You are on page 1of 6

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫سورة النساء ( امسها‪ ،‬عدد آياهتا‪ ،‬مكان نزوهلا‪ ،‬أسباب نزوهلا‪ ،‬فضلها‪ ،‬موضوعاهتا وحماورها)‬

‫الدرس العاشر‪:‬‬

‫ﭽ ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ‬

‫ﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛ ﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢ‬

‫ﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭ ﯮﯯ ﭑﭒﭓﭔﭕ‬

‫ﭖﭗﭘ ﭙﭚﭛ ﭜﭝﭞﭟﭠ ﭡﭢﭣ ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪ‬

‫ﭫﭬﭭ ﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴ ﭵﭶﭷﭸ ﭹﭺﭻ‬

‫ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊ‬

‫ﭼ‬ ‫ﮋﮌ ﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕ‬

‫أهداف الدرس ‪:‬‬

‫‪ _1‬معرفة معاني المفردات‪.‬‬

‫‪ _2‬القدرة على االستدالل باآليات على األحكام‪.‬‬

‫‪ _3‬القدرة على استنباط األحكام من اآليات‪.‬‬

‫‪ _4‬اإللمام بالمعنى اإلجمالي لآليات‪.‬‬

‫‪ _5‬استنباط الفوائد والعبر من اآليات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫قال الشوكاين رمحه اهلل ‪:‬‬

‫ﮢﮣﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ‬ ‫ﭽ‬ ‫قال تعاىل ‪:‬‬

‫ﭼ‬ ‫ﮱﯓﯔﯕﯖ ﯗﯘﯙﯚﯛ‬


‫(وما أَرسلْنا ِمن رسول) ِمن َزائِ َدةٌ لِلتَّوكِ ِ‬
‫يد‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ ْ َُ‬
‫يما أ ََم َر بِ ِه َونَ َهى َع ْنهُ‬ ‫(إَِّال لِي َ ِ‬
‫طاع) ف َ‬ ‫ُ‬
‫يل‪ :‬بِتَ ْوفِ ِيق ِه‪،‬‬ ‫ِِ ِ َّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫(بإ ْذن الله) بعلْمه‪َ ،‬وق َ‬
‫ك والتحاكم إلى غيرك‬ ‫س ُه ْم) بِتَ ْر ِك طَ َ‬
‫اعتِ َ‬ ‫ِ‬
‫( َولَ ْو أَنَّ ُه ْم إ ْذ ظَلَ ُموا أَنْ ُف َ‬
‫ين َع ْن ِجنَايَاتِ ِه ْم َوُم َخالََفتِ ِه ْم‬ ‫ك‪ ،‬مت نَ ِّ ِ‬ ‫ِ‬
‫صل َ‬ ‫ين إِلَْي َ ُ َ‬ ‫(جا ُؤ َك) ُمتَ َو ِّسل َ‬
‫ت لَ ُه ْم‪،‬‬
‫استَ ْغ َف ْر َ‬ ‫ك حتَّى قُم َ ِ‬
‫ت َشف ًيعا لَ ُه ْم فَ ْ‬ ‫ض َّرعُوا إِلَْي َ َ ْ‬ ‫استَ ْغ َف ُروا اللَّهَ لِ ُذنُوبِ ِه ْم) تَ َ‬
‫(فَ ْ‬
‫َْ ِ‬
‫ْن الرسول صلّى اهلل عليه َو َسلَّ َم‬ ‫يم لِ َ‬
‫ص ِد التَّ ْف ِخ ِ‬ ‫ول) َعلَى طَ ِري َق ِة ِااللْتَِف ِ ِ‬
‫ات‪ ،‬ل َق ْ‬ ‫الر ُس ُ‬ ‫استَ ْغ َف َر لَ ُه ُم َّ‬
‫ال‪َ ( :‬و ْ‬ ‫َوإِنَّ َما قَ َ‬
‫الر ْح َم ِة لَ ُه ْم‪.‬‬
‫َي‪َ :‬كثِ َير الت َّْوبَِة َعلَْي ِه ْم‪َ ،‬و َّ‬ ‫ِ‬
‫(لََو َج ُدوا اللَّهَ تَ َّواباً َرحيماً) أ ْ‬
‫قال السعدي‪:‬‬
‫﴿فَ ْاستَ غْ َف ُروا اللَّهَ َو ْاستَ غْ َف َر ل َُه ُم َّالر ُس ُول ل ََو َج ُدوا اللَّهَ تَ َّوابًا َرِح ًيما﴾ أي‪ :‬لتاب عليهم بمغفرته ظل َْمهم‪ ،‬ورحمهم بقبول التوبة والتوفيق لها‬
‫والثواب عليها‪ ،‬وهذا المجيء إلى الرسول ﷺ مختص بحياته؛ ألن السياق يدل على ذلك لكون االستغفار‬
‫من الرسول ال يكون إال في حياته‪ ،‬وأما بعد موته فإنه ال يطلب منه شيء بل ذلك شرك‪.‬‬
‫ﯜ ﯝ ﯞﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﯪ ﯫ‬ ‫ﭽ‬

