــت يف حاجــة ماســة إلــى رعايــة أكبــر وحمايــة أشــمل‪،‬‬
‫خاصــة بالنســبة لألشــخاص ذوي اإلعاقــة العميقــة‪ ،‬حيــث يتعــن بعــد ضبــط احلــاالت‪،‬‬
‫تقــدمي الدعــم املــادي الضــروري ألســرهم‪ ،‬يف إطــار مقاربــة تضامنيــة تخفــف مــن تكلفــة‬
‫اإلعاقــة لــدى األســر وحتمالتهــا الكثيــرة التــي ال تقــوى عليهــا غالبيــة األســر املغربيــة‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫رابعا ‪ -‬حماية حقوق املهاجرين والالجئني والنهوض بها‬
‫بحكــم موقعــه اجلغــرايف ومســاره التنمــوي‬
‫مقتطف من الخطاب الملكي‬ ‫حتــول املغــرب بشــكل تدريجــي مــع مــرور‬
‫السامي بمناسبة الذكرى ‪38‬‬ ‫الســنوات مــن دولــة مصــدرة للهجــرة إلــى‬
‫للمسيرة الخضراء‬ ‫دولــة عبــور ثــم إلــى دولــة اســتقبال وإقامــة‬
‫‪ 6‬نونبر ‪2013‬‬ ‫بالنســبة للعديــد مــن مواطنــي العالــم‬
‫خصوصــا مواطنــي دول إفريقيــا جنــوب‬
‫«إن العالقــات المتميــزة التــي تجمــع‬
‫المغــرب بــدول إفريقيــا جنــوب الصحراء‪،‬‬ ‫الصحــراء‪.‬‬
‫ليســت سياســية واقتصاديــة فقــط‪ ،‬وإنمــا‬ ‫وأمــام هــذه املتغيــرات وأخذا بعــن االعتبار‬
‫هــي فــي العمــق روابــط إنســانية وروحيــة‬ ‫األزمــات االقليميــة ووقــع سياســة احلــد‬
‫عريقــة‪ .‬واعتبــارا لألوضــاع التــي‬ ‫مــن الهجــرة التــي تعتمدهــا أوروبــا ملراقبــة‬
‫تعرفهــا بعــض هــذه الــدول‪ ،‬فــإن عــددا‬
‫احلــدود يف الضفــة اجلنوبيــة للبحــر‬
‫مــن مواطنيهــا يهاجــرون إلــى المغــرب‪،‬‬
‫بصفــة قانونيــة‪ ،‬أو بطريقــة غيــر شــرعية‪،‬‬ ‫األبيــض املتوســط‪ ،‬وبنــاء علــى التوجيهــات‬
‫حيــث كان يشــكل محطــة عبــور‬ ‫امللكيــة الســامية بتاريــخ ‪ 10‬شــتنبر ‪2013‬‬
‫إلــى أوروبــا‪ ،‬قبــل أن يتحــول إلــى وجهــة‬ ‫متــت بلــورة سياســة وطنيــة جديــدة يف‬
‫لإلقامــة‪ .‬وأمــام التزايــد الملحــوظ لعــدد‬ ‫مجــال الهجــرة واللجــوء وفقــا االلتزامــات‬
‫المهاجريــن‪ ،‬ســواء مــن إفريقيــا أو مــن‬ ‫الدوليــة للمملكــة املغربيــة‪.‬‬
‫أوروبــا‪ ،‬فقــد دعونــا الحكومــة لبلــورة‬
‫سياســة شــاملة جديــدة‪ ،‬لقضايــا الهجــرة‬ ‫وتنفيــذا لهــذه السياســة‪ ،‬عملــت احلكومــة‬
‫واللجــوء‪ ،‬وفــق مقاربــة إنســانية‪ ،‬تحتــرم‬ ‫منــذ ســنة ‪ 2014‬علــى إعــداد وتنفيــذ‬
‫االلتزامــات الدوليــة لبالدنــا وتراعــي‬ ‫اســتراتيجية وطنيــة للهجــرة واللجوء تهدف‬
‫حقــوق المهاجريــن‪».‬‬ ‫إلــى ضمــان إدمــاج أفضــل للمهاجريــن‬
‫وتدبيــر أفضــل لتدفقــات الهجــرة يف‬
‫إطــار سياســة منســجمة‪ ،‬شــاملة‪ ،‬إنســانية‬
‫ومســؤولة‪ .‬ويتــم تنزيــل مضامــن هــذه االســتراتيجية بشــكل تشــاركي مــع مختلــف املتدخلــن‬
‫مــن القطاعــات الوزاريــة واملؤسســات الوطنيــة واملنظمــات الدوليــة وجمعيــات املجتمع املدني‪.‬‬
‫وهكــذا‪ ،‬مت الشــروع يف مراجعــة اإلطــار القانونــي واملؤسســاتي املتعلــق بالهجــرة واللجــوء‬
‫واالجتــار بالبشــر‪ ،‬هــذا باإلضافــة إلــى مراجعــة قوانــن أخــرى تهــم بعــض جوانبهــا قضايــا‬
‫الهجــرة واللجــوء واالجتــار بالبشــر‪.‬‬
‫ومــوازاة مــع ذلــك مت اتخــاذ تدابيــر إداريــة تتعلــق بتســوية وضعيــة املهاجريــن غيــر النظاميــن‬
‫وإعــادة فتــح املكتــب املغربــي لشــؤون الالجئــن وعدميــي اجلنســية‪ ،‬وتنفيذ برنامج اســتعجالي‬
‫لإلدمــاج لتمكــن املهاجريــن والالجئــن وأفــراد أســرهم مــن الولــوج إلــى حقوقهــم‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫الفصل ‪ 30‬من الدستور‬
‫يتمتــع األجانــب باحلريــات األساســية املعتــرف بهــا للمواطنــات واملواطنــن املغاربــة‪ ،‬وفــق‬
‫القانــون‪.‬‬
‫وميكــن لألجانــب املقيمــن باملغــرب املشــاركة يف االنتخابــات احملليــة‪ ،‬مبقتضــى القانــون أو‬
‫تطبيقــا التفاقيــات دوليــة أو ممارســات املعاملــة باملثــل‪.‬‬
‫يحــدد القانــون شــروط تســليم األشــخاص املتابعــن أو املدانــن لــدول أجنبيــة‪ ،‬وكــذا شــروط‬
‫منــح حــق اللجــوء‪.‬‬

‫‪ .1‬التدابير اإلدارية املتخذة لتسوية وضعية األجانب‬


‫أ ‪ -‬تسوية وضعية طالبي اللجوء‬
‫عملــت الســلطات العموميــة يف هــذا اإلطــار علــى اتخــاذ مجموعــة مــن اإلجــراءات مــن‬
‫ضمنهــا‪:‬‬
‫‪‬إعادة فتح مكتب الالجئني وعدميي اجلنسية على مستوى وزارة اخلارجية‪.‬‬
‫‪‬تســوية وضعيــة ‪ 780‬مــن طالبــي اللجــوء املســجلني لــدى مكتــب املفوضيــة الســامية‬
‫لشــؤون الالجئــن بالربــاط ( ‪ 17‬جنســية مــن دول إفريقيــا جنــوب الصحــراء‪ 12 -‬جنســية‬
‫مــن دول عربيــة وإســامية‪ -‬جنســية واحــدة مــن دول آســيا)‪.‬‬
‫‪‬دراســة طلبــات اللجــوء املتعلقــة بطالبــي اللجــوء الســوريني‪ ،‬وقــد مت االســتماع مــن طــرف‬
‫اللجنــة املختصــة إلــى أزيــد مــن ‪ 1141‬طالــب جلــوء‪.‬‬
‫ب ‪ -‬عملية التسوية االستثنائية للمهاجرين غير النظاميني‬
‫أطلقــت الســلطات عمليــة تســوية الوضعيــة االداريــة للمهاجريــن املقيمــن بطريقــة غيــر‬
‫قانونيــة باململكــة بــن ‪ 02‬ينايــر و‪ 31‬دجنبــر ‪ ،2014‬وســخرت لهــا إمكانيــات لوجيســتيكية‬
‫وبشــرية مهمــة أســفرت عــن قبــول ‪ 23.096‬طلبــا‪ ،‬أي بنســبة ‪ % 83‬مــن العــدد اإلجمالــي‬
‫للطلبــات املقدمــة‪ ،‬وذلــك مــن خــال‪:‬‬
‫▫فتــح ‪ 83‬مكتبــا علــى مســتوى جميــع عمــاالت وأقاليــم اململكــة‪ ،‬وتكويــن ‪ 3000‬عنصرا‬
‫ملواكبــة العملية‪.‬‬
‫▫االعتماد على نظام معلوماتي متطور‪ ،‬والقيام بعمليات التحسيس واإلخبار‪.‬‬
‫▫مساهمة املجتمع املدني بعضوين يف كل مكتب لتسوية الوضعية‪.‬‬
‫▫اعتماد تدابير استثنائية لتسوية وضعية النساء واألطفال‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫وطبقــا للتعليمــات امللكيــة الســامية مت إطــاق املرحلــة الثانيــة لعمليــة تســوية وضعيــة‬
‫األجانــب يف وضعيــة غيــر قانونيــة‪ ،‬خــال الفتــرة املمتــدة بــن ‪ 15‬دجنبــر ‪ 2016‬و‪ 31‬دجنبــر‬
‫‪ ،2017‬حيــث مت اســتقبال ‪ 28400‬ملفــا‪ ،‬ميثلــون ‪ 113‬جنســية‪ ،‬قبلــت منهــم اللجــان املختصــة‬
‫‪ 20.000‬طلــب والباقــي بصــدد الدراســة مــن طــرف اللجنــة الوطنيــة للطعــون‪.‬‬
‫ويف إطــار الفلســفة اإلنســانية لعملية التســوية هذه‪ ،‬وبعــد املشــاورات بــن املجلــس الوطنــي‬
‫حلقــوق اإلنســان والشــركاء املعنيــن‪ ،‬تقــرر اعتمــاد معاييــر أكثــر مرونــة لتمكــن عــدد أكبــر‬
‫مــن األجانــب مــن االســتفادة مــن عمليــة التســوية‪.‬‬
‫ونتيجــة لذلــك‪ ،‬وباإلضافــة إلــى األشــخاص الذيــن متــت تســوية وضعيتهــم علــى مســتوى‬
‫اللجــان اإلقليميــة‪ ،‬ستســتفيد مــن عمليــة التســوية االســتثنائية الفئــات التاليــة‪:‬‬
‫▫النســاء وأبنائهــن‪ ،‬بغــض النظــر عــن املعاييــر األوليــة التــي مت التنصيــص عليهــا‬
‫مســبقا‪.‬‬
‫▫القاصرون غير املرافقني‪.‬‬
‫▫األجانــب القــادرون علــى إثبــات قيامهــم بنشــاط مهنــي‪ ،‬الذيــن ال يتوفــرون علــى عقــد‬
‫الشغل‪.‬‬
‫▫األجنبيــات املتزوجــات أو األجانــب املتزوجــون مــن مغاربــة أو مــن أجانــب يف وضعيــة‬
‫إداريــة قانونيــة‪ ،‬بغــض النظــر عــن مــدة الــزواج‪.‬‬
‫▫األجانــب الذيــن لــم يتمكنــوا مــن إثبــات إقامتهــم باملغــرب ملــدة خمــس ســنوات‪ ،‬لكنهــم‬
‫يتوفــرون علــى مســتوى تعليمــي يعــادل اإلعــدادي‪.‬‬
‫ومواصلــة لهــذه اجلهــود مت متديــد مــدة صالحيــة بطاقــة اإلقامــة إلــى ‪ 3‬ســنوات عــوض‬
‫ســنة واحــدة‪ ،‬وذلــك بعــد مــرور ســنة علــى تســوية اإلقامــة باملغــرب‪ ،‬وكــذا تســريع وتبســيط‬
‫إجــراءات تســليم وجتديــد بطاقــة اإلقامــة‪.‬‬
‫ت ‪ -‬اللجنة الوطنية للطعون‬
‫تتولــى اللجنــة الوطنيــة للطعــون التــي أحدثــت يف ‪ 27‬يونيــو ‪ 2014‬حتــت رئاســة املجلــس‬
‫الوطنــي حلقــوق اإلنســان إصــدار مقرراتهــا بشــأن مــآل الطلبــات التــي أبــدت بشــأنها‬
‫اللجــان احملليــة رأيــا ســلبيا أو الطعــون التــي يوجههــا إليها املتقدم بالطلب بشــكل مباشــر‪.‬‬
‫وقــد مت اعتمــاد تدابيــر اســتثنائية حمايــة للنســاء املهاجــرات‪ ،‬حيــث مت اعتمــاد توصيــة‬
‫اللجنــة الوطنيــة للطعــون بتســوية الوضعيــة االداريــة جلميــع املهاجــرات وأطفالهــن دون‬
‫التقيــد بالشــروط املنصــوص عليهــا لالســتفادة مــن هــذه العمليــة‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫‪ .2‬تأهيل وحتيني اإلطار القانوني واملؤسساتي‬
‫إن تأهيــل اإلطــار القانونــي واملؤسســاتي املتعلــق بالهجــرة واللجــوء ينــدرج يف ســياق متكــن‬
‫اململكــة املغربيــة مــن نظــام وطنــي فعــال لتدبيــر قضايــا الهجــرة واللجــوء بشــكل يتطابــق مــع‬
‫املعاييــر الدوليــة‪ ،‬ويحتــرم التزاماتهــا يف مجــال حقــوق اإلنســان وفــق مقاربــة إنســانية شــاملة‪،‬‬
‫مــع حتيــن القوانــن ذات الصلــة التــي تأخــذ بعــن االعتبــار مــا يتطلبــه اســتقبال املهاجريــن‬
‫والالجئــن مــن إمكانــات لتوفيــر الظــروف املالئمــة إلقامتهــم‪ ،‬ومتكــن املقيمني منهــم بطريقة‬
‫نظاميــة مــن فــرص الشــغل وأســباب االندمــاج االقتصــادي واالجتماعــي وشــروط العيــش‬
‫الكــرمي‪.‬‬
‫ومن بني التدابير التشريعية التي مت اتخاذها يف هذا اإلطار‪:‬‬
‫▫القانــون رقــم ‪ 27.14‬يتعلــق مبكافحــة االجتــار بالبشــر الصــادر بتاريــخ ‪ 25‬غشــت‬
‫‪2016‬‬
‫قــدم هــذا القانــون ألول مــرة يف املغــرب تعريفــا جلرميــة االجتــار بالبشــر وجميــع أشــكال‬
‫االســتغالل املرتبطــة بهــا‪ ،‬وفقــا لبروتوكــول منــع وقمع ومعاقبة االجتار باألشــخاص‪ ،‬وبخاصة‬
‫النســاء واألطفــال‪ ،‬الــذي صــادق عليــه املغــرب ســنة ‪.2011‬‬
‫ويتضمــن هــذا القانــون الــذي يغيــر ويتمــم مجموعــة القانــون اجلنائــي والقانــون رقــم ‪22.01‬‬
‫املتعلــق باملســطرة اجلنائيــة فيمــا يخــص مكافحــة االجتــار بالبشــر وبســن أحــكام خاصــة‪،‬‬
‫علــى مقتضيــات حلمايــة ضحايــا االجتــار بالبشــر والتــي تتجلــى يف معاقبــة اجلنــاة وتوفيــر‬
‫آليــات احلمايــة مــن خــال توفيــر الرعايــة الصحيــة والدعــم النفســي واالجتماعــي لفائــدة‬
‫ضحايــا االجتــار بالبشــر وتوفيــر أماكــن إليوائهــم وتقــدمي املســاعدة القانونيــة الالزمــة لهــم‬
‫وتيســير ســبل اندماجهــم يف احليــاة االجتماعيــة‪ .‬كمــا مت مبوجبــه إحــداث اللجنــة الوطنيــة‬
‫لتنســيق إجــراءات مكافحــة االجتــار بالبشــر والوقايــة منــه‪ .‬وبتاريــخ ‪ 6‬يوليــوز ‪ 2018‬مت‬
‫اعتمــاد املرســوم رقــم ‪ 2.17.740‬بشــأن حتديــد تأليــف هــذه اللجنــة وكيفيــة ســيرها‪ ،‬والتــي‬
‫أشــرف رئيــس احلكومــة علــى تنصيــب أعضاءهــا بتاريــخ ‪ 23‬مــاي ‪.2019‬‬
‫▫مشروع قانون رقم ‪ 66.17‬يتعلق باللجوء وشروط منحه‬
‫تضمــن هــذا املشــروع مجموعــة مــن الضمانــات واحلقــوق اخلاصــة بالالجئــن وطالبــي‬
‫اللجــوء‪ ،‬كمــا عــرف مفهــوم الالجــئ‪ ،‬وكــرس أصنافــا مختلفــة مــن احلمايــة‪ ،‬وكــذا شــروط‬
‫االســتحقاق وإنهــاء وفقــدان صفــة الجــئ‪ ،‬واآلثــار املترتبــة عــن االعتــراف بهــذه الصفــة‪،‬‬
‫وحتديــد مســطرة واضحــة فيمــا يتعلــق بفحــص ودراســة طلبــات اللجــوء‪ ،‬باإلضافــة إلــى‬
‫إقــرار احلــق يف الطعــون يف طلبــات اللجــوء املرفوضــة‪.‬‬

‫‪194‬‬
‫▫مشروع قانون رقم ‪ 72.17‬يتعلق بدخول وإقامة األجانب باململكة املغربية وبالهجرة‬
‫يتضمــن مشــروع هــذا القانــون الــذي ســيعوض القانــون رقــم ‪ 02-03‬املتعلــق بدخــول وإقامــة‬
‫األجانــب باململكــة املغربيــة وبالهجــرة غيــر املشــروعة مجموعــة مــن املبــادئ القائمــة علــى‬
‫مقاربــة حقوقيــة ملعاجلــة دخــول وإقامــة األجانــب وخروجهــم مــن التــراب املغربــي‪ ،‬تأخــذ بعني‬
‫االعتبــار األبعــاد الدوليــة واإلقليميــة للظاهــرة‪ .‬ومت اســتحضار يف مســار إعــداد مشــروع هــذا‬
‫القانــون االلتزامــات الدوليــة للمملكــة مبوجــب القانــون الدولــي حلقــوق اإلنســان واملعاهــدات‬
‫الثنائيــة ذات الصلــة والدســتور والتقاريــر الصــادرة عــن املنظمــات الدوليــة وجمعيــات املجتمع‬
‫املدنــي ذات الصلــة‪ ،‬وتضمــن املشــروع مختلــف احلقــوق األساســية للمهاجريــن مبختلــف‬
‫أصنافهــم يف احتــرام تــام للكرامــة اإلنســانية دون متييــز‪.‬‬
‫وإذا كان القانــون املتعلــق مبكافحــة االجتــار بالبشــر موضــوع إشــادة مــن طــرف اآلليــات‬
‫األمميــة حلقــوق اإلنســان ومحــط تقديــر مــن طــرف منظمــات املجتمــع املدنــي العاملــة يف‬
‫مجــال الهجــرة واللجــوء‪ ،‬إال أن مختلــف الفاعلــن الوطنيــن والدوليــن ينتظــرون إصــدار‬
‫النصــوص القانونيــة املتعلقــة بالهجــرة واللجــوء‪ ،‬وذلــك بحكــم أن مشــاريع هــذه النصــوص‬
‫وإن أعــدت مســوداتها األولــى منــذ ســنة ‪ 2014‬إال أنهــا لــم يتــم احلســم فيهــا إلــى غايــة متــم‬
‫ســنة ‪.2018‬‬
‫‪ . 3‬موجز حصيلة تنفيذ االستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء‬
‫يعتبــر إدمــاج املهاجريــن والالجئــن مــن التحديــات األساســية التــي تواجههــا دول االســتقبال‪،‬‬
‫ويشــكل أحــد االنشــغاالت اجلوهريــة لسياســاتها يف مجــال الهجــرة‪ .‬وقــد عملــت احلكومــة‬
‫يف هــذا اإلطــار علــى اعتمــاد اســتراتيجية وطنيــة للهجــرة واللجــوء ســنة ‪ 2014‬ترمــي إلــى‬
‫إصــاح منظومــة الهجــرة واللجــوء يف إطــار مقاربــة إنســانية أكثــر عدالــة وجناعــة‪ ،‬وتهــدف‬
‫إلــى ضمــان إدمــاج أحســن للمهاجريــن وتدبيــر أفضــل لتدفقــات الهجــرة وفقــا لسياســة‬
‫منســجمة وشــاملة وذات بعــد إنســاني‪ .‬ولهــذه الغايــة تضمنــت هــذه السياســة ‪ 11‬برنامجــا و‪81‬‬
‫مشــروعا تــروم كلهــا إدمــاج املهاجريــن والالجئــن املقيمــن باملغــرب علــى جميــع املســتويات‬
‫االقتصاديــة واالجتماعيــة والثقافيــة والتربويــة‪ .‬وتتلخــص أهــم هــذه البرامــج يف احملــاور‬
‫األساســية التاليــة‪:‬‬
‫•على مستوى الولوج إلى التعليم والتربية غير النظامية‬
‫ســعيا إلــى إدمــاج ابنــاء املهاجريــن والالجئــن يف نظــام التعليــم النظامــي وغيــر النظامــي‬
‫وتعزيــز تنــوع أشــكال التعبيــر الثقــايف مت تبســيط تدابيــر تســجيل األطفــال املهاجريــن‬
‫والالجئــن‪ ،‬ووضــع إجــراءات إلدماجهــم يف النظــام التعليمــي النظامــي وغيــر النظامــي‬
‫مــن خــال إصــدار مذكــرة وزاريــة عــدد ‪ 487/ 13‬بتاريــخ ‪ 9‬أكتوبــر ‪ 2013‬تتعلــق بإدمــاج‬
‫أبنــاء املهاجريــن والالجئــن يف مختلــف أســاك التربيــة الوطنيــة‪ ،‬كيفمــا كانــت الوضعيــة‬
‫القانونيــة إلقامتهــم‪ .‬وكــذا إصــدار مذكــرة تنظيميــة رقــم ‪ 139/ 18‬بتاريــخ ‪ 05‬أكتوبــر ‪2018‬‬

‫‪195‬‬
‫بخصــوص إدمــاج التلميــذات والتالميــذ الوافديــن مــن اخلــارج يف التعليــم املدرســي املغربــي‪.‬‬
‫فبخصوص التعليم األساسي مت‪:‬‬
‫‪ -‬تســجيل ‪ 6248‬طفــل مهاجــر برســم املوســم الدراســي ‪ 2017 - 2016‬مــن بينهــم‬
‫‪ 2980‬فتــاة‪ ،‬و‪ 5545‬طفــل برســم املوســم الدراســي ‪.2018 - 2017‬‬
‫إدمــاج أبنــاء املهاجريــن والالجئــن يف برامــج املســاعدة علــى التمــدرس ومكافحــة‬ ‫‪-‬‬
‫الهــدر املدرســي خاصــة فيمــا يتعلــق باســتفادتهم مــن اخلدمــات التــي تقدمهــا املطاعــم‬
‫املدرســية والداخليــات‪ ،‬واالســتفادة مــن برنامــج مليــون محفظــة مدرســية‪.‬‬
‫إحــداث أقســام تأهيليــة لفائــدة التالميــذ أبنــاء املهاجريــن والالجئــن وطالبــي اللجــوء‬ ‫‪-‬‬
‫لاللتحــاق بالنظــام الدراســي املغربــي‪.‬‬
‫وعلــى مســتوى التعليــم العالــي يعتبــر التعــاون األكادميــي والتقنــي مــن أهــم ركائــز التعــاون‬
‫الدولــي‪ .‬ذلــك أن عــددا مهمــا مــن الطلبــة األجانــب يتابعــون تعليمهــم اجلامعــي مبختلــف‬
‫اجلامعــات العموميــة واخلاصــة ومؤسســات التكويــن العالــي‪ ،‬عبــر برامــج التبــادل والتعــاون‬
‫التــي مت وضعهــا‪ .‬ويشــكل الطلبــة القادمــون مــن دول إفريقيــا جنــوب الصحــراء أهــم فئــة‪.‬‬
‫وفيمــا يلــي حصيلــة رقميــة عــن عــدد الطلبــة األجانــب باملغــرب‪:‬‬
‫العــدد اإلجمالــي للطلبــة األجانــب باملغــرب‪ 20410 :‬طالبــة وطالبــا بالتعليــم العالــي‬ ‫‪-‬‬
‫برســم الســنة اجلامعيــة ‪.2018 - 2017‬‬
‫‪ -‬عدد الطلبة األجانب املستفيدين من منح مقدمة من اململكة‪ 8225 :‬طالبة وطالبا‪.‬‬
‫‪ -‬عــدد الطلبــة األجانــب املســتفيدين مــن الســكن اجلامعــي والداخليــات‪ 1614 :‬طالبــة‬
‫وطالبــا‪.‬‬
‫‪ -‬مت متديــد نســبة اســتيعاب الطلبــة األجانــب إلــى ‪ % 5‬بالســنة األولــى يف مختلــف‬
‫املؤسســات ذات االســتقطاب احملــدود‪.‬‬
‫‪ -‬مت إدماج الطلبة األجانب بنظام التغطية الصحية املجانية املمنوحة للطلبة باملغرب‪.‬‬
‫أما بخصوص التربية غير النظامية فقد مت تسجيل‪:‬‬
‫‪ 300‬طفــل مــن أبنــاء املهاجريــن والالجئــن يف برامــج التربيــة غيــر النظاميــة برســم‬ ‫‪-‬‬
‫املوســم الدراســي ‪.2018 - 2017‬‬
‫تقــدمي دروس الدعــم التربــوي لألطفــال املهاجريــن الذيــن يعانــون مــن صعوبــات يف‬ ‫‪-‬‬
‫بعــض املــواد املدرســية‪.‬‬
‫‪ -‬تســجيل ‪ 150‬طفــا مــن أبنــاء املهاجريــن والالجئــن يف التعليــم األولــي برســم املوســم‬
‫الدراســي لســنة ‪.2018 - 2017‬‬

‫‪196‬‬
‫‪ -‬متويــل أكثــر مــن ‪ 10‬مشــاريع ثقافيــة للجمعيــات العاملــة يف مجــال تعليــم اللغــات‬
‫والثقافــة املغربيــة لفائــدة املهاجريــن والالجئــن‪ ،‬وهــو مــا ميثــل ‪ 460‬مســتفيدا برســم‬
‫املوســم الدراســي ‪.2017 - 2016‬‬
‫•على املستوى الثقايف‬
‫‪ -‬تقــدمي دروس تعليــم الثقافــة املغربيــة للمهاجريــن والالجئــن لفائــدة ‪ 1063‬مســتفيد‬
‫برســم املوســم التربوي ‪ 2017 - 2016‬و‪ 1615‬مســتفيد برســم املوســم الدراســي لســنة‬
‫‪ 2018 - 2017‬عــن طريــق الدعــم املقــدم للجمعيــات الشــريكة للــوزارة العاملــة يف هــذا‬
‫املجــال‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيــم تظاهــرات وأنشــطة ثقافيــة تتعلــق بإنعــاش ثقافات البلــدان األصلية للمهاجرين‬
‫وتعزيــز التالقــح الثقــايف‪ ،‬كمــا مت تنظيــم مســابقات تربويــة يف مجــال الرســم والكتابــة‬
‫وقــد مت انتقــاء ‪ 23‬فائــزا علــى املســتوى الوطنــي برســم ســنة ‪ 2017 - 2016‬و‪ 33‬فائــزا‬
‫برســم ســنة ‪.2018 - 2017‬‬
‫وباملــوازاة مــع ذلــك‪ ،‬مت وضــع برامــج لتعليــم اللغات والثقافة املغربيــة للمهاجرين والالجئني‬
‫وأفــراد أســرهم حتــى يتمكنــوا مــن اآلليــات التواصليــة مــع املجتمــع املغربــي ويســتوعبوا‬
‫اخلصوصيــات الثقافيــة واحلضاريــة للمملكــة املغربيــة‪ ،‬وذلــك مــن أجــل ضمــان اندمــاج‬
‫ســلس وواع باملجتمــع املغربــي‪.‬‬
‫د ‪ -‬على مستوى الولوج إلى البرامج الترفيهية والرياضية‬
‫‪ -‬تســهيل ولــوج الشــباب مــن املهاجريــن والالجئــن ملختلــف األنشــطة الترفيهيــة‬
‫واخلدمــات املقدمــة مــن طــرف املراكــز الرياضيــة والبنيــات القائمــة (دور الشــباب‪،‬‬
‫مالعــب القــرب‪ ،‬مراكــز التكويــن اخلاصــة بالفتيــات‪.)....‬‬
‫‪ -‬إشــراك أبنــاء املهاجريــن والالجئــن يف مجموعــة مــن امللتقيــات املوضوعاتيــة‬
‫واملخيمــات الصيفيــة يف مختلــف املناطــق‪ ،‬حيــث اســتفاد ‪ 500‬طفــا مــن املخيمــات‬
‫الصيفيــة خــال صيــف ‪ ،2017‬و‪ 600‬طفــا خــال صيــف ‪.2018‬‬
‫‪ -‬إدمــاج املهاجــرات والالجئــات يف مراكــز تكويــن الفتيات باألندية النســوية ومبختلف‬
‫التخصصــات كاإلعالميــات والفندقــة وريــاض األطفــال‪.‬‬
‫ج ‪ -‬على مستوى الولوج إلى اخلدمات الصحية‬
‫يهــدف هــذا البرنامــج إلــى ضمــان ولــوج املهاجريــن والالجئــن إلى العالج‪ ،‬بنفس الشــروط‬
‫املتوفــرة للمغاربــة وإلــى تنســيق عمــل اجلمعيــات يف مجــال الصحــة‪ .‬وقــد مت العمــل يف‬
‫هــذا الصــدد علــى اتخــاذ مجموعــة مــن االجــراءات وهــي كالتالــي‪:‬‬
‫إعــداد البرنامج الوطنــي اخلــاص بالنهــوض بصحــة املهاجريــن ‪،2021 - 2017‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪197‬‬
‫الــذي يتضمــن تقــدمي خدمــات عالجيــة‪ ،‬التشــخيص والتكفل باألمــراض الوبائيــة‬
‫مجانــا لفائدة املهاجريــن‪ .‬وتعمــل وزارة الصحــة مــع مجموعــة مــن الشــركاء علــى‬
‫التنزيــل الترابــي لهــذا البرنامــج مبختلــف جهــات اململكــة‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيــم حمــات لإلعــام والتحســيس للمهاجريــن والالجئــن والعاملــن بقطــاع‬
‫الصحــة بشــأن احلــق يف الولــوج للخدمــات الصحيــة بالنســبة للجميــع‪ ،‬ال ســيما‬
‫مــن خــال تكويــن الطاقــم الطبــي (األطبــاء واملمرضــن) حــول الرعايــة الطبيــة‬
‫للمهاجريــن‪.‬‬
‫‪ -‬تعيــن ‪ 75‬مســاعدا اجتماعيــا يعملــون يف مستشــفيات مختلفــة يف جميــع أنحــاء‬
‫اململكــة لتقــدمي املعلومــات والتوجيــه واملســاعدة للمهاجريــن والالجئــن يف‬
‫ا ملستشــفيا ت ‪.‬‬
‫كما يستفيد املهاجرون والالجئون من أهم البرامج الصحية الوطنية التالية‪:‬‬
‫البرنامــج الوطنــي حملاربــة داء الســل (‪ 967‬مهاجــرا مســتفيدا مــن الكشــف خــال‬ ‫‪-‬‬
‫ســنة ‪.)2018‬‬
‫‪ -‬البرنامــج الوطنــي حملاربــة األمــراض الطفيليــة‪ ،‬تتبــع األمــراض املزمنــة كــداء‬
‫الســكري والضغــط‪ ...‬الــذي تشــرف عليهــم وزارة الصحــة‪ ،‬وذلــك عــن طريــق‬
‫احلمــات التحسيســية‪ ،‬الكشــف املجانــي‪ ،‬الفحــص املجهــري ومتابعــة احلــاالت‬
‫املصابــة‪.‬‬
‫‪ -‬برامج مراقبة احلمل والوالدة (‪ 745‬مهاجرة مستفيدة خالل سنة ‪.)2018‬‬
‫‪ -‬برامج تنظيم األسرة (‪ 502‬مهاجرة مستفيدة خالل سنة ‪.)2018‬‬
‫البرنامــج الوطنــي للتلقيــح بالنســبة ألطفــال املهاجريــن (‪ 751‬طفــل مســتفيد خــال‬ ‫‪-‬‬
‫ســنة ‪.)2018‬‬
‫ويف إطــار مســاهمة املجتمــع املدنــي يف تســهيل ولــوج املهاجريــن والالجئــن يف وضعيــة‬
‫هشاشــة للخدمــات الصحيــة‪ ،‬وبدعــم مــن الســلطات العموميــة‪ ،‬مت تنظيــم مجموعــة مــن‬
‫احلمــات والقوافــل الطبيــة‪ ،‬يف املــدن التــي تعــرف توافــدا مهمــا للمهاجريــن‪ ،‬طيلــة ســنة‬
‫‪ 2017‬وخــال الثمــان أشــهر األولــى مــن ســنة ‪ ،2018‬حيــث ســجل‪:‬‬
‫‪ 600‬مستفيدا من الكشف الطبي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 2000 -‬مستفيدا من املعدات الطبية واألدوية‪.‬‬
‫‪ 50 -‬مستفيدة من الكشف الطبي شامل لفائدة النساء املهاجرات‪.‬‬
‫ويف إطار برنامج « متكني املهاجرين ‪ ،»II‬استفادت ‪ 1274‬مهاجرة (وخاصة النساء احلوامل‪،‬‬
‫‪198‬‬
‫واللواتــي لديهــن أطفــال أو ضحايــا العنــف) مــن تتبــع شــامل حلالتهــن الصحية (كشــوفات‬
‫طبيــة‪ ،‬رعايــة نفســية‪ )...،‬يف كل مــن الربــاط ووجــدة‪.‬‬
‫وبخصــوص التغطيــة الصحيــة مت توقيــع اتفاقيــة شــراكة بــن الــوزارة املنتدبة املكلفــة باملغاربة‬
‫املقيمــن باخلــارج وشــؤون الهجــرة والوكالــة الوطنيــة للتأمــن الصحــي يف ‪ 28‬مــارس ‪2017‬‬
‫مــن أجــل إصــدار بطائــق التغطيــة الصحيــة وبالتالــي متتيــع املهاجريــن بتغطيــة مماثلــة لنظــام‬
‫املســاعدة الطبية‪.‬‬
‫و ‪ -‬على مستوى االستفادة من السكن‬
‫يهــدف هــذا البرنامــج إلــى تشــجيع احلــق يف الســكن للمهاجريــن والالجئــن يف إطــار‬
‫الشــروط املتوفــرة للمغاربــة‪ .‬ويف هذا الصــدد‪ ،‬مت متكــن املهاجريــن والالجئــن مــن‬
‫االســتفادة مــن برامــج الســكن االجتماعــي واالقتصــادي املدعمــة مــن طــرف الدولــة وفقــا‬
‫للشــروط املتوفــرة للمغاربــة‪ ،‬وذلــك يف إطــار تعديــل املــادة ‪ 247‬مــن قانــون املاليــة لســنة‬
‫‪ 2015‬الــذي شــمل اســتفادة األجانــب املقيمــن باملغــرب مــن برامــج الســكن االجتماعــي‪.‬‬
‫ز ‪ -‬على مستوى الولوج إلى سوق الشغل‬
‫‪ -‬اســتفادة ‪ 717‬مهاجــر مــن ورشــات البحــث عــن العمــل‪ 549 :‬مقابلــة تشــخيصية‬
‫لتحديــد حاجيــات املترشــح‪ ،‬و‪ 607‬طلــب عمــل وكــذا إدمــاج ‪ 49‬مهاجــر يف ســوق‬
‫الشــغل‪ 32 ،‬منهــم عــن طريــق عقــد عمــل يف إطــار برنامــج املســاعدة علــى التشــغيل‬
‫«إدمــاج»‪ ،‬خــال الفتــرة املمتــدة مــن ‪ 2015‬إلــى ‪.2018‬‬
‫‪ -‬التأشــير علــى ‪ 203‬عقــد عمل لصالــح املهاجريــن مــا بــن ‪ 2015‬وأكتوبــر ‪،2018‬‬
‫وذلــك يف إطــار تبســيط تســليم رخــص العمــل لهاتــه الفئــة‪.‬‬
‫اســتفادة ‪ 23‬مهاجــر مــن املواكبــة املقدمــة مــن طــرف الوكالــة الوطنيــة إلنعــاش الشــغل‬ ‫‪-‬‬
‫والكفــاءات‪ ،‬مــا بــن ‪ 2018 - 2017‬يف إطــار برنامــج املقــاول الذاتــي‪.‬‬
‫‪ -‬تســهيل تســليم رخــص العمــل لــكل مهاجــر نظامــي لديــه عقــد عمــل دون االلتــزام‬
‫مبســطرة األولويــة لفائــدة املواطنــن املغاربــة‪ ،‬حيــث مت تقليــص مــدة تســليم الشــهادة‬
‫التــي تســلمها الوكالــة الوطنيــة إلنعــاش التشــغيل والكفــاءات بالنســبة للكفــاءات النادرة‬
‫إلــى ‪ 48‬ســاعة‪ .‬وقــد مت إصــدار ‪ 2192‬شــهادة لفائــدة األشــخاص ذوي الكفــاءات‬
‫النــادرة بــن ســنتي ‪ 2015‬و‪.2017‬‬
‫‪ -‬إعداد تطبيق خاص باملهاجرين «‪.»Welcome ANAPEC‬‬
‫وبالرغــم مــن املجهــودات املبذولــة يف هــذا املجــال‪ ،‬إال أن تيســير ولــوج املهاجريــن إلــى العمــل‬
‫يتوقــف علــى مراجعــة قــرار وزيــر التشــغيل والتكويــن املهنــي رقــم ‪ 350.05‬الصــادر بتاريــخ ‪9‬‬
‫فبرايــر ‪ 2005‬بتحديــد منــوذج عقــد الشــغل اخلــاص باألجانــب‪ ،‬وال ســيما مــا يتعلــق بضــرورة‬

