You are on page 1of 38

‫العنوان ‪:‬‬

‫محمد صلى هللا عليه و سلم‬

‫إشراف الدكتورة ‪:‬‬


‫وفاء المزيعل‬
‫أسماء الطالبات ‪:‬‬
‫أسيل مفرح الخيوطي‬
‫مشاعل العازمي‬
‫شروق الشمري‬
‫محمد صلى‬
‫هللا عليه وسلم‬

‫الخاتمة‬ ‫األسئلة‬ ‫السيرة النبوية‬ ‫األهداف‬ ‫المقدمة‬


‫م‬ ‫س‬ ‫ب‬
‫هللا ا‪2‬‬
‫ال‬ ‫ن‬ ‫لرحم‬
‫رحيم‬ ‫م‬ ‫ال ح‬
‫د‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ب‬ ‫وج هلل ر‬
‫ي‬ ‫م‬ ‫ل‬‫عا‬ ‫ث‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫عل‬
‫ن‬
‫أجمعين ال كامال و ‪ ،‬ال‪2‬ذ‬
‫رس‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫‪،‬‬
‫م‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫ة‬ ‫و‬ ‫أس‬ ‫ث‬ ‫ي‬‫ح‬ ‫عل‬
‫ا‬‫د‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ة‬‫ن‬ ‫س‬ ‫ع‬ ‫ج‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ى‬
‫ل‬ ‫ة‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ن‬‫م‬ ‫ؤ‬ ‫م‬ ‫لل‬ ‫ت‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫س‬ ‫أجم نا الرؤو ل ر‬
‫ل‪2‬ع‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫عي‬
‫ال ِّدين ن ‪ ..‬وعلى ف بالمؤمني عامة للنا ‪ ،‬وحجة ع المين‬
‫لى‬ ‫سك‬ ‫نا‬ ‫آل‬ ‫‪..‬‬
‫ه وصحبه لذي بعث افة‪ ،‬والص خل ِقه‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫در‬
‫من اتبع مكارم األ الة و‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫ا‬
‫من أ ليوم‬
‫س‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ع‬
‫الم‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫خ‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫سنت‬ ‫م‬ ‫ظ‬ ‫أع‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫و جل‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ه‬
‫ناس‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ن‬ ‫حسا‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫خل‬ ‫ح‬ ‫ت‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫‪..‬‬ ‫ه‬ ‫ت‬‫ع‬ ‫طا‬
‫ى يوم‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬‫م‬ ‫ه‬ ‫عنه ‪ ..‬سنتنقل بي دث عن طهر‬
‫ن‬ ‫عم‬ ‫‪,‬‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ن ص ف ات ع ظ‬ ‫ت‬‫س‬ ‫ال‬ ‫وا‬ ‫ال‬
‫ح‬ ‫ض‬ ‫ن‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫إ‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ف‬‫ا‬ ‫ص‬
‫ح‬ ‫ا‬‫ر‬ ‫هللا كما ى ب‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫مآث‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫لى‬ ‫ق‬ ‫ت‬‫ن‬ ‫ن‬‫الر ي ف‬
‫ه‬‫ت‬ ‫‪.‬‬
‫حيق وتر كالنحلة ة أ‪2‬خالقه نسعد بال ل ايم‬ ‫ع‬ ‫ل‬
‫ب‬ ‫ن‬ ‫ا‬
‫محبته‬ ‫شف من التي تنتقل ‪ ..‬وننهل م حديث‬
‫ع‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫بي‬ ‫‪.‬‬‫‪.‬‬ ‫ك‬ ‫ذا‬
‫ن‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ل‬
‫ود‪ ..‬فترش سيرته‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫ف‬
‫ا‬ ‫ذ‬
‫أوالً‪ :‬األهداف المعرفية‬

