You are on page 1of 142

‫ نموذج لتحسين خصائص البناء بالطين لمقاومة العوامل البيئية‬:‫أثر البيئة ودورها في مواد البناء التقليدية‬

The Impact of Environment and its Role in Traditional Building Materials: A Model for Enhancing
the Properties of Adobe Buildings to Resist Environmental Factors
‫مقدمة‪:‬‬

‫تع‪##‬د تقني‪##‬ات البن‪##‬اء ب‪##‬الطين من أق‪##‬دم األس‪##‬اليب المعماري‪##‬ة ال‪##‬تي عرفه‪##‬ا‬


‫اإلنس‪##‬ان‪ ،‬وق‪##‬د اس‪##‬تخدمت على م‪##‬ر العص‪##‬ور في بن‪##‬اء مجموع‪##‬ة متنوع‪##‬ة من‬
‫الهياكل‪ ،‬من البس‪##‬يطة إلى األثري‪##‬ة الك‪##‬برى ال‪##‬تي تجس‪##‬د ال‪##‬دين والس‪##‬لطة‪ .‬من‪##‬ذ‬
‫بدايات االستيطان البشري‪ ،‬كان الطين المجفف تحت أشعة الشمس يمثل م‪##‬ادة‬
‫بناء أساسية للمأوى‪ .‬االكتش‪##‬افات األثري‪##‬ة في من‪##‬اطق مث‪##‬ل الهالل الخص‪##‬يب‪،‬‬
‫إيران‪ ،‬وتركيا تشير إلى استخدام البناء ب‪##‬الطين من‪##‬ذ آالف الس‪##‬نين‪ .‬وق‪##‬د رأين‪##‬ا‬
‫هذه التقنية متجسدة في الهياكل القديمة كالقرى المصرية القديمة ومدن العصر‬
‫البرونزي مثل أور وبابل في العراق‪ ،‬وغيرها من المدن الشهيرة‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬لم يقتصر دور البناء بالطين على العصور القديمة‪ ،‬بل استمر‬
‫كمصدر إلهام للمعماريين عبر العصور‪ .‬في العصر الحديث‪ ،‬تميز العدي‪##‬د من‬
‫المهندس‪##‬ين المعم‪##‬اريين بتوظي‪##‬ف البن‪##‬اء ب‪##‬الطين في تص‪##‬اميمهم الفري‪##‬دة‪ .‬على‬
‫سبيل المثال‪ ،‬فرانسوا كوانتورو استخدم البناء بالطين في بن‪#‬اء مس‪#‬اكن لعم‪#‬ال‬
‫المص‪##‬انع خالل الث‪##‬ورة الص‪##‬ناعية‪ ،‬وكل‪##‬وف ويلي‪##‬امز‪-‬إليس أحي‪##‬ا فن العم‪##‬ارة‬
‫بالطين بع‪##‬د الح‪##‬رب العالمي‪##‬ة األولى‪ .‬وق‪##‬د أص‪##‬بح المهن‪##‬دس المص‪##‬ري حس‪##‬ن‬
‫فتحي رائ‪ً###‬د ا في اس‪###‬تخدام البن‪###‬اء ب‪###‬الطين في بن‪###‬اء المس‪###‬اكن والم‪###‬دارس‬
‫والمستشفيات‪ ،‬مما يمثل نموذًج ا للعمارة المستدامة‪.‬‬

‫ومن بين األمثلة البارزة على الهندسة المعماري‪##‬ة بالبن‪##‬اء ب‪##‬الطين‪ ،‬تش‪##‬مل‬
‫المدينة القديمة في مكناس بالمغرب‪ ،‬ومدينة شبام اليمني‪##‬ة المعروف‪##‬ة بأبراجه‪##‬ا‬
‫الطيني‪#‬ة‪ ،‬ومدين‪#‬ة كوس‪#‬كو في ب‪#‬يرو‪ ،‬والمس‪#‬جد العظيم في مدين‪#‬ة جّني بم‪#‬الي‪.‬‬
‫تظهر ه‪##‬ذه األمثل‪##‬ة أن البن‪##‬اء ب‪##‬الطين يظ‪##‬ل م‪##‬ادة إبداعي‪##‬ة وقابل‪##‬ة للتط‪##‬وير في‬
‫العمارة الحديثة‪.‬‬
‫تاريخيًا‪ ،‬البناء بالطين يعتبر جزءًا ال يتجزأ من تط‪##‬ور العم‪##‬ارة في ش‪##‬به‬
‫الجزيرة العربية‪ .‬اسُت خدمت تقنياته في اليمن والمملكة العربي‪##‬ة الس‪##‬عودية من‪##‬ذ‬
‫العصور القديمة قبل اإلسالم‪ .‬يعتبر مسكن النبي محمد ص‪##‬لى هللا علي‪##‬ه وس‪##‬لم‬
‫ومسجده في المدينة المنورة من أبرز األمثلة على ذلك‪ .‬وق‪##‬د س‪##‬اهمت عوام‪##‬ل‬
‫مثل توفر الطين وندرة الحجارة في انتشار استخدامه‪ ،‬مما جعل‪##‬ه م‪##‬ادة مثالي‪##‬ة‬
‫للبناء في المناطق الصحراوية بفضل خصائصه العازلة للحرارة‪.‬‬

‫في المملك‪##‬ة العربي‪##‬ة الس‪##‬عودية‪ُ ،‬يالح‪##‬ظ زي‪##‬ادة االهتم‪##‬ام بالبن‪##‬اء ب‪##‬الطين‬


‫المحلي‪ ،‬وذلك في إطار رؤية المملكة ‪ 2030‬التي تشجع على تعزي‪#‬ز الهوي‪#‬ة‬
‫العمرانية والعمارة التقليدية‪ ،‬مع التركيز على استخدام مواد بناء مستدامة‪.‬‬

‫من الض‪##‬روري اآلن تعمي‪##‬ق الفهم ح‪##‬ول كيفي‪##‬ة تط‪##‬وير وتحس‪##‬ين البن‪##‬اء‬
‫بالطين ليصبح أكثر فاعلية ومالءمة لمتطلب‪#‬ات العص‪##‬ر الح‪##‬ديث‪ ،‬م‪#‬ع الحف‪##‬اظ‬
‫على قيمته التراثية وجمالياته الفنية‪ُ .‬يمكن تحسين خص‪##‬ائص المب‪##‬اني الطيني‪##‬ة‬
‫وجعلها أكثر مقاومة للعوام‪##‬ل البيئي‪##‬ة المتغ‪##‬يرة‪ ،‬مم‪##‬ا ُيع‪##‬زز من فاعلي‪##‬ة الطين‬
‫كمادة بناء مستدامة وصديقة للبيئة‪ ،‬وُيساهم في الحفاظ على التراث العم‪##‬راني‬
‫وتحس‪##‬ين ج‪##‬ودة الحي‪##‬اة‪ ،‬خاص ‪ً#‬ة في المجتمع‪##‬ات الريفي‪##‬ة‪ .‬تحس‪##‬ين خص‪##‬ائص‬
‫المباني الطينية يمثل فرصة إلحي‪##‬اء التقني‪##‬ات البنائي‪##‬ة التقليدي‪##‬ة وتوف‪##‬ير بيئ‪##‬ات‬
‫سكنية جميلة ومألوفة تحتفظ بإرثها الفني والثقافي‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري للدراسة‬

‫‪ .1-1‬المقدمة‪4.............................................................. :‬‬
‫‪ .1-2‬أهداف الدراسة‪4..................................................... :‬‬
‫الهدف الرئيسي‪5............................................................ :‬‬
‫األهداف الفرعية‪5........................................................... :‬‬
‫‪ .1-3‬تساؤالت الدراسة‪5................................................... :‬‬
‫السؤال الرئيسي‪5............................................................ :‬‬
‫األسئلة الفرعية‪6............................................................ :‬‬
‫‪ .1-4‬فرضيات الدراسة‪6.................................................. :‬‬
‫‪ .1-5‬إطار الدراسة‪6....................................................... :‬‬
‫‪ .1-6‬منهج الدراسة‪6....................................................... :‬‬

‫‪3‬‬
‫المقدمة‪:‬‬ ‫‪.1-1‬‬
‫تعتبر مواد البناء التقليدية‪ ،‬وعلى رأسها الطين‪ ،‬جزءًا أساسيًا من التراث‬
‫العمراني للعديد من المجتمعات حول العالم‪ .‬يتم‪#‬يز البن‪#‬اء ب‪#‬الطين بخصائص‪#‬ه‬
‫المتعددة والتي تجعله مادة بناء مثالية في البيئات الص‪##‬حراوية والح‪##‬ارة‪ ،‬حيث‬
‫تس‪##‬اهم قدرت‪##‬ه على التخ‪##‬زين وع‪##‬زل الح‪##‬رارة في توف‪##‬ير بيئ‪##‬ة مريح‪##‬ة داخ‪##‬ل‬
‫المب‪##‬اني‪ .‬وم‪##‬ع ذل‪##‬ك‪ ،‬يواج‪##‬ه البن‪##‬اء ب‪##‬الطين تح‪##‬ديات عدي‪##‬دة تتعل‪##‬ق بمقاومت‪##‬ه‬
‫للعوامل البيئية المتغيرة مثل التسوناميات‪ ،‬والفيضانات‪ ،‬واألمطار الغزيرة‪.‬‬
‫يأتي اإلط‪##‬ار النظ‪##‬ري له‪##‬ذه الدراس‪##‬ة ليستكش‪##‬ف أث‪##‬ر البيئ‪##‬ة ودوره‪##‬ا في‬
‫تحسين خصائص البناء بالطين لمقاوم‪#‬ة العوام‪#‬ل البيئي‪#‬ة‪ .‬يه‪#‬دف ه‪#‬ذا اإلط‪#‬ار‬
‫النظري إلى تحليل التأثيرات البيئية المختلفة على مواد البناء التقليدية‪ ،‬وكذلك‬
‫اس‪##‬تعراض االس‪##‬تراتيجيات والتقني‪##‬ات المس‪##‬تخدمة لتحس‪##‬ين خص‪##‬ائص البن‪##‬اء‬
‫بالطين وجعله أكثر مقاومة للظروف البيئية القاسية‪.‬‬
‫سيتم استخدام هذا اإلطار النظري لتحديد العوامل البيئية التي ت‪##‬ؤثر على‬
‫ج‪##‬ودة ومتان‪##‬ة م‪##‬واد البن‪##‬اء التقليدي‪##‬ة‪ ،‬باإلض‪##‬افة إلى استكش‪##‬اف االبتك‪##‬ارات‬
‫التكنولوجية والممارسات الهندسية التي يمكن أن تسهم في تعزيز ق‪##‬درة الطين‬
‫على مقاومة التحديات البيئية‪ .‬سيقدم هذا اإلطار النظري نموذجًا موجهًا يمكن‬
‫استخدامه لتحسين خصائص البناء بالطين وتعزيز دوره كم‪#‬ادة بن‪#‬اء مس‪#‬تدامة‬
‫وصديقة للبيئة في المستقبل‪.‬‬
‫‪ .1-2‬أهداف الدراسة‪:‬‬
‫الهدف الرئيسي‪:‬‬
‫الهدف الرئيسي من هذه الدراسة هو تحليل أثر البيئة ودورها في تحسين‬
‫خصائص البناء بالطين لمقاومة العوامل البيئي‪##‬ة‪ .‬يه‪##‬دف البحث إلى فهم كيفي‪##‬ة‬
‫ت‪##‬أثير الظ‪##‬روف البيئي‪##‬ة المختلف‪##‬ة على ج‪##‬ودة ومتان‪##‬ة م‪##‬واد البن‪##‬اء التقليدي‪##‬ة‪،‬‬
‫واس‪##‬تعراض االس‪##‬تراتيجيات والتقني‪##‬ات ال‪##‬تي يمكن اس‪##‬تخدامها لتحس‪##‬ين أداء‬

‫‪4‬‬
‫الطين كمادة بناء‪ .‬ومن خالل ذلك‪ ،‬يسعى البحث إلى توفير نماذج وتوجيه‪##‬ات‬
‫قابلة للتطبيق لتطوير مواد البناء بالطين وجعلها أكثر مقاومة للظروف البيئي‪##‬ة‬
‫المتغيرة‪ ،‬مما يسهم في تعزيز دور الطين كمواد بناء مستدامة وصديقة للبيئ‪##‬ة‬
‫في المستقبل‪ .‬األهداف الفرعية‪:‬‬
‫تحقيق اله‪##‬دف الرئيس‪##‬ي للدراس‪##‬ة يتطلب تحقي‪##‬ق مجموع‪##‬ة من األه‪##‬داف‬
‫الفرعية التي تشمل‪ ،‬ولكن ال تقتصر على‪:‬‬
‫تحلي‪#‬ل ت‪#‬أثير العوام‪#‬ل البيئي‪#‬ة المختلف‪#‬ة مث‪#‬ل التس‪#‬ونامي‪ ،‬والفيض‪#‬انات‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫واألمطار الغزيرة على جودة ومتانة مواد البن‪##‬اء التقليدي‪##‬ة بم‪##‬ا في ذل‪##‬ك‬
‫الطين‪.‬‬
‫استعراض األبحاث والدراسات السابقة ذات الص‪##‬لة ال‪##‬تي تتن‪##‬اول ت‪##‬أثير‬ ‫‪‬‬
‫البيئ‪###‬ة على م‪###‬واد البن‪###‬اء التقليدي‪###‬ة‪ ،‬وتحلي‪###‬ل النت‪###‬ائج واالس‪###‬تنتاجات‬
‫المستخرجة منها‪.‬‬
‫تحليل التطورات التكنولوجية واالبتكارات في مجال الهندسة المعمارية‬ ‫‪‬‬
‫والمواد البنائية التي تهدف إلى تحسين خصائص البناء ب‪##‬الطين وجعل‪##‬ه‬
‫أكثر مقاومة للظروف البيئية‪.‬‬
‫تطوير نماذج عملية وتوجيهات عملية لتحسين خصائص البناء ب‪##‬الطين‬ ‫‪‬‬
‫بما يتناسب مع الظروف البيئية المختلفة‪.‬‬
‫اق‪##‬تراح اس‪##‬تراتيجيات وتقني‪##‬ات مس‪##‬تدامة لتط‪##‬وير م‪##‬واد البن‪##‬اء ب‪##‬الطين‬ ‫‪‬‬
‫وزيادة مقاومتها للعوامل البيئية‪ ،‬م‪##‬ع الترك‪##‬يز على الحف‪##‬اظ على البيئ‪##‬ة‬
‫واالستدامة‪.‬‬
‫توف‪##‬ير إط‪##‬ار مالئم لتط‪##‬بيق النت‪##‬ائج والتوص‪##‬يات في مج‪##‬االت البن‪##‬اء‬ ‫‪‬‬
‫والهندسة المعمارية‪ ،‬بهدف تعزيز استخدام الطين كم‪#‬ادة بن‪#‬اء مس‪#‬تدامة‬
‫وصديقة للبيئة‪.‬‬
‫‪ .1-3‬تساؤالت الدراسة‪:‬‬
‫السؤال الرئيسي‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫كي‪##‬ف يمكن تعزي‪##‬ز ج‪##‬ودة ومتان‪##‬ة المب‪##‬اني الطيني‪##‬ة من خالل تحس‪##‬ين‬
‫خصائص مواد البناء‪ ،‬خاصًة في مواجهة العوامل البيئية المتغيرة؟‬
‫األسئلة الفرعية‪:‬‬
‫‪ -‬ما هي التحديات الحالية للبناء بالطين؟‬
‫‪ -‬ما هي العوامل البيئية الرئيسية التي تؤثر على المواد الطينية؟‬
‫‪ -‬كيف يمكن تحسين مقاومة المباني الطينية للرطينة والحرارة المتغيرة؟‬
‫‪ -‬ما هي التقنيات الجديدة لتعزيز مقاومة المواد الطينية للتآكل البيئي؟‬
‫‪ -‬هل يمكن إدخال مواد إضافية لتحسين خصائص المب‪##‬اني الطيني‪##‬ة ض‪##‬د‬
‫التحديات البيئية؟‬
‫‪ -‬ما تأثير التحس‪##‬ينات على تكلف‪##‬ة وص‪##‬يانة المب‪##‬اني الطيني‪##‬ة على الم‪##‬دى‬
‫الطويل؟‬
‫‪ -‬كيف يمكن قياس فعالية التحسينات المقترحة على أداء المباني الطيني‪##‬ة‬
‫في مواجهة التحديات البيئية؟‬
‫‪ .1-4‬فرضيات الدراسة‪:‬‬
‫تس‪##‬تند الدراس‪##‬ة إلى فرض‪##‬ية أن تحس‪##‬ين خص‪##‬ائص المب‪##‬اني الطيني‪##‬ة‬
‫ومقاومتها للعوامل البيئية سيعزز من قوتها ومتانته‪#‬ا‪ ،‬مم‪#‬ا يس‪#‬اعد في الحف‪#‬اظ‬
‫على التراث الثقافي والمعماري ويدعم استدامة الهوية المحلية‪ ،‬محقًق ا توازًن ا‬
‫بين الحفاظ على التقاليد وتبني التكنولوجيا الحديثة في البناء‪.‬‬
‫‪ .1-5‬إطار الدراسة‬
‫تتناول الدراسة التحديات التي تواجه المب‪##‬اني الطيني‪##‬ة في ظ‪##‬ل التغ‪##‬يرات‬
‫البيئية‪ ،‬مثل الحاجة إلى تحسين خصائصها لتصبح أكثر مقاومة وصموًد ا أمام‬
‫الرطوبة‪ ،‬األمطار‪ ،‬وتغيرات درجات الح‪##‬رارة‪ .‬ترك‪##‬ز الدراس‪##‬ة على إمكاني‪##‬ة‬
‫‪6‬‬
‫تطوير عمارة الطين في السعودية‪ ،‬مع التأكيد على تقليل البص‪##‬مة الكربوني‪##‬ة‪،‬‬
‫الحف‪##‬اظ على الهوي‪##‬ة الثقافي‪##‬ة‪ ،‬وتعزي‪##‬ز خص‪##‬ائص المب‪##‬اني الطيني‪##‬ة لتحس‪##‬ين‬
‫جودتها ومتانتها في مواجهة التحديات البيئية والمناخية المتغيرة‪.‬‬
‫‪ .6‬منهجية البحث‪:‬‬
‫تم اعتماد منهجية مزدوجة في ه‪##‬ذا البحث‪ ،‬تجم‪#‬ع بين التحلي‪#‬ل الوص‪##‬في‬
‫والتجريبي‪ ،‬بهدف إجراء تحليل شامل للبيانات النظرية والعملي‪##‬ة‪ .‬ترك‪##‬ز ه‪##‬ذه‬
‫المنهجي‪##‬ة على دراس‪##‬ة ت‪##‬أثير البيئ‪##‬ة على الم‪##‬واد البنائي‪##‬ة التقليدي‪##‬ة وتحدي‪##‬د‬
‫التحديات التي تواجه البناء الطيني في مواجهة التغيرات البيئية داخل المملك‪##‬ة‬
‫العربية السعودية‪ .‬تض‪##‬منت الدراس‪##‬ة تحلي‪##‬ل تص‪##‬ميم وأس‪##‬اليب بن‪##‬اء المنش‪##‬آت‬
‫الطينية‪ ،‬وتطوير نموذج لتعزيز خصائص هذه المباني لتحمل العوامل البيئي‪##‬ة‬
‫المتقلبة‪.‬‬
‫تكتسب الدراسة قيمتها من األهمية التاريخية والثقافي‪##‬ة للعم‪##‬ارة الطيني‪##‬ة‪،‬‬
‫والتي ُت عد من أقدم وأشهر مواد البناء في تاريخ البشرية‪ .‬كم‪##‬ادة بن‪##‬اء طبيعي‪##‬ة‬
‫ومحلي‪##‬ة‪ ،‬يس‪##‬هم ه‪##‬ذا البحث في إث‪##‬راء المعرف‪##‬ة العلمي‪##‬ة في مج‪##‬ال العم‪##‬ارة‬
‫وتكنولوجي‪##‬ا البن‪##‬اء‪ ،‬من خالل توف‪##‬ير فهم أعم‪##‬ق لت‪##‬أثير العوام‪##‬ل البيئي‪##‬ة على‬
‫المواد البنائية الطينية وتفاعله‪##‬ا م‪##‬ع التغ‪##‬يرات البيئي‪##‬ة‪ .‬كم‪##‬ا يس‪##‬عى البحث إلى‬
‫تطوير تقني‪#‬ات جدي‪#‬دة ومبتك‪#‬رة للحف‪#‬اظ على اس‪#‬تدامة الم‪#‬واد البنائي‪#‬ة الطيني‪#‬ة‬
‫وزيادة مقاومتها للظ‪#‬روف البيئي‪#‬ة المتغ‪#‬يرة‪ ،‬ورف‪#‬ع مع‪#‬ايير الج‪#‬ودة في البن‪#‬اء‬
‫الحديث باستخدام هذه المواد من خالل تحسينات تقنية وهندسية‪ُ .‬يس‪##‬لط البحث‬
‫الضوء على أهمية البناء المستدام وُيظهر كي‪##‬ف يمكن للم‪##‬واد البنائي‪##‬ة الطيني‪##‬ة‬
‫أن تساهم في تحقيق األهداف البيئية واالقتصادية‪ ،‬وُيحول االكتشافات العلمي‪##‬ة‬
‫والتطورات التقنية إلى حلول عملية قابلة للتطبيق في مشاريع البن‪##‬اء الحديث‪##‬ة‪.‬‬
‫ُيش‪##‬جع البحث أيًض ا على االس‪##‬تثمار في البحث واالبتك‪##‬ار في مج‪##‬ال البن‪##‬اء‬
‫باستخدام المواد التقليدية لتحقيق األهداف البيئية واالقتصادية في المستقبل‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫باإلض‪#‬افة إلى ه‪#‬ذه اإلس‪#‬هامات‪ُ ،‬يق‪#‬دم البحث معلوم‪#‬ات قيم‪#‬ة للمهندس‪#‬ين‬
‫المعماريين والمتخصصين في صناعة البناء‪ ،‬مما ُيساعد في تطوير مواد بناء‬
‫أكثر كفاءة وتحقيق التوازن بين التراث العمراني ومتطلبات العصر الحديث‪.‬‬
‫خالصة‪:‬‬
‫باختصار‪ ،‬منهج الدراسة يتمحور حول التحلي‪##‬ل واالستكش‪##‬اف والتط‪##‬بيق‬
‫لتحس‪##‬ين خص‪##‬ائص البن‪##‬اء ب‪##‬الطين لمقاوم‪##‬ة العوام‪##‬ل البيئي‪##‬ة‪ .‬يتض‪##‬من منهج‬
‫الدراس‪##‬ة مراجع‪##‬ة ش‪##‬املة لألدبي‪##‬ات المتعلق‪##‬ة بت‪##‬أثير البيئ‪##‬ة على م‪##‬واد البن‪##‬اء‬
‫التقليدية‪ ،‬وتحلي‪##‬ل البح‪##‬وث الس‪##‬ابقة‪ ،‬واس‪##‬تعراض التط‪##‬ورات التكنولوجي‪##‬ة في‬
‫المجال‪ .‬كما يتضمن تحلياًل للعوامل البيئية المحتملة التي تؤثر على خصائص‬
‫البن‪##‬اء ب‪##‬الطين‪ ،‬وتق‪##‬ديم نم‪##‬اذج وتوجيه‪##‬ات عملي‪##‬ة لتحس‪##‬ينها‪ .‬يتمث‪##‬ل اله‪##‬دف‬
‫األساسي في تطوير استراتيجيات مستدامة وصديقة للبيئ‪#‬ة لتعزي‪#‬ز دور البن‪#‬اء‬
‫بالطين كمواد بناء مستدامة في المستقبل‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬اإلطار النظري للدراسة‬

‫‪ .2-1‬المقدمة ‪11.............................................................‬‬
‫‪ .2-2‬مفهوم الطين وأهميته ‪11..............................................‬‬
‫‪ .2-2-1‬مفهوم الطين ‪12....................................................‬‬
‫‪ .2-2-2‬الطين والتصنيع‪14............................................... :‬‬
‫‪ .2-2-3‬الطين والثقافة‪15................................................. :‬‬
‫‪ .2-2-4‬الطين كمادة بناء ‪21...............................................‬‬
‫‪ .2-3‬استخدام البناء بالطين بالبناء‪23..................................... :‬‬
‫‪ .2-3-1‬البناء بالبناء بالطين ‪23............................................‬‬
‫‪ .2-3-2‬البناء بالطين كمادة بناء بديلة ‪26..................................‬‬
‫‪ .2-3-3‬الطين المستخدم في إنتاج الطين‪27...............................‬‬
‫‪ .2-3-4‬تكوين البناء بالطين ‪29............................................‬‬
‫‪ .2-3-5‬أبعاد البناء بالطين ‪31..............................................‬‬
‫‪ .2-3-6‬عملية إنتاج الطين ‪33..............................................‬‬
‫‪ .2-3-7‬قوة الضغط للطين المستخدم في تشييد المباني‪36...............‬‬
‫‪ .2-4‬تكوين البناء بالطين ‪38...............................................‬‬
‫‪ .2-4-1‬البناء بالطين المحروق ‪38.........................................‬‬
‫‪ .2-4-1-1‬استخدام الطاقة واالنبعاثات الناتجة عن ح‪##‬رق البن‪##‬اء ب‪##‬الطين‬
‫في األفران ‪40......................................................................‬‬
‫‪ .2-4-1-2‬خفض استخدام الطاقة واالنبعاثات الناتج‪##‬ة عن ح‪##‬رق البن‪##‬اء‬
‫بالطين ‪43..........................................................................‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ .2-4-2‬البناء بالطين غير المحروق ‪47...................................‬‬
‫‪ .2-4-2-1‬األبحاث حول البناء بالطين غير المحروق‪48................‬‬
‫‪ .2-4-2-2‬أداء ومتانة البناء بالطين‪50....................................‬‬
‫‪ .2-4-2-3‬تعزيز تماسك الطين ‪52........................................‬‬
‫‪ .2-4-2-4‬علم معادن الطين ‪56............................................‬‬
‫‪ .2-5‬ميزات وعيوب استخدام البناء بالطين في البناء‪62................:‬‬
‫‪ .2-5-1‬ميزات استخدام البناء بالطين في البناء‪62......................:‬‬
‫‪ .2-5-2‬عيوب استخدام البناء بالطين في عمليات البناء‪66.............:‬‬
‫‪ .2-6‬تطور تقنيات البناء بالطين في البالد العربية والغربية‪68.........:‬‬
‫‪ .2-6-1‬العمارة الطينية في العالم الغربي‪68............................. :‬‬
‫‪ .2-6-2‬العمارة الطينية في العالم العربي‪69............................. :‬‬
‫‪ .2-7‬العمارة الطينية في المملكة العربية السعودية‪72...................:‬‬
‫‪ .2-7-1‬تسلس‪##‬ل ت‪##‬اريخي للمب‪##‬اني الطيني‪##‬ة في الس‪##‬عودية لناحي‪##‬ة طريق‪##‬ة‬
‫البناء والمعالجات المستخدمة في الواجهات‪75................................. :‬‬
‫‪ .2-7-2‬استدامة البناء باستخدام الطين في المملكة العربية السعودية‪85:‬‬
‫‪ .2-8‬تحليل تأثير العوامل البيئية‪88....................................... :‬‬
‫‪ .2-8-1‬تأثير درجات الحرارة على المباني الطينية التقليدية‪88........:‬‬
‫‪ .2-8-2‬تأثير هطول األمطار على المباني الطينية التقليدية‪88.........:‬‬
‫‪ .2-8-3‬تأثير الرطوبة على المباني الطينية التقليدية‪89.................:‬‬
‫‪ .2-9‬دراسة أثر البيئة المحلية على اختيار المواد وتصميم البناء‪91....:‬‬
‫‪ .2-9-1‬المساكن التقليدية في البيئة الصحراوية الداخلية‪91.............:‬‬
‫‪ .2-9-2‬المساكن التقليدية في البيئة الساحلية‪92..........................:‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ .2-9-3‬المساكن التقليدية في البيئة الجبلية‪94............................:‬‬
‫‪ .2-9-4‬المساكن التقليدية في البيئة السهلية‪94........................... :‬‬
‫‪ .2-10‬الدراسات السابقة‪96............................................... :‬‬
‫‪ .2-10-3‬تحليل الدراسات السابقة‪108................................... :‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ .2-1‬المقدمة‬
‫الطين‪ ،‬كم‪##‬ادة بن‪##‬اء أساس‪##‬ية‪ ،‬يحت‪##‬ل مكان‪##‬ة مركزي‪##‬ة في ت‪##‬اريخ العم‪##‬ارة‬
‫البشرية والثقاف‪##‬ة المحلي‪##‬ة (‪ُ .)Niroumand et al., 2013‬يعت‪##‬بر الطين‬
‫مأوى لثلث سكان العالم‪ ،‬حيث يقطن ح‪##‬والي نص‪##‬ف س‪#‬كان ال‪##‬دول النامي‪#‬ة في‬
‫من‪##‬ازل مص‪##‬نوعة ي‪##‬دوًيا من م‪##‬واد أرض‪##‬ية باس‪##‬تخدام تقني‪##‬ات بن‪##‬اء تقليدي‪##‬ة (‬
‫‪ُ .)Minke, 2013‬يستخدم الطين بأشكال متنوعة‪ ،‬مث‪#‬ل الطين اللبن والطين‬
‫الترابي غير المجفف بالحرارة (‪ .)Guerrero and Uviña, 2019‬على‬
‫الرغم من استمرار استخدام الطين على نطاق واس‪#‬ع وت‪#‬وافره‪ ،‬إال أن ش‪#‬عبيته‬
‫كمادة بناء تقليدية قد تراجعت على مر السنين بسبب االنتقال إلى م‪##‬واد البن‪##‬اء‬
‫الحديثة (‪.)Ngowi, 1997‬‬

‫في عص‪##‬ر يهيمن في‪##‬ه اإلنت‪##‬اج الص‪##‬ناعي وممارس‪##‬ات البن‪##‬اء المتط‪##‬ورة‪،‬‬


‫ُينظر إلى الطين‪ ،‬أحد أقدم مواد البناء (‪ ،)Sruthi, 2013‬على أنه تقنية بناء‬
‫قديمة ومتجاوزة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن التقدم في التصنيع ال يقتصر فق‪#‬ط على تقلي‪#‬ل‬
‫استخدام الطين‪ ،‬بل يمكن أن يسهم أيًض ا في تحديث وتحسين العمارة الطينية‪،‬‬
‫مثل استخدام تقنيات مثل الطباعة ثالثية األبعاد في البناء‪ُ .‬يعد الطين من أكثر‬
‫مواد البناء إنسانية‪ ،‬حيث يتطلب العمل اليدوي المباشر‪ ،‬وُيعزى استخدامه في‬
‫العمارة البدائية إلى الجوانب اإلنسانية المرتبطة به‪.‬‬

‫الطين م‪##‬ادة ذات أس‪##‬اس عمي‪##‬ق في البيئ‪##‬ة البش‪##‬رية والعم‪##‬ارة المحلي‪##‬ة (‬


‫‪ .)Niroumand et al., 2013‬فهي تؤوي ثلث سكان األرض‪ ،‬ويعيش‬
‫ما يقرب من نصف س‪##‬كان البل‪##‬دان النامي‪##‬ة ض‪##‬من بي‪##‬وت مص‪##‬نوعة ي‪##‬دويًا من‬
‫مش‪##‬تقات األرض‪ ،‬وذل‪##‬ك باس‪##‬تخدام الم‪##‬واد المحلي‪##‬ة والتقني‪##‬ات التقليدي‪##‬ة للبن‪##‬اء‬
‫ال‪#‬ذاتي (‪ .)Minke, 2013‬يس‪#‬تخدم الطين بأش‪#‬كاله المختلف‪#‬ة كطين اللبن أو‬
‫الطين ال‪###‬ترابي غ‪###‬ير المجف‪###‬ف ب‪###‬الحرارة (‪Guerrero and Uviña,‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ .)2019‬على ال‪##‬رغم من أن الم‪##‬ادة ال ت‪##‬زال مس‪##‬تخدمة على نط‪##‬اق واس‪##‬ع‬
‫ومتاح‪##‬ة بس‪##‬هولة‪ ،‬إال أن االس‪##‬تخدام التقلي‪##‬دي للطين انخفض على م‪##‬ر الس‪##‬نين‬
‫بسبب االعتماد على مواد البناء الحديثة (‪.)Ngowi, 1997‬‬
‫في عالم تسوده المواد الصناعية وممارسات البناء الحديثة التي تط‪##‬ورت‬
‫مع التكنولوجيا‪ُ ،‬ينظر إلى الطين‪ ،‬وهو أقدم مواد البن‪#‬اء (‪،)Sruthi, 2013‬‬
‫على أنه أسلوب بناء بدائي وعفا عليه الزمن‪ .‬وبالرغم من أن زي‪##‬ادة التص‪##‬نيع‬
‫قد تكون أحد أسباب تناقص استخدام المباني التقليدية‪ ،‬إال أنه ق‪##‬د ي‪##‬ؤدي أيًض ا‬
‫إلى تحسين نمط العم‪##‬ارة الطيني‪##‬ة‪ .‬ويمكن تحقي‪##‬ق ذل‪##‬ك باس‪##‬تخدام التكنولوجي‪##‬ا‬
‫المتقدمة في العمليات الصناعية مثل استخدام الطباعة ثالثي‪##‬ة األبع‪##‬اد في بن‪##‬اء‬
‫المب‪##‬اني الطيني‪##‬ة‪ .‬الطين ُيع‪##‬د أك‪##‬ثر م‪##‬واد البن‪##‬اء إنس‪##‬انيًة ألن‪##‬ه يتطلب الحاج‪##‬ة‬
‫المباشرة للعمل اليدوي‪ .‬وُيعزى استخدام الطين في العم‪##‬ارة البدائي‪##‬ة للج‪##‬وانب‬
‫اإلنسانية المرتبطة بالطين‪.‬‬
‫‪ .2-2‬مفهوم الطين وأهميته‪:‬‬
‫الطين هو مادة طبيعية تشكلت عبر عملي‪##‬ات تحل‪##‬ل الص‪##‬خور وتعرض‪##‬ها‬
‫للطقس وتأثير الماء والهواء على مدى فترات طويلة من الزمن‪ .‬يتكون الطين‬
‫أساًس ا من الجس‪##‬يمات الص‪##‬غيرة والرم‪##‬ل والطين والطين ال‪##‬رملي‪ ،‬ويمت‪##‬از‬
‫بخواصه المميزة كمادة بناء‪ .‬تتمثل أهمية الطين في عدة جوانب‪:‬‬

‫م‪##‬واد البن‪##‬اء‪ُ :‬يس‪##‬تخدم الطين من‪##‬ذ العص‪##‬ور القديم‪##‬ة في بن‪##‬اء المن‪##‬ازل‬ ‫‪‬‬
‫والمباني‪ ،‬وهو يش‪##‬كل ج‪##‬زءًا هام‪ً#‬ا من ال‪##‬تراث المعم‪##‬اري للعدي‪##‬د من‬
‫الثقافات حول العالم‪.‬‬
‫م‪###‬واد الحفري‪###‬ات والطين الط‪###‬بيعي‪ُ :‬يس‪###‬تخدم الطين في العدي‪###‬د من‬ ‫‪‬‬
‫الصناعات كمواد للحفريات والتشكيل والنمذجة‪.‬‬
‫الزراعة‪ :‬يمكن استخدام الطين في الزراعة لتحس‪##‬ين ترب‪##‬ة األراض‪##‬ي‬ ‫‪‬‬
‫وزيادة خصوبتها‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ ‬العالج‪ُ :‬يستخدم الطين في بعض العالجات الطبيعية وعالجات الجل‪##‬د‬
‫والتجميل‪.‬‬
‫باختص‪##‬ار‪ُ ،‬يعت‪##‬بر الطين م‪##‬ادة متع‪##‬ددة االس‪##‬تخدامات تتم‪##‬يز بخواص‪##‬ها‬
‫الفريدة وتاريخها الطويل كمادة بناء وعالجي‪##‬ة وزراعي‪##‬ة‪ ،‬مم‪##‬ا ي‪##‬برز أهميته‪##‬ا‬
‫الواسعة في مختلف المجاالت‪.‬‬
‫كما تصف الديانات السماوية خل‪##‬ق آدم من الطين‪ ،‬وفي اإلس‪##‬الم‪ُ ،‬ي ذكر‬
‫أن اإلنسان ُخ لق من "َص ْل َص اٍل ِّمْن َح َم ٍإ َّمْس ُنوٍن "‪ ،‬مش‪##‬يًر ا إلى الطين الي‪##‬ابس‬
‫والطين المتحول‪ُ .‬تظهر ه‪##‬ذه النص‪##‬وص الطين كم‪##‬ادة قابل‪##‬ة للتش‪##‬كيل وليس‪##‬ت‬
‫مجرد مادة بناء‪.‬‬
‫ُت برز الديانات السماوية فكرة إعادة تش‪#‬كيل األجس‪#‬اد من ال‪#‬تراب في ي‪#‬وم‬
‫القيام‪##‬ة‪ ،‬مم‪##‬ا ُيش‪##‬ير إلى العالق‪##‬ة العميق‪##‬ة بين البش‪##‬ر واألرض من البداي‪##‬ة إلى‬
‫النهاية‪ ،‬وُيثير التساؤل حول أهمية استكشاف العيش في مساكن مص‪##‬نوعة من‬
‫الطين خالل حياتنا على األرض‪.‬‬
‫‪ .2-2-1‬مفهوم الطين‪:‬‬
‫اس‪#‬تناًد ا إلى رؤي‪#‬ة المعم‪#‬اري المص‪##‬ري حس‪#‬ن فتحي (‪،)1989-1900‬‬
‫الذي دعا إلى استخدام م‪##‬ا تحت األق‪##‬دام كم‪##‬واد بن‪##‬اء (‪ ،)Fathy, 2013‬يتم‬
‫إعادة تقييم الطين كمادة بناء ذات قيمة تعبيرية وثقافية في الهندس‪##‬ة المعماري‪##‬ة‬
‫المحلية‪ .‬على ال‪##‬رغم من اعتب‪##‬اره ب‪##‬دائًيا بالنس‪##‬بة للبعض‪ ،‬إال أن ه‪##‬ذا المفه‪##‬وم‬
‫ُيعتبر تجسيًد ا للهوية الثقافية في ممارسات البناء‪ .‬في عام ‪ ،1929‬أشار الناقد‬
‫المعم‪##‬اري ه‪##‬نري‪-‬راس‪##‬ل هيتش‪##‬كوك (‪ )1987-1903‬إلى أن الطين ُيعت‪##‬بر‬
‫رمًز ا للماضي ويجب تجنبه في الحاضر‪ُ ،‬معتبًر ا أن الهياكل الفوالذية الحديثة‬
‫ُتعد توبيًخ ا تقنًيا وأخالقًيا للكتل الطينية (‪Bourgeois and Davidson,‬‬
‫‪ .)1996‬وق‪#‬د تم اعتب‪#‬ار الطين م‪#‬ادة معادي‪#‬ة للحداث‪#‬ة بس‪#‬بب النم‪#‬اذج البنائي‪#‬ة‬
‫التقليدية التي ُت ظهر ثقله وضخامته (‪.)Gissen, 2009‬‬

‫‪14‬‬
‫مع تزاي‪##‬د االهتم‪##‬ام بالهندس‪##‬ة المعماري‪##‬ة المس‪##‬تدامة‪ ،‬تم إع‪##‬ادة النظ‪##‬ر في‬
‫أهمي‪##‬ة الطين ودوره (‪ .)Bourgeois and Davidson, 1996‬أك‪##‬د‬
‫فتحي على أن الهندسة المعمارية يجب أن تعكس العادات والتقالي‪##‬د الشخص‪##‬ية‬
‫للمجتمع ب‪#‬دًال من تغييره‪#‬ا أو القض‪#‬اء عليه‪#‬ا (‪ُ ،)Steele, 1997‬معارًض ا‬
‫ب‪##‬ذلك مفه‪##‬وم الحداث‪##‬ة المعماري‪##‬ة وال‪##‬دور الح‪##‬ديث للعم‪##‬ارة (‪Serageldin,‬‬
‫‪ .)2014‬وقد رفضت الحركة المعمارية الحداثي‪##‬ة الطين كم‪##‬ادة بن‪##‬اء قياس‪##‬ية‪،‬‬
‫ربم‪##‬ا بس‪##‬بب دالالت‪##‬ه التقليدي‪##‬ة والثقافي‪##‬ة‪ ،‬على ال‪##‬رغم من اس‪##‬تخدامه من قب‪##‬ل‬
‫معماريين معاصرين مثل لو كوربوزيي‪#‬ه وفران‪#‬ك لوي‪#‬د رايت خالل الح‪##‬روب‬
‫العالمية بسبب نقص المواد والمساكن‪.‬‬
‫الهندسة المعمارية ُت عتبر وسيلة لتلبية االحتياجات االجتماعي‪##‬ة والثقافي‪##‬ة‪،‬‬
‫حيث ُتلبي النماذج العامي‪##‬ة المس‪##‬تخدمة في الم‪##‬واد المحلي‪##‬ة وممارس‪##‬ات البن‪##‬اء‬
‫الضروريات الفسيولوجية والنفسية لإلنسان‪ .‬وصف ديفي‪##‬د جيس‪##‬ن الطين بأن‪##‬ه‬
‫م‪##‬ادة تحتف‪##‬ظ بالت‪##‬اريخ في س‪##‬ماكتها وُتحن‪##‬ط األش‪##‬ياء وتحت‪##‬وي الماض‪##‬ي (‬
‫‪ُ ،)Gissen, 2009‬مش‪##‬يًر ا إلى أن الماض‪##‬ي والحاض‪##‬ر مترابط‪##‬ان‪ ،‬وأن‬
‫اإلنسان يسعى دائًما لالنتماء إلى مجتمع معين‪.‬‬
‫يجب أن يتجه التقدم المعماري نحو تحسين ثقافة ممارسات البناء ض‪##‬من‬
‫معايير البناء الحديثة‪ ،‬مع الترك‪##‬يز على ممارس‪##‬ات التص‪##‬ميم الثقافي‪##‬ة والبيئي‪##‬ة‬
‫المستدامة‪ ،‬لتحقيق التكييف مع الموقع واالنعك‪##‬اس الثق‪##‬افي للمجتمع‪##‬ات ض‪##‬من‬
‫إطارها الجغرافي‪.‬‬
‫‪ .2-2-2‬الطين والتصنيع‪:‬‬
‫الطين ليس بالض‪##‬رورة ق‪##‬اباًل للتص‪##‬نيع بنفس المع‪##‬نى ال‪##‬ذي يطب‪##‬ق على‬
‫المواد الصناعية المعتادة‪ .‬بدًال من ذل‪#‬ك‪ ،‬يمكن تش‪#‬كيل الطين بش‪#‬كل ي‪#‬دوي أو‬
‫باستخدام أدوات بس‪##‬يطة‪ ،‬وبع‪##‬د ذل‪##‬ك يتم تجفيف‪##‬ه بالش‪##‬مس أو بواس‪##‬طة تقني‪##‬ات‬
‫تقليدية أخرى‪ .‬على الرغم من ذلك‪ ،‬يمكن استخدام تقنيات حديثة مثل الطباعة‬
‫‪15‬‬
‫ثالثية األبعاد لخلق هياكل بناء بالطين بطريقة أكثر دقة وتحكًم ا‪ ،‬وه‪##‬ذا يمث‪##‬ل‬
‫نوًع ا من "التصنيع" في السياق الحديث‪.‬‬
‫كما ُيمكن الحص‪##‬ول على الطين وتص‪##‬نيعه محلًي ا‪ ،‬مم‪##‬ا ُيقل‪##‬ل من الت‪##‬أثير‬
‫البيئي والهدر‪ُ .‬يعتبر هذا النهج إعادة تش‪##‬كيل األرض ب‪##‬دًال من اس‪##‬تخدام م‪##‬واد‬
‫غريبة‪ .‬لم يحظ الطين باالهتمام في صناعة البناء الحديثة بسبب طبيعت‪##‬ه غ‪##‬ير‬
‫المتجانسة وتنوع تركيبه إقليمًيا ومحلًي ا‪ ،‬وم‪##‬ع ذل‪##‬ك‪ ،‬فق‪##‬د تق‪##‬دمت التكنولوجي‪##‬ا‬
‫لجعل الطين قابًال للتش‪##‬كيل من خالل مش‪##‬اريع تش‪##‬مل الطباع‪##‬ة ثالثي‪##‬ة األبع‪##‬اد‬
‫للطين لتش‪##‬كيل الزخ‪##‬ارف المعماري‪##‬ة (‪ )Chan et al., 2019‬والطين‬
‫الخزفي المطبوع ثالثي األبعاد لتجميع الهياكل األك‪##‬بر (‪Moreira et al.,‬‬
‫‪ .)2019‬ال يمكن معالجة الطين دون وج‪##‬ود ن‪##‬وع من المعرف‪##‬ة الحس‪##‬ية وفهم‬
‫القوى البيئي‪##‬ة المحيط‪##‬ة (‪ .)Guerrero & Uviña, 2018‬في الج‪##‬وهر‪،‬‬
‫يمكن الق‪##‬ول أن‪##‬ه ال يمكن فص‪##‬ل الطين عن الِح رف وبمع‪##‬نى آخ‪##‬ر‪ ،‬عن الي‪##‬د‬
‫البشرية‪.‬‬
‫‪ .2-2-3‬الطين كعنصر ثقافي‪:‬‬
‫ُيعتبر الطين عنصًر ا أساسًيا في الثقافة اإلنسانية‪ ،‬وُيحتفى به عالمًي ا‪ .‬في‬
‫م‪##‬الي‪ ،‬أفريقي‪##‬ا‪ُ ،‬يش‪##‬ارك اآلالف س‪##‬نوًيا في تجص‪##‬يص مس‪##‬جد جيني‪##‬ه الطي‪##‬ني‪،‬‬
‫ُمعززين بذلك التقاليد اإلس‪##‬المية وُمكرس‪##‬ين المس‪##‬جد كمرك‪##‬ز للش‪##‬ؤون الديني‪##‬ة‬
‫والثقافي‪##‬ة‪ُ .‬يش‪##‬ير ‪ ،Konbaba Tennepo‬رئيس البن‪##‬ائين في جيني‪##‬ه‪ ،‬إلى‬
‫أهمية المشاركة في أعمال الترميم‪ُ ،‬معتبًر ا غياب أي شخص عن ه‪#‬ذا الح‪#‬دث‬
‫خسارة لفرصة االحتفال في اإلس‪##‬الم‪ ،‬وُيق‪##‬ارن أهمي‪##‬ة المس‪##‬جد بال‪##‬ذهب أله‪##‬ل‬
‫المنطقة (‪.)Marchand, 2014‬‬
‫ُيبرز الطين أهميته في الهندسة المعمارية ليس فقط في البناء والتص‪##‬ميم‪،‬‬
‫ب‪##‬ل أيًض ا في ال‪##‬ترميم‪ ،‬حيث يتمت‪##‬ع بخص‪##‬ائص "عالجي‪##‬ة" ُتس‪##‬هم في إع‪##‬ادة‬
‫اإلعمار بفضل نفاذيته‪ُ .‬ت ستخدم مواد محلية متنوعة إلنشاء تص‪##‬اميم معماري‪##‬ة‬
‫مميزة‪ ،‬كهياكل القصب المنتش‪##‬رة في الش‪##‬رق األوس‪##‬ط‪ ،‬من األه‪##‬وار العراقي‪##‬ة‬

‫‪16‬‬
‫إلى دبي والس‪##‬عودية‪ ،‬حيث ُتب‪##‬نى ه‪##‬ذه الهياك‪##‬ل لتلبي‪##‬ة االحتياج‪##‬ات الوظيفي‪##‬ة‬
‫وتدعم النمط البدوي للحياة‪ ،‬وُتصمم وفًق ا لقوانين الفيزياء لتكون خفيفة وقابل‪##‬ة‬
‫للتوسع (‪.)Oliver, 2007‬‬
‫الش‪###‬كل (‪ .)1‬هياك‪###‬ل القص‪###‬ب "‪ "Reed Structures‬من منطق‪###‬ة‬
‫األهوار‪.‬‬

‫ُيع‪##‬بر ‪ ،Jean Dethier‬المهن‪##‬دس المعم‪##‬اري البلجيكي والمستش‪##‬ار‬


‫السابق لمركز بومبيدو‪ ،‬عن قلقه من "فقدان الذاكرة الثقافية" الناتج عن إهمال‬
‫استخدام الطين كمادة بناء‪ُ ،‬مشيًر ا إلى أن البناء الطيني قد صمد أم‪##‬ام ال‪##‬زمن‪.‬‬
‫ُي ذكر مدين‪##‬ة ش‪##‬بام الطيني‪##‬ة في اليمن‪ ،‬ال‪##‬تي ُو ص‪##‬فت بـ"مانه‪##‬اتن الص‪##‬حراء"‪،‬‬
‫وأج‪##‬زاء من س‪##‬ور الص‪##‬ين العظيم الُمربوط‪##‬ة بمالط األرز‪ ،‬وقص‪##‬ر الحم‪##‬راء‬
‫والكولوسيوم كأمثلة على البناء الطيني الدائم (‪Dethier, 2020; Khan,‬‬
‫‪.)2017; Yang et al., 2009‬‬

‫‪17‬‬
‫ُت ظهر االكتشافات األثرية الحديثة في مصر والسعودية‪ ،‬كاآلث‪##‬ار القبطي‪##‬ة‬
‫وآثار دادان‪ ،‬قدرة الطين على الحف‪##‬اظ على المعلوم‪##‬ات الُمنقوش‪##‬ة على القط‪##‬ع‬
‫األثري‪##‬ة‪ُ ،‬مبين ‪ً#‬ة أهمي‪##‬ة النق‪##‬وش في توثي‪##‬ق الِح َر ف واألفك‪##‬ار ع‪##‬بر ال‪##‬زمن (‬
‫‪.)France-Presse, 2021; Bay, 2014‬‬
‫الشكل (‪ .)2‬الواجهات المنقوشة آلثار دادان في مدينة العال‬

‫تتجلى الثقافة في أشكال مادية وغير مادية‪ ،‬ومن منظ‪#‬ور أن‪#‬ثروبولوجي‪،‬‬


‫ُت عرف الثقافة بأنها كل ما يتعلق باإلنسان‪ ،‬سواء كان مادًيا أو غير مادي‪ ،‬بم‪##‬ا‬
‫في ذلك الفنون والِحَر ف اليدوية (‪.)Blake, 2000; Vecco, 2010‬‬
‫ُتع‪##‬د الي‪##‬د البش‪##‬رية األداة األولى واألك‪##‬ثر أهمي‪##‬ة للمص‪##‬ممين والحرف‪##‬يين‪،‬‬
‫حيث ُيستكش‪##‬ف الطين كنظ‪##‬ام م‪##‬ادي من خالل تفاع‪##‬ل بين األس‪##‬اليب الرقمي‪##‬ة‬
‫والتناظري‪##‬ة‪ ،‬وُيعت‪##‬بر الش‪##‬كل الن‪##‬اتج تجس‪##‬يًد ا للق‪##‬وانين الفيزيائي‪##‬ة وتعب‪##‬يًر ا عن‬
‫الحرفية كجزء ال يتجزأ من اإلنسانية (‪.)Costin, 2008‬‬
‫‪18‬‬
‫م‪##‬ع تزاي‪##‬د ال‪##‬وعي باالس‪##‬تدامة البيئي‪##‬ة واالقتص‪##‬ادية واالجتماعي‪##‬ة‪ُ ،‬يج‪##‬دد‬
‫االهتمام بتقنيات البناء بالطين كحل لهذه التح‪##‬ديات‪ُ ،‬معت‪##‬بًر ا الطين من الم‪##‬واد‬
‫األساسية ال‪##‬تي ُت وفر الم‪##‬أوى لإلنس‪##‬ان والطبيع‪##‬ة‪ ،‬وُتع‪##‬زز التعلم المتب‪##‬ادل بين‬
‫اإلنس‪#‬ان والبيئ‪#‬ة‪ ،‬م‪#‬ع الس‪#‬عي لتحقي‪#‬ق التص‪#‬ميم األمث‪#‬ل والكف‪#‬اءة في اس‪#‬تخدام‬
‫المواد والطاقة ( ‪Hamard et al., 2016; Arslan and Sorguc,‬‬
‫‪.)2004‬‬

