Professional Documents
Culture Documents
وق د تش ّبه ه ؤالء بالرس ول في أس لوب الحُكم وفي طريق ة حي اتهم ،وك انت المدين ة
المنورة في الحجاز عاصمة لهم قبل أن تحل محلها دمشق بعد أن آلت الخِالفة إلى ّ
بني أمية.
* أبو بكر الصديق *
عن دما س مع الن اس بوف اة الرس ول أح دث النب أ اض طرابا كب يرا بين الن اس وك انوا بين
مصدق ومكذب ،حتى أن الصحابي الكبير عمر بن الخطاب أستل سيفه وصاح(( :لم
يمت رسول اهلل ،وكل من قال ذلك طعنته بسيفي هذا)) .فقام أبو بكر يُهَدِّئ من روعه
وخاطب الناس قائال(( :من كان يَعبُد محمدا فإن محمدا قد مات ،ومن كان يعبد اهلل
فإن اهلل حي ال يموت)).
وبينما كان الصَّحابة مشغولين بإجراءات دفن الرسول ،جاء من يخبرهم بأن فريقا من
األنص ار مجتمع ون الختي ار خليف ة منهم في س قيفة ب ني س اعدة ،فتوج ه إلى هن اك أب و
بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح وآخرون من الصحابة المهاجرين ،ودخل الطرفان في
جدال طويل انتهى باالتفاق على مبايعة أبو بكر ألنه كان أحب الجميع إلى الرسول
وص ديقه المخلص ،وألن الرس ول ق د عه د إلي ه ب أن يق ود الص الة خالل مرض ه ،وه ذا
يعني أنه أوكل إليه أمر المسلمين.
كان أبو بكر مقاربا بالسن للرسول وأصغر منه بثالث سنوات ،وك ان من بين العشرة الذين
ُع دوا أش رف رج ال مك ة وأنبلهم ،ومنهم العب اس بن عب د المطلب عم الن بي من ب ني هاش م،
وأبو سفيان بن حرب من بني أمية وخالد بن الوليد من بني مخزوم وعمر بن الخطاب من بني
ع دي .وه و وزي ر الرس ول وص حابه وأول من آمن ب ه وبرس الته من الرج ال .لقب ه الرس ول
بالِص ّد يق ألنه كان يقول له صدقت في كل ما يسمع منه .وقد عمل في التجارة قبل اإلسالم
وصار من أثرياء مكة المعروفين بالكرم.
بعد أن تلقى أبو بكر البيعة األولى من المجتمعين في سقيفة بني ساعدة ،اجتمع المسلمون
في المسجد في اليوم التالي إلعطائه البيعة العامة فخطب فيهم قائال:
(( أيه ا الن اس ،إني ُوّليت عليكم ولس ت بخ يركم .ف إن أحس نت ف أعينوني ،وإن أس أت
فقوموني .الصدق أمانة والكذب خيانة ،والضعيف فيكم قوي عندي حتى ُأرجع عليه حقه إن
شاء اهلل ،والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء اهلل .أطيعوني ما أطعت
اهلل ورسوله ،فإذا عصيت اهلل ورسوله فال طاعة لي عليكم)).
بعد ذلك بايعه الجميع إال علي بن أبي طالب والزبير بن العوام اللذان كان مترددين في البيعة
ولم يعطياها ألبي بكر إال في اليوم التالي بعد ضغط بقية الصحابة.
بع د وف اة الرس ول ارت َّد ت بعض القبائ ل العربي ة عن دين اإلس الم ،وك ان
هؤالء المرتدون على ثالثة أقسام؛ فقسم عاد إلى ما كان عليه من عبادة
األصنام ،وقسم ثان تبعوا بعض من اّدعى النبوة كما دعاه المسلمون،
وقسم ثالث استمروا على اإلسالم ولكنهم رفضوا دفع الزكاة .فجهز أبو
بكر أحد عشر جيشا ووضع على رأس كل جيش قائدا ،وجعل خالد بن
الولي د قائ دا عام ا له ذه الجي وش ال تي وجهه ا إلى من اطق تل ك القبائ ل،
فقاتلهم حتى عادوا للخضوع إلى سلطة الدولة اإلسالمية .وقد ُع رفت
هذه الحروب في التاريخ اإلسالمي بحروب الِرَّدِة.
