You are on page 1of 91

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة عبد الرحمان ميرة ‪-‬بجاية‬

‫كلية القانون والعلوم السياسية‬

‫قسم القانون الخاص‬

‫ّ‬
‫عنوان املذكرة‬

‫احلماية الصحية للعامل يف القانون اجلزائري‬

‫ّ‬
‫مذكرة مقدمة لستكمال شهادة املاستر في القانون الخاص‬
‫ّ‬
‫تخصص‪ :‬املهن القانونية القضائية‬

‫إشراف الدكتورة‪:‬‬ ‫إعداد الطالبتين‪:‬‬

‫يعقوب زينة‪.‬‬ ‫‪-‬أق ـ ـن ـ ــيـ ــحنـ ــا ليـ ـنـ ــدة‬

‫‪ -‬عقـ ـ ـ ــون مـ ــري ـ ـ ـ ـ ــم‬

‫أعضاء لجنة المناقشة‪:‬‬


‫األستاذ(ة)‪ :‬سرايش زكرياء‪ ................................................................‬رئيسا‬
‫األستاذة‪ :‬يعقوب زينة ‪ ...................................................................‬مشرفا‬
‫األستاذ(ة)‪:‬سقالب فريدة‪.. ................................................................‬ممتحنا‬

‫السنة اجلامعية ‪2023-2022:‬‬


‫شكر و عرفان‬

‫عن أبي هريرة رض ي هللا عنه أن النبي صلى هللا عليه و سلم قال‪:‬‬

‫"ال يشكر هللا من ال يشكر الناس"‬

‫فالحمد هلل الذي أعطانا الصبر إلتمام هذا العمل العلمي املتواضع‪ .‬و عليه أتوجه بجزيل‬

‫الشكر و االمتنان إلى األستاذة "زينة يعقوب" لقبولها اإلشراف على هذه املذكرة‪ ،‬ووقتها‬

‫الثمين الذي لم تبخله علينا بإرشاداتها و توجيهاتها القيمة‪ .‬فجزاها هللا خيرا على ذلك‪.‬‬

‫كما نتقدم بفائق الشكر واالحترام إلى لجنة املناقشة التي تقبلت مشقة مناقشة هذه‬

‫املذكرة‪ .‬فجزاكم هللا خيرا‪.‬‬

‫كما ال ننس ى التقدم بالشكر إلى كل من قدم لنا يد العون من قريب أو من بعيد ولو‬

‫بدعاء‪ ،‬إلى جميع الزميالت والزمالء في الدراسة‪ ،‬وخاصة املقبلين منهم على التخرج فوفقكم‬

‫هللا في ذلك‪.‬‬
‫إ ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـداء‬

‫أهدي ثمرة جهدي إلى من لهم هامتي والداي أمي وأبي‬

‫إلى من اشد بهم إخوتي وأخواتي‬

‫إلى كل عائلتي‬

‫إلى أصدقائي ورفقاء دربي‪.‬‬

‫إلى من ساهم في نجاحي‬

‫أهدي ثمرة جهدي‪.‬‬

‫ليندة‬
‫إه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداء‬

‫إلى الغائ ـ ـ ــب الحاض ـ ـ ــر دائمـ ـ ــا وأبـ ــدا ف ـ ــي وجــداني وقل ـب ــي "أب ــي الغالـ ــي" رحم ــه ال ـ ـ ـل ـ ـ ــه‪.‬‬

‫مـ ـ ـ ــالك ـ ـ ـ ــي ف ـ ــي الحيـ ـ ــاة إلـ ـ ــى معنـ ــى الحـ ــب والحن ــان والتفان ـ ــي‪.‬‬

‫بسم ـ ــة الحي ـ ــاة وس ـ ــرور الوجـ ــود إلـ ــى مـ ــن كـ ــان دائم ـ ــا سـ ــر حيـ ــاتي وحنـ ــانه ـ ــا‬

‫وبلس ـ ــم ج ـ ـراح ـ ـ ــي إل ـ ــى أغ ـلـ ــى مـ ــا عن ــدي أمـ ـ ــي الحبيبـ ـ ـ ــة‪،‬‬

‫ب ـ ـ ــارك ال ـلــه في عم ــرك‪.‬‬

‫مــنهـ ــم قدوتي وسندي في الحياة إلى إخوتي وأخواتي ‪.‬‬

‫شكرا إلــى ك ــل مـ ــن ساع ــدنـ ــي ولو بكلمــة‪.‬‬

‫مريم‬
‫قائمة املختصرات‬

‫‪/1‬باللغة العربية‪:‬‬

‫جزء‪.1 .‬ج‬

‫‪ .2‬ج ر ج ج‪ :‬جريدة رسمية للجمهورية الجزائرية‪.‬‬

‫‪ .3‬ع ‪ :‬عدد‪.‬‬

‫‪ .4‬ص‪ :‬صفحة‬

‫‪ .5‬ج ج د ش‪ :‬جمهورية جزائرية ديمقراطية الشعبية‪.‬‬

‫‪ .6‬ق ع‪ :‬قانون عقوبات‪.‬‬

‫‪/2‬باللغة الفرنسية‪:‬‬

‫‪- Op, cit: ouvrage précédemment cité.‬‬

‫‪-P: page.‬‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‬
‫سعى اإلنسان منذ العصور القديمة لكفالة بقائه وعيشه‪ ،‬بضمان املوارد الالزمة‬

‫والكفيلة التي تسمح له بتحقيق هذا الهدف الذي كان يقتصر على الحياة اليومية فقط دون‬

‫أن يتعداه إلى التفكير في املستقبل‪.‬‬

‫قد صارع اإلنسان الطبيعة في البداية إلقتناء الرزق لكن القناعة بعدم كفايته في‬

‫توفير متطلباته والتفكير الدائم في التغيير و البحث عن األفضل ساهم في ظهور فكرة العمل‬

‫أين أصبح بإمكان كل شخص ممارسته بمجهوده العضلي مقابل أجر‪ ،‬كما حث ديننا الحنيف‬

‫على العمل‪ ،‬ومن أدلة ذلك ما جاء في قوله تعالى ‪":‬هو الذي جعل لكم األرض ذلوال فامشوا‬

‫في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور‪."1‬‬

‫الشك أن موضوع حماية صحة العاملين واملوظفين من أخطار العمل واألمراض املهنية‬

‫يعتبر من املوضوعات القديمة قدم اإلنسانية‪ ،‬ألن هذا املوضوع يرتبط إرتباطا وثيقا‬

‫بالجوانب اإلنسانية واألخالقية من قبل أصحاب األعمال تجاه العاملين لديهم ومهما إختلف‬

‫طرفي العملية اإلنتاجية في وجهات النظر فإن دائما بينهما هدف واحد متفقان عليه منذ بداية‬

‫العالقة التعاقدية و هذا الهدف هو إستمرار املنشأة وتطويرها‪.‬‬

‫‪ 1‬األية رقم ‪15‬من سورة امللك‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫ملا كان العامل هو العنصر الوحيد الذي يقف عليه استمرار املؤسسة ونجاحها من‬

‫فشلها‪ ،‬وملا كان العمل أيا كان ينطوي على الخطورة للعامل‪ ،‬فكان من الضروري إيجاد قواعد‬

‫تضمن حماية صحته وسالمته‪.‬‬

‫إن حماية صحة العامل وسالمته املهنية إهتم بها املشرع الجزائري في عدة نصوص‬

‫قانونية السيما الدستور بإعتباره أسمى القوانين فكرس "الحق في الصحة‪"2‬كمبدأ دستوري‬

‫بصفة عامة‪ ،‬كما ساهم في نطاق قانون العمل والنصوص التطبيقية له صفة العامل وأمنه‬

‫وسالمته الجسدية والذهنية‪ ،‬طيلة حياته املهنية‪ ،‬فوضع كل اآلليات القانونية التي تحمي‬

‫صحته من املخاطر والحوادث املهنية‪ ،‬سواء أثناء أداء مهامه داخل املؤسسة وحتى خارج‬

‫املؤسسة طاملا أنه يقوم بالعمل لصالح املؤسسة املستخدمة‪ ،‬وبالتالي إيجاد بيئة عمل خالية‬

‫من املخاطر التي قد تؤثر على صحة العاملين وسالمتهم‪.‬‬

‫إن مسألة البحث في صحة وسالمة العامل تكتنف أهمية بالغة على الصعيدين‬

‫التطبيقي والعملي‪ ،‬بكون العامل هو العنصر األساس ي في عالقة العمل‪ ،‬وفي تحقيق اإلنتاج‬

‫للمؤسسة املستخدمة‪ ،‬وعليه فيجب املحافظة عليه وحمايته من اإلصابات واألمراض املهنية‪.‬‬

‫‪ 2‬دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ‪ 28‬نوفمبر ‪ ،1996‬املنشور بموجب املرسوم الرئاس ي ‪ ،438/96‬املؤرخ‬
‫في ‪ 7‬ديسمبر ‪ ،1996‬ج‪ ،‬ر‪ ،‬ج‪ ،‬ح‪ ،‬د‪ ،‬ش‪ ،‬العدد ‪ ،76‬الصادر في ‪ 8‬ديسمبر ‪ ،1996‬املعدل بالقانون رقم ‪ ،03/02‬مؤرخ في‬
‫‪ 10‬أفريل ‪ ،2002‬ج‪ ،‬ر‪ ،‬ج‪ ،‬ح‪ ،‬د‪ ،‬ش‪ ،‬العدد ‪ ،25‬الصادر في ‪ 14‬أفريل ‪ ،2002‬املعدل بالقانون رقم ‪ ،13/12‬مؤرخ في ‪15‬‬
‫نوفمبر ‪ ،2008‬ج‪ ،‬ر‪ ،‬ج‪ ،‬ح‪ ،‬د‪ ،‬ش‪ ،‬العدد ‪ ،63‬الصادر في ‪ 16‬نوفمبر ‪ ،2008‬املعدل بموجب القانون رقم ‪ ،01- 16‬املؤرخ‬
‫في ج ر ج ج ‪ ،‬الصادر في ‪ 7‬مارس ‪ ،2016‬املعدل بالقانون رقم ‪ ،442/20‬مؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر ‪ ،2020‬ج‪ ،‬ر‪ ،‬ج‪ ،‬ح‪ ،‬د‪ ،‬ش‪،‬‬
‫العدد ‪ ،82‬الصادر في ‪ 30‬ديسمبر ‪.2020‬‬
‫‪3‬‬
‫مقدمة‬

‫إن هذا البحث من شأنه أن يوجه التفكير حول سبل حماية العنصر البشري من‬

‫اإلصابات الناجمة عن مخاطر بيئة العمل بمنع تعرضهم للحوادث واإلصابات واألمراض‬

‫املهنية‪ ،‬والذي يستلزم توفير وتنفيذ كافة شروط السالمة والصحة املهنية التي تكفل توفير‬

‫بيئة أمنة تحقق الوقاية من املخاطر للعنصر البشري واملادي‪ ،‬إذ أن في اعتراف بحق العامل‬

‫في األمن والعناية الصحية‪ ،‬مما يساهم في تثبيت األمان والطمأنينة في قلوب العاملين أثناء‬

‫قيامهم بأعمالهم‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن موضوع بحثنا هذا يقتصر أساسا على حماية صحة وسالمة‬

‫العامل أثناء عمله‪ ،‬و إهتمام املشرع بها‪ ،‬ولدراسة هذا املوضوع يتعين علينا اإلجابة على‬

‫اإلشكالية التي يثيرها واملتمثلة في‪:‬‬

‫ما هي الحماية الصحية التي أقرها املشرع لسالمة وأمن العمال؟ و هل كرس املشرع‬

‫الجزائري الحماية الصحية الالزمة للعامل في مختلف النصوص القانونية ؟‬

‫لإلجابة على هذه اإلشكالية تم تقسيم موضوع البحث الى اوال التطرق الى املفهوم العام‬

‫للسالمة و الصحة املهنية في العمل‪( ،‬الفصل األول) كي نخوض بعده في مظاهر الحماية‬

‫الصحية للعامل في الظروف اإلستثنائية (الفصل الثاني)‪.‬‬

‫إن املنهج الغالب في هذه الدراسة هو املنهج التحليلي مع العمل باملنهج الوصفي ‪ ،‬إذ‬

‫أننا مزجنا بين املفاهيم العامة للسالمة والصحة املهنية وحقوق و واجبات العامل ودور‬

‫كل لجان الرقابة والضمان اإلجتماعي في تطبيق إجراءات الوقاية‪ ،‬ثم التعرض لتحليل‬

‫‪4‬‬
‫مقدمة‬

‫النظام القانوني للحماية الصحية للعامل من حوادث العمل و األمراض املهنية وصحة‬

‫العامل خصوصا في ظل أزمة كورونا‪( ،‬الفصل الثاني)‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‬
‫الحماية الصحية للعامل في‬
‫الظروف العادية‬
‫احلماية الصحية للعامل يف الظرف العادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفصل األول‬

‫الحماية الصحية للعامل في الظروف العادية‬

‫يعد موضوع الصحة و السالمة املهنية من املواضيع الهامة التي استدعت االهتمام ملا‬

‫لها من أثر كبير على القدرة اإلنتاجية والتركيبة البشرية ‪.‬فما ال شك فيه إن اغلب املنظمات‬

‫نحتاج أن تعمل في بيئة عمل آمنة و صحية خالية من أي مخاطر ‪،‬وهو ما جعل هذه املنظمات‬

‫تتبنى معايير جديدة و نظرة حديثة في التعامل مع القوة العاملة و الحفاظ على الثروات‬

‫االقتصادية من الضياع ‪،‬وذلك بالكشف عن املخاطر ومعرفة األسباب املؤدية لها‪ ،‬مع اتخاذ‬

‫اإلجراءات و االحتياطات و تطبيق القواعد الوقائية الكفيلة بمنع وقوعها‪ ،‬وبالتالي إيجاد بيئة‬

‫آمنة خالية من املخاطر التي قد تؤثر على صحة العاملين وسالمتهم‪.‬‬

‫تعد الصحة و ا لسالمة املهنية الوسيلة الوقائية التي يحتاجها العمال باملنظمات ضد‬

‫املخاطر والحوادث التي يتعرضون لها داخل مكان العمل و خا رجه‪ ،‬ملا لها من تأثير على‬

‫الظروف الصحية و النفسية والجسدية‪ ،‬والتي قد تدوم فترة طويلة ‪ ،‬وهكذا حدد قانون‬

‫الصحة والسالمة املهنية حقوق وواجبات للموظفين و أصحاب العمل واملشرفين وغيرهم في‬

‫مكان العمل‪ .‬هذا القانون مصمم ملساعدة العمال على زيادة معرفتهم باملخاطر في مكان العمل‬

‫و إتخاذ إجراءات ملنع اإلصابات ‪ .‬و معرفة حقوقهم هي الخطوة األولى لحماية صحتهم‬

‫وحياتهم‪ .‬وعليه يجدر التطرق إلى الحقوق والواجبات املرتبطة بالسالمة والصحة (املبحث‬

‫األول) لكي نصل إلى دور كل من لجان الرقابة و الضمان اإلجتماعي في تطبيق اإلجراءات‬

‫الوقائية(املبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫احلماية الصحية للعامل يف الظرف العادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫املبحث األول‪:‬‬

‫الحقوق والواجبات‬

‫ألن العامل أثناء عمله يتعرض لعدة مخاطر نجد معظم الدول في العالم أقرت‬

‫بواجبات وحقوق العامل‪ ،‬وشرع املشرع الجزائري الحماية القانونية لصحة وسالمة العمال‬

‫في وسط العمل النها تشكل أولوية قصوى لدى السلطات العمومية‪ ،‬ويقدم كل من العمال‬

‫وأصحاب العمل كل من واجباتهم وحقوقهم في بيئة العمل لجعلها آمنة لتحقيق مصلحة لكل‬

‫العمال وأصحاب العمل‪ .‬وعليه يجدر التطرق إلى الحق في الصحة والسالمة (املطلب األول)‬

‫لكي نصل إلى واجبات رب العمل (املطلب الثاني)‪.‬‬

‫املطلب األول‪:‬‬

‫الحق في الصحة والسالمة‬

‫الشك أن حق اإلنسان هو القاعدة التي تنطلق منها جميع الحقوق األخرى على مستوى‬

‫الحقوق املدينة و السياسية و االجتماعية و الثقافية ‪،‬و ان حق اإلنسان في الصحة هو أكثر‬

‫الحقوق إرتباطا به فحماية الحق في الصحة شرط لحماية الحق في الحياة‪،3‬ولهذا تم تكريس‬

‫هذا الحق منذ إصدار املواثيق الدولية األولى املتعلق بحقوق اإلنسان‪ .‬وبما أن حق العمال في‬

‫الصحة والسالمة من الحقوق التي تتفرع عن الحق في الصحة عموما‪ .‬نتطرق للتعريف العام‬

‫للحق في الصحة (الفرع األول ) ثم تعريفه في مجال العمل (الفرع الثاني)‬

‫‪3‬‬
‫‪OZDENMelik, le droit à la santé, une collection du programme Droits Humains du centre‬‬
‫‪Eurropetiers Monde, (CETIM) p.4.‬‬

‫‪8‬‬
‫احلماية الصحية للعامل يف الظرف العادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع االول‪:‬‬

‫التعريف العام للحق في الصحة‬

‫قد يختلط املقصود بالحق في الصحة مع مفاهيم أخرى قد تستقل عنه وقد تندمج‬

‫معه بحيث عرف دستور املنظمة العاملية للصحة املعتمد من طرف املؤتمر الدولي للصحة‬

‫املنعقد في نيويورك ‪19‬جوان‪1946‬الصحةبانها‪":‬حالة مريحة كاملة على املستوى الجسدي‬

‫والعقلي و االجتماعي وال يتمثل فقط في غياب األمراض و العاهات ويعد الحصول على أحسن‬

‫حاالت الصحة التي يمكن أن يبلغها اإلنسان من بين الحقوق األساسية أو وضعها اإلقتصادي‬

‫أو االجتماعي"‪ ،4‬و عليه فالحق في الصحة يحمل معنيين اثنين ‪،‬األول ضيق يشمل الحق في‬

‫العناية الطبية ‪،‬والثاني واسع و يشمل عدة عوامل تساعد على الحياة الصحية السالمة‪.‬‬

‫قد اعتمدت اللجنة املعينة بالحقوق االقتصادية و االجتماعية و الثقافية و كذا‬

‫الجهاز الرقابي للعهد الدولي حقوق إقتصادية و االجتماعية و الثقافية هذه العوامل سمتها‬

‫"العوامل املحددة من اجل الصحة"‪ ،‬بحيث تندرج فيها عدة مسائل ضرورية هي‪ :‬التزويد بمياه‬

‫الشرب و الصرف الصحي و تغذية صحية وكافية‪ ،‬مسكن مريح‪ ،‬ظروف عمل وبيئة سليمة‪،‬‬
‫الجنسين‪5.‬‬ ‫تربية صحية ‪،‬نشر املعلومات الصحية ‪،‬املساواة بين‬

‫‪4‬نقال عن‪ :‬عبد الحق مرسلي‪ ،‬االعتراف الدولي بحق اإلنسان في والتشريعات الوطنية املتعلقة بالهيئة والتعمير‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Voir,le droit à la santé,haut-commissariat des nastion unies aux droits de lhomme et‬‬
‫‪l’organisation mondiale de la santé, fiche n°31,Genéve2009,p03‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫احلماية الصحية للعامل يف الظرف العادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫تعريف حق العامل في الصحة‬

‫إذا كانت الصحة إصطالحا بأنها ‪ ،‬حالة التوازن النسبي لوظائف الجسم‪ ،‬الناجمة عن‬

‫تكيفة مع عوامل البيئة املحيطة ‪ .‬وهو مفهوم فيه داللة على اتساع أبعادها‪ ،‬وإعتماد‬

‫تعزيزها واالرتقاء بها على السالمة و ا لكفاءة الجسمية و العقلية‪ ،‬وا رتباطها بالسياق‬

‫االجتماعي و الثقافي والعالقات مع الغير‪ .‬ويتوقف مدلولها ‪ ،‬بعبارة أخرى مكافئة على‬
‫القيم‪6.‬‬ ‫التوافق بين صحة الجسم والنفس واملجتمع في إطار‬

‫إن حق العامل في الصحة في مكان العمل ال يجدر أن يتوقف على مجرد ضمان حقه‬

‫في مجرد الخلو من مرض و الحماية من العجز بل يفترض أن يمتد إلى ضمان الوصول‬

‫واالرتقاء بصحته إلى درجة العمال بسالمته البدنية و العقلية و اإلجتماعية ‪ ،‬و على ضوء‬

‫التعريف األكثر تداوال للحق في الصحة الذي وضعته املنظمة العاملية للصحة في املادة األولى‬

‫من ميثاقها املؤرخ في ‪ 22‬جويلية ‪ 1946‬و التى تنصل على أنه " الصحة حالة من اكتمال‬
‫العجز"‪7‬‬ ‫السالمة بدنيا و عقليا و اجتماعيا ‪ ،‬ال مجرد الخلو املرض و‬

‫‪6‬قندلي رمضان‪" ،‬الحق في الصحة في القانون الجزائري (دراسة مقاربة)"‪ ،‬مجلة دفاتر السياسية والقانون‪ ،‬العدد ‪06‬‬
‫جانفي ‪ ،2012‬ص‪.219‬‬
‫‪7‬حسين نوارة‪"،‬الحق في صحة العمال في اطار التشريع الجزائري" مجلة العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬املجلد‪10‬‬
‫‪،‬العدد‪،01‬جامعة مولود معمري تيزي وزو ‪،‬الجزائر‪ ،‬افريل ‪، 2019‬ص ‪.1681‬‬
‫‪10‬‬
‫احلماية الصحية للعامل يف الظرف العادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫املطلب الثاني‪:‬‬

‫واجبات رب العمل‬

‫لتقع مسؤولية الوقاية من حوادث العمل على أصحاب املشروع ‪ .‬أو من يمثله كمجلس اإلدارة‬

‫في املؤسسة ‪ ،‬حي ث تتخذ اإلدارة ما تراه من اإلجراءات الشاملة لوقاية العمال ‪،‬والحماية‬

‫القانونية للعامل ‪.‬ونجد أنها إنتقلت من فكرة الوقاية الصحية واألمن ‪،‬إلى الصحة في العمل‬

‫‪،‬ثم الراحة في العمل ‪.‬وهذا ما سنبينه من خالل الفروع الثالثة التالية ‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫التزام رب العمل بتوفبر الوقاية الصحية و االمن في مجال العمل‪.‬‬