‫من األقبي‪##‬ة الطيني‪##‬ة لل‪##‬دبابير إلى أك‪##‬وام الطين للنم‪##‬ل األبيض‪ُ ،‬تظه‪##‬ر‬
‫الطبيعة أن البشرية‪ ،‬قبل الثورة الص‪##‬ناعية‪ ،‬ك‪##‬انت تس‪##‬تخدم م‪##‬ا ه‪##‬و مت‪##‬اح من‬
‫م‪##‬وارد طبيعي‪##‬ة مث‪##‬ل الطين واأللي‪##‬اف والحج‪##‬ر‪ ،‬ب‪##‬دًال من الخرس‪##‬انة والف‪##‬والذ‬
‫والزج‪##‬اج‪ .‬يمكن لله‪##‬واة تقلي‪##‬د األش‪##‬كال الطبيعي‪##‬ة مث‪##‬ل الهياك‪##‬ل الش‪##‬بكية أو‬
‫المتفرعة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تسمح التكنولوجيا الرقمية بنق‪##‬ل المعلوم‪##‬ات بعم‪##‬ق أك‪##‬بر‬
‫على المس‪##‬توى ال‪##‬وظيفي‪ ،‬مم‪##‬ا ُيمكن من تط‪##‬وير عالق‪##‬ة جدي‪##‬دة بين الطبيع‪##‬ة‬
‫والهندسة المعمارية والتكنولوجيا (‪ .)Knippers et al., 2019‬من خالل‬
‫التحلي‪##‬ل الكمي وتط‪##‬بيق مب‪##‬ادئ البن‪##‬اء‪ُ ،‬يمكن اس‪##‬تخراج البيان‪##‬ات من الطبيع‪##‬ة‬
‫وتحويله‪##‬ا إلى نم‪##‬اذج وعملي‪##‬ات محاك‪##‬اة محس‪##‬نة رقمًي ا‪ .‬النم‪##‬اذج واألنظم‪##‬ة‬
‫الطبيعية ُت لهم البشر لحل المشكالت المعقدة وإنشاء أشكال فعالة وهندسة م‪##‬واد‬
‫جديدة (‪.)Reed et al., 2009‬‬
‫الطين ُيعتبر من المواد األساسية في البناء‪ ،‬خاص‪ً#‬ة في المجتمع‪#‬ات غ‪#‬ير‬
‫الصناعية التي ال تعتمد بشكل كبير على المواد المصنعة‪ .‬على ال‪##‬رغم من أن‬
‫الهياكل الطينية القديمة قد ص‪##‬مدت آلالف الس‪##‬نين‪ ،‬إال أن هن‪##‬اك اعتق‪##‬اد ش‪##‬ائع‬
‫بأن الطين مادة هشة وأن استخدامها مقتصر على الفقراء‪ .‬دراسة غير رسمية‬
‫في الهند كشفت أن الصورة النمطية للطين وارتباطه بالفقر هي سبب رئيس‪##‬ي‬
‫في عدم قبوله كمادة بناء (‪.)Kulshreshtha et al., 2020‬‬

‫‪19‬‬
‫من األمثل‪##‬ة على الهياك‪##‬ل القديم‪##‬ة‪ ،‬الخ‪##‬زائن الطيني‪##‬ة في معب‪##‬د رمس‪##‬يس‬
‫الثاني‪ ،‬الرمسيوم‪ ،‬باألقصر‪ ،‬التي تعود إلى الق‪##‬رن الث‪##‬الث عش‪##‬ر قب‪##‬ل الميالد‪،‬‬
‫حيث يتك‪##‬ون ك‪##‬ل قب‪##‬و من أرب‪##‬ع طبق‪##‬ات من الطين المغطى (‪Van Beek,‬‬
‫‪ .)1987‬وُيع‪###‬د المب‪###‬نى الجن‪###‬ائزي للمل‪###‬ك ‪ Khasekhemwy‬في مدين‪###‬ة‬
‫‪ ،Hierakonpolis‬المعروف حالًيا بأبي‪##‬دوس في ص‪##‬عيد مص‪##‬ر‪ ،‬واح ‪ً#‬د ا من‬
‫أقدم المباني الطينية في العالم‪ ،‬يعود تاريخه إلى ‪ 2700‬قبل الميالد‪ ،‬وُيع‪##‬رف‬
‫أيًض ا باسم "شونة الزبيب"‪ ،‬ويبلغ ارتفاع‪#‬ه ح‪#‬والي ‪ 12‬م‪#‬تًر ا م‪#‬ع ج‪#‬دران من‬
‫الَلِبن بسمك ‪ 5‬أمتار (‪.)Wilkinson, 2001‬‬
‫الشكل (‪ .)3‬جدران الطين لمبنى شونة ال‪##‬زبيب بمدين‪##‬ة ابي‪##‬دوس بص‪##‬عيد‬
‫مصر‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫منذ عام ‪ُ ،2007‬يدير معهد الفن‪##‬ون الجميل‪##‬ة في نيوي‪##‬ورك ب‪##‬رامج ل‪##‬دعم‬
‫الحفاظ على الجدران القديمة‪ُ .‬يعتقد أن الوصمة السلبية المرتبطة بالطين تنب‪##‬ع‬
‫من التعاون الصناعي‪ ،‬الذي ُيسهم في تشويه سمعة الطين كم‪##‬ادة بن‪##‬اء لحماي‪##‬ة‬
‫مصالحهم (‪ .)Dethier, 1982‬وُت دفع تكلف‪##‬ة ه‪##‬ذا ال‪##‬رأي بزي‪##‬ادة اس‪##‬تهالك‬
‫الطاقة في عمليات التصنيع‪ ،‬وزي‪##‬ادة التل‪##‬وث‪ ،‬وتقليص القيم التقليدي‪##‬ة والبيئي‪##‬ة‬
‫المرتبطة بالطين كمادة بناء دائمة‪ ،‬والتي تم بناؤها بأيدي اإلنسان‪.‬‬
‫‪ .2-2-4‬الطين كمادة بناء‪:‬‬
‫الطين‪ ،‬مزيج متنوع من التراب والطمي والرمل وأحياًن ا الحص‪##‬ى‪ُ ،‬يع‪##‬د‬
‫مكوًن ا أساس‪ً##‬يا في هندس‪##‬ة الم‪##‬واد (‪ُ .)Minke, 2013‬يمكن للمص‪##‬ممين‬
‫والحرفيين تحديد تركيبة الطين وتقنيات تش‪##‬كيله‪ ،‬حيث ُيس‪##‬تخدم الرم‪##‬ل كم‪##‬ادة‬
‫مالئة‪ ،‬الطين كرابط‪ ،‬والقش لمن‪##‬ع التش‪##‬ققات‪ .‬الَلِبن‪ ،‬أو البن‪##‬اء ب‪##‬الطين‪ُ ،‬يص‪##‬نع‬
‫بإضافة األلياف إلى الطين وتشكيله في قوالب‪.‬‬
‫الطين يتواجد في أربع حاالت‪ :‬سائل‪ ،‬ولدن‪ ،‬شبه ص‪##‬لب‪ ،‬وص‪##‬لب‪ .‬ه‪##‬ذه‬
‫الخصائص ُت تيح اس‪##‬تخدامه في مجموع‪##‬ة متنوع‪##‬ة من الس‪##‬ياقات‪ ،‬س‪##‬واء على‬
‫نطاق صغير كعناصر منفص‪##‬لة أو على نط‪##‬اق واس‪##‬ع لتش‪##‬كيل أس‪##‬طح كب‪##‬يرة‪،‬‬
‫معتمًد ا على الظروف المناخي‪##‬ة والم‪##‬وارد المحلي‪##‬ة والمش‪##‬اركة المجتمعي‪##‬ة في‬
‫البناء‪.‬‬
‫تطور استخدام الطين من العمارة الكالس‪#‬يكية الجدي‪#‬دة إلى الحداث‪#‬ة‪ُ .‬يق‪#‬دم‬
‫‪ Semper‬في "العناصر األربعة للهندسة المعمارية" (‪ ،)1989‬نظ‪##‬رة على‬
‫أصول العمارة من منظ‪#‬ور التط‪#‬ور البش‪#‬ري‪ُ ،‬مش‪#‬يًر ا إلى األس‪#‬س ال‪#‬تي ُتب‪#‬نى‬
‫عليها مختلف الطرائق والتقاليد في اس‪#‬تخدام الطين كم‪#‬ادة بن‪#‬اء‪ ،‬وُيع‪#‬د الموق‪##‬د‬
‫من الخزف والتل من الطين (‪ .)Semper, 1989‬في القرنين التاسع عشر‬
‫والعشرين‪ ،‬استلهم مهندسون مثل ‪ Antonio Gaudi‬من التربة المدكوك‪##‬ة‪،‬‬
‫واس‪##‬تخدمها في مش‪##‬اريع مث‪##‬ل حديق‪##‬ة ‪ Eusebi Güell‬في برش‪##‬لونة ع‪##‬ام‬
‫‪.1884‬‬

‫‪21‬‬
‫بع‪##‬د الح‪##‬رب العالمي‪##‬ة األولى‪ ،‬بس‪##‬بب نقص الم‪##‬واد‪ ،‬اق‪##‬ترح المهندس‪##‬ون‬
‫اس‪##‬تخدام الطين في البن‪##‬اء‪ .‬الس‪##‬ير ‪ Edwin Lutyens‬و‪Adolf Loos‬‬
‫اس‪####‬تخدما الطين في مش‪####‬اريعهما‪ ،‬و‪ Le Corbusier‬في كتاب‪####‬ه ‪Les‬‬
‫)‪ ،Constructions 'Murondins' (1942‬و‪Frank Lloyd‬‬
‫‪ Wright‬في مشروع ‪ ،Broadacre City‬استكشفوا استخدام الطين كح‪##‬ل‬
‫لإلسكان في ظل تحديات الحرب ونقص العمالة‪.‬‬
‫‪ .2-3‬استخدام الطين في البناء‪:‬‬
‫‪ .2-3-1‬البناء بالطين‪:‬‬
‫البناء بالطين‪ ،‬الذي كان ُيش‪#‬كل حرفًي ا األس‪#‬اس للم‪#‬دن القديم‪#‬ة‪ ،‬ال ي‪#‬زال‬
‫ُيعتبر الم‪##‬ادة األثري‪##‬ة األساس‪##‬ية ال‪##‬تي ُتش‪##‬ير إلى األنم‪##‬اط المتبع‪##‬ة في عملي‪##‬ات‬
‫البناء‪ .‬كقطعة أثرية‪ ،‬يحمل البناء بالطين معلومات قيمة حول ط‪##‬رق تص‪##‬نيعه‬
‫واستخدامه في الهياكل‪ ،‬مما يعكس الخيارات البنائية المتبعة‪.‬‬
‫ق‪##‬وة الج‪##‬دار المص‪##‬نوع من الطين تعتم‪##‬د بش‪##‬كل كب‪##‬ير على ج‪##‬ودة الطين‬
‫ومهارة البّن اء‪ .‬وعلى الرغم من ضعف قوة الشد لاللطين‪ ،‬فإن قوته الضاغطة‬
‫كافية لدعم األبنية القديمة (‪ .)Wright, 1985‬متانة الجدار تعتمد على بقائه‬
‫جاًفا؛ لذا يجب اس‪##‬تخدام طين ج‪##‬اف أثن‪##‬اء البن‪##‬اء ومعالج‪##‬ة الوج‪##‬وه الخارجي‪##‬ة‬
‫للجدار بجص طيني للحفاظ عليه‪ .‬ب‪##‬دون ه‪##‬ذه اإلج‪##‬راءات‪ ،‬ق‪##‬د تتآك‪##‬ل الوج‪##‬وه‬
‫الخارجي‪#‬ة للج‪##‬دار وتتط‪#‬ور مس‪#‬تويات االنقس‪#‬ام بس‪#‬بب الرطوب‪#‬ة‪ .‬في العص‪##‬ر‬
‫البرونزي ببالد الشام‪ ،‬كانت الجدران المصنوعة من البناء بالطين ُتبنى دائًم ا‬
‫تقريًبا فوق أساس حجري بسيط لتوفير االستقرار ومنع التآكل بفع‪##‬ل المي‪##‬اه أو‬
‫الرطوبة الصاعدة من األرض‪.‬‬
‫المالط ُيعد عنصًر ا حاسًما للسالمة الهيكلية لجدار البناء بالطين‪ .‬إذا ك‪#‬ان‬
‫المالط أقوى من الطين‪ ،‬فقد يؤدي ذلك إلى تكسير الطين‪ ،‬وإذا ك‪##‬ان أض‪##‬عف‪،‬‬
‫ف‪###‬إن الفج‪###‬وات بين الطين ُتص‪###‬بح نق‪###‬اط ض‪###‬عف (‪ .)Wright, 1985‬في‬
‫العص‪##‬ور القديم‪##‬ة‪ ،‬ك‪##‬ان المالط ُيص‪##‬نع بتركيب‪##‬ة مش‪##‬ابهة للطين وُيس‪##‬تخدم بين‬
‫‪22‬‬
‫الصفوف األفقية وأحياًن ا الرأسية للطين‪ .‬لتقلي‪##‬ل اإلجه‪##‬اد وزي‪##‬ادة ق‪##‬وة الج‪##‬دار‪،‬‬
‫ُيرتب الطين بنم‪##‬ط متراب‪##‬ط لتوزي‪##‬ع الض‪##‬غط بالتس‪##‬اوي (‪.)Kemp, 2000‬‬
‫تقنيات ربط الطين في بالد الشام كانت أساسية ومتنوعة‪ ،‬وغالًبا ما تتكون من‬
‫رابطة جارية (‪.)Spencer, 1979‬‬
‫لربط أطراف الجدار بقلبه‪ ،‬كان يتم دمج الطين المس‪##‬تطيل على الح‪##‬واف‬
‫وترتيب‪##‬ه ك‪##‬رؤوس ونق‪##‬االت بالتن‪##‬اوب (الش‪##‬كل ‪ .)4‬المالط ك‪##‬ان يش‪##‬كل في‬
‫المتوس‪##‬ط ح‪##‬والي ‪ %13‬من الحجم اإلجم‪##‬الي للهيك‪##‬ل‪ ،‬مم‪##‬ا ُي برز أهميت‪##‬ه في‬
‫عملية البن‪##‬اء‪ .‬وك‪##‬ان ُيس‪##‬تخدم ج‪##‬زء من خلي‪##‬ط الطين كمالط‪ُ ،‬ينق‪##‬ل رطًب ا إلى‬
‫موقع البناء لالستخدام الفوري‪ ،‬أو ُيشتق من الركام المعاد تدويره ب‪##‬القرب من‬
‫الموقع‪.‬‬
‫الشكل (‪ .)4‬جدار من البناء بالطين والمدعم بالمالط الطيني أثناء عملي‪##‬ة‬
‫البناء‪.‬‬

‫الجص الطيني هو العنصر األخير الرئيس‪##‬ي لج‪##‬دار الطين‪ُ .‬يص‪##‬نع ع‪##‬ادًة‬


‫من خلي‪##‬ط طي‪##‬ني مش‪##‬ابه للطين والمالط‪ ،‬ولكن ب‪##‬تراب أك‪##‬ثر نعوم‪##‬ة وأق‪##‬ل‬
‫شوائب‪ .‬بعد وضع الطين وجفاف المالط‪ُ ،‬يطلى الج‪##‬دار ب‪##‬الجص الطي‪##‬ني من‬

‫‪23‬‬
‫الداخل والخارج (الشكل ‪ .)5‬الجص ُيعزز االستقرار الهيكلي‪ ،‬يمنع الرطوب‪##‬ة‬
‫وُيقدم مظهًر ا جمالًيا‪ .‬يحتاج إلى صيانة منتظمة للحفاظ على سالمة الجدار‪.‬‬
‫الشكل (‪ .)5‬تغطية الوجه الداخلي لجدار البناء بالطين بالجص الطيني‪.‬‬

‫بالتالي‪ ،‬تتضمن عملية البناء بالبناء بالطين استخدام م‪##‬واد طيني‪##‬ة متع‪##‬ددة‬
‫إلنش‪##‬اء بني‪##‬ة متين‪##‬ة‪ .‬وُيع‪##‬د الطين نفس‪##‬ه ذو قيم‪##‬ة كب‪##‬يرة لتحدي‪##‬د أنم‪##‬اط البن‪##‬اء‬
‫المختلف‪###‬ة‪ .‬في تحلي‪###‬ل البن‪###‬اء ب‪###‬الطين‪ ،‬يجب األخ‪###‬ذ بعين االعتب‪###‬ار ع‪###‬املين‬
‫أساس‪#‬يين‪ :‬ت‪#‬ركيب الطين وأبع‪#‬اده‪ .‬بش‪#‬كل ع‪#‬ام‪ ،‬يك‪#‬ون الطين في موق‪#‬ع واح‪#‬د‬
‫تركيبة مماثلة‪ ،‬ألنها مصنوعة عموًما من م‪##‬واد متش‪##‬ابهة ويتم تص‪##‬نيعها وفًق ا‬
‫لمع‪##‬ايير مماثل‪##‬ة‪ .‬وبالمث‪##‬ل‪ ،‬ك‪##‬ان ص‪##‬انعو الطين الق‪##‬دامى يص‪##‬بونه باس‪##‬تخدام‬

‫‪24‬‬
‫مجموعات من القوالب التي تنتج طينات متماثل‪##‬ة لناحي‪##‬ة الحجم من أج‪##‬ل بن‪##‬اء‬
‫جدران ذات أبعاد منتظمة؛ وبما أن مجموعات القوالب ذاتها قد أنتجت كميات‬
‫هائلة من الطين‪ ،‬ف‪##‬إن النم‪##‬ط المعم‪##‬اري للمس‪##‬توطنات يجب أن تظه‪##‬ر أنماط‪ً#‬ا‬
‫متسقة مع تباينات محدودة‪.‬‬
‫‪ .2-3-2‬البناء بالطين كمادة بناء بديلة‪:‬‬
‫ارتفاع تكاليف مواد البناء جعل من تطوير المس‪##‬اكن تح‪#‬دًيا مالًي ا كب‪##‬يًر ا‪،‬‬
‫خاصًة للسكان ذوي ال‪##‬دخل المنخفض ح‪##‬ول الع‪##‬الم‪ ،‬مم‪##‬ا يح‪##‬ول دون ق‪##‬درتهم‬
‫على بناء أو امتالك منازل‪ .‬وقد ظل خفض تكلفة البناء الح‪##‬ديث أم‪ً##‬ر ا ص‪##‬عب‬
‫المنال بسبب ارتفاع أسعار صناعة ونقل الم‪##‬واد األولي‪##‬ة‪ .‬التط‪##‬ورات األخ‪##‬يرة‬
‫في تكنولوجي‪##‬ا البن‪##‬اء بالبن‪##‬اء ب‪##‬الطين أدت إلى زي‪##‬ادة القب‪##‬ول االجتم‪##‬اعي له‪##‬ذا‬
‫الن‪##‬وع من الس‪##‬كن بين مختل‪##‬ف الطبق‪##‬ات االجتماعي‪##‬ة‪ ،‬وم‪##‬ع تزاي‪##‬د ال‪##‬وعي‬
‫بالتكاليف البيئية واالجتماعية واالقتصادية لط‪##‬رق البن‪##‬اء التقليدي‪##‬ة‪ ،‬ب‪##‬دأ ُينظ‪##‬ر‬
‫إلى البناء بالبناء بالطين كجزء من حل المشكالت المعقدة المتعلقة باالستدامة‪.‬‬
‫ُيعتبر البناء بالبناء بالطين نشاًط ا تعاونًي ا ُيس‪##‬هم في تعزي‪##‬ز المب‪##‬ادرات الذاتي‪##‬ة‬
‫داخل المجتمعات التي توفر الموارد والمنهجيات الالزمة (‪.)Maini, 2005‬‬
‫وفًق ا لـ )‪ ،Burroughs (2008‬ال توج‪##‬د م‪##‬ادة بن‪##‬اء أخ‪##‬رى تض‪##‬اهي‬
‫البناء بالطين في عالقته بالبيئة‪ .‬وق‪##‬د أثبتت التج‪##‬ارب أن البن‪##‬اء ب‪##‬الطين يتمت‪##‬ع‬
‫بديمومة عالية‪ ،‬خاصًة مع الزيادات المس‪##‬تمرة في تك‪##‬اليف إنت‪##‬اج م‪##‬واد البن‪##‬اء‬
‫الحديث‪##‬ة‪ .‬وُيش‪##‬ير ‪ Doat‬وزمالؤه (‪ )1991‬إلى أن االس‪##‬تخدام الفّع ال للطين‬
‫ُيقلل من التكاليف وُينتج مباني مريح‪##‬ة للس‪##‬كن‪ .‬وُتع‪##‬د م‪##‬واد البن‪##‬اء ب‪##‬الطين في‬
‫البل‪##‬دان النامي‪##‬ة رخيص‪##‬ة ومت‪##‬وفرة بك‪##‬ثرة وس‪##‬هلة التش‪##‬كيل (‪Adam and‬‬
‫‪.)Agib, 2001‬‬
‫ُأج‪#‬ريت العدي‪#‬د من الدراس‪#‬ات ح‪#‬ول الع‪#‬الم على البن‪#‬اء ب‪#‬الطين وتقني‪#‬ات‬
‫بنائه‪ ،‬بما في ذلك تثبيت التربة إلنتاج طين طيني بمتان‪##‬ة وق‪##‬وة تحم‪##‬ل عالي‪##‬ة‪،‬‬

‫‪25‬‬
‫وُتش‪##‬ير األدبي‪##‬ات إلى أن الطين اللبن يظ‪##‬ل م‪##‬ادة بن‪##‬اء أساس‪##‬ية بس‪##‬بب ارتف‪##‬اع‬
‫تكاليف استهالك الطاقة إلنتاج مواد البناء الحديثة (‪.)Amadi, 2010‬‬
‫‪ .2-3-3‬الطين المستخدم‪:‬‬
‫ُيع‪#‬د الطين م‪#‬ادة خ‪##‬ام رئيس‪#‬ية للبن‪#‬اء وق‪##‬د اس‪ُ#‬تخدم في بن‪#‬اء الم‪#‬أوى من‪#‬ذ‬
‫العص‪###‬ور القديم‪###‬ة‪ .‬وفًق ا لـ ‪ Moses‬وآخ‪###‬رون (‪ ،)2020‬يعيش ‪ ٪80‬من‬
‫س‪##‬كان الع‪##‬الم الح‪##‬اليين في هياك‪##‬ل من الطين‪ ،‬وال ي‪##‬زال ُيس‪##‬تخدم على نط‪##‬اق‬
‫واسع في البلدان النامي‪##‬ة‪ .‬يتم‪##‬يز الطين بكون‪##‬ه م‪##‬ادة رخيص‪##‬ة وص‪##‬ديقة للبيئ‪##‬ة‬
‫ومت‪##‬وفرة ب‪##‬وفرة في معظم أنح‪##‬اء الع‪##‬الم‪ ،‬مم‪##‬ا ُيع‪##‬زز اس‪##‬تخدامه كم‪##‬ادة بن‪##‬اء‪،‬‬
‫خاصًة في البلدان النامية‪ .‬وُيشير )‪ Keefe (2012‬إلى أن المب‪##‬اني الطيني‪##‬ة‬
‫متينة وُتمثل بعًض ا من أقدم المباني الموجودة في العالم‪.‬‬

‫ُت قدم المباني المصنوعة من الطين مزايا كبيرة بفضل مقاومتها الحرارية‬
‫في المناخات الحارة‪ ،‬ولكنها تحتاج إلى تعزي‪##‬ز بم‪##‬واد مث‪##‬ل قص‪##‬ب الخ‪##‬يزران‬
‫لتحسين متانتها‪ .‬وُيعزى استخدام البناء بالطين على نطاق واس‪##‬ع إلى بس‪##‬اطته‬
‫في التصميم والتصنيع واالقتصاد في اإلنشاء (‪.)Musa et al., 2021‬‬

‫ُيعتبر الطين من أقدم المواد الخام المستدامة المستخدمة في تشييد المباني‬


‫منذ العصور القديمة (‪ .)Sruthi, 2013‬يعود تاريخ البناء بالطين اللبن إلى‬
‫أسوار أريحا التي ُبنيت حوالي ‪ 8300‬قبل الميالد‪ ،‬وُتعتبر األرض من أب‪##‬رز‬
‫مواد البن‪##‬اء في حض‪##‬ارات بالد م‪##‬ا بين النه‪##‬رين ال‪##‬تي تع‪##‬ود إلى ‪ 6000‬س‪##‬نة‬
‫مضت (‪ .)Debouches and Hashim, 2011‬وُيمكن الحصول على‬
‫الطين من مواقع متعددة مثل موقع المشروع نفسه‪ ،‬التربة التحتي‪##‬ة المحف‪##‬ورة‪،‬‬
‫المحاجر المحلية‪ ،‬ومواقع الهدم‪ .‬وُتعتبر الترب‪##‬ة الطيني‪##‬ة مناس‪##‬بة لتش‪##‬كيل طين‬
‫متماسك (‪ .)Houben and Guillaud, 2008‬وُت شير الدراسات إلى أن‬

‫‪26‬‬
‫استخدام مكونات ناعمة بنسبة أقل من ‪ ٪20‬في بن‪##‬اء ج‪##‬دار الترب‪##‬ة المدكوك‪##‬ة‬
‫بإض‪##‬افة الالت‪##‬ريت أو الطين ُيزي‪##‬د من ق‪##‬وة الج‪##‬دار (‪Jayasighe and‬‬
‫‪.)Kariyawasam, 2007‬‬

‫‪ .2-3-4‬تكوين البناء بالطين‪:‬‬


‫تتسم جودة المواد األولية المس‪##‬تعملة في تص‪##‬نيع البن‪##‬اء ب‪##‬الطين بالتب‪##‬اين‪،‬‬
‫وفًقا لمحت‪##‬وى الرم‪##‬ل‪ ،‬الطمي‪ ،‬الطين‪ ،‬الم‪##‬واد العض‪##‬وية‪ ،‬والكربون‪##‬ات‪ .‬يش‪##‬ير‬
‫روزن (‪ )1986‬إلى أن الكربون‪###‬ات تس‪###‬اهم في تعزي‪###‬ز ق‪###‬وة الطين‪ ،‬ويمكن‬
‫استخالصها من الرماد‪ ،‬في حين يشكل الرمل والحصى والجسيمات الصغيرة‬
‫كالشظايا الفخارية والعظام إطاًر ا هيكلًيا يتمسك به الطين والمكونات الدقيقة‪.‬‬

‫يس‪##‬اعد الرم‪##‬ل في تقلي‪##‬ل أخط‪##‬ار تش‪##‬قق الطين نتيج‪##‬ة االنكم‪##‬اش خالل‬


‫مرحلة التجفيف األولي والتمدد الناجم عن التغيرات الرطيني‪##‬ة‪ .‬لكن‪ ،‬اإلف‪##‬راط‬
‫في استخدام الرمل قد يؤدي إلى إنتاج طين هش ومعرض للتفتت‪.‬‬
‫كما يبين فتحي (‪ ،)2013‬يعتبر الطين المكون األساسي للطين المجف‪##‬ف‬
‫تحت أش‪##‬عة الش‪##‬مس‪ ،‬حيث يض‪##‬في كثاف‪##‬ة على الطين ويعم‪##‬ل كم‪##‬ادة رابط‪##‬ة‬
‫للمكونات األخرى‪ ،‬معزًز ا مقاومته للتآكل المائي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن اإلف‪##‬راط في‬
‫الطين قد يضر بجودة الطين‪ ،‬مما قد ي‪##‬ؤدي إلى انكماش‪##‬ه وتش‪##‬ققه تحت ت‪##‬أثير‬
‫الحرارة الجافة‪ .‬تساعد مواد التقسية في تقليل لزوج‪#‬ة الخلي‪#‬ط وتس‪#‬هيل عملي‪#‬ة‬
‫الخلط‪ ،‬واألهم من ذلك‪ ،‬تحسين قوة الشد للطين بشكل ملحوظ‪.‬‬
‫يعد القش‪ ،‬وأحياًن ا القشر‪ ،‬المادة المفض‪##‬لة عالمًي ا لتعزي‪##‬ز ص‪##‬البة البن‪##‬اء‬
‫بالطين؛ وفي حال عدم توفرها‪ ،‬يمكن اللجوء إلى بدائل كالحشائش المفرومة‪،‬‬
‫لح‪##‬اء األش‪#‬جار‪ ،‬وش‪#‬ظايا الفخ‪##‬ار‪ .‬يف‪##‬رق هيلم‪#‬ان (‪ )1984‬بين أن‪#‬واع الم‪#‬واد‬
‫النباتية المستخدمة في صناعة الطين بناًء على مص‪##‬درها وطريق‪##‬ة معالجته‪##‬ا‪،‬‬
‫‪27‬‬
‫موض‪ً##‬ح ا األدوار المختلف‪##‬ة ال‪##‬تي تؤديه‪##‬ا‪" )1( :‬القش الخفي‪##‬ف المج‪##‬زأ" يعت‪##‬بر‬
‫األكثر شيوًع ا في البناء بالطين؛ (‪" )2‬التبن المتوسط الخشن المذرى" يستخدم‬
‫غالًبا في الجص الطيني أو كوقود؛ و(‪" )3‬القشر" يس‪##‬تخدم في ص‪##‬ناعة الطين‬
‫أو جص الجدران‪ .‬تؤدي هذه الم‪##‬واد النباتي‪##‬ة الغني‪##‬ة باأللي‪##‬اف دوًر ا حيوًي ا في‬
‫منع التشققات أثناء التجفيف‪ ،‬تسريع عملية التجفيف‪ ،‬تقلي‪##‬ل الكثاف‪##‬ة الظاهري‪##‬ة‬
‫للطين‪ ،‬وزي‪##‬ادة ق‪##‬وة الش‪##‬د‪ ،‬مم‪##‬ا يع‪##‬الج أح‪##‬د العي‪##‬وب األساس‪##‬ية للطين‪ .‬تتب‪##‬اين‬
‫الحاجة إلى اس‪##‬تخدام ه‪##‬ذه الم‪##‬واد بن‪##‬اًء على ج‪##‬ودة الرواس‪##‬ب‪ ،‬لكن القش ك‪##‬ان‬
‫يستخدم بشكل شبه دائم في صناعة الطين في بالد الشام‪.‬‬

‫ال يتوفر القش دائًما طوال العام‪ ،‬ويكون متاًح ا بشكل رئيسي بعد حص‪##‬اد‬
‫القمح‪ ،‬مم‪##‬ا يش‪##‬كل تح‪#‬دًيا في عملي‪##‬ات البن‪##‬اء‪ ،‬خاص‪##‬ة في المش‪##‬اريع الك‪##‬برى‪.‬‬
‫يتطلب صنع الطين المجفف بالشمس خبرة تقنية محددة‪ ،‬ويشمل عدة خطوات‬
‫أساسية‪ )1( :‬تحضير مس‪#‬احة واس‪#‬عة لتجفي‪#‬ف الطين؛ (‪ )2‬اختي‪#‬ار الرواس‪#‬ب‬
‫المناسبة واستخراجها؛ (‪ )3‬خلط الرواسب بالماء وم‪##‬واد التقس‪##‬ية؛ (‪ )4‬ص‪##‬ب‬
‫الطين في قوالب وإزالة الفائض؛ و(‪ )5‬ترك الطين ليج‪##‬ف لم‪##‬دة أس‪##‬بوع‪ ،‬م‪##‬ع‬
‫تقليبه بشكل دوري‪ .‬ينصح فتحي (‪ )1969‬بأن يترك خليط الطين لمدة تص‪##‬ل‬
‫إلى ‪ 48‬س‪###‬اعة للس‪###‬ماح بتخم‪###‬ر القش‪ ،‬مم‪###‬ا يع‪###‬زز ق‪###‬وة الطين ويقل‪###‬ل من‬
‫امتصاصه للرطينة‪ ،‬ويوحد ملمسه‪ .‬تعتمد مواقع تصنيع الطين بش‪##‬كل أساس‪##‬ي‬
‫على توفر الرواسب‪ ،‬الماء‪ ،‬والمس‪##‬احة المفتوح‪##‬ة‪ ،‬وتش‪##‬كل ه‪##‬ذه العوام‪##‬ل مًع ا‬
‫تحدًيا إلنتاج الطين بكفاءة وبتكلفة معقولة‪ .‬كانت الرواسب ُت ستخرج من "حفر‬
‫استخراج الطين"‪ ،‬والتي يمكن تحديدها أثرًيا‪ ،‬وقد تراكمت كمي‪##‬ات كب‪##‬يرة من‬
‫الطمي على مر السنين في جنوب بالد الشام‪ ،‬مما جعل هذه الحفر غير مرئية‬
‫بالتقني‪##‬ات الحديث‪##‬ة‪ .‬ك‪##‬انت حق‪##‬ول الطين في بالد م‪##‬ا بين النه‪##‬رين تق‪##‬ع ع‪##‬ادًة‬
‫ب‪##‬القرب من حق‪##‬ول مزروع‪##‬ة أو مج‪##‬اري مائي‪##‬ة‪ ،‬بينم‪##‬ا في بالد الش‪##‬ام‪ ،‬ك‪##‬انت‬
‫ُت صنع بالقرب من الماء وحيث تتوفر مس‪##‬احة كافي‪##‬ة للتجفي‪##‬ف‪ .‬ك‪##‬انت الحاج‪##‬ة‬
‫إلى الماء كبيرة خالل عملي‪##‬ة التص‪##‬نيع حيث تبل‪##‬غ النس‪##‬بة المطلوب‪##‬ة من الم‪##‬اء‬
‫‪28‬‬
‫حوالي ج‪#‬زء واح‪#‬د من الم‪#‬اء إلى ثالث‪#‬ة أج‪#‬زاء من الرواس‪#‬ب حجم‪ً#‬ا لتش‪#‬كيل‬
‫خليط الطين (‪ .)Wright, 2005‬كما شّك ل الوقت الذي يستغرقه الطين حتى‬
‫يجف بشكل صحيح أح‪##‬د العوام‪##‬ل المح‪##‬ددة لإلنت‪##‬اج‪ ،‬إذ لن يتمكن حق‪##‬ل الطين‬
‫من إنتاج المزيد من الطين حتى تت‪#‬وفر مس‪#‬احة جدي‪#‬دة للتجفي‪#‬ف‪ ،‬وخالل ه‪#‬ذه‬
‫الفترة التجفيف‪ ،‬وفي بالد الشام وبالد ما بين النه‪##‬رين‪ ،‬يجب أن تقتص‪##‬ر ه‪##‬ذه‬
‫العملية على الفصل الجاف لتسهيل عملية تجفيف الطين‪.‬‬
‫‪ .2-3-5‬أبعاد البناء بالطين‪:‬‬
‫تتجلى أهمي‪##‬ة البحث في أبع‪##‬اد الطين‪ ،‬على آث‪##‬اره المهم‪##‬ة على أنم‪##‬اط‬
‫البناء‪ .‬يوفر الطين مصدًر ا جيدًا الستنتاج ممارسات البناء القديمة‪ ،‬نظًر ا ألن‪##‬ه‬
‫تم تص‪##‬نيعه "ليتناس‪##‬ب"‪ ،‬حيث يتم تش‪##‬كيله بأبع‪##‬اد معين‪##‬ة من أج‪##‬ل اس‪##‬تخدامه‬
‫بفعالية في الجدران‪ .‬في حين أنه من الص‪##‬عب منهجًي ا تحلي‪##‬ل مجموع‪##‬ة أبع‪##‬اد‬
‫الطين المتاحة من تقارير التنقيب المتباينة‪ ،‬والتي غالبًا ما تصف بش‪##‬كل غ‪##‬ير‬
‫متناسب أنواع الطين في المواقع‪ ،‬فإن بعض األنماط العامة تسمح بمالحظ‪##‬ات‬
‫أولية مهمة‪.‬‬
‫بشكل عام‪ ،‬يبدو أن الطين المس‪##‬تخدم للبن‪##‬اء الطي‪##‬ني في بالد الش‪##‬ام أك‪##‬بر‬
‫حجم ‪ً#‬ا من الطين في مص‪##‬ر وبالد م‪##‬ا بين النه‪##‬رين‪ ،‬مم‪##‬ا يش‪##‬ير إلى تفض‪##‬يل‬
‫محتم‪##‬ل للكف‪##‬اءة الحجمي‪##‬ة؛ أو ق‪##‬د يرتب‪##‬ط ه‪##‬ذا االختالف بت‪##‬وافر الم‪##‬واد الخ‪##‬ام‬
‫المناس‪##‬بة األك‪##‬ثر مالءم‪##‬ة لتص‪##‬نيع الطين المث‪##‬الي‪ .‬في حين أن الرواس‪##‬ب في‬
‫مصر وبالد ما بين النهرين تميل إلى أن تحتوي على كميات أكبر من الطين‪،‬‬
‫وبالتالي ال بد من أن إضافة كميات أكبر من الرمل والقش لجعل قوامها أك‪##‬ثر‬
‫مالئمة‪ .‬تميل الرواسب المختلفة في جميع أنحاء بالد الش‪##‬ام إلى أن يك‪##‬ون له‪##‬ا‬
‫توزيع أكثر توازن‪ً#‬ا ألحج‪##‬ام الجس‪##‬يمات‪ ،‬مم‪##‬ا يجع‪##‬ل الرواس‪##‬ب أك‪##‬ثر مالءم‪##‬ة‬
‫بش‪##‬كل ط‪##‬بيعي لتص‪##‬نيع الطين‪ .‬كلم‪##‬ا ك‪##‬ان حجم الطين أك‪##‬بر ب‪##‬أي ح‪##‬ال من‬
‫األحوال‪ ،‬كلم‪##‬ا زادت كتلت‪##‬ه مم‪##‬ا ي‪##‬ؤدي إلى تق‪##‬ويض ق‪##‬وة الش‪##‬د الخاص‪##‬ة ب‪##‬ه؛‬
‫ولذلك‪ ،‬فإن عدم توفر التركيبة المادية األساسية بشكل ك‪##‬اٍف ح‪##‬دت من الحجم‬
‫العملي للطين المص‪##‬نعة على نط‪##‬اق واس‪##‬ع‪ .‬يمث‪##‬ل ال‪##‬وزن األمث‪##‬ل لنق‪##‬ل الطين‬
‫‪29‬‬
‫أحدد المحددات الرئيسية لزيادة حجم الطين‪ ،‬كما أن نقل عدة طين‪##‬ات ص‪##‬غيرة‬
‫الحجم كان أيسر من نقل طينة واح‪##‬دة بحجم كب‪##‬ير‪ ،‬كم‪##‬ا ويحت‪##‬اج الطين كب‪##‬ير‬
‫الحجم وقت تجفيف أطول مقارنًة بذات الحجم الصغير‪.‬‬
‫يتواجد الطين في بالد الش‪##‬ام في كال الش‪##‬كلين المس‪##‬تطيل المم‪##‬دود‪ ،‬وه‪##‬و‬
‫الش‪##‬كل التقلي‪##‬دي الش‪##‬ائع في مص‪##‬ر‪ ،‬والش‪##‬كل المرب‪##‬ع الش‪##‬ائع في بالد م‪##‬ا بين‬
‫النهرين‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬عند الفحص الدقيق‪ ،‬يبدو أن الطين المشرقي ال يمتلك إال‬
‫عددًا قليًال من القواسم المشتركة مع أبعاد الطين في مصر‪ ،‬والتي تكون ع‪##‬ادًة‬
‫أصغر في الحجم وتمتاز بأن طوله‪##‬ا أك‪##‬بر من عرض‪##‬ها (;‪Hesse, 1970‬‬
‫‪ .)Kemp, 2000; Spencer, 1979‬ومع ذلك يتشابه الطين المشرقي‬
‫بالشكل قليًال م‪##‬ع طين بالد م‪##‬ا بين النه‪##‬رين‪ ،‬ولكن يظه‪##‬ر بأن‪##‬ه أك‪##‬ثر س‪##‬مكًا (‬
‫‪.)Powell, 1982; Robson, 1999‬‬
‫قيست ابعاد الطين بوحدات قياسية تقريًبا لل‪##‬ذراع "الع‪##‬ادي" (ح‪##‬والي ‪50‬‬
‫سم) وال‪##‬ذراع "القص‪##‬ير" (ح‪##‬والي ‪ 40‬س‪##‬م)‪ ،‬باإلض‪##‬افة إلى ش‪##‬يء أق‪##‬رب إلى‬
‫"الق‪##‬دم" (ح‪##‬والي ‪ 33‬س‪##‬م)‪ .‬وأقس‪##‬ام "النخي‪##‬ل" (ح‪##‬والي ‪ 11‬س‪##‬م) (‪Wright,‬‬
‫‪.)1985‬‬
‫‪ .2-3-6‬عملية إنتاج البناء بالطين‪:‬‬
‫يتم تصنيع البناء بالطين بشكل أساسي عن طريق خلط التراب مع الم‪##‬اء‬
‫ووض‪##‬ع الخلي‪##‬ط في ق‪##‬والب وتجفي‪##‬ف الطين في اله‪##‬واء الطل‪##‬ق‪ .‬غالًب ا م‪##‬ا يتم‬
‫إض‪##‬افة القش أو األلي‪##‬اف األخ‪##‬رى مث‪##‬ل قش‪##‬ر األرز ورم‪##‬اد أش‪##‬جار النخي‪##‬ل‬
‫ومش‪##‬تقات أش‪##‬جار النخي‪##‬ل ال‪##‬تي تمنح الطين م‪##‬يزة لناحي‪##‬ة تحس‪##‬ين ق‪##‬وة الش‪##‬د‬
‫للمساعدة في تحسين خصائصه وص‪##‬فاته‪ ،‬وق‪##‬د ح‪##‬دد ‪ Khadka‬و‪Shakya‬‬
‫)‪ (2015‬ثالث عمليات مختلفة إلنتاج البناء بالطين وهي‪ :‬تحضير الطين من‬
‫التراب‪ ،‬القولبة‪ ،‬والتجفيف‪:‬‬

‫‪30‬‬
‫أوًال‪ -‬تحضير الطين الترابي‪ :‬يتم عن طريق حفر ال‪##‬تراب وغربلت‪##‬ه بع‪##‬د‬
‫إزالة الطبق‪##‬ة العلي‪##‬ا إلزال‪##‬ة الحج‪##‬ارة والم‪##‬واد النباتي‪##‬ة‪ .‬تنقس‪##‬م عملي‪##‬ة تحض‪##‬ير‬
‫الطين إلى مرحلتين‪:‬‬
‫‪ .1‬المزج‪ :‬هي المرحلة التي يتم فيها إض‪##‬افة مختل‪##‬ف الم‪##‬واد الجاف‪##‬ة إلى‬
‫المزيج الترابي عبر توزيعها ثم خلطها جيدًا‪.‬‬
‫‪ .2‬ال‪###‬ترطيب‪ :‬يتم في ه‪###‬ذه المرحل‪###‬ة إض‪###‬افة الم‪###‬اء إلى طين األرض‬
‫وضغطه أو خلطه يدويًا للحصول على الطبيعة اللدنة وجعلها صالحة للقولبة‪.‬‬
‫ثاني‪ً#‬ا‪ -‬القولب‪#‬ة‪ :‬يتم في ه‪#‬ذه المرحل‪#‬ة تش‪#‬كيل الطين المحض‪#‬ر على ش‪#‬كل‬
‫طين بشكل عام (مستطيل أو مكعب)‪ .‬سابقًا وقديمًا كانت ه‪#‬ذ المرحل‪#‬ة تج‪#‬ري‬
‫يدوًيا باستخدام القولب‪##‬ة اليدوي‪##‬ة على نط‪##‬اق ص‪##‬غير أم‪##‬ا ح‪##‬ديثًا فق‪##‬د اس‪##‬تخدمت‬
‫القولبة بوساطة اآللة على نطاق واسع‪ ،‬بالنسبة لذوي ال‪##‬دخل المنخفض ال‪##‬ذين‬
‫ال يستطيعون تحمل تكلفة قولبة اآللة ما زالوا يستخدمون القولبة اليدوي‪##‬ة على‬
‫نطاق واسع‪ ،‬وفي هذه العملية تكون الق‪##‬وة البش‪##‬رية زهي‪##‬دة وبأس‪##‬عار معقول‪##‬ة‪.‬‬
‫تكون القوالب على أشكال مستطيلة مصنوعة من الخش‪##‬ب أو الف‪##‬والذ (الش‪##‬كل‬
‫‪.)6‬‬

‫‪31‬‬
‫الشكل (‪ .)6‬سكب خليط الطين يدويًا ضمن قوالب صناعة البناء بالطين‬
‫ثالثًا‪ -‬التجفيف‪ :‬يجف بعد عملية التشكيل‪ ،‬حيث يحتوي الطين على كمي‪##‬ة‬
‫من الرطوبة‪ .‬لذلك يتم تجفيف الطين الخام بعملية يدوية‪.‬‬
‫وفي السياق ذاته ي‪##‬ذكر ‪ Yehia‬و)‪ Kashwani (2013‬ب‪##‬أن عملي‪##‬ة‬
‫إنتاج البناء بالطين تتألف من ثالث مراحل وهي كالتالي‪:‬‬
‫‪ .1‬تحضير الطين الترابي أو البناء بالطين‪.‬‬
‫‪ .2‬صب الطين‪.‬‬
‫‪ .3‬تجفيف الطين بالهواء‪.‬‬
‫أوًال‪ -‬تحض‪###‬ير البن‪###‬اء ب‪###‬الطين‪ ،‬يتم حف‪###‬ر ال‪###‬تراب ووض‪###‬عه في أرض‬
‫مستوية‪ ،‬وتنظيفه من الشوائب ثم تجفيفه في الشمس لمدة يومين إلى ثالثة أيام‬
‫قبل خلطه باقي المكونات الجافة‪.‬‬
‫ثاني‪ً##‬ا‪ -‬يتم ص‪##‬ب الطين ي‪##‬دوًيا باس‪##‬تخدام القولب‪##‬ة اليدوي‪##‬ة أو ميكانيكًي ا‬
‫باس‪##‬تخدام القولب‪##‬ة اآللي‪##‬ة‪ .‬بالنس‪##‬بة للقولب‪##‬ة اليدوي‪##‬ة‪ ،‬يتم دف‪##‬ع الترب‪##‬ة وض‪##‬غطها‬
‫ض‪##‬من الق‪##‬الب لملء جمي‪#‬ع زواي‪#‬ا الق‪##‬الب‪ ،‬وتتم إزال‪##‬ة الترب‪#‬ة الزائ‪#‬دة إم‪#‬ا عن‬

‫‪32‬‬
‫طريق المسح بأداة خش‪#‬بية أو س‪#‬لك ض‪##‬من إط‪#‬ار‪ ،‬ثم يتم رف‪##‬ع الق‪##‬الب وي‪#‬ترك‬
‫الطين الخام على األرض‪ .‬تستخدم طريقة الصب اآللي لتصنيع عدد كبير من‬
‫الطين‪ .‬وتقسم اآلالت المستخدمة للقولبة عمومًا إلى نوعين‪:‬‬
‫• آالت الطين اللدن‪.‬‬
‫• آالت الطين الجاف‪.‬‬
‫في آلة الطين اللدن يتم ضغط ال‪##‬تراب أو الطين في الحال‪##‬ة اللدن‪##‬ة ض‪##‬من‬
‫فتح‪##‬ات مس‪##‬تطيلة بحجم يس‪##‬اوي ط‪##‬ول وع‪##‬رض الطين ثم يتم تقطيعه‪##‬ا إلى‬
‫شرائح بسمك الطين بوساطة أس‪#‬الك ض‪#‬من إط‪#‬ارات‪ .‬في آل‪#‬ة الطين الج‪#‬اف‪،‬‬
‫يتم تحويل التراب الجاف أو الطين إلى طين ترابي مملوء على شكل مسحوق‬
‫(الشكل ‪.)7‬‬

‫‪33‬‬
‫الشكل (‪ .)7‬صناعة البناء بالطين آليًا‪.‬‬
‫ثالثًا‪ .‬تجفيف الطين‪ :‬يتم ع‪#‬ادة عن طري‪#‬ق وض‪#‬ع الطين في حظ‪#‬ائر ذات‬
‫ج‪##‬وانب مفتوح‪##‬ة لض‪##‬مان حري‪##‬ة دوران اله‪##‬واء والحماي‪##‬ة من س‪##‬وء األح‪##‬وال‬
‫الجوية واألمطار‪ُ .‬يترك الطين ليجف ح‪##‬تى يص‪##‬ل لنس‪##‬بة رطين‪##‬ة ت‪##‬تراوح بين‬
‫‪ .%7-5‬تتراوح فترة التجفيف عادة من ‪ 7‬إلى ‪ 14‬يوًما‪.‬‬
‫‪ .2-3-7‬قوة الضغط للطين المستخدم في تشييد المباني‪:‬‬
‫تلعب ق‪##‬وة الض‪##‬غط لوح‪##‬دات البن‪##‬اء دوًر ا مهًم ا في متان‪##‬ة المب‪##‬نى وثبات‪##‬ه‬
‫ومتوسط قوته‪ ،‬حيث تعد ق‪##‬وة ض‪##‬غط الطين من البيان‪##‬ات الحيوي‪##‬ة للتحق‪##‬ق من‬
‫خصائص اإلنتاج المنتج‪ .‬تتطلب قوة الضغط للطين األرضي خاصيتين لجعله‬
‫قوًيا بدرجة كافية للبناء‪ ،‬قوة الضغط وقوة الشد (‪Joel and Mbapuun,‬‬
‫‪ .)2017‬يتم قي‪#‬اس ق‪#‬وة الض‪#‬غط بالميج‪#‬ا باس‪#‬كال (‪ )mpa‬وتبل‪#‬غ ق‪#‬وة البن‪#‬اء‬
‫بالطين الجيد المجفف شمسيًا حوالي ‪ 1.6‬إلى ‪ 1.9‬ميجا باس‪##‬كال‪ ،‬بينم‪##‬ا تبل‪##‬غ‬
‫قوة البناء بالطين المشوي حوالي ‪ 14‬ميجا باسكال‪ ،‬وت‪##‬تراوح ق‪##‬وة الخرس‪##‬انة‬
‫بين ‪ 15‬و‪ 25‬ميجا باسكال‪ ،‬وم‪##‬ع ذل‪##‬ك ف‪##‬إن إض‪##‬افة القش أو قش‪##‬ر األرز إلى‬
‫الطين أمر ضروري ألنه يزيد من قيمة الع‪##‬زل للطين ويعم‪##‬ل أيًض ا ك‪##‬الفوالذ‬
‫في الخرسانة‪.‬‬
‫تشير ق‪##‬وة الض‪##‬غط للطين إلى ق‪##‬درة الطين على التحم‪##‬ل أو بمع‪##‬نى آخ‪##‬ر‬
‫أقصى ض‪##‬غط يمكن أن يتحمل‪##‬ه الطين دون أن ينكس‪##‬ر‪ .‬ت‪##‬تراوح ق‪##‬وة الض‪##‬غط‬
‫القص‪##‬وى للطين ال‪##‬ترابي من ‪ 1.6‬إلى ‪ 1.9‬ميج‪##‬ا باس‪##‬كال‪ ،‬كم‪##‬ا تش‪##‬ير ق‪##‬وة‬
‫الضغط إلى أنها وحدة الحمل المطلوبة إلحداث تشوه دائم على المواد الهش‪##‬ة‪،‬‬
‫مثل البناء بالطين والخرسانة والحديد الزهر والسيراميك‪ .‬في هذه الحالة‪ ،‬قوة‬
‫الضغط هي مقاومة إجهاد القص داخل العين‪##‬ة حس‪##‬ب التعري‪##‬ف‪ ،‬وهي الحم‪##‬ل‬
‫اإلجمالي المطبق على العينة مقسوًما على مساحة المقطع العرضي للعينة‪.‬‬
‫قوة الضغط = ‪𝑙𝑜𝑎𝑑 𝑎𝑟𝑒𝑎 𝑋 100 𝑁/𝑚𝑚2‬‬

‫‪34‬‬
35
‫‪ .2-4‬البناء بالطين‪:‬‬
‫‪ .2-4-1‬البناء بالطين المحروق‪:‬‬
‫البناء بالطين المحروق هو مادة بناء تستخدم على نطاق واسع في جمي‪##‬ع‬
‫أنحاء العالم‪ .‬يتميز بمقاومته للظ‪##‬روف الجوي‪##‬ة الب‪##‬اردة والرطب‪##‬ة‪ ،‬مم‪##‬ا يجعل‪##‬ه‬
‫مثالًيا للبناء في المناطق ذات المناخات الباردة والمعتدلة‪.‬‬
‫في العصور القديمة‪ ،‬استخدم الرومان الطين المحروق في تشييد المباني‬
‫الدائم‪##‬ة‪ .‬ك‪##‬انوا ي‪##‬ديرون أفراًن ا متنقل‪##‬ة لح‪##‬رق الطين ويس‪##‬تخدمونه في أج‪##‬زاء‬
‫كثيرة من اإلمبراطورية‪ .‬وفي الق‪##‬رن العش‪##‬رين‪ ،‬اقتص‪##‬ر اس‪##‬تخدام الطين على‬
‫المباني ذات االرتفاع المنخفض أو المتوسط‪ ،‬أو ككسوة زخرفي‪##‬ة رقيق‪##‬ة ف‪##‬وق‬
‫المباني الخرسانية والفوالذية‪ ،‬أو حتى للجدران الداخلية‪.‬‬
‫عملي‪##‬ة تص‪##‬نيع البن‪##‬اء ب‪##‬الطين المح‪##‬روق ك‪##‬انت بس‪##‬يطة‪ :‬يتم طحن الطين‬
‫وخلطه بالماء حتى يصل إلى القوام المطل‪##‬وب لتش‪##‬كيله في ق‪##‬والب‪ .‬ثم ُيس‪##‬كب‬
‫الطين في القوالب ويترك حتى يجف نس‪#‬بًيا‪ ،‬ثم يتم حرق‪##‬ه في األف‪##‬ران (انظ‪##‬ر‬
‫الشكل ‪.)8‬‬
‫الشكل (‪ .)8‬نموذج لفرن حرق البناء بالطين متوسط الحجم في أفريقيا‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫في العص‪##‬ر الح‪##‬ديث‪ ،‬تم تط‪##‬وير تقني‪##‬ات جدي‪##‬دة لتص‪##‬نيع البن‪##‬اء ب‪##‬الطين‬
‫المحروق‪ .‬يتم ضغط الطين في قوالب فوالذية باستخدام مك‪##‬ابس هيدروليكي‪##‬ة‪.‬‬
‫ثم يتم حرق الطين المشكل عن‪##‬د درج‪##‬ة ح‪##‬رارة ت‪##‬تراوح بين ‪ 1000‬و‪1300‬‬
‫درجة مئوية‪ .‬يتم ذلك عادًة في فرن نفقي يعمل بش‪##‬كل مس‪##‬تمر‪ ،‬حيث يتح‪##‬رك‬
‫الطين ببطء عبر الفرن لتحقيق خصائص فيزيائية متسقة لجميع أن‪##‬واع الطين‪.‬‬
‫يتم إض‪###‬افة الج‪###‬ير والرم‪###‬اد والم‪###‬واد العض‪###‬وية إلى الطين لتس‪###‬ريع عملي‪###‬ة‬
‫االحتراق‪.‬‬
‫ك‪##‬ان الطين الي‪##‬دوي الق‪##‬ديم ص‪##‬لًبا وثقيًال‪ ،‬ول‪##‬ذلك تم إح‪##‬داث ثق‪##‬وب في‬
‫القوالب لتقليل الحجم المطلوب من الطين‪.‬‬