‫* يعرض نسب النبي صلى هللا عليه و سلم و قصة مولده‪.‬‬


‫* يعلل إرضاع أهل مكة ألبنائهم في البادية و عزوف‬
‫المرضعات عن المولود محمد بن عبد هللا‪.‬‬
‫* يذكر صوراً و مواقف من حياة النبي صلى هللا عليه و سلم‬
‫في صباه و شبابه قبل البعثة‪.‬‬
‫* يحلل قصة تجارة الرسول صلى هللا عليه و سلم في مال‬
‫خديجة رضي هللا عنها و زواجه منها‪.‬‬
‫ثانيا ً‪ :‬األهداف الوجدانية‬
‫يعطي قيمة للعام ااذي ولد فيه الرسول صلى هللا عليه و سلم‪.‬‬ ‫•‬
‫يبرز البركات التي حلت على مرضعة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بعدما تسلمته من‬ ‫•‬
‫أمه‪.‬‬
‫يؤكد قيمة اشتغال رسول هللا صلى هللا عليه و سلم في صباه بالرعي و في شبابه‬ ‫•‬
‫بال‪2‬تجارة‪.‬‬
‫يقدر طلب السيدة خديجة الزواج من الرسول صلى هللا عليه و سلم تقديراً بالغا ً‪.‬‬ ‫•‬
‫ا ري ة‬ ‫ه‬‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ه‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫‪:‬‬‫ً‬ ‫ا‬ ‫ث‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ث‬
‫لم ور‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫يه‬ ‫عل‬ ‫هللا‬ ‫ى‬ ‫صل‬ ‫هللا‬ ‫‪2‬‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫يتحدث عن مولد‬ ‫•‬
‫ضاعته و يتمه بطالقه ولغة سليمة‪.‬‬
‫را‬‫م‬ ‫يع‬ ‫جم‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫يه‬ ‫نب‬ ‫ل‬ ‫ته‬ ‫اي‬ ‫رع‬ ‫و‬ ‫هللا‬ ‫يالحظ بدقة عناية‬ ‫•‬
‫حل حياته‪.‬‬
‫ف‬ ‫رة‬ ‫خب‬ ‫ال‬ ‫به‬ ‫س‬ ‫تك‬ ‫ي‬ ‫الت‬ ‫ل‬ ‫ما‬ ‫ع‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫ى‬ ‫يتدرب عل‬ ‫•‬
‫ي الفيادة و حسن التصرف‪.‬‬
‫السيرة النبوية‬

‫حادثة شق‬
‫الدروس‬
‫كفالة عمه‬ ‫رعاية جده‬ ‫وفاة امه‬ ‫الصدر و‬ ‫رضاعته‬ ‫مولده‬ ‫نسبه‬
‫المستفادة‬ ‫عودته الى مكة‬
‫أوالً‪ :‬نسب الرسول صلى هللا عليه و سلم‬

‫منح هللا رسوله محمداً نسبا ً شريفا ً مباركا ً يتصل بإسماعيل بن‬
‫إبراهيم عليهما السالم – قال صلى هللا عليه وسلم (إن هللا‬
‫اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا ً من كنانة‬
‫واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم )‬
‫لقد كان نسبه موسوما ً بالشرف و الكرامة و الطهر و العفاف‬
‫صانه ربه من المفاسد و حماه من الشرور واآلثام‬

‫أمه صلى هللا عليه‬ ‫والده صلى هللا‬ ‫جده صلى هللا‬
‫وسلم‬ ‫عليه وسلم‬ ‫عليه وسلم‬
‫أوتي رسول هللا صلى هللا عليه وسلم نسبا ً ماجداً فجده‬
‫عبدالمطلب سيد مكة ‪ ,‬أعطته رئاسته لقومه عزة في نفسه‬
‫وقوة في خلقه فكان أبا لشبابها و أخا ً لكهولها فاتصف‬
‫بالسماحة و المروءة والشهامة‪.‬‬
‫أما عبد هللا والد النبي صلى هللا عليه وسلم فقد اقتبس صفات‬
‫أبيه واستلهم خلقه واستوحى فضائله حيث اشتهر بعزة النفس‬
‫وكمال الخلق وطهارة النسب ‪ ,‬حفظ شبابه من الر‪2‬ذائل فعاش‬
‫بعيداً عنها في طهارة وعفة مع زوجته آمنة لينقال ولدهما‬
‫محمداً صلى هللا عليه وسلم إلى الوجود البشري أطهر مولود‬
‫وأنبل مخلوق‬
‫و آمنه بنت وهب أم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫اتسمت بحسن الخلق و رجحان العقل و حسن الصبر‬
‫عاشت مع زوجها فترة من الزمن ثم تركها بعد ذلك‬
‫في تجارة ألهله‪.‬‬