‫ﭼ‬ ‫ﯬﯭﯮﯯ‬
‫ك‪.‬‬‫ك َوَما أُنْ ِز َل ِم ْن قَ ْبلِ َ‬
‫آمنُوا بِ َما أُنْ ِز َل إِلَْي َ‬
‫س ْاأل َْم ُر َك َما يَ ْزعُ ُمو َن أَنَّ ُه ْم َ‬ ‫ك)‪ :‬لَْي َ‬ ‫قَ ْولُهُ‪( :‬فَال َوَربِّ َ‬
‫ك َال يُ ْؤِمنُو َن)‬ ‫س َم بَِق ْولِ ِه‪َ ( :‬وَربِّ َ‬
‫ف الْ َق َ‬‫استَ ْنَ َ‬
‫ثُ َّم ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وك) أي‪ :‬يجعلوك َح َك ًما بَ ْي نَ ُه ْم في َجمي ِع أ ُُموِره ْم‪َ ،‬ال يُ َح ِّك ُمو َن أ َ‬
‫َح ًدا غَْي َر َك‪.‬‬ ‫( َحتَّى يُ َح ِّك ُم َ‬
‫ط‪.‬‬
‫ف بَ ْي نَ ُه ْم َوا ْختَ لَ َ‬ ‫َي‪ :‬ا ْختَ لَ َ‬ ‫(فِيما َش َج َر بَ ْي نَ ُه ْم) أ ِ‬
‫َي‪َ :‬ال‬ ‫ج ‪ِْ :‬‬
‫اإلثْ ُم‪ ،‬أ ْ‬ ‫ْح َر ُ‬
‫يل‪ :‬ال َ‬
‫لَ ُّ ِ‬
‫ك‪َ ،‬وق َ‬ ‫يل‪ :‬ا َّ‬ ‫ت) الْحرج‪ :‬الض ُ ِ‬
‫ِّيق‪َ :‬وق َ‬ ‫ض ْي َ َ َ ُ‬ ‫(ثُ َّم َال يَ ِج ُدوا فِي أَنْ ُف ِس ِه ْم َح َرجاً ِم َّما قَ َ‬
‫ت‪.‬‬ ‫يَ ِج ُدو َن فِي أَنْ ُف ِس ِه ْم إِثْ ًما بِِإنْ َكا ِرِه ْم َما قَ َ‬
‫ض ْي َ‬
‫ادا َال ي َخالُِفونَه فِي َشيء‪ .‬ويسلَّمو َن لِح ْك ِم َ ِ‬ ‫ضائِ َ ِ‬ ‫ادوا ِأل َْم ِر َك َوقَ َ‬ ‫ِ‬
‫يما َال‬
‫ك تَ ْسل ً‬ ‫ُ‬ ‫ْ َُ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ك انْقيَ ً ُ‬ ‫َي‪ :‬يَ ْن َق ُ‬‫سلِّ ُموا تَ ْسليماً) أ ْ‬ ‫( َويُ َ‬
‫يُ ْد ِخلُو َن َعلَى أَنْ ُف ِس ِه ْم َش ًّكا َوَال ُش ْب َهةً فِ ِيه‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ِ‬ ‫َن َه َذا َش ِام ٌل لِ ُك ِّل فَ ْرد من ُك ِّل ُح ْكم‪َ ،‬ك َما يُ َؤيِّ ُد َذلِ َ‬
‫ك قَ ْولُهُ‪َ ( :‬وما أ َْر َسلْنا م ْن َر ُسول إَِّال لِيُ َ‬
‫طاع بِِإ ْذ ِن‬ ‫والظَّ ِ‬
‫اه ُر‪ :‬أ َّ‬ ‫َ‬
‫اللَّ ِه) فال يختص بالمقصودين بقوله‪( :‬ي ِري ُدو َن أَ ْن ي تَحا َكموا إِلَى الطَّاغُ ِ‬
‫وت)‪.‬‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬
‫السن َِّة‪.‬‬
‫اب َو ُّ‬ ‫وهذا في حياته صلّى اهلل عليه وسلم‪َ ،‬وأ ََّما بَ ْع َد َم ْوتِِه‪ :‬فَ تَ ْح ِكيم الْكِتَ ِ‬
‫ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫يد‪ :‬ما تَ ْق َ ِ‬ ‫يد َّ ِ ِ‬ ‫وفِي َه َذا _ أي اآلية_ الْو ِع ِ‬
‫ْس َم ُس ْب َحانَهُ‬ ‫ف لَهُ ْاألَفْئ َدةُ‪ .‬فَإنَّهُ أ ََّوًال أَق َ‬ ‫ود‪َ ،‬وتَ ْر ُج ُ‬ ‫ْجلُ ُ‬‫َع ُّر لَهُ ال ُ‬ ‫الَد َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صالِ ِحي‬ ‫اإليما َن الَّ ِذي ُهو رأْس َم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بِنَ ْف ِس ِه‪ ،‬م َؤِّك ًدا لِه َذا الْ َق ِ ِ‬