‫‪199‬‬
‫اإلدالء بشــهادة مســلمة مــن قبــل الوكالــة الوطنيــة إلنعــاش التشــغيل والكفــاءات تبــن عــدم‬
‫توفــر اخلبــرات املغربيــة لشــغل املنصــب الــذي سيشــغله األجيــر األجنبــي‪.‬‬
‫ت ‪ -‬معاجلة إشكاليات الهجرة غير النظامية‬
‫مت الشــروع يف تنفيــذ برنامــج‪ ،‬أعــد وفــق مقاربــة إنســانية ومحترمــة حلقــوق اإلنســان‪ ،‬يهــدف‬
‫بشــكل خــاص إلــى التحكــم يف تدفقــات الهجــرة‪ .‬وانســجاما مــع أهــداف هــذا البرنامــج‬
‫وضعــت الســلطات املعنيــة خطــة أمنيــة وطنيــة طموحــة يف مجــال محاربــة شــبكات تهريــب‬
‫املهاجريــن‪ ،‬التــي أصبحــت تأخــذ أشــكاال جديــدة مــن حيــث التنظيــم والعالقــات مع الشــبكات‬
‫اإلجراميــة الدوليــة األخــرى‪.‬‬
‫وترتكز هذه اخلطة على ما يلي‪:‬‬
‫احلــد مــن أنشــطة هــذه الشــبكات خصوصــا التــي تنشــط عبــر احلــدود‬ ‫‪-‬‬
‫الشــرقية‪ ،‬التــي تشــهد ‪ % 92‬مــن محــاوالت تســرب املهاجريــن‪.‬‬
‫تشــجيع العــودة الطوعيــة للمهاجريــن يف وضعيــة غيــر قانونيــة‪ ،‬وذلــك بتعــاون‬ ‫‪-‬‬
‫مــع املنظمــة الدوليــة للهجــرة والهيئــات الدبلوماســية لبلدانهــم‪ ،‬يف ظــروف‬
‫حتتــرم حقوقهــم وكرامتهــم (‪ 1153‬مســتفيد مــن البرنامــج بــن ينايــر ‪2018‬‬
‫وشــتنبر ‪.)2018‬‬
‫ولتأطيــر هــذه املبــادرات‪ ،‬مت الشــروع يف تنفيــذ برنامــج عمــل يــروم تطويــر قــدرات اجلهــات‬
‫الفاعلــة يف قضيــة الهجــرة واللجــوء واالجتــار بالبشــر مــن مســؤولني إداريــن ومنتخبــن‬
‫ومكونــات املجتمــع املدنــي‪.‬‬
‫ومــع ذلــك فــإن األوضــاع الهشــة للعديــد مــن املهاجريــن‪ ،‬وال ســيما املهاجريــن املتواجديــن يف‬
‫وضعيــات إداريــة غيــر قانونيــة‪ ،‬يثيــر االنتبــاه‪ ،‬حيــث أضحــت تنتشــر جتمعــات خاصــة بهــم‬
‫كمشــردين وبــدون مــأوى يف العديــد مــن مــدن اململكــة‪ ،‬كمــا يالحــظ تنامــي ظاهــرة التســول‬
‫بينهــم يف الطــرق العامــة‪ .‬الشــيء الــذي يســتوجب بــذل املزيــد مــن اجلهــود ســواء مــن قبــل‬
‫الدولــة أو املجتمــع لتخفيــف قســاوة ظــروف عيشــهم‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫خامسا ‪ -‬حماية حقوق الشباب والنهوض بها‬

‫ظلــت قضايــا الشــباب منــذ االســتقالل‬


‫مقتطف من الخطاب الملكي‬ ‫تعالــج بشــكل جزئــي يف إطــار خطــط‬
‫السامي بمناسبة الذكرى ‪ 65‬لثورة‬ ‫قطاعيــة واســتراتيجيات وطنيــة تتعلــق‬
‫الملك والشعب‪ 20 ،‬غشت ‪2018‬‬ ‫مبواضيــع خاصــة أو وفقــا ملقاربــات‬
‫«لقــد ســبق أن أكــدت‪ ،‬فــي خطــاب‬ ‫ظرفيــة‪ ،‬وبالنظــر إلــى املكانــة الدســتورية‬
‫افتتــاح البرلمــان‪ ،‬علــى ضــرورة وضــع‬ ‫حلقــوق الشــباب يف دســتور ‪ ،2011‬وال‬
‫قضايــا الشــباب فــي صلــب النمــوذج‬ ‫ســيما إحــداث مجلــس استشــاري للشــباب‬
‫التنمــوي الجديــد‪ ،‬ودعــوت إلعــداد‬ ‫والعمــل اجلمعــوي‪ ،‬فقــد بــات تأطيــر العمــل‬
‫اســتراتيجية مندمجــة للشــباب‪ ،‬والتفكيــر‬ ‫احلكومــي وفعــل باقــي الســلطات العموميــة‬
‫فــي أنجــع الســبل للنهــوض بأحوالــه‪.‬‬ ‫بسياســة وطنيــة إلدمــاج الشــباب يف‬
‫صلـــب التحــوالت السياســية واالقتصاديــة‬
‫فــا يمكــن أن نطلــب مــن شــاب‬ ‫والتنموية والثقافية التـي يشـهدها املجتمـع‬
‫القيــام بــدوره وبواجبــه دون تمكينــه‬ ‫ضــرورة لتقليــص الفجــوة بــن العــرض‬
‫مــن الفــرص والمؤهــات الالزمــة لذلــك‪.‬‬ ‫العمومــي مــن حيــث البنايــات واخلدمــات‬
‫علينــا أن نقــدم لــه أشــياء ملموســة فــي‬ ‫وبــن احلاجيــات الفعليــة للشــباب‪ ،‬خاصــة‬
‫التعليــم والشــغل والصحــة وغيــر ذلــك‪.‬‬ ‫وأن تعاظــم املخاطــر احمليطــة بالشــباب‬
‫ولكــن قبــل كل شــيء‪ ،‬يجــب أن‬ ‫يعــد حتديــا وطنيــا ورهانــا لربــح حاضــر‬
‫نفتــح أمامــه بــاب الثقــة واألمــل فــي‬ ‫شــباب اليــوم ومســتقبل األجيــال الصاعدة‪.‬‬
‫المســتقبل ‪...‬‬
‫وتتمثــل هــذه املخاطــر أساســا يف أن ‪%29،3‬‬
‫مــن الشــباب املغاربــة املتراوحــة أعمارهــم فتمكيــن الشــباب مــن االنخــراط فــي‬
‫بــن ‪ 15‬و‪ 24‬ســنة ال يعملــون وال يدرســون الحيــاة االجتماعيــة والمهنيــة ليس امتيازا‬
‫وال يتابعــون أي تكويــن حســب إحصائيــات ألن مــن حــق أي مواطــن‪ ،‬كيفمــا‬
‫املندوبيــة الســامية للتخطيــط ســنة ‪ ،2017‬كان الوســط الــذي ينتمــي إليــه‪ ،‬أن‬
‫وبلغ معدل األمية يف صفوف الشــباب ‪ % 11‬يحظــى بنفــس الفــرص والحظــوظ مــن‬
‫علــى الصعيــد الوطنــي‪ ،‬وتــزداد هذه النســبة تعليــم جيــد وشــغل كريــم‪».‬‬
‫يف األوســاط القرويــة وشــبه احلضريــة‪ ،‬وأن‬
‫نســبة الشــباب الذين تقل أعمارهم عن ‪ 35‬ســنة يف الوظيفة العمومية ال يتجاوز نســبة ‪% 26‬‬
‫ســنة ‪ ،2018‬باإلضافــة إلــى ضعــف نســبة انخــراط الشــباب يف احليــاة العامــة‪ ،‬حيــث ال تتجــاوز‬
‫نســبة انخــراط الشــباب يف اجلمعيــات ‪ ،% 15‬أمــا يف األحــزاب السياســية فــا تتعــدى ‪،% 1‬‬
‫فضــا عــن تنامــي االنزياحــات الســلوكية للشــباب نحــو التطرف والعنــف وتعاطي املخــدرات‪...‬‬
‫وتبعــا للتوجيهــات امللكيــة الســامية يف خطابــه مبناســبة افتتــاح الــدورة األولــى مــن الســنة‬
‫التشــريعية الثانيــة مــن الواليــة التشــريعية العاشــرة يــوم ‪ 13‬أكتوبــر ‪ ،2017‬التــي دعــا فيهــا‬
‫إلــى بلــورة سياســة جديــدة مندمجــة للشــباب‪ ،‬اعتمــدت احلكومة السياســة الوطنيــة املندمجة‬
‫للشــباب بتاريــخ ‪ 09‬مــاي ‪.2019‬‬

‫‪201‬‬
‫‪ - 1‬اإلطار القانوني لحماية حقوق الشباب والنهوض بها‬

‫الدستور‬
‫الفصل ‪33‬‬
‫على السلطات العمومية اتخاذ التدابير املالئمة لتحقيق ما يلي‪:‬‬
‫توســيع وتعميــم مشــاركة الشــباب يف التنميــة االجتماعيــة واالقتصاديــة والثقافية والسياســية‬
‫للبالد‪.‬‬
‫مســاعدة الشــباب علــى االندمــاج يف احليــاة النشــيطة واجلمعويــة‪ ،‬وتقــدمي املســاعدة ألولئــك‬
‫الذيــن تعترضهــم صعوبــة يف التكيــف املدرســي أو االجتماعــي أو املهنــي‪.‬‬
‫تيســير ولــوج الشــباب للثقافــة والعلــم والتكنولوجيــا‪ ،‬والفــن والرياضــة واألنشــطة الترفيهيــة‪،‬‬
‫مــع توفيــر الظــروف املواتيــة لتفتــق طاقاتهــم اخلالقــة واإلبداعيــة يف كل هــذه املجــاالت‪.‬‬
‫يحدث مجلس استشاري للشباب والعمل اجلمعوي‪ ،‬من أجل حتقيق هذه األهداف‪.‬‬

‫الفصل ‪170‬‬
‫يعتبــر املجلــس االستشــاري للشــباب والعمــل اجلمعــوي‪ ،‬احملــدث مبوجــب الفصــل ‪ 33‬مــن هذا‬
‫الدســتور‪ ،‬هيئــة استشــارية يف مياديــن حمايــة الشــباب والنهــوض بتطويــر احليــاة اجلمعويــة‪.‬‬
‫وهــو مكلــف بدراســة وتتبــع املســائل التــي تهــم هــذه املياديــن‪ ،‬وتقــدمي اقتراحــات حــول كل‬
‫موضــوع اقتصــادي واجتماعــي وثقــايف‪ ،‬يهــم مباشــرة النهــوض بأوضــاع الشــباب والعمــل‬
‫اجلمعــوي‪ ،‬وتنميــة طاقاتهــم اإلبداعيــة‪ ،‬وحتفيزهــم علــى االنخــراط يف احليــاة الوطنيــة‪،‬‬
‫بــروح املواطنــة املســؤولة‪.‬‬

‫أهم النصوص القانونية املتعلقة بالشباب‬


‫القانــون رقــم ‪ 89.15‬املتعلــق باملجلــس االستشــاري للشــباب والعمــل اجلمعــوي الصــادر بتاريــخ‬
‫‪ 18‬ينايــر ‪.2018‬‬
‫القانون رقم ‪ 30.09‬املتعلق بالتربية البدنية والرياضة الصادر بتاريخ ‪ 25‬أكتوبر ‪.2010‬‬

‫‪202‬‬
‫‪ - 2‬أهم البرامج والتدابير الهادفة إلى تحقيق إدماج الشباب‬

‫•اإلدماج االقتصادي للشباب وتأهيله لولوج سوق الشغل‬


‫باإلضافــة إلــى التدابيــر املباشــرة املتخــذة مــن طــرف احلكومــة مــن أجــل النهــوض بتشــغيل‬
‫الشــباب مــن خــال إحــداث مناصــب شــغل يف امليزانيــة العامــة للدولــة (إحــداث ‪40248‬‬
‫منصــب مالــي برســم امليزانيــة العامــة للســنة املاليــة ‪ ،2019‬باحتســاب أطــر األكادمييــات‬
‫اجلهويــة للتربيــة والتكويــن)‪ ،‬تواصــل احلكومــة تنفيــذ حزمــة مــن التدابيــر الراميــة إلى حتفيز‬
‫التشــغيل يف القطــاع اخلــاص ودعــم التشــغيل الذاتــي للشــباب وتعزيــز القابليــة للتشــغيل مــن‬
‫خــال‪:‬‬
‫أ ‪ -‬مالءمة التكوين مع حاجيات سوق الشغل‬
‫▫علــى مســتوى قطاعــي التربيــة الوطنيــة والتعليــم العالــي فقــد مت اتخــاذ عــدة‬
‫تدابيــر تــروم‪:‬‬
‫‪ -‬حتقيــق االنســجام واالنتقــال اللغــوي الســلس بــن التعليــم الثانــوي التأهيلــي‬
‫والتعليــم العالــي‪ ،‬طبقــا للهندســة اللغويــة الــواردة يف الرؤيــة االســتراتيجية‬
‫لإلصــاح‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيــز القــدرات اللغويــة للمتعلمــن بجميــع مســتويات التعليــم املدرســي‬
‫والتكويــن املهنــي والتعليــم العالــي‪ ،‬واعتمــاد وحــدات حتضيريــة أو توجيهيــة‬
‫للتكويــن يف اللغــات والتواصــل وثقافــة املقاولــة وتكنولوجيــا اإلعــام والثقافــة‬
‫العامــة والعمــل التطوعــي‪.‬‬
‫▫على مستوى التكوين املهني‪:‬‬
‫إن حتســن جــودة التكويــن عبــر مالءمــة التكوينــات مــع ســوق الشــغل يعتبــر أحــد أهــم‬
‫املداخــل لتســهيل اندمــاج الشــباب يف احليــاة العمليــة‪ ،‬ويف هــذا اإلطــار يتــم العمــل علــى‪:‬‬
‫‪‬حتســن جــودة التكويــن عبــر مالءمــة التكوينــات مــع ســوق الشــغل مــن‬
‫خــال إعــادة هندســة التكويــن املهنــي وفــق مقاربــة ترتكــز علــى الكفــاءات‪،‬‬
‫وإطــاق مشــروع متعلــق بتنميــة الكفــاءات األساســية يف برامــج التكويــن‬
‫مــن أجــل إدمــاج مهنــي أفضــل‪ ،‬وتشــمل تســع كفــاءات أساســية تهــم‬
‫أساســا تنميــة احلــس املقاوالتــي والتربيــة املاليــة والكفــاءات األساســية يف‬
‫الرياضيــات والعلــوم والتكنولوجيــا والكفــاءات الرقميــة وتقنيــات التواصــل‬
‫باللغــة العربيــة واللغــات األجنبيــة‪.‬‬
‫‪ ‬مالءمــة التكوينــات ملتطلبــات ســوق الشــغل مــن خــال تطوير تكوينــات جديدة‬

‫‪203‬‬
‫يف القطاعــات واملهــن الواعــدة ذات القيمــة املضافــة العاليــة علــى مســتوى‬
‫إحــداث فــرص الشــغل‪ ،‬وإعــداد مخططــات قطاعية لتنمية التكويــن املهني يف‬
‫القطاعــات احليويــة‪ ،‬يف إطــار مواكبــة مختلف املخططات التنموية‪« :‬املخطط‬
‫األزرق»‪ ،‬مخطــط «املغــرب األخضــر»‪ ،...‬مــع توفيــر تكوينــات مؤهلــة قصيــرة‬
‫األمد‪ ،‬لفائدة األشخاص الذين يتوفرون على جتربة يف القطاع غير املهيكل‪،‬‬
‫لتســهيل اندماجهــم يف القطــاع املهيــكل وتثمني مكتســباتهم املهنية‪.‬‬
‫‪‬تنميــة أمنــاط التكويــن التــي تكــرس املقاولــة كفضــاء للتكويــن‪ ،‬مبــا ميكــن‬
‫الشــباب مــن اكتســاب مهــارات تالئــم متامــا متطلبــات املقاولــة‪.‬‬
‫‪‬االنســجام والتكامــل بــن التعليــم العــام والتكويــن املهنــي من خــال تطوير‬
‫نظــام التوجيــه الــذي ســيتم مبوجبــه إرســاء اللجن اجلهويــة لتتبع التوجيه‬
‫املهنــي‪ ،‬ودعــم إرســاء مســار استكشــاف املهــن باملؤسســات التعليميــة‪،‬‬
‫عبــر إعطــاء االنطالقــة الرســمية للبوابــة الوطنيــة الستكشــاف املهــن‬
‫‪ ،www.metiers.net.ma‬هــذا باإلضافــة إلــى إرســاء مســلك للباكالوريــا‬
‫املهنيــة مــن ثــاث ســنوات يف الثانــوي التأهيلــي‪.‬‬
‫ب ‪ -‬تشجيع املقاولة الذاتية‬
‫يشــكل نظــام املقــاول الذاتــي آليــة هامــة لإلدمــاج االقتصــادي للشــباب وتيســير ولوجهــم إلــى‬
‫ســوق الشــغل ودعــم روح املبــادرة واملقاولــة لديهــم‪ ،‬فضــا عــن تشــجيع القطــاع غيــر املنظــم‬
‫علــى االندمــاج يف النســيج االقتصــادي املهيــكل‪ ،‬مــن خــال اعتمــاد نظــام مبســط للحصــول‬
‫علــى صفــة املقــاول الذاتــي‪.‬‬
‫ومــن أجــل الرقــي بهــذا النظــام وجتويــد مختلــف اجلوانــب املتعلقــة بــه‪ ،‬فقــد مت اتخــاذ‬
‫مجموعــة مــن اإلجــراءات متثلــت يف‪:‬‬
‫‪ -‬تنظيــم لقــاءات بشــراكة مــع مختلــف الفاعلــن مــن أجــل التعريــف بهــذا النظــام علــى‬
‫املســتويني اجلهــوي واحمللــي‪.‬‬
‫‪ -‬وضــع عــرض للمواكبــة يســتهدف املقاولــن الذاتيــن اعتمــادا علــى شــبكة للمستشــارين‬
‫واملواكبــن علــى املســتوى اجلهــوي واحمللــي بجميــع جهــات اململكــة‪.‬‬
‫‪ -‬وضــع نســخة متطــورة للموقــع االلكترونــي املخصــص لتســجيل املقاولــن الذاتيــن يف‬
‫الســجل الوطنــي للمقــاول الذاتــي‪.‬‬
‫وقد حقق تنفيذ نظام املقاول الذاتي حصيلة مهمة إلى غاية متم شتنبر ‪:2018‬‬
‫‪‬تسجيل ما يناهز ‪ 80.000‬مقاول ذاتي‪.‬‬
‫‪‬حوالي ‪ 400‬مليون درهم رقم معامالت مصرح به‪.‬‬
‫‪204‬‬
‫•اإلدماج االجتماعي والثقايف والرياضي للشباب‬
‫أ ‪ -‬دعم اإلدماج االجتماعي للشباب‬
‫متــت بلــورة العديــد مــن البرامــج التــي تهــدف إلــى تنميــة قــدرات الشــباب‪ ،‬مــن خــال مقاربــة‬
‫متعــددة القطاعــات‪ ،‬وذلــك مــن أجــل حتســن وضــع الشــباب وتوســيع مشــاركته يف التنميــة‬
‫الوطنيــة‪ .‬حيــث مت خــال ســنة ‪ 2018‬تهيئــة مراكــز التخييــم بــكل مــن مدينــة طنجــة وبــركان‬
‫وبنــاء مركــز صيفــي يف وجــدة وتاونــات وكذلــك اجنــاز الشــطر الثالــث مــن املركــز الصيفــي‬
‫باجلديــدة‪ ،‬وســتعرف ســنة ‪ 2019‬مواصلــة إجنــاز البرامــج التاليــة‪:‬‬
‫‪‬برنامــج بنــاء املخيمــات مــن اجليــل اجلديــد ومبواصفــات حديثــة باعتمــاد‬
‫تصاميــم هندســية تراعــي املعاييــر املعمــول بهــا يف بنــاء املرافــق التربويــة‪.‬‬
‫‪‬برنامج تأهيل دور الشباب من خالل توسيع شبكة دور الشباب وتأهيلها‪.‬‬
‫‪‬برنامــج النــوادي النســوية لفائــدة الفتــاة عبــر توســيع شــبكتها ترابيــا وإعــادة‬
‫النظــر يف احلــرف امللقنــة بهــا‪ ،‬مبــا يكفــل تأهيــل الفتــاة وإدماجهــا االقتصــادي‬
‫واالجتماعــي‪.‬‬
‫‪‬إعادة تأهيل ‪ 28‬مركزا لالستقبال‪ ،‬وإحداث ‪ 04‬مراكز لالستقبال جديدة‪.‬‬
‫ب ‪ -‬على مستوى اإلدماج الثقايف والفني للشباب‬
‫‪‬تعزيــز البرامــج واألنشــطة الثقافيــة والفنيــة الهادفــة إلــى تطويــر مهــارات‬
‫التعبيــر واإلبــداع لــدى الشــباب‪.‬‬
‫‪‬دعــم العمــل اجلمعــوي الشــبابي‪ ،‬عبــر تخصيــص مســاعدات ماليــة بحوالــي‬
‫عشــرة ماليــن درهــم لتســيير وإجنــاز برامــج وأنشــطة اجلمعيــات احملليــة‬
‫والوطنيــة‪.‬‬
‫‪‬تشــجيع الســياحة الثقافيــة للشــباب ســواء داخــل املغــرب أو خارجــه وذلــك‬
‫بهــدف التعــرف علــى ثقافــات أخــرى‪.‬‬
‫ج ‪ -‬على مستوى اإلدماج الرياضي للشباب‬
‫مت وضــع برنامــج خــاص إلحــداث بنيــات حتتيــة للقــرب يف إطــار تعميــم الرياضــة القاعديــة‬
‫وكذلــك إصــاح وجتهيــز البنيــات املتواجــدة‪ ،‬يف مختلــف أنــواع الرياضــات‪ .‬ويف هــذا الصــدد‪،‬‬
‫ســيتم العمــل علــى مــا يلــي‪:‬‬
‫‪‬برنامــج إحــداث ‪ 800‬ملعــب للقــرب متعــدد الرياضــات يف املجالــن القــروي‬
‫وشــبه احلضــري خــال الفتــرة ما بــن ‪ 2018‬و‪ ،2021‬بتكلفة مالية توقعية تبلغ‬
‫‪ 600‬مليــون درهــم‪ ،‬وســيعزز هــذا البرنامــج املجهــود الــذي بذلتــه احلكومــات‬
‫‪205‬‬
‫الســابقة ليصــل العــدد اإلجمالــي الــى ‪ 3200‬ملعــب قــرب‪.‬‬
‫‪‬تأهيــل مجموعــة مــن البنيــات الرياضيــة املخصصــة للرياضــة ذات املســتوى‬
‫العالــي طبقــا للمعاييــر الدوليــة املعمــول بهــا يف هــذا الشــأن؛ مــع إحــداث أربــع‬
‫مســابح‪.‬‬
‫•يف مجــال تشــجيع دور جمعيــات املجتمــع املدنــي يف خدمــة‬
‫الشــباب‬
‫مت العمــل علــى إعــداد سلســلة مــن املبــادرات لتعزيــز دور جمعيــات املجتمــع املدنــي يف خدمــة‬
‫قضايــا الشــباب‪ ،‬حيــث مت يف هــذا الصــدد‪:‬‬
‫‪‬إطــاق برنامــج دعــم التشــغيل اجلمعــوي وحتفيــزه مــن خــال برمجــة إقــرار‬
‫متكــن اجلمعيــات مــن االســتفادة مــن التكاليــف القابلــة للخصــم بالنســبة‬
‫للمقــاوالت‪ ،‬وذلــك بالنســبة للجمعيــات التــي لهــا شــراكة مــع الدولــة للقيــام‬
‫بأعمــال ذات مصلحــة عامــة ووفــق شــروط ســتحدد مبرســوم‪ .‬هــذا باإلضافــة‬
‫إلــى حتمــل الدولــة النفقــات الضريبيــة علــى الدخــل لتشــغيل ‪ 10‬أجــراء ملــدة‬
‫‪ 24‬شــهرا يف حــدود ‪10‬آالف درهــم للجمعيــات املؤسســة بعــد ‪.2015‬‬
‫‪‬تعزيــز قــدرات اجلمعيــات يف تشــغيل الشــباب عبــر اســتثمار آليــات الشــراكة‬
‫مــع الدولــة‪.‬‬
‫‪ ‬إطــاق مشــروع اخلدمــة املواطنــة والتطــوع التعاقــدي لالعتــراف بجهــود‬
‫التطــوع داخــل اجلمعيــات مــن طــرف الشــباب‪.‬‬
‫‪‬تأهيــل الفاعلــن اجلمعويــن وخاصــة الشــباب يف مجــال املشــاركة املواطنــة‬
‫والدميوقراطيــة التشــاركية عبــر إطــاق برنامــج لتعزيــز قــدرات ‪ 1200‬فاعــل‬
‫جمعــوي يف مجــال التقــدم بالعرائــض وامللتمســات التشــريعية‪.‬‬
‫‪ - 3‬إكراهات إدماج الشباب‬

‫بالرغــم مــن املجهــودات املبذولــة علــى مســتوى إعــداد سياســات عموميــة تهــم الشــباب‪ ،‬فــإن‬
‫إدمــاج الشــباب يف احليــاة االقتصاديــة واالجتماعيــة مــازال يعــرف العديــد مــن التحديــات‪:‬‬
‫‪ -‬تشــكل نســبة البطالــة املرتفعــة يف صفــوف الشــباب خاصــة حاملــي الشــهادات‬
‫منهــم أحــد أهــم اإلشــكاالت التــي تعتــرض السياســات العموميــة الوطنيــة وحتــد‬
‫مــن االندمــاج االجتماعــي لهــذه الفئــة‪ ،‬ففــي خطابــه املوجــه إلــى البرملــان يف افتتــاح‬
‫الــدورة البرملانيــة ســنة ‪ 2018 - 2017‬أكــد صاحــب اجلاللــة علــى أنــه « ورغــم‬
‫اجلهــود املبذولــة فــإن وضعيــة شــبابنا ال ترضينــا وال ترضيهــم‪ ،‬فالعديــد منهــم يعانــون‬

‫‪206‬‬
‫مــن اإلقصــاء والبطالــة ومــن عــدم اســتكمال دراســتهم وأحيانــا حتــى مــن الولــوج‬
‫للخدمــات االجتماعيــة األساســية»‪ .‬مــن هــذا املنطلــق فــإن بلــورة أي سياســية عموميــة‬
‫يجــب أن تأخــذ بعــن االعتبــار الوضعيــة الصعبــة التــي تعيشــها فئــة الشــباب‪ ،‬وكــذا‬
‫التحــوالت التــي تعرفهــا هــذه الفئــة‪ .‬هــذا باإلضافــة إلــى اإلجابــة املســتعجلة علــى‬
‫ارتفــاع الطلــب االجتماعــي خاصــة لــدى هــذه الفئــة‪.‬‬
‫‪ -‬باعتبــار الشــباب الفئــة األكثــر مساســا مبظاهــر اإلقصــاء االجتماعــي واالقتصــادي‪،‬‬
‫فإنــه يشــكل الفئــة األكثــر تأثــرا بخطــاب الكراهيــة والتطــرف العنيــف ونبــذ اآلخــر‬
‫ورفــض الــرأي املخالــف الــذي يصــل أحيانــا إلــى اإلرهــاب‪ ،‬فضــا عــن انتشــار أنــواع‬
‫املخــدرات واملمارســات املنحرفــة مــن قبــل هــذه الفئــة‪ ،‬خاصــة يف ســياق دولــي‬
‫وإقليمــي غيــر مســتقر‪ .‬وعليــه يتعــن تنفيــذ السياســة الوطنيــة حلمايــة الشــباب مــن‬
‫هــذه اآلفــات‪ ،‬يف ضــوء املكتســبات احملــرزة علــى مســتوى إعــادة هيكلــة احلقــل الدينــي‬
‫وعلــى مســتوى باقــي الوســائط التربويــة واإلعالميــة‪.‬‬
‫ومســاهمة يف رفــع هــذه التحديــات مت اعتمــاد االســتراتيجية الوطنيــة املندمجــة للشــباب‬
‫التــي تهــدف إلــى حتديــد اإلطــار العــام ملختلــف التدخــات العموميــة املوجهــة للشــباب‪،‬‬
‫والرفــع مــن فــرص اإلدمــاج املجتمعــي للشــباب‪ ،‬وحتقيــق التقائيــة البرامــج مــع احلــرص‬
‫علــى االســتخدام اجليــد واالمثــل للمــوارد واملجهــودات وعقلنتهــا‪.‬‬
‫وتتضمن هذه السياسة أربعة محاور إجرائية تهم‪:‬‬
‫‪‬اإلنصات للشباب والتواصل معهم‪.‬‬
‫‪‬بناء وتطوير شخصية الشباب‪.‬‬
‫‪‬إدماج الشباب يف املجتمع وتيسير ولوجهم إلى اخلدمات األساسية‪.‬‬
‫‪‬احلكامة والتقائية البرامج‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫المحور الثالث‪:‬‬
‫تطور املمارسة االتفاقية للمغرب‬
‫أعلــن الدســتور تشــبث اململكــة املغربيــة‬
‫مقتطف من الرسالة الملكية‬
‫بحقــوق اإلنســان كمــا هــي متعــارف عليهــا‬
‫السامية الموجهة إلى المشاركين‬
‫دوليــا‪ ،‬مــن خــال «حمايــة منظومتــي‬
‫في أشغال الدورة الثانية للمنتدى‬ ‫حقــوق اإلنســان والقانــون الدولــي اإلنســاني‬
‫العالمي لحقوق اإلنسان بمراكش‬ ‫والنهــوض بهمــا‪ ،‬واإلســهام يف تطويرهمــا؛‬
‫‪ 27‬نونبر ‪ ،2014‬بمراكش‬ ‫مــع مراعــاة الطابــع الكونــي لتلــك احلقــوق‪،‬‬
‫وعــدم قابليتهــا للتجــزيء»‪ .‬كمــا أكــد‬
‫التزامهــا بــ«جعــل االتفاقيــات الدوليــة‪ ،‬كمــا‬
‫«فالنظام الدولي لحقوق اإلنســان يشــهد‬ ‫صــادق عليهــا املغــرب‪ ،‬ويف نطــاق أحــكام‬
‫تحوالت عميقة‪ .‬كما أن إشــعاع القيم‬ ‫الدســتور‪ ،‬وقوانــن اململكــة‪ ،‬وهويتهــا‬
‫العالميــة لحقــوق اإلنســان وتملكهــا‪،‬‬ ‫الوطنيــة الراســخة‪ ،‬تســمو‪ ،‬فــور نشــرها‪،‬‬
‫يمــر اليــوم عبــر انخــراط أوســع لبلــدان‬
‫علــى التشــريعات الوطنيــة‪ ،‬والعمــل علــى‬
‫الجنــوب‪ ،‬ولهيئــات المجتمــع المدنــي‬
‫وللمؤسســات الوطنيــة لحقــوق اإلنســان‪،‬‬ ‫مالءمــة هــذه التشــريعات‪ ،‬مــع مــا تتطلبــه‬
‫فــي مســار تطويــر اآلليــات الدوليــة‬ ‫تلــك املصادقــة‪».‬‬
‫واإلقليميــة لحمايــة هــذه الحقــوق‬ ‫وقــد اســتبق هــذا االلتــزام املعلــن عنــه يف‬
‫والنهــوض بهــا‪ .‬كمــا تعــززت األنظمــة‬ ‫الدســتور توصيــة املفوضــة الســامية لــأمم‬
‫القانونيــة الداخليــة بنصــوص دســتورية‬ ‫املتحدة حلقوق اإلنســان الواردة يف تقريرها‬
‫تدعــم الضمانــات الخاصــة بحقــوق‬ ‫لســنة ‪ 2012‬حــول تعزيــز نظــام هيئــات‬
‫اإلنســان والحريــات األساســية‪».‬‬ ‫املعاهــدات‪ ،31‬واملتعلقــة بإحــداث آليــات‬
‫وطنيــة دائمــة إلعــداد التقاريــر وتتبــع تنفيــذ‬
‫التوصيــات الصــادرة عــن الهيئــات األمميــة‬
‫حلقــوق اإلنســان‪ ،‬وهــو مــا عكســه إحــداث املندوبيــة الوزاريــة املكلفــة بحقــوق اإلنســان‪،32‬‬
‫التــي ســطرت مــن بــن مهامهــا امللموســة‪ ،‬يف إطــار البرنامــج االســتعجالي الــذي اعتمدتــه فور‬
‫إحداثهــا‪ ،‬مباشــرة كل األنشــطة والتدابيــر الراميــة لتعزيــز املمارســة االتفاقيــة للمغــرب يف‬
‫مجــال الوفــاء بااللتزامــات الدوليــة مــن خــال تعزيــز التفاعــل مــع املنظومــة الدوليــة حلقــوق‬
‫اإلنســان والســيما نظــام األمم املتحــدة‪ ،‬باعتمــاد مقاربــة مبنيــة علــى اإلشــراك والتشــاور‬
‫علــى مســتوى اســتدراك التأخــر احلاصــل علــى مســتوى تقــدمي التقاريــر الوطنيــة إلــى هيئــات‬
‫األمم املتحــدة حلقــوق اإلنســان‪.‬‬
‫كمــا اســتكمل املغــرب االنخــراط يف االتفاقيــات األساســية يف مجــال حقــوق اإلنســان‪ ،‬والتــي‬
‫كان آخرهــا اتفاقيــة حمايــة جميــع األشــخاص مــن االختفــاء القســري‪ ،‬وواصــل إجــراءات‬
‫االنضمــام واملصادقــة علــى بروتوكوالتهــا امللحقــة واالنضمــام إلــى بعــض اتفاقيــات مجلــس‬
‫أوروبــا املتعلقــة بحقــوق اإلنســان واملفتوحــة أمــام الــدول غيــر األعضــاء يف املجلــس‪.‬‬