حروب الرّدة
بعد االنتهاء من حروب الردة وإعادة توحيد الجزيرة تفرغ أبو بكر لتحقيق مشروع محمد الكبير
وهو غزو بالد الشام .وكان الرسول قبل وفاته قد جهز جيشا لمهاجمة المناطق الجنوبية من بالد
الشام ،ولكنه مرض بعد البدء بتجهيز هذا الجيش بيومين فلم يخرج الجيش ألداء هذه المهمة.
فأرسل أبو بكر إلى خالد بن الوليد ،وكان قد انتهى من قتال مسيلمة الكذاب بأرض اليمامة،
يأمره بالتوجه إلى جنوب العراق لمهاجمة الحدود الفارسية ،فسار خالد إلى العراق ومعه 8000
مقاتل ،وفي الطريق انض مت إليه جيوش عربية أخرى حتى بلغ تعداد جيشه 18000مقاتل،
فه زم الجي وش الفارس ية في أك ثر من معرك ة ،ثم ه اجم مملك ة الح يرة وأنهاه ا كمملك ة مس تقلة
وتابع سيره شماال على ضفاف الفرات حتى أواسطه.
في ه ذه األثن اء ك ان أب و بك ر ق د أرس ل أربع ة جي وش إلى بالد الش ام ،حققت انتص ارات على
جي وش ال روم .ثم إن أب ا بك ر ق رر مواجه ة ال روم في معرك ة واح دة فاص لة وأم ر الجي وش األربع ة
باالنض مام إلى بعض ها عن د نه ر ال يرموك في فلس طين ،وأرس ل إلى خال د بن الولي د ي أمره ب ترك
الع راق واالنضمام إلى الجيوش األربعة وعينه قائدا عاما عليها .ولكن أبو بكر توفي وخلفه عمر
بن الخطاب الذي عزل خالد عن القيادة وولى أمر الجيوش إلى عمرو بن العاص .وعندما وصل
الجيش البيزنطي إلى منطقة اليرموك حارب خالد إلى جانب عمرو بن العاص في معركة شهيرة
في التاريخ اإلسالمي دامت ستة أيام ُدعيت بمعركة اليرموك وانجلت عن نصر ساحق للعرب.
لم تدم خالفة أبي بكر سوى عامين ،فقد مرض بالحمى مدة 15يوما ،ثم
ت وفي ع ام 13هـ635/م .وخالل مرض ه أم ر عم ر ب أن يق ود الص الة في
المس جد .وق د ع اش أب و بك ر حي اة بس يطة ك أي م واطن ع ادي آخ ر .ولم
يتقاض راتبا من خزينة الدولة ،ولم يكن له مقر إداري يدير منه شؤون البالد
والح روب ،وإنم ا ك ان يم ارس نش اطه اإلداري والسياس ي في باح ة مس جد
الرسول في المدينة ،ولم يكن له أحد يخدمه إال عبد كان لديه قبل الخالفة.
* عمر بن الخطاب*
كان عم ر بن الخط اب الس اعد األيمن ألبي بك ر خالل خالفت ه ومستش اره األول في ك ل
األمور .وقد واله القضاء فقضى بين الناس بالحق وُلِق ب بالفاروق أي العادل الذي يفرق
بين الحق والباطل .وعندما اشتد المرض على أبي بكر أوصى بالخالفة من بعده لعمر بعد
أن استش ار الص حابة في ذل ك ،وتلقى عم ر البيع ة من الص حابة ومن الن اس قب ل وف اة أبي
بكر بعدة أيام.