‫ال َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫س ِم ب َح ْرف النَّ ْف ِي بَْنَّ ُه ْم َال يُ ْؤمنُو َن‪ ،‬فَ نَ َفى َع ْن ُه ُم ِْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ف ُس ْب َحانَهُ بِ َذلِ َ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه وسلَّم‪ ،‬ثُ َّم لَم ي ْكتَ ِ‬ ‫اد اللَّ ِه‪ ،‬حتَّى تَحصل لَهم غَايةٌ‪ِ ،‬هي‪ :‬تَح ِكيم رس ِ ِ‬ ‫ِعب ِ‬
‫ك‬ ‫َْ‬ ‫ََ َ‬ ‫ول اللَّه َ‬ ‫َ ْ ُ َ ُْ َ َ ْ ُ َُ‬ ‫َ‬
‫ود َح َرج‪،‬‬ ‫آخر‪ُ ،‬هو َع َدم وج ِ‬
‫يم أ َْم ًرا َ َ َ ُ ُ ُ‬ ‫َّح ِك ِ‬
‫ض َّم إِلَى الت ْ‬ ‫ت ) فَ َ‬ ‫ض ْي َ‬ ‫ال‪( :‬ثُ َّم َال يَ ِج ُدوا فِي أَنْ ُف ِس ِه ْم َح َرجاً ِم َّما قَ َ‬ ‫َحتَّى قَ َ‬
‫ب َع ْن ِر ً‬ ‫ص ِم ِ‬
‫يم الْ َق ْل ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم و ِْ ِ ِ‬ ‫أَي حرج‪ ،‬فِي ص ُدوِرِهم‪ ،‬فَ َال ي ُكو ُن مج َّر ُد الت ِ‬
‫ضا‪،‬‬ ‫اإل ْذ َعان َكافيًا َحتَّى يَ ُكو َن م ْن َ‬ ‫َّحك ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ََ‬
‫َي‪ :‬يُ ْذ ِعنُوا‬ ‫سلِّ ُموا) أ ْ‬
‫ف بِه َذا ُكلِّ ِه‪ ،‬بل َ ِ ِ‬
‫ض َّم إلَْيه قَ ْولَهُ‪َ ( :‬ويُ َ‬ ‫َْ‬ ‫يب نَ ْفس‪ ،‬ثُ َّم لَ ْم يَ ْكتَ ِ َ‬ ‫َواط ِْم ْئ نَان‪َ ،‬وانْثِ َال ِج قَ لْب‪َ ،‬و ِط ِ‬
‫يما ُن‬
‫اإل َ‬ ‫ت ِْ‬ ‫ال‪( :‬تَ ْسلِيماً ) فَ َال يَثْبُ ُ‬ ‫ض َّم إِلَْي ِه ال َْم ْ‬
‫ص َد َر ال ُْم َؤِّك َد فَ َق َ‬ ‫ك‪ ،‬بَ ْل َ‬ ‫ف بِ َذلِ َ‬‫اطنًا‪ ،‬ثُ َّم لَم ي ْكتَ ِ‬
‫َْ‬
‫اهرا وب ِ‬ ‫وي ْن َق ُ ِ‬
‫ادوا ظَ ً َ َ‬ ‫ََ‬
‫سلِّ ُم لِ ُح ْك ِم اللَّ ِه َو َش ْر ِع ِه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ص ْد ِره ب َما قُض َي َعلَْيه‪َ ،‬ويُ َ‬ ‫ج في َ‬
‫لِعبد حتَّى ي َقع ِم ْنهُ َه َذا التَّح ِكيم‪ ،‬وَال ي ِج َد الْحر ِ‬
‫ََ َ‬ ‫ْ ُ َ َ‬ ‫َْ َ َ َ‬
‫َوبُهُ ُم َخالََفةٌ‪.‬‬ ‫يما َال يُ َخالِطُهُ َردٌّ َوَال تَ ُ‬ ‫ِ‬
‫تَ ْسل ً‬
‫ويقول السعدي‪:‬‬
‫فمن استكمل هذه‬
‫فالتحكيم في مقام اإلسالم‪ ،‬وانتفاء الحرج في مقام اإليمان‪ ،‬والتسليم في مقام اإلحسان‪َ .‬‬
‫فمن ترك هذا التحكيم المذكور غير ملتزم له فهو كافر‪،‬‬
‫المراتب وكملها‪ ،‬فقد استكمل مراتب الدين كلها‪َ .‬‬
‫ومن تركه‪ ،‬مع التزامه فله حكم أمثاله من العاصين‪.‬‬