‫وافاه األجل المحتوم خاللها عند أخواله من بني‬


‫النجار في يثرب و ترك وراءه زوجته آمنه كانت‬
‫حامالً بالنسمة المباركة و الرحمة المهداة والنعمة‬
‫المسداة للعالمين‪.‬‬
‫مولد الرسول صلى هللا عليه وسلم‬
‫ولد عليه الصالة و السالم في يوم االثنين الثاني عشر من شهر‬
‫ربيع األول الموافق لليوم العشرين ‪ ،‬وهو العام الذي كان من‬
‫بركاته أن حمى هللا بيته الكعبة ‪ ،‬من أبرهة وجيشه ‪ ،‬فردهم‬
‫خاسرين ‪ ،‬و أنزل عليهم طيرا من أبابيل ‪ ،‬ترميهم بحجارة من‬
‫سجيل فجعلهم كعصف مأكول ‪.‬وقد أخبر القران الكريم بهذا‬
‫الحادث ‪ ،‬ونزلت فيه سورة تسمى «الفيل» ثم إن هذا العام‬
‫»عرف بعام «الفيل‬
‫أطلت آمنه في وجه وليدها المضيء ‪ ،‬فأيقنت بما رأته فيه من بشائر الخير ‪ ،‬وأشرف البشر‬
‫على وجهها ‪ ،‬وعادت الفرحة الغائبة إلى قلبها ‪.‬‬
‫فأرسلت جاريتها أم أيمن إلى عبدالمطلب جد الرسول صلى هللا عليه وسلم تخبره بأنها قد‬
‫ولدت غالما و أن هللا عوضها عن فقيد األمس بوليد اليوم ‪ ،‬فجاءها عبدالمطلب مسرعا‬
‫فبشرته بميالد الغالم ‪ ،‬وحدثته بخواطرها وما كانت تحس وترى منذ أن حملت به ففرح‬
‫عبدالمطلب بالوليد فرحا شديدا ‪ ،‬ونظر إليه فأحبه ‪ ،‬ونزل من نفسه منزلة عظيمة ‪ ،‬ورأى‬
‫في مقدمه خيرا كبيرا ‪ ،‬وعوضا نفيسا ‪ ،‬فحول مشاعره عن األبن الراحل ‪ ،‬إلى الوافد الجديد‬
‫يكلؤه ويغالي به وكان من الموافقات الجميلة أن يلهم عبدالمطلب تسمية حفيده «محمدا» ولم‬
‫يكن العرب يألفون هذه التسمية ؛ولذلك لما سئل عبدالمطلب لم رغب في تسميته محمدا؟‬
‫أجاب ‪:‬أردت أن يحمده هللا في السماء ‪ ،‬وأن يحمده الخلق في األرض ‪.‬‬
‫رضاعته صلى هللا عليه و سلم‬

‫حليمة و الرضع المبارك‬ ‫ثويبة جارية عمه أبي لهب‬


‫كانت ثويبة جارية عمه أبي لهب أول من أرضعته‬
‫ومع أنها لم ترضعه سوى أيام قالئل فقد ظل يحفظ‬
‫لها هذا الجميل ‪ ،‬وما زال يكرمها ويبرها ويسأل‬
‫عنها إلى أن ماتت ‪.‬‬
‫كان من بين المرضعات امرأة تسمى «حليمة بنت الحارث» قدمت إلى مكة مع زوجها وطفل لهما رضيع‬
‫‪ ، .‬في حال تدل على شدة فقر ‪ ،‬وكانت بادية الضعف والهزال ‪ ،‬وكذلك كان زوجها ووليدها وراحلتها‬
‫بحثت حليمة عن رض‪2‬يع فلم تجد ‪ ،‬وذهبت إلى آمنة لكي تسترضع ولدها فلما علمت يتمه كرهت أن تأخذه‬
‫كما كرهت صواحبها ذلك أيضا ‪،‬وحصلت كل واحدة منهن على رضيع إال حليمة فإنها لم تجد سوى هذا‬
‫الطفل اليتيم‪.‬‬

