You are on page 1of 7

‫السم المقصو في النحو والصرف وأحكامه‬

‫‪ .1‬تعريف السم المقصور‪:‬‬

‫السم المقصور هو معرب ختم بألف لزمة "ثابتة"‪ ،‬نحو"الهدى" و"العصا" ) والمهم أن تكون ألفًا من حيث‬
‫النطق ولو رسمت بالياء (‬

‫‪ .1‬فألف "العصا" مقصورة‪ ،‬وليست ممدودة كما يتوهم بعضهم‪ ،‬ذلك لن اللف الممدودة هي ألف زائدة تليها‬
‫همزة نحو "سماء"‪" ،‬أصدقاء"‪ ،‬وللتمييز بين اسمي الحرفين الخيرين في كل من "العل" و"التقى" )وكلهما‬
‫اسم مقصور( نسمي اللف الولى"قائمة"‪ ،‬ونسمي الثانية "ياء مهملة" أو على سبيل الختصار "ياء"‪.‬‬

‫‪ .2‬والسم المقصور كما ذكر في التعريف معرب‪ ،‬تقدر عليه حركات العراب رفعًا ونصبًا وجرًا‪ ،‬فنقول في‬
‫إعراب "الهدى" في قولنا "إن الهدى هدى ال"‪:‬‬

‫الهدى‪ :‬اسم إن منصوب وعلمة نصبه الفتحه المقدرة للتعذر‪.‬‬

‫هدى‪ :‬خبر إن مرفوع وعلمة رفعه الضمة المقدرة للتعذر‪.‬‬

‫ولرب سائل يسأل‪ :‬إذًا لماذا ل نعتبرها مبنية ما دامت الحركة مقدرة في أحوال العراب الثلث؟‬

‫والجابة‪ :‬لن العراب في التثنية والجمع يتغير‪ ،‬فنحن نقول في مثنى "الفتى" في حالة الرفع "الفتَيان" وفي‬
‫حالة النصب والجر" الفَتَيين"‪ 3‬بينما المبني لزومًا ل ُيثنى ول يجمع مباشرة‪ ,‬وما دام السم المقصور معربًا‬
‫فليس لنا أن نعتبر السماء المبنية أسماء مقصورة‪ ,‬نحو‪ :‬إذا‪ ,‬مهما‪ ,‬حيثما‪ ,‬كيفما‪ ,‬ما‪ ,‬أنا‪ ,‬أنتما‪ ,‬هما‪ ,‬هنا‪,‬‬
‫هذا‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫‪ .3‬أما اللف اللزمة أو الثابتة)في التعريف( فهي جزء من اللفظة‪ ,‬بمعنى أنه ل يمكن الستغناء عنها‪ ,‬فهي‬
‫ليست عارضة‪ ,‬كاللف في السماء الستة‪ ,‬وليست زائدة‪ ,‬أو علمة الرفع في المثنى‪ ,‬أو التي للطلق أو‬
‫العوض أو الندبة ‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫‪ .4‬وهذه اللف ليست أصلية في السم‪ ,‬مع أنه ل يمكن الستغناء عنها‪ ,‬فهي واحدة مما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬منقلبة عن واو أو ياء‪ ,‬ونستطيع ان نهتدي إلى أصلها عن طريق التثنية أو الجمع‪ ,‬فألف "العصا" منقلبة‬
‫عن واو بديل المثنى "عصوان"‪ ,‬وألف "الفتى" منقلبة عن ياء‪ ,‬بديل التثنية أو الجمع "َفَتيان‪ِ ,‬فتية"‪.‬‬
‫حبلى"‪ِ ,‬ذكرى"‪ُ" ,‬بشرى" ‪...‬‬‫‪ .2‬مزيدة للتأنيث‪ ,‬نحو‪ُ " :‬‬
‫‪ .3‬مزيدة لللحاق‪ ,‬نحو‪َ" :‬أْرطى")نوع من الشجر‪,‬ثمره مر(‪ ,‬وقد ألحقت اللف زائدة‪ ,‬فتكون اللفظة وزان‬
‫"جعفر"‪ ,‬ومثلها "ِذْفرى" )العظم خلف الذن وتجمع على ِذفريات أو َذفارى( وهي على وزان "ِدْرَهم" ‪.‬‬
‫‪ 1-5‬وقد نجد اللف المنقلبة محذوفة لفظًا‪ ,‬كقولنا "َفًتى" فنحن نلفظها صوتيًا "َفَتن"‪ ,‬ومع ذلك فهي موجودة‬
‫تقديرًا‪ ,‬لن المحذوف لعلة ‪ 4‬كالثابت‪ ,‬فاللف إذًا لزمة دائمًا إما لفظًا أو تقديرًا‪ ,‬ومتى ُنّون المقصور حذفت‬
‫ألفه لفظًا ل خطًا‪.‬‬