‫‪ -‬اجلمعية العامة لألمم املتحدة‪ »،‬إصالح األمم املتحدة‪ :‬التدابير واملقترحات»‪.)A/66/860( 2012 ،‬‬ ‫‪31‬‬
‫‪ -‬مبوجب املرسوم ‪ 2.11.150‬الصادر يف ‪ 7‬جمادى األولى ‪ 1432‬املوافق لـ ‪ 11‬أبريل ‪.2011‬‬ ‫‪32‬‬

‫‪211‬‬
‫احملــور الفرعــي األول‪ :‬تعزيــز انخــراط اململكــة يف املنظومــة الدوليــة‬
‫حلقــوق اإلنســان‬
‫أوال‪ -‬على مستوى منظمة األمم املتحدة‬
‫واصــل املغــرب انخراطــه الفعلــي يف بنــاء وتعزيــز املنظومــة الدوليــة حلقــوق اإلنســان‬
‫مــن خــال مســاهمته يف مســار بلــورة وإعــداد مجموعــة مــن االتفاقيــات والبروتوكــوالت‬
‫والقــرارات واإلعالنــات الدوليــة يف مجــال حقــوق اإلنســان‪ ،‬ومــن خــال الــدور البــارز الــذي‬
‫لعبــه يف إحــداث مجلــس حقــوق اإلنســان‪ ،‬ومســاهمته املباشــرة يف إعــداد وتفعيــل العديــد‬
‫مــن املبــادرات الدوليــة‪ ،‬كمبــادرة اتفاقيــة مناهضــة التعذيــب التــي أطلقتهــا احلكومــة املغربيــة‬
‫بشــكل مشــترك مــع حكومــات كل مــن إندونيســيا وتشــيلي والدمنــارك وغانــا يف مــارس‬
‫‪ ،2014‬والتــي تهــدف إلــى حتقيــق التصديــق العاملــي علــى اتفاقيــة مناهضــة التعذيــب وغيــره‬
‫مــن ضــروب املعاملــة أو العقوبــة القاســية أو الالإنســانية أو املهينــة يف أفــق ســنة ‪.2024‬‬
‫كمــا تابــع املغــرب انضمامــه إلــى االتفاقيــات الدوليــة حلقــوق اإلنســان والبروتوكــوالت امللحقــة‬
‫بهــا‪ ،‬حيــث اســتكمل مســطرة التصديــق علــى اتفاقيــة حمايــة جميــع األشــخاص مــن االختفــاء‬
‫القســري بتاريــخ ‪ 14‬مــاي ‪ 2013‬بعدمــا كان قــد وقــع عليهــا يف فبرايــر ‪ ،2007‬معترفــا بذلــك‬
‫يف نفــس الوقــت باختصــاص اللجنــة املعنيــة املتعلــق بالتحريــات واإلجــراءات العاجلــة‪ .‬وانضــم‬
‫بتاريــخ ‪ 14‬نونبــر ‪ 2014‬إلــى البروتوكــول االختيــاري امللحــق باالتفاقيــة الدوليــة ملناهضــة‬
‫التعذيــب وغيــره مــن ضــروب املعاملــة أو العقوبــة القاســية أو الالإنســانية أو املهينــة القاضــي‬
‫بإنشــاء آليــة وطنيــة للوقايــة مــن التعذيــب‪ ،‬وهــو االنضمــام الــذي أعلــن عنــه جاللــة امللــك‪،‬‬
‫حفظــه اهلل‪ ،‬يف رســالته الســامية املوجهــة إلــى املشــاركني يف الــدورة الثانيــة مــن املنتــدى‬
‫العاملــي حلقــوق اإلنســان املنظمــة مبراكــش ســنة ‪ .2014‬ووقــع املغــرب بتاريــخ ‪ 28‬فبرايــر‬
‫‪ 2012‬علــى البروتوكــول االختيــاري الثالــث امللحــق باتفاقيــة حقــوق الطفــل املتعلــق بإجــراء‬
‫تقــدمي البالغــات الفرديــة‪ ،‬كمــا باشــر إجــراءات املصادقــة علــى بروتوكولــن اختياريني آخرين‬
‫متعلقــن بإجــراء تقــدمي البالغــات الفرديــة‪ ،‬ويتعلــق األمــر بالبروتوكــول االختيــاري امللحــق‬
‫بالعهــد الدولــي اخلــاص باحلقــوق املدنيــة والسياســية والبروتوكــول االختيــاري التفاقيــة‬
‫القضــاء علــى جميــع أشــكال التمييــز ضــد املــرأة‪.‬‬
‫وضعية االنخراط يف االتفاقيات الدولية حلقوق اإلنسان والبروتوكوالت امللحقة بها منذ دستور‬
‫‪2011‬‬
‫إجراءات املصادقة أو االنضمام‬ ‫االتفاقية ‪ /‬البروتوكول تاريخ التوقيع‬

‫صــادق املغــرب علــى هــذه بتاريخ ‪ 14‬مــاي ‪ ،2013‬ومت‬ ‫اتفاقيــة حمايــة جميــع‬
‫نشــرها باجلريــدة الرســمية عــدد ‪ 6229‬الصــادرة‬ ‫األشــخاص مــن االختفــاء ‪ 6‬فبراير ‪2007‬‬
‫بتاريــخ ‪ 10‬فبرايــر ‪.2014‬‬ ‫ا لقســر ي‬

‫‪212‬‬
‫انضــم املغــرب إلــى هــذا البروتوكــول بتاريــخ ‪24‬‬
‫البروتوكــول االختيــاري‬
‫نونبــر ‪ ،2014‬ومت نشــره باجلريــدة الرســمية عــدد‬
‫التفاقيــة مناهضــة التعذيب‬
‫‪ 6311‬الصــادرة بتاريــخ ‪ 24‬نونبــر ‪.2014‬‬
‫صــادق مجلــس احلكومــة بتاريــخ ‪ 12‬يوليــوز ‪2012‬‬
‫علــى مشــروع قانــون رقــم ‪ ،59.12‬يوافــق مبوجبــه‬
‫علــى هــذا البروتوكــول االختيــاري‪ ،‬ووافــق عليــه‬
‫البروتوكــول االختيــاري‬
‫مجلــس النــواب بتاريــخ ‪ 18‬دجنبــر ‪ ،2012‬بينمــا‬
‫التفاقيــة حقــوق الطفــل‬
‫وافــق عليــه مجلــس املستشــارين بتاريــخ ‪ 12‬فبرايــر‬ ‫‪ 28‬فبراير‪2012‬‬
‫املتعلــق بإجــراء تقــدمي‬
‫‪ .2013‬وصــدر يف ‪ 13‬مــارس ‪ 2013‬ظهيــر شــريف‬
‫ا لبال غــا ت‬
‫رقــم ‪ 1.13.40‬بتنفيــذ القانــون رقــم ‪ ،59.12‬ونشــر‬
‫باجلريــدة الرســمية عــدد ‪ 6140‬بتاريــخ ‪ 4‬أبريــل‬
‫‪.2013‬‬
‫صــادق مجلــس احلكومــة بتاريــخ فــاحت نونبــر ‪2012‬‬
‫علــى مشــروع قانــون رقــم ‪ 126.12‬يوافــق مبوجبــه‬
‫علــى هــذا البروتوكــول االختيــاري‪ ،‬ووافــق عليــه‬
‫البروتوكــول االختيــاري‬
‫مجلــس النــواب بتاريــخ ‪ 7‬يوليــوز ‪ ،2015‬بينمــا‬
‫امللحــق بالعهــد الدولــي‬
‫وافــق عليــه مجلــس املستشــارين بتاريــخ ‪ 21‬يوليــوز‬
‫اخلــاص باحلقــوق املدنيــة‬
‫‪ .2015‬وصــدر يف ‪ 4‬غشــت ‪ 2015‬ظهيــر شــريف‬
‫و ا لسيا ســية‬
‫رقــم ‪ 1.15.113‬بتنفيــذ القانــون رقــم ‪،126.12‬‬
‫ونشــر باجلريــدة الرســمية عــدد ‪ 6387‬بتاريــخ ‪17‬‬
‫غشــت‪.2015‬‬
‫صــادق مجلــس احلكومــة بتاريــخ فــاحت نونبــر ‪2012‬‬
‫علــى مشــروع قانــون رقــم ‪ 125.12‬يوافــق مبوجبــه‬
‫علــى هــذا البروتوكــول االختيــاري‪ ،‬ووافــق عليــه‬
‫البروتوكــول االختيــاري‬
‫مجلــس النــواب بتاريــخ ‪ 7‬يوليــوز ‪ ،2015‬بينمــا‬
‫التفاقيــة القضــاء علــى‬
‫وافــق عليــه مجلــس املستشــارين بتاريــخ ‪ 21‬يوليــوز‬
‫جميــع أشــكال التمييــز‬
‫‪ .2015‬وصــدر يف ‪ 4‬غشــت ‪ 2015‬ظهيــر شــريف‬
‫ضــد املــرأة‬
‫رقــم ‪ 1.15.112‬بتنفيــذ القانــون رقــم ‪،125.12‬‬
‫ونشــر باجلريــدة الرســمية عــدد ‪ 6387‬بتاريــخ ‪17‬‬
‫غشــت‪.2015‬‬
‫باملــوازاة مــع مواصلــة االنخــراط‪ ،‬مت تعزيــز املمارســة االتفاقيــة لبالدنــا يف مجــال حقــوق‬
‫اإلنســان بااللتــزام مبقتضيــات االتفاقيــات الدوليــة املتعلقــة بالتفاعــل مــع نظــام املراقبــة‬
‫الدوليــة املتمثلــة يف هيئــات املعاهــدات‪ ،‬مــن خــال تســريع وتيــرة إعــداد وتقــدمي التقاريــر‬
‫الوطنيــة األوليــة والدوريــة‪ ،‬وســد اخلصــاص علــى مســتوى منهجيــة ومقاربــة إعدادهــا‬
‫وتقدميهــا‪ ،‬ومتابعــة إعمــال التوصيــات الصــادرة عــن الهيئــات املعنيــة‪ .‬كمــا عمــل املغــرب‬
‫علــى تعزيــز االنفتــاح علــى زيــارات آليــات اإلجــراءات اخلاصــة لــأمم املتحــدة والتفاعــل‬
‫معهــا‪ ،‬وتكثيــف التعــاون مــع املفوضيــة الســامية لــأمم املتحــدة حلقــوق اإلنســان وهيئــات‬
‫األمم املتحــدة املتخصصــة‪.‬‬

‫‪213‬‬
‫ثانيا‪ -‬على مستوى مجلس أوروبا‬
‫حتتــل اململكــة املغربيــة مكانــة متميــزة لــدى مجلــس أوروبــا‪ ،‬باعتبارهــا حتظى بالوضــع املتقدم‬
‫لــدى االحتــاد األوروبــي منــذ ســنة ‪ ،2008‬ممــا يخــول لهــا االســتفادة مــن جميــع صالحيــات‬
‫بلــد عضــو‪ ،‬باســتثناء املشــاركة يف املؤسســات السياســية لالحتــاد األوروبــي‪ .‬كمــا كان املغــرب‬
‫أول بلــد حصــل علــى صفــة «شــريك مــن أجــل الدميقراطيــة» لــدى اجلمعيــة البرملانيــة ملجلــس‬
‫أوروبــا‪ ،‬يف يونيــو ‪ ،2011‬وهــي الصفــة التــي تخــول للبرملــان املغربــي املشــاركة يف اجلمعيــة‬
‫البرملانيــة ملجلــس أوروبــا‪ ،‬دون حــق التصويــت‪ ،‬عبــر املشــاركة يف أعمــال اجللســات العامــة‬
‫واجتماعــات جلــان اجلمعيــة ملناقشــة القضايــا املشــتركة‪.‬‬
‫كمــا يتضمــن «برنامــج اجلنــوب»‪ ،‬الــذي أطلقــه مجلــس أوروبــا ســنة ‪ ،2012‬والــذي يهــدف إلــى‬
‫مواكبــة عمليــات اإلصــاح الدميقراطــي يف اجلــوار املتوســطي ألوروبا‪ ،‬محــورا فرعيا يتعلق بـ‬
‫«إنشــاء فضــاء تشــريعي مشــترك»‪ ،‬يتمثــل يف دعــوة دول اجلنــوب املتوســطي‪ ،‬خاصــة املغــرب‪،‬‬
‫إلــى االنخــراط التدريجــي يف اتفاقيــات مجلــس أوروبــا املفتوحــة للــدول غيــر األعضــاء‪ ،‬وكــذا‬
‫املشــاركة يف أشــغال اللجــن بني‪-‬احلكوميــة املكلفــة بإعــداد مشــاريع نصــوص االتفاقيــات‬
‫األوروبيــة وتتبــع وضعيــة االنخــراط‪.‬‬
‫ويف هــذا اإلطــار‪ ،‬اختــار املغــرب أن ينضــم إلــى بعــض اتفاقيــات مجلس أوروبــا‪ ،‬بغرض توحيد‬
‫اجلهــود وفقــا للقيــم املشــتركة يف مجــال حقــوق اإلنســان‪ ،‬خاصــة وأن مجلــس أوروبــا قــد أبــان‬
‫عــن تشــبثه بالتعــاون مــع اململكــة املغربيــة واملســاهمة يف دعــم األوراش اإلصالحيــة الكبــرى‬
‫التــي أطلقتهــا‪ ،‬ال ســيما يف مجــال تطويــر اإلطــار التشــريعي واملؤسســاتي املعنــي مبناهضــة‬
‫التعذيــب ومكافحــة االجتــار بالبشــر وتعزيــز املســاواة بــن اجلنســن وحمايــة األطفــال‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬باشر املغرب مسطرة االنضمام إلى ثالث اتفاقيات ملجلس أوروبا‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫•االتفاقية األوروبية بشأن ممارسة حقوق الطفل (املعتمدة يف ‪ 25‬يناير ‪.)1996‬‬

‫•اتفاقيــة مجلــس أوروبــا بشــأن العالقــات الشــخصية للطفــل (املعتمــدة يف ‪ 15‬مــاي‬


‫‪.)2003‬‬

‫•اتفاقيــة مجلــس أوروبــا بشــأن حمايــة األطفــال مــن االســتغالل اجلنســي واالعتــداء‬
‫اجلنســي (املعتمــدة يف ‪ 25‬أكتوبــر ‪.)2007‬‬

‫‪214‬‬
‫اتفاقيات مجلس أوروبا حلقوق اإلنسان التي باشرت اململكة املغربية مسطرة‬
‫االنضمام إليها‬
‫اإلجراءات املتخذة بخصوص املصادقة أو‬
‫االنضمام‬ ‫تاريخ االعتماد‬ ‫االتفاقية‬
‫صــادق مجلــس احلكومــة بتاريــخ ‪ 31‬دجنبر ‪2012‬‬ ‫اتفاقيــة مجلــس أوروبــا بشــأن‬
‫‪ 25‬يناير ‪ 1996‬علــى مشــاريع قوانــن رقــم ‪ 146.12‬و‪147.12‬‬ ‫ممارســة حقــوق الطفــل‬
‫و‪ 148.12‬يوافــق مبوجبهــا علــى االتفاقيــات‬
‫الثــاث‪ ،‬وصــادق عليهــا املجلــس الــوزاري بتاريــخ‬ ‫اتفاقيــة مجلــس أوروبــا بشــأن‬
‫‪ 7‬مــارس ‪ ،2013‬ووافــق عليهــا مجلــس النــواب‬ ‫‪2003‬‬ ‫ماي‬ ‫‪15‬‬
‫العالقــات الشــخصية للطفــل‬
‫بتاريــخ ‪ 10‬فبرايــر ‪ ،2014‬بينمــا وافــق مجلــس‬
‫املستشــارين علــى اتفاقيــة مجلــس أوروبــا بشــأن‬ ‫اتفاقيــة مجلــس أوروبــا بشــأن‬
‫حماية األطفال من االســتغالل ‪ 25‬أكتوبر ‪ 2007‬ممارســة حقــوق الطفــل بتاريــخ ‪ 12‬فبرايــر ‪2014‬‬
‫وعلــى االتفاقيتــن األخريــن بتاريــخ ‪ 11‬أبريــل‬ ‫اجلنســي واالعتداء اجلنســي‬
‫‪.2014‬‬

‫احملور الفرعي الثاني‪ :‬التفاعل مع نظام األمم املتحدة حلقوق اإلنسان‬


‫يف إطــار مواصلــة وتعزيــز التفاعــل مــع املنظومــة األمميــة حلقــوق اإلنســان‪ ،‬حرصــت اململكــة‬
‫املغربيــة علــى تقويــة التعــاون مــع املفوضيــة الســامية حلقــوق اإلنســان‪ ،‬مــن خــال عقــد‬
‫اجتماعــات مــع املفوضــن الســاميني حلقــوق اإلنســان املتعاقبــن منــذ ســنة ‪ ،2011‬وتنظيــم‬
‫أنشــطة مشــتركة مــع املفوضيــة كان مــن أبرزهــا املنتــدى العاملــي حلقــوق اإلنســان املنظــم‬
‫مبراكــش يف نونبــر ‪ ،2014‬وإطــاق مبــادرات مشــتركة‪ ،‬كخطــة عمــل الربــاط حــول مناهضــة‬
‫التحريــض علــى الكراهيــة القوميــة أو العنصريــة أو الدينيــة التــي تشــكل حتريضــا علــى‬
‫التمييــز أو العــداوة أو العنــف‪ ،‬التــي خلــدت اململكــة بشــراكة مــع املفوضيــة الســامية الذكــرى‬
‫اخلامســة لهــا بالربــاط يف دجنبــر ‪ .2017‬كمــا تعمــل اململكــة علــى مــد املفوضيــة الســامية‬
‫مبعطيــات جوابــا علــى االســتبيانات التــي تــرد منهــا‪ ،‬وكــذا اســتقبال ومواكبــة خبرائهــا يف‬
‫إطــار الزيــارات التــي يقومــون بهــا إلــى بالدنــا‪.‬‬
‫باملــوازاة مــع ذلــك‪ ،‬واصلــت اململكــة املغربيــة مســاهمتها يف بنــاء مؤسســات مجلــس حقــوق‬
‫اإلنســان ومشــاركتها يف مختلــف دوراتــه‪ ،‬كمــا اســتقبلت منــذ اعتمــاد دســتور ‪ 2011‬ثمانيــة‬
‫مــن آليــات اإلجــراءات اخلاصــة التابعــة لــه‪.‬‬
‫وتنفيــذا اللتزاماتهــا الدوليــة املتعلقــة بتقــدمي التقاريــر مبوجــب االتفاقيــات الدوليــة التــي‬
‫تعــد طرفــا فيهــا‪ ،‬قدمــت اململكــة املغربيــة وناقشــت منــذ اعتمــاد دســتور ‪ 2011‬مــا مجموعــه‬
‫خمســة تقاريــر أوليــة ودوريــة‪ ،‬إضافــة إلــى التقريريــن الوطنيــن الثانــي والثالــث مبوجــب‬
‫آليــة االســتعراض الــدوري الشــامل املنبثقــة عــن مجلــس حقــوق اإلنســان‪ ،‬فضــا عــن تقريــر‬
‫مرحلــي تقدمــت بــه يف إطــار االلتزامــات الطوعيــة التــي اتخذتهــا مبناســبة فحــص تقريرهــا‬
‫برســم االســتعراض الــدوري الشــامل يف جولتــه الثانيــة‪.‬‬

‫‪215‬‬
‫أوال‪ -‬على مستوى مجلس حقوق اإلنسان‬
‫باعتبــاره عضــوا مؤسســا ملجلــس حقــوق اإلنســان‪ ،‬لعــب املغــرب أدوارا رياديــة علــى مســتوى‬
‫بنــاء مؤسســات مجلــس حقــوق اإلنســان وخاصــة آليــة االســتعراض الــدوري الشــامل‪ ،‬وعلــى‬
‫مســتوى مراجعــة أداء هــذه املؤسســات وتقويــة املجلــس ســنة ‪ .2011‬وقــد مت انتخــاب املغــرب‬
‫عضــوا يف مجلــس حقــوق اإلنســان خــال الفتــرة املمتــدة مــن ســنة ‪ 2014‬إلــى ســنة ‪،2016‬‬
‫وذلــك للمــرة الثانيــة منــذ تأسيســه ســنة ‪.2006‬‬
‫وقــد ســاهم املغــرب يف املناقشــات حــول الســبل والوســائل الكفيلــة بتعزيــز مجلــس حقــوق‬
‫اإلنســان‪ ،‬وفعاليــة آليــة االســتعراض الــدوري الشــامل‪ ،‬وأهميــة اإلجــراءات اخلاصــة‪ ،‬والــدور‬
‫األساســي للمفوضيــة الســامية حلقــوق اإلنســان‪ ،‬وواصل انخراطــه الفعــال يف حتســن أداء‬
‫املجلــس مــن خــال عــدة مبــادرات‪ ،‬كحلقــة النقــاش التــي نظمهــا يف أبريــل ‪ 2015‬مبقــر‬
‫منظمــة األمم املتحــدة بنيويــورك حــول إنعــاش وعقلنــة أســاليب عمــل مجلــس حقــوق اإلنســان‬
‫وعالقتــه باللجنــة الثالثــة للجمعيــة العامــة ملنظمــة األمم املتحــدة‪.‬‬
‫كمــا أطلــق املغــرب عــدة مبــادرات ملموســة همــت جوانــب أساســية مــن عمــل مجلــس حقــوق‬
‫اإلنســان‪ ،‬كاجلهــود التــي بذلهــا بالتعــاون مــع كل مــن األرجنتــن وسويســرا مــن أجــل إنشــاء‬
‫واليــة املقــرر اخلــاص املعنــي بتعزيــز احلقيقــة والعدالــة واجلبــر وضمانــات عــدم التكــرار‬
‫(القــرار ‪ 7/18‬املعتمــد يف شــتنبر ‪ ،)2011‬والنقــاش حــول االســتعراض الــدوري الشــامل الــذي‬
‫أطلقــه بالتعــاون مــع اململكــة املتحــدة يف مــاي ‪ .2013‬عــاوة علــى ذلــك‪ ،‬حرصــت اململكــة‬
‫املغربيــة علــى املســاهمة يف جميــع دورات املجلــس وشــاركت بشــكل فعــال يف املناقشــات‬
‫واحلــوارات التفاعليــة خــال جلســاته العامــة‪ ،‬عبــر رعايــة واقتــراح القــرارات وضمــان‬
‫مشــاركة وازنــة يف هــذه اجللســات‪ ،‬وكــذا تنظيــم أنشــطة موازيــة تعالــج قضايــا ذات راهنيــة‬
‫يف مجــال حقــوق اإلنســان‪ .‬كمــا عملــت اململكــة علــى ضمــان مشــاركة متوازنــة يف الــدورات‬
‫عبــر متثيليــة تتضمــن مســؤولني حكوميــن وممثلــن عــن القطاعــات الوزاريــة واملؤسســات‬
‫الوطنيــة والبرملــان‪ ،‬إلــى جانــب منظمــات املجتمــع املدنــي‪ ،‬وذلــك بحســب طبيعــة املواضيــع‬
‫املطروحــة يف كل دورة‪.‬‬
‫‪o o‬آلية االستعراض الدوري الشامل‬
‫ســاهم املغــرب منــذ إنشــاء مجلــس حقــوق اإلنســان ســنة ‪ 2006‬يف عمليــة إنشــاء وتعزيــز آليــة‬
‫االســتعراض الــدوري الشــامل‪ ،‬وحــرص علــى إجناحهــا مــن خــال املســاهمة مببلــغ خمــس‬
‫مائــة ألــف دوالر يف الصنــدوق التطوعــي للمســاعدة التقنيــة واملاليــة مــن أجــل تنفيذهــا‪،‬‬
‫وتقدميــه إلــى املفوضيــة الســامية حلقــوق اإلنســان ملشــروع اتفــاق للتفاهــم بشــأن التعــاون‬
‫الثالثــي لتقــدمي املســاعدة التقنيــة إلــى البلــدان الناميــة بهــدف تنفيــذ توصيــات االســتعراض‬
‫الــدوري الشــامل ســنة ‪ ،2010‬و مشــاركته النشــيطة كميســر يف عمليــة تنقيــح هــذه اآلليــة و‬
‫جهــود مجلــس حقــوق اإلنســان الراميــة إلــى تقويــة معاييــر و آليــات تعزيــز حقــوق اإلنســان‪.‬‬
‫وقــدم املغــرب منــذ إحــداث آليــة االســتعراض الــدوري الشــامل ثالثــة تقاريــر وطنيــة وعمــل‬
‫‪216‬‬
‫علــى مناقشــتها أمــام مجلــس حقــوق اإلنســان برســم جوالتهــا الثــاث‪ ،‬وذلــك بالتوالــي يف‬
‫أبريــل ‪ ،2008‬ومــاي ‪ ،2012‬ومــاي ‪ .2017‬كمــا قــدم ســنة ‪ 2014‬تقريــرا مرحليــا عــن التقــدم‬
‫احملــرز يف تنفيــذ التوصيــات‪ ،‬وفــاء بااللتــزام الــذي تعهــد بــه خــال جلســة اعتمــاد تقريــر‬
‫اســتعراضه الثانــي أمــام مجلــس حقــوق اإلنســان يــوم ‪ 19‬شــتنبر ‪.2012‬‬
‫وعلــى غــرار باقــي التقاريــر الوطنيــة‪ ،‬جــرى إعــداد هــذه التقاريــر وفــق مقاربــة تشــاركية‬
‫وعبــر مسلســل تشــاوري واســع عــرف تنظيــم عــدة لقــاءات وأنشــطة وطنيــة وجهويــة للتعريــف‬
‫بهــذه اآلليــة ومبســؤولية مختلــف األطــراف املعنيــة بإعــداد التقاريــر وتنفيــذ التوصيــات‪.‬‬
‫كمــا حــرص املغــرب علــى توفيــر صيــغ مترجمــة إلــى اللغتــن الفرنســية واإلجنليزيــة لتيســير‬
‫االطــاع علــى التقاريــر علــى نطــاق واســع‪ ،‬وضمــان تواصــل ســليم بشــأن مضامينهــا مــع‬
‫مختلــف الفاعلــن املعنيــن أثنــاء عمليــة االســتعراض واملناقشــة أمــام مجلــس حقوق اإلنســان‪.‬‬
‫وقــد كانــت هــذه احلــوارات التفاعليــة غنيــة علــى مســتوى عــدد الــدول املشــاركة والقضايــا‬
‫املطروحــة‪ ،‬حيــث مت تســجيل اهتمــام واســع بقضايــا حقــوق اإلنســان واإلصالحــات‬
‫الدميقراطيــة التــي عرفتهــا بالدنــا مــن طــرف ‪ 54‬دولــة مشــاركة يف االســتعراض األول‪ ،‬و‪93‬‬
‫دولــة يف االســتعراض الثانــي‪ ،‬و‪ 105‬دولــة يف االســتعراض الثالــث‪ .‬وانصــب اهتمــام هــذه‬
‫الــدول أساســا علــى عمليــة االنتقــال الدميقراطــي ببالدنــا‪ ،‬التــي توجــت باعتمــاد دســتور‬
‫‪ ،2011‬وعلــى مســارات اإلصالحــات التشــريعية واملؤسســاتية يف مجــال حقــوق اإلنســان‬
‫واألوراش املنبثقــة عنهــا‪ .‬وع َكــس هــذا االهتمــام‪ ،‬أيضــا‪ ،‬تعــدد األســئلة واملالحظــات املقدمــة‪،‬‬
‫والتــي همــت قضايــا ومواضيــع تنــدرج ضمــن احلقــوق املدنيــة والسياســية وأخــرى تنــدرج‬
‫ضمــن احلقــوق االقتصاديــة واالجتماعيــة والثقافيــة والبيئيــة واحلقــوق الفئويــة‪.‬‬
‫وقــد قابــل التزايــد املضطــرد الــذي عرفتــه التوصيــات املقدمــة مــن طرف الدول املشــاركة من‬
‫حيــث الكميــة واملواضيــع املطروحــة عبــر اجلــوالت الثــاث تطــور مــن حيــث انفتــاح املغــرب‬
‫علــى هــذه التوصيــات واســتعداده لتفعيلهــا‪ .‬فقــد قبلــت بالدنــا ‪ 11‬توصيــة مــن التوصيــات‬
‫الثالثــة عشــرة التــي وجهــت لهــا مبناســبة اجلولــة األولــى‪ ،‬كمــا قبلــت ‪ 140‬توصيــة مــن أصــل‬
‫‪ 148‬توصيــة تلقتهــا خــال االســتعراض الثانــي‪ ،‬بينمــا حظيــت بالتأييــد ‪ 191‬توصيــة مــن‬
‫أصــل ‪ 244‬توصيــة تلقتهــا اململكــة خــال االســتعراض الثالــث‪ ،‬مــع عــدم قبــول تســع توصيــات‬
‫باعتبارهــا ال تنــدرج ضمــن واليــة مجلــس حقــوق اإلنســان‪.‬‬
‫‪o o‬آليات اإلجراءات اخلاصة‬
‫وعيــا منــه بــاألدوار املهمــة التــي تلعبهــا اإلجــراءات اخلاصــة التابعــة ملجلــس حقــوق اإلنســان‬
‫علــى مســتوى متابعــة ورصــد قضايــا حقــوق اإلنســان ومواكبــة املجهــودات التــي تبذلهــا الــدول‬
‫بهــذا الصــدد‪ ،‬اســتقبل املغــرب منــذ بدايــة األلفيــة الثالثــة مــا يناهــز اثنــي عشــر إجــراء خاصا‬
‫مــن مقرريــن وخبــراء مســتقلني وفــرق عمــل تعنــى مبختلــف قضايــا حقــوق اإلنســان‪ .‬وقــد‬
‫تضاعــف عــدد اإلجــراءات اخلاصــة التــي زارت بالدنــا منــذ اعتمــاد دســتور ‪ 2011‬ليصــل إلــى‬
‫حــدود نهايــة ســنة ‪ 2018‬إلــى ثمانيــة إجــراءات خاصــة‪ ،‬مبعــدل زيــارة كل ســنة‪ ،‬وهــي كالتالــي‪:‬‬

‫‪217‬‬
‫‪‬اخلبيرة املستقلة املعنية باحلقوق الثقافية (‪.)2011‬‬

‫‪‬املقرر اخلاص املعني بالتعذيب (‪.)2012‬‬

‫‪‬فريق العمل املعني مبسألة التمييز ضد املرأة يف القانون واملمارسة (‪.)2012‬‬

‫‪‬املقــررة اخلاصــة املعنيــة بحقــوق اإلنســان لضحايــا االجتــار بالبشــر‪ ،‬خاصــة النســاء‬
‫واألطفــال (‪.)2013‬‬

‫‪‬فريق العمل املعني باالعتقال التعسفي (‪.)2013‬‬

‫‪‬املقررة اخلاصة املعنية باحلق يف الغذاء (‪.)2015‬‬

‫‪‬اخلبيرة املستقلة املعنية بقضايا حقوق اإلنسان والتعاون الدولي (‪.)2016‬‬

‫‪‬املقــررة اخلاصــة املعنيــة باألشــكال املعاصــرة للعنصريــة والتمييــز العنصــري وكــره‬


