You are on page 1of 21

‫موقع واحة اليمان‬

‫‪www.waleman.com‬‬

‫العمانيون‬
‫وأثرهم في الجوانب العلمية والمعرفية‬
‫بشرق أفريقيا‬

‫محاضرة لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي‬

‫المفتي العام لسلطنة عمان‬

‫موقع واحة اليمان‬


‫‪www.waleman.com‬‬
‫‪info@waleman.com‬‬

‫مكتبة الكتب‬ ‫موقع واحة اليمان‬


‫موقع واحة اليمان‬
‫‪www.waleman.com‬‬

‫بسم ال الرحن الرحيم‪ ,‬المد ل رب العالي والصلة والسلم على أشرف الرسلي سيدنا ممد وعلى آله‬
‫وصحبه أجعي‪,‬‬

‫معال الخ العزيز ممد بن علي القتب وزير الكهرباء والياه راعي هذه الندوة الطيبة الباركة‪,‬‬

‫سعادة الخ العزيز الستاذ سال بن ممد الغيلن رئيس الدب‪ ,‬أصحاب الفضيلة والسعادة‪.‬‬

‫أيها ألخوة الضور جيعا السلم عليكم ورحة ال وبركاته‪..‬‬

‫أنه ليسعدن أن أكون بينكم ف هذه الليلة الباركة الطيبة اليمونة ف هذا الكان الذي ينطلق منه صوت‬
‫الدب؛ وكم كنت أتن أن أكون قاعدا مقعد الستمع ل ستفيد من يدلون بدلوهم هنا من العلماء الحاضرين ف‬
‫الجالت الدبية والفكرية والتاريية ولكن دعيت لن أكون متحدثا وليتن اعددت لذا الديث عدته؛ فإن‬
‫الديث ف مثل هذا الوضوع الشائك هو باجة إل استعداد ذلك لن القائق التاريية ل تطلط باليال وإنا‬
‫يب على الباحث فيها أن يغوص ف أعماق التاريخ لجل استخراج دورها من أصدافها‪.‬‬

‫وكم كنت أود أن تتاح ل الفرصة لرجع إل مظان هذا البحث وأن كانت شحيحة إذا نظرنا إل ما نتطلع‬
‫إليه من قدرات لا قدمه سلفنا ف العصور الغابرة السحيقة من جوانب فكرية عندما انتقلوا من وطنهم الم إل‬
‫تلكم الديار الت اتذوها وطنا لم‪ ,‬ولكن الفرصة ل تتح ل‪ ,‬فما أذكره لكم إنا هو بقدر ما يسمح للخاطر ف‬
‫هذه الوقفة العابرة‪.‬‬

‫ل ريب أن صلت العمانيي بشرق افريقيا صلت ضاربة بدورها ف عمق التاريخ والذي دفعهم إل أن‬
‫يوضوا تلك الغمار حت يصلوا إل تلمك الماكن الت كانت ف ذلك الوقت تعد بعيدة جدا عن الزيرة العربية‬
‫هو ولعهم بالبحار وخبتم باللحة البحرية فإن العمانيي قطعوا من أجل هذا السافات فكانت سفنهم تخر هذا‬

‫مكتبة الكتب‬ ‫موقع واحة اليمان‬


‫موقع واحة اليمان‬
‫‪www.waleman.com‬‬

‫العباب عباب الحبط الندي حت وصلت إل قرب الحيط الادي من جانب الشرق كما وصلت ايضا من جهة‬
‫النوب الغرب إل اقصى نقطة ف شرق افريقيا‪.‬‬

‫ول استطيع أن احدد الزمن الذي بدأن فيه هذه الصلت‪ ,‬وإنا استنتج بأ‪ ،‬الزمن زمن سحيق وأن البداية‬
‫كانت منذ امد بعيد ذلك لنن اذكر انن اطلعت ف ملة( هنا لندن) الت صدرت ف شهر يوليو ف عام‬
‫‪1976‬على مقال أعيد نشره من جديد وقد نشر من قبل ف نفس الجلة عندما كانت تسمى بالستمع العرب ف‬
‫شهر يوليو عام ‪1942‬م هذا القال فيه عرض لكتاب ألف حسبما قيل باللغة العربية ومؤلفه تاجر يونان كان‬
‫يقيم ف السنكدرية‪ ,‬وقد وصل إل الزيرة العربية‪ ,‬ووصل إل النطقة النوبية لسلطنة عمان أي إل ظفار‪ ,‬حيث‬
‫اطلع هناك على كيفية استخراج اللبان من الشجار ووصل ف رحلته إل شرق افريقيا ووصل إل جزيرة زنبار‬
‫نفسها فيما قيل وذكر لعرب جنوب شبه الزيرة العربية‪.‬‬

‫ول ريب أن هؤلء العرب هم عرب عمان وعرب اليمن والكتاب الف ف القرن الول للميلد فمعن ذلك‬
‫أن هذه العلقة تتد إل ما قبل ألفي عام أو ما يزيد عن ذلك‪ ,‬وعندما جاء السلم النيف فأن هذه الصلت ل‬
‫تنقطع بل زادت قوة ورسوخا‪.‬‬

‫والذي سجله التاريخ أن أول هجرة من هجرات العمانيي إل أفريقيا الشرقية بعدما اكرم ال‪ -‬تبارك‬
‫وتعال‪ -‬البشر بالسلم وغمر هذه البلد نوره‪ ,‬هي هجرة سليمان وجيفر حفيدي اللندى بن الستكب بعدما‬
‫دارت الروب الطاحنة ما بينهما وبي الجاج بن يوسف‪ ,‬وهجرتما إل شرق افريقيا دون سائر بلدان العال‬
‫تدل دللة واضحة على أن العلقات بي العمانيي وبي افريقيا الشرقية علقات قدية وأن للعمانيي وجودا هناك‬
‫وال فما الذي كان يدعوها إل ترك أرض فارس وأرض الند وأرض الصي وغيها من بلد العال والذهاب إل‬
‫شرق افريقيا لول أن العمانيي وجودا هنالك؟‬

‫وقد اكتشف ف اليام الخية أن اقدم مسجد بشرق افريقيا كان من بناء هذين الرجلي العمانيي العربيي‬
‫السلمي‪ ,‬وهو مسجد بنياه (ببأ) الت ساها العرب بالزيرة الضراء‪ ,‬وكان انتقالما من عمان إل هناك ف العال‬
‫الرابع والسبعي من القرن الول الجري‪ ,‬فمعن هذا أن ذلك السجد‪ -‬كما يقول مكتشفوه‪ -‬بن ف القرن‬
‫الول الجري‪ ,‬ف الربع الخي من القرن الول الجري‪.‬‬