‫أما إذا جاءت بعد ألف المقصور هاء التأنيث‪ ,‬نحو‪" :‬فتاة" مؤنث‪" ,‬فتى" و "مباراة" مؤنث "ُمباًرى" زال‬
‫عنه السم والحكم‪ ,‬وصار العراب على هاء التأنيث‪.‬‬

‫‪ .2‬كيف يصاغ السم المقصور‪:‬‬

‫من المقصور ما هو قياسي‪ ,‬ومنه ما هو سماعي‪:‬‬

‫‪ 2-1‬أما المقصور القياسي فيكون في عشرة أنواع من السماء المعتلة الخر‪:‬‬

‫ضا"‬
‫ي‪ِ -‬ر ً‬
‫ضَ‬
‫جًوى"‪َ" ,‬ر ِ‬
‫ي‪َ -‬‬
‫جِو َ‬
‫‪ .1‬مصدر الفعل اللزم وزان "َفِعل" فان مصدره وزان "َفَعل" نحو‪َ " :‬‬
‫ح‪َ -‬فَرح" ‪.‬‬
‫ونظيرهما من الصحيح " َفِر َ‬

‫ى"‪ ,‬ونظيرها من الصحيح "ِقْربة‪-‬‬


‫حل ً‬
‫حلية‪ِ -‬‬
‫‪ .2‬ما كان على وزان " ِفَعل" مما هو جمع لـ "ِفْعَلة"‪ ,‬نحو‪ِ ":‬‬
‫ِقَرب"‪.‬‬

‫عًرا" ‪ُ" ,‬مْدية‪ُ -‬مًدى"‪ ,‬ونظيرهما من‬


‫عروة‪ُ -‬‬
‫‪ .3‬ما كان على وزان "ُفَعل" مما هو جمع لـ "ُفْعَلة"‪ ,‬نحو‪ُ " :‬‬
‫جج"‪.‬‬ ‫حَ‬‫حجة‪ُ -‬‬
‫الصحيح‪ُ " -‬‬

‫‪ .4‬ما كان على وزان "َفَعل" من أسماء الجناس التي تدل على الجمع‪ .‬إذا تجردت من هاء التأنيث‪ ,‬وتدل‬
‫صا"‪َ" ,‬مهاة‪َ -‬مًها"‪ ,‬ونظيرهما من الصحيح "َثَمرة‪َ -‬ثَمر"‪.‬‬
‫حصاة‪ -‬ح ً‬
‫على الوحدة إذا لحقتها هذه الهاء‪ ,‬نحو‪َ " :‬‬

‫ى"‪ُ" ,‬منّقى"‪ ,‬ويجري مجرى اسم المفعول‬


‫‪ .5‬اسم المفعول الذي ماضيه يزيد على ثلثة أحرف‪ ,‬نحو‪ُ" :‬معط ً‬
‫فيما أكثر من الفعل الثلثي المصدر الميمي‪ ,‬واسم المكان واسم الزمان‪.‬‬

‫ى"‪.‬‬
‫شت ً‬
‫ى"‪َ" ,‬م ْ‬
‫‪ .6‬وزان "َمْفَعل" دللة على المصدر الميمي أو اسم الزمان أو اسم المكان ‪ ,‬نحو‪َ" :‬مْرم ً‬

