Professional Documents
Culture Documents
:أوصافه
ت شخص ّي ٍة أهلّته ألن يكون من الرِّ جال الذين كان لهم دور ّ
الخطاب -رضي هللا عنه -سما ٍ امتلك عمر بن
ٌ
في رسم خطوط التاريخ؛ فقد كان صاحب إرادةٍ ،وذو شخص ّي ٍة قويةٍ ،عاز ٌم وحاز ٌم ،وله َهيبة بين الناس،
ولديه من العلم ورجاحة العقل وحُسْ ن التص ّرف ما جعله في الجاهليّة سفيراً لقريش ،حيث كان من القالئل
وجهوريّة الصوت ،وتميّز -رضي الذين يعرفون القراءة والكتابة .كما عُرف عنه الجديّة ،وقلّة الضحكَ ،
هللا عنه -بالمسؤولية ،والفراسة ،والعدل وكان إسالمه في السنة الخامسة من البعثة ع ّز ًة و َنص ٌر لل ِّدين،
مليئة بالرّ حمة وال َع ْدل والفتوحات ،حيث تواّل ها سنة ثالث عشرة من الهجرة، ً ت من الخالفةوعشر سنوا ٍ
ً
بعد وفاة أبي بكر الصّديق -رضي هللا عنه -الذي عهد له بها ،وذلك حرصا على وحدة المسلمين ،وإغالق
ف ،واللين أبواب الخالف بينهم .كما َش ِهد أبو بكر الصّديق والصحابة -رضي هللا عنهم -له بالش ّدة بال عن ٍ
ف ،وبالقدرة على تحمّل مسؤوليات الخالفة.بال ضع ٍ
:مواقفه
:إسالم عمر بن الخ ّطاب 1/
خرج الفاروق -رضي هللا عنه -عازما ً على قتل رسول هللا -صلّى هللا عليه وسلّم ،-فصادفه رج ٌل في
تطريقه مُعلِما ً إيّاه أنّ أخته قد أسلمت ،فانطق إليها حامالً العظيم من الغضب ،ووصل وإذ بها تقرأ آيا ٍ
من سورة طه ،فتأ ّكد من إسالمها ،وضربها وزوجها ،حتى فقد األمل بعودها عن اإلسالم ثم سألها طالبا ً
الذي كانت تقرأه ،وأعطته إيّاه بعد أن اغتسل؛ تنفيذاً لطلبها ،فقرأ من سورة طه حتى قوله -ع ّز وجلّ:-
الخطاب -رضي هللا عنه -إلى ّ (ِإ َّنني َأ َنا اللَّـ ُه ال ِإلـ َه ِإاّل َأنا َفاعبُدني َوَأق ِِم الصَّال َة لِذِكري).فانطلق عمر بن
ُطلب، مكان تواجد رسول هللا -صلّى هللا عليه وسلّم -و َمن معه من الصحابة ،وكان منهم حمزة بن عبدالم ّ
.وأعلن إسالمه وتوحيده هلل -تعالى ،-وبأنّ محمّداً عبد هللا ورسوله
رابطة العقيدة أش ّد . قتل الفاروق خاله العاص بن هشام في غزوة بدر؛ مؤ ّكداً بذلك على أنّ
وأقوى من رابطة الدم .ظهرت همّة الفاروق العالية ،وعزمه وحزمه في المواقف الحرجة التي
هُزم بها المسلمون أو كادوا ،كغزوة ُأحد والخندق وبني المُصطلق ،حيث واجه المشركون
والمنافقون بك ّل قوةٍ ،وفي لحظات ضعف المسلمين ،كر ّده ومواجهته أبي سفيان وهو يتفاخر
الخطاب -رضي هللا عنه -على رأس سر ّي ٍة بأمر ّ بهزيمة المسلمين في غزوة ُأحد .انطلق ابن
ً
داللة على اعتماد نبيّ هللا على رسول هللا إلى هوازن والتي هي من أقوى القبائل وأش ّدها،
الفاروق في المواقف الصعبة ،ومن حنكته العسكريّة أ ّنه كان يسير في الليل ويكمن في النهار؛
بهدف المُباغتة ،فظفر بالنصر بهروب العدوّ ،ولم يالحق غيرهم التزاما ً بأوامر قائده ،ممّا دليل
الخطاب مع مجموع ٍة من الصحابة -رضي هللا عنهم -في غزوة ّ على انضباطه .ثبت عمر بن
حُنين مع رسول هللا -صلّى هللا عليه وسلّم -وحمايته ،عندما تراجع المسلمون بعد مباغتة األعداء
”.لهم ،قبل أن ينزل هللا-ع ّز وجلّ -السكينة عليهم ،وينصرهم
ّ
الخطاب في خالفته :مواقف عمر بن
ّ
الخطاب مع طاعون عمواس .تعامل عمر بن