‫َ‬
‫روايات في سبب نزول اآلية‪:‬‬
‫صا ِر‬ ‫ِ‬ ‫السنَ ِن‪َ ،‬وغَْي ُرُه ْم َع ْن َع ْب ِد اللَّ ِه بْ ِن ُّ‬
‫الزبَ ْي ِر‪ :‬أ َّ‬ ‫ي‪َ ،‬وُم ْسلِ ٌم‪َ ،‬وأ َْه ُل ُّ‬ ‫ج الْبُ َخا ِر ُّ‬
‫اص َم َر ُج ًال م َن ْاألَنْ َ‬ ‫الزبَ ْي َر َخ َ‬‫َن ُّ‬ ‫َوأَ ْخ َر َ‬
‫ْح َّرةِ‪َ ،‬وَكانَا‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫قَ ْد َش ِه َد ب ْدرا مع النبي صلّى اهلل عليه وسلَّم‪ ،‬إِلَى رس ِ ِ‬
‫صلَّى اللَّهُ َعلَْيه َو َسلَّ َم في ش َراج م َن ال َ‬ ‫ول اللَّه َ‬ ‫َُ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ ً‬
‫صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه‬ ‫ال رس ُ ِ‬
‫ول اللَّه َ‬
‫ِ‬
‫اء يَ ُم ُّر‪ ،‬فََْبَى َعلَْيه‪ ،‬فَ َق َ َ ُ‬ ‫ي َس ِّر ِح ال َْم َ‬ ‫صا ِر ُّ‬ ‫ان بِ ِه كِ َال ُه َما النَّ ْخ َل‪ .‬فَ َق َ‬
‫ال ْاألَنْ َ‬
‫يس ِقي ِ‬
‫َْ َ‬
‫صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‬ ‫ال‪ :‬يا رس َ ِ‬
‫ول اللَّه َ‬ ‫ي َوقَ َ َ َ ُ‬ ‫صا ِر ُّ‬
‫ب ْاألَنْ َ‬
‫ِ‬
‫اء إِلَى َجا ِر َك‪ ،‬فَ غَض َ‬
‫ِ‬
‫اس ِق يَا ُزبَ ْي ُر‪ ،‬ثُ َّم أ َْرس ِل ال َْم َ‬ ‫َو َسلَّ َم‪ْ :‬‬
‫اء َحتَّى‬ ‫س ال َْم َ‬ ‫احبِ ِ‬‫اس ِق يَا ُزبَ ْي ُر ثُ َّم ْ‬ ‫ال‪ْ :‬‬ ‫صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم ثُ َّم قَ َ‬ ‫ك؟ فَ تَ لَ َّو َن وجهُ رس ِ ِ‬
‫ول اللَّه َ‬ ‫َْ َُ‬ ‫أَ ْن َكا َن ابْ َن َع َّمتِ َ‬
‫ول اللَّ ِه صلّى اهلل عليه َو َسلَّ َم لِ ُّ‬
‫لزبَ ْي ِر َح َّقهُ َوَكا َن‬ ‫استَ ْو َعى َر ُس ُ‬ ‫اء إِلَى َجا ِر َك‪َ ،‬و ْ‬
‫ِ‬
‫ْج ْد ِر‪ ،‬ثُ َّم أ َْرس ِل ال َْم َ‬
‫ِ‬
‫يَ ْرج َع إِلَى ال َ‬
‫ِ‬ ‫الزب ي ِر بِرأْي أَر َ ِ ِ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم قَ ْب َل ذَلِ َ‬ ‫رس ُ ِ‬
‫ َ‬
‫َح َف َ‬‫ي‪ ،‬فَ لَ َّما أ ْ‬ ‫صا ِر ِّ‬ ‫اد فيه َس َعةً لَهُ َول َْْنْ َ‬ ‫ار َعلَى ُّ َ ْ َ َ‬ ‫ك أَ َش َ‬ ‫ول اللَّه َ‬ ‫َُ‬
‫ب َه ِذهِ ْاآليَةَ‬ ‫سُ‬ ‫َح َ‬ ‫الزبَ ْي ُر‪َ :‬ما أ ْ‬
‫ال ُّ‬ ‫ْح ْك ِم‪ ،‬فَ َق َ‬ ‫يح ال ُ‬
‫ِ‬
‫لزبَ ْي ِر َح َّقهُ في َ‬
‫ص ِر ِ‬ ‫استَ ْو َعى لِ ُّ‬‫رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلم‪ْ ،‬‬
‫وك فِيما َش َج َر بَ ْي نَ ُه ْم)‪.‬‬ ‫ك َال يُ ْؤِمنُو َن َحتَّى يُ َح ِّك ُم َ‬ ‫ك‪( :‬فَال َوَربِّ َ‬ ‫ت إَِّال فِي ذَلِ َ‬ ‫نَ َزلَ ْ‬