‫ى"‪.‬‬
‫‪ .7‬وزان "ِمْفَعل" دللة على اسم اللة "ِمْكو ً‬

‫‪ .8‬وزان "أْفَعل" صيغة للتفضيل‪ ,‬نحو‪" :‬الْدنى" ‪ ",‬القصى"‪ ,‬أو لغير التفضيل دللة على لون أو عيب أو‬
‫حلية نحو‪" :‬العمى"‪" ,‬الحْوى"‪.‬‬
‫‪ .9‬جمع مؤنث من "أْفَعل" التفضيل‪،‬مثل "الّدنا" )جمع "الدنيا"(‪ ،‬ونظيرها من الصحيح‪" :‬الُكْبرى‪ -‬الُكَبر"‪.‬‬

‫صغرى"‪،‬‬
‫ضلى"‪" ،‬ال ّ‬
‫سنى"‪" ،‬الُف ْ‬
‫حْ‬
‫‪ .10‬مؤنث "أْفَعل" التفضيل من الصحيح الخر أو معتله‪ ،‬نحو‪" :‬اُل ُ‬
‫صوى"‪.‬‬ ‫"الّدْنيا"‪" ،‬الُق ْ‬

‫‪ 2-2‬وفيما عدا هذه الوزان أو النواع يكون المقصور سماعيًا )بمعنى أنه ورد على ألسنة العرب أو في كتب‬
‫اللغة كما رووها‪،‬وهو يحفظ ول يقاس عليه( نحو‪" :‬السّنا"‪" ،‬الّرحى"‪" ،‬الَفتى"‪.5‬‬

‫‪ .3‬لماذا سمي السم المقصور بهذا السم؟ ذكر ابن مالك في ألفيته ما يتعلق بالسم المقصور‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫صرا‬
‫فالول العراب فيه قّدرا جميعه‪ ،‬وهو الذي قد ُق ِ‬

‫ولفظة "ّقصر" لم تكن واضحة الدللة في معاجم اللغة‪ ،‬ففي لسان العرب وتاج العروس نجد "والقصر خلف‬
‫المد‪ ،‬والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر"‪.‬وقد عرف المستشرق رايت )ت ‪ (1889‬اللف المقصورة بأنها‬
‫"اللف التي اختصرت لفظًا أو اختزلت‪ ،‬وهي خلف اللف الممدودة التي تقيها الهمزة في نهايتها"‪ .6‬فهي‬
‫مقصورة إذا لنه لم يردفها همزة حتى تمّد‪.‬‬

‫ومع وجاهة هذا التفسير إل أن اسلشموني )ت ‪1495‬م( في شرحه للفية ابن مالك كان متميزًا في ربط‬
‫السم بالمعنى‪ ،‬فهو يشرح "القصر" بمعنى"الحبس"‪ ،‬ومنه قوله تعالى "حور مقصورات في الخيام"‪ .‬أي‬
‫محبوسات على بعولتهن‪ .‬وسمي المقصور بذلك لنه محبوس عن المد أو عن ظهور العراب ‪ ،7‬وفي هذا‬
‫القتباس إمكانيتان متاحتان للتفسير الذي أغفله معظم الشارحين‪.‬‬

‫‪ .4‬تثنية المقصور وجمعه‪:‬‬

‫‪ 4-1‬عند تثنية المقصور الثلثي فإننا نعيد اللف إلى اصلها‪ ،‬نحو‪":‬هًدى‪ُ -‬هَديان"‪ .8‬أما إذا كان المقصور‬
‫ظمى‪-‬‬
‫ع ْ‬
‫أكثر من ثلثة أحرف ) بمعنى إذا كانت اللف رابعة فصاعًدا فإن اللف تقلب ياء مطلقًا نحو‪ُ " :‬‬
‫ظَمَيين(‪.9‬‬
‫ع ْ‬
‫ظميان" )أو ُ‬
‫ع ْ‬
‫ُ‬