‫كان الطين اإلنش‪##‬ائي الي‪##‬دوي س‪##‬ابقًا ص‪##‬لًبا وكثيًف ا‪ ،‬ل‪##‬ذا تم إح‪##‬داث ثق‪##‬وب‬
‫بنيوية من ض‪##‬من الق‪##‬الب‪ ،‬م‪##‬ا ي‪##‬ؤدي لتقلي‪##‬ل الحجم المطل‪##‬وب من الطين خالل‬
‫العملية برمتها‪ ،‬مع ما يترتب على ذلك من انخفاض في تك‪##‬اليف انت‪##‬اج الطين‬
‫الواحد‪ ،‬كما يصبح الطين أخف وزًن ا وأسهل في التعامل‪ .‬يعتمد اللون النه‪##‬ائي‬
‫للطين المح‪##‬روق على المحت‪##‬وى المع‪##‬دني ل‪##‬ه وعلى درج‪##‬ة الح‪##‬رارة ال‪##‬تي يتم‬
‫حرقه فيها‪ .‬واليوم‪ ،‬ال يزال البن‪##‬اء ب‪##‬الطين المح‪##‬روق بمثاب‪##‬ة م‪##‬ادة بن‪##‬اء متين‪##‬ة‬
‫وممتازة‪ ،‬ويستخدم في هياكل البناء والجدران الخارجية ومجموعة واسعة من‬
‫التطبيقات العملية‪ .‬غالًبا ما يتم اختيار البناء بالطين المح‪#‬روق كم‪#‬ادة بن‪#‬اء من‬
‫قبل معظم المصممين من أج‪##‬ل اس‪##‬تكمال وتكام‪##‬ل المب‪##‬نى المص‪##‬مم م‪##‬ع البيئ‪##‬ة‬
‫المحيطة‪ ،‬خاصة في المناطق ذات المب‪##‬اني المتدرج‪##‬ة‪ .‬يمكن اس‪##‬تخدامه لعم‪##‬ل‬
‫واجه‪##‬ة جميل‪##‬ة‪ ،‬حيث يق‪##‬دم مجموع‪##‬ة واس‪##‬عة من األل‪##‬وان وبالت‪##‬الي خي‪##‬ارات‬
‫متنوعة للعدي‪##‬د من األنم‪##‬اط البديل‪##‬ة للمب‪##‬اني الس‪##‬كنية المعاص‪##‬رة في المدين‪##‬ة (‬
‫‪.)The Brick Development Association, 2023‬‬
‫في المملكة المتحدة على سبيل المثال أكثر من ‪ 30‬ش‪#‬ركة تنتج أك‪#‬ثر من‬
‫‪ 1200‬نوع من البناء بالطين المحروق‪ .‬والذي يتم تص‪##‬نيفه إم‪##‬ا حس‪##‬ب تقني‪##‬ة‬

‫‪37‬‬
‫التصنيع أو حسب االس‪##‬تخدام‪ .‬حيث يمكن تص‪##‬نيفه إلى طين طي‪##‬ني تقلي‪##‬دي أو‬
‫مصنوع ي‪##‬دوًيا أو مص‪##‬نوع آلًي ا‪ .‬كم‪##‬ا يمت‪##‬از البن‪##‬اء ب‪##‬الطين بوج‪##‬ود مجموع‪##‬ة‬
‫واسعة من األلوان وخالئطها‪ ،‬من الرم‪##‬ادي الخفي‪##‬ف إلى البرتق‪##‬الي المش‪##‬تعل‪،‬‬
‫لتعكس أنواع مختلفة من الحرق والوقت الذي يقضيه في األفران (الشكل ‪.)9‬‬
‫تتواجد غالبية أعمال البناء بالطين في المناطق الريفية‪ .‬تعد مهنة صناعته من‬
‫المهن المهم‪##‬ة ض‪##‬من المجتم‪##‬ع ال‪##‬ريفي‪ ،‬مم‪##‬ا ي‪##‬وفر ارتباط‪ً#‬ا وثيق‪ً#‬ا باالقتص‪##‬اد‬
‫المحلي (‪.)The Brick Development Association, 2023‬‬

‫الشكل (‪ .)9‬األلوان المختلفة للطين‪.‬‬

‫‪ .2-4-1-1‬خفض استخدام الطاقة واالنبعاثات الناتج‪##‬ة عن ح‪##‬رق البن‪##‬اء‬


‫بالطين في األفران‬
‫تجرى العديد من األعمال البحثية حاليًا لتحس‪##‬ين كف‪##‬اءة م‪##‬دخالت الطاق‪##‬ة‬
‫العالي‪##‬ة الالزم‪##‬ة إلنت‪##‬اج البن‪##‬اء ب‪##‬الطين المح‪##‬روق في الف‪##‬رن والقض‪##‬ايا البيئي‪##‬ة‬
‫المرتبطة بها في جميع أنحاء الع‪##‬الم‪ .‬وتس‪##‬تخدم في ه‪##‬ذا الس‪##‬ياق بعض الم‪##‬واد‬

‫‪38‬‬
‫الثانوي‪###‬ة وأن‪###‬واع النفاي‪###‬ات كب‪###‬ديل ج‪###‬زئي للطين األولي في ص‪###‬ناعة الطين‬
‫المحروق (‪ .)Carter, 2008‬سيتم اآلن مناقشة بعض األمثلة‪:‬‬
‫أوًال‪ -‬نفايات البورون‪ :‬تذوب مركبات الب‪##‬ورون عن‪##‬د رميه‪##‬ا في األرض‬
‫بفعل األمطار مما يسبب مشاكل بيئية‪ .‬ومن أجل التخفي‪##‬ف من ه‪##‬ذه المش‪##‬اكل‪،‬‬
‫عم‪#‬ل )‪ Kavas (2006‬على إمكاني‪#‬ة اس‪#‬تخدام خلي‪#‬ط من نفاي‪#‬ات الب‪#‬ورون‬
‫والطين إلنتاج البناء بالطين األحمر المحروق‪.‬‬
‫أنتجت عينات الطين عند درجة حرارة حرق منخفضة تبل‪##‬غ ‪900-700‬‬
‫درجة مئوية مقارنة بدرجة حرارة الحرق النموذجي‪##‬ة (ح‪##‬والي ‪ 1200‬درج‪##‬ة‬
‫مئوية) لصناعة البناء بالطين المحروق‪ .‬العوامل ال‪##‬تي تم أخ‪##‬ذها في االعتب‪##‬ار‬
‫في ه‪#‬ذه الدراس‪#‬ة هي االنكم‪#‬اش الج‪#‬اف‪ ،‬ق‪#‬وة االنحن‪#‬اء والض‪#‬غط‪ ،‬االنكم‪#‬اش‬
‫الحراري‪ ،‬امتصاص الم‪##‬اء‪ ،‬مقاوم‪##‬ة الص‪##‬قيع واختب‪##‬ارات المغنيس‪##‬يا والج‪##‬ير‪.‬‬
‫أظهر االختبار المعدني والميكانيكي أن هناك إمكانية الس‪##‬تخدام خلي‪##‬ط نفاي‪##‬ات‬
‫البورون والطين إلنتاج البناء بالطين األحمر المح‪##‬روق (‪)Kavas, 2006‬‬
‫في تقليل استهالك الطاقة‪.‬‬
‫ثاني‪ً#‬ا‪ -‬حم‪#‬أة مي‪#‬اه الص‪##‬رف الص‪##‬حي‪ :‬يس‪#‬هم اس‪#‬تخدام نفاي‪#‬ات الحم‪#‬أة في‬
‫صناعة الطين المحروق‪ ،‬بتحوي‪##‬ل ه‪##‬ذه النفاي‪##‬ات إلى م‪##‬واد مفي‪##‬دة وفي ال‪##‬وقت‬
‫نفسه‪ ،‬التخفيف من مشاكل التخلص منه‪##‬ا بش‪##‬كل مس‪##‬تمر أيًض ا‪ .‬ق‪##‬ام ‪Weng‬‬
‫وآخرون (‪ )2003‬باختب‪##‬ار لص‪##‬ناعة الطين المح‪##‬روق المص‪##‬نوع من الحم‪##‬أة‬
‫المجففة التي تم جمعها من محطة معالجة مي‪##‬اه الص‪##‬رف الص‪##‬حي الص‪##‬ناعية‪.‬‬
‫أظهرت نتائج البحث أن الطين المحروق المصنوع من نفايات الحمأة كان ل‪##‬ه‬
‫وزن أقل بعد الحرق‪ .‬ويعزى ذلك بشكل رئيس‪#‬ي إلى المحت‪#‬وى الع‪#‬الي للم‪#‬ادة‬
‫العضوية في الحمأة والتي تفقد أثناء عملية الحرق‪ .‬بشكل عام‪ ،‬أش‪##‬ارت نت‪##‬ائج‬
‫االختبار إلى أن نسبة الحمأة ودرجة حرارة الح‪##‬رق هم‪##‬ا الع‪##‬امالن الرئيس‪##‬يان‬
‫في تحديد جودة الطين المحروق المصنوع من مخلفات الحم‪##‬أة‪ .‬كم‪##‬ا أظه‪##‬رت‬
‫اختبارات الترش‪##‬يح الخاص‪##‬ة بالس‪##‬مية للطين المح‪##‬روق المص‪##‬نوع من نفاي‪##‬ات‬
‫الحمأة أن مستوى ترشيح المعادن منخفض (‪.)Weng et al., 2003‬‬
‫‪39‬‬
‫ثالث ‪ُ#‬ا‪ -‬دخ‪##‬ان الس‪##‬يليكا‪ :‬تم اإلبالغ عن إمكاني‪##‬ة اس‪##‬تخدام دخ‪##‬ان الس‪##‬يليكا‬
‫(منتج ث‪###‬انوي ينتج عن عملي‪###‬ة إنت‪###‬اج مع‪###‬دن الفيروس‪###‬يليكون في األف‪###‬ران‬
‫الكهربائية القوسية‪ .‬يتم الحصول عليه من الدخان المتصاعد من خالل مداخن‬
‫األفران بواسطة عملية التكثيف) إلنت‪#‬اج البن‪#‬اء ب‪#‬الطين المح‪#‬روق عن‪#‬د درج‪#‬ة‬
‫ح‪##‬رارة ح‪##‬رق منخفض‪##‬ة ت‪##‬تراوح بين ‪ 800‬و‪ 1000‬درج‪##‬ة مئوي‪##‬ة بواس‪##‬طة‬
‫‪ Baspinar‬وآخرون ‪ .2009‬وكانت المؤشرات التي تم أخذها في االعتبار‬
‫في الدراسة هي ق‪##‬وة الض‪##‬غط والبني‪##‬ة المجهري‪##‬ة‪ .‬أظه‪##‬رت النت‪##‬ائج أن إض‪##‬افة‬
‫دخ‪###‬ان الس‪###‬يليكا إلى الطين أدى إلى تحس‪###‬ين كب‪###‬ير في ق‪###‬وة عين‪###‬ات الطين‬
‫المحروق‪ .‬كما ساعد إض‪##‬افة دخ‪##‬ان الس‪##‬يليكا إلى الطين إلنت‪##‬اج البن‪##‬اء ب‪##‬الطين‬
‫المحروق في تقليل استهالك الطاقة‪.‬‬
‫رابعًا‪ -‬حمأة نفايات الورق منزوع‪##‬ة الم‪##‬اء‪ :‬يمكن اس‪##‬تخدام حم‪##‬أة نفاي‪##‬ات‬
‫الورق منزوع‪#‬ة الم‪#‬اء من ش‪#‬ركة تص‪##‬نيع ال‪##‬ورق المع‪#‬اد ت‪#‬دويره في ص‪##‬ناعة‬
‫الطين‪ .‬تتضمن عملية إنتاج الورق المعاد تدويره عدًد ا من خط‪##‬وات الترش‪##‬يح‬
‫لالحتفاظ بألياف السليلوز قدر اإلمكان‪ .‬ويعتبر منتجو الورق الجزء الذي يمر‬
‫عبر المرشح النهائي بمثابة نفايات‪ ،‬وبالتالي يتم تخزين‪##‬ه‪ .‬تحت‪##‬وي ه‪##‬ذه البقاي‪##‬ا‬
‫(حمأة نفايات الورق) على حوالي ‪ %40‬من المكونات العضوية و‪ %60‬من‬
‫المكونات غير العض‪##‬وية مث‪##‬ل الكالس‪##‬يت والم‪##‬واد الطيني‪##‬ة األخ‪##‬رى (‪Sutcu‬‬
‫‪ .)and Akkurt, 2009‬يتم ترسب هذه المخلف‪##‬ات من مص‪##‬انع ال‪##‬ورق أو‬
‫حرقها‪ ،‬ويعد التخلص من هذه البقايا مشكلة بيئي‪##‬ة واقتص‪##‬ادية مهم‪##‬ة لص‪##‬ناعة‬
‫الورق‪ .‬لذا قام ‪ Sutcu‬و)‪ Akkurt (2009‬بإجراء اختبارات حول استخدام‬
‫مخلفات معالجة الورق المعاد تدويره (حمأة نفايات الورق) في صناعة الطين‬
‫المحروق ذي الموصلية الحرارية المنخفضة‪.‬‬
‫حيث حضرت المخاليط التي تحتوي على مواد خام من الطين ومخلف‪##‬ات‬
‫الورق بنسب مختلفة (تصل إلى ‪ ٪30‬بالوزن)‪ .‬تم ض‪##‬غط مخالي‪#‬ط المس‪#‬حوق‬
‫المحبب في مكبس هيدروليكي‪ ،‬وتجفيفها وحرقها عن‪##‬د درج‪##‬ة ح‪##‬رارة ‪1100‬‬
‫درج‪##‬ة مئوي‪##‬ة‪ .‬تم دراس‪##‬ة الخص‪##‬ائص الميكانيكي‪##‬ة‪ ،‬واالنكم‪##‬اش‪ ،‬وامتص‪##‬اص‬
‫‪40‬‬
‫الماء‪ ،‬والتوصيل الح‪##‬راري‪ ،‬والخص‪##‬ائص الهيكلي‪##‬ة المجهري‪##‬ة لعين‪##‬ات الطين‬
‫المحروق المتضمنة خليط نفايات الورق والطين‪ .‬أظهرت النتائج أن اس‪##‬تخدام‬
‫مخلف‪##‬ات ال‪##‬ورق أدى إلى انخف‪##‬اض كثاف‪##‬ة ح‪##‬رق الطين إلى ‪ 1.28‬غ‪/‬س‪##‬م‪.3‬‬
‫كانت الموصلية الحرارية لعينة الطين المح‪#‬روق ال‪#‬تي تتض‪#‬من خلي‪#‬ط نفاي‪#‬ات‬
‫الورق والطين <‪ 0.4‬واط‪ /‬م ك‪ ،‬في حين ك‪##‬انت الموص‪##‬لية الحراري‪##‬ة للطين‬
‫المحروق التقليدي بنفس التركيبة ‪ 0.8‬واط‪ /‬م ك (‪Sutcu and Akkurt,‬‬
‫‪ .)2009‬وأظهرت النتائج أنه باإلضافة إلى انخفاض درجة ح‪##‬رارة الح‪##‬رق‪،‬‬
‫فق‪##‬د تم أيًض ا تحقي‪##‬ق انخف‪##‬اض بنس‪##‬بة تزي‪##‬د عن ‪ %50‬في قيم‪##‬ة التوص‪##‬يل‬
‫الحراري‪.‬‬
‫كم‪##‬ا بحث ‪ Demir‬وآخ‪##‬رون (‪ )2005‬أيًض ا بإمكاني‪##‬ة اس‪##‬تخدام خلي‪##‬ط‬
‫الطين والحم‪##‬أة من مخلف‪##‬ات ال‪##‬ورق لتص‪##‬نيع الطين المح‪##‬روق‪ .‬وذل‪##‬ك بح‪##‬رق‬
‫العينات عند درجة حرارة منخفض‪##‬ة ‪ 900‬درج‪##‬ة مئوي‪##‬ة‪ .‬تمت دراس‪##‬ة ت‪##‬أثير‬
‫التشكيل واللدونة والكثافة والخواص الميكانيكية‪ .‬أظهرت النتائج أن إضافة ما‬
‫بين ‪ 2.5‬إلى ‪ %5‬من مخلفات الورق المنزوعة الماء فعالة في تكوين المسام‬
‫في الجسم الطيني‪ ،‬مع خواص ميكانيكية مقبولة‪.‬‬
‫خامس‪ً##‬ا‪ -‬ال‪##‬تراب ال‪##‬دياتومي‪ :‬يتك‪##‬ون ال‪##‬تراب ال‪##‬دياتومي من ال‪##‬دياتوم‬
‫‪( Diatom‬رواسب سيليكاتية ناعمة وخفيف‪##‬ة ال‪##‬وزن تتك‪##‬ون من بقاي‪##‬ا هياك‪##‬ل‬
‫عظمي‪#####‬ة مجهري‪#####‬ة تس‪#####‬مى ال‪#####‬دياتومات) والك‪#####‬اولينيت ‪Kaolinite‬‬
‫والمونتموريل‪##‬ونيت ‪ Montmorillonite‬واإلليت ‪ ،Illite‬ول‪##‬ه بني‪##‬ة خلوي‪##‬ة‬
‫مسامية‪ .‬تعد التربة الدياتومية من المواد البوزالنية ما يمكن استخدامها لص‪##‬نع‬
‫الطين خفيف ال‪##‬وزن‪ .‬اس‪##‬تخدم م‪##‬زيج الترب‪##‬ة ال‪##‬دياتومي والج‪##‬ير الهي‪##‬دروليكي‬
‫والجبس إلنت‪#####‬اج البن‪#####‬اء ب‪#####‬الطين المح‪#####‬روق بواس‪#####‬طة ‪ Pimraksa‬و‬
‫)‪ .Chindaprasirt (2009‬أظهرت نتائج البحث أن الطين المص‪##‬نوع من‬
‫الترب‪##‬ة الدياتومي‪##‬ة م‪##‬ع ‪ %15‬من الج‪##‬ير و‪ %5‬من الجبس يظه‪##‬ر ق‪##‬وة عالي‪##‬ة‬
‫بشكل معقول تبلغ ‪ 14.5‬ميجا باسكال وكثافة منخفضة تبلغ ‪ 0.88‬غ‪ /‬سم‪.3‬‬

‫‪41‬‬
‫أدى اس‪##‬تخدام الترب‪##‬ة الدياتومي‪##‬ة المكلس‪##‬ة عن‪##‬د درج‪##‬ة ح‪##‬رارة منخفض‪##‬ة‬
‫ق‪##‬درها ‪ 500‬درج‪##‬ة مئوي‪#‬ة للحص‪##‬ول على ق‪##‬وة أعلى (‪ 17.5‬ميج‪##‬ا باس‪#‬كال)‬
‫وكثاف‪##‬ات أق‪##‬ل (‪ 0.73‬جم ‪ /‬س‪##‬م ‪ .)3‬ي‪##‬ؤدي دمج الج‪##‬ير والجبس إلى تك‪##‬وين‬
‫هي‪#‬درات س‪#‬يليكات الكالس‪#‬يوم والجيزمون‪#‬دين مم‪#‬ا يع‪#‬زز الق‪#‬وة‪ .‬ي‪#‬ؤدي تكليس‬
‫التربة الدياتومية إلى إزالة الهيدروكسيل من معادن الطين ويساهم في تش‪##‬كيل‬
‫تفاعل بوزوالني وخ‪##‬واص ميكانيكي‪##‬ة وحراري‪##‬ة أفض‪##‬ل للطين خفي‪##‬ف ال‪##‬وزن‬
‫المحروق‪.‬‬
‫سادسًا‪-‬المعاملة بالبخار‪ :‬بينت دراسة أن معالج‪##‬ة البن‪##‬اء ب‪##‬الطين بالبخ‪##‬ار‬
‫أدت النخفاض في استهالك الطاقة بنس‪##‬بة ‪ ،٪35‬بالمقارن‪##‬ة م‪##‬ع عملي‪##‬ة ح‪##‬رق‬
‫الطين (‪.)Venkatarama Reddy and Lokras, 1998‬‬
‫سابعًا‪ -‬نفايات الزج‪##‬اج‪ :‬تم أيًض ا إج‪##‬راء تج‪##‬ارب على اس‪#‬تخدام الزج‪##‬اج‬
‫المعاد تدويره المطحون جيًد ا كبديل جزئي للطين المستخدم في صناعة الطين‬
‫المحروق‪ .‬ويعمل الزج‪##‬اج بمثاب‪#‬ة م‪#‬ادة تقل‪##‬ل من درج‪##‬ات ح‪##‬رارة االح‪##‬تراق‪،‬‬
‫ونتيجة لذلك‪ ،‬يوفر توفير الطاقة ويقلل االنبعاثات‪.‬‬
‫على ال‪##‬رغم من الجه‪##‬ود الكب‪##‬يرة المبذول‪##‬ة للح‪##‬د من اس‪##‬تخدام الطاق‪##‬ة‬
‫واالنبعاثات الناشئة عن حرق البناء بالطين في األفران‪ ،‬عن طري‪##‬ق اس‪##‬تخدام‬
‫الح‪####‬رارة المع‪####‬اد ت‪####‬دويرها لتجفي‪####‬ف الطين‪ ،‬واس‪####‬تخدام بعض الم‪####‬واد‬
‫الثانوية‪/‬النفاي‪#‬ات (نفاي‪#‬ات الب‪#‬ورون‪ ،‬وحم‪#‬أة مي‪#‬اه الص‪#‬رف الص‪#‬حي‪ ،‬ودخ‪#‬ان‬
‫السيليكا‪ ،‬وحمأة نفاي‪##‬ات ال‪##‬ورق‪ ،‬الترب‪##‬ة الدياتومي‪##‬ة‪ ،‬نفاي‪##‬ات الزج‪##‬اج‪ ،‬نفاي‪##‬ات‬
‫الفحم) كب‪##‬دائل جزئي‪##‬ة للطين األولي في ص‪##‬ناعة الطين المح‪##‬روق‪ ،‬ال ي‪##‬زال‬
‫البناء بالطين التقليدي المحروق هو مادة الجدران الرئيس‪##‬ية في البن‪##‬اء الس‪##‬ائد‪،‬‬
‫خاصة لتلبية متطلبات الطلب الكبير على السكن‪.‬‬
‫‪ .2-4-2‬البناء بالطين غير المحروق‪:‬‬
‫استخدم البناء ب‪##‬الطين غ‪##‬ير المح‪##‬روق ألول م‪##‬رة في األلفي‪##‬ة الثالث‪##‬ة قب‪##‬ل‬
‫الميالد في بالد ما بين النهرين (‪ .)Morton, 2008‬عاش معظم السكان في‬
‫‪42‬‬
‫منازل مبنية من األرض غير المحروقة أو من البناء بالطين غ‪##‬ير المح‪##‬روق‪.‬‬
‫تم اس‪##‬تخدام الطين ال‪##‬ترابي أو الطي‪##‬ني غ‪##‬ير المح‪##‬روق في المق‪##‬ام األول لبن‪##‬اء‬
‫الجدران واألرضيات‪ .‬كانت الجدران سميكة وصلبة بالمقارنة بج‪##‬دران البن‪##‬اء‬
‫الحديثة‪ ،‬والتي تتكون بش‪#‬كل ع‪#‬ام من ورق‪#‬تين رفيع‪#‬تين م‪#‬ع تجوي‪#‬ف مع‪#‬زول‬
‫بينهم‪##‬ا‪ .‬تتمت‪##‬ع تقني‪##‬ات البن‪##‬اء الترابي‪##‬ة التقليدي‪##‬ة‪ ،‬بم‪##‬ا في ذل‪##‬ك البن‪##‬اء ب‪##‬الطين‪،‬‬
‫والجص‪ ،‬واألرض المدكوك‪###‬ة‪ ،‬بت‪###‬اريخ طوي‪###‬ل ون‪###‬اجح إلى ح‪###‬د كب‪###‬ير (‬
‫‪.)Pearson, 1992‬‬
‫يتم استخدام جدران الطين المدكوك (التي يتم إنشاؤها عن طريق ض‪##‬غط‬
‫الطين في طبقات ضمن ق‪##‬والب ص‪##‬ب ص‪##‬لبة بش‪##‬كل متت‪##‬الي) لك‪##‬ل من هياك‪##‬ل‬
‫الحمل وغير الحمل‪ .‬تصنع جدران الطين المدكوك غ‪##‬ير المس‪##‬تقرة من الترب‪##‬ة‬
‫والرمل والحصى‪ ،‬في حين أن إضافة بعض المواد المثبتة مثل الجير يجعله‪##‬ا‬
‫أأكثر متانة‪ .‬تكون جدران الطين المدكوك غير المستقرة عرضة لفقدان قوته‪##‬ا‬
‫عند التشبع بالرطوبة والتآكل بسبب ت‪##‬أثير المط‪##‬ر وتك‪##‬ون أك‪##‬ثر س‪##‬مًك ا بش‪##‬كل‬
‫ع‪##‬ام‪ .‬اس‪##‬تخدمت تقني‪##‬ات الطين الم‪##‬دكوك غ‪##‬ير المس‪##‬تقرة في بن‪##‬اء الج‪##‬دران (‬
‫‪.)Walker, 2005‬‬
‫تختلف تسمية البناء بالبناء بالطين اعتماًد ا على مواقع وتقنيات التص‪##‬نيع‪،‬‬
‫مثل "الطين" في شمال أفريقيا و"طين اللبن" في أمريك‪##‬ا الوس‪##‬طى (‪Smith,‬‬
‫‪ .)1982‬يعد البناء بالطين المجفف بالشمس أح‪##‬د أق‪##‬دم أش‪##‬كال البن‪##‬اء ب‪##‬الطين‬
‫غير المحروق ومن أهم مواد البناء األساسية التي استخدمها اإلنس‪##‬ان في تل‪##‬ك‬
‫األيام وال تزال تستخدم حتى اليوم‪ .‬وذلك بسبب بس‪##‬اطتها وانخف‪##‬اض تكلفته‪##‬ا‪،‬‬
‫وخصائصها الحرارية والصوتية الجيدة‪ ،‬وفي نهاية عمر المب‪##‬نى يمكن إع‪##‬ادة‬
‫استخدام مادة الطين بسهولة عن طريق ترطيب مادة الطين بالم‪##‬اء أو إعادته‪##‬ا‬
‫إلى األرض دون أي تدخل في البيئة‪.)Morton, 2008( .‬‬
‫‪ .2-4-2-1‬أبحاث حول البناء بالطين غير المحروق‬

‫‪43‬‬
‫بينت العديد من الدراس‪##‬ات العالمي‪##‬ة أهمي‪##‬ة االعتم‪##‬اد على البن‪##‬اء ب‪##‬الطين‬
‫لبناء جدران المباني‪ .‬وذلك بصناعة الطين مع استخدام بعض الم‪##‬واد الثانوي‪##‬ة‬
‫وأنواع النفايات وخلطها مع الطين وكعوامل تثبيت‪ .‬وق‪#‬د ظه‪#‬ر توج‪#‬ه م‪#‬ؤخرًا‬
‫لزيادة االعتماد على هذا النوع من البناء بالطين حيث نشأ هذا التوج‪##‬ه للتغلب‬
‫على مدخالت الطاقة العالية الالزمة إلنتاج البن‪##‬اء ب‪##‬الطين المح‪##‬روق أو م‪##‬واد‬
‫البناء التقليدية‪ ،‬إضافة النخفاض التكاليف وبالت‪##‬الي زي‪##‬ادة النم‪##‬و االقتص‪##‬ادي‪،‬‬
‫واالستخدام األكثر كفاءة للم‪##‬وارد وتحس‪##‬ين ممارس‪##‬ات البن‪##‬اء الم‪##‬وفرة للطاق‪##‬ة‬
‫والحد من استخدام الوقود األحفوري لصناعة مواد البناء التقليدي‪##‬ة كالخرس‪##‬انة‬
‫أو حرق البناء بالطين التقليدي (‪.)Walker, 2005‬‬
‫أدى زيادة اإلنتاج الزراعي وتطور الصناعات القائمة على الزراع‪##‬ة في‬
‫العديد من دول العالم إلى إنتاج كميات كبيرة من المخلف‪##‬ات الزراعي‪##‬ة‪ ،‬وال‪##‬تي‬
‫ال تتم إدارة واستغالل معظمها بشكل مناسب‪ .‬على سبيل المث‪##‬ال‪ ،‬يع‪##‬د الش‪##‬اي‬
‫أحد أهم النباتات الصناعية في الع‪##‬الم‪ .‬ويس‪##‬تمر العم‪##‬ل على إمكاني‪##‬ة اس‪##‬تخدام‬
‫مخلفات الشاي المعالج‪##‬ة في إنت‪##‬اج البن‪##‬اء ب‪##‬الطين غ‪##‬ير المح‪##‬روق (‪Demir,‬‬
‫‪ .)2006‬ك‪##‬انت العوام‪##‬ل ال‪##‬تي تم بحثه‪##‬ا في الدراس‪##‬ة هي المتان‪##‬ة والخ‪##‬واص‬
‫الميكانيكية للطين غير المحترق المتض‪##‬من مخلف‪##‬ات الش‪##‬اي‪ .‬تم إنت‪##‬اج عين‪##‬ات‬
‫االختبار بطريقة البث‪##‬ق‪ .‬أظه‪##‬رت النت‪##‬ائج ال‪##‬تي تم الحص‪##‬ول عليه‪##‬ا أن المتان‪##‬ة‬
‫والخواص الميكانيكية لعينات الطين غير المحروق التي تحتوي على مخلفات‬
‫الشاي قد تحس‪#‬نت بش‪#‬كل ملح‪#‬وظ م‪#‬ع إض‪#‬افة م‪#‬ا يص‪#‬ل إلى ‪ ٪5‬من مخلف‪#‬ات‬
‫الشاي المعالجة (‪.)Demir, 2006‬‬
‫ُتحَّسن خصائص البن‪##‬اء ب‪##‬الطين عن طري‪##‬ق إض‪##‬افة مثبت‪##‬ات عض‪##‬وية أو‬
‫صناعية مثل األسمنت‪ ،‬ولكن مع مراعاة الجوانب البيئية المرتبطة بهذا النوع‬
‫من م‪##‬واد البن‪##‬اء (‪ .)Heath et al., 2009‬درس‪##‬ت العدي‪##‬د من األبح‪##‬اث‬
‫الخص‪###‬ائص الفيزيائي‪###‬ة للطين‪ ،‬حيث ق‪###‬ام ‪ Walker‬و)‪Stace (1997‬‬
‫بتصنيع سلسلة من البناء ب‪##‬الطين وذل‪##‬ك بإض‪##‬افة اس‪##‬منت بنس‪##‬بة ‪ %5‬و‪%10‬‬
‫كمادة معززة‪ ،‬ثم تم ضغطها بالضغط اليدوي‪ .‬كانت العوام‪##‬ل ال‪##‬تي تم أخ‪##‬ذها‬
‫‪44‬‬
‫في االعتبار في الدراسة هي قوة الضغط المش‪##‬بعة‪ ،‬انكم‪##‬اش التجفي‪##‬ف‪ ،‬متان‪##‬ة‬
‫البلل‪ /‬التجفيف‪ ،‬وامتصاص البناء بالطين للماء‪.‬‬
‫أظهرت النتائج أنه بالنسبة لجهد ضغط معين‪ ،‬تحس‪##‬نت خص‪##‬ائص الق‪##‬وة‬
‫واالنكم‪##‬اش الج‪##‬اف والمتان‪##‬ة للطين عن‪##‬د اس‪##‬تخدام األس‪##‬منت بنس‪##‬بة ‪.%10‬‬
‫أظه‪##‬رت نت‪##‬ائج دراس‪##‬ة ق‪##‬ام به‪##‬ا ‪ Venkatarama Reddy‬وآخ‪##‬رون (‬
‫‪ )2007‬عن تعزي‪##‬ز ق‪##‬وة الرواب‪##‬ط وخص‪##‬ائص البن‪##‬اء ب‪##‬الطين المص‪##‬نوع من‬
‫‪PC-clay‬‬ ‫الطين المع‪#############‬روف بـ ‪(Polycarbonate-clay‬‬
‫)‪ .nanocomposite‬درس ‪ Temimi‬وآخ‪##‬رون (‪ )1995‬إمكاني‪##‬ة إنت‪##‬اج‬
‫طين بن‪##‬اء من الطين غ‪##‬ير المح‪##‬روق منخفض التكلف‪##‬ة باس‪##‬تخدام خلي‪##‬ط الطين‬
‫الجيري مع الرماد المتطاير ‪PFA(Pulverised Fly Ash)/lime-clay‬‬
‫‪mixture‬‬
‫تعتمد العديد من المب‪##‬اني الحديث‪##‬ة تص‪##‬اميم مخصص‪##‬ة لمواجه‪##‬ة تح‪##‬ديات‬
‫تغ‪##‬ير المن‪##‬اخ وتلبي‪##‬ة متطلب‪##‬ات مس‪##‬تقبل منخفض الكرب‪##‬ون (تقلي‪##‬ل انبعاث‪##‬ات‬
‫الكرب‪##‬ون المرتبط‪##‬ة بالمب‪##‬اني الجدي‪##‬دة م‪##‬ع االس‪##‬تمرار في تلبي‪##‬ة احتياج‪##‬ات‬
‫المجتمع)‪ .‬وذلك لإلدراك المتزايد لتأثير انبعاثات الكربون على تغ‪##‬ير المن‪##‬اخ‪.‬‬
‫وعلى الم‪##‬دى القص‪##‬ير‪ ،‬م‪##‬ا يخل‪##‬ق حاج‪##‬ة إلى ب‪##‬ذل جه‪##‬ود متض‪##‬افرة لتحقي‪##‬ق‬
‫مكاسب سريعة من خالل البحوث المبتكرة حول م‪##‬واد البن‪##‬اء الم‪##‬وفرة للطاق‪##‬ة‬
‫مثل البناء بالبناء بالطين‪.‬‬
‫ُيس‪##‬تخدم اآلن البن‪##‬اء ب‪##‬الطين في إنش‪##‬اء مجموع‪##‬ة كب‪##‬يرة ومتنوع‪##‬ة من‬
‫المب‪##‬اني منخفض‪##‬ة الكرب‪##‬ون‪ .‬باعتب‪##‬اره أح‪##‬د أهم م‪##‬واد البن‪##‬اء التجاري‪##‬ة ذات‬
‫االستهالك الطاقي المنخفض‪ ،‬إذ تتكون الطاقة المستهلكة في صناعته‪ ،‬بش‪##‬كل‬
‫أساسي من الطاقة في بعض عمليات التكسير والنقل األولية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬بما أنه‬
‫يمكن إنتاج التربة الطيني‪#‬ة محلًي ا‪ ،‬ف‪#‬إن تك‪#‬اليف البن‪#‬اء يمكن أن تك‪#‬ون ض‪#‬ئيلة‬
‫نسبيًا‪ .‬إن حقيقة أن م‪#‬ادة واح‪##‬دة يمكن أن ت‪#‬ؤدي العدي‪#‬د من الوظ‪#‬ائف بم‪#‬ا في‬
‫ذلك الحفاظ على السالمة الهيكلية والنفاذية الحرارية والمتانة تجعل من البن‪##‬اء‬
‫بالطين مادة بناء ممتازة‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬يتطلب استخدام البناء بالطين غير المحروق تحدي‪##‬د مس‪##‬تويات‬
‫األداء‪ .‬تعد بعض التطبيق‪#‬ات الخاص‪#‬ة بالبن‪#‬اء ب‪#‬الطين غ‪#‬ير المح‪#‬روق تقليدي‪#‬ة‬
‫ويتم وضع المواصفات ذات الص‪##‬لة في المع‪##‬ايير أو القواع‪##‬د التقليدي‪##‬ة لتحدي‪##‬د‬
‫المواصفات الجيدة‪ .‬قد تكون التطبيق‪##‬ات األخ‪##‬رى جدي‪##‬دة وغ‪##‬ير تقليدي‪##‬ة‪ ،‬ومن‬
‫المتوقع أن تتوافق صيغ مستويات األداء م‪##‬ع المع‪##‬ايير والل‪##‬وائح ذات الص‪##‬لة‪.‬‬
‫من أجل فهم أس‪#‬باب كف‪#‬اءة البن‪#‬اء ب‪#‬الطين غ‪#‬ير المح‪#‬روق‪ ،‬يع‪#‬د الفهم الش‪#‬امل‬
‫لتركيبه وأدائه ومتانته أمًر ا ضرورًيا‪.‬‬

‫‪ .2-4-2-2‬أداء ومتانة البناء بالطين‪:‬‬


‫برز اتجاه حالي لتطوير م‪#‬واد البن‪#‬اء المعتم‪#‬دة على الطين ع‪#‬بر الترك‪#‬يز‬
‫على القدرة العملية على التعامل مع هذه الم‪##‬واد‪ ،‬إلى ج‪##‬انب المطابق‪##‬ة الوثيق‪##‬ة‬
‫للقوة القابلة للتحقيق مع التطبيق‪/‬الطلب‪ .‬ت‪##‬تراوح ق‪##‬وة الض‪##‬غط المقبول‪##‬ة ع‪##‬ادًة‬
‫للطين ض‪##‬من ‪ 8-1‬ني‪##‬وتن‪/‬مم‪ .2‬لمعظم تطبيق‪##‬ات الج‪##‬دران المص‪##‬نوعة من‬
‫الطين‪ ،‬ولكن ه‪###‬ذا المتطلب مخص‪###‬ص للطين المح‪###‬روق وليس للطين غ‪###‬ير‬
‫المح‪##‬روق‪ .‬في ص‪##‬ناعة الطين غ‪##‬ير المح‪##‬روق‪ ،‬ال تمث‪##‬ل الق‪##‬وة مش‪##‬كلة بالغ‪##‬ة‬
‫األهمي‪##‬ة لتق‪##‬ييم األداء‪ .‬على س‪##‬بيل المث‪##‬ال‪ ،‬يتطلب اس‪##‬تخدام البن‪##‬اء ب‪##‬الطين‬
‫المحروق قوة أعلى‪ ،‬ولكنه يس‪#‬تهلك الكث‪#‬ير من الطاق‪##‬ة أثن‪#‬اء عملي‪#‬ات الح‪##‬رق‬
‫التي تؤدي إلى كميات كبيرة من ثاني أكس‪##‬يد الكرب‪##‬ون واالنبعاث‪##‬ات األخ‪##‬رى‪.‬‬
‫في حين أنه من المهم االعتراف بمساهمة البناء بالطين المحروق في تحس‪##‬ين‬
‫الخصائص العامة للهياكل المستندة إلى الطين‪ ،‬فمن المهم بنفس القدر مراع‪##‬اة‬
‫أن القوة العالية تأتي بتكلفة‪ ،‬إلى جانب اآلثار البيئية الناجمة عن ح‪##‬رق الطين‬
‫في الفرن‪.‬‬
‫عند صناعة البناء بالطين غير المحروق‪ ،‬يتم التخلص من تكلف‪##‬ة الح‪##‬رق‬
‫تماًما‪ ،‬مع القليل من العبء البيئي‪ .‬تع‪ّ#‬ر ف ق‪#‬وة الض‪#‬غط للم‪#‬واد الطيني‪#‬ة بأنه‪#‬ا‬
‫قدرتها على تحمل حمولتها دون االنهيار أو السحق عند تطبيق ض‪#‬غط ع‪#‬الي‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫يعد مؤشر قوة الض‪##‬غط أم‪ً##‬ر ا ب‪##‬الغ األهمي‪##‬ة كمقي‪##‬اس لمتان‪##‬ة الهياك‪##‬ل الحامل‪##‬ة‪.‬‬
‫نظرًا لق‪##‬درة البن‪##‬اء ب‪##‬الطين غ‪##‬ير المح‪##‬روق على مقاوم‪##‬ة االنكم‪##‬اش والتش‪##‬قق‬
‫والتجمد‪/‬الذوبان والتآكل بسبب تأثير الماء بشكل مباشر أو غ‪##‬ير مباش‪##‬ر فليس‬
‫هناك حاجة إلى معايير صارمة لقوة ض‪##‬غط مرتفع‪##‬ة‪ .‬بينم‪##‬ا تس‪##‬تدعي الحاج‪##‬ة‬
‫إلى مواص‪##‬فات أداء أخ‪##‬رى مث‪##‬ل مقاوم‪##‬ة الحري‪##‬ق وع‪##‬زل الص‪##‬وت‪ ،‬ف‪##‬رض‬
‫معايير إضافية‪ ،‬مثل المتانة الكافية لمقاومة ظروف التعرض المحلية من أجل‬
‫الحفاظ على السالمة الهيكلية والتشغيلية للمبنى‪.‬‬
‫تع‪##‬رف متان‪##‬ة البن‪##‬اء ب‪##‬الطين غ‪##‬ير المح‪##‬روق بأنه‪##‬ا الق‪##‬درة على مقاوم‪##‬ة‬
‫تأثيرات درجات التع‪##‬رض المختلف‪##‬ة (مقاوم‪##‬ة التجم‪##‬د‪/‬ال‪##‬ذوبان)‪ .‬تعتم‪##‬د قابلي‪##‬ة‬
‫استخدامه على قدرته على تحمل التعرض السلبي والمعتدل والشديد للظروف‬
‫المختلفة‪ .‬بالنسبة للطين المصمم لالستخدام الخارجي (الطين المواج‪##‬ه)‪ ،‬ع‪##‬ادة‬
‫ما يتم تحديد قدرته على مقاومة امتصاص الماء كمعيار‪ .‬يتم تحديد المتطلبات‬
‫الش‪##‬ائعة األخ‪##‬رى للطين من حيث الكثاف‪##‬ة واألبع‪##‬اد والخص‪##‬ائص الحراري‪##‬ة‬
‫ومحتوى الملح النشط القابل للذوبان ونفاذية البخار‪.‬‬
‫تعت‪##‬بر قيم‪##‬ة التوص‪##‬يل الح‪##‬راري المنخفض‪##‬ة للم‪##‬واد الطيني‪##‬ة ذات أهمي‪##‬ة‬
‫لتصميم البناء الم‪##‬وفر للطاق‪##‬ة‪ ،‬بش‪##‬رط اس‪##‬تيفاء الح‪##‬د األدنى من مع‪##‬ايير الق‪##‬وة‬
‫والمتانة أيًضا (‪.)Utama and Gheewala, 2009‬‬

‫برز اتجاه حالي لتطوير م‪#‬واد البن‪#‬اء المعتم‪#‬دة على الطين ع‪#‬بر الترك‪#‬يز‬
‫على القدرة العملية على التعامل مع هذه الم‪##‬واد‪ ،‬إلى ج‪##‬انب المطابق‪##‬ة الوثيق‪##‬ة‬
‫للقوة القابلة للتحقيق مع التطبيق‪/‬الطلب‪ .‬ت‪##‬تراوح ق‪##‬وة الض‪##‬غط المقبول‪##‬ة ع‪##‬ادًة‬
‫للطين ض‪##‬من ‪ 8-1‬ني‪##‬وتن‪/‬مم‪ .2‬لمعظم تطبيق‪##‬ات الج‪##‬دران المص‪##‬نوعة من‬
‫الطين‪ ،‬ولكن ه‪###‬ذا المتطلب مخص‪###‬ص للطين المح‪###‬روق وليس للطين غ‪###‬ير‬
‫المح‪##‬روق‪ .‬في ص‪##‬ناعة الطين غ‪##‬ير المح‪##‬روق‪ ،‬ال تمث‪##‬ل الق‪##‬وة مش‪##‬كلة بالغ‪##‬ة‬
‫األهمي‪##‬ة لتق‪##‬ييم األداء‪ .‬على س‪##‬بيل المث‪##‬ال‪ ،‬يتطلب اس‪##‬تخدام البن‪##‬اء ب‪##‬الطين‬