‫إن وسائل عيش العمال تؤمن من خالل ثالثة أشياء‪ ،‬ضمان الشغل‪ ،‬الربح ‪ ،‬القد رة‬

‫على العمل‪ ،‬والتي يمكن أن تنخفض أو حتى تنعدم بسبب حوادث العمل و األمراض املهنية‪،‬‬

‫والتي تتزايد بسبب التصنيع‪ ،‬أي انتشار اآلالت ‪،‬استعمال القوى الجديدة‪ ،‬استعمال منتجات‬

‫خطيرة‪ .‬وهو ما أدى إلى تدخل املشرع في مختلف الدول‪ ،‬توافقا مع توصيات املنظمة العاملية‬
‫لها‪8.‬‬ ‫للصحة‪ ،‬من خالل تدابير الوقاية الصحية و األمن للتصدي‬

‫تتمثل األهداف األولى لحماية الصحة في العمل في حماية أمن العامل و سالمته‬

‫الجسدية‪ ،‬و تحسين شروط العمل‪ ،‬فعقد العمل هو العقد الذي يضع العامل من خالله نشاطه‬

‫و قوته تحت سلطة مستخدم معين ومن هنا يسعى قانون العمل لوضع قواعد للحماية الجسدية‬

‫‪8‬‬
‫‪)J) VATIN & (CL.) TREMEAU, <<Droit du travail et Droit social, Droit fiscal >>, LES‬‬
‫‪EDITIONS FOUCHER, Paris, 1973, p 105.‬‬
‫‪11‬‬
‫احلماية الصحية للعامل يف الظرف العادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫للعامل‪ ،9‬لذا يجب أن تكون مبادئ الوقاية في قلب نظام تسيير املؤسسة من اجل تفادي التضارب‬

‫بين املصالح فانه من غير املقبول االهتمام بالوقاية عندما تكون األحوال هادئة ‪،‬وتسير على ما‬

‫يرام ‪ ،‬وإهمالها في األوقات الصعبة و أمام زيادة املنافسة‪.10‬‬

‫جسد املشرع الجزائري التزام رب العمل ضمن املادة الثالثة من القانون رقم ‪-88‬‬

‫‪07‬املتعلق بالوقاية الصحية و األمن وطب العمل ‪،‬على أنه‪":‬يتعين على املؤسسة املستخدمة‬

‫ضمان الوقاية الصحية و األمن العمال"‪ ،11‬ونص في املادة ‪ 566‬منه أنه من حق العامل في‬

‫مجال األمن و الصحة في العمل حماية الصحة‪ ،‬والسالمة الجسدية والنفسية ضد كل‬

‫األخطار املهنية التي يمكن أن يتعرض لها أثناء العمل‪ ،‬كما يحق له التكوين واألعالم في مجال‬

‫الوقاية من األخطار املهنية ‪ .‬وبكفيه تقريبية تخص تدابير الوقاية الصحية واألمن في املحالت‬

‫والتجهيزات‪ ،‬وتتمثل في ما يلي‪:‬‬

‫يجب أن تكون اآلالت والتجهيزات األخرى مركبة بكيفية تضمن أمن العمال األجراء‪،‬‬

‫ويكون هدف طب العمل هدفا وقائيا بالدرجة األولى‪ ،‬بحيث يمكن من تجنب كل إضرار بصحة‬

‫العمال‪ ،‬بالنظر إلى املنصب الذي يشغله كل واحد منهم‪ .‬وأن تكون محالت العمل نظيفة‬

‫‪9‬‬
‫‪Nathalie DEDESSUS-LE- MOUSTIER ,<<La protection de la santé du salarié : de l’hygiène‬‬
‫‪et la sécurité au bien-être au travail >>, la santé au travail à l’épreuve des nouveaux risques,‬‬
‫‪coordination de Nathalie Dedessus- le – Moustier& Florence Dou t , Lavoiser, France , Avril‬‬
‫‪2010, p 67.‬‬
‫‪10‬‬
‫‪Claire BLONDIN-SEGUNINEAU ,<<Guide du management santé, sécurité au travail selon‬‬
‫‪ILO-OHS 2001>>, AFNOR ,France , 2007, Pp 01-02.‬‬
‫‪11‬القانون رقم ‪ 07-88‬املتعلق بالوقاية الصحية و االمن و طب العمل ‪,‬مؤرخ في ‪ 26‬جانفي ‪، 1988‬ج ر ج ج ‪،‬ع ‪, 04‬صادرة‬
‫بتاريخ ‪07‬جانفي ‪..1988‬ص ص‪.124. 117‬‬
‫‪12‬‬
‫احلماية الصحية للعامل يف الظرف العادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫بصورة مستمرة‪ ،‬وأن تتوفر فيها شروط الوقاية الضرورية لصحة العمال‪ ،‬ولبلوغ هذا الهدف‬

‫يقوم طبيب عند التشغيل و الفحوص الدورية أثناء العمل‪.12‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫التزام رب العمل بتوفير الصحة في العمل‬

‫إن مضمون التزام رب العمل بضمان الصحة و السالمة املهنية للعمال هو إلزامه‬

‫بإتخاذ كل احتياط ضروري لوقاية العامل من املخاطر‪ ،‬و أخطار العامل بها‪ ،‬و أخيرا توقيع‬

‫الفحص الطبي على العامل عند التحاقه بالخدمة و رعاية العامل طبيا أثناء الخدمة‪.13.‬‬

‫يقوم رب العمل بإتخاذ هذه التدابير بناء على املبادئ العامة للوقاية والتي تتمثل في‪:‬‬

‫تجنب الخطر ‪ ،‬محاربة األخطار من املصدر ‪،‬تكيف العمل مع اإلنسان‪ ،‬إستبدال ما هو‬

‫خطير بما ليس خطيرا ‪،‬أو بما هو أقل خطورة‪ .14‬و هو ما تبناه املشروع التمهيدي لقانون‬

‫العمل الجزائري في نص املادة‪570‬منه ‪ :‬يسهر املستخدم على تدابير الوقاية التي يتخذها‬

‫تهدف إلى ‪:‬‬

‫‪ -‬تجنيب تعريض العمال للخطر‪،‬‬

‫‪12‬سكيل رقية ‪،‬الحماية القانونية للعامل في مجال الوقاية الصحية واالمن‪ ،‬رسالة لنيل شهادة دكتوراه دولة في العلوم‬
‫تخصص القانون ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ابو بكر‪ ،‬بلقايد تلمسان ص ‪.32‬‬
‫‪13‬احمد عبد التواب محمد بهجت‪ ,‬التزام رب العمل بضمان الصحة والسالمة املهنية للعامل (دراسة مقارنة بين كل من‬
‫القانون املصري و الفرنس ي)‪ ،‬دار النهضة العربية ‪،‬مصر ‪،199,‬ص ‪.12.‬‬
‫(‪14HIDALGO‬‬ ‫‪Rudolph), SALOMAN( Guillaume), MORVAN ( Patrique) «Entreprise et‬‬
‫‪responsabilité pénale» .L.G.D.J, paris.1994, p.p.144-115.‬‬
‫‪13‬‬
‫احلماية الصحية للعامل يف الظرف العادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬القضاء على األخطار من املصدر‬

‫‪ -‬تقييم األخطار املتوقعة‪ ،‬ووضع مخططات إلقائية‬

‫ضرورة األخذ بعين االعتبار مناصب العمل‪ ،‬و اختيار التجهيزات و طرق العمل ‪،‬حالة‬

‫تطور التقنيات ‪،‬و تعزيز تكييف العمل مع اإلنسان ‪.‬‬

‫تنص املادة ‪12‬من القانون رقم ‪07-88‬املؤرخ في ‪.1988/01/26‬واملتعلق بالوقاية‬

‫الصحية واألمن وطب العمل السالف الذكر على انه «تعتبر حماية العمال بواسطة طب‬

‫العمل جزاء ال يتجزأ من السياسة الصحية الوطنية» ‪.‬وتنص املادة ‪13‬من املرسوم التنفيذي‬

‫رقم ‪120-93‬املتعلق بتنظيم طب العمل‪ .15‬تنص على أنه "يشتمل الفحص الطبي للتشغيل‬

‫املنصوص عليه في املادة ‪ 17‬من القانون رقم ‪07-88‬املؤرخ في ‪26‬يناير سنة ‪1988‬و املذكورة‬

‫أعاله ‪ ،‬على فحص سريري كامل و فحوص شبه سريرية مالئمة ‪ .‬ويهدف هذا الفحص الى‬

‫ما يأتي‪:‬‬

‫‪ -‬البحث عن سالمة العامل من أي داء خطير على بقية العمال ‪،‬‬

‫‪ -‬التأكد أن العامل مستعد صحيا للمنصب املرشح لشغله ‪،‬‬

‫اقتراح التعديالت التي يمكن إدخالها عند االقتضاء على منصب العمل املرشح لشغله‪،‬‬

‫بيان إذا ما كانت الحالة تتطلب فحصا جديدا أو استدعاء طبيب مختص في بعض الحاالت"‬

‫‪ 15‬مرسوم تنفيذي رقم ‪120-93‬املتعلق بتنظيم طب العمل‪ ،‬املؤرخ في‪15‬ماي‪ ،1993‬ج ر ج ج ‪،‬عدد‪ ، 33‬صادر‬
‫في‪19‬ماي‪،1993‬ص‪.‬ص‪.15_09.‬‬
‫‪14‬‬
‫احلماية الصحية للعامل يف الظرف العادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ويتبنى املعنى املوسع للصحة من خالل إقرار حق العمال في احترام سالمتهم البدنية و املعنوية‬

‫وكرامتهم ضمن عالقة العمل ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪:‬‬

‫اللتزام بتوفير الراحة في العمل‬

‫أوال‪ :‬العطل و الراحات القانونية‬

‫تحدد املدة القانونية للعمل في املؤسسات و اإلدا رات العمومية‪ ،‬طبقا للتشريع‬

‫املعمول به حسب املادة ‪186‬من األمر رقم ‪. 06/03‬‬

‫كما نصت املادة ‪187‬من القانون نفسه على أنه ‪":‬يمكن أن تقلص املدة القانونية‬

‫للعمل بالنسبة للموظفين الذين يقومون بنشاطات متعبة جدا أو خطيرة‪ ،‬تحدد كيفيات‬

‫تطبيق هذه املادة عن طريق التنظيم‪"16.‬‬

‫تقدر املدة القانونية للعمل بأربعين ساعة في األسبوع أثناء ظروف العمل العادية‬

‫وتتوزع هذه الساعات على خمسة أيام كاملة على األقل ‪ ،‬إال أن املوظف له الحق في العطل‬

‫والغيابات املكرسة بموجب القانون و التنظيم املعمول بهما‪.‬‬

‫‪ -1‬العطلة السنوية‪:‬‬

‫لكل موظف في حالة نشاط الحق في عطلة سنوية مدفوعة األجر‪ ،‬و الغاية منها هو‬

‫السماح للموظفين بالراحة ‪،‬قصد الحفاظ على صحتهم وتقوية قدراتهم على العمل من جديد‬

‫‪16‬املادة ‪ 187‬من األمر رقم ‪ ,03/06‬مؤرخ في ‪ 15‬يوليو ‪ , 2006‬متضمن القانون األساس ي العام للوظيفة العمومية‪ ،‬ج رج ج‬
‫‪،‬عدد ( ‪،) 46‬الصادر في ‪ 2006 /07/16‬ص‪.25‬‬
‫‪15‬‬
‫احلماية الصحية للعامل يف الظرف العادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫و تكون هذه العطلة ملدة شهر كامل من كل سنة عمل فعلي ‪،‬أي بمعدل يومين ونصف يوم‬

‫في الشهر ‪،‬وتكون مدفوعة األجر من قبل الجهة املستخدمة‪.17‬‬

‫كما يمكن املوظفين في والية الجنوب أو الخارج‪ ،‬االستفادة من عطل إضافية وفي هذا‬

‫املجال نصت املادة ‪195‬من األمر رقم ‪ 03/06‬على ما بلي‪« :‬يمكن املوظفين الذين يعملون في‬

‫بعض املناطق من التراب الوطني ‪ ،‬السيما في واليتي الجنوب ‪ ،‬وكذا الذين يعملون في الخارج‬

‫في بعض املناطق الجغرافية ‪ ،‬االستفادة من عطل إضافية‪.»...‬‬

‫ما تجدر إليه املالحظة هو إمكانية إستدعاء املوظف املتواجد في عطلة ملباشرة‬

‫نشاطاته إن اقتضت ضرو رة املصلحة حسب املادة ‪ 199‬من األمر رقم ‪ ،03/06‬كما يمكن‬

‫للموظف توقيت العطلة السنوية إثر وقوع مرض أو حادث مبرر ليستفي د من العطلة‬

‫املرضية وهو ما أشارت إليه املادة ‪ 201‬من األمر ‪ .03/06‬ولقد حددت املادة ‪ 204‬فترات‬

‫العمل لتحديد العطلة السنوية‪.‬‬

‫‪ -2‬عطلة األمومة‪:‬‬

‫تعتبر عطلة األمومة من الغيابات املدفوعة األجر وهي من حقوق املوظفات حيث نصت‬

‫املادة‪ 213‬على ‪«:‬تستفيد املرأة املوظفة‪ ،‬خالل فترة الحمل و الوالدة ‪،‬من عطلة أمومة وفقا‬

‫للتشريع املعمول به» وتقدر مدة العطلة ب‪ 14‬أسبوعا متتالية ابتداء من التوقف الفعلي عن‬

‫‪17‬مولود ديدان ‪,‬النظام القانوني للوظيفة العمومية وفقا لألمر ‪ 03/06‬املتضمن القانون األساس ي العام للوظيفة‬
‫العمومية دار بلقيس ‪ ,‬الدار البيضاء ‪ ,‬د‪ .‬س‪ ،‬ص‪ .‬ص ‪.50-49‬‬
‫‪16‬‬
‫احلماية الصحية للعامل يف الظرف العادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫العمل‪ .‬يمكن القول بان هذه العطلة قصيرة نوعا ما مقارنة بدول أخرى مما يؤثر على صحة‬

‫املرأة في العمل‪...‬الخ‬

‫‪ -3‬أيام الراحة القانونية‪:‬‬

‫اقر املشرع أيام الراحة القانونية منها يوم راحة أسبوعي‪ ،‬وهو يوم كامل مدفوع األجر‬

‫حيث نصت املادة ‪ 191‬من االمر رقم ‪ 03/06‬على انه ‪«:‬للموظف يوم كامل للراحة أسبوعيا‬

‫طبقا للتشريع املعمول به‪.»18‬‬

‫غير انه يمكن أن يؤجل اليوم األسبوعي للراحة ‪ ،‬في إطار تنظيم العمل ‪ ،‬إذا‬

‫اقتضت ضرورة املصلحة ذلك‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن املرسوم التنفيذي رقم ‪ 244/09‬حدد ساعات العمل من يوم‬

‫األحد إلى يوم الخميس ‪,‬توزع من الثامنة(‪ )08:00‬صباحا إلى الساعة الثانية عشر (‪)12:00‬زواال‬

‫‪,‬ومن الساعة الواحدة(‪)13:00‬بعد الزوال إلى الساعة الرابعة و النصف (‪)16:30‬مساء‪,‬‬

‫وتخصص ساعة واحدة للراحة بين الساعة الثانية عشر (‪ )12:00‬والساعة الواحدة (‪)13:00‬‬
‫الزوال‪19‬‬ ‫بعد‬

‫وبحسب هذا التوزيع يكون ملوظفي اإلدارات يومي (‪ )02‬عطلة أسبوعيا و هما‪:‬‬

‫الجمعة والسبت‪ .‬ويضاف لهذه الراحة األسبوعية العطل األخرى املدفوعة األجر كاألعياد‬

‫الوطنية والدينية‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫املادة‪ 191‬من أمر رقم ‪,03/06‬املتضمن القانون األساس ي العام للوظيفة العمومية‪ ،‬مرجع سابق ص ‪26‬‬
‫‪ 19‬مرسوم التنفيدي رقم ‪ 244_09‬مؤرخ في ‪2009/06/ 22‬؛ المعدل و المتمم للمرسوم التنفيدي رقم‬
‫‪ 59/97‬؛ محدد تنظيم ساعات العمل و توزيعها في قطاع المؤسسات و اإلدارات العمومية ̨‬
‫‪17‬‬
‫احلماية الصحية للعامل يف الظرف العادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫املبحث الثاني ‪:‬‬

‫دور كل من لجان الرقابة و الضمان االجتماعي في تطبيق الجراءات الوقائية‬

‫يقتض ي اإلهتمام بالعامل من الناحية اإلنسانية توفير الحماية له قبل وقوع الخطر‬

‫املنهي‪ ،‬و إن كانت هذه املهمة تقع أوال على عاتق املؤسسة املستخدمة إال أن البعض منها‪،‬‬
‫وفي كثير من األحيان ال ّ‬
‫تقدمها كما هو مقرر قانونا‪ ،‬فإن كانت املؤسسة املستخدمة تنتمي‬

‫للقطاع الخاص فيكون محور اهتمامها اإلنتاج و زيادة الربح‪ ،‬أما املؤسسات العمومية فيميز‬

‫مسيريها الالمباالة و عدم اإلهتمام‪ ،‬و كلما قلت الحماية الوقائية زادت نسبة اإلصابة‬

‫باملخاطر املهنية‪.‬‬

‫ذلك ما أدى باملشرع إلى توكيل مهمة اإلهتمام بمجال الوقاية الصحية و األمن إلى‬

‫أجهزة و هيئات أخرى تتكفل بذلك‪ ،‬و هذا التنوع في الجهات يؤدي بالضرورة إلى اختالف‬
‫شكل الحماية الوقائية ّ‬
‫املقدمة من كل منها‪ .‬فلدينا بداية األجهزة التي تركز في أداء مهامها على‬

‫الرقابة‪ ،‬إذ تشرف على رقابة املؤسسة املستخدمة ومدى تطبيقها للقوانين والتشريعات‬

‫املتعلقة بتدابير الوقاية الصحية و األمن‪ ،‬و كذا توفرها على طب العمل‪ ،‬ويمكن تقسيمها‬

‫إلى نوعين‪ ،‬و هي أجهزة داخلية أي داخل املؤسسة وهيئة خارجية لها دور كبير في هذا املجال‪.‬‬

‫أما الصنف اآلخر الذي يتجاوز دور الرقابة‪ ،‬فهي أجهزة تتمثل في الضمان اإلجتماعي الذي‬

‫له دور كبير في التدخل إذ يتدخل على مرحلتين مرحلة ما قبل وقوع الخطر املنهي من خالل‬

‫مسؤوليتها في مجال الوقاية و املرحلة الثانية بعد وقوع الخطر‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫احلماية الصحية للعامل يف الظرف العادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫لهذا الغرض‪ ،‬يجدر بنا شرح كيفيات تنظيم أجهزة الوقاية الداخلية و الخا رجية‬

‫(املطلب األول) و دور الضمان اإلجتماعي في مجال الوقاية (املطلب الثاني)‪.‬‬

‫املطلب األول‪:‬‬

‫دور لجان الرقابة في تحقيق الحماية الوقائية للعامل‬


‫ّ‬
‫خول املشرع لبعض الجهات مهمة ممارسة الرقابة على املؤسسة املستخدمة للتأكد‬

‫من مدى تطبيقها إلجراءات الوقاية الصحية و األمن املقررة بموجب النصوص التشريعية‬

‫ولتنظيمية‪ ،‬فدور لجان الرقابة مرتبط بنشاط املؤسسة املستخدمة‪.20‬‬

‫وليضمن املشرع فعالية أكثر لهذه اللجان جعل منها نوعين داخلية و خارجية األولى‬

‫قد تأخذ شكل لجان تقنية‪ ،‬أو مختصة‪ ،‬أو لجان متساوية األعضاء‪ ،‬أو أي شكل تنظيمي‬

‫آخر املهم أن تؤدي دورها في ممارسة الرقابة على املؤسسة و تعمل ضمن أطراف قانونية‬
‫ً‬
‫أساسا في مفتشية العمل التي‬ ‫تمكنها من أداء مهامها‪ ،‬أما لجان الرقابة الخارجية فتتمثل‬

‫تراقب مدى تطبيق أحكام قوانين العمل بصفة عامة و ما يتعلق بالوقاية الصحية بصفة‬

‫خاصة‪ 21.‬و هو ما سيأتي تفصيله فيما يلي‪:‬‬

‫‪20‬سكيل رقية‪" ،‬دور لجان الوقاية الصحية و االمن في وقاية العمال من االخطار املهنية داخل املؤسسة"‪ ،‬كلية الحقوق و‬
‫العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ ،‬جانفي ‪(،2014‬غير منشور)‪.‬‬
‫‪ - 21‬أحمية سليمان ‪،‬التنظيم القانوني لعالقات العمل في التشريع الجزائري‪ (،‬عالقة العمل الفردية)‪،‬ج‪،2‬ديوان‬
‫املطبوعات الجامعية ‪،‬الجزائر‪ ،1998 ،‬ص‪.138‬‬
‫‪19‬‬
‫احلماية الصحية للعامل يف الظرف العادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫دور لجان الرقابة الداخلية في تحقيق الحماية الوقائية للعامل‬


‫ّإن لجان الرقابة الداخلية لها دور هام و ّ‬
‫فع ال في حماية العمال‪ ،‬كونها دائمة‬

‫االحتكاك بظروف العمال و خبايا ما توفره الهيئة املستخدمة من تدابير وقائية لحماية‬

‫العامل أي أنها تقف أكثر على حقيقة الوضع داخل املؤسسة املستخدمة‪ ،‬من خالل االتصال‬

‫املباشر بالعمال و بالتالي تكون أكثر دراية بمدى توفير تدابير الوقاية الصحية واألمن‪ .‬ويمكن‬
‫أن تظهر لجان الرقابة الداخلية في عدة أشكال لكنها تقوم تقريبا بذات ّ‬
‫الدور منها ما هو‬
‫خاص‪22.‬‬ ‫منصوص عليها بموجب قانون العمل‪ ،‬و منها ما هو منظم بموجب قانون‬

‫ً‬
‫أوال‪ :‬تنظيم ّ‬
‫لجان الوقاية الصحية و األمن‬

‫أ‪ -‬تكون لجان الوقاية الصحية و األمن في التشريع الجزائري على نوعين ‪:‬‬

‫ّ‬
‫اللجان املتساوية األعضاء للوقاية الصحية و ال أمن ‪ ،1‬و لجنة ما بين املؤسسات للوقاية‬