* عمر بن الخطاب*
تابع عم ر بن الخط اب فتح بالد الش ام وأع اد تقس يم
الجيش ال ذي تجم ع في ال يرموك إلى أربع ة ،فق ام ك ل
جيش بفتح منطقة في سوريا ولم يبق سوى مدينة القدس
ال تي ق اومت الحص ار لق وة تحص يناتها ع دة أش هر ،ثم
واف ق أهله ا على االستس الم ش ريطة أن ي أتي الخليف ة
بنفس ه ليس تلم مف اتيح الق دس ويعطي ألهله ا األم ان.
فجاء عمر من المدينة فأعطى سكانها المسيحيين األمان
على حي اتهم وممتلك اتهم وعلى دينهم وكنائس هم .وبع د
ذلك صلى عمر في الموضع الذي كان المعبد اليهودي
قائما فيه منذ نحو 600سنة والذي دمره الرومان عام
70م وط ردوا اليه ود من الق دس ال تي ك انت ت دعى
أورشليم .وفي المكان الذي صلى به عمر ُبني بعد ذلك
مسجد ما زال قائما إلى اليوم ويدعى بمسجد عمر.
في هذه األثناء كان المثنى بن حارثة الذي ولي بعد خالد قيادة الجيش الع ربي في
العراق يقاتل الفرس ،ولكنه ُه زم في إحدى المعارك وُقتل ،فأرسل عمر جيشا جرارا
جمعه من شتى أنحاء الجزيرة قوامه 32000مقاتل وولى عليه القائد سعد بن أبي
وقاص ووجهه إلى الع راق ،وهناك عند موضع في الجنوب يدعى القادسية ،وواجه
سعد جيشا فارسيا قوامه ،120000ودامت المعركة أربعة أيام وانجلت عن مقتل
القائد الفارسي ونصر ساحق للجيش العربي.
بع د معرك ة القادس ية توج ه س عد بن أبي وق اص إلى طيس فون عاص مة المملك ة
الفارس ية (وي دعوها الع رب الم دائن) ،ولم تكن تبع د عن القادس ية أك ثر من ثالثين
كم ،فحاصرها شهرين ثم فتحها وغنم منها العرب غنائم كثيرة .بعد ذلك أمر عمر
بـأن ينقسم الجيش المتجمع في طيسفون إلى ثالثة جيوش تابعت فتح بقية العراق
ثم توجهت نحو أراضى فارس .وبعد معركة فاصلة مع جيش يقوده الملك الفارسي
يزدجرد في نهاوند ،كان العرب قد أكملوا فتح إي ران وأنهوا االمبراطورية الفارسية
التي عاشت قرابة ألف عام وُألحقت بالدولة اإلسالمية.
في عام 17هـ قام عمرو بن العاص بالهجوم على مصر واكتسب بعض مناطق دلتا نهر النيل
في الشمال من حاكم مصر المعين عليها من ِقبل بيزنطة ،ولكنه لم يستطع التقدم أكثر من
ذلك إلى أن جاءته نجدة من جيوش بالد الشام ،فتابع حتى استولى على االسكندرية ثم سار
جنوبا حتى منطقة القاهرة الحالية (لم تكن القاهرة قائمة في ذلك الوقت) حيث يتفرع نهر
الني ل إلى ف رعين ،وهن اك توق ف عن د حص ن ق ديم ي دعى بحص ن ب ابليون وعس كر في موقع
الفسطاط الذي ما لبث أن تحول إلى مدينة صارت عاصمة لمصر لمدة زادت عن القرنين.
ثم وج ه عم رو بن الع اص لفتح ليبي ا ،فأكم ل فتحه ا بمعون ة قائ دين عس كرين هم ا عقب ة بن
نافع وعبد اهلل بن الزبير ،ولكن الخليفة لم يأذن له بمتابعة عمليته العسكرية في بقية أقطار
شمال أفريقيا فعاد إلى مصر التي عينه عمر واليا عليها.