‫‪3‬‬
‫ص َم إِلَى‬ ‫َن سبب نُز ِ ِ‬ ‫وأَ ْخرج ابن أَبِي حاتم‪ ،‬وابن مر َدوي ِه ِمن طَ ِر ِيق اب ِن لَ ِهيعةَ َع ِن ْاأل ِ‬
‫ول ْاآليَة‪ :‬أَنَّهُ ا ْختَ َ‬ ‫َس َود‪ :‬أ َّ َ َ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َْ ْ‬ ‫َ َ َ ُْ‬
‫ض ُّي َعلَْي ِه‪ُ :‬ر َّدنَا إِلَى عُ َم َر‪ ،‬فَ َرد ُ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم َر ُج َال ِن فَ َق َ‬
‫ال الْم ْق ِ‬ ‫رس ِ ِ‬
‫َّه َما‪ ،‬فَ َقتَ َل‬ ‫ضى بَ ْي نَ ُه َما‪ ،‬فَ َق َ َ‬ ‫ول اللَّه َ‬ ‫َُ‬
‫صلَّى اهلل عليه وسلّم دم المقتول‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫عُ َم ُر الَّ ِذي قَ َ‬
‫ال ُر َّدنَا‪َ ،‬ونَ َزلَت ْاآليَةُ‪ ،‬فَْ َْه َد َر النَّبِ ُّي َ‬
‫َن الَّ ِذي قَ تَ لَهُ عُ َم ُر َكا َن ُمنَافِ ًقا‪َ ،‬و ُه َما‬
‫ول َع ْن َم ْك ُحول فَ َذ َك َر نَ ْح َوهُ‪َ ،‬وبَيَّ َن أ َّ‬ ‫ُص ِ‬ ‫ِ‬ ‫وأخرجه التِّرِم ِذ ُّ ِ‬
‫ي في نَ َواد ِر ْاأل ُ‬ ‫ْ‬
‫صةُ غَ ِريبَةٌ‪َ ،‬وابْ ُن لَ ِه َيعةَ فيه ضعف‪.‬‬ ‫ُم ْر َس َال ِن‪َ ،‬وال ِْق َّ‬