‫الصحية و ال أمن ‪.2‬‬

‫‪ّ -1‬‬
‫اللجان املتساوية األعضاء للوقاية الصحية و األمن على مستوى املؤسسة (لجنة املؤسسة‬

‫ولجنة الوحدة)‪.‬‬

‫‪ - 22‬قالية فيروز‪ ،‬الحماية القانونية للعامل من األخطار املهنية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستير في القانون فرع‪ :‬قانون‬
‫املسؤولية املهنية‪ " ،‬القانون األساس ي و العلوم السياسية"‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬ص‪.72‬‬
‫‪20‬‬
‫احلماية الصحية للعامل يف الظرف العادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وضع املشرع الجزائري عتبة تتعلق بعدد ّ‬


‫العمال في املؤسسات املستخدمة من أجل‬
‫إنشاء ّ‬
‫اللجان املكلفة بالوقاية الصحية و األمن مهما كان قطاع النشاط الذي تنتمي إليه سواء‬

‫القطاع التجاري أو الفالحي أو الصناعي أو البناء و األشغال العمومية‪ 23.‬إذا اشترط لتأسيسها‬

‫عمال ذوي عالقة عمل غير محددة ّ‬


‫املدة‪ ،‬و‬ ‫تشغيل الهيئة املستخدمة ألكثر من تسعة (‪ّ )9‬‬

‫هذا وفقا لنص املادة الثالثة و العشرون(‪ )23‬من القانون رقم ‪ 07-88‬املتعلق بالوقاية‬

‫الصحية و األمن و طب العمل‪ " :‬تؤسس وجوبا لجان متساوية األعضاء للوقاية الصحية و‬

‫األمن على مستوى كل هيئة مستخدمة تشغل أكثر من تسعة عمال ذوي عالقة عمل غير‬
‫محددة‪ 24"...‬ثم أكدت هذه القاعدة في املرسوم التنفيذي رقم ‪09-05‬املتعلق بهذه ّ‬
‫اللجان و‬
‫أسماها ب " لجنة املؤسسة "‪ ،‬أما إذا كانت املؤسسة املستخدمة تشغل عدد ّ‬
‫عمال يفوق‬

‫الخمسين (‪ )50‬عامال فإلزامي و إجباري قيامها بتشكيل مصلحة للوقاية الصحية و األمن أو‬

‫كلما اقتضت ذلك أهمية الهيئة املستخدمة أو طبيعة نشاطاتها التابعة لقطاع الصناعة أو‬
‫لقطاعات البناء و األشغال العمومية و الري‪ 25.‬وإذا كانت املؤسسة مكونة من ّ‬
‫عدة وحدات‬

‫تؤسس ضمن كل واحدة منها لجنة متساوية األعضاء للوقاية الصحية و األمن تدعى ب " لجنة‬
‫املقر‪26.‬‬ ‫الوحدة "‪ ،‬و تعتبر املديرية العامة للهيئة املستخدمة بمثابة‬

‫‪ -23‬املادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 07-88‬املؤرخ في ‪ 26‬يناير‪ ،‬يتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل‪.‬‬
‫‪ -24‬املادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪ ،07-88‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪ -25‬املادة ‪ 26‬من القانون نفسه‪.‬‬


‫‪ -26‬املادة ‪ 2‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،09-05‬مؤرخ في ‪ 26‬ذي القعدة عام ‪ 1425‬املوافق ل ‪ 8‬يناير سنة ‪ , 2005‬املتعلق‬
‫باللجان املتساوية األعضاء للوقاية الصحية واألمن ومندوبي الوقاية الصحية واألمن‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫احلماية الصحية للعامل يف الظرف العادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫نص املشرع الجزائري في املادة الثانية و العشرون(‪ )22‬من املرسوم التنفيذي رقم‬

‫‪ 09-05‬املتعلق باللجان املتساوية األعضاء للوقاية الصحية و األمن و مندوبي الوقاية الصحية‬

‫و األمن و املادة الثالثة و العشرون (‪ )23‬فقرة ‪ 2‬على أنه‪ " :‬في الهيئات املستخدمة التي تشغل‬

‫تسعة (‪ )9‬عمال أو أقل يعين مسؤولها مندوبا للوقاية الصحية و األمن للقيام بمهام لجنة‬

‫الوقاية الصحية و األمن و هو يتمتع بنفس وسائلها‪ ،‬أما إذا كانت تشغل أكثر من تسعة (‪)9‬‬
‫ً‬
‫مندوبا ً‬
‫دائما للوقاية الصحية و األمن‬ ‫وجوبا‬ ‫عمال ذوي عالقة عمل ّ‬
‫محددة ‪،‬يعين هذا األخير ً‬ ‫ّ‬

‫املجال‪27.‬‬ ‫يساعده إثنان من ّ‬


‫العمال األكثر تأهيال في هذا‬

‫ويختلف عدد أعضائها بين الوحدة و املؤسسة و ذلك كما يلي‪ :‬على مستوى الوحدة‬

‫تتكون من عضوين يمثالن مديرية الوحدة و عضوين يمثالن عمال الوحدة‪ ،‬أما على مستوى‬
‫املؤسسة فتتكون من ‪ 3‬أعضاء يمثلون مديرية املؤسسة و ثالثة أعضاء يمثلون ّ‬
‫عمال‬
‫ملدة (‪ )3‬سنوات قابلة للتجديد دون أن ّ‬
‫يحدد املشرع‬ ‫املؤسسة و يعين هؤالء األعضاء ّ‬

‫العهدة‪28.‬‬ ‫الجزائري عدد املرات التي ّ‬


‫تجدد فيها‬

‫‪ -27‬خليفي حلمية‪ ،‬الحماية للعامل من األخطار املهنية‪ ،‬مذكرة تخرج مقدمة لنيل شهادة املاستر في الحقوق‪ ،‬تخصص‪:‬‬
‫حقوق وحريات‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة أحمد دراية أدرار‪ 2018 ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪ - 28‬املادة ‪ 12‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 09-05‬مؤرخ في ‪ 8‬يناير سنة ‪ ، 2005‬املتعلق باللجان املتساوية األعضاء للوقاية‬
‫الصحية و األمن و مندوبي الوقاية الصحية و األمن ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫احلماية الصحية للعامل يف الظرف العادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -2‬لجنة ما بين املؤسسات للوقاية الصحية و األمن‪:‬‬

‫إن لجنة ما بين املؤسسات هي لجنة متساوية األعضاء‪ ،‬تضم نفس عدد املمثلين‬

‫للعمال وأرباب العمل و تتكون هذه اللجنة من ممثلين عن كل املؤسسات التابعة لنفس الفرع‬
‫ً‬
‫عماال تكون‬ ‫املنهي أو لعدة فروع مهنية التي تما س أماكن العمل ملدة ّ‬
‫محددة و تشغل لذلك‬ ‫ر‬

‫عالقة عملهم و هذا تطبيقا لنص املادة الرابعة من القانون رقم ‪ 07-88‬املتعلق بالوقاية‬

‫الصحية واألمن و طب العمل و التي تنص على ‪ " :‬عندما تمارس عدة مؤسسات تابعة لنفس‬

‫الفرع املنهي أو لعدة فروع مهنية أنشطتها في نفس أماكن العمل ملدة محددة وتشغل على وجه‬
‫ً‬
‫الخصوص عماال تكون مدة عالقة عملهم تؤسس وجوبا لجان ما بين املؤسسات للوقاية‬
‫الصحية و األمن‪ ،"...‬و يجب على كل مؤسسة من املؤسسات املعينة أن تعين ممثال وا ً‬
‫حدا‬
‫العمال‪29.‬‬ ‫عن الجهة املستخدمة و ممثال عن جهة‬

‫ثانيا‪ :‬اختصاصات لجان الوقاية الصحية واألمن‬

‫تقوم لجان الوقاية الصحية و األمن باختصاصات تختلف بحسب نوعها ما إذا كان‬

‫بصدد لجنة من لجان الوحدة أو لجنة من لجان املؤسسة‪ ،‬فبالنسبة إلختصاصات لجان‬

‫الوحدة فإنها تقوم بتفتيش أماكن العمل قصد التأكد من توفر الشروط الحسنة للوقاية‬

‫الصحية العامة و النظافة الصحية‪ ،‬إحترام القواعد التنظيمية و تطبيقها في مجال املراقبة‬

‫الدورية‪ ،‬مراجعة اآلالت و املنشآت و األجهزة األخرى‪ ،‬الصيانة الحسنة و االستعمال الحسن‬

‫‪ -29‬سكيل رقية‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.242‬‬


‫‪23‬‬
‫احلماية الصحية للعامل يف الظرف العادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ألجهزة الحماية‪ ،‬كما أنها تقوم بتقييم نتائج هذا التفتيش‪،30‬ومن صالحياتها أيضا ‪ :‬التأكد من‬

‫تطبيق القواعد التشريعية و التنظيمية املعمول بها في مجال الوقاية الصحية و األمن‪ ،‬إقتراح‬

‫التحسينات التي تراها ضرورية‪ ،‬إجراء كل تحقيق إثر وقوع حادث عمل أو مرض منهي خطير‬

‫ملعرفة أسباب حدوثه بهدف الوقاية‪،31‬املساهمة في إعالم العمال و في تكوين املستخدمين‬

‫املعنيين و تحسين مستواهم في مجال الوقاية من األخطار املهنية‪ ،‬إعداد اإلحصائيات املتعلقة‬

‫بحوادث العمل و األمراض املهنية‪.‬‬

‫أما بالنسبة الختصاصات لجان املؤسسة فإنها تكلف بتنسيق نشاطات لجان الوحدة‬

‫و توجيهها و كذا جمع كل املعلومات و الوثائق التي من شأنها املساهمة في تطوير الوقاية‬

‫الصحية و األمن و طب العمل في الوحدات و تدعيمها‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مندوبي املستخدمين أو لجان املشاركة‪:‬‬

‫أقر املشرع الجزائري في الباب الخامس من القانون رقم ‪ 11-90‬املتعلق بعالقات العمل‬
‫حق مشاركة ّ‬
‫العمال في الهيئة املستخدمة ‪ ،‬و تتم هذه املشاركة كما يأتي‪:‬‬

‫‪ -‬بواسطة مندوبي املستخدمين في مستوى كل مكان عمل متميز يحتوي على عشرين (‪)20‬‬

‫عامال على األقل‪.‬‬

‫‪ -30‬املادة ‪ 4‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،09-05‬املتعلق باللجان املتساوية األعضاء للوقاية الصحية و األمن و مندوبي الوقاية‬
‫الصحية و األمن ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -31‬املادة ‪ 6‬من املرجع نفسه‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫احلماية الصحية للعامل يف الظرف العادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬بواسطة لجنة املشاركة تضم مندوبي املستخدمين في مستوى مقر الهيئة املستخدمة‬

‫املنتخبين ضمن نفس الهيئة املستخدمة‪.32‬‬

‫ويمارس مندوب املستخدمين املنتخب صالحيات لجنة املشاركة في الحاالت التي تتوفر‬
‫وحيد‪33.‬‬ ‫فيها الهيئة املستخدمة على مكان عمل متميز و‬

‫أ‪ -‬تعيين مندوبي املستخدمين وتشكيل لجنة املشاركة ‪.‬‬

‫ينتخب مندوبي املستخدمين للوقاية الصحية واألمن من طرف ّ‬


‫العمال املعنيون باإلقتراع‬
‫الفردي الحر السري و املباشر من بين ّ‬
‫العمال املثبتين الذين تتوفر فيهم شروط الناخب‬

‫البالغين ‪ 21‬سنة و مثبتين بأقدمية ألكثر من سنة في الهيئة املستخدمة‪ .‬و يتحدد عدد‬

‫املندوبين كالتالي‪:‬‬

‫ً‬
‫‪ -‬إذا كان عدد عمال املؤسسة ما بين ‪ 20‬إلى ‪ 50‬عامال يعين مندوبا واحد‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬إذا كان عدد عمال املؤسسة ما بين ‪ 51‬إلى ‪ 150‬عامال يعين مندوبين‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬إذا كان عدد عمال املؤسسة ما بين ‪ 151‬إلى ‪ 400‬عامال يعين ‪ 4‬مندوبين‬
‫‪ -‬ويخصص مندوب إضافي عن كل شريحة ‪ 500‬عامل إذا تجاوز عدد ّ‬
‫العمال ‪ 1000‬عامل‪.‬‬

‫‪ -32‬املادة ‪ 91‬من القانون رقم ‪، 11- 90‬مؤرخ في ‪ 21‬أفريل ‪،1990‬يتعلق بعالقات العمل ج ر ج ج ‪،‬عدد ‪ 17‬معدل و متمم‬
‫بالقانون رقم ‪ 29-91‬مؤرخ في ‪( 1991/12/21‬ج ر ج ج عدد ‪ ،)68‬و متمم باملرسوم التشريعي رقم ‪ 03-94‬مؤرخ في‬
‫‪( 1994/04/11‬ج ر ج ج ‪ )20‬معدل و متمم باألمر رقم ‪ 21/96‬مؤرخ في ‪( 1996/7/9‬ج ر ج ج عدد ‪.)43‬‬
‫‪ -33‬املادة ‪ 93‬مكرر من القانون نفسه‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫احلماية الصحية للعامل يف الظرف العادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ّ‬
‫تعد لجنة املشاركة ‪ 34‬نظامها الداخلي و تنتخب من بين أعضائها مكتبا ّ‬
‫يتكون من‬
‫األقل‪35.‬‬ ‫رئيس ونائب رئيس‪ ،‬عندما تتكون من مندوبين اثنين للمستخدمين على‬

‫ب‪-‬تتمثل صالحيات أجهزة املشاركة في مجال الوقاية في‪:‬‬

‫‪ -‬مراقبة تنفيذ األحكام املطبقة في ميدان الشغل و الوقاية الصحية و األمن واألحكام‬

‫املتعلقة بالضمان اإلجتماعي‪.‬‬

‫‪ -‬القيام بكل عمل مالئم لدى املستخدم في حالة عدم احترام األحكام التشريعية والتنظيمية‬

‫الخاصة بحفظ الوقاية الصحية و األمن وطب العمل‪.‬‬

‫‪ -‬إعالم ّ‬
‫العمال بانتظام باملسائل املعالجة ما عدا املسائل التي لها عالقة بأساليب الصنع‬
‫السرية‪36.‬‬ ‫والعالقات مع الغير و املسائل التي تكتس ي الكتمان و‬

‫‪ -34‬لجنة املشاركة هي لجنة مكونة من مجموع مندوبي املستخدمين حسب املادة ‪ 91‬من القانون رقم ‪ 11-90‬املتعلق‬
‫بعالقات العمل‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -35‬مزاري أحالم‪ ،‬املشاركة العمالية في تسيير الهيئة املستخدمة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماجستير في الق‪ ،‬تخصص‪ :‬القانون‬
‫االجتماعي‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة وهران‪ ،2012 ،‬ص‪.26‬‬
‫‪ -36‬املادة ‪ 94‬من القانون رقم ‪ 11- 90‬يتعلق بعالقات العمل‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫احلماية الصحية للعامل يف الظرف العادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫دور لجان الرقابة الخارجية في تحقيق الحماية الوقائية للعامل‬

‫تمارس الرقابة الخارجية على املؤسسة املستخدمة مفتشية العمل وهذه األخيرة تشمل‬

‫على هياكل مركزية وأخرى غير ممركزة‪ .‬الهياكل املركزية تشمل نوعين من املديريات‪ ،‬األولى‬

‫تتعلق بالتنظيم والتكوين أما الثانية فهي تختص بالعالقات املهنية و لكل منهما مهام‬

‫خاصة بها‪ .‬أما الهياكل غير املمركزة التابعة للمفتشية العامة للعمل‪ ،‬فتضم مفتشيات‬

‫جهوية للعمل على املستوى املحلي املختصة بوالية أو عدة واليات و مكاتب مفتشية العمل‬

‫والتي عادة ما تختص بمنطقة صناعية و يتم تحديد املجال الجغرافي الختصاص املفتشيات‬

‫الجهوية أو املكاتب بموجب قرار وزاري مشترك‪. 37‬‬

‫أوال ‪ :‬صالحيات مفتشية العمل في مجال الرقابة‬

‫تتمثل صالحيات مفتش العمل في مجال الرقابة في القيام بزيارات ميدانية (‪ ،)1‬ومن‬

‫ثم التدخل بحسب ما اكتشفه أو الحظه خالل هذه الزيارات‪ ،‬إضافة إلى تلقي الشكاوى (‪)2‬‬

‫واملساهمة في تقرير العقوبات (‪.)3‬‬

‫‪ -1‬القيام بالزيارات امليدانية‪:‬‬

‫‪-37‬قالبة فيروز‪ ،‬مرجع سابق ص‪ .‬ص‪.81-80 ،‬‬


‫‪27‬‬
‫احلماية الصحية للعامل يف الظرف العادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يتمتع مفتشية العمل بسلطة القيام بزيارات ميدانية إلى أماكن العمل التابعة ملهامهم‬

‫و مجال اختصاصهم‪ ،‬قصد مراقبة تطبيق األحكام القانونية و التنظيمية و يمكنهم بهذه‬

‫الصفة الدخول بأية ساعة في الليل أو النهار إلى أي مكان يشتغل فيه أشخاص تحميهم‬

‫األحكام القانونية و التنظيمية التي يتعين عليهم معاينة تطبيقها‪.38‬‬

‫يمكن ملفتش ي العمل أن يقوموا بأي فحص أو مراقبة أو تحقيق يرونه ضروريا للتحقق‬

‫من احترام األحكام القانونية و التنظيم ية‪ ،‬و يمكنهم القيام خصوصا بما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬االستماع و االستعانة بأي شخص يرى مفتش العمل على ضرورة االستنارة برأيه خاصة‬

‫حين يتعلق األمر بمجال الوقاية الصحية و األمن‪.‬‬

‫‪ -‬أخذ عينة من أي مادة مستعملة قصد تحليلها‪.39‬‬

‫‪ -‬طلب اإلطالع على أي دفتر أو سجل أو وثيقة منصوص عليها في تشريع العمل أو تنظيمه‬
‫به‪40.‬‬ ‫بغية التحقق من مطابقتها للتشريع املعمول‬

‫ج‪-‬مهام مفتش العمل بعد االنتهاء من الزيارات امليدانية‪:‬‬

‫‪ -38‬خليفي حليمة‪ ،‬الحماية القانونية للعامل من األخطار املهنية‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.40‬‬
‫‪ -39‬املادة ‪ 05‬من القانون رقم ‪ ,03/90‬املؤرخ في ‪ 6‬فبراير سنة ‪ 1990‬يتعلق بمفتشية العمل‪ ،‬معدل و متمم باألمر رقم‬
‫‪ ،11/96‬مؤرخ في ‪ 10‬يونيو ‪ ،1996‬ج ر ج ج عدد ‪ ،36‬صادرة في‪ 12‬جوان ‪.1996‬‬
‫‪ -40‬املادة ‪ 06‬من القانون ‪ ،03/90‬املتعلق بمفتشية العمل‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫احلماية الصحية للعامل يف الظرف العادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يمكن ملفتشوا العمل بعد انتهاء الزيارات امليدانية ألماكن العمل أن يحرروا املالحظات‬

‫الكتابية و اإلعذا رات ومحاضر املخالفات كلما عاينوا تقصيرا في تطبيق التشريع والتنظيم‬

‫املعمول بالعمل‪.‬‬

‫في حالة ما إذا الحظ مفتش العمل تقصيرا أو خرقا لألحكام التشريعية و التنظيمية‬

‫املتعلقة بالوقاية الصحية و األمن و طب العمل‪ ،‬يوجه إلى املستخدم إعذا ٌرا لالمتثال‬
‫للتعليمات مع تحديد أجل لذلك‪ ،‬غير ذلك إذا تعرض العمال ألخطار جسيمة ّ‬
‫سببتها مواقع‬
‫ً‬ ‫العمل أو أساليبه العديمة النظافة ّ‬
‫يحرر مفتش العمل فورا محضر املخالفة و يعذر‬
‫ً‬
‫املستخدم باتخاذ تدابير الوقاية املالئمة لألخطار املطلوب اتقائها‪ ،‬كما يمكن له أيضا في هذا‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫الصدد أن يخطر الوالي أو رئيس املجلس الشعبي البلدي املختصين إقليميا‪ ،41‬اللذان يتخذان‬
‫العمل‪42.‬‬ ‫جميع التدابير الالزمة بعد إخطار رب‬

‫‪ -2‬تلقي الشكاوى‪:‬‬

‫قد ترتكب املؤسسة املستخدمة بعض املخالفات و التجاوزات ّ‬


‫تهد د صحة ّ‬
‫العمال‬
‫وأمنهم‪ ،‬و قد يكون الوضع أخطر من ذلك إذ تكون فيه حياة ّ‬
‫العمال مهددة‪ .‬و خوفا من‬

‫تحقق الخطر منح املشرع لبعض األطراف صالحية إعالم مفتش العمل باالنتهاكات التي تعرفها‬

‫املؤسسة حتى يتكفل بالتصدي لها باعتباره املختص قانونا بذلك‪.‬‬

‫‪41‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬القانون االداري‪( ،‬التنظيم االداري)‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2002 ،‬ص‪.163‬‬
‫‪ -42‬املادة ‪ 36‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ،120-93‬املؤرخ في ‪ 15‬ماي ‪ ،1993‬يتعلق بطب العمل‪ ،‬ج ر ج ج‪ ،‬ع (‪.)33‬‬
‫‪29‬‬
‫احلماية الصحية للعامل يف الظرف العادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ا‪ -‬تلقي الشكاوى من طبيب العمل‪:‬‬

‫يقدم طبيب العمل إلى الهيئة املستخدمة مجموعة من اآلراء املتصلة بمهامه على شكل‬

‫قرارات قد تكون ذات طابع طبي بحت أو تتعلق بتحسين ظروف العمل و كذا بعض القرارات‬

‫األخرى يقرر بموجبها تغيير منصب أحد العمال بسبب ضعف في صحته مما يجعله غير كفء‬

‫لتولي ذلك العمل و يتدخل أيضا حين تكون املؤسسة املستخدمة بصدد تقديم تطبيق‬
‫للمعاقين‪43...‬‬ ‫التشريع املتعلق باملناصب املخصصة‬

‫تلتزم الهيئة املستخدمة بهذه القرارات و في حالة ما لم تعرها أهمية أو لم تأخذها‬

‫أصال بعين اإلعتبار فهنا يحق لطبيب العمل أن أي دافع عن قراراته من خالل إخطار مفتش‬
‫ً‬
‫العمل املختص إقليميا‪ .‬هذا األخير يطلب حضور طبيب الرقابة باعتباره أكثر تأهيال ودراية‬