‫‪47‬‬
‫المحروق قوة أعلى‪ ،‬ولكنه يس‪#‬تهلك الكث‪#‬ير من الطاق‪##‬ة أثن‪#‬اء عملي‪#‬ات الح‪##‬رق‬
‫التي تؤدي إلى كميات كبيرة من ثاني أكس‪##‬يد الكرب‪##‬ون واالنبعاث‪##‬ات األخ‪##‬رى‪.‬‬
‫في حين أنه من المهم االعتراف بمساهمة البناء بالطين المحروق في تحس‪##‬ين‬
‫الخصائص العامة للهياكل المستندة إلى الطين‪ ،‬فمن المهم بنفس القدر مراع‪##‬اة‬
‫أن القوة العالية تأتي بتكلفة‪ ،‬إلى جانب اآلثار البيئية الناجمة عن ح‪##‬رق الطين‬
‫في الفرن‪.‬‬
‫عند صناعة البناء بالطين غير المحروق‪ ،‬يتم التخلص من تكلف‪##‬ة الح‪##‬رق‬
‫تماًما‪ ،‬مع القليل من العبء البيئي‪ .‬تع‪ّ#‬ر ف ق‪#‬وة الض‪#‬غط للم‪#‬واد الطيني‪#‬ة بأنه‪#‬ا‬
‫قدرتها على تحمل حمولتها دون االنهيار أو السحق عند تطبيق ض‪#‬غط ع‪#‬الي‪.‬‬
‫يعد مؤشر قوة الض‪##‬غط أم‪ً##‬ر ا ب‪##‬الغ األهمي‪##‬ة كمقي‪##‬اس لمتان‪##‬ة الهياك‪##‬ل الحامل‪##‬ة‪.‬‬
‫نظرًا لق‪##‬درة البن‪##‬اء ب‪##‬الطين غ‪##‬ير المح‪##‬روق على مقاوم‪##‬ة االنكم‪##‬اش والتش‪##‬قق‬
‫والتجمد‪/‬الذوبان والتآكل بسبب تأثير الماء بشكل مباشر أو غ‪##‬ير مباش‪##‬ر فليس‬
‫هناك حاجة إلى معايير صارمة لقوة ض‪##‬غط مرتفع‪##‬ة‪ .‬بينم‪##‬ا تس‪##‬تدعي الحاج‪##‬ة‬
‫إلى مواص‪##‬فات أداء أخ‪##‬رى مث‪##‬ل مقاوم‪##‬ة الحري‪##‬ق وع‪##‬زل الص‪##‬وت‪ ،‬ف‪##‬رض‬
‫معايير إضافية‪ ،‬مثل المتانة الكافية لمقاومة ظروف التعرض المحلية من أجل‬
‫الحفاظ على السالمة الهيكلية والتشغيلية للمبنى‪.‬‬
‫تع‪##‬رف متان‪##‬ة البن‪##‬اء ب‪##‬الطين غ‪##‬ير المح‪##‬روق بأنه‪##‬ا الق‪##‬درة على مقاوم‪##‬ة‬
‫تأثيرات درجات التع‪##‬رض المختلف‪##‬ة (مقاوم‪##‬ة التجم‪##‬د‪/‬ال‪##‬ذوبان)‪ .‬تعتم‪##‬د قابلي‪##‬ة‬
‫استخدامه على قدرته على تحمل التعرض السلبي والمعتدل والشديد للظروف‬
‫المختلفة‪ .‬بالنسبة للطين المصمم لالستخدام الخارجي (الطين المواج‪##‬ه)‪ ،‬ع‪##‬ادة‬
‫ما يتم تحديد قدرته على مقاومة امتصاص الماء كمعيار‪ .‬يتم تحديد المتطلبات‬
‫الش‪##‬ائعة األخ‪##‬رى للطين من حيث الكثاف‪##‬ة واألبع‪##‬اد والخص‪##‬ائص الحراري‪##‬ة‬
‫ومحتوى الملح النشط القابل للذوبان ونفاذية البخار‪.‬‬
‫تعت‪##‬بر قيم‪##‬ة التوص‪##‬يل الح‪##‬راري المنخفض‪##‬ة للم‪##‬واد الطيني‪##‬ة ذات أهمي‪##‬ة‬
‫لتصميم البناء الم‪##‬وفر للطاق‪##‬ة‪ ،‬بش‪##‬رط اس‪##‬تيفاء الح‪##‬د األدنى من مع‪##‬ايير الق‪##‬وة‬
‫والمتانة أيًضا (‪.)Utama and Gheewala, 2009‬‬
‫‪48‬‬
‫‪ .2-4-2-3‬تعزيز تماسك الطين‪:‬‬
‫التربة هي الوسط المسامي النشط بيولوجًيا والذي تطور في الطبقة العليا‬
‫من القشرة األرضية‪ .‬وهي عب‪##‬ارة عن م‪##‬ادة مجمع‪##‬ة طبيعي‪##‬ة أو حب‪##‬وب يمكن‬
‫فصلها بوسائل ميكانيكية مثل الخل‪##‬ط في الم‪##‬اء (‪Terzaghi and Peck,‬‬
‫‪ .)2013‬تمتل‪##‬ك الترب‪##‬ة خص‪##‬ائص الحب‪##‬وب والرك‪##‬ام‪ .‬الخص‪##‬ائص األساس‪##‬ية‬
‫لحبوب التربة هي حجم الحبوب وشكلها وفي بعض الحاالت الص‪##‬فة المعدني‪##‬ة‬
‫(التربة الطينية)‪ .‬ترتبط أهم الخصائص اإلجمالية للتربة بكثافتها (التربة غ‪##‬ير‬
‫المتماسكة) وتماسكها (التربة المتماسكة)‪.‬‬
‫الترب‪##‬ة المتماس‪##‬كة هي الترب‪##‬ة اللزج‪##‬ة وال‪##‬تي تعتم‪##‬د قوته‪##‬ا على الت‪##‬وتر‬
‫السطحي للمياه الشعرية مثل الطين أو الطمي الطيني‪ .‬التربة غ‪##‬ير المتماس‪##‬كة‬
‫هي التربة التي ال تلتصق جزيئاتها ببعضها البعض مث‪##‬ل الحص‪##‬ى أو الرم‪##‬ل‪،‬‬
‫على عكس الطين الل‪##‬زج أو الطمي الش‪##‬بيه ب‪##‬الطين‪ .‬تعم‪##‬ل الترب‪##‬ة كمس‪##‬تودع‬
‫طبيعي للمياه والمواد المغذية‪ ،‬وكوسيط لترش‪##‬يح النفاي‪##‬ات الض‪##‬ارة وتفكيكه‪##‬ا‪،‬‬
‫وكمش‪##‬ارك في دورة الكرب‪##‬ون والعناص‪##‬ر األخ‪##‬رى من خالل النظ‪##‬ام البي‪##‬ئي‬
‫العالمي‪ .‬لقد تطورت من خالل تجوية المواد الصلبة مث‪##‬ل الص‪##‬خور المدمج‪##‬ة‬
‫والرواسب والتربة الجليدية والرماد البركاني والمواد العض‪##‬وية‪ .‬وهي عب‪##‬ارة‬
‫عن مواد معدنية أو عضوية غير مجمعة توجد على السطح المباش‪##‬ر لألرض‬
‫وتعم‪###‬ل بمثاب‪###‬ة وس‪###‬ط ط‪###‬بيعي لنم‪###‬و نبات‪###‬ات األرض (‪United State‬‬
‫‪.)Department of Agriculture, 2009‬‬
‫يمكن تث‪##‬بيت الترب‪##‬ة الس‪##‬تخدامها في أعم‪##‬ال البن‪##‬اء من خالل العملي‪##‬ات‬
‫الكيميائية والميكانيكية (االهتزاز والدمك) (‪ .)Huat et al., 2004‬التثبيت‬
‫الكيميائي هو عملية يمكن من خاللها معالجة المواد غ‪##‬ير المناس‪##‬بة في الترب‪##‬ة‬
‫عن طريق إضافة مادة رابطة (عامل تثبيت) إلنت‪##‬اج م‪##‬ورد قّيم‪ .‬ويش‪##‬مل ذل‪##‬ك‬
‫استخدام المواد الكيميائية والمستحلبات كمس‪##‬اعدات في دم‪##‬ك الترب‪##‬ة‪ ،‬وكم‪##‬واد‬
‫ط‪#‬اردة للم‪#‬اء‪ ،‬وكوس‪#‬يلة لتع‪#‬ديل س‪#‬لوك الطين‪ .‬ويش‪#‬مل أيًض ا الخل‪#‬ط العمي‪#‬ق‬
‫والحش‪#‬و‪ .‬يمكن أن يس‪#‬اعد التث‪#‬بيت الكيمي‪#‬ائي في معالج‪#‬ة مش‪#‬كلة الغب‪#‬ار على‬
‫‪49‬‬
‫الط‪##‬رق غ‪##‬ير المعب‪##‬دة‪ ،‬وفي التحكم في التعري‪##‬ة المائي‪##‬ة‪ ،‬وفي تث‪##‬بيت النفاي‪##‬ات‬
‫والمواد المعاد تدويرها والتحكم فيها‪ .‬يعد تثبيت الج‪##‬ير أح‪##‬د األش‪##‬كال الش‪##‬ائعة‬
‫للتثبيت الكيميائي‪ .‬وه‪##‬و ينط‪##‬وي على تك‪##‬وين رواب‪##‬ط قوي‪##‬ة بين مع‪##‬ادن الطين‬
‫وجزيئات التربة األخرى‪ ،‬وبالتالي فهو غير فعال في التربة الحبيبية‪.‬‬
‫بينم‪##‬ا يح‪##‬دث تث‪##‬بيت الترب‪##‬ة بفع‪##‬ل ثالث عملي‪##‬ات فعال‪##‬ة‪ )1( :‬االس‪##‬تبدال‬
‫الس‪##‬ريع للكاتيون‪##‬ات القابل‪##‬ة للتب‪##‬ديل بالكالس‪##‬يوم م‪##‬ا يزي‪##‬د من التراب‪##‬ط بين‬
‫الجس‪##‬يمات ويس‪##‬مح بتش‪##‬كيل نس‪##‬يج طي‪##‬ني أك‪##‬ثر تلب‪ً#‬د ا؛ (‪ )2‬هج‪##‬وم أبط‪##‬أ على‬
‫ح‪##‬واف المع‪##‬ادن الطيني‪##‬ة بواس‪##‬طة المحالي‪##‬ل القلوي‪##‬ة ال‪##‬تي تزي‪##‬د فيه‪##‬ا ذوب‪##‬ان‬
‫الس‪##‬يليكون‪ ،‬م‪##‬ع احتم‪##‬ال تك‪##‬وين س‪##‬يليكات جدي‪##‬دة مماثل‪##‬ة لتل‪##‬ك الموج‪##‬ودة في‬
‫األسمنت؛ و (‪ )3‬تبل‪##‬ور الكالس‪##‬يت لتش‪##‬كيل جس‪##‬ور إض‪##‬افية بين الجس‪##‬يمات (‬
‫‪ .)Osula, 1996; Sakr et al., 2008‬يمكن أيًض ا تحقي‪##‬ق التث‪##‬بيت‬
‫الكيميائي بوساطة مواد عضوية باهظة الثمن نسبًيا والتي تك‪#‬ون إم‪#‬ا مركب‪#‬ات‬
‫ط‪###‬اردة للم‪###‬اء أو زيتي‪###‬ة أو بيتوميني‪###‬ة أو راتنج‪###‬ات أس‪###‬منتية‪ .‬في التث‪###‬بيت‬
‫الميكانيكي‪ ،‬يمكن استخدام المعززات الليفية وغيرها من المواد األرضية غير‬
‫القابلة للتحلل لزيادة القوة‪ .‬تس‪##‬مى الطريق‪##‬ة األولى للتث‪##‬بيت الميك‪##‬انيكي ال‪##‬دمك‬
‫الميكانيكي‪ .‬وال‪#‬ذي يرك‪#‬ز على تك‪#‬ثيف الترب‪#‬ة بتط‪#‬بيق جه‪#‬د ال‪#‬دمك باس‪#‬تخدام‬
‫بكرات الضغط ذات الوسائد‪.‬‬
‫يعد هذا الش‪##‬كل أح‪##‬د أش‪##‬كال ال‪##‬دمك ال‪##‬ديناميكي وال‪##‬ذي يتض‪##‬من دحرج‪##‬ة‬
‫التربة أو دكها‪ .‬عند بناء قواعد الطرق‪ ،‬والمدارج‪ ،‬والسدود الترابي‪##‬ة‪ ،‬توض‪##‬ع‬
‫التربة عادة في طبقات ذات سمك محدد‪ .‬ثم تع‪ّ##‬ر ض ك‪##‬ل طبق‪##‬ة لكمي‪##‬ة مح‪##‬ددة‬
‫من جهد ال‪##‬دمك‪ .‬الطريق‪##‬ة األخ‪##‬رى لتحقي‪##‬ق الثب‪##‬ات الميك‪##‬انيكي هي االه‪##‬تزاز‬
‫الميك‪##‬انيكي (‪ .)Huat et al., 2004‬ال ُتس‪#‬تخدم التقني‪##‬ات االهتزازي‪##‬ة في‬
‫المواد القابلة للتحلل الحي‪#‬وي أو غ‪#‬ير المس‪#‬تقرة كيميائًي ا أو القابل‪#‬ة لالش‪#‬تعال‪،‬‬
‫نظًر ا ألن عملي‪##‬ة الض‪##‬غط ق‪##‬د تخل‪##‬ق مس‪##‬ارات ق‪##‬د تتس‪##‬رب من خالله‪##‬ا الم‪##‬واد‬
‫المرتشحة وبعض الغازات‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫يع‪##‬د تعزي‪##‬ز الطين في الموق‪##‬ع‪ ،‬ممارس‪##‬ة بن‪##‬اء س‪##‬ريعة وفعال‪##‬ة من حيث‬
‫التكلفة إضافًة للفوائد البيئية المرتبط‪##‬ة به‪##‬ا (تقل‪##‬ل من األث‪##‬ر البي‪##‬ئي الن‪##‬اتج عن‬
‫استيراد التربة من مكان آخ‪##‬ر)‪ .‬ع‪ّ#‬ر ف )‪ Mitchell (1993‬الترب‪#‬ة الطيني‪#‬ة‬
‫بأنها مادة ترابية طبيعية ذات حبيبات دقيقة والتي تط‪##‬ور اللدون‪##‬ة عن‪##‬د خلطه‪##‬ا‬
‫بكمية محدودة من الماء‪ .‬الطين عب‪##‬ارة عن ترب‪##‬ة غ‪##‬ير عض‪##‬وية ذات حبيب‪##‬ات‬
‫دقيقة تشكل كتاًل صلبة عندما تجف وتصبح لزجة عندما تكون رطبة (‪Pye,‬‬
‫‪ .)2007‬وهي تشتمل على جزيئات مسطحة تمي‪##‬ل إلى التجم‪##‬ع مًع ا بإحك‪##‬ام‪،‬‬
‫وتتصلب عندما تجف‪ ،‬وسيئة التصريف بدون إضافات عضوية (‪Mitchell,‬‬
‫‪.)1993‬‬
‫عند القيام بتعزيز التربة الطينية يتم تعري‪##‬ف ال‪##‬تركيب الكيمي‪##‬ائي له‪##‬ا من‬
‫حيث الحموض‪##‬ة والقلوي‪##‬ة ال‪##‬تي يتم قياس‪##‬ها من حيث ال‪##‬رقم الهي‪##‬دروجيني (‬
‫‪ .)Sunil et al., 2009‬تعني التربة الطينية ذات الرقم الهيدروجيني ‪ 7‬أن‬
‫الترب‪##‬ة متعادل‪##‬ة الحموض‪##‬ة (‪ .)Visconti et al., 2009‬يش‪##‬ير ال‪##‬رقم‬
‫الهيدروجيني األقل من سبعة إلى الحموضة ويشير الرقم الهيدروجيني األعلى‬
‫من سبعة إلى القلوي‪##‬ة (‪ .)Hammecker et al., 2009‬تمي‪##‬ل المن‪##‬اطق‬
‫ذات األمطار الخفيف‪##‬ة إلى أن تك‪##‬ون الترب‪##‬ة قلوي‪##‬ة‪ .‬في الترب‪##‬ة الجيري‪##‬ة يعت‪##‬بر‬
‫‪ H2O‬و‪ H2CO3‬من المواد المتفاعلة الرئيسية في المرحلة األولية لتك‪##‬وين‬
‫التربة‪ ،‬وتكون النتيجة النهائية للتفاعل هي إطالق كل من كاتيون‪##‬ات (‪Ca2+‬‬
‫‪ )+، Mg2+، K+، Na‬من التربة الطيني‪##‬ة وزي‪##‬ادة القلوي‪##‬ة بنتيج‪##‬ة إطالق‬
‫)‪ .HCO3− (Visconti et al., 2009‬يؤمن الغالف الجوي كميات ثاني‬
‫أكسيد الكربون والمواد المؤكسدة المطلوبة لعملية التجوية‪.‬‬
‫تتش‪##‬قق الترب‪##‬ة الطيني‪##‬ة عن‪##‬د جفافه‪##‬ا نظ‪##‬رًا لق‪##‬درتها العالي‪##‬ة على التم‪##‬دد‬
‫ونفاذيتها المسامية (‪ .)Reeves et al., 2006‬لحل هذه المشكلة‪ ،‬تع‪##‬زز‬
‫التربة الطيني‪#‬ة بإض‪#‬افة بعض الم‪#‬واد (‪ .)Consoli et al., 2009‬تع‪#‬الج‬
‫الترب‪##‬ة الطيني‪##‬ة بإض‪##‬افة الج‪##‬ير وبعض الم‪##‬واد األخ‪##‬رى بلحس‪##‬ين خواص‪##‬ها‬
‫الهندسية ما جعل منها مادة فعالة للبناء‪ ،‬كما يساعد تعزيز التربة الطينية على‬
‫‪51‬‬
‫زي‪##‬ادة مقاومته‪##‬ا للعوام‪##‬ل الجوي‪##‬ة بزي‪##‬ادة الق‪##‬وة والتماس‪##‬ك ع‪##‬بر تقلي‪##‬ل حرك‪##‬ة‬
‫الرطوبة في البن‪#‬اء ب‪#‬الطين م‪#‬ا يض‪##‬في خص‪##‬ائص مقاوم‪#‬ة للم‪#‬اء‪ .‬يع‪#‬د تعزي‪#‬ز‬
‫الترب‪##‬ة ذات الق‪##‬درة التحملي‪##‬ة المنخفض‪##‬ة وس‪##‬يلة اقتص‪##‬ادية لتعزي‪##‬ز الطين‬
‫ألغراض البناء (‪.)Minke, 2013‬‬
‫تتوفر عدة طرق لتعزيز التربة الطينية من أج‪##‬ل زي‪##‬ادة خص‪##‬ائص الق‪##‬وة‬
‫وتقلي‪##‬ل س‪##‬لوك التم‪##‬دد‪ .‬وتش‪##‬مل ه‪##‬ذه اس‪##‬تخدام المض‪##‬افات الكيميائي‪##‬ة‪ ،‬وإع‪##‬ادة‬
‫ال‪###‬ترطيب‪ ،‬واس‪###‬تبدال الترب‪###‬ة‪ ،‬والتحكم في ال‪###‬دمك‪ ،‬والتحكم في الرطوب‪###‬ة‪،‬‬
‫والمعالجة الحرارية (‪.)Moavenian and Yasrobi, 2008‬‬
‫تستخدم بعض المواد الثانوية وبعض أنواع النفايات كبدائل جزئية للطين‬
‫األولي وكب‪##‬دائل جزئي‪##‬ة للمثبت‪##‬ات التقليدي‪##‬ة مث‪##‬ل النفاي‪##‬ات المختلف‪##‬ة‪ ،‬والم‪##‬واد‬
‫الثانوية‪ ،‬والمثبتات غير التقليدية والتقليدية (مثل دخان السيليكا‪ ،‬وقشر األرز‪،‬‬
‫والرماد البركاني‪ ،‬والقار‪ ،‬و‪ ،PFA‬وغبار الفرن‪ ،‬واأللياف الطبيعي‪##‬ة‪ ،‬وخبث‬
‫الف‪##‬رن الع‪##‬الي المحبب (‪ ،)GGBS‬الج‪##‬ير من بين أم‪##‬ور أخ‪##‬رى) حيث تتم‬
‫دراسة هذه المواد لتوف‪#‬ير فهم أفض‪#‬ل للمب‪#‬ادئ األساس‪#‬ية‪ .‬ي‪#‬وفر اس‪#‬تخدام ه‪#‬ذه‬
‫المواد العديد من الفوائد من النواحي االقتصادية والبيئي‪##‬ة‪ ،‬بم‪##‬ا في ذل‪##‬ك تجنب‬
‫ضريبة مدافن النفايات وتكاليف التخلص من النفايات األخرى‪ ،‬واستعادة قيمة‬
‫الطاقة في النفايات المتولدة‪ ،‬وطريقة مستدامة الستخدام المواد‪.‬‬
‫يعد تحديد سلوك مثبتات التربة التقليدية وغير التقليدية مسبًقا أمرًا معقدًا‪.‬‬
‫وم‪##‬ع ذل‪##‬ك‪ ،‬يت‪##‬أثر اس‪##‬تمرار التفاع‪##‬ل في الترب‪##‬ة المس‪##‬تقرة بش‪##‬كل أساس‪##‬ي‬
‫بخص‪##‬ائص الترب‪##‬ة الطبيعي‪##‬ة وخص‪##‬ائص عام‪##‬ل التعزي‪##‬ز‪ .‬ت‪##‬ؤثر العدي‪##‬د من‬
‫خص‪##‬ائص الترب‪##‬ة وخصائص‪##‬ها (األس الهي‪##‬دروجيني‪ ،‬ومحت‪##‬وى الكرب‪##‬ون‬
‫العض‪#‬وي‪ ،‬والكمي‪#‬ات الزائ‪#‬دة من الص‪#‬وديوم القاب‪#‬ل للتب‪#‬ادل‪ ،‬ومع‪#‬ادن الطين‪،‬‬
‫والكربونات‪ ،‬والحديد القابل للتبادل‪ ،‬ونسبة الس‪##‬يليكا واأللومين‪##‬ا) على تفاعلي‪##‬ة‬
‫التربة المستقرة‪ .‬لذا تعد معرفة معادن الطين أمر ضروري لفهم آلي‪##‬ة التفاع‪##‬ل‬
‫في التربة المستقرة وخصائص التربة المت‪##‬أثرة ومعرف‪##‬ة عام‪##‬ل التعزي‪##‬ز‪ ،‬ألن‬

‫‪52‬‬
‫مع‪##‬ادن الطين هي المص‪##‬ادر المهم‪##‬ة الوحي‪##‬دة لهي‪##‬درات س‪##‬يليكات الكالس‪##‬يوم‬
‫وهيدرات ألومينات الكالسيوم في معظم أنواع الترب‪.‬‬
‫كم‪##‬ا تس‪##‬تخدم بعض الم‪##‬واد الطبيعي‪##‬ة مث‪##‬ل تبن القمح (القش) أو قش‪##‬ور‬
‫األرز أو رماد أشجار النخيل ورماد قشر نواة النخي‪##‬ل كم‪##‬واد لتعزي‪##‬ز ص‪##‬البة‬
‫طين الطين‪ .‬يتم تصنيع البناء بالطين الترابي المعزز عن طريق إضافة المادة‬
‫المعززة إلى مزيج الطين الرطب ومن ثم ضغطه ضمن القوالب لتشكيل طين‬
‫طي‪##‬ني ع‪##‬الي الكثاف‪##‬ة يمكن اس‪##‬تخدامه في البن‪##‬اء (‪Venkatarama and‬‬
‫‪.)Gupta, 2008‬‬
‫وفًقا لـ ‪ Yalley‬و)‪ Aseidu (2013‬تس‪##‬تخدم بعض مخلف‪##‬ات القط‪##‬اع‬
‫الزراعي كمعززات كيميائية للطين‪ .‬مث‪#‬ل رم‪#‬اد ألي‪#‬اف ج‪#‬وز الهن‪#‬د (‪،)CFA‬‬
‫ورم‪##‬اد قش‪##‬ر اآلش‪##‬ا (‪ ،)AHA‬ورم‪##‬اد قش‪##‬رة ن‪##‬واة النخي‪##‬ل (‪ )PKSA‬ورم‪##‬اد‬
‫الخش‪##‬ب (‪ .)WA‬على ال‪##‬رغم من اس‪##‬تخدام م‪##‬واد مث‪##‬ل االس‪##‬منت أو الج‪##‬ير‬
‫لتحس‪##‬ين خ‪##‬واص الطين‪ ،‬إال أن‪##‬ه ينبغي الترك‪##‬يز على الم‪##‬واد الم‪##‬ذكورة أعاله‬
‫كمواد بديلة فعالة وأقل كلفة‪.‬‬
‫يحس‪###‬ن اس‪###‬تخدام بقاي‪###‬ا ن‪###‬واة النخي‪###‬ل (‪Palm Kernel )PKR‬‬
‫‪ Residue‬من الخصائص الفيزيائية للطين إضافًة لتوفر هذه المواد وقيمته‪##‬ا‬
‫االقتصادية المناسبة ومالءمتها للبيئة‪.‬‬
‫‪ .2-4-2-4‬علم معادن الطين‪:‬‬
‫تش‪##‬ير مع‪##‬ادن الطين إلى مجموع‪##‬ة من األلومينوس‪##‬يليكات المائي‪##‬ة ال‪##‬تي‬
‫تشكل الجزء من الترب‪##‬ة بحجم حبيب‪##‬ات الطين (<‪ 2‬ميكروم‪##‬تر) (‪Sposito,‬‬
‫‪ .)2008‬وتتشابه هذه المعادن في التركيب الكيمي‪##‬ائي والب‪##‬نيوي م‪##‬ع المع‪##‬ادن‬
‫األولية التي تنشأ من القشرة األرضية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تحدث تحوالت في الترتيب‬
‫الهندس‪##‬ي لل‪##‬ذرات واأليون‪##‬ات داخ‪##‬ل الهياك‪##‬ل المعدني‪##‬ة تحت ت‪##‬أثير العوام‪##‬ل‬
‫الجوي‪###‬ة‪ .‬توج‪###‬د مع‪###‬ادن الطين في أغلب األحي‪###‬ان في الص‪###‬خور الزيتي‪###‬ة (‬
‫‪ ،)shales‬وهي النوع األكثر ش‪##‬يوًعا من الص‪##‬خور الرس‪##‬وبية‪ .‬وهي بمثاب‪##‬ة‬
‫‪53‬‬
‫"إسفنجات كيميائية" تحتوي على الماء والمغذيات النباتي‪#‬ة الذائب‪#‬ة الناتج‪##‬ة عن‬
‫معادن أخرى (‪ .)Mitchell, 1993‬وينتج ذلك عن وجود شحنات كهربائية‬
‫غير متوازنة على سطح حبيبات الطين‪ ،‬بحيث تك‪##‬ون بعض األس‪##‬طح موجب‪##‬ة‬
‫الشحنة (والتي تجذب الشوارد السالبة)‪ ،‬بينما تك‪##‬ون األس‪##‬طح األخ‪##‬رى س‪##‬البة‬
‫الشحنة (تجذب الشوارد الموجبة)‪.‬‬
‫تتمتع المعادن الطينية بقدرة عالية على جذب جزيئات الماء عبر خاصية‬
‫االمتزاز السطحي‪ .‬وال‪##‬تي تختل‪##‬ف عن االمتص‪##‬اص‪ ،‬ألن األيون‪##‬ات والم‪##‬اء ال‬
‫ينجذبان إلى أعماق حبيبات الطين‪.‬‬
‫ت‪##‬ؤثر األط‪##‬وار المختلف‪##‬ة للم‪##‬واد الطيني‪##‬ة (األط‪##‬وار الص‪##‬لبة والس‪##‬ائلة‬
‫والبخارية) والتي تكون موجودة بكميات متفاوتة بش‪##‬كل كب‪##‬ير على خص‪##‬ائص‬
‫وسلوك المادة الطينية‪ .‬تعتبر المعادن الطيني‪##‬ة مهم‪##‬ة في الهندس‪##‬ة ألنه‪##‬ا تهيمن‬
‫على سلوك التربة‪ ،‬وتمتاز بجزيئاتها بلورية البنية وغروانية الحجم‪ ،‬ل‪##‬ذلك يتم‬
‫التحكم في سلوكها بواسطة القوى السطحية (‪.)Mitchell, 1993‬‬
‫تتك‪##‬ون الترب‪##‬ة الطيني‪##‬ة النموذجي‪##‬ة أيًض ا من م‪##‬واد غ‪##‬ير طيني‪##‬ة وم‪##‬واد‬
‫عض‪##‬وية مث‪##‬ل الكالس‪##‬يت (‪ )Calcite‬وال‪##‬دولوميت (‪ )Dolomite‬والميك‪##‬ا (‬
‫‪ )Mica‬والب‪#####‬يريت (‪ )Pyrite‬والفلس‪#####‬بار (‪ )Feldspar‬والجبس‪#####‬ايت (‬
‫‪ )Gibbsite‬هي المواد الشائعة غير الطينية‪ .‬يمي‪##‬ل وج‪##‬ود ه‪##‬ذه الم‪##‬واد غ‪##‬ير‬
‫الطينية في التربة إلى التأثير على خصائصها‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬تخلق التربة‬
‫التي تحتوي على نسبة عالية من البيريت مشكلة أثن‪##‬اء االس‪##‬تخدام‪ ،‬وذل‪##‬ك ألن‬
‫الب‪##‬يريت يمي‪##‬ل إلى األكس‪##‬دة لتك‪##‬وين الجبس عن‪##‬د وج‪##‬وده بكمي‪##‬ات كب‪##‬يرة (‬
‫‪.)Czerewko et al., 2003‬‬
‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬تنتج المادة العضوية كعمل لميكروبات الترب‪##‬ة وال‪##‬تي‬
‫تعزز تحلل النباتات والحيوانات الميتة‪ .‬يعد الدبال أحد المواد العضوية األكثر‬
‫شيوعا‪ ،‬والذي يحاكي الخصائص االمتزازي‪#‬ة للمع‪#‬ادن الطيني‪#‬ة‪ .‬يعم‪#‬ل ال‪#‬دبال‬
‫على تحسين احتباس رطين‪##‬ة الترب‪##‬ة م‪##‬ع الت‪##‬أثير على كيمي‪##‬اء الترب‪##‬ة‪ .‬تنج‪##‬ذب‬

‫‪54‬‬
‫الكاتيونات مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والص‪##‬وديوم والبوتاس‪##‬يوم ويحتف‪##‬ظ به‪##‬ا‬
‫في الدبال‪ .‬ولكن بشكل ضعيف حيث يمكن اس‪##‬تبدالها بأيون‪##‬ات معدني‪##‬ة أخ‪##‬رى‬
‫مثل الحديد واأللمنيوم (‪.)Czerewko et al., 2003‬‬
‫تكون المادة العضوية عادة داكن‪##‬ة الل‪##‬ون‪ .‬ق‪##‬د تتواج‪##‬د في الترب‪##‬ة الطيني‪##‬ة‬
‫كجزيئات منفصلة‪ .‬تؤثر كل من الكمية والتركيب الكيمي‪##‬ائي للم‪##‬واد العض‪##‬وية‬
‫على خص‪##‬ائص االمتص‪##‬اص للترب‪##‬ة (‪Baldock and Skjemstad,‬‬
‫‪.)2000‬‬
‫بشكل ع‪#‬ام‪ ،‬يح‪#‬دد محت‪#‬وى الترب‪#‬ة من العناص‪#‬ر المعدني‪#‬ة س‪#‬لوك الطين‪.‬‬
‫يختلف سلوك كل معدن طي‪#‬ني‪ .‬بعض ه‪#‬ذه المع‪#‬ادن بل‪#‬وري البني‪#‬ة وغ‪#‬رواني‬
‫الحجم‪ ،‬في حين أن بعض‪##‬ها عب‪##‬ارة عن أط‪##‬وار عض‪##‬وية أو غ‪##‬ير عض‪##‬وية‬
‫خاضعة لتأثير القوى السطحية‪.‬‬
‫تس‪##‬تمد الخص‪##‬ائص ال‪##‬تي تح‪##‬دد ت‪##‬ركيب المع‪##‬دن من أساس‪##‬ه الكيمي‪##‬ائي‪،‬‬
‫وال‪##‬ترتيب الهندس‪##‬ي لل‪##‬ذرات واأليون‪##‬ات‪ ،‬والرواب‪##‬ط الش‪##‬اردية ال‪##‬تي تربطه‪##‬ا‬
‫بعضها ببعض (‪ .)Mitchell, 1993‬يختلف ترتيب الصفائح داخ‪#‬ل طبق‪#‬ات‬
‫سيليكات األلومي‪##‬نيوم (‪ )Alumina-Silicate‬بين أن‪##‬واع مع‪##‬ادن الطين مم‪##‬ا‬
‫ي‪##‬ؤدي إلى خص‪##‬ائص فيزيائي‪##‬ة وكيميائي‪##‬ة متغ‪##‬يرة تم‪##‬يز فئ‪##‬ات مع‪##‬ادن الطين‪.‬‬
‫تنتمي معادن الطين إلى فئة كبيرة الحجم من الصفائح تعرف باس‪#‬م الس‪#‬يليكات‬
‫الورقي‪##‬ة (‪ .)Phyllosilicates‬من أج‪##‬ل فهم ت‪##‬أثير المع‪##‬ادن الطيني‪##‬ة على‬
‫خصائص التربة‪ ،‬فإن الفهم الشامل للبنية المعدنية الطينية أمر ضروري‪.‬‬
‫‪ .2-4-2-4-1‬بنية معادن الطين‪:‬‬
‫يتكون الهيكل الطيني من وح‪##‬دتين أساس‪##‬يتين (ص‪##‬فائح رباعي‪##‬ة الس‪##‬طوح‬
‫وصفائح ثمانية السطوح)‪ .‬يظهر هيكل وحدة رب‪#‬اعي الس‪#‬طوح النموذجي‪#‬ة في‬
‫الشكل (‪ .)Ke and Stroeve, 2005( )10‬تتك‪##‬ون الص‪##‬فيحة رباعي‪##‬ة‬
‫السطوح من وحدات من رباعي الس‪##‬طوح مؤل‪##‬ف من الس‪##‬يليكون واألكس‪##‬جين‬
‫المرتبط برباعي السطوح المجاور ع‪##‬بر مش‪##‬اركة ثالث زواي‪##‬ا لتش‪##‬كيل ش‪##‬بكة‬
‫‪55‬‬
‫سداسية‪ .‬تش‪##‬كل الزاوي‪##‬ة الرابع‪##‬ة من ك‪##‬ل رب‪##‬اعي س‪##‬طوح (األكس‪##‬جين القمي)‬
‫جزًءا من صفيحة ثماني السطوح المجاورة‪.‬‬

‫الشكل (‪ .)10‬صفيحة رباعية السطوح‪ -‬السيليكا‪.‬‬


‫تتكون صفيحة ثماني السطوح عادة من األلومنيوم أو المغنيسيوم بتنسيق‬
‫سداس‪#‬ي األض‪#‬الع م‪#‬ع األكس‪#‬جين من ص‪#‬فيحة رب‪#‬اعي الس‪#‬طوح وم‪#‬ع زم‪#‬رة‬
‫الهيدروكسيل (‪.)-OH‬‬
‫ترتبط المجسمات الثمان الفردية بشكل جانبي من خالل مشاركة الحواف‬
‫(‪ .)Mitchell, 1993‬يوضح الشكل (‪ )11‬البنية النموذجية لص‪#‬فائح ثم‪#‬اني‬
‫السطوح (‪.)Ranjan and Rao, 1993‬‬

‫‪56‬‬
‫الشكل (‪ .)11‬هيكل صفيحة ثماني السطوح‬
‫تش‪#‬كل ص‪##‬فائح رب‪#‬اعي الس‪#‬طوح وثماني‪#‬ة الس‪#‬طوح مًع ا طبق‪##‬ة‪ ،‬وترتب‪#‬ط‬
‫الطبق‪##‬ات ببعض‪##‬ها البعض في بل‪##‬ورات الطين بواس‪##‬طة كاتيون‪##‬ات الطبق‪##‬ات‬
‫البيني‪###‬ة‪ ،‬بواس‪###‬طة ق‪###‬وى فان‪###‬در ف‪###‬الس (‪ )Vander Waals‬والق‪###‬وى‬
‫الكهروس‪###‬تاتيكية‪ ،‬أو عن طري‪###‬ق الرواب‪###‬ط الهيدروجيني‪###‬ة (‪Chen and‬‬
‫‪ .)Kurgan, 2009‬يوض‪#‬ح الش‪#‬كل (‪ )12‬طريق‪#‬ة ارتب‪#‬اط ص‪#‬فائح رب‪#‬اعي‬
‫السطوح وثمانية السطوح (‪.)Ke and Stroeve, 2005‬‬

‫الشكل (‪ .)12‬اتصال الصفائح رباعية السطوح مع ثمانية السطوح‬


‫تصنف بنية معادن الطين بشكل أك‪##‬بر من خالل ت‪##‬رتيب ص‪##‬فائح رباعي‪##‬ة‬
‫السطوح وثمانية الس‪##‬طوح‪ .‬وبالت‪##‬الي‪ ،‬تحت‪##‬وي مع‪##‬ادن الطين بنس‪##‬بة ‪ 1:1‬على‬
‫صفيحة رباعية السطوح وصفيحة ثمانية السطوح لك‪#‬ل طبق‪##‬ة طيني‪#‬ة؛ تحت‪#‬وي‬
‫المع‪##‬ادن الطيني‪##‬ة على ص‪##‬فيحتين رباعي‪##‬ة الس‪##‬طوح بينهم‪##‬ا ص‪##‬فيحة ثماني‪##‬ة‬
‫السطوح أي بنسبة ‪ .1 :2‬في بعض الحاالت قد تكون النسبة ‪ 1 :1 :2‬وذلك‬
‫بأن يحتوي المعدن الطيني على صفائح ثمانية السطوح مجاورة لطبقة ‪.1 :2‬‬
‫وي‪##‬بين الش‪##‬كل (‪ )13‬الهياك‪##‬ل المعدني‪##‬ة الطيني‪##‬ة ‪ 1:1‬و‪Ke and( 1 :2‬‬
‫‪.)Stroeve, 2005‬‬

‫‪57‬‬
‫الشكل (‪ .)13‬الهياكل المعدنية الطينية‬

‫‪58‬‬
‫‪ .2-5‬ميزات وعيوب استخدام البناء بالطين في البناء‪:‬‬
‫يعتمد اتخاذ القرار بش‪##‬أن اس‪##‬تخدام البن‪##‬اء ب‪##‬الطين في البن‪##‬اء على إج‪##‬راء‬
‫تقييم شامل للعوامل مثل متطلب‪#‬ات المش‪#‬روع وقي‪#‬ود الميزاني‪#‬ة وت‪#‬وافر الم‪#‬واد‬
‫المحلي‪#‬ة واالعتب‪#‬ارات البيئي‪#‬ة‪ .‬إذ يمت‪#‬از البن‪#‬اء بالبن‪#‬اء ب‪#‬الطين بع‪#‬دد كب‪#‬ير من‬
‫الميزات كما تحدد استخدامه عدد من المحددات‪:‬‬
‫‪ .2-5-1‬ميزات استخدام البناء بالطين في البناء‪:‬‬
‫استخدم البناء بالطين كم‪##‬ادة بن‪##‬اء لق‪##‬رون طويل‪##‬ة في العدي‪##‬د من الثقاف‪##‬ات‬
‫حول العالم‪ .‬يمتاز استخدام الطين كمادة للبناء بالعديد من الفوائد‪ ،‬خالفًا لمواد‬
‫البن‪##‬اء القياس‪##‬ية األخ‪##‬رى كالخرس‪##‬انة والخش‪##‬ب‪ ،‬وفيم‪##‬ا يلي بعض الم‪##‬يزات‬
‫الرئيس‪##‬ية الس‪##‬تخدام البن‪##‬اء ب‪##‬الطين في البن‪##‬اء (‪Chhaba and Singh,‬‬
‫‪:)2017‬‬
‫‪ .1‬مواد متوفرة وبأسعار معقولة‪ :‬يمكن تصنيع البن‪##‬اء ب‪##‬الطين باس‪##‬تخدام‬
‫المواد المتوفرة بسهولة مثل التربة والطين‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن تكلفة البن‪#‬اء ب‪#‬الطين‬
‫تك‪##‬ون ع‪##‬ادًة منخفض‪##‬ة مقارن‪##‬ة ب‪##‬المواد األخ‪##‬رى المس‪##‬تخدمة في البن‪##‬اء مث‪##‬ل‬
‫الخرسانة‪.‬‬
‫حيث أن تحض‪##‬ير ومعالج‪##‬ة ونق‪##‬ل الترب‪##‬ة يحت‪##‬اج إلى اس‪##‬تهالك ‪ %1‬من‬
‫الطاق‪##‬ة بالمقارن‪##‬ة م‪##‬ع الخرس‪##‬انة‪ ،‬وال ينتج عنه‪##‬ا أي‪##‬ة مخلف‪##‬ات (‪Minke,‬‬
‫‪ .)2013‬يقع الطين تحت أقدامنا وعادًة م‪##‬ا يتم تحض‪##‬يره والتعام‪##‬ل مع‪##‬ه على‬
‫نطاق جماعي يدوًيا أو باستخدام أدوات فعال‪#‬ة‪ .‬يق‪#‬ول حس‪#‬ن فتحي‪“ :‬إن ال‪#‬بيت‬
‫هو في األساس إنتاج مجتمعي‪ :‬ال يمكن لرج‪#‬ل واح‪#‬د أن يب‪#‬ني م‪#‬نزًال واح‪#‬دًا‪،‬‬
‫ولكن يمكن لمائة رجل أن يبنوا بسهولة مائة منزل” (‪.)Fathy, 2010‬‬
‫‪ .2‬قدرة عازلة جيدة‪ :‬البناء بالطين لديه قدرة جي‪##‬دة على ع‪##‬زل الح‪##‬رارة‬
‫والص‪##‬وت‪ .‬يمكن للطين أن يحتف‪##‬ظ ب‪##‬الحرارة في الش‪##‬تاء ويحمي من الح‪##‬رارة‬

‫‪59‬‬
‫الشمسية الزائدة في الصيف‪ .‬كما أنه يمتص الصوت بشكل جي‪##‬د‪ ،‬مم‪##‬ا يس‪##‬اعد‬
‫في تقليل الضوضاء الخارجية‪.‬‬
‫‪ .3‬صديق للبيئة‪ :‬يعتبر البناء بالطين مادة قابلة إلعادة الت‪##‬دوير وص‪##‬ديقة‬
‫للبيئة‪ .‬يتم صنع البناء بالطين من مواد طبيعية وقابلة للتحلل‪ ،‬وبالت‪#‬الي فه‪#‬و ال‬
‫يسبب التلوث البيئي‪.‬‬
‫‪ .4‬تنظيم الرطوب‪###‬ة‪ :‬يمتل‪###‬ك البن‪###‬اء ب‪###‬الطين ق‪###‬درة على تنظيم مس‪###‬توى‬
‫الرطوبة في البناء‪ .‬يمتص البن‪##‬اء ب‪##‬الطين الرطوب‪##‬ة من المحي‪##‬ط ويف‪##‬رج عنه‪##‬ا‬
‫عن‪##‬دما تك‪##‬ون البيئ‪##‬ة أك‪##‬ثر جفاًف ا‪ ،‬وه‪##‬ذا يس‪##‬اعد في الحف‪##‬اظ على بيئ‪##‬ة داخلي‪##‬ة‬
‫مريحة‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬يمكنها تعديل وموازنة المناخات داخ‪##‬ل المن‪##‬ازل بش‪##‬كل‬
‫أسرع وأكثر فعالي‪##‬ة من أي م‪##‬ادة أخ‪##‬رى‪ .‬على س‪##‬بيل المث‪##‬ال‪ ،‬أظه‪##‬رت بعض‬
‫الدراسات أن الَلِبن ال يبت‪ّ##‬ل أو يفق‪##‬د اس‪##‬تقراره ح‪##‬تى في ظ‪##‬ل ظ‪##‬روف مناخي‪##‬ة‬
‫بنسبة رطينة ‪ %95‬لمدة ستة أشهر (‪.)Minke, 2013‬‬
‫‪ .5‬الجمالية‪ :‬يمنح البناء بالطين للمب‪##‬اني مظه‪ً##‬ر ا جمالًي ا وطابًع ا تقلي‪#‬دًيا‪.‬‬
‫يمكن استخدام البن‪##‬اء ب‪##‬الطين في تص‪##‬ميمات مختلف‪##‬ة مث‪##‬ل األق‪##‬واس واألعم‪##‬دة‬
‫والزخارف إلضفاء الشخصية واألصالة على المباني‪.‬‬
‫‪ .6‬قدرة تنظيم درجة الحرارة‪ :‬يعتبر البناء بالطين م‪##‬ادة بن‪##‬اء ذات ق‪##‬درة‬
‫تنظيمي‪##‬ة على درج‪##‬ة الح‪##‬رارة الداخلي‪##‬ة للمب‪##‬نى‪ .‬بس‪##‬بب خواص‪##‬ه الحراري‪##‬ة‬
‫الممت‪###‬ازة (‪ .)Dabaieh, 2013‬يعم‪###‬ل الطين خالل النه‪###‬ار على جم‪###‬ع‬
‫وتخ‪##‬زين الطاق‪##‬ة الشمس‪##‬ية بش‪##‬كل س‪##‬لبي بس‪##‬بب س‪##‬مكها وخص‪##‬ائص التبري‪##‬د‬
‫الس‪#‬لبية‪ .‬عن‪#‬دما تنخفض درج‪##‬ة الح‪##‬رارة الخارجي‪#‬ة‪ ،‬يتم تحري‪#‬ر الطاق‪##‬ة ببطء‬
‫خالل اللي‪##‬ل‪ ،‬مم‪##‬ا ي‪##‬ؤدي إلى رف‪##‬ع درج‪##‬ة الح‪##‬رارة بش‪##‬كل س‪##‬لبي في األج‪##‬واء‬
‫الباردة‪ .‬وبالتالي يتفوق أداء الطين عن الخرس‪##‬انة حيث أن األخ‪##‬يرة ال تظه‪##‬ر‬
‫آلية سلبية للتدفئة والتبريد (‪.)Kennedy, 2004‬‬

‫‪60‬‬
‫بفض‪##‬ل قدرت‪##‬ه على تخ‪##‬زين الح‪##‬رارة‪ ،‬يمكن للطين أن يس‪##‬اعد في تقلي‪##‬ل‬
‫استخدام أنظم‪##‬ة التدفئ‪##‬ة والتبري‪##‬د‪ ،‬مم‪##‬ا ي‪##‬ؤدي إلى تقلي‪##‬ل اس‪##‬تهالك الطاق‪##‬ة في‬
‫المبنى‪.‬‬
‫‪ .7‬مقاومة للحريق‪ :‬يعتبر البناء بالطين مقاوًم ا للحري‪##‬ق بش‪##‬كل ط‪##‬بيعي‪.‬‬
‫عن‪##‬دما يتع‪##‬رض للح‪##‬رارة المرتفع‪##‬ة‪ ،‬يمكن للطين أن يتحم‪##‬ل درج‪##‬ات ح‪##‬رارة‬
‫عالية دون أن ينهار أو يفقد متانته‪ ،‬مما يساهم في سالمة المبنى‪.‬‬
‫إن األرض التي نقف عليها ال تحترق‪ ،‬أشارت بعض االختبارات إلى أن‬
‫قدرة قالب طيني بسماكة ‪ 250‬ملم على مقاوم‪##‬ة االح‪##‬تراق لم‪##‬دة ‪ 4‬س‪##‬اعات‪،‬‬
‫في حين تمّك ن ج‪##‬دار طي‪##‬ني بس‪##‬ماكة ‪ 150‬ملم على مقاوم‪##‬ة الحري‪##‬ق لم‪##‬دة ‪3‬‬
‫س‪###‬اعات و‪ 41‬دقيق‪###‬ة (‪ .)Middleton and Schneider, 1987‬ال‬
‫تقتصر هذه الميزة على فائ‪##‬دتها المعماري‪##‬ة وإنم‪##‬ا ق‪##‬د تك‪##‬ون مفي‪##‬دة لالس‪##‬تخدام‬
‫ضمن مناطق حرائق الغابات‪ ،‬والمناطق الريفية‪.‬‬
‫‪ .8‬س‪##‬هولة التش‪##‬كيل‪ :‬البن‪##‬اء ب‪##‬الطين س‪##‬هل التش‪##‬كيل والتش‪##‬كيل وفًق ا‬
‫لالحتياجات المعمارية‪ .‬يمكن تشكيله بسهولة إلنشاء أقواس وأعمدة وزخارف‬
‫معمارية مختلفة‪ ،‬مما يمنح المبنى طابًعا فريًد ا وجمالًيا‪.‬‬
‫‪ .9‬مقاومة للعوامل الجوية‪ :‬البناء بالطين عموًما مقاوم للت‪##‬أثيرات البيئي‪##‬ة‬
‫الضارة‪ .‬يمكن أن يتحمل البناء بالطين تأثيرات العوامل الجوية مث‪##‬ل األمط‪##‬ار‬
‫والرياح والثلوج على مر الزمن دون أن يتأثر جودته أو متانته‪.‬‬
‫‪ .10‬استدامة وإعادة التدوير‪ :‬يمكن إعادة استخدام البناء بالطين بس‪##‬هولة‬
‫أو إعادة تدويره عندما يتم هدم المباني عدة مرات دون أن تتغ‪##‬ير الخص‪##‬ائص‬
‫الهيكلية له‪ ،‬وال ينتج عن عملية إعادة التدوير هذه أي‪##‬ة نفاي‪##‬ات وال تنطل‪##‬ق أي‬
‫سموم ضارة بالصحة والبيئة‪ ،‬بالمقارنة مع الخرس‪##‬انة وال‪##‬تي ال يمكن أن تع‪##‬د‬
‫كمادة صديقة للبيئة‪ ،‬ليس فقط لص‪##‬عوبة التخلص منه‪##‬ا‪ ،‬ولكن ُتس‪##‬تهلك الكث‪##‬ير‬
‫من الطاقة وتنطلق السموم الضارة أثناء عملية نقل الرك‪##‬ام إلى أم‪##‬اكن خاص‪##‬ة‬

‫‪61‬‬
‫وأثن‪##‬اء عملي‪##‬ة التكس‪##‬ير نفس‪##‬ها عن‪##‬د إع‪##‬ادة ت‪##‬دويرها (‪Estévez et al.,‬‬
‫‪.)2003‬‬
‫تسمح إعادة التدوير هذه بإعادة استخدام البناء بالطين كم‪##‬واد أساس‪##‬ية في‬
‫البناء المس‪##‬تقبلي‪ ،‬مم‪##‬ا يقل‪##‬ل من اس‪##‬تهالك الم‪##‬وارد الطبيعي‪##‬ة ويقل‪##‬ل من ت‪##‬أثير‬
‫البناء على البيئة (‪.)Zami and Lee, 2010‬‬
‫‪ .11‬يسمح بالتعامل بنهج "افعل ذلك بنفسك"‪ :‬تم البناء بالطين منذ بداي‪##‬ة‬
‫االستيطان البشري (‪ )Al Suliman & Suliman, 2016‬ويضم اليوم‬
‫ثلث العالم الذي ال يتعامل مع التقني‪##‬ات الص‪##‬ناعية‪ .‬يمكن أن يتم التعام‪##‬ل به‪##‬ذه‬
‫المادة باليد بشكل مباشر ألنها غير سامة‪ .‬تتعدد الطرق التي يمكن من خالله‪##‬ا‬
‫تشكيلها ومعالجتها يدوًيا‪ .‬ال يوجد نهج موحد‪ ،‬مما يس‪##‬مح باإلب‪##‬داع والحرفي‪##‬ة‪.‬‬
‫يمكن تش‪##‬كيل الطين في كت‪##‬ل أو ح‪##‬تى س‪##‬كب الم‪##‬ادة وض‪##‬غطها في إط‪##‬ارات‬
‫مصنوعة من الخشب أو الخيزران‪ .‬كما يمكن استخدام الطباعة ثالثية األبع‪##‬اد‬
‫في هذا اإلطار‪ ،‬خصوصًا مع توفر مجموعة واسعة من الطابعات في الس‪##‬وق‬
‫بنتيجة االهتمام المتزايد (‪ .)Chen et al., 2019‬يعتبر الطين مادة متعددة‬
‫االستخدامات بسبب نفاذيته وقدرته على تكوين مخاليط مركبة‪ .‬وع‪##‬ادًة م‪##‬ا يتم‬
‫مزجه مع المواد المحلية الموجودة في البيئة المحيطة‪ ،‬كالقش وقصب النخي‪##‬ل‬
‫وقشور األرز‪ .‬كما أنه م‪##‬رن في تطبيق‪##‬ه‪ ،‬حيث يتم تش‪##‬كيله بس‪##‬مك مختل‪##‬ف أو‬
‫على شكل طبقات جبسية‪.‬‬
‫‪ .12‬تمتلك حماية بيولوجية‪ :‬يمتاز الطين بمحت‪##‬وى رطين‪##‬ة بنس‪##‬بة ‪-0.4‬‬
‫‪ %6‬بالوزن‪ .‬وهو بالتالي غير مناسب لنمو لحشرات التي تحت‪##‬اج إلى ‪%14‬‬
‫محت‪##‬وى رطين‪##‬ة على األق‪##‬ل أو للفط‪##‬ور ال‪##‬تي تحت‪##‬اج إلى أك‪##‬ثر من ‪( %20‬‬
‫‪.)Minke, 2013‬‬
‫‪ .13‬يسهم بحل مشكلة النقص في المساكن‪ :‬يقطن أك‪##‬ثر من ‪ 3‬ملي‪##‬ارات‬
‫ش‪##‬خص ض‪##‬من بي‪##‬وت يس‪##‬تخدم الطين فيه‪##‬ا كم‪##‬ادة للبن‪##‬اء (‪.)Rael, 2009‬‬
‫ورغم أن البعض قد ينظر إلى العمارة الطيني‪#‬ة على أنه‪#‬ا بدائي‪#‬ة‪ ،‬إال أن‪#‬ه على‬

‫‪62‬‬
‫العكس من ذلك‪ ،‬كانت المادة حاضرة في ذروة الحركة الحداثي‪##‬ة في العم‪##‬ارة‪،‬‬
‫حيث استخدمت لتجميل الخرسانة والزجاج والصلب‪ ،‬ب‪##‬ل وأث‪##‬رت على كيفي‪##‬ة‬
‫معالجة بعض المواد الحديثة‪.‬‬
‫‪ .2-5-2‬عيوب استخدام البناء بالطين في عمليات البناء‪:‬‬
‫على الرغم من المزاي‪##‬ا ال‪##‬تي يوفره‪##‬ا االس‪##‬تخدام الع‪##‬ام للطين في البن‪##‬اء‪،‬‬
‫يجب أخذ في االعتبار الظ‪##‬روف المحلي‪##‬ة واالحتياج‪##‬ات الهندس‪##‬ية والتنظيمي‪##‬ة‬
‫قبل اتخاذ قرار استخدام هذه المادة في مشروع البناء‪ ،‬إذ أنه يترافق أيًضا م‪##‬ع‬
‫بعض العيوب التي يجب مراعاتها (‪ .)Al-Ajmi et al., 2016‬وفيما يلي‬
‫بعض العيوب المحتملة الستخدام البناء بالطين في البناء (‪:)Sruthi, 2013‬‬
‫‪ .1‬ق‪##‬وة التحم‪##‬ل‪ :‬ق‪##‬د يك‪##‬ون البن‪##‬اء ب‪##‬الطين أق‪##‬ل ق‪##‬وًة من الم‪##‬واد األخ‪##‬رى‬
‫المستخدمة في البناء مثل الخرسانة المسلحة‪ .‬قد يتأثر البناء بالطين بالتشوه أو‬
‫التكسير في حاالت الضغط الع‪##‬الي أو االه‪##‬تزازات الش‪##‬ديدة‪ ،‬وه‪##‬ذا ق‪##‬د يتطلب‬
‫استخدام هياكل داعمة إضافية أو تقنيات تعزيز لضمان المتانة الكافية‪.‬‬
‫‪ .2‬امتصاص الماء‪ :‬البناء بالطين قد يمتص الماء بكميات معتدل‪##‬ة‪ .‬ولكن‬
‫عندما يتعرض البناء بالطين للماء بشكل متكرر أو لفترة طويلة‪ ،‬قد يتش‪##‬وه أو‬
‫يتأثر بالتآكل‪ .‬يمكن تجنب هذه المشكلة من خالل استخدام طين طيني مش‪##‬وب‬
‫بمواد تجعله مقاوًما المتصاص الماء أو من خالل استخدام م‪#‬واد مانع‪#‬ة للم‪#‬اء‬
‫في العزل الخارجي للمبنى‪.‬‬
‫‪ .3‬التش‪##‬وه الحجمي‪ :‬ق‪###‬د يتس‪##‬بب التع‪##‬رض للطين لظ‪##‬روف الرطوب‪##‬ة‬
‫والجف‪##‬اف المتك‪##‬ررة في ح‪##‬دوث تش‪##‬وه حجمي‪ .‬يمكن أن يتس‪##‬بب التش‪##‬وه في‬
‫تشققات أو تغيرات في الشكل واألبعاد األصلية للطين‪ ،‬مما يؤثر على التوافق‬
‫الهيكلي للمبنى‪.‬‬
‫‪ .4‬التأثير البي‪##‬ئي‪ :‬على ال‪##‬رغم من أن البن‪##‬اء ب‪##‬الطين مص‪##‬نوع من م‪##‬واد‬
‫طبيعية‪ ،‬إال أن إنتاجه يمكن أن يكون ل‪##‬ه آث‪##‬ار بيئي‪##‬ة‪ .‬يتطلب اس‪##‬تخراج الطين‬

‫‪63‬‬
‫وعملية الحرق المستخدمة لتصلب الطين استهالًك ا للطاقة ويمكن أن يسهم في‬
‫انبعاثات الكربون‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يمكن أن يكون استنزاف م‪##‬وارد الطين‬
‫له آثار بيئية طويلة األمد إذا لم يتم إدارته بشكل مستدام‪ ،‬حيث يتسبب ذلك في‬
‫تدهور البيئة المحلية في بعض الحاالت‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يمكن تقليل الت‪##‬أثير البي‪##‬ئي‬
‫عن طري‪#‬ق تط‪#‬بيق مب‪#‬ادئ االس‪#‬تدامة وإج‪#‬راءات إدارة النفاي‪#‬ات المناس‪#‬بة في‬
‫عملية إنتاج البناء بالطين‪.‬‬
‫‪ .5‬عملية البناء تستغرق وقًت ا‪ :‬قد تستغرق عملي‪#‬ة البن‪#‬اء باس‪#‬تخدام البن‪#‬اء‬
‫بالطين وقًت ا أكثر مقارنة بأساليب البناء األخرى‪ .‬عادًة ما يتطلب البناء بالطين‬
‫اس‪#‬تخدام الطين للتماس‪#‬ك‪ ،‬وعملي‪#‬ة وض‪#‬ع ومس‪#‬توى ك‪#‬ل طين يمكن أن تك‪#‬ون‬
‫تعبئة للعمالة وتستغرق وقًت ا طويًال‪ .‬ق‪##‬د ي‪##‬ؤدي ذل‪##‬ك إلى زي‪##‬ادة في م‪##‬دة البن‪##‬اء‬
‫وربما زيادة في تكاليف العمالة‪.‬‬
‫‪ .6‬قل‪##‬ة المرون‪##‬ة في التص‪##‬ميم‪ :‬يوج‪##‬د للطين بعض القي‪##‬ود فيم‪##‬ا يتعل‪##‬ق‬
‫بالمرونة في التصميم‪ .‬شكلهم المستطيل وأحجامهم القياسية قد يقي‪##‬دوا اإلب‪##‬داع‬
‫المعماري ويحد من تنوع الخيارات التصميمية مقارنًة بم‪##‬واد البن‪##‬اء األخ‪##‬رى‪.‬‬
‫تحقيق تصاميم معمارية معقدة أو هياكل منحنية قد يتطلب تقني‪##‬ات إض‪##‬افية أو‬
‫طين متخصصة‪ ،‬وهو ما قد يزيد من التكاليف‪.‬‬
‫‪ .7‬تح‪##‬ديات النق‪##‬ل والتخ‪##‬زين‪ :‬يعت‪##‬بر البن‪##‬اء ب‪##‬الطين ثقيًال وض‪##‬خًما‪ ،‬مم‪##‬ا‬
‫يشكل تحديات فيما يتعلق بالنقل والتخ‪##‬زين‪ .‬ق‪##‬د تزي‪##‬د وزن الطين من تك‪##‬اليف‬
‫النقل‪ ،‬خاصًة على مسافات طويلة‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يتطلب وج‪##‬ود مس‪##‬احة‬
‫تخزين كافية لحماية الطين من الرطوب‪##‬ة ومن‪##‬ع التل‪##‬ف خالل ف‪##‬ترات التخ‪##‬زين‬
‫الطويلة‪.‬‬
‫‪ .8‬اعتبارات التكلفة‪ :‬على الرغم من أن تكلفة البن‪##‬اء ب‪##‬الطين‪ ،‬ق‪##‬د تك‪##‬ون‬
‫أقل تكلفة مقارنة بمواد البناء البديل‪##‬ة مث‪##‬ل الكت‪##‬ل الخرس‪##‬انية‪ .‬ق‪##‬د تختل‪##‬ف تل‪##‬ك‬
‫التكلفة اعتماًد ا على عدد من العوامل مثل الموقع والجودة قد يع‪##‬زى االرتف‪##‬اع‬