‫ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥ‬ ‫ﭽ‬

‫ﭼ‬ ‫ﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭ‬
‫َن ( َكتَْبنا) فِي َم ْعنَى‪ :‬أ ََم ْرنَا‪.‬‬ ‫ص َد ِريَّةٌ‪ ،‬أ َْو تَ ْف ِسي ِريَّةٌ‪َ ،‬أل َّ‬
‫ف ْامتِنَاع‪َ ،‬و(أَ ْن)‪َ :‬م ْ‬ ‫(لَ ْو)‪َ :‬ح ْر ُ‬
‫ودين ِمن الْي ه ِ‬
‫ود َما فَ َعلَهُ إَِّال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْخر ِ‬
‫وج م َن الدِّيَا ِر َعلَى َه ُؤَالء ال َْم ْو ُج َ َ َ ُ‬ ‫ب الْ َق ْت َل َوال ُ ُ َ‬ ‫َن اللَّهَ ُس ْب َحانَهُ لَ ْو َكتَ َ‬ ‫َوال َْم ْعنَى‪ :‬أ َّ‬
‫يل ِم ْن ُه ْم‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ين َما فَ َعلَهُ إ َّال الْ َقل ُ‬
‫ِِ‬
‫ك َعلَى الْ ُم ْسلم َ‬ ‫ب َذلِ َ‬ ‫الْ َقلِ ِ‬
‫يل م ْن ُه ْم‪ ،‬أ َْو‪ :‬لَ ْو َكتَ َ‬ ‫ُ‬
‫اهد فِي قَ ولِ ِه‪( :‬ولَو أَنَّا َكتَْبنا َعلَْي ِهم أ ِ‬
‫َن اقْتُ لُوا‬ ‫أَ ْخرج َعب ُد بن حميد‪ ،‬وابن ج ِرير‪ ،‬وابن أَبِي حاتِم َعن مج ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ْ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ ْ ُ ُ َْ َ ْ ُ َ َ ْ ُ‬
‫ضا‪.‬‬ ‫وسى أَ ْن يَ ْقتُ َل بَ ْع ُ‬
‫ض ُه ْم بَ ْع ً‬ ‫اب ُم َ‬ ‫َص َح َ‬ ‫ود‪َ ،‬ك َما أ ََم َر أ ْ‬ ‫س ُك ْم) ُه ْم يَ ُه ُ‬ ‫أَنْ ُف َ‬
‫وج ال َْم ْدلُوِل‬
‫ْخ ُر ِ‬ ‫وب الَّ ِذي َد َّل َعلَْي ِه ( َكتَْب نَا) أ َْو إِلَى الْ َق ْت ِل َوال ُ‬ ‫اج ٌع إِلَى ال َْم ْكتُ ِ‬ ‫َّمير فِي قَ ولِ ِه‪( :‬فَ علُوهُ) ر ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َوالض ُ‬
‫َعلَْي ِه َما بِال ِْف ْعلَْي ِن‪.‬‬
‫ِ ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ور‪ :‬بِ َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫يسى بْ ُن عُ َم َر‪:‬‬ ‫الرفْ ِع َعلَى الْبَ َدل‪َ .‬وقَ َرأَ َع ْب ُد الله بْ ُن َعامر‪َ ،‬وع َ‬ ‫ْج ْم ُه ُ‬
‫يل) قَ َرأَهُ ال ُ‬ ‫قَ ْولُهُ‪( :‬إ َّال قَل ٌ‬
‫ب َعلَى ِاال ْستِثْ نَ ِاء‪.‬‬ ‫ِ‬
‫إَِّال قَل ًيال‪ :‬بِالن ْ‬
‫َّص ِ‬
‫صلَّى اهلل عليه َو َسلَّ َم (لَكا َن)‬ ‫اد لِرس ِ ِ‬
‫ول اللَّه َ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫الَ ْر ِع َواالنْقيَ َ ُ‬ ‫وعظُو َن بِ ِه) ِم ِن اتِّ بَ ِاع َّ‬ ‫قَ ْولُهُ‪َ ( :‬ولَ ْو أَنَّ ُه ْم فَ َعلُوا َما يُ َ‬
‫الدنْ يَا َو ْاآل ِخ َرةِ‪.‬‬ ‫ك ( َخ ْيراً لَ ُه ْم ) فِي ُّ‬ ‫ذَلِ َ‬
‫ِ ِ‬
‫ْح ِّق فَ َال يضطربون في أمر دينهم‪.‬‬ ‫( َوأَ َش َّد تَثْبِيتاً) ألَقْ َدام ِه ْم َعلَى ال َ‬
‫ﭽ ﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴ‬ ‫ﭼ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َجراً َع ِظيماً ) (ولَ َه َديْ ُ ِ‬ ‫ْت فِعلِ ِهم لِما يوعظُو َن بِ ِه ( َآلتَ ي ِ‬
‫ج‬
‫ناه ْم صراطاً ُم ْستَقيماً) َال ع َو َ‬ ‫َ‬ ‫ناه ْم م ْن لَ ُدنَّا أ ْ‬
‫ْ ُ‬ ‫َي‪َ :‬وق َ ْ ْ َ ُ َ‬ ‫( َوإِذاً) أ ْ‬
‫ْخي ِر الَّ ِذي ي نَالُه م ِن امتثَل ما أ ُِمر بِ ِه‪ ،‬وانْ َق َ ِ‬ ‫فِ ِيه‪ ،‬لِي ِ‬
‫اد ل َم ْن يَ ْدعُوهُ إِلَى ال َ‬
‫ْحقِّ‪.‬‬ ‫َ ُ َ َْ َ َ َ َ‬ ‫صلُوا إِلَى ال َ ْ‬ ‫َ‬

‫‪4‬‬
‫ﭼ‬ ‫ﭵﭶﭷﭸ‬ ‫ﭽ‬

‫يقول السعدي‪:‬‬
‫ثم رتب ما يحصل لهم على فعل ما يوعظون به‪ ،‬وهو أربعة أمور‪:‬‬
‫(أحدها) الخيرية في قوله ‪﴿:‬لَ َكا َن َخيْ ًرا ل َُه ْم﴾ أي‪ :‬لكانوا من األخيار المتصفين بْوصافهم من أفعال الخير التي‬
‫أمروا بها‪ ،‬أي‪ :‬وانتفى عنهم بذلك صفة األشرار‪.‬‬
‫(الثاني) حصول التثبيت والثبات وزيادته‪ ،‬فإن اهلل يثبت الذين آمنوا بسبب ما قاموا به من اإليمان‪ ،‬الذي هو‬
‫القيام بما وعظوا به‪ ،‬فيثبتهم في الحياة الدنيا عند ورود الفتن في األوامر والنواهي والمصائب‪ ،‬فيحصل لهم‬
‫ثبات يوفقون لفعل األوامر وترك الزواجر التي تقتضي النفس فعلها‪ ،‬وعند حلول المصائب التي يكرهها العبد‪.‬‬
‫فيوفق للتثبيت بالتوفيق للصبر أو للرضا أو للَكر‪ .‬فينزل عليه معونة من اهلل للقيام بذلك‪ ،‬ويحصل له الثبات‬
‫على الدين‪ ،‬عند الموت وفي القبر‪.‬‬
‫﴿وإِذًا َآلتَيْ نَ ُاه ْم ِم ْن لَ ُدنَّا أ َْج ًرا َع ِظ ًيما﴾ أي‪ :‬في العاجل واآلجل الذي يكون للروح والقلب والبُدن‪ ،‬ومن‬
‫(الثالث) قوله ‪َ :‬‬