‫فقالت لزوجها ‪« :‬وهللا إني ألكره أن أرجع من بين صواحبي ولم آخذ رض‪2‬يعا ‪،‬وهللا ألذهبن إلى‪ 2‬هذا اليتيم‬
‫فآلخذنه» ‪.‬‬
‫فذهبت حليمة إليه فأخذته ورجعت به إلى رحلها ‪ ،‬فما إن وضعته في حجرها وضمته إلى صدرها حتى‬
‫أقبل عليها ثدياها بما شاء من لبن ‪ ،‬فرضع ورضع معه أخو حتى رويا ثم ناما ‪،‬وقام زوجها إلى ناقتهما‬
‫فإذا هي حافل ‪ ،‬فحلب منها فشربت وشرب حتى شبعا ‪،‬‬
‫فقال ‪« :‬يا حليمة تعلمين وهللا لقد أخذت نسمة مباركة» ‪ ،‬قالت «وهللا إني ألرجو ذلك» ‪،‬فباتا بخير ليلة ‪.‬‬
‫وفي الصباح قامت حليمة إلى بادية بني سعد رأت من‬
‫بركات هذا اليتيم ما لم يكن يخطر لها على بال ‪ ،‬فأغناهما‬
‫تخرج إلى المراعي المجدبة فتعود ممتلئات البطون‬
‫والضروع و أغنام سواها جياع ضامرات ‪.‬هكذا ظلت‬
‫حليمة عامين كاملين‪ ،‬حتى أتمت مدة رضاعته صلى هللا‬
‫عليه وسلم فعادت به إلى أمه ‪.‬‬
‫حادثة شق الصدر وعودته صلى هللا عليه وسلم إلى مكه‪-‬‬

‫ماكادت حليمة تصل بمحمد صلى هللا عليه وسلم إلى البادية حتى انطلق‬
‫في مرح ويخرج مع أوالدها إلى المراعي ‪ ،‬وكانت أخته ‪-‬من‬
‫الرضاع– الشيماء تحرص عليه وترعاه في طفولته ‪.‬‬
‫وبعد مقدمه بأشهر مع أخيه ‪،‬وأثناء لعبه مع الغلمان خلف بيوتهم أتى‬
‫أخوه قائال ‪« :‬ذاك أخي القرشي قد أخذه رجالن عليهما ثياب بيض‬
‫فأضجعاه ‪ ،‬فشقا بطنه فهما يسوطانه»!!‬
‫قالت ‪:‬فخرجت أنا وأبوه نحوه ‪ ،‬فوجدناه قائما منتفعا وجهه ‪.‬‬
‫فقالت ‪:‬فالتزمته وألتزمه أبوه فقلنا له مالك يا بني ‪ ،‬قال لها ‪ :‬جاءني رجالن‬
‫عليهما ثياب بيض فأضجعاني وشقا بطني ‪ ،‬فألتمس فيه شيئا ال أدري ما هو ‪.‬‬
‫وبذلك استخرج الملكان من قلبه صلى هللا عليه وسلم حظ الشيطان ‪ ،‬فقد تولى‬
‫سبحانه حفظ أنبيائه من الوسواس والباطل عاد محمد صلى هللا عليه وسلم إلى‬
‫مكة بين أهله وذويه ‪،‬وفي أحضان أمه آمنة ‪،‬حيث الحنان الفطري الذي ال يعدله‬
‫حنان ‪،‬فهذه الكعبة التي يحج إليها الناس ‪ ،‬وهذه دار الندوة التي تجتمع فيها قريش ‪،‬‬
‫وهذه رحلة الشتاء والصيف ‪.‬‬
‫وثد رأى أحجارا بمكة يعبدها قومه ويعظمونها ‪ ،‬لكن عناية هللا تعالى قد زكت نفسه‬
‫منذ نشأته األولى وشاء هللا تعالى أن يصون عقله وقلبه ‪.‬‬
‫وفاة أمه صلى هللا عليه‪ -‬وسلم وكفالة جده ثم عمه‬

‫وحين بلغ محمد صلى هللا علية وسلم السادسة من عمره ‪ ،‬ذهبت به‬
‫أمه إلى يثرب ليزور أخواله من بني النجار ‪ ،‬وصحبتهما في هذه‬
‫الرحلة «أم أيمن» بركة الحبشية جارية أبيه‪ ،‬فلما نزل على أخواله‬
‫‪ .‬أحسنو ضيافته ‪ ،‬وأكرمو لقاءه‬
‫وفي هذه الرحلة رأى محمد صلى هللا عليه وسلم مع ما رأى قبرأبيه‬
‫ثم رجعت به أمه إلى مكة ‪،‬فلما قطعت به من الطريق نحو‬
‫مرحلة ‪،‬فاجأها الموت عند قرية «األبواء» فدفنت هناك ورجع محمد‬
‫صلى هللا عليه وسلم يتيم األبوين ‪ ،‬تفيض عيناه بالدمع ‪ ،‬ويمتليء قلبه‬
‫‪ .‬باألسى‬
‫وبموت أمه يحس محمد صلى هللا عليه وسلم بإحساس‬
‫اليتيم ‪ ،‬ويشعر بشعوره ولكن هللا _تعالى حكمته_ أراد له‬
‫هذا اليتم المبكر ‪ ،‬ليكون هللا وحده هو الذي يحوطه‬
‫برعايته ‪ ،‬ويكمله بما ير‪2‬ضاه له من الخلق المستقيم ‪.‬‬
‫وحتى يجعله آية للناس وليعده نموذجا حيا لإلنسان الكامل‬
‫الذي نعته صلى هللا عليه وسلم ر‪2‬به يقول ‪« :‬وإنك لعلى‬
‫خلق عظيم» ‪.‬‬
‫رعاية جده له صلى هللا عليه وسلم‬