‫األجانــب ومــا يتصــل بذلــك مــن تعصــب (‪.)2018‬‬
‫ويف خطــوة ال تقــل أهميــة عــن املســاطر اخلاصــة املذكــورة‪ ،‬اســتقبلت اململكــة اللجنــة الفرعيــة‬
‫ملنــع التعذيــب‪ ،‬خــال شــهر أكتوبــر ‪ ،2017‬حيــث حرصــت علــى توفيــر كل الظــروف املالئمــة‬
‫لقيــام اللجنــة مبهمتهــا مــن خــال تنظيم لقاءات رســمية مع الســلطات احلكومية واملؤسســات‬
‫املعنيــة والتعــاون التــام معهــا يف إجــراء زيــارات ميدانيــة جلميــع أماكــن احلرمــان مــن احلريــة‬
‫التــي رغبــت يف زيارتهــا‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬على مستوى هيئات املعاهدات‬
‫يف إطــار التفاعــل مــع هيئــات املعاهــدات املكلفــة مبراقبــة تنفيــذ مقتضيــات اتفاقيــات حقــوق‬
‫اإلنســان‪ ،‬عملــت اململكــة املغربيــة علــى تــدارك التأخــر احلاصــل يف تقــدمي بعــض التقاريــر‬
‫األوليــة والدوريــة يف آجــال اســتحقاقها‪ ،‬حيــث قدمــت خــال الثمــان ســنوات األخيــرة خمســة‬
‫تقاريــر أوليــة ودوريــة وقامــت مبناقشــتها خــال احلــوارات التفاعليــة مــع هيئــات املعاهــدات‬
‫املعنيــة‪ ،‬ويتعلــق األمــر بـــ‪:‬‬
‫‪‬التقريــر الوطنــي األولــي بشــأن اتفاقيــة حقــوق العمــال املهاجريــن ( ُقــدم ســنة ‪2012‬‬
‫بعــد تأخــر وصــل إلــى ثمــان ســنوات‪ ،‬ونوقــش ســنة ‪.)2013‬‬
‫‪‬التقريــر اجلامــع للتقريريــن الثالــث والرابــع بشــأن اتفاقيــة حقــوق الطفــل ( ُقــدم ســنة‬
‫‪ 2012‬بعــد تأخــر جتــاوز ثــاث ســنوات‪ ،‬ونوقــش ســنة ‪.)2014‬‬

‫‪218‬‬
‫‪‬التقريــر الــدوري الرابــع بشــأن العهــد الدولــي اخلــاص باحلقــوق االقتصاديــة‬
‫واالجتماعيــة والثقافيــة ( ُقــدم بدايــة ســنة ‪ 2013‬بعــد تأخــر ناهــز ثــاث ســنوات‬
‫ونصــف‪ ،‬ونوقــش ســنة ‪.)2015‬‬
‫‪‬التقريــر الــدوري الســادس بشــأن العهــد الدولــي اخلاص باحلقوق املدنية والسياســية‬
‫( ُقدم ســنة ‪ 2015‬بعد تأخر بلغ ســبع ســنوات‪ ،‬ونوقش ســنة ‪.)2016‬‬
‫‪‬التقريــر الوطنــي األولــي بشــأن تنفيــذ مقتضيــات االتفاقيــة الدوليــة حلقــوق‬
‫االشــخاص ذوي اإلعاقــة ( ُقــدم ســنة ‪ 2014‬بعــد تأخــر قــارب ثــاث ســنوات‪ ،‬ونوقــش‬
‫ســنة ‪.)2017‬‬
‫كمــا ناقــش املغــرب يف نونبــر ‪ 2011‬التقريــر الرابــع حــول إعمــال اتفاقيــة مناهضــة التعذيــب‬
‫(املقــدم ســنة ‪ ،)2009‬وناقــش يف شــتنبر ‪ 2014‬التقريــر األولــي حــول إعمــال البروتوكــول‬
‫االختيــاري امللحــق باتفاقيــة حقــوق الطفــل املتعلــق بإشــراك األطفــال يف النزاعــات املســلحة‬
‫(املقــدم ســنة ‪.)2010‬‬
‫ويواصل املغرب إعداد أربعة تقارير دورية هي‪:‬‬
‫‪‬التقرير الدوري اخلامس حول إعمال اتفاقية مناهضة التعذيب‪.‬‬
‫‪‬التقريــران الدوريــان اخلامــس والســادس حــول إعمــال اتفاقيــة القضــاء علــى جميــع‬
‫أشــكال التمييــز ضــد املــرأة‪.‬‬
‫‪‬التقاريــر ‪ 19‬و‪ 20‬و‪ 21‬حــول إعمــال اتفاقيــة القضــاء علــى جميــع أشــكال التمييــز‬
‫العنصــري‪.‬‬
‫‪‬التقريــر األولــي حــول إعمــال اتفاقيــة حمايــة جميــع األشــخاص مــن االختفــاء‬
‫القســري‪.‬‬
‫عــاوة علــى تقــدمي ومناقشــة التقاريــر الوطنيــة‪ ،‬قــام املغــرب بتحيــن الوثيقــة األســاس‬
‫مبثابــة اجلــزء األول مــن تقاريــر الــدول األطــراف‪ .‬وبالنظــر إلــى أهميــة هــذه الوثيقــة‪،‬‬
‫التــي تعتبــر مبثابــة اجلــزء األول لــكل التقاريــر الدوريــة املقدمــة إلــى هيئــات املعاهــدات‪،‬‬
‫وإلــى كونهــا لــم حتــن خــال مــدة جتــاوزت عشــر ســنوات (منــذ ســنة ‪ ،)2002‬وأخــذا بعــن‬
‫االعتبــار اإلصالحــات الدســتورية والتشــريعية واملؤسســاتية وغيرهــا مــن املســتجدات ذات‬
‫الصلــة بحقــوق اإلنســان التــي عرفتهــا بالدنــا‪ ،‬مت إجــراء مراجعــة شــاملة لهــذه الوثيقــة قبــل‬
‫اعتمادهــا وتقدميهــا يف يوليــوز ‪ ،2012‬وهــي متوفــرة اآلن باللغــات الســت املعتمــدة مــن طــرف‬
‫األمم املتحــدة‪.‬‬
‫وقــد أفضــى االنخــراط الواســع للمملكــة املغربيــة يف االتفاقيــات األساســية حلقــوق اإلنســان‬
‫وكــذا انفتاحهــا علــى آليــات اإلجــراءات اخلاصــة واالســتعراض الــدوري الشــامل إلــى تزايــد‬
‫عــدد التوصيــات املوجهــة إليهــا مــن طــرف مختلــف هــذه اآلليــات‪ ،‬الشــيء الــذي فــرض‬

‫‪219‬‬
‫ضــرورة خلــق آليــات كفيلــة بتتبــع تنفيذهــا‪.‬‬
‫وبالنظــر لتداخــل وتقاطــع وتكامــل التوصيــات الصــادرة عــن هيئــات املعاهــدات أثنــاء فحصهــا‬
‫للتقاريــر الوطنيــة مــع التوصيــات الصــادرة عــن االســتعراض الــدوري الشــامل لبالدنــا أمــام‬
‫مجلــس حقــوق اإلنســان وتلــك الصــادرة عــن آليــات اإلجــراءات اخلاصــة علــى إثــر الزيــارات‬
‫التــي تقــوم بهــا لبالدنــا‪ ،‬وبغيــة تعزيــز املمارســة االتفاقيــة فيمــا يخــص تتبــع تنفيــذ التوصيــات‬
‫الصــادرة عــن مختلــف آليــات األمم املتحــدة مبناســبة تقــدمي التقاريــر الوطنيــة‪ ،‬مت إعــداد‬
‫خطــة عمــل وطنيــة شــمولية ومندمجــة ملتابعــة تنفيــذ مختلــف تلــك التوصيــات‪.‬‬
‫كمــا كانــت توصيــات االســتعراض الــدوري الشــامل موضــوع مشــروع مشــترك أُبــرم يف شــتنبر‬
‫‪ 2013‬بــن املندوبيــة الوزاريــة املكلفــة بحقــوق اإلنســان ومكتــب برنامــج األمم املتحــدة يف‬
‫املغــرب ووكاالت األمم املتحــدة املعتمــدة باملغــرب‪ ،‬هدفــه دعــم إدمــاج حقــوق اإلنســان يف‬
‫السياســات العموميــة‪ ،‬مــن خــال متابعــة تنفيــذ التوصيــات الصــادرة عــن آليــات األمم‬
‫املتحــدة الثــاث املعنيــة بحقــوق اإلنســان‪ :‬االســتعراض الــدوري الشــامل‪ ،‬وهيئــات املعاهــدات‪،‬‬
‫واإلجــراءات اخلاصــة‪.‬‬
‫ومت إنشــاء نظــام معلوميــات ينتظــر أن يتــم إطالقــه بعــد تعيــن جهــات التنســيق لــدى جميــع‬
‫القطاعــات واملؤسســات املعنيــة بتنفيــذ التوصيــات املذكــورة‪ ،‬ممــا ســيتيح تيســير وحتســن‬
‫تقــدمي التقاريــر الوطنيــة يف آجالهــا‪ ،‬ودعــم إدمــاج حقــوق اإلنســان يف السياســات العموميــة‪،‬‬
‫وضمــان تعميــم التزامــات املغــرب علــى كافــة األطــراف املعنيــة‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫المحور الرابع‬
‫تتبع تنفيذ توصيات هيئة اإلنصاف واملصاحلة‬

‫‪221‬‬
222
‫صنفــت جتربــة العدالــة االنتقاليــة‬
‫مقتطف من خطاب جاللة الملك‬ ‫باملغــرب مــن بــن التجــارب الناجحــة‬
‫بمناسبة انتهاء مهمة هيئة اإلنصاف‬ ‫يف العالــم‪ 20.‬وقــد متيــزت بالكشــف عــن‬
‫والمصالحة وتقديم الدراسة حول التنمية‬ ‫حقيقــة مــا جــرى مــن انتهــاكات جســيمة‬
‫البشرية بالمغرب بتاريخ ‪ 6‬يناير ‪2006‬‬ ‫حلقــوق اإلنســان وجبــر الضــرر الفــردي‬
‫«‪ ...‬أصدرنــا قرارنــا بنشــر كل مــن التقريــر‬ ‫بالنســبة للضحايــا وذوي حقوقهــم وجبــر‬
‫الختامــي‪ ،‬لهيــأة اإلنصــاف والمصالحــة‪،‬‬ ‫الضرر اجلماعي بالنســبة للمناطق التي‬
‫والدراســة حــول حصيلــة وآفــاق التنميــة‬ ‫عرفــت حــدوث انتهــاكات علــى نطــاق‬
‫البشــرية ببالدنــا‪ ،‬وتمكيــن الــرأي العــام‬ ‫واســع أو وجــود أماكــن اعتقــال ومراكــز‬
‫مــن االطــاع عليهمــا‪....‬‬ ‫احتجــاز ســرية‪ ،‬إضافــة إلــى تقــدمي‬
‫وإذ نشــيد بالجهــود المخلصــة لهيــأة‬ ‫مداخــل لعــدم تكــرار تلــك االنتهــاكات‪،‬‬
‫اإلنصــاف والمصالحــة‪ ،‬رئاســة وأعضــاء‪،‬‬ ‫مــن خــال توصيــات وجيهــة متــت‬
‫فإننــا نكلــف المجلــس االستشــاري لحقوق‬ ‫دســترتها‪ ،‬وتوصيــات أخــرى مت احلــرص‬
‫اإلنســان بتفعيــل توصياتهــا‪ .‬كمــا ندعــو‬ ‫علــى تتبــع تنفيذهــا مــن قبــل احلكومــة‬
‫كافــة الســلطات العموميــة‪ ،‬إلــى مواصلــة‬ ‫واملجلــس الوطنــي حلقــوق اإلنســان‬
‫التعــاون المثمــر مع المجلس‪ ،‬لتجســيد حرصنا‬ ‫وباقــي الفاعلــن املعنيــن‪ ،‬مبــا ميكــن‬
‫الراســخ علــى تعزيــز الحقيقــة واإلنصــاف‬ ‫مــن تســوية نهائيــة ملاضــي االنتهــاكات‬
‫والمصالحــة‪.‬‬ ‫اجلســيمة حلقــوق اإلنســان‪.‬‬
‫وإنــي لواثــق أن هــذه المصالحــة الصادقــة‬ ‫وقــد انصبــت هــذه التوصيــات باألســاس‬
‫التــي أنجزناهــا‪ ،‬ال تعنــي نســيان الماضــي‪،‬‬ ‫علــى القيــام بإصالحــات دســتورية‬
‫فالتاريــخ ال ينســى‪ .‬وإنمــا تعتبــر بمثابــة‬ ‫وتشــريعية ومؤسســاتية‪ ،‬ومواصلــة‬
‫اســتجابة لقولــه تعالــى‪« :‬فاصفــح الصفــح‬ ‫الكشــف عــن احلقيقــة بالنســبة للحــاالت‬
‫الجميــل»‪ .‬وإنــه لصفــح جماعــي‪ ،‬مــن شــأنه‬ ‫العالقــة ملجهولــي املصيــر واملتوفــن‬
‫أن يشــكل دعامــة لإلصــاح المؤسســي‪.‬‬
‫خــال األحــداث االجتماعيــة‪ ،‬ومواصلــة‬
‫إصــاح عميــق يجعــل بالدنــا تتحــرر مــن‬
‫شــوائب ماضــي الحقــوق السياســية والمدنية‪.‬‬ ‫اجلهــود املتعلقــة بالنهــوض بثقافــة‬
‫وبذلكــم نعبــد الطريــق المســتقبلي‪ ،‬أمــام‬ ‫حقــوق اإلنســان واالنخــراط يف املواثيــق‬
‫الخمســينية الثانيــة لالســتقالل‪ ،‬لتركيــز‬ ‫الدوليــة ذات الصلــة بهــذا املجــال‪.‬‬
‫الجهــود علــى الــورش الشــاق والحاســم‪،‬‬ ‫وجديــر بالذكــر أن توصيــات هيئــة‬
‫للنهوض بالحقوق االقتصادية واالجتماعية‬ ‫اإلنصــاف واملصاحلــة حظيــت باملوافقــة‬
‫والثقافيــة‪ ،‬لكافــة مواطنينــا‪.». ..‬‬ ‫امللكيــة‪ ،‬حيــث وجــه جاللــة امللــك‪ ،‬يف ‪06‬‬
‫ينايــر ‪ ،2006‬خطابــا ســاميا إلــى األمــة‪،‬‬
‫مبناســبة انتهــاء مهمــة الهيئــة وتقــدمي الدراســة حــول التنميــة البشــرية باملغــرب‪ ،‬ممــا شــكل‬
‫‪ -‬أنظــر تقريــري األمــن العــام لألمــم املتحــدة حــول ســيادة القانــون والعدالــة االنتقاليــة يف مجتمعــات الـراع ومجتمعــات مــا‬ ‫‪20‬‬
‫بعــد الـراع الصادريــن يف غشــت ‪ )S/2004/616 ( ،2004‬وأكتوبــر ‪ ،)S/2011/634 ( ،2011‬وكــذا تقريــر املركــز الــدويل للعدالــة االنتقاليــة‬
‫حــول العدالــة االنتقاليــة باملغــرب الصــادر يف نونــر ‪.2005‬‬
‫‪223‬‬
‫دعمــا لنتائــج عمــل الهيئــة وأعطــى دفعــة قويــة لتنفيــذ توصياتهــا‪ ،‬والســيما األمــر امللكــي‬
‫بنشــر تقريرهــا اخلتامــي وتكليــف املجلــس االستشــاري حلقــوق اإلنســان آنــذاك (املجلــس‬
‫الوطنــي حلقــوق اإلنســان حاليــا) بتتبــع تفعيــل توصياتهــا ودعــوة كافــة الســلطات العموميــة‪،‬‬
‫إلــى مواصلــة التعــاون املثمــر مــع املجلــس‪ ،‬لتجســيد احلــرص الراســخ جلاللــة امللــك علــى‬
‫تعزيــز احلقيقــة واإلنصــاف واملصاحلــة‪.‬‬
‫وهــذا مــا جعــل التجربــة املغربيــة تتميــز بســرعة تنفيــذ التوصيــات‪ .‬فمباشــرة بعــد انتهــاء‬
‫الهيئــة مــن عملهــا مــع متــم ســنة ‪ ،2005‬مت الشــروع يف تنفيــذ التوصيــات مــع بدايــة ســنة‬
‫‪ .2006‬كمــا أن تلــك التوصيــات كانــت محــط عنايــة ملكيــة عندمــا جعلهــا جاللــة امللــك مــن‬
‫بــن املرتكــزات األساســية املؤطــرة لإلصــاح الدســتوري املعلــن عنــه يف خطــاب ‪ 9‬مــارس‬
‫‪ ،2011‬حيــث قــال جاللتــه «قررنــا إجــراء تعديل دســتوري شــامل‪ ،‬يســتند على ســبعة مرتكزات‬
‫أساســية‪ :‬أوال‪ :‬التكريــس الدســتوري للطابــع التعــددي للهويــة املغربيــة املوحــدة‪ ،‬الغنيــة بتنــوع‬
‫روافدهــا‪ ،‬ويف صلبهــا األمازيغيــة‪ ،‬كرصيــد جلميــع املغاربــة؛ ثانيا ‪ :‬ترســيخ دولــة احلــق‬
‫واملؤسســات‪ ،‬وتوســيع مجــال احلريــات الفرديــة واجلماعيــة‪ ،‬وضمــان ممارســتها‪ ،‬وتعزيــز‬
‫منظومــة حقــوق اإلنســان‪ ،‬بــكل أبعادهــا‪ ،‬السياســية واالقتصاديــة واالجتماعيــة والتنمويــة‪،‬‬
‫والثقافيــة والبيئيــة‪ ،‬والســيما بدســترة التوصيــات الوجيهــة لهيــأة اإلنصــاف واملصاحلــة‪،‬‬
‫وااللتزامــات الدوليــة للمغــرب ‪.»...‬‬
‫وتلــزم اإلشــارة إلــى أن الهيئــة أوصــت يف تقريرهــا اخلتامــي بإحــداث جلنــة باملجلــس‬
‫االستشــاري حلقــوق اإلنســان ملتابعــة تنفيــذ التوصيــات الصــادرة عنهــا يف مجــاالت احلقيقــة‬
‫وجبــر الضــرر وضمانــات عــدم التكــرار‪ ،‬وإنشــاء جلنــة وزاريــة مختلطــة على صعيــد احلكومة‪،‬‬
‫ملتابعــة تنفيــذ توصيــات الهيئــة‪ ،‬ومتابعــة تفعيــل نتائــج أعمــال الهيئــة يف مجــال جبــر األضــرار‬
‫بواســطة آليــة للمتابعــة تتولــى اإلعــداد الرســمي للمقــررات الصــادرة عــن الهيئــة يف مجــال‬
‫تعويــض الضحايــا ومســاطر إشــعارهم وتوجيههــا إلــى احلكومــة قصــد التنفيــذ‪ ،‬وكــذا الســهر‬
‫علــى تفعيــل توصيــات الهيئــة يف مجــال برامــج جبر باقي األضرار‪ ،‬وإنشــاء جلان تقنية ملتابعة‬
‫تنفيــذ مشــاريع جبــر األضــرار علــى الصعيــد اجلماعــي‪ ،‬متثــل فيهــا القطاعــات واملصالــح‬
‫املعنيــة‪ ،‬وتعمــل علــى إحاطــة احلكومــة وجلنــة املتابعــة املنبثقــة عــن املجلــس االستشــاري‬
‫بشــكل دوري بنتائــج أعمالهــا‪ ،‬وإنشــاء جلــان متابعــة مختلطــة مكونــة مــن املنتخبــن‪ ،‬وممثلــي‬
‫الســلطات احملليــة واملنظمــات غيــر احلكوميــة وممثلــي املصالــح احلكوميــة التقنيــة املعنيــة‪،‬‬
‫تكلــف بتتبــع تنفيــذ املشــاريع املقترحــة علــى املســتوى اجلماعــي واإلقليمــي واجلهــوي‪.‬‬
‫وقــد مكــن إحــداث هــذه اآلليــات والتعــاون املكثــف واملتواصــل بــن احلكومــة واملجلــس الوطني‬
‫حلقــوق اإلنســان وباقــي الفاعلــن املعنيــن مــن تنفيــذ العديــد مــن التوصيــات يف مختلــف‬
‫املجــاالت التــي همــت تعزيــز التأصيــل الدســتوري حلقــوق اإلنســان‪ ،‬والتأهيــل واملالءمــة‬
‫التشــريعية واملؤسســاتية‪ ،‬ومواصلــة األبحــاث والتحريــات بشــأن حــاالت مجهولــي املصيــر‬
‫العالقــة واملتوفــن خــال أحــداث اجتماعيــة‪ ،‬وجبــر الضــرر الفــردي واجلماعــي‪ ،‬واحلفــاظ‬
‫علــى الذاكــرة واألرشــيف‪.‬‬

‫‪224‬‬
‫أوال‪ -‬دســترة التوصيــات املتعلقــة بتعزيــز الضمانــات الدســتورية‬
‫حلقــوق اإلنســان‬
‫اقترحــت الهيئــة يف إطــار تفكيرهــا حــول القضايــا التــي ينبغــي أخذهــا بعــن االعتبــار يف‬
‫صلــب دســتور البــاد‪ ،‬عندمــا يكــون األمــر ممكنــا مــا يلــي‪:‬‬
‫▫اإلقــرار مببــدإ ســمو معاييــر القانــون الدولــي حلقــوق اإلنســان والقانــون الدولــي‬
‫اإلنســاني علــى القوانــن الوطنيــة‪.‬‬
‫▫تعزيــز احتــرام حقــوق اإلنســان وحتســن احلكامــة األمنيــة وخصوصــا يف حالــة‬
‫األزمــات‪.‬‬
‫▫التنصيــص الدســتوري الصريــح بفحــوى احلريــات واحلقوق األساســية التــي يتضمنها‪،‬‬
‫والتنصيــص علــى أن تنظيــم هــذه احلقــوق مــن اختصــاص القانــون مــع إلــزام املشــرع‬
‫نفســه كلمــا أقــدم علــى تنظيــم ممارســتها‪ ،‬بــأن يســن‪ ،‬فضــا عــن الضمانــات املوجودة‪،‬‬
‫ضمانــات أخــرى وقائيــة مــع ســبل اللجــوء للعدالــة لصالــح املواطنني الذين قــد يعتبرون‬
‫أنهــم تضــرروا يف ممارســة أيــة حريــة مــن تلــك احلريــات أو حــق مــن احلقــوق‪.‬‬
‫▫تعزيــز الضمانــات الدســتورية للمســاواة‪ ،‬وذلــك بالتنصيــص علــى املســاواة بــن الرجال‬
‫والنســاء يف احلقــوق السياســية واالقتصاديــة واالجتماعيــة والثقافية‪.‬‬
‫▫تقويــة املراقبــة الدســتورية للقوانــن واملراســيم التنظيميــة املســتقلة الصــادرة عــن‬
‫اجلهــاز التنفيــذي‪.‬‬
‫▫التنصيص دستوريا على احلق يف الدفع استثناء بال دستورية قانون من القوانني‪.‬‬
‫▫جتــرمي ممارســة االختفــاء القســري واالعتقــال التعســفي واإلبــادة العنصريــة وباقــي‬
‫اجلرائــم ضــد اإلنســانية والتعذيــب وكل أشــكال املعاملــة والعقوبــات القاســية‬
‫والالإنســانية واملهينــة‪.‬‬
‫▫منــع كل أشــكال التمييــز املدانــة دوليــا وكل أشــكال التحريــض علــى العنصريــة ومقــت‬
‫األجانــب والعنــف والكراهيــة علــى مســتوى القواعــد الدســتورية الســامية‪.‬‬
‫▫اإلقــرار دســتوريا مببــدإ بــراءة كل متهــم إلــى أن تثبــت إدانتــه‪ ،‬وضمــان حقــه يف‬
‫محاكمــة عادلــة‪.‬‬
‫▫تعزيــز املبــدإ الدســتوري لفصــل الســلط‪ ،‬وخاصــة فيمــا يتصــل باســتقالل العدالــة‬
‫والنظــام األساســي للقضــاة‪ ،‬مــع املنــع الصريــح ألي تدخــل للســلطة التنفيذيــة يف‬
‫تنظيــم العدالــة وســير الســلطة القضائيــة‪.‬‬
‫▫تقوية الضمانات الدستورية الستقالل املجلس األعلى‪.‬‬
‫▫توضيــح وتقويــة ســلطات البرملــان يف البحــث وتقصــي احلقائــق فيمــا يخــص احتــرام‬
‫حقــوق اإلنســان والوقــوف علــى أيــة وقائــع قــد تثبــت حــدوث انتهــاكات جســيمة‪.‬‬
‫‪225‬‬
‫▫إقــرار مســؤولية احلكومــة يف حمايــة حقــوق اإلنســان واحلفــاظ علــى األمــن والنظــام‬
‫واإلدارة العموميــة‪.‬‬
‫وتفعيــا لهــذه التوصيــات التــي كانــت مــن بــن مكتســبات البــاد يف مجــال حقــوق اإلنســان‬
‫ومــن بــن مرتكــزات اإلصــاح الدســتوري لســنة ‪ ،2011‬والتــي أضحــت جــزءا مــن الدســتور‬
‫الــذي شــكل ميثاقــا حقيقيــا للحقــوق واحلريــات األساســية‪ ،‬مت االعتــراف الدســتوري بســمو‬
‫املواثيــق الدوليــة حلقــوق اإلنســان ومالءمــة القوانــن الوطنيــة معهــا وجتــرمي االنتهــاكات‬
‫اجلســيمة حلقــوق اإلنســان وتعزيــز الضمانــات الدســتورية حلقــوق اإلنســان وفصــل الســلط‬
‫وتقويــة دور البرملــان واحلكومــة يف مجــال حقــوق اإلنســان وتعزيــز مداخــل احلكامــة األمنيــة‪،‬‬
‫كمــا مت إضفــاء الصفــة الدســتورية اآلمــرة‪ ،‬علــى الضمانــات القبليــة والبعديــة املرتبطــة‬
‫باحملاكمــة العادلــة‪ ،‬وذلــك كمــا يلــي‪:‬‬

‫‪226‬‬
‫مجاالت‬
‫دسترة التوصيات‬
‫التوصيات‬
‫▫«جعــل االتفاقيــات الدوليــة‪ ،‬كمــا صــادق عليــه املغــرب‪ ،‬ويف نطــاق‬
‫أحــكام الدســتور‪ ،‬وقوانــن اململكــة‪ ،‬وهويتهــا الوطنيــة الراســخة‪،‬‬
‫تســمو‪ ،‬فــور نشــرها‪ ،‬علــى التشــريعات الوطنيــة‪ ،‬والعمــل علــى مالءمــة‬
‫هــذه التشــريعات‪ ،‬مــع مــا تتطلبــه تلــك املصادقــة»‪.‬‬ ‫التأصيل‬
‫▫التنصيــص علــى مبــدإ املســاواة مبقتضيــات صريحــة علــى أكثــر مــن‬ ‫الدستوري‬
‫مســتوى‪:‬‬ ‫لسمو معايير‬
‫القانون‬
‫‪-‬الفقــرات األولــى والثالثــة والســابعة والثامنــة والتاســعة مــن‬ ‫الدولي‬
‫التصديــر‪.‬‬ ‫حلقوق‬
‫‪-‬املساواة أمام القانون (الفصل ‪ 6‬من الدستور‪ ،‬الفقرة ‪.)1‬‬ ‫اإلنسان‬
‫والقانون‬
‫▫دســتورية القواعــد القانونيــة وتراتبيتهــا ووجــوب نشــرها (الفصــل ‪،6‬‬
‫الدولي‬
‫الفقــرة ‪.)4‬‬
‫اإلنساني‬
‫▫عدم رجعية القوانني (الفصل ‪ ،6‬الفقرة ‪.)5‬‬ ‫على القوانني‬
‫▫لــكل فــرد احلــق يف ســامة شــخصه وأقربائــه‪ ،‬وحمايــة ممتلكاتــه‬ ‫الوطنية‬
‫(الفصــل ‪ ،21‬الفقــرة ‪.)1‬‬
‫▫احترام قرينة البراءة (الفصل ‪ ،23‬الفقرة ‪.)4‬‬
‫جترمي وحظر ومنع‪:‬‬
‫▫التعذيــب وكافــة أشــكال ســوء املعاملــة القاســية أو الالإنســانية أو‬
‫احلاطــة بالكرامــة (الفصــل ‪.)22‬‬
‫▫االعتقال التعسفي واالختفاء القسري (الفصل ‪ 23‬الفقرة ‪.)2‬‬ ‫جترمي‬
‫االنتهاكات‬
‫▫كل حتريــض علــى العنصريــة أو الكراهيــة أو العنــف (الفصــل ‪23‬‬
‫اجلسيمة‬
‫الفقــرة ‪.)7‬‬
‫حلقوق‬
‫▫اإلبــادة وغيرهــا مــن اجلرائــم ضــد اإلنســانية‪ ،‬وجرائــم احلــرب وكافــة‬ ‫اإلنسان‬
‫االنتهــاكات اجلســيمة املمنهجــة حلقــوق اإلنســان (الفصــل ‪ 23‬الفقــرة‬
‫‪.)7‬‬

‫‪227‬‬
‫▫احلق يف احلياة (الفصل ‪.)20‬‬
‫▫احلق يف احلرية ويف األمان (الفصل ‪ 23‬الفقرة ‪.)1‬‬
‫▫احلق يف حماية احلياة اخلاصة (الفصل ‪ 24‬الفقرة ‪.)1‬‬
‫▫حرمة املنزل (الفصل ‪ 24‬الفقرة ‪.)2‬‬
‫▫حرية التنقل (الفصل ‪ 24‬الفقرة ‪.)4‬‬
‫▫حرية الفكر والرأي والتعبير (الفصل ‪ 25‬الفقرة ‪.)1‬‬
‫▫حرية اإلبداع والنشر (الفصل ‪ 25‬الفقرة ‪.)2‬‬
‫▫احلــق يف احلصــول علــى املعلومــات وحتديــد نطــاق تقييدهــا (الفصــل‬
‫التأصيل‬
‫‪.)27‬‬
‫الدستوري‬
‫▫حرية الصحافة (الفصل ‪.)28‬‬ ‫للحقوق‬
‫▫حريــات االجتمــاع والتجمهــر والتظاهــر الســلمي وتأســيس اجلمعيــات‬ ‫واحلريات‬
‫واالنتمــاء النقابــي والسياســي (الفصــل ‪ 29‬الفقــرة ‪.)1‬‬
‫▫التمتــع باحلقــوق املدنيــة والسياســية واملشــاركة يف إدارة الشــأن العــام‬
‫(الفصــل ‪ 30‬الفقــرة ‪.)1‬‬
‫▫التسليم (الفصل ‪ 30‬الفقرة ‪.)5‬‬
‫▫ضمان حق امللكية (الفصل ‪ 35‬الفقرة ‪.)1‬‬
‫▫احترام الدستور والتقيد بالقانون (الفصل ‪ 37‬الفقرة ‪.)1‬‬

‫▫تختــص احملكمــة الدســتورية بالنظــر يف كل دفــع متعلــق بعــدم دســتورية‬ ‫تقوية املراقبة‬
‫قانــون‪ ،‬أثيــر أثنــاء النظــر يف قضيــة‪ ،‬وذلــك إذا دفــع أحــد األطــراف‪،‬‬ ‫الدستورية‬
‫بــأن القانــون‪ ،‬الــذي ســيطبق يف النــزاع‪ ،‬ميــس باحلقوق واحلريــات‬ ‫على القوانني‬
‫التــي يضمنهــا الدســتور (الفصــل ‪ 133‬الفقــرة ‪.)1‬‬ ‫ذات الصلة‬
‫بحقوق‬
‫اإلنسان‬

‫‪228‬‬
‫▫إقرار فصل السلط وتوازنها وتعاونها (الفصل ‪ 1‬الفقرة ‪.)2‬‬
‫▫مســؤولية الســلط العموميــة يف توفيــر الظــروف وتعميــم الطابــع الفعلي‬
‫حلريــة املواطنــات واملواطنــن (الفصــل ‪ 6‬الفقرة ‪.)2‬‬
‫▫يختــص البرملــان‪ ،‬يف نطــاق الفصــل ‪ ،71‬بالتشــريع يف مياديــن تتصــل‬
‫بحمايــة حقــوق اإلنســان‪ ،‬وهــي‪:‬‬
‫‪‬احلقــوق واحلريــات األساســية املنصــوص عليهــا يف التصديــر ويف‬
‫فصــول أخــرى مــن الدســتور‪.‬‬
‫‪‬نظام الوسائط السمعية البصرية والصحافة مبختلف أشكالها‪.‬‬
‫‪‬العفو العام‪.‬‬
‫تعزيز فصل‬
‫‪‬حتديد اجلرائم والعقوبات اجلارية عليها‪.‬‬ ‫السلط‬
‫‪‬التنظيم القضائي وإحداث أصناف جديدة من احملاكم‪.‬‬ ‫وتقوية‬
‫‪‬املسطرة اجلنائية‪.‬‬ ‫اختصاصات‬
‫البرملان‬
‫‪‬نظام السجون‪.‬‬ ‫واحلكومة‬
‫‪‬نظام مصالح وقوات حفظ األمن‪.‬‬ ‫والقضاء يف‬
‫مجال حقوق‬
‫▫يدخل ضمن اختصاصات احلكومة يف مجال حماية حقوق اإلنسان‪:‬‬
‫اإلنسان‬
‫‪‬مــا يتصــل باملوضــوع يف البرنامــج احلكومــي (الفصــل ‪ 88‬الفقــرة‬
‫‪.)1‬‬
‫‪‬ضمان تنفيذ القوانني (الفصل ‪ 89‬الفقرة ‪.)2‬‬
‫‪‬تــداول مجلــس احلكومــة «القضايــا الراهنــة املرتبطــة بحقــوق‬
‫اإلنســان وبالنظــام العــام» (الفصــل ‪ 92‬الفقــرة الفرعيــة اخلامســة‬
‫مــن الفقــرة األولــى)‪.‬‬
‫‪‬الــوزراء مســؤولون عــن تنفيــذ السياســة احلكوميــة‪ ،‬كل يف القطــاع‬
‫املكلــف بــه‪ ،‬ويف إطــار التضامــن احلكومــي (الفصــل ‪ 93‬الفقــرة ‪.)1‬‬