توفي عم ر بن الخط اب مقت وال على ي د ش اب فارس ي ي دعى ف يروز وُيلقب ب أبي لؤل ؤة .أثن اء
ذهابه لتأدية صالة الفجر في المسجد ،فقد طعنه الشاب بخنجره ست طعنات ثم حاول
الهرب وعندما لم يفلح طعن نفسه ومات .وهنالك عدة روايات عن دوافع هذا الشاب لقتل
عم ر ،ولكن أكثره ا قرب ا إلى الواق ع ه و أن ه ك ان ينتمي إلى حلق ة من الف رس يض مر أفراده ا
الحقد على اإلسالم والمسلمين وعلى الخليفة الذي دحر جيوشهم وقضى على دولتهم.
دامت خالف ة عم ر عش ر س نوات ،وخالل ه ذه الف ترة القص يرة عم ل على تنظيم
الدولة التي صارت تضم اآلن مناطق واسعة وشعوبا متعددة ،فقسمها إلى واليات
ووضع على كل والية رجال ُك فئا إلدارتها ،وكان ي راقب أداء هؤالء الوالة عن طريق
مراق بين يبعث بهم لي أتوه بأخب ارهم .كم ا نظم الجيش ال ذي ص ار في عه ده جيش ا
محترفا يتقاضى أفراده رواتب دائمة بعد أن كان يتألف من المتطوعين ،ونظم البريد
بين الوالي ات لكي تأتي ه أخباره ا بسرعة ،وأنش أ الدواوين التي منه ا دي وان الخ راج
الذي يحصى واردات الدولة ،وهو أشبه بوزارة المالية اليوم ،وغيرهما تساعده في
اإلدارة مثل ديوان الُج ند وهو أشبه بوزارة الدفاع في النظم الحديثة.
أما في حياته الخاصة فقد عاش عيشة بسيطة ،فهو لم يغير بيته المتواضع الذي
كان يسكنه قبل الخالفة ،ولم يبن قصرا لإلمارة ،ولم يشتر ثوبا جديدا خالل عشر
سنوات وإنما كان ُيرقع أثوابه القديمة ،وقد شوهد وهو ُيرقع ثوبه بنفسه أحيانا.
وعندما أتاه رسول من عند االمبراطور البيزنطي ،أو قيصر الروم كما يدعوه العرب،
وس أل الن اس عن أم يرهم وكي ف يج ده ،أرش دوه إلى مكان ه وك ان في ذل ك ال وقت
مستلقيا في ظل نخلة من حر النهار ،وقد أسند رأسه إلى حجر.
* عثمان بن عفان *
بعد أن طعن أبو لؤلؤة عمر بن الخطاب ُنقل إلى بيته حيث لبث ثالثة أيام تحت
العالج قب ل أن ُيس لِم ال روحَ ،وخالل ذل ك دع ا س تة من الص حابة وهم عثم ان بن
عفان ،وعلى بن أبي طالب ،وعبد الرحمن بن عون ،وسعد بن أبي وقاص ،والزبير
بن العوام ،وطلحة بن عبيد اهلل ،وأوصاهم أن يختاروا خليفة بينهم بعد وفاته .وقد
تشاور هؤالء بعد وفاة عمر واتفقوا على عثمان بن عفان وأخذوا البيعة له من أهل
المدينة ،وكان في سن الثامنة والستين.
كان عثم ان قريش يا من وج وه ب ني أمي ة في مك ة ،ومن أوائ ل المس لمين وبين من
هاجر إلى الحبشة هربا من االضطهاد .وكان غنيا وكريما أنفق من ماله الكثير على
حروب الرسول .زّوجه الرسول من ابنته ُرِقية وعندما توفيت زوجت ه من ابنته الثانية
أم كلثوم ،ولذلك حمل لقب ((ذو النورين)) .كان مسلما مثاليا ومؤمنا تقيا و من
أصحاب الرسول المقربين.
