You are on page 1of 3

‫ّ‬

‫الخطاب‬ ‫‪:‬التعريف بعمر بن‬


‫طريق جدي ٍد في عبادة هللا ‪-‬تعالى‪َ -‬جهْراً‪ ،‬والذي ورد عن رسول هللا ‪-‬صلّى‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬
‫بداية لفتح‬ ‫وقد كان إسالمه‬
‫ب‬
‫بن الخطا ِ‬ ‫بعمر ِ‬
‫َ‬ ‫جهل أو‬‫ٍ‬ ‫هللا عليه وسلّم‪ -‬أ ّنه قال فيه‪( :‬الله َّم أعِ َّز اإلسال َم بأحبِّ هذين الرجُلين إليك بأبي‬
‫ت من‬ ‫الخطاب ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬بعد أربع سنوا ٍ‬ ‫ّ‬ ‫بن الخطابِ)‪ .‬وُ لد عمر بن‬ ‫عمر َ‬
‫َ‬ ‫هللا‬
‫فكان أحبُّهما إلى ِ‬
‫الفِجار األعظم‪ ،‬أي قبل البعثة النبويّة الشريفة بثالثين عاماً‪ ،‬وورد أ ّنه وُ لد بعد عام الفيل بثالث عشرة‬
‫سنة‪ ،‬وعن صفاته الجسديّة قال علماء السَّير والتاريخ أ ّنه كان طويالً‪ ،‬جسيم القامة‪ ،‬أعسر‪ ،‬أشعر‪،‬‬ ‫ً‬
‫ّ‬
‫الحق‬ ‫وأصلع الرأس‪ ،‬شديد الحُمرة‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أنّ عمر ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬لُ ّقب بالفاروق؛ ألنّ هللا ف ّرق به بين‬
‫‪.‬والباطل‪ُ ،‬‬
‫وذكر أنّ رسول هللا ‪-‬صلّى هللا عليه وسلّم‪ -‬هو َمن أطلق عليه ذلك اللقب‬

‫‪:‬أوصافه‬
‫ت شخص ّي ٍة أهلّته ألن يكون من الرِّ جال الذين كان لهم دور‬ ‫ّ‬
‫الخطاب ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬سما ٍ‬ ‫امتلك عمر بن‬
‫ٌ‬
‫في رسم خطوط التاريخ؛ فقد كان صاحب إرادةٍ‪ ،‬وذو شخص ّي ٍة قويةٍ‪ ،‬عاز ٌم وحاز ٌم‪ ،‬وله َهيبة بين الناس‪،‬‬
‫ولديه من العلم ورجاحة العقل وحُسْ ن التص ّرف ما جعله في الجاهليّة سفيراً لقريش‪ ،‬حيث كان من القالئل‬
‫وجهوريّة الصوت‪ ،‬وتميّز ‪-‬رضي‬ ‫الذين يعرفون القراءة والكتابة‪ .‬كما عُرف عنه الجديّة‪ ،‬وقلّة الضحك‪َ ،‬‬
‫هللا عنه‪ -‬بالمسؤولية‪ ،‬والفراسة‪ ،‬والعدل وكان إسالمه في السنة الخامسة من البعثة ع ّز ًة و َنص ٌر لل ِّدين‪،‬‬
‫مليئة بالرّ حمة وال َع ْدل والفتوحات‪ ،‬حيث تواّل ها سنة ثالث عشرة من الهجرة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ت من الخالفة‬‫وعشر سنوا ٍ‬
‫ً‬
‫بعد وفاة أبي بكر الصّديق ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬الذي عهد له بها‪ ،‬وذلك حرصا على وحدة المسلمين‪ ،‬وإغالق‬
‫ف‪ ،‬واللين‬ ‫أبواب الخالف بينهم‪ .‬كما َش ِهد أبو بكر الصّديق والصحابة ‪-‬رضي هللا عنهم‪ -‬له بالش ّدة بال عن ٍ‬
‫ف‪ ،‬وبالقدرة على تحمّل مسؤوليات الخالفة‬‫‪.‬بال ضع ٍ‬