‫‪229‬‬
‫▫إلقاء القبض أو االعتقال مبقتضى القانون (الفصل ‪ 23‬الفقرة ‪.)1‬‬
‫▫إخبــار الشــخص املوقــوف بدواعــي االعتقــال وبحقوقــه (الفصــل ‪23‬‬
‫الفقــرة ‪.)2‬‬
‫▫إقرار حق التزام الصمت (الفصل ‪ 23‬الفقرة ‪)3‬‬
‫▫التنصيــص علــى قرينــة البــراءة واحلــق يف احملاكمــة العادلــة (الفصــل‬
‫‪ 23‬الفقــرة ‪.)4‬‬
‫ضمانات‬
‫▫ضمان حقوق السجناء (الفصل ‪ 23‬لفقرة ‪.)5‬‬ ‫احملاكمة‬
‫▫ضمان حق التقاضي (الفصل ‪.)118‬‬ ‫العادلة‬
‫وحماية‬
‫▫تكريس قرينة البراءة (الفصل ‪.)119‬‬ ‫حقوق‬
‫▫تكريس احلق يف احملاكمة العادلة (الفصل ‪.)120‬‬ ‫املتقاضني‬
‫▫ضمان املساعدة القانونية (الفصل ‪.)121‬‬
‫▫إقرار حق التعويض عن اخلطأ القضائي (الفصل ‪.)122‬‬
‫▫تكريس علنية اجللسات (الفصل ‪.)125‬‬
‫▫تكريس حجية األحكام والقرارات القضائية النهائية (الفصل ‪.)126‬‬

‫▫أســس الدســتور علــى أكثــر مــن مســتوى للحكامــة األمنية‪ ،‬الســيما على‬
‫مســتوى الضمانــات والرقابــة القضائيــة‪ ،‬وســلطات البرملــان ومســؤولية‬
‫احلكامة‬
‫احلكومــة وحقــوق األفــراد وحرياتهــم ومبــادئ تنظيــم وتســيير املرافــق‬
‫األمنية‬
‫العامــة وممارســة الســلطة العامــة (وفــق مــا ســيتم التفصيــل فيــه‬
‫الحقــا)‪.‬‬
‫وينبغــي اإلشــارة إلــى أن دســتور ‪ 2011‬لــم يكتــف بدســترة التوصيــات الوجيهــة لهيئة اإلنصاف‬
‫واملصاحلــة بــل أولــى عنايــة خاصــة للحمايــة املؤسســاتية حلقــوق اإلنســان مــن خــال دســترة‬
‫هيئــات حمايــة حقــوق اإلنســان والنهــوض بهــا‪ ،‬املنصــوص عليهــا يف الفصــل ‪ 161‬ومــا بعــده‪،‬‬
‫والســيما املجلــس الوطنــي حلقــوق اإلنســان‪ ،‬ومؤسســة الوســيط‪ ،‬ومجلــس اجلاليــة املغربيــة‬
‫باخلــارج‪ ،‬والهيئــة املكلفــة باملناصفــة ومكافحــة كل أشــكال التمييــز‪ .‬كمــا أنــه جعــل‪ ،‬مبقتضــى‬
‫الفصــل ‪ ،175‬املكتســبات يف مجــال احلريــات واحلقــوق األساســية املنصــوص عليهــا يف هــذا‬
‫الدســتور‪ ،‬ضمــن األحــكام التــي ال ميكــن أن تتناولهــا املراجعــة الدســتورية‪.‬‬

‫‪230‬‬
‫ثانيا‪ -‬اعتماد التخطيط االستراتيجي‬
‫دعــت الهيئــة إلــى وضــع خطــة وطنيــة متكاملــة وطويلــة األمــد يف مجــال النهــوض بحقــوق‬
‫اإلنســان انطالقــا مــن املشــاورات الوطنيــة اجلاريــة حــول مبــادرة املجلــس االستشــاري حلقوق‬
‫اإلنســان التــي تــروم وضــع خطــة وطنيــة للتربيــة علــى حقــوق اإلنســان والنهــوض بهــا‪.‬‬

‫ويف هــذا اإلطــار ومبقاربــة تشــاورية شــاركت فيهــا مختلــف األطــراف املعنيــة‪ ،‬حكوميــة وغيــر‬
‫حكوميــة‪ ،‬وسياســية وحقوقيــة ومدنيــة‪ ،‬مت اإلعــان رســميا عــن إعــداد واعتمــاد األرضيــة‬
‫املواطنيــة للنهــوض بثقافــة حقــوق اإلنســان يف ‪ 26‬فبرايــر ‪ ،2007‬والتــي تعــد مشــروعا‬
‫وطنيــا‪ ،‬يهــدف إلــى التأســيس لفعــل ثقــايف وتأهيلــي‪ ،‬يعيــد بنــاء الوعــي والســلوك جتــاه الذات‬
‫واآلخــر واملجتمــع بصفــة عامــة‪ ،‬ويضمــن مواطنــة كاملــة‪ ،‬ضمــن تصــور مينحهــا االنســجام‬
‫والتكامــل واالســتدامة‪ ،‬ويوفــر لهــا شــروط اإلبــداع والتكيــف مــع احلاجيــات املتجــددة‪.‬‬

‫ويتوخــى هــذا املشــروع الهــام الترســيخ الثقــايف والســلوكي والتملــك املجتمعــي لقيــم ومبــادئ‬
‫حقــوق اإلنســان‪ ،‬باعتبارهــا قواعد أساســية مؤطرة للســلوك الفردي والعالقــات االجتماعية‪،‬‬
‫ومحــددات للممارســة اإلداريــة وجتليــات للفعــل الثقــايف احلقوقــي‪.‬‬

‫واعتمــدت األرضيــة ثالثــة محــاور مترابطــة ومتفاعلــة فيمــا بينهــا‪ :‬التربيــة وتكويــن املهنيــن‬
‫والتحســيس‪ ،‬كمداخــل أساســية خللــق ديناميــة مجتمعيــة متكــن مــن متلــك قيــم وثقافــة حقوق‬
‫اإلنســان مــن طــرف مختلــف مكونــات املجتمــع‪ ،‬أفــرادا وجماعــات ومؤسســات‪.‬‬

‫ويف نفــس الســياق وتنفيــذا لتوصيــات مؤمتــر فيينــا حلقــوق اإلنســان لســنة ‪ 1993‬انخرطــت‬
‫اململكــة املغربيــة يف إعــداد خطــة عمــل وطنيــة يف مجــال الدميقراطيــة وحقــوق اإلنســان‬
‫مــا بــن ســنتي ‪ 2008‬و‪ ،2010‬والتــي بعــد إصــدار دســتور ‪ 2011‬الــذي حفــل بالعديــد مــن‬
‫تدابيرهــا وتوصياتهــا‪ ،‬كان مــن الضــروري حتيينهــا‪.‬‬

‫غيــر أنــه ونظــرا ملــا تضمنتــه اخلطــة مــن قضايــا محــط خــاف مجتمعــي فإنهــا لــم حتــظ‬
‫باالعتمــاد احلكومــي يف املرحلــة املواليــة‪.‬‬

‫وبعــد التنصيــب البرملانــي للحكومــة ســنة ‪ 2017‬بعــد التصويــت على البرنامــج احلكومي الذي‬
‫تضمــن إجــراء ينــص علــى حتيــن واعتمــاد خطــة العمــل الوطنيــة يف مجــال الدميقراطيــة‬
‫وحقــوق اإلنســان‪ ،‬قامــت وزارة الدولــة املكلفــة بحقــوق اإلنســان مببــادرة حتيــن اخلطــة‬
‫باعتمــاد املنهجيــة ذاتهــا التــي اعتمــدت يف مرحلــة إعدادهــا (‪ 2008‬و‪ ،)2010‬وذلــك بإشــراك‬
‫مختلــف القطاعــات احلكوميــة واملؤســات الوطنيــة والبرملــان والســلطة القضائيــة واجلامعــة‬
‫والهيئــات املهنيــة واملجتمــع املدنــي والقطــاع اخلــاص‪.‬‬

‫‪231‬‬
‫وقــد تضمنــت الصيغــة اجلديــدة احملينــة ‪ 435‬تدبيــرا بعدمــا كانــت تتضمــن يف صيغتهــا‬
‫األولــى ‪ 215‬تدبيــرا‪ ،‬كمــا مت تضمينهــا محــاور جديــدة‪ ،‬كاحلكامــة األمنيــة ومكافحــة اإلفــات‬
‫مــن العقــاب واملقاولــة وحقــوق اإلنســان‪.‬‬

‫وجديــر بالذكــر أن القضايــا اخلالفيــة التــي أدت إلــى عــدم اعتمــاد اخلطــة مــن قبــل احلكومة‬
‫يف املرحلــة الســابقة مت التوافــق علــى جعلهــا محــل حــوار مجتمعــي‪ ،‬ويتعلــق األمــر باالنضمــام‬
‫إلــى البرتوكــول الثانــي امللحــق بالعهــد الدولــي اخلــاص باحلقــوق املدنيــة والسياســية املتعلــق‬
‫بإلغــاء عقوبــة اإلعــدام ونظــام رومــا األساســي للمحكمــة اجلنائيــة الدوليــة واالتفاقيــة ‪87‬‬
‫ملنظمــة العمــل الدوليــة املتعلقــة باحلريــة النقابيــة وحمايــة حــق التنظيــم النقابــي ومراجعــة‬
‫وتعديــل املــواد ‪ 20‬و‪ 49‬و‪ 53‬و‪ 175‬و‪ 236‬و‪ 238‬مــن مدونــة األســرة مبــا ميكــن مــن منــع زواج‬
‫القاصــر‪ ،‬واســتيعاب مفهــوم الكــد والســعاية‪ ،‬وحمايــة الــزوج أو الزوجــة مــن طــرف النيابــة‬
‫العامــة عنــد اإلرجــاع إلــى بيــت الزوجيــة‪ ،‬وإقــرار عــدم ســقوط احلضانــة عــن األم رغــم‬
‫زواجهــا‪ ،‬وكفالــة املســاواة بــن األب واألم يف الواليــة علــى األبنــاء‪.‬‬

‫وبعــد مصادقــة جلنــة االشــراف ذات التمثيليــة التعدديــة علــى هــذه اخلطــة بتاريــخ ‪ 29‬نونبــر‬
‫‪ ،2017‬مت تقدميهــا إلــى كافــة اجلهــات املعنيــة يف حفــل خــاص بتاريــخ ‪ 13‬دجنبــر ‪ ،2017‬كمــا‬
‫مت اعتمادهــا مــن قبــل احلكومــة يف ‪ 21‬دجنبــر ‪.2017‬‬

‫وتشــكل هــذه اخلطــة ورشــا وطنيــا طموحــا يهــدف إلــى ترســيخ مسلســل اإلصــاح السياســي‬
‫واالرتقــاء بالتجربــة املغربيــة يف مجــال حمايــة حقــوق اإلنســان والنهــوض بهــا‪ ،‬عبــر مأسســة‬
‫حقــوق اإلنســان وتعزيــز الوعــي احلقوقــي وتدعيــم املبــادرات املســاهمة يف انبثــاق دميقراطيــة‬
‫تشــاركية‪ ،‬وذلــك مــن خــال العمــل علــى تعزيــز املكتســبات وتطويرهــا لترســيخ القطــع‬
‫النهائــي مــع املمارســات التــي ســادت يف املاضــي‪ ،‬وتعزيــز الدميقراطيــة مؤسســاتيا وتشــريعيا‬
‫وممارســة‪ ،‬وتكريــس حقــوق اإلنســان كأســاس لدولــة القانــون وكثقافــة راســخة يف املجتمــع‪.‬‬

‫ويف إطــار حــرص جاللــة امللــك علــى دعائــم دولــة الدميقراطيــة وحقــوق اإلنســان‪ ،‬أبــدى‬
‫جاللتــه اهتمامــه الســامي بخطــة العمــل الوطنيــة يف مجــال الدميقراطيــة وحقــوق اإلنســان‪،‬‬
‫وأصــدر توجيهاتــه الســامية قصــد اســتكمال ترجمتهــا إلــى مخطــط تنفيــذي ينخــرط فيــه‬
‫اجلميــع‪ ،‬وإعــداد كافــة النصــوص القانونيــة والتدابيــر العمليــة املرتبطــة بهــا‪ ،‬ورفــع نتائــج‬
‫ذلــك إلــى النظــر الســديد جلاللتــه‪.‬‬

‫وتنفيــذا لهــذه التوجيهــات امللكيــة الســامية‪ ،‬حرصــت وزارة الدولة‪ ،‬وبنفس املقاربة التشــاركية‬
‫والتشــاورية مــع مختلــف الفاعلــن املعنيــن‪ ،‬علــى إعــداد هــذا املخطــط التنفيــذي الــذي يعــد‬
‫إطــارا تعاقديــا ميكــن مــن تعبئــة وانخــراط أكبــر عــدد مــن الفاعلــن املعنيــن باإلعمــال‪ ،‬يف‬
‫إطــار مــن التكامــل والتنســيق وااللتقائيــة‪ ،‬ومبراعــاة ملهــام وأدوار كل طــرف‪ .‬كمــا أنــه يعــد‬

‫‪232‬‬
‫وثيقــة إجرائيــة تترجــم تدابيــر اخلطــة إلــى أنشــطة كفيلــة بإعمالهــا‪ ،‬مــع حتديــد اجلهــة‬
‫املســؤولة عــن التنفيــذ والشــركاء واجلدولــة الزمنيــة لإلجنــاز والنتائــج املنتظــرة مــن األنشــطة‬
‫املبرمجــة ومؤشــرات للقيــاس تســاعد علــى التتبــع والتقييــم‪.‬‬

‫وجتــدر اإلشــارة إلــى أنــه تنفيــذا لتوصيــة اخلطــة بخصــوص إطــاق حــوار مجتمعــي حــول‬
‫هــذه القضايــا‪ ،‬خصصــت وزارة الدولــة املكلفــة بحقــوق اإلنســان الدعــم املالــي لســنة ‪2019‬‬
‫لطلــب عــروض مشــاريع تقدمهــا اجلمعيــات والنقابــات بشــأن فتــح حــوار مجتمعــي حــول‬
‫القضايــا املذكــورة‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬مواصلة االنخراط يف االتفاقيات الدولية حلقوق اإلنسان‬
‫أوصــت الهيئــة «مبواصلــة االنضمــام إلــى اتفاقيــات القانــون الدولــي حلقــوق اإلنســان»‪ ،‬مــن‬
‫خــال‪:‬‬
‫▫ املصادقــة علــى البرتوكــول الثانــي امللحــق بالعهــد الدولــي اخلــاص باحلقــوق املدنيــة‬
‫والسياســية املتعلــق مبنــع عقوبــة اإلعــدام‪.‬‬
‫▫املصادقــة علــى البرتوكــول االختيــاري امللحــق باالتفاقيــة الدوليــة للقضــاء علــى جميــع‬
‫أشــكال التمييــز ضــد املــرأة‪ ،‬ورفــع التحفظــات التــي ســجلها املغــرب بخصــوص بعــض‬
‫مقتضيــات االتفاقيــة املذكورة‪.‬‬
‫▫املصادقــة علــى النظــام األساســي للمحكمــة اجلنائيــة الدوليــة تتميمــا لتوقيــع املغــرب‬
‫عليــه‪ ،‬مــع فحــص اإلكراهــات املطروحــة»‪.‬‬

‫ويف هــذا الصــدد عملــت اململكــة علــى مواصلــة االنخــراط يف هــذا املجــال وفــاء منهــا‬
‫الختيارهــا االســتراتيجي بحمايــة حقــوق اإلنســان والنهــوض بهــا كمــا يلــي‪:‬‬
‫‪‬االنضمــام إلــى اتفاقيــة حقــوق األشــخاص ذوي اإلعاقــة وبروتوكولهــا االختيــاري ســنة‬
‫‪.2009‬‬
‫‪‬املصادقــة علــى بروتوكــول منــع وقمــع ومعاقبــة االجتــار باألشــخاص‪ ،‬وبخاصــة النســاء‬
‫واألطفــال‪ ،‬املكمــل التفاقيــة األمم املتحــدة ملكافحــة اجلرميــة املنظمــة عبــر الوطنيــة‬
‫ســنة ‪.2011‬‬
‫‪‬املصادقــة علــى االتفاقيــة الدوليــة حلمايــة جميــع األشــخاص مــن االختفــاء القســري‬
‫ســنة ‪ 2013‬بعدمــا كانــت مــن الــدول املوقعــة عليهــا يف ‪ 6‬فبرايــر ‪.2007‬‬
‫‪‬االنضمام إلى البرتوكول امللحق باتفاقية مناهضة التعذيب سنة ‪.2014‬‬

‫‪233‬‬
‫‪‬الشــروع يف عمليــة االنضمــام إلــى البروتوكــوالت االختياريــة (البروتوكــول االختيــاري‬
‫األول للعهــد الدولــي اخلــاص باحلقــوق املدنيــة والسياســية‪ ،‬والبروتوكــول االختيــاري‬
‫التفاقيــة القضــاء علــى جميــع أشــكال التمييــز ضــد املــرأة‪ ،‬والبروتوكــول االختيــاري‬
‫التفاقيــة حقــوق الطفــل املتعلــق بالبالغــات)‪.‬‬

‫كمــا أعيــد النظــر يف بعــض التحفظــات واإلعالنــات (ســحب التحفظــات علــى الفقــرة الثانيــة‬
‫مــن املــادة ‪ 9‬وعلــى املــادة ‪ 16‬مــن اتفاقيــة القضــاء علــى جميــع أشــكال التمييــز ضــد املــرأة‬
‫التــي أصبحــت متجــاوزة بفضــل اإلصالحــات التشــريعية يف مجــال األســرة واجلنســية)‪.‬‬

‫أمــا موضــوع االنخــراط يف نظــام رومــا األساســي املتعلــق باحملكمــة اجلنائيــة الدوليــة ويف‬
‫البرتوكــول الثانــي امللحــق بالعهــد الدولــي اخلــاص باحلقــوق املدنيــة والسياســية املتعلــق بإلغاء‬
‫عقوبــة اإلعــدام فمــا يــزال موضــوع حــوار وطنــي‪ ،‬كمــا هــو مبرمــج يف خطــة العمــل الوطنيــة‬
‫يف مجــال الدميقراطيــة وحقــوق اإلنســان‪.‬‬

‫وجتــدر اإلشــارة إلــى أن مشــروع القانــون اجلنائــي ينــص علــى تقليــص عــدد اجلرائــم التــي‬
‫يعاقــب عليهــا باإلعــدام بشــكل كبيــر لتصبــح ‪ 9‬جرائــم عــوض ‪ 31‬جرميــة‪ .‬كمــا أنــه ال يجــوز‬
‫إصــدار عقوبــة اإلعــدام إال إذا قــرر القضــاة ذلــك باإلجمــاع ووقــع جميــع القضــاة الذيــن‬
‫شــاركوا يف إصــدار احلكــم علــى محضــر املــداوالت الــذي يتعــن أن يُشــار فيــه إلــى إجمــاع‬
‫قضــاة احلكــم‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬تأهيل العدالة وتقوية استقاللها‬
‫‪ - 1‬تذكير بالتوصيات‬
‫أوصــت هيئــة اإلنصــاف واملصاحلــة بتأهيــل العدالــة وتقويــة اســتقالليتها‪ .‬فباإلضافــة إلــى‬
‫مــا رود يف شــأن تقويــة الســلطة القضائيــة دســتوريا‪ ،‬اقترحــت الهيئــة‪:‬‬
‫▫فصل وظيفة وزير العدل عن املجلس األعلى للقضاء‪.‬‬
‫▫جعل مقر املجلس األعلى للقضاء مبقر املجلس األعلى بالرباط‪.‬‬
‫▫مواصلة وتسريع وثيرة إصالح القضاء والنهوض مبستواه‪.‬‬
‫▫مواصلة حتديث احملاكم‪.‬‬
‫▫حتفيــز القضــاة وأعــوان العدالــة‪ ،‬وحتســن تكوينهــم األساســي واملســتمر والتقييــم‬
‫املنتظــم ألدائهــم‪.‬‬
‫▫مواصلــة مشــاريع تنظيــم مختلــف املهــن القضائيــة وجعلهــا قــادرة علــى الضبــط الذاتي‬
‫لشــؤونها مــن حيــث احلقــوق والواجبــات واألخالقيات‪.‬‬

‫‪234‬‬
‫▫مراجعــة تنظيــم واختصاصــات وزارة العــدل بشــكل يحــول دون أي تدخــل أو تأثيــر‬
‫للجهــاز اإلداري يف مجــرى العدالــة وســير احملاكمــات‪.‬‬
‫▫جترمي تدخل السلطة اإلدارية يف مجرى العدالة‪.‬‬
‫▫تشديد العقوبات اجلنائية يف حق كل إخالل أو مساس بحرمة القضاء واستقالله‪.‬‬
‫‪ - 2‬تنفيذ التوصيات‬
‫أ ‪ -‬إعداد ميثاق وطني إلصالح منظومة العدالة‬

‫تفعيــا لتوصيــات الهيئــة املشــار إليهــا أعــاه وتنفيــذا ملقتضيــات الدســتور ذات الصلــة‪ ،‬نظــم‬
‫حــوار وطنــي أشــرفت عليــه جلنــة وطنيــة تعدديــة‪ ،‬مبقاربــة تشــاركية ويف جــو مــن احلريــة‪،‬‬
‫خلــص إلــى صياغــة ميثــاق إصــاح منظومــة العدالــة‪ ،‬رفــع إلــى النظــر الســديد جلاللــة امللــك‬
‫الــذي ســجل بارتيــاح إعــداده يف خطــاب العــرش بتاريــخ ‪ 30‬يوليــوز ‪.2013‬‬
‫وقــد شــخص امليثــاق مجموعــة مــن النواقــص على مســتوى حماية القضاء للحقــوق واحلريات‬
‫تتقاطــع يف معظمهــا مــع توصيــات الهيئــة‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬
‫•نقائــص تشــوب السياســة اجلنائيــة تظهــر يف ضعــف التنســيق بينهــا وبــن باقــي‬
‫السياســات العموميــة‪.‬‬
‫•نقص يف االهتمام مبقاربة النوع االجتماعي وضحايا األفعال اإلجرامية‪.‬‬
‫•ضعف إشاعة ثقافة حقوق اإلنسان مبا تنطوي عليه أيضا من واجبات‪.‬‬
‫• محدودية آليات البحث اجلنائي‪.‬‬
‫• غياب إطار قانوني حديث خاص بالطب الشرعي وبنوك املعطيات اجلينية‪.‬‬
‫• غياب مرصد وطني لدراسة وتتبع ظاهرة اإلجرام‪.‬‬
‫•تضخم يف نصوص التجرمي والعقاب كآلية أساسية حملاربة اجلرمية‪.‬‬
‫•عدم ترشيد االعتقال االحتياطي‪.‬‬
‫•عدم تدقيق الضوابط القانونية املبررة للوضع رهن احلراسة النظرية‪.‬‬
‫•عــدم التفعيــل األمثــل ملبــدإ مالءمــة املتابعــة‪ ،‬ولآلليــات البديلــة لالعتقــال‪ ،‬وكــذا‬
‫لضمانــات احملاكمــة العادلــة‪.‬‬
‫•وجود هوامش واسعة على مستوى نظام العقوبة‪ ،‬بني حديها األدنى واألقصى‪.‬‬

‫‪235‬‬
‫• عدم فعالية العقوبات القصيرة املدة يف تقومي احملكوم عليهم‪.‬‬
‫•عــدم توفــر آليــات ناجعــة لتتبــع حالــة العــود اجلنائــي وتنفيــذ املقــررات القضائيــة‬
‫الزجريــة‪ ،‬الســيما مــا يتعلــق بالعقوبــات املاليــة‪.‬‬
‫• املآخذ املسجلة بخصوص نظام املؤسسات السجنية وظروف تنفيذ العقوبة‪.‬‬
‫وقد انتهى امليثاق إلى حتديد ستة أهداف استراتيجية رئيسية لإلصالح‪ 21‬تتمثل يف‪:‬‬
‫‪o o‬توطيد استقالل السلطة القضائية‪.‬‬
‫‪o o‬تخليق منظومة العدالة‪.‬‬
‫‪o o‬تعزيز حماية القضاء للحقوق واحلريات‪.‬‬
‫‪o o‬االرتقاء بفعالية وجناعة القضاء‪.‬‬
‫‪o o‬إمناء القدرات املؤسسية ملنظومة العدالة‪.‬‬
‫‪o o‬حتديث اإلدارة القضائية وتعزيز حكامتها‪.‬‬
‫وبنــاء عليــه‪ ،‬اقتــرح امليثــاق رؤيــة إصالحيــة عميقــة تخــص إعمــال الضمانات املقررة دســتوريا‬
‫الســتقالل الســلطة القضائيــة وفصــل النيابــة العامــة وإحــداث مفتشــية باملجلــس األعلــى‬
‫للســلطة القضائيــة وصالحيــات الرئيــس املنتــدب وإرســاء التنظيــم القضائــي علــى مبــدإ‬
‫الوحــدة والتخصــص ووضــع أســس احملكمــة الرقميــة وإعــادة النظــر يف املهــن القضائيــة‬
‫ووضــع املجلــس األعلــى للســلطة القضائيــة ومواصلــة إصــاح اإلدارة القضائيــة‪.‬‬
‫كمــا تضمنــت التوجهــات اإلصالحيــة للميثــاق اقتراحــات أخــرى ذات صلــة مبجــال حقــوق‬
‫اإلنســان‪ ،‬تتمثــل يف مالءمــة التشــريعات الوطنيــة مــع دســتور اململكــة ومــع االتفاقيــات الدوليــة‬
‫ذات الصلــة مبكافحــة اجلرميــة وبحقــوق اإلنســان املصــادق عليهــا واملنشــورة‪ ،‬وإعــادة النظــر‬
‫يف نظــام احلراســة النظريــة ونظــام االعتقــال االحتياطــي يف اجتــاه ترشــيدهما‪ ،‬إضافــة إلــى‬
‫إعــادة النظــر يف آليــات وشــروط اشــتغال الضابطــة القضائيــة‪ ،‬مــع مزيــد مــن تفعيــل مراقبتها‬
‫مــن طــرف النيابــة العامــة‪ ،‬فضــا عــن وضــع املجلــس األعلــى للســلطة القضائيــة وكــذا هيئات‬
‫مختلــف املهــن القضائيــة والقانونيــة ملدونــات ســلوك‪ ،‬تتضمــن القواعــد األخالقيــة واملهنيــة‬
‫التــي يتعــن علــى املعنيــن بهــا االلتــزام بهــا حتــت طائلــة املســاءلة‪.‬‬

‫‪ - 21‬ينبثــق عــن هــذه األهــداف الرئيســية الســتة‪ 36 ،‬هدفــا فرعيــا‪ ،‬يســتلزم تنفيذهــا الفعــي ‪ 200‬آليــة تنفيــذ‪ ،‬علــا بــأن املخطــط‬
‫اإلج ـرايئ املرافــق ملــروع هــذه التوصيــات‪ ،‬يتضمــن بــدوره ‪ 353‬إج ـراء تطبيقيــا‪.‬‬

‫‪236‬‬
‫ب ‪ -‬اجلهود املتعلقة بإعداد النصوص القانونية املتعلقة بإصالح منظومة‬
‫العدالة‬
‫•إصالح شامل ملنظومة القضاء العسكري‬
‫انســجاما مــع أحــكام الدســتور وأخــذا بعــن االعتبــار نتائــج هيئــة اإلنصــاف واملصاحلــة‬
‫وتوصيــات املجلــس الوطنــي حلقــوق اإلنســان‪ ،‬وتنزيــا ملضامــن امليثــاق الوطنــي إلصــاح‬
‫منظومــة العدالــة‪ ،‬متــت إعــادة النظــر يف اختصــاص احملكمــة العســكرية مبوجــب القانــون‬
‫رقــم ‪ 108.13‬املتعلــق بالقضــاء العســكري‪ 22‬الــذي مكــن مــن‪:‬‬
‫‪‬نســخ املقتضيــات اخلاصــة بإحالــة املدنيــن علــى أنظــار احملكمــة العســكرية‪ ،‬كيفمــا‬
‫كان نــوع اجلرميــة املرتكبــة وصفــة مرتكبيهــا وقــت الســلم ســواء كانــوا فاعلــن أو‬
‫مســاهمني أو شــركاء لعســكريني‪.‬‬
‫‪‬نســخ املقتضيــات اخلاصــة بإحالــة مرتكبــي اجلرائــم ضــد أمــن الدولــة اخلارجــي‬
‫إلــى احملكمــة العســكرية وجعــل النظــر يف هــذه اجلرائــم مــن اختصــاص احملاكــم‬
‫العاديــة‪.‬‬
‫‪‬نســخ املقتضيــات التــي كانــت تخــول االختصــاص الشــامل للمحاكــم العســكرية‬
‫للنظــر يف جميــع اجلرائــم املرتكبــة يف املناطــق املعلنــة مناطــق عســكرية‪.‬‬
‫‪‬إحالــة العســكريني وأشــباههم أيضــا علــى القضــاء العــادي يف حالــة ارتكابهــم‬
‫جلرائــم احلــق العــام‪.‬‬
‫‪‬التنصيــص صراحــة علــى أن احملكمــة العســكرية محكمــة مســتقلة ومتخصصــة‬
‫وهــي بهــذه الصفــة تعتبــر جــزءا ال يتجــزأ مــن املنظومــة القضائيــة الوطنيــة وتخضــع‬
‫املقــررات الصــادرة عنهــا للطعــن أمــام محكمــة النقــض‪.‬‬
‫‪‬إحــداث غرفتــن لالســتئناف للنظــر اســتئنافيا يف اجلنــح واجلنايــات داخــل احملكمة‬
‫العسكرية‪.‬‬
‫‪‬إحــداث الغرفــة اجلنحيــة العســكرية كجهــة مختصــة للبــت يف الطعــون املقدمــة ضــد‬
‫قــرارات قاضــي التحقيــق العســكري‪ ،‬أو للبــت يف طلبــات الســراح املؤقــت واملراقبــة‬
‫القضائيــة املقدمــة أمامهــا مباشــرة‪.‬‬
‫وقــد أقــر هــذا القانــون مجمــل الضمانــات الالزمــة وتقويــة حقــوق املتقاضــن مــن أجــل‬
‫حتقيــق محاكمــة عادلــة‪ ،‬وذلــك مــن خــال‪:‬‬