‫وظلت العلقات ما بي العمانيي وما بي الناطق الفريقية الشرقية علقات متصلة قائمة طيلة تلك القرون‬
‫الاضية‪ ,‬ومن خلل وجود العمانيي هناك‪ -‬مع كونم أصحاب فكر وأصحاب مدرسة‪ -‬ل بد من أن يكون لم‬
‫مكتبة الكتب‬ ‫موقع واحة اليمان‬
‫موقع واحة اليمان‬
‫‪www.waleman.com‬‬

‫أنتاج فكري ف الجالي العلمي والدب‪ ,‬ولكن الظروف الزمانية الت أتت على الكثي من الثراث العمان هنا ف‬
‫عقر داره هي بطبيعة الال الت أتت على ذلك الثراث هناك ونتيجة لتلك العوامل فأننا ل نطلع إل على النر‬
‫اليسي من ذاك الكم الثراثي الائل ما يدلنا على أن العلماء العمانيي الذين ذهبوا إل هناك كانوا ينشرون فكرهم‬
‫ويقومون بدورهم ف نشر الدعوة السلمية ف اواسط الفارقة هناك‪.‬‬

‫ومن الدلئل الت تدل على أن للعمانيي صلت علمية وفكرية بشرق أفريقيا وجود الدرسة الباضية بشرق‬
‫أفريقيا ف تلكم القرون الغابرة السحيقة‪ ,‬فقد كانت مدينة (كلوه) حاضرة لم وكان هنالك الكثي من علمائهم‬
‫وأولئك العلماء كانوا على صلة بأخوانم علماء عمان‪.‬‬

‫وما يستفاد ما اطلعنا عليه أن أحد العلماء الذين كانوا ينتمون إل هذا الذهب وكانوا يقيمون ف مدينة‬
‫(كلبوه) عال نيسابوري‪ ,‬مشهور (باب الوليد سليمان الدياري) هذا الرجل كانت له مدرسة هناك‪ ,‬وعندما مات‬
‫وترك أولدا كان من مشهور أولده ولدان هم (يارك والوليد) الذي سى به‪ ,‬وبا أن يارك كان مقدما على أخيه‬
‫ف رجاحة عقله وغزارة علمه وسعة اطلعه‪ ,‬فقد كان وصي والده وكان وريثه ف مدرسته تلك‪ ,‬وقد كان ذلك‬
‫سببا ف حقد أخيه عليه ومنافسته له‪ .‬فاستصرخ أخوه ببعض علماء عمان فأرسلوا إليه وفدا للنظر ف الحوال‬
‫هناك والسعي إل رأب الصدع وجع الكلمة‪.‬‬

‫وكتبت رسائل ف ذلك من بينها رسالة كتبها العلمة القلهات صاحب كتاب الكشف والبيان‪ ,‬وهذا يعن أن‬
‫للعمانيي دورا فكريا هناك‪ ,‬هلى أن هذا الدور الفكري ما كان أيضا مقطوعا عن الدور السياسي‪ ,‬ول أدل على‬
‫ذلك من قيام دولة لبن نبهان ف القرن السابع الجري هناك ف شرق أفريقيا ف أرض (بته) واستمر وجودهم‬
‫زمنا طويل‪ ,‬على أن بعض الؤرخي يذكرون أن البتغاليي عندما جاءوا إل شرق أفريقيا مستعمرين وجدوا تأثيا‬
‫كبيا للعمانيي هناك‪ ,‬ووجدوا مدنا على ساحل أفريقيا تضاهي مدن اوربا ف ذلك الوقت ف حسن عمرانا وف‬
‫حسن نظامها‪ ,‬وقد برهم هذا الذي لقوه بعدما كانوا يتخيلون أنم سيجدون الفرقة هناك اشبه ما يكونون‬
‫بالسباع ف الغابات‪.‬‬

‫وقد حاول البتغاليون بكل جهد‪ ,‬وبكل هة أن يسحوا هوية تلك الشعوب هناك ولكنهم ل يفلحوا رغم‬
‫استمرار استعمارهم لا زمنا طويل حت أنم عمدوا إل أمي كان بدينة (مالندى) فأغتالوه واخذوا ولده الذي‬
‫كان يسمى (يوسف) وكان طفل صغيا ل يتجاوز السابعة من عمره فأخذوه إل مدينة (جوه) بأرض الند‬
‫وعمدوه هناك ونصروه على اللة الكاثوليكية وسوه (فرناندو) حت يهل هويته بل يهل اسه القدي‪ ,‬ورجع بعد‬

‫مكتبة الكتب‬ ‫موقع واحة اليمان‬


‫موقع واحة اليمان‬
‫‪www.waleman.com‬‬

‫ذلك إل (مالندى) وكانوا يظنون أنه على ملتهم وأنه يمل نفس الفكر الذي يملونه بعدما غسلوا دماغه‪ -‬فيما‬
‫يرون‪ -‬فأمروه ليكون لم وسيلة لتغيي هوية الشعب هناك وتويله عن السلم إل النصرانية ولكنهم فوجئوا بأن‬
‫المر كان خلف ما يظنون فإذا بذا الشاب ينتصر لبيه وينتصر لبناء ملته فيقتل القساوسة فجأة‪ ,‬ث بعد ذلك‬
‫يشن حربا عصابية ضد الستعمار البتغال‪ .‬وكان يخر البحر ويأتيهم ليحرق سفنهم تارة وليغزوهم ف أماكنهم‬
‫تارة أخرى بكل ما يستطيع من قوة وبن كان معه من النود حت استشهد ف سبيل ال وف سبيل الدفاع عن‬
‫العقيدة السمحاء‪ ,‬وظل الفارقة يرددون أناشيد تعكس بطولت هذا الشاب الذي ضحى بنفسه ف سبيل دين‬
‫ال تعال‪.‬‬