‫‪64‬‬
‫النس‪##‬بي في التكلف‪##‬ة إلى عوام‪##‬ل مث‪##‬ل ط‪##‬رق اإلنت‪##‬اج والنق‪##‬ل وعملي‪##‬ات البن‪##‬اء‬
‫المعتمدة على العمالة‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫‪ .2-6‬تطور تقنيات البناء بالطين في البالد العربية والغربية‪:‬‬
‫يعود تاريخ العمارة بالطين إلى بدايات اس‪##‬تقرار البش‪##‬ر في المس‪##‬توطنات‬
‫العمرانية قبل أكثر من ‪ 10‬آالف س‪##‬نة‪ ،‬حيث ك‪##‬ان الطين الم‪##‬ادة الرئيس‪##‬ية في‬
‫بناء المساكن‪ُ .‬اعتِبرت مادة الطين من الم‪##‬واد األساس‪##‬ية في التش‪##‬ييد تاريخي ‪ً#‬ا‪،‬‬
‫فمن‪##‬ذ آالف الس‪##‬نين انتش‪##‬ر اس‪##‬تعمال الطين في حض‪##‬ارات مص‪##‬ر الفرعوني‪##‬ة‪،‬‬
‫وبالد الشام‪ ،‬والحضارة اإلسالمية والرومانية وغيرهم‪ ،‬كما ُب ني به‪##‬ذه الم‪##‬ادة‬
‫برج بابل في بالد الرافدين بما فيه من ضخامة ورمزية‪ ،‬وقد كثرت وتش‪##‬عبت‬
‫الفرضيات والتفسيرات حول أصل ه‪#‬ذه التقني‪#‬ة‪ ،‬فمن الم‪#‬ؤرخين من رأى أن‪#‬ه‬
‫من ساحل المحيط األطلسي إلى أفغانستان‪ ،‬مرورًا ب‪##‬اليمن والع‪##‬راق وإي‪##‬ران؛‬
‫ُو جَد ت أنماط من العم‪##‬ارة الطيني‪##‬ة َن َّم ْت عن دق‪##‬ة كب‪##‬يرة في العم‪##‬ل‪ ،‬وم‪##‬ازالت‬
‫البالد العربية تحتفظ بشواهد عدة ألولى المدن التاريخية ال‪#‬تي ش‪#‬يدت بالكام‪#‬ل‬
‫من التربة الطينية‪.)Minke, 2013(.‬‬
‫‪ .2-6-1‬العمارة الطينية في العالم الغربي‪:‬‬
‫وفي العالم الغربي‪ ،‬كان لمنطقة ليون الفرنسية‪ ،‬على سبيل المث‪##‬ال‪ ،‬دورًا‬
‫بارزًا في تقني‪##‬ات بن‪##‬اء الطين بنس‪##‬بة تص‪##‬ل إلى ‪ %75‬من المس‪##‬اكن الريفي‪##‬ة‪،‬‬
‫وتضم نماذج من القصور المشيدة من الطين تعود إلى حوالي ‪ 200‬سنة‪ .‬كان‬
‫المهندس المعماري فرانسو كوانترو الرائد األول لعمارة الطين الحديثة‪ ،‬حيث‬
‫ساهم في تطوير ثقافة البن‪#‬اء ب‪#‬الطين‪ ،‬فتج‪#‬اوزت ح‪#‬دود فرنس‪#‬ا لتش‪#‬مل ألماني‪#‬ا‬
‫وإيطاليا والدانمارك‪ ،‬وحث على اهتمام أستراليا بهندس‪##‬ة العم‪##‬ارة الطيني‪##‬ة في‬
‫عام ‪1823‬م‪ ،‬وفي الوالي‪##‬ات المتح‪##‬دة ع‪##‬ام ‪1806‬م‪ .‬وعلى ال‪##‬رغم من ت‪##‬أخر‬
‫ممارسة التقاليد البنائية بالطين في بريطانيا إلى ما بعد عام ‪1790‬م؛ إال أنه‪##‬ا‬
‫تعت‪##‬بر من أق‪##‬دم أس‪##‬اليب التش‪##‬ييد ال‪##‬تي اس‪##‬تخدمت في األج‪##‬زاء الجنوبي‪##‬ة من‬
‫إنجلترا‪ ،‬وفي الواليات المتحدة‪ ،‬أص‪##‬بح الطين ج‪##‬زًءا من العم‪##‬ارة المحلي‪##‬ة في‬
‫تكساس‪ ،‬نيو مكسيكو‪ ،‬أريزونا‪ ،‬وجنوب كاليفورنيا منذ القرن السادس عش‪##‬ر‪،‬‬
‫كم‪##‬ا تحتف‪##‬ظ مدين‪##‬ة س‪##‬انتا ب‪##‬الكثير من المب‪##‬اني الحديث‪##‬ة ال‪##‬تي ش‪##‬يدت ب‪##‬الطين‬

‫‪66‬‬
‫ومظهرها التقلي‪#‬دي‪ ،‬مم‪#‬ا يس‪#‬اهم في الحف‪#‬اظ على هوي‪#‬ة المدين‪#‬ة وشخص‪#‬يتها‪.‬‬
‫(الجديد‪.)2004 ،‬‬
‫تضمن تأسيس مركز العمارة الطينية‪ ،‬المركز الدولي للعم‪##‬ارة األرض‪##‬ية‬
‫(‪ )CRATerre‬في جرنوب‪####‬ل في ع‪####‬ام ‪1979‬م حراًك ا لمجموع‪####‬ة من‬
‫المعم‪###‬اريين والمهندس‪###‬ين األوروب‪###‬يين‪ ،‬وترك‪###‬زت جه‪###‬ودهم على البح‪###‬وث‬
‫واالبتكارات في استخدام الطين في البناء بط‪##‬رق مبتك‪##‬رة ومس‪##‬تدامة‪ ،‬ويش‪##‬مل‬
‫عملهم الجهود في مجاالت مثل تحسين تقنيات البن‪##‬اء ب‪##‬الطين‪ ،‬وتط‪##‬وير م‪##‬واد‬
‫جدي‪##‬دة‪ .‬يعم‪##‬ل مرك‪##‬ز العم‪##‬ارة الطيني‪##‬ة‪ ،‬المرك‪##‬ز ال‪##‬دولي للعم‪##‬ارة األرض‪##‬ية (‬
‫‪ )CRATerre‬جاهًد ا على تطوير وتعزي‪##‬ز اس‪##‬تخدام الطين في مج‪##‬ال البن‪##‬اء‬
‫والعم‪#‬ارة الطيني‪#‬ة‪ ،‬ويق‪#‬وم المرك‪#‬ز ب‪#‬البحث والتط‪#‬وير لتحس‪#‬ين تقني‪#‬ات البن‪#‬اء‬
‫ب‪##‬الطين واستكش‪##‬اف االبتك‪##‬ارات الجدي‪##‬دة في ه‪##‬ذا المج‪##‬ال‪ ،‬كم‪##‬ا ينظم دورات‬
‫تدريبية‪ ،‬وورش عمل لتعليم ونقل المعرفة حول العم‪##‬ارة الطيني‪##‬ة إلى الطالب‬
‫والمهن‪##‬يين‪ ،‬ويق‪##‬دم ال‪##‬دعم الف‪##‬ني واالستش‪##‬ارات للمش‪##‬اريع العملي‪##‬ة والمب‪##‬اني‬
‫التقليدية التي تعتمد على استخدام الطين كمادة بناء‪ .‬يس‪#‬عى المرك‪#‬ز أيًض ا إلى‬
‫نشر المعرف‪##‬ة والتوعي‪##‬ة ح‪##‬ول فوائ‪##‬د واس‪##‬تخدامات الطين في البن‪##‬اء من خالل‬
‫الندوات والفعاليات‪ .‬ويشجع على التع‪#‬اون ال‪##‬دولي والتب‪#‬ادل المع‪#‬رفي في ه‪##‬ذا‬
‫المجال‪ ،‬بهدف تعزيز االس‪##‬تدامة والتنمي‪##‬ة في مج‪##‬ال العم‪##‬ارة الطيني‪##‬ة والبن‪##‬اء‬
‫المستدام (‪.).CRAterre, n.d‬‬
‫‪ .2-6-2‬العمارة الطينية في العالم العربي‪:‬‬
‫تعد البقايا األثري‪#‬ة للعدي‪#‬د من الم‪#‬دن والق‪#‬رى‪ ،‬في المن‪#‬اطق المختلف‪#‬ة من‬
‫العالم‪ ،‬خير شاهد على ما كانت تحظى به هذه المادة من أهمية‪ ،‬في بن‪##‬اء تل‪##‬ك‬
‫المستوطنات التي بني معظمها بالطين الخام غير المحروق‪ ،‬فمنها على س‪##‬بيل‬
‫المثال مدينة أريحا في فلسطين‪ ،‬والتي تعد أق‪##‬دم مدين‪##‬ة في الت‪##‬اريخ‪ ،‬كم‪##‬ا ب‪##‬ني‬
‫في القرن السابع ق‪.‬م بهذه المادة ب‪##‬رج باب‪##‬ل بارتف‪##‬اع يص‪##‬ل إلى تس‪##‬عين م‪##‬ترًا‬
‫كأول ناطحة سحاب بناها اإلنسان (‪.)Mellaart, 1974‬‬

‫‪67‬‬
‫وال تزال البالد العربية تحتفظ بشواهد عدة األولى المدن التاريخي‪##‬ة ال‪##‬تي‬
‫شيدت كاملة بالتربة الطبيعية‪ .‬وعلى مر العصور تناقلت األجيال هذه المهارة‬
‫التي ازدادت تطورًا التشييد نماذج األبني‪#‬ة كاف‪#‬ة المدني‪#‬ة والديني‪#‬ة والعس‪#‬كرية‪،‬‬
‫المتواض‪##‬عة والفخم‪##‬ة‪ ،‬من أهم نم‪##‬اذج المب‪##‬اني الطيني‪##‬ة القديم‪##‬ة في الع‪##‬الم هي‬
‫مدينة شبام في حضرموت حيث توجد أقدم ناطحات سحاب في العالم وسميت‬
‫بمنهاتن الصحراء‪ ،‬تعود ألك‪##‬ثر من ‪ 700‬س‪##‬نة ي‪##‬تراوح ارتف‪##‬اع ال‪##‬برج من ‪6‬‬

‫إلى ‪ 8‬أدوار طينية وال تزال آهلة بالسكان (الش‪#‬كل ‪ )14‬ومنه‪#‬ا من‪#‬ارة مس‪#‬جد‬
‫المحض‪##‬ار في ت‪##‬ريم حض‪##‬رموت‪ ،‬وال‪##‬تي ب‪##‬نيت من الطين في الع‪##‬ام ‪1333‬‬
‫هجري ويصل ارتف‪##‬اع المئذن‪##‬ة إلى ‪ 50‬م‪##‬ترًا؛ وقص‪##‬ر الس‪##‬لطان الكث‪##‬يري في‬
‫مدين‪##‬ة س‪##‬يئون بحض‪##‬رموت ال‪##‬ذي ب‪##‬ني ع‪##‬ام ‪ 922‬هج‪##‬ري وال ي‪##‬زال قائم ‪ً#‬ا‬
‫(الدملوجي‪.)1995 ،‬‬
‫الشكل (‪ .)14‬األبنية الطينية لمدينة شبام اليمنية‬
‫ولعل من األمثلة المعروفة في هذا الشأن المدن العربية الرائع‪##‬ة المش‪##‬يدة‬
‫بالطين كمدينتي شبام وصعدة في اليمن‪ ،‬ومدينة مراكش في المغرب‪ ،‬ومدين‪##‬ة‬
‫أدرار في الجزائ‪##‬ر‪ ،‬ومدين‪##‬ة غ‪##‬دامس في ليبي‪##‬ا‪ ،‬وحلب في س‪##‬وريا‪ ،‬إلى غ‪##‬ير‬
‫ذلك‪ ،‬ولعل بعض المدن السعودية إذ كان البناء في تلك المدن حتى قبل عقدين‬
‫أو ثالثة يقوم أساسًا على مادة الطين‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫ُتمّث ل حديثًا عم‪##‬ارة حس‪##‬ن فتحي للطين نهًج ا معمارًي ا مبتك‪ً##‬ر ا ومس‪##‬تداًما‬
‫يقوم على استخدام الطين كمادة أساس‪##‬ية في البن‪##‬اء‪ .‬ويتم‪##‬يز أس‪##‬لوبه بالجمالي‪##‬ة‬
‫والوظيفية‪ ،‬حيث ي‪##‬دمج بين التقالي‪##‬د البنائي‪##‬ة القديم‪##‬ة واالبتك‪##‬ارات الحديث‪##‬ة في‬
‫عمارات‪##‬ه‪ ،‬ويس‪##‬عى حس‪##‬ن فتحي في تص‪##‬ميماته إلى اس‪##‬تخدام الطين بط‪##‬رق‬
‫مبتك‪##‬رة تجم‪##‬ع بين الحداث‪##‬ة واالح‪##‬ترام لل‪##‬تراث‪ ،‬ويحاف‪##‬ظ على الت‪##‬وازن بين‬
‫التكنولوجيا الحديثة والم‪##‬واد التقليدي‪##‬ة (الش‪##‬كل‪ ،)15‬وُتع‪##‬د مباني‪##‬ه المش‪##‬يدة من‬
‫الطين عب‪##‬ارة عن تعب‪##‬ير عن الثقاف‪##‬ة والهوي‪##‬ة المحلي‪##‬ة‪ ،‬وُت بِر ز تص‪##‬ميماته‬
‫االستدامة البيئية والتوافق مع الظروف الطبيعية المحيطة‪ ،‬كم‪##‬ا تتم‪##‬يز أعمال‪##‬ه‬
‫باالستفادة من خصائص الطين في التحكم في درج‪##‬ات الح‪##‬رارة والتهوي‪##‬ة في‬
‫البيئة الداخلية للمباني‪ ،‬وتوف‪#‬ير بيئ‪#‬ة مريح‪#‬ة وص‪#‬حية للس‪#‬كان‪ ،‬باإلض‪#‬افة إلى‬
‫ذلك يتقن حسن فتحي استخدام التصاميم الجذابة واألش‪##‬كال الهندس‪##‬ية المبتك‪##‬رة‬
‫لخل‪##‬ق مس‪##‬احات داخلي‪##‬ة وخارجي‪##‬ة جميل‪##‬ة ووظيفي‪##‬ة‪ .‬فأعمال‪##‬ه تعكس رؤي‪##‬ة‬
‫مس‪##‬تدامة في البن‪##‬اء‪ ،‬وتحف‪##‬ز على اس‪##‬تخدام الم‪##‬واد المحلي‪##‬ة بطريق‪##‬ة إبداعي‪##‬ة‬
‫ومبتكرة في مجال العمارة (‪.)Steele, 1997‬‬

‫‪69‬‬
‫الشكل (‪ .)15‬نموذج من العمارة الطينية تصميم حسن فتحي‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫‪ .2-7‬العمارة الطينية في المملكة العربية السعودية‪:‬‬
‫تعود جذور العمارة الطينية التقليدي‪##‬ة في المملك‪##‬ة العربي‪##‬ة الس‪##‬عودية إلى‬
‫قرون مضت‪ .‬وتطورت كاستجابة عملي‪#‬ة للمن‪#‬اخ الص‪#‬حراوي القاس‪#‬ي ون‪#‬درة‬
‫مواد البناء‪ ،‬وله‪#‬ذه المب‪#‬اني أهمي‪#‬ة ثقافي‪#‬ة حيث إنه‪#‬ا ليس‪#‬ت وظيفي‪#‬ة فق‪#‬ط؛ ب‪#‬ل‬
‫تحمل أيًض ا قيمة ثقافية وتاريخية كب‪##‬يرة‪ ،‬فهي تجس‪##‬د الط‪##‬رق التقليدي‪##‬ة للحي‪##‬اة‬
‫وتمث‪##‬ل تناغًم ا مس‪##‬تداًما م‪##‬ع بيئته‪##‬ا‪ ،‬كم‪##‬ا تعت‪##‬بر العم‪##‬ارة الطيني‪##‬ة مس‪##‬تدامة‬
‫بطبيعتها‪ ،‬ومصممة لتحقيق الراحة في بيئة تحدياتها كب‪##‬يرة‪ .‬تس‪##‬اعد الج‪##‬دران‬
‫الس‪##‬ميكة واألزق‪##‬ة الض‪##‬يقة في خل‪##‬ق من‪##‬اخ دقي‪##‬ق يقل‪##‬ل الحاج‪##‬ة إلى التبري‪##‬د‬
‫الص‪##‬ناعي‪ .‬من خالل االعتم‪##‬اد على الم‪##‬واد المحلي‪##‬ة‪ ،‬تقل‪##‬ل ه‪##‬ذه العم‪##‬ارة من‬
‫البصمة البيئية المرتبطة بنقل وتصنيع مواد البناء‪.)King,1998( .‬‬
‫تقدم العم‪#‬ارة التقليدي‪#‬ة في المملك‪#‬ة العربي‪#‬ة الس‪#‬عودية‪ ،‬وخاص‪#‬ة العم‪#‬ارة‬
‫الطينية نظرة مثيرة لالهتمام بالتراث الثقافي والت‪##‬اريخي للمنطق‪##‬ة‪ .‬يتم‪##‬يز ه‪##‬ذا‬
‫األسلوب المعماري بشكل خاص في مناطق مثل نج‪##‬د وعس‪##‬ير‪ ،‬ويعكس فهم‪ً#‬ا‬
‫عميقًا للبيئة المحلي‪##‬ة والم‪##‬وارد المتاح‪##‬ة‪ .‬ال تع‪##‬د العم‪##‬ارة الطيني‪##‬ة التقليدي‪##‬ة في‬
‫المملكة العربي‪#‬ة الس‪#‬عودية ش‪#‬اهًد ا على براع‪#‬ة ومرون‪#‬ة ش‪#‬عبها فق‪#‬ط؛ ب‪#‬ل هي‬
‫أيًض ا جزء مهم من هويته الثقافية‪ .‬وفي خضم النهضة الحض‪#‬ارية والعمراني‪#‬ة‬
‫في المملكة‪ ،‬يضمن الحفاظ على هذه الهياكل أن األجيال القادمة يمكنه‪##‬ا التعلم‬
‫من هذا التراث المعماري الغني‪)King,1998( .‬‬
‫تمتلك المملك‪##‬ة نم‪##‬اذج مم‪##‬يزة من العم‪##‬ارة الطيني‪##‬ة في العدي‪##‬د من الم‪##‬دن‬
‫كالدرعية والرياض وحائل والهفوف‪ ،‬ونجران‪ ،‬وظهران الجن‪##‬وب‪ ،‬وغيره‪##‬ا‪.‬‬
‫وتعت‪##‬بر م‪##‬ادة الطين من أك‪##‬ثر الم‪##‬واد التقليدي‪##‬ة اس‪##‬تخداما في أغلب من‪##‬اطق‬
‫المملكة وذلك لما تتمتع به من خصائص حرارية مم‪#‬يزة مم‪#‬ا يجع‪#‬ل المس‪#‬اكن‬
‫التي تبنى بهذه المادة باردة في الصيف دافئة في الشتاء وه‪##‬و م‪##‬ا يتناس‪##‬ب م‪##‬ع‬
‫من‪##‬اخ المملك‪##‬ة الص‪##‬حراوي الق‪##‬اري الج‪##‬اف ال‪##‬ذي يتص‪##‬ف بش‪##‬دة الح‪##‬رارة في‬
‫الصيف وانخفاض درجة الحرارة في الش‪#‬تاء‪ .‬ورغم اس‪#‬تخدام م‪#‬ادة الطين في‬

‫‪71‬‬
‫البناء في مناطق المملك‪##‬ة المختلف‪##‬ة اال انه‪##‬ا أوج‪##‬دت العدي‪##‬د من األنم‪##‬اط ال‪##‬تي‬
‫استجابت للمحددات المختلفة لكل منطقة وأوجدت طرزا معمارية فريدة‪.‬‬
‫المادة الرئيسية في البناء هي الطين المصنوع من خليط األرض والم‪#‬اء‪،‬‬
‫وأحياًن ا القش‪ ،‬أو ش‪##‬عر الحيوان‪##‬ات للتقوي‪##‬ة‪ُ .‬يس‪##‬تخدم الحج‪##‬ر والخش‪##‬ب أيًض ا‬
‫لألساسات والع‪##‬وارض على الت‪##‬والي‪ .‬يتض‪##‬من التص‪##‬ميم ع‪##‬ادًة ج‪##‬دران طيني‪##‬ة‬
‫سميكة‪ ،‬توفر عزاًل ممتاًز ا ض‪##‬د الح‪##‬رارة وال‪##‬برودة الش‪##‬ديدة‪ُ .‬تغطى الج‪##‬دران‬
‫عادًة بطبقة من الطين لحماية إضافية‪ ،‬كما تتميز المنازل التقليدية بوجود فن‪#‬اء‬
‫مركزي يساعد في تدوير اله‪##‬واء‪ ،‬وعلى ال‪##‬رغم من بس‪##‬اطة الم‪##‬واد تعرض‪##‬ت‬
‫العديد من المباني الطينية إلى عناصر زخرفية معق‪##‬دة‪ ،‬بم‪##‬ا في ذل‪##‬ك األب‪##‬واب‬
‫المنحوتة‪ ،‬وشاش‪##‬ات النواف‪##‬ذ المزخرف‪##‬ة كم‪##‬ا ه‪##‬و واض‪##‬ح في عم‪##‬ارة القص‪##‬ور‬
‫الملكية في حي المربع‪ .‬أسند المل‪#‬ك عب‪#‬د العزي‪#‬ز ‪-‬رحم‪#‬ه هللا‪ -‬إلى ُم عِّلم البن‪#‬اء‬
‫حمد القب‪#‬اع مهم‪#‬ة بن‪#‬اء القص‪##‬ور الملكي‪#‬ة‪ ،‬حيث ُيعت‪#‬بر ابن قب‪#‬اع من المعِّلمين‬
‫البارزين في فن البناء النجدي‪.‬‬
‫تتع‪##‬رض العم‪##‬ارة الطيني‪##‬ة لمخ‪##‬اطر االنهي‪##‬ار بس‪##‬بب التغ‪##‬يرات المناخي‪##‬ة‬
‫المتعددة‪ ،‬ورغم تجديد وتطور مواد البناء؛ فإن الحف‪#‬اظ على اإلرث الت‪#‬اريخي‬
‫لهذه العمارة وصيانته يمثل طريقة للمحافظة على التراث الثقافي والحض‪##‬اري‬
‫للمجتمع‪ ،‬حيث يستند مب‪##‬دأ الحف‪##‬اظ على ال‪##‬تراث إلى ص‪##‬يانة العم‪##‬ارة الطيني‪##‬ة‬
‫والقصور القديمة‪ ،‬واالهتمام بها‪ ،‬وحمايتها من الزوال‪ ،‬وتس‪##‬ليط الض‪##‬وء على‬
‫أهمية أس‪##‬اليب عمارته‪##‬ا في الماض‪##‬ي والحاض‪##‬ر والمس‪##‬تقبل‪ ،‬وتتمت‪##‬ع المملك‪##‬ة‬
‫العربية السعودية بهذا الصدد بالتراث العم‪##‬راني المم‪##‬يز ال‪##‬ذي يعكس هويتن‪##‬ا‪،‬‬
‫وشكل نقطة تحول في مج‪##‬ال العم‪##‬ران والبن‪##‬اء‪ ،‬ويظه‪##‬ر ذل‪##‬ك في أهم المع‪##‬الم‬
‫التراثية في المملكة‪ ،‬مثل )فاكوش‪:)2021،‬‬
‫‪ -‬قصر المصمك ال‪##‬ذي ش‪##‬هد معرك‪##‬ة فتح الري‪##‬اض واس‪##‬تردادها من قب‪##‬ل‬
‫المل‪##‬ك المؤس‪##‬س‪ ،‬وتم بن‪##‬اؤه من الَلِبن والحج‪##‬ارة (الش‪##‬كل ‪ ،)16‬وُز خ‪##‬رف‬
‫بالجّص ‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫الشكل (‪ .)16‬واجهة قصر المصمك في الرياض‪.‬‬
‫‪ -‬بلدة العال القديم‪##‬ة ال‪##‬تي تض‪##‬م مئ‪##‬ات المب‪##‬اني الطيني‪##‬ة‪ ،‬وب‪##‬رج المراقب‪##‬ة‬
‫العمالق (الشكل ‪ ،)17‬وتعرف بكونه‪#‬ا واح‪#‬دة من أروع المواق‪#‬ع التراثي‪#‬ة في‬
‫شمال غرب الجزيرة العربية الستمرارها في استخدام أس‪##‬اليب البن‪##‬اء ب‪##‬الطين‬
‫القديمة‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫الشكل (‪ .)17‬البلدة الطينية وبرج المراقبة الطيني العمالق لمدينة العال‬
‫‪ -‬حي الطري‪##‬ف في الدرعي‪##‬ة ال‪##‬ذي لعب دورًا هام ‪ً#‬ا في ت‪##‬اريخ المملك‪##‬ة‬
‫وحصل على اعتراف بأنه واحد من أكبر المدن الطينية في الع‪##‬الم‪ ،‬وال ي‪##‬زال‬
‫يحتفظ بمالمح األسلوب المعماري النجدي (الشكل ‪.)18‬‬

‫الشكل (‪ .)18‬حي الطريف بمنطقة الدرعية‪.‬‬


‫البناء الطيني هو ثم‪##‬رة خ‪##‬برات ومع‪##‬ارف اكتس‪##‬بت على م‪##‬ر اآلالف من‬
‫السنين‪ ،‬كما أنه صديق للبيئة لتوافر مواده األولية بشكل واسع‪ ،‬وسهولة إعادة‬
‫تدويرها؛ مما يجعله مهمًا اليوم في ظ‪##‬ل الحاج‪##‬ة العالمي‪##‬ة إلى تق‪##‬دير وتط‪##‬وير‬
‫وتحديث طرق البناء الصديقة للبيئ‪##‬ة‪ ،‬م‪##‬ع زي‪##‬ادة ال‪##‬وعي به‪##‬ا محلي‪ً#‬ا وعالمي‪ً#‬ا‪،‬‬
‫والتعريف بخصائصها ومميزاتها‪ ،‬والحفاظ عليها‪.‬‬
‫‪ .2-7-1‬تسلسل تاريخي للمباني الطيني‪EE‬ة في الس‪EE‬عودية لناحي‪EE‬ة طريق‪EE‬ة‬
‫البناء والمعالجات المستخدمة في الواجهات‪:‬‬

‫‪74‬‬
‫يعد البناء بالَلِبن المجفف بالشمس في شبه الجزي‪#‬رة العربي‪#‬ة أم‪ً#‬ر ا ق‪#‬ديًما‪.‬‬
‫وق‪##‬د تم توثيق‪##‬ه في عص‪##‬ور م‪##‬ا قب‪##‬ل اإلس‪##‬الم في اليمن والمملك‪##‬ة العربي‪##‬ة‬
‫الس‪##‬عودية‪ .‬اس‪##‬تخدم الن‪##‬بي محم‪##‬د ص الِلبن في مس‪##‬كنه ومس‪##‬جده في المدين‪##‬ة‬
‫المنورة عام ‪ 622‬م‪ .‬وقد أظهرت التنقيبات في الربضة غرب نج‪##‬د أن الطين‬
‫المجفف بالشمس كان مستخدمًا منذ القرون التي سبقت اإلسالم وحتى العص‪#‬ر‬
‫العباس‪##‬ي (‪ .)King, 1998‬اس‪##‬تخدم الطين في العم‪##‬ارة التقليدي‪##‬ة الس‪##‬عودية‬
‫بشكل رئيسي كونه المادة الوحيدة المتوفرة في المنطقة ونظرًا لندرة الحجارة‪.‬‬
‫في ف‪##‬ترة تأس‪##‬يس الدول‪##‬ة الس‪##‬عودية الثالث‪##‬ة في العق‪##‬ود األولى من الق‪##‬رن‬
‫العشرين‪ ،‬كان الطين هو المادة األساسية المس‪##‬تخدمة في بن‪##‬اء المب‪##‬اني‪ .‬ك‪##‬انت‬
‫األساليب التقليدية للبن‪##‬اء تتض‪##‬من اس‪##‬تخدام الطين المخل‪##‬وط ب‪##‬القش والحج‪##‬ارة‬
‫الصغيرة لبناء الجدران‪ُ .‬ت ستخدم التقنيات المحلية لعجن الطين وتشكيله لص‪##‬نع‬
‫الَلِبن‪ ،‬الذي ُيستخدم بع‪##‬د ذل‪##‬ك في بن‪##‬اء الج‪##‬دران‪ .‬وتقس‪##‬م بش‪##‬كل ع‪##‬ام العم‪##‬ارة‬
‫الطينية التقليدية في المملك‪##‬ة العربي‪##‬ة الس‪##‬عودية وفق‪ً#‬ا ل‪##‬ترتيب تطوره‪##‬ا لثالث‪##‬ة‬
‫أشكال‪:‬‬
‫أوًال‪ -‬البناء الطيني البسيط‪:‬‬
‫وهو أقدم أنواع المباني الطينية‪ ،‬حيث أنه بالنسبة للن‪##‬اس الفق‪##‬راء‪ ،‬تعت‪##‬بر‬
‫اإلنشاءات المبنية من الطين الخيار الوحيد بسبب تكلفتها المنخفض‪##‬ة وإمكاني‪##‬ة‬
‫البن‪##‬اء ال‪##‬ذاتي‪ .‬تض‪##‬يف إمكاني‪##‬ة الحص‪##‬ول على الطين من الموق‪##‬ع إلى القيم‬
‫االقتصادية والبيئية للطين‪ ،‬مقارنة بالتكلفة العامة العالية للق‪##‬والب والس‪##‬قاالت‪،‬‬
‫فضًال عن ارتفاع تكاليف العمالة والنق‪##‬ل‪ ،‬وه‪##‬و أم‪##‬ر ال يس‪##‬تطيع معظم الن‪##‬اس‬
‫تحمله‬
‫وهو نوع مبسط من البناء ال يحتاج مهارة بل يقوم به الجميع يعتمد على‬
‫وضع الحجارة وبينها الطين حتى تتماسك (الشكل ‪ ،)19‬ينتشر هذا النوع عند‬
‫أصحاب القدرة المالية المتدنية‪ ،‬وتستخدم أيضًا لبناء األحواش للبهائم وغيرها‬
‫(العريني‪.)2016 ،‬‬

‫‪75‬‬
‫الشكل (‪ .)19‬جدار مبني من الطين واألحجار‪.‬‬
‫ثانيًا‪ -‬البناء بطريقة العروق‪:‬‬
‫يتم به‪##‬ذه الطريق‪##‬ة اس‪##‬تخدام الخلي‪##‬ط مباش‪##‬رة لبن‪##‬اء ج‪##‬دار في طبق‪##‬ات‬
‫متواصلة‪ ،‬يترك خليط الطين بالماء خالل الليل للتخمير‪ ،‬حيث أنه كلما ط‪##‬الت‬
‫عملية تخمير الطين‪ ،‬كلما كانت جودة مواد البناء أفضل (‪.)Facey, 1997‬‬
‫وعند الصباح الباكر يخلط الطين مع التبن وُتحّر ك الخلطة ي‪##‬دويًا وتقّلب ح‪##‬تى‬
‫تصبح لزجة ومتماسكة وجاهزة ثم يق‪##‬وم العم‪##‬ال بص‪##‬نع ك‪##‬ور من الطين حيث‬
‫يتم تشكيل الطين المخمر على شكل كرات ص‪##‬غيرة تس‪##‬تخدم في رف‪##‬ع الج‪##‬دار‬
‫ويتم مناولته‪##‬ا لإلس‪##‬تاد (المعم‪##‬ار) ال‪##‬ذي يب‪##‬دأ البني‪##‬ان من األرض ويس‪##‬مى‬
‫«الساس» ويبدأ البناء بعرض ما بين ‪25-20‬سم حيث تضرب هذه الكرة من‬
‫الطين بقوة وبش‪#‬كل أفقي لتتماس‪#‬ك م‪#‬ع س‪#‬ابقتها وهك‪#‬ذا (الش‪#‬كل ‪ .)20‬ويص‪#‬ل‬
‫سمك هذا الج‪##‬دار ع‪##‬ادة ‪ 30‬س‪##‬م‪ .‬ال يمكن وض‪##‬ع أك‪##‬ثر من خمس طبق‪##‬ات في‬
‫اليوم الواحد إلى أن يكتمل البني‪##‬ان وذل‪##‬ك للحف‪##‬اظ على مح‪##‬اذاة الج‪##‬دار وثبات‪##‬ه‬
‫أثناء االرتفاع‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫الشكل (‪ .)20‬طبقات حائط العروق الخارجي‬
‫وبارتفاع يراوح بين ‪ 4.5-3‬م‪ .‬ب‪##‬نيت في داخ‪##‬ل الم‪##‬نزل أعم‪##‬دة ال‪##‬رواق‬
‫المحي‪#‬ط بالفن‪#‬اء من الحج‪#‬ارة األس‪#‬طوانية‪ ،‬بينم‪#‬ا اس‪#‬تخدام خش‪#‬ب األث‪#‬ل لبن‪#‬اء‬
‫السقف‪ .‬وهي شجرة تكثر في جمي‪##‬ع م‪##‬زارع المملك‪##‬ة‪ .‬يح‪##‬دد ط‪##‬ول العارض‪##‬ة‬
‫الخشبية الرئيسية حجم الغرف‪ ،‬والذي يكون بحدود ‪ 3.5‬متر بش‪##‬كل ع‪##‬ام‪ .‬يتم‬
‫الحصول على جذع شجرة األثل ثم قطعه إلى قطع طولية‪ ،‬وتشذيبه‪ ،‬وتجريده‬
‫من أي لحاء سائب (الشكل ‪ .)21‬استخدمت في بعض األحيان‪ ،‬جذوع النخيل‬
‫بدًال من األثل‪ .‬بينما استخدمت الحصير المصنوعة من سعف النخي‪##‬ل لتغطي‪##‬ة‬
‫العوارض‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫الشكل (‪ .)21‬طبقات جذوع النخيل واألثل والحصير لألسقف‪.‬‬
‫وبالمثل‪ ،‬صنعت األبواب والنواف‪##‬ذ من خش‪##‬ب األث‪##‬ل‪ .‬أم‪##‬ا للتش‪##‬طيب‪ ،‬يتم‬
‫ترطيب الجدران بعد بنائها بالماء وتترك لتتخمر لمدة تتراوح من أس‪##‬بوع إلى‬
‫شهر بالنسبة للجدران الداخلي‪##‬ة‪ ،‬وبض‪##‬عة أش‪##‬هر بالنس‪##‬بة للج‪##‬دران الخارجي‪##‬ة‪.‬‬
‫وكانت المدة األطول للجدران الخارجية ضرورية حتى يتحل‪##‬ل القش ويص‪##‬بح‬
‫لون الطين أسود وناعم‪ .‬وهذا ما أعطى الج‪##‬دران الخارجي‪#‬ة المزي‪#‬د من الق‪##‬وة‬
‫وع‪##‬زز جودته‪##‬ا المقاوم‪##‬ة للم‪##‬اء وق‪##‬درتها الحراري‪##‬ة (الش‪##‬كلين ‪ 22‬و‪)23‬‬
‫(النويصر‪.)1999 ،‬‬

‫الشكل (‪ .)22‬واجهة مبنى طيني مليسة بالطين المخّمر‬

‫الشكل (‪ .)23‬الخطوط األفقية كم‪##‬ا تب‪##‬دو على واجه‪##‬ات المب‪##‬اني الطيني‪##‬ة‬


‫المبنية بطريقة "العروق"‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫تميز هذا النوع من البناء بقوته وتحمل‪##‬ه وله‪##‬ذا ُتعم‪##‬ل األس‪##‬وار والمب‪##‬اني‬
‫العالية بهذه الطريقة‪ .‬وعادًة ما تك‪##‬ون أس‪##‬وار البل‪##‬دان من ج‪##‬دارين متالص‪##‬قين‬
‫(العريني‪.)2016 ،‬‬
‫ثالثًا‪ -‬البناء باستخدام الَلِبنات‪:‬‬
‫تقليديا‪ ،‬يبدأ بناء المنزل الطيني بتصنيع المواد األساسية‪ :‬الطين‪ ،‬والقش‪،‬‬
‫وجذوع النخيل (للتسقيف)‪ ،‬والحجارة المقطوع‪#‬ة (لألساس‪#‬ات)‪ .‬ويتم ذل‪#‬ك إم‪#‬ا‬
‫من قبل العائالت م‪#‬ع ج‪#‬يرانهم وأق‪#‬اربهم إذا ك‪#‬ان دخلهم مح‪#‬دوًد ا‪ ،‬أو من قب‪#‬ل‬
‫بّن اء رئيسي يسمى المعلم أو األستاذ أو البن‪##‬ا ال‪##‬ذي ك‪##‬ان مس‪##‬ؤوًال بالكام‪##‬ل عن‬
‫عملي‪##‬ة البن‪##‬اء‪ .‬يجلب الطين من مواق‪##‬ع قريب‪##‬ة تع‪##‬رف بالقيع‪##‬ان وال‪##‬تي تمت‪##‬از‬
‫بتربتها غير المملحة‪ ،‬بسبب حدوث الفيض‪##‬انات ال‪##‬تي تغس‪##‬ل األمالح‪ .‬ويعت‪##‬بر‬
‫ه‪##‬ذا الن‪##‬وع من الترب‪##‬ة أفض‪##‬ل مص‪##‬در للطين‪ .‬إذ يمت‪##‬از بكون‪##‬ه قوًي ا ولزًج ا‪،‬‬
‫وبالتالي يمنح الطين القوة الالزمة عندما جفافه‪.‬‬
‫يحفر المعلم خندقًا بعمق ‪ 1.5 – 1‬م‪##‬تر ح‪##‬تى أبع‪##‬اد الم‪##‬نزل‪ .‬ثم يمل‪##‬ؤه‬
‫بخليط من الطين والحجارة لتكون أساسًا متواصًال‪ .‬يُت رك ه‪##‬ذا األس‪##‬اس لم‪##‬دة‬
‫يوم حتى يستقر ويج‪##‬ف ويتص‪##‬لب (‪ .)King, 1998‬يخل‪##‬ط بع‪##‬د ذل‪##‬ك الطين‬
‫بالقش عن طريق عمل ثقب في وسط كومة الطين حيث يص‪##‬ب الم‪##‬اء وكمي‪##‬ة‬
‫قليل‪##‬ة من تبن القمح أو الش‪##‬وفان (الش‪##‬كل ‪ .)24‬ك‪##‬ان التبن ض‪##‬رورًيا لزي‪##‬ادة‬
‫التص‪##‬اق الخلي‪#‬ط وقابليت‪#‬ه للض‪##‬غط‪ .‬وج‪##‬دت الدراس‪#‬ات في إنجل‪##‬ترا أن إض‪##‬افة‬
‫‪ % 2-1.5‬من الوزن الجاف للقش المفروم يزيد من قوة الضغط والشد لمزيج‬
‫الطين عن‪##‬دما يج‪##‬ف‪ .‬كم‪##‬ا أن‪##‬ه يقل‪##‬ل من أي انكم‪##‬اش ق‪##‬د يح‪##‬دث أثن‪##‬اء تجفي‪##‬ف‬

‫‪79‬‬
‫الخليط‪ .‬كما ساعد محتوى القش أيًض ا على من‪##‬ع التآك‪##‬ل الن‪##‬اتج عن المط‪##‬ر (‬
‫‪.)Facey, 1997‬‬

‫الشكل (‪ .)24‬تحضير باالت القش قبل تقطيعها ومن ثم خل‪##‬ط الطين م‪##‬ع‬
‫القش والماء‬
‫وكان الطين النقي يخل‪#‬ط م‪#‬ع ال‪#‬تراب الم‪#‬أخوذ من ض‪#‬فاف ال‪#‬وادي حيث‬
‫يتراكم الملح عندما يكون المج‪##‬رى الم‪##‬ائي جاف‪ً#‬ا ويخل‪##‬ط ه‪##‬ذا ال‪##‬تراب ب‪##‬الطين‬
‫بنسب تختلف باختالف نقاوة الطين‪ .‬ف‪#‬إذا ك‪#‬ان الطين ش‪#‬ديد النق‪#‬اء ُت زاد نس‪#‬بة‬
‫التراب‪ ،‬وإذا كان الطين أقل نقاء ُيقلل ال‪##‬تراب‪ .‬يتجلى دور ه‪##‬ذا ال‪##‬تراب بمن‪##‬ع‬
‫الطين من التشقق (‪ .)King, 1998‬وبعد خلط الطين بالماء والتبن والتراب‬
‫إذا لزم األمر‪ ،‬كان الرجال يضغطون الخليط بأرجلهم وأيديهم‪ .‬تعتمد الخط‪##‬وة‬
‫التالية على كيفية استخدام الخليط‪.‬‬
‫ف‪##‬إذا ك‪##‬انت ص‪##‬ناعة الَلِبن هي اله‪##‬دف‪ُ ،‬يس‪##‬تخدم الخلي‪##‬ط على الف‪##‬ور عن‬
‫طري‪##‬ق ض‪##‬غطه في إط‪##‬ار خش‪##‬بي على ش‪##‬كل الَلِبن مص‪##‬نوع من خش‪##‬ب ج‪##‬ذع‬
‫األثل أو النخل تتراوح أبعاده بين ‪ 30 × 25‬و‪ 40 × 30‬س‪##‬م وارتف‪##‬اع ‪8‬‬
‫س‪###‬م‪ ،‬وذل‪###‬ك على طبق‪###‬ة من القش على األرض‪ ،‬ومن ثم تتم إزال‪###‬ة اإلط‪###‬ار‬
‫(الشكل ‪.)25‬‬

‫‪80‬‬
‫الشكل (‪ .)25‬الضغط على خليط اللبن في إطارات الخشب‬
‫يمكن لرج‪##‬ل واح‪##‬د أن يص‪##‬نع م‪##‬ا بين ‪ 200‬إلى ‪َ 500‬لِبن‪##‬ة يومًي ا به‪##‬ذه‬
‫الطريقة‪ ،‬بينما يحتاج بناء منزل صغير تبلغ مساحته حوالي ‪ 60‬م‪##‬تًر ا مربًع ا‬
‫إلى حوالي ‪َ 3000‬لِبنة‪ .‬ثم ُتترك الَلِبنات في صفوف تحت أشعة الشمس حتى‬
‫تجف‪ .‬تقلب الَلِبنات على جوانبه إلكمال عملية التجفيف بع‪##‬د ح‪##‬والي ي‪##‬وم‪ .‬تتم‬
‫إزالة الَلِبنات من اإلطار بمج‪#‬رد تجفيف‪#‬ه بحيث يمكن إع‪#‬ادة اس‪#‬تخدام اإلط‪#‬ار‪.‬‬
‫وبعدها ُتترك الَلِبنات لمدة ‪ 3-2‬أيام حتى الجفاف التام‪ ،‬لذا يعد الصيف أفضل‬
‫وقت للبناء بسبب سرعة التجفي‪##‬ف (النويص‪##‬ر‪ .)1999 ،‬بع‪##‬د أن تج‪##‬ف جي‪##‬دًا‬
‫يقوم االستاد عادًة بعمل األساس (الّساس) ثم يصّف اللبن بعضها فوق بعضها‬
‫بعضًا مثل طريقة بناء البل‪##‬وك المع‪##‬روف اآلن ويوض‪##‬ع الطين الحي بين ه‪##‬ذه‬
‫اللبن (العريني‪.)2016 ،‬‬
‫يتميز هذا الن‪##‬وع من البن‪##‬اء بس‪##‬رعة اإلنج‪##‬از حيث يق‪##‬وم االس‪##‬تاد بص‪##‬ف‬
‫ثالث أو أربع لبن ممتدة فوق بعضها وبعد اكتمال البناء يتم تلبيسها بما يعرف‬
‫بعملية (التشبيع)‪.‬‬
‫ويس‪##‬تمر البن‪##‬اء ح‪##‬تى الوص‪##‬ول لالرتف‪##‬اع المطل‪##‬وب للب‪##‬اب فيوض‪##‬ع ل‪##‬ه‬
‫(ساكف) وهو عبارة عن خشبتين أو ثالث من األث‪##‬ل بع‪##‬رض الب‪##‬اب ثم ُيكم‪##‬ل‬
‫البناء من فوقها‪ ،‬وتأتي بعدها مرحلة (التحني‪##‬ك‪ ،‬الحن‪##‬اك) وه‪##‬و وض‪##‬ع خش‪##‬ب‬
‫األثل للسقف‪ ،‬حيث توضع بشكل متوازن م‪#‬ع وج‪#‬ود مي‪#‬ول إلى أح‪#‬د الجه‪#‬ات‬
‫وفوقها توضع العسبان (مفردة عسيب وه‪##‬و غص‪##‬ن النخل‪##‬ة) بع‪##‬د التخلص من‬
‫ورقه (الخوص) وتصّف هذه العسبان متراّص ة ومتقاطع‪#‬ة م‪#‬ع الخش‪#‬ب ال‪#‬ذي‬
‫أسفلها وينثر فوق العسبان ورقها بشكٍل متس‪##‬اِو ثم يوض‪##‬ع الطين القاس‪##‬ي قليًال‬
‫فوقها بشكل متكامل ومتساوي ويرفع بع‪##‬د جفافه‪##‬ا طين آخ‪##‬ر ن‪##‬اعم ثم يوض‪##‬ع‬
‫المثعب (المزراب) لخروج ماء المطر من السطح‪ .‬ويسكب بعدها الماء ويقوم‬
‫العمال بالمرور عليه بأرجلهم مرارًا ح‪##‬تى يتالحم جي‪##‬دًا وتس‪##‬مى ه‪##‬ذه العملي‪##‬ة‬
‫(التنعيل)‪ ،‬ويص‪#‬نع بع‪#‬د ه‪#‬ذه المرحل‪#‬ة س‪#‬تره للس‪#‬طح تس‪#‬مى (الحج‪#‬ا) ويك‪#‬ون‬

‫‪81‬‬
‫ارتفاعها بما يكفي لستر األسرة عن الجيران حيث كانت معظم األسر تستخدم‬
‫الطاية (السطح) للنوم في فصل الصيف‪.‬‬
‫كما تطورت تقنيات البناء بمرور الوقت‪ .‬في العقود الالحق‪##‬ة‪ ،‬اس‪##‬تخدمت‬
‫التقني‪##‬ات الحديث‪##‬ة لتعزي‪##‬ز ق‪##‬وة الهياك‪##‬ل ال‪##‬تي تس‪##‬تخدم الطين‪ ،‬مث‪##‬ل اإلس‪##‬منت‬
‫والحجر المصقول مع الطين لتقوية الجدران‪ .‬وق‪##‬د تم تط‪##‬بيق طبق‪##‬ات إض‪##‬افية‬
‫من الطين على الواجهات لتحسين العزل الحراري والمقاومة للماء‪.‬‬
‫استخدم الحجر الجيري في بعض األحيان في الجزء السفلي من الجدران‬
‫الخارجية إلضفاء المزيد من القوة (الشكل ‪.)26‬‬

‫الشكل (‪ .)26‬البناء الطيني ذو األساسات الحجرية‬


‫ولم يقتصر البناء بالطين على المساكن البسيطة فحس‪#‬ب‪ ،‬ب‪#‬ل امت‪#‬د أيًض ا‬
‫إلى المباني الدينية والتجارية الكبيرة‪ُ .‬يَع ُّد القصر القش‪##‬لة في حائ‪##‬ل من أجم‪##‬ل‬
‫األمثل‪###‬ة على البن‪##‬اء ب‪##‬الطين في الس‪##‬عودية‪ ،‬حيث يتم‪##‬يز بتص‪###‬ميمه الفري‪##‬د‬
‫والمعمار العربي التقليدي (البقعاوي‪( )2019 ،‬الشكل ‪.)27‬‬

‫‪82‬‬
‫الشكل (‪ .)27‬قصر القشلة بمدينة حائل‬
‫شهدت البنية التحتية في الم‪##‬دن الس‪##‬عودية على م‪##‬ر العق‪##‬ود تح‪##‬واًل كب‪##‬يًر ا‬
‫نحو استخدام المواد الحديثة مثل الخرس‪##‬انة والص‪##‬لب‪ .‬وم‪##‬ع ذل‪##‬ك‪ ،‬ف‪##‬إن بعض‬
‫المناطق الريفية والقرى النائية ال تزال تحتفظ بتقنيات البناء التقليدية باستخدام‬
‫الطين (خليل‪.)2016 ،‬‬
‫تستمر السعودية في االهتمام بالتراث المعماري التقليدي والبن‪##‬اء ب‪##‬الطين‬
‫في الوقت الحاضر‪ ،‬وتعم‪##‬ل على الحف‪##‬اظ على المب‪##‬اني التاريخي‪##‬ة وترميمه‪##‬ا‪.‬‬
‫ُتَع ُّد هذه المباني معالم مهمة للثقافة والتراث السعودي‪ ،‬وتعكس تاريخ المنطقة‬
‫وعمق الروح التقليدية في البناء‪.‬‬
‫لذا‪ ،‬يمكن القول إن البناء بالطين في السعودية قد ش‪##‬هد تط‪##‬وًر ا على م‪##‬ر‬
‫العصور‪ ،‬مع اس‪#‬تخدام تقني‪#‬ات مختلف‪##‬ة لتعزي‪#‬ز ق‪##‬وة الهياك‪#‬ل وتحس‪#‬ين الع‪#‬زل‬
‫والمتانة‪ .‬وعلى الرغم من التحول نحو استخدام المواد الحديثة في البناء‪ ،‬ف‪##‬إن‬
‫السعودية ال تزال تحتضن وتحافظ على التراث المعم‪#‬اري التقلي‪#‬دي وتس‪#‬تخدم‬
‫الطين في بعض المناطق كجزء من هويتها الثقافية والبيئية (باقادر‪.)2020 ،‬‬
‫‪ .2-7-2‬استدامة البناء باستخدام الطين في المملكة العربية السعودية‪:‬‬
‫تمث‪##‬ل الهندس‪##‬ة المعماري‪##‬ة البيئي‪##‬ة للمن‪##‬ازل التقليدي‪##‬ة في المملك‪##‬ة العربي‪##‬ة‬
‫السعودية استجابة الن‪##‬اس للظ‪##‬روف القاس‪##‬ية على وج‪##‬ه التحدي‪##‬د للبيئ‪##‬ة الح‪##‬ارة‬
‫القاحل‪##‬ة‪ .‬ل‪##‬ذا تمت‪##‬از ه‪##‬ذه المعماري‪##‬ة بس‪##‬مات حراري‪##‬ة واقتص‪##‬ادية واجتماعي‪##‬ة‬
‫إيجابي‪##‬ة وقب‪##‬ل ك‪##‬ل ش‪##‬يء بيئي‪##‬ة معين‪##‬ة‪ .‬ومن المع‪##‬روف أن الج‪##‬دران الطيني‪##‬ة‬
‫الس‪##‬ميكة تحاف‪##‬ظ على ب‪##‬رودة المس‪##‬احات الداخلي‪##‬ة في الص‪##‬يف‪ ،‬وخاص‪##‬ة في‬
‫الطوابق األرضية‪ .‬حيث يصل الفرق ح‪##‬تى ‪ 15‬درج‪##‬ة بين الخ‪##‬ارج وال‪##‬داخل‬
‫للمباني الطينية (‪ .)King, 1998‬وفي الشتاء‪ ،‬تشع كتلة الجدران المبنية من‬
‫الَلِبن الحرارة التي امتصتها أثناء النهار‪ ،‬مما يؤدي إلى إبطاء انتقال الح‪##‬رارة‬
‫من المساحات الخارجية إلى المساحات الداخلية خالل النه‪##‬ار ومن المس‪##‬احات‬
‫الداخلية إلى المساحات الخارجية ليًال‪ .‬يبلغ معدل انتق‪##‬ال الح‪##‬رارة ع‪##‬بر ج‪##‬دار‬
‫‪83‬‬
‫طيني يبلغ حوالي ‪ 2.5‬سم‪/‬ساعة‪ .‬وفي الص‪#‬حراء‪ ،‬يمن‪#‬ع ه‪#‬ذا الُس مك ح‪#‬رارة‬
‫الشمس من الوصول إلى داخل المب‪##‬نى قب‪##‬ل حل‪##‬ول الظالم‪ .‬ي‪##‬ؤدي االنخف‪##‬اض‬
‫الكبير في درجة حرارة الهواء ليًال إلى تبريد الجدران مرة أخرى قبل شروق‬
‫الش‪##‬مس (‪ .)Hardin, 2000‬بينت نت‪##‬ائج اختب‪##‬ارات أج‪##‬ريت في مص‪##‬ر في‬
‫األربعينيات من القرن الماضي أن الَلِبن الجيد الصنع قد يكون خ‪#‬اماًل حرارًي ا‬
‫بمق‪##‬دار أرب‪##‬ع م‪##‬رات تقريًب ا أك‪##‬ثر من الطين الخرس‪##‬اني المج‪##‬وف (‪Facey,‬‬
‫‪.)1997‬‬
‫تقدم المنازل الطينية حماية خاصة ضد الحرارة وذلك ألن‪##‬ه يتم تجميعه‪##‬ا‬
‫مًع ا بجدران مشتركة في مباني األحياء‪ ،‬ما يؤدي لتعرض الجدران بشكل أقل‬
‫نسبًيا للحرارة‪ .‬حيث يظه‪#‬ر ه‪#‬ذا الش‪#‬كل الحض‪#‬ري الم‪#‬دمج من األعلى ككتل‪#‬ة‬
‫طيني‪##‬ة واح‪##‬دة ال يتخلله‪##‬ا س‪##‬وى بعض الس‪##‬احات والش‪##‬وارع الض‪##‬يقة (الش‪##‬كل‬
‫‪.)28‬‬