‫‪ 4-2‬وما ينطبق في قواعد التثنية ينطبق كذلك على الجمع المؤنث السالم )على اعتبار أن هاء التأنيث قد‬
‫حذفت ‪ 10‬وعاد السم مقصورًا(‪" ،‬زكاة‪ -‬زَكوات" ذلك لن ألف "صلة" و"زكاة" مبدلة من الواو حسب‬
‫الصل الرامي‪ ،‬وقد حافظ القرآن الكريم على رسم الكلمة‪" :‬صلو|ة"‪" ،‬زكو|ة" ‪.11‬‬

‫‪ 4-3‬وفي الجمع المذكر السالم تحذف اللف وتبقى الفتحة قبل علمة الجمع مباشرة‪ ،‬نحو‪:‬‬

‫عَلْين(‪.‬‬
‫عَلْون" )أو أ ْ‬
‫طَفْون" )أو ُمصطَفْين(‪" ،‬أعلى‪ -‬أ ْ‬
‫صَ‬
‫ضْين(‪" ،‬مصطًفى‪ُ ،‬م ْ‬
‫ضْون" )أو ِر َ‬
‫"رضًا‪ِ -‬ر َ‬
‫‪ .5‬النسبة إلى السم المقصور‪:‬‬

‫عند النسبة للسم المقصور تلحق به الياء المشددة‪ ،‬فإذا كان ثلثيًا ُقِلبت ألفه واوًا )ول يهم هنا أصلها( وتكون‬
‫ي"‪ ،‬ويلحق به كذلك ما كان مقصورًا ثلثيًا قبل‬ ‫صِو ّ‬ ‫ع َ‬‫عصًا‪َ -‬‬ ‫ي"‪َ " ،‬‬
‫هذه الواو مكسورة‪ ،‬نحو "ُهًدى‪ُ -‬هَدِو ّ‬
‫ي"‪.‬‬
‫ي"‪َ" ،‬فتاة‪َ -‬فَتِو ّ‬
‫صلِو ّ‬
‫صلة‪َ -‬‬ ‫إلحاق هاء التأنيث فيه‪ ،‬نحو‪َِ " :‬‬

‫حْيفا"‪َ" ،‬مْلهى" فعند النسبة تجوز احتمالت ثلثة‪:‬‬


‫‪ 5-1‬إذا كان المقصور رباعيًا ساكن الحرف الثاني نحو‪َ ":‬‬

‫ي"‪.‬‬
‫ي"‪َ" ،‬مْلَهِو ّ‬
‫حْيَفِو ّ‬
‫‪ .1‬تقلب اللف واوا وتكسر‪ ،‬نحو‪َ " :‬‬
‫ي" )أو بمعنى آخر إضافة واو‬
‫حْيفاِو ّ‬
‫‪ .2‬ويجوز مع القلب المذكور أعله زيادة ألف قبل الواو‪ ،‬نحو‪َ " :‬‬
‫مكسورة على نهاية السم قبل الياء (‪.‬‬
‫ي"‪ ،‬ويرجح مثل هذا الحذف إن كانت‬ ‫ي"‪" ،‬ياِف ّ‬
‫حْيِف ّ‬
‫‪ .3‬حذف اللف وكسر ما قبل الحرف المحذوف‪ ،‬نحو " َ‬
‫ي"‪.‬‬
‫حْبِل ّ‬
‫حْبَلى‪ُ -‬‬
‫اللف للتأنيث نحو " ُ‬

‫‪ 5-2‬إذا كان السم المقصور رباعيا متحرك الحرف الثاني أو كان خماسيا أو أكثر حذفت اللف وكسر ما قبل‬
‫ي"‪ ،‬وأجاز بعضهم قلب اللف واوا مكسورة‪ ،‬نحو‬ ‫طِف ّ‬
‫ي"‪" ،‬مصطًفى‪ -‬مص َ‬ ‫الياء نحو‪َ" :‬بَردى‪َ -‬بَرِد ّ‬
‫ي"‪ .‬وهذا الشائع في لغتنا المعاصرة‪.‬‬ ‫"مصطََفِو ّ‬