‫ث بعد ذلك استصرخ السلمون الذين هم بافريقية الشرقية بأخوانم العمانيي بعدما طارد العمانيون الدولة‬
‫البتغالية وطهروا شواطيء الليج من رجسهم ومن أثر استعمارهم وتتبعوا خروجهم ف سواحل الند وف‬
‫سواحل أرض فارس الطلة على الليج وهذا الستصراخ الذي ل يكن إل بالعمانيي ليدل دللة واضحة على‬
‫مكانة الصلت‪ ,‬وإل فقد كان أيضا للمسلمي هنالك دولة وهي الدولة العثمانية الناشئة آنذاك‪ ,‬فلماذا اثي‬
‫الستصراخ بالعمانيي دون غيهم لول متانة الصلت الت تربطهم بم‪ .‬وعلى أي حال فإن هذه الفترة‪ -‬كما‬
‫قلت‪ -‬ل بد أن تكون مصحوبة بنشر العلم ونشر الدب‪ ,‬ولكن تلكم الفت الت تعاقبت على ميط الساحل‬
‫الفريقي هي الت أتت على ذلكم التراث وجاء دور اليعاربة الذين قاوموا الستعمار البتغال واستخلصوا منهم‬
‫القلعة الت كان يسمونا قلعة (يسوع) وتتبعوا خروجهم من السواحل العمانية‪.‬‬

‫وكان الرجل الذي اعطى أفريقيا الشرقية عنايتة البالغة هو السلطان سعيد بن سلطان الذي أسس امباطورية‬
‫هنالك‪ ,‬وكان نفوذه يتد من (دلادو) ف النوب إل (مقديشو) ف الشمال حوال ألف ميل‪ ,‬ول يكن هذا النفوذ‬
‫ف الساحل الفريقي فحسب بل كان يتد ف اعماق أفريقيا إل البحيات‪ ,‬ويدل على ذلك الثل الفريقي الذي‬
‫ترجه أحد العرب إل بيت شعري عرب والبيت يقول‪:‬‬

‫رقص الناس ف البحيات رقصا‬ ‫أن تعال زامر بزنبار‬

‫هذا الثل قد يكون غي مستساغ ف بيئتنا العربية الدينية السلمية من حيث أنه يربط الدن بالزمار مثل‬
‫ولكن علينا أن نعلم البيئة الت قيل فيها هذا الثل‪ ,‬فإنه مثل شعب أفريقي‪ ,‬ومن عادة الفارقة الرتباط بالناي‬

‫مكتبة الكتب‬ ‫موقع واحة اليمان‬


‫موقع واحة اليمان‬
‫‪www.waleman.com‬‬

‫والرتباط بالطبل فامثلتهم تنبع من بيئتهم كما أ‪ ،‬البدوي أيضا أن مثل فإن لسان ينبع من بيئته كما كان من‬
‫الشاعر العرب البدوي علي بن الهم الذي مدح الليفة العباسي‪ ,‬فقال له‪:‬‬

‫وكالتيس ف قراع الطوب‬ ‫أنت كالكلب ف حفاظك العهد‬

‫من كبار الدلء عظيم الذنوب‬ ‫أنت كالدلو‪ -‬ل عتدمتك‪ -‬دلوا‬

‫وعندما انكر على هذا الشاعر أن يدح الليفة بثل هذا الدح فيشبهه تارة بالكلب وتارة بالتيس وثالثة‬
‫بالدلو‪ ,‬رد عليهم الليفة نفسه بأن تشبيهه إنا هو نابع من بيئته‪ ,‬فلو تركناه هنا وظل فترة لقال قول غي هذا‬
‫القول وفعل أقرب للخليفة لدة عام هناك فما كان منه إل أن افتتح قصيدة قالا بطلعها الشهور وهو قوله‪.‬‬

‫جلب الوى من حيث ادري ول أدري‬ ‫عيون الها بي الرصافة والسر‬

‫فهذا التحول إنا هو نتيجة تول البيئة وكذلك البيت الشعري الترجم عن الثل الفريقي إنا يعكس البيئة‬
‫الفريقية هناك ف شرق أفريقيا‪ ,‬وعلى أي حال فإن ذلك الثل يدل على تغلب نفوذ السلطان سعيد بن سلطان‬
‫ف قلب أفريقيا حت وصل إل البحيات‪ ,‬وقد قام بأمر يعد منعطفا تارييا خطيا وذلك أنه حول بلطه من‬
‫مسقط عاصمة عمان إل زنبار لتكون زنبار ف ذلك الوقت عاصمة للسلطنة من حيث أنه كان يقيم أكثر ما‬
‫يقيم هنالك ف زنبار ول بد أن يصحب مع هذا النتقال أيضا لطائفة من العلماء‪.‬‬

‫وفعل فقد تردد على شرقي أفريقيا طائفة من العلماء الذين كانوا هنا بعمان من بينهم العلمة الشهور الشيخ‬
‫ناصر بن أب نبهان الذي انتقل بصحبة السلطان سعيد بن سلطان إل شرق أفريقيا وظل هناك فترة طويلة كان ف‬
‫اثنائها يأت إل عمان ولكنه ل ينقطع عن زنبار حت توف هناك ول يزال قبه معروفا إل اليوم هنالك‪ ,‬وقد كانت‬
‫وفاته ف اليوم الثالث والعشرين من جادى الول عام ألف ومائتي وثلثة وستي للهجرة (‪1263‬هـ) أي قبل‬

‫مكتبة الكتب‬ ‫موقع واحة اليمان‬


‫موقع واحة اليمان‬
‫‪www.waleman.com‬‬

‫وفاة السلطان سعيد بن سلطان بعشر سنوات‪ ,‬كما أن العلمة الشهي الشيخ سلطان ابن ممد البطاشي كانت له‬
‫أيضا زيارات إل شرق أفريقيا ف ذلك الوقت بعية السلطان سعيد بن سلطان‪.‬‬

‫والشيخ ناصر بن أب نبهان من العلماء الذين عنوا يالتأليف ف مالت متعددة فقد عن بالتأليف ف التوحيد‬
‫وعن بالتأليف ف الفقه وعن بالتأليف ف الطب والفلك وعن بجالت متعددة‪ ,‬وكان من أشهر مؤلفاته كتاب‬
‫ألفه ف ستة ملدات جوابا على سؤال طويل يتعلق بقضايا العقيدة وقد ساه (الق اليقي) وقد اطلعت على الزء‬
‫الول منه وهو ملد كبي يتناول جوانب متعددة من قضايا العقيدة وكان كتابه هذا ل ينغلق على فكرة معينة بل‬
‫يناقش أقوال العلماء على اختلف اتاهاتم الفكرية فقد استعرض فيه كثيا ما جاء ف العقيدة النسفية الت تثل‬
‫العقيدة الشعرية وما ف شروح كلمه ث يتتبع ما قيل ف حواشي ذلك الشرح ث يناقش هذا الكلم على ضوء‬
‫الدلة من القرآن الكري ومن سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم‪.‬‬