‫رجع محمد صلى هللا عليه وسلم من رحلته إلى يثرب يتيم األبوين ‪ ،‬حيث فقد أمه كما فقد أباه من قبل ولما‬
‫يكن قد جاوز السادسة ‪ ،‬وكانت عناية هللا ورعايته ال تفارقانه ‪ ،‬وكانت مشاعر الحنو في فؤاد عبد المطلب‬
‫‪ .‬تتزايد نحو حفيد اليتيم الذي أصيب بمصاب جديد ‪،‬فكان ال يدعه وحده بل ويفضله على أوالده جميعا‬
‫ومما يدل على ذلك أنه كان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة ‪ ،‬فكان بنوه يجلسون حول فراشه‬
‫‪ .‬حتى يخرج إليه إجالال له‬
‫فكان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يأتي وهو صغير حتى يجلس‬
‫عليه ‪ .‬فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه ‪ ،‬فيقول عبدالمطلب ‪ :‬دعو ابني‬
‫هذا فو هللا إن له لشأنا ‪ ،‬ثم يجلس معه على فراشه ويمسح ظهره‬
‫بيده ويسره ما يراه يصنع ‪ ...‬كانت عاطفة اإلعجاب والزهو تمأل‬
‫قلب عبدالمطلب لما يبدو عليه صلى هللا عليه وسلم من آيات النبوغ‬
‫والذكاء والفطنة ‪.‬‬
‫فكان كل شيء فيه يدل على أنه طفل ال كل األطفال ‪ ،‬ومما كان‬
‫يزيد عبدالمطلب تعلقا به وحرصا عليه ‪.‬‬
‫كفالة عمه صلى هللا عليه وسلم‬

‫كان جد النبي صلى هللا علية وسلم عبدالمطلب يرعاه ويحوطه بعنايته ‪ ،‬فلما مات جده‬
‫عاودته األحزان ‪ ،‬وأحس ألم الحرمان ‪ ،‬آنذاك وعرف أنه فقد القلب الكبير ال‪2‬ذي كان يحنو‬
‫‪ .‬عليه وكان عمره صلى هللا عليه وسلم ثماني سنوات‬
‫ولم يشأ عبدالمطلب أن يترك محمدا صلى هللا عليه وسلم وحيدا بعد موته‬
‫وهوالعزيزعنده ‪ ،‬فما إن أحس دنو أجله حتى أرسله إلى ولده أ‪2‬بي طالب فأوصاه أن يضم‬
‫إليه ابن أخيه محمدا صلى هللا عليه وسلم وأن يجعله في كفالته وشدد عليه ا‪2‬لوصاة وكرر‬
‫‪ .‬عليه القول يرعاه حق الرعاية ‪،‬وأن يوليه عناية ما يوليه ألوالده‬
‫ل‬‫فا‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫خ‬ ‫ا‬
‫م‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫ة‬
‫ل‬ ‫ا‬‫ط‬ ‫ا‬ ‫ب‬‫أ‬ ‫ه‬ ‫ى‬ ‫ل‬‫إ‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫ك‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫أل‬ ‫‪،‬‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ف‬ ‫د‬ ‫ه‬
‫ان‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫‪،‬‬ ‫د‬
‫ل‬ ‫ف‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ذ‬ ‫ل‬ ‫ا‬
‫ب‬ ‫ل‬ ‫ق‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫أ‬ ‫ا‬‫د‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫م‬
‫و‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ى‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ل‬‫و‬
‫ا‪.‬‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫ح‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫أب‬ ‫ن‬ ‫ه‬ ‫ر‬ ‫ب‬
‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ط‬ ‫ن‬ ‫ظ‬ ‫ل‬ ‫ا‬
‫ن‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ب‬
‫سن‬ ‫ح‬ ‫د‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫ة‬ ‫ق‬ ‫ث‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ح‬ ‫م‬
‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ي‬‫ف‬ ‫ب‬ ‫ح‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫د‬
‫وأنزله ه وعطفه وخلطه ب فقد غمر‬
‫ل‬ ‫ه‬ ‫أ‬‫و‬ ‫ه‬ ‫س‬ ‫ف‬‫ن‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ه‪،‬‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫‪2‬‬
‫ر‬ ‫ك‬ ‫إل‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ز‬ ‫ط‬ ‫س‬ ‫ب‬ ‫و‬
‫لتقدير ‪،‬‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ح‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫ع‬
‫ا‬ ‫ك‬ ‫ذ‬ ‫ن‬‫م‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ش‬ ‫ر‬ ‫ا‬‫ص‬
‫ص‬ ‫ن‬ ‫ث‬ ‫ا‬‫ب‬ ‫ا‬
‫بيا حتى‬ ‫م رجال ‪.‬‬
‫الدروس المستفادة‬