تابع عثم ان الفتوح ات اإلس المية ،ففتحت جي وش المس لمين أرميني ا والقوق از وجزي رة
قبرص ،وشرعت في فتح ما تبقى من شمال أفريقيا .وقد بنى أول أسطول بحري ع ربي
لحماية شواطئ الدولة من األساطيل البيزنطية القوية.
ولكن عثم ان ارتكب خط أ فادح ا عن دما ب دأ بتغي ير حك ام الوالي ات اإلس المية ممن
عينهم عمر بن الخطاب لكفاءتهم وقدرتهم ونزاهتهم ،فاستبدلهم عثمان بأقارب له من
ب ني أمي ة .وق د اس تاء أه ل تل ك الوالي ات من ذل ك الس يما أه ل الكوف ة ،وأه ل مص ر
حيث ع زل عثم ان واليه ا عم رو بن الع اص ص احب الفض ل الكب ير في الفتوح ات
واستبدله بآخر لم يرض عنه مسلمو مصر ،وكذلك أهل البصرة التي عزل عثمان واليها
أبو موسى األشعري الذي كان من الصحابة المقربين إلى الرسول .يضاف إلى ذلك فإنه
راح يوزع األموال دون حساب من بيت مال المسلمين.
وهك ذا ب دأ التملم ل والت ذمر من حكم عثم ان في المدين ة وفي الوالي ات وتح ول
التملم ل إلى تم رد وث ورة على حكم عثم ان ،وانتهى أم ر عثم ان عن دما حاص ر بيت ه
خمس مئة من الث ائرين بعض هم من الوالي ات الث ائرة وبعض هم من المدين ة ،وطلب وا من ه
التنازل عن الخالفة ولكنه رفض ،فاقتحموا بيته وقتلوه ،وكان ذلك عام 35هـ.
* علي بن أبي طالب*
على بن أبي ط الب ه و ابن عم الرس ول ،وق د كفل ه الرس ول بع د وف اة أبي ه وض مه إلى بيت ه،
وكان أول من آمن باإلسالم بعد خديجة .زّوجه الرسول من ابنته فاطمة بعد الهجرة فانجبت
له ولدين هما الحسن والحسين .شارك في كل حروب الرسول ،وكان فارسا مغوارا ومحاربا
قويا شجاعا ،كما كان من مثقفي قريش أجاد القراءة والكتابة وكان من مدوني الوحي.
في الي وم الت الي لمقت ل عثم ان بوي ع علي للخالف ة ،ولكن بعض الص حابة رفض وا البيع ة
وانسحبوا إلى مكة ،كما قام بعض الذين أعطوه البيعة بمطالبته باالقتصاص من قتلة عثمان،
ولكنه تلكأ وتردد في هذا األمر حفاظا على وحدة المسلمين.
وقد بادر علي بعد استالمه الحكم إلى عزل الوالة الذين عينهم عثمان وتعيين آخ رين بدال
عنهم ممن يثق بهم .ولكن والي الشام معاوية بن أبي سفيان الذي لم يعط البيعة لعلي رفض
التنحي عن منص به وأعلن اس تقالله بحكم الش ام ،وراح يط الب علي ب دم عثم ان والث أر من
قاتليه( .قميص عثمان ،تحكيم القرآن ،الخوارج ،جزب علي -السّنة)
بعد مرور أكثر من ثالثة أشهر دون أن ُيظهر علي أنه جاد فعال في االقتصاص من قتلة
عثم ان ،تجم ع معارض وه وش كلوا جيش ا ك ان على رأس ه ك ل من طلح ة بن عبي د اهلل
والزبير بن العوام ،وانضمت إليهم السيدة عائشة زوجة الرسول التي كانت على خالف
قديم مع علي .وقد توجه المعارضون إلى مدينة البصرة في العراق ،وعندما حاول والي
البصرة منعهم من الدخول أمسكو به وض ربوه وشدوا وثاقه ونتفوا شعر رأسه ولحيته
وقتلوا من أعوانه أربعين.