‫ولذا الشيخ مؤلفات متعددة من جلة هذه الؤلفات كتاب (لطائف النن ف أحكام السنن) وهو كتاب حاول‬
‫فيه أن يبوب ( الامع الصغي للمام جلل الدين السوطي) تبويبا يتلف عن تبويب مصنفه لن مصنفه بوبه على‬
‫الروف الجائية‪ ,‬بينما الشيخ ناصر بن أب نبهان أخذ يبوب الكتاب على البواب الفقهية‪ ,‬فجمع الحاديث‬
‫النبوية الت تتعلق بأي باب من أبواب الفقه ف موضعه الاص ف موضع ذلك الباب‪ ,‬وهكذا أخذ يشرح هذه‬
‫الحاديث شرحا غي مل وغي مل أي شرحا متوسطا بي التطويل والختصار؛ وما يدل على أن هذا الشرح ربا‬
‫كان ف زنبار وربا كان أثناء عودته من زنبار إل عمان ف بعض الفترات أو بعض الوقات‪ ,‬أنه اشار هناك‬
‫عندما ذكر الحاديث الت تتعلق بالسواك والترغيب فيه أن أهل زنبار يرصون كل الرص على السواك وقد‬
‫امتدحهم بذلك واثن عليهم لتطبيق هذه السنة النبوية ولكنه بانب ذلك لحظ على كثي منهم أنم يستعملون‬
‫ما يسمى عندهم بالتبغ وهو نبات يضغ ومضغه يؤثر على الضراس ويبدل لونا البيض إل السواد فتمن بانب‬
‫مافظتهم على السواك أن ل يكون هذه العادة موجودة فيهم وهذه العادة كانت مألوفة من قبل هناك وقد‬
‫عهدناها ف بعض الناس الذين تقدم بم العمر قبل عقود من السني‪.‬‬

‫وألف الشيخ ناصر بن أب نبهان كتابا طبيا شعبيا ذكر فيه العلج بأنواع النباتات الوجودة هناك ف شرق‬
‫أفريقيا سي هذا الكتاب (السر اللي اسرار النبات السواحلي) وف هذا الكتاب قدم مقدمة شارحا فيها ذكر‬
‫مصطلحات اللغة السواحلية وما فيها من تفخيم السمى وتصغيه مصطلحات التفخيم ومصطلحات التصغي‬
‫ومصطلحات المع لن ف هذه اللغة مصطلحات للتفخيم كما أن ف اللغة العربية التصغي فهناك اللفظ قد‬
‫يفخم وقد يؤت به عاديا وقد يؤتى به مصغرا وذكر هذه الصطلحات وأورد اساء الشجار باللغة السواحلية‬

‫مكتبة الكتب‬ ‫موقع واحة اليمان‬


‫موقع واحة اليمان‬
‫‪www.waleman.com‬‬

‫الستعملة هناك‪ ,‬اللهم إل ما كان من الشجار موجودا ف البلد العربية فأنه يترجم بعد ما يذكر السم‬
‫السواحلي الشجار إل السم العرب العروف‪.‬‬

‫وف عهد السلطان سعيد بن سلطان تول رئاسة القضاء ف زنبار الشيخ العلمة ممد ابن علي النذري وظل‬
‫رئيسا للقضاء إل وفاته ف عهد السلطان ماجد بن سعيد بن سلطان وكانت وفاته ف اليوم الثالث عشر من‬
‫جادى الثانية من عام ألف ومائتي وستة وثاني للهجرة (‪1286‬هـ)‪ ,‬ولذا الشيخ مؤلفات متعددة فقد ذكر‬
‫بعض الترجي له أنه ألف كتابا ف العقيدة ساه( اللصة الدامغة ) وقد اطلعت على جواب له طويل وجه إليه‬
‫من قبل الشيخ علي بن عبدال الزروعي‪ ,‬وهو من الزاريع العمانيي الذين أقاموا ف شرق أفريقيا وقد كان‬
‫الشيخ الزروعي شافعي الذهب اشعري العقيدة فوجه إليه سؤال فيه مناقشة ف موضوع رؤية‪ -‬ال تعال‪,‬‬
‫واجاب الشيخ النذري على هذا السؤال جوابا مطول أودعه كثيا ما اطلع عليه من أقوال العلماء الفكرين ف‬
‫شت الذاهب الفكرية السلمية ويدل جوابه هذا على أنه كان أيضا مطلعا على كثي من دقائق على التشريح‬
‫الت امكن الوصول إليها ف ذلك الوقت فقد رسم هناك‪ ,‬كيف ينطلق الشعاع من العي إل الشيء البصر ومد‬
‫خطا ووضع اضلع ما يدل على أنه كان على اطلع ف هذه العلوم‪ ,‬ويقال أيضا بأن لذا الشيخ كتابا ف اللغة‬
‫العربية ولعله ف النحو أو أنه يمع ما بي النحو والتصريف‪.‬‬

‫هذا وللشيخ الزروعي الذي ذكرته أيضا كتاب آخر ف العقيدة حاول أن ياري فيه الشيخ النذري ساه‬
‫( الدروع السابغة) ولعله ناقش فيه بعض ما ذكره الشيخ النذري ف كتاب( اللص الدامغة)‪.‬‬

‫وابن الشيخ النذري الذكور تول القضاء أيضا ف زنبار فترة من الزمن إل أن توف ف عهد السلطان خليفة‬
‫بن حارب الذي امتدت سلطنته نو نصف قرن من الزمن هناك‪ ,‬وقد كانت وفاة الشيخ علي بن ممد النذري ف‬
‫عام ألف وثلثائة وثلثة وأربعي للهجرة ‪1343‬هـ‪ ,‬وقد ألف مؤلفات متعددة منها كتاب متصر ف التوحيد‬
‫يسمى (نور التوحيد) ومنها كتاب (الصراط الستقيم) وهو أيضا ف التوحيد وهو رسالة متصرة ومنها كتاب رد‬
‫فيه على مؤلف كندي نصران ألف كتابا ف عهد الأمون رادا على صديق له هاشي مسلم كان ف بلط الأمون‬
‫وقد دعاه الاشي إل أن يدخل ف دين‪ -‬ال تعال‪ -‬فأنكر ذلك الرجل هذه الدعوة وحاول أن يطمس بعض‬
‫القائق ف رسالة وجهها إل ذلك الصديق الذي ابتدأه بالدعوة فاطلع عليها الشيخ النذري وقد كتب كتابا ف‬
‫الرد على ما كتبه النصران بعنوان (الرد على النصران الكندي) ف نو مائتي وستة وثاني صفحة والكتاب ل‬
‫يزال موجودا مطوطا بوزارة التراث القومي والثقافة‪ ,‬وف هذا الكتاب مناقشة دقيقة للعقيدة النصرانية من خلل‬