‫‪ .6‬تصغير السم المقصور‬

‫‪ 6-1‬إذا كانت اللف المقصـورة ثالثة قلبـت هذه اللف يـاء‪ ،‬وأدغمت فيها ياء‬

‫ي"‪.12‬‬
‫عَل ّ‬
‫ل‪ُ -‬‬
‫عً‬‫ي"‪ُ " ،‬‬
‫التصغير نحو‪َ" :‬فًتى‪ُ -‬فَت ّ‬

‫‪ 6-2‬أما أفعل التفضيل من هذه السماء نحو"أحلى"‪" ،‬أشهى" فعند التصغير يبقى ما بعد ياء التصغير على‬
‫حَبْيَلي"‬
‫سَلْيمى"‪ُ " ،‬‬
‫شْيَهى"‪ ،‬وعلى غرار ذلك تكون السماء المنتهية بألف التأنيث‪ ،‬نحو‪ُ " :‬‬ ‫حْيَلى"‪" ،‬أ َ‬
‫فتحه‪" -‬أ َ‬
‫حَبْيَلة" (‪.‬‬
‫حْبَلى‪ُ -‬‬
‫) ويرى البعض حذفها في الصفة وقلبها هاء‪ ،‬نحو‪ُ " :‬‬

‫ويشير )رايت( إلى أن ألف التأنيث تلغى عندما يكون السم خماسيا )وثالثه ليس حرف مّد زائد( أو أكثر من‬
‫خمسة أحرف نحو‪َ " :‬قْرَقرى‪ُ -‬قَرْيِقر"‪ُ" ،‬لَغْيَزى‪ُ -‬لَغْيغيز"‪.13‬‬

‫‪ .7‬متى يمنع السم المقصور من الصرف‪:‬‬

‫‪ 7-1‬يقول ابن مالك في ألفيته‪:‬‬

‫أو ألف التأنيث مطلقًا َمَنْع صرف الذي حواه كيفما وقع‬

‫وعلى هذا القول فان اللف المقصورة التي تزاد في نهاية السم لتدل على تأنيثه تكون ممنوعة من الصرف‬
‫أو التنوين‪ ،‬وتأتي هذه نكرة على غرار "ذكرى"‪ُ" ،‬بشرى"‪ ،‬وقد تكون في معرفة‪ ،‬نحو‪" :‬جرحى" "قتلى"‪،‬‬
‫سَرى"‪ 14‬وبمعنى آخر‪ :‬إن هذه اللف التي للتأنيث تقع‪:‬‬
‫حْبلى" "ُي ْ‬
‫أو في وصف للمؤنث نحو‪ُ " :‬‬

‫* معرفة أو نكرة‬
‫* في مفرد أو في جمع‬
‫* في اسم أو في صفه‬
‫*‬

‫عْلَقى"‬
‫‪ 7-2‬وتمنع العلم في السماء المقصورة من الصرف إذا كانت ألفها لللحاق‪ ،‬نحو "َأْرطى"‪َ " ،‬‬
‫عْزهى" وبالطبع فهذه اللفاظ نادرة الستعمال‪ ،‬ويضاف إلى ذلك أسماء العلم العجمية‪ ،‬نحو‪" :‬موسى"‬ ‫"ِ‬
‫)أنظر الملحظة ‪ 2‬في حاشية الصفحة التالية(‪.‬‬

‫‪ 7-3‬ونستطيع أن نستنتج ان السماء المقصورة تنون في الحالتين التاليتين‪:‬‬

‫أ‪ .‬إذا كانت اللف ثالثة في السم المقصور سواء كانت اللفظة مذكرة أو مؤنثة نحو "ُهًدى" "عصًا"‪ 15‬ومن‬
‫سًرى" ولكنهما تبقيان منونتين إل إذا سميت الواحدة‬
‫حا"‪ُ " ،‬‬
‫ضً‬‫اللفاظ المقصورة التي قد تذكر وقد تؤنث " ُ‬
‫جحا"‪.16‬‬‫علما لمؤنث‪ .‬أما السم " ُ‬