‫‪ -1‬حسن التسمية مطلوب فقد سمى عبدا‪2‬لمطلب الرسول صلى هللا عليه وسلم محمدا‬
‫ليحمده هللا في السماء ويحمده الخلق في األرض ‪.‬‬
‫‪ -2‬كانت والدته (بركة على أهله وبلده ومرضعته وعلى البشرية جميعا) ‪.‬‬
‫‪ -3‬رعاية أصحاب النبوغ والذكاء واجب على األمة فهم ثروة عظيمة يجب‬
‫المحافظة عليها وتوجيهها ‪.‬‬
‫‪ -4‬حسن اختيار المربي أمر مطلوب فعبد المطلب تخير لرعاية الرسول صلى هللا‬
‫علية وسلم أبا طالب رغم كثرة عياله وقل‪2‬ة ماله ولكنه األكفأ لهذه المهمة ‪.‬‬
‫نسأل هللا العظيم أن يجعلنا ممن آمن بمحمد صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪ ،‬وأن يثبتنا على دينه‪ ،‬وأن يجعلنا ممن‬
‫اقتفى أثر نبيه صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وأن يوردنا يوم‬
‫القيامة حوضه‪ ،‬وأن يلحقنا به في الفردوس األعلى‪،‬‬
‫مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين‪ ،‬وحسن‬
‫أولئك رفيقا ً‪.‬‬

‫األنشطة‬
‫المصاحبة‬
‫المراجع‬
‫األن‪-‬شطة المصاحبة ‪:‬‬
‫* تصحيح قراءة نسب الرسول صلى هللا عليه وسلم‬
‫* التعليق بإضافات موثوقة تثري الموضوع و تبرز أهميته‬
‫و قيمته‬
‫* تقديم مقترحات بأنشطة مناسبة مساندة تفي باالحتياجات‬
‫الدعوية و التربوية للمتعلمين و المجتمع و الدفاع عن‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه و سلم‬
‫*المراجع‪:‬‬

‫‪ -1‬كتاب السيرة النبوية دراسة تربوية منهجية‬


‫لإلستاذ توفيق الواعي‪.‬‬

‫‪ -2‬صحيح البخاري‬

‫‪ -3‬صحيح مسلم ( في الفضائل )‬

‫‪ -4‬مسند الشاميين ( أحمد )‬

‫‪ -5‬المقدمة في الدارمي‬

‫‪-6‬سيرة ابن هشام‬


‫‪:‬السؤال األول‬

‫أولمرضع‪2‬ة ل‪22‬لرسولص‪22‬لىهللا‪ 222‬عليه‪ 2‬و س‪22‬لم‪ 2‬هيحليمة *‬


‫‪.‬ا‪22‬لسع‪2‬دية‬

‫)صح‬ ‫))خطأ(‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫حاول مرة اخرى ‪‬‬


‫السؤال الثاني ‪:‬‬
‫* ولد الرسول صلى هللا عليه وسلم في يوم األثنين الموافق‬
‫‪ 12‬من شهر ربيع األول و سمي العام الذي ولد فيه عام‬
‫الفيل‪.‬‬

‫( صح ) ( خطأ )‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫حاول مرة اخرى ‪‬‬


‫السؤال الثالث ‪:‬‬

‫* منح هللا رسوله محمداً نسبا ً شريفا ً مباركا ً يتصل بإسماعيل بن‬
‫إبراهيم عليهما السالم‬

‫( صح ) ( خطأ )‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫حاول مرة اخرى ‪‬‬

You might also like