‫مكتبة الكتب‬ ‫موقع واحة اليمان‬


‫موقع واحة اليمان‬
‫‪www.waleman.com‬‬

‫الرجوع إل العهدين العهد القدي والعهد الديث‪ ,‬ما يدل على أن الشيخ كان على اطلع على هذين الكتابي‬
‫وكان على معرفة بالنيل واختلفها وتفاوت عباراتا ف عرض كثي من القائق‪.‬‬

‫وللشيخ الذكور أيضا شرح على كتاب (متصر الصال) وكتاب متصر الصال هو للمام الفقيه العلمة‬
‫إبراهيم بن قيس المدان الضرمي‪ ,‬الذي هو من اباضية حضرموت وكان ف القرن الامس الجري وكان على‬
‫صلة بعلماء عمان وائمتها ف ذلك الوقت‪ ,‬وقد رأيت مسودة هذا الشرح أي شرح الشيخ النذري على هذا‬
‫الكتاب قبل نو ثلثي عاما منذ الن والكتاب‪ -‬كما هو‪ -‬معروف لنه كتاب متداول مشهور وقد طبعته وزارة‬
‫التراث القومي والثقافة اخيا وهو كتاب يشتمل على أبواب ف الفقه بعضها ف الديان والعبادات وبعضها ف‬
‫العاملت وبعضها أيضا ف الخلق‪.‬‬

‫وقد اختصر الشيخ النذري‪ -‬فيما اخبت‪ -‬كتاب (الستقامة) للمام الشهور أب سعيد الكدمي إل أنن ل‬
‫اطلع على هذا الختصر وله مؤلفات أخرى‪ ,‬ولعمه الشيخ عبدال بن علي النذري أيضا مؤلفات ولكنن ل اطلع‬
‫على شيء منها وإنا سعت عنها‪.‬‬

‫هذا ولنرجع قليل إل اللف بعد ما انتهى عهد السلطان سعيد بن سلطان وجاء دور ابنه السيد ماجد ابن‬
‫سعيد فقد ظلت العلقة مستمرة ما بي عمان وما بي زنبار بشرق أفريقيا ف ظل حكم السلطي البوسعيد‬
‫الوجودين هنا وهناك‪ ,‬ث جاء بعد ذلك عهد السيد برغش بن سعيد حرص على أن يدخل بالبلد أي شرق‬
‫أفريقيا طورا جديدا فأنشأ البان العمرانية التطورة ومد انابيب الياه إل الدينة من مكان بعيد نوعا ما‪ ,‬وحاول‬
‫أيضا أن يطور الثقافة والوعي هناك‪ ,‬وأتى باول مطبعة تطبع الكتب العربية هناك هذه الطبعة‪ ,‬ابتدأت الطباعة‬
‫فيها ف عام ألف ومائتي وسبعة وتسعي (‪1297‬هـ)‪ ,‬وابتدأ أول ما ابتدأ بطباعة قاموس الشريعة الذي يقع ف‬
‫تسعي ملدا وقد طبع منه السلطان برغش سبعة عشر (‪ )17‬ملدا ث طبعت كتب أخرى واستمر السلطي‬
‫هناك يطبعون على تلك الطبعة مموعة من الكتب العمانية وغيها إل عهد السلطان حود بن ممد بن سعيد ابن‬
‫سلطان‪ ,‬وف عهد السلطان برغش انتقل كثي من علماء عمان وأدابائها من عمان إل شرق أفريقيا لسباب‬
‫بعضها يعود إل ما كان ف عمان آنذاك من فت قبلية وتقاتل ما بي العمانيي أنفسهم ف ظل العصبيات القبيلة‬
‫البغيضة وبالتأكيد فإن مشايخ العلم‪ ,‬ما كانوا يرتاحون إل ذلك الوضع وما كانوا يتلءمون وينسجمون مع‬
‫أفكار زعماء القبائل الذين كان معظمهم اجهل من عشائرهم ولذلك كانوا يقودون عشائرهم إل هذه الرب‬
‫الطاحنة؛ ومن هذه السباب ضيق العيشة ف عمان آنذاك واتساعها هناك ف شرق أفريقيا فقد كانوا يعيشون‬
‫هناك عيشة رغدة‪.‬‬

‫مكتبة الكتب‬ ‫موقع واحة اليمان‬


‫موقع واحة اليمان‬
‫‪www.waleman.com‬‬

‫ومن تلكم السباب تشجيع السلطان برغش بن سعيد لهل العلم‪ ,‬فلذلك حاول كثي من العلماء الجرة‬
‫من هنا إل هناك‪ ,‬فكانت هجرة الشيخ يي بن خلفان بن أب نبهان الروصي الذي تول رئاسة القضاء هناك‬
‫وكانت هجرة الشيخ سال بن عدي البهلن الرواحي الذي اصطحب معه أبنه وهو صغي هو العلمة الشهور‬
‫الشاعر الكبي أبو مسلم ناصر بن سال بن عدي البهلن الرواحي‪ ,‬فقد ذهب الشيخ سال بن عدي من سلطنة‬
‫عمان إل سلطنة زنبار ف عام ألف ومائتي وخسة وتسعي للهجرة (‪1295‬هـ)‪ ,‬وكان معه ابنه أبو مسلم‬
‫وكان أبو مسلم آنذاك حسب ما قيل ل ل يتجاوز السبعة عشر عاما‪ ,‬فظل الب والبن هناك وتول الب‬
‫القضاء أيضا عند السلطان برغش بن سعيد وظل أبنه يتعلم ويتول بعض الناصب الدينية ف عهد ذلك السلطان‬
‫وبعد خس سنوات رجع البن إل عمان ث بعد ما قضى خس سنوات أخرى هنا ف عمان عاد أدراجه إل شرق‬
‫أفريقيا ليلقي با عصى الترحال‪ ,‬وظل هناك إل أن توف ف عام ألف وثلثائة وتسعة وثلثي (‪1339‬هـ) ول‬
‫اطلع على شيء من الؤلفات للشيخ سال بن عدي مع أنه كان مشهورا أنه من كبار العلماء ف ذلك الوقت ولربا‬
‫كانت له اجوبة ولربا كانت له مؤلفات وقد تلشت‪ .‬أما أبنه أبو مسلم فقد عن بالتأليف كما عن بقرض الشعر‬
‫وعن بالصحافة ف نفس الوقت وترك مؤلفات جة من بينها كتاب (نثار الوهر) وهو اشهر مؤلفاته وهو كتاب‬
‫ينبئ عن غزارة علم مؤلفة فإنه يربط فيه بي الفقه والديث وف نفس الوقت يصل الفروع فيه بالصول وهو‬
‫يبحث السألة بثا أصوليا بيث يؤصل كل مسألة ويؤصل ما جاء با من خلف فيتناول أقوال العلماء من متلف‬
‫الذاهب السلمية وكأنا الكتاب أراده مؤلفه أن يكون موسوعة فقهية اسلمية شاملة لميع الذاهب السلمية‪.‬‬