‫الشكل (‪ .)28‬كتل المباني الطينية المتراصة في المجمعات الحضرية‬


‫بالنسبة للناس الفقراء‪ ،‬تعتبر اإلنش‪#‬اءات المبني‪#‬ة من الَلِبن الخي‪#‬ار الوحي‪#‬د‬
‫بسبب تكلفتها المنخفضة وإمكانية البناء الذاتي‪ .‬تضيف إمكانية الحصول على‬
‫‪84‬‬
‫الطين من الموقع إلى القيم االقتصادية والبيئية للطين‪ ،‬مقارن‪#‬ة بالتكلف‪#‬ة العام‪#‬ة‬
‫العالية للقوالب والسقاالت‪ ،‬فضًال عن ارتفاع تكاليف العمالة والنقل‪ ،‬وهو أمر‬
‫ال يستطيع معظم الناس تحمله‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬ق‪##‬د تتطلب الج‪##‬دران الطيني‪##‬ة‬
‫ص‪##‬يانة منتظم‪##‬ة عن طري‪##‬ق إع‪##‬ادة تجص‪##‬يص الس‪##‬طح الخ‪##‬ارجي لمواجه‪##‬ة‬
‫الت‪##‬أثيرات التآكلي‪##‬ة الناجم‪##‬ة عن هط‪##‬ول األمط‪##‬ار‪ .‬إال أن النت‪##‬وءات الموج‪##‬ودة‬
‫على الجدران وحواجزها‪ ،‬كما هو الحال في البيوت المبني‪##‬ة من الَلِبن‪ ،‬تس‪##‬اعد‬
‫على إع‪##‬ادة توجي‪##‬ه قط‪##‬رات المط‪##‬ر بعي‪##‬دًا عن الج‪##‬دران الطيني‪##‬ة‪ .‬من حيث‬
‫المتانة‪ ،‬فقد تجلت قدرة البناء الطيني بشكل كبير عند سور ال‪##‬رس في القص‪##‬يم‬
‫في نجد عام ‪ .1817‬فقد تعرض سور هذه المدينة للقصف بـ ‪ 30‬أل‪##‬ف طلق‪##‬ة‬
‫من قبل المدفعية المصرية إلبراهيم باش‪#‬ا ط‪#‬وال ف‪##‬ترة ‪ 3‬أش‪#‬هر‪ .‬ك‪#‬انت ج‪##‬ودة‬
‫الطين ممت‪##‬ازة بحيث لم يكن لق‪##‬ذائف الم‪##‬دفع أي ت‪##‬أثير على ال‪##‬دفاعات‪ .‬تمت‪##‬از‬
‫الجدران الطينية بخصائص عزل صوتية ممت‪##‬ازة (‪ .)King, 1998‬تنعكس‬
‫القيمة االقتصادية ألسلوب البناء باس‪##‬تخدام الَلِبن أيًض ا في الوظ‪##‬ائف المتع‪##‬ددة‬
‫للمساحات الداخلية‪ .‬تم استخدام هذه المساحات على أس‪##‬اس موس‪##‬مي‪ .‬إذ يمكن‬
‫للبيوت الطينية التقليدية أن تنمو مع احتياجات السكان ويمكن االس‪##‬تغناء عنه‪##‬ا‬
‫بسهولة ويسر‪.‬‬
‫خلقت الطريقة التي تم بها بناء المنازل الطينية التقليدية المبني‪##‬ة من الَلِبن‬
‫تضامًن ا اجتماعًيا فريًد ا بين الناس‪ .‬وكما هو موضح أعاله‪ ،‬قامت األس‪##‬ر ذات‬
‫الدخل المحدود‪ ،‬والتي كانت تمثل أغلبية السكان في ذلك الوقت‪ ،‬ببناء منازلها‬
‫بمس‪##‬اعدة األق‪##‬ارب والج‪##‬يران‪ .‬وس‪##‬ميت ه‪##‬ذه الع‪##‬ادة بالفزع‪##‬ة (النويص‪##‬ر‪،‬‬
‫‪.)1999‬‬

‫‪85‬‬
‫‪ .2-8‬تحليل تأثير العوامل البيئية‪:‬‬
‫‪ .2-8-1‬تأثير درجات الحرارة على المباني الطينية التقليدية‪:‬‬
‫تتأثر المباني الطينية بتغيرات درجات الحرارة بشكل كب‪##‬ير‪ ،‬إذ يمكن أن‬
‫تس‪##‬بب تغ‪##‬يرات في خصائص‪##‬ها الميكانيكي‪##‬ة والهيكلي‪##‬ة‪ .‬حيث يع‪##‬د الطين م‪##‬ادة‬
‫حساسة للتغيرات في درجات الحرارة‪ .‬عند تع‪##‬رض المب‪##‬نى الطي‪##‬ني للح‪##‬رارة‬
‫الشديدة‪ ،‬يمكن أن يحدث تمدد في الم‪##‬ادة الطيني‪##‬ة‪ ،‬وعن‪##‬دما تتع‪##‬رض لل‪##‬برودة‪،‬‬
‫يمكن أن يحدث انكماش‪ .‬هذه التغيرات في الحجم يمكن أن تؤدي إلى تش‪##‬ققات‬
‫وتلف في المبنى‪ .‬كما تخضع المباني الطينية للتأثير الحراري المباشر بنتيج‪##‬ة‬
‫التعرض للح‪##‬رارة الش‪##‬ديدة مث‪##‬ل األش‪##‬عة الش‪##‬مس المباش‪##‬رة‪ .‬وبالت‪##‬الي تتس‪##‬بب‬
‫درجات الحرارة العالية في تشوه المباني وتلف السطح الخارجي للطين‪ .‬يؤثر‬
‫اختالف درجات الحرارة على االستقرار الهيكلي للمباني الطيني‪##‬ة‪ ،‬خاص‪##‬ة إذا‬
‫ك‪##‬انت التغ‪##‬يرات في درج‪##‬ات الح‪##‬رارة س‪##‬ريعة ج‪ً##‬د ا‪ .‬يمكن أن ي‪##‬ؤدي تم‪##‬دد‬
‫وانكماش المواد الطينية إلى تغيرات في هيكل المبنى وتأثير على قدرت‪##‬ه على‬
‫تحمل األحمال واالهتزازات (‪)Hardin, 2000‬‬
‫تت‪#‬أثر المب‪#‬اني الطيني‪#‬ة ب‪#‬التغيرات في درج‪#‬ات الح‪#‬رارة أيًض ا من خالل‬
‫تأثيره‪##‬ا على محت‪##‬وى الرطوب‪##‬ة في الطين‪ .‬عن‪##‬دما يتع‪##‬رض الطين للح‪##‬رارة‬
‫العالي‪##‬ة‪ ،‬فإن‪##‬ه يمكن أن يفق‪##‬د الرطوب‪##‬ة بس‪##‬رعة‪ ،‬مم‪##‬ا ي‪##‬ؤثر على خصائص‪##‬ه‬
‫الميكانيكية‪ .‬وعندما يتعرض للبرودة‪ ،‬يمكن أن يتعرض للتشققات نتيجة تم‪##‬دد‬
‫الماء الذي يتجمد داخل المادة الطينية‪.‬‬
‫‪ .2-8-2‬تأثير هطول األمطار على المباني الطينية التقليدية‪:‬‬
‫يؤثر هطول األمطار بش‪#‬كل كب‪#‬ير على المب‪#‬اني الطيني‪#‬ة‪ .‬حيث أن الطين‬
‫هو مادة مسامية وامتصاصية للمياه‪ ،‬وبالتالي يمكن أن يتسبب هطول األمطار‬
‫الغزيرة في عدة تأثيرات سلبية على المباني الطينية‪ .‬إذ تعاني المباني الطيني‪##‬ة‬
‫من التآك‪##‬ل نتيج‪##‬ة امتص‪##‬اص الطين للم‪##‬اء‪ .‬يمتص الطين الم‪##‬اء م‪##‬ا يس‪##‬بب في‬
‫تمدده‪ .‬يمكن أن تؤدي هذه العملية المتكررة مع هطول األمطار وتجفيفه‪##‬ا إلى‬
‫‪86‬‬
‫تشققات وانهيارات في الطين‪ .‬كما قد يحدث انهيار الجدران الطيني‪##‬ة في حال‪##‬ة‬
‫هطول أمطار طويلة الم‪#‬دة وش‪#‬ديدة الغ‪#‬زارة‪ ،‬فيمكن أن يتس‪#‬رب الم‪#‬اء الزائ‪#‬د‬
‫إلى الج‪##‬دران الطيني‪##‬ة وي‪##‬ؤدي إلى فق‪##‬دان ق‪##‬وة التماس‪##‬ك في الطين وانهي‪##‬ار‬
‫الجدران (‪.)Jerome et al., 1999‬‬
‫كما قد تحدث تشوهات في هيكل وشكل المباني بسبب هط‪##‬ول األمط‪##‬ار‪.‬‬
‫فعندما يتعرض الطين للماء‪ ،‬يمكن أن يصبح طرًيا ويفقد قدرته على االحتفاظ‬
‫بالشكل األصلي‪ .‬قد ي‪##‬ؤدي ه‪##‬ذا إلى انحن‪##‬اء الج‪##‬دران أو تش‪##‬وهات أخ‪##‬رى في‬
‫الهيكل‪ .‬كما يمكن أن تؤثر األمطار الغزيرة على استقرار األساسات الطيني‪##‬ة‪.‬‬
‫عن‪##‬دما يتش‪##‬بع األس‪##‬اس بالم‪##‬اء‪ ،‬يمكن أن ي‪##‬ؤدي إلى تراج‪##‬ع الترب‪##‬ة الطيني‪##‬ة‬
‫وتآكله‪##‬ا‪ .‬ه‪##‬ذا يمكن أن ي‪##‬ؤثر على اس‪##‬تقرار وتحم‪##‬ل األساس‪##‬ات وي‪##‬ؤدي إلى‬
‫تشوهات في المبنى‪.‬‬
‫‪ .2-8-3‬تأثير الرطوبة على المباني الطينية التقليدية‪:‬‬
‫تؤثر الرطوبة بشكل كب‪##‬ير على المب‪##‬اني الطيني‪##‬ة‪ .‬الطين ه‪##‬و م‪##‬ادة هش‪##‬ة‬
‫وحساسة للرطينة‪ ،‬وبالتالي ف‪##‬إن التع‪#‬رض المط‪#‬ول للرطين‪#‬ة يمكن أن يتس‪#‬بب‬
‫في مشاكل وتلف في المباني الطينية‪.‬‬
‫تؤثر الرطوبة على حجم الطين ويمكن أن تتسبب في تورم‪##‬ه وانكماش‪##‬ه‪.‬‬
‫عن‪##‬د امتص‪##‬اص الرطوب‪##‬ة‪ ،‬يت‪##‬ورم الطين ويص‪##‬بح أك‪##‬بر حجًم ا‪ ،‬وعن‪##‬دما يفق‪##‬د‬
‫الرطوبة‪ ،‬ينكمش ويصغر حجًما‪ .‬هذه التغيرات في الحجم يمكن أن تؤدي إلى‬
‫تش‪##‬ققات وتش‪##‬وهات في الج‪##‬دران الطيني‪##‬ة (الش‪##‬كل ‪ .)29‬الرطوب‪##‬ة المس‪##‬تمرة‬
‫يمكن أن تتس‪##‬بب في تآك‪##‬ل الطين وفق‪##‬دان قوت‪##‬ه االنتظامي‪##‬ة‪ .‬عن‪##‬دما يتع‪##‬رض‬
‫الطين للرطينة بشكل مستمر‪ ،‬يمتص الماء ويتحلل بم‪#‬رور ال‪#‬وقت‪ .‬ه‪#‬ذا يمكن‬
‫أن يؤدي إلى فقدان قوة الطين وتالش‪##‬ي قدرت‪##‬ه على تحم‪##‬ل الض‪##‬غوط وتحم‪##‬ل‬
‫الهياكل (‪.)Moriyama & Takada, 2015‬‬

‫‪87‬‬
‫الشكل (‪ .)29‬تفكك البناء بالطين وفقدان الطبقة الواقي‪##‬ة نتيج‪##‬ة الرطوب‪##‬ة‬
‫على سطح الجدار (يسار)‪ .‬شقوق رأسية وقطرية مختلف‪#‬ة في جس‪#‬م ج‪#‬دار من‬
‫الطين اللبن (يمين)‪.‬‬
‫توفر الرطوبة العالية المباني الطيني‪##‬ة ال‪##‬تي تعرض‪##‬ت للرطين‪##‬ة المفرط‪##‬ة‬
‫بيئة مثالية لتكون العفن والفطريات على الجدران واألسطح الداخلية‪ .‬ال ي‪##‬ؤثر‬
‫هذا فقط على المظهر الجمالي للمبنى‪ ،‬ولكنه أيًضا ق‪##‬د يس‪##‬بب مش‪##‬اكل ص‪##‬حية‬
‫للسكان‪ .‬يمكن أن تتسرب الرطوبة إلى داخل المباني الطينية وتتسبب في تلف‬
‫المواد الداخلي‪#‬ة مث‪#‬ل الجص والخش‪#‬ب والطالء‪ .‬الم‪#‬واد تص‪#‬بح رطب‪#‬ة وتتل‪#‬ف‬
‫بمرور الوقت‪ ،‬وقد تفق‪##‬د قوته‪##‬ا ومتانته‪##‬ا‪ .‬يمكن أن يح‪##‬دث تش‪##‬ققات وانفص‪##‬ال‬
‫للطالء والجص‪ ،‬وتلف الهياكل الخشبية بسبب الرطوبة المفرطة‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫‪ .2-9‬دراسة أثر البيئة المحلية على اختيار المواد وتصميم البناء‪:‬‬
‫يعتمد توفر واستخدام مواد البناء التقليدية الطينية بشكل كبير على البيئ‪##‬ة‬
‫المحلية التي يتم فيه‪#‬ا بن‪#‬اء المب‪#‬اني‪ .‬ت‪#‬أثير البيئ‪#‬ة المحلي‪#‬ة يمكن أن ي‪#‬ؤثر على‬
‫اختيار المواد وتصميم البناء بعدة ط‪##‬رق (باهم‪##‬ام‪ .)2000 ،‬وفيم‪##‬ا يلي بعض‬
‫األمثلة لدراسة أثر البيئ‪#‬ة المحلي‪#‬ة على ت‪#‬وفر واس‪#‬تخدام م‪#‬واد البن‪#‬اء التقليدي‪#‬ة‬
‫الطينية وتحليل كيفية تأثير هذه العوامل على اختيار المواد وتصميم البناء‪:‬‬
‫‪ .2-9-1‬المساكن التقليدية في البيئة الصحراوية الداخلية‪:‬‬
‫تش‪###‬يد المس‪###‬اكن في المن‪###‬اطق الص‪###‬حراوية الداخلي‪###‬ة من ق‪###‬والب التبن‬
‫المصنوعة من الطين المخلوط ب‪##‬التبن والم‪##‬اء والمجفف‪##‬ة تحت أش‪##‬عة الش‪##‬مس‪،‬‬
‫وتبنى الحوائط بسمك (‪ 60‬سم) لتوفير العزل الكافي من الح‪##‬رارة الخارجي‪##‬ة‪.‬‬
‫إن استخدام الطين في البناء يعد من األمثلة الجيدة على مدى تكيف م‪##‬ع البيئ‪##‬ة‬
‫نظرًا لما يتميز به من قدرة منخفضة على توصيل الحرارة (الشكل ‪ .)30‬أم‪##‬ا‬
‫األسقف فتشيد من أعصاب خشبية من جذوع شجر األث‪##‬ل وفي بعض المب‪##‬اني‬
‫من جذوع النخيل ترص بشكل عمودي ويرص فوقها جريد النخل المتالص‪##‬ق‬
‫بج‪##‬وار بعض‪##‬ه ثم تغطى بالحص‪##‬ير المش‪##‬غول من س‪##‬عف النخي‪##‬ل يعل‪##‬وه طبق‪##‬ة‬
‫سميكة من الطين (العبيالن وآخرون‪.)2022 ،‬‬

‫‪89‬‬
‫الشكل (‪ .)30‬نم‪##‬وذج البن‪##‬اء الطي‪##‬ني للمن‪##‬اطق الص‪##‬حراوية لداخلي‪##‬ة م‪##‬ع‬
‫الزخارف الوظيفية‪.‬‬
‫‪ .2-9-2‬المساكن التقليدية في البيئة الساحلية‪:‬‬
‫يتم تش‪##‬ييد المس‪##‬اكن التقليدي‪##‬ة في المن‪##‬اطق الس‪##‬احلية باس‪##‬تخدام الحج‪##‬ر‬
‫المرج‪##‬اني م‪##‬ع الطين ح‪##‬ول فن‪##‬اء داخلي‪ .‬بارتف‪##‬اع يص‪##‬ل إلى س‪##‬تة أدوار من‬
‫األحجار المرجانية ومونة الطين مع استخدام الدعامات أو الفواص‪##‬ل الخش‪##‬بية‬
‫األفقية على الحوائط تبعد عن بعضها البعض رأسيًا بمسافات متساوية تق‪##‬ارب‬
‫الم‪##‬تر‪ ،‬وذل‪##‬ك من أج‪##‬ل من‪##‬ع تص‪##‬دعات الحوائ‪##‬ط الناتج‪##‬ة عن الهب‪##‬وط الغ‪##‬ير‬
‫متساوي للمبنى‪ ،‬والذي يحدث نتيجة لضعف تحم‪##‬ل الترب‪##‬ة وارتف‪##‬اع منس‪##‬وب‬
‫المياه السطحية‪ .‬أما األسقف فتنشأ من أل‪##‬واح خش‪##‬بية ترتك‪##‬ز على مرابي‪##‬ع من‬
‫الخشب وتوضع فوقها طبقة من الحجر المرجاني ثم طبقة من الرم‪##‬ل ثم بالط‬
‫األرضيات (الهيئة العامة للسياحة واآلثار‪.)2010 ،‬‬
‫تغطى حوائط المساكن الخارجية بطبقة من لياس‪##‬ة الطين لحماي‪##‬ة أحج‪##‬ار‬
‫البناء من التآكل بتأثير الرطوب‪##‬ة النس‪##‬بية العالي‪##‬ة‪ ،‬ثم ت‪##‬دهن بطبق‪##‬ة من ال‪##‬دهان‬
‫األبيض أو بألوان فاتحة مثل األزرق السماوي‪ .‬وت‪##‬ركب الرواش‪##‬ين والس‪##‬واتر‬
‫الخشبية على فتحات المسكن وحول ج‪##‬دار الس‪##‬طح‪ .‬ويتم عم‪##‬ل الرواش‪##‬ين من‬
‫أخشاب التيك أو أي خش‪##‬ب ص‪##‬لد وتحلى بنق‪##‬وش دقيق‪##‬ة رائع‪##‬ة تظه‪##‬ر وكأنه‪##‬ا‬
‫تغطي معظم مس‪##‬احة واجه‪##‬ة المس‪##‬كن‪ .‬فتظه‪##‬ر الحوائ‪##‬ط الخارجي‪##‬ة كأنه‪##‬ا من‬
‫نسيج خشبي رقيق (الشكل ‪.)31‬‬

‫‪90‬‬
‫الش‪##‬كل (‪ .)31‬الواجه‪##‬ات الخارجي‪##‬ة المطلي‪##‬ة م‪##‬ع الرواش‪##‬ين والس‪##‬واتر‬
‫الخشبية‪.‬‬
‫ينتشر استخدام البادقير وه‪##‬و عب‪##‬ارة عن قن‪##‬اة في الج‪##‬دار الخ‪##‬ارجي ذات‬
‫فتحة في األعلى تفتح للخارج وفتحة في األسفل تفتح إلى جهة الس‪##‬طح أو إلى‬
‫داخل الغرف‪ .‬إن الوظيف‪##‬ة األساس‪##‬ية للب‪##‬ادقير هي توجي‪##‬ه اله‪##‬واء إلى الس‪##‬طح‬
‫وجلب المزي‪#‬د من التي‪#‬ارات الهوائي‪#‬ة الب‪#‬اردة لتخفيض درج‪##‬ة الح‪##‬رارة داخ‪##‬ل‬
‫الغرف (الغريافي‪( )2019 ،‬الشكل ‪.)32‬‬

‫الشكل (‪ .)32‬نموذج العمارة التقليدية الطينية مع البادقير الجصي‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫‪ .2-9-3‬المساكن التقليدية في البيئة الجبلية‪:‬‬
‫تب‪##‬نى المس‪##‬اكن في من‪##‬اطق المرتفع‪##‬ات على المن‪##‬اطق المرتفع‪##‬ة لتوف‪##‬ير‬
‫الحماية من األعداء ولتجنب السيول الجارفة على حواف الوديان‪ .‬ويتم تش‪##‬ييد‬
‫المساكن من الحجر في األساسات وفي ال‪##‬دور األول ثم يس‪##‬تكمل البن‪##‬اء بم‪##‬ادة‬
‫الطين م‪##‬ع الرق‪##‬ف (الحج‪##‬ارة المس‪##‬طحة)‪ .‬حيث يتم بن‪##‬اء الحوائ‪##‬ط من الطين‬
‫المخلوط بشكل جيد بالتبن والماء على شكل مداميك بارتفاع وعرض ي‪##‬تراوح‬
‫بين (‪ 40‬و‪ 50‬سم)‪ ،‬ثم يتم رص الحجارة المسطحة (الرقف) جنب‪ً##‬ا إلى جنب‬
‫فوق كل مدماك طيني أثن‪##‬اء اقامت‪##‬ه‪ ،‬بحيث تك‪##‬ون ب‪##‬ارزة إلى الخ‪##‬ارج لحماي‪##‬ة‬
‫الحوائ‪##‬ط الطيني‪##‬ة من األمط‪##‬ار الغزي‪##‬رة (القحط‪##‬اني والقحط‪##‬اني‪.)2000 ،‬‬
‫ويالحظ أن المباني تضيق كلما ارتفعت الجدران بحيث يظهر المب‪##‬نى ك‪##‬الهرم‬
‫الناقص‪ .‬ولهذا الشكل مزية باإلضافة إلى جماله‪ ،‬وهي أنه يجعل المبنى أك‪##‬ثر‬
‫ثباتًا‪ .‬ويستخدم الطين في لياسة الحوائط من الخارج ثم تلون الواجهات لتزيين‬
‫المسكن (جريس‪( )2002 ،‬الشكل ‪.)33‬‬

‫‪92‬‬
‫الش‪##‬كل (‪ .)33‬نم‪##‬وذج البن‪##‬اء ب‪##‬الحجر والطين (ال‪###‬دمك والرق‪###‬ف) في‬
‫المناطق الجبلية‬

‫‪ .2-9-4‬المساكن التقليدية في البيئة السهلية‪:‬‬


‫تبنى المساكن في من‪##‬اطق البيئ‪##‬ة الس‪##‬هلية على ش‪##‬كل عش‪##‬ش دائري‪##‬ة ذات‬
‫س‪###‬قف مخ‪###‬روطي الش‪###‬كل‪ .‬وتنش‪###‬أ العش‪###‬ة من ج‪###‬ذوع وأغص‪###‬ان األش‪###‬جار‬
‫والحشائش الجافة والحبال المفتولة وتغطى من الداخل بطبقة رقيقة من لياس‪##‬ة‬
‫الطين والجص‪ .‬يساعد استخدام هذه المواد في بناء ف‪##‬راغ العش‪##‬ة المخ‪##‬روطي‬
‫على صعود الهواء الحار ودخان الموقد إلى قمة المخرط وتسربه إلى الخارج‬
‫من خالل األعواد والحشائش وطبقة الطين الرقيقة‪ ،‬مم‪##‬ا يس‪##‬مح بتنفس العش‪##‬ة‬
‫وتحرك الهواء داخلها بشكل مستمر‪ ،‬وبه‪##‬ذه الطريق‪##‬ة ت‪##‬وفر العش‪##‬ة درج‪##‬ة من‬
‫ال‪##‬برودة‪ ،‬مماثل‪##‬ة لم‪##‬ا ت‪##‬وفره أش‪##‬جار التظلي‪##‬ل‪ ،‬ومن دون الحاج‪##‬ة إلى النواف‪##‬ذ‪.‬‬
‫وتقوم األعواد الخشبية والحشائش المتراكمة فوق بعضها من الخ‪##‬ارج بتوف‪##‬ير‬
‫التظلي‪##‬ل الالزم لحماي‪##‬ة طبق‪##‬ة الطين الداخلي‪##‬ة من ح‪##‬رارة الش‪##‬مس المباش‪##‬رة‬
‫(جريس‪( )2002،‬الشكل ‪.)34‬‬
‫وتنقش طبقة اللياسة الداخلية بأشكال زخرفية متعددة وبألوان زاهية مث‪##‬ل‬
‫األحمر واألزرق واألصفر واألخض‪##‬ر‪ .‬كم‪##‬ا وت‪##‬زين أحيان‪ً#‬ا بص‪##‬حون مختلف‪##‬ة‬
‫األلوان‪ .‬ويتكون المسكن في العادة من مجموعة من العشش في فناء يحيط ب‪#‬ه‬
‫سور من األعواد والحشائش الجافة‪ ،‬ويعتبر الفناء جزءًا من الم‪##‬نزل وامت‪##‬دادًا‬
‫خارجيًا له يتم القيام فيه بالعديد من األعمال المنزلية‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫الشكل ‪ .34‬العشة الدائرية للمناطق السهلية‬

‫‪94‬‬
‫‪ .2-10‬الدراسات السابقة‪:‬‬
‫اهتمت الدراس‪##‬ات الس‪##‬ابقة بدراس‪##‬ة ق‪##‬درة المب‪##‬اني الطيني‪##‬ة على الص‪##‬مود‬
‫بيئيًا‪ .‬لذلك ركزت تلك الدراس‪#‬ات على اإلض‪#‬افات التحس‪#‬ينية للخلط‪#‬ة الطيني‪#‬ة‬
‫ودراسة أثرها‪ ،‬حيث يؤثر إدراج األلياف في خلطة البناء بالطين بشكل كب‪##‬ير‬
‫على الخصائص الناتجة من مكونات البناء بالطين‪ .‬إذ غالًبا ما ترتبط األلي‪##‬اف‬
‫بتقليل معدالت االنكماش في البناء بالطين‪ ،‬األمر الذي يحد من تكوين الشقوق‬
‫كنتيجة لنظام تصريف أكثر كفاءة (‪Ukwizagira and Mbereyaho,‬‬
‫‪ .)2023‬إض‪#‬افة إلى ت‪#‬أثير األلي‪#‬اف على عملي‪#‬ة التخلص من الرطوب‪#‬ة‪ ،‬ف‪#‬إن‬
‫مساهمتها في أداء القوة وعدم تشوه الطين أكثر إثارة للجدل‪ .‬بشكل عام يتميز‬
‫البناء بالطين الخالي من األلياف تحت الضغط بالهشاش‪##‬ة‪ ،‬بينم‪##‬ا ُيظه‪##‬ر الطين‬
‫المق‪##‬وى ب‪##‬القش في كث‪##‬ير من األحي‪##‬ان بقل‪##‬ة التش‪##‬ققات (‪Yetgin et al.,‬‬
‫‪ .)2008‬من وجهة النظر المادية‪ ،‬يمكن أن يك‪##‬ون ه‪##‬ذا بس‪##‬بب إع‪##‬ادة توزي‪##‬ع‬
‫القوى داخل مصفوفة التربة‪ ،‬بسبب األلي‪##‬اف ال‪##‬تي يمكن أن تجم‪##‬ع أج‪##‬زاء من‬
‫مصفوفة التربة مًعا عند التشوهات الكبيرة‪.‬‬
‫في السياق الت‪##‬الي‪ ،‬اس‪##‬تعراض لبعض الدراس‪##‬ات المتخصص‪##‬ة في البن‪##‬اء‬
‫بالطين وخصائصه ومقاومته للمياه خاصة في المباني التراثية‪ ،‬باإلض‪##‬افة إلى‬
‫اإلضافات التحسينية‪ ،‬سواء الطبيعية أو الصناعية‪ ،‬ودراسة أثرها على ج‪##‬ودة‬
‫خصائصه الطبيعية والكيمائية‪.‬‬
‫‪ .2-10-1‬الدراسات باللغة العربية‪:‬‬
‫دراسة قن‪##‬بر وآخ‪##‬رون (‪ )2016‬بعن‪##‬وان اس‪##‬تخدام م‪##‬ادة الطين في‬
‫بن‪##‬اء الم‪##‬دن الص‪##‬حراوية كم‪##‬دخل لالس‪##‬تدامة‪ ،‬مدين‪##‬ة غ‪##‬دامس في ليبي‪##‬ا‬
‫كدراسة حالة‪ ،‬وهدفت إلى إلقاء الضوء على م‪##‬ادة الطين كم‪##‬ادة تش‪##‬ييد‪،‬‬
‫حيث أب‪##‬رزت أهم مميزاته‪##‬ا‪ ،‬ووض‪##‬حت عي‪##‬وب ه‪##‬ذه الم‪##‬ادة من حيث‬
‫تأثرها بالعوامل الجوية‪ .‬باإلضافة إلى ذلك درست إمكانية تطويرها في‬
‫البن‪##‬اء عن طري‪##‬ق بعض اإلض‪##‬افات في مرحل‪##‬ة التص‪##‬نيع؛ حيث اتب‪##‬ع‬

‫‪95‬‬
‫البحث المنهج االس‪###‬تقرائي كأس‪###‬اس‪ ،‬ومن ثم التحلي‪###‬ل واالس‪###‬تنتاج‪ ،‬ثم‬
‫التط‪####‬بيق من خالل المنهج العلمي والتجري‪####‬بي‪ ،‬وَت وَّص َل البحث إلى‬
‫مجموعة من النتائج يمكن اختصارها في النق‪##‬اط التالي‪#‬ة‪ :‬ك‪#‬انت ص‪##‬ناعة‬
‫أول طينة وخلطها من التربة الطينية فقط بدون إضافة أي م‪##‬واد أخ‪##‬رى‬
‫دون المستوى المطلوب‪ ،‬حيث ظهرت بها عيوب كثيرة‪ ،‬فتم اس‪##‬تبعادها‬
‫ولم يتم إنت‪##‬اج المزي‪##‬د منه‪##‬ا‪ .‬كم‪##‬ا ُأج‪##‬ريت التج‪##‬ارب لزي‪##‬ادة ق‪##‬وة الطين‪##‬ة‬
‫الناتجة عن التربة الطينية‪ ،‬وزي‪#‬ادة تماس‪#‬كها وتقلي‪#‬ل التش‪#‬قق الن‪#‬اجم عن‬
‫خلل في انسجامها مع األتربة األخرى‪ ،‬وذلك بإض‪##‬افة بعض العناص‪##‬ر‪،‬‬
‫وهي‪ :‬الج‪##‬ير الص‪##‬ناعي‪ ،‬الجبس المحلي‪ ،‬الجبس الص‪##‬ناعي‪ ،‬اإلس‪##‬منت‬
‫المقاوم لألمالح‪ .‬وأوصت الدراسة بضرورة الترك‪##‬يز على م‪##‬واد البن‪##‬اء‬
‫المحلية بمرحلة الدراسة إضافة لب‪##‬ذل الجه‪##‬ود في تط‪##‬وير متان‪##‬ة الطين‪،‬‬
‫والبحث عن أساليب ناجحة واقتصادية للحماية السطحية لمقاوم‪##‬ة ت‪##‬أثير‬
‫المياه‪ ،‬والرياح المحملة بالرمال‪.‬‬
‫هدفت دراسة ش‪##‬يبان والس‪##‬قاف (‪ )2019‬بعن‪##‬وان العم‪##‬ارة الطيني‪##‬ة‬
‫في وادي حضرموت في اليمن ومدى مالءمتها للبيئ‪##‬ة إلى الحف‪##‬اظ على‬
‫المب‪##‬اني الطيني‪##‬ة‪ ،‬والتش‪##‬جيع على البن‪##‬اء بم‪##‬ادة الطين‪ ،‬والتع‪##‬رف على‬
‫خصائص الع‪#‬زل وخفض التكلف‪##‬ة اإلنش‪#‬ائية‪ ،‬إض‪##‬افة لمحاول‪##‬ة الس‪#‬يطرة‬
‫على أضرار األمطار على المباني الطينية‪ ،‬واعتمد الباحث على المنهج‬
‫التجري‪##‬بي حيث تم اس‪##‬تخدام الم‪##‬در للع‪##‬زل الح‪##‬راري‪ ،‬ودهن الواجه‪##‬ات‬
‫ب‪##‬النورة لع‪##‬زل الرطوب‪##‬ة‪ .‬وأظه‪##‬رت النت‪##‬ائج تناغم‪ً#‬ا واض‪##‬حًا بين البيئ‪##‬ة‬
‫المكانية المتمثلة في البيئة الطبيعية بمختل‪##‬ف أنواعه‪##‬ا‪ ،‬وعم‪##‬ارة المب‪##‬اني‬
‫الطينية في وادي حضرموت‪ ،‬كم‪##‬ا أن التغ‪##‬يرات المناخي‪##‬ة ال‪##‬تي َش ِه دها‬
‫العالم م‪##‬ؤخًر ا أعطت مؤش‪##‬رات لزي‪##‬ادة مع‪##‬دل س‪##‬قوط األمط‪##‬ار‪ ،‬وتغ‪##‬ير‬
‫وقت سقوطها على فترات متقاربة؛ لذا يتوجب االحتياط وحماية المباني‬
‫الطينية‪ ،‬وإن استخدام المدر يحقق الحماي‪##‬ة من الح‪##‬رارة ص‪##‬يًفا ويحس‪##‬ن‬
‫الع‪#‬زل الح‪#‬راري‪ .‬وأوص‪#‬ى الب‪#‬احث بض‪#‬رورة إج‪#‬راء دراس‪#‬ات علمي‪#‬ة‬
‫مستفيضة لزيادة مقاومة الطين للرطينة‪ ،‬والتغيرات المناخية وض‪##‬رورة‬
‫‪96‬‬
‫الحف‪##‬اظ على المب‪##‬اني التراثي‪##‬ة‪ ،‬والعام‪##‬ة من عملي‪##‬ات التل‪##‬ف الن‪##‬اتج عن‬
‫األمطار الساقطة عليها وعلى واجهاتها الخارجية‪.‬‬
‫دراس‪###‬ة رحم‪###‬ة وآدم (‪ )2021‬الحف‪###‬اظ على المب‪###‬اني التراثي‪###‬ة‬
‫والتاريخية في المدن وإع‪##‬ادة اس‪##‬تخدامها (حي ال‪##‬دحو بمدين‪##‬ة الري‪##‬اض‪،‬‬
‫المملكة العربية السعودية)‪ ،‬بينت أن طبق‪##‬ة اللياس‪##‬ة لعبت دورًا هام‪ً#‬ا في‬
‫سالمة الجدران الداخلي‪##‬ة والخارجي‪##‬ة للمب‪##‬اني؛ حيث عملت ه‪##‬ذه الطبق‪##‬ة‬
‫على توفير الحماية ألس‪##‬طح الج‪##‬دران نتيج‪##‬ة م‪##‬ا تق‪##‬وم ب‪##‬ه من دور مث‪##‬ل‬
‫زي‪##‬ادة تماس‪##‬ك الطين اللبن‪ ،‬ومن‪##‬ع الج‪##‬دار من التع‪##‬رض لعوام‪##‬ل التل‪##‬ف‬
‫المختلف‪##‬ة الناتج‪##‬ة عن الري‪##‬اح‪ ،‬والرم‪##‬ال‪ ،‬واألمط‪##‬ار‪ ،‬واألمالح‪ .‬ك‪##‬انت‬
‫حوائط مباني (الدحو) مكسية بطبقة لياسة قديم‪##‬ة ي‪##‬تراوح س‪##‬مكها من ‪6‬‬
‫ملم إلى ‪ 1:05‬سم‪ .‬وتراوحت مظاهر التلف بها م‪##‬ا بين تفتت لس‪##‬طحها‬
‫الذي أَّد ى إلى انكماش وتمدد طبق‪##‬ات اللياس‪##‬ة‪ ،‬مم‪##‬ا أدى في النهاي‪##‬ة إلى‬
‫ض‪##‬عف وتفتت س‪##‬طحها‪ ،‬وبالت‪##‬الي تقلص‪##‬ه وتس‪##‬اقطه‪ ،‬ب‪##‬األخص عن‪##‬د‬
‫أط‪##‬راف المس‪##‬احات ال‪##‬تي فق‪##‬دت س‪##‬ابقًا‪ .‬إض‪##‬افة إلى التل‪##‬ف ال‪##‬ذي س‪##‬ببته‬
‫محاوالت الصيانة غير المدروسة‪ ،‬وكانت مظاهر التل‪##‬ف ه‪##‬ذه مالحظ‪##‬ة‬
‫بكثرة على أس‪##‬طح الج‪##‬دران الخارجي‪##‬ة‪ ،‬واعتم‪##‬د على المنهجي‪##‬ات ال‪##‬تي‬
‫قامت بترميم المباني التراثية الموجودة في حالة إنشائية جي‪##‬دة م‪##‬ع رف‪##‬ع‬
‫كفاءتها اإلنشائية‪ ،‬وبالنسبة لمعالجة طبقة اللياسة فقد ُحِض رْت طبق‪##‬ة من‬
‫الطين والرم‪##‬ل والتبن مش‪##‬ابهة في النس‪##‬ب للطبق‪##‬ة األص‪##‬لية في الل‪##‬ون‬
‫وال‪##‬تركيب والنس‪##‬يج بنس‪##‬ب ُح ِّد َد ْت معملي‪ً#‬ا حس‪##‬ب المواص‪##‬فات‪ ،‬وُت ِر َك‬
‫الخلي‪ُ##‬ط ح‪##‬تى تتم عملي‪##‬ة التخم‪##‬ير‪ ،‬ثم ُأج‪ِ##‬ر يْت االختب‪##‬ارات على ه‪##‬ذه‬
‫الخلطة‪ ،‬ودراسة النتائج ومن ثم اعتمادها في ك‪##‬ل أعم‪##‬ال اللياس‪##‬ة‪ .‬تمت‬
‫معالج‪##‬ة الطبق‪##‬ة المتآكل‪##‬ة بعم‪##‬ل لياس‪##‬ة الحوائ‪##‬ط‪ ،‬كم‪##‬ا تم رش طبق‪##‬ة‬
‫بالس‪##‬تيكية ش‪##‬فافة لحمايته‪##‬ا من األمط‪##‬ار‪ .‬وأوص‪##‬ت الباحث‪##‬ة بنق‪##‬ل ه‪##‬ذه‬
‫التجربة إلى مناطق وبلدان أخرى في الوطن العربي‪.‬‬
‫دراسة نافع وآخرون (‪ )2021‬بعنوان أساليب الحفاظ على الطابع‬
‫المعماري الطيني لمدينة غات الليبية القديمة واستدامته س‪##‬ياحًّي ا ‪-‬دراس‪##‬ة‬
‫‪97‬‬
‫معماري‪##‬ة أثري‪##‬ة‪ -‬ه‪##‬دفت ه‪##‬ذه الدراس‪##‬ة لتفعي‪##‬ل دور الحف‪##‬اظ والحماي‪##‬ة‪،‬‬
‫وإعادة تأهيل بعض األبنية المتضررة معمارًّي ا بعد صيانتها‪ ،‬وترميمه‪##‬ا‬
‫وف‪##‬ق خط‪##‬ط إس‪##‬تراتيجية وض‪##‬عتها الجه‪##‬ات المختص‪##‬ة بحماي‪##‬ة المواق‪##‬ع‬
‫األثري‪##‬ة‪ ،‬والمب‪##‬اني التاريخي‪##‬ة وإنش‪##‬اء وظ‪##‬ائف جدي‪##‬دة مالئم‪##‬ة للتك‪##‬وين‬
‫المعماري لها؛ حيث تم اتباع المنهجية التوثيقية التحليلية واالس‪##‬تفادة من‬
‫الدراسات والتقارير من قبل الجهات المختص‪##‬ة والمراج‪##‬ع ذات العالق‪##‬ة‬
‫بها‪ ،‬ونتج عن البحث‪ :‬أنه تتم مراحل إعادة البناء بدًءا بالدراسة‪ ،‬وجم‪##‬ع‬
‫المعلوم‪##‬ات من الوث‪##‬ائق التاريخي‪##‬ة والمعماري‪##‬ة عن البن‪##‬اء المعم‪##‬اري‪،‬‬
‫وتقييم حالته اإلنشائية الحالية‪ ،‬مع وصف دقيق لنقاط الضعف في م‪##‬واد‬
‫البناء من شقوق وتلف وغيرها‪ .‬أوصت الدراسة بضرورة وضع خطط‬
‫طويلة األم‪#‬د ش‪#‬املة متكامل‪##‬ة للتعام‪#‬ل م‪#‬ع ك‪#‬ل بن‪#‬اء معم‪#‬اري ت‪#‬اريخي‪،‬‬
‫حسب حالته‪ ،‬وطبًقا ألوليات مح‪#‬ددة وسياس‪#‬ة ثابت‪#‬ة‪ ،‬لتنص ه‪#‬ذه الخط‪#‬ة‬
‫بع‪##‬د إج‪##‬راء عملي‪##‬ات المس‪##‬ح األث‪##‬ري والتنقيب أن يك‪##‬ون البن‪##‬د الث‪##‬الث‬
‫(أعمال الصيانة والترميم)‪.‬‬
‫دراس‪##‬ة ربي‪##‬ع (‪ )2022‬بعن‪##‬وان‪ :‬ت‪##‬رميم المب‪##‬اني التراثي‪##‬ة الحال‪##‬ة‬
‫الدراسية ‪-‬مباني السوق السفلي بمدينة القرارة‪ -‬هدف إلى التع‪##‬رف على‬
‫كيفية ترميم المنشآت التاريخية‪ ،‬والمن‪#‬ازل التقليدي‪#‬ة ال‪#‬تي تتواج‪#‬د داخ‪#‬ل‬
‫القص‪##‬ر الق‪##‬ديم‪ ،‬وتقييمه‪##‬ا ومعرف‪##‬ة المش‪##‬اكل ال‪##‬تي تعانيه‪##‬ا من الناحي‪##‬ة‬
‫الترميمية‪ ،‬ومعرفة األسباب والعوام‪##‬ل ال‪##‬تي ت‪##‬ؤدي إلى ت‪##‬دهور المب‪##‬اني‬
‫التراثي‪##‬ة‪ ،‬وكيفي‪##‬ة تحض‪##‬ير واس‪##‬تعمال م‪##‬واد البن‪##‬اء المحلي‪##‬ة كالحج‪##‬ارة‬
‫الجافة‪ ،‬والمالط الكلسي والطين (الترب‪##‬ة)‪ ،‬وتم االعتم‪##‬اد على المنهجي‪##‬ة‬
‫البحثية لمعرفة اإلطار النظري للدراسة والمف‪##‬اهيم المختلف‪##‬ة‪ ،‬وتم القي‪##‬ام‬
‫بدراسات ميداني‪##‬ة للحص‪##‬ول على المعلوم‪##‬ات والبيان‪##‬ات ح‪##‬ول التقني‪##‬ات‬
‫المتبعة في الحف‪##‬اظ على المب‪##‬نى الق‪##‬ديم‪ ،‬والتع‪##‬رف على تجرب‪##‬ة ال‪##‬ترميم‬
‫بصورة أكثر تعمًق ا‪ ،‬وذلك من خالل تقييم الوضع ال‪##‬راهن من ترميم‪#‬ات‬
‫شاركت فيها عدة جهات‪ ،‬إضافة لتحقق فرضية البحث التي تقول‪ :‬يعود‬
‫سبب ع‪#‬دم نج‪#‬اح عملي‪#‬ات ال‪#‬ترميم الس‪#‬ابقة إلى التقني‪#‬ات غ‪#‬ير المالئم‪#‬ة‬
‫‪98‬‬
‫لخصوصية هذه المباني األثرية‪ ،‬أو إلى المواد البنائية الحديث‪#‬ة المختلف‪#‬ة‬
‫التي لم تتأقلم مع المواد األساسية األولى‪ .‬وأوصت الدراسة بتحديد القيم‬
‫األثرية‪ ،‬والمعمارية ال‪#‬تي تحمله‪#‬ا المب‪#‬اني‪ ،‬وال‪#‬تي ته‪#‬دف لتحقي‪#‬ق أعلى‬
‫قدر للحفاظ عليها‪.‬‬
‫دراسة أبو الحسن (‪ )2022‬ترميم المباني األثرية المشيدة ب‪##‬الطين‬
‫اللبن‪ :‬قصر أمنمحات الثالث بتل بسطة نموذًج ا‪ ،‬بينت أَّن ه نظًر ا لضعف‬
‫مادة الطين اللبن‪ ،‬وعدم تجانس مكوناتها وسرعة تأثرها بعوام‪##‬ل التل‪##‬ف‬
‫البيوكيميائية‪ ،‬ولما تعرضت له من ترك وإهم‪##‬ال في كث‪##‬ير من األحي‪##‬ان‬
‫ألن االهتم‪##‬ام غالب‪##‬ا يتج‪##‬ه إلى المب‪##‬اني الحجري‪##‬ة‪ ،‬على خالف المب‪##‬اني‬
‫المشيدة بالطين اللبن؛ حيث أهملت أو أكتفي بتسجيلها ورفعها فقط رغم‬
‫أن تلك المباني لم تقل أهمية عن المباني الحجرية ألنه‪##‬ا ج‪##‬زء ال يتج‪##‬زأ‬
‫من التطور الحضاري الذي حقق‪##‬ه اإلنس‪##‬ان في مي‪##‬دان تكنولوجي‪##‬ا البن‪##‬اء‬
‫ع‪##‬بر العص‪##‬ور التاريخي‪##‬ة المختلف‪##‬ة ل‪##‬ذا ُاعُتِب ر ت‪##‬رميم وص‪##‬يانة المب‪##‬اني‬
‫األثري‪#‬ة المش‪#‬يدة ب‪#‬الطين اللبن من أهم عملي‪#‬ات ال‪##‬ترميم والص‪##‬يانة‪ ،‬وتم‬
‫إجراء ع‪##‬دد من التج‪##‬ارب الميداني‪##‬ة لص‪##‬ناعة وح‪##‬دات طين لبن مناس‪##‬بة‬
‫لترميم المب‪#‬اني األثري‪#‬ة ب‪#‬الموقع‪ ،‬وقي‪#‬اس الخ‪#‬واص الميكانيكي‪#‬ة لعين‪#‬ات‬
‫الطين اللبن‪ ،‬ثم ُأج ‪ِ#‬ر يت عملي‪##‬ات ال‪##‬ترميم للمب‪##‬اني الطيني‪##‬ة وفًق ا للنظم‬
‫والمواثيق الدولي‪##‬ة المنظم‪##‬ة له‪##‬ذا الش‪##‬أن‪ ،‬وبينت نت‪##‬ائج البحث أن أترب‪##‬ة‬
‫الرديم الناتجة عن تهدم وتفتت مباني وج‪##‬دران الطين اللبن المش‪##‬يد من‪##‬ه‬
‫القصر قديًما يمكن استخدامها مرة أخرى إلنتاج طينة جديدة بعد إضافة‬
‫بعض المحس‪##‬نات مث‪##‬ل‪( :‬التبن‪ ،‬الطفل‪##‬ة‪ ،‬الج‪##‬ير) لتق‪##‬اوم عوام‪##‬ل وق‪##‬وى‬
‫التلف المختلفة التي تتع‪##‬رض له‪##‬ا المنطق‪##‬ة األثري‪##‬ة‪ ،‬وخاص‪##‬ة األمط‪##‬ار‪.‬‬
‫وأوصت الدراسة بإجراء عمليات الترميم‪ ،‬واالستكمال لجدران ومب‪##‬اني‬
‫القص‪##‬ر األث‪##‬ري بنفس األدوات واألس‪##‬اليب القديم‪##‬ة‪ ،‬وطبًق ا للقواع‪##‬د‬
‫والمواثيق الدولية المنظمة لهذا الشأن‪.‬‬
‫دراس‪#‬ة آدم (‪ )2024‬وال‪##‬تي تن‪#‬اولت دراس‪#‬ة م‪#‬واد وتقني‪#‬ات البن‪#‬اء‬
‫المستخدمة في سور الق‪##‬اهرة الف‪##‬اطمي‪ ،‬الش‪##‬مالي‪ /‬الش‪##‬رقي‪ ،‬المش‪##‬يد من‬
‫‪99‬‬
‫الطين اللبن‪ ،‬والمكتشف في بداي‪#‬ة الق‪##‬رن الح‪##‬ادي والعش‪#‬رين في محي‪#‬ط‬
‫ب‪##‬رج الظف‪##‬ر بمنطق‪##‬ة الجمالي‪##‬ة في الق‪##‬اهرة‪ ،‬وذل‪##‬ك من خالل دراس‪##‬ة‬
‫التركيب المع‪##‬دني‪ ،‬وخ‪##‬واص م‪##‬واد البن‪##‬اء المس‪##‬تخدمة في بن‪##‬اء الس‪##‬ور‪،‬‬
‫والتعرف على أسباب ومظاهر التلف بالجدران الطينية المكتشفة‪ .‬وتقدم‬
‫الدراسة خطة منهجية لترميم مظ‪#‬اهر التل‪#‬ف بالس‪#‬ور الطي‪#‬ني الف‪#‬اطمي‪،‬‬
‫باإلضافة إلى تقديم مقترح لتأهيل موقع السور الطيني األثري؛ من أجل‬
‫الحفاظ عليه‪ ،‬وتنميته بشكل مستدام‪ .‬وقد اس‪#‬تخدمت الدراس‪#‬ة العدي‪#‬د من‬
‫التقني‪##‬ات العلمي‪##‬ة في عملي‪##‬ات فحص وتحلي‪##‬ل ودراس‪##‬ة م‪##‬واد البن‪##‬اء في‬
‫السور‪ ،‬مث‪#‬ل‪ :‬التحلي‪#‬ل بحي‪#‬ود األش‪#‬عة الس‪#‬ينية (‪XRD (diffraction‬‬
‫‪ ،ray-X‬والفحص والتحلي‪###‬ل والدراس‪###‬ة بالميكروس‪###‬كوب اإللك‪###‬تروني‬
‫الماس‪##‬ح الم‪##‬زود بوح‪##‬دة تش‪##‬تيت طاق‪##‬ة األش‪##‬عة الس‪##‬ينية ‪electron‬‬
‫‪ .Scanning (EDX-SEM (microscopy‬كما تم قي‪##‬اس بعض‬
‫الخواص الفيزيائية والميكانيكية‪ ،‬مثل‪ :‬الكثافة‪ ،‬والمس‪##‬امية‪ ،‬وامتص‪##‬اص‬
‫الماء‪ ،‬ونسبة االنكماش بعد الجف‪##‬اف‪ ،‬والمقاوم‪#‬ة للض‪##‬غط لعين‪#‬ات الطين‬
‫اللبن األثري‪##‬ة‪ ،‬وك‪##‬ذلك للعين‪##‬ات الطيني‪##‬ة التجريبي‪##‬ة ال‪##‬تي تم تص‪##‬نيعها‬
‫بغرض الوصول إلى أفضل الخلطات الطينية لص‪##‬ناعة ق‪##‬والب طين لبن‬
‫صالحة لالستخدام في أعمال الترميم والتدعيم للسور الطيني‪ .‬وك‪##‬ان من‬
‫أهم نتائج الدراسة أن السور الطيني الفاطمي بمنطقة الجمالي‪##‬ة جم‪##‬ع في‬
‫بنائ‪##‬ه بين تقني‪##‬تي البن‪##‬اء بالطابي‪##‬ة‪ ،‬والبن‪##‬اء بق‪##‬والب الطين اللبن‪ .‬كم‪##‬ا أن‬
‫الطين اللبن المستخدم في بناء السور يتميز بمحتواه العالي من السيليكا‪،‬‬
‫إلى جانب وجود معادن الفلسبار وبعض أمالح الكلوريدات والكبريتات‪.‬‬
‫وتعاني مواد البناء المستخدمة في السور من التل‪##‬ف الش‪##‬ديد المتمث‪##‬ل في‬
‫ضعف وتفكك كتل الطين والمونة الطيني‪##‬ة‪ ،‬وانتش‪##‬ار الش‪##‬روخ‪ ،‬وتزه‪##‬ر‬
‫األمالح‪ ،‬وض‪##‬عف األساس‪##‬ات والم‪##‬داميك الس‪##‬فلى من الج‪##‬دران‪ ،‬األم‪##‬ر‬
‫الذي يتطلب ت‪#‬دخل عاج‪#‬ل ب‪#‬إجراءات الص‪#‬يانة‪ .‬وق‪#‬د توص‪#‬لت الدراس‪#‬ة‬
‫التجريبية إلى أن الخليط الطيني المكون من (الطينة الصحراوية‪ ،‬الرمل‬
‫النقي‪ ،‬نسبة من اإلسمنت األبيض‪ ،‬مسحوق السيراميك‪ ،‬نسبة من الجير‬
‫‪100‬‬
‫المطف‪##‬أ‪ ،‬التبن المق‪##‬رط) بالنس‪##‬ب المح‪##‬ددة‪ ،‬مناس‪##‬بًا ألغ‪##‬راض ال‪##‬ترميم‬
‫والتدعيم للس‪##‬ور الطي‪##‬ني‪ .‬كم‪##‬ا اس‪##‬تخدم برن‪##‬امج ‪ Max 3D‬في وض‪##‬ع‬
‫تصور لموق‪##‬ع الس‪#‬ور بع‪##‬د التأهي‪##‬ل‪ .‬وتؤك‪##‬د الدراس‪##‬ة أن عملي‪##‬ة التأهي‪##‬ل‬
‫لموقع السور الطيني من أهم أسباب حمايته مستقبًال‪ ،‬وتوصي بضرورة‬
‫استكمال أعمال الكشف والتنقيب للموقع األثري‪ ،‬وتنميته بشكل مستدام‪.‬‬
‫‪ .2-10-2‬الدراسات باللغة اإلنكليزية‪:‬‬
‫ه‪##‬دف ‪ Smith‬و‪ Austin‬في ع‪##‬ام (‪ ،)1996‬في دراس‪##‬تهما إلى‬
‫توصيف أنواع البن‪##‬اء ب‪##‬الطين المنتج في نيومكس‪##‬يكو‪ .‬اس‪##‬تخدم الباحث‪##‬ان‬
‫المنهَج ين الوص‪##‬في والتجري‪##‬بي في دراس‪##‬تهما على أنم‪##‬اط الطين المنتج‬
‫في البلد‪ ،‬وتوَّص ال إلى أن البناء بالطين الذي يتم إنتاجه في نيو مكس‪#‬يكو‬
‫يختلف عن الطين المصري الصغير من نوع "‪ "mosque‬بحجم ‪× 3‬‬
‫‪ 10 × 5‬بوص‪##‬ة‪ ،‬وال‪##‬ذي ي‪##‬زن ‪ 8‬أرط‪##‬ال ويس‪##‬تخدم في بن‪##‬اء القب‪##‬اب‬
‫واألقواس‪ ،‬وعن طين ‪ Isleta Pueblo terrón‬بحجم ‪× 7 × 7‬‬
‫‪ 14‬بوص‪##‬ة‪ ،‬ال‪##‬ذي ي‪##‬زن ‪ 35‬رطاًل ‪ .‬النس‪##‬بة الك‪##‬برى ال‪##‬تي يص‪##‬نعها (‬
‫‪ )%97‬األغلب من منتجي البن‪##‬اء ب‪##‬الطين في ني‪##‬و مكس‪##‬يكو ه‪##‬و الطين‬
‫مقاس ‪ 14 × 10 × 4‬بوصة‪ ،‬الذي يبلغ متوسط وزنه ‪ 30‬رطاًل ‪ .‬كما‬
‫يتم ع‪##‬ادة تص‪##‬نيع أحج‪##‬ام أخ‪##‬رى من الطين بكمي‪##‬ات مح‪##‬دودة فق‪##‬ط أو‬
‫بترتيب خاص‪.‬‬
‫دراسة )‪ Torres (2010‬بعنوان ‪The influence of the‬‬
‫‪thickness of the walls and their properties on the‬‬
‫‪ treatment of rising damp in historic buildings‬بحثت‬
‫في تأثير سمك الجدار على عملية التحكم في رطين‪##‬ة الج‪##‬دران بأس‪##‬لوب‬
‫تهوي‪#‬ة الج‪#‬دران من األس‪#‬فل‪ ،‬واس‪#‬تخدمت المنهج التجري‪#‬بي‪ ،‬وتوص‪#‬لت‬
‫إلى أن تغير سمك الجدار ما بين ‪ 20‬إلى ‪ 100‬سم له تأثير بس‪##‬يط على‬
‫كف‪##‬اءة أس‪##‬لوب العالج بالتهوي‪##‬ة أس‪##‬فل الج‪##‬دران؛ بحيث إذا ك‪##‬ان س‪##‬مك‬
‫الجدار ‪ 20‬سم فإن نسبة انخفاض الرطوبة في الجدار بأس‪##‬لوب التهوي‪##‬ة‬
‫‪101‬‬
‫تقل بنسبة ‪ ، %30‬بينم‪##‬ا تق‪##‬ل بنس‪##‬بة ‪ % 20.9‬إذا ك‪##‬ان س‪##‬مك الج‪##‬دار‬
‫‪ ، %60‬في حين إذا كان س‪#‬مك الج‪##‬دار ‪ 100‬س‪#‬م ف‪##‬إن نس‪#‬بة الرطوب‪#‬ة‬
‫‪ ،%15.6‬وفيما يتعلق بالتحكم برطين‪##‬ة الج‪##‬دران أش‪##‬ار الب‪##‬احث إلى أن‬
‫تهوي‪##‬ة أس‪##‬فل الج‪##‬دران تعت‪##‬بر من أنس‪##‬ب الوس‪##‬ائل للتحكم في ارتف‪##‬اع‬
‫الرطوبة في الجدران‪.‬‬
‫استعرض )‪ Bahobail (2011‬إضافة مواد مختلفة وتقييم تأثير‬
‫هذه الم‪#‬واد على ق‪##‬درة الطين على توص‪##‬يل الح‪##‬رارة‪ ،‬في دراس‪#‬ته ال‪##‬تي‬
‫هدفت إلى تحسين خص‪##‬ائص البن‪##‬اء ب‪##‬الطين‪ ،‬وتم االعتم‪##‬اد على المنهج‬
‫البح‪##‬ثي التجري‪##‬بي‪ ،‬كم‪##‬ا تم اس‪##‬تخدام أداة قي‪##‬اس خاص‪##‬ة لقي‪##‬اس ق‪##‬درة‬
‫التوصيل الحراري لكل عينة‪ ،‬ومن النتائج التي توصلت لها الدراسة أن‬
‫إض‪##‬افة الرم‪##‬اد يمكن أن تزي‪##‬د من ق‪##‬درة الطين على الع‪##‬زل الح‪##‬راري‪،‬‬
‫وتقلل فقدان أو اكتس‪##‬اب الح‪##‬رارة غ‪##‬ير المرغ‪##‬وب في‪##‬ه‪ ،‬مم‪##‬ا ي‪##‬ؤدي في‬
‫نهاية المطاف إلى تقليل استهالك الطاقة في المباني‪ .‬وتوص‪##‬ي الدراس‪##‬ة‬
‫بإضافة مادة الرماد إلى صنع البناء بالطين لتحس‪##‬ين خصائص‪##‬ه وزي‪##‬ادة‬
‫قدرته على التحمل والعزل الحراري‪.‬‬
‫رك‪#‬ز ‪ Alyousif‬وآخ‪#‬رون (‪ )2012‬على اإلنت‪#‬اج الض‪#‬خم للطين‬
‫ونقل البناء الطيني من كونه عش‪##‬وائًّي ا غ‪##‬ير منتظم إلى هندس‪##‬ي ودقي‪##‬ق‪.‬‬
‫استخدم الباحثون المنهج التجري‪##‬بي في دراس‪##‬تهم؛ إليج‪##‬اد طريق‪##‬ة إنت‪##‬اج‬
‫ثابت‪##‬ة تحاف‪##‬ظ على خص‪##‬ائص معين‪##‬ة للطين‪ ،‬وتنهي االختالف الس‪##‬ابق‬
‫الموجود في طرق اإلنتاج التقليدية‪ .‬بنهاية التجارب العديدة التي أجراها‬
‫الباحثون‪ ،‬توصلوا إلى طريق‪##‬ة اقتص‪##‬ادية إلنت‪##‬اج البن‪##‬اء ب‪##‬الطين‪ ،‬تعتم‪##‬د‬
‫على التجفيف المعملي بشكل أساسي‪ ،‬م‪##‬ع القلي‪##‬ل من التع‪##‬رض لح‪##‬رارة‬
‫الجو‪ ،‬حيث يمكن إنتاج وحدات اللِبن على م‪##‬دار الع‪##‬ام‪ ،‬م‪##‬ع تقلي‪##‬ل وقت‬
‫اإلنت‪##‬اج من ‪ 28‬يوًم ا إلى ‪ 12‬س‪##‬اعة فق‪##‬ط‪ .‬تم تص‪##‬ميم مرحل‪##‬ة اإلنت‪##‬اج‬
‫لتكون سهلة للغاية دون الحاجة إلى معدات أو مهارات خاص‪##‬ة‪ ،‬ومن ثم‬
‫يمكن للعمالة ذات المهارات المنخفضة التعامل مع هذه التقنية‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫ق‪##‬دم ‪ Begum‬وآخ‪##‬رون (‪ )2014‬دلياًل إرش‪##‬ادًّي ا إلنت‪##‬اج البن‪##‬اء‬
‫بالطين المحتوي على اإلس‪##‬منت والمط‪##‬اط الط‪##‬بيعي‪ ،‬في دراس‪##‬ة ه‪##‬دفت‬
‫إلى تحس‪##‬ين ج‪##‬ودة البن‪##‬اء ب‪##‬الطين في المن‪##‬اطق الريفي‪##‬ة في بنغالديش‪.‬‬
‫واعتم‪##‬دت الدراس‪##‬ة على المنهج البح‪##‬ثي التجري‪##‬بي‪ ،‬واس‪ُ##‬تْخ ِدَم ْت أداة‬
‫دراسة التجارب المخبرية لتحديد خصائص الطين‪ .‬عولج البناء ب‪##‬الطين‬
‫في الظ‪##‬ل؛ نظ‪ً##‬ر ا ألن التحل‪##‬ل الم‪##‬ائي عملي‪##‬ة بطيئ‪##‬ة‪ .‬أظه‪##‬رت نت‪##‬ائج‬
‫التجارب أن إضافة اإلسمنت والمط‪##‬اط الط‪##‬بيعي ق‪##‬د أث‪##‬رت إيجاًب ا على‬
‫خص‪##‬ائص الطين‪ ،‬بزي‪##‬ادة قوت‪##‬ه على التحم‪##‬ل وس‪##‬رعة جف‪##‬اف الم‪##‬اء‪.‬‬
‫وتوصي الدراسة بمزي‪#‬د من األبح‪#‬اث لتحس‪#‬ين ج‪#‬ودة الطين وتطويره‪#‬ا‬
‫باستخدام مواد مستدامة وبأسعار معقولة‪.‬‬
‫درس ‪ Rouhi‬و)‪ Hejazirad (2018‬طرق تحسين خصائص‬
‫البناء ب‪##‬الطين باس‪##‬تخدام المنهج الوص‪##‬في التحليلي‪ ،‬في إج‪##‬راء مراجع‪##‬ة‬
‫للدراسات التي هدفت إلى تحسين ديمومة البن‪##‬اء ب‪##‬الطين ومتانت‪##‬ه‪ .‬وج‪##‬د‬
‫الباحث‪##‬ان أن مرحل‪##‬ة تجفي‪##‬ف الطين الخط‪##‬وة الحاس‪##‬مة في إنت‪##‬اج البن‪##‬اء‬
‫بالطين؛ فعندما يبدأ حدوث االنكماش‪##‬ات‪ ،‬ولتقلي‪##‬ل آث‪##‬اره (التش‪##‬قق بش‪##‬كل‬
‫أساسي)؛ يجب اتخاذ احتياطات خاصة‪ ،‬مثل تجنب التجفي‪##‬ف ب‪##‬التعرض‬
‫المباش‪##‬ر للش‪##‬مس (التجفي‪##‬ف البطيء في الظ‪##‬ل يقل‪##‬ل من مع‪##‬دل التبخ‪##‬ر‬
‫والتشقق)‪ ،‬وتجنب الرياح الشديدة (إذ تحدث شقوق شديدة أيًضا في أي‪##‬ام‬
‫العاص‪##‬فة‪ ،‬النكم‪##‬اش الطين بس‪##‬رعة أك‪##‬بر)‪ .‬بع‪##‬د ي‪##‬ومين على األق‪##‬ل من‬
‫التجفيف أفقًّي ا‪ ،‬يجب تك‪##‬ديس البن‪##‬اء ب‪##‬الطين بش‪##‬كل عم‪##‬ودي‪ ،‬أي "ص‪##‬نع‬
‫السالسل"‪ .‬بهذه الطريق‪##‬ة‪ ،‬ي‪##‬ؤدي دوران اله‪##‬واء بين البن‪##‬اء ب‪##‬الطين إلى‬
‫تجفيف أفضل‪ .‬بعد يومين آخرين‪ ،‬يجف الطين تماًما‪ ،‬ثم يكدس ليص‪##‬بح‬
‫جاهًز ا لالستخدام في عملية البناء‪.‬‬
‫ق‪##‬ام ‪ Tun‬وآخ‪##‬رون (‪ )2018‬باختب‪##‬ار بعض خص‪##‬ائص البن‪##‬اء‬
‫ب‪##‬الطين بع‪##‬د خلط‪##‬ه برم‪##‬اد قش‪##‬ر األرز واس‪##‬تخدامه في بن‪##‬اء مس‪##‬اكن‬
‫منخفضة التكلف‪##‬ة‪ .‬اس‪##‬تخدم الب‪##‬احثون المنهج التجري‪##‬بي في دراس‪##‬تهم في‬
‫ميانم‪##‬ار‪ُ .‬أِخ َذ ت عين‪##‬ات الترب‪##‬ة من قري‪##‬ة ‪ Shan Taè Gyi‬وبل‪##‬دة‬
‫‪103‬‬
‫‪ South Dagon‬وبل‪##‬دة ‪ Danyingone‬في مقاطع‪##‬ة ‪.Yangon‬‬
‫تمت أواًل دراسة الخواص الفيزيائية والكيميائي‪##‬ة لعين‪##‬ات الترب‪##‬ة ورم‪##‬اد‬
‫قش‪##‬ر األرز‪ .‬وتص‪##‬نيع البن‪##‬اء ب‪##‬الطين باس‪##‬تخدام عين‪##‬ة الترب‪##‬ة من قري‪##‬ة‬
‫‪ Shan Taè Gyi‬ورم‪##‬اد قش‪##‬ر األرز بنس‪##‬ب رم‪##‬اد ‪ 0‬و‪ 3‬و ‪ 9‬و‬
‫‪ %15‬من الوزن اإلجمالي‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬تضاف كمية الم‪##‬اء بنس‪##‬بة‬
‫‪ 40‬إلى ‪ % 65‬من وزن الترب‪##‬ة الجاف‪##‬ة ووزن القش ‪ 50‬غ للطين في‬
‫عملية االختبار‪ ،‬يتم تجفي‪##‬ف البن‪##‬اء ب‪##‬الطين بطريق‪##‬تين‪ :‬بأش‪##‬عة الش‪##‬مس‪،‬‬
‫واستخدام مجف‪##‬ف عن‪##‬د درج‪##‬ة ح‪##‬رارة ‪ 40‬درج‪##‬ة مئوي‪##‬ة‪ .‬قيس‪##‬ت نت‪##‬ائج‬
‫االختبار بعد شهرين من التجفيف بأشعة الشمس وفًق ا لظ‪#‬روف الطقس‪،‬‬
‫وبعد ‪ 5‬ساعات يومًّي ا لمدة ‪ 25‬يوًما في الف‪##‬رن‪ .‬وبينت النت‪##‬ائج أن ‪%3‬‬
‫من رماد قشر األرز هو المحت‪##‬وى المناس‪##‬ب لق‪##‬وة الض‪##‬غط للطين‪ .‬تبل‪##‬غ‬
‫قيم‪##‬ة مقاوم‪##‬ة االنض‪##‬غاط للطين المجف‪##‬ف بالش‪##‬مس ‪ 32‬ك‪##‬غ ‪ /‬س‪##‬م ‪.2‬‬
‫وانخفض كل من االنكماش الخطي ووزن الوحدة للطين مع زيادة نس‪##‬بة‬
‫محت‪##‬وى الرم‪##‬اد‪ .‬وُأج‪##‬ريت الدراس‪##‬ة اإلض‪##‬افية لص‪##‬نع البن‪##‬اء ب‪##‬الطين‬
‫باستخدام عينات تربة ‪ Shan Taè Gyi‬و‪ Danyingone‬مع خلط‬
‫رماد قشر األرز‪.‬‬
‫هدف )‪ Li Piani (2019‬إلى دراسة خصائص المباني الطيني‪#‬ة‬
‫ومحاكاة قوتها ومتانتها في حالة السكون والحركة‪ .‬اتبع الب‪##‬احث المنهج‬
‫التجريبي في دراس‪##‬ته‪ ،‬ووج‪##‬د أن كمي‪##‬ة الم‪##‬اء المطلوب‪##‬ة لخل‪##‬ط عناص‪##‬ر‬
‫التربة تعتمد على كميتها النسبية والتف‪##‬اعالت الكامن‪##‬ة المتبادل‪##‬ة‪ ،‬خاص‪##‬ة‬
‫في حالة وجود خليط مقوى باأللياف‪ .‬إذ عادة ما يجب زيادة نسبة الم‪##‬اء‬
‫أيًض ا‪ ،‬مع زيادة محتوى األلي‪##‬اف أو الطين‪ .‬من ناحي‪##‬ة أخ‪##‬رى يمكن أن‬
‫تؤدي الزيادة المفرطة في الماء‪ -‬فيما يتعل‪#‬ق بالكمي‪#‬ة الض‪#‬رورية للغاي‪#‬ة‬
‫من أجل الحصول على قابلية تشغيل مقبولة للخليط‪ -‬إلى المساس ب‪##‬وزن‬
‫الوحدة وقوة العينة‪ .‬في الواقع‪ ،‬يمثل المحت‪##‬وى الرطي‪##‬ني الع‪##‬الي خط‪ً##‬ر ا‬
‫ب‪##‬ارًز ا على ق‪##‬وة هياك‪##‬ل البن‪##‬اء ب‪##‬الطين ومتانته‪##‬ا خالل دورة حياته‪##‬ا‬