‫النعيم المقيم مما ال عين رأت‪ ،‬وال أذن سمعت‪ ،‬وال خطر على قلب بَر‪.‬‬
‫(الرابع) الهداية إلى صراط مستقيم‪ .‬وهذا عموم بعد خصوص‪ ،‬لَرف الهداية إلى الصراط المستقيم‪ ،‬من‬
‫ي إلى‬ ‫ِ‬
‫كونها متضمنة للعلم بالحق‪ ،‬ومحبته وإيثاره والعمل به‪ ،‬وتوقف السعادة والفالح على ذلك‪ ،‬فمن ُهد َ‬
‫صراط مستقيم‪ ،‬فقد ُوفِّ َق لكل خير واندفع عنه كل شر وضير‪.‬‬

‫ﭹ ﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈ‬ ‫ﭽ‬

‫ﭼ‬ ‫ﮉ ﮊ ﮋﮌ‬
‫الر ُس ِ‬‫اع ِة اللَّ ِه َو َّ‬ ‫ض ِل طَ َ‬ ‫ف‪ ،‬لِب ي ِ‬ ‫قَ ْولُهُ‪َ ( :‬وَم ْن يُ ِط ِع اللَّهَ َو َّ‬
‫ول‪.‬‬ ‫ان فَ ْ‬ ‫ول ) َك َال ٌم ُم ْستَ ْنَ ٌ َ َ‬ ‫الر ُس َ‬
‫ين‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫ك ) إِلَى ال ُْمطيع َ‬ ‫ارةُ بَِق ْولِ ِه‪( :‬فَُْولئِ َ‬
‫اإل َش َ‬ ‫َو ِْ‬
‫ص ِ‬ ‫ول ال ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫َع َّد اللَّهُ لَ ُه ْم‪.‬‬
‫ول إِلَى َما أ َ‬ ‫ين أَنْ َع َم اللَّهُ َعلَْي ِه ْم) بِ ُد ُخ ِ َ‬
‫ْجنَّة‪َ ،‬وال ُْو ُ‬ ‫( َم َع الذ َ‬
‫ض َالءُ أَتْ بَ ِاع ْاألَنْبِيَ ِاء‪.‬‬ ‫يل‪ُ :‬ه ْم فُ َ‬ ‫الص ْد ِق‪َ ،‬كما تُِفي ُدهُ ِّ ِ‬
‫الصيغَةُ َوق َ‬ ‫َ‬ ‫ِّيق‪ :‬ال ُْمبَالِ ُغ فِي ِّ‬ ‫الصد ُ‬ ‫َو ِّ‬
‫ادةُ‪.‬‬ ‫ت لَ ُه ُم َّ‬
‫الَ َه َ‬ ‫الَ َه َد ِاء‪َ :‬م ْن ثَبَتَ ْ‬‫َو ُّ‬
‫الصالِ َح ِة‪.‬‬
‫ال َّ‬ ‫الصالِ ِحين‪ :‬أَ ْه ِل ْاألَ ْعم ِ‬
‫َ‬ ‫َو َّ َ‬
‫ص ْحبَتِ ِه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ب‪ ،‬والْمراد بِ ِه الْم ِ‬ ‫الرفْ ِق‪ ،‬و ُهو لِين ال ِ‬ ‫يق‪ :‬مْ ُ ِ‬
‫ك بِ ُ‬ ‫ب‪ِ ،‬ال ْرت َفاقِ َ‬ ‫صاح ُ‬ ‫ْجان ِ َ ُ َ ُ ُ َ‬ ‫ْخوذٌ م َن ِّ َ َ ُ َ‬ ‫الرف ُ َ‬
‫و َّ ِ‬
‫َ‬

