Professional Documents
Culture Documents
سطر • ويؤكد في الحب الحياة الثّانية ( وهذه المرة بدون واو لتوكيد الحب في القول في ال ّ
األ ّول ) .يؤكد أنذنا حين نحيا نحقق أمو ًرا سامية ومتقدمة ج ًّدا ،فمن دودة القز نسرق خيطًا
،وربما كان استعماله للفعل نسرق وليس نأخذ داللة على النّشاط أ ّواًل ،وداللة على خيط
سليب الّذي اغتُصب َع ْن َوة . الحرير ملك ال ّدودة فال يؤخذ منها عن طيب خاطر ،كما الوطن ال ّ
ولكن يُعيد ما قاله في مديح الظّل العالي " :اقرأ باسم الّذي صنع من جزمه أفقًا " .
سماء الّتي يرمز لها الشّاعر إما انه أمل ال ينتهي وشموخ وارتفاع ،أو أنه يُمثل ح ًّدا • وال ّ
فاصاًل لل ّرحيل ،أ ّما ال ّرحيل فهو هجرة الشّعب الفلسطيني من مكان إلى آخر وهو على عهد
قريب من الهجرة إلى اليمن وإلى تونس ،ثم إلى غزة واريحا ،فالشّعب الفلسطيني يحمل
دائ ًما عصا التّرحال ،ومحمود درويش يريد أن يحقّق بممارسة الحياة ال ّرجوع إلى الوطن ،
سالح هو بأضعف ما يمكن مثله بخيط من دودة القز .فمنه يُبدع ووضع نهاية لل ّرحيل وال ّ
الفلسطيني الق ّوة وهناك شواهد كثيرة على إبداع الفلسطيني الق ّوة من األمور التّافهة
ضعيفة .
وال ّ
• وحين نحصل على الحريّة هكذا يُعلن ويوحي في سطر ( ) 5يفتح باب الحديقة ،يعني جنّة
الوطن وحديقته ،ويخرج الياسمين األبيض إلى الطّرقات يُشع نو ًرا للفرحة وللعيد ،وكأن
نها ًرا جمياًل قد أشرقت شمسه.
• القسم الثالث – نحب الحياة ونكتب تاريخنا في كتابها (:)10 – 6
• قصيدة حلزونيّة ،يعني أنها مك ّونة من وصالت تعود على نفس القاعدة ،وتع ّمق المعنى
وتضيف إليه جدي ًدا .
• قصيدة دائريّة ،انتهت من حيث ابتدأت كانت البداية :ونحن نحب الحياة ما استطعنا إليها
سبيال ،وكانت النّهاية نفس الجملة
• قصيدة اعتمدت ال ّرمز ،وأشهر الكلمات ال ّرامزة هي :
• •نحن :تعني النّاس أو الشّعب الفلسطيني .
• •مئذنة :رمز لالرتفاع الشّاهق .
• • النّخيل :رمز التّراث والشّموخ .
• وهكذا جميع األسماء لها دالالت رمزيّة وقد اجتهدنا لتفسير هذه ال ّرموز .
• ظواهر اسلوبيّة أخرى :
• - 1حرف الواو للعطف موجود في مطالع كل األسطر ،وكثر استعمال حرف العطف الواو في مطالع أسطر
الشّعر الحديث ،حتى يتحقق الجريان المضموني ،وذلك للحفاظ على الوحدة الكاملة للقصيدة وليس للبيت
كما هي الحال في الشّعر العمودي ،وفضاًل عن هذا الغرض يستثمر درويش الحرف هنا حتى يشرح ويفصل
وينوع األمور الّتي يريد عرضها فيساويها كلّها باالهتمام والتّنفيذ .
• - 2استعمال ال ّ
ضمير نحن وتكريره كثي ًرا بشكله المنفصل أو المتصل ،وذلك ما يُوحي بأن المتح ّدث
(الشاعر) إنما ينطق باسم مجموع وقد يكون هذا الشّعب الفلسطيني .
• - 3تعدد المفعول به كثي ًرا ،وكان النّص بحاجة إليه ليفصل ماذا نعمل إذا حققنا الحياة
• -4يُالحظ تواجد مكثّف لموجودات مكانيّة في القصيدة أو نباتية مثل مئذنة ،نخيل ،دودة
القز ،خيط سماء ،باب الحديقة ،الياسمين ،الطرقات ،نهار ،حيث أقمنا ،النّاي ،تراب
المم ّر ،حجر ،البرق ،اللّيل .وتعمل هذه األسماء على توثيق المضامين في ارض الواقع
مع دالالتها ال ّرمزيّة
• -5صيغة الفعل المضارع هي الغالبة على أحداث النّص ،وتكاد تكون الوحيدة المتواجدة
فيه ،وما ذلك إال لوجود الشّرط وجوابه المقدم في الجملة المكرورة ،وهي " :نحن نحب
الحياة " .هذا هو جواب الشّرط ،أ ّما الشّرط فهو إذا استطعنا إليها سبيال .فطالما أن الشّرط
غير حاصل يبقى مضمون القصيدة في باب التّرقب والتّرصد والتّمني ،وذلك ما يحتاج إلى
أفعال بصيغة المضارع
•