‫فهو ممنوع من الصرف لكونه علما معدول عن فاعل‪ ،‬ونحن بالطبع نضيف أسماء أعلم المؤنث إلى هذا‬
‫جَنى"‪ُ" ،‬نَهى"‪.‬‬
‫الستثناء‪ ،‬نحو "ُهَدى"‪َ " ،‬‬

‫ب( إذا كان السم المقصور مذكرا وليس على وزان أفعل فهو منّون ‪،17‬ويقع ذلك عادة في المصادر الميمية‪،‬‬
‫طى"‪َ" ،‬مْرًمى" وفي اسمي المكان والزمان‪ ،‬نحو‪":‬مستشًفى"‪" ،‬مشًتى"‪َ" ،‬مْقًهى"‪ ،‬وفي أسماء اللة‬ ‫نحو‪ُ" :‬مْع ً‬
‫جى"‪.‬‬
‫مما هو مذكر‪ ،‬نحو‪ِ":‬مْرًمى"‪ ،‬وفي اسم المفعول‪ ،‬نحو "ُمْلًقى"‪ُ" ،‬مْرَت ً‬

‫‪ .8‬إملء اللف المقصورة‪:‬‬

‫ل شك أن ثمة خلفًا في طريقة رسم اللف اللينة في نهاية السماء المقصورة‪ ،‬فالكوفيون يجيزون كتابة‬
‫المقصور الثلثي باللف أو الياء إن كان السم مضموم الول أو مكسورة ‪.18‬‬

‫وإذا تتبعنا طريقة الملء في أدب الكاتب لبن قتيبه )ت ‪889‬م( فإننا ل نجد قاعدة ثابتة ملزمة لكتابة اللف‬
‫إذا كانت ثالثة‪ ،‬فهو يرى أن كلمة "الّزناء" مثل تمد وتقصر‪ ،‬فإذا قصرت كتبت باللف ‪.19‬‬

‫‪ 8-1‬ومن خلل متابعة لكتب الملء ولطريقة البصريين‪ -‬وهي معتمدة لدينا‪ -‬يتبين لنا ان اللف اللينة طرفا‬
‫ترسم ياء في المواضيع التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬في كل اسم ثلثي ألفه منقلبة عن ياء‪ ،‬نحو‪" :‬الُهدى"‪" ،‬اُلمنى"‪" ،‬الذى"‪.‬‬

‫ضى" "َقتلى"‪.‬أما إذا كان‬


‫‪ .2‬في كل اسم عربي ألفه المقصورة رابعة وليس قبلها ياء‪ ،‬نحو‪" :‬عذارى"‪ُ" ،‬مرَت ً‬
‫قبل الخر ياء رسمت اللف المقصورة ألفا‪ ،‬نحو‪" :‬دنيا"‪" ،‬قضايا"‪" ،‬ثريا" تحاشيا من تلزم الياءين‪،‬‬
‫ويستثنى من ذلك اسم العلم "يحيى"‪ ،20‬وذكر أيضا "رّيى"‪.‬‬

‫‪ .3‬في أربعة أعلم أعجمية وهي‪" :‬موسى"‪" ،21‬عيسى" ) وهما من اصل عبري(‪" ،‬كسرى"‪ُ" ،‬بخارى"‬
‫) وهما من اصل فارسي(‪ ،‬ومنهم من يعتبر "يحيى" علمًا أعجميًا كذلك بسبب أصل التسمية العبري‪.‬‬