‫‪5‬‬
‫روايات في سبب نزول اآلية‪:‬‬
‫َةَ‬ ‫سنَهُ‪َ ،‬ع ْن َعائِ َ‬ ‫ْجن َِّة‪َ ،‬و َح َّ‬ ‫ِِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ج الطَّبَ َران ُّي‪َ ،‬وابْ ُن َم ْر َد َويْه‪َ ،‬وأَبُو نُ َع ْيم في الْحلْيَة‪َ ،‬والضِّيَاءُ ال َْم ْقدس ُّي في ص َفة ال َ‬
‫ِ‬
‫أَ ْخ َر َ‬
‫ك‬‫ب إِلَ َّي ِم ْن نَ ْف ِسي‪َ ،‬وإِنَّ َ‬ ‫َح ُّ‬
‫ك َأل َ‬ ‫ول اللَّ ِه! إِنَّ َ‬
‫ال‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم فَ َق َ‬‫اء َر ُج ٌل إِلَى النَّبِ ِّي َ‬
‫ت‪َ :‬ج َ‬ ‫قَالَ ْ‬
‫ت َم ْوتِي‬‫ك‪َ ،‬وإِذَا ذَ َك ْر ُ‬‫َصبِ ُر َحتَّى آتِ َي فََْنْظَُر إِلَْي َ‬‫ت فََْذْ ُك ُر َك فَ َما أ ْ‬ ‫ب إِلَ َّي ِمن ولَ ِدي‪ ،‬وإِنِّي َألَ ُكو ُن فِي الْب ْي ِ‬ ‫َح ُّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َأل َ‬
‫ْجنَّةَ َخ َِ ُ‬
‫يت أَ ْن َال أَ َر َ‬
‫اك‪ ،‬فَ لَ ْم يَ ُر َّد‬ ‫ْت ال َ‬ ‫ين‪َ ،‬وإِنِّي إِذَا َد َخل ُ‬ ‫ِ‬
‫ت َم َع النَّبيِّ َ‬ ‫ْجنَّةَ ُرفِ ْع َ‬
‫ْت ال َ‬‫ك إِذَا َد َخل َ‬ ‫وموتك عرفت أَنَّ َ‬
‫ين أَنْ َع َم‬ ‫َّ ِ‬
‫ك َم َع الذ َ‬ ‫ول فَُْولئِ َ‬
‫الر ُس َ‬ ‫يل بِ َه ِذهِ ْاآليَِة ‪َ ( :‬وَم ْن يُ ِط ِع اللَّهَ َو َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫صلى اللهُ عليه َو َسل َم َحتَّى نَ َز َل ج ْب ِر ُ‬
‫َعلَْي ِه النَّبِ ُّي َ َّ َّ‬
‫اللَّهُ َعلَْي ِه ْم ) ْاآليَةَ‪.‬‬
‫ج الطَّبَ َرانِ ُّي َوابْ ُن َم ْر َد َويْ ِه َع ِن ابْ ِن َعبَّاس نحوه‪.‬‬ ‫َوأَ ْخ َر َ‬

‫ﭼ‬ ‫ﮍﮎﮏ ﮐﮑﮒﮓﮔﮕ‬ ‫ﭽ‬

‫قال البغوي‪:‬‬
‫َحبَّهُ‪َ ،‬وفِ ِيه بَيَا ٌن أَنَّ ُه ْم لَ ْن يَنَالُوا‬ ‫اع رس َ ِ‬ ‫﴿ذَلِ َك الَْف ْض ُل ِم َن اللَّ ِه َوَك َفى بِاللَّ ِه َعلِ ًيما﴾ أ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ول اللَّه َوأ َ‬ ‫يل‪ :‬بِ َم ْن أَطَ َ َ ُ‬ ‫َي‪ :‬بثَ َواب ْاآلخ َرة‪َ ،‬وق َ‬ ‫ْ‬
‫ض ِل اللَّ ِه َع َّز َو َج َّل‪.‬‬
‫وها بَِف ْ‬ ‫اعتِ ِه ْم‪َ ،‬وإِنَّ َما نَالُ َ‬
‫الد َر َجةَ بِطَ َ‬‫ْك َّ‬‫تِل َ‬
‫َح ٌد ِم ْن ُك ْم بِ َع َملِ ِه"‪ ،‬قَالُوا‪َ :‬وَال‬ ‫ول اللَّ ِه ﷺ‪" :‬قَا ِربُوا َو َسد ُ‬
‫ِّدوا َوا ْعلَ ُموا أَنَّهُ َال يَ ْن ُجو أ َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ال‪ :‬قَ َ‬ ‫َع ْن أَبِي ُه َريْ َرةَ قَ َ‬
‫ضل("‬ ‫"وَال أَنَا إَِّال أَ ْن يَتَ غَ َّم َدنِي اللَّهُ بَِر ْح َمة ِم ْنهُ َوفَ ْ‬
‫ال‪َ :‬‬ ‫ول اللَّ ِه؟ قَ َ‬‫ت يَا َر ُس َ‬ ‫أَنْ َ‬

‫قال السعدي‪:‬‬
‫﴿ذَلِ َك الَْف ْض ُل﴾ الذي نالوه ِ﴿م َن اللَّ ِه﴾ فهو الذي وفقهم لذلك‪ ،‬وأعانهم عليه‪ ،‬وأعطاهم من الثواب ما ال تبلغه‬
‫أعمالهم‪.‬‬
‫﴿وَك َفى بِاللَّ ِه َعلِ ًيما﴾ يعلم أحوال عباده ومن يستحق منهم الثواب الجزيل‪ ،‬بما قام به من األعمال الصالحة التي‬
‫َ‬

‫تواطْ عليها القلب والجوارح‪.‬‬

‫‪6‬‬

You might also like