‫‪ -‬ظهــر رشيــف رقــم ‪ 1.14.187‬صــادر يف ‪ 17‬مــن صفــر ‪ 10 ،1436‬دجنــر ‪ 2014‬بتنفيــذ القانــون رقــم ‪ 108.13‬املتعلــق بالقضــاء‬ ‫‪22‬‬
‫العســكري املنشــور بالجريــدة الرســمية عــدد ‪ 6233‬بتاريــخ فاتــح ينايــر ‪ .2015‬ص‪5‬‬
‫‪237‬‬
‫▫تقريــب املســاطر املتبعــة أمــام احملكمــة العســكرية مــن مثيلتهــا يف احملاكــم العاديــة‬
‫وذلــك باإلحالــة علــى أحــكام القانــون اجلنائــي والقانــون املتعلــق باملســطرة اجلنائيــة‬
‫فيمــا لــم يــرد بــه نــص خــاص يف القانــون املتعلــق بالقضــاء العســكري‪.‬‬
‫▫إحــداث درجــة ثانيــة للتقاضــي مــن أجــل متكــن املتقاضــن مــن حقهــم يف اســتئناف‬
‫األحــكام االبتدائيــة‪ ،‬ســواء كانــت جنحيــة أو جنائيــة‪ ،‬ليعــاد فيهــا النظر على مســتوى‬
‫أعلــى مــن أجــل تــدارك أي تقصيــر أو خطــأ قــد يشــوب هــذه األحــكام‪.‬‬
‫▫التنصيــص علــى إلزاميــة الدفــاع أمــام احملكمــة العســكرية‪ ،‬طبقــا ملــا هــو منصــوص‬
‫عليــه يف القانــون املتعلــق باملســطرة اجلنائيــة‪.‬‬
‫▫التنصيــص علــى مقتضيــات خاصــة إلعطــاء اإلمكانيــة لألطــراف املتضــررة ماديــا‬
‫أو معنويــا للمطالبــة باحلــق املدنــي أمــام احملكمــة العســكرية‪.‬‬
‫▫اعتمــاد مبــدإ تعليــل املقــررات القضائيــة طبقــا ألحــكام القانــون املتعلــق باملســطرة‬
‫اجلنائيــة عــوض مســطرة األســئلة واألجوبــة التــي كانــت متبعــة ســابقا‪.‬‬
‫▫حتديــد أجــل تقــدمي النيابــة العامــة للملتمســات النهائيــة بشــأن انتهــاء التحقيــق‬
‫متاشــيا مــع أحــكام القانــون املتعلــق باملســطرة اجلنائيــة‪.‬‬
‫▫مالءمــة قواعــد طلــب الســراح املؤقــت مــع أحــكام القانــون املتعلــق باملســطرة‬
‫اجلنائيــة‪.‬‬
‫▫تطابــق أجــل الطعــن بالنقــض يف األحــكام الصــادرة عــن احملكمــة العســكرية مــع‬
‫األجــل املقــرر يف القانــون املتعلــق باملســطرة اجلنائيــة‪.‬‬
‫▫توافــق حــاالت جتريــح القضــاة مــع احلــاالت املنصــوص عليهــا يف أحــكام القانــون‬
‫املتعلــق باملســطرة اجلنائيــة‪.‬‬
‫▫انســجام البيانــات الواجــب توفرهــا يف حكــم احملكمــة العســكرية فيمــا يخــص شــكل‬
‫املقــررات ومحتواهــا مــع البيانــات املنصــوص عليهــا يف قانــون املســطرة اجلنائيــة‪.‬‬
‫▫إلغــاء عقوبــة األشــغال الشــاقة‪ ،‬ســواء املؤقتــة أو املؤبــدة‪ ،‬وتعويضهــا بالعقوبــات‬
‫الســالبة للحريــة‪.‬‬
‫▫تقليص حاالت اجلرائم املعاقب عليها باإلعدام‪.‬‬
‫•القانون التنظيمي املتعلق باملجلس األعلى للسلطة القضائية‬
‫جتاوبــا مــع توصيــات هيئــة اإلنصــاف واملصاحلــة ومتاشــيا مــع مضامــن امليثــاق الوطنــي‬
‫إلصــاح منظومــة العدالــة وتنفيــذا للفصــل ‪ 113‬مــن الدســتور‪ ،‬مت إصــدار القانــون التنظيمــي‬
‫رقــم ‪ 100.13‬املتعلــق باملجلــس األعلــى للســلطة القضائيــة الــذي يتميــز‪ ،‬مــن حيــث طبيعتــه‪،‬‬
‫‪238‬‬
‫بأنــه قانــون لــه خاصيــة تنظيميــة وإجرائيــة‪ ،‬والــذي نظــم صالحيــات املجلــس إزاء تدبيــر‬
‫وضعيــة القضــاء ومنظومــة العدالــة‪ ،‬وتدبيــر الوضعيــة املهنيــة للقضــاة وصيانــة اســتقاللهم‬
‫وتقويــة التفتيــش القضائــي‪ ،‬ممــا وضــع حــدا لعالقــة الســلطة التنفيذيــة‪ ،‬مــن خــال وزيــر‬
‫العــدل‪ ،‬بتدبيــر أي وضعيــة مــن وضعيــات أعضــاء الســلطة القضائيــة‪.‬‬
‫•القانون التنظيمي املتعلق بالنظام األساسي للقضاة‬
‫جتاوبــا مــع توصيــات هيئــة االنصــاف واملصاحلــة ومتاشــيا مــع مضامــن امليثــاق الوطنــي‬
‫إلصــاح منظومــة العدالــة وتنفيــذا للفصــل ‪ 112‬مــن الدســتور‪ ،‬مت إصــدار القانــون التنظيمــي‬
‫رقــم ‪ 106.13‬املتعلــق بالنظــام األساســي للقضــاة والــذي تضمــن املقتضيــات اخلاصــة بتأليــف‬
‫الســلك القضائــي وحقــوق القضــاة وواجباتهــم ووضعياتهــم والضمانــات املمنوحــة لهــم‪.‬‬
‫وينظــم هــذا القانــون الضمانــات املتصلــة باســتقاللهم‪ ،‬وتعيينهــم‪ ،‬وترقيتهــم‪ ،‬وتقاعدهــم‪،‬‬
‫واإلجــراءات التأديبيــة‪ .‬ويحــدد‪ ،‬باإلضافــة إلــى ذلــك‪ ،‬شــروط متثيــل القضــاة يف املجلــس‬
‫األعلــى للســلطة القضائيــة‪ ،‬ويتيــح الطعــن يف ســوء اســتخدام الســلطة‪ .‬كمــا يحــدد املقومــات‬
‫املطلوبــة يف املنتســبني للســلطة القضائيــة املوكــول إليهــا حمايــة حقــوق اإلنســان‪ ،‬والتــي تتمثــل‬
‫يف‪:‬‬
‫ ‪-‬القدرات واملؤهالت املهنية للقاضي‪.‬‬
‫ ‪-‬السلوك املهني وااللتزام بالقيم القضائية‪.‬‬
‫ ‪-‬الكفاءة العلمية والفكرية للقاضي‪.‬‬
‫ ‪-‬االستقرار العائلي للقاضي وظروفه االجتماعية‪.‬‬
‫•مشروع القانون املتعلق بالتنظيم القضائي‬
‫جتاوبــا مــع توصيــات هيئــة اإلنصــاف واملصاحلــة وتنفيــذا ملضامــن امليثــاق الوطنــي إلصــاح‬
‫منظومــة العدالــة‪ ،‬مت إعــداد مشــروع القانــون رقــم ‪ 38.15‬املتعلــق بالتنظيــم القضائــي الــذي‬
‫جــاء لتحديــد ضوابــط تدبيــر اإلدارة القضائيــة وضمــان جناعتهــا ومواصلــة تقريبهــا مــن‬
‫املتقاضــن‪ .‬وقــد تضمــن هــذا املشــروع عــدة أحــكام تعــزز ســبل الطعــن الفعالــة والســريعة‪،‬‬
‫الســيما يف مجــال الوصــول إلــى العدالــة‪.‬‬
‫•مشروع القانون التنظيمي املتعلق بالدفع بعدم الدستورية‬
‫جتاوبــا مــع توصيــات هيئــة اإلنصــاف واملصاحلــة وتنفيــذا ملقتضيــات الفصــل ‪ 133‬مــن‬
‫الدســتور‪ ،‬مت إعــداد مشــروع القانــون التنظيمــي ‪ 86.15‬املتعلــق بتحديــد شــروط وإجــراءات‬
‫الدفــع بعــدم دســتورية قانــون‪ ،‬والــذي يكــرس آليــة مهمــة علــى مســتوى النظــام الدســتوري‬
‫اجلديــد‪ ،‬والتــي ميكــن مــن خاللهــا إعطــاء ضمانــة إضافيــة للمواطنــات واملواطنــن قصــد‬

‫‪239‬‬
‫التمتــع بكامــل حقوقهــم وحرياتهــم‪ ،‬وذلــك بالدفــع أمــام احملاكــم‪ ،‬أثنــاء النظــر يف قضيــة‪ ،‬بــأن‬
‫القانــون الــذي ســيطبق يف النــزاع ميــس باحلقــوق واحلريــات التــي يضمنهــا الدســتور‪.‬‬
‫•مراجعة املنظومة اجلنائية‬
‫جتاوبــا مــع توصيــات الهيئــة وتنفيــذا ملخرجــات احلــوار الوطنــي حــول إصــاح منظومــة‬
‫العدالــة‪ ،‬مت إعــداد مشــاريع القوانــن املتعلقــة باملســطرة اجلنائيــة والقانــون اجلنائــي والطــب‬
‫الشــرعي والتــي مت التفصيــل فيهــا يف الفقــرات الســابقة‪.‬‬
‫خامســا‪ -‬تعزيــز اإلطــار املؤسســاتي املعنــي بحمايــة حقــوق اإلنســان‬
‫والنهــوض بهــا‬
‫أوصت الهيئة يف هذا املجال ب‪:‬‬
‫▫تقويــة اختصــاص املجلــس (املؤسســة الوطنيــة حلقــوق اإلنســان) فيمــا يخــص التصدي‬
‫التلقائــي أو بنــاء علــى طلــب‪ ،‬يف مجــال التحــري وتقصــي احلقائــق يف انتهــاكات حقــوق‬
‫اإلنســان‪ ،‬ومتكينــه مــن تتبــع ســير احملاكمات‪.‬‬
‫▫رفــع درجــة تعــاون الســلطات العموميــة مــع املجلــس فيمــا يتعلــق بتحقيقاتــه ومتكينــه‬
‫مــن املعلومــات والتقاريــر ذات الصلــة يف هــذا املجــال وإخبــاره مبــا تتخــذه من إجراءات‬
‫تصحيحية بشــأنها‪.‬‬
‫▫إحــداث آليــة وطنيــة للنهــوض بحقــوق النســاء وحمايتهــا‪ ،‬وتتبــع إعمــال السياســات‬
‫العموميــة يف املجــال‪ ،‬مــع تخويلهــا الصالحيــات والوســائل الالزمــة إلجنــاز مهامهــا‪.‬‬
‫يف هــذا اإلطــار وبعــد دســترة املؤسســات الوطنيــة املعنيــة بحقــوق اإلنســان الــواردة يف البــاب‬
‫الثانــي عشــر‪ ،‬وعلــى اخلصــوص املقتضيــات املشــار إليهــا يف املــواد مــن ‪ 161‬إلــى ‪ ،164‬مت‬
‫العمــل علــى ســن القوانــن املتعلقــة بهــا‪ ،‬والســيما القوانــن املتعلقــة باملجلــس الوطنــي حلقــوق‬
‫اإلنســان وهيــأة املناصفــة ومكافحــة كل أشــكال التمييــز ومؤسســة الوســيط‪.‬‬
‫وهكــذا صــدر القانــون رقــم ‪ 76.15‬املتعلــق بإعــادة تنظيــم املجلــس الوطنــي حلقــوق اإلنســان‬
‫الــذي عــزز صالحيــات املجلــس الوطنــي يف مجــال التصــدي لالنتهــاكات كمــا يلــي‪:‬‬
‫‪‬من حيث التحريات والتحقيقات والتصدي‬
‫▫«يقــوم املجلــس‪ ،‬يف إطــار مهامــه احلمائيــة‪ ،‬برصــد انتهــاكات حقــوق اإلنســان بســائر‬
‫جهــات اململكــة‪.‬‬
‫▫يجــوز للمجلــس إجــراء التحقيقــات والتحريــات الالزمــة بشــأن انتهــاكات حقــوق‬
‫اإلنســان وإجنــاز تقاريــر تتضمــن خالصــات مــا قــام بــه‪ ،‬ويتولــى توجيــه هــذه التقاريــر‬
‫إلــى اجلهــات املختصــة‪ ،‬مشــفوعة بتوصياتــه‪.‬‬
‫▫كمــا يخبــر األطــراف املعنيــة باالنتهــاك موضــوع التحقيــق أو التحــري‪ ،‬ويقــدم لهــا‬
‫‪23‬‬
‫التوضيحــات الالزمــة بشــأن ذلــك»‪.‬‬
‫‪ -‬املادة ‪.5‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪240‬‬
‫‪‬من حيث تعاون السلطات‬
‫«تكــون كل عرقلــة ملهــام املجلــس أو اعتــراض عليهــا عنــد قيامــه بأعمــال التحقيــق والتحــري‪،‬‬
‫مــن قبــل مســؤول أو موظــف أو أي شــخص آخــر يف خدمــة اإلدارة‪ ،‬دون مراعــاة للمقتضيــات‬
‫التشــريعية والتنظيميــة اجلــاري بهــا العمــل‪ ،‬موضــوع تقريــر للمجلــس يحــال إلــى الســلطات‬
‫‪24‬‬
‫املعنيــة قصــد اتخــاذ التدابيــر الالزمــة وإحاطــة املجلــس علمــا بذلــك‪».‬‬
‫«ينظــر املجلــس يف جميــع حــاالت انتهــاك حقــوق اإلنســان‪ ،‬إمــا تلقائيــا أو بنــاء علــى شــكاية‬
‫ممــن يعنيهــم األمــر أو بتوكيــل منهــم»‪.‬‬
‫‪‬من حيث الوساطة والتدخل االستباقي‬
‫«ميكــن للمجلــس‪ ،‬يف إطــار ممارســة مهامــه‪ ،‬التدخــل بكيفيــة عاجلــة كلمــا تعلــق األمــر بحالــة‬
‫مــن حــاالت التوتــر قــد تفضــي إلــى وقــوع انتهــاك حــق مــن حقــوق اإلنســان بصفــة فرديــة‬
‫أو جماعيــة‪ ،‬وذلــك ببــذل كل مســاعي الوســاطة والصلــح التــي يراهــا مناســبة بتنســيق مــع‬
‫‪25‬‬
‫الســلطات العموميــة املعنيــة‪».‬‬
‫‪‬من حيث تفقد أماكن االعتقال واملؤسسات السجنية‬
‫«يقــوم املجلــس‪ ،‬يف إطــار ممارســة مهامــه يف مجــال حمايــة حقــوق اإلنســان بزيــارة أماكــن‬
‫االعتقــال واملؤسســات الســجنية‪ ،‬ومراقبــة أحــوال الســجناء ومعاملتهــم‪ ،‬وكــذا مراكــز حمايــة‬
‫الطفولــة وإعــادة اإلدمــاج‪ ،‬ومؤسســات الرعايــة االجتماعيــة‪ ،‬واملؤسســات االستشــفائية‬
‫اخلاصــة مبعاجلــة األمــراض العقليــة والنفســية‪ ،‬وأماكــن االحتفــاظ باألجانــب يف وضعيــة‬
‫‪26‬‬
‫غيــر قانونيــة‪».‬‬
‫‪‬من حيث اآلليات الوطنية احملدثة‬
‫‪o o‬اآللية الوطنية للوقاية من التعذيب‬
‫«تختــص اآلليــة الوطنيــة للوقايــة مــن التعذيــب بدراســة وضعيــة وواقــع معاملــة األشــخاص‬
‫احملرومــن مــن حريتهــم مــن خــال‪:‬‬
‫‪‬القيــام بزيــارات منتظمــة‪ ،‬وكلمــا طلــب املجلــس ذلــك‪ ،‬ملختلــف األماكــن التــي يوجــد‬
‫فيهــا أشــخاص محرومــون أو ميكــن أن يكونــوا محرومــن مــن حريتهــم‪ ،‬بهــدف تعزيــز‬
‫حمايتهــم مــن التعذيــب ومــن ضــروب املعاملــة أو العقوبــة القاســية أو الالإنســانية أو‬
‫املهينــة‪.‬‬
‫‪‬إعــداد كل توصيــة مــن شــأن العمــل بها حتســن معاملة وأوضاع األشــخاص احملرومني‬
‫مــن حريتهــم والوقاية مــن التعذيب‪.‬‬
‫‪‬تقــدمي كل مقتــرح أو مالحظــة بشــأن التشــريعات اجلــاري بهــا العمل أو بشــأن مشــاريع‬
‫‪27‬‬
‫أو مقترحــات القوانــن ذات الصلــة بالوقايــة مــن التعذيب‪».‬‬
‫‪ -‬املادة ‪.5‬‬ ‫‪24‬‬
‫‪ -‬املادة ‪.10‬‬ ‫‪25‬‬
‫‪ -‬الفقرة األوىل من املادة ‪.11‬‬ ‫‪26‬‬
‫‪ -‬الفقرة األوىل من املادة ‪.13‬‬ ‫‪27‬‬

‫‪241‬‬
‫‪o o‬اآللية الوطنية للتظلم اخلاصة باألطفال ضحايا انتهاكات حقوق الطفل‬
‫«تقــوم اآلليــة الوطنيــة للتظلــم اخلاصــة باألطفــال ضحايــا انتهــاكات حقــوق الطفــل باملهــام‬
‫التاليــة‪:‬‬
‫‪−‬تلقــي الشــكايات املقدمــة إمــا مباشــرة مــن قبــل األطفــال ضحايــا االنتهــاك أو نائبهــم‬
‫الشــرعي‪ ،‬أو مــن قبــل الغيــر‪.‬‬
‫‪−‬القيــام بجميــع التحريــات املتعلقــة بالشــكايات املتوصــل بهــا ودراســتها ومعاجلتهــا‬
‫والبــت فيهــا‪.‬‬
‫‪−‬تنظيــم جلســات اســتماع ودعــوة األطــراف املعنيــة مبوضــوع االنتهــاك أو الشــكاية وكــذا‬
‫‪28‬‬
‫الشــهود واخلبــراء وكل شــخص تــرى فائــدة يف االســتماع إليــه‪».‬‬
‫‪o o‬اآللية الوطنية اخلاصة بحماية حقوق األشخاص يف وضعية إعاقة‬
‫«تقوم اآللية الوطنية اخلاصة بحماية حقوق األشخاص يف وضعية إعاقة باملهام التالية‪:‬‬
‫‪−‬تلقــي الشــكايات املقدمــة مباشــرة مــن قبــل األشــخاص يف وضعيــة إعاقــة ضحايــا‬
‫االنتهــاك أو مــن لــدن مــن ينــوب عنهــم‪ ،‬أو مــن قبــل الغيــر‪ ،‬عنــد انتهــاك حــق مــن‬
‫حقوقهــم‪.‬‬
‫‪−‬القيــام بجميــع التحريــات املتعلقــة بالشــكايات املتوصــل بهــا ودراســتها ومعاجلتهــا‬
‫والبــت فيهــا‪.‬‬
‫‪−‬تنظيــم جلســات اســتماع ودعــوة األطــراف املعنيــة مبوضــوع االنتهــاك أو الشــكاية وكــذا‬
‫‪29‬‬
‫الشــهود واخلبــراء وكل شــخص تــرى فائــدة يف االســتماع إليــه‪».‬‬
‫ويف نفــس االجتــاه وتنفيــذا للفصــل ‪ 19‬مــن الدســتور‪ ،‬صــدر القانــون رقــم ‪ 79.14‬املتعلــق‬
‫بهيئــة املناصفــة ومكافحــة كل أشــكال التمييــز التــي أنيــط بهــا التشــجيع علــى إعمــال مبــادئ‬
‫املســاواة واملناصفة وعدم التمييز واملســاهمة يف ترســيخ ثقافتها وإشــاعة القيم واملمارســات‬
‫الفضلــى املرتبطــة بهــا وإبــداء الــرأي وتقــدمي االقتراحــات بشــأن التشــريعات الوطنيــة ورصــد‬
‫وتتبــع أشــكال التمييــز التــي تعتــرض النســاء وتقــدمي االقتراحــات لتصحيــح األوضــاع الناجتــة‬
‫عنهــا وتقييــم السياســات العموميــة وتلقــي الشــكايات ومعاجلتهــا‪.‬‬
‫كمــا يجــذر التذكيــر أن صــدور القانــون رقــم ‪ 14.16‬املتعلــق مبؤسســة الوســيط والقوانــن‬
‫املرتبطــة بالســلطة القضائيــة والســيما احملكمــة الدســتورية واملجلــس األعلــى للســلطة‬
‫القضائيــة التــي أعــدت يف إطــار تنفيــذ الدســتور وتنزيــل امليثــاق الوطنــي إلصــاح منظومــة‬
‫العدالــة تنــدرج ضمــن نفــس املســار‪.‬‬

‫‪ -‬الفقرة األوىل من املادة ‪.18‬‬ ‫‪28‬‬


‫‪ -‬الفقرة األوىل من املادة ‪.19‬‬ ‫‪29‬‬
‫‪242‬‬
‫سادســا‪ -‬تنفيــذ التوصيــات املتعلقــة بتأهيــل ومالءمــة اإلطــار‬
‫القانونــي‬
‫أولــت الهيئــة يف توصياتهــا اهتمامــا بالغــا لتأهيــل ومالءمــة اإلطــار القانونــي الوطنــي مــع‬
‫املعاييــر الدوليــة حلقــوق اإلنســان‪ .‬وقــد انصــب هــذا االهتمــام علــى تقــدمي اقتراحــات تهــم‬
‫تعزيــز احلمايــة القانونيــة حلقــوق اإلنســان مــن خــال منــع وجتــرمي االنتهــاكات وتقويــة‬
‫الضمانــات القانونيــة وتعزيــز ســبل االنتصــاف والعدالــة ومالءمــة التشــريعات الوطنيــة ذات‬
‫الصلــة بحقــوق اإلنســان‪ ،‬كمــا يلــي‪:‬‬
‫•مالءمــة التشــريع اجلنائــي الوطنــي وتعهــدات والتزامــات بالدنــا فيمــا يخــص املعاييــر‬
‫الدوليــة‪ ،‬وجرميتــي االختفــاء القســري واالعتقــال التعســفي‪.‬‬
‫•تفعيــل نتائــج احلــوار الوطنــي املجــرى مبناســبة النــدوة حــول السياســة اجلنائيــة‬
‫املنعقــدة مبكنــاس ســنة ‪ ،2004‬وبصفــة خاصــة مــا يتعلــق مبســتوى االعتقــال‬
‫والعقوبــات الســالبة للحريــة وبدائلهــا‪ ،‬وبدائــل الدعــوى العموميــة وضمانــات حمايــة‬
‫الضحايــا ومســاعدتهم وحمايــة الفئــات األكثــر هشاشــة وآليــات العدالــة اجلنائيــة‪.‬‬
‫•تعزيــز املراجعــة األخيــرة لقانــون املســطرة اجلنائيــة مبقتضيــات إضافيــة وأخــرى‬
‫تكميليــة فيمــا يخــص تكريــس احتــرام حقــوق اإلنســان‪ ،‬والتوجــه نحــو عدالــة حتقيقيــة‬
‫بــدل عدالــة اتهاميــة‪ ،‬وتصحيــح أوجــه االختــاالت التــي أفرزتهــا املمارســة واعترضــت‬
‫ســبيل املهنيــن‪.‬‬
‫•تعزيــز املراجعــة األخيــرة للقانــون اجلنائــي بــإدراج تعريــف واضــح ودقيــق للعنــف ضــد‬
‫النســاء يعتمــد املعاييــر الدوليــة يف املجــال‪ ،‬والتنصيــص علــى تشــديد العقوبــات يف‬
‫حالــة تعــرض النســاء للعنــف مبختلــف أشــكاله‪ ،‬مبــا يف ذلــك االغتصــاب مــن طــرف‬
‫موظفــي األجهــزة املكلفــة بتنفيــذ القوانــن‪ ،‬وتوســيع مجــال جتــرمي التحــرش اجلنســي‬
‫ليشــمل مختلــف الفضــاءات‪ ،‬واألخــذ بإلزاميــة وضــع النســاء أثنــاء احلراســة النظريــة‬
‫حتــت مســؤولية النســاء‪.‬‬
‫•تشديد العقوبات اجلنائية يف حق كل إخالل أو مس بحرمة القضاء واستقالله‪.‬‬
‫•فصل وظيفة وزير العدل عن املجلس األعلى للقضاء‪.‬‬
‫•متابعة تسريع وثيرة إصالح القضاء والنهوض مبستواه‪.‬‬
‫•مواصلة حتديث احملاكم‪.‬‬
‫•مواصلــة مشــاريع تنظيــم مختلــف املهــن القضائيــة وجعلهــا قــادرة على الضبــط الذاتي‬
‫لشــؤنها مــن حيث احلقــوق والواجبــات واألخالقيات‪.‬‬

‫‪243‬‬
‫•مراجعــة تنظيــم واختصاصــات وزارة العــدل بشــكل يحــول دون أي تدخــل أو تأثيــر‬
‫للجهــاز اإلداري يف مجــرى العدالــة وســير احملاكمــات‪.‬‬
‫•جترمي تدخل السلطة اإلدارية يف مجرى العدالة‪.‬‬
‫•ســن قانــون ينظــم شــروط حفــظ األرشــيفات وآجــال فتحهــا للعمــوم وشــروط االطــاع‬
‫عليهــا واجلــزاءات املترتبــة عــن إتالفهــا‪.‬‬
‫•مراجعــة جميــع املقتضيــات القانونيــة املتعلقــة بالســخرة والتكليــف مبــا يناســب‬
‫مقتضيــات املواثيــق الدوليــة املتعلقــة بحقــوق اإلنســان‪.‬‬
‫ونالــت هــذه املقترحــات أولويــة خاصــة خالل األوراش املفتوحــة ذات الصلة بتنفيذ التوصيات‬
‫والســيما بعــد املكتســبات التــي كرســها دســتور ‪ ،2011‬حيــث مت اعتمــاد العديــد مــن القوانــن‬
‫احلاميــة حلقــوق اإلنســان وتكفــل التمتــع بهــا‪ ،‬كمــا يلــي‪:‬‬
‫▫ إصدار القانون رقم ‪ 69.99‬املتعلق باألرشيف‪.‬‬
‫▫إصدار القانون رقم ‪ 103.13‬املتعلق مبحاربة العنف ضد النساء‪.‬‬
‫▫إصدار القانون رقم ‪ 31.13‬املتعلق باحلق يف احلصول على املعلومات‪.‬‬
‫▫إصدار القانون رقم ‪ 88.13‬املتعلق بالصحافة والنشر‪.‬‬
‫▫إصــدار لقانــون رقــم ‪ 09.08‬املتعلــق بحمايــة األشــخاص الذاتيــن جتــاه معاجلــة‬
‫املعطيــات ذات الطابــع الشــخصي‪.‬‬
‫▫إصدار القانون التنظيمي رقم ‪ 106.13‬املتعلق بالنظام األساسي للقضاة‪.‬‬
‫▫إصدار القانون رقم ‪ 108.13‬املتعلق بالقضاء العسكري‪.‬‬
‫▫إصــدار القانــون رقــم ‪ 01.12‬املتعلــق بالضمانــات األساســية املمنوحــة للقــوات املســلحة‬
‫امللكية‪.‬‬
‫▫إصــدار القانــون العــام ‪ 33.17‬يتعلــق بنقــل اختصاصــات الســلطة احلكوميــة املكلفــة‬
‫بالعــدل إلــى الوكيــل العــام للملــك لــدى محكمــة النقــض بصفتــه رئيســا للنيابــة العامــة‬
‫وبســن قواعــد لتنظيــم رئاســة النيابــة العامــة‪.‬‬
‫▫إصدار القانون رقم ‪ 27.14‬املتعلق مبكافحة االجتار بالبشر‪.‬‬
‫▫إعــداد مشــروع القانون التنظيمــي رقــم ‪ 86.15‬املتعلــق بتحديــد شــروط وإجــراءات‬
‫الدفــع بعــدم دســتورية قانــون‪.‬‬
‫▫إعداد مشروع القانون رقم ‪ 26.14‬املتعلق باللجوء‪.‬‬
‫‪244‬‬
‫▫إعداد مشروع القانون رقم ‪ 95.14‬املتعلق بالهجرة‪.‬‬
‫▫إعداد مشروع القانون اجلنائي‪.‬‬
‫▫إعداد مسودة مشروع قانون املسطرة اجلنائية‪.‬‬
‫▫إعداد مشروع قانون بشأن الطب الشرعي‪.‬‬
‫ويلــزم القــول أنــه‪ ،‬وباســتثناء توصيــة هيئــة اإلنصــاف واملصاحلــة املتعلقــة مبراجعــة جميــع‬
‫املقتضيــات القانونيــة املتعلقــة بالســخرة والتكليــف مبــا يناســب مقتضيــات املواثيــق الدوليــة‬
‫املتعلقــة بحقــوق اإلنســان‪ ،‬فــإن باقــي التوصيــات ذات الصلــة باملالءمــة والتأهيــل التشــريعي‬
‫عرفــت طريقهــا إلــى التنفيــذ‪.‬‬
‫سابعا‪ -‬ترشيد احلكامة األمنية ومكافحة اإلفالت من العقاب‬
‫أولــت الهيئــة عنايــة ملوضــوع ترشــيد احلكامــة األمنيــة ومكافحــة اإلفــات مــن العقــاب‪،‬‬
‫ســواء مــن خــال التشــخيص الــذي قامــت بــه لســياقات االنتهــاكات وأســبابها أو بالنســبة‬
‫للمســؤولية عنهــا أو فيمــا يتعلــق بتقــدمي اقتراحــات لعــدم تكرارهــا‪.‬‬
‫ويف هذا الشأن‪ ،‬أوصت الهيئة مبا يلي‪:‬‬
‫▫«تفعيــل آثــار قاعــدة احلكومــة مســؤولة بشــكل تضامنــي عــن العمليــات األمنيــة وحفــظ‬
‫النظــام العــام وحمايــة الدميقراطيــة وحقــوق اإلنســان وإلزامهــا بإخبــار اجلمهــور‬
‫والبرملــان بأيــة أحــداث اســتوجبت تدخــل القــوة العموميــة‪ ،‬ومبجريــات ذلــك بالتدقيــق‪،‬‬
‫وبالعمليــات األمنيــة ونتائجهــا واملســؤوليات ومــا قــد يتخــذ مــن التدابيــر التصحيحيــة‪.‬‬
‫▫قيــام األحــزاب السياســية املمثلــة يف البرملــان بإعمــال مبــدإ مســؤولياتها السياســية‬
‫والتشــريعية فيمــا يتعلــق بحمايــة حقــوق اإلنســان واحلريــات األساســية للمواطنــن‪،‬‬
‫كلمــا تعلــق األمــر بادعــاءات حــدوث انتهــاكات جســيمة حلقــوق اإلنســان‪ ،‬أو حــدوث‬
‫أفعــال جســيمة ماســة أو مهــددة لقيــم املجتمــع واختيــاره الدميقراطــي‪.‬‬
‫▫تقويــة أداء جلــان تقصــي احلقائــق البرملانيــة باخلبــرة األمنيــة والقانونيــة‪ ،‬مســاعدة لهــا‬
‫علــى إعــداد تقاريــر موضوعيــة ودالــة بعيــدا عــن االعتبــارات السياســية الصرفــة‪.‬‬
‫▫تقويــة آليــة املســاءلة واالســتماع املباشــر مــن قبــل البرملــان بشــأن املســؤولية عــن حفــظ‬
‫األمــن والنظــام العــام‪.‬‬
‫▫توســيع املمارســة البرملانيــة يف املســاءلة واالســتماع لتشــمل عــاوة علــى الــوزراء املكلفــن‬
‫باألمــن والعــدل‪ ،‬كل املســؤولني املباشــرين عــن أجهــزة األمــن وعمليــات الــردع علــى‬
‫األصعــدة الوطنيــة واإلقليميــة واحملليــة‪.‬‬

‫‪245‬‬
‫▫توضيــح ونشــر اإلطــار القانونــي والنصــوص التنظيميــة املتصلــة بــه فيمــا يتعلــق‬
‫بصالحيــات وتنظيــم مسلســل اتخــاذ القــرار األمنــي‪ ،‬وطــرق التدخــل أثنــاء العمليــات‬
‫وأنظمــة املراقبــة وتقييــم عمــل األجهــزة االســتخباراتية‪ ،‬والســلطات اإلداريــة املكلفــة‬
‫بحفــظ النظــام العــام وتلــك التــي لهــا ســلطة اســتعمال القــوة العموميــة‪.‬‬
‫▫توصيــف وتصنيــف حــاالت األزمــة األمنيــة‪ ،‬وشــروط وتكنولوجيــات التدخــل فيهــا‪ ،‬مبــا‬
‫يتناســب مــع كل حالــة‪ ،‬وكــذا ســبل املراقبــة ووضــع التقاريــر عــن التدخــات األمنيــة‪.‬‬
‫▫جعــل اإلشــراف السياســي علــى عمليــات األمــن وحفــظ النظــام العــام فوريــا وشــفافا‪،‬‬
‫وذلــك بنشــر تقاريــر عــن العمليــات األمنيــة وعمــا خلفتــه مــن خســارة وأســباب ذلــك‬
‫واإلجــراءات التصويبيــة املتخــذة‪.‬‬
‫▫وضــع عمليــات األمــن وتدخــات القــوة العموميــة بأمــر الســلطات اإلقليميــة واحملليــة‬
‫حتــت اإلشــراف الفــوري للجــان محليــة أو إقليميــة للمراقبــة والتتبــع‪ ،‬متعــددة التكويــن‪.‬‬
‫▫نشــر تقريــر مفصــل إثــر كل عمليــة مــن هــذا النوع‪ ،‬يصــف الوقائع والعمليــات واحلصيلة‬
‫وأســباب مــا قــد يحصــل من الشــطط أو التجاوز‪.‬‬
‫▫إلــزام كل جهــاز أو وكيــل للســلطة أو األمــن باالحتفــاظ بــكل مــا يوثــق لقــرار التدخــل‬
‫أو اللجــوء إلــى القــوة العموميــة‪ ،‬فضــا عــن حفــظ التقاريــر واإلشــعارات واملراســات‬
‫املتصلــة بذلــك‪.‬‬
‫▫إبطــال األوامــر والتعليمــات الشــفوية‪ ،‬إال يف حالــة اخلطــر احملــدق‪ ،‬علــى أن تســتتبع‬
‫األوامــر الشــفوية عندئــذ بأخــرى مكتوبــة وموقعــة لتأكيدهــا‪.‬‬
‫▫املعاقبــة اإلداريــة واجلنائيــة الصارمــة لــكل مــن ثبــت عليــه إخفــاء مــا ترتب من اخلســائر‬
‫البشــرية أو املاديــة عــن االســتعمال املفــرط للقــوة العموميــة أو قــام بتزويــر أو تدميــر‬
‫أو التســتر أو إغفــال أيــة دالئــل علــى مــا حصــل مــن جتــاوزات أو وثائــق متصلــة بهــا‪.‬‬
‫▫وضــع برامــج للتكويــن األصلــي والتكويــن املســتمر يف مجــال حقــوق اإلنســان وثقافــة‬
‫املواطنــة واملســاواة‪ ،‬لفائــدة املســؤولني وأعــوان األمــن واملكلفــن بحفــظ النظــام‪.‬‬
‫▫إعــداد ونشــر دالئــل ودعائــم ديداكتيكيــة بهــدف التوعيــة والتحســيس الشــاملني ملختلــف‬
‫املســؤولني وأعــوان األمــن بقواعــد احلكامــة اجليــدة علــى املســتوى األمنــي واحتــرام‬
‫حقــوق اإلنســان‪.‬‬
‫▫وضــع اســتراتيجية وطنيــة متكاملــة‪ ،‬مندمجــة ومتعــددة األطــراف‪ ،‬ملكافحــة اإلفــات‬
‫مــن العقــاب‪ ،‬تســتند علــى املقتضيــات التشــريعية احلمائيــة املالئمــة للمعاييــر الدوليــة‬
‫ومتطلبــات توطيــد وحمايــة مسلســل الدمقرطــة اجلــاري يف البــاد‪ ،‬يف إطــار تتدخــل‬
‫فيــه كافــة األطــراف القانونيــة والقضائيــة واملدنيــة والتربويــة واالجتماعيــة‪ ،‬بواســطة‬