فس ار إليهم علي بجيش قوام ه 12000مقات ل ،والتقى الطرف ان خ ارج البص رة في
معرك ة ش هيرة في الت اريخ اإلس المي ُع رفت بمعرك ة الجم ل ألن الس يدة عائش ة ك انت
تقف على الجمل الذي حمل هَوْدََجها من المدينة وتشجع المقاتلين على الصمود.
وق د انجلت المعرك ة عن هزيم ة عائش ة ومقت ل قائ ديها الزب ير وطلح ة ،ولكن علي لم
ينتقم من كل من ألقى السالح ،أما عائشة فقد عاملها بكل احترام وأنزلها في أعظم
دار في البصرة ثم أعادها إلى المدينة معززة ُمكّرمة.
وبع د ذل ك اس تقر علي في الكوف ة وجعله ا عاص مة ل ه ب دال عن المدين ة ،وأرس ل إلى معاوي ة في
دمشق يدعوه لمبايعته ،ولكن معاوية رفض واشترط لقاء ذلك االقتصاص ِمن قتلة عثمان ،فتوجه
علي بجيشه إلى الشام حيث التقى بجيش معاوية في ِص ّف ين على نهر الف رات ودارت الحرب بين
جماعة إلى
ً الفريقين أياما عديدة .وعندما يئس معاوية من تحقيق نصر على خصمه ،أرسل َمْن عنده
صاحف على الرماح في إشارة إلى أنهم يطلب ون تحكيم كت اب اهلل بينهم ب دلعلي وهم يرفع ون المَ ِ
الس يف .وك ان علي ق د أش فق على جماعت ه لك ثرة م ا س قط بينهم من القتلى ،ف اتفق الطرف ان على
التفاوض والتحكيم في دومة الجندل بين الشام والعراق وعين كل منهما مندوبه الذي ينوب عنه
في ه ذه المفاوض ات ،ثم انس حب علي إلى الكوف ة وع اد معاوي ة إلى دمش ق( .معاوي ة بن أبي
سفيان ،غزوة بدر)
وخالل عودته إلى الكوفة انشق عن جيش علي عَِدد من مقاتليه ألنه قبل بالتحكيم والخضوع لقرار
هيئ ة محّك م ة ب دل التص ميم على حق ه الش رعي في الخالف ة وع دم المس اومة عليه .وق د انتخب
هؤالء لهم أميرا وعسكروا قرب البصرة ،وصاروا ُيدعَ ْون بالخوارج لخروجهم على طاعة علي.
بعد ذلك اجتمع المندوبان في المكان المحدد من أجل التحكيم ومع كل منهما بضع مئات من
الرج ال ،ولكن المفاوض ات دارت في حلق ة مفرغ ة ،فق د ك ان معاوي ة يطلب من علي تس ليم قتل ة
عثمان أما علي فقد كان يسعى إلى اعتراف أهل الشام به خليفة .ولقد قيل الكثير عما جرى خالل
هذه المفاوضات ،وكل ما يمكن أن يقال بشأنها هو أنها فشلت ،وهنا أعلن المفاوضون من أهل
الشام مبايعتهم لمعاوية خليفة بدال عن علي.
بعد ظهور نتائج التحكيم انضم إلى الخوارج عدد آخر من أتباع علي وتجمعوا في
موق ع ي دعى النه روان ،فحم ل عليهم علي بجيش ك ان ُيع ده للتوج ه إلى الش ام
وه زمهم وش تت جيش هم ،ولكنهم ع ادوا إلى التجم ع من جدي د وراح وا يث يرون
الش غب على علي في ك ل مك ان ،وأخ يرا ق ام واح د منهم وي دعى عب د ال رحمن بن
ملجم بقتل علي وهو يصلى في المسجد سنة 39هـ.