‫‪:‬مواقفه‬
‫‪:‬إسالم عمر بن الخ ّطاب ‪1/‬‬
‫خرج الفاروق ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬عازما ً على قتل رسول هللا ‪-‬صلّى هللا عليه وسلّم‪ ،-‬فصادفه رج ٌل في‬
‫ت‬‫طريقه مُعلِما ً إيّاه أنّ أخته قد أسلمت‪ ،‬فانطق إليها حامالً العظيم من الغضب‪ ،‬ووصل وإذ بها تقرأ آيا ٍ‬
‫من سورة طه‪ ،‬فتأ ّكد من إسالمها‪ ،‬وضربها وزوجها‪ ،‬حتى فقد األمل بعودها عن اإلسالم ثم سألها طالبا ً‬
‫الذي كانت تقرأه‪ ،‬وأعطته إيّاه بعد أن اغتسل؛ تنفيذاً لطلبها‪ ،‬فقرأ من سورة طه حتى قوله ‪-‬ع ّز وجلّ‪:-‬‬
‫الخطاب ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬إلى‬ ‫ّ‬ ‫(ِإ َّنني َأ َنا اللَّـ ُه ال ِإلـ َه ِإاّل َأنا َفاعبُدني َوَأق ِِم الصَّال َة لِذِكري)‪.‬فانطلق عمر بن‬
‫ُطلب‪،‬‬ ‫مكان تواجد رسول هللا ‪-‬صلّى هللا عليه وسلّم‪ -‬و َمن معه من الصحابة‪ ،‬وكان منهم حمزة بن عبدالم ّ‬
‫‪.‬وأعلن إسالمه وتوحيده هلل ‪-‬تعالى‪ ،-‬وبأنّ محمّداً عبد هللا ورسوله‬

‫‪:‬حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر ‪2/‬‬


‫من المقوالت المشهورة التي ظلت معلقة في عقولنا وفي الكتب تلك المقولة التي وجهت لعمر بن‬
‫الخطاب وهي (حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر)‪ ،‬فمن القائل وما هي المناسبة التي قيلت فيها‬
‫تلك العبارة‪ .‬الذي قال تلك العبارة هو رسول كسري حيث بعث إلي عمر بن الخطاب برسالة‬
‫وعندما وصل رسول كسري إلى مكة سأل عن قصر عمر بن الخطاب‪ ،‬فدلوه إلى بيته فعندما‬
‫وجد بيته المتواضع ذهل‪ ،‬كيف يكون هذا هو بيت خليفة المسلمين الذي أصبح يهدد كسري ملك‬
‫الروم‪ .‬عندما وصل رسول كسري إلي بيت عمر بن الخطاب وسأل الناس عن مكان عمر بن‬
‫الخطاب خليفة المسلمين لم يخطر ببالة أن يكون هو ذلك الشخص الذي ينام تحت الشجرة‬
‫‪..‬ويحتمي بظلها من الشمس‪ ،‬ويرتدي عباءة قد بليت ودابت من مرور الزمن عليها‬
‫تذكر هذا الرسول ملوك الروم وقياصرها الذين ال يمشون بدون مئات الحرس بجواره‪ ،‬وال‬
‫ينامون غير على أجمل السرر واألرائك‪ ،‬فشعر بعظمة اإلسالم الذي ساوي بين خليفة المسلمين‬
‫‪.‬وعامة الشعب فقال تلك المقولة التي خلدها التاريخ” حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر‬
‫الخطاب ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬مع رسول هللا ‪-‬صلّى هللا عليه وسلّم‪ -‬في‬‫ّ‬ ‫شارك الفاروق عمر بن‬
‫جميع المشاهد والغزوات‪ ،‬حيث إ ّنه لم يتخلّف عن أي موقع ٍة مع نبيّ هللا‪ ،‬وقد كان له ‪-‬رضي هللا‬
‫تتلخص فيما يأتي‬‫‪:‬عنه‪ -‬الكثير من المواقف في مشاركاته بالجهاد في سبيل هللا؛ والتي ّ‬