‫‪104‬‬
‫بتمامها‪ ،‬ويبدو أن الحفاظ على األداء الميكانيكي لـلطين محك‪##‬وم بش‪##‬كل‬
‫أساسي بالقدرة على الحفاظ على الهياكل جافة (‪.)Li Piani, 2019‬‬
‫أج‪##‬رى ‪ Li Piani‬وآخ‪##‬رون (‪ )2020‬دراس‪##‬ة تجريبي‪##‬ة ورقمي‪##‬ة‬
‫لألداء الم‪##‬ادي للطين التقلي‪##‬دي في نط‪##‬اق واس‪##‬ع من مع‪##‬دالت اإلجه‪##‬اد‪.‬‬
‫استخدم الباحثون المنهج التجريبي‪ ،‬وك‪##‬ان اله‪##‬دف من التج‪##‬ارب معرف‪##‬ة‬
‫ت‪##‬أثير إض‪##‬افة األلي‪##‬اف ومحت‪##‬وى الم‪##‬اء في خلي‪##‬ط الترب‪##‬ة على خ‪##‬واص‬
‫المواد لكل مع‪#‬دل إجه‪#‬اد كمًّي ا وتقييم‪#‬ه‪ .‬تمت محاك‪#‬اة مع‪#‬دالت اإلجه‪#‬اد‬
‫العالي‪##‬ة على الم‪##‬ادة باس‪##‬تخدام اختب‪##‬ارات ش‪##‬ريط هوبكنس‪##‬ون‪ .‬كش‪##‬فت‬
‫االختبارات أن قوة البناء بالطين زادت بش‪##‬كل أك‪##‬بر في الطين المجف‪##‬ف‬
‫بالهواء تماًم ا‪ ،‬وفي الخالئط التي ال تحتوي على ألياف‪ ،‬وفسر الباحثون‬
‫ذلك بأن الماء يؤدي إلى ظاهرة لزجة بين الخطوط الشعرية في الطين‪،‬‬
‫تق‪##‬وي الرواب‪##‬ط بين الجس‪##‬يمات في المص‪##‬فوفة بم‪##‬ا يتناس‪##‬ب م‪##‬ع مع‪##‬دل‬
‫التحميل‪.‬‬
‫ق‪##‬دم ‪ Liétar‬واخ‪##‬رون (‪ )2020‬نظ‪##‬رة ش‪##‬املة عن واق‪##‬ع بن‪##‬اء‬
‫المب‪##‬اني في م‪##‬ايوت ال‪##‬تي تس‪##‬تخدم الطين المخل‪##‬وط بم‪##‬واد داعم‪##‬ة مث‪##‬ل‬
‫الحص‪##‬ى والرم‪##‬ل واأللي‪##‬اف النباتي‪##‬ة‪ ،‬وذل‪##‬ك لتحس‪##‬ين خص‪##‬ائص الطين‬
‫وجعله أك‪##‬ثر متان‪##‬ة ومقاوم‪##‬ة للتش‪##‬ققات والتآك‪##‬ل ‪ ،‬ويس‪##‬لط الض‪##‬وء على‬
‫أهمية وفعالية تقنيات البناء بالتربة المحلية‪ ،‬ويبرز الجوانب االقتص‪##‬ادية‬
‫والبيئي‪##‬ة والثقافي‪##‬ة له‪##‬ذه الطريق‪##‬ة‪ .‬كم‪##‬ا ي‪##‬برز الجه‪##‬ود المبذول‪##‬ة لتط‪##‬وير‬
‫وتعزيز هذه التقني‪##‬ات ويق‪##‬دم نم‪##‬اذج عملي‪##‬ة ح‪##‬ول كيفي‪##‬ة حماي‪##‬ة المب‪##‬اني‬
‫الطينية من األمطار والعوامل البيئية األخ‪##‬رى‪ .‬ويش‪##‬ير الب‪##‬احث إلى أن‪##‬ه‬
‫يمكن تحقيق ذلك من خالل استخدام تقنيات مثل تركيب األسطح المائل‪##‬ة‬
‫والتهوية الجيدة والتصميم الجي‪#‬د للنواف‪##‬ذ واألب‪#‬واب‪ ،‬وذل‪##‬ك لتقلي‪#‬ل ت‪#‬أثير‬
‫األمط‪##‬ار والرطوب‪##‬ة على المب‪##‬اني الطيني‪##‬ة‪ .‬كم‪##‬ا يش‪##‬ير إلى أن‪##‬ه يمكن‬
‫اس‪##‬تخدام م‪##‬واد مث‪##‬ل الجص والطالء الخ‪##‬اص ب‪##‬الطين لتحس‪##‬ين مقاوم‪##‬ة‬
‫المباني الطينية للعوامل البيئية‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫درس ‪ Babé‬وآخ‪##‬رون (‪ )2020‬ت‪##‬أثير إض‪##‬افة ألي‪##‬اف ال‪##‬دخن‬
‫األحمر إلى البناء بالطين الخاص بمنطق‪##‬ة ‪ Sudano-Sahelian‬في‬
‫الك‪##‬اميرون‪ .‬واس ‪ُ#‬تْخ ِدم المنهج التجري‪##‬بي في الدراس‪##‬ة‪ ،‬بتحض‪##‬ير البن‪##‬اء‬
‫بالطين وإنتاجه باستخدام تربة طينية جافة مس‪##‬حوقة‪ ،‬إلى جزيئ‪##‬ات يبل‪##‬غ‬
‫حجمه‪##‬ا بح‪ٍ##‬د أقص‪##‬ى ‪ 5‬مم‪ .‬تمت ص‪##‬ياغة خمس تركيب‪##‬ات من م‪##‬زيج‬
‫مسحوق جاف من المواد الخ‪##‬ام م‪##‬ع ‪ 3 ،2 ،1 ،0‬و‪ %4‬من محت‪##‬وى‬
‫نفايات الدخن‪ .‬ووضع الخليط (تربة ‪ +‬ألياف) في قالب موشوري ‪× 4‬‬
‫‪ 16 × 4‬سم‪ 3‬و‪ 3 × 10 × 10‬سم‪ 3‬على ثالث طبقات‪ُ ،‬تْض َغ ط كل‬
‫طبقة ي‪##‬دوًّي ا‪ ،‬ثم تض‪##‬اف طبق‪##‬ة أخ‪##‬رى ت‪##‬دريجًّي ا ح‪##‬تى يمتلئ الق‪##‬الب بع‪##‬د‬
‫الطبقة الثالث‪#‬ة‪ُ .‬تحف‪#‬ظ العين‪#‬ات في الظ‪#‬ل (‪ 5 ± 22‬درج‪#‬ة مئوي‪#‬ة) في‬
‫الهواء المحيط لمدة ‪ 24‬ساعة مع رطينة ‪ %60‬قبل إزالة القوالب حتى‬
‫تجف‪ُ .‬تترك العينات أواًل في الظل لمدة ‪ 21‬يوًما على األق‪##‬ل للحص‪##‬ول‬
‫على عينات بدون أي تشققات‪ .‬أظهرت القياسات التجريبي‪##‬ة للخص‪##‬ائص‬
‫الميكانيكية والحرارية أن ألياف الدخن يمكن أن تس‪##‬اهم في تحس‪##‬ين ق‪##‬وة‬
‫االنض‪###‬غاط والتوص‪###‬يل الح‪###‬راري بنس‪###‬بة ‪ 38‬و‪ % 23‬المقابل‪###‬ة على‬
‫التوالي إلدراج ‪ 2‬و‪ % 4‬من ألياف الدخن‪.‬‬
‫ه‪##‬دف ‪ Obianyo‬وآخ‪##‬رون (‪ )2020‬إلى دراس‪##‬ة ت‪##‬أثير إض‪##‬افة‬
‫الكلس المطفأ ورماد العظام المم‪##‬زوج بترب‪##‬ة الالت‪##‬ريت على خص‪##‬ائص‬
‫البناء بالطين‪ .‬استخدم الباحثون المنهج التجري‪##‬بي‪ ،‬بخل‪##‬ط نس‪##‬ب مختلف‪##‬ة‬
‫من الجير ورماد العظام بالتربة إلنتاج البناء بالطين‪ ،‬مع طرق التجفيف‬
‫المختلف‪##‬ة‪ ،‬ك‪##‬التجفيف في الغرف‪##‬ة‪ ،‬والتجفي‪##‬ف بالش‪##‬مس‪ ،‬والتجفي‪##‬ف في‬
‫الفرن‪ .‬أشارت نت‪##‬ائج االختب‪##‬ار إلى أن الطين المع‪##‬الج ببطء عن‪##‬د درج‪##‬ة‬
‫حرارة الغرفة أعطى أعلى مقاومة انضغاط‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬فإن خلط‬
‫الترب‪#‬ة م‪#‬ع ‪ %9‬من الج‪#‬ير المطف‪#‬أ و‪ %5‬من رم‪#‬اد العظ‪#‬ام زاد بش‪#‬كل‬
‫كبير من قوة الضغط للطين‪.‬‬
‫ه‪###‬دفت دراس‪###‬ة ‪ Ige‬و)‪ Danso (2022‬إلى التع‪###‬رف على‬
‫خصائص البناء بالطين المثبت باس‪##‬تخدام مخلف‪##‬ات قش‪##‬ر األرز والكلس‪.‬‬
‫‪106‬‬
‫استخدم الباحثان المنهج التجريبي بتحضير البناء بالطين بحجم ‪× 140‬‬
‫‪ 100 × 100‬مم‪ 3‬مع إضافة ‪ %1 - %0.25‬نفايات قشر األرز‪ ،‬و‬
‫‪ %10‬كلس إلجراء تقييم ش‪##‬امل للم‪##‬ادة المركب‪##‬ة‪ .‬بمقارن‪##‬ة نت‪##‬ائج البن‪##‬اء‬
‫بالطين التقليدي والبناء بالطين باإلضافات‪ ،‬سجلت الدراسة تحسًن ا بنسبة‬
‫‪ %62‬و‪ %95‬على التوالي لكل من ق‪#‬وة الض‪#‬غط وق‪#‬وة الش‪#‬د بع‪#‬د ‪28‬‬
‫يوًما من تجفيف الطين الناتج‪ ،‬كما وجد أن معام‪##‬ل االمتص‪##‬اص أفض‪##‬ل‬
‫بنسبة تتراوح بين ‪ %13‬و‪ %60‬من البناء بالطين التقليدي‪.‬‬
‫ك‪##‬انت دراس‪##‬ة ‪ El-Emam‬و)‪ Al-Tamimi (2022‬الخط‪##‬وة‬
‫األولى إلنت‪##‬اج كت‪##‬ل أرض‪##‬ية عالي‪##‬ة األداء باس‪##‬تخدام الم‪##‬واد الطبيعي‪##‬ة‬
‫المتوفرة محلًّي ا في دولة اإلمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون‬
‫الخليجي‪ .‬وق‪##‬د اس‪##‬تهدفت دراس‪##‬ة خص‪##‬ائص ق‪##‬وة وتش‪##‬وه كت‪##‬ل الطين‬
‫المع‪##‬ززة ب‪##‬أنواع مختلف‪##‬ة من األلي‪##‬اف‪ ،‬واعتم‪##‬دت الدراس‪##‬ة على المنهج‬
‫البح‪###‬ثي التجري‪###‬بي‪ ،‬وتوص‪###‬لت إلى أن اس‪###‬تخدام األلي‪###‬اف الطبيعي‪###‬ة‬
‫واالص‪##‬طناعية يمكن أن يحس‪##‬ن من ق‪##‬وة كت‪##‬ل الطين وص‪##‬البتها‪ ،‬األم‪##‬ر‬
‫الذي يجعلها مادة بناء مستدامة وفعال‪##‬ة من حيث التكلف‪##‬ة‪ .‬وبينت النت‪##‬ائج‬
‫أن النطاق األمثل لمحت‪##‬وى األلي‪##‬اف ه‪##‬و ‪ %0.7‬إلى ‪ ،%0.8‬وه‪##‬و م‪##‬ا‬
‫يوِّف ر أقصى قوة ضغط وأقصى صالبة‪ .‬إضافة إلى ذل‪##‬ك‪ ،‬ف‪##‬إن األلي‪##‬اف‬
‫ذات اللون األسود واألكثر صالبة تكون أكثر فاعلية في تحسين صالبة‬
‫الكتلة‪ ،‬بينما تكون األلياف البيضاء أكثر فاعلية إلى ح‪##‬د م‪##‬ا في تحس‪##‬ين‬
‫قوة االنضغاط‪.‬‬
‫عمل ‪ Mustafa‬وآخرون (‪ )2023‬على دراسة خصائص التربة‬
‫في منطقة نجد بالمملك‪#‬ة العربي‪#‬ة الس‪#‬عودية إلنت‪#‬اج البن‪#‬اء ب‪#‬الطين كح‪##‬ل‬
‫محتمل‪ ،‬يستبدل بمواد البناء التقليدية الحالي‪##‬ة‪ .‬اس‪##‬تخدم الب‪##‬احثون المنهج‬
‫التجريبي في دراستهم‪ ،‬إذ ُجِمعت أربع‪##‬ة أن‪##‬واع مختلف‪##‬ة من األترب‪##‬ة من‬
‫منطقة نج‪##‬د‪ ،‬وُمِّي زت لمعرف‪##‬ة خصائص‪##‬ها الفيزيائي‪##‬ة والكيميائي‪##‬ة‪ُ .‬ثبتت‬
‫التربة باستخدام جرعات مختلفة من اإلسمنت أو الجير المطفأ (مختلطة‬
‫بنس‪#######‬ب ‪ %0‬و‪ %2.5‬و‪ %5‬و‪ %7.5‬و‪ %10‬و‪ %12.5‬و‪%15‬‬
‫‪107‬‬
‫بالوزن الجاف للتربة)‪ ،‬ثم ُقِّي َم ْت من حيث المتانة وقوة الضغط‪ .‬أشارت‬
‫النتائج إلى تفوق اإلسمنت في التث‪##‬بيت في تط‪##‬وير خالئ‪##‬ط قوي‪##‬ة ومتين‪##‬ة‬
‫للتربة‪ ،‬يمكن استخدامها كمواد بناء‪ .‬وبمقارنة النتائج بالمعايير المتاحة‪،‬‬
‫أثبتت قوة ومتانة الترب‪#‬ة إمك‪#‬ان اس‪#‬تخدام الترب‪#‬ة المخت‪#‬ارة كم‪#‬واد بن‪#‬اء‪.‬‬
‫أخ‪##‬يًر ا‪ُ ،‬ط ِّو ر العدي‪##‬د من االرتباط‪##‬ات من خالل التحلي‪##‬ل اإلحص‪##‬ائي‬
‫لمعالج‪##‬ة الخ‪##‬واص الميكانيكي‪##‬ة للترب‪##‬ة المس‪##‬تقرة‪ ،‬بم‪##‬ا في ذل‪##‬ك ُمعام‪##‬ل‬
‫المرونة والكثافة ومحتوى المثبت‪ .‬يمكن أن تتنبأ مث‪#‬ل ه‪##‬ذه االرتباط‪#‬ات‬
‫بالخص‪##‬ائص الميكانيكي‪##‬ة للترب‪##‬ة المس‪##‬تقرة‪ ،‬ومن ثم تس‪##‬اعد في تحلي‪##‬ل‬
‫سلوك الطين‪.‬‬
‫‪ .2-10-3‬تحليل الدراسات السابقة‪:‬‬
‫تش‪##‬ير الدراس‪##‬ات الس‪##‬ابقة إلى األهمي‪##‬ة التاريخي‪##‬ة والثقافي‪##‬ة للطين كم‪##‬ادة‬
‫بناء‪ ،‬حيث أن له جذوًر ا عميقًة في التاريخ البشري والحضارات المتعددة كما‬
‫ُذ كر في دراسات مثل (‪ )Gernot, 2006‬هذه المادة لم ُتس‪##‬تخدم فق‪##‬ط لبن‪##‬اء‬
‫المساكن والمعاب‪#‬د؛ ب‪#‬ل ك‪#‬انت تعب‪#‬يًر ا عن الثقاف‪##‬ة والتط‪#‬ور التكنول‪##‬وجي‪ .‬كم‪#‬ا‬
‫أظهرت دراسة نافع وآخرون (‪ )2021‬عن مدينة غ‪##‬ات الليبي‪##‬ة كيفي‪##‬ة إس‪##‬هام‬
‫تحسين البناء بالطين في حماية التراث المعماري والتقاليد البنائية‪.‬‬
‫وتؤكد هذه الدراسات على أهمي‪##‬ة الطين كم‪##‬ادة مس‪##‬تدامة ومالئم‪##‬ة بيئًي ا؛‬
‫لكنها أيًض ا تش‪#‬ير إلى حاجت‪#‬ه للتحس‪#‬ين لمواجه‪#‬ة التح‪##‬ديات الحديث‪#‬ة‪ .‬توض‪##‬ح‬
‫الدراسات أن البناء بالطين يحتاج إلى حماية وتحس‪##‬ين س‪##‬طحي لزي‪##‬ادة متانت‪##‬ه‬
‫ومقاومته للرطينة‪ ،‬وُتبين الحاجة الماس‪#‬ة لتط‪##‬وير البن‪##‬اء ب‪##‬الطين ليك‪##‬ون أك‪##‬ثر‬
‫مقاوم‪##‬ة للعوام‪##‬ل البيئي‪##‬ة والمائي‪##‬ة‪ ،‬وتحدي‪##‬د أنس‪##‬ب اإلض‪##‬افات والمعالج‪##‬ات‬
‫السطحية له‪.‬‬
‫فقد تناولت دراسة قنبر وآخرون (‪ )2016‬استخدام الطين في بناء المدن‬
‫الصحراوية‪ ،‬وأشارت إلى أن الطين كم‪##‬ادة تش‪##‬ييد يحت‪##‬اج إلى تحس‪##‬ين لزي‪##‬ادة‬

‫‪108‬‬
‫مقاومته للعوامل الجوية‪ .‬كما أبرزت الدراسة ضرورة إضافة محسنات خالل‬
‫مرحلة التصنيع لزيادة التماسك وتقليل التشققات‪.‬‬
‫كما أظهرت دراسة أبو الحسن (‪ )2022‬أن البناء بالطين يتطلب تقنيات‬
‫ترميم محددة بسبب طبيعته الهشة وسرعته في الت‪##‬أثر بالعوام‪##‬ل البيئي‪##‬ة‪ .‬ل‪##‬ذلك‬
‫س‪##‬لطت ه‪##‬ذه الدراس‪##‬ة الض‪##‬وء على الحاج‪##‬ة لتط‪##‬وير البن‪##‬اء ب‪##‬الطين؛ لتحقي‪##‬ق‬
‫مقاومة أفضل للعوام‪#‬ل الجوي‪#‬ة والمائي‪#‬ة‪ .‬دراس‪#‬ة (‪ُ )Torres, 2010‬تش‪#‬ير‬
‫أيًض ا إلى أهمية فهم كيفية تأثير سمك الجدران على الرطوبة‪ ،‬وُت برز الحاج‪##‬ة‬
‫لتقنيات حديثة تعزز مقاوم‪#‬ة البن‪#‬اء ب‪#‬الطين للرطين‪#‬ة‪ ،‬وه‪#‬ذا م‪#‬ا أكدت‪#‬ه دراس‪#‬ة‬
‫رحمة وأدم (‪ )2021‬التي تشير إلى أهمية طبقة اللياس‪##‬ة في حماي‪##‬ة الج‪##‬دران‬
‫الطينية من التلف بسبب الرياح واألمطار واألمالح‪ .‬فيم‪##‬ا دراس‪##‬ات مث‪##‬ل تل‪##‬ك‬
‫ال‪#‬تي أجراه‪#‬ا ش‪#‬يبان والس‪#‬قاف (‪ )2019‬وأب‪#‬و الحس‪#‬ن (‪ )2022‬تق‪#‬دم نظ‪#‬رة‬
‫شاملة على كيفية استخدام التقنيات القديمة والحديث‪##‬ة لتحس‪##‬ين وت‪##‬رميم المب‪##‬اني‬
‫الطينية‪.‬‬
‫اتفقت الدراسات الس‪##‬ابقة أيًض ا على أهمي‪##‬ة الم‪##‬واد المض‪##‬افة إلى عجين‪##‬ة‬
‫البن‪##‬اء ب‪##‬الطين‪ ،‬فق‪##‬د أش‪##‬ار ‪ Ukwizagira‬و)‪ Mbereyaho (2023‬إلى‬
‫دور األلي‪###‬اف المض‪###‬افة إلى عجين‪###‬ة البن‪###‬اء ب‪###‬الطين في مرحل‪###‬ة التجفي‪###‬ف‬
‫وامتصاص الماء الموجود فيه‪ ،‬كما بَّين ‪ Tun‬وآخ‪##‬رون (‪ )2018‬أن إض‪##‬افة‬
‫‪ % 3‬من مخلفات قشور األرز إلى البناء بالطين تسهم في زيادة مقاوم‪##‬ة ق‪##‬وة‬
‫االنضغاط‪ ،‬ووجد ‪ Babé‬وآخرون (‪ )2020‬أن إضافة ألي‪##‬اف ال‪##‬دخن تعم‪##‬ل‬
‫على تحسين الخصائص الميكانيكية الحرارية ومتانة البناء ب‪##‬الطين‪ .‬بالمقاب‪##‬ل‪،‬‬
‫وجد ‪ Alyousif‬وآخرون (‪ )2012‬أن تحويل إنتاج البناء بالطين في مرحلة‬
‫التجفيف من االعتماد على التجفي‪##‬ف اله‪##‬وائي إلى التجفي‪##‬ف في الف‪##‬رن يخفض‬
‫زمن التجفيف من ‪ 28‬يوًما إلى ‪ 24‬ساعة‪ ،‬وهو م‪##‬ا ق‪##‬د يش‪##‬كل نقط‪##‬ة انطالق‬
‫مهمة إلنتاج البناء بالطين بشكل اقتصادي يلبي احتياجات السوق‪.‬‬
‫من خالل هذا الع‪#‬رض والتحلي‪#‬ل الش‪#‬امل للدراس‪#‬ات الس‪#‬ابقة‪ ،‬يتض‪##‬ح أن‬
‫هناك حاجة ملحة لتحسين خصائص البناء بالطين‪ ،‬خاصًة فيما يتعلق بتماسكه‬
‫‪109‬‬
‫ومقاومت‪##‬ه للعوام‪##‬ل الجوي‪##‬ة والمائي‪##‬ة‪ .‬وُتعطي ه‪##‬ذه الدراس‪##‬ات أساًس ا لتط‪##‬وير‬
‫تقنيات جديدة وإضافات مبتكرة يمكن دمجها في عملية تص‪##‬نيع البن‪##‬اء ب‪##‬الطين‬
‫لتحقيق استدامة أكبر ومتانة محسنة‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬تصميم الدراسة وأدواتها‬

‫‪ .3-1‬المقدمة‪92....................................................................... :‬‬

‫‪ .3-2‬مجتمع الدراسة‪92............................................................... :‬‬

‫‪ .3-3‬عينة الدراسة‪92.................................................................. :‬‬

‫‪ .3-4‬متغيرات الدراسة‪92.............................................................. :‬‬

‫‪ .3-5‬إجراءات الدراسة‪92............................................................. :‬‬

‫‪.3-6‬خطوات االختبارات المعملية‪..............................‬‬


‫‪..……………98‬‬

‫‪111‬‬
‫‪ .3-1‬المقدمة‪:‬‬
‫بحثت ه‪##‬ذه الدراس‪##‬ة بالوص‪##‬ف في أث‪##‬ر البيئ‪##‬ة ودوره‪##‬ا في م‪##‬واد البن‪##‬اء‬
‫التقليدية وتحديد التحديات التي تواجه المباني الطينية أمام التغيرات البيئية في‬
‫المملكة العربي‪#‬ة الس‪#‬عودية وتعرض‪#‬ت الدراس‪#‬ة بالتحلي‪#‬ل الى تص‪#‬ميم المب‪#‬اني‬
‫الطينية وأساليب بنائها‪ ،‬ثم وضع نم‪#‬وذج لتحس‪#‬ين خص‪#‬ائص المب‪#‬اني الطيني‪#‬ة‬
‫لمقاومة العوامل البيئية في السعودية‪.‬‬
‫‪ .3-2‬مجتمع الدراسة‪:‬‬
‫اشتمل مجتمع الدراس‪##‬ة المب‪##‬اني الطيني‪##‬ة‪ ،‬ال‪##‬تي تحت‪##‬وي مب‪##‬اني تاريخي‪##‬ة‪،‬‬
‫واسُت خدم البناء بالطين في بنائها‪.‬‬
‫‪ .3-3‬عينة الدراسة‪:‬‬
‫البناء بالطين التقليدي المستخدم في بناء الدرعية التاريخية‪.‬‬
‫‪ .3-4‬متغيرات الدراسة‪:‬‬
‫المتغير التابع‪ :‬قوة جودة ومتانة البناء بالطين‪ ،‬ومقاومته للعوامل البيئية‪.‬‬
‫المتغير المستقل‪ :‬إضافات تقوية صناعية‪.‬‬
‫المتغير الدخيل‪ :‬خواص البناء بالطين‪.‬‬
‫المجموعة الض‪##‬ابطة أو المعياري‪#‬ة‪ :‬مجموع‪#‬ة متجانس‪#‬ة من الخص‪##‬ائص‪،‬‬
‫ُيستوثق من تجانسها قبل إجراء التجارب‪ ،‬وهي كمية من البناء ب‪#‬الطين المنتج‬
‫وفق الخطوات‪ ،‬والمراحل التقليدية المتبعة والمتوارثة عبر األجيال‪.‬‬
‫المجموعة التجريبية‪ :‬وهي التي ُيطَّبق المتغ‪##‬ير المس‪##‬تقل عليه‪##‬ا‪ ،‬وُيحجب‬
‫عن المجموعة الضابطة‪.‬‬
‫‪ .3-5‬إجراءات الدراسة‪:‬‬

‫‪112‬‬
‫انقس‪#‬مت إج‪#‬راءات البحث في ه‪#‬ذه الدراس‪#‬ة إلى ج‪#‬زئين رئيَس ين؛ هم‪#‬ا‪:‬‬
‫البحث النظري‪ ،‬والبحث التجريبي‪.‬‬
‫الجزء األول‪ :‬البحث النظري‪:‬‬
‫هدفت الدراسة النظرية إلى تحسين خصائص المباني الطينية‪ ،‬والحد من‬
‫اآلث‪##‬ار البيئي‪##‬ة المحتمل‪##‬ة‪ ،‬وذل‪##‬ك باتب‪##‬اع م‪##‬زيج من المنهج الوص‪##‬في التحليلي‬
‫والمنهج التجري‪###‬بي‪ ،‬حيث تم إج‪###‬راء مراجع‪###‬ة ش‪###‬املة لألدبي‪###‬ات العلمي‪###‬ة‬
‫والدراس‪##‬ات الس‪##‬ابقة المتعلق‪##‬ة بتحس‪##‬ين خص‪##‬ائص الم‪##‬واد البنائي‪##‬ة الطيني‪##‬ة‬
‫وتأثيرات العوامل البيئية عليها‪ ،‬بمراجعة الكتب والدراسات الموثوقة‪ ،‬ثم اُتِبع‬
‫األسلوب التحليلي للمعلومات الموصوفة في هذه الدراسات‪.‬‬
‫استعرضت الدراسة النظرية أيض‪##‬ا الظ‪##‬روف المثالي‪##‬ة للبن‪##‬اء ب‪##‬الطين في‬
‫المملك‪##‬ة العربي‪##‬ة الس‪##‬عودية وفحص العوائ‪##‬ق التنظيمي‪##‬ة واللوجس‪##‬تية ال‪##‬تي ق‪##‬د‬
‫تح‪##‬ول دون اس‪##‬تخدامه‪ .‬تض‪##‬من البحث التحلي‪##‬ل الجغ‪##‬رافي والمن‪##‬اخي لمعرف‪##‬ة‬
‫مالءمة الطين ودراسة جوانب‪##‬ه االقتص‪##‬ادية مث‪##‬ل تك‪##‬اليف الم‪##‬واد والنق‪##‬ل‪ .‬كم‪##‬ا‬
‫ق‪##‬ارن البحث التك‪##‬اليف التش‪##‬غيلية واألداء البي‪##‬ئي للبن‪##‬اء ب‪##‬الطين م‪##‬ع البن‪##‬اء‬
‫بالخرسانة المسلحة‪ ،‬م‪##‬ع الترك‪##‬يز على األث‪##‬ر البي‪##‬ئي وكف‪##‬اءة اس‪##‬تخدام الطاق‪##‬ة‬
‫للبناء بالطين‪.‬‬
‫الجزء الثاني‪ :‬البحث التجريبي‪:‬‬
‫اعتمد بشكل أساسي على توظيف المنهج التجري‪##‬بي في العم‪##‬ل‪ ،‬متض ‪#‬مًن ا‬
‫بدوره مجموعة من المراحل موضحة في الشكل (‪ .)1‬هي‪:‬‬
‫جمع البيانات الخاصة بخصائص التربة المحلية‪.‬‬
‫ب‪##‬دأت ه‪##‬ذه المرحل‪##‬ة باختي‪##‬ار عين‪##‬ات من الترب‪##‬ة بقطعه‪##‬ا من األم‪##‬اكن‬
‫المتعارف على جودتها‪ ،‬مع تجنب قطع التربة من السطح لوجود نس‪##‬بة عالي‪##‬ة‬
‫من األمالح بها (نأخ‪##‬ذ المقط‪##‬ع على عم‪##‬ق ‪30- 40‬س‪##‬م من س‪##‬طح األرض)‬
‫وكان القطع طولًّي ا للحصول على تربة متجانسة نسبًّي ا‪.‬‬
‫‪113‬‬
‫حدد حجم حبيبات التربة ونسب مكوناتها مخبرًّي ا‪.‬‬
‫اختبار حدود أتربيرغ (‪ )Atterberg limits tests‬لتحدي‪##‬د الس‪##‬يولة‬
‫واللدونة‪.‬‬
‫التحليل الكيميائي‪ ،‬لتحديد كميات األمالح الذائبة وأنواعها‪ ،‬ودرجة األس‬
‫الهيدروجيني ‪ ،pH‬والكربونات‪ ،‬والمواد العضوية‪.‬‬
‫تحديد المكونات المعدنية ونسبها باستعمال حيود األشعة السينية (‪x-ray‬‬
‫‪.)diffraction‬‬
‫تحدي‪###‬د ش‪###‬كل المس‪###‬ام والحبيب‪###‬ات وحجمه‪###‬ا وتوزيعه‪###‬ا‪ ،‬باس‪###‬تخدام‬
‫الميكروسكوب المقطعي اإللكتروني (‪.)SEM‬‬
‫تحديد مجموعة من إضافات التقوية الصناعية‪:‬‬
‫لمعرفة تأثيراتها على الجودة والكفاءة‪ ،‬بالتحليل اإلحصائي للعالقات بين‬
‫كل نمط من أنماط العجينة‪.‬‬
‫الجدول (‪ .)1‬بعض اإلضافات المستخدمة في إنتاج البناء بالطين‪.‬‬
‫سبب االختيار‬ ‫اإلضافة‬ ‫ن‪###‬وع‬
‫اإلضافة‬
‫يس‪##‬تخدم اإلس‪##‬منت لتحس‪##‬ين ق‪##‬وة‬ ‫اإلس‪#################‬منت‬ ‫الم‪##‬وا‬
‫د المض‪##‬افة البورتالن‪###‬دي الع‪###‬ادي ( الض‪##‬غط الج‪##‬اف وال‪##‬رطب‪ ،‬كم‪##‬ا يمنح‬
‫اإلسمنت الطين اللبن مقاومة األمط‪##‬ار‬ ‫الصناعية ‪Ordinary‬‬
‫‪ Portland cement‬والتآك‪##‬ل (‪Ibrahim, S., et al,‬‬
‫)‪.(2020‬‬ ‫)‪))(OPC‬‬
‫والجير الهيدروليكي له ع‪##‬دد من‬ ‫الجير الهي‪##‬دروليكي‬
‫المزايا‪ .‬وأهمها قدرت‪##‬ه على المعالج‪##‬ة‬ ‫‪Hydraulic lime‬‬
‫والتص‪##‬لب عن‪##‬د البل‪##‬ل‪ ،‬كم‪##‬ا أن‪##‬ه أق‪##‬ل‬
‫‪114‬‬
‫كثاف‪##‬ة ومس‪##‬امي للغاي‪##‬ة‪ ،‬مم‪##‬ا يس‪##‬مح‬
‫للمب‪#####‬اني "ب‪#####‬التنفس"‪ ،‬وال يحتف‪#####‬ظ‬
‫بالرطوب‪##‬ة في الطين‪ .‬كم‪##‬ا أن الج‪##‬ير‬
‫الهي‪####‬دروليكي ل‪####‬ه معام‪####‬ل مرون‪####‬ة‬
‫منخفض‪ ،‬مم‪####‬ا ي‪####‬ؤدي إلى ح‪####‬دوث‬
‫تشققات أقل بسبب التمدد واالنكم‪##‬اش‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يتم استخدام الجير‬
‫الهي‪##‬دروليكي لتوف‪##‬ير مجموع‪##‬ة أولي‪##‬ة‬
‫أس‪#####‬رع من الج‪#####‬ير المطف‪#####‬أ (‪La‬‬
‫‪.)Noce, M., et al., 2021‬‬
‫والجير المطفأ يجعل الطين أكثر‬ ‫الج‪######‬ير المطف‪######‬أ‬
‫تماسكًا وصالبة‪ .‬باإلض‪##‬افة إلى ذل‪##‬ك‪،‬‬ ‫‪Hydrated lime‬‬
‫يمتل‪###‬ك الج‪###‬ير المطف‪###‬أ الق‪###‬درة على‬
‫امتص‪##‬اص ث‪##‬اني أكس‪##‬يد الكرب‪##‬ون من‬
‫الهواء ت‪##‬دريجيًا ليتح‪##‬ول إلى كالس‪##‬يوم‬
‫الكربون‪###‬ات (‪ )CaCO3‬أو الحج‪###‬ر‬
‫الجيري (‪.)Fathy H., 1973‬‬
‫يع‪###‬د الجبس أح‪###‬د أك‪###‬ثر الم‪###‬واد‬ ‫الجبس ‪Gypsum‬‬
‫المعدني‪##‬ة المس‪##‬تخدمة ش‪##‬يوًعا‪ ،‬وال‪##‬تي‬
‫يمكن العث‪####‬ور عليه‪####‬ا في البيئ‪####‬ات‬
‫الرس‪###‬وبية‪ .‬الجبس النقي ه‪###‬و مع‪###‬دن‬
‫أبيض إلى ش‪######‬فاف‪ ،‬ومص‪######‬طلحه‬
‫الكيمي‪##‬ائي ه‪##‬و "كبريت‪##‬ات الكالس‪##‬يوم‬
‫المجفف‪#############‬ة" ‪CaSO4•2H2O‬‬
‫‪(Cornelis Klein, C., et al.,‬‬
‫)‪ 1985‬وعن‪##‬د تس‪##‬خين الجبس فإن‪##‬ه‬
‫‪115‬‬
‫يفق‪##‬د ح‪##‬والي ‪ %0.75‬ويتح‪##‬ول إلى‬
‫نص‪##########‬ف هي‪##########‬درات الجبس (‬
‫‪ .)CaSO4•½H2O‬يعت‪##‬بر الجبس‬
‫نصف الهيدرات معدًن ا ناعًم ا‪ ،‬ويمكن‬
‫طحن‪###‬ه بس‪###‬هولة إلى مس‪###‬حوق يمكن‬
‫استخدامه في تشييد المباني‪.‬‬
‫لجع‪##‬ل الترب‪##‬ة مقاوم‪##‬ة للم‪##‬اء‪ ،‬يتم‬ ‫الصابون ‪Soap‬‬
‫خل‪#‬ط الص‪#‬ابون م‪#‬ع الترب‪#‬ة أو تطبيق‪#‬ه‬
‫كطبق‪###‬ة نهائي‪###‬ة للس‪###‬طح‪ .‬يقل‪###‬ل من‬
‫حساسيته للماء بحوالي ‪ .%25‬بش‪##‬كل‬
‫عام‪ ،‬يتم إضافة كمي‪##‬ات ص‪##‬غيرة ج ‪ً#‬د ا‬
‫من الص‪########‬ابون (‪ 0.1‬أو ‪)%0.2‬؛‬
‫وألن‪##‬ه يتم غس‪##‬له بالم‪##‬اء‪ ،‬فإن‪##‬ه يحت‪##‬اج‬
‫إلى إعادة تطبيق دوري إذا تم تطبيق‪##‬ه‬
‫كطبقة نهائية للسطح (‪Serena L.,‬‬
‫‪.)2017‬‬
‫العام‪##‬ل الرئيس‪##‬ي المهم إلض‪##‬افة‬ ‫القار ‪.Bitumen‬‬
‫ال‪#‬بيتومين ه‪#‬و تحس‪#‬ين تماس‪#‬ك الترب‪#‬ة‬
‫ومقاومته‪##‬ا للم‪##‬اء‪ .‬وم‪##‬ع ذل‪##‬ك‪ ،‬تج‪##‬در‬
‫اإلش‪#####‬ارة إلى أن تج‪#####‬اوز الكمي‪#####‬ة‬
‫الموصى بها قد يؤثر على قوة ض‪##‬غط‬
‫الترب‪###‬ة (‪Borsoi G., et al.,‬‬
‫‪.)2017‬‬
‫ُصِّم َم ت عمليات الخلط الخاصة بكل تجربة كما يأتي‪:‬‬