‫‪246‬‬
‫برامــج تســتهدف التصــدي والوقايــة والتحســيس والتثقيــف والتكويــن‪ ،‬وضمــان تدابيــر‬
‫زجريــة فعالــة ورقابــة شــفافة وعادلــة للقطــع مــع كل إفــات مــن العقــاب‪».‬‬
‫وتنفيــذا لهــذه التوصيــات مت مبوجــب الدســتور إحــداث املجلــس األعلــى لألمــن‪ 30‬باعتبــاره‬
‫هيئــة للتشــاور بشــأن اســتراتيجيات األمــن الداخلــي واخلارجــي للبــاد‪ ،‬وتدبيــر حــاالت‬
‫األزمــات‪ .‬كمــا متــت دســترة ضوابــط احلكامــة األمنيــة اجليــدة‪ ،‬وتعزيــز فصــل الســلط‬
‫واســتقالل الســلطة القضائيــة‪ ،‬وتنفيــذ جــزء هــام مــن املقترحــات املتعلقــة بإصــاح منظومــة‬
‫العدالــة‪.‬‬
‫إضافــة إلــى ذلــك مت إدمــاج بعــد حقــوق اإلنســان يف مســارات التكويــن املهنــي ألفــراد القــوات‬
‫العموميــة الــذي شــهد طفــرة نوعيــة منــذ اعتمــاد دســتور ‪ ،2011‬مــن خــال إدراج مــواد حقــوق‬
‫اإلنســان يف املعاهــد واملــدارس املعنيــة بالتكويــن‪ ،‬فضــا عــن إعــداد برامــج للتكويــن املســتمر‬
‫اســتفاد منهــا مســؤولو وأفــراد األمــن الوطنــي والقــوات املســاعدة والــدرك امللكــي‪ ،‬كمــا يلــي‪:‬‬
‫‪‬تنظيــم دورات تدريبيــة لفائــدة موظفــي العــدل‪ ،‬وأفــراد الشــرطة والــدرك‪ ،‬واملســؤولني‬
‫مبراكــز حمايــة الطفولــة (أكثــر مــن ‪ 500‬قــاض‪ ،‬وحوالــي ‪ 180‬كاتــب محكمــة‪ ،‬و‪148‬‬
‫مســاعدا اجتماعيــا)‪.‬‬
‫‪‬إدمــاج مكــون حقــوق اإلنســان كعنصــر أساســي يف البرامــج التدريبيــة املعمــول بهــا‬
‫يف مراكــز التدريــب اخلاصــة بفئــات مختلفــة مــن قــوات حفــظ النظــام املســؤولة عــن‬
‫تطبيــق القوانــن (املعهــد امللكــي للشــرطة واملعهــد امللكــي لــإدارة الترابيــة)‪.‬‬
‫‪‬جعــل القانــون الدولــي اإلنســاني جــزء ال يتجــزأ مــن تكويــن وتدريــب أفــراد القــوات‬
‫املســلحة امللكيــة‪ ،‬حيــث اســتفاد مــن حصصــه يف الفتــرة ‪ 2016-2012‬حوالــي ‪64106‬‬
‫عســكريا مــن بينهــم ‪ 1939‬متدربــا أجنبيــا‪ .‬كمــا مت تنظيــم دورات تدريبيــة يف هــذا‬
‫املجــال اســتهدفت القــوات املســلحة‪ ،‬والــدرك امللكــي‪ ،‬واألمــن الوطنــي‪ ،‬والقــوات‬
‫املســاعدة‪ ،‬ومــدراء املؤسســات الســجنية‪.‬‬
‫‪‬جعــل القانــون الدولــي حلقــوق اإلنســان والقانــون الدولــي اإلنســاني مكونــا أساســيا‬
‫للتدريــب األساســي املتــاح ألفــراد الــدرك امللكــي‪ .‬حيــث تخصــص ‪ 100‬ســاعة تقريبــا‬
‫خــال ســنتي التدريــب للمواضيــع التــي تعنــى مببــادئ وآليــات حقــوق اإلنســان‪،‬‬
‫ومكافحــة التعذيــب‪ ،‬وحمايــة حقــوق النســاء واألطفــال‪ .‬وتعــززت هــذه الوحــدات‬
‫الدراســية بــدورات تدريبيــة لفائــدة املدربــن والضبــاط وضبــاط الصــف‪ ،‬اســتفاد‬
‫منهــا خــال الفتــرة ‪ 2015-2012‬مــا يقــارب ‪ 112‬دورة تدريبيــة‪.‬‬
‫‪‬صــدور مدونــة قواعــد ســلوك موظفــي املديريــة العامــة لألمــن الوطنــي خــال ســنة‬
‫‪ ،2014‬تســتمد مرجعيتهــا مــن التوجهــات الكبــرى للدولــة يف مجــال األمــن وحقــوق‬
‫‪ -‬الفصل ‪ 54‬من الدستور‪.‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪247‬‬
‫اإلنســان‪ ،‬واألحــكام الدســتورية واملقتضيــات الوطنيــة ذات الصلــة‪ ،‬ومدونــة قواعــد‬
‫ســلوك املوظفــن املكلفــن بإنفــاذ القانــون املعتمــدة مــن قبــل األمم املتحــدة‪.‬‬

‫‪‬إصــدار مذكــرات أمنيــة مرفقيــة ذات أهميــة كبــرى وتعميمهــا علــى كافــة قيــادات‬
‫املرفــق األمنــي والفــرق واملصالــح التابعــة لــه‪ ،‬مــن بينهــا مذكــرة حــول فئــة الضحايــا‬
‫والشــهود‪ ،‬ومذكــرة حــول التدابيــر االحترازيــة أثنــاء احلراســة النظريــة أو حتــت‬
‫املراقبــة‪ ،‬ومذكــــرة حــول تدعيــم آليــات منــع التعذيــب‪.‬‬

‫‪‬انخــراط املديريــة العامــة لألمــن الوطنــي يف عشــرات البرامــج التــي اســتهدفت تقــدمي‬
‫حصــص تواصليــة وحتسيســية يف مجــال حقــوق اإلنســان لفائــدة موظفيهــا‪ ،‬ويف برامج‬
‫للتدريــب املتخصــص كبرنامــج «األمــن وحقــوق اإلنســان» الــذي خصــص للتدريــب حــول‬
‫قضايــا حقــوق اإلنســان وشــمل مختلــف مســتويات أســاك األمــن‪.‬‬

‫‪‬انفتاح املعهد امللكي للشرطة على مواد ذات صلة بحقوق اإلنسان‪.‬‬

‫‪‬االهتمــام يف املــواد التواصليــة لألجهــزة األمنيــة بقضايــا حقــوق اإلنســان مــن قبيــل‬
‫تطــرق مجلــة الشــرطة لقضايــا ذات صلــة باألمــن وحقــوق اإلنســان‪.‬‬

‫‪‬تعزيــز التعليــم العالــي والبحــث العلمــي يف مجــال احلكامــة األمنيــة‪ ،‬كمــا هــو الشــأن‬
‫بالنســبة إلحــداث ماســترات يف هــذا الشــأن‪.‬‬

‫‪‬النهوض بالشرطة القضائية بالرفع من مواردها البشرية والتنظيمية واللوجستيكية‪.‬‬

‫‪‬النهــوض باجلوانــب التواصليــة لألجهــزة األمنيــة عبــر وضــع بنيــات مكلفــة بالتواصــل‬
‫واعتمــاد سياســة تواصليــة مكنــت مــن تنميــة التواصــل مــع العمــوم بشــأن القضايــا‬
‫املرتبطــة مبمارســة املهــام األمنيــة وتعزيــز االنفتــاح علــى احمليــط اخلارجــي والســيما‬
‫تنظيــم أبــواب مفتوحــة للعمــوم ولوســائل اإلعــام‪.‬‬

‫لقــد مكنــت هــذه املكتســبات واملنجــزات مــن حتقيــق خطــوات هامــة علــى درب ترشــيد‬
‫احلكامــة األمنيــة‪ ،‬أثمــرت تســجيل تغييــر ملحــوظ يف املمارســة األمنيــة ‪ ،‬ســواء مــن حيــث‬
‫االلتــزام باملعاييــر والضوابــط القانونيــة‪ ،‬أو مــن خــال االجتــاه نحــو اعتمــاد مقاربــة أمنيــة‬
‫مواطنــة تتســم باحلمايــة والوقايــة والتناســبية ورباطــة اجلــأش واحليطــة والتبصــر‪ .‬ولعــل‬
‫عــدم اســتعمال الســاح الوظيفــي خــال املواجهــات أثنــاء االحتجاجــات‪ ،‬يعــد مؤشــرا داال‬
‫علــى حتــوالت إيجابيــة ناشــئة يف ممارســات األمــن‪ ،‬والتي ينبغي حمايتها وتنميتها وتشــجيها‪.‬‬

‫‪248‬‬
‫ويف هــذا اإلطــار‪ ،‬تضمنــت خطــة العمــل الوطنيــة يف مجــال الدميقراطيــة وحقــوق اإلنســان‬
‫‪ 18‬تدبيــرا مــن شــأنها تعزيــز هــذه املجهــودات (التدابيــر مــن ‪ 45‬إلــى ‪ ،)62‬كمــا يلــي‪:‬‬
‫‪‬مراجعــة املقتضيــات القانونيــة مبــا يســمح مبرافقــة الدفــاع للشــخص املعتقــل مبجــرد‬
‫وضعــه حتــت احلراســة النظريــة لــدى الضابطــة القضائيــة‪ ،‬ومواصلــة مالءمــة اإلطــار‬
‫التشــريعي املنظــم للبحــث التمهيــدي واحلراســة النظريــة والتفتيــش وكافــة اإلجــراءات‬
‫الضبطيــة ومالءمتهــا مــع املعاييــر الدوليــة ذات الصلــة‪.‬‬
‫‪‬مراجعــة املقتضيــات القانونيــة مبــا يضمــن إلزاميــة إجــراء اخلبــرة الطبيــة يف حالــة‬
‫ادعــاء التعــرض للتعذيــب واعتبــار احملاضــر املنجــزة باطلــة يف حالــة رفــض إجراءهــا‬
‫بعــد طلبهــا مــن طــرف املتهــم أو دفاعــه‪.‬‬
‫‪‬اإلســراع بإصــدار قانــون يتعلــق بالتحقــق مــن هويــة األشــخاص بواســطة البصمــات‬
‫اجلينيــة‪.‬‬
‫‪‬اســتحضار البعــد األمنــي يف وضــع خطــط التهيئــة احلضريــة وتصميــم التجمعــات‬
‫الســكنية اجلديــدة واألحيــاء بضواحــي املــدن بشــكل يضمــن أمــن املواطنــات واملواطنــن‪.‬‬
‫‪‬إلــزام املنظومــة التعميريــة واألمنيــة بنصــب كاميــرات يكــون بإمكانهــا املســاعدة علــى‬
‫مكافحــة اجلرميــة وحمايــة األشــخاص واملمتلــكات‪.‬‬
‫‪‬مراعــاة الضــرورة والتناســب أثنــاء اســتعمال القــوة يف فــض التجمعــات العموميــة ويف‬
‫التجمهــرات والتظاهــرات الســلمية‪.‬‬
‫‪‬التوثيق السمعي البصري للتدخالت األمنية لفض التجمعات العمومية‪.‬‬
‫‪‬جتهيــز أماكــن احلرمــان مــن احلريــة بوســائل التوثيــق الســمعية البصريــة لتوثيــق‬
‫تصريحــات املســتجوبني مــن طــرف الشــرطة القضائيــة ووضعهــا رهــن إشــارة القضــاء‪.‬‬
‫‪‬العمل على تأمني تغذية األشخاص املوضوعني رهن احلراسة النظرية‪.‬‬
‫‪‬دعم املؤسسات األمنية باملوارد البشرية واملالية والتقنية الالزمة‪.‬‬
‫‪‬تقويــة أداء املؤسســة البرملانيــة يف مجــال التقصــي حــول انتهــاكات حقــوق اإلنســان مــع‬
‫إخضــاع األجهــزة األمنيــة للرقابــة البرملانيــة‪.‬‬
‫‪‬وضــع خطــط لإلعــام والتواصــل مــع املواطنات واملواطنني ومهنيــي اإلعالم بخصوص‬
‫احلالــة األمنيــة مــن خــال تقاريــر وبالغات وندوات صحفية ومنشــورات‪.‬‬
‫‪‬تبســيط وتيســير وتعميــم نشــر املذكــرات والدوريــات املتعلقــة بحقــوق اإلنســان املعمــول‬
‫بهــا يف املؤسســات األمنيــة علــى كافــة موظفيهــا املكلفــن بتنفيــذ القانــون‪.‬‬
‫‪‬تقويــة بنيــات ووســائل وقنــوات التواصــل بــن املؤسســات األمنيــة واملواطنــن (حســن‬
‫االســتقبال والتوجيــه وتقــدمي اإلرشــادات)‪.‬‬

‫‪249‬‬
‫‪‬إعــداد ونشــر دالئــل ودعائــم ديداكتيكيــة لتوعيــة وحتســيس املســؤولني وأعــوان األمــن‬
‫بقواعــد احلكامــة اجليــدة علــى املســتوى األمنــي واحتــرام حقــوق اإلنســان‪.‬‬
‫‪‬تعميــم تدريــس مــادة حقــوق اإلنســان وأحــكام القانــون الدولــي اإلنســاني ضمــن برامــج‬
‫التكويــن األساســي واملســتمر اخلــاص باملوظفــن املكلفــن بتنفيــذ القانــون‪.‬‬
‫‪‬تعزيــز برامــج تكويــن املكلفــن بإنفــاذ القانــون يف مجــال اســتعمال القــوة وتدبيــر‬
‫فضــاءات االحتجــاج‪.‬‬
‫‪‬تقوية اخلبرة الفنية فيما يخص عمل جلان تقصي احلقائق البرملانية‪.‬‬
‫أمــا بخصــوص تنفيــذ توصيــة الهيئــة املتعلقــة بوضــع اســتراتيجية وطنيــة لإلفــات مــن‬
‫العقــاب التــي مت إدمــاج جــزء منهــا يف اإلصالحــات املرتبطــة مبنظومــة العدالــة‪ ،‬فــإن اخلطــة‬
‫الوطنيــة يف مجــال الدميقراطيــة وحقــوق اإلنســان خصصــت لهــا محــورا فرعيــا تضمــن ‪11‬‬
‫تدبيــرا (التدابيــر مــن ‪ 71‬إلــى ‪ )81‬كمــا يلــي‪:‬‬
‫▫مواصلــة جتــرمي كل األفعــال التــي متثــل انتهــاكا جســيما حلقــوق اإلنســان وفقــا ألحكام‬
‫الدستور‪.‬‬
‫▫تكريــس مبــدإ عــدم اإلفــات مــن العقــاب يف السياســة اجلنائيــة ويف ســائر التدابيــر‬
‫العموميــة‪.‬‬
‫▫تيسير التقاضي للضحايا من خالل توفير املساعدة القانونية والقضائية‪.‬‬
‫▫تعزيز املقتضيات القانونية املتعلقة بجبر ضرر ضحايا انتهاكات حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫▫حمايــة املشــتكني واملبلغــن والشــهود واملدافعــن عــن حقــوق اإلنســان مــن أي ســوء‬
‫معاملــة ومــن أي ترهيــب بســبب شــكاويهم أو شــهاداتهم أمــام الســلطات العموميــة‬
‫والقضائيــة‪.‬‬
‫▫وضع إطار تشريعي وتنظيمي مستقل ملأسسة الطب الشرعي‪.‬‬
‫▫ إحالــة نتائــج البحــث املتوصــل إليهــا يف إطــار الطــب الشــرعي بخصــوص حــاالت‬
‫ادعــاء التعذيــب علــى النيابــة العامــة للتقريــر فيهــا مالــم تكــن قــد أمــرت بهــا‪.‬‬
‫▫إحالة نتائج حتريات اآللية الوطنية للوقاية من التعذيب على القضاء‪.‬‬
‫▫تشــجيع إمكانيــات التظلــم اإلداري والقضائــي صونــا ملبــدإ عــدم اإلفــات مــن العقــاب‬
‫وضمانــا لوصــول الضحايــا إلــى ســبل االنتصــاف املناســبة‪.‬‬
‫▫إعمــال احلــق يف الوصــول إلــى املعلومــة واســتالمها ونشــرها مبــا يضمــن تفعيــل مبــدإ‬
‫عــدم اإلفــات مــن العقــاب‪.‬‬
‫▫تعزيــز برامــج التدريــب والتكويــن والتوعيــة بقيــم حقــوق اإلنســان وآليــات حمايتهــا‬
‫والنهــوض بهــا املوجهــة للقضــاة وللمكلفــن بإنفــاذ القوانــن وموظفــي الســجون‪.‬‬

‫‪250‬‬
‫ثامنا ‪ -‬الكشف عن احلقيقة‬
‫بعــد أن متكنــت الهيئــة يف نهايــة واليتهــا مــن إعــداد الئحــة خاصــة باألشــخاص املتوفــن‬
‫يف مراكــز اعتقــال غيــر نظاميــة ودون أن تتوصــل بأجوبــة شــافية بخصــوص أماكــن دفنهــم‬
‫أوصــت مبــا يلــي‪:‬‬
‫‪-‬مواصلــة التحــري بشــأن احلــاالت املعروضــة علــى الهيئــة والتــي لــم تفــض التحريــات‬
‫املنجــزة بشــأنها إلــى اســتجالء نهائــي وغيــر متنــازع حولــه بالنســبة للوقائــع املرتبطــة‬
‫بهــا‪ ،‬وخاصــة بالنســبة حلــاالت االختفــاءات القســرية العالقــة والوفيــات يف مراكــز‬
‫االعتقــال غيــر النظاميــة أو علــى إثــر األحــداث االجتماعيــة‪.‬‬
‫‪-‬منــح ذوي احلقــوق املطالبــن بذلــك‪ ،‬فرصــة احلصــول علــى تعويــض مــادي وعلــى كافــة‬
‫أشــكال جبــر الضــرر األخــرى املوافقــة للمعاييــر املعتمــدة بالنســبة لباقــي احلــاالت‬
‫املعروضــة عليهــا‪.‬‬
‫‪-‬مواصلــة التحــري لتحديــد أماكــن الدفــن‪ ،‬بغيــة االســتجابة الكاملــة حلــق عائــات‬
‫الضحايــا يف معرفــة احلقيقــة‪.‬‬
‫‪-‬متكــن العائــات مــن املعلومــات التــي توصلــت إليهــا الهيئــة ومــن معرفــة مــكان الدفــن‬
‫كلمــا كان ذلــك ممكنــا‪.‬‬
‫وتنفيــذا لهــذه التوصيــات واصلــت جلنــة تتبــع تفعيــل التوصيــات لــدى املجلــس الوطني حلقوق‬
‫اإلنســان اســتكمال التحريــات ممــا مكــن مــن الوصــول إلى‪:‬‬
‫‪‬الكشــف عــن مصيــر معظــم احلــاالت التــي بقيــت عالقــة لــدى هيئــة اإلنصــاف‬
‫واملصاحلــة‪ ،‬والتواصــل مــع العائــات بخصــوص النتائــج املتوصــل إليهــا‪ ،‬واملســاعدة يف‬
‫الترتيبــات واإلجــراءات املســاعدة إغــاق امللــف‪.‬‬
‫‪‬الوقــوف عنــد مجموعــة مــن املدافــن التــي توفــرت املعطيــات بكونهــا تضــم رفــات‬
‫الضحايــا وحتديــد هويــات قبــور البعــض منهــا بعــد اســتخراج الرفــات وإخضاعهــا‬
‫للفحــص والتحليــل اجلينــي‪.‬‬
‫‪‬إقامــة مراســيم دينيــة جماعيــة مبنــازل عائــات الضحايــا أحيانــا وبفضــاءات عموميــة‬
‫أحيانــا أخرى‪.‬‬
‫وقد مكنت اجلهود املبذولة من قبل مختلف املتدخلني من حتقيق النتائج التالية‪:‬‬
‫‪‬كشــف مصيــر ‪ 801‬متوفــى مــن ضحايــا االختفــاء القســري أو االعتقــال التعســفي أو‬
‫األشــخاص املتوفــن خــال أحــداث اجتماعيــة مختلفــة‪.‬‬
‫‪‬حتديد أماكن دفن رفات ‪ 385‬حالة‪.‬‬

‫‪251‬‬
‫‪‬اســتخراج رفــات ‪ 185‬متوفــى واســتخراج احلمــض النــووي بالنســبة لـــ ‪ 44‬حالــة مــن‬
‫لــدن فريــق مــن األطبــاء الشــرعيني بــن دجنبــر ومــاي ‪.2012‬‬
‫وينبغــي التذكيــر أن هيئــة اإلنصــاف واملصاحلــة تركــت الئحــة تضــم ‪ 66‬حالــة عالقــة ملجهولــي‬
‫املصيــر أوصــت مبواصلــة التحــري بشــأنها‪ ،‬وقــد متكنــت جلنــة تفعيــل التوصيــات باملجلــس‬
‫الوطنــي حلقــوق اإلنســان مــن معاجلتهــا ولــم يتبــق إال ســت (‪ )06‬حــاالت لــم متكــن التحريــات‬
‫املنجــزة بشــأنها مــن الوصــول إلــى حقائــق مؤكــدة أو معطيــات مضبوطــة أو قناعــات راجحــة‬
‫بشــأن وفــاة املعنيــن بهــا‪ 31.‬وهــو مــا ســيكون موضــوع تقريــر مفصــل ينتظــر أن يصــدر عــن‬
‫املجلــس الوطنــي حلقــوق اإلنســان باعتبــاره اجلهــة املكلفــة مبتابعــة تفعيــل توصيــات هيئــة‬
‫اإلنصــاف واملصاحلــة‪.‬‬
‫تاسعا‪ -‬جبر الضرر الفردي‬
‫تنفيــذا لتوصيــة الهيئــة مبتابعــة تفعيــل نتائــج أعمالهــا يف مجــال جبــر األضــرار بواســطة‬
‫آليــة للمتابعــة تتولــى اإلعــداد الرســمي للمقــررات الصــادرة يف مجــال تعويــض الضحايــا‬
‫ومســاطر إشــعارهم وتوجيههــا إلــى احلكومــة قصــد التنفيــذ‪ ،‬وكــذا الســهر علــى تفعيــل‬
‫توصيــات الهيئــة يف مجــال برامــج جبــر باقــي األضــرار‪ ،‬وبعــد إجنــاز املقــررات التحكيميــة من‬
‫طــرف جلنــة تفعيــل التوصيــات لــدى املجلــس الوطنــي حلقــوق اإلنســان‪ ،‬حرصــت احلكومــة‬
‫وباقــي املؤسســات والهيئــات املعنيــة علــى تنفيــذ تلــك املقــررات فيمــا يتعلــق بالتعويــض املالــي‬
‫والتغطيــة الصحيــة وتســوية األوضــاع اإلداريــة واملاليــة واإلدمــاج االجتماعــي وحتديــد أماكــن‬
‫الدفــن وتســليم شــواهد الوفــاة‪ ،‬وإقامــة النصــب التذكاريــة ومراســم الدفــن‪.‬‬
‫‪ - 1‬على مستوى التعويض املالي‬
‫أ ‪ -‬امللفات التي مت تنفيذها‬
‫بعــد أن أحــال املجلــس الوطنــي حلقــوق اإلنســان املقــررات التحكيميــة القاضيــة بالتعويــض‬
‫الصــادرة لفائــدة املســتفيدين مــن بــن الضحايــا‪ ،‬أو ذوي حقوقهــم‪ ،‬علــى رئاســة احلكومــة‪ ،‬مت‬
‫رصــد االعتمــادات الالزمــة تبعــا للدفعــات املتوصــل بهــا‪.‬‬
‫وقد بلغ العدد اإلجمالي للمستفيدين من التعويض املالي بالنسبة لهيئة اإلنصاف واملصاحلة‬
‫وجلنــة املتابعــة باملجلــس ‪ 19974‬مســتفيدا مببلــغ مالــي إجمالــي يقــدر ب ‪988.269.128,80‬‬
‫درهم‪.‬‬
‫وبإضافــة حصيلــة عمــل هيئــة اإلنصــاف واملصاحلــة إلــى حصيلــة عمــل هيئــة التحكيــم‬
‫املســتقلة للتعويــض (‪ 7780‬مســتفيدا)‪ ،‬والتــي رصــد لهــا مبلــغ مالــي إجمالــي مقــدر ب‬
‫‪ 960.000.000,00‬درهــم‪ ،‬يصبــح املجمــوع العــام للمســتفيدين مــن التعويــض املالــي مــن‬
‫‪ -‬حسب املعطيات الواردة يف تقرير املجلس االستشاري لحقوق اإلنسان بشأن متابعة تنفيذ التوصيات الصادر سنة ‪.2010‬‬ ‫‪31‬‬

‫‪252‬‬
‫ضحايــا االنتهــاكات اجلســيمة حلقــوق اإلنســان يف املاضــي وذوي حقوقهــم ‪ 27754‬مســتفيدا‬
‫مببلــغ مالــي إجمالــي قــدره ‪ 1.948.269.128,80‬درهــم‪.‬‬

‫ب ‪ -‬امللفات يف طور التنفيذ‬


‫يبلــغ عــدد املســتفيدين مــن التعويــض املالــي الذيــن توجــد ملفاتهــم قيــد الدراســة والتنفيــذ‬
‫‪ 500‬مســتفيدا‪ ،‬مببالــغ ماليــة تقــدر ب ‪ 59.377.500,00‬درهــم‪ ،‬إضافــة إلــى ‪ 101‬ملفــا‬
‫يهــم ضحايــا كانــوا يف عــداد مجهولــي املصيــر‪ ،‬توفــرت قرائــن قويــة علــى وفاتهــم مبراكــز‬
‫االحتجــاز ولــم يتــم جتهيــز ملفاتهــم مــن أجــل التعويــض‪ ،‬وتبقــى هــذه امللفــات مفتوحــة إلــى‬
‫حــن جتهيزهــا مــن طــرف ذوي احلقــوق‪ ،‬وتقــدمي طلبــات التعويــض وجبــر األضــرار‪ ،‬نظــرا‬
‫ألنــه ال يطالهــا أمــد التقــادم‪.‬‬
‫‪ - 2‬على مستوى اإلدماج االجتماعي‬
‫أ ‪ -‬احلاالت التي مت تنفيذها‬
‫بلــغ عــدد املســتفيدين مــن توصيــة اإلدمــاج االجتماعــي ‪ 1417‬حالــة‪ ،‬وأثنــاء عمليــة التنفيــذ‬
‫اتضــح أن ‪ 146‬حالــة ال ميكــن تنفيــذ التوصيــات لفائدتهــا بالنظــر لكــون ‪ 83‬حالــة منهــا‬
‫توفقــت يف االندمــاج‪ ،‬و‪ 25‬وافتهــا املنيــة‪ ،‬و‪ 38‬تتواجــد خــارج أرض الوطــن‪ .‬وبالتالــي ال ميكــن‬
‫تنفيــذ التوصيــات الصــادرة لفائدتهــا‪.‬‬
‫وقــد مت إيجــاد صيــغ لإلدمــاج وفــق املنهجيــة املعتمــدة يف رســالة الوزيــر األول املؤرخــة يف ‪1‬‬
‫أبريــل ‪ ،2010‬حيــث مت إدمــاج ‪ 1229‬حالــة‪ ،‬وهــي مفصلــة كاآلتــي‪:‬‬
‫‪‬إدمــاج ‪ 180‬مســتفيدا تتوفــر فيهــم املؤهــات العلميــة يف الوظيفــة العموميــة والشــبه‬
‫عمومية‪.‬‬
‫‪‬استفادة ‪ 315‬شخصا من السكن‪.‬‬
‫‪‬استفادة ‪ 312‬شخصا من رخص النقل‪.‬‬
‫‪‬اســتفادة ‪ 286‬شــخصا مــن مبالــغ ماليــة قصــد مســاعدتهم علــى إجنــاز مشــاريع‬
‫مــدرة للدخــل‪.‬‬
‫‪‬اســتفادة ‪ 114‬حالــة مــن املســاعدات املاليــة مــن أجــل تيســير تكوينهــم وتســهيل‬
‫إدماجهــم‪ ،‬ونظــرا للصعوبــات التــي حالــت دون تنفيذ هذا املقتــرح فقد مت االحتفاظ‬
‫للجميــع ببطائــق تخــول ألصحابهــا احلصــول علــى منحــة شــهرية تقــدر ب ‪2000‬‬
‫درهــم‪ .‬علمــا أن ‪ 9‬حــاالت مــن هــذه الفئــة قدمــت طلبــات بالتنــازل عــن املنحــة‬
‫الشــهرية ومقابــل احلصــول علــى مبلــغ مالــي مقــدر ب ‪ 250‬ألــف درهــم‪.‬‬
‫‪‬اســتفادة ‪ 14‬شــخصا يعانــون مــن أمــراض مزمنــة وعقليــة ونفســية مــن مقترحــن‬
‫لإلدمــاج حســب احلــاالت ســواء مــن رخــص النقــل والســكن أو الســكن ومبالغ ماليــة‪.‬‬
‫‪253‬‬
‫‪‬إدماج ‪ 8‬حاالت على املستوى احمللي‪.‬‬
‫ب ‪ -‬احلاالت يف طور التنفيذ‬
‫مازالت بعض احلاالت يف طور التنفيذ كالتالي‪:‬‬
‫ ‪ 42-‬حالة من املستفيدين من اإلدماج االجتماعي لم يتم تنفيذ التوصية لفائدتهم؛‬
‫ ‪ 9-‬حــاالت مــن ضمــن ‪ 114‬حالــة مذكــورة أعــاه‪ ،‬تنازلــوا عــن املنحــة الشــهرية (‪2000‬‬
‫درهــم)‪ ،‬وتقدمــوا بطلــب مــن أجــل احلصــول علــى مبلــغ مالــي مقــدر ب ‪ 250‬ألــف‬
‫درهــم وهــي طلبــات قيــد الدراســة؛‬
‫ ‪-‬ملــف التقاعــد التكميلــي الــذي يهــم األشــخاص املدمجــن يف الوظيفــة العموميــة‬
‫مبوجــب تراخيــص اســتثنائية وســنهم يتجــاوز األربعــن ســنة‪.‬‬
‫‪ - 3‬على مستوى تسوية األوضاع اإلدارية واملالية‬
‫أ ‪ -‬احلاالت التي مت تنفيذها‬
‫أصــدرت هيئــة اإلنصــاف واملصاحلــة وجلنــة تفعيــل توصياتهــا باملجلــس الوطنــي حلقــوق‬
‫اإلنســان توصيــات بتســوية الوضعيــة اإلداريــة واملاليــة لفائــدة ‪ 564‬مســتفيدا مت تدقيــق‬
‫املعطيــات املتعلقــة بهــم ودراســتها واقتــراح احللــول بشــأنها خــال اجتماعــات عديــدة علــى‬
‫مســتوى رئاســة احلكومــة أو بــوزارة الوظيفــة العموميــة وإصــاح اإلدارة‪ ،‬وأيضــا خــال‬
‫اجتماعــات ثنائيــة بــن املجلــس الوطنــي والقطاعــات املعنيــة‪ ،‬حيــث مكنــت اجلهــود املبذولــة‬
‫مــن تســوية العديــد مــن امللفــات كالتالــي‪:‬‬
‫‪‬تسوية ‪ 358‬ملفا‪.‬‬
‫‪ 88‬ملفــا تبــن بعــد الدراســة أنهــا متــت تســويتها ســابقا (قبــل صــدور املقــرر) أو يف‬
‫وضعيــة مهنيــة عاديــة (أدمــج أصحابهــا بعــد االعتقــال)‪.‬‬
‫‪ 44‬ملفا يف طور التسوية‪.‬‬
‫‪ 4‬ملفــات مت حفظهــا‪ ،‬منهــا ‪ 3‬أشــخاص يوجــدون خــارج أرض الوطــن‪ ،‬و‪ 1‬مصــاب‬
‫مبــرض عقلــي‪.‬‬
‫وينبغي التذكير أن تكلفة تسوية األوضاع اإلدارية واملالية بلغت ‪ 230‬مليون درهم‪.‬‬
‫كمــا متــت دراســة التقاعــد التكميلــي بالنســبة لألشــخاص الذيــن مت توظيفهــم يف ســن متأخــر‬
‫والذيــن يبلــغ عددهــم ‪ 129‬حالــة تســتوجب االســتفادة مــن معــاش تكميلــي بتكلفــة ماليــة تقــدر‬
‫ب ‪ 23‬مليــون درهــم‪.‬‬
‫أمــا بخصــوص توصيــة الهيئــة املتعلقــة بتكليــف جلنــة تتبــع عمليــات التعويــض بالســهر علــى‬
‫تســوية مشــاكل املواطنــن املغتربــن باخلــارج والذيــن لــم يلتحقــوا بعــد بــأرض الوطــن‪ ،‬وذلــك‬
‫‪254‬‬
‫بحــل املشــاكل اإلداريــة التــي تعتــرض ســبيلهم بشــكل خــاص‪ ،‬فقــد عرفــت طريقهــا إلــى‬
‫التنفيــذ مــن خــال العمــل الــذي قامــت بــه جلنــة املتابعــة باملجلــس الوطنــي حلقــوق اإلنســان‪،‬‬
‫بتعــاون مــع احلكومــة والســلطة القضائيــة‪ ،‬لتســوية مذكــرات البحــث وتســليم جــوازات الســفر‬
‫بالنســبة للمعنيــن‪.‬‬
‫ب ‪ -‬احلاالت يف طور التنفيذ‬
‫مــا زالــت ‪ 70‬حالــة يف طــور التنفيــذ‪ ،‬منهــا ‪ 11‬حالــة قيــد الدراســة مــن قبــل القطاعــات‬
‫واملؤسســات املعنيــة و‪ 59‬حالــة تعــذر تســوية وضعيتهــا اإلداريــة واملاليــة وتتعلــق بحاالت تعرف‬
‫نقصــا يف الوثائــق أو صعوبــات يف تســوية وضعيــة املعــاش أو مراجعتــه أو حــاالت ألشــخاص‬
‫أدمجــوا يف الوظيفــة العموميــة يف ســن متأخــر (أكثــر مــن ‪ 40‬ســنة)‪ ،‬وقــد اقترحــت اللجنــة‬
‫املشــتركة بالنســبة للحــاالت التــي تعــذر تســويتها منحهــا مبلغــا ماليــا قــدره ‪ 250‬ألــف درهــم‪.‬‬
‫‪ - 4‬على مستوى التغطية الصحية‬
‫أوصت الهيئة ب‪:‬‬
‫▫تأمــن التغطيــة الصحيــة األساســية حســب القانــون ‪ 65.00‬لألشــخاص الذيــن بُــثّ يف‬
‫كونهــم ضحايــا انتهــاكات حقــوق اإلنســان‪.‬‬
‫▫إدمــاج هــؤالء األشــخاص‪ ،‬يف املرحلــة األولــى‪ ،‬تبعــا للبنــد الثانــي مــن هــذا القانــون‪،‬‬
‫كــذوي معاشــات تقــوم الدولــة بتســديد النفقــات الالزمــة عنهــم إلــى اجلهــات املعنيــة‬
‫بالتغطيــة‪.‬‬
‫▫إعــداد مشــروع تعديــل يف هــذا الشــأن باتفــاق مــع األطــراف املعنيــة‪ ،‬يتــم مبوجبــه‬
‫اســتيعاب هــذه الفئــة يف إطــار هــذا القانــون بشــكل واضــح‪.‬‬
‫لتفعيــل توصيــة الهيئــة املتعلقــة بإدمــاج الضحايــا يف نظــام التغطيــة الصحيــة األساســية‪ ،‬مت‬
‫يف ســنة ‪ 2007‬توقيــع اتفاقيــة مــع الصنــدوق الوطنــي ملنظمــات االحتيــاط االجتماعــي لتدبيــر‬
‫نظــام التغطيــة الصحيــة لفائــدة الضحايــا علــى أن تتكفــل الدولــة بتســديد نفقــات االنخــراط‬
‫لفائــدة هــؤالء الضحايــا‪ ،‬وعمــل املجلــس علــى التواصــل مــع الضحايــا وجتهيــز ملفاتهــم‬
‫وإحالتهــا علــى الصنــدوق مــن أجــل إجنــاز بطاقــات التغطيــة الصحيــة‪.‬‬
‫ويف هــذا اإلطــار‪ ،‬فــإن عــدد البطائــق الصــادرة جتــاوز ‪ 8300‬بطاقــة‪ ،‬والتــي يســتفيد منهــا‬
‫باإلضافــة إلــى املؤمــن لهــم ذوو حقوقهــم مــن األزواج (‪ ،)3172‬واألوالد (‪ )6939‬ليبلــغ عــدد‬
‫املســتفيدين مــا يزيــد عــن ‪ 18400‬شــخص‪.‬‬
‫ويقــدر املبلــغ املالــي اإلجمالــي الــذي مت حتويلــه مــن طــرف الدولــة إلــى حســاب الصنــدوق‬
‫الوطنــي ملنظمــات االحتيــاط االجتماعــي منــذ توقيــع االتفاقيــة إلــى اآلن مــا يفــوق مائــة‬
‫وعشــرون مليــون درهــم (‪.)120.000.000,00‬‬