‫بمجال الطب و يناقش معه امللف ليتمكن من اتخاذ اإلجراء املناسب لحماية حقوق العمل‬

‫من جهة‪ ،‬و من جهة أخرى اتخاذ اإلجراء املناسب ضد املؤسسة املستخدمة لتقاعسها في‬

‫تنفيذ هذه القرارات‪.44‬‬

‫‪ 43‬قالية فيروز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .‬ص‪.85-84 ،‬‬

‫‪30‬‬
‫احلماية الصحية للعامل يف الظرف العادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ب‪ -‬تلقي الشكاوى من أعضاء لجنة الوقاية ‪:‬‬

‫بإمكان أعضاء لجان الوقاية الصحية و األمن أو املندوبين في حالة أن الحظوا فيه‬
‫تهاونا مفرطا ينذر باحتمال وقوع خطر على ّ‬
‫العمال مع رفض أو تجاهل املؤسسة املستخدمة‬
‫املناسبة‪45.‬‬ ‫اتخاذ اإلجراءات‬

‫‪_3‬املساهمة في اتخاذ و تقرير العقوبة‪:‬‬

‫في حالة إخالل املؤسسة املستخدمة بالقواعد الصحية و األمنية وكذا القواعد العامة‬

‫في مجال طب العمل تتعرض إلى العقوبات املقررة قانونا و التي تثبت بموجب محاضر‬
‫املخالفات ّ‬
‫املحررة من طرف مفتش العمل و في حالة العود الذي يثبت أيضا بموجب محاضر‬
‫مفتش العمل يمكن أن تصل العقوبة إلى غلق املؤسسة غلقا ً‬
‫كليا أو جزئيا‪ ،‬إلى غاية إنجاز‬

‫األشغال التي أقرها القانون‪ ،‬و يقرر بنا ءا على قرار املحكمة‪ .‬كما يمكن ملفتش العمل إزالة‬

‫أسباب الخطر عن طريق التنفيذ املباشر على نفقة املؤسسة‪ ،‬و نشير إلى أن العقوبات‬

‫املنصوص عليها في هذا اإلطار ليست محصورة في قانون معين و هو ما يسمح بتطبيق قانون‬
‫الوفاة‪46.‬‬ ‫العقوبات على رب العمل في الحالة التي تؤدي فيها اإلصابة إلى‬

‫‪ -45‬خليفي حليمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.41‬‬


‫‪46YATAGHENE‬‬ ‫‪Mourad, Rôle de l’inspection de travail dans les préventions des risques‬‬
‫‪professionnels, célébration de la journée mondiale sur la sécurité et santé au travail‬‬
‫‪professionnels santé et vie de travail, un droit humain fondamental « Alger, le 28-04-2009.‬‬
‫‪31‬‬
‫احلماية الصحية للعامل يف الظرف العادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫إن زيادة عدد حوادث العمل و األمراض املهنية يبين لنا أن تدابير الوقاية الصحية‬

‫واألمن في كثير من األحيان تبقى حبرا على ورق‪ ،‬األمر الذي يستدعي إعادة النظر في بعض‬

‫النقاط‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪ -‬زيادة عدد مفتش ي العمل و ضمان تأديتهم ملهامهم على الوجه املنتظر منهم و يظهر ذلك‬

‫من خالل النتائج امليدانية التي يقدمونها ألن العديد من املؤسسات ال تحترم القوانين السارية‪.‬‬

‫‪ -‬أن تساهم الدولة في تقديم املساعدات الضرورية للمؤسسات الصغيرة أو ذات الرأسمال‬

‫املتواضع على توفير الوقاية الصحية و األمن وإن كانت املساعدة من خالل تسهيل حصولها‬

‫على معدات الوقاية أو مساعدات مالية‪.‬‬

‫‪ -‬توسيع مجال تعليم و تكوين جميع العمال حول مخاطر العمل و كيفية التعامل معها أو‬

‫مع أي طارئ يهدد حياتهم أو يستهدف املؤسسة‪ ،‬حتى وإن كان بصفة دورية أال يقتصر على‬
‫األمن‪47.‬‬ ‫لجان الوقاية و‬

‫املطلب الثاني‪:‬‬

‫دور الضمان الجتماعي في تحقيق الحماية الوقائية للعامل‬

‫للضمان اإلجتماعي في مجال األخطار املهنية دور وقائي هذا ما يجعله ال يقتصر فقط‬

‫على التعويض بعد وقوع الخطر من خالل ضمان التكفل بالعامل أو ذوي حقوقه‪ ،‬و هو ال‬

‫‪ -47‬قالبة فيروز‪ ،‬مرج سابق‪ ،‬ص‪ .‬ص‪.86-85 ،‬‬


‫‪32‬‬
‫احلماية الصحية للعامل يف الظرف العادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ً‬
‫يقدم خدماته لكل العمال بل يراعي شرطا أساسيا و جوهريا تتوقف بموجبه الحماية و هو‬
‫ّ‬
‫دفع االشتراكات من طرف العمال لكي يلتزم بعدها بتقديم مجموعة من الخدمات تهدف إلى‬

‫الوقاية من األخطار املهنية‪.‬‬

‫سنتعرف فيما يلي إلى هيئات الضمان االجتماعي املسؤولة عن الحماية الوقائية‬

‫(الفرع األول)‪ ،‬االنتساب للضمان االجتماعي شرط االستفادة من الحماية الوقائية (الفرع‬

‫الثاني) و تدابير الوقاية الخاصة بالضمان االجتماعي (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع االول‪:‬‬

‫هيئات الضمان االجتماعي املسؤولة عن الحماية الوقائية للعامل‬

‫ان هيئات الضمان االجتماعي املسؤولة عن الحماية الوقائية موزعة على مستوى التراب‬

‫الوطني لتمكين الهيئة من القيام بمهامها‪ ،‬و يتم ذلك من خالل جمع املعلومات املتعلقة‬

‫باألخطار املهنية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬على املستوى الوالئي‬

‫توجد مصلحة على املستوى الوالئي تتولى مهمة تلقي بالغات حوادث العمل واألمراض‬

‫املهنية مع املعلومات املرتبطة بدرجة خطورتها‪ 48‬و إرسالها إلى الصندوق الجهوي ‪،‬حيث تتكفل‬

‫‪48‬‬
‫‪-Djebli Mohammad, accidents du travail et maladies professionnelles , ( historique). Série‬‬
‫‪éducation ouvrière, thèmes sur les risques professionnelles dans le secteur minier et leur‬‬
‫‪33‬‬
‫احلماية الصحية للعامل يف الظرف العادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الوكاالت الوالئية للصندوق الوطني للتأمينات اإلجتماعية و حوادث العمل واألمراض املهنية‪،‬‬

‫إضافة إلى دورها في تنظيم و تنسيق و مراقبة نشاطات مراكز البلدية وفروع املؤسسة‬

‫بضمان مصلحة األداء املستحقة‪ ،‬و املتعلقة بالتأمينات االجتماعية والحوادث املهنية‪ ،‬إذ‬

‫تكتفي بتحصيل اشتراكات و مراقبة التزامات الخاضعين للضمان االجتماعي والقيام أيضا‬

‫بالتحصيل‪ ،‬تمارس املراقبة الطبية‪ ،‬ضمان التسيير الدائم للوسائل املادية والبشرية‬

‫للوكالة وتطبيق االستثمارات املخصصة للوكالة باإلضافة لتسيير الهياكل ذات الطابع الصحي‬

‫واالجتماعي التابعة إلختصاصها‪.49‬‬

‫ثانيا‪ :‬على املستوى الجهوي ‪:‬‬

‫هناك مصلحتين جهويتين‪ ،‬األولى مكلفة بالجمع واملراقبة والتحويل إلى مصلحة‬

‫املعلومات باإلضافة إلى ذلك توجد مصلحة للمراقبين وهي املصلحة الثانية املختصة باملراقبة‬

‫و إجراء التحقيقات يكون الغرض منها معرفة الطابع املنهي للحادث‪ ،‬و هي املصلحة‬
‫املنهي‪50.‬‬ ‫التي يظهر دورها بعد وقوع الخطر‬

‫ثالثا‪ :‬على املستوى الوطني‪:‬‬

‫‪prévention dans les pays africains. Organisation arabe de travail, institut arabe d’éducation‬‬
‫‪ouvrière et de recherche sur le travail d’Alger, 1991, p 77.‬‬
‫‪49‬خلفي حليمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.42‬‬
‫‪50‬عبد الرحمان نصيرة‪ ،‬عبد الرحمان فاطمة الزهراء‪ ،‬أجهزة الرقابة من حوادث العمل واألمراض املهنية في التشريع‬
‫الجزائري‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة املاستر في القانون‪ ،‬تخصص‪ :‬ضمان اجتماعي‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،2014 ،‬ص‪.42‬‬
‫‪34‬‬
‫احلماية الصحية للعامل يف الظرف العادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫نجد على املستوى الوطني املديرية الفرعية للوقاية من الحوادث تحتوي على‬

‫مصلحتين‪ ،‬األولى مكلفة بجمع املعلومات و نشرها و الثانية بالتصريح عن كل مبادرة للوقاية‬
‫االجتماعية‪51.‬‬ ‫تقوم بها مصالح الحماية‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫االنتساب للضمان االجتماعي شرط االستفادة من الحماية الوقائية‬

‫يفرض القانون التزامات على صاحب العمل تتمثل أساسا في أداء االشتراكات عن‬
‫نفسه باعتباره صاحب عمل‪ ،‬أو عن ّ‬
‫العمال املشغلين عنده طبقا ألحكام القانون و تقدير‬
‫ه ذه االشتراكات يكون على أساس األجر الذي يتقاضاه العامل و ً‬
‫نظرا ألهميتها وضع املشرع‬

‫أحكاما صارمة لضمان الوفاء بها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬قيمة االشتراكات‬

‫ً‬
‫إقليميا‬ ‫يتعين على كل صاحب عمل أن يوجه إلى هيئة الضمان االجتماعي املختصة‬
‫ً‬
‫تصريحا بالنشاط في ظرف العشرة(‪ )10‬أيام التالية للشروع في النشاط‪ ،52‬و يترتب على عدم‬

‫التصريح بالنشاط من طرف املكلف دفع غرامة قدرها ‪ 2000‬دج باإلضافة إلى ‪ %10‬عن كل‬

‫‪ -51‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪ .‬ص ‪.52-49‬‬


‫‪ -52‬راجع نص املادة ‪ 6‬من القانون رقم ‪، 14-83‬املؤرخ في ‪ 2‬جويلية ‪، 1983‬املتعلق بالتزامات املكلفين في مجال الضمان‬
‫اإلجتماعي‪ ،‬ج رج ج ‪ ،‬ع ( ‪ )28‬املعدل بالقانون رقم ‪ 17-04‬الصادر في ‪ 10‬نوفمبر ‪ ،2004‬ج ر ج ج ‪ ،‬ع (‪.)72‬‬
‫‪35‬‬
‫احلماية الصحية للعامل يف الظرف العادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫يوم تأخير‪ 53‬و هي نفس االجراءات التي فرضها املشرع للتصريح بالعامل‪،54‬و في حالة خولت‬

‫هذه املادة يفرض الضمان االجتماعي غرامة مالية قدرها ‪ 500‬دج عن كل عامل غير منتسب‬

‫و نسبة ‪ % 20‬من كل شهر تأخير‪ ،55‬ويدفع صاحب العمل أربع ثالثيات في السنة إذا كان‬
‫يشغل أقل من ‪ّ 10‬‬
‫عمال‪ ،‬و إذا كان هذا األخير يستخدم أكثر من (‪ )9‬عمال فهنا تدفع‬

‫اشتراكات في ظرف ‪ 30‬يوما التالية ملرور كل شهر‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التصريح باألجور‬

‫بالنسبة للتصريح باألجور‪ ،‬فهي على حساب صاحب العمل فإذا كانت شهرية‬

‫أو فصلية (ثالثية) فيتم التصريح الشهري بها خالل ‪ 30‬يوما التي تلي الشهر إذا كان يشغل‬
‫ّ‬
‫‪ 10‬عمال فأكثر‪ ،‬أو بالتصريح الفصلي خالل ‪ 30‬يوما التي تلي الشهر إذا كان يشغل أقل من‬

‫عمال‪ .56‬أما بالنسبة للتصريح ال ّسنوي‪ ،‬فيتعين على صاحب العمل أن يوجه في ظرف (‪)30‬‬
‫‪ّ 10‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يوما التي تلي انتهاء كل سنة ميالدية إلى هيئة الضمان االجتماعي املختصة تصريحا اسميا‬

‫باألجور و األجراء‪ ،‬يبين األجور املتقاضاة بين أول و آخر يوم من ‪ 3‬أشهر و كذا مبلغ‬

‫االشتراكات املستحقة عن كل عامل‪.57‬‬

‫‪ -53‬راجع نص املادة ‪ 7‬من القانون نفسه‪.‬‬


‫‪ -54‬راجع نص املادة ‪ 100‬من القانون نفسه ‪.‬‬
‫‪-55‬راجع نص املادة ‪ 13‬من القانون نفسه ‪.‬‬
‫‪ -56‬سماتي الطيب‪ ،‬منازعات هيئات الضمان اإلجتماعي تجاه أصحاب العمل على ضوء القانون الجديد ‪،‬دار الهدى للنشر‬
‫و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪.،2011‬ص‪.27‬‬
‫‪ -57‬املادة ‪ 14‬من القانون رقم ‪ ،14-83‬املتعلق بالتزامات املكلفين في مجال الضمان اإلجتماعي‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫احلماية الصحية للعامل يف الظرف العادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تتحدد االشتراكات في الضمان االجتماعي بنسبة ‪ %24‬من أساس الضمان االجتماعي‬

‫يتحملها املستخدم و ‪ %5‬يتحملها العامل‪ .58‬و في حالة عدم التصريح من طرف رب العمل في‬
‫املحددة‪ ،‬يمكن لهيئة الضمان االجتماعي أن ّ‬
‫تحدد بصفة مؤقتة مبلغ تلك االشتراكات‬ ‫اآلجال ّ‬
‫ً‬
‫عن الشهر أو ثالثة أشهر أو السنة السابقة على أساس جزافي‪ ،‬و يكون صاحب العمل ملزما‬
‫تحدد بنسبة ‪ ،59%5‬أما في حالة عدم دفع ب العمل لالشتراكات ّ‬
‫املحددة فهيئة‬ ‫بدفع غرامة ّ‬
‫ر‬
‫ً‬
‫الضمان االجتماعي تمنحه أجال للتسديد ملدة (‪ )30‬يوما‪ ،‬و إذا لم يستجب فتلجأ هذه األخيرة‬

‫إلى التحصيل اإلجباري‪.60‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬‬

‫تدابير الوقاية الخاصة بالضمان االجتماعي‬

‫ً‬ ‫تضمن التشريع ّ‬


‫عدة قواعد خاصة بالوقاية و تتمثل أساسا مهمة الصندوق الوطني‬

‫للوقاية من حوادث العمل و األمراض املهنية فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬املشاركة في ترقية الوقاية من حوادث العمل و األمراض املهنية و ذلك من خالل نشاطات‬

‫مباشرة تقوم بها هياكله الخاصة‪.‬‬

‫‪ -‬املساهمة في تمويل النشاطات النوعية املبرمجة‪.‬‬

‫‪ -58‬نصيرة‪ ،‬عبد الرحمان فاطمة الزهراء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.97‬‬


‫‪ -59‬املادة ‪15‬من القانون رقم ‪ 14-83‬املتعلق بالتزامات املكلفين في مجال الضمان اإلجتماعي‪.‬‬
‫‪60‬يقصد بالتحصيل االجباري في هذا اإلطار‪ ،‬االجراءات الخاصة املطبقة من هيئات الضمان االجتماعي ضد املكلفين‬
‫املدنيين‪ ،‬لتحصيل املبالغ املستحقة‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫احلماية الصحية للعامل يف الظرف العادية‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -‬إبداء الرأي حول جميع النصوص التشريعية و التنظيمية التي لها عالقة بالوقاية من‬
‫املهنية‪61.‬‬ ‫حوادث العمل و األمراض‬

‫يمكن أن تشتمل أيضا نشاطات الوقاية من األخطار املهنية الخاصة بالضمان‬

‫االجتماعي على ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تقديم اقتراحات إلى الوزارة املكلفة بالعمل التخاذ تدابير عامة للوقاية في ميدان األخطار‬

‫املهنية‪ ،‬و املطالبة بتطبيقها على كافة أصحاب العمل املعنيين‪.‬‬

‫‪ -‬طلب تدخل مفتشية العمل قصد تطبيق اإلجراءات املنصوص عليها قانونا في حالة إثبات‬

‫مخالفات لتدابير الوقاية من األخطار املهنية‪.‬‬

‫‪-‬اقتراح و تطبيق تدابير التحفيز(تخفيض من مبلغ االشتراكات املتعلقة بحوادث العمل‬

‫واألمراض املهنية) أو املعاقبة (زيادة من مبلغ االشتراكات املتعلقة بحوادث العمل واألمراض‬
‫قدم أو لم ّ‬
‫يقدم صاحب العمل من مجهودات في مجال‬ ‫املهنية)‪ ،‬هذا وبحسب ما يكون قد ّ‬

‫عليه‪62.‬‬ ‫الوقاية من األخطار املهنية‪ ،‬و ما يكون قد اتخذ أو لم يتخذمن التدابير التي أمليت‬

‫‪61‬‬
‫‪-DJEBLI Mohammad ,Op.Cit,p.p84 85.‬‬
‫‪ -62‬راجع نص املادة من املرسوم التنفيذي رقم ‪ ,424/97‬يحدد الشروط التطبيقية للباب الخامس من ال قانون‪13/83‬‬
‫املتعلق بحوادث العمل واألمراض املهنية ّ‬
‫املعدل واملتمم‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫الحماية الصحية للعامل في‬
‫الظروف االستثنائية‬
‫احلماية الصحية للعمل يف الظروف االستثنائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الحماية الصحية للعامل في الظروف االستثنائية‬

‫يتعرض العاملون ملخاطر قد تؤثر على صحتهم أو قدرتهم على أداء العمل بكفاءة ‪،‬‬

‫وهذه املخاطر تختلف حسب طبيعة النشاط املنهي وتؤثر على الحالة الصحية للعاملين ‪،‬‬
‫وتؤكد أيضا على كفاءة اإلنتاج وتسبب في اإلصابة باألمراض وتزيد عن ّ‬
‫معدالت الحوادث‬

‫وإصابة العمل‪ ،‬فإنه من املمكن بل من الضروري العمل على التحكيم من هذه األخطار املهنية‬
‫والتقليل من أخطارها على ّ‬
‫صحة العاملين‪.‬‬
‫فقد حرص املشرع على اتخاذ جميع التدابير األزمة لحماية صحة وسالمة ّ‬
‫العمال في‬

‫أماكن العمل ‪ ،‬فقد ألزم رب العمل أن يوفر وسائل السالمة والصحة املهنية وتأمين بيئة‬

‫العمل في أماكن العمل بما يكفل الوقاية من مختلف املخاطر التي تؤثر على سالمة العامل‬

‫وصحته نتيجة لعوامل خطر أو ضرر طبيعي‪ .‬في نفس الناحية ‪ ،‬وفي ظل انتشار وباء" كورونا"‬

‫سعت الدول نحو السيطرة على األزمة الصحية واحتوائها يفرض مجموعة من التدابير‬

‫االستثنائية في مكان ومحيط العمل ملواجهة تفش ي هذا الوباء في أماكن العمل وكذا تجنب‬
‫نقل العدوى‪ ،‬فمراعاة للبعد اإلنساني حرص املشرع على وضع الحماية الكافية ّ‬
‫للعمال حيث‬
‫ألزم رب العمل بتوفير وسائل وقاية ّ‬
‫العمال من خطر اإلصابة بفيروس كوفيد‪ 19-‬حتى يستمر‬

‫هؤالء في تأدية عملهم في ظروف أمنة‪ .‬و من خالل هذا التقديم سنتناول في (املبحث األول)‪،‬‬

‫الحماية من حوادث العمل و األمراض املهنية‪ ،‬و نتطرق في (املبحث الثاني)‪ ،‬إلى الحماية‬

‫الصحية للعامل في ظل أزمة كورونا‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫احلماية الصحية للعمل يف الظروف االستثنائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫املبحث ّ‬
‫األول‪:‬‬

‫الحماية من حوادث العمل و األمراض املهنية‬

‫تعتبر الحماية مبدأ دستوري و مكرس في قوانين و مراسيم عديدة ‪ ،‬تهدف إلى حماية‬

‫العامل من حوادث العمل و األمراض املهنية‬

‫من خالل هذا التقديم سوف نستهل بمفهوم حوادث العمل في (املطلب األول)‪ ،‬من‬

‫خالل دراسة شروط تحققه و اآلثار املترتبة عنه‪ ،‬بعدها نتطرق في (املطلب الثاني)‪،‬‬

‫لألمراض املهنية و ذلك من خالل تحديده و موقف املشرع الجزائري من هذا التحديد‪.‬‬

‫املطلب األول‪:‬‬
‫مفهوم حوادث العمل‬

‫ّإن حماية العنصر البشري من مخاطر العمل يعني حماية االقتصاد الوطني واملجتمع‬

‫وإذا قمنا بقراءة إحصائية للبيانات املتوفرة عن حوادث العمل ينتج عنها من حاالت وفاة‬
‫ّ‬
‫عجز كلي أو عجز جزئي‪ ،‬أو آثار سلبية أخرى على مختلف األصعدة اإلنسانية واالجتماعية‬
‫فإن ّ‬
‫األهمية التي ينبغي أن يحتلها املوضوع تبدو واضحة تماما‪.‬‬ ‫واالقتصادية‪ّ ،‬‬

‫فمن الناحية اإلنسانية البحتة‪ ،‬تعكس حوادث العمل مزيجا من الخوف واالضطراب في‬

‫نفوس العمال‪ ،‬وتؤدي إلى وقوع أضرار مادية ونفسية متفاوتة في خطورتها حسب ما ينتهي‬
‫ّ‬
‫والتشوهات‬ ‫إليه الحادث من الكسور أو الجروح أو الشلل أو القلق النفس ي أو االكتئاب‬

‫‪41‬‬
‫احلماية الصحية للعمل يف الظروف االستثنائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫والعاهات‪ ،‬كما قد ينتهي األمر بالوفاة أو العجز الكامل‪ ،‬إضافة إلى العديد من اآلثار‬
‫بأسره‪63.‬‬ ‫االجتماعية واالقتصادية التي تنعكس سلبا على املجتمع‬