‫‪116‬‬
‫بدأ تص‪##‬ميم م‪##‬زيج البن‪##‬اء ب‪##‬الطين بتحدي‪##‬د النس‪##‬ب المئوي‪##‬ة للطين والرم‪##‬ل‬
‫والماء‪ ،‬واستندت هذه المرحلة إلى الدراسات السابقة‪ ،‬بتطبيق أسلوب التجربة‬
‫والخط‪##‬أ لتحدي‪##‬د الخلط‪##‬ات والتقني‪##‬ات‪ ،‬والنس‪##‬ب الص‪##‬حيحة المناس‪##‬بة في ك‪##‬ل‬
‫مكرر‪.‬‬
‫في مصفوفة الطين أدخلت مواد مختلفة مس‪##‬تمدة من الدراس‪##‬ات الس‪##‬ابقة‪،‬‬
‫بكميات متفاوتة‪ ،‬معبًر ا عنها بنسبة مئوية من حيث الحجم‪ ،‬وبالنسبة إلى خليط‬
‫الطين‪ .‬وصنع عدد من المكررات الخاصة بكل خلطة ‪ …A, B, C‬وجففت‬
‫العينات‪.‬‬
‫ُح ِّد َد ت أنسب خلطة وتقنية بالتركيز على النقاط اآلتية‪:‬‬
‫التركيبة المثالية من الطين والرمل والماء للحصول على عجينة جيدة‪.‬‬
‫إضافات التقوية الصناعية المناسبة‪.‬‬
‫تحليل األداء الميكانيكي للمكونات وتكوينها المعدني‪.‬‬
‫اخُتِبَر ت كل تركيبة من البناء بالطين‪ ،‬من حيث المعلومات اآلتية‪:‬‬
‫قابلي‪##‬ة التش‪##‬غيل ‪ ،workability‬واالنكم‪##‬اش المح‪##‬وري عن‪##‬د التجفي‪##‬ف‬
‫‪ ،axial shrinkage on drying‬والتش‪###‬قق ‪ ،cracking‬والكثاف‪###‬ة‬
‫الظاهرية ‪ ،bulk density‬وقوة االنضغاط ‪compressive strength‬‬
‫ومقاومة الشد ‪ flexural tensile‬ومعامل نقل الحرارة ‪heat transfer‬‬
‫‪.coefficient‬‬
‫ثم تمت مقارنة النتائج التجريبي‪##‬ة ال‪##‬تي تم الحص‪##‬ول عليه‪##‬ا من المخالي‪##‬ط‬
‫المحتوية على اإلضافات المدروس‪##‬ة بالمجموع‪##‬ة الض‪##‬ابطة ال‪##‬تي ُأنتجت وف‪##‬ق‬
‫الخطوات والمراحل التقليدية‪ ،‬وبالنسب المعروفة محلًّي ا‪.‬‬
‫التحليل اإلحصائي‪:‬‬

‫‪117‬‬
‫هو مجموعة االختبارات التي ُت جرى لقياس قوة البناء بالطين وفًقا للمواد‬
‫والتقني‪##‬ات‪ ،‬حيث ُد ِر َس ت الف‪##‬روق في الطين الن‪##‬اتج وُتختَب ر‪ ،‬ويمكن اختي‪##‬ار‬
‫المواد والتقنيات بناء على قوة كل عينة في نهاية العملية‪.‬‬

‫الشكل (‪ .)35‬مراحل المنهجية‪( .‬الباحث)‬

‫‪118‬‬
‫‪.3-6‬الخطوات التمهيدية لالختبارات المعملية‪:‬‬

‫تحضير عينات الطين لالختبارات المعملية‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫يعترب الطني من املواد الطبيعية اليت تستخدم يف العديد من التطبيقات املختلفة‪ ،‬بدًءا من‬
‫الص ناعات اإلنش ائية والزراعي ة وح ىت الص ناعات الكيميائي ة‪ .‬ولض مان احلص ول على نت ائج‬
‫موثوق ة يف االختب ارات املعملي ة ال يت تستهدف تق ييم اخلص ائص الفيزيائي ة وامليكانيكي ة للطني‪،‬‬
‫جيب حتض ري العين ات بعناي ة وفًق ا لإلج راءات املناس بة‪ .‬يف ه ذا املق ال‪ ،‬س نلقي الض وء على‬
‫خطوات حتضري عينات الطني لالختبارات املعملية‪.‬‬

‫جمع العينة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫جب مجع عينة الطني من املوقع املراد دراسته‪ .‬يتم ذلك عن طريق استخدام أدوات مثل‬
‫عينات احلفر وامللقط جلمع العينة من عمق معني يف األرض‪ .‬جيب أن يتم مجع العينة من مناطق‬
‫متنوعة لضمان متثيلية العينة النهائية‪.‬‬

‫التنقية والتجفيف‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫بع د مجع العين ة‪ ،‬جيب تنقيته ا من الش وائب واملواد الغريب ة األخ رى‪ .‬ميكن اس تخدام‬
‫ط رق خمتلف ة للتنقي ة‪ ،‬مث ل اس تخدام املص ايف والغرابي ل إلزال ة اجلزيئ ات الكب رية والفص ل بني‬
‫اجلسيمات املختلفة‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬جيب جتفيف العينة بشكل جيد إلزالة الرطوبة قدر اإلمكان‪.‬‬
‫ميكن استخدام الفرن أو اهلواء اجملفف لتحقيق ذلك‪.‬‬

‫تكسير العينة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪119‬‬
‫جيب تكس ري العين ة إىل قطع صغرية قب ل إجراء االختب ارات املعملي ة‪ .‬ميكن استخدام‬
‫طاحونة الكرة أو الكسارة اليدوية لتحقيق ذلك‪ .‬جيب جتنب تكسري العينة بشكل مفرط ملنع‬
‫تغيري يف تركيب اجلسيمات‪.‬‬

‫التحضير لالختبار‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫بع د تكس ري العين ة‪ ،‬جيب حتض ريها وفًق ا للطريق ة احملددة لالختب ار املعملي املطل وب‪.‬‬
‫ميكن أن يتض من ذل ك خل ط العين ة م ع املواد الكيميائي ة الالزم ة أو ض غطها يف ق والب‬
‫حمددة‪ .‬جيب اتباع التعليمات احملددة لكل اختبار للحصول على نتائج دقيقة وموثوقة‪.‬‬

‫توثيق العينة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫جيب توثي ق العين ة بش كل كام ل مبا يف ذل ك ت اريخ مجعه ا ومص درها وأي معلوم ات‬
‫أخرى ذات صلة‪ .‬يتم ذلك من خالل تعيني رمز فريد للعينة وتسجيل مجيع التفاصيل الالزمة‬
‫يف ورقة املخترب‪ .‬توثيق العينة يساعد يف تتبع مسارها وحتديد مصدر البيانات احملددة‪.‬‬

‫االختبارات المادية‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫تشمل االختبارات المادية للطين مجموع‪##‬ة متنوع‪##‬ة من االختب‪##‬ارات ال‪##‬تي‬


‫تهدف إلى تقييم الخصائص الفيزيائية للطين‪ .‬وتشمل هذه االختبارات‪:‬‬

‫اختبار الكثافة‪:‬‬

‫‪120‬‬
‫يتم استخدام هذا االختبار لقياس الكثافة الظاهرية والكثافة الحقيقي‪##‬ة للطين‪ .‬يتم‬
‫قياس الكثافة الظاهرية بواسطة اختبار الحجم والوزن‪ ،‬بينم‪##‬ا يتم قي‪##‬اس الكثاف‪##‬ة‬
‫الحقيقية باستخدام اختبار الغوص في الماء‪.‬‬

‫اختبار الرطوبة‪:‬‬

‫يستخدم هذا االختبار لتحديد المحتوى المائي للطين‪ .‬يتم وضع عينة من الطين‬
‫في فرن لتجفيفها‪ ،‬ثم يتم حساب المحت‪##‬وى الم‪##‬ائي بن‪##‬اًء على ال‪##‬وزن قب‪##‬ل وبع‪##‬د‬
‫التجفيف‪.‬‬

‫اختبار البالستيسيتة‪:‬‬

‫يتم استخدام هذا االختبار لتحديد قدرة الطين على التشكل والتش‪##‬وه‪ .‬يتم قي‪##‬اس‬
‫قوة الطين وتشوهه في اختبار االنضغاط المحوري واختبار القص‪.‬‬

‫اختبار االستقرار الكيميائي‪:‬‬

‫يستخدم هذا االختبار لتحديد مدى استقرار الطين تج‪##‬اه التف‪##‬اعالت الكيميائي‪##‬ة‪.‬‬
‫يتم تع‪##‬ريض الطين للم‪##‬واد الكيميائي‪##‬ة المختلف‪##‬ة ومن ثم قي‪##‬اس التغ‪##‬يرات في‬
‫الخصائص الفيزيائية‪.‬‬

‫اختبار االستقرار الحراري‪:‬‬

‫يستخدم هذا االختبار لتحديد مدى استقرار الطين تحت تأثير درجات الحرارة‬
‫المرتفعة‪ .‬يتم تعريض العينة لدرجات ح‪##‬رارة مختلف‪##‬ة ومن ثم قي‪##‬اس التغ‪##‬يرات‬
‫في الخصائص الفيزيائية‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫تتم هذه االختبارات في المعامل المختصة بدقة وتس‪##‬تخدم لتق‪##‬ييم الطين وتحدي‪##‬د‬
‫مدى مالءمته للتطبيقات المختلفة‪.‬‬

‫اختبارات المتانة‪:‬‬ ‫‪.3‬‬


‫تشمل اختبارات املتانة جمموعة من االختبارات اليت هتدف إىل حتديد مدى قوة ومتانة املواد أو‬
‫املكونات‪ .‬وتشمل هذه االختبارات‪:‬‬

‫اختبار الشد‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يستخدم ه ذا االختبار لقي اس مقاوم ة املادة للش د‪ .‬يتم تطبيق قوة ش د على عين ة املادة ويتم‬
‫قياس قوة الشد املطبقة واستطالة العينة حىت وصوهلا للكسر‪ .‬يتم استخدام هذا االختبار لتقييم‬
‫قوة املواد وقدرهتا على حتمل الشد‪.‬‬

‫اختبار االنحناء‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يستخدم هذا االختبار لتحديد قوة الم‪##‬ادة في المقاوم‪##‬ة لالنحن‪##‬اء‪ .‬يتم تط‪##‬بيق ق‪##‬وة‬
‫على العينة وتسجيل التغير في شكلها أثناء االنحناء‪ .‬يستخدم هذا االختبار لتقييم‬
‫متانة المواد وقدرتها على تحمل القوى المنحنية‪.‬‬

‫اختبار الصالبة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪122‬‬
‫يستخدم هذا االختبار لقياس صالبة الم‪##‬واد أو المكون‪##‬ات‪ .‬يتم اس‪##‬تخدام جه‪##‬از‬
‫صالبة معين لتطبيق قوة على سطح المادة وقياس الت‪##‬أثير الن‪##‬اتج عن ذل‪##‬ك‪ .‬يتم‬
‫استخدام هذا االختبار لتحديد قدرة المواد على مقاومة التآكل أو االحتكاك‪.‬‬

‫اختبار الصدم‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يستخدم هذا االختبار لتحديد مقاومة المواد للصدمات‪ .‬يتم تطبيق ق‪##‬وة ص‪##‬دمة‬
‫على العينة ويتم قياس التغيرات في شكلها وخصائصها بع‪##‬د الص‪##‬دمة‪ .‬يس‪##‬تخدم‬
‫هذا االختبار لتقييم متانة المواد وقدرتها على تحمل الصدمات‪.‬‬

‫تتم هذه االختبارات يف املعامل املختصة بدقة وتستخدم لتقييم متانة املواد وحتديد مدى قدرهتا‬
‫على حتمل القوى والتأثريات املختلفة‪.‬‬

‫‪.4‬تحليل البيانات‪:‬‬

‫حتليل البيانات يف سياق بناء الطني ميكن أن يشمل العديد من اجلوانب‪ .‬هنا بعض النقاط اليت‬
‫ميكن حتليلها‪:‬‬

‫تحليل تكوين الطين‪:‬‬

‫‪123‬‬
‫ميكن استخدام تقنيات التحليل الكيميائي لتحديد تركيب ة الطني واملواد األخرى املستخدمة‬
‫يف بن اء الطني‪ .‬ميكن حتلي ل احملت وى الكيمي ائي للطني ملعرف ة نس بة الرم ال والطمي والس يليكا‬
‫والكاولني وغريها من املكونات‪.‬‬

‫تحليل الخواص الميكانيكية‪:‬‬

‫ميكن إجراء اختبارات خمتلفة لتحليل اخلواص امليكانيكية للطني‪ .‬يشمل ذلك اختبارات القوة‬
‫الشد‪ ،‬والقوة االحنناء‪ ،‬والصالبة‪ ،‬واملرونة‪ ،‬ومعامل االنكسار‪ ،‬وغريها‪ .‬يساعد هذا التحليل‬
‫يف تقييم أداء البناء بالطني وقدرته على حتمل القوى واإلجهادات امليكانيكية‪.‬‬

‫تحليل االستقرار الهيدروليكي‪:‬‬

‫ميكن حتليل االستقرار اهليدروليكي للبناء بالطني من خالل اختبارات االمتصاص والرتشيح‬
‫والتس رب‪ .‬ميكن حتلي ل مع دل امتص اص املاء ومع دل ترش يحه ومقاوم ة التس رب لتق ييم ق درة‬
‫البناء بالطني على التعامل مع الرطوبة واملاء‪.‬‬

‫تحليل العزل الحراري والصوتي‪:‬‬

‫ميكن حتليل خواص العزل احلراري والصويت للبناء بالطني‪ .‬ميكن استخدام اختبارات النفاذية‬
‫احلراري ة والص وتية لتق ييم ق درة الطني على ع زل احلرارة والص وت وتوف ري بيئ ة مرحية داخ ل‬
‫البناء‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫حتلي ل البيان ات يف بن اء الطني يس اعد يف فهم وتق ييم خص ائص الطني وأدائ ه يف البن اء‪ .‬ميكن‬
‫اس تخدام ه ذه املعلوم ات لتحس ني تص ميم البن اء واختي ار املواد املناس بة وحتس ني األداء الع ام‬
‫للبناء بالطني‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫المراجع‪:‬‬

‫‪ ‬أوًال‪ -‬المراجع باللغة العربية‪:‬‬

‫أبو احلسن‪ ،‬رجب‪ .)2022( .‬ترميم املباين األثرية املشيدة بالطني اللنب‪ :‬قصر أمنمحات الثالث‬
‫بتل بسطة منوذًج ا‪ ،‬جملة اآلثار والسياحة‪.176 -152 ،1 .‬‬

‫آدم‪ ،‬حمم ود عب د احلاف ظ حمم د‪ .)2024( .‬دراس ة تشخيص ية لتقني ات وم واد بن اء س ور الق اهرة‬
‫الف اطمي املش يد من الطني اللنب‪-‬ومنهجي ة ال رتميم وإع ادة التأهي ل املقرتح ة‪ .‬جمل ة کلي ة اآلث ار‪ .‬جامع ة‬
‫‪10.21608/jarch.2024.333369.1428-1397‬‬ ‫القاهرة‪،)27(16 ،‬‬

‫باقادر‪ ،‬حممد‪ .)2020( .‬حماضرات مقرر (الرتاث العمراين يف اململكة العربية السعودية)‪ -‬كلية‬
‫اهلندسة والعمارة اإلسالمية‪ -‬جامعة ام القرى‪ -‬اململكة العربية السعودية‪.‬‬

‫بامهام‪ ،‬علي‪" .)2000( .‬اخلص ائص املعماري ة والعمراني ة للمس اكن التقليدي ة يف اململك ة العربي ة‬
‫السعودية" املؤمتر العلمي األول (العمارة الطينية على بوابة القرن احلادي والعشرين)‪ ،‬سيئون– اليمن‪.‬‬

‫البقعاوي‪ ،‬عذاري بنت عبد العزيز‪" .)2019( .‬قصر القشلة مبدينة حائل‪ :‬دراسة أثرية معمارية‪".‬‬
‫يف اللقاء العلمي السنوي التاسع عشر جلمعية التاريخ واآلثار‪ :‬دول جملس التعاون بدول اخلليج العربية‬
‫عرب العصور الكويت‪ :‬مجعية التاريخ واآلثار بدول جملس التعاون لدول اخلليج العربية‪.494 -449 ،‬‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/1051835‬‬ ‫مسرتجع من‬

‫اجلدي د‪ ،‬منص ور بن عب د العزي ز‪ .)2004( .‬عم ارة الطني يف البالد العربي ة والغربي ة ط رق البن اء‬
‫السائدة وحماور التطوير املقرتحة‪ ،‬جملة مراكز وحبوث ودراسات املدينة املنورة‪ .‬ص ‪.154-107‬‬

‫جريس‪ ،‬غيثان بن علي‪" .)2002( .‬حبوث يف تاريخ عسري احلديث واملعاصر‪ ،‬جدة‪.‬‬
‫‪126‬‬
‫خليل‪ ،‬أسامة‪" .)2016( .‬ختطيط املدن السعودية يف إطار هويتها العمرانية (حالة دراسية‪ :‬مدينة‬
‫حائل)"‪ ،‬جملة العمارة والتخطيط جبامعة امللك سعود‪101-77 ،)1(28 ،‬‬

‫ال دملوجي‪ ،‬س لمى‪ .)1995( .‬وادي حض رموت هندس ة العم ارة الطيني ة‪ ،‬ش ركة املطبوع ات‬
‫للتوزيع والنشر‪ ،‬بريوت‪.‬‬

‫ربي ع‪ ،‬أوجان ة‪ .)2022( .‬ت رميم املب اين الرتاثي ة احلال ة الدراس ية (مب اين الس وق الس فلي مبدين ة‬
‫الق رارة)‪ ،‬م ذكرة خترج لني ل ش هادة املاجس تري يف اهلندس ة املدني ة‪ ،‬جامع ة غراداي ة‪ ،‬كلي ة العل وم‬
‫والتكنولوجيا‪ ،‬قسم الري واهلندسة املدنية‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬

‫رمحة‪ ،‬عف اف‪ ،‬وأدام‪ ،‬زاه ر‪ .)2021( .‬احلف اظ على املب اين الرتاثي ة والتارخيي ة يف املدن وإع ادة‬
‫اس تخدامها (حي ال دحو مبدين ة الري اض‪ ،‬اململك ة العربي ة الس عودية)‪ ،‬جمل ة الفن ون واألدب وعل وم‬
‫اإلنسانيات واالجتماع‪.213 -180 ،67 ،‬‬

‫ش يبان‪ ،‬مش عل‪ ،‬والس قاف‪ ،‬حمم د‪ .)2019( .‬العم ارة الطيني ة يف وادي حض رموت وم دى‬
‫ومالءمتها للبيئة‪ ،‬جملة جامعة حضرموت للعلوم الطبيعية والتطبيقية‪86 -73 ،)1(16 ،‬‬

‫الع بيالن‪ ،‬لطيف ة عب د احملس ن محود وآخ رون‪" .)2022( .‬اخلص ائص املرئي ة واألبع اد املختلف ة‬
‫للزخ ارف يف تص ميم ال بيوت التقليدي ة النجدي ة‪ ”.‬اجملل ة الس عودية للفن والتص ميم ‪.57:)1(2‬‬
‫‪https://doi.org/10.57194/2351-002-001-002‬‬

‫‪Www.al-Jazirah.com,‬‬ ‫العريين‪ ،‬حممد الصاحل العبد اهلل‪“ .)2016( .‬الطراز املعماري يف جند‪”.‬‬
‫‪2016, www.al-jazirah.com/2016/20160327/wo1.htm‬‬

‫الغري ايف‪ ،‬عب د الرس ول‪" .)2019( .‬الب ادقري‪( :‬مالق ف اهلواء) القطيفي ة واخلليجي ة– عب د الرس ول‬
‫‪www.qatifscience.com/?p=3252‬‬ ‫الغريايف" علوم القطيف‬

‫فاكوش‪ ،‬عقبة‪ .)2021( .‬العمارة الطينية بني الرتاث واملعاصرة‪ .‬جملة الرتاث العريب‪-1 ،)1(2 ،‬‬
‫‪.20‬‬

‫‪127‬‬
‫القحطاين‪ ،‬حممد بن مفرح شليب‪ ،‬والقحطاين‪ ،‬مرعي‪" .)2000( .‬الوضع البيئي يف منطقة عسري‪،‬‬
‫دراسة استطالعية لألوضاع الراهنة‪ ،‬أهبا‪.‬‬

‫قن رب‪ ،‬أس امة‪ ،‬وفري وان‪ ،‬ولي د‪ ،‬والش واخ‪ ،‬ري اض‪ .)2016( .‬اس تخدام م ادة الطني يف بن اء املدن‬
‫الص حراوية كم دخل لالس تدامة‪ ،‬مدين ة غ دامس كدراس ة حال ة‪ ،‬كلي ة اهلندس ة املعماري ة‪ ،‬جامع ة طنط ا‪،‬‬
‫مصر‪.‬‬

‫ن افع‪ ،‬حن ان‪ ،‬الط وير‪ ،‬رن دة‪ ،‬الص ديق‪ ،‬فتحي ة‪ .)2021( .‬أس اليب احلف اظ على الط ابع املعم اري‬
‫الطيين ملدينة غات الليبية القدمية واستدامته سياحًّيا (دراسة معمارية أثرية)‪ ،‬جملة العمارة والفنون والعلوم‬
‫اإلنسانية‪.95-63 ،3 ،‬‬

‫نويص ر‪ ،‬حمم د بن عب د اهلل‪ .)1999( .‬خص ائص ال رتاث العم راين يف اململك ة العربي ة الس عودية‪:‬‬
‫منطقة جند‪ .‬دارة امللك عبد العزيز‪.200 .‬‬

‫اهليئ ة العام ة للس ياحة واآلث ار‪" .)2010( .‬ال رتاث العم راين الس عودي‪ :‬تن وع يف إط ار الوح دة"‪،‬‬
‫الرياض‪.‬‬

‫‪128‬‬
:‫ المراجع باللغة األجنبية‬-‫ثانيًا‬
Abul ʻala Maudoodi, S., & Murad, K. (2013). Towards understanding Islam.
.Markazi Maktaba Islami Publishers

Adam, E. A., & Agib, A. R. A. (2001). Compressed Stabilised Earth Block


Manufacture in Sudan. Graphoprint for the United Nations Educational, Scientific and
.Cultural Organization, UNESCO, 1–7

Al-Ajmi, F., Abdalla, H., Abdelghaffar, M., & Almatawah, J. (2016). Strength
Behavior of Mud Brick in Building Construction. Open Journal of Civil Engineering,
06(03), 482–494. https://doi.org/10.4236/ojce.2016.63041

AlSuliman, A., & Suliman, L. (2016). Mud Architecture and the Prospects of Its
.Sustainability

Alyousif, M; Alfazza, A; Alawatmah, B. (2012). Investigation on Mass Production


of Adobe Bricks. Civil Engineering Department, Eastern Mediterranean University
Gazimağusa, North Cyprus. 1-11

Amadi, A. (2010). Evaluation of Changes in Index Properties of Lateritic Soil


Stabilized with Fly Ash. Leonardo Electronic Journal of Practices and Technologies,
.9(17), 69–78

Arslan, S., & Sorguc, A. G. (2004). Similarities between “structures in nature” and
“man-made structures”: biomimesis in architecture. Second International Conference on
.Design and Nature: Comparing Design in Nature with Science and Engineering, 45–54

Babé, C., Kidmo, D. K., Tom, A., Raïssa, R., Boum, R. B. E., & Djongyang, N.
(2020). Thermomechanical characterization and durability of adobes reinforced with
millet waste fibers (sorghum bicolor). Case Studies in Construction Materials, 13,
e00422–e00422. https://doi.org/10.1016/j.cscm.2020.e00422

Bahobail, M. A. (2012). The Mud Additives And Their Effect On Thermal


Conductivity Of Adobe Bricks. JES. Journal of Engineering Sciences, 40(1), 21–34.
https://doi.org/10.21608/jesaun.2012.112711

Baldock, J. A., & Skjemstad, J. O. (2000). Role of the soil matrix and minerals in
protecting natural organic materials against biological attack. Organic Geochemistry,
31(7-8), 697–710. https://doi.org/10.1016/s0146-6380(00)00049-8

129
Baspinar, M. S., Demir, I., & Orhan, M. (2009). Utilization potential of silica fume
in fired clay bricks. Waste Management & Research, 28(2), 149–157.
https://doi.org/10.1177/0734242x09104385

Bay, M. A. (2014). Adobe Fabric and the Future of Heritage Tourism: A Case
Study Analysis of the old Historical City of Alula, Saudi Arabia. [Master of Science].
https://digital.auraria.edu/work/ns/0c3d8b8c-f8d4-41b3-9c18-64d49e750fdb

Begum, R., Habib, A., & Begum, H. A. (2014). Adobe Bricks Stabilized with
Cement and Natural Rubber Latex. International Journal of Emerging Science and
Engineering (IJESE) 2(4), 36-38

Bide, T., Evans, E., Idoine, N. E., & Mankelow, J. (2023). United Kingdom
.Minerals Yearbook 2022 (p. 70). British Geological Survey

Blake, J. (2000). On Defining the Cultural Heritage. International and


Comparative Law Quarterly, 49(1), 61–85. https://doi.org/10.1017/s002058930006396x

Blankendaal, T., Schuur, P., & Voordijk, H. (2014). Reducing the environmental
impact of concrete and asphalt: a scenario approach. Journal of Cleaner Production, 66,
27–36. https://doi.org/10.1016/j.jclepro.2013.10.012

.Bourgeois, J.-L., & Davidson, B. (1996). Spectacular Vernacular. Aperture

Burroughs, S. (2008). Soil Property Criteria for Rammed Earth Stabilization.


Journal of Materials in Civil Engineering, 20(3), 264–273.
https://doi.org/10.1061/(ASCE)0899-1561(2008)20:3(264)

Carter, N. (2008). Combating Climate Change in the UK: Challenges and


Obstacles. The Political Quarterly, 79(2), 194–205. https://doi.org/10.1111/j.1467-
923x.2008.00913.x

Chen, K., & Kurgan, L. (2009). Investigation of Atomic Level Patterns in Protein
—Small Ligand Interactions. PLoS ONE, 4(2), e4473.
https://doi.org/10.1371/journal.pone.0004473

Chen, Z., Li, Z., Li, J., Liu, C., Lao, C., Fu, Y., & He, Y. (2019). 3D printing of
.ceramics: A review. Journal of the European Ceramic Society, 39(4), 661–687

Chhaba , S., & Singh, C. (2017). Performance of Mud Brick in Building


Construction system. International Journal of Engineering Technology and Computer
.Research (IJETCR), 5(4), 128–132

130
Consoli, N. C., Vendruscolo, M. A., Fonini, A., & Rosa, F. D. (2009). Fiber
reinforcement effects on sand considering a wide cementation range. Geotextiles and
Geomembranes, 27(3), 196–203. https://doi.org/10.1016/j.geotexmem.2008.11.005

Costin, C. L. (2008). Introduction: Craft and Social Identity. Archeological Papers


of the American Anthropological Association, 8(1), 3–16.
https://doi.org/10.1525/ap3a.1998.8.1.3

/CRAterre. (n.d.). CRAterre :: Accueil. Craterre.org. http://craterre.org

Czerewko, M. A., Cripps, J. C., Reid, J. M., & Duffell, C. G. (2003). Sulfur species
in geological materials––sources and quantification. Cement and Concrete Composites,
25(7), 657–671. https://doi.org/10.1016/S0958-9465(02)00066-5

Dabaieh, M. (2013). Earth vernacular architecture in the Western Desert of Egypt.


In VERNADOC RWW 2002 (pp. 38–44). 9789177401025

Debouches, S., & Hashim, R. (2011). A review on bricks and stabilized


.compressed earth blocks. Science Reservations Essays, 6(3), 499–506

Demir, I. (2006). An investigation on the production of construction brick with


processed waste tea. Building and Environment, 41(9), 1274–1278.
https://doi.org/10.1016/j.buildenv.2005.05.004

Demir, I., Serhat Baspınar, M., & Orhan, M. (2005). Utilization of kraft pulp
production residues in clay brick production. Building and Environment, 40(11), 1533–
1537. https://doi.org/10.1016/j.buildenv.2004.11.021

Dethier, J. (1982). Down to Earth: Mud Architecture: an old idea, a new future.
.Thames and Hudson

Dethier, J. (2020, January 31). Inhabiting the earth: a new history of raw earth
architecture. Architectural Review.
https://www.architectural-review.com/essays/inhabiting-the-earth-a-new-history-of-raw-
earth-architecture

Doat, P., Hays, A., Houben, H., Matuk, S., & Vitoux, F. (1991). Building with
.earth. IET Conference Publications. 2010, 227–240

.Dougherty, C. (2006). Prometheus. Routledge

Egan, S. J., & Williams, D. (1998). [SUMMARY OF] “‘RETHINKING


CONSTRUCTION’” - THE REPORT OF THE CONSTRUCTION TASK FORCE. ICE

131
BRIEFING SHEET.. Proceedings of the Institution of Civil Engineers - Municipal
Engineer, 127(4), 199–203. https://doi.org/10.1680/imuen.1998.31312

El-Emam, M., & Al-Tamimi, A. (2022). Strength and Deformation Characteristics


of Dune Sand Earth Blocks Reinforced with Natural and Polymeric Fibers.
Sustainability, 14(8), 4850. https://doi.org/10.3390/su14084850

Emmanuel, E. O. (2015). Building with earth in Nigeria; Are view of the past and
present efforts to enhance future housing developments. International Journal of
.Science, Environment and Technology, 4(1), 646–660

Estévez, B., Aguado, A., & Josa, A. (2003). Environmental impact of concrete
recycling, coming from construction and demolition waste. Deconstruct Mater Reuse, 3,
.165–175

Facey, W. (1997). Back to Earth: adobe building in Saudi Arabia. Tauris


.Academic Studies

.Fathy, H. (1969). Gourna: A Tale of Two Villages. Ministry of Culture

Fathy, H. (2013). Architecture for the poor : an experiment in rural Egypt. The
.University Of Chicago Press

France-Presse, A. (2021, March 14). Ancient Christian ruins discovered in Egypt


reveal “nature of monastic life.” The Guardian.
https://www.theguardian.com/science/2021/mar/14/ancient-christian-ruins-discovered-
in-egypt-reveal-nature-of-monastic-life

Gissen, D. (2009). Subnature : architecture’s other environments. Princenton


.Architectural, Cop

.Grewal, R. (2012). The book of Ganesha. Penguin Ananda

Grubb, M. (2000). Economic dimensions of technological and global responses to


the Kyoto protocol. Journal of Economic Studies, 27(1/2), 111–125.
https://doi.org/10.1108/eum0000000005313

Guerrero, L., & Uviña, F. (2019). Adobe. In The Encyclopedia of Archaeological


Sciences (pp. 1–4). Wiley Blackwell.
https://www.wiley.com/en-us/The+Encyclopedia+of+Archaeological+Sciences-p-
9780470674611

132
Hamard, E., Cazacliu, B., Razakamanantsoa, A., & Morel, J.-C. (2016). Cob, a
vernacular earth construction process in the context of modern sustainable building.
Building and Environment, 106, 103–119.
https://doi.org/10.1016/j.buildenv.2016.06.009

Hammecker, C., van Asten, P., Marlet, S., Maeght, J.-L., & Poss, R. (2009).
Simulating the evolution of soil solutions in irrigated rice soils in the Sahel. Geoderma,
150(1-2), 129–140. https://doi.org/10.1016/j.geoderma.2008.12.024

Hardin, M. (2000). Rammed Earth Constructions: Trans-cultural Research in the


.Sonoran Desert. Aridlands, 5(47), 1–9

Heath, A., Walker, P., Fourie, C., & Lawrence, M. (2009). Compressive strength
of extruded unfired clay masonry units. Proceedings of the Institution of Civil Engineers
- Construction Materials, 162(3), 105–112. https://doi.org/10.1680/coma.2009.162.3.105

Hesse, A. (1970). Essai techno-chronologique sur la dimension des briques de


.construction. In Mirgissa 1 (pp. 102–114). Mission Archéologique Française au Soudan

Hillman, G. (1984). Traditional husbandry and processing of archaic cereals in


recent times: the operations, products and equipment which might feature in Sumerian
.texts. Part I: the glume wheats. Bulletin on Sumerian Agriculture, 1, 114–152

Homsher, R. S. (2012). Mud Bricks and the Process of Construction in the Middle
Bronze Age Southern Levant. Bulletin of the American Schools of Oriental Research,
368, 1–27. https://doi.org/10.5615/bullamerschoorie.368.0001

Houben, H., & Guillaud, H. (1994). Earth Construction. Intermediate Technology


.Publications

Houben, H., & Guillaud, H. (2008). Earth Construction. Practical Action


.Publishing

Huat, B. B. K., Sew, G. S., & Haji Ali, F. (2004). Tropical residual soils
.engineering. New York : A.A. Balkema

.Ibn KathīrI. I. (2019). Stories of the prophets

Ige, O., & Danso, H. (2022). Experimental Characterization of Adobe Bricks


Stabilized with Rice Husk and Lime for Sustainable Construction. Journal of Materials
in Civil Engineering, 34(2). https://doi.org/10.1061/(asce)mt.1943-5533.0004059

133
Irwin, L. (1990). Divinity and Salvation: The Great Goddesses of China. Asian
Folklore Studies, 49(1), 53. https://doi.org/10.2307/1177949

Jayasinghe, C., & Kamaladasa, N. (2007). Compressive strength characteristics of


cement stabilized rammed earth walls. Construction and Building Materials, 21(11),
1971–1976. https://doi.org/10.1016/j.conbuildmat.2006.05.049

Jerome, P., Chiari, G., & Borelli, C. (1999). The Architecture of Mud:
Construction and Repair Technology in the Hadhramaut Region of Yemen. APT
Bulletin, 30(2/3), 39. https://doi.org/10.2307/1504639

Joel, M., & Mbapuun, I. D. (2017). Comparative analysis of the properties of


concrete produced with Portland Limestone Cement (PLC) grade 32.5n and 42.5r for use
in rigid pavement work. Global Journal of Engineering Research, 15(1), 17.
https://doi.org/10.4314/gjer.v15i1.3

Kavas, T. (2006). Use of boron waste as a fluxing agent in production of red mud
brick. Building and Environment, 41(12), 1779–1783.
https://doi.org/10.1016/j.buildenv.2005.07.019

Ke, Y. C., & Stroeve, P. (2005). Polymer-Layered Silicate and Silica


.Nanocomposites. Elsevier

.Keefe, L. (2012). Earth Building. Routledge

Kemp, B. (2000). Soil (including mud-brick architecture). In Ancient Egyptian


.Materials and Technology (pp. 78–103). University Press, Cambridge

Kennedy, J. F. (2004). Building Without Borders : sustainable construction for the


.global village. New Society Publishers

Khadka, B., & Shakya, M. (2015). Comparative compressive strength of stabilized


and un-stabilized rammed earth. Materials and Structures, 49(9), 3945–3955.
https://doi.org/10.1617/s11527-015-0765-5

Khan, G. (2017, April 3). This Ancient Mud Skyscraper City is the “Manhattan of
the Desert.” Travel. https://www.nationalgeographic.com/travel/article/shibam-mud-
skyscraper-yemen#:%7E:text=Once%20a%20significant%20caravan%20stop

.King, G. (1998). The traditional architecture of Saudi Arabia. Tauris

Knippers, J., Schmid, U., & Speck, T. (2019). Biomimetics for architecture :
.learning from nature. Birkhäuser

134
Kotter, W. R. (1986). Spatial Aspects of the Urban Development of Palestine
.during the Middle Bronze Age [Ph.D. dissertation]

Kulshreshtha, Y., Mota, Nelson. J. A., Jagadish, K. S., Bredenoord, J., Vardon, P.
J., van Loosdrecht, M. C. M., & Jonkers, H. M. (2020). The potential and current status
of earthen material for low-cost housing in rural India. Construction and Building
Materials, 247, 118615. https://doi.org/10.1016/j.conbuildmat.2020.118615

Li Piani, T. (2019). Experimental-numerical material characterization of adobe


masonry: Tests and simulations on various types of earthen bricks and mortar in statics
and dynamics. https://doi.org/10.4233/uuid:f2470c09-e8f0-4c1e-b4e4-effc17ecd373

Li Piani, T., Weerheijm, J., Peroni, M., Koene, L., Krabbenborg, D., Solomos, G.,
& Sluys, L. J. (2020). Dynamic behaviour of adobe bricks in compression: The role of
fibres and water content at various loading rates. Construction and Building Materials,
230, 117038. https://doi.org/10.1016/j.conbuildmat.2019.117038

Li, L., Li, Z., Li, X., Zhang, S., & Luo, X. (2020). A new framework of
industrialized construction in China: Towards on-site industrialization. Journal of
Cleaner Production, 244, 118469. https://doi.org/10.1016/j.jclepro.2019.118469

Liétar, V., & Tessier, D. (2021). Construire en terre mahoraise: Témoignages sur la
.filière mahoraise bloc de terre comprimée. Éditions CRAterre

Maini, S. (2005). Earthen Architecture for sustainable Habitant and compressed


.stabilized earth blocks Tech. The Auroville Earth Institute: Auroville; India

Marchand, T. H. J. (2013). For the love of masonry: Djenné craftsmen in turbulent


times. Journal of African Cultural Studies, 26(2), 155–172.
https://doi.org/10.1080/13696815.2013.859570

McLeod, M. (2018). “To make something with nothing”: Le Corbusier’s proposal


for refugee housing—Les Constructions “Murondins.” The Journal of Architecture,
23(3), 421–447. https://doi.org/10.1080/13602365.2018.1458047

Mellaart, J. (1974). Earliest Civilizations of the Near East. McGraw-Hill


.Companies

Middleton, G. F., & Schneider, L. M. (1987). Earth-wall Construction.


.Chatswood, NSW, Australia

Minke, G. (2013). Building with earth : design and technology of a sustainable


.architecture. Birkhäuser

135
.Mitchell, J. K. (1993). Fundamentals of soil behaviour. Wiley

Moavenian, M. H., & Yasrobi, S. S. (2008). Volume change behavior of


compacted clay due to organic liquids as permeant. Applied Clay Science, 39(1-2), 60–
71. https://doi.org/10.1016/j.clay.2007.04.009

Moorey, P. R. S. (1999). Ancient Mesopotamian materials and industries : the


.archaeological evidence. Eisenbrauns

Moreira, J., Ferreira, L., Figueiredo, B., Cruz, P., Sampaio, A., Gonçalves, R., &
Pontes, A. (2019). Self-supporting ceramic wall system: Challenges of additive
manufacturing of architectural ceramic components. Fourth International Conference on
.Structures and Architecture, 334–341

Moriyama, N., & Takada, S. (2015). Heat and Moisture Transfer Properties of
Mud Wall Application of Simultaneous Heat and a Moisture Transfer Model for
Hygroscopic Range to High Humidity Conditions. Energy Procedia, 78, 1495–1500.
https://doi.org/10.1016/j.egypro.2015.11.176

Mortada H. (2011). ‘Traditional Islamic Principles of Built Environment’,


.Routledge: London

Mortada H. (2003). ‘Contemporary Architectural Trends of Desert Sustainable


Living: The American Southwest as A Case Study’. Journal of Engineering Sciences
.Assiut University, 31(2): 509–527

Morton, T. (2008). Earth masonry : design and construction guidelines. Ihs Bre
.Press

Moses, P. E., Chockalingam, M. P., Venkatakrishniah, R., & Dayakar, P. (2020).


Laterite Soil for Manufacturing Compressed Stabilised Earth Block: A Feasibility Study.
.Journal of Critical Reviews, 7(1), 579–582

Mubarak, Y., Saeed, O., Zami, M. S., & Al-Osta, M. A. (2023). Strength and
durability assessment of stabilized Najd soil for usage as earth construction materials.
Bulletin of Engineering Geology and the Environment, 82(2).
https://doi.org/10.1007/s10064-023-03075-w

Musa, S. A., Kagara, A. B., & Abdulkadir, M. (2021). Effect of Earth Mud Bricks
stabilized with Palm Tree Strands on Compressive Strength and Water Absorption Rate.
Bayero Journal of Education in Africa (BJEA), Bayero University Kano, Kano State,
.Nigeria, 8(1), 278–291

136
Nagaraj, H. B., Sravan, M. V., Arun, T. G., & Jagadish, K. S. (2014). Role of lime
with cement in long-term strength of Compressed Stabilized Earth Blocks. International
Journal of Sustainable Built Environment, 3(1), 54–61.
https://doi.org/10.1016/j.ijsbe.2014.03.001

Ngowi, A. B. (1997). Improving the traditional earth construction: a case study of


Botswana. Construction and Building Materials, 11(1), 1–7.
https://doi.org/10.1016/s0950-0618(97)00006-8

.Nims, C. F. (1950). Bricks without Straw? Biblical Archaeologist, 13(2). 22-28

Niroumand, H., Antonio, J., & Saaly, M. (2016). Investigation of earth building
and earth architecture according to interest and involvement levels in various countries.
Renewable and Sustainable Energy Reviews, 57, 1390–1397.
https://doi.org/10.1016/j.rser.2015.12.183

Obianyo, I. I., Onwualu, A. P., & Soboyejo, A. B. O. (2020). Mechanical


behaviour of lateritic soil stabilized with bone ash and hydrated lime for sustainable
building applications. Case Studies in Construction Materials, 12, e00331.
https://doi.org/10.1016/j.cscm.2020.e00331

Oliver, P. (2007). Built to Meet Needs: Cultural Issues in Vernacular Architecture.


.Routledge

Osula, D. O. A. (1996). A comparative evaluation of cement and lime modification


of laterite. Engineering Geology, 42(1), 71–81. https://doi.org/10.1016/0013-
7952(95)00067-4

Oti, J. E. (2010). The Development of Unfired Clay Building Materials for


.Sustainable Building Construction [PhD Thesis]

Pearson, G. T. (1992). Conservation of Clay and Chalk Buildings. Donhead


.Publishing

Pimraksa, K., & Chindaprasirt, P. (2009). Lightweight bricks made of


diatomaceous earth, lime and gypsum. Ceramics International, 35(1), 471–478.
https://doi.org/10.1016/j.ceramint.2008.01.013

Pinch, G. (2002). Egyptian mythology : a guide to the gods, goddesses, and


.traditions of ancient Egypt. Oxford University Press

137
Powell, M. A. (1982). Metrological Notes on the Esagila Tablet and Related
Matters. Zeitschrift Für Assyriologie Und Vorderasiatische Archäologie, 72(1), 106–
123. https://doi.org/10.1515/zava.1982.72.1.106

Price, L. (2008). Sectoral trends in global energy use and greenhouse gas
emissions. Energy Policy, 36(4), 1386–1403. https://doi.org/10.1016/j.enpol.2007.12.017

.Pye, K. (2007). Geological and soil evidence : forensic applications. Crc Press

.Rael, R. (2009). Earth architecture. Princeton Architectural Press, [20]11

Ranjan, G., & Rao, A. S. R. (1993). Basic and Applied Soil Mechanics. Wiley
.Eastern Ltd

Reed, E. J., Klumb, L., Koobatian, M., & Viney, C. (2009). Biomimicry as a route
to new materials: what kinds of lessons are useful? Philosophical Transactions of the
Royal Society A: Mathematical, Physical and Engineering Sciences, 367(1893), 1571–
1585. https://doi.org/10.1098/rsta.2009.0010

Reeves, G. M., Sims, I., & Cripps, J. C. (2006). Clay materials used in
.construction. Geological Society Of London

Robson, E. (1999). Mesopotamian mathematics, 2100-1600 BC : technical


.constants in bureaucracy and education. Clarendon Press

Rosen, A. M. (1986). Cities of Clay: The Geoarchaeology of Tells (1st ed.).


.Chicago: University of Chicago

Rouhi, J., & Hejazirad, F. (2018). The Experience of Adobe-Mud Bricks


3rd International .Strengthening in Bam Citadel after the 2003 Bam Earthquake
Conference on Applied Researches in Science & Engineering. 19th December 2018 -
.Istanbul Turkey, Marmara University

Sakr, M. A., Shahin, M. A., & Metwally, Y. M. (2008). Utilization of Lime for
Stabilizing Soft Clay Soil of High Organic Content. Geotechnical and Geological
Engineering, 27(1), 105–113. https://doi.org/10.1007/s10706-008-9215-2

Semper, G., Mallgrave, H. F., & Hermann, W. (1989). The four elements of
.architecture and others writings. Cambridge University Press

Serageldin, I. (2014). Hassan Fathy: Egypt’s Visionary Architect. The Bibliotheca


.Alexandrina

138
Smith, E. W. (1982). Adobe Bricks in New Mexico. Circular 188, Socorro: New
.Mexico Bureau of Mines and Mineral Resources

Smith, Edward W. and Austin, George S. (1996). Adobe, pressed-earth, and


.rammed-earth industries in New Mexico. New Mexico: New Mexico State

.Spencer, A. J. (1979). Brick Architecture in Ancient Egypt. Aris & Phillips Ltd

.Sposito, G. (2008). The chemistry of soils. Oxford Oxford Univ. Press

Sruthi, G. S. (2013). Mud Architecture. International Journal of Innovative


.Research in Science, Engineering and Technology, 2(1), 47–52

.Steele, J. (1997). An Architecture for People. Thames and Hudson

Sunil, B. M., Shrihari, S., & Nayak, S. (2009). Shear strength characteristics and
chemical characteristics of leachate-contaminated lateritic soil. Engineering Geology,
106(1-2), 20–25. https://doi.org/10.1016/j.enggeo.2008.12.011

Sutcu, M., & Akkurt, S. (2009). The use of recycled paper processing residues in
making porous brick with reduced thermal conductivity. Ceramics International, 35(7),
2625–2631. https://doi.org/10.1016/j.ceramint.2009.02.027

Temimi, M., Camps, J. P., & Laquerbe, M. (1995). Valorization of fly-ash in the
cold stabilisation of clay materials. Resources, Conservation and Recycling, 15(3-4).
.219-234

Terzaghi, K., & Peck, R. B. (2013). Soil mechanics in engineering practice. Read
.Books Ltd

The Brick Development Association. (2023). Sustainability - The Brick


Development Association. Www.brick.org.uk. https://www.brick.org.uk/sustainability

Torres, I., & Freitas, V. P. de. (2010). The influence of the thickness of the walls
and their properties on the treatment of rising damp in historic buildings. Construction
and Building Materials, 24(8), 1331–1339.
https://doi.org/10.1016/j.conbuildmat.2010.01.004

Tun, W. E. E., Zin, K. K., & Thwin, K. M. (2018). Preparation Of Adobe Brick By
Mixing With Rice Hush Ash. International Journal of Technical Research & Science,
3(6). https://doi.org/10.30780/ijtrs.v3.i6.2018.004

139
Ukwizagira, G., & Mbereyaho, L. (2023). Strength Assessment of Improved
Adobe Brick Using Natural Stabilizers. Mediterranean Journal of Basic and Applied
Sciences, 07(01), 14–26. https://doi.org/10.46382/mjbas.2023.7102

United State Department of Agriculture. (2009). Soil Facts. Natural Resources


Conservation Service. https://www.nrcs.usda.gov/resources/education-and-teaching-
materials/soil-facts

Utama, A., & Gheewala, S. H. (2009). Influence of material selection on energy


demand in residential houses. Materials & Design, 30(6), 2173–2180.
https://doi.org/10.1016/j.matdes.2008.08.046

Van Beek, G. W. (1987). Arches and Vaults in the Ancient Near East. Scientific
American, 257(1), 96–103. https://doi.org/10.1038/scientificamerican0787-96

.Van Beek, G. W., & Van Beek, O. (2013). Glorious Mud! Smithsonian Institution

Vecco, M. (2010). A definition of cultural heritage: From the tangible to the


intangible. Journal of Cultural Heritage, 11(3), 321–324.
https://doi.org/10.1016/j.culher.2010.01.006

Venkatarama Reddy, B. V., & Gupta, A. (2008). Influence of sand grading on the
characteristics of mortars and soil–cement block masonry. Construction and Building
Materials, 22(8), 1614–1623. https://doi.org/10.1016/j.conbuildmat.2007.06.014

Venkatarama Reddy, B. V., & Lokras, S. S. (1998). Steam-cured stabilised soil


blocks for masonry construction. Energy and Buildings, 29(1), 29–33.
https://doi.org/10.1016/s0378-7788(98)00033-4

Visconti, F., de Paz, J. M., & Rubio, J. L. (2009). Principal component analysis of
chemical properties of soil saturation extracts from an irrigated Mediterranean area:
Implications for calcite equilibrium in soil solutions. Geoderma, 151(3-4), 407–416.
https://doi.org/10.1016/j.geoderma.2009.05.003

Walker, P. (2005). Rammed earth : design and construction guidelines. Bre


.Bookshop

Walker, P., & Stace, T. (1997). Properties of some cement stabilised compressed
earth blocks and mortars. Materials and Structures, 30(9), 545–551.
https://doi.org/10.1007/bf02486398

Weng, C. H., Lin, D. F., & Chiang, P. C. (2003). Utilization of sludge as brick
materials. Advances in Environmental Research, 7(3), 679–685.
https://doi.org/10.1016/s1093-0191(02)00037-0

140
.Wilkinson, T. H. (2001). Early dynastic Egypt. Routledge

Wilkinson, T. J. (2003). Archaeological landscapes of the Near East. University


.Of Arizona Press, Cop

.Wright, G. (1985). Ancient Building in South Syria and Palestine. Brill Archive

.Wright, G. (2005). Ancient Building Technology. Leiden: Brill

Yalley, P. P., & Aseidu, E. (2013). Enhancing the properties of soil bricks by
.stabilizing with corn husk ash. Civil and Environmental Research, 3(11), 43–52

Yang, F., Zhang, B., Pan, C., & Zeng, Y. (2009). Traditional mortar represented by
sticky rice lime mortar—One of the great inventions in ancient China. Science in China
Series E: Technological Sciences, 52(6), 1641–1647. https://doi.org/10.1007/s11431-
008-0317-0

Yehia, S., & Kashwani, G. (2013). Performance of Structures Exposed to Extreme


High Temperature—An Overview. Open Journal of Civil Engineering, 03(03), 154–161.
https://doi.org/10.4236/ojce.2013.33018

Yetgin, Ş., ÇAVDAR, Ö., & Çavdar, A. (2008). The effects of the fiber contents
on the mechanic properties of the adobes. Construction and Building Materials, 22(3),
222–227. https://doi.org/10.1016/j.conbuildmat.2006.08.022

Zami, M. S., & Lee, A. (2010). Economic benefits of contemporary earth


construction in low-cost urban housing – State-of-the-art review. Journal of Building
Appraisal, 5(3), 259–271. https://doi.org/10.1057/jba.2009.32

141

You might also like