‫‪255‬‬
‫كمــا يجــدر التذكيــر أن ‪ 332‬شــخص مــن الضحايــا أو ذوي حقوقهــم الذيــن كانــوا يف حاجــة‬
‫إلــى عــاج مســتعجل قــد اســتفادوا مــا بــن يوليــوز ‪ 2007‬ودجنبــر ‪ 2015‬مــن حتمــل نفقــات‬
‫العالج بشــكل مباشــر من طرف املجلس الوطني حلقوق اإلنســان بتكلفة مالية قدرها ســبعة‬
‫ماليــن ومائــة وثالثــة وثمانــون ألــف وســبعمائة وأربعــة وخمســون درهمــا (‪7.183.754,00‬‬
‫درهم)‪.‬‬
‫عاشرا‪ -‬جبر الضرر اجلماعي‬
‫أوصــت هيئــة اإلنصــاف واملصاحلــة بــرد االعتبــار وجبــر الضــرر اجلماعــي للمناطــق التــي‬
‫عرفــت انتهــاكات جســيمة حلقــوق اإلنســان علــى نطــاق واســع أو تواجــدت بهــا معتقــات‬
‫وأماكــن احتجــاز ســرية‪ ،‬وذلــك بهــدف إعــادة بنــاء الثقــة بــن الدولــة والســاكنة احملليــة‪،‬‬
‫وتيســير مسلســل املصاحلــة وتعزيــز التنميــة بتلــك املناطــق ورفــع التهميــش واالقصــاء عنهــا‪.‬‬
‫وقــد همــت هــذه التوصيــة مجموعــة مــن املناطــق يف أقاليــم وعمــاالت فكيــك والرشــيدية‬
‫وورزازات وزاكــورة وطانطــان وأزيــال واخلميســات واحلســيمة والناضــور واحلــي احملمــدي‬
‫(الــدار البيضــاء) وخنيفــرة وميدلــت وتنغيــر‪.‬‬
‫وبنــاء علــى املخططــات احملليــة املعــدة بشــكل تشــاركي لهــذا الغــرض‪ ،‬أســفر التعــاون بــن‬
‫املجلــس الوطنــي حلقــوق اإلنســان واحلكومــة واملؤسســات واجلهــات الشــريكة عــن برمجــة‬
‫‪ 149‬مشــروعا تهــدف إلــى دعــم قــدرات الفاعلــن احملليني‪ ،‬وحفظ الذاكرة‪ ،‬وحتســن شــروط‬
‫عيــش الســكان (حتســن اخلدمــات‪ ،‬تطويــر مــواد بديلــة للدخــل وحمايــة البيئــة) والنهــوض‬
‫بأوضــاع النســاء واألطفــال‪.‬‬
‫وقد مت يف هذا اإلطار عقد ‪ 23‬اتفاقية شراكة وتعبئة مبلغ مالي يقدر ب ‪159.799.892.00‬‬
‫درهم إلجناز املشاريع املبرمجة يف هذا الشأن‪ ،‬وفق املساهمات املالية التالية‪:‬‬
‫▫احلكومة‪ 95.853.207,00 :‬درهم؛‬
‫▫التعاون الدولي‪ 39.865.000,00 :‬درهم؛‬
‫▫املجلس الوطني حلقوق اإلنسان‪ 10.519.635,00 :‬درهم؛‬
‫▫مؤسسة الرعاية لصندوق اإليداع والتدبير‪ 7.680.000,00 :‬درهم؛‬
‫▫املساهمة املعبأة من طرف اجلمعيات الشريكة‪ 5.882.050,00 :‬درهم‪.‬‬
‫إحدى عشر‪ -‬حفظ الذاكرة والتاريخ واألرشيف‬
‫أوصت الهيئة ب‪:‬‬
‫▫إحالــة مجمــل أرشــيف الهيئــة علــى املجلــس االستشــاري حلقــوق اإلنســان‪ ،‬الــذي يتولى‬
‫اإلمســاك بــه وتنظيمــه‪ ،‬وكــذا حتديــد كيفيــة وشــروط االطــاع عليه‪.‬‬

‫‪256‬‬
‫▫حفــظ جميــع األرشــيفات الوطنيــة‪ ،‬وتنســيق تنظيمهــا بــن كل الدوائــر املعنيــة‪ ،‬كمــا‬
‫يســن قانــون ينظــم شــروط حفظهــا وآجــال فتحهــا للعمــوم وشــروط االطــاع عليهــا‬
‫واجلــزاءات املترتبــة عــن إتالفهــا‪.‬‬
‫▫اســتصدار مذكــرة مســتعجلة للوزيــر األول يطلــب مبوجبهــا مــن كافــة الــوزارات‬
‫واإلدارات العموميــة وشــبه العموميــة واألجهــزة األمنيــة العمــل علــى صــون األرشــيف‬
‫وحفظــه ولــو يف وضعيتــه احلاليــة‪.‬‬
‫▫القيام مبراجعة تدريجية حملتوى برامج مادة التاريخ‪.‬‬
‫▫إحداث متحف وطني للهجرة يحفظ ذاكرة املهاجرين ومساهمتهم يف التاريخ‪.‬‬
‫▫إنشــاء معهــد وطنــي مســتقل بــن اجلامعــات‪ ،‬تنــاط بــه مهــام التوثيــق والبحــث والنشــر‬
‫حــول التاريــخ املاضــي والراهــن للبلــد‪ .‬وقيامــه‪ ،‬يف إطــار املهــام املوكولــة إليــه‪ ،‬بــكل‬
‫مــا يتعلــق بالتوثيــق والبحــث والنشــر حــول األحــداث التاريخيــة املتصلــة مباضــي‬
‫االنتهــاكات اجلســيمة حلقــوق اإلنســان‪ ،‬وبتطــورات قضايــا حقــوق اإلنســان‪ ،‬واإلصالح‬
‫الدميقراطــي‪.‬‬
‫▫احلفــاظ علــى ذكــرى وذاكــرة األطفــال واليافعــن املتوفــن علــى إثــر األحــداث‬
‫االجتماعيــة بــكل الوســائل املمكنــة‪.‬‬
‫تنفيــذا لهــذه التوصيــات مت فيمــا يتعلــق بتاريــخ املغــرب إحــداث املعهــد امللكــي للبحــث يف‬
‫تاريــخ املغــرب ســنة ‪ 2006‬كمــا أســفر التعــاون بــن األطــراف املعنيــة عــن إحــداث ماســتر‬
‫متخصــص يف التاريــخ الراهــن بكليــة اآلداب والعلــوم اإلنســانية بالربــاط‪.‬‬
‫أمــا علــى مســتوى تنظيــم األرشــيف الوطنــي وحمايتــه فقــد مت إصــدار القانــون رقــم ‪69.99‬‬
‫املتعلــق باألرشــيف ســنة ‪ ،2007‬والــذي مبوجبــه مت تنظيــم هــذا املجــال وإحــداث مؤسســة‬
‫أرشــيف املغــرب باعتبارهــا مؤسســة عموميــة مكلفــة مبهمــة صيانــة التــراث األرشــيفي‬
‫الوطنــي وتكويــن أرشــيف عــام وحفظــه وتنظيمــه وتيســير االطــاع عليــه‪ .‬كمــا مت يف إطــار‬
‫تيســير االطــاع علــى األرشــيف ودعــم الرصيــد التوثيقــي إبــرام اتفاقيــة بــن املجلــس الوطنــي‬
‫حلقــوق اإلنســان ومؤسســة أرشــيف املغــرب‪ ،‬مكنــت مــن التســليم الرســمي ألرشــيف هيئــة‬
‫التحكيــم املســتقلة للتعويــض وهيئــة اإلنصــاف واملصاحلــة‪ ،‬إلــى أرشــيف املغــرب‪.‬‬
‫وتعزيــزا للمجهــودات الوطنيــة يف مجــال األرشــيف تضمنــت خطــة العمــل الوطنيــة يف مجــال‬
‫الدميقراطيــة وحقــوق اإلنســان ‪ 7‬تدابيــر (التدابيــر مــن ‪ 418‬إلــى ‪ )424‬تهــم‪:‬‬
‫ ‪-‬مراجعــة قانــون األرشــيف طبقــا للممارســات الفضلــى املعمــول بهــا يف هــذا املجــال مــع‬
‫‪32‬‬
‫اســتكمال إصــدار املراســيم التطبيقيــة لقانون األرشــيف‪.‬‬
‫‪ -‬يشار إىل أنه صدر املرسوم رقم ‪ ،2.14.267‬بتاريخ ‪ 4‬نونرب ‪ ،2015‬بتحديد رشوط وإجراءات تدبري وفرز وإتالف األرشيف العدي‬ ‫‪32‬‬
‫والوسيط ورشوط إجراءات تسليم األرشيف النهايئ‪ .‬كام صدر املرسوم رقم ‪ -384 17 – 2‬بتاريخ ‪ 27‬يوليوز ‪ 2017‬املتعلق بإحداث املجلس‬

‫‪257‬‬
‫ ‪-‬وضع تصور لتدبير األرشيف يف إطار اجلهوية املتقدمة‪.‬‬
‫ ‪-‬رصــد مصــادر األرشــيف اخلاصــة باملغــرب واملوجــودة خــارج الوطــن ومواصلــة‬
‫اســترجاعها ومعاجلتهــا وحفظهــا وتيســير االطــاع عليهــا مــن قبــل املهتمــن‪.‬‬
‫ ‪-‬حتســيس وتعبئــة اخلــواص الذيــن بحوزتهــم أرشــيفات تراثيــة إليداعهــا لــدى مؤسســة‬
‫أرشــيف املغــرب‪.‬‬
‫ ‪-‬حتســيس مصالــح اإلدارات العموميــة بأهميــة إيــداع أرشــيفها بانتظــام لــدى مصالــح‬
‫أرشــيف املغــرب طبقــا للنصــوص اجلــاري بهــا العمــل‪.‬‬
‫ ‪-‬تقويــة قــدرات مؤسســة أرشــيف املغــرب املاديــة والبشــرية حتــى تتمكــن مــن االضطــاع‬
‫باملهــام املنوطــة بها‪.‬‬
‫ ‪-‬النهــوض باملــوارد البشــرية املعنيــة مبعاجلــة وبحفــظ وتنظيم األرشــيف باعتمــاد برامج‬
‫منتظمــة خاصــة بالتكويــن والتكويــن املســتمر موجهــة لفائــدة املهنيني‪.‬‬
‫وأمــا علــى مســتوى احلفــاظ علــى الذاكــرة فقــد أثمــر التعــاون والشــراكة بــن املجلــس الوطنــي‬
‫حلقــوق اإلنســان واحلكومــة إعــادة االعتبــار ملقبرتــن حيــث ترقــد جثامــن ضحايــا األحــداث‬
‫االجتماعيــة للــدار البيضــاء (‪ )1981‬والناظــور (‪ ،)1984‬وكــذا ملقبرتــن أخرتــن يف أكــدز‬
‫وقلعــة مكونــة حتتضنــان رفــات ضحايــا االختفــاء القســري‪.‬‬
‫كمــا متــت تعبئــة مــوارد ماليــة‪ ،‬يف إطــار شــراكة بــن املجلــس الوطنــي واملؤسســات واجلهــات‬
‫الداعمــة‪ ،‬إلجنــاز متحفــن للذاكــرة بــكل مــن احلســيمة والداخلــة‪ .‬هــذا فضــا عــن مشــاريع‬
‫أخــرى تخــص احلفــظ اإليجابــي للذاكــرة يف إطــار برنامــج جبــر الضــرر اجلماعــي‪.‬‬
‫وتلــزم اإلشــارة إلــى أن تنفيــذ توصيــة هيئــة االنصــاف واملصاحلــة بإحــداث متحــف وطنــي‬
‫للهجــرة يحفــظ ذاكــرة املهاجريــن املغاربــة ومســاهمتهم يف التاريــخ ميكــن إدراجــه ضمــن‬
‫املجهــود الــذي بذلــه مجلــس اجلاليــة املغربيــة منــذ إحداثــه ســنة ‪ 2007‬علــى مســتوى‬
‫االهتمــام بالذاكــرة الوطنيــة للمغاربــة باخلــارج‪ ،‬حيــث أصــدر منشــورات ودراســات علميــة‬
‫وأعمــال أدبيــة وفنيــة‪ ،‬متاحــة لفئــة واســعة مــن السياســيني والباحثــن والطــاب واملتتبعــن‬
‫واملنابــر اإلعالميــة الورقيــة والرقميــة‪ ،‬باإلضافــة إلــى مختلــف فعاليــات ومنظمــات املجتمــع‬
‫املدنــي‪.‬‬
‫وتعالــج هــذه البحــوث والدراســات واألعمــال مجموعــة مــن املواضيــع ذات الصلــة بحقــوق‬
‫ومصالــح اجلاليــة املغربيــة باخلــارج مــن قبيــل قضايــا الهويــة والثقافــة والديــن‪ ،‬وواقــع‬
‫الكفــاءات املغربيــة باخلــارج‪ .‬كمــا ينظــم املجلــس نــدوات وملتقيــات وقوافــل تهتــم بقضايــا‬
‫املغاربــة باخلــارج‪.‬‬

‫الوطني لألرشيف‪.‬‬

‫‪258‬‬
‫إثنا عشر‪ -‬النهوض بأوضاع السجناء‬
‫أوصت الهيئة يف مجال السجون ب‪:‬‬
‫▫تفعيــل التوصيــات الصــادرة عــن املجلــس االستشــاري حلقــوق اإلنســان الــواردة يف‬
‫تقريــره اخلــاص حــول األوضــاع يف املؤسســات الســجنية الصــادر ســنة ‪.2004‬‬
‫▫إحــداث مجلــس إداري مصغــر‪ ،‬يتكــون مــن قضــاة ومربــن ومختصــن يشــرف علــى‬
‫تســيير املؤسســات الســجنية‪.‬‬
‫ومتاشــيا مــع التوصيــات املذكــورة مت إحــداث املندوبيــة العامــة إلدارة الســجون وإعــادة‬
‫اإلدمــاج‪ 33،‬كمــا مت‪ ،‬تنفيــذا للتعليمــات امللكيــة الســامية‪ ،‬احلــرص علــى وضــع مقاربــة لتدبيــر‬
‫الســجون تــوازن بــن توفيــر االنضبــاط واألمــن داخــل املؤسســات الســجنية وبــن صيانــة‬
‫حقــوق النــزالء واحلفــاظ علــى كرامتهــم‪ ،‬مــع العمــل علــى النهــوض بوضعيــة املؤسســات‬
‫الســجنية وتأهيلهــا‪ ،‬واعتمــاد تدبيــر احتــرايف دقيــق وصــارم للعمــل بهــا‪ ،‬وتوفيــر الظــروف‬
‫املالئمــة لتحقيــق إدمــاج وتأهيــل للنــزالء بعــد اإلفــراج عنهــم‪.‬‬
‫ويف هــذا اإلطــار وضعــت احلكومــة برنامجــا يرمــي إلــى النهــوض مبجمــوع مرافــق الســجون‬
‫مــن خــال الشــروع يف التخلــي عــن املؤسســات الســجنية اآليلــة للســقوط أو ترميمهــا أو‬
‫تبديلهــا مبرافــق جديــدة تفــي باملعاييــر األمنيــة وااللتزامــات يف مجــال إعــادة إدماج الســجناء‪.‬‬
‫كمــا عمــدت إلــى تعزيــز املــوارد البشــرية للمؤسســات الســجنية‪ ،‬ورفعــت االعتمــادات الســنوية‬
‫املخصصــة لكفالــة ولــوج الســجناء إلــى اخلدمــات الطبيــة والتعليــم والتكويــن والتغذيــة‪ ،‬كمــا‬
‫مت توضيــح ذلــك يف الفقــرات املخصصــة حلقــوق اإلنســان يف أماكــن احلرمــان مــن احلريــة‪.‬‬
‫يف نفــس اإلطــار تضمــن مشــروع القانــون اجلنائــي أحكامــا تعــزز العمــل بعقوبــات بديلــة ممــا‬
‫سيســمح بتحســن أوضــاع الســجناء مــن خــال احلــد مــن اكتظــاظ الســجون‪.‬‬
‫وعــزز مشــروع قانــون املســطرة اجلنائيــة مــن جهتــه الضمانــات املرتبطــة مبراقبــة املؤسســات‬
‫الســجنية مــن خــال وضــع أحــكام تنــص علــى زيــارة قاضــي التنفيــذ ووكيــل امللــك أو نائبــه‬
‫لالطــاع علــى أحــوال الســجناء مــرة واحــدة علــى األقــل يف كل شــهر‪ .‬كمــا تنــص علــى أنــه‬
‫يتعــن علــى قاضــي األحــداث مــن جانبــه زيــارة مراكــز ومؤسســات األطفــال كل ثالثــة أشــهر‬
‫لالطــاع علــى حالــة األطفــال املودعــن فيهــا‪.‬‬
‫ثالثة عشر‪ -‬احلماية القانونية للنساء‬
‫متيــزت التجربــة املغربيــة يف مجــال العدالــة االنتقاليــة باعتمادهــا ملقاربــة النــوع املبنــي علــى‬
‫اجلنــس ممــا انعكــس إيجابيــا علــى التوصيــات التــي قدمتهــا بالنســبة للنهــوض بأوضــاع‬
‫النســاء وتعزيــز احلمايــة القانونيــة لهــن‪.‬‬
‫‪ -‬مبوجب املرسوم رقم ‪ 2.08.772‬بتاريخ ‪ 25‬جامدى األوىل ‪ 21( 1430‬مــاي ‪.)2009‬‬ ‫‪33‬‬

‫‪259‬‬
‫وهكذا أوصت الهيئة ب‪:‬‬
‫▫تعزيــز وترصيــد املكاســب الهامــة احملققــة يف مجــال النهــوض بحقــوق املرأة واســتكمال‬
‫مسلســل اإلصالحــات يف املجــال‪ ،‬عبــر وضــع اســتراتيجية شــمولية مندمجــة‬
‫واستشــرافية‪ ،‬تســتهدف تأهيــل النســاء ومتكينهــن واحلــد مــن هشاشــة أوضاعهــن‬
‫بالتصــدي لألميــة والفقــر وامليــز والعنــف‪ ،‬وتطويــر مشــاركتهن يف احليــاة العــام وصنــع‬
‫القــرار بتثبيــت وتعزيــز التدابيــر التحفيزيــة‪.‬‬
‫▫إحــداث آليــة وطنيــة للنهــوض بحقــوق النســاء وحمايتهــا‪ ،‬وتتبــع إعمــال السياســات‬
‫العموميــة يف املجــال‪ ،‬مــع تخويلهــا الصالحيــات والوســائل الالزمــة إلجنــاز مهامهــا‪.‬‬
‫▫التعزيــز املؤسســاتي واجلغــرايف ملراكــز االســتماع واملســاعدة القانونيــة والنفســية‬
‫للنســاء ضحايــا العنــف‪ ،‬وفتــح بــاب االســتفادة مــن خدماتهــا أمــام النســاء ضحايــا‬
‫ماضــي االنتهــاكات‪.‬‬
‫تنفيــذا لهــذه التوصيــات وتفاعــا مــع التطــور املجتمعــي الــذي تعرفــه مســاهمة املــرأة املغربيــة‬
‫يف الديناميــة اإلصالحيــة الوطنيــة سياســيا واقتصاديــا واجتماعيا وثقافيــا‪ ،‬مت تعزيز اجلهود‬
‫املتعلقــة بالنهــوض باحلقــوق اإلنســانية للمــرأة ســواء يف الدســتور أو علــى الصعيــد التشــريعي‬
‫كمــا هــو الشــأن بالنســبة للقانــون املتعلــق مبحاربــة العنــف ضــد النســاء‪ 34،‬وعلــى الصعيــد‬
‫املؤسســاتي‪ ،‬مت إحــداث هيئــة املناصفــة ومكافحــة كل أشــكال التمييــز‪ 35‬وكــذا يف اخلطــط‬
‫والبرامــج والسياســات العموميــة ذات الصلــة‪ ،‬كمــا هــو الشــأن بالنســبة خلطــة املســاواة‬
‫«إكــرام ‪ 1‬و‪ ،»2‬كمــا مت بيــان ذلــك يف احملــور األول‪.‬‬
‫هــذا وقــد خصصــت اخلطــة الوطنيــة يف مجــال الدميقراطيــة وحقــوق اإلنســان‪ ،‬فضــا عــن‬
‫تدابيــر عرضانيــة يف عــدة محــاور‪ ،‬محــورا فرعيــا مســتقال للحمايــة القانونيــة واملؤسســاتية‬
‫حلقــوق املــرأة تضمــن ‪ 24‬تدبيــرا (التدابيــر مــن ‪ 379‬إلــى ‪ )401‬كمــا يلــي‪:‬‬
‫▫مواصلــة احلــوار املجتمعــي حــول بعــض مقتضيــات مدونــة األســرة‪ ،‬ويتعلــق األمــر‬
‫بإعــادة صياغــة املــادة ‪ 49‬مبــا يضمــن اســتيعاب مفهــوم الكــد والســعاية ومراجعــة‬
‫املــادة ‪ 175‬بإقــرار عــدم ســقوط احلضانــة عــن األم رغــم زواجهــا وتعديــل املادتــن ‪236‬‬
‫و‪ 238‬مــن أجــل كفالــة املســاواة بــن األب واألم يف الواليــة علــى األبنــاء‪.‬‬
‫▫تفعيل الهيئة املكلفة باملناصفة ومكافحة جميع أشكال التمييز‪.‬‬
‫▫البحــث يف ســبل مبــادرات احلكومــة وهيئــات الدميقراطيــة التشــاركية لتنظيم حوارات‬
‫عموميــة حــول رصيــد إعمــال مدونــة األســرة على مســتوى االجتهــاد القضائي والتطور‬
‫املجتمعي‪.‬‬
‫▫تعزيز اخلطة احلكومية للمساواة يف أفق املناصفة «إكرام ‪.»2‬‬
‫▫تعزيز حماية النساء ضد العنف على مستوى التشريع والسياسة اجلنائية الوطنية‪.‬‬

‫‪ -‬القانون ‪ ،103.13‬املتعلق مبحاربة العنف ضد النساء‪.‬‬ ‫‪34‬‬


‫‪ -‬القانون رقم ‪ 79.14‬املتعلق بهيئة املناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز‪.‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪260‬‬
‫▫اإلسراع بإصدار القانون املتعلق مبحاربة العنف ضد النساء‪.‬‬
‫▫مواصلــة ترصيــد املكتســبات املعرفيــة املتعلقــة بالكــد والســعاية يف التشــريع والعمــل‬
‫القضائــي‪.‬‬
‫▫تفعيــل النصــوص التنظيميــة اخلاصــة بتنفيذ القانون املتعلق بتحديد شــروط التشــغيل‬
‫والشــغل اخلــاص بالعمال املنزليني‪.‬‬
‫▫تعزيز الضمانات القانونية املتعلقة بتجرمي التحرش اجلنسي‪.‬‬
‫▫صيانــة الكرامــة اإلنســانية للمــرأة يف وســائل اإلعــام‪ ،‬ووضــع تدابيــر زجريــة يف حالــة‬
‫انتهاكها‪.‬‬
‫▫تعزيز آليات الرصد والتتبع حلماية النساء ضحايا العنف وطنيا جهويا ومحليا‪.‬‬
‫▫مواصلة تفعيل مقتضيات صندوق التكافل العائلي وتبسيط مساطره‪.‬‬
‫▫إدماج مقاربة النوع االجتماعي يف البرامج االقتصادية الداعمة إلحداث املقاوالت‪.‬‬
‫▫التفعيــل احلــازم ملقتضيــات قانــون االجتــار بالبشــر املتعلقــة بحمايــة األطفــال والنســاء‬
‫الضحايا‪.‬‬
‫▫تعزيــز دور اجلماعــات الترابيــة يف توفيــر بيئــة آمنــة حتمــي األطفــال والنســاء مــن كل‬
‫أشــكال العنــف‪.‬‬
‫▫إدمــاج بعــد النــوع االجتماعــي يف السياســات وامليزانيــات ووضــع آليــات للمتابعــة‬
‫والتقييــم‪.‬‬
‫▫وضع اآلليات الكفيلة بضمان ولوج النساء ملجال املقاولة‪.‬‬
‫▫تعزيــز البرامــج اخلاصــة بالقضــاء علــى الفقــر والتهميــش واإلقصــاء االجتماعــي يف‬
‫أوســاط النســاء‪.‬‬
‫▫توثيــق ونشــر االجتهــاد القضائــي يف مجــال حمايــة حقــوق املــرأة كمصــدر مــن مصــادر‬
‫التشريع‪.‬‬
‫▫نشــر املمارســات الفضلــى املتعلقــة بتطبيــق مدونــة األســرة علــى مســتوى عمــل كتابــة‬
‫الضبــط ومراكــز االســتقبال‪.‬‬
‫▫توســيع شــبكة الفضــاءات متعــددة االختصاصــات والوظائف املوجهة للنســاء وتعزيزها‬
‫وتقويتها‪.‬‬
‫▫محاربــة الصــور النمطيــة والتمييزيــة ضــد النســاء يف وســائل اإلعــام ويف البرامــج‬
‫واملقــررات املدرســية‪.‬‬
‫▫مواصلــة برامــج التدريــب وتطويــر القــدرات يف مجــال التكويــن والتكويــن املســتمر علــى‬
‫حقــوق النســاء لفائــدة القضــاة ومســاعدي العدالة‪.‬‬

‫‪261‬‬
‫أربعة عشر‪ -‬االعتذار الرسمي‬
‫أوصــت الهيئــة يف ختــام تقريرهــا ب‪« :‬أن يقــوم الوزيــر األول‪ ،‬بعــد تقــدمي تقريرهــا اخلتامــي‪،‬‬
‫بــاإلدالء بتصريــح أمــام البرملــان‪ ،‬يتضمــن اعتــذارا رســميا باســم احلكومــة عــن مســؤولية‬
‫الدولــة عمــا تبــث مــن انتهــاكات جســيمة حلقــوق اإلنســان يف املاضــي»‪.‬‬
‫ولعــل اخلطــاب امللكــي املوجــه إلــى األمــة بتاريــخ ‪ 06‬ينايــر ‪ 2006‬مبناســبة انتهــاء مهمــة‬
‫الهيئــة وتقــدمي الدراســة حــول التنميــة البشــرية باملغــرب يعــد إقــرارا مــن رئيــس الــدول جتــاه‬
‫الضحايــا وذويهــم إذ جــاء فيــه «وإذ نشــيد باجلهــود املخلصــة لهيــأة اإلنصــاف واملصاحلــة‪،‬‬
‫رئاســة وأعضــاء‪ ،‬فإننــا نكلــف املجلــس االستشــاري حلقــوق اإلنســان بتفعيــل توصياتهــا‪.‬‬
‫كمــا ندعــو كافــة الســلطات العموميــة‪ ،‬إلــى مواصلــة التعــاون املثمــر مــع املجلــس‪ ،‬لتجســيد‬
‫حرصنــا الراســخ علــى تعزيــز احلقيقــة واإلنصــاف واملصاحلــة‪ .‬وإنــي لواثق أن هــذه املصاحلة‬
‫الصادقــة التــي أجنزناهــا‪ ،‬ال تعنــي نســيان املاضــي‪ ،‬فالتاريــخ ال ينســى‪ .‬وإمنــا تعتبــر مبثابــة‬
‫اســتجابة لقولــه تعالــى‪« :‬فاصفــح الصفــح اجلميــل»‪ .‬وإنــه لصفــح جماعــي‪ ،‬مــن شــأنه أن‬
‫يشــكل دعامــة لإلصــاح املؤسســي‪ .‬إصــاح عميــق يجعــل بالدنــا تتحــرر مــن شــوائب ماضــي‬
‫احلقــوق السياســية واملدنية»‪.‬‬
‫كمــا أن االســتقبال امللكــي ملكونــات الهيئــة وبعــض الضحايــا وذويهــم مثــل حدثــا بليغــا بالنســبة‬
‫لآلثــار اإلنســانية والنفســية واملؤسســاتية املرجــوة مــن وراء توصيــة الهيئــة‪.‬‬
‫وهكــذا وأمــام العنايــة امللكيــة الســامية ويف ظــل األجــواء اإليجابيــة التــي خلفهــا االســتقبال‬
‫امللكــي مت جتــاوز مطلــب االعتــذار الرســمي والعلنــي مــن الوزيــر األول‪ ،‬الســيما وأن احلكومــة‬
‫وباقــي الفاعلــن املعنيــن حرصــوا علــى االنخــراط الكامــل يف تنفيــذ توصيــات الهيئــة املتعلقــة‬
‫بالكشــف عــن احلقيقــة وجبــر األضــرار واقتــراح الضمانــات ذات الصلــة‪ ،‬مــرورا بتضمينهــا‬
‫حلقــوق اإلنســان يف البرامــج احلكوميــة‪ ،‬وصــوال إلــى اعتمــاد خطــة العمــل الوطنيــة يف مجــال‬
‫الدميقراطيــة وحقــوق اإلنســان‪.‬‬
‫خمسة عشر‪ -‬قضايا محتجزي تاكونيت‬
‫بالرغــم مــن أن الهيئــة اعتبــرت أنهــا غيــر مختصــة بالبــت يف الطلبــات املقدمــة مــن قبــل‬
‫احملتجزيــن مبركــز تاكونيــت بالنظــر لكــون هــذا االحتجــاز بالنســبة ملعظــم احلــاالت لــم يتــم‬
‫بســبب أنشــطة سياســية أو نقابيــة أو جمعويــة‪ ،‬إال أنــه بالنظــر خلطــورة االنتهــاكات التــي‬
‫تعــرض لهــا احملتجــزون‪ ،‬واعتبــارا ملــا عانــوه مــن حرمــان مــن حقوقهــم وملــا حتملــوه مــن جــراء‬
‫ظــروف االحتجــاز‪ ،‬أوصــت الهيئــة باتخــاذ جميــع اإلجــراءات الالزمــة جلبــر كافــة أضــرار‬
‫احملتجزيــن‪.‬‬
‫وتنفيــذا لتلــك التوصيــة قامــت جلنــة تفعيــل التوصيــات باملجلــس الوطنــي حلقــوق اإلنســان‬
‫بإعــداد مقــررات حتكيميــة قضــت بالتعويــض لفائــدة ‪ 104‬مــن الضحايــا وذوي حقوقهــم‪،‬‬
‫والتــي عملــت احلكومــة علــى توفيــر االعتمــادات املاليــة الالزمــة لتنفيذهــا‪.‬‬

‫‪262‬‬
‫ستة عشر‪ -‬قضايا محتجزي البوليساريو‬
‫بالرغــم مــن أن الهيئــة صرحــت بعــدم اختصاصهــا للبــت يف الطلبــات املوجهــة إليهــا مــن‬
‫احملتجزيــن الســابقني لــدى البوليســاريو بالنظــر النعــدام مســؤولية أجهــزة الدولــة املغربيــة‬
‫عــن االنتهــاكات التــي تعرضــوا لهــا‪ ،‬إال أنهــا‪ ،‬واعتبــارا ملــا عانــاه هــؤالء احملتجــزون مــن بالــغ‬
‫األضــرار‪ ،‬وتعزيــزا لــروح املواطنــة والتضامــن االجتماعــي‪ ،‬أوصــت باتخــاذ جميــع اإلجــراءات‬
‫الالزمــة جلبــر كافــة أضــرار احملتجزيــن املذكوريــن وذوي حقوقهــم‪.‬‬
‫تنفيــذا لهــذه التوصيــة ومببــادرة مــن ديــوان املظالــم ســابقا (مؤسســة الوســيط حاليــا)‬
‫واملجلــس االستشــاري حلقــوق اإلنســان ســابقا (املجلــس الوطنــي حلقــوق اإلنســان حاليــا)‬
‫مت االتفــاق مــع احلكومــة علــى القيــام بتســوية وديــة تــؤدي إلــى تعويــض الضحايــا املدنيــن‪.‬‬
‫ويف هــذا الصــدد‪ ،‬أصــدرت جلنــة تفعيــل التوصيــات باملجلــس الوطنــي حلقــوق اإلنســان‬
‫مقــررات حتكيميــة قضــت بالتعويــض لفائــدة الضحايــا وذوي حقوقهــم الذيــن يقــارب عددهــم‬
‫‪ 260‬حالــة تقدمــوا بطلبــات إلــى الهيئــة خــال فتــرة واليتهــا‪ ،‬والذيــن عملــت احلكومــة علــى‬
‫توفيــر االعتمــادات املاليــة الالزمــة لتنفيــذ املقــررات القاضيــة بتعويضهــم مببلــغ مالــي يقــدر‬
‫ب ‪ 115‬مليــون درهــم‪.‬‬
‫وجديــر بالذكــر أنــه مــن املنتظــر أن يصــدر املجلــس الوطنــي حلقــوق اإلنســان باعتبــاره اجلهــة‬
‫املكلفــة مبتابعــة تفعيــل توصيــات هيئــة اإلنصــاف واملصاحلــة تقريــرا مفصــا يف هذا الشــأن‪.‬‬

‫مت واحلمد هلل‬

‫‪263‬‬

You might also like