‫رابطة العقيدة أش ّد ‪.‬‬ ‫قتل الفاروق خاله العاص بن هشام في غزوة بدر؛ مؤ ّكداً بذلك على أنّ‬
‫وأقوى من رابطة الدم‪ .‬ظهرت همّة الفاروق العالية‪ ،‬وعزمه وحزمه في المواقف الحرجة التي‬
‫هُزم بها المسلمون أو كادوا‪ ،‬كغزوة ُأحد والخندق وبني المُصطلق‪ ،‬حيث واجه المشركون‬
‫والمنافقون بك ّل قوةٍ‪ ،‬وفي لحظات ضعف المسلمين‪ ،‬كر ّده ومواجهته أبي سفيان وهو يتفاخر‬
‫الخطاب ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬على رأس سر ّي ٍة بأمر‬ ‫ّ‬ ‫بهزيمة المسلمين في غزوة ُأحد‪ .‬انطلق ابن‬
‫ً‬
‫داللة على اعتماد نبيّ هللا على‬ ‫رسول هللا إلى هوازن والتي هي من أقوى القبائل وأش ّدها‪،‬‬
‫الفاروق في المواقف الصعبة‪ ،‬ومن حنكته العسكريّة أ ّنه كان يسير في الليل ويكمن في النهار؛‬
‫بهدف المُباغتة‪ ،‬فظفر بالنصر بهروب العدوّ ‪ ،‬ولم يالحق غيرهم التزاما ً بأوامر قائده‪ ،‬ممّا دليل‬
‫الخطاب مع مجموع ٍة من الصحابة ‪-‬رضي هللا عنهم‪ -‬في غزوة‬ ‫ّ‬ ‫على انضباطه‪ .‬ثبت عمر بن‬
‫حُنين مع رسول هللا ‪-‬صلّى هللا عليه وسلّم‪ -‬وحمايته‪ ،‬عندما تراجع المسلمون بعد مباغتة األعداء‬
‫”‪.‬لهم‪ ،‬قبل أن ينزل هللا‪-‬ع ّز وجلّ‪ -‬السكينة عليهم‪ ،‬وينصرهم‬

‫ّ‬
‫الخطاب في خالفته‬ ‫‪:‬مواقف عمر بن‬

‫‪.‬اهتمام عمر بن الخ ّطاب بالرع ّية‬

‫ّ‬
‫الخطاب مع طاعون عمواس‬ ‫‪.‬تعامل عمر بن‬

‫النبوي والمسجد الحرام‬


‫ّ‬ ‫‪.‬توسعة المسجد‬

‫‪.‬الفتوحات اإلسالم ّية‬

‫‪:‬وفاة عمر بن الخطاب‬


‫‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬هو الخليفة الثاني من الخلفاء الراشدين‪ ،‬ولكنّ موته كان‬
‫َ‬ ‫عمر بن الخطاب‬
‫غريبا ً قليالً؛ فبينما هو ذات يوم يُسوّ ي صفوف المسلمين مستع ّدا لإلمامة بهم في صالة الفجر‪،‬‬
‫ً‬
‫وما أن بدأ بالصالة إذ ترصّد له عدوّ من أعداء هللا‪ ،‬يُدعى أبو لؤلؤة المجوسي‪ ،‬فقام بطعن عمر‬
‫من خلفه ع ّدة طعنات‪ ،‬وكان خنجره مسموماً‪ ،‬واضطرب المسلمون في صالتهم‪ ،‬إذ جعل أبو‬
‫ّ‬
‫الخطاب غائبا ً عن وعيه أياما ً متأثراً‬ ‫لؤلؤة يطعن في المصلّين‪ ،‬فأصاب عدداً منهم‪ .‬ظ ّل عمر بن‬
‫‪-‬رضي هللا عنهما‪-‬؛ يستأذنها‬
‫َ‬ ‫بتلك الجراح‪ ،‬ولمّا أفاق أرسل ابنه عبد هللا إلى عائشة أ ّم المؤمنين‬
‫في أن يُدفن في حجرتها حيث قبر صاحبيه‪ ،‬فوافقت عائشة‪ ،‬بعد أن كانت تريد هذا المكان لنفسها‬
‫بعد أن تموت‪ ،‬و ُدفن عمر بن الخطاب بجوار صاحبيه‪ ،‬وصلّى عليه صهيب الرّومي‪ ،‬و ُك ّفن‬
‫بثالثة أثواب‪ ،‬وكانت وفاته في عام ثالثة وعشرين للهجرة‪ ،‬بعد أن استمرت خالفته قرابة العشر‬
‫‪.‬سنوات‬

You might also like