‫والكتاب يدل على عمق اطلع مؤلفه فإنه اطلع على مؤلفات الئمة الوائل وكان ينقل من هذه الؤلفات‬
‫نفسها فضل عن نقله عما استجد من بعض مؤلفات اصحاب تلكم الذاهب فكان ينقل عن المام الشافعي ف‬
‫كتابه (الم) وكان ينقل عن المام مالك ف كتابه (الدونة) وعن الوطأ‪ ,‬وينقل أيضا عن أئمة النفية من كتبهم‬
‫الشهورة (الداية وشروحها) والبسوط للمام السرخسى‪.‬‬

‫وبالملة فإن الكتاب يدل على سعة علم مؤلفه كما يدل أيضا على اطلعه على كتب الديث مع قلة‬
‫الراجع الديثية ف ذلك الوقت لن الطابع ما كانت قد نشرتا الن ولكن وقف له الجل بالرصاد فلم تتحقق‬
‫امنيته ف اناز هذا الكتاب البارك بل وصل فيه إل كتاب (النائز) واشتمل الكتاب على مقدمة ف التوحيد ث‬
‫على كتاب (الطهارات) وكتاب (الصلة) ث على كتاب (الصوم) ويقع هذا الكتاب ف ثلثة ملدات ت الجلدان‬

‫مكتبة الكتب‬ ‫موقع واحة اليمان‬


‫موقع واحة اليمان‬
‫‪www.waleman.com‬‬

‫الول والثان وناية الجلد الثان بنهاية أبواب الصلة‪ ,‬أما الجلد الثالث فهو ف الصوم‪ ,‬ونثر ف هذا الكتاب‬
‫كتاب (جوهر النظام) للمام العلمة الحقق نور الدين السالي‪ -‬رحه ال تعال‪.-‬‬

‫ومن تأمل هذا الكتاب وجد‪ -‬كما يقول بنفسه‪ -‬شرحا من جوهر ولصله الذي هو أرجوزة العلمة‬
‫الصائغي ف الفقه وبا أن صاحب الوهر قدم كتاب الصوم على كتاب النائز فإن مؤلف النثار ايضا سار هذا‬
‫السي فلذلك كان انتهاء كتابه بكتاب النائز ول يأت إل بعض احكامها وقيل ل بأنه كان يتحرى بأن يكون ف‬
‫اثني وعشرين ملدا مع أن ملداته ضخمة جدا كما هو واضح بعد ما صور هذا الكتاب وتداولته اليدي وتناقله‬
‫الناس من مكان إل مكان‪.‬‬

‫ولذا الشيخ من مؤلفات كتاب ( العقيدة الوهبية) وهو كتاب جم الفائدة إل أنه ل يوجد بكامله وقد برز ف‬
‫هذا الكتاب ف البحوث الكلمية وخصوصا ف مسألة الساء والسميات هل السم هو عي السمى أم أن السم‬
‫هو غي السمى كما أن له كتبا ف نشأة الرسول] صلى ال عليه وسلم [ وهو كتاب ( النشأة الحمدية) ومنها‬
‫كتاب ( النور الحمدي) وله أيضا كتاب ف اساء ال يسمى ( أرواح السرار وألواح النوار) وجع أفكاره‬
‫الشعرية ف كتاب ساه كتاب ( النفس الرحان ف أذكار أب مسلم البهلن) أتى فيه بثمانية أذكار‪ ،‬الذكر الول‬
‫منها الوادي القدس الذي هو عبارة عن قصيدة بميع اسائه السن وتوسل إليه‪ -‬سبحانه وتعال‪ -‬فيها ومن بي‬
‫الذكار ( العرج السن ف أساء ال السن) ومن بي هذه الذكار أيضا ( درك الن ف تميس سوط الثنا) وقد‬
‫خس ف هذا الذكر قصيدة للمام الحقق العلمة الشيخ سعيد بن خلفان الليلي وكان الشيخ يبتهل با إل ربه‬
‫سبحانه وتعال‪ ،‬ويتضرع إليه بأن يبعث السلمي وأن يمع كلمتهم وأن يرأب صدعهم وقد حرص العلمة أبو‬
‫مسلم أن يكون تميسه لذه القصيدة منسجما تام النسجام مع الصل لفظا ومعن‪ ،‬كما يدل على ذلك مطلع‬
‫هذا التخميس فإن القصيدة مطلعها‪:‬‬

‫بكل لسان قد بثثن وجيد‬ ‫سوط ثناء ف سوط فريد‬

‫وإذ بالخمس يقول‪:‬‬


‫اوجه باسم ال وجه شهودي‬

‫مكتبة الكتب‬ ‫موقع واحة اليمان‬


‫موقع واحة اليمان‬
‫‪www.waleman.com‬‬

‫لعز جلل ال رب وجودي‬

‫تسابيح اخلصي له وصمودي‬

‫بكل لسان قد بثثن وجيد‬ ‫سوط ثناء ف سوط فريد‬

‫وحب له ف لب قلب وقشره‬

‫وخوف يوازيه رجاء لبه‬

‫وشكر ومن ل أن اقوم بشكره‬

‫إذا نشرت منه اجل برود‬ ‫وحد تغص الكائنات بنشره‬

‫وشوق يذيب النفس ل عج حره‬

‫ووقفة مضطر اسي بفقره‬

‫مكتبة الكتب‬ ‫موقع واحة اليمان‬


‫موقع واحة اليمان‬
‫‪www.waleman.com‬‬

‫واخلص ستر نوره حشو ستره‬

‫ويبعث قبل البعث من هو مودى‬ ‫وذكر له تيا النفوس بذكره‬

‫صرفت مرادي فيه طوعا الصرفه‬

‫حقيقة ذكرى انن عي ظرفه‬

‫حبان به طيبا عرفت بعرفه‬

‫فما مسك دارين يشاب بعود‬ ‫تعطرت الفاق من طيب عرفه‬

‫وعندما جاء إل الوضوع الساسي للقصيدة وهو ابتهاله إل ال بأن يغيث السلمي ويقهر اعداء الدين‪ -‬أن‬
‫يقطع دابر الللحدين قال‪:‬‬