‫ومن هذا املنطق‪ ،‬سوف نحال التفصيل أكثر من أجل تبيان ماهية حادث العمل من‬
‫ّ‬ ‫خالل تقديم تعريف لها وتبيان شروط تحققه‪ ،‬أي كيف ّ‬
‫نكيف حادث ما على أنه حادث عمل‬
‫ّ‬ ‫ثم ّ‬ ‫في (الفرع ّ‬
‫األول)‪ّ ،‬‬
‫نتطرق إلى تبيان اآلثار املترتبة عن هذه الحوادث في (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع ّ‬
‫األول‪:‬‬

‫تعريف حادث العمل وشروط تحققه‪.‬‬

‫يطلق على حادث العمل األذى الذي يلحق بجسم العامل نتيجة أسباب بطيئة ولو‬
‫تأديته‪64.‬‬ ‫حصلت بسبب العمل وأثناء‬

‫ومن هذا املنطلق سوف نحاول تقديم تعريف لحوادث العمل وموقف املشرع الجزائري‬

‫في ذلك‪ ،‬وأيضا الشروط توافرها من أجل تكييف حادث ما بأنه حادث عمل‪.‬‬

‫‪63‬قالية فيروز‪ ،‬الحماية القانونية للعامل من األخطار املهنية‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.09‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪64‬وافي خديجة‪ ،‬الخبرة الطبية في حوادث العمل‪ ،‬االتحاد‪( ،‬مجلة تصدر عن االتحاد الوطني ملنظمة املحامين الجزائريين)‪،‬‬
‫العدد الرابع‪ ،‬الجزائر‪ ،2014 ،‬ص‪.202‬‬
‫‪42‬‬
‫احلماية الصحية للعمل يف الظروف االستثنائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫ّأوال‪ :‬تعريف حادث العمل‪.‬‬

‫ّ‬
‫يعرف حادث العمل بأنه كل واقعة تسبب مساسا بجسم اإلنسان وتكون ذات أصل‬
‫خارجي ّ‬
‫يتميز بقدر من املفاجأة واملقصود باملساس بجسم اإلنسان ّ‬
‫كل أذى يلحق به من‬

‫جروح وفقدان القوى العقلية والوفاة ‪.65‬‬

‫وتعريف آخر يرى بأنه حادث يقع دون توقع أو سابق معرفة نتيجة ملسببات خارجية‬

‫أو أخطاء يرتكبها العامل ينتج عنها أضرار تصيب العامل نفسه أو العمال اآلخرين أو املمتلكات‬
‫ّ‬
‫واملعدات أو ّ‬
‫كل ذلك وبالتالي هو حدث غير مخطط له أو مقصود من قبل العامل وإن كان‬

‫في بعض األحيان سببا مباشرا للوقوع فيه ‪.66‬‬

‫عرف حادث العمل بموجب القانون قم ‪ّ 13-83‬‬


‫املعدل‬ ‫أما املشرع الجزائري فقد ّ‬
‫ر‬
‫ّ‬
‫واملتمم بموجب األمر رقم ‪ 19-96‬املتعلق بحوادث العمل واألمراض املهنية‪ ،‬وفي نص املواد‬
‫‪ 12‬و‪ 06‬واملادتين ‪ 07‬و‪ّ 08‬‬
‫املعدلتين ّ‬
‫باملادتين ‪ 02‬و‪ 03‬من األمر ‪.6719-96‬‬

‫فيعتبر حادث العمل بمفهوم هذا القانون ّ‬


‫كل حادث انجرت عنه إصابة بدنية ناتجة‬

‫عن سبب مفاجئ طرأ في إطار عالقة العمل‪ ،‬وبهذا يظهر ّأن املشرع الجزائري جعل اإلصابات‬

‫‪65‬طربيت سعيد‪ ،‬دروس في مادة قانون العمل والضمان االجتماعي‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،2019 ،‬‬
‫ص‪.253‬‬
‫ّ‬
‫املتغيرات الشخصية واملهنية‪( ،‬دراسة ميدانية مقارنة لدى عينة من‬ ‫‪66‬سهيلة محمد‪ ،‬حوادث العمل وعالقتها ببعض‬
‫العاملين في شركة مصفاة بانياس للنفط في محافظة طرطوس)‪ ،‬مجلة جامعة دمشق‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬سوريا‪،2010 ،‬‬
‫ص‪.725‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ 67‬املواد ‪ 12‬و‪ 6‬واملادتين ‪ 07‬و‪ 08‬املعدلتين‪ ،‬من قانون رقم ‪ ،13/83‬يتضمن حوادث العمل واألمراض املهنية‪ ،‬معدل‬
‫ّ‬
‫ومتمم بموجب األمر رقم ‪ ،19/96‬املؤرخ في ‪ 6‬جويلية‪ ،1996‬ج ر ج ج ‪ ،‬ع(‪ ،) 24‬صادرة سنة ‪.1996‬‬
‫‪43‬‬
‫احلماية الصحية للعمل يف الظروف االستثنائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫البدنية هي اإلصابات الوحيدة التي تدخل ضمن حوادث العمل بشرط أن يكون السبب الذي‬

‫أدى إليها مفاجئا وخارجيا‪.68‬‬

‫ويعتبر كحادث العمل الحادث الواقع أثناء مزاولة العمل في املؤسسة‪ ،‬وفضال عن ذلك‬

‫يعتبر أيضا كحادث عمل ذلك الذي يقع بمناسبة‪:‬‬

‫‪ -‬القيام خارج املؤسسة بمهمة ذات طابع استثنائي أو دائم طبقا لتعليمات املستخدم‪.‬‬

‫‪ -‬ممارسة عهدة انتخابية‪ ،‬أو بمناسبة ممارستها‪.‬‬

‫العمل‪69.‬‬ ‫‪ -‬مزاولة الدراسة باالنتظام خارج ساعات‬

‫كما أضاف املشرع حاالت أخرى العتبارها كحادث العمل حتى ولو لم يكن املعني باألمر‬

‫مؤمنا اجتماعيا مثل الحادث الواقع أثناء النشاطات الرياضية التي تنظمها الهيئة املستخدمة‪،‬‬
‫للهالك‪70.‬‬ ‫أو القيام بعمل متفان للصالح العام‪ ،‬أو إلنقاذ شخص معرض‬

‫‪68‬وافي خديجة‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.28‬‬


‫‪69‬املادة ‪ 07‬من القانون رقم ‪ ،13/83‬يتضمن حوادث العمل واألمراض املهنية‪ّ ،‬‬
‫معدلة بموجب املادة ‪ 02‬من األمر رقم‬
‫‪96‬ـ‪ ،19‬مرجع سابق‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪70‬املادة ‪ 08‬من القانون رقم ‪ ،13/83‬يتضمن حوادث العمل واألمراض املهنية‪ ،‬معدلة بموجب املادة ‪ 03‬من األمر رقم‬
‫‪96‬ـ‪ ،19‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫احلماية الصحية للعمل يف الظروف االستثنائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬شروط تحقق حادث العمل‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املتعددة لحوادث العمل فاملهم فيه أنه يشتمل على عناصر‬ ‫بغض النظر عن التعاريف‬

‫ضرورية وأساسية حتى يكيف على أنه حادث عمل يتمتع فيه العامل بالحماية‪ ،‬وسنحاول‬

‫فيما يلي تبيان الشروط الواجب توافرها في حادث العمل‪.‬‬

‫‪ -1‬شروط الضرر البدني‪:‬‬

‫واملقصود بها األثر الذي يرتبه الحادث وهو ظهور نتيجة معينة على جسم العامل‪،‬‬
‫أي أثر جسماني‪ ،‬ويعرف هذا األخير على ّأنه‪ّ :‬‬
‫"كل مساس بجسم اإلنسان كالجروح‪،‬‬

‫الكسور‪ ،‬فقدان الوعي‪ ،‬القوى العقلية‪.71"...‬‬

‫ومصطلح الجسم يؤخذ بشكل واسع‪ ،‬حيث يشمل الجسم ككل خارجيا أو داخليا‬

‫ويستوي أن يكون عضويا أو نفسيا‪ ،‬بعض النظر عن عمقه أو سطحيته‪.72‬‬

‫‪ -2‬شرط الحادث املفاجئ‪:‬‬

‫املقصود هنا هو أن يكون الضرر الذي أصيب به بدن العامل ناشئا عن سبب مفاجئ‪،‬‬

‫أو بمعنى آخر أن يكون الحادث الذي نشأ بسبب خارجي عن جسم العامل‪ ،‬وقد انتاب الجسم‬
‫ّ ّ‬
‫بكل دقة وفي املكان‬ ‫بصورة مفاجئة بحيث يمكن معرفة زمن الحادث بتحديد وقت وقوعه‬

‫‪71‬محمد مجدي البتيني‪ ،‬التشريعات االجتماعية‪ ،‬د ط‪ ،‬ددن‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2012 ،‬ص‪.312‬‬
‫‪72‬محمد حسن قاسم‪ ،‬قانون التأمين االجتماعي‪ ،‬د ط‪ ،‬املكتبة القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2001 ،‬ص‪.239‬‬
‫‪45‬‬
‫احلماية الصحية للعمل يف الظروف االستثنائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫بحصر املحل الذي وقعت فيه بالضبط حتى تأخذ اإلصابة وصف حادث العمل‪ ،‬أما إذا لم‬
‫نتمكن من تحديد بدء الحادث ووقت نهايته‪ّ ،‬‬
‫فإن الفعل ال ّ‬
‫يعد حادث عمل‪.‬‬

‫‪ -3‬شرط الحادث الخارجي‪:‬‬

‫أشارت إليه املادة ‪ 06‬من القانون رقم ‪ ،13-83‬حيث يعتبر كسبب ال يعود للبنية‬

‫الجسمية للمصاب‪ ،‬بل يكون سببه أي فعل أو أي عمل مادي أو معنوي خارجي‪ ،‬وغير متعلق‬

‫بالهيئة البيولوجية للمصاب وانطالقا من طبيعة الحادث واملمارسة امليدانية اعتبره البعض‬
‫ّ‬
‫يتطلب إثباتها ميدانيا ّ‬
‫بكل الوسائل الدقيقة‪.‬‬ ‫بمثابة واقعة‬

‫ّ‬
‫ففي التشريع الجزائري يمكن اعتبار وفاة العامل بسبب ضربة شمس حادث عمل ألنه‬

‫وجو شديد الحرارة‪ ،‬ذلك ّأن ضربة الشمس ناتجة‬


‫أشعة الشمس املحرقة ّ‬
‫كان يعمل تحت ّ‬
‫ّ‬
‫عن سبب خارجي يمكن تحديد مصدره بدقة‪ ،‬لكن سقوط عامل نتيجة ضعفه البدني‬
‫واختالل في ّ‬
‫صحته دون تأثير فعل خارجي‪ ،‬ال يعتبر إصابة عمل وال تمتد إليها الحماية القانونية‬
‫التي ّ‬
‫نص عليها القانون رقم ‪ 13-83‬وبالخصوص املادة ‪ 06‬منه‪.73‬‬

‫‪ 73‬املادة ‪ 06‬املعدلة‪ ،‬من قانون رقم ‪ ،13 -83‬املتضمن حوادث العمل واألمراض املهنية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫احلماية الصحية للعمل يف الظروف االستثنائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫‪ -4‬شرط قيام عالقة العمل‪:‬‬

‫تقوم هذه العالقة ّأما بطريقة مباشرة حيث تكون اإلصابة نتيجة مباشرة عن العمل‬

‫أو بسببه‪ 74‬وإما بطريقة غير مباشرة ما دام أن العالقة بين العمل وبين الحادثة قائمة‪ ،‬سواء‬
‫ّ‬
‫من حيث طبيعة العمل أو ظروفه أو مكانه بحيث يمكن القول بأنه لوال العمل ملا وقع الحادث‪.‬‬

‫ّ‬
‫إذا كان يتعين أن توجد عالقة كافية بين وقوع الحادث وبين ظروف العمل فإنه ال‬
‫ّ‬
‫يشترط أن يكون العامل بصدد تنفيذ التزامات ألقاها على عاتقه ر ّب العمل حتى يكيف بأنه‬
‫ّ‬
‫حادث عمل ما دام أنه وقع أثناء ساعات العمل‪ ،‬ومثال أن تكون اإلصابة ناتجة عن رصاصة‬
‫بحوزته‪75.‬‬ ‫طائشة من عامل يعبث بمسدس كان‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫اآلثار املترتبة عن حوادث العمل‬

‫ّ‬
‫تعتبر حوادث العمل ظاهرة خطيرة ومتفشية بنسبة كبيرة‪ ،‬وتتعدد األسباب التي تؤدي‬

‫إلى حدوثها‪ ،‬فهناك من يرجعها إلى العامل كسبب لوقوع حوادث العمل‪ ،‬وآخرون إلى نقص‬
‫ّ‬ ‫قواعد األمن والسالمة في بيئة العمل‪ ،‬ولكن غم اختالف األسباب ّ‬
‫وتعددها إال أنها تؤدي إلى‬ ‫ر‬

‫‪74‬سمير حديبي‪ ،‬حوادث العمل وعالقتها بالروح املعنوية‪ ( ،‬دراسة ميدانية مركب املجارف و الرفعات على العمال املنفثين‬
‫بعين الصمارة‪ -‬قسنطينة)‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة املاجستير في غلم نفس العمل والسلوك التنظيمي‪ ،‬قسم علم‬
‫النفس‪ ،‬كلية العلوم االنسانية والعلوم االجتماعية‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،2009 ،‬ص‪ .‬ص‪.62 – 61 ،‬‬
‫‪75‬محمد مجدي البتيتي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.313‬‬
‫‪47‬‬
‫احلماية الصحية للعمل يف الظروف االستثنائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫نتائج مشتركة‪ ،‬فتترتب عن حوادث العمل آثار كبيرة ومختلفة سواء على املستوى‬

‫الفردي أو الجماعي أو التنظيمي‪ ،‬ومن بين هذه اآلثار‪:76‬‬

‫‪ -‬توقف العمل جراء الحادث أو اإلصابة‪.‬‬

‫‪ -‬توقف العمل من طرف زمالء املصاب ملعرفة الحادث أو إسعاف املصاب‪.‬‬

‫‪ -‬ارتفاع ساعات العمل املفقودة بسبب ذلك‪.‬‬

‫‪ -‬األثر النفس ي السيئ لهذه الحوادث والشعور بفقدان األمن لدى العمال‪.‬‬

‫‪ -‬تأثر اإلنتاج بالحوادث‪.‬‬

‫‪ -‬تحمل املؤسسة لتكاليف التعويضات عن حوادث وإصابات العمل ودفع األجر بالكامل‬

‫أثناء فترة العالج‪.‬‬

‫تعطل اآلالت التي كان يعمل عليها املصاب و من ثم تعطيل املراحل املوالية لإلنتاج‪ .‬وبصورة‬

‫عامة تؤثر حوادث العمل في التكاليف على املستوى التنظيمي‪ ،‬وأبرزها ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تكاليف الوقت الضائع الناتجة عن إصابة العمل وتتمثل في حجم ساعات التوقف عن‬

‫العمل‪.‬‬

‫‪ 76‬جابر سالم عبد الجواد‪ ،‬تنازع القوانين‪ ،‬حوادث العمل‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2002 ،‬ص‪.17‬‬

‫‪48‬‬
‫احلماية الصحية للعمل يف الظروف االستثنائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫للعمال اآلخرين‪ ،‬حيث ّأن بعض ّ‬ ‫ّ‬


‫بالنسبة ّ‬
‫العمال يتوقفون عن العمل‬ ‫‪ -‬تكاليف الوقت الضائع‬
‫النتقالهم إلى مكان الحادث ّ‬
‫حبا الستطالع ما حدث‪ ،‬كما يتوقف بعضهم اآلخر نتيجة مساعدة‬

‫العامل املصاب‪.‬‬

‫* تكاليف الوقت الضائع من املشرفين والرؤساء وذلك نتيجة لـ ‪:‬‬

‫‪ -‬مساعدة ّ‬
‫العمال املصابين‪ ،‬إجراء التحقيق ملعرفة أسباب الحادث‪ ،‬اتخاذ الترتيبات الخاصة‬

‫باستئناف العمل و البحث عن عامل بديل عن العامل املصاب وتدريبه‪.‬‬

‫‪ -‬تكاليف تجديد ّ‬
‫التلف من اآلالت واملواد ّ‬
‫جراء الحادث‪.‬‬

‫‪ -‬األجور التي تدفع ّ‬


‫للعمال املصابين أثناء انقطاعهم وبعد عودتهم إلى العمل رغم عدم‬

‫صالحيتهم للقيام بنفس األعمال‪.‬‬

‫‪ -‬الغرامات املالية التي تدفع نتيجة التأخر في مواعيد التزامات املؤسسة اتجاه عمالئها‪.‬‬

‫ّ‬
‫وإقليميا‪77).‬‬ ‫‪ -‬تأثر سمعة املؤسسة في سوق الصناعة واإلنتاج (محليا‬

‫‪77‬عمران فوزي وعزني وليد‪ ،‬دور مفتش العمل في حماية العامل من أخطار حوادث العمل‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة‬
‫املاستر‪ ،‬فرع قانون األعمال‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بجاية‪ ،2017 ،‬ص‪.‬ص‪.31.-30‬‬
‫‪49‬‬
‫احلماية الصحية للعمل يف الظروف االستثنائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫املطلب الثاني‪:‬‬

‫مفهوم األمراض املهنية‪.‬‬

‫ّإن اإلصابة التي تنتج عن حادث أثناء العمل أو بسببه‪ ،‬وهي ما تعرف بحوادث العمل‬

‫لن تكون هي الوحيدة التي يتعرض لها املؤمن له أثناء أدائه لعمله‪ ،‬فقد أدى انتشار الصناعة‬
‫ّ‬
‫وتطورها إلى ظهور كثير من األضرار التي تحدث بسبب بيئة العمل‪ ،‬واملواد املستعملة فيها وأيا‬

‫كان العمل الذي يمارسه املؤمن له فإنه يحتاج إلى بيئة نظيفة ومالئمة بكل ظروفها وعواملها‬
‫كالحرارة أو الرطوبة أو البرودة‪ ،‬والعوامل األخرى الطبيعية والكيماوية والحيوية التي ّ‬
‫يتعرض‬
‫وإال ّ‬‫ّ‬
‫تعرض لإلصابة بما يسمى باألمراض املهنية‪.‬‬ ‫لها‪،‬‬

‫ّ‬
‫املشرع‬ ‫فموضوع حماية املؤمن له من أخطار املهنة من أكثر املواضيع اهتماما لدى‬

‫الجزائري‪ ،‬كون خطورة أمراض املهنة تبدو في إلحاق أضرار بجسم املؤمن له‪ ،‬حيث تزداد‬

‫يوما بعد يوم نتيجة ذلك أو نتيجة ما يصيبه من إجهاد أو إرهاق بجسمه‪ ،‬يجعله عاجزا عن‬

‫أداء عمله بصورة مؤقتة أو دائمة‪ ،‬بل قد تؤدي إلى وفاته‪.‬‬

‫لكن حوادث العمل ليست وحدها تهدد صحة العامل أثناء أداء عمله لكن أيضا هناك‬

‫األمراض املهنية التي تحدث للعامل نتيجة للتأثير الضار‪ ،‬لبعض العوامل التي ال تنفصل عن‬

‫بيئة العمل‬

‫‪50‬‬
‫احلماية الصحية للعمل يف الظروف االستثنائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫ويقتض ي الحديث عن األمراض املهنية تعريف املرض املنهي (الفرع ّ‬


‫األول)‪ ،‬وطرق تحديد‬

‫املرض املنهي (الفرع الثاني) وفي األخير موقف املشرع الجزائري من تحديد األمراض املهنية‬

‫(الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫تعريف املرض املنهي‬

‫يختلف املرض املنهي عن املرض العادي في كون أن مسبب املرض املنهي ال يخرج عن‬

‫النشاط املنهي أو الوظيفة وهو ما حاول املشرع تحديده ضمن عشر مواد من القانون ‪-83‬‬
‫‪ّ ،13‬أولها املادة ‪ 63‬التي جاءت بمحاولة لتحديد املرض املنهي والتي جاء ّ‬
‫نصها كاآلتي‪" :‬تعتبر‬
‫كأمراض مهنية ّ‬
‫كل أعراض التسمم والتعفن واالعتالل التي تعزى إلى مصدر أو بأصل منهي‬

‫خاص‪ ،".‬وبالتالي اعتمد املشرع على نفس املعيار الذي اعتمده في الحادث لتحديد الطابع‬

‫املنهي الذي يكيف على أساسه املرض ومن ّثمة يستوجب استفادة املؤمن له اجتماعيا من‬

‫تطبيقات القانون ‪.7818-83‬‬

‫ّ‬
‫ّ‬
‫وتنص على‬ ‫إال ّأن قوانين بعض الدول كفرنسا ومصر لم نضع تعريف للمرض املنهي‬

‫األمراض التي تعتبر مهنية في جدول على سبيل الحصر فيه نوع املرض‪ ،‬والعمليات واألعمال‬

‫‪ 78‬قادية عبد هللا بلقاسم‪ ،‬الضمان االجتماعي في الجزائر‪ ،‬املبادئ واألحكام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.146‬‬
‫‪51‬‬
‫احلماية الصحية للعمل يف الظروف االستثنائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫املسببة له‪ ،‬بحيث من ثبت لديه حالة منها تعتبر إصابة عمل أي مرض منهي موجب الضمان‬

‫والتعويض عنه‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫طرق تحديد املرض املنهي‬

‫ذهبت بعض التشريعات في تحديدها طرق تحديد املرض املنهي‬

‫لألمراض املهنية إلى األخذ بنظام التغطية الشاملة‪ ،‬في حين أخذت تشريعات أخرى‬

‫بنظام الجداول‪ ،‬وبينما جمعت بعض التشريعات بين النظامين السابقين‪ ،‬وهو ما يطلق عليه‬

‫النظام املزدوج أو املختلط وسوف نتعرض لهذه األنظمة فيما يلي‪:‬‬

‫ّأوال‪ :‬نظام التغطية الشاملة (الطريقة املرنة‪).‬‬

‫قرر املشرع في هذا النظام حماية العامل من ّأول مرض يثبت طبيعته املهنية أي ّ‬
‫كل مرض‬
‫بسبب العمل أو الظروف املحيطة بأدائه أو باألماكن التي يقوم بها العامل بعمله ففي ّ‬
‫ظل‬
‫يمتد نظام التأمين عن املرض املنهي إلى أبعد ّ‬
‫حد ممكن وهذا ما يمنح العامل‬ ‫هذا النظام ّ‬