وقد كانت هذه األحداث سببا في ظهور ح زبين سياسيين وهما الخوارج والشيعة
لعبا دورا كبيرا في الحياة السياسية والدينية للدولة اإلسالمية.
奥斯曼遇刺 : 伊斯兰教动荡、分裂的开端; “奥斯曼
的血衣”成为煽动反阿里战争的工具
骆驼战役:伊斯兰史上的第一场内战;
随芬战役: “奥斯曼的血衣”、古兰经仲裁、哈瓦里
及派
阿里遇刺:什叶派作为宗教、政治派别正式走上历史
舞台;“还权于先知家族”(阿里及先知后裔是合法
哈里发);开始倭玛亚王朝的世袭制度
* الشيعة *
أدى مقتل علي إلى ظهور حزب سياسي آخر هم الشيعة ،والكلمة في أصلها تعني شيعة
علي أي جماعته ومناصروه الذين وقفوا إلى جانبه إلى آخر أيامه .وقد تركزت عقيدة هذا
الحزب في البداية على أن الخالفة يجب أن تبقى في آل البيت أي عائلة محمد ،وخير
من يمث ل بيت الرس ول هم أوالد فاطم ة بنت الرس ول من علي بن أبي ط الب ،وهم
الحسن االبن األكبر والحسين االبن األصغر ،وبعد ذلك أوالدهم من بعدهم.
ولكن عقائد الشيعة تتنوعت بعد ذلك وتفرعت ،وتحولوا إلى مذهب رئيسي في اإلسالم
يقاب ل الم ذهب الرئيس ي الث اني وه و الُس َّنة .وق د تف رع عن الش يعة م ذهب آخ ر ه و
اإلسماعيلية ساد في مصر وفي بعض أجزاء إيران مدة ثالث قرون ،ثم تراجع ولم يبق من
اإلسماعيلية اليوم سوى أقلية صغيرة في سورية وأقلية أخرى في الباكستان وبعض أج زاء
الهند.
* الخوارج *
قبل الخوارج هذه التسمية التي ُأطلقت عليهم ولكنهم فسروها على طريقتهم ،فهم ليسوا
خ وارج على طاع ة علي بن أبي ط الب فق ط وإنم ا على طاع ة ك ل ح اكم ظ الم وج ائر،
واعتبروا خروجهم جهادا في سبيل اهلل.
وقد تلخصت أفكارهم في البداية في أن الخالفة ليست حقا لق ريش وحدها وال للعرب،
وإنما هي حق هلل ويجب أن يتوالها أكَْف ُأ المسلمين ولو كان عبدا حبشيا ،وهذا الخليفة
يجب أن يخت اره الن اس ومن اغتص بها وجبت علي ه الث وة ،ول ذلك فق د ق اتلوا بع د علي
معاوية بن أبي سفيان وخلفاءه من بني أمية ،كما قاتلوا الخلفاء العباسيين من بعدهم.
ولكن أفك ارهم تش عبت بع د ذل ك وص اروا أق رب إلى الطائف ة الديني ة منهم إلى الح زب
السياسي ،واعتبروا أنفسهم وحدهم مسلمين أما البقية فُك فاّر يجب قتالهم .فكانوا بذلك
أول فرقة تكفيرية في اإلسالم .وقد اشتهروا بالشجاعة واإلقدام والزهد في الدنيا ،ولجأوا
إلى العن ف في نش ر أفك ارهم وارعب وا الع الم اإلس المي ألك ثر من ق رنين ،وانقس موا فيم ا
بعد إلى ثالث فرق رئسية هم :األزارقة ،والصفرية ،والنجدات.
延伸阅读:
奥斯曼的血衣
骆驼战役、古兰经仲裁、哈瓦利吉
派(出走派、军事民主派)
什叶派的产生
下次课内容
正统哈里发时代的尾声
倭玛亚王朝:建立与成就
شكرا جزيال!
هيكل أورشليم
) Jerusalem Temple(