‫الي عدو ال يشفى غليله‬

‫مكتبة الكتب‬ ‫موقع واحة اليمان‬


‫موقع واحة اليمان‬
‫‪www.waleman.com‬‬

‫سبيلك يدينها ويعلي سبيله‬

‫يغالب أمر ال حت ييله‬

‫اركب ومواضيه انعمى بورود‬ ‫فيا غارة ال اغضب وخيوله‬

‫ودائرة السوء استمري بدورة‬

‫عليه ومقت ال خذه بسورة‬

‫ويابطشة ال اسحقيه بثورة‬

‫تريهم من كفرهم بلحود‬ ‫ومن على العداء منك بزورة‬

‫ومرقهم اللهم كل مزق‬

‫باهلك غلبا فيلقا بعد فيلق‬

‫مكتبة الكتب‬ ‫موقع واحة اليمان‬


‫موقع واحة اليمان‬
‫‪www.waleman.com‬‬

‫ونكل بم وامقهم بالتفرق‬

‫عليهم وحصن شامخ ووصيد‬ ‫ويارب مزق كل سور وخندق‬

‫طغوا ف بلد ال لا تطقهم‬

‫وتغييك اللهم ل يعتنقهم‬

‫وانك بالرصاد خذهم وبقهم‬

‫عواقب مكر ف البلد شديد‬ ‫وقد مكروا فامكر بم واذقهم‬

‫لقد وطئوا الدنيا برجس مرجس‬

‫وعانوا بظلم ف عبادك مضرس‬

‫شياطي ملعوني من كل ملبس‬

‫مكتبة الكتب‬ ‫موقع واحة اليمان‬


‫موقع واحة اليمان‬
‫‪www.waleman.com‬‬

‫من البغي تريها بكل صعيد‬ ‫فطهر بقاع الرض منهم بانفس‬

‫الي قبيل جاحد لك قد غوى‬

‫يعاديك ل يألو على حربك انطوى‬

‫ابده ومن واله وحيا وما حوى‬

‫فتيل ومأسور يرى وطريد‬ ‫وشرد بم ف كل أرض فل سوى‬

‫بغيتك اللهم يا حامي المى‬

‫بسطوتك اللهم يا رافع السما‬

‫سيع دعائي كن عليهم مدمدما‬

‫مكتبة الكتب‬ ‫موقع واحة اليمان‬


‫موقع واحة اليمان‬
‫‪www.waleman.com‬‬

‫لعاد وفرعون جرى وثود‬ ‫وصب عليهم سوط منتقم كما‬

‫وعذبم نكر العذاب ودنم‬

‫وشدد عليهم وطأة واهنهم‬

‫وعن كل خزي ربنا ل تصنهم‬

‫فما قوم نوح منهم ببعيد‬ ‫ول تبق ديارا على الرض منهم‬

‫فالطلع على هذا التخميس من غي أن يعرف أن الصل لغي الخمس يتوهم أن الميع لناظم واحد نظرا‬
‫للتوافق والنسجام الذي بي الصل والتخميس‪.‬‬

‫هذا وكان‪ -‬كما قلت‪ -‬للعلمة أب مسلم دور ريادي ف الصحافة هناك فقد انشأ ملة سيت آنذاك‬
‫(بالنجاح) وتول رئاسة تريرها فترة طويلة وكان يتابع الحداث ف العال السلمي ويهتم بكل ما يري ف العال‬
‫ول يألوا جهدا أن يشارك اخوانه السلمي جيع هومهم ول أدل على ذلك من أنه كان – على بعد الشقة‪-‬‬
‫يرص على أن يراسل أخوانه السلمي الذين يهتمون بالقضايا السلمية ويتمعون من أجل القضايا السلمية ف‬
‫ذلك الفرعونية ف مصر قائمة وكان الناس يدعون أن مصر فرعونية وهي دعاية استعمارية لقطع صلة الصريي‬
‫بالسلم واعتبار السلمي مستعمرين دخلء عليهم وانعقد من أجل ذلك مؤتر إسلمي برئاسة (ياض باشا) ف‬
‫مصر ما كاد يسمع أبو مسلم هذه النباء حت بادل أخوانه السلمي هناك هومه وأرسل إليهم قصيدة عصماء‬
‫يؤيد فيها الجتمعي ف ذلك الؤتر وكانت فاتة القصيدة‪:‬‬
‫مكتبة الكتب‬ ‫موقع واحة اليمان‬
‫موقع واحة اليمان‬
‫‪www.waleman.com‬‬

‫ينقضي الدور بأدوار أخر‬ ‫هزت العال أدوار البشر‬

‫ضايق العال وارتاد القمر‬ ‫كل دور رقص الدهر له‬

‫إن نصف الليل يتلوه السحر‬ ‫أيها العال سعها جلدا‬

‫كلنا يرضع منها ويذر‬ ‫ان هذا النيل أم حافل‬

‫حية أشبه شيء بسقر‬ ‫فغدت حافلنا ترضعها‬

‫واغتبطنا بشاش ووبر‬ ‫رضعتها لبنا ث دما‬

‫ل ول يقنعها بلع الجر‬ ‫وهي ل يقنعها ما ترتي‬

‫أن ذي تلقف أرواح البشر‬ ‫ذكرتنا بعصا موسى على‬

‫وبقينا نترامى ف الفر‬ ‫نيلنا ف الغرب يري ذهبا‬

‫مكتبة الكتب‬ ‫موقع واحة اليمان‬


‫موقع واحة اليمان‬
‫‪www.waleman.com‬‬

‫إل قوله‪:‬‬

‫أنظم النم ل أرضى الدرر‬ ‫لو يكون الشعر نصرا ل أزل‬

‫قلم ف النصر أن قام عثر‬ ‫لو ملكنا السيف ل نرجع إل‬

‫ودعا للمؤترين بالنجاح ودعا لـ( رياض باشا) نفسه بطول العمر‪.‬‬

‫وف عهد السلطان برغش بن سعيد بن سلطان هاجر ايضا من عمان العلمة الشهور الشيخ سيف بن ناصر‬
‫الروصي وكانت هجرته إل شرق افريقيا ف عام ألف وثلثائة للهجرة ‪1300‬هـ على أنه ل تنقطع صلته‬
‫بعمان بل كان يأت إليها بي الي والخر‪ ,‬وهذا الشيخ كان قبل عهد السلطان حود بن ممد مرجع القضاء‬
‫والفتوى ف زنبار فالشيخ سيف بن ناصر كانت مكانته هنالك مكانة مرموقة وكان شأنه ما بي السلمي‬
‫العمانيي وغيهم شأنا رفيعا وكان له اسهام ف التأليف‪ ,‬ومن بي مؤلفاته كتابه الذي سبكه سبكا رصينا وهو‬
‫كتاب (الامع اركان السلم) تدث فيه عن اركان السلم بعباراته الرصينة الت تشبه إل حد بعيد بعبارات‬
‫صاحب (النيل)‪.‬‬