‫طمأنينة أكبر‪ ،‬فالدول التي تأخذ بمقتض ى هذا النظام‪ ،‬يتضمن فيها التشريع تعريفا عاما‬
‫ّ‬
‫تتشكل من ّ‬ ‫ّ‬
‫أطباء مختصين‬ ‫للمرض املنهي‪ ،‬ويترك تحديد هذا املرض إلى الهيئة أو اللجنة التي‬

‫‪52‬‬
‫احلماية الصحية للعمل يف الظروف االستثنائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫خبراء في األمن الصناعي‪ ،‬وبهذه الطريقة يخفف عبء اإلثبات على العامل حيث يقع‬
‫املختصة‪79.‬‬ ‫على عاتق هذه اللجنة‬

‫ومن مزايا التغطية الشاملة‪ ،‬التوسيع من دائرة الضمان بالنسبة للعامل ألنها تغطي‬

‫كافة األمراض التي سببها مختلف املهن وتعطيها وصف املرض املنهي‪ ،‬لكن ما يعيبها هو إلقاء‬

‫عبء إثبات عالقة السببية على العامل الذي عليه أن يثبت ّأن املرض كان بسبب العمل الذي‬
‫به‪80.‬‬ ‫يقوم‬

‫ثانيا‪ :‬نظام الجداول ( الطري قة الجامدة)‬

‫تعتبر هذه الطريقة من أقدم الطرق لتغطية األمراض املهنية‪ ،‬وأكثرها شيوعا في دول‬
‫العالم‪ ،‬بمقتض ى هذه الطريقة ّ‬
‫فإن املشرع من جانبه يحدد قائمة باألمراض التي تعتبر من‬
‫قبيل األمراض املهنية مع تحديد األعمال واملهن املسببة ّ‬
‫لكل مرض من األمراض الواردة في‬
‫الجدول‪ ،‬هذا الجدول ّ‬
‫مقسم لشقين‪ ،‬األول يحدد فيه اسم املرض وفي الثاني األعمال املسببة‬
‫ّ‬
‫وبمجرد إصابة العامل بمرض من هذه األمراض املحددة في الجدول‪ ،‬وكان يمارس‬ ‫لهذا املرض‪،‬‬
‫مهنيا‪81.‬‬ ‫مهنة أو عمال يعتبر سببا ممكنا له وفقا للجدول اعتبر مرضا‬

‫‪79‬عوني محمود عبيدات‪ ،‬شرح قانون الضمان االجتماعي‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،1998 ،‬ص‪.246‬‬
‫‪ 80‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.247‬‬
‫‪81‬فيروز قالية‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫‪53‬‬
‫احلماية الصحية للعمل يف الظروف االستثنائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫تتميز هذه الطريقة باعتبار إصابة العامل بمرض من األمراض الواردة في الجدول‪،‬‬

‫وكان يمارس عمال من األعمال الواردة في الجدول‪ ،‬قرينة قانونية قاطعة غير قابلة إلثبات‬
‫مهنيا‪82.‬‬ ‫العكس على ّأن املرض يعتبر مرضا‬

‫*تنقسم هذه الجداول إلى نوعين‪:‬‬

‫أ‪-‬الجدول املغلق‪:‬‬

‫تحدد فيه األمراض على سبيل الحصر مع بيان املهن واألعمال املسببة ّ‬
‫لكل مرض من‬
‫األمراض الواردة به‪ ،‬وال يسمح ّ‬
‫ألي جهة إضافية أي مرض جديد‪ ،‬غير أنه يعاب هذا النوع‬
‫ّ‬
‫التطور الصناعي‬ ‫من الجداول على أنه يؤدي إلى استبعاد األمراض الجديدة التي تظهر نتيجة‬

‫من عداد األمراض املهنية‪ ،‬األمر الذي يترتب عليه فقدان املصاب حقه في الحماية التأمينية‬
‫ّ‬
‫التطور‪83.‬‬ ‫بسبب قصور الجدول عن مالحقة‬

‫ب‪-‬الجدول املفتوح‪:‬‬

‫نظرا ملا تعرض له نظام الجداول املغلقة من انتقادات أخذت بعض ّ‬


‫الدول بنظام‬
‫الجداول املفتوحة والتي بمقتضاها ّ‬
‫يتم تحديد األمراض املهنية على سبيل الحصر مع بيان‬

‫‪82‬أحمد محمد محرز‪ ،‬الخطر في إصابات تأمين العمل‪ ،‬دار الهناء للطباعة‪ ،‬مصر‪1976 ،‬م‪ ،‬ص‪.366‬‬
‫‪83‬فتيحة فرشان‪ ،‬نظام التأمين عن حوادث العمل واألمراض املهنية والوقاية منها في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫املاجستير في القانون ‪ ،‬فرع قانون املؤسسات‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2013-2012 ،‬ص‪.87‬‬
‫‪54‬‬
‫احلماية الصحية للعمل يف الظروف االستثنائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫لكل مرض بمقتض ى هذا األسلوب‪ّ ،‬‬


‫ثم إضافة أمراض جديدة إلى‬ ‫األعمال واملهن املسببة ّ‬
‫ّ‬
‫ذلك‪84.‬‬ ‫الجدول كلما دعت الظروف‬

‫ثالثا‪ :‬الطريقة املزدوجة‬

‫تجمع هذه الطريقة بين النظامين السابقين في تحديد األمراض املهنية‪ ،‬ويظهر ذلك‬

‫من خالل تعريف املرض املنهي‪ ،‬وإرفاق قانون الضمان جدول األعمال يتضمن األعمال املهنية‬

‫إلي تسببها على سبيل املثال ال الحصر‪ .‬يكون للهيئة القائمة على تنفيذ الضمان الحق في النظر‬

‫في الحاالت الخاصة التي لم تذكر في جدول األمراض املهنية‪.‬‬

‫ّ‬
‫* ّأما فيما يتعلق بعبء إثبات عالقة السببية فنميز بين حالتين‪:‬‬

‫إذا كان املرض وارد في الجدول‪ ،‬فيعفى العاملون إثبات العالقة السببية بين املرض‬
‫والعمل ّ‬
‫ألن القانون أقام قرينة قانونية قاطعة على هذه العالقة‪.‬‬

‫ّ‬
‫تتوقف الحماية ّ‬
‫املقررة للعامل على‬ ‫أما في حالة عدم ذكر املرض بالجدول‪ ،‬فهنا‬
‫والعمل‪85.‬‬ ‫اإلثبات حيث يلتزم بإثبات العالقة السببية بين املرض‬

‫‪84‬محمد حسن قاسم‪ ،‬قانون التأمين االجتماعي‪ ،‬املكتبة القانونية‪ ،‬مصر‪ ،2003 ،‬ص‪.247‬‬
‫‪85‬قاليةفيروز‪ ،‬الحماية القانونية للعامل من األخطر املهنية‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪.45‬‬
‫‪55‬‬
‫احلماية الصحية للعمل يف الظروف االستثنائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬‬

‫ّ‬
‫املهنية‪.‬‬ ‫ّ‬
‫املشرع الجزائري من تحديد األمراض‬ ‫موقف‬

‫نصت املادة ‪ 64‬من القانون قم ‪ 13/83‬على‪ّ " :‬‬


‫تحدد قائمة األمراض ذات املصدر‬ ‫ّ‬
‫ر‬
‫ّ‬
‫التعرض للمخاطر‬ ‫املنهي املحتمل وقائمة األشغال التي من شأنها أن يتسبب فيها‪ ،‬وكذا ّ‬
‫مدة‬
‫لكل ّ‬
‫مدة األعمال بموجب التنظيم" وقد ت ّم تحديد قائمة األمراض ذات املصدر املنهي‬ ‫املناسبة ّ‬

‫املحتمل واألعمال التي تتسبب فيها بموجب قرارا ت وزارية‪.‬‬

‫اتخذ املشرع الجزائري نظام الجداول‪ ،‬يظهر ذلك خالل ما تضمنته املادة ‪ 64‬من‬
‫ّ‬ ‫القانون رقم ‪ 13/83‬السالف الذكر‪ ،‬والتي تحتوي ‪ 84‬جدوال‪ ،‬يحدد ّ‬
‫كل جدول بدقة تعيين‬
‫ّ‬
‫التكفل وهي محددة في بعض الحاالت بيوم‬ ‫املرض‪ ،‬ويذكر قائمة األعمال التي قد تسببه ّ‬
‫ومدة‬
‫واحد‪ 86،‬كما في حالة الحوادث التي تسببها األعمال ّ‬
‫املتصلة باستعمال واملعالجة اليدوية‬

‫العصرية ومشتقاتها‪ ،‬وتصل إلى ثالثين (‪ )30‬سنة في أغلب حاالت اإلصابة بالسرطان املنهي‪.‬‬

‫ّ‬
‫للتكفل‬ ‫ّإن طبيعة املرض الذي يصاب به العامل هي التي تبرر اختالف ّ‬
‫املدة ّ‬
‫املقررة‬
‫واملدة التي يستغرقها لظهوره‪ ،‬خاصة ّأن بعض األمراض تستغرق ّ‬
‫مدة طويلة ّ‬
‫ليتم‬ ‫بكل مرض‪ّ ،‬‬
‫ّ‬

‫‪86‬جدول رقم ‪ 15‬من امللحق األول‪ ،‬من القرار الوزاري املشترك املؤرخ في ‪ ،1996/05/05‬يحدد قائمة األمراض التي يحتمل‬
‫أن تكون مصدرها مهنيا وملحقيه ‪ 1‬و‪، 2‬ج رج ج ‪،‬ع(‪ ،)16‬سنة ‪.1997‬‬
‫‪56‬‬
‫احلماية الصحية للعمل يف الظروف االستثنائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫طبية بحتة‪ 87‬تسري هذه ّ‬


‫املدة من تاريخ التوقف‬ ‫اكتشافها‪ّ ،‬‬
‫وحددت املادة وفقا ملعايير ّ‬

‫عن العمل املعرض للخطر‪ ،‬وتنتهي عند تاريخ أول معاينة طبية للمرض املنهي‪ ،‬أما االختصاص‬
‫التنظيم‪88.‬‬ ‫في وضع القوائم فيعود إلى لجنة مكلفة باألمراض املهنية تحدد عن طريق‬

‫كما يلزم ّ‬
‫كل طبيب ّ‬
‫يتعرف على املرض يكتس ي طابعا مهنيا‪ ،‬حيث يجري فحوصا على‬
‫العامل أن يصرح به‪ ،‬كما ألزم املشرع ّ‬
‫كل صاحب عمل يستخدم وسائل عمل من شأنها أن‬
‫ّ‬
‫تتسبب في األمراض املهنية‪ ،‬التصريح بها لدى هيئة الضمان االجتماعي وملفتش العمل‬
‫وللموظف الذي يشغل وظائفه بمقتض ى تشريع خاص‪ ،‬وكذا للمدير الوالئي ّ‬ ‫ّ‬
‫للصحة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املكلفة ّ‬
‫بالنظافة واألمن‪ ،‬كما يمكن أن ّ‬
‫يتم إثبات عدم التصريح من طرف مفتش‬ ‫والهيئات‬

‫العمل أو املوظف الذي يشغل وظائفه وهو ملزم بإطالع الهيئات أو عون من هيئة الضمان‬
‫االجتماعي‪89.‬‬

‫املبحث الثاني‪:‬‬

‫الحماية الصحية للعامل في ظل أزمة كورونا‬

‫لقد أدى وباء كوفيد‪ 19-‬إلى إضعاف النظام الصحي بشكل كبير على الصعيدين‬

‫الوطني والعاملي ‪ ،‬واألزمة العاملية التي واجهها عالم الشغل منذ بداية الوباء ‪ .‬وإذا تم اختبار‬

‫صحة الفرد بشكل عام ‪ ،‬فإن الصحة املهنية تحمل القلق املزدوج املتمثل في مواجهة الوباء‬

‫‪87‬فيروز قالية‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬ص‪.45‬‬


‫‪88‬املادة ‪ 66‬من القانون ‪ ،13/83‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪89‬املادة ‪ 69‬من القانون ‪ ،13/83‬مرجع نفسه‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫احلماية الصحية للعمل يف الظروف االستثنائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫والتأثر بالتدابير‪ .‬اتخذت ملكافحة انتشاره في مكان العمل و لذلك يواجه عالم العمل أزمة‬

‫صحية غير مسبوقة تحت منظور كوفيد‪ ،19-‬والتي تتحدى القانونية الحالية من حيث‬

‫الصحة والسالمة في العمل ‪ .‬في الجزائر‪ ،‬يتعلق األمر أساسا بالقانون اإلطاري ‪ ،‬وتشريع‬

‫العمل الذي يحدد بالفعل أساسيات حق املوظف في الصحة و السالمة و الطب املنهي ‪،‬‬

‫وكذلك القانون الذي يظم حوادث العمل واألمراض املهنية التي عفا عليها الزمن في مواجهة‬

‫ظهور مخاطر مهنية جديدة في سياق التحديث العقدي‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد صدر املرسوم التنفيذ رقم ‪ 145-20‬مؤرخ في ‪ 2020/06/07‬يتضمن تعديل‬

‫نظام الوقاية من انتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد ‪ ) 19 -‬ومكافحته‪ 90‬الذي شدد‬

‫إجراءات الوقاية الصحية و املهنية (املطلب األول)‪ ،‬والذي يفرض على املؤسسة‬

‫املستخدمة اتخاذ تدابير استثنائية حفاظا على سيرها العادي (املطلب الثاني)‪.‬‬

‫املطلب األول ‪:‬‬

‫تشديد إجراءات الوقاية الصحية واملهنية‬

‫أصبحت تدابير الوقاية الصحية و املهنية املطبقة في املؤسسة املستخدمة ال تكف‬

‫لحماية العامل من األخطار واألمراض ‪ ،‬وبما أن املشرع الجزائري يستحيل عليه معرفة كل‬

‫الظروف املفاجئة و التي يمكن أن يظهر في املجتمع لذلك فان القانون ‪ 07-88‬املتعلق بالوقاية‬

‫‪90‬مرسوم تنفيذي رقم ‪145-20‬مؤرخ في ‪2020/06/07‬يتضمن تعديل نظام الوقاية من انتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد‪-‬‬
‫‪ )19‬و مكافحته‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 34‬لسنة ‪.2020‬‬
‫‪58‬‬
‫احلماية الصحية للعمل يف الظروف االستثنائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫الصحية واألمن وطب العمل ال يحقق الهدف االجتماعي وعلى هذا األساس فان املرسوم‬

‫التنفيذي ‪145-20‬شدد من اإلجراءات الوقائية والتي يلتزم صاحب العمل إدراجها ضمن‬

‫قواعد التنظيم التقني للعمل (الفرع األول)‪ ،‬مع مراعاة التطبيق الصارم للبروتوكوالت‬

‫الصحية (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫إلزام صاحب العمل إدراج تدابير الوقاية من وباء كوفيد ‪19-‬‬

‫يقض ي املبدأ العام أنه يجب على صاحب العمل تطبيق قواعد الوقاية الصحية واملهنية في‬

‫أماكن العمل‪ ،‬وحقيقة بظهور التكنولوجيا الحديثة واألشكال الجديدة لتنظيم عالقة‬

‫العمل‪ ،‬فإن االتفاقيات الجماعية تستلزم إدخال آليات الحماية الفعالة للعامل‬

‫وتحسن ظروف العمل‪ ،‬و الذي يعتبر من بين العوامل األساسية لضمان نجاح إدارة‬
‫البشرية‪91.‬‬ ‫وتسيير املوارد‬

‫وعليه فإن املرسوم التنفيذي رقم ‪ 145-20‬استلزم اتخاذ تدابير أكثر شدة من تلك‬

‫املعمول بها في الظروف العادية لنشاط املؤسسة املستخدمة وهذا ما نصت عليه صراحة‬

‫املادة ‪ 02/04‬منه التي جاءت فيها ما يلي «زيادة على األحكام التشريعية و التنظيمية املطبقة‬

‫في مجال الوقاية الصحية و األمن وطب العمل‪ ،‬يتعين على الهيئات املستخدمة إدراج‬

‫‪91‬‬
‫‪AUDUBERTEAU Sabrina et GAVINO Karine , «La prévention des risques professionnels‬‬
‫‪hygiène et sécurité au travail».‬‬
‫‪59‬‬
‫احلماية الصحية للعمل يف الظروف االستثنائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫تدابير الوقاية من وباء فيروس كورونا (كوفيد ‪ )19-‬والحماية منه ضمن القواعد التنظيم‬

‫التقني للعمل و الوقاية الصحية والعمل »‬

‫من البديهي على املستوى النظري فان النص املذكور أعاله يلزم صاحب العمل صراحة‬

‫تطبيق قواعد الوقاية من وباء الجائحة فيروس كورونا في املؤسسة املستخدمة التي تظل في‬

‫نشاط مستمر رغم هذه ‪ ،‬وبما انه يستحيل على املشرع الجزائري التنبؤ بتطورات األزمة‬

‫مسبقا ووضع قواعد حمائية لضمان سالمة العمال ‪ ،‬فيرجع لالتفاقية الجماعية أن تلعب‬

‫دورا في ضمان الحماية الفعلية والفعالة داخل املؤسسة املستخدمة ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫‪ :‬التطبيق الصارم لبروتوكوالت الوقاية الصحية‬

‫يجب على صاحب العمل التقيد بالبروتوكول الصحي الوقائي حماية لصحة العمال في‬

‫املؤسسة املستخدمة التي تظل في نشاط مستمر‪ ،‬يمكن أن نذكر أبرزها فيما يلي ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬احترام التباعد االجتماعي‬

‫يتمثل في تنظيم العمل داخل املؤسسة املستخدمة بطريقة تسمح باحترام مسافة‬

‫معينة بين كل شخصين ‪92،‬فمن بين التدابير التي يتخذها صاحب العمل للوقاية من وباء‬

‫‪92‬‬
‫‪-Organisation Internationale du Travail. « Prévention et limitation de la propagation de la‬‬
‫‪COVID-19 sur les lieux de travail des petite et moyennes entreprise », CHECK-LIST DES‬‬
‫‪MESURES A PRENDRE ET A SUIVRE , Bureau international du travail. 1ére édition.‬‬
‫‪Genéve.2020, p16.‬‬
‫‪60‬‬
‫احلماية الصحية للعمل يف الظروف االستثنائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫كورونا محاولة إبعاد العمال عن بعضهم البعض ضمانا لسالمتهم الصحية ‪،‬وبالرجوع إلى‬

‫املرسوم التنفيذي رقم ‪93145-20‬فان هذه املسافة محددة بمتر ونصف‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬نشر ثقافة غسل األيدي في أماكن العمل‬

‫يجب على صاحب العمل أن يضع تحت تصرف العمال أماكن مخصصة لغسل األيدي‬

‫مع الصابون‪ ،‬مع وضع موزعا ت لتعقيم األيدي في أماكن تجلب انتباه العمال‪ ،‬وملئها بانتظام‪،‬‬
‫باأليدي‪94.‬‬ ‫الن فيروس كورونا ينتقل بين األشخاص عن طريق املالمسة‬

‫ثالثا‪ :‬إلزامية ارتداء الكمامة‬

‫يقع على العمال التزاما بارتداء الكمامة في أماكن العمل وهذا ما نصت عليه املادة‬

‫‪ 02/13‬مكرر من املرسوم التنفيذي رقم ‪.95127-20‬‬

‫«يجب أن يرتدي جميع األشخاص ‪ ،‬وفي كل الظروف ‪ ،‬القناع الواقي في الطرق‪،‬‬

‫واألماكن العمومية ‪ ،‬وأماكن العمل ‪ ،‬وكذا في الفضاءات املفتوحة أو املغلقة التي‬

‫تستقبل الجمهور ‪ ،‬السيما املؤسسات والدارات العمومية ‪،‬واملر افق العمومية‬

‫‪،‬ومؤسسات تقديم الخدمات ‪،‬و األماكن التجارية»‪.‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ ، 145-20‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪93‬‬

‫‪94‬أورمضيني ليندة «عن حماية العامل في ظل كوفيد‪ 19-‬في القانون الجزائري»املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫‪،‬املجلد ‪،16‬عدد‪( 1‬خاص)جامعة مولود معمري ‪،‬تيزي وزو‪ ،‬الجزائر ‪ ،21 2،‬ص‪.170‬‬
‫‪95‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 127-20‬مؤرخ في‪،2020/05/20‬يعدل ويتمم املرسوم التنفيذي رقم ‪ 70-20‬مؤرخ في ‪2020/03/24‬‬
‫الذي يحدد التدابير التكميلية للوقاية من انتشار وباء كورونا(كوفيد‪ )19-‬ومكافحة‪ ،‬ج ر‪،‬ع(‪،)30‬لسنة ‪.2020‬‬
‫‪61‬‬
‫احلماية الصحية للعمل يف الظروف االستثنائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫تحقق الكمامة مزايا معتبرة لصحة العمال ‪ ،‬لكن باملقابل تستلزم مجهودات أكبر‪ ،‬ألنها‬

‫تحدث صعوبة في التنفس للعمال ‪ ،‬خاصة في فصل الصيف عند ارتفاع درجات الحرارة فإنها‬

‫تسبب العرق مما يؤدي إلى عدم االرتياح والقلق عند ارتدائها في مكان العمل ‪ ،‬هذا الذي‬

‫يجلب طرح إشكال عن املهلة أو املدة القصوى التي يستطيع العامل تحمل ارتداء الكمامة‪.‬‬

‫إلى جانب اإلجراءات اإلدارية التي تتخذ في حق كل مخالف لتدابير الوقاية من فيروس كورونا‬

‫خولت املادة ‪ 02/13‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 145-20‬يتضمن تعديل نظام الوقاية من‬

‫انتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد ‪ )19‬ومكافحته لقانون العقوبات ترتيب جزاءات ردعية ‪،‬‬

‫وقرر مسؤولية جزائية لكل شخص يعرض حياة الغير للخطر ‪ ،‬و هذا ما أكدته املادة ‪ 09‬من‬

‫القانون رقم ‪ 06-20‬املتضمن قانون العقوبات ‪ ،96‬التي رتبت غرامة مالية تتراوح‬

‫من‪10.000‬دج إلى ‪20.000‬دج مع إمكانية الحبس ملدة ‪ 03‬أيام على األكثر كل من يخالف‬

‫القرارات واملراسيم املتخذة من طرف السلطة اإلدارية ‪،‬و بما إن املرسوم التنفيذي رقم ‪-20‬‬

‫‪ 145‬لم يبين جزاءات مخالفة تطبيق التدابير الصارمة للبروتوكول الصحي ‪،‬ففي هذه الحالة‬