‫‪ 8-2‬وتكتب اللف المقصورة قائمة في المواضيع التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬في اللف الثالثة المنقلبة عن واو‪ ،‬نحو‪" :‬القفا"‪" ،‬الُعل"‪" ،‬الحفا"‪" ،‬الُذرا"‪" ،‬العصا"‪" ،‬الُربا"‪" ،‬الِربا"‪،‬‬
‫"الِرضا"‪" ،‬الضحا"‪ ،‬ويضاف إلى ذلك ما كانت ألفه مجهولة الصل‪ ،‬نحو‪" :‬الّددا" )بمعنى اللهو واللعب(‪،‬‬
‫خسا" )المفرد من العدد(‪ ،‬وعكس معناها "الّزكا" إذ لم يعرف لها فعل ول مشتق آخر‪.‬‬ ‫"ال َ‬
‫حيفا"‪" ،‬أمريكا" )وقد أشرنا أعله‬ ‫‪ .2‬في اللف إذا كان المقصور اكثر من ثلثي‪ ،‬وهو علم أعجمي‪ ،‬نحو‪َ " :‬‬
‫أن العلم "موسى"‪" ،‬عيسى"‪" ،‬كسرى"‪" ،‬بخارى"‪" ،‬يحيى" هي المستثناة عن هذه القاعدة‪ ،‬وأشرنا كذلك‬
‫عليا"‪ُ" ،‬بقيا" باللف القائمة ونستثني منها كذلك اسم العلم "يحيى"‪22‬‬ ‫إلى عدم تلزم الياءين‪ ،‬فنكتب "دنيا"‪ُ " ،‬‬
‫و"رّيى" لدى بعضهم‪.‬‬

‫‪ .3‬ما ورد مقصورا وممدودا بلغتين "كالحلوى والحلواء" فيصح كتابتها "الحلوا"‪ ،‬ومثلها "الّزناء" فيصح‬
‫كتابتها "الِزنا"‪.‬‬

‫‪ .4‬يصح أن تكون اللف قائمة في القافية‪ ،‬وذلك في القصائد المقصورة‪ ،‬حتى تستوي القوافي بالصورة‬
‫الخطية‪ ،‬ومن أشهر المقصورات مقصورة ابن ُدَريد )أو المقصورة الّدَريدية( التي يمدح ابن دريد )ت ‪933‬م(‬
‫بها الشاة ابن ميكائيل وولديه‪ -‬وهو رئيس نيسابور‪ ،‬وقد أحاط ابن دريد فيها بأكثر المقصور‪ ،‬وعارضه فيها‬
‫جماعة من الشعراء وشرحها آخرون‪ ،‬من أبرزهم ابن خالويه )ت ‪980‬م(‪.23‬‬

‫‪ 8-3‬ومع ذلك فهذه القواعد لم يخضع لها القدماء في مخطوطاتهم ‪ .24‬ثم إن بعض كتابتنا متأثرة برسم‬
‫ضحى"‪ .‬ومما يشفع صحة الكتابة في المقصور الثلثي على أي‬ ‫الملء في القرآن الكريم كقوله تعالى‪" :‬وال ّ‬
‫من الطريقتين أن يكون هناك خلف حول اصلها الواوي أو اليائي‪ ،‬يقول السيوطي في المزهر في باب "ذكر‬
‫الفعال التي جاءت لماتها بالواو والياء"‪ :‬عقد لها ابن السكيت بابا في اصطلح المنطق وابن قتيبة بابا في‬
‫أدب الكاتب‪ ،‬وقد نظمها ابن مالك في أبيات فقال‪:‬‬

‫قل إن نسيت عزوتـه وعزيتـه وكنوت أحمد كنية وكنيته‬

‫‪.....‬‬
‫‪.....‬‬

‫وكذا طلوت طلى الطلى كطليته ونقوت مخ عظامه كنقيته ‪25‬‬

‫طلى"‪ ،‬ومثل ذلك "الحل"‬ ‫ومن خلل تسعة وأربعين بيتًا يتبين لنا صحة "الُكنا" و"الُكنى"‪" ،‬الطل" و"ال ُ‬
‫و"الحلى"‪ ،‬و"الحشا" و"الحشى"‪ ،‬و"الضحا" و"الضحى"‪...‬الخ‪ .‬ول شك أن دعوة عبد العليم إبراهيم ‪ 26‬إلى‬
‫توحيد الرسم الملئي فيها الغناء لطلبنا‪ ،‬وفيها تخفيف من قواعد شكلية في كثير من الحيان‪ ،‬ولعلها تكون‬
‫موضوع دراسة جادة ومجدية‪.‬‬

You might also like