‫ولذا الشيخ ايضا مؤلف ف العقيدة وهو مؤلف متصر سبكه سبكا يشبه سبك (جامع اركان السلم) وقد‬
‫شرحه موسعا ف جزئي وعنوان الشرح (الرشاد بشرح مهمة العتقاد) تناول الزء الول القضايا العتقادية اما‬
‫الزء الثان فقد تناول الذهب وتفاصيلة من الناحية التاريية والفكرية ايضا إل أن هذا الكتاب كانت موجودة‬
‫منه نسخة واحدة واظنها بط مؤلفه وللسف الشديد تلشت تلك النسخة بعد ما وصلت إل ايدينا ول نعرف‬
‫مكانا الن‪ ,‬وكما أن العمانيي الذين وفدوا إل شرق افريقيا كان لم اسهاما ف التأليف ف شت الجالت‪ -‬كما‬
‫تعلمون‪ -‬والمثلة السابقة تدل على ذلك وهي‪ -‬بالطبع‪ -‬قليل من كثي؛ فإن للقبائل العمانية الت تسلسل‬
‫وجودها هناك ايضا اسهام ومن بي هذه المثلة الت تدل على ذلك ما ذكرته عن العلمة الشيخ ممد بن علي‬

‫مكتبة الكتب‬ ‫موقع واحة اليمان‬


‫موقع واحة اليمان‬
‫‪www.waleman.com‬‬

‫النذري وولده الشيخ علي بن ممد فإنما جيعا من ولدوا من العمانيي ف شرق افريقيا وكان وجود هذه القبيلة‬
‫بل وجود هذه السلسلة ف شرق افريقيا قبل عهد السلطان سعيد بن سلطان‪ ,‬وكما تعلمون فإن للشيخ ممد بن‬
‫علي مؤلفات ولخيه الشيخ عبدال بن علي مؤلفات وأن ل نتطلع عليها إل إننا سعنا بتلك الؤلفات فهذه‬
‫السلسلة مباركة‪.‬‬

‫ومن العمانيي الذين ألفوا وولدوا ف شرق افريقيا العلمة الشيخ علي بن عبدال الزروعي وغيه من قبيلة‬
‫الزاريع ومن بي هؤلء الشيخ المي علي الزروعي الذي ألف من بي مؤلفاته رسالة متصرة ف العبادات ساها‬
‫(هداية الطفال) وقد ألفها على نط العصر الديث ف الكتب الدرسية‪.‬‬

‫ومن الؤلفي ايضا بشرق افريقيا من ولد بشرق افريقيا الشيخ ممد بن علي بن خيس البوان هذا الشيخ‬
‫انتقل والده من عمان إل شرق افريقيا وظل هناك إل أن مات وترك ولده العلمة الشيخ ممد بن علي بن خيس‬
‫وكان الشيخ العلمة ممد بن علي بن خيس أديبا كوالده بل كانت الناحية الدبية عنده تطغى على الناحية‬
‫العلمية والفكرية ولذلك عن بالدب عناية بالغة وله ديوان شعري وله مقامات ومع أنه ولد هناك بشرق افريقيا‬
‫ما كان ينسى وطنه الم عمان‪ ,‬ولذلك سى بعض القامات الت احتواها كتابه الاص بذلك باساء بلدان عمان‬
‫فهناك القامة (الصحارية) وهناك فيما اذكر ايضا القامة (العمانية)‪.‬‬

‫ومن بي الؤلفي من شبوا وترعرعوا ف شرق افريقيا وتعلموا هناك من ينحدرون من اصول عمانية الشيخ‬
‫العلمة سال بن سعيد الشعب وقد كان شافعي الذهب وألف كتابا ف الفرائض ساه ( اسى القالب البهمات)‬
‫شرح فيه جانبا من علوم الفرائض خصوصا‪ ,‬ما يتعلق بتوريث الجداد شرحا واسعا مطول ومن بي هؤلء ايضا‬
‫الشيخح سليمان بن ممد العلوي‪ .‬الذي قضى فترة طويلة ف التدريس وله كثي من الطلبة واسه مشهور هناك‬
‫ف شرق افريقيا وقد ألف شرحا متصر التلمذته على (الجرومية) للمام الصنهاجي‪ ,‬كما ألف أيضا شرحا‬
‫متصرا لكتاب (مت البناء ف علم التصريف) على أن الكثي من طواهم الدهر ومن ل تبلغنا اساؤهم ومن ل‬
‫يبلغنا انتاجهم كان لم دور التأليف ف شرق افريقيا من ينحدرون من أصول عمانية‪.‬‬

‫هذا ما استطعت استحضاره الن ف هذه اللسة‪.‬‬

‫واستمحيكم عذرا بأن ذلك كله كان ارتال ول يكن ناشئا عن التفكي وعن اعداد وعن بث وتنقيب وقد‬
‫كان الحرى ان نرجع إل الظان الت يكن منها أن نستلهم ما هو اكثر من هذه القائق وأسأل ال‪ -‬تبارك‬
‫وتعال‪ -‬التوفيق‪ ,‬ول يفوتن هنا أن اشكر وزارة التراث القومي والثقافة وعلى رأسها سو الوزير الوقر السيد‬
‫مكتبة الكتب‬ ‫موقع واحة اليمان‬
‫موقع واحة اليمان‬
‫‪www.waleman.com‬‬

‫فيصل بن علي بن فيصل آل سعيد وأن اشكر سعادة الخ العزيز رئيس النتدى وجيع العاملي بوزارة التراث‬
‫القومي والثقافة على اتاحة هذه الفرصة للحديث إل هذا المع الكري وأسأل ال‪ -‬تبارك وتعال‪ -‬أن يوفق‬
‫الميع لا فيه الي ف ظل القيادة الرشيدة لعاهل البلد الفدى‪ -‬حفظه ال تعال‪ -‬وشكرا لكم والسلم عليكم‬
‫ورحة ال وبركاته‪.‬‬

‫مكتبة الكتب‬ ‫موقع واحة اليمان‬

You might also like