‫تتخذ في حق العامل وصاحب العمل الجزاءات املنصوص عليها املادة ‪09‬من القانون رقم ‪-20‬‬

‫‪ 06‬املتضمن قانون العقوبات‪.‬‬

‫‪96‬قانون رقم ‪ 06-20‬مؤرخ في ‪ 2020/04/28‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 155-66‬مؤرخ في‪1966/06/08‬و املتضمن ق ع‪ ،‬ج ر ج‬
‫ج ‪ ،‬ع(‪ ،) 25‬لسنة ‪.2020‬‬
‫‪62‬‬
‫احلماية الصحية للعمل يف الظروف االستثنائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫املطلب الثاني‪:‬‬

‫تطبيق إجراءات خاصة حفاظا على استمرارية نشاط املؤسسة املستخدمة‬

‫فرضت األزمة العاملية التي وجهها عالم الشغل ‪ ،‬و التي مرت بها الجزائر في ظل جائحة‬

‫كوفيد‪ ،19-‬تطبيق إجراءات الوقاية الصحية في املؤسسة املستخدمة للحد من إنتشار‬

‫الفيروس ‪ ،‬مما استلزم تطبيق إجراءات خاصة ضمانا الستمرارية عالقة العمل وحفاظا على‬

‫حقوق العمال من جهة ‪ ،‬واستمرار نشاط املؤسسة املستخدمة من جهة أخرى ‪ ،‬و ذلك عن‬

‫طريق اللجوء إلى تعليق عالقة العمل (الفرع األول)‪ ،‬واللجوء إلى العمل عن بعد تخفيفا لآلثار‬

‫االقتصادية واالجتماعية التي قد تحدثها الجائحة على االقتصاد ككل (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬‬

‫تعليق عالقة العمل حفاظا على العالقة التعاقدية‬

‫نص املشرع الجزائري على حاالت تعليق عالقة العمل في املادة ‪64‬من املادة من‬

‫القانون رقم ‪ 11-90‬املتعلق بعالقات العمل ‪ ،‬ومن هذا املنطلق فانه يمكن لصاحب العمل‬

‫في ظل جائحة كورونا اللجوء إلى تعليق عالقة العمل ‪،‬وبالتالي يتم تعليق نشاط املؤسسة‬
‫‪97.‬‬ ‫مؤقتا ‪،‬بسبب صعوبة تنفيذ االلتزامات التعاقدية التي تربط العامل وصاحب العمل‬

‫‪97‬واضح رشيد ‪«،‬إنشار جائحة كورونا ونظام البطالة الجزئية »‪ ،‬مجلة قانون العمل والتشغيل ‪ ،‬عدد خاص ‪،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية ‪،‬جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم ‪،‬الجزائر‪،2020 ،‬ص‪.30‬‬
‫‪63‬‬
‫احلماية الصحية للعمل يف الظروف االستثنائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫تقض ي تعليق عالقة العمل‪ ،‬نتيجة بعض األسباب التي قد تطرأ على العامل أو املؤسسة‪.‬‬

‫يحقق هذا اإلجراء حماية مزدوجة ‪،‬تتمثل األولى في أن عالقة العمل تظل موجودة‬

‫‪,‬وبالرغم من أن العامل ال يتقاض ى أجرا فانه يظل محتفظا بالحق في إعادة اإلدراج في منصب‬

‫عمله ‪98،‬بينما الثانية تتمثل في تفادي العامل ضغط العمل و الذي قد يؤثر على حالته‬

‫النفسية ألنه يعمل في ظروف صعبة و غير معروفة ‪،‬في انتظار انخفاض نسبة األشخاص‬

‫املصابين بهذا الوباء أو تلقيح العمال للحماية من هذا الفيروس‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫تكريس العمل عن بعد كآلية الستمرار نشاط املؤسسة املستخدمة‬

‫يعرف العمل عن بعد على انه ‪ «:‬انجاز جزء من العملية النتاجية العادية أو كلها‬

‫‪،‬أو في تقديم بعض الخدمات كمعالجة النصوص بالعالمية أو مسك دفاتر املحاسبة‬

‫باملنزل‪ ...‬فاألمر يتعلق إذن بإنتاج أو تقديم خدمة عن بعد أي خارج وحدات النتاج‬
‫»‪99‬‬ ‫باملؤسسة‬

‫تفرض ظروف العمل الحديثة التي سببتها جائحة كورونا‪ ،‬اللجوء إلى العمل عن بعد من اجل‬

‫حماية انتشار هذا الفيروس في أوساط العمال داخل املؤسسة املستخدمة ‪ ،‬فيمكن‬

‫‪98‬تنص املادة ‪65‬من القانون رقم ‪ 11-90‬على انه ‪«:‬يعاد إدراج العمال ‪،‬املشار اليهم في املادة ‪ 64‬أعاله‪ ،‬قانونا في مناصب‬
‫عملهم أو في مناصب ذات أجر مما ثل‪ ،‬بعد إنقضاء الفترات التي تسبب في تعليق عالقة العمل»‬
‫‪99‬الشطي محمد صالح‪« ،‬األنماط الجديدة للعمل تعريفها خصائصها ومكانتها في السوق»‪ ،‬مجلة القضاء والتشريع‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،02‬مركز الدراسات القانونية والقضائية بوزارة اإلنسان‪ ،‬تونس ‪ ،2005 ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪64‬‬
‫احلماية الصحية للعمل يف الظروف االستثنائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫لصاحب العمل أن يعيد تنظيم أشكال العمل ‪،‬ومن بين هذه األشكال تنظيم العمل‬

‫عن بعد ‪.‬وبالرجوع إلى القانون رقم ‪ 11-90‬ال نجد عبارة "العمل عن بعد "لكن عبر عنه‬

‫املشرع الجزائري ‪ 474-97‬بعبارة "العمل في املنزل"‪100‬والذي يعد شكال من أشكال العمل عن‬

‫بعد‪.‬‬

‫ينفذ العامل العمل عن بعد بشكل منتظم وإرادي باستعمال وسائل التكنولوجيا‬

‫الحديثة كالحاسوب ‪،‬الفاكس والهاتف ‪،101‬وفي هذا اإلطار يمكن لصاحب العمل اللجوء إلى‬

‫تنظيم العمل بهذه الطريقة لحماية العمال من وباء كورونا ‪،‬فيظل العامل مرتبطا باملؤسسة‬
‫املنزل‪102.‬‬ ‫املستخدمة ‪،‬لكن تنفيذ العمل يكون في‬

‫الفرع الثالث ‪:‬‬

‫املخاطر النفسية االجتماعية والعمل عبر االنترنت‬

‫إذا لم تكن املخاطر النفسية واالجتماعية خاصة بالبيئة املهنية االفتراضية‪ ،‬فإنها‬

‫تأخذ داللة أكثر أهمية عندما يتعلق األمر بالعمل عبر االنترنت‪ ،‬السيما في سياق الجائحة‪،‬‬

‫وال شك بسبب الحجم الذي تتحمله مقابل استبعاد املخاطر الجسدية ‪.‬في بلد مثل الجزائر‪،‬‬

‫حيث تم االنتقال إلى العمل عن بعد على عجل ملكافحة انتشار وباء كوفيد‪ ،19-‬بدون إطار‬

‫‪100‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 474-97‬مؤرخ في ‪ ،1997/12/08‬يحدد النظام الخاص بعالقات العمل التي تعني العمال في املنزل‪،‬‬
‫ج ر ج ج ‪ ،‬ع(‪،) 82‬لسنة ‪.1997‬‬
‫‪101Gauthier Christine et Dorin PHilippe ,le guide pratique du télétravail , 2 éditions , les éditions‬‬

‫‪d’organisation , paris, 1996-1997,p09.‬‬


‫‪102‬أورمضني ليندة ‪«،‬حماية العامل في ظل كوفيد ‪19-‬في القانون الجزائري »‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.173‬‬
‫‪65‬‬
‫احلماية الصحية للعمل يف الظروف االستثنائية‬ ‫الفصل الثاين‪:‬‬

‫قانوني مسبق‪ ،‬ال يتم تحديد حدود وقت العمل‪،‬و الحق في الراحة‪ ،‬وهذا هو السبب في أن‬

‫العمل عن بعد يمكن أن يكون أكثر إرهاقا من العمل وجه لوجه‪ ،‬ولذا يجب أن يخضع‬

‫لساعات عمل محددة جيدا‪ 103،‬باإلضافة إلى العمل عن بعد في حد ذاته يمكن أن يولد شعورا‬

‫بالقلق بسبب قلة التبادل والتفاعل مع الزمالء‪ ،‬والذي يمكن تعزيزه بشكل خاص من خالل‬

‫الحبس املطلوب في سياق الوباء‪ ،‬كما أن مسألة املخاطر النفسية املرتبطة بالعمل هي مصدر‬

‫قلق متزايد‪ .‬لم يصل اإلرهاق من قبل إلى هذه النسب املقلقة كما هو الحال في هذه األوقات‬

‫من العمل ‪،‬وعندما كان هذا املرض املرتبط بالعمل في طليعة األخبار القانونية في قانون العمل‬

‫والسالمة ‪.‬فإن وباء كوفيد‪ 19-‬يبرز انتشاره التأثير أكثر من أي وقت مض ى من خالل إضافة‬

‫عواقبه الخاصة على الصحة العقلية للعاملين‪ ،‬هذا التأثير هو أكثر خطورة في غياب أو عدم‬

‫كفاية اإلطار القانوني‪.104‬‬

‫عندما يفشل املشرع في تنظيم إدارة املخاطر النفسية واالجتماعية في العمل‪ ،‬ال يمكن‬

‫تحميل صاحب العمل التزامات إضافية تتعلق بالدعم النفس ي أو أي إجراء آخر للوقاية من‬

‫املخاطر النفسية واالجتماعية املتعلقة بالعمل‪ ،‬العزلة‪ ،‬حتى العمل عن بعد‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫‪YACOUB ZINA, « perspectives d’un cadre juridique plus approprié de la santé et la sécurité‬‬
‫‪au travail » point sur les maladies professionnelles et les risques psychosociaux dans un‬‬
‫‪contexte pandémique n° 02 ,2021, p135‬‬
‫‪104‬‬
‫‪YACOUB ZINA, OP, CIT, P135.‬‬
‫‪66‬‬
‫خاتمة‬
‫خامتة‬

‫من خالل هذه الدراسة توصلنا إلى أن املشرع الجزائري وعلى غرار كل التشريعات‬

‫األخرى‪ ،‬حاول االهتمام بالعامل قبل وقوع الخطر املنهي مراعاة للطابع اإلنساني للعمل املنهي‪،‬‬

‫ومحاولة جعل العمل يتميز باألمن‪ ،‬مما جعل طب العمل ضروريا في وسط العمل‪.‬‬

‫إن بداية الحماية الوقائية تكون من املؤسسة املستخدمة‪ ،‬ألن العامل يقدم لها‬

‫خدماته ويعمل لحسابها‪ ،‬فمن املنطقي أن تتولى حمايته بتقرير طب العمل و اإلهتمام به كما‬

‫أنها تقدم له مجموعة من التدابير املتعلقة بالصحة واألمن والتي لها دورا هاما في حماية‬

‫العمال من األخطار املهنية الرتباطها بجانبين هامين من الحياة املهنية للعامل ‪ ،‬هما الصحة‬

‫واألمن‪ ،‬مما أدى باملشرع إلى جعله إلزاما مشتركا بين املستخدم والعمال‪.‬‬

‫إن املؤسسة املستخدمة مطالبة بدراسة كل ما من شأنه أن يساهم في الوقاية الصحية‬

‫واألمن‪ ،‬و بادراجه ضمن قانونها الداخلي‪ ،‬والسهر على إحترامه وتطبيقه‪ .‬كما تقوم بإعالم‬

‫العامل قبل الشروع في أداء املهام املسندة له بكل املخاطر التي يحتويها عمله ‪ ،‬كما أنه ملزم‬

‫بوضع وسائل الوقاية املقررة لكل مهنة وتدريب العمال على إستخدامها ‪.‬‬

‫هنا يبرز دور العامل في الخضوع واالمتثال‪ ،‬وعدم االستهانة بتدابير الوقاية التي تضمن‬

‫حماية صحة وأمن العامل‪.‬‬

‫إن امتثال كال طرفي عالقة العمل للقواعد الصحية يؤدي بالتأكيد إلى تحقيق بيئة‬

‫عمل آمنة ‪ ،‬ولكن لضمان فعالية أكثر في مجال الوقاية الصحية واألمن إرتأى املشرع إلزام‬

‫‪68‬‬
‫خامتة‬

‫املؤسسة املستخدمة بإنشاء أجهزة مختلفة للوقاية‪ ،‬مهمتها األساسية التأكد من توفير كل ما‬

‫هو مقرر قانونا لحماية العمال وذلك بهدف التقليل من نسبة وقوع املخاطر املهنية‪.‬‬

‫لقد دعم املشرع الحماية الوقائية بمفتشية العمل‪ ،‬ومنحها صالحيات أهمها مراقبة‬

‫مدى تطبيق املؤسسة املستخدمة للقوانين والتنظيمات املتعلقة بحماية العمال في صحتهم‬

‫وأمنهم ومنحها صالحيات واسعة إذ لها حق إجبار املؤسسة املستخدمة على االمتثال‬

‫لتعليماتها‪.‬‬

‫كما تلتزم املؤسسة املستخدمة بالتصريح بعمالها‪ ،‬ودفع إشتراكات عنهم لدى مصلحة‬

‫الضمان اإلجتماعي بغرض تكفل هذه األخيرة بالعامل بعد إصابته ونظرا لكثرة األخطار املهنية‬

‫فقد منحها املشرع مهمة تطبيق اإلجراءات الوقائية‪ ،‬وهذه التدابير تأخذ طابعا خاصا بهيئة‬

‫الضمان اإلجتماعي‪.‬‬

‫ولقد ملسنا في دراستنا ظاهرة حوادث العمل و األمراض املهنية التي تعتبر من‬

‫املواضيع التي لقت اهتماما واسعا من طرف الباحثين في هذا املجال خصوصا أن هذه الظاهرة‬

‫في تزايد مستمر رغم التدابير واإلجراءات املتخذة للتقليل منها‪ .‬و يعود ذلك لعدة عوامل منها‬
‫العمال للتوصيات والتوجيهات التي ّ‬
‫يقدمها لهم أرباب العمل‪ .‬وعلى كل‪ ،‬يتعين‬ ‫عدم إمتثال ّ‬

‫على أصحاب العمل أن يضعوا مصلحة ّ‬


‫العمال فوق كل إعتبار‪ ،‬بأن يوفر لهم بيئة آمنة‬

‫ومريحة تساعدهم على أداء مهامهم على أحسن وجه لتفادي الوقوع في هذه املخاطر‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫خامتة‬

‫ولقد ظهر سعي املشرع الجزائري من وراء ضبط عالقة العمل إلى تحقيق حماية فعلية‬

‫للعامل في املؤسسة املستخدمة وتجسيدها على أرض الواقع‪.‬‬

‫إال أن ظهور فيروس كورونا املستجد ‪ ،‬جعل مفهوم حماية العامل في املؤسسة‬

‫املستخدمة يتعدى هذا املجال باعتباره وباءا غير معروف في املجتمع‪.‬‬

‫ولتكون حماية العامل من فيروس كورونا فعلية وفعالة فإن هذه املسؤولية ال تكون‬

‫على صاحب العمل والدولة فحسب ‪ ،‬وإنما تمتد إلى مسؤولية العامل تخفيفا لآلثار السلبية‬

‫التي قد يحدثها هذا الظرف اإلستثنائي‪.‬‬

‫وإنطالقا ملا ّ‬
‫تقدم‪ ،‬نرى أنه حان وقت تعديل ومراجعة قانون الوقاية الصحية واألمن‬

‫وطب العمل لعام‪ .1988‬ومن املفيد تقوية الردع ألحكام قانون الوقاية الصحية و األمن وطب‬

‫العمل لزجر املخالفين وردع باقي الهيئات املستخدمة ‪ ،‬لضمان اإلحترام الكامل ألحكامه ‪ ،‬على‬

‫غرار باقي التشريعات الحديثة‪.‬‬

‫كما بات من الضروري توضيح مضمون حقوق العمال األساسية في مجال الوقاية‬

‫الصحية واألمن وطب العمل ‪ ،‬وبيان كيفيات ممارستها في بيئة العمل الخطرة على غرار حق‬

‫العمال في اإلنسحاب من أماكن العمل ملا تشكل خطرا جسيما ووشيكا يهدد صحتهم وحياتهم‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫أوال‪ :‬باللغة العربية‪:‬‬

‫أ‪ -‬الكتب‪:‬‬

‫‪-1‬أحمد عبد التواب محمد بهجت ‪ ،‬إلتزام رب العمل بضمان الصحة والسالمة املهنية‬

‫للعامل (دراسة مقارنة بين كل من القانون املصري والفرنس ي)‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪،‬‬

‫‪ ،1999‬ص‪.12،‬‬

‫‪-2‬أحمية سليمان‪ ،‬التنظيم القانوني لعالقات في التشريع الجزائري ‪( ،‬الجزء الثاني ‪ ،‬عالقات‬

‫العمل الفردية)‪ ،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1988،‬‬

‫‪-3‬أحمد محمد محرز ‪ ،‬الخطر في إصابات تأمين العمل ‪ ،‬دار الهناء للطباعة‪ ،‬مصر‪1976،‬‬

‫‪-4‬بعلي محمد الصغير‪ ،‬القانون اإلداري‪ :‬التنظيم اإلداري‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر‬

‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2002،‬‬

‫‪-5‬جابر سالم عبد الجواد‪ ،‬تنازع القوانين حول حوادث العمل‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬

‫‪.2002‬‬

‫‪-6‬سماتي الطيب ‪ ،‬من منازعات هيئات الضمان اإلجتماعي‪ ،‬تجاه أصحاب العمل على ضوء‬

‫القانون الجديد ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الهدى للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2011،‬‬

‫‪-7‬طربيت سعيد‪ ،‬دروس في مادة قانون العمل والضمان اإلجتماعي‪ ،‬دار هومة للطباعة‬

‫والنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪. 2002،‬‬


‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪-8‬عوني محمد عبيدات‪ ،‬شرح قانون الضمان اإلجتماعي‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪.1998 ،‬‬

‫ّ‬
‫‪-9‬قادية عبد للا بلقاسم‪ ،‬الضمان اإلجتماعي‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع األردن‪ ،‬عمان‪.2020 ،‬‬

‫‪-10‬محمد حسين قاسم‪ ،‬قانون التأمين اإلجتماعي‪ ،‬املكتبة القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪. 2001،‬‬

‫‪-11‬محمد مجدي البتيتي‪ ،‬التشريعات اإلجتماعية ‪ ،‬ددن‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬

‫ب‪ :‬االطروحات‬

‫* االطروحات ‪:‬‬

‫‪-‬سكيل رقية‪ ،‬الحماية القانونية للعامل في مجال الوقاية الصحية واألمن ‪ ،‬رسالة لنيل شهادة‬

‫دكتوراه في العلوم تخصص القانون الخاص ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسة‪ ،‬جامعة‬

‫أبوبكر‪ ،‬بلقايد تلمسان‪ ،‬سنة الجامعة ‪.2016.2015‬‬

‫* مذكرات املاجستير ‪:‬‬

‫‪-1‬سمير حديبي‪ ،‬حوادث العمل وعالقتها بالروح املعنوية‪( ،‬دراسة مبدئية بمركب املجارف و‬
‫الرافعات على ّ‬
‫العمال املنفذين بعين السمارة قسنطينة) من مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬

‫املاجستير في علم النفس العمل و السلوك التنظيمي ‪ ،‬قسم علم النفس ‪ ،‬عليه العلم‬

‫اإلنسانية والعلوم اإلجتماعية جامعة منتوري ‪ ،‬قسنطينة‪.2009،‬‬


‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪ -2‬فتيحة فرشان‪ ،‬نظام التأمين عن حوادث العمل واألمراض املهنية والوقاية منها في القانون‬

‫الجزائري ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستير‪ ،‬فرع قانون املؤسسات‪ ،‬كلية الحقوق جامعة‬

‫الجزائر‪.2012،‬‬

‫‪ -3‬قالية فيروز‪ ،‬الحماية القانونية للعامل من األخطار املهنية‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬

‫املاجيستر في القانون‪ ،‬فرع قانون املسؤولية املهنية ‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪.2012 ،‬‬

‫‪ -4‬مزاري أحالم‪ ،‬املشاركة العاملية في تسيير الهيئة املستخدمة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستير‬

‫في القانون اإلجتماعي‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة وهران‪.2012/2011 ،‬‬

‫* مذكرات املاستر‪:‬‬

‫‪-1‬خالفي حليمة‪ ،‬الحماية القانونية للعامل من األخطار املهنية‪ ،‬مذكرة تخرج مقدمة لنيل‬

‫شهادة املاستر في الحقوق‪ ،‬تخصص‪ ،‬حقوق وحريات كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬

‫جامعة أحمد درارية أدرار ‪ ،‬املوسم الجامعي ‪.2018/2017‬‬

‫‪-2‬عبد الرحمان نصير وعبد الرحمان فاطمة الزهراء‪ ،‬أجهزة الوقاية من حوادث العمل‬

‫واألمراض املهنية في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة املاستر‪،‬‬

‫تخصص ضمان إجتماعي‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة خميس مليانة ‪.2014 ،‬‬

‫‪-3‬عمران فوزي و عزني وليد‪ ،‬دور مفتش العمل في حماية العامل من أخطار حوادث العمل‪،‬‬

‫مذكرة تخرج لنيل شهادة املاستر‪ ،‬فرع قانون األعمال‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪.2012 ،‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫ج_ املقاالت‪:‬‬

‫‪ -1‬أرمضيني ليندة «عن حماية العامل في كوفيد ‪ 19‬في القانون الجزائري »‪ ،‬املجلة النقدية‬

‫للقانون و العلوم السياسية‪ ،‬املجلد‪ ،16‬عدد‪ ،1‬خاص‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي‬

‫وزو‪.2021،‬‬

‫‪-2‬الشطي محمد صالح «األنماط الجديدة للعمل تعريفها خصائصا ومكانتها في السوق»‪ ،‬مجلة‬

‫القضاء والتشريع‪ ،‬العدد ‪ ،02‬مركز الدراسات القانونية والقضائية بوزارة العدل وحقوق‬

‫اإلنسان‪ ،‬تونس‪. 2005،‬‬

‫‪ -3‬سكيل رقية‪« ،‬دور لجان الوقاية الصحية واألمن في وقاية العمال من األخطار املهنية داخل‬

‫املؤسسة »‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪،‬‬

‫جانفيى‪.2014‬‬

‫‪-4‬سهيلة محمد‪ ،‬حوادث العمل وعالقتها ببعض املتغيرات الشخصية واملهنية‪ « ،‬د راسة‬

‫ميدانية مقارنة لدى عينة من العاملين في شركة مصفاة بانياس للنفط في محافظ طرطوس»‪،‬‬

‫مجلة جامعة دمشق‪ ،‬العدد الرابع ‪ ،‬سوريا ‪.2010،‬‬

‫‪-5‬قندلي رمضان‪ ،‬الحق في الصحة في القانون الجزائري (لدراسة مقارنة) مجلة دفاتر السياسة‬

‫والقانون‪ ،‬العدد‪ 06‬جانفي ‪.2012‬‬


‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪ -6‬نوارة حسين‪« ،‬الحق في صحة العمال في إطار التشريع الجزائري» مجلة العلوم القانونية‬

‫والسياسية‪ ،‬املجلد‪ ،10‬الجزائر ‪ ،‬أفريل ‪.2019‬‬

‫‪-7‬وافي خديجة‪ ،‬الخبرة الطبية في حوادث العمل‪ ،‬اإلتحاد ‪(،‬مجلة تصدر عن اإلتحاد الوطني‬

‫ملنظمة املحامين الجزائريين )‪،‬العدد الرابع‪ ،‬الجزائر‪.2014،‬‬

‫‪-8‬واضح رشيد‪ « ،‬إنتشار جائحة كورونا ونظام البطالة الجزئية» ‪،‬مجلة قانون العمل‬

‫والتشغيل‪ ،‬عدد خاص‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس‬

‫مستغانم‪ ،‬الجزائر‪.2020 ،‬‬

‫د‪ -‬النصوص القانونية‪:‬‬

‫‪ -1‬الدستور‪:‬‬

‫دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ‪ 28‬نوفمبر ‪ ،1996‬املنشور بموجب‬

‫املرسوم الرئاس ي ‪ ،438/96‬املؤرخ في ‪ 7‬ديسمبر ‪ ،1996‬ج‪ ،‬ر‪ ،‬ج‪ ،‬ح‪ ،‬د‪ ،‬ش‪ ،‬العدد ‪،76‬‬

‫الصادر في ‪ 8‬ديسمبر ‪ ،1996‬املعدل بالقانون رقم ‪ ،03/02‬مؤرخ في ‪ 10‬أفريل ‪ ،2002‬ج‪ ،‬ر‪،‬‬

‫ج‪ ،‬ح‪ ،‬د‪ ،‬ش‪ ،‬العدد ‪ ،25‬الصادر في ‪ 14‬أفريل ‪ ،2002‬املعدل بالقانون رقم ‪ ،13/12‬مؤرخ في‬

‫‪ 15‬نوفمبر ‪ ،2008‬ج‪ ،‬ر‪ ،‬ج‪ ،‬ح‪ ،‬د‪ ،‬ش‪ ،‬العدد ‪ ،63‬الصادر في ‪ 16‬نوفمبر ‪ ،2008‬املعدل‬

‫بموجب القانون ‪ 7 ،01-16‬مارس ‪ ،2016‬املعدل بالقانون رقم ‪ ،442/20‬مؤرخ في ‪ 20‬ديسمبر‬

‫‪ ،2020‬ج‪ ،‬ر‪ ،‬ج‪ ،‬ح‪ ،‬د‪ ،‬ش‪ ،‬العدد ‪ ،82‬الصادر في ‪ 30‬ديسمبر ‪2020‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪ -2‬النصوص التشريعية‪:‬‬

‫* القوانين العضوية‪:‬‬

‫‪ -‬امر رقم ‪ ،03-06‬املؤرخ في ‪15‬يوليو ‪ ،2006‬املتضمن القانون األساس ي العام للوظيفة‬

‫العمومية ‪ ،‬ج ر ج ج عدد ‪ 46‬املؤرخة في ‪ 16‬جويلية ‪.2006‬‬

‫* القوانين العادية‪:‬‬

‫‪ -‬قانون رقم ‪ ،14-83‬املؤرخ في ‪ 2‬جويلية ‪ ،1983‬يتعلق بالتزامات املكلفين في مجال الضمان‬


‫اإلجتماعي‪ ،‬جريدة سمية‪ ،‬عدد ‪ّ ،28‬‬
‫املعدل بقانون رقم ‪ ،17-04‬املؤرخ في ‪ 10‬نوفمبر ‪،2004‬‬ ‫ر‬

‫ج ر ج ج ‪ ،‬عدد‪.72‬‬

‫‪ -‬قانون رقم ‪ ،07-88‬مؤرخ في ‪ 26‬جانفي ‪ ،1988‬يتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل‪،‬‬

‫جريدة رسمية لسنة ‪.1988‬‬

‫‪ -‬قانون قم ‪ ،03-90‬مؤرخ في ‪ 06‬فبراير سنة ‪ 1990‬يتعلق بمفتشية العمل‪ّ ،‬‬


‫معدل ومتمم‪،‬‬ ‫ر‬

‫باألمر رقم ‪ ،11-96‬مؤرخ في ‪10‬يونيو ‪ ،1996‬جريدة رسمية‪ ،‬عدد ‪ ،36‬صادر في ‪ 12‬جوان‬

‫‪.1996‬‬

‫_ قانون رقم ‪ ،11-90‬مؤرخ في ‪ 21‬أفريل‪ ،1990‬املتعلق بعالقات العمل‪ ،‬جريدة رسمية‪ ،‬عدد‬
‫‪ 17‬صادر في ‪ 25‬أفريل‪ّ ،1990‬‬
‫معدل ومتمم‪.‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪ -‬قانون قم ‪ ،13_83‬يتضمن حوادث العمل واألمراض املهنية‪ّ ،‬‬


‫معدل ومتمم بموجب األمر‬ ‫ر‬

‫رقم ‪ ،19-96‬مؤرخ في ‪ 6‬جويلية‪ ،1996‬جريدة رسمية‪ ،‬عدد‪ ،24‬صادر سنة ‪.1996‬‬

‫‪ -‬قانون رقم ‪ ،06-20‬مؤرخ في ‪28‬أفريل ‪ 2020‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ ،155-66‬مؤرخ في‪08‬‬

‫جوان‪ ،1966‬واملتضمن قانون العقوبات‪ ،‬جريدة رسمية عدد‪ 25‬لسنة ‪.2020‬‬

‫‪ -3‬النصوص التنظيمية‪:‬‬

‫‪ -‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،120-93‬مؤرخ في ‪ 15‬ماي ‪ ،1993‬املتعلق بتنظيم طب العمل‪ ،‬ج‪ ،‬ر‪،‬‬

‫ع ‪ ،33‬صادر في‪ 19‬ماي ‪.1993‬‬

‫‪ -‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،424-97‬مؤرخ في ‪ 11‬نوفمبر‪ ،1997‬يحدد الشروط التطبيقية للباب‬

‫الخامس من القانون رقم ‪ ،13-83‬املؤرخ في ‪ 2‬جويلية‪ ،1984‬يتعلق بحوادث العمل األمراض‬

‫املهنية‪ ،‬املعدل و املتمم‪.‬‬

‫‪-‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ ،494-97‬مؤرخ في ‪ 08‬ديسمبر ‪ ،1997‬يحدد النظام الخاص بعالقات‬

‫العمل التي تعني العمال في املنزل‪ ،‬ج‪ ،‬ر‪ ،‬ع ‪ ،82‬سنة ‪.1997‬‬

‫‪-‬مرسوم تنفيذي رقم‪ ،09-05‬مؤرخ في ‪ 8‬يناير سنة ‪ ،2005‬يتعلق باللجان متساوية األعضاء‬

‫و مندوبي الوقاية الصحية و األمن‪.‬‬

‫‪ -‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 244-09‬املؤرخ في ‪ 22‬جوان ‪ ،2009‬املعدل واملتمم للمرسوم التنفيذي‬

‫رقم ‪ ،59-97‬يحدد تنظيم ساعات العمل وتوزيعها في قطاع املؤسسات واإلدارات العمومية‪.‬‬
‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫ يعدل ويتمم املرسوم التنفيذي‬،2020 ‫ ماي‬20 ‫ مؤرخ في‬127-20 ‫ مرسوم تنفيذي رقم‬-

‫ الذي يحدد التدابير التكميلية للوقاية من إنتشار وباء‬،2020 ‫ مارس‬24 ‫ مؤرخ‬70-20‫رقم‬

.2020 ‫ لسنة‬30 ‫ ع‬،‫ ر‬،‫ ج‬،‫ ومكافحته‬،)19-‫كورونا (كوفيد‬

‫ يتضمن تعديل نظام الوقاية من إنتشار‬،2020 ‫ جوان‬7 ‫ مؤرخ في‬،145-20 ‫ مرسوم تنفيذي‬-

.2020 ‫ سنة‬34 ‫ع‬، ‫ ج ر ج ج‬،‫ ومكافحته‬،)19-‫وباء فيروس كورونا (كوفيد‬

:‫ املراجع باللغة الفرنسية‬:‫ثانيا‬

1- OUVRAGES :

- Gauthier chirstine et Dorin philippe, le guide pratique du télétravail, 2 éditions


d’organisation, paris, 1996-1997.

-Hidalgo (Rudolph), Salomane (Guillaume), Morvan (patrique), «Entreprise et


responsabilité pénale»,L .G.D.J .Paris, 1994.

-Vatin ( J.) &TRémeau (CL). « Droit du travail et Droit social ,Droit fiscal
»,LES EDITIONS FOUCHER l’éditions foucher ,paris,1984.

2-ARTICLE

- Auduberteua Sabrina; Gavino Karine, «la prévention des risques


professionnels hygiène et sécurité au travail», collection les diagnostics de
l’emploi territorial, hors-série, n°05, publié par CIG petite couroranne, 2003 .

_ Claire Blondin, Segunineau, «Guide du management santé, sécurité au travail


selon ilo- ohs 2001», afnor, France, 2007.

-Mohammad Djebli , Accidents du travail et maladies professionnelles


(Historique),sérié Education ouvrière, Thèmes sur les risque professionnelles
‫قائمة املصادر واملراجع‬

dans le secteur minier et leur prévention dans les pays africains, organisation
arabe du travail, institut arabe d’éducation ouvrier et de recherches sur le travail
d’Alger, 1991.

-NATHALIE DEDESSUS LE MOUSTIER, «la protection de la santé du salarie,


de l’hygiène et la sécurité au bien -être au travail», la santé au travail a l’épreuve
des hauveaux risques, coordination de Nathalie de dessus le Moustier & florence
douget, Lavoisier, France avril 2010.

-Ozden Melik, le droit à la santé, une collection des programmes droits humains
du centre Europe tiers Monde, (CETIM).

- Yacoub Zina, «perspectives d’un cadre juridique plus approprié de la santé et


la sécurité au travail », point sur les risques psychosociaux dans un contexte
pandémique n°02,2021.

3- DOCUMENT

-Le Droit à la santé haut commissariat des nations unies aux droits de l’homme,
et l’organisation mondiale de la santé, fiche n°31, Genève 2009.

-organisation international du travail, «préventions et limitation de la


propagation de la Covid-19 sur les lieux de travail des petites et moyennes
entreprise », chik-liste des mesures à prendre et a suivre, bureau international
de travail, première édition, Genève, 2020.

_ YATAGHE Maurad, rôle de l’inspection de travail dans la prévention des


risques professionnels, célébration de la journée mondiale sur la sécurité et santé
au travail professionnels santé et vie de travail un droit humains fondamental,
Alger, le 28-04-2009.
‫الفهرس‬
‫شكر و عرفان‪.‬‬
‫إهداء‪.‬‬
‫‪02‬‬ ‫مقدمة ‪.......................................................................................................................................‬‬
‫‪07‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬الحماية الصحية للعامل في الظروف العادية ‪..................................................‬‬
‫‪08‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬الحقوق والوجبات املرتبطة بالصحة والسالمة‪................................................‬‬
‫‪08‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬الحق في الصحة والسالمة ‪................................................................................‬‬
‫‪09‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬التعريف العام للحق في الصحة‪...........................................................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف حق العامل في الصحة‪............................................................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬واجبات رب العمل‪.............................................................................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬إلتزام رب العمل بتوفير الوقاية الصحية واألمن في مجال العمل‪........................‬‬
‫‪13‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إلتزام رب العمل بتوفير الصح ة في العمل‪...........................................................‬‬
‫‪13‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬االلتزام بتوفير الراحة في العمل‪.........................................................................‬‬
‫‪13‬‬ ‫أوال‪ :‬العطل والراحات القانونية‪................................................................................................‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪ -1‬العطلة السنوية‪....................................................................................................................‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪-2‬عطلة األمومية‪........................................................................................ ...............................‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪ -3‬أيام الراحة القانونية‪............................................................................................................‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬دور كل من اللجان الرقابة والضمان اإلجتماعي في تطبيق اإلجراءات‬
‫‪18‬‬
‫الوقائية‪....................................................................................................................................‬‬
‫‪19‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬دور لجان الرقابة في تحقيق الحماية الوقائية للعامل‪.....................................‬‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬دور لجان الرقابة الداخلية في تحقيق الحماية الوقائية للعامل‪........................‬‬
‫‪21‬‬ ‫أوال‪ :‬تنظيم لجان الوقاية الصحية واألمن ‪..............................................................................‬‬
‫‪22‬‬ ‫‪-1‬اللجان املتساوية األعضاء للوقاية الصحية و األمن‪............................................................‬‬
‫‪23‬‬ ‫‪ -2‬لجنة مابين املؤسسات للوقاية الصحية و األمن‪................................................................‬‬
‫‪24‬‬ ‫ثانيا‪ :‬إختصاص لجان الوق اية الصحية واألمن ‪......................................................................‬‬
‫‪25‬‬ ‫ثالثا‪ :‬مندوبي املستخدمين أو لجان املشاركة‪...........................................................................‬‬
‫‪26‬‬ ‫أ‪-‬تعيين مندوبي املستخدمين وتشكيل لجنة املشاركة‪............................................................‬‬
‫‪26‬‬ ‫ب‪ -‬صالحية أجهزة املشاركة في مجال الوقاية‪..........................................................................‬‬
‫‪27‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬دور لجان الرقابة الخارجية في تحقيق الحماية للعامل‪.......................................‬‬
‫‪27‬‬ ‫أوال‪ :‬صالحيات مفتشية العمل في مجال الرقابة‪......................................................................‬‬
‫‪27‬‬ ‫‪-1‬القيام بالزيارات امليدانية‪.......................................................................................................‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪-2‬مهام املفتش العمل بعد إنتهاء الزيارات امليدانية‪.................................................................‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪-3‬تلقي الشكاوي ‪.......................................................................................................................‬‬
‫‪31‬‬ ‫ا‪-‬تلقي الشكاوي من طبيب العمل ‪...........................................................................................‬‬
‫‪32‬‬ ‫ب‪ -‬تلقي الشكاوي من أعضاء لجنة الوقاية‪........................................................................... .‬‬
‫‪32‬‬ ‫‪ -4‬املساهمة في إتخاذ وتقرير العقوبة‪...................................................................................... .‬‬
‫‪32‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬دور الضمان اإلجتماعي في تحقيق الحماية الوقائية للعامل ‪...........................‬‬
‫‪33‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬هيئات الضمان اإلجتماعي املسؤولية عن الحماية الوقائية للعامل ‪...................‬‬
‫‪33‬‬ ‫أوال‪ :‬على مستوى الوالئي ‪..........................................................................................................‬‬
‫‪34‬‬ ‫ثانيا‪ :‬على املستوى الجهوي‪.............................................................................................. ..........‬‬
‫‪35‬‬ ‫ثالثا‪ :‬على املستوى الوطني‪.........................................................................................................‬‬
‫‪35‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬اإلنتساب للضمان اإلجتماع شرط اإلستفادة من الحماية الوقائية‪..................‬‬
‫‪35‬‬ ‫أوال‪ :‬قيمة اإلشتراكات ‪................................................................................................................‬‬
‫‪35‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التصريح باألجور ‪....................................................................................... .......................‬‬
‫‪37‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬تدابير الوقاية الخاصة بالضمان اإلجتماعي‪......................................................‬‬
‫‪40‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬الحماية الصحية للعامل في الظروف اإلستثنائية‪............................................‬‬
‫‪41‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬الحماية من حوادث العمل واألمراض املهنية‪....................................................‬‬
‫‪41‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬مفهوم حوادث العمل‪.........................................................................................‬‬
‫‪42‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف حادث العمل وشروط تحققه‪..................................................................‬‬
‫‪43‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف حادث العمل‪.........................................................................................................‬‬
‫‪45‬‬ ‫ثانيا‪ :‬شروط تحقق حادث العمل ‪............................................................................................‬‬
‫‪45‬‬ ‫‪-1‬شروط الضرر البدني‪............................................................................................................‬‬
‫‪45‬‬ ‫‪ -2‬شرط الحادث املفاجئ‪..........................................................................................................‬‬
‫‪46‬‬ ‫‪-3‬شرط الحادث الخارجي‪........................................................................................................‬‬
‫‪47‬‬ ‫‪ -4‬شرط قيام عالقة العمل‪......................................................................................................‬‬
‫‪47‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬اآلثار املترتبة عن حوادث العمل‪........................................................................‬‬
‫‪50‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬مفهوم األمراض املهنية‪....................................................................................‬‬
‫‪51‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف املرض املنهي‪..............................................................................................‬‬
‫‪52‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬طرق تحديد املرض املنهي‪....................................................................................‬‬
‫‪52‬‬ ‫أوال‪ :‬نظام التغطية الشاملة ( الطريقة املرنة)‪.........................................................................‬‬
‫‪53‬‬ ‫ثانيا‪ :‬نظام الجداول (الطريقة الجامدة‪............................................................................... ).‬‬
‫‪54‬‬ ‫أ الجدول املغلق‪........................................................................................................ ..........‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪54‬‬ ‫ب الجدول املفتوح‪................................................................................................................‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪55‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الطريقة املزدوجة‪............................................................................................................‬‬


‫‪56‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬موقف املشرع الجزائري من تحديد األمراض املهنية‪.......................................‬‬
‫‪57‬‬ ‫املبحث الثاني‪ :‬الحماية الصحية للعامل في ظل أزمة كورونا‪..................................................‬‬
‫‪58‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬تشديد إجراءات الوقاية الصحية واملهنية‪.......................................................‬‬
‫‪59‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬إلزام صاحب العمل بإدراج تدابير الوقاية في وباء كوفيد‪............................19-‬‬
‫‪60‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬التطبيق الصارم لبروتوكوالت الوقاية الصحية‪................................................‬‬
‫‪61‬‬ ‫أوال‪ :‬إحترام التباعد اإلجتماعي‪................................................................................................‬‬
‫‪61‬‬ ‫ثانيا‪ :‬نشر ثقافة غسل األيدي في أماكن العمل‪......................................................................‬‬
‫‪61‬‬ ‫ثالثا‪ :‬إلزامية إرتداء الكمامة‪....................................................................................................‬‬
‫‪63‬‬ ‫املطلب ثاني‪ :‬تطبيق إجراءات خاصة حفاظا على إستمرارية نشاط املؤسسة املستخدمة‪.‬‬
‫‪63‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعليق عالقة العمل حفاظا على العالقة التعاقدية‪..........................................‬‬
‫‪65‬‬ ‫الفرع ثاني‪ :‬تكريس العمل عن بعد كآلية إلستمرار نشاط املؤسسة املستخدمة‪..................‬‬
‫‪65‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬املخاطر النفسية اإلجتماعية والعمل عبر األنترنت‪........................................‬‬
‫‪68‬‬ ‫خاتمة‪.......................................................................................................................................‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫الفهرس‬
‫ملخص‬
‫الملخص‬
‫تعتبر الحماية الصحية للعامل في القانون الجزائري من بين األهداف المسطرة من طرف الدولة بغية‬
‫تجسيدها و ضمانها ذلك من خالل دراسة األثر القانونية و التنظيمية التي تمنح العامل حقوق و ضمانات في‬
‫ و كذا وضع هيئات رقابية تسهر على ضمان توفير الصحة و السالمة المهنية‬،‫مجال الصحة و السالمة المهنية‬
‫ و أيضا وضع هيئات رقابية تسهر على ضمان توفير حماية صحية فعالة للعامل و كل هذا من أجل تجنب‬،
.‫حوادث العمل و األمراض المهنية التي قد تؤدي بحياة العمال‬
،‫ من هنا يبرز دور مفتش العمل المتمثلة في مفتش العمل‬،‫و من خالل الرقابة التي تمارسها هذه الهيئات‬
‫ و يزيل األخطار التي تهدد أمن و صحة و سالمة العمال عن‬،‫الذي يمارس الرقابة على المؤسسات المستخدمة‬
‫طريق العمل على توفير لهم بيئة عمل مناسبة و خالية من مسببات الحوادث أو اإلصابات أو األمراض المهنية‬
.‫و توفير الحماية الفعلية التي أقرها القانون‬
‫و حتى تكون حماية العامل من فيروس كورونا فعلية و فعالة فأن هذه المسؤولية ال تكون على عاتق‬
‫ و إنما تمتد إلى مسؤولية العامل تخفيفا لألثار السلبية التي قد يحدثها هذا‬، ‫صاحب العمل و الدولة فحسب‬
.‫الظرف اإلستثنائي المفاجئ‬

Résumé
La protection sanitaire du travailleur est une préoccupation majeure de l’Etat, que le
droit algérien tend à consacrer à travers différents mécanismes juridiques et organes de
contrôles sensés garantir une protection efficace de la santé du travailleur et sa sécurité
professionnelle. Ses mécanismes sont sensés le protéger particulièrement contre les accidents
de travail et les maladies professionnelles, et aussi bien dans des conditions normales que
dans des circonstances inhabituelles ou inattendues, telles qu’une épidémie.
L’inspecteur du travail joue un rôle considérable dans la protection sanitaire du
travailleur en exerçant son contrôle sur les entreprises, et en mesurant leur capacité et
disposition à gérer les risques potentiels sur la santé des travailleurs et à éviter toute menace
d’accidents de travail et de maladies professionnelles.
Et pour que la protection sanitaire des travailleurs soit efficace, y compris en période
de crise sanitaire, comme celle de la Covid-19, il faut un concours d’efforts et de stratégies
de la part de l’Etat, des entreprises, mais aussi des travailleurs eux-mêmes qui doivent être
attentifs à tout risque sur leur santé dans le milieu professionnel.

You might also like